منير الربيع/حزب الله- ترامب: مواجهة مباشرة

169

حزب الله- ترامب: مواجهة مباشرة؟
منير الربيع/المدن/السبت 08/04/2017

سارع حزب الله إلى إدانة الضربة الأميركية على مطار الشعيرات العسكري، مؤكداً أنه سيبقى إلى جانب سوريا ومحور الممانعة. بمجرد هذا التأكيد، لا بد من البحث عما قرأه الحزب من وراء دخان الصواريخ، واستدعى تأكيده استمراره في معركته السورية. لربما الحزب يستشرف ما سيكون مقبلاً من اجراءات أميركية. إذ إن في تقديرات البعض أن الخطوة الأميركية لن تكون الأخيرة، وإن كانت محدودة حالياً، إنما ستكون حاضرة عندما تدعو الحاجة لذلك.

تنقسم الآراء، حيال الضربة الأميركية وتداعياتها، البعض يعتبر أنها وقفت عند هذا الحد، فيما البعض الآخر، يرى أنها تنطوي على ما هو غير ظاهر حتى الآن، وإذا غيّرت ما تسعى إليه واشنطن في السياسة، فلا حاجة لها. أما إذا بقي الاستعصاء على حاله، فقد تكون هناك حاجة إلى تكرارها. وبين الموقفين، هناك من يعتبر أنه لو لم يستشعر حزب الله خطراً ما من العودة الأميركية، لما كان أصدر هكذا بيان وكان اكتفى بالإدانة.

في تقدير الحزب، وفق مصادر قريبة منه، فإن الضربة ستقف عند هذا الحد، وما أراد ترامب فعله هو إيصال العديد من الرسائل بضربة واحدة، لأنه لا يريد العودة إلى ذلك، فهمّه الآن “أميركا أولاً”، وثانياً مواجهة الصين. بالتالي، هو غير جاهز للدخول في حرب عسكرية في سوريا، إنما أراد توجيه هذه الضربة أولاً، لإيصال رسالة إلى الداخل الأميركي بأنه مختلف عن سلفه باراك أوباما، وبأنه مستعد لتوجيه ضربة تزعج الروس، ليؤكد أن لا علاقة لروسيا بإنتخابه رئيساً. كما أنه يريد امتصاص الصدمة العالمية والأصوات المتعالية المنددة باستخدام السلاح الكيماوي، وكي لا يظهر بأنه وقف متفرجاً ومكتوف الأيدي. كذلك، أراد توجيه رسالة بأنه يعيد عظمة أميركا، وعودتها إلى الشرق الأوسط، وعدم ترك روسيا وحدها هي الدولة المقررة في المنطقة. ووفق وجهة النظر هذه فإن الضربة لن تحمل مزيداً من التداعيات.

في المقابل، هناك وجهة نظر أخرى، تفيد بأن هناك سياسة دولية جديدة في المنطقة، تقودها واشنطن. وهذا ما عبّر عنه الرئيس سعد الحريري صراحة. وتؤكد مصادر قريبة منه أن الحريري في أجواء تلك السياسة ووجهتها في المرحلة المقبلة، بناء على معلومات حصل عليها من خلال اللقاءات التي عقدها مع مسؤولين عرب وأجانب. وتلفت المصادر إلى أن الحريري يشدد على وجوب الحفاظ على الإستقرار في لبنان وإبعاده عن أي تداعيات لما قد يحصل في سوريا.

إلى الآن، لا يبدو أن هذه الضربة، ستؤثر على مسار الأمور العسكرية في سوريا، إذا لم تستكمل بخطوات لاحقة،. أما في السياسة، فقد تجبر الجميع على العودة الجدية إلى طاولة المفاوضات. بمعزل عن الاستعداد لمعركة الرقة ودحر تنظيم داعش، مقابل استعداد دول عربية للتدخل في هذه المعركة أو لاستلام الأرض فيما بعد عبر الحديث عن انشاء حلف عربي لمواجهة الإرهاب بالتحالف مع الإدارة الاميركية. ولكن إذا ما حصل ذلك سيكون له تبعات وإنعكاسات، وسيكون مقروناً بالبحث في كيفية انشاء مناطق آمنة في سوريا، ستؤدي إلى تحجيم نفوذ حزب الله وإيران على الرقعة السورية، خصوصاً في المنطقة الحدودية بين لبنان وسوريا، إذ إن أكثر من مسؤول أميركي زار لبنان، وقائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي زار جرود عرسال للإطلاع على واقع المنطقة عن قرب. وإذا ما أنشئت منطقة آمنة في تلك المنطقة، فهذا يعني أنها ستتعارض مع سيطرة حزب الله.

وهذا ما تربطه المصادر، بالزيارة السرية التي أجراها مسؤول أميركي إلى بيروت في الساعات الماضية، والتقى فيها عدداً من المسؤولين من بينهم قائد الجيش جوزف عون، وجرى بحث مختلف الأوضاع، والمساعدات الأميركية للجيش لمحاربة الإرهاب. وتهدف الزيارة إلى الطلب من المؤسسة العسكرية اللبنانية ضبط الحدود والحفاظ على الإستقرار والبقاء على الحياد، في حال تعرّض أي موقع داخل الأراضي اللبنانية أو في المناطق الحدودية المتداخلة لضربة معينة. وهذا ما قد ينطوي عن نية أميركية بتوجيه ضربات عسكرية ضد مواقع للحزب.

وفي الوقت الذي تتصاعد فيه التهديدات الإسرائيلية الموجهة إلى حزب الله، وتنامي الكلام عن إمكانية إندلاع حرب بين الطرفين، برز خبر بالأمس، عن عثور شعبة المعلومات على 4 قذائف صاروخية صالحة للإستعمال في منطقة البابلية قرب صور. ليس بالضرورة أن يكون لذلك أي خلفية، ولكن هناك من يعتبر أنه قد يكون تلويحاً جديداً من قبل الحزب بالرد على أي اعتداء قد يتعرض له سواء كان في لبنان أم في سوريا، عبر توجيه صواريخه نحو إسرائيل. وفي هذا السياق، هناك من يتحدث عن أن واشنطن طلبت من إسرائيل اعتماد سياسة عدم الرد على أي عمل إستفزازي قد تتعرض له من لبنان، لأنها هي التي ستقوم بالرد على هكذا عمليات.