خليل حلو: رسالة مفتوحة إلى المسؤولين الكرام: نهاياتكم عاطلة سواءً كانت برحيل سلمي أو طوعي أو بعد عمر طويل أو برحيل دراماتيكي

131

رسالة مفتوحة إلى المسؤولين الكرام: نهاياتكم عاطلة سواءً كانت برحيل سلمي أو طوعي أو بعد عمر طويل أو برحيل دراماتيكي
خليل حلو/فايسبوك/03 كانون الثاني/18

حضرات المسؤولين الكرام، هذه رسالة مفتوحة لكم بدون أية خلفية سياسية أو توجه وطني معين، إنها رسالة تبغي الموضوعية بالمطلق. أنا أحتك بالناس من مختلف الأوساط الإجتماعية ومن مختلف الإتجاهات السياسية، منهم من أختلف معه بالرأي ومنهم من أتفق معه بالرأي، وعندما يكون المرء في جوّ اجتماعي مرتاح يأخذ حرّيته بالكلام وما نسمعه في هذه الحلقات الإجتاعية هو مرآة للرأي العام (ربما لا يهمكم الرأي العام كما يبدو إلا في فترات الإنتخابات حيث تلعب العواطف لا العقول …). لا أعرف إذا كان مدّاحو البلاط les courtisans de la cour الذين إذا سألتموهم كيف هو الطقس في الخارج يجاوبوكم: “الطقس هو كما ترغبون مولانا” وإذا سألتموهم ما هي الساعة يجاوبون “قد ما بدّك سيدنا” وإذا سألتموهم عن إدائكم يجاوبكم “ممتاز مولانا … ولكن الناس لا يقدّرون جهدكم سيدنا” … لذلك إليكم ما هي الصورة التي في اذهان الرأي العام:
1) الناس ملـّت من وجوه تملأ الشاشات منها منذ 30 عاماً ومنها منذ 25 عاماً ومنها منذ 24 عاماً ومنها منذ 13 عاماً ومنها محنـّـط … بينما زعماء العالم الحر تغيروا والعالم العربي تغير والتكنولوجيا المعلوماتية قفزت وثبات جبارة … الناس ملـّـت هذه الوجوه وتريد وجوه جديدة توحي بالثقة وبالأمل لأنكم فشلتم على كافة الصعد.
2) الناس تتسائل عندما تراكم مجتمعين: ابتسامات (سينمائية) – ضحك – أحاديث جانبية وكأن شيئاً لم يكن – … أما تصاريحكم ضد بعضكم البعض على الشاشات عندما تكونون منفردين فهي نارية، حاقدة، لامسؤولة، تستعمل فيها تعابير نابية تنم عن قلـّـة أخلاق … ومنكم من يقهقه في مجلس عزاء مؤخراً … بينما تكنولوجيا المعلوماتية ووسائل الإعلام بالعشرات لا تظهر أي من زعماء العالم يتصرفون بهذا الشكل، بل بكرامة احتراماً لشعوبهم
3) الناس تستمع إلى تحاليلكم عما يجري في المنطقة ويرون فيها كل شيء إلا التحاليل. ما يسمعه الناس ويروه منكم في هذا الخصوص هو أما مدائح لزعماء وطواغيت أما شتائم ومهاجمات لآخرين ولم نسمع من أحد منكم رأياً مستنيراً أين تقع مصلحة لبنان … الناس لا تصدقكم إطلاقاً بل تنتظر ما يقوله الإيراني والأميركي والسعودي والتركي والمصري والروسي … ويدركون أنكم نكرات في هذه المعمعة.
4) مواكبكم السيارة بزجاجها الأسود تترافق عند مرورها مع شتائم بحقكم من الناس سواءً بالصوت العالي أو بالصوت المنخفض … وأنتم لا تسمعون طبعاً وتتخيلون أن الناس تنبهر لهذه المواكب السوداء. كذلك شرطة السير التي لا تحترموها ولا تحترموا إشارات السير ولا قوانين السير … هذه الشرطة تجد أنكم تحطمون الأرقام القياسية بكسر القوانين وتحتقركم وهذا سمعته مراراً من شرطيين مجهولين يقومون بواجبهم ومنهم من فقد حماسه للقيام بواجبه.
5) مظاهر الغنى أو التواضع المصطنع من قبلكم تثير إشمئزاز الناس التي اصبحت تحت حافة الفقر وإليكم هذه الواقعة: في أحد السوبرماركات ليلة رأس السنة كانت امرأة عجوز أمامي تجر عربة فيها ربطة خبز فقط تعرّفت عليّ من خلال إطلالاتي التلفزيونية وقالت لي أن ابنها مفقود منذ 40 عاماً وسألتني إذا كان هناك من أمل في عودته … فقابلتها بالصمت … وقالت لي أن كاهن كنيسة الحي الذي تسكن فيه أعطاها عشرة آلاف ليرة لتشتري خبز ومعكرونة ولبن لتعيـّـد ليلة رأس السنة … خبر من هذا النوع لا يصلكم من مدّاحي البلاط الفاشلين الذين تحيطون أنفسكم بهم
6) اللائحة طويلة … وأنتم لا تبالون إطلاقاً … المناضلون الشرفاء سيبقوا مناضلين حتى نهاية أعمارهم. ولدوا أحراراً وصادقين وسيبقون. أما أنتم فنهاياتكم عاطلة سواءً كانت برحيل سلمي أو طوعي أو بعد عمر طويل أو برحيل دراماتيكي … نهايتكم عاطلة. الذي رحلوا يذكرهم الناس أما سؤاً أما خيراً.
التاريخ لا يرحم …