طوم حرب لـ”النهار”: ترامب يريد ضرب أذرعة إيران والعقوبات لن ترحم “حزب الله” وحلفاءه

132

طوم حرب لـ”النهار”: ترامب يريد ضرب أذرعة إيران والعقوبات لن ترحم “حزب الله” وحلفاءه
فرج عبجي/النهار/02 تشرين الثاني 2018

يبدو ان الاسابيع المقبلة ستحمل مزيداً من العقوبات على “حزب الله” ومحيطه المباشر وغير المباشر، لا بل سيتأثر لبنان بأسره بها. ورغم مكابرة البعض واعتباره ان هذه العقوبات ستكون مثل سابقاتها ولن تؤدي الى نتيجة فعلية على الارض، إلا ان رئيس الجمهورية ميشال عون رأى في الحوار الاعلامي الأخير، ان العقوبات آتية وستطاول البلد كلاً وليس “حزب الله” فقط، ويجب الاتحاد لاستيعابها. ويراهن المناهضون لـ”حزب الله” على جدية هذه الدفعة الجديدة من العقوبات، على اعتبار ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب ليس مكبلاً مثل سلفه باراك اوباما الذي خفف حدة الاجراءات ضد الحزب، لانه اعطى الاهمية القصوى لانجاح الاتفاق النووي مع ايران وعدم التفريط به بسبب العقوبات.
ضربُ الحزب وحلفائه
وفي هذا الاطار، يؤكد مدير التحالف الاميركي – الشرق الاوسطي طوم حرب في حديث الى “النهار” ان “الرئيس ترامب لن يتراجع عن اتخاذ اجراءات تعسفية ضد افراد حزب الله وحلفائه، بخلاف الرئيس اوباما الذي تمنّع عن ذلك عام 2015 بسبب الضغط الايراني الذي مورس عليه بهدف عدم إحباط الاتفاق النووي. ويتميز هذا القرار بأنه جرى تعديله واصبح يشمل اجراءات جديدة كل ثلاثة اشهر بعد تقديم تقرير مفصل الى الكونغرس والشعب الاميركي عن نشاط الحزب”.
وليس الهدف من العقوبات “حزب الله” فحسب، انما هو جزء من الاستراتيجية الاميركية الهادفة الى تحجيم الدور الايراني في المنطقة. وقال حرب ان “الادارة الاميركية تريد ضرب اذرعة ايران في العراق وسوريا واليمن ولبنان بهدف اضعافها، ولذلك قررت ان تجمعها كلها في رزمة عقوبات واحدة لاجبار ايران على الرضوخ للامر الواقع”.
واوضح ان “الادارة الاميركية ستطاول كل حليف للحزب، خصوصا بعدما فشلت القوى السيادية اللبنانية في كبح جماح الحزب بينما نجح هو في جعلها ترضخ للامر الواقع، ولهذا السبب تعتبر الادارة الاميركية ان لبنان ساقط بيد حزب الله وايران، وان العقوبات ستعطي جرعة دعم للسياديين كي يتحركوا مجددا ضد الهيمنة الايرانية على القرار اللبناني”.
من طهران الى بيروت
ولا يستبعد حرب ان تؤدي العقوبات الى دفع المواطنين المعترضين والرافضين للواقع الاليم والفقر وغياب فرص العمل، للجوء الى الشارع والضغط لتغييره. ورأى ان “التظاهرات التي ستنطلق في شوارع طهران ضد الحرمان والفقر، ستلاقي صداها في بيروت ايضا حيث سيتحرك الشارع لمحاصرة السياسيين المؤيدين لايران وحزب الله، وكل من يشكل خطرا على السيادة اللبنانية”.
تنفيذ القرار 1559
وتراهن واشنطن على التحالف مع الدول العربية والخليجية للحد من توسع الهيمنة الايرانية وتهديدها للاستقرار في المنطقة. وقال حرب ان “التحالف الاميركي مع العرب والخليجيين والتحالفات الاستراتيجية ستؤدي الى ضرب التمدد الايراني الذي يزعزع امن المنطقة واستقرارها، والهدف الرئيسي ضرب اذرعة ايران، وتحديدا النشاط الارهابي الذي تمارسه، وفي طليعتها حزب الله الذي لا ينحصر خطره في لبنان انما يمتد الى الخارج وحتى اميركا اللاتينية والوسطى والشمالية”.
ولعل فرض عقوبات اميركية أخيرا على دول مثل كوبا ونيكاراغوا وفنزويلا وغيرها دليل واضح على ان الادارة الاميركية لن ترحم من يشكل خطرا على استراتيجيتها في العالم. واوضح حرب ان “الادارة الاميركية الحالية مع مستشار الامن القومي الجديد جون بولتون ووزير الخارجية مايكل بومبيو، متجانسة ومتفقة مع قرارات ترامب الهادفة الى تحجيم ايران، على عكس فريق عمله السابق الرافض للتصعيد في الشرق الاوسط والخليج، وتحذير الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس لتنفيذ القرار 1559 ونزع سلاح حزب الله جاء متناغما مع الموقف الاميركي، ما يؤكد التنسيق المشترك بين واشنطن ومجلس الامن في محاربة الحزب”.