حنا صالح/عن اتفاق معراب..اليوم

124

عن اتفاق معراب..اليوم
حنا صالح/فايسبوك/27 حزيران/18

اتفاق معراب امر موجود وحقيقي وأدى قسطه بوصول الجنرال عون للرئاسة وهو جزء لا يتجزا من التسوية التي وفرت الغطاء لسلاح حزب الله، وساهم موقعو الاتفاق بشطب السياسة وتقديم موضوع محاصصة الحكم على ما عداها.

وبالتأكيد اكد الاتفاق على مناصفة نيابية وزارية وفي الادارة بين طرفي الاتفاق، بهذا المعنى لقد اريد من الاتفاق استنساخ الحالة الشيعية وتركيبها على الوسط المسيحي.

فمن صاغ مثل هذا الاتفاق عندما أراد الغاء ما يميز البيئة المسيحية من تعددية تشكل قوة هذه البيئة لا يبدو انه غادر العقل الالغايي الذي ساد في الحرب الاهلية، واظن ان ليس من مبالغة في القول انه يواصل الحرب الاهلية بشكل اخر.

فشل الاتفاق في مرحلة الانتخابات البلدية وحقق نجاحا ملموسا في الانتخابات النيابية ويبدو بضوء التطورات الحالية ان هذا النجاح موءقت ومحدود.

بعد الانتخابات تغيرت موازين القوى والفوز الذي حققته القوات مهم جدا لكنه مجرد عدد لا ترجمة له.

وما أعلنه قاسم سليماني ليس زلة لسان، وما قاله بالامس جميل السيد عن عريضة من ٦٥ نائبا لاسقاط تكليف الحريري معبر عن ميزان قوى جديد وعن مسعى مختلف لإعادة بناء السلطة، وتكوينها وكل ما يصدر عن بعبدا معبر وصولا للقول ان رييس الجمهورية يريد وزراء لمتابعة عمل الحكوم(..) كأنها مرحلة ما الطايف تتقدم حبة حبة.

اتفاق معراب حقيقة موجودةً لكن امر من الماضي حتى ولو رفض جعجع تصديق ذلك.
والتسوية موجودةً وعون في بعبدا رييسا والحريري في السراي لكن البلد ولج مرحلة اعادة النظر بهذه التسوية، ومن يملك السلاح وتابعه المعروف يتصرفان وكان الامر لهما وهما من يحدد المنحى وكم تستمر التسوية السابقة،وبالتالي كم سيستمر حتى الحريري.

هناك مرحلة جديدة فقد بدات وستطال التسوية، وكل ما قمتم به ساهم في تكريس منحى فرضه الاحتلال السوري وهو حكم البلد من خارج الدستور ومن خارج وثيقة الوفاق الوطني.

هذا هو الزمن الذي ساهمتم بأخذ البلد اليه والخروج الحقيقي منه لن يتأمن قبل استعادة جزء من اليائسين الى السياسة وهم اكثرية بين اللبنانيين.