تعليق بالصوت والنص/الياس بجاني/الاحتلال الإيراني للبنان وراء كل مشاكله

85

تعليق بالصوت والنص/الياس بجاني/الاحتلال الإيراني للبنان وراء كل مشاكله

 تعليق بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني/الاحتلال الإيراني للبنان وراء كل مشاكله/31 كانون الأول/18/اضغط هنا  للإستماع للتعليق

تعليق بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني/الاحتلال الإيراني للبنان وراء كل مشاكله/31 كانون الأول/18/اضغط على العلامة في أسفل إلى يمين الصفحة للإستماع للتعليق

تعليق بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني/الاحتلال الإيراني للبنان وراء كل مشاكله/31 كانون الأول/18/

الاحتلال الإيراني للبنان وراء كل مشاكله
الياس بجاني/31 كانون الأول/18

تَعْلَمُونَ أَنَّ رُؤَسَاءَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُم، وعُظَمَاءَهُم يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِم، فلا يَكُنْ بَيْنَكُم هكَذَا. بَلْ مَنْ أَرادَ أَنْ يَكُونَ بَيْنَكُم عَظِيْمًا، فَلْيَكُنْ لَكُم خَادِمًا. ومَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ الأَوَّلَ بَيْنَكُم، فَلْيَكُنْ لَكُم عَبْدًا، مِثْلَ ٱبْنِ الإِنْسَانِ الَّذي لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدُم، ويَبْذُلَ نَفْسَهُ فِدَاءً عَنْ كَثِيرِين”. (إنجيل القدّيس متّى02/من20حتى28)

لا، ليس غريباً ولا مستغرباً الحال التعيس والبائس الذي يمر فيه حالياً وطن الأرز على كافة المستويات السياسية والحزبية والرسمية والشعبية لأن من يزرع الريح لا يمكن أن يحصد غير العواصف، ولأن فاقد الشيء لا يعطيه، ولأن من يتخلى عن قراره السيادي والاستقلالي للغريب ويقبل التبعية له مقابل منافع ومصالح يفقد كرامته وحريته ويصبح عبداً.

من هنا فإن كل يشهده وطن الرسالة والحرف وقدموس وجبران والقداسة والقديسين من تفكك ممنهج لكل معايير ومقاييس وأسس وقواعد وضوابط الحكم والقانون والعدالة والخدمات الاجتماعية والمقومات المعيشية والتناحر المصلحي والتناتش والصراعات على السلطة والنفوذ والثروات..هذا كله هو نتيجة حتمية لفساد وإبليسية غالبية القيادات، وأهل السلطة، وأصحاب شركات الأحزاب السماسرة والأطقم السياسية والحزبية الغارقة في غرائزيتها المتوحشة.

فكيف يمكن أن يقوم بلد كثر من شرائحه المجتمعية أفراد وقيادات لا يحترمون ولا يؤمنون بهويته وبكيانه وبدستوره ويوالون غرباء ويعملون أدوات في أطر مشاريعهم الإرهابية والقومية والمذهبية والتوسعية؟

وعلى خلفية فساد القيادات وأصحاب السلطة وفجورهم وجحودهم وتبعيتهم للغرباء أمسى وطننا ساحة مباحة لكل تجار المقاومة والممانعة والتحرير، ولكل المافيات المحلية والوافدة.

علماً أن كل ما يعاني منه اليوم أهلنا ويشكون منه هو رزم من أعراض الاحتلال الإيراني، وبالتالي لا شفاء من أي عارض، ولا حل لأي مشكل صغيراً أو كبيراً دون علاج المرض الأساس الذي هو الاحتلال.

وبداية رحلة ألف ميل التحرير من الاحتلال العجمي المتغول هي أولاً وقبل كل شيء شجاعة الاعتراف علناً ودون مواربة بواقع هذا الاحتلال والتوقف عن خداع الذات والآخرين ونعته زوراً بالمقاومة.

وما يجب أن نعرفه جيداً كلبنانيين من كل شرائح مجتمعنا ودون أوهام وأحلام يقظة هو أن لا أحد سوف يأتي من الخارج لتحريرنا من نير الاحتلال الإيراني لا اليوم ولا في أي يوم.

نحن كشرائح لبنانية متنوعة اثنياً ودينياً وقومياً وحضارياً في الوطن الأم وبلاد الانتشار علينا أن نتكل على أنفسنا أولا وأخيراً ونعرف ماذا نريد.

علينا أن نحدد ثوابتنا ومعاييرنا الوطنية والإيمانية والحياتية، قبل أن نتوقع عودة لبناننا إلى حريته واستقلاله وتحرره من سرطان الاحتلال الإيراني، وقبل طلب المساعدة من الآخرين أو تحميلهم مسؤولية ما نحن غارقون به من تردد وتهرب من تحمل المسؤوليات وأنانية وعبادة أفراد.

علينا أن نتعلم القيام بواجباتنا والتزاماتنا قبل أن نلوم الغير على ما هو من نتاجنا في أي مجال كان.

علينا أن لا نقبل بدور الأغنام وأن نرفض النوم في الزرائب وأكل التبن من المعالف.

علينا أن نشهد للحق ونسمي الأشياء بأسمائها دون ذمية وتقية وأن نتجنب تغليب المصالح الخاصة على المصالح العامة.

علينا أن لا نؤيد أي سياسي أو حاكم أو رجل دين لا يعمل من أجل الوطن وليس من أجل نفسه ومصالحه.

علينا أن لا نؤله ونعبد أي شخص كائن من كان، سياسي أو زعيم أو رجل دين، ونتزلم له وقتل بصرنا والبصيرة وإعطاء عقولنا إجازة.

الحر هو من يّحكِّم عقله وضميره ووجدانه ويحترم نفسه ويكون من أصحاب المواقف الواضحة والشجاعة والعلنية.

باختصار ووطننا محتل وقراره مصادر والفوضى منتشرة فيه والعدل مهان والكرامات مداسة علينا أن نتصرف كأحرار نخاف الله ويوم حسابه الأخير.

ومع جبران نقول لكل لبناني حر: لا تسأل ماذا يعطيك وطنك، بل اسأل ماذا تقدم أنت له.

يبقى أن الحرية لا نستجدى ولا يتم الحصول عليها بالخنوع والركوع والتبعية والإستزلام، ولكن تؤخذ من خلال النضال والثقة بالنفس والشجاعة والتضحيات والإيمان.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الألكتروني
Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني
http://www.eliasbejjaninews.com

ملاحظة/في أسفل رابط المقالة المنشورة اليوم في جريدة السياسة
الاحتلال الإيراني للبنان وراء كل مشكلاته/الياس بجاني/31 كانون الأول/18/اضغط هنا لقراءة المقالة