الأب سيمون عساف: شر البلية ما يضحك … اقتنعت أَخيراً بمقولة كِلُّن يعني كِلُّن

1367

شر البلية ما يضحك اقتنعت أَخيراً بمقولة” كِلُّن يعني كِلُّن”.

الأب سيمون عساف/07 كانون الأول/2021

خبراءٌ عالميون أَفادوا عن أَن الكمّ من الثروة الموجودة في بحرنا في لبنان هو نظيف وهائل، ثم منقِبون علماء أَكَّدوا بإَصرار على ذلك، أَي أن أغنى ثروة نفطية موجودة في البحر الأبيض المتوسط هي في لبنان.

هذا بشهادة المتخصصين غير الطارئين المغرضين. فماذا جرى حتى يغلي تحتنا ومقابل أَعيننا نفطنا ونحن نتأوَّه ونتباكى من الوضع المزري.

والله المشهد مؤلم، إِن ثمن قارورة الغاز في سوق البيَّاعين عندنا بثلاثمئة ل.ل.  بدل أن تكون مجَّانية وهي ملك اللبنانيين. وكذلك البنزين الفائض والفاير في خلجاننا، ندفع ثمنه المبلغ المرقوم عوض أن يكون أيضا مجاناً. ولن يفوتني أن أَذكر التزاحم على المحطات لملء خزَّانات السيارات وكأَن القطع حاصل.

 أَليست هذه قذارة من الداخل كما من الخارج ما بعدها ولا مثلها ولا قبلها قذارة بمقدار هذا الحجم؟ كل مصيبتنا من رؤساء ميليشيات صاروا مسؤولين في الدولة فأطاحوا بذهنية الميليشيا بكل مقومات الأخلاق وفي كل قطاعات الدولة،  نهبوا وسرقوا وزعبروا وهرَّبوا على حساب طوائفهم فكانت الحصيلة إفلاس نتخبَّط فيه والواقع شاهد مخجل.

 تآمر بعض الحاكمين على الشعب مع القوى الخارجية فشلُّوا إِدارة الحكم الداخلي وبدأُ الإِذلال والخراب والقهر والإفقار، فلا حسيب ولا رقيب، فوضى والحبل مفلوت على غاربه….

لا يمكن أَن يتصوَّر عقل  ما يدور في أَجواء السياسيين في لبنان!

 لو عامة الشعب تدرك فساد وفسق أَغلب المسؤولين، لانقلبت المقاييس ودخل القابضون على مقاليد الزعامة الفارغة من النزاهة والشرف، الى زنزانات العار وأودية الهلاك. عذرا شعبنا إّذا شبَّهتك  بقطعان الغنم!

عندما يسنُّ اللحَّام أَو القصَّاب سيخه للذبح، يكون الخروف جنبه، يشمشمه متوددا، جاهلا أن السيخ سيحزُّ عنقه ويباع لحمه والعظم للمستهلكين.

 هذه هي حالتنا في البلد المنذور إِلى الدمار والتلاشي والاضمحلال بسبب عمالة الرؤوس الميليشوية الكبيرة التي تسعى الى التخريب والنخاسة والتدمير والمتاجرة.

والهتيكة الكبرى التي تبخَّ سموم الحيَّات لتعكير صفو حياة الناس، هي في مجلس النوَّاب، الخائن وطنه وشعبه وضميره، وهو متربِّع على كرسيه النيابية المغرية الملعونة، لا يهشُّ ولا ينِشُّ كمثل فشك الكُرِّ لا ينفع ولا يضُر.

 اقتنعت أَخيراً بمقولة” كِلُّن يعني كِلُّن”.

وأَسمح لنفسي أن أَتساءل: ما هو عمل السلطة التنفيذية يا تُرى؟

 أَليس لترعى التشريع والتدقيق والانضباط في سبيل سير مرافق ومرافىء الدولة وتسهيل أمور المواطنين؟

 لماذا إِذاً نصطدم بالكمّ الهائل من المفسودين الفاجرين الذين يحاولون إخفاء أثار الجرائم وطمس معالِم الخيانات. أين الحبال على أَعواد المشانق للتخلَّص من هذه الطغمة الوسخة السائرة في مآتم المعذبين والتاريخ والشرفاء؟

أَوَّاه كم تجاريب الشياطين مستقوية وفعَّالة، تقتل وتطغي وتبغي، فيتبع: البائعٌ التاجر اللبناني المزيّف (القلعوط) المشاهي والأهواء،َ ويباشر بنسَف الأخلاق والمواثيق والأعراف والثقة بحفنة فلوس يرتهن بها.

أَقلُّ ما يُقال فيه إِنه عميل تافه رخيص، عارٍ من الكرامة والنبل والشمم، أَساء الأَمانة لهويته وانتمائه كالمُرتزق، يا للعار!

 كثيرا ما تغنَّت وسائل الإِعلام منذ زمن بالتعايش وبالفسيفساء وبلبنان المتنوِّع، وكان الشك والارتياب يخالجنا ويرافق حياتنا. أَجل نحن اليوم نحصد نتيجة الكذبة التي رنَّحوا آذاننا بلازمتها المتكررة. تعايش تعايش تعايش…لا تعايش ولا من يحزنون… مرحبا يا باه… هات الرفش وادفن هذه الترديدات فإنها فارغة كالماضي الفاضي من الصح والصلح والإِصلاح.  لطفا فلا يسألنَّ أحد بعد اليوم لماذا تداعى عمارنا الاجتماعي، لأن ركائزه هي هذه، كانت وما زالت قائمة على البَلف والغِش والخداع. بعد هذا السرد أَلا يحق لي أَن أُردِّد: شر البلية ما يضحك.

يا أمةً مفكَّكة الأوصال مهتَرِئَهْ  أَهلوكِ والجهلُ باعوا عزَّك العالي

لا خيرَ فيهِمْ وهمْ للشرِّ مَوْكَرةٌ  يا عارهم أَغبيا قد رخصُّوا الغالي