حسان القطب: ما سبب قلق قادة الميليشيات من رسالة الروؤساء الخمسة؟

56

ما سبب قلق قادة الميليشيات من رسالة الروؤساء الخمسة؟

حسان القطب/مدير المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات/30 آذار/17

رسالة الروؤساء الخمسة التي تم توجيهها للقمة العربية التي انعقدت في الاردن.. اثارت خوف وقلق واستنكار كما استنفار قادة الميليشيات المسلحة في لبنان، نبيه بري وحسن نصرالله.. فاطلقا حملة اعلامية معادية بعيدة عن منطق السياسة وادب الصراع والخلاف والتباين السياسي… لأنهم فعلاً قادة ميليشيات..؟؟

لماذا خاف قادة الميليشيات من مجرد رسالة تحمل فقط كلمات لا صواريخ..!! وتتضمن شرح واقع لا تحريض ديني ولا مذهبي ولا اعلان استنفار او استثارة للغرائز والعصبيات، ولا طلب حماية مراقد ومقامات ومحاور…!! والملفت هو انه برغم ان قادة هذه الميليشيات يملكون من السلاح الكثير..!! ومن الجماهير الحاضنة لمواقفهم وتصريحاتهم ما يكفي للتدخل في سوريا والعراق واليمن وغيرها من الدول العربية، واستهلاك الارواح ونزف واسالة الدماء دون حدود، والقدرة على اثارة الفوضى في لبنان، كقطع الطرقات واحراق الدوليب على طريق المطار، الى منع الانتخابات او تاجيلها او فرض سياسات الامر الواقع على معظم الشعب اللبناني.؟؟ وتعطيل الحياة السياسية ووقف النشاط الاقتصادي وضرب السياحة وغير ذلك من معاول هدم السلطة والوطن والغاء الكيان..!! إلا انه مع ذلك بدا ان الرعب قد اصابهم من مضمون الرسالة، والسبب كما يمكن استشرافه هو ان هذه الرسالة قد اعادت شرح اسباب معاناة لبنان والمواطن اللبناني، واشارت بوضوح الى الخلل كما الى الطريقة الصحيحة لمعالجة هذا الواقع المرير..؟؟ كما شكلت بداية لقاء قوى سياسية متنوعة لاعادة انتاج التوافق على اطلاق الحياة السياسية في لبنان بعيداً عن اصطفافات 14 و8 آذار.. ويمكن تحديد بعض النقاط التي كانت سبباً في اطلاق الرسالة كما في اثارة قلق قادة الميليشيات المسلحة على الشكل التالي :

توافق روؤساء خمسة كانوا في مواقع متقدمة في السلطة.. ومن مذاهب واديان مختلفة…ومن مراحل سياسية متباينة..لكن القاسم المشترك بينهم جميعاً هو انهم عاشوا تجربة التعطيل ووقف تنفيذ بل الغاء قرارات عدة.. وجميعهم عالجوا الكثير من العقبات والصعوبات والاساءات التي تسببت بها مواقف قادة هذه الميليشيات للبنان على الصعيد الداخلي كما في علاقات لبنان الخارجية…؟؟ اضافةً الى الحروب الداخلية التي لن ننساها..؟ واحتكار منطق المقاومة ومذهبة سلاحها..؟؟

عاش لبنان ومنهم هؤلاء الروؤساء سنوات من الفراغ الرئاسي بسبب سلاح الميليشيات..ومواقف قادتها..؟؟

عانى هؤلاء الروؤساء من تعطيل البرلمان لسنوات..؟؟

تعطيل السلطة التنفيذية الممثلة برئاسة الحكومة الى اداء الوزارات لسنوات ايضاً، هذا الى جانب التاخير والتاجيل والمماطلة في تشكيل الحكومات بما فيها حكومة الرئيس ميقاتي وهو كان يحظى بتاييد حزب الله وبري..؟؟ وكذلك الرئيس سلام الذي تمت تسميته باجماع…؟؟

كل مواطن لبناني هو شاهد على عدم التزام قادة الميليشيات بالاتفاقات والمواثيق المتفق عليها.. من اتفاق الدوحة الى تفاهم بعبدا الى قرار حكومة الرئيس ميقاتي الالتزام بسياسة ضبط النفس والحياد بما يجري في دول الجوار..؟؟ الى ان تم استبدال قرار الحياد بشعار “نكون حيث يجب ان نكون”.. واضاف احد قادة الميليشيات قولته المشهورة (ولد اتفاق بعبدا ميتاً) بالرغم من توقيع فريقه عليه…؟؟؟ قمة النفاق وعدم الالتزام وانعدام المصداقية والالتزام بالعهود..؟؟

لبنان على مفترق طرق، إذ لا يمكن ان يستمر الواقع اللبناني على ما هو عليه ..؟؟ والا اصبح استمرار الكيان في خطر..؟؟

واذا كان هناك فريق سياسي يشعر بأنه ملزم ومن واجبه حماية مشروع اقليمي باعتباره جزءاً منه..؟؟ فهذه مشكلته وحده وليست مشكلة لبنان واللبنانيين…!!

من حق الشعب اللبناني ان ينعم بالحياة والاستقرار وفي بناء مستقبل واعد .. لا ان يبقى اسير طموحات اشخاص ومجموعات لا تحترم حرية الكلمة ولا التباين السياسي ولا تؤمن بتداول السلطة والمشاريع السياسية والخطط التنموية.. وكما لا يمكن الاستمرار في الحياة تحت سلطة وسطوة ميليشيات مسلحة تعبث باستقراره وحياته .. تطلق الشعارات والاتهامات لحماية مشروعها وسوكها..

من هنا تكمن اهمية رسالة الروؤساء الخمسة سواء كنا نؤيدهم او نعارضهم ..نتفق معهم سياسياً او نختلف.. الا ان مضمون الرسالة موضوعي ولا يحمل اساءة لأحد، بقدر ما يلقي الضوء على ما يتهدد لبنان من مخاطر نتيجة مجازفات وممارسات قادة هذه الميليشيات والاضاءة على عبثهم بالامن والدستور وامعانهم في تعطيل الحياة السياسية ..وتهديدهم لاستقرار لبنان..؟؟