الدكتورة رندا ماروني: هل بات السيد نصرالله بحاجة إلى معين؟

378

هل بات السيد نصرالله بحاجة إلى معين؟
الدكتورة رندا ماروني/01 تموز/17

هل بات السيد حسن بحاجة إلى معين في حال شنت إسرائيل حربا على لبنان؟
فما جاء في خطابه الأخير لجهة نيته فتح الحدود لآلاف المجاهدين وبعكس خطاباته السابقة الواثقة القوة والواثقة القدرة على الانتصار والمهددة بتدمير إسرائيل، يدل على أنه في موقع العاجز عن مواجهة إسرائيل منفردا ما يستوجب استقدام قوة مساندة.

وإذا كان في موقع العاجز الذي يحتاج إلى مساندة عابرة للحدود، فما هي الوظيفة التي توجب استمرار بقائه كقوة مساندة للجيش كما يدعي تحت ما يسمى “شعب وجيش ومقاومة”؟

فهل سيتوسع هذا الشعار ليشمل المجاهدين الوافدين من خلف الحدود لتصبح الدولة اللبنانية” شعب وجيش ومقاومة ومجاهدين مأجورين؟

لا شك بأن السيد يعلم بأن الفرقعات الكلامية لا تحرك إسرائيل عسكرياً، وهذا ما خبرناه مع العواصف الخطابية السابقة، ولن يحركها سوى حسابات ميدانية.
هذا لا يعني بأن كلام السيد لم يكن موجها لإسرائيل، بل أصاب عصفورين بحجر واحد، فهو موجه بالدرجة الأولى إلى الداخل اللبناني مهددا أي صوت معارض أو مقاومة تناقض وتنتقد المشروع الإيراني في لبنان، وليعلن إن لبنان رهينة القبضة الإيرانية وعلى اللبنانيين أن يرضخوا لهذا الواقع وإلا الحدود ستفتح لإرضاخكم…

كما كان تهديدا إيرانيا موجها إلى الولايات المتحدة منظورا ومسمعوا في خطاب السيد إلى إسرائيل فحواه إذا ما إستمريتم بمواجهة استكمال المشروع الإيراني في المنطقة وبمنع الوصل الجغرافي للبدر الشيعي فإننا نستطيع أن نحول لبنان على حدود إسرائيل إلى ساحة صراع مفتوحة على كل الاحتمالات.

القافلة الإيرانية تسير في كل الاتجاهات وتعمل جاهدة في مشروع محدد واضح المعالم، ولا شك إن السياسة الإيرانية في المنطقة صبت في مصلحة إسرائيل لجهة تفتيت الدول وجعلها ساحات للصراع المذهبي. إلا إن الحلم الإيراني في الوصل والتوسع الجغرافي خط أحمر يستوجب الرد عند اللزوم.

لقد لاقى كلام السيد حسن انتقادا واسع النطاق في المجتمع اللبناني، كما أتى الانتقاد من داخل البيت الشيعي، فهناك من اعتراض بشدة على كلام نصرالله خاصة فيما يخص استجلاب قوات مسلحة غير لبنانية والاستعانة بها في أي حرب مقبلة مع إسرائيل وحذر المعترضين من استعادة جمهورية ياسر عرفات التي كادت تودي بالجمهورية اللبنانية، وتساءل المعترضون خصوصا عن إقرار نصرالله ضمنا بأنه إذا ما اندلعت الحرب فإن وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان سيصل إلى القصر الجمهوري كما فعل سلفه أرييل شارون عام 1982.

ولا يغفل المنتقدون أن حزب الله طور ترسانته الصاروخية التي باتت فعالة جداً، لكن مهمة هذه الصواريخ هي للردع فقط أو لإحداث معادلة ما لا للتلويح أو للتهويل بها عند كل مناسبة لتغطية أمور أخرى، في حين أن هذا الأسلوب يعطي القيادة الإسرائيلية الذريعة لشن الحرب التي سيكون الجنوب اللبناني الضحية الأولى فيها، والجنوب ليس الصفيح كما كان سابقا، بل الجنوب اليوم هو أرض القصور والتطور العمراني والتلال الخلابة.. فهل يمكن المجازفة بكل ذلك خدمة للمصالح الإيرانية؟

في البيت الشيعي ثمة قناعة بأن التهديد باستجلاب آلاف المقاتلين من اليمن والعراق وأفغانستان وباكستان وإيران إنما يستجلب آلاف الجنود الإسرائيليين إلى لبنان، ويشيرون إلى أن الغاية من المواقف الصارخة هي تكتيكية بالدرجة الأولى وبالدرجة الأخيرة لأن نصرالله يدرك تماما ما هي المفاعيل الكارثية لأي حرب..
وإذا كانت هذه القراءة صحيحة إلى حد كبير إلا أنها غفلت أن السيد حسن وإن كان يدرك المفاعيل إلا أن القرار عندما يصدر من القيادة الإيرانية وحسب ما تقتضي مصالحها الإستراتيجية فما عليه إلا التنفيذ وان المصير والمستقبل مقرر خارج الحدود، فلا يمكن لقوميتان أن تتعايشا في حدود واحدة، ولا بد أن تصطدما عاجلا أم آجلا، والتراكيب العجيبة المصطنعة لخلق الموائمة قابلة للانفجار في أي لحظة كفوهة البركان.

إن القومية اللبنانية والقومية الفارسية نقيضان لا يجتمعان كالزيت والماء، لا في التاريخ ولا في الجغرافيا، ومحاولات الجمع والدمج مرة بالترغيب وأخرى بالتهويل، أو بمحاولات تركيب الألفاظ والتعابير والتحايل على دستور الدولة اللبنانية لخلق معادلات جديدة كشعب وجيش ومقاومة قد يضاف إليها تعبير طارئ مستجد مبرر بالحاجة إلى المساندة والحاجة إلى المعين.
بحاجة إلى مساندة
بحاجة إلى معين
يجوج ومجوج
في الحرب نستعين
نشرع الحدود
نستقطب مجاهدين
بإجرة مدفوعة
نغزو الميادين
نضرم النار
نشعل البراكين
نحولها خرابا
ننحرها سكاكين
فداء لمشروع
مهيمن مهين
أنيابه قاضمة
فاقد الموازين
مخلوق عجيب
طينه هجين
لديه أنصار
وحارسه الأمين
كالزيت والماء
تنص الدواوين
لا يلتحمان
بإمرة سلاطين
مشروع طارئ
وتاريخ سنين
من عمر الآلهة
وبادئ التكوين
وقومية راسخة
تأبى التلقين
إنها حرب
حر وسجين
سجين لفكرة
فاقدة البراهين
بحاجة إلى مساندة
بحاجة إلى معين.