الأب سيون عساف/سبب التداعي … ما هي الرؤية للحل، ما هو الطرح الجديد والمشروع العلمي والقراءة للتفاهم والبقاء؟

98

سبب التداعي ما هي الرؤية للحل، ما هو الطرح الجديد والمشروع العلمي والقراءة للتفاهم والبقاء؟

الأب سيون عساف/05 نيسان/2022

بعقلانية رصينة أدعو القارىء الراقي للوقوف اليوم بموضوعية أمام الوضع في لبنان ولنقرأ.

هل يجهل أي مواطن من الشعب اللبناني أن الوطن بتكوينه الاجتماعي مملَّعٌ مشلَّع؟

 هل يخفى على أحد أن الانتماء الطائفي الموروث هو علة العلل وسبب التداعي والانهيار؟

 لا يُخادعن بعضنا البعض، ذهنيات العشائر متأصِّلة في عروق الأطياف متجِّذرة في نُخُع الشرائح.

بعد الاختبار الزمني نستنتج أنه لا يمكن أن يكون هذا التواجد الطوائفي متوحدا، وأوَّل الأسباب بصراحة مطلقة هو الدين.

 الإسلام لا يقبل سواه بموجب كتابه. والمسيحية لا تتنازل عن ثوابتها الإيمانية مهما كانت التحديات. هذا والتجارب السابقة برهنت عن عدم إمكانية التناغم والتآلف والانسجام. وبرهنت ايضا عن شراسة المعارك وحُمَّى الحروب ونجيع المجازر… للأسف المسؤولون السياسيون يصبون النار على الزيت بغياب الحسّ الوطني وباستحضار الذهنية القبلية فيولد الخلل…لذلك غالبا ما نسمع بالترداد المألوف التعايش. وليس من شعب في وطن يتكلم عن لغة التعايش إلا عندنا في لبنان.

 ماذا يعني هذا الكلام؟ يعني أن هناك مشكلة نغطيها بالألفاظ، خلاصتها التناحر والتناتش ومحاولة السيطرة على الآخر. والشروط العمرية واضحة تجعل من المسيحيين ذمِيين، أي أهل ذمّة يدفعون الجزية للبقاء في ارضهم او يعتنقون الإسلام او يخلون المكان ويرحلون.

غريب وجودنا المُزَاحَم، كلما خضع الشرق الى الخضَّات،  نكون القابلين للوعكات الصحية الخانقة وأحياناً القاتلة واستحالة التعافي.

دليلُنا مؤلم ملموس وملحوظ، إذ أن اكثر من يدفع الثمن هم نحن، بالذبح بالتهجير بالإفقار بالقهر بالنزوح بالهجران. إلى الآن نعاني التردي المضطرب وعدم الارتياح في حياتنا. وللحق نشهد أن في محطات كثيرة كنا فقد المواقع بسبب افتقادنا للقيادة المؤهَّلة.

لا نخجل من أن نقول، ان الفئات غير المسيحية لا تتورَّع من أن تسطو أو تغتصب أرزاق المسيحيين وتتعدّى على عقاراتهم وأراضيهم، كأنها تصرّح وتصارح بصوت جهوري رفضها لوجودهم. والا ماذا يعني هذا الغزو القبلي والتهافت على هضم الحقوق؟ والظاهرة المُلفتة أن المسيحيين لا يرغبون في التقرَّب والسكن بين المسلمين بسبب التعنّت والتعصُّب والتزمّت، بينما العكس هو الصحيح.

لماذا يا ترى هذا التباعد غير المقصود؟ لأن الثقافتين متمايزتان لدى أولئك وعند هؤلاء! وهذا الاختلاف يشكِّل خلافا غير محمود العواقب على جميع الأصعدة. فالأزياء والعادات والسلوكيات وحتى المآدب والخمور وامور اخرى كثيرة  لا علاقة لها ولا رابط بين الطوائف. والعقبة الكبيرة اي العائق المعرقل هو عدم التزاوج بين ابناء الشعب الواحد الا استثناءً وفيما ندر.

 هل يُعقل هذا الانفصام؟ نعم هذا واضح ومُشير الى الفجوة والقسمة بين أهل البلد الواحد.

لذلك نسمع عن حكم ولاية الفقيه، وعن الرفض لحزب الله، والمطالبة بالانتساب الى لبنان فقط. هذه المواقف تنم عن انزعاج وعن خوف من الاستقرار في أرض الوطن.

وللمنطق نتساءل، اين كان الذين يندِّدون بإيران وبحكم ولاية الفقيه وبالكره لحزب الله؟ ويطالبون بالسيادة والاستقلال وبقدسية الكيان.

 شخصيا احترم الشيعة لأنهم تقدّموا اشواطا وتعلّموا من أخطائهم وكوَّنوا لهم قوة تقيهم الغبن والاستخفاف. أما نحن الذين كان لبنان ممسوكا منا، من شماله المردة، الى جنوبه جيش لبنان الجنوبي، الى القوات اللبنانية في وسطه الى الجيش القابض عليه قائد مسيحي، فماذا فعلنا بحالنا؟

أين هي قياداتنا وقوتنا، كيف تبخَّرت ولماذا، وما هو سبب ما وصلنا إليها وحصلنا عليها؟

 يقول الجنرال ديغول:” حتى تجلس على طاولة الكبار يجب عليك امتلاك القوة وإلا تبقى تحتها…”. لنضرب كشحا عن الماضي وننتهي من الوقوف على الأطلال.

 ما هي الرؤية للحل؟ ما هو الطرح الجديد والمشروع  العلمي والقراءة للتفاهم والبقاء؟

إِن مراكز قيادات القرار هي المولجة بِإِيجاد الحلول ودراستها. هل من بوادر وتباشير أمل؟ هل قداسة البابا الآتي لزيارة لبنان يحمل طرحا جديدا؟