المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 29 نيسان/لسنة 2023

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2023/arabic.april29.23.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

Elias Bejjani/Click on the below link to subscribe to my youtube channel

الياس بجاني/اضغط على الرابط في أسفل للإشتراك في موقعي ع اليوتيوب

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

15 آذار/2023

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

يا رَبّ، إِلى مَنْ نَذْهَب، وكَلامُ الحَيَاةِ عِنْدَكَ؟ ونَحْنُ آمَنَّا، وعَرَفْنَا أَنَّكَ أَنْتَ قُدُّوسُ الله

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/فيديو ونص: ذكرى خروج الجيش السوري من لبنان يجرجر الهزيمة والخيبة

الياس بجاني/فيديو ونص: الإعلامي المأجور هو مجرد صنج وبوق وأداة شيطانية رخيصة

الياس بجاني/أصحاب شركات أحزاب منافقين ويعملون تحت مظلة حزب الله الإيراني النوى والهوى

 

عناوين الأخبار اللبنانية

يا رَبّ، إِلى مَنْ نَذْهَب، وكَلامُ الحَيَاةِ عِنْدَكَ؟ ونَحْنُ آمَنَّا، وعَرَفْنَا أَنَّكَ أَنْتَ قُدُّوسُ الله

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 28 نيسان 2023

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 28/4/2023

خاص «جنوبية»: «أمر عمليات» إيراني لـ«حزب الله».. «الإقلاع» عن فرنجية و«الإصغاء» للطروحات القطرية!

الانقسامات المحلية تنمّي التناقضات الخارجية: لبنان يتحوّل متاهة سياسية/منير الربيع/المدن

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

كلام صريح ومباشر عن ملف النازحين: هذا هو الحلّ!

رهانٌ أميركي على مرشّح "قيادي" وانتقادٌ مباشر لبرّي

موقف حادّ لجنبلاط.. و"الإشتراكي": "كذبة كبيرة"

إتصالات ومساعٍ مستمرّة والنتيجة واحدة: لا رئيس!

برّي: السعوديّة إيجابية بشأن فرنجيّة.. وأنا وجنبلاط "مش مختلفين"

لبنان بين أسوأ النماذج في أسواق الدين الدولية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الضربات الجوية ونيران الدبابات تهز الخرطوم رغم الهدنة

«الجنائية الدولية» تراقب أنصار البشير الفارّين

الجيش السوداني مع هدنة جديد بوساطة أميركية ـ سعودية... وتحرك أممي ـ أفريقي متزامن

مقتل 12 شخصاً في الضربات الليلية الروسية على أوكرانيا

نائب لرئيس الوزراء الروسي يؤكد أنه زار باخموت

هل تملك كييف ما يكفيها من عتاد لشن هجوم الربيع؟

مخاوف من تمكن روسيا السيطرة على سماء أوكرانيا مع نفاد صواريخ دفاعاتها الجوية كما أظهرت الوثائق المسربة

شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

إردوغان يواصل حملته الانتخابية «افتراضياً» بسبب ظروفه الصحية

أكبر حزب كردي في تركيا أعلن رسمياً دعمه لكليتشدار أوغلو

طهران تحتجز ناقلة نفط في مضيق هرمز وأكدت توقيفها بسبب «اصطدامها» بسفينة إيرانية وفقدان طاقمها

بكين تَحمل بشدة على «إعلان واشنطن» واتهمت أميركا وكوريا الجنوبية بزيادة التوتر في المنطقة

مصر ترفض فيلم «نتفليكس» عن كليوباترا و«الأعلى للآثار» أكد أن ملامحها أوروبية وليست أفريقية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أكّد مناقشة وضع لبنان مع الرياض ووحدة الساحات/وليد شقير/أساس ميديا

العرب والدول والفتنة الزاحفة!/نبيل بومنصف/النهار

المعادلة التهويلية... من يستهدفون؟/نبيل بومنصف/النهار

مَن نصحهم بهذه "الوصفة"؟/نبيل بومنصف/النهار

عبد اللهيان ولقاء النواب: "أهلية بمحلية"/غادة حلاوي/نداء الوطن

قضية المرفأ تتفاعل: عينٌ على المحاكم الفرنسيّة.. والأستراليّة/طوني عطية/نداء الوطن

على قعقعة السّلاح ترقص إيران وإسرائيل/سمير التقي/النهار العربي

واشنطن تهزّ العصا: لا تسوية من دوننا!/طوني عيسى/الجمهورية

إيقاف القتال فوراً ينقذ السّودان من جحيم يلوح في الأفق/علي حمادة/النهار العربي

إيران وحربها الثقافية/أمير طاهري/الشرق الأوسط

لو كان للسودانيين سبيل للفرار/الياس حرفوش/الشرق الأوسط

كليوباترا السوداء/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

هل يفتح غانتس الأبواب التي أغلقها نتنياهو؟/نبيل عمرو/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

عبداللهيان: إيران لم ولن تتدخل في انتخاب رئيس الجمهورية واللقاءات مع المسؤولين اللبنانيين عرضت للتعاون في إنتاج الطاقة الكهربائية في شكل خاص

عبد اللهيان من مارون الراس: الحل للقضية الفلسطينية بإجراء استفتاء ديمقراطي يشمل السكان الأصليين  فضل الله: قدر المنطقة مقاومة العدو الصهيوني والتعايش بسلام

نصرالله عرض للتطوّرات مع عبد اللهيان.. اليكم ما تم بحثه

"القوات": بري يتابع محاولة إحياء الموتى عن طريق الإيحاء المتكرر ان الرئاسة الأولى ستبقى خاضعة للممانعة

نواب الكتائب و"تجدّد" وتغييريون ومستقلّون طعنوا بالتمديد للمجالس البلدية والاختيارية

معوض: الدستوري امام تحدي حفظ  ثقة اللبنانيين بالدستور

الصادق: سنستعمل كل الوسائل القانونية لمنع الاساءة الى القانون

حنكش: من غير المسموح ان نقبل بتأجيل كل الاستحقاقات الدستورية

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

يا رَبّ، إِلى مَنْ نَذْهَب، وكَلامُ الحَيَاةِ عِنْدَكَ؟ ونَحْنُ آمَنَّا، وعَرَفْنَا أَنَّكَ أَنْتَ قُدُّوسُ الله

إنجيل القدّيس يوحنّا06/من60حتى71/:”لَمَّا سَمِعَ كَثِيرُونَ مِنَ التَلامِيذ، قَالُوا: «إِنَّ هذَا الكَلامَ صَعْبٌ، مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَسْمَعَهُ؟». وعَلِمَ يَسُوعُ في نَفْسِهِ أَنَّ تَلامِيذَهُ يَتَذَمَّرُونَ مِنْ كَلامِهِ هذَا، فَقَالَ لَهُم: «أَهذَا يُسَبِّبُ شَكًّا لَكُم؟ فَكَيْفَ لَو شَاهَدْتُمُ ٱبْنَ الإِنْسَانِ صَاعِدًا إِلى حَيْثُ كَانَ أَوَّلاً؟ أَلرُّوحُ هُوَ المُحْيِي، والجَسَدُ لا يُفيدُ شَيْئًا. والكَلامُ الَّذِي كَلَّمْتُكُم أَنَا بِهِ هُوَ رُوحٌ وهُوَ حَيَاة. لكِنَّ بَعْضًا مِنْكُم لا يُؤْمِنُون». قَالَ يَسُوعُ هذَا لأَنَّهُ كَانَ مِنَ البَدْءِ يَعْلَمُ مَنِ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُون، ومَنِ الَّذي سَيُسْلِمُهُ. ثُمَّ قَال: «لِهذَا قُلْتُ لَكُم: لا أَحَدَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ إِليَّ، مَا لَمْ يُعْطَ لَهُ ذلِكَ مِنْ لَدُنِ الآب». مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ ٱرْتَدَّ عَنْ يَسُوعَ كَثِيرُونَ مِنْ تَلامِيذِهِ، ولَمْ يَعُودُوا يَتْبَعُونَهُ. فَقَالَ يَسُوعُ لِلٱثْنَي عَشَر: «وَأَنْتُم، أَلا تُرِيدُونَ أَيْضًا أَنْ تَذْهَبُوا؟». أَجَابَهُ سِمْعَانُ بُطْرُس: «يَا رَبّ، إِلى مَنْ نَذْهَب، وكَلامُ الحَيَاةِ عِنْدَكَ؟ ونَحْنُ آمَنَّا، وعَرَفْنَا أَنَّكَ أَنْتَ قُدُّوسُ الله». أَجَابَهُم يَسُوع: «أَمَا أَنَا ٱخْتَرْتُكُم، أَنْتُمُ الٱثْنَي عَشَر؟ مَعَ ذلِكَ فَوَاحِدٌ مِنْكُم شَيْطَان!». وكَان يُشيرُ إِلى يَهُوذَا بْنِ سِمْعَانَ الإِسْخَريُوطِيّ، الَّذي كَانَ مُزمِعًا أَنْ يُسْلِمَهُ، وهُوَ أَحَدُ الٱثْنَي عَشَر.”

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/فيديو ونص: ذكرى خروج الجيش السوري من لبنان يجرجر الهزيمة والخيبة

الياس بجاني/26 نيسان/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/20383/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%83%d8%b1%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%a7%d8%b3%d8%b9%d8%a9-%d9%84%d8%a7%d9%86%d8%b3%d8%ad%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84/

ليس 26 نيسان 2005، مجرد يوم للذكرى فحسب، بل هو عبارة عن خاتمة لذكريات أليمة بدأت منذ عام 1976 نتيجة دخول الجيش السوري إلى لبنان ومحاولة نظامه الهيمنة على القرار اللبناني الحرّ.

يتذكر شعبنا اللبناني اليوم انسحاب جيش نظام الأسد الجزار من لبنان يجرجر الهزيمة والخيبة والانكسار بضغط سلمي وحضاري ومشرّف من ثوار الأرز وثورتهم، وبدعم دولي وإقليمي. إلا أن الجيش الإيراني، الذي هو حزب الله الإرهابي والمذهبي والغزواتي حل مكان الجيش السوري ويقي لبنان محتلاً ومصادراً قراره ومضطهدون أحراره والسياديين من قادته ومواطنيه.

إن الفارق الوحيد بين الإحتلالين الغاشمين هو أن الاحتلال السوري كان بواسطة جيش غريب، أما الاحتلال الإيراني فهو يتم للأسف عن طريق جيش أفراده كافة هم من أهلنا، إلا أن قرارهم ومرجعيتهم وتمويلهم وسلاحهم وثقافتهم وأهدافهم ومصيرهم هم بالكامل بيد ملالي إيران العاملين بجهد وعلى مدار الساعة ومنذ العام 1982 على إسقاط النظام اللبناني واستبداله بآخر تابع كلياً لمفهوم ولاية الفقيه الملالوية.

لهذا فإن الاحتلال الإيراني الذي يتم عن طريق حزب الله هو أخطر بكثير من الاحتلال السوري الأسدي، ومن هنا يتوجب على كل لبناني يؤمن بلبنان التعايش والرسالة والسلام أن يرفض هذا الاحتلال ويعمل بكل إمكانياته على التخلص منه. ويبقى أنه في النهاية الشر لا يمكنه أن ينتصر على الخير ولأن لبنان هو الخير وقوى الاحتلال هي الشر فلبنان ومهما طال الزمن سوف ينتصر وكل قوى الاحتلال هي إلى الانكسار والهزيمة والخيبة.

أما الأخطر لبنانياً من الإحتلالين السوري والإيراني على المدى الطويل في أطر المفاهيم الوطنية والثقافية والمستقبلية فهو الممارسات الإسخريوتية والنرسيسية لقادة وسياسيين ورجال دين ورسميين ملجميين لبنانيين أين منهم في الجحود والحقد لاسيفورس رئيس الأبالسة الذي كان من أجمل الملائكة، لكنة وبنتيجة كفره بالعزة الإلهية كان مصيره الطرد من الجنة إلى جحيم جهنم ونارها.

نعم الجيش السوري انسحب في 26 نيسان عام 2005، إلا أن مخابراته وأزلامه والمرتزقة المحليين المّجمعّين على خلفية الغرائز والإبليسية والحقارة والعبودية تحت مسمى 08 آذار لا يزالون على وضعيتهم الخيانية والطروادية، وهم بوقاحة وسفالة وحقارة ينفذون قولاً وعملاً وفكراً وافساداً كل ما هو ضد لبنان وشعبه، ويمنعون بالقوة والاغتيالات والغزوات والنفاق وكل وسائل الإجرام والإرهاب والمافياوية استعادة السيادة والاستقلال والحريات.

إن لبنان الرسالة والقداسة والحضارة هو نار كاوية دائماً ومنذ 7000 سنة وما يزيد، تحرق كل الأيدي التي تمتد إليه بهدف الأذية، وهي دائماً، ولو بعد حين تدمر وتعاقب بعنف كل من يتطاول على كرامة وحرية وهوية شعبه.

في هذا اليوم المشرّف والوطني بامتياز دعونا بخشوع نصلي من أجل راحة أنفس شهداء وطننا الحبيب، ومن أجل عودة أهلنا الأبطال والمقاومين الشرفاء اللاجئين رغماً عن إرادتهم في إسرائيل، ومن لأجل عودة أهلنا المغيبين قسراً في سجون نظام الأسد المجرم.

في الخلاصة، إن هذا اللبنان المقدس باق رغم كل الصعاب والمشقات، لأن الملائكة تحرسه، ولأن أمنا العذراء هي شفيعته وسيدته وترعاه بحنانها ومحبتها، وكما كانت نهاية الاحتلال السوري ونهاية كل المارقين والغزاة الذي سبقوهم، هكذا ستكون بإذن الله نهاية الاحتلال الإيراني طال الزمن أو قصر.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

عنوان موقع الكاتب الألكتروتي

https://eliasbejjaninews.com

 

الياس بجاني/فيديو ونص: ذكرى خروج الجيش السوري من لبنان يجرجر الهزيمة والخيبة

https://www.youtube.com/watch?v=gz5C1EDRprI&ab_channel=EliasBejjani

26 نيسان/2023

 

الياس بجاني/فيديو ونص: الإعلامي المأجور هو مجرد صنج وبوق وأداة شيطانية رخيصة

https://eliasbejjaninews.com/archives/36609/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b9%d9%84%d8%a7%d9%85%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a3%d8%ac%d9%88%d8%b1-%d9%87%d9%88-%d9%85%d8%ac%d8%b1%d8%af-%d8%a8/

الياس بجاني/26 نيسان/2023

من يتابع غالبية الإعلاميين الذي يفرضهم حزب الله على وسائل الإعلام اللبنانية يتأكد له بالمحسوس والمنظور أننا نعيش في زمن محل وبؤس وأشباه إعلاميين. فإن الطبيعة الغرائزية، وعشق الأبواب الواسعة بمفهومها الإنجيلي، ودناءة النفوس، ورخاوة الرقاب، ووهن الركب، هي المكونات الدركية التي تجعل من 99% من الإعلاميين في لبناننا المحتل مجرد عصابة من العكاظيين المارقين والانتهازيين والتجار والسماسرة والأبواق والصنوج.

عملياً، ممكن وصف هؤلاء الأبواق المأجورين بأي شيء إلا بمسمى الإعلاميين لأنهم جهلة ومتلونين وحربائيين ومجرد أدوات قذرة. هؤلاء الزاحفين والمبشرين بالاستسلام والركوع لإرهاب حزب الله وللرضوخ لاحتلاله وفجوره هم عار على مهنة الصحافة، وليلعن الله صاحب كل قلم ولسان مأجور وعكاظي، ويحمى الناس من فساده وفسقه وأكاذيبه.

إن الإنسان الوطني والشريف هو موقف وكلمة حرة وشهادة للحق، ومن لا موقف له ولا ثبات عنده، ولا يتمتع بعطايا الوضوح والشفافية، هو مجرد من إنسانيته. كما أن حامل القلم بهدف عرضه للبيع في أسواق النخاسة مع لسانه وضميره ووزناته، فهو شيطان لا أكثر ولا أقل.

في الخلاصة، إن الشدائد والصعاب والإغراءات المادية هي التي تكشف خامة الرجال، وعند الامتحان يُكرّم "الإعلامي" أو يهان. وصحيح  إن الإعلامي المأجور هو مجرد بوق وصنج وحربائي بامتياز!!

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الياس بجاني/فيديو ونص: الإعلامي المأجور هو مجرد صنج وبوق وأداة شيطانية رخيصة

https://www.youtube.com/watch?v=YpDFxoReyZ4&t=213s

26 نيسان/2023

 

أصحاب شركات أحزاب منافقين ويعملون تحت مظلة حزب الله الإيراني النوى والهوى

الياس بجاني/25 نيسان/2023

إن كل صاحب شركة حزب يدعي أنه سيادي مهما زايد بمواجهة حزب الله يبقى منافقاً ما لم يطالب بتنفيذ القرارات الدولية ويعلن جهاراب بأن الحزب قوة احتلال إيرانية وما في شي لبناني

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط   https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw    لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة مع الكاتب والصحافي نبيل أبومنصف من موقع دي ان أي تتناول العديد من الملفات اللبنانية والإقليمية. مقابلة مهمة/مع 3 مقالات من جريدة النهار ل بومنصف

https://eliasbejjaninews.com/archives/117738/117738/

العرب والدول والفتنة الزاحفة!

نبيل بومنصف/النهار/28 نيسان/2023

المعادلة التهويلية… من يستهدفون؟

نبيل بومنصف/النهار/26 نيسان/2023

مَن نصحهم بهذه “الوصفة”؟

نبيل بومنصف/النهار/21 نيسان/2023

28 نيسان/2023

https://www.youtube.com/watch?v=dQSlnP9w2GY&t=1200s

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 28 نيسان 2023

وطنية/28 نيسان/2023

الجمهورية

تحوّلت وزارة خدماتية الى "أهليّة بمحليّة" بعد توسّع حلقة مستشاري الوزير الذين تربطهم به ارتباطات عائلية.

للمرة الأولى سَبقت مفرزة أمنية وديبلوماسية شخصية أجنبية زارت بيروت والتقت المسؤولين اللبنانيين.

تفكّر شخصية غير إدارية بخطوة الإدعاء لدى مراجع دولية على بعض المحرّضين الذين يستغلون أزمة كبيرة لمصالح فئوية تمس سلامة المؤسسات الأمنية اللبنانية ووحدتها.

اللواء

انتقدت مصادر دبلوماسية تنصُّل وزير سيادي من عرضٍ لنظيره من دولة فاعلة، لاعتبارات مجهولة!

يبتعد نواب بارزون في تيار معروف عن المشهد لأسباب تتعلق بمسارات مفاجئة، مع صدور كلمة السر الرئاسية.

تجدَّد الاستياء لدى موظفي القطاع العام من المالية حول طريقة تحويل الرواتب والتمييز بين فئات الموظفين عشية عيد العمال!

نداء الوطن

تحاول شخصية نيابية بارزة تقريب وجهات النظر بين تيارين من الخندق السياسي نفسه، لكن محاولاته باءت بالفشل بسبب الخلاف الرئاسي الحاد بينهما.

لوحظ أنّ تغييراً طرأ خلال أيام معدودة، على خطاب قيادي حزبي بارز، فانتقل من فتح باب الحوار حول الاستحقاق الرئاسي، إلى إغلاقه بإحكام.

يُنتظر أن يتقدم عدد من المحامين مطلع الأسبوع المقبل، بمراجعات للطعن بمرسوم الكابيتال كونترول الذي أقرته الحكومة في جلستها الأخيرة.

البناء

تعكف جهات داخلية وخارجية على دراسة مغزى كلام الوزير السابق سليمان فرنجية “لن أذهب إلى جلسة أتحدّى فيها السعودية” وقوله “يمكنني أن أصل بـ65 صوتاً لكنني لن أستطيع أن أحكم والمعركة ليست معركة نصاب” بل “معركة ضمّ الجميع”. ورأت فيها مدخلاً لدعوة رئيس المجلس النيابي للحوار.

توقع مصدر دبلوماسي روسي انعقاد اجتماع قريب لممثلي روسيا وإيران وتركيا وسورية على قاعدة أن التقدم البطيء الذي يتحقق في هذه اللقاءات يؤشر إلى جدوى هذه الإجتماعات، رغم عدم صدور بيان سياسي تلتزم بموجبه تركيا بالانسحاب من سورية الذي يبقى الشرط للانتقال إلى مستوى الرئاسات.

الأخبار

بعد تكليفه من قبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي متابعة ملف النازحين السوريين، التقى المدير العام للأمن العام بالإنابة العميد الياس البيسري مسؤولين في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في لبنان، وبدأ بإعداد خطة عملانية يفترض أن يقدمها إلى رئيس الحكومة الأسبوع المقبل. كما بدأ التواصل مع قائد الجيش العماد جوزيف عون للتنسيق في بعض التفاصيل.

يفترض أن تعقد الهيئة العامّة لاتحاد جمعيات العائلات البيروتية اجتماعاً اليوم من أجل تحديد المهل (موعد انتخابات الهيئة الإدارية الجديدة وفتح باب الترشيح وإقفاله)، بعدما أخفقت الهيئة في تأمين النصاب لانعقاد جلسة للغاية نفسها الأسبوع الماضي. وعملت بعض العائلات أخيراً على تسوية أوضاعها القانونية كاختيار ممثلين عنها في الاتحاد، وتقديم مستندات الانتساب المطلوبة، باستثناء 5 عائلات لن تكون قادرة على المشاركة في الانتخابات المقبلة، ترشيحاً وتصويتاً، بسبب خلافات داخل جمعياتها. ويحاول المعنيون حث العائلات البيروتية على المشاركة في اجتماع الجمعة للخروج بموقف موحّد حول تحديد المهل. وفي حال عدم تأمين النصاب (النصف زائداً واحداً)، ستحدد الهيئة الإدارية المهل بمن حضر.

الأنباء

يقول مرجع مسؤول في مجلس خاص إنه يتوقع المزيد من المواقف المتصلبة حيال ملف انساني.

يتولى نائب سابق القيام بسلسلة اتصالات ولقاءات لأهداف تخدم السياق المطروح من مرجعيته، بعيدا عن عيون الإعلام.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 28/4/2023

وطنية/28 نيسان/2023

 * مقدمة نشرة اخبار تلفزيون لبنان

المحطات السياسية والديبلوماسية التي حصلت في الأسابيع الأخيرة على خلفية التحرك الفرنسي في شأن الازمة الرئاسية حركت على نحو ملحوظ الجمود الذي يحكم هذه الازمة.

فقد نقل عن رئيس المجلس النيابي نبيه بري القول ان الموقف الخارجي مطمئن وان الفرنسيين ابلغوه بالمباشر بأن اجواء المملكة العربية السعودية ايجابية باتجاه الوزير السابق سليمان فرنجية، ولكن توتر الخطاب الداخلي والانقسام العمودي لا يبشر بالخير، فالوضع الداخلي لا يحتمل المزيد من الفراغ.

وفيما اختتم وزير الخارجية الايرانية زيارته لبيروت بمؤتمر صحافي في مقر السفارة الايرانية اعتبر عبد اللهيان ان اللبنانيين لديهم الكفاءة لانتخاب الرئيس بغض النظر عن آثار الاتفاق الإيراني السعودي على المنطقة."

وتزامنا تحرك للصين راعية الاتفاق السعودي-الايراني في بيروت عبر المبعوث الخاص للحكومة الصينية لشؤون الشرق الاوسط كما سجلت زيارة للسفير المصري الى عين التينة وكل ذلك في انتظار تحرك قطري مرتقب سيكون الثاني لوزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية  محمد الخليفي خلال الفترة المقبلة.

وفي التحركات الداخلية ايضا اجتماع في حارة حريك جمع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة بنائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب الذي لفت الى أن اللقاء يهدف الى تقييم المرحلة التي نمر بها والعمل لإيجاد مخارج وقواسم مشتركة بين الكتل النيابية، وان عنوان الحديث الأول هو التواصل.

واليوم وبعد القوات اللبنانية تقدم نواب الكتائب و"تجدد" وعدد من النواب المستقلين بالطعن بالتمديد للمجالس البلدية والاختيارية حيث كان اجماع على ان المجلس الدستوري امام تحدي حفظ  ثقة اللبنانيين بالدستور.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان

مفاعيل الاجواء الايجابية الخارجية والحراك والتلاقي على مستوى المنطقة لا بد من تأثيرات ايجابية لها على الساحة الداخلية اللبنانية ولاسيما في ملف الاستحقاق الرئاسي.

سلسلة مواقف اطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم ابدى فيها ارتياحه للمواقف المتزنة والهادئة التي اطلقها رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وحديثه بلغة جامعة وواقعية تراعي الخارج وهواجسه والداخل وتوازناته.

الرئيس بري اكد انه ليس متشائما ولا متفائلا انما متشائل معلنا اطمئنانه للموقف الخارجي والفرنسي الايجابي باتجاه فرنجية وجدد التاكيد ان الوضع الداخلي لا يحتمل مزيدا من الفراغ ومبديا خشيته من ان هناك من لا يريد انتخابات رئاسية لغايات شخصية ويهدد بالتعطيل واعتبر ان مفتاح الحلول هو انتخاب رئيس جديد للجمهورية والبدء بعملية الاصلاح والنهوض.

في السراي الحكومي اجتماع بين رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ووفد من رابطة موظفي الادارة العامة لايجاد الحلول العادلة والكافية لعودة الموظفين الى اداراتهم واعمالهم لتسيير امور البلاد والعباد.

وفي يوميات الضيف الايراني التقى وزير الخارجية حسين امير عبد اللهيان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والامين العام لحركة الجهاد الاسلامي زياد النخالة وزار بلدة مارون الراس الحدودية ومكررا دعم ايران المستمر للبنان في مختلف المجالات ووقوفها الى جانب الشعب اللبناني والفلسطيني وحماية المقاومة.

هذا داخليا اما خارجيا فزيارة استثنائية مرتقبة للرئيس الايراني السيد ابراهيم رئيسي الى دمشق سيعلن خلالها عن البدء بتنفيذ قرارات تتعلق باعادة الاعمار وتدشين مشاريع اقتصادية عدة في سوريا.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ام تي في

يوم ايراني طويل في لبنان، انهاه وزير خارجية ايران بمؤتمر صحافي، قبل ان ينتقل  الى سوريا تحضيرا لزيارة الرئيس الايراني الى  دمشق. ردود حسين اميرعبد اللهيان على اسئلة الصحافيين في الموضوع الرئاسي جاءت ملتبسة، فهو تجنب تأييد سليمان فرنجية، فاعلن ان  طهران  لم ولن تتدخل في انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، مؤكدا الترحيب بانتخاب اي شخصية مرموقة تحقق التوافق بين اللبنانيين. فهل هو موقف ديبلوماسي ام انه يعبر عن حقيقة الموقف الايراني؟

من جهة ثانية،  التركيز الايراني على لبنان وسوريا يعني ان الجمهورية الاسلامية تريد ان توصل رسالة الى البلدين، ولا سيما الى سوريا التي لم تعرف زيارة  لرئيس ايراني منذ العام  2010، اي قبل بدء الحوادث فيها بسنة.

والواضح ان طهران التي  فتحت صفحة جديدة مع المملكة العربية السعودية تريد وضع حلفائها في بيروت ودمشق في صورة التطورات الاقليمية، وخصوصا في اجواء الاتفاق السعودي- الايراني الذي ينص في مندرجاته على وقف تدخل ايران في شؤون الدول الاخرى. فهل فهمت اذرع ايران في المنطقة ، وفي طليعتها حزب الله، المعطى الجديد؟ وما انعكاس ما يحصل اقليميا، على الصعيد المحلي، وخصوصا بالنسبة الى استحقاق  رئاسة الجمهورية؟ حتى الان الملف الرئاسي معلق، وذلك لسببين: الاول عجز الداخل، والثاني انشغال القوى الاقليمية والدولية المعنية بالملف الرئاسي بأمور أخرى اكثر الحاحا بالنسبة اليها. وعليه، ينتظر للفراغ الرئاسي ان يستمر طالما ان السعودية وايران لم تدرجا الملف اللبناني على جدول الاعمال بينهما، وطالما ان الولايات المتحدة  لم تقل كلمتها بعد، فيما فرنسا تستفيد من الوقت الضائع لتوهم نفسها وسواها انها صاحبة القرار الفصل في لبنان، فيما هي عاجزة عن تحقيق اي خطوة  الى الامام. قضائيا، واصل الوفد القضائي الاوروبي استجواب مساعدة حاكم مصرف لبنان ماريان الحويك، وذلك لليوم الثاني على التوالي. وفي اطار آخر تقدمت كتلتا الكتائب وتجدد اضافة الى عدد من النواب المستقلين بطعن امام المجلس الدستوري في قانونية تمديد ولاية المجالس البلدية والاختيارية، وهو الطعن الثاني بعد الطعن المقدم من القوات اللبنانية. فهل يبت المجلس الدستوري خلال شهر بضرورة اجراء الانتخابات البلدية، ام ان ما كتب قد كتب، ونجح اركان المنظومة مرة اخرى في ابعاد كأس الديمقراطية المر عن أحزابهم؟.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار

مهمة في كل محطاتها زيارة وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان الى لبنان ، على ان ابرزها اليوم مارون الراس...

سمع من اللبنانيين كثيرا واسمعهم عن كل التطورات في المنطقة، وأكد الوقوف الى جانب لبنان سياسيا واقتصديا ودعما للدولة وللجيش وللشعب وللمقاومة..

الا ان الكلام من مارون الراس كان بصوت عال حتى يسمعه الاسرائيلي كما قال، نحن ندعم المقاومة في لبنان ضد الاحتلال الصهيوني ، والجمهورية الإسلامية كانت ولا تزال وستبقى صديقة للبنان في الأيام الصعبة.

ومنطقتنا دخلت في مرحلة جديدة من التعاون الجماعي، بحسب الوزير الايراني، ومستقبل دول المنطقة مشرق، وجميع التطورات الإيجابية في المنطقة ستؤدي إلى عزلة وانهيار الكيان الصهيوني...

وبعيدا عن التحليلات المنهارة لبعض اللبنانيين كان للوزير عبد اللهيان كلام مع مجموعة واسعة من النواب اللبنانيين، سمع منهم واسمعهم ان الجمهورية الاسلامية الايرانية مع كل حل يتفق عليه اللبنانيون...

والى المضمون الاستراتيجي للحديث خلال زيارته الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، كلام واضح لكل اللبنانيين ختم به الزيارة الاستثنائية في شكلها وتوقيتها ومضمونها...

ومع استثنائية المرحلة فان الحراك الداخلي اللبناني لا يزال على بطئه، فيما لفت اليوم حراك لنائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب على خط الرئاسة لمد الجسور بين الافرقاء بدأه من كتلة الوفاء للمقاومة التي رحب رئيسها النائب محمد رعد بهذه الحركة الاستطلاعية لآراء الكتل ووجهات نظرها، ونقل النائب بو صعب انفتاح حزب الله الكامل تجاه أي جهد يجري مع كل الأفرقاء لحل الأزمة القائمة..

في الازمات اليومية محاولة لتحقيق اختراق على صعيد اضراب موظفي القطاع العام، فكان لقاء السراي برئاسة الرئيس ميقاتي وحضور الوزير مصطفى بيرم وممثلين عن نقابة الموظفين والاتحاد العمالي العام، ونقل الوزير بيرم بعد اللقاء عرض افكار جدية تشرك روابط الموظفين بالحل الممكن في هذه المرحلة.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في

أن يأخذ اللبنانيون في الاعتبار التوازنات الإقليمية والدولية وتأثيرها في واقعهم المحلي قبل الإقدام على انتخاب الرئيس الجديد أمر طبيعي ومطلوب.

أما الارتهان السياسي الكامل للخارج، بشكل يكاد أن يقضي على ما تبقى من كرامة وطنية لدى البعض، فارتكاب مرفوض ومدان، خصوصا أن التدخلات الخارجية تراعي أولا مصالح الدول القائمة بها، وأخيرا، وربما… مصلحة لبنان.

وبناء عليه، إذا لم يأخذ اللبنانيون المبادرة في وقت قريب، وينتفضون على واقعهم المرير، فيقدمون على انتخاب رئيس ذي توجهات إصلاحية، ينطلق من الاعتبارات الميثاقية البديهية، ويكون قادرا على جمع اللبنانيين للإنقاذ، ستبقى الحلقة المفرغة على حالها، وعبثا يتوهم البعض أن الحسم الخارجي ممكن، طالما الداخل غير مهيأ.

وفي هذا الإطار، كان لافتا اليوم كلام رئيس مجلس النواب اللبناني، المؤسسة الدستورية المسؤولة عن انتخاب الرئيس الجديد، كان لافتا كلامه الصريح حول انتظار الحراك الخارجي في شأن الملف الرئاسي، ولاسيما الجواب السعودي على ما نقله الفرنسيون الى الرياض من اجوبة على اسئلة وجهت في باريس الى مرشح الثنائي الشيعي.

واللافت اكثر، ولليوم الثاني على التوالي، مسارعة القوات اللبنانية، بما ترمز اليه على مستوى الجو الإقليمي، الى الرد على الرئيس نبيه بري بكلام عنيف، اعتبر انه يتابع محاولة إحياء الموتى عن طريق الإيحاء المتكرر ان الرئاسة الأولى ستبقى خاضعة للممانعة، وآخر محاولاته وفق القوات، توزيعه خبرا إلى صحيفة اللواء عن تلقيه اتصالا من جهة فرنسية، لم يفصح عن هويتها، تبلغه عن إيجابية الموقف السعودي من مرشح الممانعة النائب السابق سليمان فرنجية، فيما المعطيات المحلية كلها والأجواء الواردة من المصادر الديبلوماسية على تنوعها، المحلية والخارجية، العربية والغربية، تؤكد عكس ذلك تماما.

وأضاف القوات أن أكبر دليل على ذلك، هو مواصلة بري تعميم هذه الأجواء غير المتماهية مع حقيقة المواقف، منذ أكثر من شهر وبشكل متواصل، ودون أن يكون لها أي انعكاس ملموس على الاستحقاق، فهل من جديد ملحوظ في حظوظ فرنجية؟ أبدا. تابعت القوات.

أما كلام بري عن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، فمن الواضح وفق القوات أنه تقصد الايحاء بأنه يتفق معه بشكل كامل في ما خص الاستحقاق الرئاسي ومرشح الممانعة، بينما الدلائل والمعلومات والتصاريح كلها من قبل رئيس الاشتراكي وأعضاء كتلة اللقاء الديمقراطي، تشير إلى عكس ذلك تماما.

وتابعت القوات أن حديث بري عن أمل في تراجع التيار الوطني الحر عن موقفه الرافض لترشيح فرنجية، يتعارض تماما مع الدلائل والوقائع كلها.

وخلص بيان القوات الى الجزم بأن لا مجال بتاتا لإيصال مرشح الممانعة إلى سدة رئاسة الجمهورية، لأن إنجاح مخطط الممانعة” في الرئاسة الأولى هو كمن يحيي الموتى.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي

"ساعات قليلة ونسطر للعرب تاريخا جديدا، ويلامس علم الإمارات الفضاء".

وسطر رائد الفضاء الاماراتي سلطان النيادي للعرب تاريخا, فأصبح اول عربي  يسير في الفضاء,محققا الحلم الذي اطلقته الامارات.

حلم خطط له فنفذ بكثير من الامل قبل اي شيء آخر .

فمن لا يأمل ولا يجروء,سينساه المستقبل,اما من يحلم, فلا حدود لطموحه, كيف اذا كان هذا الطموح بناء مستوطنة بشرية على المريخ بحلول سنة 2117 , وظفت دبي  منذ 6 اعوام مهندسين وتقنيين بدأوا العمل على تصور كيف يمكن أن تبنى مدينة على الكوكب الأحمر.

نعم , هذا طموح الامارات ,اما احد طموحات قطر فكان استضافة كأس العالم في كرة القدم في العام 2022 , وهي انتزعت اليوم استضافة كأس العالم في كرة السلة في العام 2027 .

 اما طموح السعودية التي وضعت رؤية 2030, وطوعت قوتها الاستثمارية لخلق اقتصاد ضخم متنوع ومستدام ,فهو تكريس الدولة محركا اساسيا في اقتصادات العالم .

هذا طموح من حولنا من الدول , اما اقصى طموحنا اليوم , هل يتفق سياسيونا على انتخاب رئيس للجمهورية فيبدا حل ازمتنا ؟

ام انهم ينتظرون كلمة سر من دولة خارجية ما ؟

كلمة يبدو انها لن تأتي من احد,وهو ما عاد واكده منذ قليل وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان , ردا على سؤال حول امكان ان تضغط  ايران على حزب الله لسحب ترشيح  سليمان فرنجيه , فقال : طهران لم ولن تتدخل بتاتا في الانتخابات الرئاسية , مضيفا : الاتفاق السعودي الايراني تم , فلماذا لم يحصل الاتفاق اللبناني ؟لان على اللبنانيين ان يقرروا بأنفسهم  هكذا ختم عبد اللهيان .

توافق شبه مستحيل , فلا نية للحوار , ولا نية للبحث عن حلول بين اللبنانيين , فيما المنطقة من حولهم تتجه بسرعة نحو الحلول من الاتفاق الايراني السعودي , الى ما يحكى عن اتفاق رباعي تركي , روسي, سوري ايراني , الى فتح باب العلاقات الثنائية مع روسيا , في وقت يتجه الرئيس العراقي الى ايران السبت , والرئيس الايراني الى سوريا يومي الاربعاء والخميس المقبلين ,وستشمل زيارته دمشق وحلب.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد

بعد أن زرع تفاؤلا رئاسيا في أعلى قمة مارون الراس الجنوبية ونشر إيجابيات اتفاق الصين في الأرجاء المطلة فصل وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان الاتفاق وآثاره المباشرة عن المنطقة ولبنان.

وقال أن لدى الشخصيات والقوى اللبنانية الكفاءة اللازمة لاستكمال العملية السياسية وانتخاب رئيس للجمهورية وهو ردا على دعم سليمان فرنجية أوضح أن إيران قدمت توصيات أخوية لأصدقائها بالتوافق بين اللبنانيين.

غرس عبد اللهيان شجرة زيتون في حديقة طهران ببلدة مارون الراس قبل أن يعقد مؤتمرا صحافيا في بيروت يعلن فيه أن إيران تتبع سياسة الانفتاح على دول العالم وأن الحوار مع السعودية سينعكس إيجابا على لبنان والمنطقة.

وتعرض عبد اللهيان لرشقات من العيار الثقيل في الاسئلة من الطرف اللبناني وبمعظمها جاءت حول اسم سليمان فرنجية فرد قائلا: أرى أن بعض الصحافيين هنا يريدون اختيار رئيس للجمهورية وإذا اخترتوه فاخبرونا من هو...

نأى وزير خارجية إيران بهذا الجواب عن التدخل المباشر باسم الرئيس ورمى به إلى التوافق بين المسؤولين اللبنانيين.

لكن سيئي الذكر كانوا يقدمون نموذجا آخر عن الخلاف الملتهب والنازف بين كل المكونات

فاستنادا إلى الرئيس نبيه بري لصحيفة اللواء أن الفرنسيين ابلغوه  بالمباشر بأن أجواء المملكة العربية السعودية إيجابية باتجاه سليمان فرنجية.

وكرر بري القول انه ووليد جنبلاط "متفقين ومش مختلفين ع شي"...

ولكن القوات اللبنانية قررت ان ترد بالوكالة عن السعودية وعن فرنسا والتيار الوطني الحر وجنبلاط معا...

واعتبرت أن بري يريد إحياء الموتى...

وتكفلت القوات بنفي إيجابياته جملة وتفصيلا...

ولم يحدد بيان الدائرة الإعلامية للقوات هل المضمون قد صدر مشتركا مع باريس والرياض وميرنا الشالوحي وكليمنصو.

ولكنه كان لافتا في عاصفة الحزم النافية لكل المواقف الايجابية.

واذا كانت القوات قد تحدثت بصفة فردية فإن نائب رئيس مجلس النواب الياس ابو صعب أعلن أنه يتحرك بصفة فردية أيضا...

فهو قام بزيارة الى مكاتب "حزب الله" في الضاحية، واجتمع برئيس كتلة الوفاء محمد رعد، ولكنه عزل تحركه عن تكليف من التيار ورئيسه...

مبادرة في ظرف دقيق, زيارات تبدأ من حزب الله وتستكمل على المرجعيات وبينها بكركي.. لن تكون معزولة عن زمنها ومحيطها وأزمتها الرئاسية... فهل يبادر التيار إلى معراب من ضمن مسار جرف الثلوج السياسية؟

أم ان المسار الرئاسي سيعيده إلى عرين عين التينة لبدء الكلام بتأمين النصاب؟

والابعد من ذلك هل ان كلام وزير خارجية ايران سيضع اللبنانيين امام حتمية التوافق؟...

ومن بين هذا المسار الجنوني فإن لغة العقل تكاد تكون مفقودة ولعل  الحكيم بينهم كان سليمان فرنجية الذي طرح نفسه رجل حوار , تحدث رئيسا من دون انتخاب كان ودودا مع السعودية... وقدم طروحات من الواقعية السياسية.

 

خاص «جنوبية»: «أمر عمليات» إيراني لـ«حزب الله».. «الإقلاع» عن فرنجية و«الإصغاء» للطروحات القطرية!

جنوبية/28 نيسان/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/117750/%d8%ae%d8%a7%d8%b5-%d9%85%d9%86-%d9%85%d9%88%d9%82%d8%b9-%d8%ac%d9%86%d9%88%d8%a8%d9%8a%d8%a9-%d8%a3%d9%85%d8%b1-%d8%b9%d9%85%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%84%d8%ad/

على وقع حفلات الجنون “السفسطائية” التي تضج بها الساحة اللبنانية، المتخمة بالفوضى والإرتجالية والتصريحات الرئاسية الملتهبة والتائهة، في غياهب التسويات الإقليمية والإنقسامات الداخلية الحادّة، تأتي زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الى لبنان، لتحمل معها تساؤلات حول أسبابها في هذا التوقيت الحرج، وماذا حمل في جعبته للبنان وسط ضبابية المشهد.

الزيارة وهي الثانية لعبد اللهيان الى لبنان هذا العام، تكمن أهميتها في أنها جاءت بعد الإتفاق الإيراني السعودي، ودخول المنطقة مرحلة جديدة، عنوانها الحوار والإنفتاح وخفض التوترات خصوصا في اليمن وسوريا، فضلاً عن لبنان الذي يفتقد نظامه للمناعة ويعاني من إنقسام عامودي، وتعتبر أرضه منصة للأزمات ومرآة للصراعات والنزاعات في المنطقة. وفي هذا الإطار كشف مصدر مطلع على أحواء الزيارة لـ”جنوبية” انها” تدخل في سياق التنسيق والاتفاق بين السعودية وإيران، وقد أبلغ عبد اللهيان رسالة لـ”حزب الله” بضرورة فرملة مطالبته برئيس تيار المردة سليمان فرنجية، والإصغاء والتجاوب مع الطروحات القطرية، التي يأتي موفدها حاملا معه بوادر تسوية، وإسم للرئاسة على الأرجح أن يكون قائد الجيش جوزاف عون أو إسم آخر من خارج الإصطفافات”.

 وبحسب المصدر فإن “المسؤول الإيراني نعى بشكل من الأشكال حظوظ فرنجية، خلال اللقاء الذي جمعه بعدد من النواب الموالين لإيران مساء أمس في السفارة الإيرانية، وقد شدد أمامهم على ضرورة حل مشاكلهم والإتفاق على إنتخاب رئيس”. ورأت انه “رغم فشل الدبلوماسية الإيرانية، باستقطاب غير الموالين لإيران القاء السفارة، فإن الزيارة تدخل في خانة السياسة الانفتاحية لإيران في لبنان والمنطقة، وهي تسعى لتبرهن حسن نواياها من خلال إيران جديدة “نيو لوك” واشار المصدر الى “أن الزيارة ستشكل “ضابطاً” لأذرعتها ولفلتات لسان حزب الله وتدجين تصرفاته، وتهذيب سلوكه بعد التخبط في خطابه منذ الإعلان عن إتفاق بكين”.

وإستبعد المصدر أن “تترك إيران الخيار لحزب الله في تقرير مصيره في هذا الاستحقاق، كون سلاح الحزب هو وديعة إيرانية عندما تقرر إيران تسترده بكلمتين”. وأكد المصدر أن “للزيارة أهداف إقتصادية فإيران، تعتبر نفسها أولى بالإستثمار في لبنان، من الدول الأوروبية الطامعة في الثروة اللبنانية، وهي تسعى لذلك من خلال إغراء لبنان بالكهرباء”. وفي المقابل، جزمت مصادر سياسية معارضة ل”جنوبية”، أنه “رغم سمفونية “الكهرباء، فإن عبد اللهيان أتى الى لبنان لإيصال رسالة الى حزب الله للتهدئة وكسب الوقت، حتى إنتهاء فترة شهري حسن نوايا الإتفاق مع المملكة”. وختم المصدر: “سيبقى لبنان على فوهة البركان الإيراني، حتى إنقشاع الضباب الإقليمي وظهور الخيط الأبيض من الخيط الأسود”.

 

الانقسامات المحلية تنمّي التناقضات الخارجية: لبنان يتحوّل متاهة سياسية

منير الربيع/المدن/29 نيسان/2023

ليست حالة الانقسام بين الأفرقاء اللبنانيين يتيمة. ما هو مشهود في لبنان من تضارب في المواقف والرؤى، ومحاولة الكثيرين لتمييز أنفسهم بمواقفهم، له ما يعاكسه في الخارج أيضاً. وهو ما يمكن الاستدلال عليه بالاستناد إلى رهانات لبنانية متناقضة. بين فريق يعتبر أن المواقف الدولية تصب في صالحه، كما هو الحال بالنسبة إلى مؤيدي ترشيح سليمان فرنجية. وفريق آخر يعتبر أن كل ما يجري في الخارج لن تكون رياحه كما تشتهيه سفن الخصوم. يغرق اللبنانيون في الرهانات على التناقضات الخارجية، ويكثرون منها. فهم يعتبرون أن ثمة تناقضاً في الرؤى السعودية الفرنسية، والفرنسية الأميركية، في مقابل إمكانية تقارب سعودي إيراني قد ينعكس تهدئة وليناً في لبنان، تمهيداً لفتح الطريق أمام تسوية جديدة.

أميركا وبرّي والعقوبات

على وقع حالات الانتظار، برز الدخول الأميركي منذ فترة من بوابة العقوبات سواء على شخصيات مرتبطة بحزب الله، أو على شخصيات متهمة بالفساد. وهنا أيضاً تجدد الانقسام اللبناني في تفسير مغزى هذه العقوبات وأبعادها. وصولاً إلى حد الرسالة التي تم توجيهها من لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي إلى الرئيس جو بايدن، والتي تشير إلى ضرورة ممارسة ضغوط أميركية على الأفرقاء اللبنانيين للشروع بتنفيذ الإصلاحات، ولتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية. وقد أوردت الرسالة إسم الرئيس نبيه برّي كأول حليف لحزب الله في مسار تعطيل الاستحقاق الرئاسي. علماً أن برّي يعتبر نفسه أنه يعمل على تسريع وتسهيل انتخاب الرئيس من خلال الدعوات المتكررة إلى الحوار. ورود إسم رئيس المجلس في هذه الرسالة، تضيفه مصادر من واشنطن إلى جزء من التلويحات الأميركية بإمكانية فرض عقوبات على بعض المقربين منه. فيما تفسّر المصادر كل المسار الأميركي بأنه ينطوي على انقسام في داخل الإدارة، وبينها وبين الكونغرس. لا سيما أن هناك آراء أميركية تبدو واضحة لجهة رفض مبدأ اللامبالاة الأميركية للواقع اللبناني، ما قد يجعل حزب الله ينتصر مجدداً ويتسلم البلد، في حال نجح بإيصال مرشحه لرئاسة الجمهورية. يمكن لهذه الضغوط أن تقود إلى اتخاذ إجراءات جديدة يكون لها انعكاس على الواقع اللبناني الداخلي.

تباينات فرنسية.. ومواصفات سعودية

ومن المراقبة اللبنانية إلى هذه الاختلافات الأميركية، لا يغيب عن اللبنانيين التداول أيضاً في تباين بوجهات النظر داخل الإدارة الفرنسية أيضاً، بين من لا يزال يتمسك بطرح سليمان فرنجية، في مقابل المعارضين لهذا المسار، والذين يعتبرون أيضاً أن باريس تكرس انتصاراً لحزب الله، وتخضع لحسابات ضيقة يفرض عليها الذهاب إلى إرضاء الحزب وإيران معاً. لا سيما أن التواصل تجدد بعد اللقاء الذي عقد بين مسؤولين فرنسيين وإيرانيين في الصين، فيما نجحت المفاوضات بالوصول إلى إطلاق إيران لسراح عدد من المعتقلين الفرنسيين لديها، على خلفية الاحتجاجات الأخيرة في المدن الإيرانية. ليس بعيداً أيضاً، يدرج اللبنانيون مسألة تغيير السفيرة الفرنسية في بيروت، علماً أن مدة عملها تنتهي في أيلول المقبل، فيما المعلومات تشير إلى أنها قد تغادر قبل هذا التاريخ، وسيتم تعيين السفير الفرنسي في تركيا مكانها. ومن بين الرهانات على التناقضات أيضاً، ثمة فريق يراهن على وجود تباين في وجهات النظر داخل المملكة العربية السعودية، بين من لا يمانع في انتخاب فرنجية مقابل تحصيل المزيد من المكاسب، وبين طرف آخر لا يزال يعارض ويتمسك بالمواصفات، ويعتبر أن لبنان يحتاج إلى آليات جديدة في انتاج التسويات والحلول. ويبدو واضحاً حجم الانقسام اللبناني في تفسير الموقف السعودي. إذ أن الداعمين لفرنجية يؤكدون بأن الرياض لم تطلق أي موقف سلبي تجاه ترشيح الرجل، فيما المعارضون له يؤكدون بأنها لم توافق عليه، وأنها متمسكة بمواصفاتها التي لا تنطبق على أي شخصية محسوبة على طرف ضد الطرف الآخر.

اختلافات إيرانية وتأثيرات سورية

لا تغيب القراءات اللبنانية للانقسامات الداخلية عن الميدان الإيراني أيضاً. إذ تشهد الكواليس السياسية تفسيرات لزيارة حسين أمير عبد اللهيان إلى بيروت، وسط اعتبار البعض أن هناك اختلافاً في التوجهات الإيرانية ولا سيما بين عبد اللهيان من جهة والرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي من جهة أخرى. فالأول سينتقل من بيروت إلى دمشق، والثاني سيزور العاصمة السورية الأسبوع المقبل. وهو ما سيفتح باباً جديداً أمام التكهنات والتحليلات اللبنانية، حول إمكانية لعب سوريا دور في الملف اللبناني، خصوصاً أن فرنجية كان قد أعلن في إطلالته عن التأثير السوري في ملفات متعددة، وأنه لا يمكن لرئيس على خصومة مع سوريا أن يحكم في لبنان. الأسابيع الماضية شهدت زيارات كثيرة إلى دمشق، وبعض المسؤولين التقى برئيس النظام السوري بشار الأسد، والذي بدا أنه يتابع الملف اللبناني، ولكن من دون الاستعداد للدخول في التفاصيل أو التأثير بالمجريات، على الرغم من أنه كلف فريقاً لمواكبة التطورات اللبنانية، ووضعه في صورتها، فيما يشير آخرون إلى أن الرجل يركز على التنسيق مع حزب الله في الملفات اللبنانية.

دور قطري

وسط كل هذه التطورات أيضاً، وفي خضم الانقسامات القائمة بين الدول أو بين جهات متعددة داخل كل دولة، يبقى هناك رهان لبناني على طرف قادر على التوفيق بين الجهات المتعارضة وغير المتفقة فيما بينها، على رؤية مشتركة. في هذا السياق، يعود الرهان اللبناني على دور قطري يمكن أن يتقدم أكثر في المرحلة المقبلة، في سبيل السعي للتقريب بين وجهات النظر المختلفة، وعلى قاعدة التواصل مع الجميع، في سبيل وضع رؤية مشتركة من شأنها تسهيل أي مبادرة للوصول إلى حلّ، سواء بين الأفرقاء الداخليين أو بين القوى الخارجية المهتمة بالملف اللبناني.

 

تفاصيل متفرقات الأخبار اللبنانية

كلام صريح ومباشر عن ملف النازحين: هذا هو الحلّ!

داني حداد/موقع mtv/28 نيسان/2023

لن تُحلّ مشكلة النازحين بموقفٍ أو تصريح، ولا باعتداءٍ بالضرب على نازح، ولا بـ "بوست" على مواقع التواصل الاجتماعي. يحتاج الأمر الى خطّة قابلة للتنفيذ، تضع مصلحة لبنان فوق ما عداها. يجب ترحيل قسم كبير من السوريّين الى بلدهم. ربط المسألة بالعلاقة مع السلطة الحاكمة في سوريا لا يجوز. بصراحة، لسنا مسؤولين كلبنانيّين عمّا تفعله الدولة في سوريا، أو ما يسمّيها البعض "النظام"، بالعائدين من مواطنيها. لسنا معنيّين بكيفيّة تعاملها معهم. الأمر بين دولةٍ وشعبها. وليس كلّ دولة أساءت التعامل مع شعبها نشرّع حدودنا لاستقباله. ولسنا مساحةً لا لمعارضة سوريّة على أرضنا، ولا لموالاة. حلّوا مشاكلكم بعيداً عنّا.

واسمحوا لنا أن نقارب هذه المسألة من باب المصلحة اللبنانيّة، ولو فُسّر الأمر بالعنصريّة. فاللبناني الذي يسافر الى الخليج أو أوروبا أو الى أيّ بلد، لا يمكن تشبيهه بالسوري النازح في لبنان، كما يحاول البعض. فأيّ "غريب" على أرضنا يجب أن يحترم القانون، ويجب ألا يعتدي على الأملاك العامّة أو يشوّهها، وألا يرتكب الجرائم، وألا يخيف بناتنا إن تجوّلن ليلاً، وألا ينجب طفلاً في كلّ عام وهو يقيم في خيمةٍ أو غرفةٍ واحدة. من يشعر بالعنصريّة تجاهه، فليذهب الى بلده. من يرتكب جرماً يجب ألا يُسجن، فتؤمِّن الدولة منامته وطعامه، بل أن يُرحّل ويُمنع من الدخول الى لبنان. كفى كلاماً من السياسيّين عن العودة الآمنة، وعن سلامة العائدين الى بلدهم. هذه ليست مسؤوليّتنا. وليست مسؤوليّتنا أيضاً أن نتحمّل تبعات صدم مواطن لبناني عائلة من سبعة أفراد على دراجة ناريّة واحدة، ولا فرق بين طفلٍ وآخر فيها أكثر من عشرة أشهر. لا يمكن لهذا النزيف أن يستمرّ. إنّ النازحين السوريّين يساهمون في تغيير هويّة بلدنا. يرفع بعضهم من معدل الجريمة في لبنان. نسبة ولاداتهم مرتفعة جدّاً. يشوّه بعضهم شوارعنا والأملاك العامّة. هذا ليس كلاماً عنصريّاً، بل هي حقيقة. ولا يعني ذلك أنّنا نحمّلهم وحدهم مسؤوليّة الانهيار الذي أصابنا، بل هم جزء من مشكلة. ومن المؤكد أنّ العلاقات اللبنانيّة السوريّة، التي شهدت في تاريخها خضّات كثيرة، لن تستوي في ظلّ هذا العدد الكبير من السوريّين في لبنان. وما نخشاه فعلاً أنّهم، إن لم يرحلوا اليوم، قد يبقون الى الأبد… أو الى حرب.

 

رهانٌ أميركي على مرشّح "قيادي" وانتقادٌ مباشر لبرّي

نداء الوطن/28 نيسان/2023 ":

من واشنطن، تواترت معلومات حول تطور في موقف بعض دوائر القرار الاميركي من الاستحقاق الرئاسي، مؤداه ان من المواصفات المطلوبة في المرشحين مؤهلات قيادية، كي يتمكن من يصل من بينهم الى سدة الرئاسة الاولى من مواجهة الأعباء الملقاة على الموقع الاول في الدولة اللبنانية بكفاءة تتعدى المؤهلات الاخرى، التي يجب ان يتمتع بها على المستوى الشخصي. وتبعاً لذلك، وضع جانباً بعض أسماء المرشحين المحسوبين على المعارضة. وتشير هذه المعلومات الى ان هذه الدوائر أبدت تحفظات على المدى الذي وصلت إليه المبادرة الفرنسية بوضع "كل البيض في سلة سليمان فرنجية" مرشح محور الممانعة المتحالف مع إيران. وتأتي هذه المعلومات متزامنة مع الرسالة الخاصة التي بعث بها أمس الأول رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي روبرت مانديز والعضو البارز في اللجنة جايمس ريتش إلى الرئيس الأميركي جو بايدن، والتي تضمنت للمرة الاولى إنتقاداً لدور رئيس مجلس النواب نبيه بري في إنجاز الاستحقاق الرئاسي. ومما جاء في الرسالة: "لا نزال محبطين من الجمود السياسي المستمرّ، والمسؤول عنه "حزب الله" وحلفاؤه، مثل نبيه بري لإضعاف مرشح المعارضة المفضّل، والمرشحين الذين يتمتعون بدعم أوسع، والأكثر استعداداً لمواجهة تحديات لبنان العديدة".

 

موقف حادّ لجنبلاط.. و"الإشتراكي": "كذبة كبيرة"

نادر حجاز/موقع mtv/28 نيسان/2023  

سجّل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط موقفاً حاداً في ملف النازحين السوريين، مغرّداً وحيداً خارج السرب اللبناني العام الداعي لإعادتهم الى بلادهم، طارحاً بموقفه الأسئلة حول الضمانات المتوفرة لحفظ أمن وسلامة العائدين من أبناء الشعب السوري. هو خاطب الجميع من الداعين لإعادة النازحين حول مدى قدرتهم على ضمان أمنهم، سائلاً بشكل أساس عمّا إذا كان الرئيس السوري يريد أصلاً إعادتهم. وإذا كان موقف جنبلاط أثار الاستغراب لدى بعض الأوساط حول سببه، في حين يلتقي خطاب القوى السياسية المتناقضة على أن الوقت حان لإنهاء النزوح، فإن التدقيق الفعلي في خلفياته يؤكد أنه ينبثق بالدرجة الأولى من التزامه بحق الشعب السوري حتى ولو عاد العرب الى دمشق. فالموقف المبدئي لن تبدّله المتغيّرات الأخيرة والتي لن تلفح رياحها على ما يبدو المختارة. إلا أن هذا الموقف المبدئي ليس وحده خلف تصريحات جنبلاط والبيانات الصادرة عن الاشتراكي عن خط قضية النازحين، اذ ترفع مصادر الاشتراكي اللهجة بالقول إن "المسؤولين الذين يتبارون في رمي كل القبائح الحاصلة في البلد على كاهل ملف النزوح، إنما يحاولون بذلك إخفاء فضائح سوء الإدارة والسياسات الخاطئة والفساد والهدر والصفقات والسمسرات التي أوصلت لبنان واللبنانيين الى ما هم فيه من انهيار، ويحاولون إلصاق ذلك كلّه بالنازحين، وهنا الكذبة الكبيرة".

وتقول مصادر الاشتراكي لموقع mtv إن "مختلف ادارات ووزارات الدولة اللبنانية، كما الكثير من البلديات، تلقت المنح والهبات والمساعدات على حجة استضافة لبنان للنازحين السوريين، لكن سوء الادارة نفسه أدى الى تضييع هذه الأموال بدل استفادة اللبنانيين المستحقين منها، وهذا يطرح السؤال عن حقيقة ما تلقته الدولة جراء ملف النزوح السوري، وقيمة المبالغ والأرقام، وكيف صرفت، وبعض التقديرات تشير إلى انها لا تقل عمّا يتلقاه النازحون السوريون أنفسهم". وإذا كانت البلاد تمرّ بظروف استثنائية والانهيار لم يُبقِ على أي قطاع متعافٍ، وبالتالي حان الوقت لتخفيف عبء النزوح عن كاهل لبنان، فإن مصادر الاشتراكي لا تنفي قناعتها بذلك على قاعدة أن "الأزمة لن تنتهي بذهاب النازحين، بل بذهاب الفساد وعدم الإصلاح، وستبقى الأزمة طالما بقي المسؤولون مستنكفون عن القيام بالاصلاحات المطلوبة". وذكّرت بأن أزمة الكهرباء على سبيل المثال سابقة بكثير لملف النزوح، ولم تكن بأفضل حال وانهارت بعد النزوح، وتضيف "كفى كذباً على الناس وتحريضاً ودفعاً بالبلد نحو الانفجار، ويجب الاعتراف بواقع الأمور ووقف المزايدات الشعبوية". أما ما يقال عن منافسة السوريين لليد العاملة اللبنانية، فترى فيها المصادر تضخيماً مبالغاً فيه، و"كذبة كبيرة"، اذ أنّ الكثير من أهالي القرى والمناطق يدركون حقيقة هذا الأمر، حيث يرفض الكثير من اللبنانيين، رغم الأزمة المالية، القيام ببعض الأعمال التي يزاولها العمال السوريون في البناء والزراعة وغيرها من القطاعات، وهذه حاجة تاريخية في لبنان للعمالة السورية بجب الاعتراف بها. أما في باقي المصالح فليكن الاحتكام لقانون العمل ولتقم مؤسسات الدولة بدورها بدل التهرب من المسؤولية. لكن هل سيبقى النازحون في لبنان الى الأبد؟ تجيب المصادر: "طبعاً لا. لكن على الدولة اللبنانية أن توحّد خطتها وأن تذهب الى اجتماع بروكسل برؤية واحدة وتحصل على ضمانات تحفظ فيها أمن النازحين العائدين، وحينها لن يكون هناك من حجة للرفض، على أمل أن يتمكن الأطراف المعنيون محليا ودوليا من اقناع بشار الأسد بقبول عودة النازحين، فهو السبب الاول والاخير لبقائهم خارج سوريا".

 

إتصالات ومساعٍ مستمرّة والنتيجة واحدة: لا رئيس!

جريدة الأنباء الإلكترونيّة/28 نيسان/2023

مع استمرار حال المراوحة التي تخيم على البلاد منذ أشهر طويلة محكومة بشغور رئاسي يعمّق من أزمات لبنان ويضعه في خانة الانهيار التام، تأتي مختلف مشاهد الحركة الجارية وكأنها من باب رفع العتب، إذ لا لقاءات محلية أنتجت توافقاً، ولا تدخلات ومساعٍ خارجية أثمرت، وهو ما ينعكس حكماً على زيارة وزير الخارجية الايرانية حسين أمير عبد اللهيان إلى لبنان التي خرقت شكلاً المشهد السياسي، خصوصاً وأنها تزامنت مع عودة السفير السعودي وليد البخاري إلى بيروت. وإذا كان الزائر الإيراني لم يفصح عمّا إذا كان يحمل مبادرة رئاسية، ولا عن أي توجه يشي باحتمال تخلي حزب الله عن تمسكه بترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وتمرير انتخاب رئيس جمهورية بما يرضي الجميع. مصادر سياسية مواكبة لزيارة عبد اللهيان استبعدت "أن ينتج عن زيارة عبد اللهيان أي تطور إيجابي قد يثني حزب الله، عن تمسكه بترشيح فرنجية قبل انقضاء مهلة الشهرين، وإما اختبار النيات الايرانية المدرجة في الاتفاق الايراني - السعودي التي تبدأ بإنهاء الحرب اليمنية، ووضع الأسس العملية لحل الملف العراقي، والمراحل التي قطعتها المساعي لعودة العلاقات العربية - السورية". ورأت أن لبنان سيأتي في المرحلة الأخيرة من الاتفاق. من جهة ثانية، توقعت المصادر أن يستأنف السفير السعودي وليد البخاري جولته على العيادات الخارجية زوالسياسية في الساعات المقبلة مستهلا جولته بلقاء رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع والبطريرك الماروني مار بشارة الراعي لإعادة التأكيد على ثوابت السعودية، وفق المصادر. في موازاة هذا الشلل في رئاسة الجمهورية، يستمر التردي الاقتصادي على مصراعيه من دون رقيب وحسيب، وهو ما يضع البلاد برمتها أمام الانفجار.

 

برّي: السعوديّة إيجابية بشأن فرنجيّة.. وأنا وجنبلاط "مش مختلفين"

اللواء/28 نيسان/2023  

كانت لافتة زيارة وزير الخارجيّة الإيرانية حسين أمير عبد اللّهيان إلى بيروت في توقيتها ومضمونها، وما أعاد عرضه على لبنان من على منبر وزارة الخارجيّة بخصوص الطّاقة والكهرباء حاجة ملحّة للبنان واللّبنانيين، خصوصًا في ظلّ التّفاهم الإيراني السّعودي الّذي أرخى بظلال إيجابيّة على المنطقة برمّتها، ويُتوقّع المزيد منها في المرحلة المقبلة. هكذا ينظر رئيس مجلس النواب نبيه برّي إلى سياقات الأحداث وطبيعة تداعياتها، وهو الّذي استشرف آفاق المرحلة قبل أيّ أحد، وتحدّث عن ضرورة التّفاهم الإيراني السّعودي في افتتاح السّفارة الإيرانيّة في بيروت، بل بشّر به، قبل إعلانه بأسابيع، يوم كان بعض السّاكنين خارج الزّمان السّياسي يشكّلون جبهات ويرفعون شعارات لمواجهة «الاحتلال الفارسي» في لبنان والمنطقة، وإذ بهم يصدمون بالأخبار الآتية من الصّين. ويبدو أنّ البعض ما زال تحت تأثير الصّدمة، وما زال يمنّي النّفس بعودة الخلافات ليستغلّها بدل الاستثمار على السّلام والحوار، كما فعل رئيس تيّار المردة سليمان فرنجيّة في مقابلته الأخيرة. بدا الرّئيس برّي مرتاحًا للمواقف المتّزنة والهادئة الّتي أطلقها المرشّح الفعليّ الوحيد الّذي «غلب خصومه بالحوار» وفق برّي، و«لم يعطِ المتربّصين به أيّ ممسك عليه»، فقد بدا واثقًا وواضحًا كعادته فأكّد على الثّوابت الوطنيّة تحت سقف الوحدة الوطنيّة وتحدّث بلغة جامعة وواقعيّة تراعي الخارج وهواجسه والدّاخل وتوازناته. وإذ عبّر عن انزعاجه من طرح مسائل شخصيّة كالسّؤال عن التّحصيل العلميّ لابن العائلة السّياسيّة والوطنيّة الضّاربة في تاريخ لبنان الحديث، مع العلم بالظّروف القاهرة الّتي رافقت نشأته، يستعين برّي بالمخزون الشّعبي من تراث الأمثلة اللّبنانيّة: «العلم متل المكوى، إذا مرق على الحرير بيصقلو وإذا مرق على الجنفيص بِكَنفِش».. وعند سؤاله عن سبب تشاؤمه، كما نُقل عنه أمس، قال: «ربّما حصل التباس في تفسير كلامي، أنا لستُ متشائمًا ولا متفائلًا، نقاطعه: هل أنت متشائل؟ يبتسم ويقول: «نعم، الموقف الخارجي مطمئن وقد أبلغني الفرنسيّون بالمباشر بأنّ أجواء المملكة العربيّة السّعوديّة إيجابيّة باتّجاه الوزير السّابق سليمان فرنجيّة، ولكنّ توتّر الخطاب الدّاخلي والانقسام العمودي لا يبشّر بالخير، فالوضع الدّاخلي لا يحتمل مزيدًا من الفراغ، ونعم أخشى أنّ هناك من لا يريد انتخابات رئاسيّة لغايات شخصيّة».

ويتابع برّي: «نعم وبكل صراحة، نحن بانتظار الحراك الخارجيّ بسبب التّصلّب الدّاخلي، والّذي أوصلنا إلى هنا هم الّذين رفضوا الحوار سابقًا ويرفضون اليوم تقديم مرشّح جديّ لنذهب إلى المجلس ونهنّئ الفائز، بل ويهدّدون بتعطيل النّصاب». وإذ لم يفصح عن هويّة المتّصل الفرنسي الّذي أبلغه بإيجابيّة الموقف السّعوديّ، هل هو الرئيس ماكرون أو مستشاره دوريل، أكّد دقّة ما قاله فرنجيّة في مقابلته المتلفزة، فقد سمع الموقف نفسه بنفسه من الجهة نفسها، ولكن «ما زلت بانتظار خطوات عمليّة تترجّم هذه الأجواء الإيجابيّة بشكل ملموس على أرض الواقع»، فليس خافيًا ما للمملكة العربيّة السّعوديّة من وزن في الدّاخل اللّبناني، وثمّة إجماع داخليّ على ضرورة طمأنتها، وهناك كتل وقوى تنتظر الموقف السّعودي لتبني على الشّيء مقتضاه، وقد عبّر البعض منها عن ذلك بوضوح وصراحة. وعن صديقه اللّدود وليد جنبلاط واللّغط الّذي يدور حول موقفه العميق من الاستحقاق الرّئاسي، وعن صحّة التّحليلات الّتي ترى أنّ جنبلاط أضاع بوصلة برّي هذه المرّة فافترقا، يختصر الرّئيس برّي الكلام بجملة واحدة: «أنا ووليد متّفقين ومش مختلفين ع شي» ويُتبع كلامه بضحكة ذات دلالات! نحن إذاً في مراوحة وجمود سياسيّ داخليّ، ولكنّ برّي متمسّك أكثر من أيّ وقت مضى بدعم وصول فرنجيّة إلى قصر بعبدا لأنّ انتخاب الرّئيس «مفتاح الحلول» وكلّ الظّروف المحيطة بنا تشجّع على انهاء حالة الشّغور والبدء بعمليّة الإصلاح والنّهوض»، وعن تخوّف بعض المتابعين من احتمال أن تكون القوى المعارضة لخيار فرنجيّة تستند إلى موقف دوليّ وازن يرغب بتعكير الاتّفاق الإقليمي ينفي برّي هذه النّظريّة، فرئيس المجلس مقتنع بأنّ الهدوء في المنطقة مطلب دوليّ وإقليميّ، وأنّ المشكلة كانت وما زالت داخليّة. قبل استئذانه لكتابة هذه السّطور، سألناه عن موقف التّيّار الوطنيّ الحرّ واحتمالات التّراجع عن سقفه العالي في مواجهة فرنجيّة والسّير بالتّسوية قال برّي: «الأمل موجود دائمًا».

 

لبنان بين أسوأ النماذج في أسواق الدين الدولية

نداء الوطن/28 نيسان/2023

تحسّنت ديون الأسواق الناشئة، لكن حفنة من سندات عددٍ قليل من الدول الأكثر تعرضاً للمخاطر لم تستفد من هذا التحسّن، في ظل قلة الدلائل على تغيّر هذا الوضع. وكبّدت السندات الدولارية لدول مثل تونس والأرجنتين ولبنان ومصر المستثمرين خسائر فادحة الشهر الجاري، وساهمت بالقدر الأكبر في التراجع البالغ 0.7% لمؤشر «بلومبرغ» للسندات السيادية للأسواق الناشئة. أثّر الأداء السلبي لتلك الدول على هذه الفئة من الأصول المرنة نوعاً ما، والتي تتهيّأ للاستفادة من انحسار التضخم واقتراب البنوك المركزية من نهاية دورات التشديد. وبينما تتباين مشكلاتها الاقتصادية، تتّسم تلك الدول ذات الأداء المتراجع بضعف أسواقها الائتمانية واعتمادها المفرط على دعم المقرضين المتعدّدي الأطراف مثل صندوق النقد الدولي. جو ديلفوكس، مدير أموال لدى «أموندي» ومقيم في لندن، يقول إن «الدول التي تقع تحت الضغط تتسبّب بوضوح في أكبر المخاوف» للمستثمرين. وتابع: «يمكن أن ترتكز بعض المخاوف في الأساس على استدامة الديون، بينما تواجه بعض الدول أيضاً مشكلات سياسية مجدداً».

طريق مسدود وقليل من التفاؤل

باتت بعض هذه الدول بالفعل، مثل لبنان، في حالة تعثر عن السداد، ويدرس المستثمرون احتمال أن تحذو البقية حذوها بعد أن عادوا بقليل من المؤشرات المطمئنة من اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي في واشنطن الشهر الجاري. وأظهرت الاجتماعات - التي تقيس إمكانية التوصل لحزم مساعدات تمويلية من عدمه - أن الحكومات والمقرض المتعدد الأطراف ما زالوا يواجهون طريقاً مسدوداً في ما يخصّ العديد من الحالات. كتب الاستراتيجيون في «مورغان ستانلي آند كو» في مذكرة: «لم نأت من الاجتماعات بمزيد من التفاؤل» حول السندات منخفضة التصنيف الائتماني. وأضافوا أن المناقشات كانت تميل «للجانب المتشائم» في ما يخصّ صفقات عديدة بما في ذلك مع مصر وتونس. فقدت سندات هاتين الدولتين ما يعادل 9% الشهر الجاري، بينما سجّلت الديون من لبنان والسنغال وكينيا خسائر في نطاق 5%، وفق بيانات جمعتها «بلومبرغ».

وقت الإصلاحات ينفد

ينفد الوقت أمام العديد من الحكومات لإصلاح اختلال الأوضاع المالية العامة والفوز ببرامج صندوق النقد الدولي. تواجه مصر نقصاً حاداً في القمح، إذ تغطي المخزونات أكثر قليلاً من شهرين من الاستهلاك، في وقتٍ تستعر فيه أزمة العملة الصعبة. كما اضطرت كينيا لتأجيل مرتبات العاملين في القطاع العام، أما البنك المركزي في الأرجنتين فقد رفع أسعار الفائدة بمقدار 300 نقطة أساس إلى 81%، في محاولة لكبح التضخّم المتفشي. مارك بولاند، كبير باحثي قسم الائتمان لدى «ريد انتليجنس» (REDD Intelligence): «الكثير من الدول بحاجة للأموال الآن وإلا فستضطر للاقتراض بأسعار فائدة عالية للغاية سواء محلياً أم خارجياً، وإذا اقترضوا بأسعار السوق العالية الحالية، فسيزداد الطين بلة». في خطوة مفاجئة، تلقّت الأرجنتين، أسوأ الدول أداءً، شريحة أخرى قيمتها 5.4 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي نهاية الشهر الماضي، ويشعر المستثمرون بالتفاؤل بأن تجلب الانتخابات المقبلة حكومة أكثر صداقة للسوق. مع ذلك، نظراً لتأثر الدولة صاحبة التعثر المتكرر سلباً من اقتراب التضخم من رقم ثلاثي الخانات وهبوط احتياطيات النقد الدولية، فقد هبطت سنداتها بما يناهز 12% الشهر الجاري.

إحتمال قائم لتحقيق أرباح

بالنسبة للمستثمرين الراغبين في تحمل المخاطر، فإن هناك احتمالاً لتحقيق أرباح هائلة من الرهان على السندات الأكثر تعثراً. تتداول العديد من سندات الدول الأكثر خطورة دون القيمة التي قد يتوقّع المستثمرون الحصول عليها في حال هيكلة الديون. وبلغ متوسط قيمة الاسترداد على السندات السيادية المتعثرة خلال العقود الأربعة الماضية 50%، مع ذلك، كانت هناك قيم استرداد عالية تصل إلى 95%، حسبما ذكرت إلين داغر، كبيرة مسؤولي الائتمان لمنطقة الأميركيتين لدى «موديز». يثبت التاريخ أن شراء المستثمرين الديون المتعثرة يكافئهم سريعاً فور حدوث أي تقدم في المحادثات مع المقرضين، وتقدم بوليفيا مثالاً في هذا الصدد، إذ كان دين الدولة صاحب أسوأ أداء في أوائل نيسان، لكنه تعافى الأسبوع الماضي على خلفية علامات أنها ستحصل على دعم مالي متعدد الأطراف. في تونس، على سبيل المثال، يمكن أن يتوقع حاملو السندات معدل استرداد 74 سنتاً على الدولار في المتوسط، حسبما أشار محللو «مورغان ستانلي آند كو انترناشونال». يتم تداول السندات المستحقة في 2026 حالياً حول 49 سنتاً، وفق بيانات جمعتها «بلومبرغ». ومع ذلك، لم تحرز الحكومة أي تقدم في المفاوضات مع صندوق النقد الدولي.

كتب المحلل نيفيل مانديميكا، في مذكرة بتاريخ 19 نيسان: «الجمود المطول (في المفاوضات) مع صندوق النقد الدولي يجعلنا أقل تفاؤلاً»، مضيفاً أن البنك خفض تصنيفه لديون الدولة إلى «غير المرغوب بها». وقال: «إذا استمرّ ذلك، فستنزلق تونس إلى مصاف المتخلفين عن السداد».

لبنان بين أسوأ النماذج في أسواق الدين الدولية

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الضربات الجوية ونيران الدبابات تهز الخرطوم رغم الهدنة

الخرطوم/الشرق الأوسط/28 نيسان/2023

قال شهود إن ضربات جوية ونيران الدبابات والمدفعية هزت العاصمة السودانية (الخرطوم)، الجمعة، وتعرضت مدينة بحري المجاورة لقصف عنيف، على الرغم من اتفاق الجيش وقوات «الدعم السريع» على تمديد الهدنة لمدة 72 ساعة. وقُتل المئات وفرّ عشرات الآلاف للنجاة بحياتهم من الصراع بين الجيش وقوات «الدعم السريع»، الذي اندلع في 15 أبريل (نيسان). وفي ظل استمرار انتهاكات وقف إطلاق النار التي وصفتها الولايات المتحدة بأنها «مثيرة للقلق»، هزّ إطلاق نار كثيف وتفجيرات، أحياء سكنية في منطقة العاصمة، حيث تركز القتال خلال الأسبوع الماضي. وقال مراسل لـ«رويترز»، إن الدخان الكثيف تصاعد فوق منطقتين في بحري. وقالت محاسن العوض (65 عاماً)، وهي من سكان بحري: «الوضع هذا الصباح مخيف جداً. نسمع أصوات الطائرات والانفجارات. لا نعرف متى سينتهي هذا الجحيم؟!».

وتابعت: «نحن في حالة خوف دائم على أنفسنا وأطفالنا». ويوجه الجيش السوداني ضربات جوية بطائرات مقاتلة أو مُسيرة لقوات «الدعم السريع» المنتشرة في أحياء بالعاصمة. واتهمت قوات «الدعم السريع» في بيان، الجمعة، الجيش بانتهاك اتفاق هدنة، توسطت فيه الولايات المتحدة والسعودية، من خلال شن ضربات جوية على قواعدها في أم درمان، المدينة الشقيقة للخرطوم الواقعة على الضفة الأخرى من النيل، ومنطقة جبل أولياء. واتهم الجيش قوات «الدعم السريع» بإطلاق النار على طائرة إجلاء تركية أثناء هبوطها في مطار «وادي سيدنا» خارج الخرطوم، الجمعة، قائلاً إن أحد أفراد الطاقم أُصيب وتضررت خزانات الوقود. وقال الجيش في بيان: «إن الطائرة تمكّنت من الهبوط بسلام ويجري إصلاحها». وذكرت قوات «الدعم السريع» أن ضربات الجيش الجوية تعرقل جهود الإجلاء التي تقوم بها البعثات الدبلوماسية الأجنبية. وامتد القتال إلى إقليم دارفور، حيث يعتمل صراع منذ اندلاع الحرب الأهلية قبل عقدين من الزمن، ويهدد بنشر حالة عدم الاستقرار عبر رقعة مضطربة في أفريقيا، تمتد بين الساحل والبحر الأحمر. وقُتل ما لا يقل عن 512 شخصاً، وأُصيب نحو 4200 في القتال منذ 15 أبريل، الذي زاد من حدة الأزمة الإنسانية في السودان. وأثّر القتال بشكل سلبي في عمليات توزيع الغذاء في الدولة الشاسعة، التي كان ثلث سكانها (البالغ عددهم 46 مليون نسمة) يعتمد بالفعل على المساعدات الإنسانية قبل تفجر العنف. وقال عبده ديانغ، أكبر مسؤولي المساعدات للسودان في الأمم المتحدة، إنه «لا يمكن فعل الكثير» بخصوص المساعدات الإنسانية.

ولا يزال عدد كبير من الأجانب عالقين في السودان على الرغم من إجلاء الآلاف. كما يفر المدنيون السودانيون، الذين يواجهون صعوبة بالغة في الحصول على الطعام والماء والوقود، من الخرطوم إحدى أكبر المدن في أفريقيا. وأعلنت السعودية أن سفينتي إجلاء أخريين وصلتا إلى جدة، عبر البحر الأحمر من السودان، الجمعة، على متنهما 252 شخصاً من مختلف البلدان، ليرتفع العدد الإجمالي للذين أجلتهم الرياض إلى أكثر من 3 آلاف، معظمهم من الجنسيات الأخرى. وقال الجيش وقوات «الدعم السريع»، في وقت سابق، إنهما اتفقا على وقف إطلاق نار جديد مدته 3 أيام حتى الأحد المقبل، ليحل محل الهدنة التي انتهت مساء أمس الخميس، التي أدت إلى فترة هدوء جزئية سمحت بتسريع عمليات الإجلاء الدبلوماسية، رغم أن عديداً من السودانيين ظلوا محاصرين في منازلهم بسبب القتال. ورحبت الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد)، ودول ما تسمى «الرباعية»، وهي الولايات المتحدة وبريطانيا والإمارات والسعودية، بتمديد وقف إطلاق النار. وقالت تلك الجهات، في بيان مشترك، نقلته «وكالة الأنباء السعودية»: «نرحب باستعدادهم للانخراط في حوار من أجل التوصل إلى وقف دائم للأعمال العدائية وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق». لكن البيت الأبيض عبّر، الخميس، عن قلقه البالغ إزاء الانتهاكات المتكررة لوقف إطلاق النار، وحذر من أن الوضع قد يتفاقم في أي لحظة. وقال مكتب قائد الجيش، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، الجمعة، إنه تلقى اتصالات لدعم استعادة الهدوء من زعماء إقليميين عدة، بينهم رئيس جنوب السودان، ورئيس وزراء إثيوبيا، ووزير الخارجية السعودي، والآلية الرباعية.

 

«الجنائية الدولية» تراقب أنصار البشير الفارّين

الجيش السوداني مع هدنة جديد بوساطة أميركية ـ سعودية... وتحرك أممي ـ أفريقي متزامن

برلين: راغدة بهنام - واشنطن: علي بردى/الشرق الأوسط/28 نيسان/2023

أعلن متحدث باسم الادعاء العام في «المحكمة الجنائية الدولية» أن المحكمة تُراقب وضع الرئيس السوداني المعزول عمر البشير وأنصاره المطلوبين للمحكمة، بعد التقارير التي تحدثت عن فرارهم من السجن، في ظل الأزمة الحالية بالبلد. وقال المتحدث، لـ«الشرق الأوسط»، إن المدَّعي العام «يراقب، عن كثب، التقارير الإعلامية حول الوضع في سجن (كوبر)، المتعلقة بالأشخاص المطلوبين للمحكمة بداخل السجن»، حيث كان يوجد فيه البشير وعدد من قيادات نظامه، قبل أن يعلن أحدهم خروجهم من السجن، بعد اختفاء غالبية السجّانين. إلى ذلك، وافق الجيش السوداني في بيان الخميس على تمديد الهدنة لمدة 72 ساعة أخرى، اعتباراً من منتصف ليل أمس، وذلك بوساطة سعودية - أميركية، وفق «رويترز». وشرع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في ترتيب تعاون أميركي - أممي – أفريقي؛ لحل الأزمة السودانية. وعقد بلينكن اجتماعاً، أمس، مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، كما أجرى اتصالاً مع رئيس «مفوضية الاتحاد الأفريقي» موسى فقي محمد، مؤكداً ضرورة وقف العمليات العدائية بين الطرفين المتحاربين، على أمل أن تتطور الهدنة إلى وقف دائم للحرب. وقال بلينكن: «نحن نعمل معاً، بشكل وثيق جداً، للتعامل مع الأزمة في السودان، من أجل وقف نار أكثر استدامة، والمساعدة في إعادة السودان إلى المسار الصحيح الذي كان عليه عن طريق حكومة يقودها مدنيون». من جانبه استبعد البيت الأبيض أي تحسن للوضع في السودان، وناشد الأميركيين المغادرة في غضون 48 ساعة.

 

مقتل 12 شخصاً في الضربات الليلية الروسية على أوكرانيا

كييف/الشرق الأوسط/28 نيسان/2023

قُتل 12 شخصاً على الأقل، اليوم (الجمعة)، في الضربات الليلية التي شنتها روسيا على أوكرانيا، وفقاً لحصيلة جديدة أعلنتها السلطات، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية». في مدينة أومان (وسط البلاد) «ارتفع عدد القتلى» إلى 10 أشخاص، بعدما أخرج عناصر الإنقاذ «3 جثث أخرى» من تحت أنقاض مبنى سكني، وفق ما أفاد وزير الداخلية إيغور كليمنكو. وكان بوريس فيلاتوف رئيس بلدية دنيبرو (وسط شرق) أعلن في وقت سابق مقتل شخصين هما امرأة وطفل.

 

نائب لرئيس الوزراء الروسي يؤكد أنه زار باخموت

موسكو/الشرق الأوسط/28 نيسان/2023

أعلن مارات خوسنولين أحد نواب رئيس الوزراء الروسي، اليوم (الجمعة)، أنه زار مدينة باخموت المدمّرة في شرق أوكرانيا، وتعهد بأن تعيد موسكو بناءها، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية. وقال خوسنولين على «تلغرام»ك «لقد زرت أرتيموفسك»، مستخدماً الاسم الروسي لباخموت، مضيفاً: «المدينة متضررة، لكن يمكن إعادة بنائها. لدينا الخبرة اللازمة». وأضاف: «بمجرد أن يسمح الوضع بذلك سنبدأ العمل خطوة خطوة». وقد ترافقت رسالته مع شريط فيديو يظهر ساحة مغطاة بالركام يبدو أنها ساحة الحرية بوسط باخموت، حسب المباني الظاهرة في الصور. وإذا تأكدت فستكون أول زيارة لمسؤول روسي رفيع المستوى منذ بدء معركة باخموت الطويلة والمستمرة منذ الصيف الماضي. وفي السابق، كان خوسنولين مكلفاً من قبل الكرملين بالإشراف على إعادة بناء مدينة ماريوبول الساحلية (جنوبي شرق)، التي احتلتها روسيا في ربيع عام 2022، بعد أسابيع من حصار دموي ودمار هائل. تشهد مدينة باخموت، التي كان يقطنها نحو 70 ألف نسمة قبل النزاع، معارك رهيبة منذ أشهر. وبسبب طول أمد المعركة والخسائر التي تكبدها الجانبان، أصبحت هذه المدينة رمزاً للنزاع بين الروس والأوكرانيين من أجل السيطرة على منطقة دونباس الصناعية. وتقدمت القوات الروسية في شمال باخموت وجنوبها في الأشهر الأخيرة، وقطعت الكثير من طرق الإمداد الأوكرانية، واستولت على الجزء الشرقي منها لكن من دون التمكن من تطويقها. وفي الأسابيع الماضية، تقدمت عناصر مجموعة «فاغنر» المسلحة أيضاً في وسط المدينة خلال معارك كثيفة أثارت مجدداً التكهنات حول سقوط باخموت قريباً. وتؤكد السلطات الروسية أنها تسيطر على نحو 90 في المائة من المدينة.

 

هل تملك كييف ما يكفيها من عتاد لشن هجوم الربيع؟

مخاوف من تمكن روسيا السيطرة على سماء أوكرانيا مع نفاد صواريخ دفاعاتها الجوية كما أظهرت الوثائق المسربة

واشنطن/الشرق الأوسط/28 نيسان/2023

من المتوقع على نطاق واسع أن تشنّ أوكرانيا هجوماً يوصف بأنه سيكون حاسماً في الربيع؛ في محاولة لكسب نقاط لصالحها في الحرب الدائرة على أراضيها مع روسيا، لكن هل تملك كييف ما يكفيها من عتاد لشنّ هذا الهجوم؟ يقول الكولونيل المتقاعد مارك كانسيان، في تقرير نشره مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأميركي، إن الوثائق السرية المسربة مؤخراً من وزارة الدفاع الأميركية تحذر من أن الدفاع الجوي الأوكراني على وشك أن يواجه نفاداً في الصواريخ. ويضيف كانسيان، كبير مستشاري برنامج الأمن الدولي بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، أنه من الواضح أن هذا أمر سيئ بالنسبة لأوكرانيا، ولكن ما مدى السوء؟ هل ستجوب القوات الجوية الروسية سماء أوكرانيا وتغير مسار الحرب؟ لحسن الحظ، هذا غير مرجح على المدى القريب. وستبقى الطائرات الروسية عرضة للخطر ومن غير المرجح أن تحلق فوق الأراضي الأوكرانية. إن صواريخ كروز والطائرات المسيرة هي مسألة مختلفة. ستكون أوكرانيا قادرة على الدفاع عن قواتها العسكرية بدفاعاتها الجوية المتبقية، ولكن ليس عن مدنها أو بنيتها التحتية. ويمكن أن تتضرر شبكة الكهرباء في أوكرانيا بما يتجاوز ما شوهد في الشتاء الماضي؛ مما يتسبب في مستوى جديد من معاناة المدنيين. وبمرور الوقت، مع ضعف الدفاعات الجوية الأوكرانية، سيصبح الوضع رهيباً بشكل متزايد إذا لم يوفر حلف شمال الأطلسي (ناتو) المزيد من أصول الدفاع الجوي. وكما هو معروف الآن، ظهرت 100 وثيقة سرية لوزارة الدفاع في مصادر مفتوحة، يقال إنها سُربت من قِبل عضو غير بارز في سلاح الجو. وتم سحب الوثائق نفسها من الإنترنت وهي غير متاحة للتحليل. ومع ذلك، فقد راجعت صحيفتا «نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست» وغيرهما الوثائق وكتبت عنها. ويقول كانسيان إن أحد الاكتشافات الرئيسية هو أن الدفاع الجوي الأوكراني قد ينفد ما لديه من صواريخ بحلول مايو (أيار). وذكرت صحيفة صحيفتا «نيويورك تايمز» أن «مخزونات الصواريخ لنظامي الدفاع الجوي (إس - 300) و(باك) التي تعود إلى الحقبة السوفياتية، والتي تشكل 89 في المائة من حماية أوكرانيا ضد معظم الطائرات المقاتلة وبعض القاذفات، كان من المتوقع أن تنفد بالكامل بحلول 3 مايو ومنتصف أبريل (نيسان)، وفقاً لإحدى الوثائق المسربة». وقد يسمح ذلك لبوتين «بإطلاق العنان لطائراته المقاتلة الفتاكة بطرق يمكن أن تغير مسار الحرب». ولطالما كان الدفاع الجوي نقطة ضعف أوكرانية، ولكنه أصبح أزمة في الخريف عندما بدأت روسيا في تركيز الهجمات على البنية التحتية والتسبب في مشقة للسكان الأوكرانيين. وأشار تحليل لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إلى أن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي ودولاً أخرى لديها قدرة دفاع جوي قليلة نسبياً لتوفيرها؛ لأن معظم دفاعها الجوي الأرضي قد تم تعطيله بعد الحرب الباردة. وقبل الحرب، لم يكن لدى أوكرانيا سوى عدد قليل من صواريخ «سام» قصيرة المدى، ومن المحتمل أن تكون قد استنفدت. وكان لدى أوكرانيا أيضاً عدد صغير من أنظمة المدافع الأرضية التي على الرغم من أنها عفى عليها الزمن، قد يكون لها بعض القدرات المستمرة ضد الطائرات المسيرة بطيئة الحركة. وقال كانسيان، كما جاء في تقرير الوكالة الألمانية إن الوضع مع المقاتلات أفضل. وعلى الرغم من أن الأعداد محدودة، ربما أقل من 50، فقد وفّر حلف شمال الأطلسي قطع الغيار للحفاظ على تشغيلها. ويمكن للمقاتلات الأوكرانية التي تعمل فوق أراضيها توفير بعض الدفاع ضد المقاتلات والصواريخ الروسية. والسؤال الرئيسي هنا هو كم عدد صواريخ «ستينغر» المتبقية. فقد تم إرسال نحو 2500 إلى أوكرانيا، لكن وثائق هيئة الأركان المشتركة تشير إلى أنه لم يتبق سوى نحو 190، وهذا تغيير كبير. وتشير الأرقام الصغيرة إلى وجود الكثير من الثغرات في الدفاع الجوي الأوكراني في الخطوط الأمامية. وتحتفظ أوكرانيا بما يكفي من أنظمة الدفاع الجوي بحيث لا يزال من الخطر جداً على الطائرات الروسية التحليق فوق الخطوط الأمامية والمنشآت العسكرية الرئيسية. وعدد الطائرات الروسية صغير للغاية لدرجة أنه حتى مع انخفاض مخزونات الصواريخ، يمكن للأوكرانيين إطلاق النار عليها جميعها. ومنذ بداية الحرب، توقع محللون أن تهدأ الهجمات الصاروخية الروسية مع إطلاق روسيا صواريخ أكثر مما يمكن أن تنتجه صناعتها. والواقع أن كثافة الهجمات الصاروخية تراجعت عن المستويات المرتفعة في الصيف. ومع ذلك، تظهر دراسة حديثة أجراها مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أن الهجمات كانت ثابتة نسبياً خلال الأشهر القليلة الماضية. واعتبر كانسيان أن المواطن الأوكراني العادي هو الذي سيشعر بالتأثير. وحتى الآن، تمكنت الدفاعات الجوية الأوكرانية من تقليل، ولكن ليس منع الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية، وخاصة الشبكة الكهربائية. ومع انخفاض المخزون الأوكراني من الصواريخ الدفاعية، سيمر المزيد من صواريخ كروز والطائرات المسيرة الروسية؛ مما يتسبب في المزيد من الضرر وانقطاع التيار الكهربائي ومعاناة المدنيين. ومن منظور عسكري بحت، فإن هذا مقبول لأن العمليات العسكرية ستكون قادرة على الاستمرار بتدخل أقل، ولكنها لا تبعث على الارتياح بالنسبة للسكان الذين يعانون. وعلى الرغم من الآفاق العسكرية على المدى القريب، هناك أزمة طويلة الأجل مع استنفاد أصول الدفاع الجوي الأوكرانية. ومع ضعف الدفاعات، سيصبح الروس أكثر جرأة وعدوانية. ولمنع روسيا من اكتساب ميزة تشغيلية كبيرة، تحتاج أوكرانيا إلى بعض التعزيز أو إعادة الإمداد بالنسبة لدفاعاتها الجوية. وعلى الرغم من أن بعض أنظمة الحقبة السوفياتية قد لا تزال متاحة في السوق العالمية، فإنها نادرة. إن أنظمة «ناتو» فقط هي القادرة على ملء الفراغ. وبالنسبة لدول حلف شمال الأطلسي، فإن هذا يعني قبول درجة أعلى من المخاطر من خلال أخذ أنظمة من قواتها الخاصة وخفض مخزونات الذخائر إلى ما دون المستويات المطلوبة. ومع ذلك، من الأفضل كسب الحرب الدائرة بدلاً من خسارتها لصالح حرب مستقبلية قد لا تحدث أبداً.

 

شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

موسكو/الشرق الأوسط/28 نيسان/2023

نقلت وكالة الإعلام الروسية الحكومية عن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قوله، اليوم (الجمعة)، إن موسكو تعزز الجاهزية القتالية في قواعدها العسكرية بآسيا الوسطى لمواجهة ما قال إنها جهود أميركية لتعزيز حضورها في المنطقة. وحسب وكالة «رويترز» للأنباء، تملك موسكو قواعد عسكرية في قرغيزستان وطاجيكستان، لكن الوكالة نقلت عن شويغو قوله إن الولايات المتحدة وحلفاءها يحاولون إرساء بنية تحتية عسكرية في أنحاء المنطقة، وذلك خلال حديثه في اجتماع لوزراء دفاع «منظمة شنغهاي للتعاون» المقام في الهند.وقال شويغو: «تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها، بذريعة المساعدة في مكافحة الإرهاب، استعادة حضورها العسكري في آسيا الوسطى». وأضاف أن واشنطن تسعى إلى إلحاق الهزيمة بروسيا استراتيجياً في أوكرانيا، وتهدد الصين.

 

إردوغان يواصل حملته الانتخابية «افتراضياً» بسبب ظروفه الصحية

أكبر حزب كردي في تركيا أعلن رسمياً دعمه لكليتشدار أوغلو

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/28 نيسان/2023

في أوج تصاعد الحملات الدعائية استعداداً للانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي تشهدها تركيا في 14 مايو (أيار) المقبل، اضطر الرئيس رجب طيب إردوغان لمواصلة حملته لليوم الثاني على التوالي عبر «الفيديو كونفرنس»، بسبب ظروفه الصحية. في الوقت ذاته اكتسب مرشح المعارضة للرئاسة رئيس «حزب الشعب الجمهوري»، كمال كليتشدار أوغلو، دفعة قوية بإعلان «حزب الشعوب الديمقراطية» المؤيد للأكراد الذي يمتلك كتلة تصويتية كبيرة، دعمه له رسمياً. كما وجه قادة المعارضة دعوات لملايين الأتراك بالخارج الذين بدأوا التصويت في الانتخابات، اعتباراً من الخميس إلى التصويت لكليتشدار أوغلو من أجل مستقبل تركيا. وأعلنت الرئاسة التركية أن إردوغان سيواصل برنامجه لليوم الثاني على التوالي من داخل القصر الرئاسي في أنقرة، حيث يفتتح في وقت لاحق، الجمعة، أحد الجسور الجديدة في ولاية أضنة جنوب البلاد عبر «الفيديو كونفرنس». كان إردوغان بدأ استئناف نشاطه تدريجياً، بعد يومين من الوعكة الصحية التي ألَمّت به نتيجة التهابات في المعدة والأمعاء اضطرته لإلغاء مشاركته في بث مباشر لقناتين محليتين الثلاثاء، وإلغاء تجمعات انتخابية في عدد من الولايات التركية نزولاً على نصائح الأطباء له بالراحة في أوج حملته للانتخابات الرئاسية والبرلمانية. وأطل إردوغان، أمس (الخميس)، في مشاركة عبر «الفيديو كونفرنس» مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في حفل أقيم بمناسبة تزويد أول مفاعل من 4 مفاعلات بمحطة «أككويو» النووية لتوليد الكهرباء، التي تنشئها شركة «روساتوم» الروسية في مرسين بجنوب تركيا، بالوقود النووي. وكان مقرراً أن يحضر إردوغان هذا الحدث في موقع المحطة في «أككويو»، ثم يلتقي أنصاره في تجمع جماهيري في مرسين، لكن «حزب العدالة والتنمية» الحاكم أعلن، ليل الأربعاء، أن مشاركته ستكون بالفيديو. وأكد وزير الصحة التركي، فخر الدين كوجا، أن الحالة الصحية لإردوغان «جيدة جداً»، وأن التهاب المعدة والأمعاء الذي أصابه «في تراجع».

دعم كردي لكليتشدار أوغلو

وفي تطور متوقع، أعلن حزب «الشعوب الديمقراطية»، ثالث أكبر أحزاب البرلمان التركي بعد «العدالة والتنمية» الحاكم، و«الشعب الجمهوري»، الذي يمتلك كتلة تصويتية تصل إلى نحو 13 في المائة من إجمالي الناخبين، أن الحزب قرر دعم كليتشدار أوغلو في الانتخابات الرئاسية.

وبذلك يكون كليتشدار أوغلو حصل، رسمياً، على دعم غالبية الأكراد بعدما لمح الحزب من قبل إلى أنه سيدعمه، وامتنع عن تقديم مرشح منافس على الرئاسة لعدم تشتيت أصوات المعارضة، كما أعلن الحزب خوض الانتخابات البرلمانية على قائمة حزب «اليسار الأخضر»، تحسباً لاتخاذ المحكمة الدستورية العليا قراراً بإغلاقه في الدعوى المقدمة من المدعي العام لمحكمة الاستئناف العليا في أنقرة، بكر شاهين، في 2021، لإغلاق الحزب، بدعوى دعم الإرهاب والأنشطة الانفصالية لـ«حزب العمال الكردستاني». وقال الرئيس المشارك للحزب، مدحت سانجار، في تصريحات ليل الخميس - الجمعة،: «سندعم كليتشدار أوغلو في الانتخابات الرئاسية. نرى أن هذه الانتخابات هي الأكثر أهمية. لدينا هدفان استراتيجيان: الهدف الأول إنهاء نظام الرجل الواحد، والهدف الثاني أن نصبح القوة الأكثر فاعلية في التحول الديمقراطي». في السياق ذاته، لمح المرشح الرئاسي عن تحالف «أتا» القومي، سنان أوغان، إلى أن أنصار التحالف سيدعمون المرشح الذي ينأى بنفسه عن كل من حزبي «الشعوب الديمقراطية»، و«هدى بار»، وهو حزب كردي إسلامي منبثق عن «حزب الله» التركي، الذي ينظر إليه في تركيا على أنه تنظيم إرهابي لا يختلف عن «حزب العمال الكردستاني»، وذلك حال الانتقال إلى جولة ثانية في الانتخابات الرئاسية، رجح أن تنحصر بين كليتشدار أوغلو وإردوغان، في ظل عدم قدرة المرشح الرابع، محرم إينجه، على الحصول على أصوات في الجولة الأولى تمكنه من خوض جولة الإعادة. وقال أوغان، في مقابلة تلفزيونية ليل الخميس - الجمعة،: «إذا خسرنا في الجولة الأولى فسنتحدث مع مكونات تحالف أتا (أحزاب النصر، العدالة، وبلدي)، ومع المنظمات غير الحكومية التي تدعمنا، سنقول للمرشحين المتنافسين في الجولة الثانية، كليتشدار أوغلو وإردوغان، إنك لست بحاجة إلى دعم (الشعوب الديمقراطية) أو (هدى بار)، سنقدم لك هذا الدعم، وليس هناك مرشح للقوميين غيري، وأصواتي في المرحلة الثانية سنعطيها للمرشح الذي يلبي هذا الشرط».

وأعلن «هدى بار» دعمه لإردوغان، وقرر خوض الانتخابات البرلمانية على قائمة «حزب العدالة والتنمية» الحاكم.

أتراك الخارج

في الوقت ذاته، وجه كليتشدار أوغلو رسالة إلى الناخبين الأتراك في الخارج، الذين بدأوا التصويت في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية حتى 9 مايو (أيار) المقبل، عبر بث على مواقع التواصل الاجتماعي، دعاهم فيه للتصويت لصالحه، وتعهد بأن يكون لكل منهم مكان للتغيير في تركيا وبإنشاء دوائر انتخابية في الخارج تكفل لهم اختيار نواب بالبرلمان يمثلونهم. وقال كليتشدار أوغلو: «إن تصويتك الفردي حيوي لمستقبل تركيا وأمتنا. تعالَ واحصل على مكانك في التغيير الذي نحتاج إليه لتركيا عادلة وغنية وتنافسية مع شباب متفائل». وأضاف أن الفقر في تركيا يزداد عمقاً، وأن السلام الاجتماعي ووحدة الشعب يتدهوران في ظل حكم القصر (إردوغان)، ولا يستطيع الشباب رؤية مستقبل لأنفسهم في تركيا، لأنهم حولوا البلاد إلى وكر للمحسوبية وظلم الكفاءات. وتابع: «لهذا، قد تنتظرون تعافي البلد، وتحسين الاقتصاد، وحرية العودة، بطريقة أو بأخرى، أنتم كمواطنين لا بد أن يكون لكم رأي في مستقبل هذا البلد. أنتم تعانون مشاكل أيضاً، سننشئ لكم دوائر انتخابية لتنتخبوا نوابكم من بينكم، ولترسلوهم إلى البرلمان. سنضمن رفع القيود المطبَّقة عليك أثناء تقاعدك في تركيا والعمل في بلد آخر وتحسين معاشاتك التقاعدية، ستكون قادراً على الاستفادة من الخدمات الصحية على قدم المساواة في تركيا. سنقوم بإلغاء المظالم التي قد تنشأ من تطبيق اتفاقية مشاركة المعلومات التلقائية. سنقوم بتمديد مدة إقامة سيارتك المستخدمة في الخارج في تركيا. سنخفض أسعار تذاكر الطيران الباهظة إلى مستويات معقولة. سنقوم بتمديد فترة استخدام الهواتف التي تحضرها معك عندما تأتي إلى تركيا». من جانب آخر، دعا رئيس حزب «العمال» التركي اليساري، أركان باش، الناخبين الأتراك في الخارج للتصويت لكليتشدار أوغلو في انتخابات الرئاسة، ولحزب العمال، أحد أحزاب تحالف «العمل والحرية»، في الانتخابات البرلمانية. وقال في بث عبر مواقع التواصل الاجتماعي: «اليوم هو اليوم الذي كنتم تنتظرونه، والانتخابات هي هذه الانتخابات التي انتظرتموها للتغيير وللإطاحة بنظام (حزب العدالة والتنمية)... إذا كنتم موجودين، فلدينا مستقبل... هذه لحظة تاريخية». وبدأ 3 ملايين و416 ألفاً و671 ناخباً تركيا خارج البلاد، أمس (الخميس)، التصويت في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، في عملية تستمر حتى 9 مايو (أيار) المقبل، في 156 ممثلية وبعثة في 75 دولة، إضافة إلى صناديق الاقتراع عند البوابات الحدودية والجمركية وفي المطارات الدولية، بإجمالي 4671 صندوقاً.

 

طهران تحتجز ناقلة نفط في مضيق هرمز وأكدت توقيفها بسبب «اصطدامها» بسفينة إيرانية وفقدان طاقمها

لندن - طهران/الشرق الأوسط/28 نيسان/2023

احتجزت إيران ناقلة نفط محمّلة بـ750 ألفاً من الخام الكويتي، بينما كانت تبحر في المياه الدولية في أثناء عبورها من مضيق هرمز إلى خليج عُمان. وقال الجيش الإيراني إنه أوقف الناقلة في خليج عُمان عندما كانت بحالة «فرار» في أعقاب اصطدامها بسفينة إيرانية. وأشار إلى فقدان اثنين من طاقم السفينة الإيرانية وجرح آخرين، من دون تحديد موقع الحادث. ولم يحدد البيان وجهة الناقلة المحتجزة. بدوره، قال الأسطول الخامس للبحرية الأميركية ومقرّه البحرين، في بيان، إن قوات من «الحرس الثوري» استولت على الناقلة «أدفانتج سويت». وأضاف أنه يتعين على الحكومة الإيرانية «أن تفرج فوراً» عن الناقلة، معتبراً أن «المضايقات الإيرانية المستمرة للسفن والتدخل في حقوق الملاحة في المياه الإقليمية يشكلان تهديداً للأمن البحري والاقتصاد العالمي». وتابع بيان البحرية الأميركية أن السفينة المحتجزة ناقلة ضخمة بُنيت عام 2012، وجهت نداء استغاثة في أثناء عملية احتجازها، من دون أن يحدد هوية مالك السفينة ولا وجهتها. وبحسب موقع «مارين ترافيك» المتخصص في رصد حركة الملاحة البحرية، ظهرت السفينة المملوكة لشركة (أدفانتج تانكرز) ومقرها سويسرا، لآخر مرة قبالة سواحل عُمان. وكانت قد غادرت الكويت متوجّهة إلى هيوستن في الولايات المتحدة. وشهدت المنطقة أحداثاً بحرية عدة بعدما منعت الولايات المتحدة إيران من تصدير النفط بعد انسحاب الولايات المتحدة من التفاق النووي في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب، وقد دفعت تلك الأحداث القوات الأميركية إلى تشكيل تحالف دولي لضمان أمن الملاحة.

 

بكين تَحمل بشدة على «إعلان واشنطن» واتهمت أميركا وكوريا الجنوبية بزيادة التوتر في المنطقة

واشنطن – لندن/الشرق الأوسط/28 نيسان/2023

اتّهمت بكين واشنطن بتقويض السلام وزيادة التوتر في شبه الجزيرة الكورية، غداة إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الكوري الجنوبي يون سوك يول، أن أي هجوم نووي تطلقه كوريا الشمالية «سيفضي إلى نهاية نظامها». وحملت الصين بشدة على الموقف الأميركي - الكوري الجنوبي المشترك، الذي عبّر عنه «إعلان واشنطن»، مشيرة إلى أنه «إثارة متعمدة للتوترات والمواجهة والتهديدات». وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ إنه «يتعين على جميع الأطراف مواجهة جوهر قضية شبه الجزيرة (الكورية) والقيام بدور بناء في تعزيز تسوية سلمية للقضية». وحملت بكين على واشنطن «تجاهلها الأمن الإقليمي»، و«إصرارها على استغلال قضية شبه الجزيرة لخلق توتر». وقالت ماو نينغ: «ما تفعله الولايات المتحدة (...) يثير مواجهة بين المعسكرات ويقوّض نظام عدم الانتشار النووي والمصالح الاستراتيجية للدول الأخرى». ورأت أن التحركات الأميركية «تؤدي إلى تفاقم التوترات في شبه الجزيرة وتقويض السلام والاستقرار الإقليميين، وتتعارض مع هدف نزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة». في غضون ذلك، قال يون في خطاب ألقاه أمام الكونغرس، أمس، إن بلاده سترد بحزم على الاستفزازات الكورية الشمالية، لكنها ستبقي الباب مفتوحاً للحوار حول نزع سلاحها النووي. كما دعا المشرعين الأميركيين إلى تسريع التعاون الأمني الثلاثي بين بلاده والولايات المتحدة واليابان لمواجهة التهديدات النووية المتزايدة من طرف بيونغ يانغ.

 

مصر ترفض فيلم «نتفليكس» عن كليوباترا و«الأعلى للآثار» أكد أن ملامحها أوروبية وليست أفريقية

القاهرة: عبد الفتاح فرج/الشرق الأوسط/28 نيسان/2023

اتهمت مصر في أول رد رسمي لها على أزمة فيلم «الملكة كليوباترا»، منصة نتفليكس بـ«تزييف التاريخ المصري»، واعتبرت إظهار بطلته التي تؤدي دور الملكة «كليوباترا السابعة» بملامح أفريقية وبشرة سمراء اللون «مغالطة تاريخية صارخة». وقال الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، في بيان صحافي أمس، إنه «يتعين على القائمين على صناعة الفيلم تحري الدقة والاستناد إلى الحقائق التاريخية والعلمية بما يضمن عدم تزييف تاريخ وحضارات الشعوب». وأضاف أنه «كان يجب الرجوع إلى متخصصي علم الآثار والأنثروبولوجيا عند صناعة مثل هذه النوعية من الأفلام الوثائقية والتاريخية التي سوف تظل شاهدة على حضارات وتاريخ الأمم». وأكد وزيري أن بعض التماثيل والعملات المعدنية الأثرية تظهر كليوباترا بملامح يونانية، من حيث البشرة فاتحة اللون، والأنف المسحوب، والشفتان الرقيقتان. وشدد الدكتور ناصر مكاوي، رئيس قسم الآثار المصرية في كلية الآثار جامعة القاهرة، على أن ظهور الملكة كليوباترا في هذا الفيلم بهذه الهيئة يتنافى مع أبسط الحقائق التاريخية وكتابات المؤرخين الذين أكدوا أنها كانت ذات بشرة فاتحة اللون، وأنها ذات أصول مقدونية خالصة. من جانبها قالت د. سامية الميرغني، مدير عام مركز البحوث وصيانة الآثار بالمجلس الأعلى للآثار سابقاً، إن دراسات الأنثروبولوجيا البيولوجية ودراسات الحامض النووي التي أُجريت على المومياوات والعظام البشرية المصرية القديمة أكدت أن المصريين لا يحملون ملامح أفارقة جنوب الصحراء».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أكّد مناقشة وضع لبنان مع الرياض ووحدة الساحات

وليد شقير/أساس ميديا/السبت 29 نيسان 2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/117742/117742/

بصرف النظر عن تكرار وزيرالخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان ما تدعو إليه سائر الدول وتحثّ عليه الفرقاء اللبنانيين من الإسراع في انتخاب رئيس جديد، مراهناً على قدرتهم على الاتفاق و”الإجماع” على الرئيس العتيد، لم تكن زيارته خارج سياق اعتبار طهران لبنان ساحة للتجاذب بينها وبين الولايات المتحدة الأميركية ودول الغرب، حتى بعد استئناف العلاقات الدبلوماسية مع السعودية وبعض دول الخليج. لم يذكر عبد اللهيان اسم أي مرشح للرئاسة أمام من التقاهم، لكن بالتأكيد تناول الأمر مع الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله، وربما مع الرئيس نبيه بري، وأوحت حركته وبعض مواقفه بتأييد طهران لخيار ترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، مع تكرار ما تعلنه الدول الأخرى من الدعوة إلى التوافق.

تحتفظ طهران بخطابها السياسي والإيديولوجي ضد الولايات المتحدة، وتتهم الأخيرة بالسعي إلى السيطرة على دول المنطقة وثرواتها وبأن العقوبات التي تفرضها عليها هي التي تقف وراء مصائب شعوبها

تداول مع الرياض… وتحريض ضدّ العقوبات

انتهت زيارة عبد اللهيان إلى جملة وقائع وانطباعات، أولها أنه أكد للمرة الأولى في لقائه مع 16 نائباً في السفارة في بيروت أن طهران بحثت الوضع اللبناني مع الجانب السعودي، في سياق مناقشة تنفيذ اتفاق بكين، من دون أن يوضح ما شمله هذا البحث، أو يذكر أي تفاصيل. وثانيها أن تقديمه مجدداً العروض التي سبق لطهران أن اقترحتها للمساعدة في بناء محطات كهرباء وتزويد البلد بالنفط، اقترن مع دعوة لبنان إلى تجاوز العقوبات الأميركية على إيران. وبهذه الدعوة تواصل بلاده اعتماد لبنان إحدى ساحات التجاذب في المواجهة الأميركية الإيرانية. وتساءل عبد اللهيان: “لبنان الدولة الوحيدة التي ما زالت تخشى التعاون معنا بسبب العقوبات، فلماذا لا تفعلون مثل العراق الذي تخطى هذه العقوبات، فجرى حل مشكلة الكهرباء عنده؟”. وثالث هذه الانطباعات أنه لم يقدم جواباً على أي من الأفكار والاقتراحات التي طرحها عليه النائب في “الحزب التقدمي الاشتراكي” و”اللقاء الديمقراطي” الدكتور بلال عبد الله أثناء لقائه مع النواب بدعوة من السفارة الإيرانية في بيروت.

لا أجوبة على مطالب عبد الله

كان عبد الله النائب الوحيد من خارج فريق 8 آذار وحلفائه الذي حضر اللقاء، وشدد على الأربع نقاط الآتية:

1- أن ينعكس الاتفاق الإيراني السعودي في لبنان بإراحة لبنان المأزوم وألا يتم استخدامه ساحة لتبادل الرسائل (بين طهران وخصومها) حتى يتمكن من الاستفادة من المناخ الإيجابي الذي نجم عن الاتفاق بين طهران والرياض التي يحتاج البلد إلى دعمها هي وسائر الدول الخليجية.

2- أن تشجع إيران على مناقشة الاستراتيجية الدفاعية، التي هي مسألة تتعلق باللبنانيين، من أجل معالجة مسألة السلاح في إطار مرجعية الدولة.

3- طلب دعم طهران من أجل الضغط على حليفها النظام السوري كي يقبل بإعادة النازحين السوريين في لبنان إلى مناطقهم.

4- ضرورة التأكيد على تطبيق اتفاق الطائف والتزامه.

ولم يحصل النائب عبد الله على أجوبة من الوزير عبد اللهيان.

لا حاجة إلى التذكير بأن زيارات المسؤولين الإيرانيين إلى لبنان باتت إما المحطة الثانية بعد زيارة دمشق كما فعل خرازي، أو المحطة الأولى نحو العاصمة السورية كما فعل عبد اللهيان في 12 كانون الثاني في سياق جولة شملت العراق وأنقرة، ثم قبل يومين.

الزيارات الدوريّة قبل “بكين” وبعده

تحتفظ طهران بخطابها السياسي والأيديولوجي ضد الولايات المتحدة، وتتهم الأخيرة بالسعي إلى السيطرة على دول المنطقة وثرواتها، معتبرة أن العقوبات التي تفرضها عليها هي التي تقف وراء مصائب شعوبها. ولم يترك عبد اللهيان مجالاً للشك في أن بلاده تشمل لبنان بسياستها لمواجهة هذه العقوبات على الرغم من معرفته الجواب اللبناني بأن لبنان لا يتحمل خرق هذه العقوبات الذي سبق أن سمعه هو وغيره من المسؤولين الإيرانيين.

كشفت الزيارة أن القيادة الإيرانية باتت تعتمد سياسة الحضور السياسي والدبلوماسي وحتى العسكري (البعيد من الأضواء) بشكل مباشر في لبنان كل شهر تقريباً، وفي الحد الأقصى كل بضعة أسابيع، منذ ما قبل اتفاق بكين بينها وبين المملكة العربية السعودية. واستمرت وتيرة زيارات مسؤوليها منذ الإعلان عن الاتفاق في 10 آذار الماضي.

لم تكن زيارة عبداللهيان الأولى بعد اتفاق بكين، فقد سبقه على رأس وفد كبير إلى بيروت بعد 12 يوماً من الإعلان عنه، رئيس مجلس العلاقات الخارجية وزير الخارجية الإيراني السابق كمال خرازي الذي توخى تطمين من يلزم بأن اتفاق بكين لن يؤثر على دور “حزب الله” والمقاومة وسلاحها لحماية الحدود الجنوبية في مواجهة تهديدات إسرائيل، وكذلك المصالح اللبنانية في الغاز والنفط في عرض البحر.

شدد خرازي في حينها على أن “حزب الله” يتخذ قراراته بنفسه ولا يتلقى تعليمات من طهران.

“حديقة إيران” ووحدة الساحات

لا حاجة إلى التذكير بأن زيارات المسؤولين الإيرانيين للبنان باتت إما المحطة الثانية بعد زيارة دمشق كما فعل خرازي، أو المحطة الأولى نحو العاصمة السورية كما فعل عبد اللهيان في 12 كانون الثاني في سياق جولة شملت العراق وأنقرة، ثم قبل يومين. وبين زيارتَي عبد اللهيان وقبل مجيء خرازي حطّ في بيروت في 10 شباط الماضي، نائب وزير الخارجية، رئيس الوفد الإيراني المفاوض في الملف النووي في فيينا، محمد باقري كني، لتدشين المبنى الجديد للسفارة الإيرانية في ضاحية بيروت. وزار كني، كما فعل خرازي، أيضاً “حديقة إيران” في بلدة مارون الراس الجنوبية الحدودية، التي باتت رمزاً للحضور الإيراني الذي يتجاوز النفوذ السياسي والعسكري إلى الوجود الثقافي والاجتماعي في الجنوب، والتي حج إليها عبد اللهيان أمس أيضاً.

افتتح عبد اللهيان زيارته من المطار بالتأكيد على دعم الشعب والجيش والمقاومة مضيفاً إلى المعادلة “الذهبية” التي يشرع من خلالها “الحزب” سلاحه، دعم الحكومة

يشير هذا الدمج في الزيارات بين دمشق وبيروت وبغداد إلى منهجية “وحدة الساحات” في المواجهة الأميركية الإيرانية التي تتخللها مفاوضات في عُمان تتناول الإفراج عن رهائن أميركيين في طهران أو في دمشق، كما هي الحال بالنسبة إلى الصحافي الأميركي أوستن تايس الذي اختفى في العاصمة السورية عام 2012. فلقاءات الموفدين الإيرانيين تشمل اجتماعات مع فصائل فلسطينية حليفة لطهران. وتردد أن قائد “قوة القدس” التابعة لـ”حرس الثورة” الإيراني اللواء اسماعيل قاآني زار لبنان بعيداً من الأضواء أثناء “موقعة” إطلاق الصواريخ من سهل القليلة في الجنوب اللبناني على الشمال الإسرائيلي، التي نسبت التسريبات إلى حركة “حماس” أنّها نفذتها بحجة هجمة المتطرفين الإسرائيليين على المسجد الأقصى في 6 نيسان الجاري، بالتزامن مع زيارة رئيس مكتبها السياسي اسماعيل هنية، من دون أن يصدر بيان رسمي عن الحركة في هذا الصدد. وهي الموقعة التي تمت إدارتها بدقة وحذر من قبل طهران وواشنطن عبر اتصالات الأمم المتحدة وسلطنة عُمان وفرنسا، كي لا تنفلت الجبهات إلى مواجهة عسكرية، بعدما ترافق إطلاق الصواريخ مع توتير على جبهتَي سوريا وغزة. في حينها فهم الغرب واللبنانيون الرسالة الإيرانية التي تفيد بأن اتفاق بكين لا يعني الانتقاص من دور إيران ونفوذها في الميادين الإقليمية التي يتحرك فيها موفدوها.

في بيروت، أضافت طهران إحدى وسائل “الدبلوماسية العامة” التي يعتمدها الأميركيون إلى أساليبها المتعددة في توجيه الرسائل من أجل الترويج لموقفها وتأكيد نفوذها الذي ترى أن اتفاق بكين لا يمسه، وذلك من خلال اجتماع خرازي إلى صحافيين وكتّاب ومفكرين ليناقش معهم دور المقاومة وسلاحها المستمر بعد اتفاق بكين، ولقاء عبد اللهيان أول من أمس للمرّة الأولى خمسة عشر نائباً من أصل زهاء 30 نائباً وجهت السفارة الدعوة إليهم للاجتماع به. وكان خمسة عشر ممّن لبوا الدعوة من الحلفاء اللصيقين بـ”الحزب” ومن قوى 8 آذار، ومعهم نواب من “التيار الوطني الحر” ومن حزب “الطاشناق” الأرمني، واعتذر حوالي 15 من النواب المعارضين من المسيحيين والسنّة والتغييريين والمستقلين عن عدم الحضور، ولم يكن في عداد المشاركين من يغرد خارج سرب محور “الممانعة” سوى النائب عبد الله.

وزن “حزب الله” في ساحة لبنان

تدرك طهران أن معارضة دور ذراعها الرئيسي في لبنان والإقليم “حزب الله” اتسعت في السنتين الأخيرتين، لا سيما على الصعيد المسيحي، وأن البلد مقبل على إعادة تكوين السلطة وسط صعوبات تواجه إيصال مرشح الحزب للرئاسة رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، بعدما اعتاد التحكم بهذا الموقع خلال أكثر من ست سنوات. ولذلك لن يتركه يفلت منه لأنه يسمح له بالتأثير في سائر المؤسسات الدستورية والسياسية والإدارية والقضائية. وإيران تلجأ إلى أسلوب “الدبلوماسية العامة” في الترويج لأهدافها انطلاقاً من القاعدة الرائجة منذ اتفاق بكين بأن التسوية السعودية الإيرانية تغلّب التهدئة والتسويات في سائر دول الصراع، لتقطف ثمارها بعدما دفعت كلفة عالية خلال العقود الماضية من أجل أن يكون لها موطئ قدم في دول نفوذها. وتحرص على اعتماد لغة مفادها أن هذه التسويات لا تعني تخلّيها عن حلفائها لأنها انتصار لها.

لذلك افتتح عبد اللهيان زيارته بالتأكيد من المطار على دعم الشعب والجيش والمقاومة، مضيفاً دعم الحكومة إلى المعادلة “الذهبية” التي يشرّع من خلالها “الحزب” سلاحه.

وكانت لافتة إشارته إلى أن المفاوضات مع السعودية في بكين جاءت بطلب من الرياض، خلافاً لمعطيات سبق أن نُشرت بأنها تمت بطلب إيراني من الجانب الصيني التوسط مع الرياض، قبيل زيارة الرئيس الصيني للسعودية في 7 كانون الأول الماضي التي طرح فيها الأمر على ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. في مداخلات النواب الحلفاء للحزب خلال لقاء عبد اللهيان معهم أكدوا أهمية اتفاق بكين في إراحة الساحة اللبنانية، وتحدثوا عن الحفاظ على معادلة الجيش والشعب والمقاومة.

 

العرب والدول والفتنة الزاحفة!

https://eliasbejjaninews.com/archives/117738/117738/

نبيل بومنصف/النهار/28 نيسان/2023

أيا تكن عوامل الانقسامات والتفسيرات الداخلية المتناقضة التي تسود المشهد اللبناني حول كل الازمات المفتوحة بلا حلول ولا وعود بحلول وشيكة فان عاملا لا جدل حوله يقف أولا وأخيرا وراء تفجر ملف النازحين السوريين يكمن في الانفتاح "المجاني" للعرب على نظام بشار الأسد . مشكلة لبنان في هذا السياق انه الان بلا رئيس للجمهورية بما يفقده الرئيس في الدور الجوهري الذي لا يمكن سواه ، لا حكومة ولا مجلسا نيابيا ولا وزارات ، تعويضه في ما كان يتعين على الرئيس وحده الاضطلاع به في مواجهة هذه الكارثة الوجودية المتمثلة بانفجار واقع النازحين السوريين . ما اتخذ من مقررات في اجتماع السرايا الحكومية قبل يومين كان من الناحية النظرية المبدئية جيدا في معظمها ولكن لماذا ترك الامر حتى البارحة ولماذا ليس قبل استحالة استدراك الانفجار الديموغرافي هذا المنذر بحرب حتمية كما تسود المخاوف ؟ بالنمط نفسه تركت معضلة النازحين السوريين غداة بدء تدفقهم على لبنان بعد اشتعال الحرب السورية فكان الانتشار العمودي والافقي لهم في كل انحاء لبنان فيما كانت الجمهورية برمتها والطبقة السياسية برمتها لاهية بثرثرة قاتلة بلا أي إجراءات ناجعة لاحتواء الكارثة . الان تعود اللعنة باسوأ من قبل لان الوقائع الموضوعية للازمة تجاوزت الخيال وكل المستويات المنطقية المقبولة لبلد في تحمل عبء انتحاري يتهدده بان يتجاوز منسوب النازحين فيه عدد اللبنانيين المقيمين انفسهم بعد سنوات قليلة .  قام العرب عشية القمة العربية يهرولون نحو نظام الأسد ، بوجوه شتى وتحت عنوان خشبي موروث من زمن انتهى وصار من ماض ما قبل تحول سوريا ركاما بفضل هذا النظام ، هو "إعادة سوريا الى الحضن العربي". لو كان في لبنان رئيس للجمهورية بمعايير القسم الذي يحلفه لدى انتخابه ، لتوجب عليه أولا ان يطلق الصرخة المدوية باسم اللبنانيين في الوطن والمهاجر ، سائلا العرب ماذا اشترطتم على بشار في اكبر كارثة تهجير لشعبه جعلت ملايين منه موزعين بين لبنان والأردن وتركيا لكي تعوموه على هذا النحو المخزي المعيب الفاضح ؟ لو كان في لبنان رئيس اليوم لكان انتزع مشروعية النطق باسم "الامة اللبنانية" لمرة في التاريخ بان جعل من نفسه الصوت الصارخ في وجه خطر دولي ساكت عن حق النازحين السوريين في العودة الى بلادهم وحق لبنان في التخلص من كارثة اعبائهم وانتشارهم على ارضه .

اخطر ما ساد المشهد اللبناني في الأيام الأخيرة ضياع البوصلة ضياعا عشوائيا في توظيف اخطر ما يحيق من تهديدات وجودية بلبنان وهويته ومصيره بفعل كارثة النازحين السوريين. عبثا ترك هذه الكارثة مجددا لتقلبات ظرفية مع أزمات الداخل اللبناني والا فان انفجارها سيمضي متدحرجا نحو اخطر الذروات. والحال، وبمنتهى الخلاصات الصريحة ، لن يكون حل للكارثة ولو بدايات حل حتى على ايدي هذا الداخل مادام لبنان مفتقرا الى سلطة رافعة لمنطق الدولة التي تقتحم حصنين : حصن العرب وحصن الأمم المتحدة لان النظام السوري لن يفهم الا بلغة من يملك فرض الشروط الحاسمة عليه ومن يرغمه تاليا على "استرداد " نصف شعبه الذي صار شتاتا في بلدان الجوار واولها لبنان. لن تنفع ثرثرة الداخل اللبناني في شيء الا الشحن والتهيؤ لفتنة عنصرية صارت قاب قوسين او ادنى من الاشتعال وقد تسابق كل تداعيات الازمات الأخرى التي يختنق لبنان تحت وطأتها .

 

المعادلة التهويلية... من يستهدفون؟

نبيل بومنصف/النهار/26 نيسان/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/117738/117738/

يتباهى "حزب الله" غالبا بانه لا يسقط في تناقضات المعادلات التي تحمل ازدواجية متضاربة او تخبطا انفعاليا غير مدروس وانه يتفوق في هذه الميزة من خصائصه المزعومة على سائر القوى والأحزاب اللبنانية التقليدية . وتبعا لذلك لا ترانا نجد تفسيرا منطقيا لتساؤل تتصاعد موجباته الملحة في الآونة الأخيرة هل يدرك الحزب او هل تراه يعترف او هل بلغت مسامعه ملامح تراجع "خطير" في ميزته المزعومة تلك في ظل التضارب الاخذ في التصاعد في "معادلاته" التهويلية المتصلة بأزمة الرئاسة ؟ اكثر الحزب في الآونة الأخيرة ، على نحو لافت وغير معتاد في نمط توقيته لما يراد له من احداث دوي في مواقفه ، من اطلاق معادلات التهديد وتحميل الخصوم تبعات الفراغ الرئاسي على قاعدة افتراضه ان الاحتماء والاختفاء والتخفي وراء مضيه في ترشيح ودعم ترشح رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية يكفي وحده متراسا عازلا لتحميله تبعات تعطيل انتخاب رئيس الجمهورية العتيد منذ ستة اشهر. لسنا في معرض الخوض في الجدل العقيم الذي لا جدوى منه في تظهير التبعة التاريخية ل"حزب الله" كقوة "رائدة" اقحمت موازين القوى المختلة في الأصول والممارسات الديموقراطية الامر الذي قوض او كاد يقوض تماما ، في ظل وقائع العقد الأخير ، النظام اللبناني القائم على مبدأ وفلسفة وطبيعة التوازنات التي تواكب وتتواءم مع الاحكام الدستورية . المقصود الان هو امعان الحزب في معادلة ثلاثية الاضلاع تتوسل واقعيا وضمنا وجوهرا ممارسة الضغوط القاهرة الطويلة المدى بهدف فرض انتخاب مرشح الحزب ولا يمكن تجاهل البعد التهويلي فيها أيا بلغت بلاغة الحزب في نفي ممارسة أي ضغط خارج اطر اللعبة السياسية .

هذه المعادلة تنضح عمليا بتهويل سياسي ناضح لاخضاع الخصوم او انتشال المترددين من مواقعهم واقناعهم بالتسليم للحزب بهيمنته . الضلع الأول يقوم على إعادة تجربة المجرب بالكامل في توسل ضغط الفراغ لفرض انتخاب رئيس الجمهورية وهو امر يثبت ان الحزب يسقط بكثير من المخاطرة والمغامرة المحاذير الضخمة للتعامل مع تجربة فرض العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية بعد فراغ قسري طال لمدة سنتين ونصف السنة وتجربة محاولة فرض سليمان فرنجية بآلية  الفراغ والضغط  إياها مسقطا ومتجاهلا كل الويلات والكوارث المتأتية من العهد السابق كما كل المتغيرات الداخلية الزلزالية التي نشأت ويمضي في ذلك كأن لا انهيار حصل ولا كوارث وقعت على لبنان واللبنانيين . الضلع الثاني في هذه السيبة  المثلثة الاضلاع تقوم على معادلة التهديد اما بالقبول بالمرشح المدعوم منه واما الفراغ او اقصاء الخصوم . والضلع الثالث الاحدث عهدا يتوسل تطوير التهويل بالتلويح بالفوضى الشاملة التي تحمل شتى أنواع الاخطار الأمنية والاجتماعية والاقتصادية .  هذا التطور قياسا الى قوة حزبية استثنائية في تركيبتها وممارساتها وارتباطاتها المعروفة يجعلنا امام حالة تخبط اما عفوية ، وهذا ينطوي على شكوك في حزب لا تحركه عادة الا الاستراتيجيات ولا مكان في ادبياته لما يسمى "العفوي"، واما متعمدة وهنا سيظهر منسوب الخطأ القاتل الموصوف الذي يرتكبه الحزب في انكشافه . لا يمكن القفز امام تضارب يسود معركة فرض مرشح بهذه الطريقة فيما يتصاعد الزعم بامتلاكه "الضمانات" الحاسمة بالمونة على الحزب . ولا تستوي نبرة التهويل بالفراغ والفوضى وتهديد الخصوم مع تسويق المرشح وتعريضه لهذا التشويه . لا نزعم امتلاك ما يحرك هذه المعادلة لكن تناقضاتها تستثير السؤال عما اذا كانوا يريدون فعلا نهاية سعيدة لمرشحهم ؟!

 

مَن نصحهم بهذه "الوصفة

نبيل بومنصف/النهار/21 نيسان/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/117738/117738/

قد يكون أسوأ ما يواكب الموجة الصاعدة بقوة لافتة في وصفة تسويق ترشيح رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية ك"المرشح المتقدم" الأول للرئاسة ان تستعاد معه ظروف مخيفة صاحبت فرض مرشحين حصريين وايصالهم قسرا الى بعبدا أيام الوصاية السورية . لا فرنجية سيفيد من هذه المعادلة ، اذ صح ان انقلابا سعوديا طرأ او سيطرأ ويوصله الى بعبدا ، ولا ثمة أي ضمانات بمرور انتخاب صدامي مفترض كهذا من دون تداعيات قد تكون الاخطر. ذلك ان تصاعد معادلة تخيير "المسيحيين" بين انتخاب مرشح تقف ضده غالبية القوى والكتل الكبيرة الاساسية لديهم او تدفيعهم ثمنا جديدا لا يحتملونه للتحول السعودي الإيراني يشكل أسوأ نماذج التسويق الداخلي او العربي او الغربي لهذا التحول لانه يدرجه في اطار خلفية طائفية بغيضة وسقيمة مفادها ان تحولا سنيا – شيعيا يتدحرج الان وعلى المسيحيين اللحاق به لئلا يسحقهم كأقليات "منقرضة"!

لن نفترض انه جرى التسليم من الان بهذه المعادلة حتى ثبوت العكس ، ولا سيما من الطرف العربي المعني ، ولكن ذلك لا يعني تجاهل خطورة الأثر القاتل لاستعادة أسوأ ظروف فرض الرؤساء "المعينين" سابقا بقوة معادلات كانت تتحدى الغالبية اللبنانية وليس المسيحية وحدها وتحديدا في العهدين الاولين بعد الطائف عل في التذكير عبرة لمن يعتبر من النافخين اليوم في عمى الدعايات العمياء . كان عهدا الياس الهراوي واميل لحود الممدد لكل منهما من خيار وقرار سوريين خالصين واديا واقعيا الى تشكيل المعارضة اللبنانية الأقوى للوصاية السورية والتي كانت الأحزاب والتيارات المسيحية رأس حربتها الأساسية . انكسرت قاعدة تحدي الغالبية المسيحية حصرا في فرض الرؤساء بعد انتخاب الرئيسين ميشال سليمان وميشال عون ولو ضمن ظروف وخصائص انتخاب كل منهما ، اذ ان كلا منهما وصل بمساحة واسعة من التعدد الطائفي والسياسي والحزبي وهي واقعة لا مرد لانكارها من هذه الناحية بصرف النظر عن المواقف من كلا العهدين والرئيسين السابقين. الخطورة التي تتصاعد معالمها منذ أيام ، مع النفخ المضخم في مجمل المعطيات المتصلة بالملف الرئاسي على خلفية الزعم بانزياح  رياح التسوية السعودية الإيرانية الى مصلحة مرشح المحور الإيراني انها تنذر باستعادة مناخ الرئيس المفروض بقوة تحول خارجي على اللاعبين المحليين وتاليا فعلى المسيحيين المعارضين له اللحاق به والاستسلام لموجباته سلفا لئلا يغدون على رصيف الإهمال والتهميش وتكبد الخسائر الجسيمة . هو المنطق الذي يفسر تهاطل النصائح ل"المسيحيين" باللحاق بالركب وكأن الركب هذا صار امرا واقعا فعلا وكأن الاخرين غير المسيحيين جميعا ساروا في ركابه أيضا . وقد يكون أسوأ السوء ان يوضع او يقبل مرشح كسليمان فرنجية او أي مرشح سواه ، على احقية حقه في الترشح ضمن أصول ديموقراطية صرفة ، في خانة انه الوافد الهابط مجددا من معادلات خارجية لاسقاطه على غالبية من طائفته ترفض انتخابه . ناهيك عن بعد لا يستقيم الا مع ارتضاء منطق طائفي يسبغ على التحول الاستراتيجي الأشد أهمية الذي تشهده المنطقة وهو الاتفاق السعودي الإيراني فيغدو عندنا، اتفاقا ذا خلفية سنية – شيعية فقط لا غير…  قد يكون العامل الإيجابي المبكر في هذا المناخ الطارئ ان يستثير الكلام عن استعادة ما أدى تكرارا الى الكثير مما نشهده من خراب وطني ، عل الذاكرة تلجم مزيدا من هذا الفائض !

 

عبد اللهيان ولقاء النواب: "أهلية بمحلية"

غادة حلاوي/نداء الوطن/28 نيسان/2023  

في زيارة هي الأولى بعد توقيع الاتفاق الإيراني - السعودي وصل وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى لبنان مطمئناً الى أن أجواء إيجابية سيحملها المستقبل إلى المنطقة ولبنان بناء على هذا الإتفاق، ومؤكداً عدم تدخل بلاده في الملف الرئاسي بما يتجاوز دعم المرشح الذي يحظى بتوافق اللبنانيين.

المحطة الأبرز والتي بدت لافتة بالشكل والمضمون هي تلك الجلسة التي عقدها عبد اللهيان مع مجموعة من النواب ممن لبّوا دعوة السفارة لحوار حول مواضيع كثيرة رئاسية وغير رئاسية وهو ما فسر على أنه محاولة إيرانية لطاولة حوار مع مختلف الأفرقاء في صفوف الممانعة والموالاة.

إستبقت التحضيرات للجلسة وصول عبد اللهيان ووجهت السفارة الإيرانية دعوات شملت الجميع تقريباً باستثناء «القوات اللبنانية» وقلة قليلة من النواب. كان المطلوب تمثيل كل الأحزاب بمن ينوب عنها. قوبلت الدعوة بالرفض من عدد كبير من النواب وتحفظ عليها آخرون بالشكل رغم تلبيتها. فكان الاجتماع لقاءً بين أهل البيت الداخلي ومن النواب الحلفاء لإيران. وكان البارز من الحضور مشاركة كتلة نواب الإشتراكي عبر النائب بلال عبد الله الذي تحدث عن الإستراتيجية الدفاعية وطالب بمساعدة إيران في عودة النازحين السوريين إلى بلدهم وتمنى أن ينعكس الإتفاق على لبنان ولا يكون منصة تستخدم للإساءة الى الدول الصديقة للبنان. بالشكل سُجل غياب الدروز واقتصر الحضور المسيحي على خمسة نواب من أصل 17 نائباً، هم ممثلو «التيار الوطني الحر»، «الطاشناق»، و»المردة». فيما حضر كل من نواب «الثنائي الشيعي» والنواب حسن مراد وجهاد الصمد وبلال عبد الله بينما تغيب النواب التغييريون والأحرار والكتائب والنائب نعمة افرام. اللقاء الذي استمر ما يزيد على ساعتين جرى الحديث خلاله «بالعموميات» لم يأت خلاله عبد اللهيان على ذكر ترشيح سليمان فرنجية وأعاد التأكيد على أنّ بلاده تدعم من يتوافق عليه اللبنانيون. أصرّ عبد اللهيان على أن يبدأ اللقاء بالإستماع الى آراء النواب الحاضرين بمواضيع الساعة فعرض كل نائب وجهة نظره حول الإتفاق الإيراني السعودي ورؤيته للوضع اللبناني ومن ثم أخذ عبد اللهيان الكلام ليقول إن الإتفاق الذي حصل هو إتفاق هام وقد إرتأينا ان نضعكم في أجوائه ونؤكد لكم أنه سيحمل الخير للمنطقة. كان اللافت وفق أوساط مشاركة غياب المصطلحات التي درج عليها الجانب الإيراني في العلاقة مع الدول العربية فلم يتحدث عن انتصارات وغلبت على لهجته الإيجابية في الحديث عن المملكة. وتتابع المصادر قائلة «بالشكل والمضمون قدم رسائل جديدة من وحي الإتفاق الموقع والمصالحات التي حصلت».

تناول الشأن اللبناني من موقع العلاقة المهمة بين البلدين وكيف أنّ بلاده تضمر كل الخير للبنان واعتبر أنّ الإستحقاق الرئاسي شأن لبناني، قائلاً «لا موقف لنا في الموضوع الرئاسي ونحترم ما يتفق عليه اللبنانيون» من دون أن يأتي على ذكر فرنجية نهائياً ولم يميز في تعاطيه نواب «حزب الله» عن الآخرين. كرس اللقاء وفق ما وصف أحد المشاركين «صفحة جديدة أطلت من خلالها إيران على اللبنانيين على قدم المساواة وهي حاولت أن تقول إنّه ليس لديها مرشح رئاسي أو أنّها بوارد الضغط على حلفائها للسير بمرشح خارج الإجماع اللبناني» من دون أن يفوت الوزير التذكير برغبة بلاده في «مساعدة لبنان بموضوع الكهرباء».

بالأهمية زاد التقدم على المضمون ولو اقتصر الحضور على أهل البيت تقريباً، رسم عبد اللهيان سقفاً للمباحثات التي أجراها مع المسؤولين اللبنانيين من دون أن يوضح سبب الزيارة بالمباشر. كل من التقاهم أكدوا أنّ الضيف الديبلوماسي لم يحمل جديداً متعلقاً بملف الساعة أي الملف الرئاسي ولم يقاربه إلا في نطاق إعادة التأكيد على الثوابت المتصلة بضرورة إنتخاب رئيس لإكتمال عقد إنتظام المؤسسات. في مباحثاته ركز الوزير عبد اللهيان على شرح تفاصيل الإتفاق الإيراني- السعودي وانعكاساته على الوضع في اليمن وعلى أنّ الأهم هو التبادل الديبلوماسي بين البلدين، وتطرق إلى مجمل قضايا الساعة من فلسطين إلى سوريا والعراق وصولاً إلى السودان. في السراي الحكومي لم يفاتح عبد اللهيان رئيس حكومة تصريف الأعمال بالموضوع الرئاسي، لكنه استفسر من وزير الخارجية عبدالله بو حبيب عن تفاصيله ثم استطرد بشرح تفاصيل الإنفتاح العربي على سوريا.

بدا مرتاحاً وزير خارجية إيران وأكثر وضوحاً في مقاربة مستقبل العلاقة مع السعودية. إختلفت زيارته اليوم عن زيارته قبل أشهر. الزيارة التي ستشمل محطات إضافية وزيارة إلى الجنوب ستتضمن حكماً لقاء مرتقباً يعقده وزير الخارجية الإيرانية مع أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصر الله . يذهب البعض بعيداً في اعتبار ان مثل هذا اللقاء هو الأساسي بينما البرنامج المتبقي مجرد لقاءات بروتوكولية.

 

قضية المرفأ تتفاعل: عينٌ على المحاكم الفرنسيّة.. والأستراليّة

طوني عطية/نداء الوطن/28 نيسان/2023  

مع انقضاء عطلة الفصح لدى المسيحيين وشهر رمضان وعيد الفطر لدى المسلمين، عاد أهالي شهداء مرفأ بيروت عن صمتهم الموقّت، محاولين فكّ «صوم» القضاء المزمن عن البتّ في قضيتهم ودحرجة «الحجر» السياسي عن باب الحقيقة والعدالة. لن يسمحوا بدفن ضحاياهم، مرّة في الإنفجار ومرّات في قبور السلطة. كم من ملفات إنسانية مثقلة بالدموع والأوجاع، طويت في سراديب المنظومة الحاكمة الهالكة والقابضة على الأرواح؟ إذ أثبت التاريخ في لبنان أنّ الحق لا يموت إلا إذا كانت الدولة وراءه. استطراداً ألم تترك أمهات المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية إلى مصيرهنّ وموتهنّ في حرقة قلوبهنّ؟

«مش رح نزهق». تحت هذا الشعار تحرّك عدد من أهالي شهداء فوج الإطفاء باتجاهين: الأوّل نحو قصر العدل رافعين صور أبنائهم، لعلّها تحرّك ما تبقّى من ضمائر حيّة تبعث الملف من ثباته، وإطلاق يد قاضي التحقيق طارق البيطار. والثاني باتجاه نقابة المحامين في بيروت.

في العدلية، التقى وفد الأهالي رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سُهيل عبّود. لا وعود جازمة أو حاسمة في حلحلة القضية وانطلاق قطارها. ما يعني أنّ الملف لا يزال في دائرة الصراع القضائي الداخلي من جهة، ومقاومته في سبيل تحقيق سيادته واستقلاليته عن تدخّلات السلطة السياسية من جهة أخرى. رغم ذلك، يعوّل المحامي رالف طنّوس على القضاء اللبناني، داعياً مجلس القضاء الأعلى إلى حلّ الإشكالية القانونية العالقة بين النيابة العامة التمييزيّة والقاضي طارق البيطار بشكل سريع، كي يتمكّن الأخير من إنجاز مهمّته واستكمال تحقيقاته، على أن تجري بعدها النيابة العامة مطالعتها القانونية تمهيداً لإصدار القرار الظنّي. بدل رميها في المتاهات الحكومية والتعيينات القضائية، وربطها بفكّ أسر الإنتخابات الرئاسية. في هذا السياق، لفت وليم نون إلى أن «الأمور لا تسلك مسارها الطبيعي وقد وصلنا إلى مكان يدفعنا لأن نكون هنا، وهذه ليست رغبتنا، بل نرغب بأن يأخذ القضاء دوره»، معتبراً أنّ الملف «ما زال لدى البيطار بطريقة قانونية مع استمرار توقيف المسار القضائي»، مؤكداً أنّ «الأهالي لم يطالبوا ولو لمرة واحدة بمعرفة ما يجري في التحقيق وسريّته، إنما من حقّنا أن نعرف موعد الجلسات وموعد عمل القضاء ولماذا حصل التراجع عن الدعاوى على بعض الأشخاص منذ سنة وتوقف التحقيق. نحن نلوم بعض القضاة»، مطالباً القاضي البيطار بـ»توضيح موقفه».

إلى الخارج در

في المعيار الجغرافي، لا تتعدّى المسافة بين مرفأ بيروت والعدلية الـ7 كيلومترات. لكن في منطق القانون، يبدو أن أفضل سبيل لوصول القضية إلى قوسها، هو تجوالها في عواصم القرار الدولي بدل «اللفّ والدوران» في زواريب البؤس السياسية وبيروقراطيتها. وإذا كان قصر العدل خالي الوفاض، عزّز اللقاء في نقابة المحامين أمس، الأمل لدى أهالي الضحايا. إذ، دعاهم النقيب ناضر كسبار، إلى الإجتماع مع وفد رفيع من المحامين الفرنسيين ضمّ النقيب السابق للمحامين في نقابة ليون، ومع وفد (12 محامياً) من نقابة مارسيليا، حيث تمّ الإتفاق على التنسيق المباشر بين الفرنسيين والأهالي لمساعدتهم في تحريك التحقيق اللبناني من جهة، والوصول إلى لجنة تقصّي حقائق دولية من قبل الأمم المتحدة. ولفت المحامي طنّوس إلى أنّ «اللقاء كان مثمراً ومؤثّراً جدّاً، حتّى أن بعض محامي مارسيليا انهمرت دموعهم بعد سماع معاناة الأهالي». أمّا مسار التعاون، فيبدأ برفع الأهالي تقريرهم بالتنسيق مع مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في بيروت، حول العراقيل المحيطة بملف التحقيق. كما تلقّى الأهالي وعداً من ممثلي النقابات الفرنسية برفع دعاوى لدى المحاكم الفرنسية مبنية على ضحايا فرنسيين سقطوا في انفجار بيروت، كما حصل لدى محكمة العدل العليا البريطانية في شباط الماضي والتي أصدرت حكماً قضائيّاً بحق شركة «سافارو» في قضية شحنة «نترات الأمونيوم» التي نقلتها الشركة إلى لبنان، وتسبّبت الحمولة لاحقاً في انفجار المرفأ. وتكمن المفارقة أن الرئيس الفرنسي هو المعرقل الأوّل للتحقيق الدولي وفق نون، الذي كشف في حديث لـ»نداء الوطن»، أنه خلال لقاءات الأهالي مع دبلوماسيين فرنسيين، استشفّوا عدم حماسة ورغبة ماكرون في هذا الإتجاه، عازياً السبب إلى حسابات الأخير السياسية ومصالحه الإقتصادية في لبنان. ختاماً، لم ينتهِ طريق العدالة الأممي عند الحدود البريطانيّة والفرنسيّة، إذ أعلنت الدولة الأسترالية (كونها عضواً في مجلس الأمن الدولي) تبنّيها قضية المرفأ، ما يسمح لها وفق نظام المنظّمة أن تطرح الموضوع على الجمعية العمومية للأمم المتحدة، والدفع باتجاه الوصول إلى تشكيل لجنة تقصّي حقائق دولية.

 

على قعقعة السّلاح ترقص إيران وإسرائيل

سمير التقي/النهار العربي/28 نيسان/2023

يجب أن تكون أصمّ كي لا تسمع قعقعة السلاح في الإقليم. وعلى إيقاع السلاح، قد يطيش حجر أو تتوه بوصلة. الموضوع يتجاوز بكثير حيثيات غزو أوكرانيا. ثمة مرجل يغلي في الإقليم، وتحولات عميقة تقرع الباب. ولعل دراما السودان أول الغيث. وإذ يتجدد الوهم العتيق والساذج بانسحاب الغرب من الشرق الأوسط، يكفي أن ننظر إلى خرائط توزع القطع البحرية الغربية في المتوسط والأحمر، والخليج وبحر العرب، كي ندرك أن لا أساس لهذا الكلام. فكما في الخمسينات، انسحب الاستعمار لكن لم يتبدل شيء إلا نمط الهيمنة الغربية والأميركية، لتبقى حاضرة وازنة ومأسوية. لن تنزل الولايات المتحدة على الأرض في إقليمنا، إلا في الحالات القصوى، وإن فعلت فبشكل ضيق ونوعي وموقت. وما لم تتعرض هيمنتها في الإقليم، وخطوط التجارة العالمية، فستبقى تدير الصراعات عن بعد، بالرضا، أو بالضغوط، أو بالشراكة أو بالتحالفات... الخ. سمها ما شئت! لكنها ستستمر.  بل إنها ستتعاطى مع الصراعات من منطق موازنة القوى. ولا يغير في ذلك كون بعض اللاعبين في الإقليم بلطجياً أو مارقاً، فهذا شأن أصحاب الملعب. ولن تسعى الولايات المتحدة إلى حل صفري يلغي طرفاً لحساب آخر. فلا مصلحة لها في أن تقتصر خياراتها على من تحب! فهي إن لم تكن ترغب بأن تكون شرطي المنطقة، لكنها حتماً تحاول أن تبقى قبطان البحر فيها. بعد شباط (فبراير) 2022 أصبحت هزيمة روسيا في أوكرانيا (وليس روسيا ذاتها، فلا أحد يرغب في وراثة هذا العبء) بشكل حاسم، الحلقة الرئيسية في الوضع الدولي بالنسبة إلى الولايات المتحدة. لكنها لا تعدو أن تكون مجرد سبب واحد من عوامل عدم الاستقرار في الإقليم، إذ لم تتوقف ساعات الصراعات الأخرى قط عن التكتكة! ولنتأمل بواكيرها الآن في مأساة السودان.  وبمجرد التفرج على الوضع المشدود في الإقليم، ندرك كم هي واهية توازناته. إنه يتوازن على حبلين، أولهما الردع على أمل درء الحرب، والحبل الثاني الحوار على أمل استقدام الاستقرار.

لكنّ كليهما مشدود إلى حد الانقطاع. 

فالتناقضات لم تعد تحقق مستوى مقبولاً من الردع. والحوار والاستقرار يقتلهما انعدام الثقة، وفرط الثقة بالنفس في إيران ووهم الحاجة للانتصار في المعركة المقبلة. أمام هذا الشد يصبح احتمال انقطاع هذين المسارين كبيراً وقريباً.

 المسار الأول مسار الردع والردع المضاد. فبعدما نقلت الولايات المتحدة مقر السنتكوم (القيادة المركزية) إلى إسرائيل، تعمل حثيثاً على تعزيز البنية التحتية الموحدة للدفاعات البحرية والجوية بين حلفائها، بل تعزز وجودها المباشر والرادع عبر الغواصات وحاملات الطائرات. وتعمل لضبط التناقضات بين حلفائها لمنع الانفجارات الجانبية. في المقابل، تحاول الصين تحقيق اختراقاتها الاستراتيجية في الاتجاه المعاكس. وها هي تشارك بمناورات بحرية مع إيران وروسيا في بحر العرب. وفيما تعلم إيران أن هذه المناورات لا تعكس التزاماً من شركائها بضمان أمنها، فمن الواضح أنها تستدعيهم لاختراق الهيمنة الأميركية.

 أما الحبل الثاني فهو حبل فض الاشتباك ودفع الاستقرار.

في واشنطن يتحول الجدل الاستراتيجي حول الملف النووي الإيراني نحو اعتبار إيران عضواً في نادي "القنبلة النووية على الرف" كأمر مفروغ. وفي إسرائيل يتصاعد الجدل في الأوساط الاستراتيجية في جدوى الإقدام على عمل عسكري ضد إيران ومخاطره، في عز أزمة داخلية خانقة. في المقابل، لا تقصر إيران في جهودها لإبقاء شعرة معاوية مع الولايات المتحدة، بل هي تفتح القنوات المباشرة وغير المباشرة على صعد عدة. لكن حتى مسارات التبريد والحوار في حالة استعصاء قاتلة. فطامّة الشرق الأوسط صفقات لا تكتمل ومشاريع لا تدوم وذاكرة أقصر من ذاكرة السمك. 

الآن يهدد الرئيس الإيراني بأن "أدنى خطأ ضد بلادنا سيتم الرد عليه برد قاس وسيرافقه تدمير حيفا وتل أبيب". وفي المقابل، وفي خطوة غير معتادة من إسرائيل، يجتمع مجلس الوزراء الأمني في يوم ذكرى المحرقة، ليناقش التهديدات ضد إسرائيل من الشمال. كما زار وزير الخارجية إيلي كوهين يرافقه ممثلو 20 شركة إسرائيلية في مجال الأمن والأمن السيبراني أذربيجان، الدولة الشيعية المجاورة لإيران وروسيا التي فتحت أخيراً سفارتها في القدس وتحصل منها إسرائيل على 30% من نفطها.  وعلى ذلك علقت إيران بلسان ناصر كنعاني بأن "ما يسمى باستراتيجيات الأمن القومي والبقاء للنظام الصهيوني ترتكز على خلق عدم الاستقرار وانعدام الأمن في جميع أنحاء منطقة وفي العالم الإسلامي، وضرره لن يكون موجهاً حصرياً إلى العلاقات بين طهران وباكو". وليؤكد كوهين، بدوره، أن "أذربيجان شريك استراتيجي لإسرائيل بسبب موقعها الجغرافي، وستعمل دولة إسرائيل بأي شكل من الأشكال لمنع إيران من الحصول على قدرة نووية". ويربط نتنياهو الحل النهائي للنازية بإنهاء تهديد إيران بإبادة إسرائيل. 

وإذ تنهار من دون رجعة لعبة "توم وجيري" التي حكمت الساحة بين إسرائيل وإيران، ليبقى الصراع على لهب منخفض من دون حسمه أبداً! فكم هي واهية الحبال التي يقف عليها الإقليم.  كانت لعبة الإنكار والضربات المماسية لإسرائيل التي تثير الضجيج من دون أن توجعها بحق، لعبة إيران المفضلة. انتهت الآن هذه اللعبة! ذلك أن التطور التقني والعملياتي للحرب المضادة للإرهاب يحاصر بشكل مدهش هذا التكتيك، ودليلنا ما حصل وما لم يحصل بعد مقتل قاسم سليماني. وفيما ترد إسرائيل بعمليات قص العشب الإيراني في سوريا وتضاعف معدلات هجماتها في سوريا، تزداد إيران ثقة بنفسها. ويعترف الإسرائيليون بأن الضربات لم تدمر سوى جزء مما يصل فعلاً إلى لقوات الإيرانية و"حزب الله". وتستمر إيران في استثمار مئات الملايين من الدولارات في "وكلائها الإرهابيين".  على مستوى الردع، تتبدل المعركة جذرياً، ليحذر غالانت: "لقد عملنا لسنوات على افتراض أن الصراعات على جبهة واحدة يمكن أن تستمر، لكن هذه ظاهرة تتلاشى"، متهماً إيران بأنها "تعمل على تقاطع ساحات المواجهة". وسيكون الرد الإسرائيلي بالتالي رداً متكاملاً.  إذاً، في مناخ دولي وإقليمي من الهدوء الرخو، وإقليم لا ينقصه الحمقى، تنهار تكتيكات ضبط الصراع الهشة ومن دون أي حوامل بديلة. كلا الطرفين يحلمان بانتصار في المعركة المقبلة، كي يفك كل منهما استعصاء موقفه وهو لم يعد يملك إلا الحلول القصوى! وتكون أخطر اللحظات حين تصبح اللعبة حاسمة.

 

واشنطن تهزّ العصا: لا تسوية من دوننا!

طوني عيسى/الجمهورية/28 نيسان/2023

هل سيسهّل الأميركيون إنجاح الاتفاق السعودي - الإيراني، والتسويات الإقليمية الصغرى التي يُفترض أن تأتي نتيجة له، من اليمن إلى لبنان؟ الأرجح أنّ هذه هي العقدة الحقيقية التي تعترض التسوية في لبنان، وليس التباين الفرنسي - السعودي حول تسمية رئيس للجمهورية.

في المبدأ، لا بدّ للاتفاق السعودي - الإيراني أن يصل إلى لبنان، بعد اليمن وسوريا. فأزمات الشرق الأوسط كلها لن تبقى بعد اتفاق بكين كما كانت قبله. واليوم، تعيش المنطقة مخاضاً سياسياً عنيفاً لا بد أن تتبلور الصورة بعده. وحتى ذلك الحين، لا ملف رئاسة الجمهورية سيتحرّك، ولا طبعاً ملف النازحين السوريين، على رغم الضجيج المُثار حولهما.

وفي الوقت المستقطع، تغرق القوى المحلية في النقاش حول المبادرة الفرنسية واحتمال اقتناع المملكة العربية السعودية بها. ولكن الأزمة تكمن خصوصاً في التعارض الأميركي - السعودي. الأميركيون مستاؤون من نجاح الصين في اختراق الحاجز الخليجي الصلب. وهم يعتقدون أن الاتفاق الذي رَعته بكين في عقر دارها، بين طهران وحليفهم العربي الأقوى، المملكة العربية السعودية، سيقود إلى خطوات لاحقة بين المتصارعين في الشرق الأوسط، تزعزع في شكل تدريجي مَعاقل النفوذ الأميركي في المنطقة. فالرياض ليست حليفاً عادياً للولايات المتحدة. هي تمتلك رصيداً هائلاً داخل المنظومة العربية والإسلامية. ولطالما كانت واشنطن تستفيد من هذا الرصيد لتثبيت حضورها داخل هذه المنظومة. وفي الغالب، كان الأميركيون والسعوديون يقفون في جبهة واحدة ضد طهران وحلفائها الشرقيين. ولكن، بعد اتفاق بكين، سيجد السعوديون إحراجاً في خوض المواجهات المفتوحة إلى جانب واشنطن.

وللإيضاح، إنّ سياسة «تصفير الأزمات» التي تنتهِجها القيادة السعودية الجديدة لا تعني إطلاقاً التطبيع مع الشرق مقابل قطع الجسور مع الحلفاء التقليديين في الغرب، وفي طليعتهم الولايات المتحدة. ولذلك، ستعتمد المملكة توازناً دقيقاً في تحالفاتها الإقليمية والدولية، يحرُّرها من الالتزامات الضيّقة ويتيح لها هامشاً واسعاً من المناورة شرقاً وغرباً.

وعلى الأرجح، يتفهّم الأميركيون طموحات المملكة، كما يدركون أنّ هناك وقائع جيوسياسية جديدة بدأت تفرض نفسها في العالم، بما في ذلك الشرق الأوسط، وأن العديد من حلفائها سيتخذون تموضعاً أكثر توازناً في المراحل المقبلة، لكنهم يخشون أن يتيح ذلك للصين أن تخرق الخليج والمنطقة العربية في شكل متزايد.

في العقل الأميركي، ما زال الاعتقاد راسخاً بأنّ المملكة وسائر دول مجلس التعاون الخليجي لن تنقلب على حضانة واشنطن، وأنّ منابع النفط والغاز الأكبر في العالم ستبقى تحت السيطرة، بالمعنى السياسي. وثمة مقومات منطقية تدعم هذه الفرضية. فدول الخليج من جهتها ليست في وارد قطع الجسور مع الأميركيين، وتدرك أنها غالباً ما ستحتاج إليهم. ولذلك، يتجنب الأميركيون والسعوديون بلوغ عتبة الإحراج في علاقاتهم. لكن واشنطن تبذل اليوم ما في وسعها لإبقاء الرياض ضمن دائرة الحلفاء، لئلا يكون خروجها سابقةً تدفع العديد من دول المنظومة العربية والإسلامية إلى القيام بالمثل، وتودي بالبعض إلى توثيق الروابط بالمعسكر الشرقي. وثمة من يعتقد أنّ الأميركيين يعتمدون اليوم سياسة العصا والجزرة في الشرق الأوسط لمنع انفلات المنطقة من أيديهم.

وفي عبارة أكثر وضوحاً، هم لا يقفون في المطلق في وجه التسويات التي تُطبَخ في الشرق الأوسط، لكنهم يريدون أن يكونوا هم رعاتها والقادرين على الحل والربط، لا إيران ولا الصين ولا روسيا. وفي هذا المجال، هم يترصّدون من سيكون المستفيد من التسوية في اليمن. وكذلك، هم يترقّبون مسار التطبيع بين السعوديين والرئيس بشار الأسد، ويريدون أن يتم أي انفراج بين الأسد والمجموعة العربية بموافقتهم وبالشروط التي تناسبهم. فما يرفضونه ليس الصفقة مع الأسد تحديداً، بل إبرامها «مِن وراء ظهرهم»، وبرعاية بكين وموسكو وطهران، ما يعني فتح أبواب النفوذ لهذه القوى على حساب واشنطن.

وفي ما مضى، أبرمَ الأميركيون اتفاقات عديدة طويلة الأمد مع الأسد، سواء بالنسبة الى ما يتعلق بالصراع مع إسرائيل أو بإدارة الملف اللبناني، ومن ذلك اتفاقا الطائف والدوحة. واليوم، إذ يصعّدون مواقفهم من الأسد، فمعنى ذلك أن التسوية الإقليمية لم تكتمل، وأن التسوية المرتقبة في لبنان لم تنضج، في انتظار تبديد التعارض السعودي - الأميركي والسعودي - الإيراني.

وفيما يغرق الوسط السياسي في لبنان بتفاصيل التسوية، ويحصر العقدة بالتباين الفرنسي - السعودي حول تسمية رئيس الجمهورية، فإنّ العقدة الحقيقية تبقى إصرار واشنطن على أن تكون هي راعية التسوية. وفي يدها الكثير من أوراق القوة التي تتيح لها التشبّث بهذا الموقف. وحتى إشعار آخر، لا السعوديون ولا الفرنسيون سيكونون في صدد معاكسة الخيار الأميركي في لبنان. ولذلك، وقبل ساعات قليلة من وصول وزير خارجية إيران حسين أمير عبداللهيان إلى بيروت، وعودة سفير المملكة وليد البخاري إلى لبنان بانقضاء عطلة الأعياد، وفيما يمضي القضاء الفرنسي في متابعته الحثيثة لملف مصرف لبنان، أصرّت واشنطن وحلفاؤها الغربيون على إصدار بيان في بيروت، له رمزيته الواضحة. البيان الصادر في ذكرى توقيع لبنان اتفاقاً مبدئياً مع صندوق النقد الدولي، وَقّعه سفراء الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وكندا واليابان والاتحاد الأوروبي، وتَضمَّن الآتي: «الحلول يجب أن تأتي من الداخل، وتبدأ بإصلاحات ذات مغزى. وإلا فإن لبنان محاصر بأزمة لن تنتهي أبداً». بين سطور البيان، رسالة تحذير يوجّهها الأميركيون، ولا يمكن لفرنسا إلا أن تكون معهم. فهل تحصل معجزة التوافق الإقليمي - الدولي ويرضى الجميع، أم سيواصل لبنان دورانه في المستحيل؟

 

إيقاف القتال فوراً ينقذ السّودان من جحيم يلوح في الأفق

علي حمادة/النهار العربي/28 نيسان/2023

بدأت المواجهة بين الجيش النظامي و"قوات الدعم السريع" في السودان تتحول إلى حرب خطوط تماس في العاصمة الخرطوم، وإلى حرب متحركة في الولايات السودانية الأخرى. في الخرطوم لم تتحرك خطوط التماس بين الطرفين. لم يتحقق اختراق عسكري لأي منهما لا في محيط القصر الرئاسي، ولا في المطار، ولا القيادة العامة للقوات المسلحة. ومن هنا بدأت المعركة في العاصمة بمدنها الثلاث تشبه الحرب التي دارت لأعوام في العاصمة اللبنانية خلال الحرب الأهلية التي شهدت تحريكاً للخطوط خارج العاصمة، فيما ظلت ثابتة لأعوام طويلة بين بيروتين غربية وشرقية حتى انتهاء الحرب بعد سبعة عشر عاماً. في الخرطوم تترسخ الخطوط وتتحول إلى مواقع محصنة وثابتة لا يملك أي من الطرفين إمكانية فعلية لاختراق وحسم المعركة بسرعة. حتى الطيران الحربي التابع للجيش النظامي الذي يحلق في سماء العاصمة ويقصف بعض المواقع، بدت عليه علامات توحي بمحدودية الإمكانيات التي تحول دون تأمين تفوّق حاسم للجيش النظامي. وبالتالي نحن بإزاء تثبيت لخطوط تماس في العاصمة، وبدء تحريك لخطوط مواجهة في الولايات الأخرى. أولى الولايات المعنية هي دارفور  وعاصمتها الإدارية مدينة الجنينة التي شهدت قبل يومين مواجهات، فيما أعداد كبيرة من السكان في الوجه القبلي للمنطقة بدأوا يعبرون الحدود نحو التشاد المجاورة تحسباً لاشتعال دارفور مرة جديدة، لا سيما أن هذه المنطقة شهدت في الماضي أعمال عنف وقتل وذبح واغتصاب وحرق، أدت إلى مقتل مئات الآلاف من المواطنين. هذا  والخوف في دارفور منبعه أن المنطقة على حدود رخوة من التشاد يمكن أن يمر عبرها إمداد بالرجال والعتاد من دون أن تتمكن التشاد من ضبط المسألة. فالحدود التي نتحدث عنها تمتد لأكثر من 1200 كيلومتر ويستحيل السيطرة عليها. وثمة مراقبون يؤكدون أن مرتزقة مجموعة "فاغنر" موجودون في غربي السودان امتداداً إلى ما بعد الحدود في التشاد. ولعل تصريح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قبل يومين رداً على سؤال حول وجود مرتزقة "فاغنر" على الأرض في السودان الذي أكد فيه أن المسألة قرار سيادي داخلي لكل دولة تريد أن تتعامل مع المجموعة كجهة خاصة تقدم خدمات مدفوعة! هذا الموقف قد يكون دليلاً إلى أن روسيا ليست بعيدة من الأرض في السودان. وتؤكد وسائل إعلامية غربية أنها تدير مناجم ذهب في الولاية وتؤمن لها الحماية نيابة عن موسكو. في كل الأحوال، إن المشكلة التي سيواجهها السودان مع استمرار الحرب في العاصمة، وتمددها إلى الولايات الأخرى، تتلخص في تحلل متسارع لمؤسسات الدولة، بما فيها الجيش النظامي، ونمو ميليشيات قبلية وجهوية في عدد الولايات البعيدة من المركز. هذه هي طبيعة السودان كدولة مركبة.

وإذا كانت الحرب ستطول، ومعها سيتراجع نفوذ المركز في الخرطوم المتنازع عليه، فستنبت من تحت النار مشاريع تقسيمية تنبع أولاً من الهواجس الأمنية، ثم من الحاجات الاقتصادية والمعيشية، وأخيراً تعود إلى الواجهة مصالح قيادات محلية وطموحاتها السلطوية ستعتبر أن أمامها فرصة لكي تتقدم المشهد على أساس أن تحلل الدولة في المركز، واستمرار  القتال يستنزف الدولة المركزية ومؤسساتها الأمنية والعسكرية التي تشكل ضابط إيقاع الوحدة السودانية. وعليه، كل الاحتمالات مطروحة بالنسبة إلى مصير وحدة التراب السوداني الذي يمكن أن يصبح على المحك.

 إن إيقاف القتال فوراً ضروري. فالهدن التي لا يحترمها أي من الفريقين غير مجدية. من هنا أهمية رفع منسوب الضغط الخارجي على الفريقين لئلا يسقط السودان في جحيم حروب متوالدة من رحم تحلل الدولة المركزية ومؤسساتها المتسارع!

 

إيران وحربها الثقافية

أمير طاهري/الشرق الأوسط/28 نيسان/2023

كان من المفترض أن يكون الأمر مجرد إعادة روتينية لعشرات التقارير الصحافية التي يقدمها التلفزيون الرسمي كل عام. والصيغة المستخدمة بسيطة: قاعة حفلات عامرة بجمهور مُنتقى بعناية من الحضور الذين يرددون: «الله أكبر، تحية للمرشد الأعلى!»، ثم يدخل «المرشد الأعلى»، ترافقه حاشيته من العسكر ورجال الدين، ليجلس على كرسي عالٍ، على منصة مرتفعة تواجه الجمهور في الأسفل من مسافة 10 أمتار. مع دوران الكاميرات، يكرر «المرشد الأعلى» كلماته حول إذلال «الشيطان الأعظم» الأميركي ومسح «الكيان الصهيوني» من الوجود، وهو يدعو الشبان الحضور إلى الاستعداد للشهادة كسبيل مختصر إلى مكان مضمون في الجنة في العالم الآخر. وفي نهاية الاحتفال يصرخ الجميع: «تحية للمرشد الأعلى»، بينما يغادر «المرشد الأعلى» المنصة ترتسم على وجهه ابتسامة النصر. لكن، في الأسبوع الماضي، لم تكن تلك الفقرة من ذلك المسلسل التلفزيوني، الذي يعود تاريخه إلى 34 عاماً، متوافقة مع السيناريو. في البداية، بدا الجمهور، المؤلف من مجندين شباب في «وحدة الباسيج»، العنصر الأساسي في الأمن، مترددين في الوقوف مع وصول «المرشد»، والأسوأ من ذلك، كانوا مترددين للغاية في الإعراب عن فرحتهم العارمة بوجوده.

حتى في ذلك الوقت، كان الأسوأ قادماً. عندما طرح «المرشد الأعلى» حجته ضد التشاور مع الناس عبر الاستفتاء، شرع بعض الشباب من الحضور في الاستهزاء والاستهجان. وقد دُهش المرشد للغاية، وعلى نحو واضح، حين قال: «لا ينبغي لنا أن نضرب رؤوسنا في مواجهة بعضنا البعض». بعد ذلك، بينما استمرت صيحات الاستهجان في التوالي، وإن كانت بصورة مكتومة، أُعلن أن الجلسة انتهت، وتوجه على عجل إلى باب الخروج. المشهد المذهل، الذي بُث على الهواء مباشرة، أُزيل في وقت لاحق من المواقع الرسمية، لكن ليس من دون الإعلان عن مرحلة جديدة من الصدام بين جيل جديد من الإيرانيين، وحكم الشيوخ الذي يترأسه آية الله علي خامنئي. أكثر من 50 مليوناً من سكان إيران، البالغ عددهم 87 مليون نسمة، لم يولدوا عندما استولى الملالي على السلطة عام 1979، وهناك 10 ملايين آخرين من الأطفال أو المراهقين الذين يشعرون بالغربة في عالم يتخيله الملالي الطاعنون في السن، الذين يبدو أنهم ينتمون إلى عصر آخر، إن لم يكن إلى كوكب آخر تماماً.

كان للتوسع المذهل للفضاء الإلكتروني في إيران تأثيران حاسمان: أنهى احتكار الحكومة لمصادر المعلومات، وفتح نافذة على العالم الخارجي الذي يبدو أنه يعيش في منطقة زمنية مغايرة بالكلية. وكلّ مِن هاتين الحقيقتين الواقعيتين تعملان ضد نظام فشل في تطوير أي آلية للإصلاح، بعد أن أصابه الضمور الآيديولوجي منذ زمن. اليوم، يشاهد التلفزيون الرسمي أقل من 20 في المائة من الإيرانيين، في حين أن المحطات التلفزيونية الفضائية الأجنبية، التي تُبث من بريطانيا والولايات المتحدة قد ضمنت جمهور المشاهدين في كل ركن من أركان البلاد تقريباً. ورغم الجهود المتكررة لإغلاق شبكة الإنترنت، فإن محطات التلفزيون الناطقة باللغة الفارسية في الخارج تزعم أن جمهور المشاهدين يتجاوز حاجز المليون مشاهد، حتى في برامج الأسئلة والأجوبة، حيث ينفق الإيرانيون ثروة طائلة على فواتير الهواتف للتعبير عن مظالمهم على شاشات البث التلفزيوني الحي.

لكن هذا ليس كل شيء. بفضل الوصول إلى الفضاء الإلكتروني، نجح بعض المؤثرين الإيرانيين في تأمين جمهور ضخم؛ الفتيات الصغيرات اللاتي يملكن حسابات على «تويتر» أو على «إنستغرام» يصلن إلى عدد من الناس أكبر من ذلك الذي يصل إليه «المرشد الأعلى» عبر وسائل الإعلام الرسمية باهظة التكاليف. الموسيقيون الشعبيون يجتذبون جمهوراً أكبر بكثير من القرّاء الرسميين للنصوص الدينية أو الدعاة الذين تدفع لهم الحكومة أجورهم. تحولت أغنية بسيطة لنجم الأغنية الشعبية، الشاب شيروين هاجيبور، إلى ترنيمة وطنية بديلة، لتتفوق على النشيد الوطني الذي دام 44 عاماً من الإشادة بالإمام الخميني. وقد باع الشاعر والملحن الشهير شاهين نجفي مؤخراً أكثر من مليون نسخة في غضون بضعة أسابيع.

الصورة الجديدة التي ظهرت بها إيران في الفضاء الإلكتروني تجد أصداء في الحياة الواقعية. في آخر أعياد رأس السنة الإيرانية، في مارس (آذار)، تصدرت المواقع الإيرانية التاريخية، مثل «برسيبوليس»، عاصمة الإمبراطورية الأخمينية، و«باسارغاديا»، موضع دفن «كورش الكبير»، قائمة أكثر الأماكن زيارة في عموم البلاد. ووفقاً للأرقام الرسمية الصادرة عن وزارة الإرشاد والسياحة، فقد اجتذبت أضرحة الشعراء، مثل «سعدي» و«حافظ» عدداً أكبر من الزوار مقارنة بضريح الإمام الثامن في مدينة «مشهد».

ثمة نوع آخر من البدع الجديدة، وهو أن يرتدي الشباب الإيرانيون أحدث الملابس والأزياء على الطراز العالمي، وأن يلتقطوا الصور الذاتية (سيلفي) لنشرها على وسائل التواصل الاجتماعي. والفكرة هنا تتلخص في إظهار أن العديد من الشباب الإيرانيين، إن لم يكن الأغلبية، يرفضون نمط الحياة «الإسلامية» الأحادية الذي حاول النظام فرضه لأكثر من 4 عقود من الزمان. قالت فتاة صغيرة من بلدة ساحلية صغيرة في برنامج تلفزيوني مباشر مؤخراً: «نحن نعيش في القرن الـ21. وكل ما نطلبه هو أن نقرر لأنفسنا ما نرتديه، وكيف نعيش حياتنا دون أن نؤذي أحداً».

صورت وسائل الإعلام الدولية التوتر الحالي في المجتمع الإيراني بأنه حركة شعبية ضد غطاء الرأس المفروض رسمياً، المعروف باسم «الحجاب». لكن نظرة أدق تعكس أن هناك على المحك ما هو أكثر من ذلك بكثير. ففي كل يوم يمر يزداد عدد النساء اللواتي يتخلين عن «الحجاب»، في حين يتساءل الملالي ماذا يفعلون إزاء ذلك. منذ بدء الاحتجاجات قبل 6 أشهر تقريباً، سقط 600 مواطن صريعاً على الأقل على أيدي قوات الأمن، واعتقل النظام 22 ألفاً آخرين، بحسب الأرقام الرسمية.

إنها حرب ثقافية تدور رحاها ما بين وجهة نظر عالمية واحدة يروج لها منظّرون خمينيون، ووجهة نظر أخرى يُدافع عنها أبطال ما يُسمى بـ«القومية الإيرانية». بالنسبة للخمينيين، فإن إيران ليست أكثر من جزء من كيان عالمي مهمته نشر «الرسالة الحقيقية» إلى كل ركن من أركان العالم. يقول الدكتور حسن عباسي، أحد المنظرين البارزين للخمينية، المعروف باسم «كيسنجر الإسلام»، إن مصير إيران الواضح تحويل البيت الأبيض في واشنطن إلى حسينية، وإنهاء الهيمنة الأميركية العالمية! ويتحدث الرئيس الإسلامي إبراهيم رئيسي عن «إحراق تل أبيب ومسح حيفا من على وجه الأرض».

يرى الشباب الإيرانيون أن إيران تشكل واقعاً حقيقياً يتجاوز الجزء الإسلامي من هويتها المعقدة؛ فإيران هي «الكل»، بينما الإسلام في نسخته الخمينية هو مجرد «جزء» فقط. تُظهر سلسلة من استطلاعات الرأي، على مدى العقود الثلاثة الماضية، أن «الشيطان الأعظم» الأميركي أكثر شعبية في إيران من فرنسا وألمانيا.

فجأة، أصبحت كل الأشياء الإيرانية موضع تقدير شديد. النصوص التقليدية حرفياً يُعاد تحريرها لتصل إلى القراء الذين نادراً ما شوهدوا يطالعونها من قبل. العمارة، والموسيقى، والفن، وحتى أساليب الطهي التقليدية تُعيد تأكيد وجودها كعناصر للهوية الإيرانية التي عادت إلى الحياة من جديد. تُذكّرنا المساجلة الحالية ما بين الملالي الخمينيين والجيل الجديد من الإيرانيين بالحرب الثقافية (Kulturkampf) التي عاشتها ألمانيا إبان القرن التاسع عشر، عندما كان القصد من «العودة إلى أنفسنا» الحفاظ على الهوية الألمانية، في حين كانت الكنيسة الكاثوليكية تبشر بالتواصل وتبادل الأفكار والمشاعر من خلال المسيحية فقط.

لقد انتصر الألمان في تلك الحرب. وبقي علينا أن نرى ما إذا كان الإيرانيون سوف ينتصرون في معركتهم الثقافية في إيران.

 

لو كان للسودانيين سبيل للفرار

الياس حرفوش/الشرق الأوسط/28 نيسان/2023

أفكر، وأنا أتابع صور الرعايا الأجانب الساعين للخروج من الخرطوم عن طريق أي وسيلة تتوفر لهم، بمصير ملايين السودانيين المتروكين، الذين لم يسعفهم الحظ للحصول على جواز سفر أجنبي، يتيح لهم الخروج من هذا الجحيم الذي هبط عليهم، بسبب حرب «الإخوة» المتقاتلين، الذين تحولت قذائفهم ومقاتلاتهم وأسلحتهم التي تم شراؤها بأموال السودانيين إلى أدوات لقتلهم. والأخطر من هذا والأسوأ أن كل التقارير التي نقرأها تشير إلى أن الحرب التي اشتعلت بين الجيش السوداني و«قوة التدخل السريع» ستعود بدرجة أكثر حماوة، بعد انتهاء الهدنة التي تم الاتفاق عليها لإجلاء الرعايا الأجانب، وبعد أن يدير العالم عيونه إلى وجهة أخرى، ما يعطي انطباعاً أن هؤلاء المتقاتلين مستعدون للرأفة برعايا الدول الأخرى والاستجابة لرغبات حكوماتها، أكثر من الاستعداد للرأفة بشعبهم. بل إن كل شيء يشير إلى أن حرب الجنرالين لن تتوقف إلا بانتصار أحدهما على الآخر، أي أن السودان موعود بسيل من الدماء قبل أن تنتهي هذه الموجة من الحرب العبثية. حكومات تسارع لفعل المستحيل لإجلاء من يحملون جنسياتها، لأنها تشعر بالمسؤولية عن أرواحهم، حتى لو كانوا يقيمون أو يعملون في بلد بعيد، ليس سهلاً دائماً الوصول إلى مطاراته أو مرافقه، في حالة اقتتال داخلي كالذي يجري في السودان. في بريطانيا، ارتفعت الأصوات التي تنتقد حكومة ريشي سوناك لأنها تأخرت في إجلاء حاملي الجواز البريطاني، فيما كانت أولويتها إجلاء موظفي السفارة البريطانية في الخرطوم. هكذا تتصرف حكومات العالم بمسؤولية حيال مواطنيها، فيما نجد حكومات في منطقتنا لا تعير اي اهتمام لمصلحة شعوبها، ولا تتورع عن اشعال الحروب وتدمير البلاد لغاياتها الذاتية ومصالحها الأنانية التي لا صلة لها بمصلحة البلد وأهله. والمستغرب أن تأتي النداءات لوقف الحرب في السودان من الخارج بدل أن يكون الدافع لوقفها قرار داخلي من قادة السودان أنفسهم.

وهكذا وجدنا الأمين العام للأمم المتحدة ومسؤولين غربيين يدعون البرهان و«حميدتي» إلى الرحمة بشعبهما، ووقف هذه الحرب التي لم يفهم أحد مبرراً لها سوى التنازع على السلطة والثروة، فيما البلد يعاني من أزمة اقتصادية خانقة، يفترض أن يكون همّ المسؤولين العمل على معالجتها.

والمستغرب أكثر من هذا أن جنوب السودان، الذي خاض حرباً مع الشمال، كما خاض الشمال حرباً عليه، كلفت الكثير من الأرواح والثروات ومزقت البلد، الذي كان أكبر بلدان أفريقيا قبل انفصال الجنوب عام 2011، تحول إلى وسيط، وأصبح من بين الدول والمنظمات التي تسعى لإنهاء القتال الدائر بين من كانوا يتشاركون المواطنة في الماضي غير البعيد مع أبناء الجنوب، فيما تستعد عاصمة جنوب السودان جوبا لاستقبال مفاوضات موعودة بين الجانبين، على أمل التوصل إلى صيغة لإنهاء هذه الحرب... يا للمفارقات ولانقلاب الأزمنة!

السودان هو طبعاً آخر الأمثلة عن المصائب التي تضرب دولاً في منطقتنا، بسبب أنانية حكامها وسوء إدارتهم لشؤون شعوبهم، حيث تعلو الدعوات إلى التعقل الآتية من الخارج على سياسات الإهمال وانعدام المسؤولية في الداخل.

وكم مرة سمعنا نداءات مسؤولين دوليين لحكام لبنان مثلاً للرأفة بشعبهم، ودعوات لهم مثل: «ساعدونا كي نستطيع مساعدتكم»، ولا من يسمع، رغم حال الانهيار الاقتصادي، التي تضع لبنان في طليعة الدول التي تعاني أعلى معدلات الغلاء في العالم، وحالة من الفقر تضرب أكثر من ثلثي أبنائه.

تدفعني الرغبة بالمقارنات إلى استعارة عبارة «حرب الإلغاء» التي أُطلقت على المعارك التي دارت في لبنان في مطلع التسعينات من القرن الماضي، بين الجيش اللبناني الذي كان بقيادة العماد ميشال عون و«القوات اللبنانية» التي كانت بقيادة رئيسها الحالي سمير جعجع. «الإلغاء» الذي كان شعار تلك الحرب، هو كما يبدو الهدف الذي يدفع الجنرالين المتقاتلين في السودان إلى الحرب بهدف إخضاع أحدهما الطرف الآخر أو القضاء عليه! وكل هذا الاقتتال يجري في ساحة آهلة بعشرات الملايين من المدنيين، سواء في الخرطوم أو في مناطق السودان الأخرى التي وصلتها المعارك، حيث تحول السكان إلى «رهائن»، لا سبيل لهم للفرار، مثل سكان دول أخرى في منطقتنا أصبحوا «رهائن» في يد حكوماتهم، لا أمل لهم بالخروج، إلا بتأشيرة من دولة ما أو فرصة عمل في أي مكان يؤمن لهم سبيلاً إلى حياة كريمة، لا يحلمون بعد الحصول عليها بالعودة إلى البلاد التي نشأوا فيها. ملايين من النازحين الذين لم يتوفر لهم جواز السفر الأجنبي الذي أصبح حلماً لكثيرين، يعبرون الحدود أو تحملهم «قوارب الموت» إلى بلاد أكثر امناً. استعداد للتضحية بالحياة بدل البقاء في أوطان لا توفر إلا فرصة العيش الذليل. هل لنا أن نتخيل عدد من سيغامرون بالبقاء في أوطانهم المنكوبة بحكامها، لو فُتحت مطارات هذه الدول لكل راغب بالمغادرة؟!

 

كليوباترا السوداء

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/28 نيسان/2023

هل يحقُّ لصناع الأفلام والمسلسلات العبث بالتاريخ المعروف وتصريفه كيفما أرادت رغباتهم الآيديولوجية والسياسية؟ مؤخراً ثار الجدل حول فيلم «وثائقي» تعتزم منصة نتفليكس صناعتَه عن الملكة المصرية القديمة والشهيرة «كليوباترا»، ومن خلال الصور التي ظهرت عنه تبدو الملكة المصرية ذات ملامح وبشرة أفريقية سمراء. «نتفليكس» أعلنت عن سلسلتها من الأفلام الوثائقية المزمع إطلاقها خلال الفترة القادمة يوم 10 مايو (أيار) القادم. الفيلم يقف خلفَه نشطاء وناشطات من الحركة الأميركية السوداء، في سياق كبير من توجّه ثقافي فني ينتظم المجال الأميركي والغربي كله، في التعنصر المضاد لصالح السود، وتزييف التاريخ والعبث به «تسويد» التاريخ. حول فيلم كليوباترا الأخير قال مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار إنَّ ظهور البطلة بهذه الهيئة يعد تزييفاً للتاريخ المصري ومغالطة تاريخية صارخة، لا سيما أن الفيلم مصنف كفيلم وثائقي وليس عملاً درامياً. كما قال وزيري إن جميع هذه التماثيل تظهر جميعها الملامح الهلينستية اليونانية للملكة كليوباترا، من حيث البشرة فاتحة اللون والأنف المسحوب والشفتين الرقيقتين. د. ناصر مكاوي رئيس قسم الآثار المصرية بكلية الآثار جامعة القاهرة قال لـ«العربية نت» أيضاً إنَّ ظهور كليوباترا في هذا الفيلم بهذه الهيئة يتنافى مع أبسط الحقائق التاريخية، وكتابات المؤرخين أمثال بلوتارخوس وديوكاسيوس الذين سجلوا أحداث التاريخ الروماني في مصر في عهد الملكة كليوباترا، والذين أكدوا أنها كانت ذات بشرة فاتحة اللون، وأنَّها ذات أصول مقدونية خالصة. من الممكن قبول هذا العبث فقط في حالة واحدة أو حالتين هما التناول الكوميدي أو تقديمها على طريقة التاريخ المتخيل بشرط الوضوح مع المشاهدين في ذلك، أما ما عدا ذلك فهو عبث وسفه آيديولوجي بصورة فنية. هل يحق للآخرين مثلاً تقديم أفلام عن نيلسون مانديلا أو محمد علي كلاي بشخصيات ذات بشرة بيضاء، مثلاً براد بيت يمثل دور مانديلا؟!

إلى أين يمكن أن تصل سفن هذا الهراء العالمي؟

 

هل يفتح غانتس الأبواب التي أغلقها نتنياهو؟

نبيل عمرو/الشرق الأوسط/28 نيسان/2023

لأول مرة تعطي استطلاعات الرأي تفوقا كبيرا لبني غانتس على بنيامين نتنياهو، إذا ما جرت الانتخابات هذه الأيام. بني غانتس، وحين كان وزيرا للدفاع في حكومة بينيت - لابيد، افتتح قناة اتصال مباشرة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وفي لقائه الذي تم في منزله بقرية «رأس العين» جرى تبادل هدايا بين الرجلين، وكان ما حصل عليه عباس قارورة زيت كبادرة حس نية من قبل الرجل، الذي يقود جيش إسرائيل المنتشر بكثافة في جميع أرجاء الضفة المقسمة إلى ثلاثة حروف أبجدية «أ، ب، ج» مع انتشار بري وبحري وجوي فيما يسمى بغلاف غزة، حيث يقوم جيش «الدفاع» بحروب واسعة في بعض الأحيان، وانتقامية محدودة في كل حين، مع حصار دائم. بمقياس السيئ والأقل سوءاً، يبدو تفضيل عباس لغانتس منطقيا، إذا ما قورن بنتنياهو وحتى لبيد وبينيت، غير أن رياح غانتس لم تأت بما اشتهت سفينة عباس، فغاب الرجل وقارورة الزيت عن رأس السلطة والقرار، ليعود نتنياهو من جديد، ليس بفعل قوة أنصاره وتابعيه وحلفائه، وإنما بفعل فشل غانتس وحلفائه في إدارة معركة الانتخابات الأخيرة، التي ما تزال نتائجها ماثلة عبر أغلبية برلمانية مريحة، لم يكن حتى نتنياهو ذاته يتوقعها.

بني غانتس يتطلع لأن يكون امتدادا لإسحق رابين، رغم الفوارق الكبيرة في الخصائص التاريخية والقيادية والكاريزما بين الجنرالين.

وكل ذلك يسجل لمصلحة رابين، أما ما هو في مصلحة غانتس فهو أنه الجنرال الوحيد المنافس لنتنياهو الآن.

ومعروف عن الناخب الإسرائيلي أنه يميل إلى الجنرالات، ويفضل الإدلاء بصوته لصالح أي منهم، حتى باراك الذي وصفه المفكر المخضرم يوري أفنيري بـ«مجرم سلام»، استفاد من إيقاع الجنرال وصورته ليفوز برئاسة الحكومة باقتراع عام ومباشر.

وفي مصلحة غانتس كذلك كونه الرجل الأكثر تأهيلا للحلول الوسط في اللعبة الإسرائيلية الداخلية، وهذا ما حدث معه حتى في حياته العسكرية والسياسية، حين حظي بمنصب رئيس الأركان، مع أنه لم يكن أقوى المرشحين في التراتبية التقليدية للموقع العسكري الأهم في الدولة.

وضعه الآن، إذا ما واصل الصعود، أو احتفظ بتفوقه، يؤهله لأن يكون الأوفر حظاً في قيادة ائتلاف يطيح بنتنياهو ويتولى رئاسة الحكومة بأغلبية برلمانية مريحة، يدعمه فيها بصورة مباشرة وغير مباشرة النواب العرب الذين تتوفر لهم فرصة أن يكونوا للمرة الثانية بيضة القبان في مرحلة ما بعد نتنياهو.

السؤال الأهم والأكبر الذي يهم الفلسطينيين وكثيرين غيرهم على المستوى الأميركي والأوروبي والدولي هو، هل سيفتح ائتلاف غانتس المفترض أو المحتمل الباب الذي أغلقه نتنياهو، أي ما اصطلح على وصفه بـ«الأفق السياسي» الذي تطالب به دول معسكر الاعتدال العربي، ومعظم دول العالم، أم إن رمال الوضع الداخلي المتحركة في إسرائيل ستبتلع اعتداله النسبي، كما ابتلعت قارورة الزيت، وما كانت تحمل من مغزى في حينه! الإجابة غير محسومة عن هذا السؤال، ما دمنا بعيدين عن حتمية انتخابات عامة، وما دامت إسرائيل ذاتها تعيش تفاعلات عميقة وشاملة غير مقروءة النتائج بدقة، سواء على الصعيد الداخلي أو على صعيد العلاقة مع الفلسطينيين. الشق الآخر من المعادلة هو، ماذا بوسع غانتس أن يفعل إذا ما غاب عباس عن المشهد الفلسطيني المتداخل بجملته وتفاصيله مع المشهد الإسرائيلي، وإذا ما تجددت قيادة الإدارة الديمقراطية بعد الانتخابات الرئاسية القادمة أو أخفقت لمصلحة المنافس الجمهوري، صاحب صفقة القرن؟

أسئلة واقعية وعملية لا تصح معها الاستنتاجات ولا مؤشرات الاستطلاعات المبكرة، إلا أن المقياس المعتمد إزاء قادة إسرائيل، أي الأسوأ والأقل سوءاً، يجعل عباس يواصل تفضيله لغانتس وهداياه، شريطة ألا يخذل الثاني نفسه ويخذل الرهان عليه!.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

عبداللهيان: إيران لم ولن تتدخل في انتخاب رئيس الجمهورية واللقاءات مع المسؤولين اللبنانيين عرضت للتعاون في إنتاج الطاقة الكهربائية في شكل خاص

وطنية/28 نيسان/2023

عقد وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدكتور حسين أمير عبداللهيان مؤتمراً صحافياً في مقر السفارة الإيرانية في بيروت، في حضور السفير الإيراني مجتبى أماني وأركان السفارة والوفد المرافق لوزير الخارجية. خلال المؤتمر، أكد الوزير عبداللهيان أنه "لطالما كنا اصدقاء الاوقات الصعبة للبنان الشقيق وندرك ان الاوضاع الاقتصادية معقدة على مستوى المنطقة، إن وجود لبنان في الخط الامامي للمواجهة والمقاومة يجعله يحظى دائما باهتمام الجمهورية الاسلامية الايرانية، وايران لم ولن تتدخل في انتخاب اللبنانيين لرئيس الجمهورية واللبنانيون عندما يتفقون على اي شخص فان ايران ستدعم ذلك بكل قوة".

وأضاف: "خلال اللقاءات التي اجريتها مع المسؤولين اللبنانيين وخاصة الرئيس نجيب ميقاتي تحدثنا بشكل مفصل عن امكانيات التعاون بين البلدين لا سيما في المجالات الاقتصادية والتجارية وانتاج الطاقة الكهربائية بشكل خاص، والضغوط الاميركية هي التي تقف حائلا بين التعاون بين البلدين ولكن كونوا على ثقة ان العقوبات الاميركية هي فاشلة وفي ظل هذه العقوبات الجائرة ايران تصدر الطاقة الكهربائية الى الكثير من البلدان منها العراق، لافتاً إلى أن "التعاون البناء في مجالي الغاز والطاقة الكهربائية سيعود بالربح على ايران ولبنان وآمل انه باستكمال العملية السياسية والتي ستؤدي الى انتخاب رئيس قد يساعد هذا الامر الى استكمال التعاون بين البلدين". وأشار إلى أنه "استنادا الى الدستور اللبناني فان اي شخصية لبنانية مرموقة تصل الى سدة الرئاسة استنادا الى التوافق بين اللبنانيين سيكون مرحبا بها في ايران، ومن هذا المنطلف دعمنا وندعم انتخاب رئيس للجمهورية والتعاون بين اللبنانيين وبطبيعة الحال فان ايران ستستفيد من القدارت السياسية لديها في تشجيع استكمال العملية السياسية من خلال التوصيات التي تعطيها بشكل اخوي الى اصدقائها في لبنان". وتابع: "ايران ولبنان لديهم مواقف سياسية مشتركة ومتقاربة تجاه العديد من القضايا السياسية على الصعد الاقليمية والدولية كافة، وقد اكدنا خلال اللقاءات الرسمية على حرص الجمهورية الاسلامية الايرانية على التوافق والتلاقي بين القوى السياسية لانتخاب رئيس للجمهورية. وخلال اللقاء بيني وبين السيد نصرالله تحدث بشكل اساسي عن موضوع المقاومة وقد اكد سماحته على الموقف القوي والمقتدر التي تتمتع به المقاومة على الرغم من كل الضغوط الا انها في افضل الحالات من القوة والاقتدار، كان هذا اللقاء مع سماحة السيد نصرالله فرصة لنتبادل وجهات النظر مع سماحته حول مختلف الملفات الهامة ونؤكد ان ايران دائمة تضع في جدول اعمالها مسالة التشاور والتلاقي مع المسؤولين اللبنانيين، وضعنا سماحة السيد نصرالله في اخر التطورات المرتبطة بالمفاوضات الي تجريها ايران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية".وعن الاوضاع الإقليمية، قال: "لعبت عمان والعراق ادوارا بالغة الاهمية في التوصل الى الاتفاق الذي جرى بين ايران والسعودية والذي ادى الى هذا الانفتاح وعودة العلاقات الطبيعية والعادية، نعتبر ان التطورات الايجابية الاخيرة منها التقارب بين طهران والرياض وعودة الانفتاح العربي على سوريا تفتح مناخات بالغة الاهمية على مستوى المنطقة ولا شك ان لبنان يحتل مكانة مرموقة في هذه المنطقة". واشار الى انه وجه "دعوة رسمية لنظيره السعودي فيصل بن فرحان، لزيارة طهران، ورحب بالدعوة وأكد أنه سيقوم بتلبيتها"، معلنا فتح السفارتين في السعودية وإيران في غضون أيام. وتحدّث وزير الخارجية الإيراني عن العلاقات بين طهران ودمشق، وأكد أنّها "ممتازة وعميقة واستراتيجية". ورحب بتعزيز العلاقات بين سوريا والعالم العربي ودول المنطقة. وأشار إلى أنّ الرئيس الأسد والحكومة والجيش والشعب وقفوا ضد الحرب الإرهابية وانتصروا في النهاية، مؤكداً أنّ المستشارون العسكريون للجمهورية الإسلامية ساعدوا سوريا في مواجهة الحرب الإرهابية. كاشفاً عن وضع خطة من أجل زيارة الرئيس الإيراني إلى سوريا في الفترة المقبلة. وأكد أنّ الظروف الحالية أثبتت أنّ الرهان على انهيار الحكومة السورية محكوم عليها بالفشل، وأنّ اللوبي الصهيوني كان وراءها. وذكر الوزير الإيراني بسلسلة الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على سوريا، معتبراً إياها "انتهاك للسيادة السورية". وعرض الوزير أمير عبد اللهيان آخر التطورات في ما يخص تبادل الأسرى مع الولايات المتحدة، وقال إنّه بلاده اتفقت مع الطرف الأميركي قبل 13 شهراً على تبادل الأسرى، وأنّهم قاموا بتسمية سيدة دبلوماسية بريطانية كممثلة لهم. وأوضح بأنّه "لم يكن لدى بلاده أي قيود أو محدودية زمنية" لتنفيذ اتفاق التبادل، مشيراً إلى أنّه "بسبب بعض الملاحظات الأميركية تمّ تأجيله لعدة أشهر". واعتبر أمير عبد اللهيان أنّ موضوع تبادل الأسرى "إنساني"، مؤكداً تنفيذه وفقاً للاتفاق.وعارض الوزير الإيراني وجود القوات الأجنبية وبخاصة القواعد العسكرية في المنطقة، لافتاً إلى أنّ المنطقة تشهد تطورات جديدة وسريعة في النظام الدولي.

 

عبد اللهيان من مارون الراس: الحل للقضية الفلسطينية بإجراء استفتاء ديمقراطي يشمل السكان الأصليين  فضل الله: قدر المنطقة مقاومة العدو الصهيوني والتعايش بسلام

وطنية/28 نيسان/2023

 زار وزير خارجية الجمهورية الإسلامية في إيران الدكتور حسين أمير عبد اللهيان والسفير الإيراني في بيروت السيد مجتبى أماني والوفد المرافق لهما، حديقة إيران ببلدة مارون الراس، حيث كان في استقبالهم عضوا كتلة "الوفاء للمقاومة" النائبان حسن فضل الله وحسن عز الدين، مسؤول منطقة جبل عامل الأولى في "حزب الله" عبد الله ناصر، رئيس اتحاد بلديات جبل عامل علي طاهر ياسين، رئيس اتحاد بلديات قضاء بنت جبيل رضا عاشور وعدد من العلماء والفاعليات والشخصيات الثقافية والاجتماعية والبلدية والاختيارية. وعند مدخل الحديقة، أقيمت للوزير الضيف مراسم استقبال، حيث عزفت فرقة من "كشافة الإمام المهدي" الموسيقى الترحيبية، وقدم له عدد من أبناء شهداء المقاومة الإسلامية باقات من الزهر، ثم وضع عبد اللهيان إكليلين من الزهر أمام المعلمين التذكاريين لقاسم سليماني ورئيس الهيئة الإيرانية لإعادة إعمار لبنان المهندس حسام خوشنويس، قبل أن يزرع شجرة زيتون وسط الحديقة، ليشارك بعد ذلك في صلاة الجماعة التي أقيمت في مسجد الحديقة، والذي يرمز في شكل بنائه إلى المسجد الأقصى المبارك. ثم جال عبد اللهيان وأماني والوفد المرافق في أرجاء الحديقة، للتعرف على أقسامها ومحتوياتها، وألقوا نظرة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، واستمعوا الى شرح عن أسماء المواقع والثكنات العسكرية الصهيونية والمستوطنات الإسرائيلية المقابلة للحديقة، وعن أهمية ودور البقعة الجغرافية التي شيدت عليها هذه الحديقة لا سيما لناحية تصدي المقاومة منها للعدوان الإسرائيلي عام 2006.

فضل الله

وألقى فضل الله كلمة داخل قاعة الحديقة، قال فيها: "من هنا من حديقة إيران في مارون الراس الجنوبية، من جبل عامل ومن تخوم فلسطين وقدسها ومقدساتها ورصاص مقاوميها وقبضات أسراها وانتفاضة شعبها، ومن هنا من الجنوب ولبنان ومن الأرض المحررة بدماء الشهداء وتضحيات المجاهدين، نرحب بكم يا معالي الوزير الأخ وصديق لبنان حسين أمير عبد اللهيان وصحبه الآتين كرسل للجمهورية الإسلامية، وما بينها وبين لبنان وفلسطين، روح الإمام الخميني (رضوان الله عليه)، ونبض الإمام الخامنئي (دام ظله)، ودم الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني، ومئات السنين الماضية من أواصر العلاقة الثقافية والعلمائية والاقتصادية والسياسية، إلى أن توجها على أرض الجنوب الإمام المغيب السيد موسى الصدر الآتي من مدينة قم إلى مدن المقاومة وقراها هنا في الجنوب". أضاف: "إن هذه العلاقة أرسى دعائمها روح الله روحا مقاومة وأياد بيضاء منذ الطلقة الأولى للمقاومة في العام 1982 إلى التحرير عام 2000، وما بينهما من تضحيات واعتداءات ودماء وتقديمات، ونصر تموز عام 2006، والانتصار على المشروع التكفيري، أياد امتدت من الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى الشعب اللبناني، سلاحا بوجه العدو الصهيوني، نحرر فيه الأرض ونحميها، وإعمارا لكل من امتدت إليه يد العدوان خصوصا بعد حرب عام 2006، وهذه الحديقة، حديقة إيران في مارون الراس، تشهد على عطاءات الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مع الشهيد حسام خوشنويس، الذي نستذكره في كل محطة فيها حديث للإعمار والمساعدة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية". وتابع: "تشهد هذه الحديقة كما يشهد على ذلك البشر والحجر والشجر هنا في الجنوب وعلى امتداد مساحة وطننا، وكفى بالله شهيدا، وهي دائما مساعدات إيرانية للبنان تقدم بلا قيود ولا شروط ولا أي إملاءات سياسية، وإنما هي تعبير إيراني صادق عن الأخوة وروح الصداقة والتزام قضايا الحق والعدل ونصرة المستضعفين، وفي طليعتها قضية تحرير الأرض من العدو الصهيوني، سواء في لبنان أو في فلسطين".

وقال: "إننا اليوم ومن خلال هذه الزيارة، نرى تجديد مبادرات الخير والعون إلى لبنان الذي يمر بمحنة مالية واقتصادية، وإحدى العناوين المؤذية في هذه المحنة لكل لبنان واللبنانيين هي قضية الكهرباء، وقد تبلغ المسؤولون الرسميون مرة أخرى استعداد الجمهورية الإسلامية الإيرانية لمعالجة هذه المشكلة البنيوية بما يعود بالخير على كل الشعب اللبناني، وبأفضل المواصفات والمعايير والتسهيلات، ولكن إلى الآن، وبأسف شديد، لم نجد شجاعة من المعنيين في تغليب مصلحة الناس على أي اعتبار آخر، خصوصا التهويل الأميركي بالعقوبات".

اضاف: "إننا من هنا من الجنوب الذي أعيد إعماره بمؤسساته وطرقاته ومنازله وحدائقه، من هنا باسم الناس والجنوب وكل لبناني منصف وحر وشريف، نجدد الشكر للجمهورية الإسلامية الإيرانية على وقوفها إلى جانب لبنان دولة وشعبا ومقاومة، ونشكر معالي الوزير على تكرار عروض حكومته في الكهرباء وغيرها التي تعود بالنفع على اللبنانيين جميعا، وندعو إلى عدم تضييع هذه الفرصة التي تسهم الاستفادة منها في التخفيف من آلام شعبنا". وتابع: "إننا في الوقت الذي نشكر من ساعد بلا شرط وبلا قيد، نرحب بكل معونة غير مشروطة، سواء كانت اقتصادية أو سياسية أو من أي نوع آخر تبادر إليها الدول الصديقة والشقيقة، خصوصا في هذه المرحلة التي تشهد في منطقتنا متغيرات عميقة على مستوى هذا الكيان الصهيوني المأزوم والمردوع بقوة المقاومة، والدليل وجودنا نحن هنا على هذه الأرض التي تحررت بأيدي اللبنانيين وبمساعدة ودعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أو المتغيرات على مستوى الدول العربية والإسلامية، مع عودة العلاقات والانفتاح بين الدول وحل النزاعات وعقد التفاهمات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسوريا وفي اليمن، ونريد لهذه المتغيرات جميعها أن تعود بالفائدة على بلدنا لمعالجة أزماته الداخلية، وهذه مسؤولية اللبنانيين قبل غيرهم في الاستفادة من الفرص المتاحة، ونأمل أن يعي الجميع حجم هذه المتغيرات، وأن قدر هذه المنطقة أن تقاوم العدو الصهيوني من جهة، وأن تتعايش بين دولها وشعوبها العربية والإسلامية مع بعضها البعض بوئام وسلام، وتبني مستقبلها بعيدا عن الهيمنة الدولية". وختم: " إننا باسم حزب الله قيادته وكوادره ومقاوميه ومجاهديه الذين هم العين الساهرة دائما على حماية هذه الأرض مع جيشنا الوطني ومع شعبنا المضحي، نرحب بك يا معالي الوزير مجددا، ونقول لك، أنت هنا بين إخوانك وأهلك، وفي الأرض التي تطؤها اليوم هي الأرض المباركة منا هنا إلى فلسطين مع النصر القادم إن شاء الله".

عبد اللهيان

 بدوره، قال الوزير الايراني: "ان المقاومة الفلسطينية والمقاومة الإسلامية في لبنان تعيشان في أقوى وأفضل حالتهما، وهذا ما أكده سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله خلال لقائه به يوم أمس، ومن الجانب الآخر، فإن الكيان الصهيوني يعيش في أسوأ حالاته، ويعيش في أزمات متراكمة سياسية واجتماعية وأمنية". اضاف: "الجمهورية الإسلامية الإيرانية كانت وما زالت وستبقى صديقة لبنان في الأيام الصعبة، وقد أثبتت المقاومة الإسلامية في لبنان بأن الكيان الصهيوني لا يفهم إلا لغة القوة، وأنه من خلال المقاومة يمكننا أن نحقق الأمن والهدوء، وأن نحافظ على وحدة الأراضي اللبنانية".

وتابع: "منطقتنا دخلت في مرحلة جديدة من التعاون الجماعي، والمستقبل بالنسبة لدول المنطقة هو مستقبل مشرق، ومن دون أدنى شك، فإن جميع التطورات الإيجابية في المنطقة إزاء الإجراءات الصهيونية ستؤدي إلى عزلة وانهيار هذا الكيان". واردف: "إن الحل السياسي للجمهورية الإسلامية الإيرانية بالنسبة للقضية الفلسطينية هو إجراء استفتاء عام يكون استفتاء ديمقراطيا لجميع الفلسطينيين، ويشمل السكان الأصليين لفلسطين بمن فيهم المسيحيون واليهود والمسلمون".

وختم: "الجهمهورية الإسلامية الإيرانية لا تريد إلا خيرا وأمنا ورفاهية لشعوب المنطقة".

درع وغداء

وفي الختام، قدم مسؤول منطقة جبل عامل الأولى في حزب الله عبد الله ناصر درعا تذكارية الى عبد اللهيان عبارة عن بقايا من المروحية العسكرية الإسرائيلية "يسعور" التي أسقطتها المقاومة الإسلامية في وادي مريمين ببلدة ياطر إبان حرب تموز 2006، قبل أن تقام مأدبة غداء على شرف الوزير الضيف والوفد المرافق له.

نصرالله عرض للتطوّرات مع عبد اللهيان.. اليكم ما تم بحثه

صحف لبنانيو/28 نيسان/2023

استقبل الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله وزير خارجية الجمهورية الإسلامية في إيران حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق له، في حضور السفير الإيراني في بيروت مجتبى أماني، حيث جرى عرض لآخر التطورات في المنطقة، وخصوصًا موضوع الاتفاق الإيراني - السعودي وانعكاساته على مجمل دول الإقليم، وكذلك آخر تطوّرات الأحداث في لبنان وفلسطين المحتلة، وفق ما أفادت دائرة العلاقات الاعلامية للحزب.

 

"القوات": بري يتابع محاولة إحياء الموتى عن طريق الإيحاء المتكرر ان الرئاسة الأولى ستبقى خاضعة للممانعة

وطنية/28 نيسان/2023

صدر عن الدائرة الإعلامية في حزب "القوات اللبنانية"، البيان الآتي: "يتابع الرئيس نبيه بري محاولة إحياء الموتى عن طريق الإيحاء المتكرر ان الرئاسة الأولى ستبقى خاضعة للممانعة، وآخر محاولاته توزيعه خبرا إلى صحيفة "اللواء" عن تلقيه اتصالا من جهة فرنسية، لم يفصح عن هويتها، تبلغه عن إيجابية الموقف السعودي من مرشح الممانعة النائب السابق سليمان فرنجية، فيما المعطيات المحلية كلها والأجواء الواردة من المصادر الديبلوماسية على تنوعها، المحلية والخارجية، العربية والغربية، تؤكد عكس ذلك تماما. وإن أكبر دليل على ذلك، هو مواصلة الرئيس بري تعميم هذه الأجواء غير المتماهية مع حقيقة المواقف، منذ أكثر من شهر وبشكل متواصل، ودون أن يكون لها أيّ انعكاس ملموس على الاستحقاق، فهل من جديد ملحوظ في حظوظ فرنجية؟ أبدا.  أما كلام الرئيس بري عن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، فمن الواضح أنه تقصد الايحاء بأنه يتفق معه بشكل كامل في ما خص الاستحقاق الرئاسي ومرشح "الممانعة"، بينما الدلائل والمعلومات والتصاريح كلها من قبلِ رئيس "الاشتراكي" وأعضاء كتلة "اللقاء الديمقراطي"، تشير إلى عكس ذلك تماما. كذلك الأمر، فإن حديثه عن أمل في تراجع التيار الوطني الحر عن موقفه الرافض لترشيح فرنجية، يتعارض تماما مع الدلائل والوقائع كلها.  وعليه، تؤكد الدائرة الاعلامية في "القوات اللبنانية" أن لا مجال بتاتا لإيصال مرشح الممانعة إلى سدة رئاسة الجمهورية، لأن إنجاح مخطط "الممانعة" في الرئاسة الأولى هو كمن يحيي الموتى".

 

نواب الكتائب و"تجدّد" وتغييريون ومستقلّون طعنوا بالتمديد للمجالس البلدية والاختيارية

معوض: الدستوري امام تحدي حفظ  ثقة اللبنانيين بالدستور

الصادق: سنستعمل كل الوسائل القانونية لمنع الاساءة الى القانون

حنكش: من غير المسموح ان نقبل بتأجيل كل الاستحقاقات الدستورية

وطنية/28 نيسان/2023

تقدم النواب: أديب عبد المسيح، أشرف ريفي، الياس جرادة، الياس حنكش، سامي الجميّل، سليم الصايغ، شربل مسعد، فؤاد مخزومي، مارك ضو، ميشال الدويهي، ميشال ضاهر، ميشال معوّض، نديم الجميّل، وضاح صادق، بطعن امام المجلس الدستوري في دستورية  القانون الرقم ٣١٠ الصادر بتاريخ ١٩ نيسان ٢٠٢٣ المتعلق بتمديد ولاية المجالس البلدية والاختيارية طالبين تعليق العمل به وإبطاله. واستندوا في الطعن الذي أعدته المحامية لارا سعادة إلى مخالفة سبع (٧) مواد دستورية وأربع (٤) فقرات في مقدمة الدستور وعدة مبادئ دستورية ملزمة، جزء منها مرتبط بالنظام الديمقراطي والانتخابات، وجزء آخر مرتبط بالشغور الرئاسي وإخلال المجلس النيابي بواجبته الدستورية، وجزء أخير مرتبط بالنصّ الذي أقرّ وأسبابه الموجبة المشبوهة.

وأبرز الأسباب القانونية التي أثاروها:

- مخالفة القانون المطعون فيه للمادتين ١٦ و١٨ من الدستور اللبناني والفقرتين (ج) و(د) من مقدمة الدستور ولمبدأ صدقية المناقشات البرلمانية لجهة استبدال الأسباب الموجبة التي تمّ مناقشتها في الجلسة التشريعية بأخرى.

-مخالفة أحكام الفقرة "ه" من مقدمة الدستور والمواد ١٩ و٥١ و٥٦ و٥٧ من الدستور لجهة مخالفته للمبادئ والأصول التشريعية ولجهة حرمان رئيس الجمهورية من ممارسة الصلاحيات التشريعية اللصيقة بشخصه وتعطيلها. فالتشريع بغياب الرئيس، يفقد حلقة أساسية في آلية التشريع، ويشكّل انتهاكاً لمبدأ فصل السلطات والتعاون بينها، وبشكل أساسي لقاعدة التوازن في السطات المكرّسة في الفقرة "ه" من مقدّمة الدستور، ويُعدّ تعدٍّ من سلطة على سلطة أُخرى.

- مخالفة أحكام المادة ١٩ من الدستور لجهة تقويضه لحق رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء بمراجعة المجلس الدستوري في ما يتعلق بمراقبة دستورية القوانين. وهو ما أكّده المجلس الدستوري في قراره رقم ١/٢٠٠٥ تاريخ ٦/٨/٢٠٠٥.

- مخالفة الفقرات (ب)، (ج) و(د) من مقدمة الدستور وأحكام المادة ٧ من الدستور لجهة انتهاك المبادئ الدستورية المتعلقة بالديمقراطية وحق الاقتراع ودورية الانتخاب.

- مخالفة الفقرة (ه) من مقدمة الدستور وأحكام المادة ١٦ من الدستور لجهة مخالفة مبدأ الفصل بين السلطات وتعاونها وتوازنها.

- عدم جواز التذرّع بالظروف الاستثنائية في ظل تأكيد وزارة الداخلية على جهوزيتها لإجراء الانتخابات.

معوض

وقال رئيس حركة "الاستقلال" النائب ميشال معوض، من أمام الدستوري :" قررنا مع نواب الكتائب وتجدد وتغييريين ومستقلين تقديم طعن بقانون التمديد للمجالس البلدية والاختيارية دفاعا عن حقوق اللبنانيين وللحفاظ عما تبقى من الدولة، و بعد نقاش طويل تقدمنا بهذا الطعن لاننا مصرون على ان تبقى معركتنا تحت سقف الدستور، والمجلس الدستوري امام تحدً اليوم لان هذا ما يحفظ ثقة اللبنانيين بالمؤسسات". وأكد لتنسيق مع أفرقاء المعارضة، وقال:" اعتبرنا انه لأسباب تقنية قانونية فإن تقديم اكثر من طعن افضل من طعن واحد وهذا لا يتعلق بموضوع التنسيق".

صادق

بدوره، قال النائب صادق:" سنستمر من خلال مؤسسات الدولة باللجوء الى الوسائل كافة للحد من الاساءة للقانون ومخالفة الدستور، من خلال هذا التمديد يتم منع اللبناني من ابداء رأيه ببلديته، في حين ان البلديات يمكن ان تكون الملجأ لحل الازمات على المستويات المعيشية والاقتصادية".

وأشار إلى أن "السلطة تريد فرض سيطرتها الكاملة على كل الدولة خصوصًا على البلديات والمخاتير ولهذا السبب تم التمديد للمجالس الحالية.

حنكش

وقال النائب حنكش:" نؤكد، نحن نواب حزب الكتائب ومعارضة أننا نقوم بواجباتنا تجاه الناس التي منحتنا ثقتها وتجاه المستوى الذي وصل اليه البلد لناحية تأجيل كل الاستحقاقات خصوصا في ظل الفراغ الرئاسي، ومن غير المسموح ان نقبل بتأجيل كل الاستحقاقات الدستورية فإما نحن جديون بإعادة بناء البلد وإما لسنا كذلك". تابع:" أتينا للطعن بهذا التأجيل بمقاربة مختلفة لاننا بحاجة للاضاءة على اكثر من موضوع من الناحية التقنية، خصوصًا بموضوع إضافة بعض البنود على القانون بعد اقراره في المجلس النيابي، وهذه فضيحة ونحن طعنا بهذه المقاربة، ونتمنى على المجلس الدستوري ان يواجه هذا التحدي ونحن ننتظر مع الشعب اللبناني قرار المجلس وتوجهه في هذا الخصوص".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 28-29 نيسان/2023

رابط الموقع                                                                       

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins

 

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 28 نيسان/2023/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/117730/117730/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For April 28/2023/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/117733/117733/