علي الأمين/حكومة إنقاذ حزب الله… تشكيل الحكومة هو اليوم فصل جديد من فصول التعطيل واعلان صريح بأن الحلول ليست قريبة

102

حكومة إنقاذ.. «حزب الله»!
علي الأمين/31 تموز/2021

فيما يقبع شعب لبنان “العظيم” في سحيق “وادي جهنم”، بعيش الحُكام في “وادي النعيم”. خلاصة موجعة تشي بها إحكام “حزب الله” قبضته على البلاد والعباد حكومياً، عبر “الحليف المزدوج” الرئيس نجيب ميقاتي، إنقاذا للمنظمومة المقيتة التي تحكم بها وتتحكم عبرها.. تأمينا لديمومتها.

ليس لدى “المنظومة الحاكمة” القدرة ولا الرغبة، في مقاربة الحلول الجدية للجم الانهيار، والدخول في حلول للأزمات المتفاقمة، وهذا ما يدركه اي مواطن لبناني او مراقب خارجي، لأداء “المنظومة” التي لا تعير اي اهتمام، يتناسب مع واقع الانهيار المدمر للدولة والاقتصاد، فيما الغاية التي تبتغيها، هو البقاء في السلطة، ولو على ركام الدولة والمجتمع.

لم يعد خافيا ان العديد من الدول المهتمة بلبنان، باتت توجه خطابها الى الشعب اللبناني مباشرة، في رسالة ازدراء للسلطة، تعبر عن غياب اي ثقة بها، بل حتى الاحترام لها، هذا ما تعبر عنه العديد من البيانات الاوروبية، وحتى حاضرة الفاتيكان، فضلا عن بعض الدول العربية، وفي واشنطن كذلك.

ويأتي اقرار اطار العقوبات في الاتحاد الأوروبي على مسؤولين لبنانيين، ليؤشر على هذا التعامل، وان كان لا يعكس وجود ارادة حقيقية، ولا قدرة فعلية على تنفيذ عقوبات، يمكن أن تغير سلوك هذه المنظومة، اللهم الا اذا كان الاوروبيون، يريدون الايحاء بأن تشكيل الحكومة المزمعة، جاء نتيجة هذا القرار، علما ان هذه المنظومة، التي انقلبت على المبادرة الفرنسية وقوضتها، تريد ان تحيل تشكيل حكومة المحاصصة، التي تعبر عن الانقلاب، على كل مطالب انتفاضة ١٧ تشرين، باعتبارها حكومة تستجيب للمطالب الدولية.

ميقاتي اختاره “حزب الله” لرئاسة الحكومة، بعدما استنفد ادوات التعطيل الكامل لينتقل الى التعطيل الجزئي
الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، اختاره “حزب الله” لرئاسة الحكومة، بعدما استنفد ادوات التعطيل الكامل، لينتقل الى التعطيل الجزئي، اي تكليف ميقاتي بأن يكون اداة المنظومة، من اجل التخفيف من آثار التعطيل على بيئته، باستجلاب بعض المساعدات، سيما انه فشل في تحقيق، ما قاله امينه العام بأنها لن تجوع، وبعدما فوجىء “حزب الله” بأن اتفاق فيينا لن يوقع قريبا، وبالتالي الوعود بالمساعدات وتدفق الاموال الايرانية، لن يتحقق في وقت قريب، طالما ان قرار العقوبات على ايران، لن يرفع في المدى القريب.

ميقاتي يعكس حاجة “حزب الله” لشراء الوقت بخسائر أقل، وهو الى كونه ملتزما بعدم المس، بما يعتبره “حزب الله” خطوطا حمراء، فهو كما عبر هو نفسه، ان اسلوبه يريح رئيس الجمهورية، وبالتالي فميقاتي سيخفف من تعنت الرئيس وصهره على الصعيد الحكومي، فيما ميقاتي لا يطلب اكثر من اخراج للحكومة، يظهر فيه انه يذود عن حقوق الطائفة، وهذا ما لن يبخل فيه “حزب الله”، طالما انه مطمئن الى سياسة ميقاتي تجاهه.

تشكيل الحكومة هو اليوم فصل جديد من فصول التعطيل واعلان صريح بأن الحلول ليست قريبة
تشكيل الحكومة هو اليوم فصل جديد من فصول التعطيل، واعلان صريح بأن الحلول ليست قريبة، قصارى الطموح لدى المتفائلين بتشكيلها، انها قد تساهم في اعادة تنظيم صفوف اطراف المنظومة، بما يتيح تمرير الانتخابات النيابية في نيسان المقبل، بأقل الاكلاف التي تتيح اعادة انتخاب قوى السلطة مجددا، اي بالمحافظة على قواعد الانتخابات، التي شكل قانونها ولايزال، فرصة نموذجية لانتخاب مرشحي السلطة.

حماية المنظومة تختزل الوظيفة الإستراتيجية الأساس لحكومة ميقاتي وتوفير شروط استمرار ادارة “حزب الله” لهذه المنظومة

حماية المنظومة الحاكمة، تختزل الوظيفة الإستراتيجية الأساس، لحكومة ميقاتي العتيدة، وتوفير شروط استمرار ادارة “حزب الله” لهذه المنظومة، طالما ان كل ما يريده ميقاتي من هذه الحكومة هو توفير الخدمات او منع فقدانها بالكامل. انها في حال تشكيلها، حكومة اغاثة شكلية، برعاية “حزب الله” واشرافه لا اكثر وربما أقل.