الدكتورة رندا ماروني: الهالة الإلهية الوهمية

349

الهالة الإلهية الوهمية
الدكتورة رندا ماروني/النهار/04 آب/18

لقد خلع الشعب عنه الهالة الإلهية الوهمية ووصفوه بالديكتاتور، هاتفين “الموت للديكتاتور”، هالة وهمية سقطت على أقدام الفقر والجوع والعطش.
لقد إنتفضوا ولم يعودوا خائفين فلا شيء يخسرونه.
لقد أوصلهم النظام الملالي إلى هذا الدرك، لا شيء يخافون عليه حتى أرواحهم التي تهالكت ظلما وقهرا وإضطهادا وهم ما زالوا على قيد الحياة.

فالهالة الإلهية التي رسمها النظام الملالي لنفسه شُبّهت بالفاشية الدينية كما أتى في بيان المجلس الوطني للمقاومة الشعبية، والذي أوضح من خلاله عن بدء عملية في 31 تموز 2018 منظمة ومستمرة لتظاهرات وإحتجاجات حاشدة ضد الفاشية الدينية الحاكمة في إيران، إتسع نطاقها في مدن مختلفة مثل كرج وإشتهارد واصفهان ومشهد وشيراز والأهواز وأراك وشاهين شهر، ونصف آباد وقهدريجان، وكرمنشاه، وهمدان وأنديمشك.

وأكد البيان في غروب يوم الجمعة كان تقاطع ولي عصر ومتنزه دانشجو في طهران مسرحا لتظاهرة شعبية أدت إلى مواجهات مع القوى القمعية التي إقتحمت المتظاهرين، وأضاف البيان في تقاطع ولي عصر تظاهر الشباب الشجعان على الرغم من وجود كثيف لقوى الأمن والمخابرات وعناصر مجرمة من المرتدين الزي المدني هاتفين شعار “الموت للدكتاتور” و”أيها الإيراني إرفع صوتك للمطالبة بالحق” وفي مواجهتهم للتصدي لعناصر النظام الذين هاجموا الحشد لتفريقهم ومنع إنتشار الإحتجاجات، رددوا عبارة: يا عديمي الشرف، ووصف الطلاب في متنزه دانشجو الاصطدامات التي حدثت بين الشباب المحتجين وعناصر من النظام مرتدين الزي المدني وشكل عملية الكر والفر، حيث إنهالت عناصر النظام على المحتجين بالضرب فيما تصدت لهم المقاومة الشبابية في المقابل.

كما ذكر بيان ليلة الخميس ما شهدته مناطق مختلفة من طهران من إحتجاجات شعبية في تقاطع ولي عصر ومتنزه دانشجو، رافعة شعار الموت لخامنئي والعدو هنا، يقولون كذبا أنه أمريكا، ويجب قتل الملالي.

ومن الشعارات المنددة أيضا بنظام الملالي والتي أتى على ذكرها بيان المقاومة الإيرانية عقب تظاهرات يوم الجمعة 3 آب التي حدثت في الدوار الأول من جوهردشت، شعارات الموت للدكتاتور، الموت لخامنئي، عار علينا زعيمنا الوغد، أيها المواطن يا صاحب النخوة قم وإدعم، المواطن الإيراني يموت ولا يقبل الذل، ليرحل الملالي، لا تنفعهم الدبابة والمدفعية، نقاتل ونموت ونستعيد إيران مرة أخرى، ماذا حل بأموالنا؟ هدرت لإنفاقها على أفراد الباسيج.

لقد قضى نظام الملالي أربعة عقود شارفت على نهايتها وهو يعمل على أدلجة للشعب الإيراني سياسية ودينية، ومن يرى اليوم ويسمع سخط الشعب والعبارات التي تردد يدرك مدى تفاهة السياسات المتبعة من قبل الأنظمة الديكتاتورية والتوتاليتارية الهادفة لإعادة برمجة منظمة للعقول أو لترهيبها اي ما يعرف في أصول التوتاليتارية السياسية “خلق العدو الوهمي”، فيما الأهداف الحقيقة والاعداء الحقيقين في مكان آخر، أيديولوجيا لا تتلاءم مع دبلوماسية القرن 21 التي تتغير وتتحول وفقا لتغير المنافع والمصالح، إنما المستمدة شرعيتها من الشعب.

هذا ما يحدث فعلا في الخفاء دون شرعية شعبية لمصلحة نظام الملالي وبقاءه في السلطة وتمدده نحو المحيط وتنفيذ المشاريع الخارجية وتعاونه مع الاعداء الوهميين، ثم التفاوض على حجم الدور الموكل القيام به، أما في العلن فالهدف واضح هو إرضاخ الشعب واضهاده إنما هذه المرة فقد وصل الاضطهاد لقمة الذروة حيث بات الشعب أشبه بالميت وهو حي فلم يعد ليهاب شيئا حتى الهالة الإلهية.
هالة وهمية
في خبر كان
كثر شرحها
وطال اللسان
أربعة عقود
تطلق العنان
تبطش تفتك
تعلق الأرسان
تتهم زورا
تدوزن الأوزان
تنغم أنغامها
تلحن الألحان
تعلن أنها
كاسبة الرهان
تروي القصص
لتصدق البيان
وتصف نفسها
صمام أمان
وتمارس البطش
كأعتى سجان
فتشيخ النفوس
ويتصاعد الدخان
ويقول الشعب
آن الآوان
هالة وهمية
في خبر كان
كثر شرحها
وطال اللسان.