اتيان صقر- ابو ارز: ننصح شباب وشابات الثورة الإيرانية ان لا يعوّلوا على أحد في الخارج، بل على همّتهم وسواعدهم فقط، لأن المستقبل هو لهم حتماً ولشعارهم الكبير: إمرأة -حياة-حرية

113

إمرأة- حياة- حرية
اتيان صقر- ابو ارز/16 تشرين الأول/2022

صدر عن حزب حراس الارز-حركة القومية اللبنانية البيان التالي

انه شعار الثورة المندلعة حالياً في ايران، وهو يختصر معظم القيم الانسانية؛ فالمرأة نصف المجتمع ولولاها لما كان المجتمع ولا كانت البشرية، والحياة هي روح الله وجوهر الوجود أي نقيض العدم وثقافة الموت، والحرية هي أساس الحياة ولولاها لما كان للحياة من معنى.

دخلت هذه الثورة أسبوعها الخامس وما زالت حتى الساعة مشتعلة في كافة المحافظات الايرانية على الرغم من آلة القمع الوحشية التي يستخدمها عادةً نظام الملالي، والتى أسفرت حتى الآن عن مقتل عشرات المواطنين العُزّل معظمهم من النساء والفتيات وطالبات المدارس، ذنبهنَّ الوحيد انهم خلعنَ الحجاب تمرّداً على الظلم المتراكم عليهنّ منذ سنين طويلة، وأطلقنَ العنان لحناجرهنَّ لتصدح مناديةً بالحرية والديموقراطية و إسقاط النظام الدكتاتوري – الثيوقراطي المُمسك بخناقهنَّ منذ أكثر من أربعة عقود…

تختلف هذه الثورة عن سابقاتها كونها الأطول ضد هذا النظام القمعي، والأشمل حيث انها ضمّت مختلف قطاعات المجتمع الإيراني وبخاصةٍ جيل الشباب وقطاع المدارس والجامعات، ما يعني أن الصراع في إيران أصبح اليوم بين جيلين متناقضين:

جيل النظام الرجعي المتحجّر المتمسك بعقيدة جامدة، المنغلق على التطور والحضارة العالمية، وبين جيل الشباب المنفتح على المستقبل الطامح الى مواكبة العصر والتطور الحضاري … والغلبة في نهاية المطاف ستكون حتماً لصالح جيل الشباب تِبعاً لحركة التاريخ وليس لمصلحة النظام السائر عكسها.

السؤال الكبير يبقى، أين العالم الحر من هذه الجرائم الوحشية التي ترتكبها السلطة الإيرانية بحق المتظاهرين السلميين؟ وأين المجتمع الدولي والامم المتحدة؟ وأين جمعيات حقوق الانسان؟ وكيف نفسّر هذا الصمت عن قتل فتاة بعمر الورد لمجرد أنها كشفت عن خصلةٍ من شعرها؟ وكيف نفسّر سكوت العالم المسمّى حراً عن نظامٍ لا يضاهيه دمويةً سوى زميله نظام الاسد في دمشق و شبيهه نظام كيم جونغ أون في كوريا الشمالية، الذي يُطلق الرصاص الحي على متظاهرين عزّل ويقتل منهم المئات من ضمنهم أطفال اعمارهم بين ال١٢ و ال١٥ سنة بدمٍ بارد من دون أن يحرك ساكناً؟

و كيف نفسر مسرحية المفاوضات النووية المستمرة منذ سنوات عديدة بين نظام الملالي والغرب و التنازلات الكبيرة التي لا يكف هذا الأخير عن تقديمها لاسترضاء هذا النظام وجلبه الى طاولة المفاوضات فيما هو يراوغ ويماطل ويخصّب للحصول على القنبلة الذرية، وقد أصبح على قاب قوسين من امتلاكها؟

نحن لم نعد نؤمن “بالقيم” التى ينادي بها “العالم الحر” بعد كل التجارب المرّة وخيبات الأمل الكبيرة التي عانينا منها كلبنانيين على يد هذا العالم المخادع، لذلك ننصح شباب وشابات الثورة الإيرانية ان لا يعوّلوا على أحد في الخارج بل على همّتهم و سواعدهم فقط لأن المستقبل هو لهم حتماً و لشعارهم الكبير: إمرأة -حياة-حرية ..