محمد عبد الحميد بيضون: سنة عون الرئاسية مرت مرور الكرام

140

سنة عون الرئاسية مرت مرور الكرام …
محمد عبد الحميد بيضون/فايسبوك/30 تشرين الأول/17

تمر الْيَوْمَ سنة على “انتخاب” ميشال عون رئيساً أو بالأحرى فرض ميشال عون رئيساً بإرهاب سلاح حزب الله المتسلط على البلد والذي وضعنا طوال سنتين ونصف امام خيارين: اما عون في الرئاسة أو استمرار الفراغ وذلك في اسقاط للدستور وإهانة للشعب اللبناني بكافة فئاته٠
الْيَوْمَ ستكثر التعليقات عن “إنجازات” العهد وسنرى العديد من حملة المباخر يكيلون المدائح وينظمون القصائد والخطب التي قد تصل الى تقبيل أو تقديس النعال في سباق على تقديم الولاء للسلطان والحاشية والعائلة ورفع الصوت حول أهمية العهد وصاحبه وكثرة الإنجازات٠
المهم علينا الْيَوْمَ تذكير الجميع بأن الواجبات ليست إنجازات٠عندما يقوم الرئيس أو الحكومة أو المجلس النيابي بواجباتهم التي ينص عليها الدستور أو القوانين فهذه ليست إنجازات، انها ابسط الواجبات والإخلال بها يتطلب محاكمة هؤلاء٠
كل ما يُحكى عن إنجازات الطبقة السياسية لا يخرج عن إطار المحاصصة وتقاسم المنافع والامتيازات اي المزيد من الفساد والمزيد من التدهور والمزيد من الانهيار٠
الإنجاز الأهم أو التحدي امام الطبقة السياسية هو منع قيام حرب جديدة على غرار ما حصل في تموز عام ٢٠٠٦ لأن الحرب في هذه المرحلة ستكون دماراً شاملاً للبنان الوطن والكيان٠
الْيَوْمَ بدأت مرحلة جديدة في المنطقة حيث وصل النفوذ الإيراني الى أقصى مداه وستبدأ مرحلة انحسار هذا النفوذ وواضح ان هنالك طلب أميركي بخروج ايران وميليشياتها من كل المنطقة وبالأخص سوريا وهنالك ضغوط أميركية متصاعدة لإنهاء الوضع الشاذ الإيراني الذي دمّر اربع دول عربية ويتفاخر بأنه صاحب القرار فيها٠
مخاوف اللبنانيين والعرب هي من قرار إيراني بالرد على الضغوطات الأميركية بإشعال جبهة الجنوب وهذا أمر لا يستطيع حزب ايران الا تنفيذه بغض النظر عن العواقب وهو ما سيعرض لبنان الى دمار شامل ولن يجد هذه المرة دولة صديقة تقف معه لانه سيكون مفضوحاً في تبعيته لإيران٠
ايران دمرت سوريا واستدعت كل الاجرام الروسي لاستكمال ما لم تستطع تدميره ولن تتردد في تدمير لبنان أو دفعه الى حرب تدميرية اذا تطلبت مصالحها الاستراتيجية ذلك تماماً كما فعلت عام ٢٠٠٦ عندما أشعلت الوضع في الجنوب رداً على الضغوطات الأميركية بشأن ملفها النووي٠
ما العمل الْيَوْمَ؟
الإنجاز يا فخامة الرئيس ان تمنع الحرب والدمار ولهذا الهدف طريق واحد هو التطبيق الكامل للقرار ١٧٠١ اي تسليم حزب ايران لكل مخازن اسلحته الى الجيش وبسط الدولة لسيادتها على كل الاراضي البنانية بما يسمح بتجنب اي ذريعة في يد اسرائيل أو ايران لقيام حرب تدميرية من لبنان أو على لبنان٠
الحل الاخر هو ان تطلب الحكومة من مجلس الأمن الدولي تحويل القرار ١٧٠١ الى الفصل السابع اي تكليف القوة الدولية تنفيذ هذا القرار بكل الوسائل وحماية سيادة لبنان بالقوة العسكرية اذا تطلب الامر٠
هل يملك العهد ومعه كامل الطبقة السياسية الشجاعة الكافية للقول لإيران وحزب الله ان لبنان ليس مسرحاً لمؤامراتهم ومغامراتهم؟
الإنجاز هو الشجاعة في مواجهة الاٍرهاب الإيراني الذي يقوّض ويهدم سيادة واستقلال البلد ومع الأسف لا نرى اي شجاعة ولا اي إنجاز٠
السنة الاولى مرت مرور الكرام،لم تقدّم ولا احد قادر على القول كم حصل من تأخر وفشل