محمد عبد الحميد بيضون: الْيَوْمَ “المجيد” عرس للارهاب وسقوط الدولة

77

الْيَوْمَ “المجيد” عرس للارهاب وسقوط الدولة
محمد عبد الحميد بيضون/فايسبوك/07 أيار/17

كان اغتيال الحريري منعطف أساسي في عملية إسقاط الدولة لكن انتفاضة ١٤ آذار التي لم تتوقعها الوصاية السورية-الإيرانية اعادت التوازن الى البلد وحمت الدولة والممؤسسات من السقوط وكانت اعظم إنجاز للبنانيين منذ ان فرقتهم الحرب الأهلية ثم الوصاية وأدواتها ٠

بعد اغتيال الحريري جاء الْيَوْمَ المجيد الثاني لحزب الله وعدد من الميليشيات المتعاملة معه في ٧ أيار ٢٠٠٨ حيث قامت هذه الميليشيات العميلة والمرتزقة بحملة عسكرية ارهابية استهدفت المدنيين في بيروت والجبل خاصةً لأجل اخضاع حركة ١٤ آذار وانهاء حضورها السياسي والمدني٠

الْيَوْمَ المجيد الثالث جاء مطلع عام ٢٠١١ عند الانقلاب الإرهابي بواسطة القمصان السود والذي اسقط حكومة سعد الحريري وفرض حكومة اللون الواحد والتي فشلت في تحقيق أهداف حزب ايران ومطامعه بالإمساك بالبلد بقبضة حديدية لذلك وافق الحزب على حكومة تصريف اعمال برئاسة تمام سلام شرط ان لا تزعج هذه الحكومة ورئيسها دور الحزب في قتال الشعب السوري ومشروع الإبادة المذهبية الذي تقوده ايران في المنطقة٠

وطبعاً كان دخول الحزب الى سوريا في آب ٢٠١٢ هو الْيَوْمَ المجيد الرابع الذي جعل الحزب جزءاً من آلة القتل الهمجية البربرية التي دمرت وشردت وقتلت والاهم أمّنت لإيران والحزب ومعهم الأسد وبوتين وكل مجرمي الحرب اهرامات من الامجاد والافتخار خصوصاً بقتل الأطفال وتجويعهم دفاعاً عن نفوذ الموهوم الأعلى في المنطقة٠

اخيراً جاء الْيَوْمَ المجيد الخامس عندما فرضت ايران والحزب إقطاعية ميشال عون الشعبوية في قصر بعبدا بعد ابتزاز دام سنتين ونصف بإحداث فراغ في الرئاسة وشللاً في الدولة٠وكان ذلك أيضاً مؤشراً على تحول قيادات ١٤ آذار الى رهائن للقوة الناعمة لجماعة ٨آذار اي الدخول الى المحاصصة الطائفية ومغانم الحكم وانهاء اي مقاومة أو حتى اعتراض على الوصاية وأدواتها٠

من نتائج هذه الأيام المجيدة المباشرة وغير المباشرة شطب الدولة اللبنانية ووضع مؤسساتها في خدمة الفساد والميليشيات المسيطرة ثم عزلة لبنان العربية والدولية المتنامية والانهيار المالي والاقتصادي وبالتأكيد الحرب المذهبية التي هي نار تحت الرماد ثم اخيراً بفضل بري وباسيل نرى تأجيجاً للصراع الطائفي والغرائز الطائفية في معرض التجاذبات حول قانون الانتخاب٠

الأهم ان هذه الطبقة السياسية التي لم يعد يحتملها البلد وصارت بفسادها وانعدام الكفاءة في صفوفها وفشلها خطراً جسيماً على مستقبل الشعب اللبناني وشبابه وشاباته تدخل منذ تسع سنوات في جدالات عقيمة وعاجزة عن انتاج قانون جديد للانتخاب وهذا العجز المزمن يجعلها تتطاول على الدستور وعلى اتفاق الطائف بطروحات مذهبية وطائفية لا تعكس سوى تخلف هذه الطبقة واستهتارها باللبنانيين ومستقبلهم٠

الكل يعرف ان هذه الطبقة ليس لديها اي رؤية وطنية أو سياسية لتبني عليها افكاراً جديدة لقانون انتخاب يُؤْمِن الاستقرار وقيام الدولة ٠منذ عشر سنوات نسمع نفس الكلام ونفس الأفكار الهدّامة للبلد ونفس الافلاس عند الأركان والاقطاعيات٠

في فلسطين المقاومة الآن تتجسد في معركة الأسرى ضد الاحتلال بالإضراب عن الطعام وهي المعركة المسماة بالامعاء الخاوية أو البطون الفارغة٠في لبنان ما نشهده الْيَوْمَ من معارك حول قانون الانتخاب هي معارك الرؤوس الفارغة من اي ذَرَّة من ذرات العقل أو الوطنية٠هذه الطبقة السياسية هي حصيلة الأيام المجيدة: رؤوس فارغة أفرغت البلد من كل قواه الحيّة٠

الم يحن اوان قيام معارضة وطنية جدية مستقلة عن الوصاية والمحاصصة والميليشيات والمال النظيف والفساد المتنامي وشعبوية الخطاب الطائفي؟

ربيع لبنان قادم على أيدي معارضة بهذه المواصفات يبنيها شباب لبنان من بين ركام الاذلال الذي يرزح تحته.