شربل عازار/بين القاتل والشهيد … في أسبوع واحد تكلّم رئيس الجمهوريّة، تكلّم رئيس الحكومة، تكلّم رئيس التيّار الحرّ، تكلّم أمين عام حزب الله

71

“بين القاتل والشهيد” … في أسبوع واحد تكلّم رئيس الجمهوريّة، تكلّم رئيس الحكومة، تكلّم رئيس التيّار الحرّ، تكلّم أمين عام “حزب الله”.
شربل عازار/نداء الوطن/05 كانون الثاني/2022

في أسبوع واحد تكلّم رئيس الجمهوريّة، تكلّم رئيس الحكومة، تكلّم رئيس التيّار الحرّ، تكلّم أمين عام “حزب الله”.
* رئيس الجمهورية متأخرّاً 1886 يوماً، عن بداية ولايته، يطالب ببحث الاستراتيجية الدفاعية، لكنّه يتمسك بالثلاثية الشهيرة “الجيش والشعب والمقاومة”. بتعبير آخر يؤكد رئيس الجمهورية استمراره ورسوخه في المحور نفسه كأنّ لا شيء تغيّر في لبنان.
* في إطلالة غير منتظرة، أعلن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أنّ “حزب الله” هو “حزب سياسي موجود على الساحة اللبنانيّة” لكنّ دولته لم يبرز لنا العلم والخبر !! وكذلك أعلن دولته، “لا اعترف بوجود نفوذ ايراني في لبنان”.
نأمل ألا “تزعل” إيران من سقطة رئيس حكومتنا، وهي التي أعلنت في العام 2018 بأنها تتمثل بـ 74 نائباً في البرلمان اللبناني أيّ أكثريّته، وهي التي تتباهى بالسيطرة على بيروت من ضمن سيطرتها على العواصم العربيّة الأربع، وهي التي تفتخر أنّ لديها في لبنان أعتى جيش خارج حدودها للدفاع عن مصالح الأمبراطورية، والمقصود طبعاً “حزب الله” الذي يرفع البندقية شعاراً له كدليل على انّه حزب سياسي.
يعني رئيس حكومتنا، كما رئيس جمهوريتنا، ملتزم بالمحور ومخلص له وكأنّ لا شيء تغيّر في لبنان. وما اعتراضهما الخجول البارحة على مهاجمة السيّد حسن نصرالله للمملكة العربية السعوديّة إلّا على سبيل رفع العتب.
* رئيس التيّار الحرّ جبران باسيل يخطب ساعة كاملة تُختصر بجملتين أساسيّتين:
– الجملة الأولى للنائب باسيل، “السيّد حسن إلو عندي مكانة خاصة بالقلب وبالعقل الله وحده بيعرفها، وبأكّد على اختيارنا تفاهم مار مخايل”.
عبارة أصرّ رئيس التيّار على تردادها عدّة مرّات لكي لا ينساها السيّد حسن كما ناداه.
لم ينتبه رئيس التيّار أنّ المطران عودة كان قد سبقه الى القول “من يغضّ الطرف عن سلاح خارج الشرعيّة مجرم بحقّ الوطن”.
– الجملة الثانية التي قالها النائب باسيل، “ما عاد في إلنا مبرّر لعدم زيارة سوريا وانا مستعد للزيارة ترجمة لخيارنا المشرقي”. يعني محاولة استرضائية مكشوفة من رئيس التيّار على النمط التالي، أستنجد بك يا سيّد حسن، وأُسَلّفُكِ سلفاً يا سوريا، رجاء أوصلوني الى بعبدا. أمّا كلّ الباقي الذي قاله نائب البترون هو إجتزاء حاقد من مآسي الحرب اللبنانيّة مستسهلاً شيطنة المدافعين عن الوجود والصمود في ارض القديسين، وأرض قضاء البترون تضمّ رفات ثلاثة منهم، لأنّ جحا لا يقدر إلّا على أهل بيته. ولا عجب في ذلك فهو خرّيج مدرسة عمرها 34سنة تُتْقِن ضرب اهل البيت وتنسحق أمام الجيران، الأقربين والأبعدين.
وكلّ الباقي الذي قاله نائب البترون هو اختراع واجترار أعذار لفشل العهد والتيّار، وصولاً الى التبرير غير المُقنِع لعدم دفاع رئيس التيّار عن نفسه جرّاء إتهامه بالفساد أمام القضاء الأميركي. وكلّ الباقي الذي قاله نائب البترون كلام معسول وأوهام هوليودية تأتي متأخرة 17 عاماً منذ أول تسونامي أهداه الشعب اللبناني للتيّار في العام 2005أَمَلاً في الوصول الى مصاف الدول الراقية، فكان النزول الى جهنّم نزولاً صاعقاً مدوّياً.
علماً أنّنا لم نبلغ القعر بعد، فأمامنا عشرة أشهر، الله وحده يعلم ماذا يخبّئ لنا العهد وحاميه والتيّار من كوارث تحت عناوين خادعة تبدأ بحقوق المسيحيّين وصلاحيات الرئيس ولا تنتهي بالمؤامرة الكونيّة، عبارة يستعيرها النائب باسيل من مخترعها الرئيس عون، وصولاً الى التعبير الحصري بالتيّار، “كان بدنا بس ما خلّونا”. لكلّ عمل أنظمته ولكلّ مهنة حرّة أخلاقياتها.
من أخلاقيّات العمل السياسي أنّ الفشل في تنفيذ الوعود يستتبع الإنسحاب من المعترك وليس الإصرار على البقاء فيه لا نيابياً ولا وزارياً ولا رئاسياً.
فخيارات التيّار وسياسات التيّار وقيادات التيّار أوصلتنا الى الإنهيار. فمن الأخلاق الوطنيّة أخذ العبر وإخلاء المواقع واعتزال العمل السياسيّ.
* أمّا ختام الكلام فكان مع أمين عام “حزب الله”، وهو الذي قال في إطلالته أنّه سيؤجّل الحديث عن الموضوع اللبنانيّ الى إطلالة لاحقة، إلّا انّه أوضح أنّه متمسّك بحلفائه ولن يختلف معهم.
يعني إطمئنوا أيّها اللبنانيُون لن يتغيّر شيء، فما جُمِعَ بين الرئيس عون والرئيس ميقاتي والنائب باسيل و”حزب الله” لا يُفرّقه انسان، فالمحور متماسك متضامن، ولبنان يسلك ذات الطريق نزولاً وبدون فرامل. وعلى سيرة القاتل والشهيد التي تناولها مطوّلاً السيّد نصرالله في إطلالته البارحة،
نحن تيقّنا بالملموس ونعرف بالإثبات أنّ الشعب اللبناني شهيد.
شهيدٌ مات في تفجير مرفأ ببروت، وشهيدٌ حيٌّ خسر ماله ورزقه وعمله وطبابته وعلاجه وتدفئته ورفاهيته ومستقبله في غفلة من الزمن، وذلك في عهدكم وعهد محوركم وعهد رئيسكم وعهد حكومتكم.
شهيدٌ مات وشهيدٌ حيّ يبحثان عن القاتل، فهل تعرفونه؟ والسلام.