الكولونيل شربل بركات في رثاء صديقه “شربل الأخ” الذي توفي في إسرائيل

159

الكولونيل شربل بركات في رثاء صديقه “شربل الأخ” الذي توفي في إسرائيل
28 كانون الأول/18

شربل الأخ
ذهب شربل الأخ مع من رحل سنة 2000 يوم قررت اسرائيل الانسحاب من طرف واحد ولم يجرؤ حكام لبنان يومها على ارسال الجيش واستلام المنطقة حتى الحدود بل ارتضوا تسليمها لحزب الله الذي أراد الظهور بمظهر المنتصر ولم يكن له من عدو ينتقم منه فقرر الانتقام من أصحاب الأرض وحماتها في اثناء الشدة، ولم يفهم هؤلاء التمثيلية ولا قدروا أن يقاتلوا الأهل فانسحبوا ينتظرون عودة الحكم إلى رشده وتعقل من غرهم سهولة استرجاع الأرض التي حافظوا هم على لبنانيتها بدمهم يوم كثرت الأعلام وتعددت الولاءات.

اليوم وبعد ثماني عشرة سنة من الانتظار، وقبل عيد الميلاد في الثاني والعشرين من كانون الأول يوم الصلاة لمار شربل، عاد شربل إلى حضن ربه متأملا أن يدفن جسده بجانب الأهل في البلد الذي أحب.

لم يكن شربل في حياته العسكرية جنديا مقاتلا فهو خدم الوطن في مجال عمله الذي أمضى فيه فترة كبيرة من عمره منذ أن سافر إلى الخليج حيث كان عمل كسائق جرافة وبعد عودته إلى عين إبل ساهم في العمل الزراعي بتربية الأبقار وفلاحة التراكتور في المزرعة التي أردناها حديثة وتشاركنا العمل فيها لكي تنتج الأرض التي أحب وعندما طلب إليه المساهمة في الدفاع عن الوطن قبل أن يساهم في مجاله كسائق جرافة. ولكنه كان يحمل في قلبه، كما كل الرفاق، عزة النفس والعنفوان الذي لا يقبل بالذل ولا يساوم على الكرامة حتى ولو لم يفهم من في مراكز القرار معنى لهذه الكرامة.

سوف تستقبلك عين إبل شربل والغصة في القلوب في فترة الأعياد هذه وسيودعك المطر الدافئ المنهمر كالبكاء على جسدك التعب وسوف يقف الأحبة من خلف الحدود ملوحين مودعين والكل يحسب أنك نلت اكليل الغار لأن تراب الأرض التي أحببت سوف يغمرك في النهاية فتستريح من عناء السفر الدائم والهجرة القسرية.

لا تخف شربل فابنك البكر يوسف الذي أعاد الحياة لهذا البيت بعد أن توفي الجد والجدة، سيبقيه عامرا. وسيكبر الأحفاد وذكراك في القلوب. وسوف يزهر الجنوب بظل أم النور وينمو التفاهم والألفة بين الأهل والجيران. ويسود السلام والمحبة وتمحى الأحقاد ويعود الرفاق بكل تأكيد. وستفرح عين إبل بقدومهم وتزين الساحات بالورود والرياحين لينتهي ذلك الفصل القاتم من تاريخ الوطن.

تعزيتنا إلى الزوجة المحبة والأولاد وعائلاتهم وشقيقك ميشال وعائلته وشقيقاتك وعائلاتهم وإلى العم سليم وعائلته وإلى كل الرفاق وخاصة الغائبين منهم قسرا وإلى أبناء عين إبل اينما وجدوا. طالبين من الله عز وجل أن يستقبلك في جنات الخلد مع الأبرار والصديقين.

الله يرحمو