الأب سيمون عساف/أنا حائر…ربي من يأت إليك فلا يجُع أبدًا، ومن يؤمن بك فلن يعطش أبدا

68

أنا حائر…ربي من “يأت إليك فلا يجُع أبدًا، ومن يؤمن بك فلن يعطش أبدا”
الأب سيمون عساف/07 تشرين الأول/2021

أنا حائر يقودني الشرودُ ولست ادري الى اين ؟
ربي عذرا من جبروتك وصغَري من رحمتك وطمعي من حنانك ولامبالاتي.
على عنجهيتي توكّلت وتناست حقارة ناسوتي عظمة لاهوتك.
تطاول ضعفي على قوتك، وبلغ الإهمال بي حدّ المهاتره.
لم تسلم رحلتي من الجراثيم لذا تسترسل ثقافتي في الاستفسار وترسم علامة استفهام كبيرة؟
اليست المدافن والعظام فيها انتظار للترحيب؟
لمَ رفضتُ تغذية معرفتي بِقُوْت كلمتك المُحيِيَة؟. ألستَ انت التعزية في الخيبة وعلاج العِلل وخبزُ الحياة؟

من يأت إليك فلا يجُع أبدًا، ومن يؤمن بك فلن يعطش أبدا« (يوحنا .(٦.٣٥ – »؟

لا اعلم كيف كنتُ اقرأ عنك ولا اقرأك، أعظ عنك كاني لم اتعرف بِحَميَّميةٍ عليك واعاشرك، لذا الومُ نفسي على عدم الاكتراث هذا.
والعتاب هذا يجلُدُ الذات؟ واذ بهزّةُ الوجدان توقظني من استلشاقي فأوقن باني فانٍ وانت باقٍ. وأتأكَّدُ من ان الفارق شاسع في المقاربة!
لا تأخذ عليَّ هزائمي فجهادي كسولٌ لم يبلغ حتى الدم، ومقاومتي هزيلة لآني ضعيف، افقَدَتني السعد وانا ابن الوعد والميراث.
سقيط هو ايماني بغيبياتٍ تتجاوز المعقول، زاد على البَلِيَّات بلوى. نعم الى هذا الحد تماديت!
أَشعَرَني كمالك بالوَنى في الواقع المعيوش.

حاولت التخلص من عنف صراعاتي بالإِمكان، مستصرخا اياك يا ملجأي: لا تتباعد عني ولو كنت خاطئا ذاكرا قولك: ” لا يَحتاجُ الأصِحَّاءُ إلى طبـيبٍ، بَلِ المَرضى (لو32:5). مَزِّقوا قُلوَبَكم لا ثِيابَكم وآرجِعوا إِلى الرَّبِّ إِلهكم فإِنَّه حَنونٌ رَحيم”، “فإِنِّي ما جِئتُ لأَدعُوَ الأَبْرارَ، بَلِ الخاطِئين” (مت 9: 13). وحيث كثرت الخطيئة طفحت النعمة (رو 20:5).

كنت احادثك حين يحلو للمزاج دون اشتياق، واخاطبك آن يَعِنّ على بال دون حنين.
لكنَّ الفراغ هوّم في افلاكي والفلوات والتوق المحرور حلم بالتياع ملتهب.

‫أَمَّا اليوم يا إلهي الرحوم، استغيث بك والوذ والقلب ممزَّق مشتاق الى عناق نعمتك.‬
“يا جمرة سرية” لا تحرقني بالآثام احرق آثامي فيَّ. إغسلني من الأدران ولا تحسب خطايا اقترفت فهي تسترئفك. خالفت شريعتك وألوهتك، وكم هذه الإساءات تستلزم اسفاً ودموع استجداء للصفح والتعويضٍ بفداء حصل؟

يا ستري وسندي يا تعزيتي وعضدي، لن اخاف طالما الى ظلك اهرع وكنفك استفيء وفي رعاية حضورك ارتقي.
اسألك ان تساعدني يا مُعيني على رجوعي اليك والغَوص فيك لأني اعوز معونتك فانت المَعين الى الأبد أَرِدُ مناهل هدايتك.