المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 29 أيلول آب/لسنة 2024

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

                http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2024/arabic.september28.24.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

عناوين النشرة

عنوان الزوادة الإيمانية

فَسَوْفَ يَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وأَنْبِيَاءُ كَذَبَة، ويَأْتُونَ بِآيَاتٍ عَظِيمَةٍ وخَوارِق، لِيُضِلُّوا المُخْتَارِينَ أَنْفُسَهُم، لَو قَدِرُوا،هَا إِنِّي قَدْ أَنْبَأْتُكُم

 

عناوين مقالات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/إلى ربع قوموا تا نغزي

الياس بجاني/نص وفيديو/حزب الله فخخ ولغّم لبنان بمخازن اسلحته بين المدنيين. إسرائيل تفجرها والآلآف يقتلون/في إيران روؤس الملالي الأبالسة اينعت وحان لنيتنياهو وللعالم الحر والعرب الأحرار قطافها وتحرير بلاد الفرس من الخامنئي واعادتها لأهلها

نيرون الضاحية الدجال من داخل جحره يحرق لبنان.

الياس بجاني/حان ضرب رأس الأفعي في إيران وتخليص العالم من وكر الإرهاب

الياس بجاني/المنتصر نيتنياهو والمهزوم السيد الدجال

الياس بجاني/نص وفيديو/ مطلوب من البطريرك الراعي وكل أصحاب شركات أحزابنا المسيحية الاستقالة والتوبة وتقديم الكفارات لأن صلاحياتهم منتهية وهم غير صالحين للقيادة، بل إنهم كوارث وطنية وإيمانية

 

عناوين أهم الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة مع المعارض لحزب الله ولمشروع إيراني الإرهاب والملالي السيد محمد الحسيني

رابط فيديو حلقة نقاش من قناة سكاي نيوز تتناول السؤال "هل تخلت إيران عن حزب الله...مقتل حسن نصرالله؟ بمشاركة الصحافين نديم قطيش وموفق حرب والدبلوماسي الإيراني عباس خمايار

رابط فيديو مقابلة من قناة "العربية" مع رئيس التيار الشيعي الحر الشيخ محمد الحاج حسن

رابط فيديو تقرير من موقع "إسرائيل24" تحت عنوان بعد اغتيال نصر الله: ما هي أهداف الحرب التي تسعى إسرائيل إلى تحقيقها؟

رابط فيديو مقابلة من موقع قناة العربية مع د . فارس سعيد حول التطورات المتلاحقة في لبنان

رابط فيديو تعليق من موقع "القاهرة والناس" للمؤرخ والإعلامي المميز إبراهيم عيسى يشرح من خلاله جنون وهراء وعبثية وغباء تجار المقاومة والتحرير من عبد الناصر حتلا دجال الضاخية حسن نصرالله

لن أحزن ولن أتجاوب مع أيّة دعوة للحزن حسن نصرالله/الكاتب والمخرج يوسف ي. الخوري

بعد إغتيال نصرالله..الجيش الاسرائيلي يقتل مسؤول استخبارات الحزب حسن خليل ياسين!

غارة إسرائيلية ضخمة على الشياح «تستهدف نبيل قاووق»

ذهول وغضب بعد إستشهاد نصرالله..وإسرائيل ترتكب مجزرتين في صور والطيبة!

«حزب الله» يعلن مقتل نصر الله... ونعيم قاسم للقيادة مؤقتاً والنظام الداخلي ينص على انتخابه من قبل مجلس الشورى

ثقل الهجوم الإسرائيلي ينتقل إلى الضاحية... واستهدافات متفرّقة في الجبل

حرب الاغتيالات تتواصل على وقع غارات جوية عنيفة

الجيش الإسرائيلي يعلن مواصلة ضرب «حزب الله» حتى بعد اغتيال نصر الله

غياب «هالة» نصر الله عن قيادة «حزب الله»: ضربة قوية وتأثير معنوي كبير

صورة المرحلة المقبلة تحددها مقاربةُ إيران لوظيفة التنظيم المستقبلية

الجيش الإسرائيلي: لا نسعى إلى التصعيد... ونصر الله أشد أعداء إسرائيل

مَن «الناجي الوحيد» مِن القيادة العسكرية العليا لـ«حزب الله»؟ والجيش الإسرائيلي أعلن القضاء عليهم جميعاً إلا هو

السيسي: مصر ترفض أي انتهاك لسيادة لبنان

بايدن يعدّ مقتل نصر الله «عدالة لضحاياه»

آرون ميللر لـ «الشرق الأوسط»: نتنياهو يستغل فرصة انتخابات أميركا

«حزب الله» قوة عسكرية لبنانية مدعومة من إيران... وذات دور إقليمي متنامٍ

كيف خططت إسرائيل لاغتيال نصرالله؟ ولمحت إلى أن الدور القادم هو السنوار

صهر قاسم سليماني... من هو هاشم صفي الدين أبرز مرشح لخلافة نصر الله؟

ابن خالة زعيم «حزب الله» وشبيهه أُعد لخلافته منذ 1994 بعد دراسته في قم

"حزب الله" اعلن استشهاد السيد نصر الله: التحق برفاقه الشهداء العظام الخالدين

الكويت تهيب برعاياها في لبنان مغادرته فورا

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 28 ايلول 2024

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت 28 أيلول 2024

السفارة الكندية: لا نقوم بإجلاء الكنديين في لبنان في الوقت الحالي

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، يعلن الحداد خمسة أيام غداة اغتيالحسن نصرالله

الجيش الأردني يعلن سقوط صاروخ من طراز «غراد» أطلق من جنوب لبنان

تقرير: إسرائيل تطلب من الولايات المتحدة ردع إيران بعد اغتيال نصر الله

مقتل نائب قائد عمليات «الحرس الثوري» في غارات إسرائيلية على بيروت

نتنياهو: القضاء على نصر الله سيُغير ميزان القوى في الشرق الأوسط يرى أن اختفاءه سيسرّع إعادة الرهائن في غزة

إيران تتوعّد إسرائيل بـ«ضربات أكثر إيلاماً» بعد مقتل نصر الله

خامنئي: «حزب الله» والجماعات المسلّحة ستحدّد مصير المنطقة

ماذا ينتظر الجماعة الحوثية بعد اغتيال نصر الله؟ وتوقعات بخفض التصعيد واستبعاد البحث عن بديل لـ«حزب الله»

المصداقية على المحك... كيف تفكر إيران في الرد على اغتيال نصر الله؟

بايدن اطلع على تطورات الشرق الأوسط وراجع وضع القوات الأميركية في المنطقة

"المقاومة الإسلامية في العراق": قصفنا هدفا حيويا في إيلات

السعودية: غياب «المساءلة والعقاب» يشجع إسرائيل على التصعيد/جددت رفضها وإدانتها لجميع الجرائم الإسرائيلية الشنيعة

سوريا: اغتيال إسرائيل لنصر الله «عدوان دنيء»

أعيرة نارية في الهواء ونُواح وعدم تصديق في بيروت بعد مقتل نصر الله

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 قراءة من الأرشيف للكولنيل شربل بركات بمناسبة رثاء السيد حسن نصرالله اليوم وهي تضيء على تاريخة الإرهابي لأهله وللبنان

إيران تبيع أوراقها.. لتحفظ رأسها/بديع يونس/أساس ميديا

مقتل نصر الله… إسرائيل تعلم أميركا كيف تكون الإنتصارات في الحروب/لي سميث/ذا تابلت

تعليق حارس سليمان على مقتل حسن نصرالله

من الذي مزّق الشارع العربي؟/د. فيصل القاسم/القدس العربي

لبنان ومحنة الحرب/جمعة بوكليب/الشرق الأوسط

الفرق بين المقاومة والمغامرة/محمد الرميحي/الشرق الأوسط

الغياب الكاشف الكبير/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

أحدث «المفاصل السبتمبرية» في التاريخ العربي الحديث/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

أبو ملحم والسيدة قرينته/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

بيان صادر عن مؤسسة عامر فاخوري يتناول خبر مقتل حسن نصرالله: فجر جديد للبنان

أعيرة نارية في الهواء ونُواح وعدم تصديق في بيروت بعد مقتل نصر الله

ميقاتي بعد مقتل «نصر الله»: «الخطر يهددنا»

مجلس الوزراء: حداد ٣ أيام على اغتيال السيد نصرالله وإقفال يوم التشييع

جنبلاط ناعيا نصر الله: انضم ورفاقه إلى قافلة الشهداء الطويلة على طريق فلسطين

الحريري: اغتيال نصر الله عمل جبان ومدان والمطلوب التعالي فوق الخلافات للوصول ببلدنا الى شاطئ الامان

الرئيس عون: باستشهاد نصرالله يفقد لبنان قائداً مميزاً وصادقاً وأفتقدُ على الصعيد الشخصي صديقاً شريفاً

باسيل ناعيا نصر الله: الخسارة كبيرة علينا جميعاً وأكبر بكثير في قلبنا

الرئيس لحود: خسرناك يا سيّد على هذه الأرض ولكن كسبناك نجماً ساطعاً في تاريخ المقاومين

حركة "أمل": عهدنا للشهيد "السيد" ولكل الشهداء أن نبقى الكتف على الكتف والقلب مع القلب ولن يزيدنا القتل والعدوان إلا ثباتاً دفاعاً عن لبنان

المفتي قبلان: ما أعظم الخاتمة التي يكون ختامها أعظم الحسنى وما أكبر المفخرة التي يكون قربانها نصر الله

 

تغريدات ممختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 28 أيلول/2024

 

تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

فَسَوْفَ يَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وأَنْبِيَاءُ كَذَبَة، ويَأْتُونَ بِآيَاتٍ عَظِيمَةٍ وخَوارِق، لِيُضِلُّوا المُخْتَارِينَ أَنْفُسَهُم، لَو قَدِرُوا،هَا إِنِّي قَدْ أَنْبَأْتُكُم

إنجيل القدّيس متّى24/من23حتى31/ قالَ الربُّ يَسوع: «إِنْ قَالَ لَكُم أَحَد: هُوَذَا المَسِيحُ هُنَا أَوْ هُنَاك! فَلا تُصَدِّقُوا. فَسَوْفَ يَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وأَنْبِيَاءُ كَذَبَة، ويَأْتُونَ بِآيَاتٍ عَظِيمَةٍ وخَوارِق، لِيُضِلُّوا المُخْتَارِينَ أَنْفُسَهُم، لَو قَدِرُوا. هَا إِنِّي قَدْ أَنْبَأْتُكُم! فَإِنْ قَالُوا لَكُم: هَا هُوَ في البَرِّيَّة! فلا تَخْرُجُوا، أَو: هَا هُوَ في دَاخِلِ البَيْت! فَلا تُصَدِّقُوا. فكَمَا أَنَّ البَرْقَ يُومِضُ مِنَ المَشَارِق، ويَسْطَعُ حَتَّى المَغَارِب، هكَذَا يَكُونُ مَجِيءُ ٱبْنِ الإِنْسَان. حَيْثُ تَكُونُ الجُثَّةُ هُنَاكَ تَجْتَمِعُ النُّسُور. وحَالاً بَعْدَ ضِيقِ تِلْكَ الأَيَّام، أَلشَّمْسُ تُظْلِم، والقَمَرُ لا يُعْطِي ضَوءَهُ، والنُّجُومُ تَتَسَاقَطُ مِنَ السَّمَاء، وقُوَّاتُ السَّمَاوَاتِ تَتَزَعْزَع. وحينَئِذٍ تَظْهَرُ في السَّمَاءِ عَلامَةُ ٱبْنِ الإِنْسَان، فَتَنْتَحِبُ قَبَائِلُ الأَرْضِ كُلُّها، وتَرَى ٱبْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا على سُحُبِ السَّمَاءِ بِقُدْرَةٍ ومَجْدٍ عَظِيم. ويُرْسِلُ مَلائِكَتَهُ يَنْفُخُونَ في بُوقٍ عَظِيم، فيَجْمَعُونَ مُخْتَارِيهِ مِنَ الرِّيَاحِ الأَرْبَع، مِنْ أَقَاصي السَّمَاوَاتِ إِلى أَقَاصِيهَا.

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

إلى ربع قوموا تا نغزي

المفروض من كل زجليات التعزية الذمية بموت دجال الضاحية ان توجه لرئيس الشياطين لاسيفورس وليس لحزبه ووكيله في لبنان المحتل. قرطة منافقين

 

الياس بجاني/نص وفيديو/حزب الله فخخ ولغّم لبنان بمخازن اسلحته بين المدنيين. إسرائيل تفجرها والآلآف يقتلون/في إيران روؤس الملالي الأبالسة اينعت وحان لنيتنياهو وللعالم الحر والعرب الأحرار قطافها وتحرير بلاد الفرس من الخامنئي واعادتها لأهلها

نيرون الضاحية الدجال من داخل جحره يحرق لبنان.

https://eliasbejjaninews.com/2024/09/134984/

الياس بجاني/28 أيلول/2024

حزب الله فخخ ولغّم لبنان بمخازن أسلحته بين المدنيين. إسرائيل تفجرها والآلاف يقتلون

حزب الله الشيطاني والإرهابي والفارسي وضع لبنان عموماً، والمناطق الشيعية تحديداً على براميل متفجرة وإسرائيل تعرفها وتقوم بتفجيرها.

المجرم نصرالله لغم وفخخ المناطق السكنية حتى في مناطق سكّن ما يسميها بيئته في الضاحية والبقاع والجنوب. إسرائيل تنذر سكان المناطق السكنية وتقوم بتفجير المخازن والنيران تتصاعد نتيجة انفجارها. حصيلة اليوم وأمس من القتلى سوف تتخطى الآلاف ومعظمهم لا يزالون تحت الأنقاض.

حان ضرب رأس الأفعى في إيران وتخليص العالم من وكر الإرهاب

تهديدات الحوثيين وإيران وما بقي من أوباش حزب الشيطان في لبنان هي مجرد نتاق وهرار كلامي ولا حرب إقليمية ولا من يحزنون. ربنا يحمي اللبنانيين

في إيران رؤوس الملالي الأبالسة أينعت وحان لنيتنياهو وللعالم الحر والعرب الأحرار قطافها وتحرير بلاد الفرس من الخامنئي وإعادتها لأهلها

المنتصر نيتنياهو والمهزوم السيد الدجال

نيتنياهو يعلن انتصاره ع الإرهاب وإيران وحماس وحزب الشيطان والسيد الدجال المهزوم يقتل بيئته ويدمر لبنان ويتقيأ انتصارات

لتحل لعنة السماء على المنافق والإسخريوتي الدجال ميشال عون وإلى جهنم ونارها مع صهره الملعون والفاسد والمفسد

والحقير طبقاً لكل معايير الوطنية والإيمان..انتهت صلاحيتهم وع الكب

 

الياس بجاني/فيديو/حزب الله فخخ ولغّم لبنان بمخازن اسلحته بين المدنيين. إسرائيل تفجرها والآلآف يقتلون/في إيران روؤس الملالي الأبالسة اينعت وحان لنيتنياهو وللعالم الحر والعرب الأحرار قطافها وتحرير بلاد الفرس من الخامنئي واعادتها لأهلها

نيرون الضاحية الدجال من داخل جحره يحرق لبنان.

https://www.youtube.com/watch?v=15pokK1l34U

الياس بجاني/28 أيلول/2024

 

الياس بجاني/نص وفيديو/ مطلوب من البطريرك الراعي وكل أصحاب شركات أحزابنا المسيحية الاستقالة والتوبة وتقديم الكفارات لأن صلاحياتهم منتهية وهم غير صالحين للقيادة، بل إنهم كوارث وطنية وإيمانية

26 أيلول/2024

https://eliasbejjaninews.com/2024/09/134803/

"يَا نَسْلَ الأَفَاعِي، كَيْفَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَتَكَلَّمُوا كلامًا صَالِحًا وأَنْتُم أَشْرَار؟ لأَنَّ الفَمَ مِنْ فَيْضِ القَلْبِ يَتَكَلَّم" (إنجيل القدّيس متّى 12:33-37(.

لأن من لا يعترف بعلته، العلة تقتله، نقول بغضب ومرارة وخيبة أمل بأن الحقيقة، الحقيقة الواضحة وضوح الشمس، والمعروفة حتى من الأطفال، هي أن سيدنا البطريرك الراعي وكل من يحيط به من أصحاب الجُبب والقلانيس، ومعهم أصحاب شركات أحزابنا المارونية-المسيحية الحاليين والسابقين (منذ خروج الجيش السوري من لبنان عام 2005)، هم في غربة قاتلة عن لبنان القداسة والقديسين، وعن اللبنانيين وعلة وجود لبنان، وعن الهوية والتاريخ والسيادة والرسالة والاستقلال والدور والرؤية. كل تاريخهم الفاشل يؤكد أنهم يفتقدون لكل مكونات ومكنونات القيادة، وفي الغالب ذميون وتجار هيكل وأولوياتهم تتمحور حول مصالحهم الذاتية المالية والسلطوية.

أما من يحيط بهم من نواب ومستشارين وإعلاميين فهم مخصيون وجواسيس ووكلاء لجهات معادية للبنان، لأنهم يخافون من الأقوياء والشرفاء والصادقين وأصحاب الكفاءات، بل يحاربونهم. وأما قطعانهم، فحدث ولا حرج... هوبرجية وأغبياء وجهلة، وصنميون.

هؤلاء، والراعي في مقدمتهم، وأصحاب شركات الأحزاب الفاقدين لكل مقومات القيادة، ولكل ما هو إيماني وصدق وجرأة ورؤية، سهّلوا لحزب الله الإرهابي والمذهبي والفارسي السيطرة على لبنان، وتفكيك الدولة، وضرب كل مؤسساتها، لأنهم جبناء ويخافون قول الحقيقة والشهادة للحق. وفيما يلي بعض الجرائم الوطنية والأخطاء والخطايا التي ارتكبوها عن سابق تصور وتصميم وغباء وذمية:

1-تغاضوا عن حقيقة أن حزب الله لم يحرر الجنوب، بل احتله وحوله إلى مستعمرة إيرانية وإلى مخزن وأنفاق لأسلحة الملالي، وزوروا الحقيقة وشهدوا شهادة زور وارتكبوا الخطيئة المميتة بقولهم الذمي بأن كل من يتسبب حزب الله بقتلهم من عسكره (المرتزقة) في لبنان وسوريا والعراق واليمن وغزة وباقي دول العالم هم شهداء وبأنهم في منزلة شهدائنا. تجابنوا عن الشهادة للحق والقول بجرأة بأن إسرائيل نفذت القرار الدولي 425 وانسحبت من الجنوب (الشريط الحدودي) عام 2000 خدمة لمصالح إسرائيلية بحتة من ضمن تفاهم إيراني عربي ودولي (خطيئة إسرائيلية جلبت عليها الكوارث)

2- تخلوا عن سكان الشريط الحدودي، وعن جيش لبنان الجنوبي وأفراده وقادته، وتجابنوا ولم يتبنوا قضيتهم العادلة، ورضخوا لهرطقات حزب الله واليسار والقومجيين والجهاديين وتجار المقاومة، ولم يعترضوا على نعتهم ظلماً وعدواناً بالعملاء والخونة، في حين أنهم أبطال ووطنيون بامتياز، وتركوهم في إسرائيل ولم يعملوا على عودتهم المشرفة.

3-قبلوا بجبن كذبة ودجل ونفاق بأن حزب الله لبناني، وحرر الجنوب، ومقاومة، وشريحة لبنانية، ويمثل الطائفة الشيعية في مجلس النواب، ولم يتجرؤوا على المطالبة بتنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان (اتفاقية الهدنة، 1559، 1701، 1680)... وبغنمية معيبة ساروا بغباء وجهل مع هرطقة ثلاثية العهر، جيش، شعب، مقاومة.

4- باعوا سكان الشريط الحدودي وقتلوا صوت الله الذي هو الضمير في دواخلهم وتحولوا إلى أتباع الإسخريوتي بثقافتهم وممارساتهم وثلاثين الفضة، علماً وطبقاً للمعايير الوطنية والأخلاقية فإن كل من يتخلى عن أبطاله وشهداء وطنه لا يستحق غير اللعنة والرذل والمحاسبة والعزل.

5-اليوم، وفيما يواجهه لبنان من دمار وتخريب وتهجير وفقر وإجرام وفوضى جراء الحرب الدائرة بين إسرائيل وحزب الله، بلعوا ألسنتهم واختبئوا كالفئران في جحورهم صامتين خائفين ومرتبكين، تماماً كما هو حال الدجال حسن نصرالله، ولم يرفعوا الصوت ليسموا الأشياء بأسمائها ويقولوا للعالم وللأمم المتحدة وللفاتيكان وللشعب اللبناني بأن حزب الله إرهابي وفارسي وجهادي ويحتل لبنان ويفكك أوصاله ويقتل شعبه. وعلى خلفية ذميتهم وجبنهم وانعدام رؤيتهم، لا يطالبون بتنفيذ القرارات الدولية بعد وضعها تحت البند السابع واعتقال ومحاكمة كل قادة وعسكر حزب الله وقطع العلاقات مع إيران راعيتهم.

5-هؤلاء القادة ورجال الدين، الراعي وأصحاب شركات أحزابنا المسيحية، وكل الطبقة السياسية، لم يجتمعوا فيما الحرب المدمرة بين إسرائيل وحزب الله ولم يتخذوا مواقف وطنية، ولم يعلنوا موقفاً لبنانياً موحداً ضد حزب الله المجرم والمحتل، بل تجابنوا وتابعوا مسيرتهم الذمية باسترضاء الحزب والتملق له ومساندته واجترار سرديات هبل، "العدو الإسرائيلي"، و"الاعتداءات الإسرائيلية"، و"الأطماع الإسرائيلية"، وتطول قائمة الغباء والذمية وانعدام الرؤية.

إن المطلوب وعلى خلفية كل ما ذكر، وهو جزء قليل من ارتكاباتهم، أن يستقيل كل هؤلاء الفاشلين والذميين وتجار الهيكل والإسخريوتيين والجبناء. نقطة على السطر.

 

الياس بجاني/فيديو/ مطلوب من البطريرك الراعي وكل أصحاب شركات أحزابنا المسيحية الاستقالة والتوبة وتقديم الكفارات لأن صلاحياتهم منتهية وهم غير صالحين للقيادة، بل خطأة وكوارث وطنية وإيمانية.

https://www.youtube.com/watch?v=j1FNU7dNEzw&t=618s

26 أيلول/2024

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط   https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل أهم الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة مع المعارض لحزب الله ولمشروع إيراني الإرهاب والملالي السيد محمد الحسيني يؤكد من خلالها خيانة إيران وبيعها نصرالله وكل قادة حزب الله لأميركا وان دور الحوثيين والسوريين والعراقيين آت مشيراً إلى غضب شيعة لبنان وانفضاح خيانة الملالي/تعرية لفساد حزب الله والإختراقات التي تنخره..

https://eliasbejjaninews.com/2024/09/135021/

28 أيلول/2024

 

رابط فيديو حلقة نقاش من قناة سكاي نيوز تتناول السؤال "هل تخلت إيران عن حزب الله...مقتل حسن نصرالله؟ بمشاركة الصحافين نديم قطيش وموفق حرب والدبلوماسي الإيراني عباس خمايار

https://www.youtube.com/watch?v=9L_3SxMgfAk

28 أيلول/2024

 

رابط فيديو مقابلة من قناة "العربية" مع رئيس التيار الشيعي الحر الشيخ محمد الحاج حسن

https://www.youtube.com/watch?v=FzEmJKQw4rk

28 أيلول/2024

 

رابط فيديو تقرير من موقع "إسرائيل24" تحت عنوان بعد اغتيال نصر الله: ما هي أهداف الحرب التي تسعى إسرائيل إلى تحقيقها؟

https://www.youtube.com/watch?v=rmLPO49JrRQ

 

رابط فيديو مقابلة من موقع قناة العربية مع د . فارس سعيد حول التطورات المتلاحقة في لبنان

https://www.youtube.com/watch?v=0AetBzDKvm0

 

رابط فيديو تعليق من موقع "القاهرة والناس" للمؤرخ والإعلامي المميز إبراهيم عيسى يشرح من خلاله جنون وهراء وعبثية وغباء تجار المقاومة والتحرير من عبد الناصر حتلا دجال الضاخية حسن نصرالله

ابراهيم عيسى : أي حد يقولكم أنا ضد اسرائيل تروحوا معاه البيت عادي جدا

الجزء الأول من الحلقة/

https://www.youtube.com/watch?v=W6dZ_voQJWI&t=57s

https://www.youtube.com/watch?v=-OqN5W6074w&t=302s

 

لن أحزن ولن أتجاوب مع أيّة دعوة للحزن حسن نصرالله

الكاتب والمخرج يوسف ي. الخوري/18 أيلول/2024

https://eliasbejjaninews.com/2024/09/135006/

سأكون مقتضبًا وصريحًا بموقفي من قتل حسن نصرالله، تمامًا كما هو كان صريحًا معنا في وعوده ومواقفه.

أنا آسف يا سيّد لأنّك رحلت ولم أشهد جرّك إلى العدالة بتهم  تدميرك لبنان مرتين، واحتلالك إرادة صنّاع القرار في لبنان.

اسمح لي، لن أحزن ولن أتجاوب مع أيّة دعوة للحزن عليك، وسأغضب إذا أعلنت الدولة الحداد عليك وتنكيس الأعلام.

الجميل في رحيلك، أنّنا سنستريح من ظهور أبواقك المهلوسين على الشاشات، وأرجو ألّا يتحقنا المذيعات والمذيعين بمظاهر الحداد المزيّفة.

أوّل شيء سأفعله سأدعو إلى إلغاء يوم التحرير الكذبة وإلى استعادة تاريخ 25 أيّار، لأنّك قبل رحيلك الميمون تكفلت بعودة الإسرائيليين إلى انتهاك سيادتنا مرّة جديدة، وربما قريبًا احتلال أجزاء من أرضنا.

لن أترحّم عليك لأنّك تركت اللبنانيين ينشدون الرحمة جرّاء أفعالك غير المسؤولة، وجراء خيانتك الأمّة اللبنانيّة ودستورها وسيادة أبنائها.

ما قلته ليس شماتة، لأنّنا لم نخفه منذ العام 2006، أمّا معركتنا ضدّك فقد انتهت اليوم، لكنّها مستمرّة في مواجهة محورك حتّى قبعه من لبنان.

 

بعد إغتيال نصرالله..الجيش الاسرائيلي يقتل مسؤول استخبارات الحزب حسن خليل ياسين!

جنوبية/28 أيلول/2024

بعد إغتيال امين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله وعدد من قيادات “الحزب” في غارة حارة حريك امس، اعلن الجيش الاسرائيلي إن قائداً كبيراً في قسم الاستخبارات التابع لحزب الله قُتل في غارة جوية إسرائيلية في ضاحية الضاحية ببيروت بعد ظهر اليوم. ووفقاً للجيش الإسرائيلي، كان حسن خليل ياسين يرأس وحدة في قسم الاستخبارات التابع لحزب الله كانت مكلفة بتحديد المواقع العسكرية والمدنية الإسرائيلية في إسرائيل التي سيتم استهدافها. وذكر إن ياسين عمل بشكل وثيق مع وحدات الصواريخ والقذائف والطائرات بدون طيار التابعة لحزب الله، وكان “متورطاً شخصياً في مؤامرات نُفذت منذ بداية الحرب ضد المدنيين والجنود، وخطط لهجمات إضافية في الأيام المقبلة”. وقد نفذت طائرات مقاتلة الضربة على موقع في الضاحية، مما أسفر عن مقتل ياسين.

 

غارة إسرائيلية ضخمة على الشياح «تستهدف نبيل قاووق»

جنوبية/28 أيلول/2024

استكمل الجيش الإسرائيلي عدوانه على لبنان السبت، فشّن غارة على منطقة الشياح في الضاحية الجنوبية لبيروت، مستهدفًا نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق. وقالت قناة «العربية» عن مصادر  أن «المستهدف بغارة الضاحية هو نبيل قاووق نائب رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله».  وانتشرت مشاهد لحطام كبير في المكان المستهدف وأناس يهرولون نحو مبنى شبه مدمر، إلى جانبه سيارات محطمة.  لا يمكن تأكيد مصير قاووق حاليا. وأتى الغارة بعد أعنف هجوم على الضاجية الجنوبية الجمعة، وتحديدا على مقر حزب الله في حارة حريك، اغتالت فيها إسرائيل أمين عام الحزب السيد حسن نصرالله إلى جانب عدد من قادة حزب الله العسكريين.

 

ذهول وغضب بعد إستشهاد نصرالله..وإسرائيل ترتكب مجزرتين في صور والطيبة!

جنوبية/28 أيلول/2024

شكل إستشهاد أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله، الذي نعاه الحزب شهيداً، محطة كبيرة في المواجهة المستمرة بين الحزب والعدو الإسرائيلي، منذ حوالي 42 عاماً، والذي يتولى أمانة عام الحزب من 32 عاماً خلفاً لأمين عام الحزب السيد عباس الموسوي، الذي إغتالته إسرائيل في شباط العام 1992، على طريق بلدة تفاحتا، قضاء صيدا، أثناء عودته من حفل سنوي للشيخ راغب حرب في بلدة جبشيت. بعد حسم مسألة إستشهاده ظهراً، في أعقاب الغارات الإسرائيلية على مقر للحزب في حارة حريك، سيطر الغضب و الذهول والحزن على أبناء الجنوب، وهم في أماكن نزوحهم، وعلى محبيه في كافة المناطق اللبنانية، حيث تسمر المواطنون كباراً وصغاراً على شاشات التلفزة وهواتفهم، لمتابعة آخر التطورات وبيان نعي السيد نصرالله. في غضون ذلك، كانت قوات الإحتلال “المنتشية” بهذا العمل، تكمل إستهداف قياديين في الحزب في الضاحية الجنوبية والجنوب، وتقصف بواسطة طائراتها الحربية عشرات البلدات والقرى وصولاً إلى منطقة البقاع وجبل لبنان. زنار النار الإسرائيلي المتنقل.من بلدة إلى أخرى، حيث لم تسلم قرية واحدة من جحيم العدوان الإسرائيلي، الذي يوقع في كل منها شهداء وجرحى ودمار هائل، وإقتلاع أهلها منها، بفعل ضخامة الإعتداءات الجوية وتوزعها على الأحياء والمؤسسات، قد بلغ للمرة الاولى منذ بدء حرب الإشغال والإسناد دعما لغزة، مدينة صور الساحلية، فتم قصف احد أحيائها القديمة في منطقة “الخراب” عند بحر صور الغربي، ما ادى إلى إستشهاد عدد من المواطنين، بينهم أطفال، إذ تم إنتشال جثامين كل إسماعيل السمرا وزوجته سماح الشعار وإبنتهما، فيما تواصل فرق الإنقاض في الدفاع المدني في كشافة الرسالة الإسلامية، عمليات البحث عن آخرين ما زالو تحت ركام المنزل المدمر، من بينهم عصام السمرا، شقيق إسماعيل . لا تشبه موجات الغارات المتواصلة على مدار ساعات الليل والنهار، أياً من أيام عدوان تموز 2006، فتوسيع الإعتداءات التي بدات في الرابع والعشرين من الحالي، يتم بشكل ممنهج، يشبه تدريجياً، الغارات الكثيفة على بلدات الحافة الأمامية، التي دمرت غالبية بيوتها او تضررت كلياً وجزئياً، حيث تطال الغارات المنازل المدنية، وتمددها إلى قطع الطرقات، سواء مباشرة أو غير مباشرة، بهدف تقطيع اواصر القرى عن بعضها البعض، وتهجير من بقي فيها صامداً مساعداً في نقل الجرحى والمصابين ودفن الشهداء والموتى.

يحصل كل ذلك، وسط إرتفاع تعداد الشهداء إلى اكثر من 1600، بينهم أكثر من 150 شهيداً في منطقة صور ، وفق طبابة قضاء صور ومع كل يوم إضافي من يوميات العدوان الموسع، تضيق فسحة الأنفراج لدى النازحين، الذين تخطى عددهم نصف مليون شخص، ضاقت بهم المدارس ومراكز الجمعيات والهيئات والبيوت والشقق، التي تئن من اوجاع ساكنيها، نتيجة إبتعادهم قسراً عن مدنهم وبلداتهم وقراهم، التي يحنون إلى ترابها وزرعها وبيوتها العامرة.

إعتداءات اليوم والأمس، لم توفر المراكز الصحية والخدمية, ولاحتى أماكن عبور المواطنين، حيث أفادت المعلومات عن إستهداف مركز ومستوصف للدفاع المدني في الهيئة الصحية الإسلامية، بين بلدتي الطيبة ودير سريان في منطقة مرجعيون، أدى إلى سقوط 11 شهيدا و 10 جرحى، كما تسببت غارة مماثلة على قرية دبعال قرب صور، إلى سقوك ثلاثة شهداء من عائلة واحدة وسقوط شهداء وشهيدات في أكثر من مكان، منها مدينة بنت جبيل.

 

«حزب الله» يعلن مقتل نصر الله... ونعيم قاسم للقيادة مؤقتاً والنظام الداخلي ينص على انتخابه من قبل مجلس الشورى

بيروت: «الشرق الأوسط»/28 أيلول 2024

بعد إعلان «حزب الله» عن مقتل أمينه العام حسن نصر الله في القصف الإسرائيلي الذي استهدف مقر الحزب في حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت، تتجه الأنظار اليوم إلى الشخصية التي ستخلف نصر الله الذي يناديه مناصروه بـ«السيّد» أو «أبو هادي» نسبة لنجله الأكبر الذي قتل عام 1997 خلال معارك مع القوات الإسرائيلية التي كانت تحتل جنوب لبنان. ونعى «حزب الله» نصر الله بعد ظهر السبت، بعدما لزم الصمت لساعات طويلة، وبعدما كانت إسرائيل قد أعلنت عن نجاح عملية الاغتيال. ولم يرد في البيان أسماء الآخرين الذين قتلوا مع نصر الله في الغارة التي خلفت 6 قتلى على الأقل، وفق وزارة الصحة اللبنانية، وأدت إلى انهيار 7 مبانٍ وفق قناة «المنار» التابعة لـ«حزب الله». وختم البيان متعهداً بمواصلة «قيادة (حزب الله) جهادها في مواجهة العدو وإسناداً لغزة وفلسطين ودفاعاً عن لبنان وشعبه الصامد والشريف». وفي حين كان قد بدأ التداول باسم المجلس التنفيذي للحزب هاشم صفي الدين لتولي قيادة الحزب، وهو عضو مجلس الشورى الذي تشير المعلومات إلى أنه كان يتم تهيئته لهذا المنصب، إضافة إلى كونه ابن خالة نصر الله وصهر قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس، عادت بعض المعلومات وأشارت إلى أن نائب أمين عام الحزب الشيخ نعيم قاسم هو الذي سيتولى قيادة الحزب، وهو ما علّقت عليه مصادر مقربة من الحزب، قائلة لـ«الشرق الأوسط»: «قد يتولى قاسم قيادة الحزب لمرحلة مؤقتة، إنما علينا انتظار قرار الحزب». مع العلم بأن المعلومات الأولية التي انتشرت إثر عملية القصف التي استهدفت حارة حريك كانت قد أشارت إلى اغتيال صفي الدين، وهو ما لم يتم تأكيده أو نفيه من قبل «حزب الله». ووفق النظام الداخلي لـ«حزب الله» فإن مجلس الشورى في الحزب هو الذي ينتخب الأمين العام، وفي حالة وصوله إلى طريق مسدود، فإن القائد الأعلى للجمهورية الإيرانية يرجّح قرار التصويت. ومجلس الشورى في «حزب الله» هو القيادة العليا في الحزب، ويتم انتخاب أعضائه من هيئة ناخبة تضم المئات وتسمى «المؤتمر العام».

ويترأس المجلس الأمين العام الذي يُنتخب لولاية مدتها 3 سنوات باتت قابلة للتجديد بعد تعديل النظام الداخلي للحزب، ما سمح لإعادة انتخاب نصر الله مرات عدة. ويتألف مجلس الشورى من 7 أعضاء يتخذون القرارات الكبرى في الحزب، أبرزها انتخاب الأمين العام، فيما تتخذ القرارات داخل المجلس بالأكثرية، كما يتولى كل منهم ملفاً خاصاً، ويدير قطاعاً من قطاعات الحزب. ويضم مجلس الشورى، إضافة إلى نصر الله، نائبه الشيخ نعيم قاسم، والمعاون السياسي حسين خليل، ورئيس المجلس السياسي إبراهيم أمين السيد، ورئيس المجلس التنفيذي هاشم صفي الدين، ورئيس الهيئة الشرعية محمد يزبك، ومدير عام مؤسسة الشهيد جواد نور الدين.

 

ثقل الهجوم الإسرائيلي ينتقل إلى الضاحية... واستهدافات متفرّقة في الجبل

حرب الاغتيالات تتواصل على وقع غارات جوية عنيفة

بيروت: «الشرق الأوسط»/28 أيلول 2024

دخلت الضاحية الجنوبية عملياً في دائرة الحرب الإسرائيلية على لبنان، حيث تحوَّل النشاط العسكري الإسرائيلي باتجاهها، عبر تنفيذ عشرات الضربات منذ فجر السبت، وتواصلت الضربات لتشمل كامل مناطق الضاحية، بالتوازي مع محاولات اغتيال فيها، وضربات جوية مكثَّفة على البقاع والجنوب. وواصل «حزب الله» هجماته بعد اغتيال أمينه العام حسن نصر الله، وأصدر حتى مساء السبت، 7 بيانات يُعلن فيها عن قصف في إسرائيل، استهدف مستعمرة «كابري» بصواريخ «فادي 1»، وقاعدة ومطار «رامات ديفيد» بصواريخ «فادي 3»، وموقع الصدح ومستعمرات «ساعر» و«روش بينا» و«متسوفا» و«معالوت»، حسبما جاء في بيانات متتالية. وأفادت القناة 12 الإسرائيلية بإطلاق 16 صاروخاً من لبنان باتجاه الجليل في إحدى الدفعات الصاروخية، وأعلنت الجبهة الداخلية الإسرائيلية عن دويّ صافرات الإنذار في عكا وعشرات المواقع المحيطة، بعد رصد إطلاق صواريخ، كما أعلنت عن سقوط صاروخ أُطلق من لبنان على «نتسيريت عيليت» بمدينة عكا. وبعدما أفادت القناة 13 الإسرائيلية بدوي صافرات إنذار في مطار «بن غوريون» أثناء وجود رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو فيه، أجرى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي تقييماً للأوضاع في مقرّ قيادة المنطقة الشمالية، فيما تعهّدت إسرائيل بمواصلة حملتها العسكرية على لبنان، وذكر المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي، صادَقَ، عصر السبت، على خُطط بالجبهة الشمالية بعد إجراء تقييم أمني. وتحوّلت الضاحية الجنوبية لبيروت إلى مركز العمليات العسكرية الإسرائيلية، حيث نفَّذت الطائرات الحربية سلسلة من الغارات استهدف مناطق سكنية في الكفاءات والليلكي والحدث والشويفات، وأحياء في منطقة برج البراجنة والشياح. ونفت العلاقات الإعلامية في «حزب الله» صحة مزاعم العدو الصهيوني والادّعاءات الإسرائيلية عن وجود أسلحة أو مخازن أسلحة في المباني المدنية المستهدفة بالقصف في الضاحية الجنوبية. وكان لافتاً، خلال تنفيذ إسرائيل غارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، حركة الطائرات المدنية في مطار بيروت الدولي، حيث رصدت عدسة وسائل الإعلام طائرات خلال إقلاعها وهبوطها في المطار، وكانت تدخل أجواء الضاحية الجنوبية بالتزامن مع الغارات. وأعلن «فوج إطفاء بيروت» في بيان، أن عناصره شاركت في عملية إخماد النيران المندلعة نتيجة القصف الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية، حيث نجا الفريق بأعجوبة جرّاء انفجار في المبنى. وتجدّدت الغارات بعد ظهر السبت، واستهدفت الشياح وبرج البراجنة، وتحدثت معلومات عن مجزرة في حي السلم. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان مقتضب، إنه «هاجم بشكل دقيق» في الضاحية الجنوبية لبيروت، في إشارة إلى محاولة اغتيال. ودخلت منطقة جبل لبنان في دائرة الاستهدافات الإسرائيلية، حيث أُفيد عن قصف على بلدة بعدران بقضاء الشوف، ما أدى إلى مقتل شخصين، وإصابة آخرين بجروح وهم من أفراد عائلة جنوبيّة نزحت جرّاء القصف الإسرائيلي. وتلقّى سكان أحد المباني في مرج بعقلين في الشوف تهديداً إسرائيلياً، وطُلب منهم إخلاؤها فوراً، وأفادت قناة «الجديد» بعد الظهر بقصف إسرائيلي استهدف أطراف المنطقة، وطال القصف الإسرائيلي في الجنوب أكثر من قرية وبلدة.

 

الجيش الإسرائيلي يعلن مواصلة ضرب «حزب الله» حتى بعد اغتيال نصر الله

تل أبيب: «الشرق الأوسط»/28 أيلول 2024

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم (السبت)، أنه يسعى إلى إضعاف جماعة «حزب الله» اللبنانية «قدر الإمكان»، حتى بعد اغتيال زعيمها حسن نصر الله، وغيره من كبار القادة. وقال الجيش الإسرائيلي: «هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به ضد (حزب الله)، وهناك المزيد من المراحل والقدرات التي يمكن استخدامها ضده»، وفق ما نقلته صحيفة «تايمز أوف إسرائيل». وقالت مصادر عسكرية إن الضربات التي تستهدف كبار مسؤولي «حزب الله» وقدرات الجماعة وشحنات الأسلحة، ستستمر. وأوضح الجيش الإسرائيلي أن الطائرات المقاتلة التابعة له أسقطت أكثر من 3500 قذيفة على مواقع «حزب الله» خلال الأسبوع الماضي، مما أدى إلى تدمير عديد من قدراته الصاروخية والقذائف والطائرات من دون طيار، إلى جانب مواقع استخباراتية. وحسب «تايمز أوف إسرائيل»، فقد فرض الجيش «حصاراً عسكرياً» على لبنان، ومنع تهريب الأسلحة إليها من إيران، سواء عبر المعابر البرية أو عبر مطار بيروت الدولي، ونفذ ضربات على بعض المعابر الحدودية بين لبنان وسوريا، ولم يُسمح لبعض الرحلات الجوية القادمة من إيران بالهبوط في بيروت. وقال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ، اليوم (السبت)، «ضربة دقيقة» في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل «حزب الله»، بعد يوم من هجوم جوي استهدف المنطقة، وأسفر عن مقتل الأمين العام للحزب حسن نصر الله. وأوضح الجيش في بيان: «نفّذ الجيش الإسرائيلي ضربة دقيقة في منطقة الضاحية في بيروت». وأعلن بعد ذلك أنه قتل عضواً كبيراً في استخبارات «حزب الله» في الغارة، محدداً اسمه بأنه حسن خليل ياسين.

 

غياب «هالة» نصر الله عن قيادة «حزب الله»: ضربة قوية وتأثير معنوي كبير

صورة المرحلة المقبلة تحددها مقاربةُ إيران لوظيفة التنظيم المستقبلية

بيروت: كارولين عاكوم/الشرق الأوسط/28 أيلول 2024

لن يكون قبل اغتيال أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله، كما بعده. هذا الرجل الذي تحوّل إلى رمز في محور المقاومة وصلت إلى حدّ النظر إليه، في بيئته الشيعية، على أنه «القائد الذي لا يموت» سيغيب اليوم عن الساحة وستغيب تهديداته التي لطالما ارتبطت بإصبعه المرفوع و«هالته» التي كان يرى مناصروه أنها غير قابلة للمسّ. من هنا يبقى السؤال الأهم اليوم، ماذا بعد غياب نصر الله؟ وماذا سيكون عليه الموقف الإيراني من هذا الاغتيال ومن وظيفة الحزب في المرحلة المقبلة التي بنيت على مواجهة إسرائيل؟ وفي حين يمكن القول إنه بعد اغتيال إسرائيل لسلفه، عباس الموسوي، عام 1992، جرى انتقال القيادة إلى نصر الله بـ«سلاسة»، فإن غياب الأخير لن يكون بهذه السهولة، وهو الذي عُدَّ من أهم الشخصيات المؤثرة في الشرق الأوسط وفي العالمين العربي والإسلامي، وتحوّل «حزب الله» في عهده إلى قوة إقليمية بدعم أساسي من إيران، ونجح في الداخل اللبناني بأن يرسّخ دوره في السنوات الأخيرة كقوّة سياسية لها الكلمة الفصل، إلى اعتبار خصومه أنه كان يحكم لبنان. ويجمع كل من العميد المتقاعد حسن جوني، والمحلل السياسي علي الأمين، على التأثير الذي سيتركه غياب نصر الله عن قيادة «حزب الله» متوقفين في الوقت عينه عما سيكون عليه الموقف الإيراني التي سينعكس على وظيفة الحزب في المرحلة المقبلة.

ضربة قوية وتأثير معنوي كبير

يصف جوني اغتيال نصر الله بـ«الضربة القوية التي وجّهت إلى الحزب نظراً إلى رمزية القائد الذي لطالما كان يعد مركز ثقل الحزب الاستراتيجي»، معتبراً في الوقت عينه أن «حزب الله» لن ينتهي باغتيال قائده، ويقول لـ«الشرق الأوسط» يجب ألا ننسى أن منظمة الحزب كبيرة ولها تاريخ وفيها مؤسسات، وبالتالي لن تنتهي باغتيال قائدها، وسيتم تعيين قائد لها على الأرجح، للمحافظة على استمرارية التنظيم في هذه المرحلة الحرجة في الحرب». من جهته، يقول الأمين لـ«الشرق الأوسط»: «لا شك أنه سيكون لغيابه تأثير معنوي كبير وهو الذي كان يمثل رمزية تتجاوز (حزب الله) نفسه إلى مؤيدين آخرين من خارج الحزب، ويتمتع بشخصية كاريزمية لها دورها وتأثيرها ونفوذها». وفي حين يرى أنه لا شك سيكون لغيابه تأثير، يقول: «لكن يجب أن ندرك أن بنية (حزب الله) وتركيبته التنظيمية لا تعتمدان على زعامة الشخص، لا سيما في ظل وجود جملة مؤسسات موجودة داخل الحزب، مؤسسات ذات طابع ديني - آيديولوجي ومالية وصحية وتربوية وتعليمية وغيرها من شبكة المؤسسات التي توفّر له القدرة على التماسك والبقاء في موقع المؤثر». ويضيف: «قد يتراجع تأثيره بعض الشيء لكن العامل المادي والدعم الإيراني له يلعبان دوراً في هذا الإطار، وما بناه الحزب خلال 40 عاماً وما بنته إيران من مؤسسات في داخل لبنان، خصوصاً مؤسسات لها علاقة بمؤسسة الشهيد مثلاً التي تعنى بمساعدة عائلات الشهداء من الحزب وآلاف الموظفين الذين يعملون لديه تمنحه وضعية اجتماعية تشكل حصانة ووضعية دينية تساعد على الصمود». من هنا، يرى الأمين أنه رغم التأثير الكبير الذي سيتركه غياب نصر الله عن قيادة «حزب الله»، فإنه من الصعب الحديث عن تغير دراماتيكي، الذي سيأخذ وقتاً لأنه مرتبط بسؤال أساسي، وهو عما إذا كانت ستتغير وظيفة «حزب الله» الذي لطالما كان يستثمر في قتال إسرائيل، أي «هل ستتغير هذه الوظيفة أم ستبقى؟ وبناءً عليه يمكن قراءة المشهد وتأثير الاغتيال بشكل أوضح من الآن». وعن الشخصية التي ستخلف نصر الله، يلفت الأمين إلى أنه من المرجّح أن يكون رئيس المجلس التنفيذي في الحزب هاشم صفي الدين، ابن خالة نصر الله، مشيراً في الوقت عينه إلى أن هوية الشخصية التي سيتم تعيينه ستحدد بناء على المسار الذي سيتجه إليه الحزب واحتمال أن يتم اختيار شخصية مدنية في المرحلة المقبلة.

الموقف الإيراني «الغامض» يحدّد وظيفة «حزب الله» ومصيره

ويطرح العميد جوني أسئلة حول المواقف الإيرانية في هذه الحرب، لا سيما منذ اغتيال قادة «قوة الرضوان» في «حزب الله»، في حين يؤكد الأمين أن طهران لن تتخلى عن «حزب الله» لكنها هي التي ستحدّد دوره ووظيفته المستقبلية بعدما أعطت أولية لمصالحها على خيار الدخول في الحرب. ويلفت جوني إلى «غموض وضبابية اتسمت بهما المواقف الإيرانية التي لاقت استغراباً في لبنان وقد أثرت على بيئة الحزب معنوياً»، معتبراً أن الأهم يبقى في ما سيكون عليه الموقف الإيراني من عملية الاغتيال والمسار الذي ستسلكه، لا سيما لجهة التوصيات بالتراجع أو الاستمرار بالحرب.

من جهته، يعد الأمين أن القول بأن «طهران ضحّت بالحزب قد يكون مبالغاً فيه، لأنه بالنسبة لإيران الأذرع تبقى مهمة ولا يمكن أن تتخلى عنها»، موضحاً: «ما حصل هو أن إيران قامت بنوع من الموازنة بين أن تحمي نظام مصالحها كدولة قد تتعرض للخطر في حال دخلت الحرب، أو أن لا تدخل الحرب، وأن تقتصر الأضرار على الحزب، وبالتالي هي اختارت مصالحها الوطنية والقومية على حماية الأذرع التي عادة ما تعتمد عليها لحمايتها وليس العكس». من هنا، يعبّر الأمين عن اعتقاده بأن طهران لن تتخلى على الحزب الذي يقوم على تمويل وتوجيه وإدارة مرتبطة بها حتى في بنيته الداخلية، لكنه يتحدث عن أسئلة عدة تطرح مرتبطة بالمستقبل، تحديداً عن دور الحزب في المرحلة المقبلة، وما هي الوظيفة التي يمكن أن يقوم بها، خصوصاً إذا تراجعت عما كانت عليه في السابق، وهل سيذهب نحو الصيغة اللبنانية ونحو دور لبناني؟ أم سينتفض على ما حصل ويقوم بخطوات لا أحد يتوقعها، لكن في كل الأحوال هناك تغيّر كبير حصل وسينعكس على الحزب، وعلى نمط العلاقة بينهما.

 

الجيش الإسرائيلي: لا نسعى إلى التصعيد... ونصر الله أشد أعداء إسرائيل

تل أبيب: «الشرق الأوسط»/28 أيلول 2024

أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري اليوم (السبت)، أن إسرائيل لا تسعى إلى تصعيد أوسع، بل تسعى إلى إعادة الرهائن والتأكد من أن حدودها آمنة، مؤكداً أن مقر «حزب الله» في بيروت الذي قُتل فيه أمينه العام حسن نصر الله في قصف إسرائيلي، كان هدفاً عسكرياً مشروعاً بموجب القانون الدولي، وفق ما نشرت «رويترز». وقال هاغاري في تصريح: «نصر الله كان من أشد أعداء إسرائيل على الإطلاق». وأضاف: «نهاجم حالياً البنية التحتية لـ(حزب الله) التي تم بناؤها على مدى سنوات بدعم من إيران». وإذ لفت إلى أن إسرائيل أصدرت توجيهات أكثر صرامة للمدنيين بالحد من التجمعات في مناطق وسط إسرائيل بما لا يزيد عن 1000 شخص، أوضح أنه «لا تغييرات أخرى على التوجيهات الخاصة بالسكان المدنيين». وجدد التأكيد أن «مهمتنا هي إعادة السكان (بالشمال) الذين تم إجلاؤهم، وسنفعل كل ما يلزم»، وتابع: «نحن في حالة تأهب قصوى على مدار الساعة». وقطع «حزب الله» الشك باليقين بعد إعلانه في بيان نعي رسمي اليوم (السبت)، مقتل أمينه العام حسن نصر الله، بضربة استهدفت مقر قيادة الحزب المركزية في الضاحية الجنوبية لبيروت أمس (الجمعة). وكان الجيش الإسرائيلي قد أكد أنه قضى على نصر الله في وقت سابق من اليوم.

 

مَن «الناجي الوحيد» مِن القيادة العسكرية العليا لـ«حزب الله»؟ والجيش الإسرائيلي أعلن القضاء عليهم جميعاً إلا هو

بيروت: «الشرق الأوسط»/28 أيلول 2024

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم (السبت)، أنه قام بتصفية قيادة «حزب الله» العسكرية، في ضربة غير مسبوقة للجماعة اللبنانية المدعومة من إيران. ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي، شجرة لسلسلة القيادة العسكرية لـ«حزب الله» بعد اغتيال الأمين العام للحزب حسن نصر الله، الجمعة، وقد حمل كل من فيها علامة «تم القضاء عليه»، باستثناء فرد واحد هو أبو علي رضا «قائد وحدة بدر» التابعة لجبهة الجنوب. فمن هو أبو علي رضا؟ يُلقب بـ«الحاج أبو حسين»، ويتولى قيادة وحدة «بدر» أحد أبرز التشكيلات العسكرية في «حزب الله»، وأشارت تقارير إسرائيلية إلى توليه قيادة وحدة «الرضوان» النخبوية، خلفاً لإبراهيم عقيل الذي اغتالته إسرائيل يوم 20 سبتمبر (أيلول) الحالي. لا يُعرف عنه الكثير، وتشير التقارير إلى أنه يبلغ من العمر 60 عاماً، وينحدر من بلدة باريش في قضاء صور جنوب لبنان. حسب التقارير، نجا أبو علي رضا في تسعينات القرن الماضي من محاولة اغتيال مع إبراهيم عقيل، وتدرج في مناصب عسكرية متعددة ضمن هيكلية «حزب الله»، ليصبح من أبرز ضباط العمليات في محور الجنوب. يُصنف ضمن الجيل الثالث من قيادات الحزب، وتلقى تدريبات عسكرية متقدمة في إيران. قليل الخروج للعلن، وعندما يظهر يكون متستراً أو مغطى الوجه ليشرح مهام أو أهدافاً أو معلومات عسكرية تخص الحزب.

 

السيسي: مصر ترفض أي انتهاك لسيادة لبنان

القاهرة: «الشرق الأوسط»/28 أيلول 2024

قالت الرئاسة المصرية، في بيان، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي أبلغ رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي في اتصال هاتفي، السبت، رفض مصر أي انتهاك لسيادة لبنان.وأضاف البيان أن السيسي قال خلال الاتصال إن مصر تدعم لبنان تماماً «في هذه الظروف الدقيقة». ولم يُشر البيان إلى اغتيال إسرائيل الأمين العام لجماعة «حزب الله» اللبنانية، حسن نصر الله. وقُتل نصر الله في غارة جوية إسرائيلية مدمّرة على ضاحية بيروت الجنوبية، في ضربة قاسية للحزب وحلفائه، تدفع لبنان والشرق الأوسط نحو المجهول. وأكّد «حزب الله» في بيان، السبت، مقتل أمينه العام الذي «التحق» بـ«رفاقه الشهداء العظام الخالدين الذين قاد مسيرتهم نحواً من ثلاثين عاماً». وكان الجيش الإسرائيلي أعلن قبل الظهر أن نصر الله قُتل في الغارة الجوية التي نفّذتها طائراته، الجمعة، على ما أسماه «المقرّ الرئيسي» للحزب في حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت.

 

بايدن يعدّ مقتل نصر الله «عدالة لضحاياه»

آرون ميللر لـ «الشرق الأوسط»: نتنياهو يستغل فرصة انتخابات أميركا

واشنطن: إيلي يوسف وهبة القدسي/الشرق الأوسط/28 أيلول 2024

قال الرئيس جو بايدن أمس إن مقتل زعيم «حزب الله» حسن نصر الله في ضربة جوية إسرائيلية هو «قسط من العدالة لكثير من ضحاياه» ومنهم آلاف المدنيين الأميركيين والإسرائيليين واللبنانيين، بحسب ما قال. وشدد بايدن على أن أميركا تدعم تماماً حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها في وجه «حزب الله» و«حماس» والحوثيين وأي «جماعات إرهابية أخرى» مدعومة من إيران. وقال إنه وجّه وزير الدفاع لويد أوستن بتعزيز وضع القوات الأميركية في الشرق الأوسط لردع أي عدوان وتقليل مخاطر التحول إلى حرب شاملة بالمنطقة، مشدداً على «أن هدفنا هو خفض التصعيد في الصراعات الحالية سواء في غزة أو لبنان من خلال الوسائل الدبلوماسية». وقبل ذلك، وقبل ذلك، عبّر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، (السبت)، عن دعمه الكامل لحق إسرائيل في الدفاع عن النفس في مواجهة «الجماعات الإرهابية» المدعومة من إيران. وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن أوستن تحدّث مرتين، الجمعة، مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت بشأن الأحداث في لبنان، موضحة أن الوزير الأميركي قال إن واشنطن مستعدة لحماية قواتها ومنشآتها في المنطقة وملتزمة بالدفاع عن إسرائيل. وصدر الموقف الأميركي بعد ساعات من تأكيد «حزب الله» مقتل أمينه العام حسن نصر الله، في الضربة الجوية التي نفّذتها إسرائيل، يوم الجمعة، على مقر القيادة المركزية للحزب في ضاحية بيروت الجنوبية.

مخاوف من توسّع الصراع

ونقلت محطة «سي إن إن» عن مسؤولين أميركيين سابقين وحاليين قولهم إن مقتل نصر الله أدى إلى تأجيج المخاوف بشكل كبير من نشوب حرب واسعة النطاق في الشرق الأوسط، وهو الاحتمال الذي سعت إدارة الرئيس جو بايدن بشدة منذ أشهر لمنعه. لكن مسؤولاً غربياً كبيراً، لم تفصح عن هويته، قال للمحطة: «لا أرى كيف لا يتسع نطاق هذا الأمر قريباً». وحسب المسؤول الكبير السابق في الشرق الأوسط في وزارة الدفاع، ميك مولروي، كانت الضربة أيضاً إشارة واضحة إلى استعداد إسرائيل للمخاطرة بصراع أوسع نطاقاً، وأنها لم تكن قريبة من قبول اقتراح وقف إطلاق النار المدعوم من الولايات المتحدة، ومن غير المرجح الآن أن يكون «حزب الله» مهتماً بالمفاوضات.

إيران تشعر بالقلق

وقال مسؤول عسكري أميركي: «هناك بعض الدلائل على أن إيران قد شعرت بالقلق بالفعل بشأن درجة الضرر الذي ألحقته إسرائيل بـ(حزب الله)، أقوى الميليشيات التابعة لها وأكثرها قدرة في المنطقة». وأضاف أن الولايات المتحدة تعتقد أن إيران ستتدخل في الصراع إذا رأت أنها على وشك «خسارة (حزب الله)»، بعدما أدت التأثيرات المجمعة للعمليات الإسرائيلية ضده إلى إخراج مئات المقاتلين من ساحة المعركة. وأضافت «سي إن إن» أن المسؤولين الأميركيين قدّروا منذ فترة طويلة أن القيادة العليا لـ«حزب الله» أرادت تجنّب حرب شاملة مع إسرائيل، حتى مع اشتداد القتال في الأشهر الأخيرة، لكن مقتل نصر الله مختلف تماماً.

«حزب الله» سيرد

ووفقاً للمسؤول الاستخباراتي الكبير السابق، جوناثان بانيكوف، فإنه من المؤكد تقريباً أن «حزب الله» سيرد، ومن المرجح أن تلعب إيران دوراً. وقال بانيكوف: «من المرجح أن يكون الرد كبيراً بما يكفي لارتفاع احتمالات أن يؤدي إلى حرب واسعة النطاق». وأضاف أن قيادة «حزب الله» دأبت منذ مدة طويلة على التحريض على لعب دور أكبر في القتال ضد إسرائيل منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول)، وهي الآن تخاطر بفقدان شرعيتها في أعين مقاتليها ومؤيديها إذا لم تقدم رداً قاسياً على مقتل زعيمها.

شنكر: لحظة أمل نادرة

وتعليقاً على مقتل زعيم «حزب الله»، قال ديفيد شنكر، مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق لشؤون الشرق الأدنى، إن «نصر الله ورعاته الإيرانيين هم من طلبوا هذه الحرب ضد إسرائيل». وأضاف في تصريح لـ «الشرق الأوسط» أن نصرالله «كان بإمكانه أن ينهيها في أي وقت، لكنه اختار ألا يفعل ذلك. ومع موته فقد جر لبنان مرة أخرى إلى مواجهة مدمرة أخرى مع إسرائيل». وحول لبنان، قال شنكر «إنها لحظة أمل نادرة، الأمل في أن تتمكن النخبة السياسية من اغتنام الفرصة لإعادة تنشيط الدولة وإعادة التوازن إلى السياسة بعيداً عن هيمنة حزب الله المستمرة منذ عقود. لكن بالنسبة لإيران، فهذه ضربة هائلة. خلال العام الماضي، شهدت وكيلها الفلسطيني، «حماس» في غزة، يشن حرباً ويخسرها أمام إسرائيل، مما تسبب في معاناة إنسانية هائلة للفلسطينيين. والآن، شهدت الجمهورية الإسلامية تدهور جوهرة التاج لوكلائها. لقد فقدت إيران مستشارها الجهادي الرئيسي. وكان نصر الله، فعلياً، بديلاً لقاسم سليماني».

آرون ديفيد ميللر

إلى ذلك، قال آرون ديفيد ميللر، الباحث البارز ونائب رئيس معهد كارنيغي، لـ«الشرق الأوسط»، إن الضربة الإسرائيلية التي استهدفت زعيم «حزب الله» حسن نصر الله في الضاحية الجنوبية «توضح لي من حيث المبدأ أن جيش الدفاع الإسرائيلي ورئيس الوزراء نتنياهو استنتجا أن التهديد الاستراتيجي الحقيقي لا يتمثل في حماس في الجنوب، لكنه يكمن في الشمال (مع لبنان). وأعتقد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي توصل إلى هذا الاستنتاج واستغل أن الكنيست في عطلة، وأن الانتخابات الأميركية أمامها أسابيع، ولذلك فإن قدرة الولايات المتحدة على فرض عقوبات أو تقييد قدرات إسرائيل أو وضع شروط على المساعدات العسكرية الأميركية قد تثير انزعاجاً كبيراً، وهذا ما يعطي نتنياهو فرصة للمناورة من الآن وحتى الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني)»، موعد الانتخابات الأميركية. ويضيف الباحث البارز الذي عمل مفاوضاً في إدارات أميركية عدة، أن الانتخابات الأميركية تحتل مكانة بارزة في حسابات نتنياهو وهي أيضاً تحتل مساحة بارزة ومفهومة في حسابات إدارة بايدن، و«أسوأ شيء بالنسبة لهذه الإدارة وللمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس هو اندلاع حرب شاملة الآن وحصول تصعيد إسرائيلي ضد (حزب الله). من السهل تخيّل أن الولايات المتحدة يمكن أن تنجر إلى هذه الحرب، ولذا فإن الأمر محفوف بالمخاطر بالنسبة إلى الإدارة الأميركية». ويرى ميللر أن اغتيال حسن نصر الله لن يكون نهاية فصل أو بداية قصة جديدة، لأن إسرائيل تواجه حالياً ثلاث جبهات وحرب استنزاف، واحدة مع حماس وهي الأقل في الأهمية الاستراتيجية، والثانية مع «حزب الله» التي ستستمر بشكل ما، أما الثالثة فهي مع إيران و«من ثمّ لن تنتهي هذه الحروب في وقت قريب ولا توجد نهايات دبلوماسية لها». ويقول: «لقد أصدر حزب الله تهديدات كثيرة باستهداف إسرائيل. والسؤال الآن هل سيتراجعون عن القيام برد فعل انتقامي هائل؟ ويجب أيضاً أخذ الرأي العام اللبناني في الاعتبار لأنه المتأثر بالضربات الإسرائيلية، وفي اعتقادي أن حزب الله سيلجأ بمرور الوقت إلى استخدام القوة الناعمة». وحول رد الفعل الإيراني، يضيف ميللر: «الإيرانيون في مأزق، فهم لا يريدون أن يروا وكيلهم الرئيسي في الصراع العربي الإسرائيلي يُغتال بهذه الطريقة، وفي الوقت نفسه لا يريدون أن ينجروا إلى مواجهة مستمرة مع إسرائيل - وهذا يتضمن أيضاً الولايات المتحدة - بما يؤدي إلى ضربات على الجيش الإيراني وربما على منشآتهم النووية».

 

«حزب الله» قوة عسكرية لبنانية مدعومة من إيران... وذات دور إقليمي متنامٍ

بيروت: «الشرق الأوسط»/28 أيلول 2024

طوّر «حزب الله» الذي قتلت إسرائيل أمينه العام حسن نصر الله، في غارة على ضاحية بيروت الجنوبية، ترسانته العسكرية منذ الحرب المدمرة التي خاضها صيف 2006 ضد الدولة العبرية، واكتسب دوراً إقليمياً متنامياً. وقد أعلنت إسرائيل السبت أنها قتلت حسن نصر الله، وأكد الحزب ذلك في بيان. ويعدّ «حزب الله»، وهو القوة اللبنانية الوحيدة غير القوى الأمنية الرسمية التي تملك ترسانة سلاح ضخمة، المكوّن الأكثر نفوذاً بين تشكيلات ما يُعرف بـ «محور المقاومة» الذي تقوده طهران، ويضمّ إلى الحزب حركة «حماس» الفلسطينية، والمتمردين الحوثيين في اليمن، وفصائل عراقية وأخرى سورية، وفق تقرير أعدته «وكالة الصحافة الفرنسية». ومنذ بدء الحرب في قطاع غزة إثر هجوم لحركة «حماس» داخل إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، يشنّ «حزب الله» هجمات يومية من جنوب لبنان على إسرائيل، يقول إنه يستهدف بها مواقع عسكرية، ويردّ الجيش الإسرائيلي بقصف ما يصفه بأنه «بنى عسكرية» تابعة للحزب ويستهدف قيادييه. وفي الأشهر الأخيرة، ألحقت إسرائيل خسائر كبيرة في صفوف قياديي «حزب الله». وقُتل خصوصاً فؤاد شكر، أحد كبار قادته العسكريين في 30 يوليو (تموز) في غارة نسبت إلى إسرائيل على ضاحية بيروت الجنوبية.

ومقتل نصر الله سيشكل ضربة غير مسبوقة للحزب.

التأسيس و«مقاومة» إسرائيل

تأسّس «حزب الله» بمبادرة إيرانية بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982. وعرف انطلاقته الأولى في منطقة البقاع قبل أن يتوسع إلى مناطق لبنانية أخرى، وخصوصاً جنوب البلاد وضاحية بيروت الجنوبية. لكن لم يُعلن عن تأسيسه حتى عام 1985. وبنى الحزب الذي يؤكد أن مرجعيته هي «ولاية الفقيه»، عقيدته السياسية على أساس مقاومة إسرائيل. ويعد «حزب الله» رأس الحربة في انسحاب إسرائيل من لبنان عام 2000 بعد احتلال دام 22 عاماً. وخاض الحزب الذي يتلقى المال والسلاح من طهران وتسهّل سوريا نقل أسلحته وذخائره، حرباً ضد إسرائيل في عام 2006، اندلعت إثر خطفه جنديين بالقرب من الحدود مع لبنان. وردّت إسرائيل بهجوم مدمر، إلا أنها لم تنجح في تحقيق هدفها المعلن في القضاء على «حزب الله»، ما أظهره في نهاية الحرب داخلياً بموقع المنتصر. وتسببت الحرب على مدى 33 يوماً بمقتل 1200 شخص في لبنان معظمهم مدنيون، و160 إسرائيلياً غالبيتهم عسكريون. وانتهت الحرب بصدور القرار الدولي 1701 الذي أرسى وقفاً للأعمال الحربية بين إسرائيل و«حزب الله»، وعزز انتشار قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان (يونيفيل). وبموجبه، انتشر الجيش اللبناني للمرة الأولى منذ عقود عند الحدود مع إسرائيل، بهدف منع أي وجود عسكري «غير شرعي» عليها. لكن بقي معروفاً على نطاق واسع أن «حزب الله»، وإن اختفى لفترة وجوده العسكري العلني في المنطقة الحدودية، ظلّ موجوداً فيها ويسيطر عليها بشكل كامل. ومنذ حرب 2006، طوّر «حزب الله» ترسانته من الأسلحة إلى حد بعيد، وباتت تضمّ صواريخ موجهة وأخرى دقيقة. وأصبح نصر الله الذي أكد سابقاً أن الحزب لديه 100 ألف مقاتل، أميناً عاماً بعد اغتيال إسرائيل سلفه عباس الموسوي في عام 1992.

سوريا ونزاعات إقليمية

خلال العقد الأخير، تحوّل «حزب الله» تدريجياً إلى لاعب مهم على مستوى المنطقة، وعنصر أساسي في «محور المقاومة». في العراق، وخصوصاً بعد سقوط النظام السابق برئاسة صدام حسين، قدّم «حزب الله» على مدى سنوات الدعم والتدريب إلى فصائل مسلحة موالية لإيران تبنّت منذ أكتوبر هجمات عدّة ضدّ قوات التحالف الدولي وقوات أميركية في سوريا والعراق. في اليمن، يُتهم «حزب الله» بدعم الحوثيين الذين ينفذون منذ بدء الحرب هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب، يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إلى موانئها، ما استدعى ضربات من الولايات المتحدة وحلفائها. في عام 2013، أعلن «حزب الله» مشاركته بشكل علني في النزاع في سوريا المجاورة، إلى جانب قوات النظام. وهناك، طوّر مقاتلو الحزب خبرتهم وقدراتهم العسكرية.

معترك السياسة

في لبنان، يشكّل «حزب الله» قوة سياسية أساسية. ويتهمه خصومه بأنه يتحكّم في «قرار السلم والحرب» في البلاد، ويشكّل «دولة ضمن الدولة». بعد انتهاء الحرب اللبنانية (1975- 1990)، رفض «حزب الله» التخلي عن أسلحته كما فعلت الميليشيات اللبنانية الأخرى، بحجّة مقاومة إسرائيل. ويأخذ خصوم الحزب عليه أنه يستخدم السلاح وسيلة ضغط على الحياة السياسية اللبنانية، وللتحكم في القرارات المصيرية. شارك الحزب في الحكومة اللبنانية للمرة الأولى عام 2005، ولا يزال حاضراً في الحكومة وفي البرلمان؛ حيث لا يحظى أي طرف بغالبية، ما يعيق انتخاب رئيس جديد للجمهورية منذ نحو عامين. وتصاعدت شعبية «حزب الله» ونفوذه في أوساط الطائفة الشيعية بشكل كبير؛ لا سيما بعد تأسيسه شبكة خدمية واسعة، تضم مستشفيات ومدارس وتعاونيات وجمعيات تابعة له. وتتهم واشنطن الحزب بتفجير مقرَّي القوات الأميركية والفرنسية في أكتوبر 1983 في بيروت، ما أسفر عن مقتل 300 عنصر من هذه القوات، وفي وقت لاحق عن انسحاب هذه القوات من لبنان. وتصنّف الولايات المتحدة «حزب الله» منظمة إرهابية منذ عام 1997. وفي عام 2013 وضع الاتحاد الأوروبي ما وصفه بـ«الجناح العسكري» لـ«حزب الله» على لائحته لـ«المنظمات الإرهابية». وأعلنت وزارة العدل الأميركية في يناير (كانون الثاني) 2018 إنشاء وحدة خاصة للتحقيق «حول تمويل (حزب الله) والاتجار في المخدرات». وتفرض واشنطن عقوبات على عدد من قادة الحزب. ودانت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان عنصرين من «حزب الله» بالضلوع في مقتل رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، في عملية تفجير استهدفت موكبه في بيروت عام 2005. وحكمت عليهما بالسجن مدى الحياة غيابياً عام 2022.

 

كيف خططت إسرائيل لاغتيال نصرالله؟ ولمحت إلى أن الدور القادم هو السنوار

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط/28 أيلول 2024

لمح رئيس أركان الجيش، هرتسي هاليفي، إلى أن الاغتيالات لن تتوقف، وأن الدور القادم هو دور رئيس حركة «حماس»، يحيى السنوار، الذي تعتقد إسرائيل أنه «لا يستقر بمكان واحد، ويتنقل من مكان لآخر، داخل الأنفاق في قطاع غزة». ولوحظ أن وسائل الإعلام العبرية نقلت عن الجنرالات الإسرائيليين استخدامهم تعبير «صاحب البيت جُنّ»، بقصد بث رسالة تهديد في كل الاتجاهات من مغبة القيام بأي عمل انتقامي منفلت لاغتيال نصر الله، وأن إسرائيل مستعدة لعمل أي شيء؛ رداً على ذلك. وتوعد قائد الجيش الإسرائيلي، هاليفي، بـ«الوصول» إلى كل من يهدد المدنيين الإسرائيليين. وقال في بيان: «لم نستنفد كل الوسائل التي في متناولنا. الرسالة بسيطة: كل من يهدد مواطني إسرائيل، سنعرف كيف نصل إليه». وقال الناطق بلسان الجيش إن قواته ترصد كل التحركات لدى القوى المعادية، من إيران إلى العراق وسوريا ولبنان واليمن. ويبدو أن الجيش الإسرائيلي يتوقع أن يؤدي اغتيال نصر الله ورفاقه إلى انفجار عمليات انتقامية، لكنه لم يجزم كيف ستكون، وفي أي نطاق، وبأي حجم، ولذلك أعلن عن رفع درجة التأهب إلى أقصى الحدود، في سلاح الجو وسائر القوات. وأكد أنه نشر جنوداً من قوات الاحتياط الذين تم استدعاؤهم لتنفيذ مهمات عملية وقتالية في الجبهة الشمالية، مشيراً تحديداً إلى قوات «عتصيوني» (6) و«هناحال الشمالي» (228) التي أُرسلت لتعزيز الجهوزية القتالية في الجبهة الشمالية مع لبنان. وتُضاف هذه القوات إلى لواءين وعدة كتائب أخرى في الاحتياط تم نشرها على طول الحدود الشمالية. كما تم استدعاء ثلاث كتائب احتياط للقيام بمهام «عملياتية وتعزيز الدفاع» في منطقة الضفة الغربية، بعد تقييم للوضع الأمني أجرته قيادة منطقة المركز في الجيش. وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، أفيخاي أدرعي، قد أعلن، ظهر السبت، أن جيشه قضى على أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله في غارة الجمعة على الضاحية الجنوبية لبيروت. وقال أدرعي إن الجيش قضى أيضاً على علي كركي قائد جبهة الجنوب في «حزب الله» وعدد آخر من القادة، موضحاً: «أغارت طائرات سلاح الجو بتوجيه استخباري دقيق لهيئة الاستخبارات (...) على المقر المركزي لـ(حزب الله) الواقع تحت الأرض أسفل مبنى سكني في منطقة الضاحية الجنوبية.

لقد نفذت الغارة في الوقت الذي وجودت فيه قيادة (حزب الله) داخل المقر، وقاموا بتنسيق أنشطة إرهابية ضد مواطني إسرائيل».

وأضاف أدرعي: «خلال 32 سنة من قيادته لتنظيم (حزب الله) كان حسن نصر الله مسؤولاً عن قتل عدد كبير من المواطنين الإسرائيليين وجنود جيش الدفاع، بالإضافة إلى تخطيط وتنفيذ الآلاف من الأعمال الإرهابية ضد دولة إسرائيل وفي أنحاء العالم». وتابع المتحدث: «لقد كان نصر الله صاحب القرار الرئيسي في التنظيم وصاحب الكلمة الوحيدة والنهائية عن كل قرار استراتيجي اتخذه (حزب الله)، وفي بعض الأحيان عن قرارات تكتيكية أيضاً. سيواصل جيش الدفاع استهداف كل من يروج ويتورط في أعمال إرهابية ضد مواطني دولة إسرائيل». وتبين أن سلاح الجو الإسرائيلي استخدم في هجومه قنابل ذكية تخترق الأرض والمباني تحت الأرض، وألحقها بصواريخ فتاكة، ونفذ ثماني ضربات متلاحقة لتفجر ما مجموعه 80 طناً من المواد المتفجرة. وبحسب وسائل الإعلام العبرية، تم الحصول على معلومات استخبارية دقيقة في صبيحة الاثنين الماضي، عن اجتماع للقيادة بحضور نصر الله. فقرر الجيش إطلاق عملية الاغتيال، التي أعدت مسبقاً منذ سنوات. ولأن عملية اغتيال كبيرة كهذه يمكنها أن تدهور الأوضاع إلى حرب، قرر رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، دعوة المجلس الأمني - السياسي المصغر في الحكومة (كابينت)، وأطلع الوزراء على الخطة وتبعاتها، في يوم الأربعاء الماضي. وجرى نقاش حول ما إذا كان ملائماً بالفعل سفر نتنياهو إلى الولايات المتحدة لإلقاء خطاب في الجمعية العامة للأمم المتحدة. فأكدت المخابرات أن سفر نتنياهو سيكون غطاء جيداً للعملية. ففي «حزب الله» يتوقعون أن إسرائيل لن تقدم على مثل هذا الاغتيال وهو في الخارج. لذلك سافر نتنياهو، بعد ساعات قليلة.

وأوضحت هيئة البث العام الإسرائيلية (القناة «كان 11») أن يوم الأربعاء أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن سعيهما للتوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق نار بين إسرائيل و«حزب الله»، «بانتظار الرد الإسرائيلي الذي تأخر»، بحسب القناة، فيما أعلن الوزيران إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش عن رفضهما المطلق لوقف إطلاق النار. وقبل ساعات من إعلان بايدن وماكرون في يوم الأربعاء ذاته، كان نتنياهو قد أطلع الكابينت على تطورات بشأن تنفيذ عملية الاغتيال. وأضافت القناة أن الكابينت عقد اجتماعاً عبر الهاتف يوم الخميس الماضي، جرى خلاله تخويل نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، بالمصادقة على تنفيذ اغتيال نصر الله. وبحسب القناة، في الساعة العاشرة صباحاً من يوم الجمعة، أجرى نتنياهو وغالانت مشاورات مع رئيس هيئة الأركان في الجيش الإسرائيلي، تبيّن خلالها أنه بالإمكان تنفيذ عملية اغتيال نصر الله في اليوم ذاته، وأن «الصورة العملياتية تسمح بذلك».

وأقر نتنياهو تنفيذ عملية الاغتيال في ساعات الظهر، بحسب القناة، خلاله وجوده في فندق في نيويورك، قبل ساعات من خطابه أمام الجمعية العامة في الأمم المتحدة، فيما كان غالانت ورئيس أركان الجيش في مقر الجيش للإشراف على العملية. وأوضحت القناة أنه في الساعة الرابعة و45 دقيقة من عصر الجمعة، ألقى نتنياهو خطابه أمام الأمم المتحدة، وحذّر القيادة الإيرانية من مهاجمة إسرائيل، مشيراً إلى أن الدولة العبرية بمقدورها الرد على ذلك في أي مكان في إيران، بموازاة بدء تنفيذ عملية اغتيال نصر الله.

 

صهر قاسم سليماني... من هو هاشم صفي الدين أبرز مرشح لخلافة نصر الله؟

ابن خالة زعيم «حزب الله» وشبيهه أُعد لخلافته منذ 1994 بعد دراسته في قم

بيروت: «الشرق الأوسط»/28 أيلول 2024

بعد الإعلان عن مقتل الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني حسن نصر الله بغارة إسرائيلية على بيروت، الجمعة، بعد 32 عاماً على رأس جماعته، تزايدت التساؤلات عن خليفته المرتقب. ورغم السرية والغموض اللتين تكتنفان عملية اختيار القيادات في التنظيمات الشبيهة بـ«حزب الله»، يتصدر الأسماء المرشحة لقيادة التنظيم الحليف لإيران في حال تأكد الاغتيال، هاشم صفي الدين، ابن خالة نصر الله وصهر قاسم سليماني، القائد السابق لـ«فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني. يشبه صفي الدين ابن خالته في الشكل والجوهر وحتى في لثغة الراء. أُعد لخلافته منذ 1994، وجاء من قم إلى بيروت، ليتولى رئاسة المجلس التنفيذي الذي يعتبر حكومة الحزب. أشرف على عمله القائد الأمني السابق للحزب عماد مغنية. كان صفي الدين «ظل» نصر الله بامتياز، والرجل الثاني داخل الحزب. وعلى مدى ثلاثة عقود، امسك الرجل بكل الملفات اليومية الحساسة، من إدارة مؤسسات الحزب الى إدارة أمواله واستثماراته في الداخل والخارج، تاركاً الملفات الاستراتيجية بيد نصر الله. ويعد صفي الدين، المدرج على قائمة الإرهاب الأميركية منذ عام 2017، من كبار مسؤولى الحزب الذين تربطهم علاقات وثيقة مع الجناح العسكري، إلى جانب علاقاته الوثيقة جداً مع الجناح التنفيذي.

مصاهرة إيرانية

تربطه كذلك بطهران علاقات ممتازة، فهو قضى سنوات في حوزة قم يتعلم فيها، إلى أن استدعاه نصر الله إلى بيروت لتحمل مسؤوليات في الحزب. كما تزوج ابنه رضا في 2020 بزينب سليماني، ابنة العقل المدبر للمشروع الإقليمي لإيران قاسم سليماني الذي اغتالته غارة أميركية في بغداد في العام نفسه. اسم صفي الدين طرحته صحيفة إيرانية لخلافة نصر الله قبل 16 عاماً. لكن المطلعين على كواليس الحزب يقولون إن القرار اتخذ قبل ذلك بكثير. فوفقاً لما أكده قيادي سابق بارز في «حزب الله» لـ«الشرق الأوسط» آنذاك، فإن اختيار صفي الدين تم بعد نحو سنتين من تولي نصر الله منصب الأمين العام في 1992، خلفاً لعباس الموسوي الذي اغتالته إسرائيل. يحدد القيادي السابق توقيت الاختيار بلحظة «استدعاء» صفي الدين من مدينة قم في إيران إلى بيروت على وجه السرعة عام 1994 لتسلم مركزه الذي مكنه السيطرة على كل المفاصل المالية والإدارية والتنظيمية في الحزب. وما يزيد من حظوظ اختيار صفي الدين لخلافة نصر الله، هو المسار المتشابه إلى حد الغرابة بين الرجلين داخل الحزب. غير أن نصر الله الذي لا يكبر ابن خالته بأكثر من عامين، يبدو أكبر منه بكثير من حيث الشكل، ناهيك من الحضور السياسي والشعبي.

ولا يوجد الكثير من المعلومات عن صفي الدين، فهذا الرجل ظل لفترة طويلة شبه مجهول في الأوساط السياسية اللبنانية، إلى أن دفعته الإجراءات الأمنية المشددة المحيطة بحسن نصر الله، إلى الظهور محله في مناسبات الحزب، خصوصاً جنازات عناصره وقياداته الذين قتلوا في لبنان أو خلال قتال الحزب في سوريا ضد المعارضة إلى جانب نظام الرئيس بشار الأسد، أو في مناطق انتشاره الأخرى لمساندة البرنامج الإقليمي الإيراني. لكن المعلومات القليلة التي تتوفر عنه تقول إن صفي الدين من مواليد عام 1964، من بلدة دير قانون النهر في منطقة صور جنوب لبنان، ومن عائلة «لها حضور قوي» بالمعيار الاجتماعي، وهي عائلة قدمت أحد أشهر نواب المنطقة في الستينات والسبعينات وهو محمد صفي الدين، بالإضافة إلى العديد من رجال الدين البارزين. وسعى صفي الدين، وهو لا يزال في عمر صغير نسبياً إلى الزواج قبل السفر إلى الدراسة الدينية في مدينة قم الإيرانية التي كانت تشهد في تلك الفترة اتساعاً متزايداً في طلابها ونفوذها السياسي والديني بعد الثورة الإيرانية عام 1979 كرديف لمدارس النجف الدينية التي تدهور دورها نسبياً خلال حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين. وأراد صفي الدين أن يكون زواجه من عائلة متدينة، وأن يصاهر أحد رجال الدين، فكان أن تزوج من ابنة السيد محمد علي الأمين، عضو الهيئة الشرعية في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى.

رعاية عماد مغنية

غادر صفي الدين إلى قم ملتحقاً بابن خالته نصر الله. ويقول بعض معارف العائلة إن صفي الدين كان أحد ثلاثة كانوا موضع عناية واهتمام عماد مغنية، المسوؤل الأمني البارز لـ«حزب الله»، والذي اغتيل في دمشق في فبراير (شباط) 2008 في ظروف ما زالت غامضة. هؤلاء الثلاثة هم حسن نصر الله، ونبيل قاووق أحد أبرز قادة الحزب، وصفي الدين نفسه، موضحين أن مغنية هو من أرسل هذا الثلاثي إلى قم وسهّل أمورهم هناك.

كُتب لهؤلاء الثلاثة أن يكونوا من أبرز قادة «حزب الله» أوائل التسعينات. فأصبح نصر الله أميناً عاماً، وصفي الدين مديراً تنفيذياً للحزب بالمقياس المؤسساتي، وبمثابة رئيس حكومة «حزب الله»، أما قاووق فأصبح قائداً عملياً لمنطقة الجنوب ذات الأهمية الكبيرة لدى قيادة الحزب وموقع قوته العسكرية الكبرى.

إدارة استثمارات الحزب

وإضافة إلى الشؤون اليومية للحزب، يدير المجلس التنفيذي الذي ترأسه صفي الدين أيضاً مجموعة استثمارات هائلة الحجم، تهدف إلى تأمين الاستقلالية المالية للتنظيم وتمويل جسده الهائل الذي لا يخضع لتمويل «الأموال الشرعية» المرصودة أساساً للعمل العسكري. وفيما يقدر البعض هذا الرقم بمليارات الدولارات، تشكك أوساط مطلعة على أوضاع الحزب في هذا رغم اعترافها بضخامة حجم استثمارات الحزب والتي تنتشر في لبنان والعالم العربي وأفريقيا وأوروبا والولايات المتحدة وأميركا اللاتينية. وكان المجلس التنفيذي يضم تحت إدارته العمل العسكري، قبل أن يتم إنشاء «المجلس الجهادي» وفصل صلاحياته عن المجلس التنفيذي.

انبهار بولاية الفقيه

أثرت السنوات التي قضاها صفي الدين بقم في أفكاره السياسية، فهو مثلاً من الداعمين لفكرة ولاية الفقيه، بالرغم من أن الكثير من شيعة لبنان لا يؤمنون بها. ففي إحدى كتاباته يتطرق صفي الدين من بعيد إلى تجربة رجال الدين الشيعة في قم وأهميتها مقارنة بتجربة النجف، وتأثيرها على الفكر السياسي لدى الشيعة بلبنان، فيقول إن «الساحة الإسلامية الشيعية اللبنانية كان الغالب عليها الانحياز الكبير لمنتجات الفكر الآتي من النجف ولتجربته في كثير من الأحيان بينما غاب عنها إلى حد كبير الخصوصيات القمية إلا في بعض الحالات النادرة، وبشكل مفاجئ وخلافاً للتوقعات المعيشة في عموم الساحة الإسلامية أطل فجر الانتصار للثورة الإيرانية بقيادة الإمام الخميني ليحقق حلماً كبيراً للنهج الإسلامي المتحرر معلناً نجاحاً باهراً وصاعقاً». ويرى أن «نظرية ولاية الفقيه من أهم النظريات التي أخرجها الإمام الخميني من الأدلة الشرعية والعقلية لتكون مشروعاً كاملاً يعالج أهم المشكلات التي واجهت الحركات الإسلامية والتي أدت إلى حالة التشرذم».

 

"حزب الله" اعلن استشهاد السيد نصر الله: التحق برفاقه الشهداء العظام الخالدين

وطنية/28 أيلول/2024

صدر عن" حزب الله" البيان الاتي:"سماحة السيد، سيد المقاومة، العبد الصالح، انتقل إلى جوار ربه ورضوانه شهيدًا عظيمًا قائدًا بطلًا مقدامًا شجاعًا حكيمًا مستبصرًا مؤمنًا، ملتحقًا بقافلة شهداء كربلاء النورانية الخالدة في المسيرة الإلهية الإيمانية على خطى الأنبياء والأئمة الشهداء. لقد التحق سماحة السيد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله برفاقه الشهداء العظام الخالدين الذين قاد مسيرتهم نحوًا من ثلاثين عامًا، قادهم فيها من نصر إلى نصر مستخلفًا سيد شهداء المقاومة الإسلامية عام 1992 حتى تحرير لبنان 2000 وإلى النصر الإلهي المؤزر 2006 وسائر معارك الشرف والفداء، وصولًا إلى معركة الإسناد والبطولة دعمًا لفلسطين وغزة والشعب الفلسطيني المظلوم. إنّنا نعزي صاحب العصر والزمان (عج) وولي أمر المسلمين الإمام السيد علي الخامنئي دام ظله والمراجع العظام والمجاهدين والمؤمنين وأمة المقاومة وشعبنا اللبناني الصابر والمجاهد والأمة الإسلامية جمعاء وكافة الأحرار والمستضعفين في العالم، وعائلته الشريفة الصابرة، ونبارك لسماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله رضوان الله عليه نيله أرفع الأوسمة الإلهية، وسام الإمام الحسين عليه السلام، محقّقًا أغلى أمانيه وأسمى مراتب الإيمان والعقيدة الخالصة، شهيدًا على طريق القدس وفلسطين، ونعزي ونبارك برفاقه الشهداء الذين التحقوا بموكبه الطاهر والمقدس إثر الغارة الصهيونية الغادرة على الضاحية الجنوبية. إنّ قيادة حزب الله تعاهد الشهيد الأسمى والأقدس والأغلى في مسيرتنا المليئة بالتضحيات والشهداء أن تواصل جهادها في مواجهة العدو وإسنادًا لغزة وفلسطين ودفاعًا عن لبنان وشعبه الصامد والشريف. وإلى المجاهدين الشرفاء وأبطال المقاومة الإسلامية المظفرين والمنصورين وأنتم أمانة السيد الشهيد المفدى، وأنتم إخوانه الذين كنتم درعه الحصينة ودرة تاج البطولة والفداء، إنّ قائدنا سماحة السيد ما زال بيننا بفكره وروحه وخطه ونهجه المقدس، وأنتم على عهد الوفاء والالتزام بالمقاومة والتضحية حتى الانتصار".

 

الكويت تهيب برعاياها في لبنان مغادرته فورا

وطنية/28 أيلول/2024

اهابت وزارة الخارجية الكويتية في بيان عبر موقعها على منصة "اكس"،  بكافة المواطنين الكويتيين مغادرة الأراضي اللبنانية بشكل فوري.

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 28 ايلول 2024

وطنية/28 أيلول/2024

الجمهورية

لوحظ وجود تناقض إعلامي بين مسؤولي دولتين حليفتين في تنفيذ عملية كبرى.

مسؤول غربي أرجأ زيارة مرتقبة له إلى لبنان نتيجة التحول الدراماتيكي في التصعيد العسكري  الإسرائيلي الإرهابي ضد لبنان.

لوحظ أنه بينما كانت عاصمة كبرى تطرح أفكاراً لهدنة ومفاوضات، كانت دولة معنية تتخذ قراراً باغتيال شخصية كبرى وجرّ المنطقة إلى حرب إقليمية.

اللواء

سجلت طفرة جنونية في ايجارات الشقق السكنية وارتفعت بين ثلاثة اضعاف وما فوق في غير  منطقة لجأ إليها النازحون..

أوكلت الى جهات المساندة العربية المضي بالوقوف الى جانب حزب لله وغزة، نظراً لتعقيدات تتعلق بوضعية دولة اقليمية كبرى.

نقلت ليل امس الاول عن لسان مصدر موثوق به في نيويورك معلومات قاتمة  عن نتائج مساعي التوصل الى وقف اطلاق النار على الجبهة الحدودية الجنوبية.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت 28 أيلول 2024

وطنية/28 أيلول/2024

 مقدمة تلفزيون "المنار"

النبأُ عظيم ..

كعظيمِ الدمِ الذي سالَ من بينِ الجفونِ وطيّاتِ القلوب، هادراً على طريقِ القدس، مختصراً كلَّ مَسافاتِ العمر.. قائداً عظيماً كانَ في حياتِه، وكذلك باستشهادِه، حتى يُحقّقَ بدمِه الغالي النصرَ الابقى – تحريرَ فلسطينَ وزوالَ اسرائيل ..

الامينُ العامُّ لحزبِ الله، قائدُ المقاومةِ سماحةُ السيد حسن نصر الله قائداً عظيماً شهيداً على طريقِ القدس ..

مشَاها طريقاً مباركة، فكانَ اكثرَ الواثقين، وتمنَّى الشهادةَ في سبيلِ الحقِّ والدفاعِ عن المظلوم، فكانَ اكثرَ من استحقَ الشرفَ العظيم . هو القائدُ الالطفُ والشهيدُ الاقدس، كجدِّه الإمامِ الحسينِ كانَ عمرُه عدداً ومَددا، اربعةً وستينَ عاماً من قلبِ الزمان، اَثمرت للامةِ انتصاراتٍ خالدة، ولوطنِنا عزاً ومكانةً ومهابة ..

جميلُ المُحيّا، كريمُ الخِصال، لهُ بأسٌ كبأسِ عمِّه العباس متى اشتدِّ الزِّحام، عرَفَهُ العالمُ رجلاً استثنائياً، وعرَفَه اهلُ المقاومةِ قائداً فذاً، خاضوا معه البحارَ وما تركَهم الا على شاطئِ الامان، ومعَ اشتدادِ الجنونِ والحقدِ الصهيوني والاميركي افتداهُم بدمِه وسيجَ لهم طريقاً جديداً الى الانتصار ..

المصابُ جللٌ والفقدُ عظيمٌ بالقائدِ الفذِّ وثلةٍ من رفاقِه الشهداءِ المبارَكين، واِننا لا نقولُ الا ما يُرضي الله، والحمدُ للهِ ربِّ العالمين .. ورضاهُ ورضى الشهيدِ العظيمِ استمرارُ المقاومةِ ببأسِها وعنفوانِها ورباطةِ جأشِها وثباتِ اهلِها الاوفياءِ للدمِ الغالي الذي سقاهُم عزاً بعدَ عز ..

ومعَ ضيقِ اللغةِ وعجزِ الكلمات، يبقى الاختصارُ بما قالَه سماحةُ الشهيدِ القائدِ الامين: الجوابُ ما ترَوْنَ لا ما تَسمعون، واِنَّ ما سترونَه عظيم ..

مقدمة تلفزيون "أل بي سي"

ماذا بعد نصرالله؟

السؤال الأكبر الذي تطرحُه الدول المعنية والمؤثِّرة، وصولًا إلى كل لبناني وفلسطيني وسوري وعراقي ويمني، فالأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وعلى مدى اثنين وثلاثين عامًا ونصف عام، على رأس حزب الله، بعد اغتيال الأمين العام السيد عباس الموسوي، طبع بصمتَه على مسار الحزب/ وتأثيرَه على الوضع السياسي اللبناني، بشكل مباشر بعد انسحاب الجيش السوري من لبنان عام 2005، وعلى الوضع الفلسطيني سواء في لبنان أو في غزة والضفة، وعلى الوضع السوري منذ انطلاق الثورة عام 2011.

نصف مدة وجوده على رأس قيادة حزب الله، وأكثر، قرابة الثمانية عشر عامًا، منذ العام 2006 إلى أمس، أمضاها متواريًا تحت الأرض، ولم يكن يُطل إلا نادرًا،  لأنه كان الهدف الرقم واحد على لائحة الاغتيالات الاسرائيلية.

بعد ثمانية عشر عامًا من التواري، نجحت إسرائيل في اغتياله، في توقيت هو الأكثر قساوةً على حزب الله وعلى الدولة اللبنانية وعلى محور الممانعة من بيروت إلى طهران، مرورًا بغزة ودمشق وبغداد واليمن.

فالاغتيال يأتي بعد انخراط حزب الله في حرب المشاغلة والإسناد، والتي كلفت الحزبَ ثمنًا باهظًا هو الأكبر عليه منذ تأسيسه عام 1982، والخسائر في قيادات الصف الأول وفي نخبه وكوادره.

بهذه الأهمية الكبيرة، سيترك نصر الله فراغًا كبيرًا في موقع قيادة حزب الله، فهو استثنائي، بالمقارنة مع مَن سبقوه، من الشيخ صبحي الطفيلي إلى السيد عباس الموسوي، ولا يُعرَف ما إذا كان الذي سيخلُفُه، سيكون على هذا القَدر من الأهمية خصوصًا في الظروف التي يأتي بها، فالحزب بعد اغتيال نصرالله ليس كما قبله، وقدرة الحزب بعد عام على حرب الإسناد والمشاغلة ليست كما قبلها.

والترقب سيكون سيد الموقف لِما ستكون عليه مواقف الولايات المتحدة الاميركية  وإسرائيل وإيران وحماس، بعد عملية الاغتيال.

مقدمة تلفزيون "أن بي أن"

أمّا بعد... فكأنّ الدنيا لم تكن... وكأن الآخرة لم تَزَل... والسلام. إنّ لله وإن إليه راجعون. رحل سماحة السيد كما كان يتمنى دوماً شهيداً.. شهيداً.. شهيداً. شهيداً على طريق القدس ودفاعاً عن لبنان وشعبه. شهيداً إشترى الحياة الدنيا بالآخرة.... شهيداً قَاتَلَ في سبيل الله فآتاه أجراً عظيماً.

حزب الله نعى أمينه العام سماحة السيد حسن نصرالله الذي إلتحق برفاقه الشهداء العظام الخالدين قائداً بطلاً مقداماً حكيماً مستبصراً مؤمناً بعد عمر قضّاه في الجهاد.

السيد حسن نصرالله شهيداً... هو ارفع وسام كان يسعى إليه والأُمنية التي لطالما راودته طيلة حياته الجهادية.

الشهداء الذين كان يُنزلهم منزلةً رفيعة طيلة حياته بات (السيد) واحداً منهم وما بدّل تبديلا.

عزاء محبي "السيد" أنه ترك لهم إرثاً كبيراً في المقاومة والجهاد.

فهنيئاً للسيد وقد انتقل إلى جوار ربه وملائكته وأوليائه وشهدائه حيث لا استبداد صهيونياً ولا عدوان ولا قتل ولا مجازر....

حزب الله وفي بيان النعي بارك للسيد نصرالله نيله أرفع الأوسمة  الإلهية وسام الإمام الحسين (ع).

وقال إن قيادتنا تعاهده أن تواصل جهادها في مواجهة العدو وإسناداً لغزة وفلسطين ودفاعاً عن لبنان وشعبه.

وتوجه بيان حزب الله للمجاهدين قائلاً إن قائدنا ما زال بيننا بفكره وخطه ونهجه المقدس.

هذا ونعت هيئة الرئاسة في حركة أمل أخاً مقاوماً من مدرسة سماحة الإمام القائد السيد موسى الصدر وأميناً قائداً لحزب الله والمقاومة الإسلامية الباسلة.

وعاهدت حركة أمل الشهيد السيد البقاء الكتف على الكتف والقلب على القلب والساعد مع الساعد مشددة أن القتل والعدوان لن يزيدها إلا ثباتاً دفاعاً عن لبنان.

مقدمة تلفزيون "ام تي في"

27 ايلول:  يومٌ أسود جديد يُضاف الى روزنامة الجمهورية المثقلة بالدماء، والزاخرة بالشهداء. ففي عصر هذا اليوم استُشهد حسن نصر الله، بعد اثنين وثلاثين عاما امضاها اميناً عاما لحزب الله. الحدث كبير، والغياب مزلزِل. وانطلاقاً من الأدوار التي لعبها والمهمات التي تولاها، شكّل الرجل علامةً فارقةً في تاريخ لبنان المعاصر. لقد اصبح عام 2000 رمز تحرير لبنان من الاحتلال الاسرائيلي، وكان  له دور كبير واساسي، ولو غير ظاهر كثيرا،  زمن جمهورية الطائف في ظل الوصاية السورية حتى عام 2005.  وبعد انتهاء زمن الحكم العنجري  ظهر دور نصر الله الى العلن، وصار اللاعب الاول في التركيبة الحاكمة، حتى اعتبره البعض الرئيس الحقيقي والفعلي للجمهورية، ما ادخله في متاهات ودهاليز الجمهورية الصعبة. وهي جمهورية اكتسبت معه ومع الحزب الذي يقوده وجها ًآخر وطابعا آخر. لذلك،  فان لبنان بلا نصر الله هو غير لبنان مع نصر الله.  ولا يمكن النظر الى اغتياله على انه اغتيالٌ لقائد حزبٍ ولزعيمِ طائفةٍ فحسب، بل هو اغتيال لمرحلة كاملة و ل "لبنان ما" ، كان نصر الله احد ابرز صانعيه والساعين الى تحقيقه. وعليه، فان اسئلةً كثيرة وكبيرة تُطرح اليوم ابرزها: ماذا بعد نصر الله؟ اي مشهد لبناني واقليمي سيرتسم؟ هل اغتيالُه سيفتح آفاقَ التسوية المحلية والاقليمية، ام على العكس سيزيد النارَ المشتعلةَ تأججا؟ وماذا عن محور الممانعة الذي شكل نصرُ الله احدَ ابرز وجوهه؟ هل سيستمر،  ام ان ايران  تمارس سياسةَ "قبة الباط" و "البيع والشراء  ضد  المحور المذكور، وذلك مقابل اتفاق مع الولايات المتحدة تتعزز حظوظُ قيامه يوما بعد يوم؟ انها اسئلة مشروعة ترتسم مع غياب رجل قد تتفق معه في امور ، وتختلف معه في امور اخرى، لكن في الحالين لا يمكن الا ان تعترف بدوره الكبير، محليا واقليميا.. وهو دور استلزم عدةَ غارات و اطناناً من المتفجرات لمحوه والغائه!

 

السفارة الكندية: لا نقوم بإجلاء الكنديين في لبنان في الوقت الحالي

وطنية/28 أيلول/2024

أعلنت السفارة الكندية في بيروت عبر حسابها على منصة "إكس"، أن "كندا لا تقوم بإجلاء الكنديين في لبنان في الوقت الحالي. نقوم بإبلاغ الكنديين بالرحلات التجارية المتاحة. يجب عليهم حجز التذاكر ودفع ثمنها مباشرة مع شركة الطيران. يجب على الكنديين التسجيل معنا للبقاء على اطلاع على الرابط".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، يعلن الحداد خمسة أيام غداة اغتيالحسن نصرالله

وكالات/28 أيلول/2024

أعلن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، الحداد خمسة أيام غداة اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في غارة جوية إسرائيلية مدمّرة على ضاحية بيروت الجنوبية. وقال خامنئي "أقدم التعازي باستشهاد نصرالله ورفاقه الشهداء، وأعلن الحداد الوطني لمدة خمسة أيام في إيران"، بحسب بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية (إرنا). وأكد في بيان أن"جبهة المقاومة فقدت قائداً بارزاً، وخسر حزب الله زعيما لا مثيل له، لكن بركات جهاده الذي دام عقوداً من الزمن لن تضيع أبدا، إن الأساس الذي أسسه في لبنان وصدّره إلى جبهات المقاومة الأخرى، لن يختفي بفقده، بل سيقوى بدمائه ودماء شهداء هذه الحادثة".

 

الجيش الأردني يعلن سقوط صاروخ من طراز «غراد» أطلق من جنوب لبنان

عمان: «الشرق الأوسط»/28 أيلول 2024

قال الجيش الأردني، في وقت متأخر من يوم أمس (السبت)، إن صاروخاً من طراز غراد أطلق من جنوب لبنان هذا المساء سقط في منطقة صحراوية خالية من السكان في الموقر. وأضاف في بيان، أن الصاروخ لم يتسبب في خسائر بشرية أو مادية.

 

تقرير: إسرائيل تطلب من الولايات المتحدة ردع إيران بعد اغتيال نصر الله

واشنطن: «الشرق الأوسط»/28 أيلول 2024

كشف مسؤولون إسرائيليون وأميركيون، لموقع «أكسيوس» الأميركي، السبت، أن إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة اتخاذ خطوات لردع إيران عن مهاجمة إسرائيل رداً على الغارة الجوية الإسرائيلية في بيروت التي قتلت زعيم «حزب الله» حسن نصر الله، وجنرالاً إيرانياً كبيراً. وأوضح الموقع أهمية الطلب لأن الصراع بين إسرائيل و«حزب الله» يتصاعد بالفعل إلى حرب شاملة في المنطقة. وكانت إيران حريصة على تجنب أي هجوم على إسرائيل يمكن أن يجرها إلى مثل هذه الحرب، لكن المسؤولين في واشنطن وتل أبيب قلقون من أن اغتيال نصر الله قد يدفع طهران إلى حافة الهاوية. ويأتي الطلب الإسرائيلي للدعم الأميركي بعد أن تراجع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» وشن الهجوم الضخم دون التشاور المسبق على الرغم من حث الولايات المتحدة على خفض التصعيد. وأكد الرئيس الأميركي جو بايدن وإدارته على عدم علمهم المسبق بالهجوم الذي أدى إلى مقتل نصر الله، لكنهم لم ينتقدوه أيضاً وأصدروا بيانات تدعم حق إسرائيل في الدفاع عن النفس. وقال أحد المسؤولين الأميركيين لـ«أكسيوس»: «كان نصر الله رجلاً سيئاً، لكن من المحبط أن يفعل الإسرائيليون هذا دون استشارتنا ثم يطلبون منا الدعم عندما يتعلق الأمر بردع إيران».

وذكر ثلاثة مسؤولين أميركيين لـ«أكسيوس» أن إدارة بايدن تدعم مقتل نصر الله، لكنها تشعر بالإحباط إزاء الافتقار إلى التشاور والشفافية من الجانب الإسرائيلي. وقال المسؤولون الأميركيون إن أوستن ومدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز وقائد القيادة المركزية الجنرال مايكل كوريلا تلقوا إحاطة من نظرائهم الإسرائيليين، حيث كانت العملية جارية بالفعل، دون إمكانية حقيقية للتدخل أو التعبير عن آرائهم. وأضاف أحد المسؤولين الأميركيين أن الأولوية القصوى لإدارة بايدن الآن هي تجنب قيام إسرائيل بعملية برية في لبنان، فضلاً عن منع التدخل الإيراني المباشر في القتال والتوصل إلى حل دبلوماسي يسمح للمدنيين على جانبي الحدود الإسرائيلية اللبنانية بالعودة إلى ديارهم. وفي أبريل (نيسان) الماضي، هاجمت إيران إسرائيل بشكل مباشر لأول مرة في التاريخ، رداً على غارة جوية إسرائيلية قتلت أعلى جنرال إيراني في سوريا، وأحبط الهجومَ تحالف دولي وإقليمي بقيادة الولايات المتحدة وإسرائيل. وتعهدت إيران بالرد على اغتيال إسرائيل لزعيم «حماس» إسماعيل هنية في طهران قبل شهرين، لكنها لم تفعل ذلك بعد. وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت طلب في محادثة مع نظيره الأميركي لويد أوستن بعد اغتيال نصر الله اتخاذ خطوات عملية وإصدار بيانات لردع إيران عن شن هجوم ضد إسرائيل، بحسب مسؤولين أميركيين وإسرائيليين.

وأصدرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) السبت بياناً قالت فيه إن أوستن «أعرب عن دعمه الكامل لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران، وإن الولايات المتحدة عازمة على منع إيران والشركاء والوكلاء المدعومين منها من استغلال الوضع أو توسيع الصراع». وقال المتحدث باسم البنتاغون، بات رايدر، إن أوستن أوضح أن الولايات المتحدة «تظل على استعداد لحماية القوات والمرافق الأميركية في المنطقة وملتزمة بالدفاع عن إسرائيل».

 

مقتل نائب قائد عمليات «الحرس الثوري» في غارات إسرائيلية على بيروت

لندن - طهران: «الشرق الأوسط»/28 أيلول 2024

أكدت وسائل إعلام تابعة لـ«الحرس الثوري» مقتل نائب قائد عمليات «الحرس الثوري» الجنرال عباس نيلفروشان، في قصف أسفر عن مقتل أمين عام «حزب الله»، حسن نصر الله، في الضاحية الجنوبية لبيروت. وكانت صحيفة «كيهان»، المقربة من مكتب المرشد الإيراني، قد نقلت عن مصادر «غير رسمية» أن نيلفروشان قضى في غارة جوية إسرائيل على معقل «حزب الله» في الضاحية الجنوبية لبيروت. وسارعت وكالة «دانشجو» التابعة لقوات «الباسيج الطلابي» إلى نشر بروفايل موجز عن حياة القيادي، الذي كشفت عن دوره في سوريا ولبنان، ليكون خليفة الجنرال محمد رضا زاهدي، الذي قضى في ضربة جوية استهدفت القنصلية الإيرانية، مطلع أبريل (نيسان). وشغل نيلفروشان 58 عاماً منصب نائب عمليات القوات البرية في «الحرس الثوري»، وعُيّن نائباً لقائد عمليات تلك القوات، خلفاً لزاهدي في 2019، بعدما كان نائباً له. وينحدر كلاهما من مدينة أصفهان وسط البلاد. ويتولى نيلفروشان منصب نائب غرفة العمليات المشتركة في «الحرس الثوري»، وهذه المرة الأولى التي تكشف وسائل إعلام عن انتقاله إلى لبنان للإشراف على قوات «الحرس الثوري». وخلال تشييع زاهدي بمسقط رأسه في مدينة أصفهان، قال قائد «الحرس الثوري»، حسين سلامي إن خليفته سيكون من مدينة أصفهان أيضاً. وقالت وكالة «دانشجو»: «إن له دوراً مهمّاً في تعزيز جبهة المقاومة في المنطقة»، في إشارة إلى الجماعات المسلحة الموالية لطهران، كما أشارت إلى «خبرته الميدانية الواسعة» في دعم تلك الجماعات، وعلى رأسها «حزب الله» اللبناني. ووصفته بـ«إحدى ركائز قوى المقاومة»، وأوضحت «لعب نيلفروشان دوراً بارزاً قائداً استراتيجياً في تنسيق الجهود بين قوى المقاومة في جميع أنحاء المنطقة». وأضافت: «بوصفه واحداً من الاستراتيجيين العسكريين في الجمهورية الإسلامية، كان دائماً في الصفوف الأمامية لدعم تيار المقاومة ضد اعتداءات النظام الصهيوني وأعداء المنطقة الآخرين». وقالت الوكالة أيضاً: «إن مشاركته الفعّالة ساعدت في التخطيط العسكري والدبلوماسي جبهة المقاومة على تعزيز قدرتها في مواجهة التهديدات المستمرة من قبل النظام الصهيوني والقوى المعتدية الأخرى». وانضم نيلفروشان إلى «الحرس الثوري» في 1980، وشارك في الحرب الإيرانية-العراقية؛ حيث تحوّل إلى أحد القادة الميدانيين المعروفين، وأشرف على وحدات من محافظة أصفهان.

 

نتنياهو: القضاء على نصر الله سيُغير ميزان القوى في الشرق الأوسط يرى أن اختفاءه سيسرّع إعادة الرهائن في غزة

تل أبيب: «الشرق الأوسط»/28 أيلول 2024

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، السبت، إن القضاء على الأمين العام لجماعة «حزب الله» اللبنانية حسن نصر الله يُمثل نقطة تحوُّل تاريخية يمكن أن تغير ميزان القوى في الشرق الأوسط، لكنه حذّر في الوقت ذاته من «أيام صعبة» مقبلة. وأضاف نتنياهو، في بيان نقلته وكالة «رويترز» للأنباء: «القضاء على نصر الله كان خطوة ضرورية نحو تحقيق الهدف الذي حددناه، وهو إعادة سكان الشمال بأمان إلى منازلهم، وتغيير ميزان القوى في المنطقة لسنوات مقبلة». وأكد نتنياهو أن إسرائيل «صفّت الحساب» باغتيال نصر الله. وصرّح في فيديو: «لقد صفينا الحساب مع المسؤول عن مقتل عدد لا يُحصى من الإسرائيليين، وعدد من مواطني الدول الأخرى، من بينهم مئات الأميركيين وعشرات الفرنسيين». وعَدّ أن «نصر الله لم يكن مجرد إرهابي آخر، بل كان الإرهاب. لقد كان محرك محور الشر الإيراني». وأضاف: «ما دام بقي نصر الله على قيد الحياة، فسوف يستعيد بسرعة قدرات (حزب الله) التي تآكلت»، و«لذلك، أعطيت الأمر... ونصر الله لم يعد معنا». وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي أنّ اغتيال نصر الله، سيسرّع إعادة الرهائن المحتجزين في قطاع غزة. وقال إنّ «تصفيته... تُعزّز (فرص) عودة أسرانا في الجنوب. وكلما رأى (زعيم حركة «حماس» يحيى السنوار) أنّ (حزب الله) لن يأتي لمساعدته بعد الآن، زادت فرص إعادة أسرانا»، مضيفاً أن إسرائيل «مصمّمة على مواصلة» ضرب أعدائها. وقتلت إسرائيل نصر الله في غارة جوية كبيرة على بيروت، ما وجّه ضربة قاصمة للجماعة المدعومة من إيران، في الوقت الذي تتعرض فيه لحملة متصاعدة من الهجمات الإسرائيلية. وقال الجيش الإسرائيلي، السبت، إنه قتل نصر الله في الغارة التي استهدفت مقر القيادة المركزي للجماعة اللبنانية في الضاحية الجنوبية لبيروت، الجمعة. وأكد «حزب الله» مقتل نصر الله دون الإفصاح عن أي تفاصيل. ولا يُمثل مقتل نصر الله ضربة كبيرة لـ«حزب الله» فحسب بل لإيران أيضاً؛ إذ أطاحت الغارة الجوية بحليف قوي لها، ساعد في أن يكون «حزب الله» في طليعة الجماعات المتحالفة مع طهران في المنطقة.

 

إيران تتوعّد إسرائيل بـ«ضربات أكثر إيلاماً» بعد مقتل نصر الله

خامنئي: «حزب الله» والجماعات المسلّحة ستحدّد مصير المنطقة

لندن - طهران: «الشرق الأوسط»/28 أيلول 2024

في أعقاب تأكيد «حزب الله» مقتل أمينه العام، حسن نصر الله، توعّد المرشد الإيراني علي خامنئي بـ«ضربات أكثر إيلاماً على إسرائيل»، من جماعات مسلحة موالية لطهران، مشدّداً على أن «تحديد مصير المنطقة» سيكون على يد «حزب الله» اللبناني وحلفائه الإقليميين. وألقى الرئيس مسعود بزشكيان باللوم على الولايات المتحدة، وذلك ضمن ردود غاضبة في طهران. وقال خامنئي في بيان نعي إن «طريق ومبدأ سيد المقاومة سيستمران»، وأضاف: «ضربات جبهة المقاومة على كيان العدو الصهيوني المتداعي ستصبح أكثر إيلاماً». وتابع: «الأساس الذي أسّسه في لبنان ووجّهه إلى مراكز قوة أخرى لن يزول بفقدانه»، موضحاً أن الضربة التي استهدفته «بينما كان منشغلاً بالتخطيط للدفاع عن أبناء الضاحية الجنوبية لبيروت ومنازلهم المدمرة». وأعلن خامنئي الحداد العام لمدة 5 أيام، معبراً عن تعازيه لأسرة نصر الله، وقتلى الهجمات وأفراد «حزب الله» و«جبهة المقاومة كافةً». وقبل تأكيد «حزب الله» مقتل نصر الله بساعة، قال خامنئي، في بيان، إنه «لَواجب على جميع المسلمين الوقوف إلى جانب شعب لبنان، و(حزب الله)... بجميع الإمكانات، وأن ينصروهم في مجابهتهم الكيان الغاصب والظالم والخبيث»، حسبما أوردت وكالة «رويترز». وأضاف خامنئي: «إن قوى المقاومة كلّها في المنطقة تقف إلى جانب (حزب الله) وتسانده، وسوف تقرّر قوى المقاومة مصير هذه المنطقة، وعلى رأسها (حزب الله)»، وأضاف: «سيجعل لبنان العدو المتغطرس والشرير نادماً». وأشار خامنئي إلى سلسلة عمليات قصف طالت معاقل «حزب الله»، وأسفرت عن مقتل قادته. وقال إن «العمليات (...) أثبتت قصر النظر، والسياسة الحمقاء لقادة هذا النظام الغاصب». وأضاف: «فرضٌ على جميع المسلمين أن يقفوا بكل إمكاناتهم إلى جانب الشعب اللبناني، و(حزب الله)، وأن يدعموه»، وهي عبارة فسّرها إعلام «الحرس الثوري» بأنها «أمر بالجهاد». وفي توقيت متزامن ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن نائب قائد غرفة عمليات «الحرس الثوري»، عباس نيلفروشان، قُتل مع نصر الله. ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولَين إيرانييْن أن خامنئي نُقل إلى مكان آمِن داخل البلاد، مع اتخاذ إجراءات أمنية مشدّدة. وأضاف المسؤولان، وهما من منطقة الشرق الأوسط، أن إيران على اتصال مستمر مع جماعة «حزب الله» اللبنانية وجماعات أخرى متحالفة معها؛ لتحديد الخطوة التالية بعد اغتيال حسن نصر الله. وألقى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بجانب من المسؤولية في مقتل نصر الله على الولايات المتحدة التي تزوّد إسرائيل منذ فترة طويلة بأسلحة متطورة. وقال في بيان نقلته وسائل الإعلام الرسمية: «لا يمكن للأميركيين أن ينكروا تواطؤهم مع الصهاينة».

وفي إشارة ضمنية إلى وجود رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في نيويورك لحظة الهجوم على مقر حسن نصر الله، قال بزشكيان إن «المجتمع الدولي لن ينسى أن أمر هذا الهجوم الإرهابي صدر من نيويورك».

وفي بيان منفصل، نُشر مساء السبت، وصف بزشكيان الغارات على ضاحية بيروت بـ«جريمة حرب فاضحة». وقال إن «الهجمات التي ارتكبها النظام الصهيوني، تكشف مرة أخرى عن طبيعة إرهاب الدولة الذي يمارسه هذا النظام»، وأضاف أن إيران «ستقف إلى جانب الشعب اللبناني ومحور المقاومة»، وفقاً لوكالة «إرنا» الرسمية. من جهته، قال محمد رضا عارف، النائب الأول للرئيس الإيراني، إن مقتل حسن نصر الله بغارة في العاصمة اللبنانية سيؤدي إلى «زوال» إسرائيل، ونقلت وكالة «إسنا» الإيرانية عن عارف قوله: «نحذّر قادة نظام الاحتلال من أن إراقة الدماء الظالمة، لا سيما دماء الأمين العام لحزب الله (...) ستؤدي إلى زوالهم». من جهته، أعرب محمد جواد ظريف، نائب الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية، عن تعازيه، ووصف نصر الله بـ«رمز النضال ضد الطغيان». وتعهّد ناصر كنعاني، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، في منشور على «إكس»، بأن «مسيرة نصر الله ستستمر، وسيتحقّق هدفه بتحرير القدس». وتجمّع حشد في ميدان «فلسطين»، ملوِّحين برايات «حزب الله» الصفراء، وبأعلام إيرانية، وهتفوا: «الموت لإسرائيل»، وفق ما أظهرت مشاهد نقلها التلفزيون الرسمي.

«تأهُّب إيراني»

في غضون ذلك، أصدرت هيئة الأركان المسلحة الإيرانية، تعليمات إلى الدفاعات الجوية في الجيش النظامي و«الحرس الثوري» بالاستعداد، وفرض حالة التأهب القصوى، حسبما أوردت وسائل إعلام إيرانية. وكتب القيادي في «الحرس الثوري» محسن رضائي، على منصة «إكس»: «عصابة نتنياهو الإجرامية والعنصرية تهدد، ولن تتوقف عند الإدانة، وبعد لبنان ستتوجه إلى دمشق، وبعد ذلك إلى بغداد، وإذا أثملهم طعم سفك الدماء فقد يهاجمون حتى إيران»، وأضاف: «على حكومات سوريا والعراق وإيران أن تتخذ قرارها في أسرع وقت». والأسبوع الماضي، قال رضائي في خطاب عام، إن «الجرائم الصهيونية في ظل هذه الظروف قد تمتد بعد لبنان إلى العراق أو سوريا، أو ربما يرتكبون خطأ أكبر بمحاولة استهداف إيران، وبالتالي نحن على أعتاب حرب جديدة». وفي وقت لاحق، اتهم رضائي إسرائيل بالسعي لإفشال سياسة خامنئي، بشأن تجنّب دخول إيران إلى حرب مباشرة مع إسرائيل، وألقى الكرة في ملعب «حزب الله»، قائلاً إنه لن يسمح لإسرائيل بـ«التحرك بحرّية». ووجّه رئيس البرلمان خطاباً إلى نظيره اللبناني نبيه برّي، قائلاً إن البرلمان الإيراني «لا يكتفي بإدانة هذه الأعمال الوحشية بشدة، بل يَعُدّ استمرار هذه الأعمال كارثةً إنسانيةً، وضد السلام والاستقرار في المنطقة والعالم». وقال محمد باقر قاليباف: «البرلمان الإيراني إذ يدين جرائم النظام الصهيوني الزائف والمغتصب، يعلن دعمه الكامل لجبهة المقاومة، وعلى رأسها حسن نصر الله». وفي وقت سابق، قال قاليباف إن «جبهة المقاومة ستُوجّه رداً حاسماً على إسرائيل»، مؤكداً أن هذه الجبهة «لن تسمح باستمرار وحشية هذا النظام». وذكرت وسائل إعلام إيرانية، أن لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية دعت إلى عقد اجتماع طارئ؛ لبحث تداعيات قصف معقل «حزب الله».

الخطوط الحمراء

وفي إشارة إلى تدهور خطير، أجرت القناة الإخبارية في التلفزيون الرسمي مساء الجمعة، اتصالات مع 3 من كبار المسؤولين على صلة وثيقة بالمرشد الإيراني، في أثناء بثّ لقطات من القصف الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية. وقال سعيد جليلي، ممثل المرشد الإيراني في مجلس الأمن القومي، مرشح الانتخابات الأخيرة، إن «المقاومة لا تعتمد على الأفراد»، مضيفاً أن «(حماس) و(حزب الله) لم يضعُفا باغتيال قادتهما، بل واصلا طريقهما بشكل أقوى». وأضاف جليلي: «على مدار عام بذل الكيان الصهيوني كل جهوده الفاشلة، واستنفد قدراته السياسية والعسكرية لمواجهة المقاومة، لكنه فشل، في حين تعزّزت جبهة المقاومة». ولفت جليلي إلى أنه «عند اغتيال عماد مغنية اعتقد الكيان الصهيوني بأنه حقّق انتصاراً كبيراً، لكن بعد ذلك استمرّت مسيرة المقاومة بقوة أكبر، برغم أن ذلك كان خسارةً كبيرةً»، وتابع: «الميزة الكبرى في خطاب المقاومة هي أنها لا تعتمد على الأفراد». كما أشار أحمد وحيدي، وزير الداخلية في حكومة إبراهيم رئيسي والقائد السابق لـ«فيلق القدس»، التابع لـ«الحرس الثوري» الإيراني، إلى أن «حزب الله» قام بـ«تدريب كثير من القادة خلال فترة الكفاح، بحيث إذا سقط سلاح من يد قائد، فهناك كثير من القادة الآخرين ليحلوا محله». بدوره، قال علي لاريجاني، رئيس البرلمان السابق، مستشار المرشد الإيراني، إن «مسألة المقاومة قضية استراتيجية للجمهورية الإسلامية، وإن إسرائيل تتجاوز الخطوط الحمراء لإيران».

 

ماذا ينتظر الجماعة الحوثية بعد اغتيال نصر الله؟ وتوقعات بخفض التصعيد واستبعاد البحث عن بديل لـ«حزب الله»

عدن: وضاح الجليل/الشرق الأوسط/28 أيلول 2024

لم تمضِ سوى ساعات معدودة على احتفالات الجماعة الحوثية بإطلاق صاروخ باليستي على تل أبيب، حتى اضطر قادتها إلى الصمت، بعد إعلان الجيش الإسرائيلي عن تمكّنه من اغتيال الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني حسن نصر الله في غارات جوية على الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية بيروت.

وجاءت الهجمة الصاروخية الحوثية بعد ساعات من إبداء زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، في كلمته الأسبوعية عزمه وجماعته المضي قدماً في إسناد «حزب الله» وحركة «حماس» في مواجهتهما مع الجيش الإسرائيلي، وهي الكلمة التي أكد فيها أن «(حزب الله) في تماسك تام، وأقوى من أي زمن مضى»، متوعداً إسرائيل بالهزيمة. وبينما كانت الجماعة تُعدّ هجمتها الصاروخية تلك تعزيزاً لحضورها في مشهد الصراع الإقليمي، وتأكيداً على مزاعمها في التفوق التكنولوجي والعسكري، جاءت الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع مهمة لـ«حزب الله» في ضاحية بيروت الجنوبية وجنوب لبنان، لتضع حدّاً لتلك الاحتفالات، خصوصاً بعد إعلان إسرائيل تمكّنها من اغتيال قائد الحزب، الأمر الذي يُمثل ضربة في مقتل لمحور الممانعة. وتتزامن هذه التطورات مع تقرير سري قدّمه خبراء في الأمم المتحدة حول تحول الجماعة الحوثية من حركة مسلحة محلية بقدرات محدودة، إلى منظمة عسكرية قوية، بعد تلقي مساعدات وخبرات من «فيلق القدس» التابع لـ«الحرس الثوري» الإيراني و«حزب الله» اللبناني ومتخصصين وفنيين عراقيين. ولا يمتلك الحوثيون القدرة على التطور والإنتاج من دون دعم أجنبي وأنظمة أسلحة معقدة، وفق ما نقل الخبراء عن متخصصين عسكريين يمنيين ومقربين من الحوثيين، إذ إن نطاق عمليات نقل العتاد والتكنولوجيا العسكرية من مصادر خارجية إلى الجماعة غير مسبوق، وتشمل عمليات الدعم التمويل المالي والتدريب الفني والتكتيكي. ولاحظ الخبراء تشابه الأسلحة والتكتيكات التي تستخدمها الجماعة مع تلك التي تمتلكها وتنتجها إيران، إلى جانب توصلهم إلى زيادة التعاون بينها و«تنظيم القاعدة» من جهة، وزيادة أنشطة التهريب المتبادل بينها وحركة «الشباب» الصومالية.

استبعاد الخلافة

تضع الضربات المتتالية التي تعرض لها «حزب الله» خلال الأيام الأخيرة الجماعة الحوثية أمام خيارات معقدة، خصوصاً أنها استفادت من المواجهات بين الحزب وإسرائيل في تسويق نفسها، من خلال التصعيد الذي تخوضه في البحر الأحمر والمحيط الهندي، وصولاً إلى إطلاق صواريخ باليستية، تزعم أنها فرط صوتية، باتجاه إسرائيل. ومن شأن التعامل الإسرائيلي العنيف تجاه «حزب الله» أن يدفع الأذرع الإيرانية في المنطقة، مثل الجماعة الحوثية، لتحسس رقابهم وفق إسلام المنسي، الباحث في مركز دراسات الشرق الأوسط، الذي يتوقع أن هذه الأذرع ستحسب حسابها لأي خطوة تصعيدية.

ويوضح المنسي لـ«الشرق الأوسط» أن الجماعة الحوثية أصبحت الآن أبعد ما تكون عن الاستهانة بما يجري من تصعيد، بل إنها ستختار مساراً جديداً للتعامل مع ما فرضه هذا التصعيد، وذلك وفق لتوجيهات طهران التي تُحدد لكل طرف مهامه وأدواره، والأوامر تأتي عادة من قيادة «الحرس الثوري» و«فيلق القدس».

ولا يتوقع الباحث أن يكون هناك رد فعل انتقامي غريزي من أي ذراع إيرانية في المنطقة، دون النظر للحسابات الإقليمية والدولية، ومنها الملف النووي الإيراني والحسابات بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، مستبعداً أن تسعى الجماعة الحوثية إلى وضع نفسها بديلاً لـ«حزب الله» في مواجهة إسرائيل.

ويرى المنسي، وهو باحث في الشؤون الإيرانية، أن الجماعة الحوثية لا تملك القوة أو الخبرة التي كان يمتلكها «حزب الله»، والذي تعرض لاختراق كبير من طرف إسرائيل، ومع احتمالية نشوء فراغ كبير بعد اغتيال نصر الله، فإن الجماعة الحوثية ليست مؤهلة لملئه، خصوصاً مع العوائق الجغرافية وبُعد المسافة عن مركز الصراع. وعلى مدى 10 أشهر، تشّن الجماعة الحوثية هجمات متكررة بالطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية على سفن في ممرات الشحن المهمة في البحر الأحمر، تحت ما تسميه «دعم الفلسطينيين» في قطاع غزة، متسببة في تعطيل حركة التجارة البحرية العالمية.

حسابات معقدة

لم يصدر رد فعل من الجماعة الحوثية على إعلان الجيش الإسرائيلي اغتيال حسن نصر الله، وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي التي ينشط فيها عدد من القادة الحوثيين على مدار الساعة، توقف غالبيتهم عن النشر، خصوصاً أنهم كانوا يحتفلون بالهجمة الصاروخية الأخيرة على تل أبيب.

ويتوقع الباحث السياسي صلاح علي صلاح، أن تكون الجماعة في حيرة من أمرها حالياً بين استمرار التصعيد أو التراجع عن ذلك، وأن ثمة انقساماً داخلياً حول اتخاذ قرار بهذا الشأن، خصوصاً أنها عانت مثل هذا الانقسام سابقاً في مواقف عدة، حتى وإن لم يظهر ذلك للعلن. ولا يمكن للجماعة، وفق حديث صلاح لـ«الشرق الأوسط» أن تحسم أمرها بشأن التصعيد أو الانتقام لمقتل أمين عام «حزب الله»، والضربات التي تلقاها الحزب الذي قدم كثيراً من الخدمات والمعونات لها، وتمكنت بمساعدة خبراته من تحقيق مزيد من النفوذ والسيطرة محلياً، وتقديم نفسها لاعباً خطيراً على المستوى الإقليمي، يؤثر على مصالح كثير من القوى. لكنه يستدرك بالإشارة إلى أن الجماعة ربما لا تدرك مخاطر التصعيد عليها وعلى المجتمع اليمني، وإن كان السكان تحت سيطرتها ليسوا في محور اهتماماتها، فإن الجناح العقائدي المتشدد فيها قد لا يكون في مستوى من الإدراك بما يمكن أن يعود به التصعيد عليها من آثار. ويذهب صلاح إلى أن تأخر إسرائيل في الرد على الجماعة الحوثية ليس من قبيل عدم الاكتراث بهجماتها أو تجاهلها، بل إن ذلك يأتي من باب ترتيب الأولويات، فهي حالياً في طور التعامل مع «حزب الله»، قبل الانتقال إلى مصادر الهجمات التي تتعرض لها من سوريا والعراق، ثم التوجه إلى اليمن، حيث تؤثر الجغرافيا في ذلك الترتيبات.

تهدئة إجبارية

لم تتردد إسرائيل في الرد على التهديدات الحوثية، وفي العشرين من يوليو (تموز) الماضي، شنّت هجمة جوية على ميناء الحديدة على الساحل الغربي في اليمن الذي تُسيطر عليه الجماعة الحوثية، بعد يوم واحد من هجوم حوثي مميت بطائرة مسيرة على تل أبيب، ما أسفر عن احتراق منشآت وخزانات وقود وسقوط قتلى من عمال الميناء. ومن المرجح أن تؤثر عملية اغتيال أمين عام «حزب الله» على التصعيد الحوثي طبقاً لما يراه الباحث السياسي اليمني، عبد الرحمن أنيس، الذي يعيد التذكير بما نتج عن الضربة الإسرائيلية في ميناء الحديدة من تأثير كبير على العمليات الحوثية باتجاه إسرائيل لوقت ليس بالقصير. ولم تلمس الجماعة الحوثية جدية في محاولة ردعها عن ممارساتها طوال أشهر من الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها مثلما شعرت بعد الضربة الإسرائيلية، طبقاً لإفادات أنيس، التي خصّ بها «الشرق الأوسط»، لدرجة أن الصاروخ الباليستي الذي أطلقته أخيراً لم يكن سوى محاولة للفت الانتباه بفرقعة إعلامية أكثر مما هي ضربة عسكرية. ومن المؤكد، حسب أنيس، أن الجماعة الحوثية ستستقبل اغتيال أمين عام «حزب الله»، بجدية بالغة، وأن تلجأ إلى تخفيف حدة هجماتها، ليس فقط باتجاه إسرائيل، بل في البحر الأحمر أيضاً، وأن يتخذ قاداتها احتياطات أمنية شديدة لحماية أنفسهم، خوفاً من الاستهداف الإسرائيلي، في حين لن يطرأ أي جديد في التعامل الأميركي البريطاني معهم.

 

المصداقية على المحك... كيف تفكر إيران في الرد على اغتيال نصر الله؟

لندن: «الشرق الأوسط»/28 أيلول 2024

هزت عملية الاغتيال الجريئة التي قامت بها إسرائيل لزعيم «حزب الله» حسن نصر الله، أمس (الجمعة)، الجماعة اللبنانية ووجهت لها الضربة الأشد منذ تأسيسها في أوائل الثمانينات من القرن الماضي. ودفعت عملية الاغتيال إيران -وهي الداعم الرئيسي للحزب- إلى التحذير من أن إسرائيل بدأت «مرحلة خطيرة من الصراع من خلال تغيير قواعد الاشتباك»، وفق ما ذكرته شبكة «سي إن إن» الأميركية. وفي حين تراقب طهران حليفها الأكثر أهمية «من الحركات وليس من الدول»، وهو يتعرض للاستهداف، تتزايد الأسئلة حول كيفية الرد الإيراني. وصعّدت الدولة العبرية بشكل كبير صراعها المستمر منذ عام مع الجماعة اللبنانية بعد توسيع أهداف حربها بقطاع غزة في 17 سبتمبر (أيلول) لتشمل الجبهة الشمالية مع «حزب الله». وفي اليوم التالي، انفجرت آلاف أجهزة «البيجر» التي يستخدمها أعضاء الحزب، ثم انفجار أجهزة الاتصال اللاسلكي بعدها بيوم. تلى ذلك هجوم جوي إسرائيلي أسفر عن مقتل كثير من قادة «حزب الله»، وأدى إلى أكبر عدد من الضحايا في لبنان منذ ما يقرب من عقدين من الزمن.

إلى أي مدى تأثر «حزب الله»؟

يزعم الجيش الإسرائيلي أن التسلسل القيادي للجماعة «تم تفكيكه بالكامل تقريباً» بعد أن قتل سلسلة من كبار المسؤولين في «حزب الله»، خلال الأسبوع الماضي. وقالت حنين غدار، الزميلة البارزة في معهد واشنطن، إنه بالإضافة إلى خسارة مستودعات الأسلحة والمرافق، فقد التنظيم معظم كبار قادته، كما انكسرت شبكة اتصالاته. لكنها أضافت أنه على الرغم من خسائرها، فإن الجماعة اللبنانية لا تزال تحتفظ بقادة ماهرين، وكثير من أقوى أصولها، بما في ذلك الصواريخ الموجهة بدقة، والصواريخ طويلة المدى التي يمكن أن تُلحق أضراراً كبيرة بالبنية التحتية العسكرية والمدنية الإسرائيلية. ولم يتم استعمال معظم هذه الصواريخ بعد. بدورها، قالت أمل سعد، الخبيرة في شؤون «حزب الله» والمُحاضِرة في السياسة والعلاقات الدولية بجامعة «كارديف» في ويلز، إنه منذ صعّدت إسرائيل حملتها، أثبت الأداء العسكري لـ«حزب الله» أنه «تمكن من امتصاص تلك الصدمة وتمكن من الارتداد، وهو يضرب شمال إسرائيل بقوة منذ أيام».واعترضت إسرائيل، يوم الأربعاء الماضي، صاروخاً باليستياً أطلقه «حزب الله» بالقرب من تل أبيب، وهو هجوم غير مسبوق وصل إلى عمق قلب المنطقة التجارية لإسرائيل. وقال الحزب إنه استهدف مقر الموساد الإسرائيلي. وأوضحت أمل سعد: «في حين أنه من غير المرجح أن يؤدي مقتل نصر الله إلى تعطيل الاستمرارية العملياتية للحركة، فإنه سيمثل إحباطاً هائلاً بين صفوفها وصفوف مؤيديها». وترى حنين غدار أن القليل من المتنافسين على قيادة «حزب الله» يمكن أن يضاهوا شعبية نصر الله، و«إذا تم تفكيك قيادة الجماعة بالفعل وتعطل التنسيق بين إيران و(حزب الله)، فقد يدفع ذلك الحرس الثوري الإيراني إلى تولي زمام المبادرة». وتضيف: «سيتعين عليهم (إيران) إيجاد طريقة للقيام بذلك بأنفسهم. لكن هذا ليس خياراً سهلاً لأنهم (سيصبحون) أهدافاً، وهم لا يفهمون لبنان».

ما الظروف التي قد تدفع إيران للتدخل؟

قبل محاولة اغتيال نصر الله، كان الخط الرسمي الإيراني هو أن «حزب الله» قادر على الدفاع عن نفسه، حتى مع اعتراف المرشد الإيراني علي خامنئي، الأربعاء الماضي، بأن قتل إسرائيل لقادة الجماعة كان «خسارة بالتأكيد». لكن بعد الغارة الجوية، الجمعة، أشارت سفارة إيران في لبنان إلى أن حسابات طهران ربما تتغير الآن. وقالت السفارة على موقع «إكس»: «لا شك أن هذه الجريمة النكراء والسلوك المتهور يمثلان تصعيداً خطيراً يغير قواعد اللعبة، وأن مرتكبها سينال العقاب والتأديب المناسب».

علاقة إيران مع الغرب

تكمن المعضلة في اعتبارات إيران الداخلية، ويأتي التصعيد بين «حزب الله» وإسرائيل في وقت حساس بالنسبة للرئيس الإصلاحي الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، الذي ركزت حملته الانتخابية على تحسين العلاقات الخارجية لإخراج طهران من العزلة التي أصابت اقتصادها بالشلل. وخلال هذا الأسبوع، قال بزشكيان أمم الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن بلاده مستعدة للتعامل مع الغرب بشأن برنامجها النووي المثير للجدل، ومن أجل ذلك عين الدبلوماسي المخضرم الذي تلقى تعليمه في الولايات المتحدة جواد ظريف نائباً له. وفي الداخل، يتعين على بزشكيان أن يتعامل مع ناخبيه الإصلاحيين، الذين يفضلون الوفاق مع الغرب، والعناصر المتشددة داخل النظام الإيراني التي تريد استعراض القوة ضد إسرائيل. ويوم الاثنين، وهو اليوم الذي قُتل فيه ما يقرب من 500 لبناني في الغارات الجوية الإسرائيلية، صرّح بزشكيان في نيويورك بأن إيران مستعدة «لإلقاء السلاح إذا فعلت إسرائيل الشيء نفسه». وأثار هذا التصريح رد فعل عنيفاً من المتشددين في الداخل لـ«ظهوره ضعيفاً أمام العدو». وقد أثار تصريحه، إلى جانب عرضه للتصالح مع الغرب في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، انتقادات كثيرة.

 

بايدن اطلع على تطورات الشرق الأوسط وراجع وضع القوات الأميركية في المنطقة

وطنية/28 أيلول/2024

قال البيت الأبيض إن الرئيس جو بايدن أجرى اتصالا اليوم السبت مع نائبته كاملا هاريس وفريق الأمن القومي للإطلاع على أحدث تطورات الوضع في الشرق الأوسط ومراجعة وضع القوات الأميركية في المنطقة وتوجيه الجهود الديبلوماسية لتهدئة الصراعات، وفق ما أوردت وكالة "رويترز". وأضاف البيت الأبيض في بيان أن بايدن وهاريس سيستمران في تلقي أحدث المستجدات بهذا الشأن على نحو منتظم.

 

"المقاومة الإسلامية في العراق": قصفنا هدفا حيويا في إيلات

وطنية/28 أيلول/2024

أعلنت "المقاومة الإسلامية في العراق" مساء اليوم السبت مهاجمة هدف حيوي في منطقة أم الرشراش "إيلات" الإسرائيلية بالطيران المسير، وفق ما أوردت وكالة "روسيا اليوم". وقالت في بيان: "استمرارا لنهجنا في مقاومة الاحتلال ونصرة لأهلنا في فلسطين ولبنان وردا على المجازر التي يرتكبها الكيان الغاصب بحق المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ، هاجم مجاهدو المقاومة الإسلامية في العراق اليوم السبت هدفا حيويا في أم الرشراش (إيلات)". أضافت: "عملية الاستهداف تمت بواسطة الطيران المسيّر". وأكدت "استمرار العمليات لدك معاقل الأعداء بوتيرة متصاعدة".

 

السعودية: غياب «المساءلة والعقاب» يشجع إسرائيل على التصعيد/جددت رفضها وإدانتها لجميع الجرائم الإسرائيلية الشنيعة

الشرق الأوسط/28 أيلول/2024

أكدت السعودية، اليوم، أن غياب المساءلة والعقاب رغم استمرار الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، يشجعها على التصعيد، وينذر بعواقب خطيرة، وتوسيع رقعة العنف والحروب، والمزيد من التهديد لأمن المنطقة واستقرارها. وجددت المملكة في كلمة ألقاها الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية، في الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها التاسعة والسبعين المنعقدة في نيويورك، رفضها وإدانتها لجميع الجرائم الإسرائيلية الشنيعة المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني، مشيرة إلى أن «الجرائم الأخيرة المرتكبة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة، ما هي إلا فصل من فصول معاناة هذا الشعب الشقيق،

وفي ما يلي نص الكلمة:

نود في البداية أن نهنئ معالي السيد فليمون يانغ لانتخابه رئيسًا للدورة (التاسعة والسبعين) للجمعية العامة للأمم المتحدة، ونشكر معالي السيد دينيس فرانسيس على جهوده المبذولة خلال رئاسته للدورة السابقة.

كما نعرب في هذه المناسبة عن بالغ الشكر والتقدير لمعالي الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيريش على جهوده الدؤوبة في تحقيق مبادئ ميثاق الأمم المتحدة وأهدافها.

السيد الرئيس

حرصت المملكة العربية السعودية منذ مشاركتها في تأسيس هذه المنظمة، على بذل كل جهد ممكن في سبيل ترجمة ميثاق الأمم المتحدة إلى واقع ملموس، عبر ترسيخ احترام القانون الدولي، وحفظ الأمن والسلم الدوليين، ودعم قنوات العمل الدولي متعدد الأطراف في جميع المجالات. وفي هذا الإطار، شاركت المملكة بفاعلية في صياغة ميثاق المستقبل الذي اعتمده قادة العالم هذا الأسبوع، حيث تعد المملكة "الميثاق" و "قمة المستقبل" فرصة لإعادة تأكيد المبادئ المشتركة، وتعزيز التعاون لمواجهة التحديات، وتحقيق الأمن والسلم، ودعم التنمية المستدامة للأجيال القادمة، وتحرص المملكة على تفعيل دور المؤسسات المالية الدولية لضمان استمرار التعافي الاقتصادي والحد من المخاطر.

السيد الرئيس

يشهد عالمنا اليوم العديد من الأزمات التي تفاقمت بسبب الاكتفاء بإدارة تلك الأزمات دون إيجاد حلول عملية لمعالجتها، ويعود ذلك إلى تراخي الجهود الدولية الفاعلة، والانتقائية في تطبيق القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وقد أسفر ذلك عن توسع دائرة العنف والصراعات، وتهديد مبادئ الشرعية الدولية، وذلك يحتم علينا الالتزام بالمبادئ والأسس التي وضعها ميثاق الأمم المتحدة، والعمل المشترك والجاد للتركيز على الحلول السلمية طويلة الأمد التي تضمن حماية المدنيين، وتنهي القتال والحروب، وتوفر الأمن والنماء إقليميًا ودوليًا، وفي ظل التوترات القائمة بين الدول، تأخذ المملكة بنهج النأي عن الاستقطاب السياسي في المجتمع الدولي، وتسعى لتعزيز الحوار والتفاهم والتقارب بين الدول بما يعزز الأمن والسلام العالمي. وفي هذا الصدد؛ تجدد المملكة رفضها وإدانتها لجميع الجرائم الإسرائيلية الشنيعة المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني الشقيق، وما الجرائم الأخيرة المرتكبة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة إلا فصل من فصول معاناة هذا الشعب الشقيق، الذي استمرت معاناته على مدار عقود من الزمن، فأودت الممارسات الوحشية الإسرائيلية منذ العام الماضي بحياة عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين، معظمهم من النساء والأطفال، جراء قصف وقتل وتدمير وتجويع ممنهج، وسط كارثة إنسانية كبرى، تتفاقم يوما بعد يوم.

وانطلاقًا من رفضنا القاطع لهذا الواقع المرير، وضرورة التحرك لإنهائه، استضافت المملكة القمة العربية والإسلامية المشتركة غير العادية في الرياض، بتاريخ 11 نوفمبر 2023م بحضور قادة دول وحكومات الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، وصدرت عن القمة قرارات تمثل إرادة الشعوب العربية والإسلامية جميعًا، ودعت إلى حقن الدماء وإيصال المساعدات دون قيود، وتحقيق مطالب الشعب الفلسطيني الشقيق المشروعة باستعادة أراضيه المحتلة وإقامة دولته المستقلة.

وترأست المملكة اللجنة الوزارية التي كلفتها القمة العربية والإسلامية المشتركة غير العادية بالقيام بزيارات لعدد من الدول؛ من أجل دعوة المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته، ووقف العدوان الإسرائيلي وحماية المدنيين.

ومن هذا المنطلق؛ ترحب المملكة بتبني الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 10 مايو 2024م، قرارًا يتضمن أن دولة فلسطين مؤهلة للعضوية الكاملة في الأمم المتحدة، كما ترحب بالقرار الإيجابي الذي اتخذته كل من مملكة النرويج، ومملكة إسبانيا، وجمهورية إيرلندا، وجمهورية سلوفينيا، وجمهورية أرمينيا باعترافهم بدولة فلسطين الشقيقة، وتدعو بقية الدول إلى المضي قدما بالاعتراف الثنائي، واستشعارا بمسؤوليتنا المشتركة للتحرك الجاد في سبيل تجسيد الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة، فقد أعلنت المملكة مع شركائها أعضاء اللجنة الوزارية العربية - الإسلامية المشتركة، ومملكة النرويج، والاتحاد الأوروبي، عن إطلاق التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين، وندعو الجميع إلى الانضمام لهذا التحالف.

السيد الرئيس

لقد قدمت المملكة أكثر من (5) مليارات دولار أمريكي من المساعدات للشعب الفلسطيني الشقيق، ومنذ بداية الأزمة الراهنة في قطاع غزة، قدمت المملكة من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية مساعدات إغاثية وإنسانية تقارب (185) مليون دولار أمريكي، وتم التوقيع على اتفاقيات مع عدد من المنظمات الأممية والدولية الإنسانية لتنفيذ مشاريع إنسانية، بمبلغ يزيد على (106) ملايين دولار أمريكي، وسوف تستمر المملكة في دعم وكالة (الأونروا) لتمكينها من تقديم خدماتها الإغاثية وتوفير الغذاء والدواء والاحتياجات الإنسانية للأشقاء اللاجئين الفلسطينيين، حيث بلغ إجمالي دعم المملكة لوكالة الأونروا ما يزيد على (مليار) دولار أمريكي.

وترحب المملكة بالرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية بشأن سياسات وممارسات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتأكيدها عدم قانونية الوجود الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ (57) عامًا، وتؤكد المملكة ضرورة القيام بخطوات عملية وذات مصداقية للوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية مبني على قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، بما يكفل حق الشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية.

إن غياب المساءلة والعقاب رغم استمرار الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، يشجعها على التصعيد، هذا التصعيد لن يحقق الأمن والاستقرار لأي طرف، وينذر بعواقب خطيرة، وتوسيع رقعة العنف والحروب، والمزيد من التهديد لأمن المنطقة واستقرارها

تؤكد المملكة على ضرورة الحفاظ على استقرار لبنان، واحترام سيادته، بما يتوافق مع القانون الدولي، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وهي تنضم إلى الجهود الدولية الهادفة إلى ترسيخ وقف فوري لإطلاق النار بما يتيح المجال للتوصل إلى تسوية دبلوماسية مستدامة. كما ندعو جميع الأطراف للتحلي بالحكمة وأقصى درجات ضبط النفس لتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحروب ومآسيها.

السيد الرئيس

لقد اتخذت المملكة خطوات واضحة للدفع نحو التهدئة والتنمية على الصعيد الإقليمي، حيث تم الاتفاق مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين على أساس احترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، واحترام ميثاقي الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، بما ينعكس إيجابًا على ترسيخ الأمن والاستقرار، ودفع عجلة التنمية والازدهار الإقليمي، ونتطلع إلى تعاونها مع المجتمع الدولي فيما يخص البرنامج النووي والصواريخ الباليستية، كما استأنفت المملكة علاقاتها الدبلوماسية مع الجمهورية العربية السورية؛ لتعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين الشقيقين بشأن القضايا المشتركة، إيمانا من المملكة بأن حل الأزمة السورية سيسهم في تنمية واستقرار المنطقة، مع تأكيد أهمية الحفاظ على وحدة سوريا وأمنها واستقرارها وسلامة أراضيها، بما يحقق الخير لشعبها الشقيق.

إن المملكة حريصة على عودة السلام إلى اليمن الشقيق، وتدعم جميع الجهود الرامية إلى حل الأزمة ورفع المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمني الشقيق، والدفع نحو الوصول إلى حلول سياسية لإعادة الأمن والاستقرار إلى اليمن والمنطقة، وتجدد تأكيد مبادرتها لإنهاء الحرب في اليمن، والتوصل إلى حل سياسي شامل.

وفي ظل ما تشهده منطقة البحر الأحمر من توترات تمس أمن وسلامة ممرات الملاحة الدولية والتجارة العالمية، فإن المملكة تجدد دعوتها إلى التحلي بالحكمة وتجنب التصعيد، وتعزيز الجهود المشتركة للمحافظة على أمن واستقرار منطقة البحر الأحمر التي تعد حرية الملاحة البحرية فيها مطلبًا دوليًا يمس مصالح العالم أجمع.

وفي الشأن السوداني، تؤكد المملكة مواقفها الثابتة بشأن الحفاظ على أمن السودان وسلامته واستقراره، وتماسك الدولة ومؤسساتها ومنع انهيارها، ومساندته في مواجهة تطورات وتداعيات الأزمة الحالية، وقد استضافت المملكة محادثات السلام السودانية في محافظة جدة؛ لتأكيد ضرورة التهدئة، ووقف العمليات العسكرية، وإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية، ويجري العمل على استئناف محادثات جدة 3 لهذا الغرض.

وتؤكد المملكة حرصها على أمن واستقرار أفغانستان ووحدة أراضيه، وأنه لا يمكن أن تعيش أفغانستان بمعزل عن محيطها الإقليمي والدولي، خاصة في ظل الخطر الذي يشكله بقاء الجماعات الإرهابية في أفغانستان، ونؤكد أهمية الحد من تدهور الأوضاع الإنسانية والأمنية والاقتصادية، الذي يمنح الفرصة للجماعات والميليشيات المتطرفة لتعزيز وجودها في أفغانستان، ونؤكد أن الاستقرار الاقتصادي والتنموي لا يتحقق إلا في بيئة يسودها استقرار سياسي واجتماعي.

وفيما يخص الأزمة الروسية - الأوكرانية؛ تجدد المملكة دعوتها إلى إنهاء الأزمة، والحد من آثارها وانعكاساتها السلبية على أمن العالم واستقراره، وقد بذل صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء - حفظه الله - مساعيه الحميدة للإفراج عن عدد من الأسرى من جنسيات مختلفة، واستضافت المملكة في العام الماضي اجتماعًا لمستشاري الأمن الوطني وممثلين لما يزيد على (40) دولة ومنظمة دولية، وتؤكد المملكة ضرورة بذل جميع الجهود الممكنة في سبيل إنهاء الأزمة، وحل الخلافات سلميًا، واحترام مبادئ القانون الدولي، والسعي لحفظ أمن ومصالح الجميع، كما تؤكد المملكة استعدادها للاستمرار في بذل جهود الوساطة بين طرفي الأزمة.

السيد الرئيس

إن المملكة من واقع رؤيتها 2030 تهدف إلى تلبية تطلعات الأجيال المقبلة، وتمكين المرأة والشباب، وتنمية الإبداع والابتكار، وترسيخ قيم التسامح، ومد جسور التواصل مع العالم، وتهدف من خلال نهجها التنموي إلى تحقيق نهضة شاملة ومستدامة، تركز على الإنسان، بما يحفظ حقوقه، ويعزز كرامته، ويلبي تطلعاته.

السيد الرئيس

تلتزم المملكة في مجال الطاقة بتحقيق التوازن بين ثلاث ركائز هي: أمن الطاقة، وتوفير الطاقة ميسورة التكاليف للجميع، والحد من آثار التغير المناخي، وتحرص المملكة على استقرار أسواق النفط العالمية وموثوقيتها واستدامتها، وتلبية الاحتياجات بما يعزز توفر الطاقة وسهولة الوصول إليها وأمن وسلامة الإمدادات، لضمان اقتصاد عالمي مزدهر، يعود بالنفع على المنتجين والمستهلكين، وتلتزم المملكة بالإسهام في الحد من آثار التغير المناخي، وذلك من خلال تبني نهج شمولي في تحولات الطاقة مبني على أساس منطقي ومنظم وعادل، بحيث يتم تحقيق أهداف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، واتفاقية باريس عبر الاستفادة من جميع التقنيات التي تسهم في معالجة انبعاثات الاحتباس الحراري من جميع المصادر، بما فيها البترول والغاز اللذان سيستمران جزءًا محوريًا من مزيج الطاقة العالمي لعقود آتية، وفضلا عن امتلاك المملكة للتقنيات التي مكنتها من أن تكون من أقل الدول في مؤشر كثافة انبعاثات الكربون والميثان في عمليات البترول والغاز، فإنها تواصل تطوير منتجات طاقة أخرى منخفضة الانبعاثات، وفي هذا الصدد؛ تعمل المملكة على بناء مجمع لالتقاط الكربون ونقله وتخزينه في مدينة الجبيل الصناعية بطاقة التقاط وتخزين تصل إلى (9) ملايين طن سنويًا من ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2027م، وبطاقة قصوى تصل إلى (44) مليون طن سنويًا بحلول عام 2035م.

السيد الرئيس

تدعم المملكة أهداف التنمية المستدامة، والتعاون الدولي لمواجهة تحديات التغير المناخي، وأعلنت المملكة في القمة السعودية - الأفريقية في الرياض، عن تخصيص ما يقارب (50) مليار دولار أمريكي لدعم هذه الجهود، وأطلقت عدة مبادرات رائدة تعتمد على نهج الاقتصاد الدائري للكربون، مثل: مبادرة السعودية الخضراء، ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر، بالإضافة إلى الاستثمار في أفضل تقنيات خفض الكثافة الكربونية، وزيادة مصادر الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة الأمثل لإنتاج الكهرباء، وإنتاج الهيدروجين النظيف، وهي عازمة على أن تكون منتجًا ومصدرًا رئيسًا لهما في العالم، كما تدعم المملكة مشاريع متعددة تهتم بترشيد الاستهلاك ورفع كفاءة الطاقة، والمحافظة على الحياة الفطرية، واستدامة الثروة المائية والحياة البحرية.

ومن هذا المنطلق؛ استضافت المملكة اليوم العالمي للبيئة عام 2024م، التابع لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، وسوف تستضيف مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (COP16) نهاية هذا العام؛ لتؤكد التزامها بحماية البيئة، ومقاومة ومكافحة الجفاف والتصحر، وتسلمت المملكة ملف استضافة المنتدى العالمي الحادي عشر للمياه 2027م، وفي هذا الصدد؛ أشير إلى إعلان صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء - حفظه الله - عن تأسيس المنظمة العالمية للمياه في سبتمبر من العام الماضي، التي تهدف إلى تطوير وتكامل جهود الدول والمنظمات لمعالجة تحديات المياه بشكل شمولي.

السيد الرئيس

إن المملكة حريصة على العمل نحو الوصول إلى عالم خال من الأسلحة النووية، وشرق أوسط مستقر، ومن هذا المنطلق، تشدد المملكة على ضرورة التزام جميع الدول بالمحافظة على منظومة منع الانتشار، مع الحفاظ على حق الدول في الاستخدام السلمي للطاقة النووية.

السيد الرئيس

تساند المملكة الجهود المبذولة للتصدي للتنظيمات الإرهابية، ونؤكد أهمية تعزيز العمل المشترك، ومواصلة التنسيق بين الشركاء الدوليين لمواجهة التهديد الذي تشكله هذه الجماعات على بلداننا وشعوبنا، ونشدد على ضرورة بذل المزيد من الجهود للحد من تأثير الحملات الدعائية التي تطلقها الجماعات الإرهابية، ونؤكد أهمية مواصلة العمل الدولي للتصدي لتمويل الإرهاب، وضرورة تبادل المعلومات المتعلقة بهذا الشأن.

السيد الرئي

لقد حظيت المملكة بثقة المجتمع الدولي من خلال اختيارها لاستضافة معرض إكسبو الدولي 2030 تحت شعار "حقبة التغيير: المضي قدما بكوكبنا نحو استشراف المستقبل"، لتحقيق فكرة المعرض المتمثلة باستشراف مستقبل الكوكب والتطورات التقنية المفيدة، مع التركيز على أهداف التنمية المستدامة، ويمثل المعرض فرصة لتعزيز العمل في المشاريع ذات التأثير العالمي، والتعاون لإيجاد حلول عالمية من خلال الابتكار والاستدامة والشمولية؛ التزاما منا تجاه البلدان النامية، وتعرب المملكة عن شكرها وتقديرها للدول التي دعمت استضافتها لهذا الحدث العالمي.

ختامًا، نتطلع إلى أن تسهم جهودنا في إيصال رسالتنا وقيمنا ومبادئنا للعالم، في جو يسوده الاحترام والشراكة لبناء مستقبل أفضل للبشرية جمعاء.

 

سوريا: اغتيال إسرائيل لنصر الله «عدوان دنيء»

دمشق: «الشرق الأوسط»/28 أيلول 2024

اعتبرت الخارجية السورية، في بيان (السبت)، أن اغتيال إسرائيل للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله «عدوان دنيء»، وذلك بعد ساعات من إعلان الحزب مقتله بغارة جوية إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت.

وقالت الخارجية إن «الكيان الصهيوني يؤكد من خلال هذا العدوان الدنيء (مرة أخرى) على سمات الغدر والجبن والإرهاب التي نشأ عليها»، مشيرة إلى أن «الشعب السوري (...) لم ينسَ يوماً مواقف (نصر الله) الداعمة»، الذي يقاتل حزبه منذ عام 2013 بشكل علني إلى جانب القوات الحكومية. وأكد «حزب الله»، في بيان (السبت) مقتل أمينه العام حسن نصر الله إثر غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية، بعدما أعلنت إسرائيل اغتياله. واغتالت إسرائيل عدداً من كبار قادة الحزب في سلسلة من الغارات الجوية.

 

أعيرة نارية في الهواء ونُواح وعدم تصديق في بيروت بعد مقتل نصر الله

بيروت: «الشرق الأوسط»/28 أيلول 2024

أطلق مسلّحون أعيرة نارية في الهواء، وأمروا أصحاب المتاجر في أجزاء من بيروت بإغلاقها، وقال أنصار جماعة «حزب الله» اللبنانية إنهم في حالة من الصدمة وعدم التصديق بعد مقتل الأمين العام حسن نصر الله. وأكّد «حزب الله»، اليوم السبت، اغتيال نصر الله، وأصدر بياناً بذلك بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي أنه قتله في غارة جوية على مقر الجماعة في الضاحية الجنوبية لبيروت، الجمعة. ويمثّل مقتل نصر الله ضربة قاصمة لـ«حزب الله» الذي يواجه حملة عنيفة من الهجمات الإسرائيلية، وحتى مع ظهور تلك الأنباء كان بعض أنصار الجماعة يأملون بشدة في أنه لا يزال على قيد الحياة بطريقة أو بأخرى. وقالت زهرة، وهي شابة نزحت من معقل «حزب الله» بالضاحية الجنوبية لبيروت، إنها تتمنى ألا يكون الخبر صحيحاً، «إنها كارثة إذا كان (ما يقال) صحيحاً». وأضافت لوكالة «رويترز» للأنباء عبر الهاتف وهي تجهش بالبكاء: «كان قائدنا، كان كل شيء بالنسبة لنا، كنا تحت جناحيه». وقالت إن نازحين آخرين بجوارها فقدوا الوعي، أو بدأوا في الصراخ والعويل، عندما تلقوا إخطارات على هواتفهم ببيان «حزب الله» الذي يؤكد مقتل نصر الله. وكان نصر الله الذي قاد «حزب الله» منذ اغتيال زعيمه السابق في عملية إسرائيلية عام 1992، معروفاً بخطاباته المصوَّرة التي كان يتابعها كلٌّ من مؤيدي الجماعة ومعارضيها باهتمام بالغ. وقالت زهرة: «ما زلنا ننتظره ليخرج على التلفزيون في الساعة الخامسة مساءً؛ ليخبرنا بأن كل شيء على ما يرام، وأننا نستطيع العودة إلى ديارنا». وقال شهود إن مسلحين دخلوا المتاجر في بعض المناطق ببيروت، وأمروا أصحابها بإغلاقها، ولم يتّضح على الفور الفصيل الذي ينتمي إليه الرجال المسلّحون. وقال سكان إنه تم سماع دوي أعيرة نارية في منطقة الحمرا غرب المدينة، بينما أطلق أنصار للحزب النار في الهواء. وسُمِعت حشود تهتف «لبيك نصر الله»!

وذكرت قناة «المنار» التابعة لـ«حزب الله» أن مواكب شقّت طريقها عبر الضاحية الجنوبية لبيروت. وقال مصدر أمني لوكالة «رويترز»، إن الجيش اللبناني شدّد الإجراءات الأمنية في جميع أنحاء العاصمة، بعد أن انتشر بشكل وقائي حول السفارة الأميركية شمالي بيروت، وذكر مصدر أمني آخر أن قوات الأمن اللبنانية تستعدّ لاندلاع محتمل للتوترات الطائفية. وبثّت قناة «المنار» التابعة لـ«حزب الله» آيات من القرآن الكريم حداداً على مقتل نصر الله، كما قدّمت مراسلة من قناة «إم تي في لبنان»، وهي المحطة التي عادةً ما يكون نهجها التحريري مناهضاً لـ«حزب الله»، تعازيها في بث مباشر.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

قراءة من الأرشيف للكولنيل شربل بركات بمناسبة رثاء السيد حسن نصرالله اليوم وهي تضيء على تاريخة الإرهابي لأهله وللبنان

https://eliasbejjaninews.com/2024/09/116387/

السيد حسن نصرالله .. كل منجزاته كانت هدم وتشريد الأهل ومن ثم تخريب الدولة والاقتصاد وتعميم اللادولة وتشجيع الفساد والمتاجرة بالممنوعات والعمالة للغريب 

الكولونيل شربل بركات/09 آذار/2023

اعلام غوبلز اشتهر بالتأثير على الناس وباخراج الاحداث وتوجيهها لمصلحة الرايخ ولكنه بالنهاية فشل وسقط وسقطت معه ألمانيا. واعلام حزب الله والحرس الثوري ليس بعيدا جدا عن تلك التجربة. وها هو كلما احتاج لتبرير يوقف أحد الجنوبيين الشرفاء ويتهمه بالعمالة ويضع فيه كل ما في حعبته هو من أخطاء. ولكن هناك من يسمع ويرى وقد سبق وقال "أعمى عيونهم لئلا بيصروا وأغلق آذانهم لئلا يسمعوا فيتوبوا ويضطر أن يغفر لهم"...

السيد حسن نصرالله ابن الجنوب صحيح، وهو من "السياد"، أي الذين يرجعون بالنسب إلى النبي (صلوات الله عليه). وهو أيضا ولد وترعرع في قلب لبنان حي النبعة وبرج حمود وسن الفيل قبل الأحداث أي زمن لبنان الجميل. وهو لا شك يعرفه ولو لم يستمتع بكل مزاياه.

السيد حسن اضطر أن ينتقل إلى بلدته البازورية يوم فتحت منظمة التحرير الحرب على لبنان. وكان من ضمن مخططتها الذي اعتمد على تل الزعتر كقاعدة أساسية للانطلاق ومحاصرة العاصمة من الشمال مرورا بالنبعة عبر الدكوانة إلى حي الكرنتينا فالمرفأ، ومن الجنوب بوصله بجسر الباشا والشياح عبر عين الرمانة حتى مخيمات صبرا وشاتيلا في الجزء الغربي من بيروت، التي كانت تسيطر عليها قبل 1973.

والسيد حسن كان من مؤيدي حركة أمل بدون شك، ولو أنه ككل المجموعة الشيعية اعتبروا أنفسهم جزء من العروبيين الذين يناصرون الثورة الفلسطينية بشكل طبيعي. فهم إذ يرجعون بالنسب إلى الجزيرة العربية كونهم "سياد" يعتبرون أنفسهم ملزمين بالعروبة "فأنتم خير أمة أخرجت للناس" (قال صلوات الله عليه). ولكن مفاهيم ذلك الزمن تأرجحت بين النظرة القديمة إلى لبنان الذي "صنعته" فرنسا بالرغم عن الشيعة (؟) (وهم كانوا ساندوا يومها فيصل الذي أسقطته مخططات الضابط التركي يوسف العظمة في مواجهة الفرنسيين في ميسلون بالرغم من اعتراف كليمنصو بفيصل والاجتماع معه قبل ثلاثة أشهر) ونظرية عبد الناصر العروبية ما بعد 1956 وتأميم القناة ومن ثم ولادة الجمهورية العربية المتحدة مع سوريا والتي أدت إلى ما سمي بثورة 1958 في لبنان والتي انتهت قبل أن يولد هو، ولكن ذيولها بقيت تدغدغ أفكار الكثيرين خاصة في الشارع السني. ومن ثم كان للافكار اليسارية ومنها الشيوعية والتي تبنتها بعض المنظمات تأثيرها على الساحة. من هنا كان السيد يعيش أجواء متقلبة بين عروبة عبد الناصر ويسارية الأحزاب بمواجهة لبنان الذي ينعم ببعض الرفاه والذي لم يشارك به سوى قلة من العائلات الشيعية التي دمغت بالاقطاعية من قبل اليسار.

كان لبنان يومها ينعم بالترانزيت فكل تجارة أوروبا إلى دول العرب تمر عبره خاصة بعد اغلاق قناة السويس كليا بين 1967 و 1975 وكانت أيضا تجارة النفط إلى أوروبا إن من العراق أو من السعودية تمر عبره من خلال أنابيب شركتي أي بي سي العراقية أو التابلين السعودية وبالطبع مصافي البترول في طرابلس والزهراني. وكانت البنوك والشركات التجارية تعمل على قدم وساق. وكانت الدولة اللبنانية تسعى إلى تنظيم الزراعة في المناطق البعيدة وشراء الدخان مثلا من المزارعين بواسطة شركة الريجي، بينما وصلت الكهرباء والماء إلى كل القرى وحتى المزارع الصغيرة. وكانت المدارس تفتح تباعا في كافة القرى ومؤسسات الدولة تبنى بشكل جدي. ومن جهة أخرى ساهمت اتفاقية الهدنة وعدم اشتراك لبنان بحرب 1967 بتحييد البلد عن الصراعات الدولية. ولكن أعداء لبنان والحساد كانوا يعملون على خلق أجواء عدائية بين السكان لكي يسهل التخريب وبالتالي السيطرة على البلد.

السيد حسن بعد انهاء دراسته الثانوية انتقل إلى النجف الشريف في العراق ليكمل تعليمه الديني ويصبح إماما. ولم يكن يشعر بالعداء لنظام البعث العراقي. ولكن طرد الشاه للامام الخميني من إيران ووصوله إلى العراق أثار نوعا من الفتنة التي انتشرت سريعا بين الطلاب والأئمة حيث بدأ الحديث عن الأمة الشيعية، ما جعل النظام العراقي يطرد بعد سنة تقريبا الامام الخميني إلى فرنسا ويعيد بعض اللبنانيين الذين تأثروا بنظرياته إلى لبنان وكان منهم الطالب السيد حسن نصرالله. وهكذا يوم قامت الثورة في إيران وعاد الامام الخميني ليتسلم الحكم كان السيد حسن ورفاقه من المؤيدين لتلك الثورة ولم يكن ذلك غريبا، فياسر عرفات أيضا أيدها وكل المجموعة اليسارية.

بعد نجاح الخميني بالسيطرة على إيران أطلق شعار تصدير الثورة إلى المحيط وأنشئ الحرس الثوري والذي يضم فيلق القدس لتحرير فلسطين، ما دغدغ أفكار اليساريين الشيعة بأن تحرير فلسطين أهم من العدالة الاجتماعية التي نادوا بها. ومن هنا لم يعد هناك عقدة تجاه الطرح الشيعي للحرس الثوري ولو أنه كان لا يزال مستغربا.

وتبدأ الحرب بين العراق وإيران ويزور السادات إسرائيل وتبدأ عملية السلام التي يرفضها الخميني والأسد وبالطبع فصائل عرفات. من هنا، وفي محاولتهم لجمع أكبر عدد من المتطوعين الشيعة، يطلب الحرس الثوري الإيراني من السوريين فتح مخيمات لتدريب المتطوعين في لبنان وسوقهم للحرب في إيران. ولكنهم لا يجدون أعدادا كبيرة كما توهموا، فالشيعة اللبنانيين لم يكونوا بعد مطواعين لدرجة القتال في إيران ضد بلد عربي.

وتدخل اسرائيل إلى بيروت سنة 1982 ويرفض الرئيس أمين الجميل ابرام اتفاق انسحاب القوات الاسرائيلية (اتفاق 17 ايار) ثم يحاول هدم جامع الرسول الأعظم، وكان بناه الايرانيون بالقرب من المطار ويشكل خطرا على الملاحة الجوية. ومن جهة أخرى يرفض السوريون الذين خسروا الحرب، وخسروا اسطولهم الجوي، وخسروا بيروت، وطرد عرفات ورجاله منها، يرفضون الاعتراف بالهزيمة، فيلجأون إلى الحرس الثوري لعمل ما. فيقوم هؤلاء الذين كانوا يدربون الانتحاريين للحرب في العرق بتنفيذ مهمات انتحارية ضد السفارة الأمركية ومركزي المارينز والمظليين الفرنسيين. ما يؤدي إلى زعزعة القوات المتعددة وارباك الحكم اللبناني. وبنفس الوقت يبدأ الكلام على المقاومة لاخراج اسرائيل. فتنفذ عملية انتحارية أيضا في مركز حرس الحدود في صور وأغلب جنوده من الدروز.

من الطبيعي أن تنال هذه العمليات الانتحارية من تماسك الشارع الشيعي الجنوبي الذي كان يرفض المنظمات وأعمالها ويعتبر بأن اسرائيل خلصته منها. وهكذا تبدأ عملية صراع داخلي في المجتمع الشيعي حيث يحاول الايرانيون أن يصبغوا الطائفة الشيعية بلونهم وثقافتهم السوداء ومحاصرة الانفتاح الشيعي اللبناني حتى على الاسرائيليين. ومن ثم تبدأ عمليات التحول بالترغيب ودفع المساعدات من جهة وباظهار القوة ببعض العمليات الاستعراضية من جهة أخرى.

ينضم السيد في هذه الفترة إلى جماعة الحرس الثوري فيرون به خطيبا مفوها ومنظرا في الحلقات الخاصة وبعض الظهور الاعلامي أحيانا، فينادي بالدولة الاسلامية ولكن بحسب خط الولي الفقيه. من هذه المرحلة يبدأ مسيرته التي توصله إلى دورة استراتيجية في قم سنة 1989 تدوم سنتين حيث يتلقن خلالها الخط الاستراتيجي لدولة الولي الفقيه ويتعرّف على الثوابت فيها. وبعد مقتل الموسوي الذي شغل منصب الأمين العام لحزب الله سنة 1991 يعود السيد حسن ليتسلم هذا المنصب ويبدأ عمله وظهوراته الاعلامية المتلاحقة.

كانت الحرب التي وقعت بين أمل وحزب الله بعد خطف الأخير للكولونيل هيغنز في 1988 قد أدت إلى اخراج الحزب من الجنوب كليا. ومن ثم دارت حروب بين التنظيمين خاصة حرب اقليم التفاح والتي لم تنته إلا بتركيز الحزب على موضوع الرهائن الذي كان يهم الإيرانيين كثيرا لكي يؤمنوا بعض التراخي من قبل الغرب في موضوع التسلح وقطع الغيار وتخفيف الضغط عليهم. وبالتالي يوم انتهت الحرب بين إيران والعراق، وقبل الخميني على مضض وقف عملياته في الأهواز وتوقيع اتفاق وقف النار، تفضّى الحزب للجبهة اللبنانية محاولا العودة للظهور الاعلامي كمقاومة للاحتلال الاسرائيلي. ولكن حرب التحرير التي قادها العماد عون ضد القوات السورية ودخول صدام حسين إلى الكويت، أديا لاسترضاء الأسد لدول الخليج والتحاقه بالتحالف الدولي لتحرير الكويت. حيث فقد عرفات تأييد هذه الدول له أيضا كونه ساند صدام، ما أطلق يد سوريا في لبنان. فتم وقف الحرب باتفاق الطائف وما لحقه من حرب الالغاء التي ألغت الحماية الدولية للمنطقة الشرقية فدخلها الجيش السوري وحل كل المليشيات ما عدا حزب الله. ومن هنا تنامي دور السيد حسن، الأمين العام الجديد للحزب، كونه أصبح رقما أساسيا في نجاح الاتفاق السوري – الإيراني. فحُلت ميليشيا أمل وباقي المليشيات وسُلمت الأسلحة الثقيلة. ولم يبق سوى حزب الله بقيادة السيد ليفرض سيطرته شيئا فشيئا على البلد بغياب أي معارضة جدية له وبحماية النظام السوري وجيشه. في حين أطلقت يد بري في التوظيف ومشاريع الدولة، كما يد جنبلاط في موضوع المهجرين وبعض المشاريع الأخرى. ومن جهة السنة فقد كان الحريري هو من حل محل عرفات وبقية الزعماء المحليين في الزعامة السنية والمشاريع الكبرى للدولة التي يديرها ويوزع من خلالها بعض المكاسب للسوريين.

في هذه الأثناء لم يكن للسيد حسن كبير التأثير ولم ينتبه له أحد كون الكل كان منشغلا باعادة الاعمار وبما توزعه من مغانم وثروات. ولكن الرئيس بوش (الأب) والذي قام بتحرير الكويت، أراد أن يحل القضية الفلسطينية. وبما أن مصر كانت فتحت باب السلام والتحقت سوريا بالتحالف الدولي فكان من الضروري أن تكون الدولة الثانية التي تنضم إلى قطار السلام. من هنا مؤتمر مدريد (1992) الذي كان يمهد للسلام بين سوريا واسرائيل. وقد تنازل الاسرائليون لسوريا عن كامل الجولان أثناء المحادثات. ولكن الرئيس الأسد الذي ارتبط بإيران ومصالحها من جهة، والذي رأى الفرصة مناسبة له لكي يصبح الطفل المدلل لدى العرب بعد غضبهم على عرفات فيسهل ابتزازهم، لم يعجبه حل المشكلة، فطالب بكل الأراضي التي كانت احتلتها سوريا من فلسطين أثناء حرب 1948 ما يعني أن يرابط الجيش السوري على الضفة الشرقية لبحرية طبرية، وهذا ما لم يقبل به الاسرائيليون ففشلت المفاوضات.

ولكن اسرائيل التي غضبت من تصرف الأسد قامت باتصالات سرية مع عرفات، وهو صاحب الحق بالموضوع الفلسطيني، وكان تألم من موقف العرب تجاهه وأصبح غائبا عن الساحة، فوجد بالعملية خشبة خلاص له. وهكذا توصّل الفريقان إلى نوع من الاتفاق الذي سيعيد لعرفات صورته هذه المرة كصانع للسلام بمباركة أمريكية. ولكن قبل أن تنته المفاوضات وصلت معلومات عنها للأسد فحاول تفشيلها. لذا طلب من السيد حسن نصرالله أن يقوم حزبه بقصف مدن اسرائيلية واشعال الجبهة. وبالفعل فقد قصفت كريات شمونة وغيرها من المدن الاسرائيلية ما جعل رابين يقوم بعملية "الحساب" (تموز 1993) التي قصد منها القضاء على حزب الله في الجنوب والضغط على السوريين ليكفوا عن محاولات افشال المفاوضات مع الفلسطينيين. وكان المقصود هو الحزب وليس الأهالي، لذا كان جيش الدفاع يطلب إلى الأهالي ترك بيوتهم قبل القصف ليقلل من الاصابات المدنية. ولكن الاسرائيليين ضربوا أيضا بعض البنى التحتية للضغط على الحكم في بيروت. وبالنتيجة توصل المعنيون إلى اتفاق لوقف اطلاق النار تعهد به حزب الله عدم التعدي على المدنيين الاسرائيليين. وهكذا أعلن الاتفاق بين اسرائيل والفلسطينيين بعد أقل من شهر على العملية في آب 1993.

قامت سوريا والحكم للبناني الذي لم يشارك حتى بالتفاوض بين اسرائيل وحزب الله، ولا حتى كمراقب، بطلب المساعدات من الدول العربية والصديقة التي سارعت لمد العون. وهنا بدأت عمليات اعادة الاعمار وتوزيع المساعدات على المتضررين، ما فتح ابواب الفساد والمحسوبيات والاستفادة من الأموال التي أغدقت وكأنها غنائم حرب. فكانت هذه وتلك التي جاءت مباشرة بعد اتفاق الطائف نواة نظام المحاصصة والفساد الذي سيحكم البلد حتى هذه الأيام.

من ضمن التعديات على الدولة التي لم يكن السيد يعترف بها كان طلبه من مناصريه عدم دفع أي ضرائب أو مساهمات لهذه الدولة ومن هنا التعليق على خطوط الكهرباء وعدم دفع المتوجب ما جعل هذه العملية تنتشر فتقل مداخيل شركة الكهرباء ولا تعود قادرة على تحديث مولداتها أو الشبكة ما يؤدي إلى ضعف بوصول التيار وانتاج الكهرباء وبالتالي تصبح هذه أحد الجروح النازفة لمؤسسات الدولة الأساسية لأن الكهرباء هي عصب الانتاج في البلاد.

أعطى وقف اطلاق النار هذا، السيد حسن دورا سياسيا وأصبح خطابه مسموعا كونه تحدى اسرائيل وتوصّل إلى جعلها تعترف به وتفاوض حزبه على وقف النار. ومن جهة أخرى كان السوريون الخائفون من رد فعل الأميركيين يريدون الظهور بمظهر من لا يعلم ولا سلطة له على ما يسمونه المقاومة لكي يروّجوا لعودة اللعب على ابتزاز الكل من خلال استقلالية الحزب. وقد كانت الرقابة الذاتية على الاعلام في لبنان أعطت ثمارها ما فتح المجال للسيد بأن يطلق العنان لسلسلة خطاباته التي بدأ الاعلاميون اللبنانيون يشددون من خلالها على الكاريزما التي يتمتع بها السيد وعلى خطابه الواثق وخطه الواضح خاصة عندما يتحدى اسرائيل.

في بداية سنة 1996 جرت أول انتخابات في الأراضي الفلسطينية بالضفة والقطاع حيث تقدم للانتخاب أكثر من ثلاثة ملايين وثلاث مئة ألف ناخب بدون مشاركة حركة حماس. ونالت فيها فتح أغلب المقاعد وسمي عرفات رئيس السلطة الفلسطينية، ما أقلق الأسد نوعا ما كون عرفات وسلامه بدأ يعمل على الأرض. من هنا كان يجب أن يسعى لخربطة هذا الوضع ولم يكن له أفضل من السيد وحزبه ومقاومته للقيام بمثل هذا العمل الذي سيأخذ بعدا اعلاميا يغطي على ما يجري في الأراضي الفلسطينية. وهكذا بدأت المناوشات تعود إلى ساحة الجنوب. ولكن السيد الذي طلب موافقة إيران على أي عمل كبير كونه التزم عدم المس بالمدنيين الاسرائيليين ولا قدرة له إلا على ذلك. فكان الجواب أن ينتظر إلى نيسان لتسهم عمليته بفوز الجناح المتشدد بالانتخابات الايرانية. وهذا ما حدث، ففي الحادي عشر من نيسان 1996 فتح حزب الله النار على المدن الاسرائيلية خاصة نهاريا وكريات شمونة مستدعيا اسرائيل للرد فردت بقصف إحدى الطائرات لمبنى في الضاحية الجنوبية وما كان منه إلا التصعيد كونه يريد هذا التصعيد لكي يفعل فعله في الانتخابات الايرانية ولا يهمه ما يجري في لبنان، وهو سيكسب دعم الشارع كونه يعرف كيف يديره، والسوريون هم من كان طلب التصعيد. ولذا وعندما كثرت الاصابات في صفوفه وبدى وكأن الناس والحكومة اللبنانية لم تعد بقادرة على تحمل ما يجري ذهب إلى خلق مشكلة انسانية فنصب صواريخه بالقرب من مركز الأمم المتحدة في بلدة قانا حيث كان المدنيون يلتجؤون وكان الفيدجيون حاولوا ابعاد جماعة الحزب عن المكان فاشتبكوا معهم وجرح أحد الجنود عندها تلقوا امرا بالدخول إلى الملاجئ في حال بدأ القصف. وهذا ما جرى اليوم التالي (18 نيسان 1996) ولكن لتصيب إحدى الشظايا اسطوانة غاز تابعة لمطبخ الكتيبة وتنفجر مؤدية إلى مجزرة بين الأهالي لم تقدر الأمم المتحدة على تحملها فتحملتها اسرائيل وخرج السيد منتصرا مرة أخرى. وأجاد بالخطابات والتهديدات، ولو أنه وافق على وقف اطلاق النار، كون الانتخابات في إيران جرت في 19 نيسان 1996 أي في اليوم التالي للمجذرة وأعلنت فوز الخط المتشدد هناك.

وقد كان السيد مرتاحا لما يجري وهو يكسب من عدة نواحي ويخدم الخطة الإيرانية والسوريين حلفاء أسياده وجل ما يقوم به من عمليات استعراضية لا تقدم ولا تؤخر في مجرى الأحداث. ولكن تطورا حصل في اسرائيل إذ تقدم الجنرال باراك الذي فاز برئاسة حزب العمل تقدم للانتخابات على أساس برنامجه الذي يتضمن الاتسحاب من لبنان إذا ما شكل الحكومة. وقد نجح فعلا وقرر الانسحاب قبل تموز 2000 ولكنه لم يجد من يتسلم الأرض بعد انسحابه كون السوريون يريدون أن تبقى اسرائيل كي يبرروا وجودهم على الآرض والأمم المتحدة غير قادرة على فرض ما لا تقبله الدولة اللبنانية ولكن الايرانيون كان لهم رأي آخر وهو أن يتسلم حزب الله المنطقة فيؤمن عدم التعدي عبر الحدود ويكسبون هم السيطرة على لبنان بعد خروج السوريين. وهذا ما جرى بدون أن ندخل بالتفاصيل.

لا نريد التكلم بالتفصيل عن حرب 2006 التي تعهد السيد قبل يومين من حدوثها على طاولة الحوار بأنه لن يُقدم على اشعال حرب بدون موافقة أكثرية اللبنانيين ثم قام جماعته بعملية خطف عبر الحدود بدون مبرر أدت إلى حرب مدة الشهر خسر فيها الجنوببون بيوتهم وأكثر من الفي قتيل ليقول من على الشاشات مقولته المشهورة "لو كنت أعلم". ثم بعد مقتل سليماني يعترف علانية أيضا بأن الأخير كان يقود الحرب وهو من قرر وخطط مع عماد مغنية لعملية الخطف وتابع ما تبقى من أعمال عسكرية كانت تهدف لتخليص إيران من الضغوط التي كان الاتحاد الأوروبي يستعد لفرضها عليها بسبب برنامجها النووي.

السيد حسن الخطيب المفوه صاحب الكاريزما لا يعدو نجاحه عن كونه يفسر ويتهجم ويتباهى بمآسي اللبنانيين فكل منجزاته كانت هدم وتشريد الأهل ومن ثم تخريب الدولة والاقتصاد وتعميم اللادولة وتشجيع الفساد والمتاجرة بالممنوعات والعمالة للغريب. فهو يصرح علانية بأنه جندي في ولاية الفقيه يتلقى ليس فقط الأمر انما التمني حتى وينفذه مهما جرى. والنتيجة بأنه أفقد لبنان كل مقوماته في شتى المجالات. وعادى المحيط وأفقد جماعته، الطائفة الشيعة الكريمة، كل مقومات الحياة. واستعدى الجوار من الطوائف اللبنانية، إلى البلاد العربية، إلى الشعوب المحيطة. وقتل أبناء الشيعة في حروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل.

ليس غريبا على السيد هذا التصرف وقد يكون هذا النوع من الكاريزما والقدرات الخطابية التي رأيناها مثلا عند الرئيس عبد الناصر أو الفوهرر "هتلر"، هي ما يأسر الزعيم أو المتكلم ليجعله يرتبط بأقواله وتصاريحه التي تعجب العامة وتسلب آذانهم فينتظرون منه أحيانا كثيرة ما لا يقدر عليه. ولذا فيوم اعتقد هتلر بأنه الخطيب العظيم أخذ المانيا من النجاحات إلى الفشل المتكرر، لا بل هدمها بقدر عنجهيته والتزامه الخطاب الذي يلهب أسماع الجماهير. ونفس الموضوع حصل مع الرئيس عبد الناصر الذي يوم تسلّم الحكم ولم يقدر أن يؤمن قوت الشعب لأن الطاقات المنتجة هربت مع كل معارفها، توهّم بأنه بتأميمه قناة السويس سيربح، ولكنه فشل ولو أن السوفيات تدخلوا وفرضوا انسحاب انكلترا وفرنسا، انما حوّل هؤلاء تجارة أوروبا إلى ميناء بيروت ليقطعوا له الطريق ويغلقوا قناة السويس سلميا. فحاول أن يتاذكى بأن عمد إلى قيام الجمهورية العربية المتحدة مع سوريا ليقطع الطريق على البضائع التي تصل بيروت. وجرّب شراء الزعماء اللبنانيين لقلب النظام. لكن الأميركيين الذين كانوا فرضوا انسحاب الانكليز والفرنسيين من القناة اضطروا أن يقوموا بانزال بحري للاسطول السادس في بيروت. ومن ثم بعد سنتين تطالب سوريا فك الوحدة مع مصر، فيهرب إلى اليمن، ولكن ليخسر هناك ويعود بعد أربع سنوات من الخسائر ليتحدى اسرائيل، فيغلق الممرات البحرية، ويطرد الأمم المتحدة، ويخسر الحرب. كل ذلك لأنه اعتقد بأن ارضاء الجماهير بالخطاب الذي يجب أن يطرح خلاله دوما مشاريع أحلام، ولو لم يعتقد بامكانية تحقيقها، ولكنها تاخذه إلى حيث لا يريد. والأمثلة كثيرة وخاصة في هذه الأيام؛ خطابات السيد المتكررة التي توقعه كل يوم في موضوع جديد يضطر أحيانا إلى نقضه والتخلي عنه.

في شخصية السيد أيضا نقاط يمكن الاشارة إليها، وهو رجل الدين الذي يجب أن يتحلى بالوقار ويحترم الناس وأقوال الانبياء ووصاياهم، خاصة فيما يتعلق بالقتل واكرام الميت من أي دين كان. فقد رأينا سنة 1978 بعد دخول الاسرائليين إلى الجنوب فريقا من الحاخامين يجمع قتلى وأشلاء الفلسطينيين ويدفنهم بكل احترام في حفرة تركت مع علامات تدل عليها كمدفن، لأنهم على ما بدى يحترمون الموت ويعتبرون بأن هذا العمل جزء من التدين. وهو ولو لم يفعل، إنما تهديده لأبناء المنطقة الحدودية "بالدخول إلى مخادعهم وبقر بطونهم" ليست من شيم رجل الدين. ويوم عملية انصارية التي جرت في الخامس من ايلول 1997 والتي لم يعلم بها حزب الله الا بعد قيام الاسرائيليين بارسال فريق للتفتيش عن الجرحى لفقدان الاتصال بالمجموعة، التي يبدو بأن لغما كان يحمله أحد افرادها انفجر عن طريق الخطأ فمزقه ونثر أشلاءه في كل الاتجاهات، وأصيب أو قتل بقية أفرادها، ولما وصلت مجموعة الدعم نقلت الكل ما عدا واحد أضطروا للتفتيش عنه باطلاق القنابل المضيئة. وبعد ذهابهم وفي اليوم الثاني جاء جماعة السيد ليستطلعوا ما جرى فاذا بهم يجدون الاشلاء فيحمل السيد بعضها بنفسه، وهو المفروض أن يكون ذو وقار ويحترم الأموات، ويلّوح، من على شاشات التلفزة، بها قائلا بكل استهزاء: "جمّع واربح"، أي أنه سيجمع الأشلاء ويستبدل بها بعض الأسرى. وقد يكون حقه استرجاع اسراه ولكن بدون علامات الاستهزاء تلك. ولا نريد أن نشمت، لا سمح الله، بالرغم من أن ما تمثله عمامة السيد يجب أن يكون بعيدا عن مثل هكذا تصرف، فبعد اسبوع في 12 أيلول 1997 يقتل ابنه البكر هادي في كمين للاسرائيليين بالصدفة. فهل أن الله سمح بما جرى لينبهه عن مثل هذه التصرفات التي تضر بسمعته كرجل دين لا كزعيم تنظيم سياسي أو ميليشيا مسلحة؟

اعلام غوبلز اشتهر بالتأثير على الناس وباخراج الاحداث وتوجيهها لمصلحة الرايخ ولكنه بالنهاية فشل وسقط وسقطت معه ألمانيا. واعلام حزب الله والحرس الثوري ليس بعيدا جدا عن تلك التجربة. وها هو كلما احتاج لتبرير يوقف أحد الجنوبيين الشرفاء ويتهمه بالعمالة ويضع فيه كل ما في جعبته هو من أخطاء. ولكن هناك من يسمع ويرى وقد سبق وقال "أعمى عيونهم لئلا يبصروا وأغلق آذانهم لئلا يسمعوا فيتوبوا ويضطر أن يغفر لهم"...

 

إيران تبيع أوراقها.. لتحفظ رأسها

بديع يونس/أساس ميديا/29 أيلول/2024

فجأة أقدم المرشد الإيراني علي خامنئي على طرح الانتقال مـن مبدأ “الصبر الاستراتيجي” إلى مبدأ جديد سمّاه “التراجع التكتيكي”، في وقت استعرت المعركة وتقدّمت إسرائيل وقصفت وتقصف الحزب ولبنان يومياً، وتواصل استهداف الحزب وقياداته. بالأصل، لم يكن مطروحاً يوماً أن تضحّي إيران من أجل أذرعها. فالمعادلة ليست متكافئة بينهما ولا معادلة Win Win، بل معادلة Iran Win على حساب الدول وأذرعها فيها. هذه الأذرع مهمّتها تأمين مصالح طهران الإقليمية والدولية وحماية الأراضي الإيرانية. أمّا الدعم اللوجستي والمادّي والعسكري فلم يكن إلّا لتلك الغاية.

طوال 4 عقود والنظام الإيراني ينشئ أدوات له في المنطقة والعالم. يزوّدها بالمال والسلاح وبكلّ المستلزمات اللازمة لكي تصمد “صمودها الاستراتيجي”، وتصبر “صبرها الاستراتيجي” بهدف تحقيق انتصارات في بلدانها فتوظّف طهران هذه الانتصارات لاحقاً في كامل المنطقة وفق مصالحها. إذاً ليس مستغرباً أن يخرج وزير الخارجية الإيراني عباس عرقجي على وقع الضربات التي يتعرّض لها الحزب في لبنان ويصرّح بأنّ “التركيز مع الدول الأوروبية حاليّاً هو على المحادثات”.

إيران تبيع الأوراق.. لتحفظ رأسها

بحسب نظرية “الصبر الاستراتيجي” والصمود الاستراتيجي، دعم الحكم في طهران كلّ القوى الحليفة له، وافتخر بأنّه نشلها من مرحلة بدائية إلى مرحلة عسكرتها وتحويلها إلى تنظيمات مسلّحة موازية للجيوش تؤثّر في بلدانها وفي إقليمها وفي جغرافية المنطقة، فدفع بها للاستيلاء على مقاليد السلطة أو التأثير فيها تأثيراً فعّالاً. استغلّ تضحياتها وخسائرها ليتولّى هو التفاوض مع الغرب عامة، ومع واشنطن تحديداً، على أرواح مقاتليها ودمار البلدان التي تسيطر عليها. لكنّ المتغيّرات اليوم جعلت طهران تقفز من على المركب قبل غرقه. تعرّضت لضربات متتالية جعلتها تبدأ ببيع الأوراق لتكسب ثمنها قبل احتراقها. بحسب نظرية “الصبر الاستراتيجي” والصمود الاستراتيجي، دعم الحكم في طهران كلّ القوى الحليفة له

العراق بدأ “استقلاله”

ففي العراق اعتقد النظام في طهران أنّ سيطرته على البلد الجار دائمة وأبديّة. لم يختبر المزاج الشعبي العراقي الذي، وإن عانى سابقاً من الجور والضيم، لن يقبل باستبدال احتلال باحتلال آخر، ولن يقبل باستمرار نهب ثرواته من قبل أيّ كان في الداخل عن طريق الفساد أو في المحيط عن طريق استثمار واستغلال التنظيمات المسلّحة. فلا ذهول أمام رؤيتنا للحكم في العراق يشقّ طريقه نحو الاستقلالية، ولا دهشة بخطواته نحو سيادة العراق ولو ببطء وتأنٍّ وطول أناة. في المقابل، لم تخفِ طهران انزعاجها من خطوات بغداد، فكانت ضغوطاتها المتعدّدة واضحة ماليّاً واقتصادياً وأمنيّاً لعلّها تعيدها إلى دائرة نفوذها، فهي تشكّل أوّل الجسر إلى الأذرع والحصن الأخير لأراضي إيران.

سوريا خرجت من اللّعبة

استثمرت طهران مشاريعها التوسّعية في سوريا، وصرفت المليارات على النظام، وساندته بشرياً وأمنيّاً وعسكرياً للبقاء والصمود. فقيل إنّ الديون المترتّبة على دمشق لإيران خلال الحرب الأهلية قد فاقت 35 مليار دولار. في حين ما زال المواطن السوري يقف في الطابور لمدّة تزيد على 48 ساعة ليحصل على بضعة ليترات من البنزين لأنّ طهران تمنّعت عن الإمداد بشحنات إضافية من الموادّ النفطية. هذا علاوة على أنّ دمشق بعد “طوفان الأقصى” أبلغت طهران أنّها لن تشارك في أيّ مواجهة عسكرية مع تل أبيب من أيّ نوع كان. لا بل تتحيّن سوريا الظروف التي تبعدها عن محور الممانعة ويحفّزها على سلوك هذا الاتّجاه التوجّه العربي الإيجابي نحوها.

الحزب وحيداً

أخذ الحزب على عاتقه وحيداً مهمّة “التصدّي والصمود” على الرغم من تضاؤل القوى المنخرطة بالمحور الإيراني، فربط مصير لبنان بمصير قطاع غزة. وعلى الرغم من تحوّل غزة إلى أثر بعد عين، استمرّ الحزب في ما سمّاه “حرب المساندة” لغزّة التي تحوّلت إلى حرب تدميرية لضاحية بيروت الجنوبية وقرى وبلدات الجنوب وصولاً حتى البقاع وعدد كبير من المناطق اللبنانية الأخرى في الشوف وجبيل وكسروان… بالأصل، لم يكن مطروحاً يوماً أن تضحّي إيران من أجل أذرعها فالمعادلة ليست متكافئة بينهما فمن هجوم الضاحية الجنوبية الذي استهدف الأمين العام للحزب، إلى تفجيرات البيجرز واللاسلكي، إلى اغتيال قادة قوّة الرضوان وغيرها، تحمل هذه الحرب الجديدة في طيّاتها تغييراً جذرياً لكلّ ما كان سائداً من نظريّات حول الردع وقواعد الاشتباك، وما يتعلّق بالحسابات والتقديرات السابقة لطبيعة الصراع وسرديّات “انهيار كيان العدو”، وضعفه الموصوف بأنّه “أضعف من بيت العنكبوت”.

إيران

يقع الحزب اليوم بين فخّ تل أبيب والكارثة الإنسانية والتنظيمية. فهو في مأزق حرج جداً بحيث لا يستطيع إعلان وقف النار وتخلّيه عن حرب المساندة وعن دعمه لحماس، بعدما دفعته طهران لتبنّيها، واعتمدت عليه ليصدّ الهجمات الإسرائيلية عنها، وفي الوقت عينه لم يعد بمقدوره تحمّل المزيد من الخسائر البشرية، سواء داخل التنظيم أو ضمن البيئة الحاضنة له. غيّرت الحرب الجديدة القراءات التقليدية، ومنها ما كان يقال عن منظومة الردع، وعن الاستمرار في تلقّي الضربات المماثلة، وعن الردّ على الردّ، ومعادلات تل أبيب مقابل الضاحية، والمدني مقابل المدني، فشكّلت هذه الحرب بتوقيتها واتّساعها وامتدادها البشري والجغرافي أذى كبيراً معنويّاً وعسكرياً وأمنيّاً داخل صفوف الحزب ومحيطه وبيئته، خصوصاً أنّ تل أبيب قد عمدت إلى تحضير أرضية ميدان لحرب متفاوتة الثقل، ليس للحزب أدوات وأسلحة مؤثّرة فيها، فيما المهاجم فيها يتكبّد “صفر خسائر”. إيران لم تبع الحزب بل باعت ورقته حالياً. قد تحتاج إليه مجدّداً يوماً، لكن أقلّه اليوم فقد قدّمته قرباناً على مذبح المفاوضات

حرب “جديدة” بكلّ المعايير

هذه الحرب قضت على وسائل الاتصال وطرق التواصل بين الكوادر والقيادات على وقع اغتيالات لا تتوقّف لقادة الحزب. فمن ناحية يصعب السكوت والصمت عمّا وقع من أضرار ومصائب وويلات، ومن ناحية أخرى فإنّ الاستدراج إلى ردّ عنيف يقود إلى حيثما تريد تل أبيب.

هذا الحرج العسير المترافق مع الصعاب الجارية في البحر الأحمر وميناء الحديدة وجرف الصخر في محافظة بابل العراقية، والاغتيالات في ضاحية بيروت الجنوبية وفي قلب طهران، وما رافق سقوط طائرة رئيسي من تساؤلات، وما سبّبه العدوّ التكنولوجي الإلكتروني “اللصيق بجسم المقاتلين”… قاد علي خامنئي لانتخاب مسعود بزشكيان رئيساً لنظامه، وسيقوده أكثر إلى تبنّي سياسة “التراجع التكتيكي”. إيران لم تبع الحزب بل باعت ورقته حالياً. قد تحتاج إليه مجدّداً يوماً، لكن أقلّه اليوم فقد قدّمته قرباناً على مذبح المفاوضات. وهذا ليس خفيّاً على أحد. تصريحات القادة الإيرانيين لم تُمسح عن الشرائط الإخبارية بعد. بقي الحزب وحيداً. ولا خلاص له ولبيئته إلّا بالاستيقاظ والعودة إلى لبنانيّتهم بعيداً عن طهران ومصالحها. فلم يبقَ أمامهم إلا لبنان والشعب اللبناني الذي يلملم جراحهم اليوم ويفتح مناطقه وأذرعه لهم على الرغم من كلّ الاختلافات والخلافات المتراكمة.

 

مقتل نصر الله… إسرائيل تعلم أميركا كيف تكون الإنتصارات في الحروب

لي سميث/ذا تابلت/28 أيلول 2024

https://eliasbejjaninews.com/2024/09/134999/

في مساء الجمعة في بلاد الشام، استهدفت إسرائيل مباني في الضاحية الجنوبية لبيروت، مما أسفر عن مقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله. تمثل هذه العملية تحولاً دراماتيكيًا في الاستراتيجية الإسرائيلية. لم ينجحوا فقط في تصفية عدو كانوا قادرين منذ فترة طويلة على قتله، بل لقد تجاهلوا أيضًا راعيهم القوي لأكثر من نصف قرن. ولكن في هذه المرحلة، فإن الاستماع إلى نصيحة واشنطن في الحرب يشبه أخذ المشورة من ملاك الموت. تمامًا كما لم تعد الولايات المتحدة راغبة أو قادرة على الفوز بالحروب التي تلزم الأميركيين بخوضها، فإن إدارة جو بايدن لن تسمح لحلفاء الولايات المتحدة بالفوز بالحروب أيضًا.

إن الهجوم الإسرائيلي على نصر الله، والذي أمر به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أثناء حضوره اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، أكد على استقلال الدولة اليهودية عن الإجماع العالمي الذي قرر عدم مواجهة الإرهابيين بل استرضائهم، سواء كانوا يتآمرون في الشرق الأوسط أو يعيشون بين السكان المحليين في الدول الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة. كما يظهر الهجوم الإسرائيلي أن كل ما اعتقده القادة المدنيون والعسكريون الأميركيون وغيرهم من القادة الغربيين عن الشرق الأوسط خلال السنوات العشرين الماضية كان ببساطة مجموعة من الأعذار لخسارة الحروب. والآن أصبح من الممكن تنحية الأسئلة التي تداولها كبار صناع القرار ومسؤولو البنتاجون وخبراء مراكز الأبحاث والصحافيون منذ غزو العراق ـ الأسئلة حول طبيعة الحرب الحديثة والسلوك السليم للعلاقات الدولية في عالم متعدد الأقطاب، وما إلى ذلك ـ جانباً إلى الأبد لأنها حُـلّت بشكل نهائي. والآن أصبحت الإجابات كما كانت دوماً ـ على الأقل قبل بدء "الحرب العالمية ضد الإرهاب". وعلى النقيض من قناعات المحافظين الجدد في عهد جورج دبليو بوش والتقدميين المؤيدين لإيران في معسكر باراك أوباما، فإن تأمين السلام في أي أمة لا علاقة له بالروايات الفائزة، أو بناء الأمة، أو موازنة حلفاء الولايات المتحدة ضد أعدائك المشتركين من أجل التوازن الإقليمي، أو أي من النظريات الأكاديمية الأخرى التي تم إنشاؤها لإخفاء جيل كامل من الفشل. بل يعني ذلك قتل أعدائك، وقبل كل شيء أولئك الذين يدافعون عن القضايا التي تلهم الآخرين لاستنفاد طاقاتهم القاتلة ضدك. وبالتالي، كان قتل نصر الله ضروريا.

إن إسقاط الضباط يضعف معنويات القوة. والقضاء على سلسلة قيادتها يشلها. إن حزب الله هو وظيفة من وظائف الحرس الثوري الإسلامي، وإذا سُمح للميليشيا اللبنانية بالبقاء، فسيتم تجديدها وتدريبها من قبل الحرس الثوري الإسلامي لتحل محل الساقطين. أما نصر الله فقد صدر من مصدر مختلف. لقد كان تلميذ المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي. كانت مدة حكمهما - حتى الآن - متقاربة تقريبًا: حل خامنئي محل مؤسس الجمهورية الإسلامية روح الله الخميني في عام 1989 واختار نصر الله لقيادة حزب الله في عام 1992. لم يبني الإيرانيون حول نصر الله شبكة من الوكلاء تمتد من شرق البحر الأبيض المتوسط ​​​​إلى الخليج الفارسي فحسب، بل بنى أيضًا رؤية عالمية شاملة - مقاومة دائمة. يمثل قتله لحظة حاسمة تتوج نهاية حكم الإرهاب الذي دام 30 عامًا. تُربح الحروب بقتل العدو، وقبل كل شيء أولئك الذين يلهمون شعبهم لقتل شعبك.

لقد دخلت حملة إسرائيل في حالة تأهب قصوى في 17 سبتمبر بتفجير أجهزة اتصالات حزب الله، والتي قامت المخابرات الإسرائيلية بتفخيخها بالمتفجرات، مما أدى إلى تسريح الآلاف من موظفي الدعم الطبي واللوجستي للمنظمة الإرهابية وكذلك المقاتلين. ولأن البنية التحتية للاتصالات لحزب الله، وكذلك سلسلة التوريد الخاصة به، كانت معرضة للخطر، فقد اضطر كبار المسؤولين إلى الاجتماع شخصيًا. ونتيجة لذلك، تمكنت إسرائيل من تصفية قائد العمليات الكبير إبراهيم عقيل - الذي شارك في هجمات عام 1983 على السفارة الأمريكية وثكنات مشاة البحرية في لبنان - وقادة كبار آخرين من قوة رضوان النخبة في ضربة في الضاحية الجنوبية لبيروت في 20 سبتمبر. في الهجمات على معاقل حزب الله في جميع أنحاء لبنان، قتلت إسرائيل مئات المقاتلين ودمرت الآلاف من الصواريخ وقاذفات الصواريخ بعيدة ومتوسطة المدى. مع مقتل نصر الله وجميع قياداته العليا تقريبًا، تم قطع رأس حزب الله. الهدف المباشر لإسرائيل هو إعادة 60 ألف إسرائيلي نزحوا من الشمال منذ 7 أكتوبر إلى منازلهم. لذلك، يقول المسؤولون الإسرائيليون، يجب طرد قوات حزب الله شمال نهر الليطاني، على بعد حوالي 20 ميلاً من الحدود. تقول إدارة بايدن إن الإسرائيليين لا يستطيعون تحقيق أهدافهم بالقوة وأن السبيل الوحيد للمضي قدمًا هو من خلال الدبلوماسية. في الواقع، كلما زادت إسرائيل من ضرباتها لحزب الله، وخاصة إظهار قدرتها على القضاء على قياداته، أصبح البيت الأبيض أكثر يأسًا لإنهاء عمليات جيش الدفاع الإسرائيلي. استغل فريق بايدن الجمعية العامة للأمم المتحدة للعمل مع فرنسا على بيان يدعو إلى وقف إطلاق النار لمدة 21 يومًا من شأنه أن يوقف حملة إسرائيل ويحمي نصر الله.

حتى لو لم تثبت إسرائيل خطأ البيت الأبيض كل ساعة بشأن قدرتها على تحقيق أهدافها على الأرض، فإن الحقيقة هي أن الضمانات الدبلوماسية الأمريكية بشأن حزب الله لا قيمة لها.

لقد نجح المسئولون الأمريكيون في إنهاء الحرب بين إسرائيل وحزب الله في عام 2006 بقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701. وقد نص القرار على عدم وجود أفراد مسلحين أو أسلحة جنوب الليطاني، باستثناء تلك التابعة للحكومة اللبنانية وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. وكان القرار مجرد مهزلة، حيث لم يتبق سوى نمو وجود حزب الله وقدراته في جنوب لبنان خلال العقدين الماضيين منذ صدوره. ومن الواضح أنه لا توجد فرصة للحكومة اللبنانية لاتخاذ أي إجراء ضد حزب الله، الذي يسيطر على الحكومة. ولن تعمل الولايات المتحدة أو فرنسا أو أي قوة أخرى على فرض قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 ــ باستثناء تأييد المطلب اللبناني بإنهاء التحليق الجوي الإسرائيلي والتسامح مع مطالبات بيروت الحدودية. وبالنسبة لإسرائيل، فإن المشكلة الأكبر في القرار 1701 هي أنه منذ عام 2006، أصبح حزب الله قادراً على إطلاق الصواريخ من أي مكان تقريباً في لبنان، وكذلك من سوريا، للوصول إلى كل جزء من إسرائيل. إن دفع حزب الله بعيدًا عن الحدود من شأنه أن يجعل من الصعب على الميليشيات شن غزو عبر الحدود مثل 7 أكتوبر، لكنه سيظل يترك إسرائيل بأكملها تحت التهديد من صواريخها طويلة ومتوسطة المدى. تشير التقارير يوم الجمعة إلى أن الإسرائيليين سيواصلون شن ضربات على الضواحي الجنوبية إلى أن القدس تعلم أن القضية الأساسية ليست على الحدود بل في بيروت، عاصمة حزب الله. كان نتنياهو مدركًا أنه إذا كان يقصد القيام بأكثر من مجرد إضعاف قدرات حزب الله حتى يعيد تجميع نفسه وإعادة إمداده، فلن يكون لديه سوى نافذة صغيرة من الوقت. لقد فعل البيت الأبيض في عهد بايدن كل ما في وسعه لوقف حملة إسرائيل ضد حماس، مثل حجب الذخائر التي كانت ستوفر على إسرائيل المخاطرة بحياة قواتها القتالية، مع معارضة حملة إسرائيلية في لبنان علنًا. لذلك، مرت 11 شهرًا قبل أن يتمكن نتنياهو من التحول شمالاً. ولكن بما أن التأخير تزامن مع تطورات غير مسبوقة في الساحة الداخلية الأميركية ــ تقاعد الرئيس من الخدمة الفعلية وخوض نائب الرئيس حملة انتخابية للحصول على المنصب الأعلى مختبئاً من الصحافة ــ فقد اغتنم الإسرائيليون الفرصة لمحاصرة حزب الله بينما كان المكتب البيضاوي شاغراً فعلياً.

وليس من المستغرب أن يثير نجاح إسرائيل ضد حزب الله في الأسبوعين الماضيين قلق المسؤولين السابقين في إدارة أوباما الذين يعملون في الإدارة الحالية. ففي نهاية المطاف، كانت استراتيجية أوباما لإعادة تنظيم المصالح الأميركية مع إيران مبنية على خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015، والتي وضعت برنامج الأسلحة النووية الإيراني تحت مظلة اتفاق دولي تضمنه الولايات المتحدة. وقد سلح الإيرانيون حزب الله بالصواريخ من أجل ردع العمل الإسرائيلي ضد منشآتهم النووية، وهذا يعني أن الميليشيا اللبنانية لا تخدم المصالح الإيرانية فحسب، بل تخدم أيضًا مصالح فصيل أوباما. وحاول فريق بايدن منع نتنياهو من مواصلة حملته ضد حزب الله من خلال تحديد الكيفية التي يعتزم بها معاقبة إسرائيل في الفترة بين انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني وتنصيبه في يناير/كانون الثاني بالعقوبات وغيرها من التدابير المناهضة لإسرائيل. ولكن من خلال الإعلان عن نواياه، حفز البيت الأبيض نتنياهو عن غير قصد على التحرك بسرعة. وبما أن فوز هاريس يضمن أربع إلى ثماني سنوات أخرى من البيت الأبيض الذي يملأه مساعدو أوباما العازمين على حماية الإيرانيين ووكلائهم، وأن فوز دونالد ترامب يعني زوال الإجراءات العقابية لبايدن، فقد رأت إسرائيل أنها ليس لديها ما تخسره في كلتا الحالتين. لذا، أنهى نتنياهو يوم الجمعة عصر المقاومة الدائمة بقتل زعيم الطائفة الذي أراد فصيل أوباما بشدة قتله لكنه لم يستطع إبقاءه على قيد الحياة.

في الماضي، حذر المسؤولون الإسرائيليون من استهداف زعيم الإرهاب. كانوا يخشون أن يؤدي ذلك إلى ظهور زعيم أكثر قسوة تمامًا كما أدى اغتيال إسرائيل عام 1992 لرئيس حزب الله آنذاك عباس الموسوي إلى رفع مكانة نصر الله الأكثر فعالية في نظرهم. لكن ما جعل نصر الله مميزًا، وما أدى إلى نشوء عبادة الشخصية حول الرجل الذي يعني اسمه "نصر الله"، كانت علاقته بخامنئي.

في عام 1989، غادر نصر الله لبنان إلى إيران، حيث تم تقديم رجل الدين البالغ من العمر 29 عامًا إلى خامنئي. في الفراغ الذي خلفه موت الخميني، كان خامنئي يعمل على تعزيز سلطته، بما في ذلك السيطرة على حزب الله، أهم أصول طهران الخارجية. لقد رأى في اغتيال الموسوي فرصة لوضع رجله في مكانه، ومع عمليات حزب الله ضد القوات الإسرائيلية في لبنان، نمت أسطورة نصر الله بشكل مطرد. حتى أن المسؤولين الإسرائيليين أشادوا بحزب الله لطرد إسرائيل من الجنوب في عام 2000، وهو انتصار فريد يستحق اسم نصر الله، وهو انتصار ضد الصهاينة المكروهين الذي لا يستطيع أي زعيم عربي آخر أن يدعيه.

لكن أسطورة نصر الله باعتباره العمامة نابليون تبددت مع حرب 2006 الكارثية التي تعثر فيها بخطف جنديين إسرائيليين. وفي وقت لاحق قال إنه لو كان يعلم أن إسرائيل سترد بقوة، لما أصدر الأمر أبدًا. ومع ذلك، وعلى الرغم من مقتل الآلاف في لبنان، من حزب الله والمدنيين، والأضرار التي بلغت قيمتها مليارات الدولارات، فقد زعم أن حزب الله فاز لمجرد أنه نجا. قبل وفاته، كان مختبئاً منذ عام 2006. وتُظهِر المظاهرات الإسرائيلية الأخيرة لبراعتها التكنولوجية أن نصر الله نجا كل هذه المدة بفضل معاناة حكومة القدس فقط. ويبدو أن نتنياهو وآخرين كانوا يأملون في أن تحل مشكلة حزب الله من تلقاء نفسها بمجرد أن يعود الأميركيون إلى رشدهم ويدركوا التهديد الذي تشكله إيران للهيمنة الإقليمية الأميركية. لكن الإسرائيليين أساءوا فهم التداعيات الاستراتيجية لغزو العراق عام 2003.

لقد منحت أجندة الحرية التي تبنتها إدارة جورج دبليو بوش الأغلبية الشيعية في العراق ميزة لا يمكن التغلب عليها في الانتخابات الشعبية. وبما أن جميع الفصائل الشيعية تقريبا كانت تحت سيطرة إيران، فإن إضفاء الطابع الديمقراطي على العراق وضع الأساس للإمبراطورية الإقليمية الإيرانية فضلا عن استراتيجية أوباما لإعادة تنظيم العلاقات، وخفض مستوى العلاقات مع حلفاء الولايات المتحدة التقليديين مثل إسرائيل وبناء علاقات مع النظام المناهض لأميركا. حتى ترامب، الذي كان اغتياله المستهدف في يناير/كانون الثاني 2020 لزعيم الإرهاب الإيراني قاسم سليماني ونائبه العراقي أبو مهدي المهندس العملية الأكثر أهمية التي نفذتها القوات الأميركية على الأراضي العراقية، لم يتمكن من كسر القالب الذي وضعه أسلافه والذي حماه البنتاغون مثل جوهرة لا تقدر بثمن. لا تزال القوات الأميركية متمركزة في العراق وسوريا لمحاربة داعش وأي سنة آخرين يصنفهم الإيرانيون وحلفاؤهم على أنهم يهددون مصالحهم. تبدو التفاصيل وكأنها لعنة من العصور الوسطى فرضت على الجانب الخاسر في الحرب. بعد أن قتل الإيرانيون وجرحوا الآلاف من القوات الأميركية في العراق، وساعدوا في قتل وجرح الآلاف من خلال حث حليفهم السوري بشار الأسد على نقل المقاتلين السنة من مطار دمشق إلى الجبهة العراقية، فإن أفضل وأشجع الأميركيين محكوم عليهم بالعبودية الأبدية التي تلزمهم بحماية المصالح الإيرانية إلى الأبد.

إن الفكرة التي طرحها منظرو المؤامرة من المؤسسة السياسية والإعلامية الأميركية على اليسار وكذلك اليمين بأن نتنياهو يحاول جر الولايات المتحدة إلى حرب إقليمية أكبر مع إيران - وهي أطروحة من المؤكد أنها ستُستشهد بها مرارًا وتكرارًا في أعقاب اغتيال نصر الله - سخيفة. إن فصيل أوباما، الذي ينتمي إليه بايدن وهاريس، في زاوية إيران. وعلاوة على ذلك، فإن الأحمق فقط هو الذي قد يتجاهل حقيقة أن أسلوب البنتاغون في الحرب، بعد ثلاثة عقود من القرن الحادي والعشرين وعلى بعد عالم من آخر انتصار حاسم للولايات المتحدة، يعني الموت لكل من يسعى إليه.

إذا كان واشنطن والأوروبيون يشعرون بالفزع إزاء الحملة الإسرائيلية على مدى الأسبوعين الماضيين، فذلك لأن الإسرائيليين أعادوا إلى السطح الحقيقة القبيحة التي لم تتمكن أي نظريات حربية عصرية، أو منظمات دولية، أو حتى رؤساء أميركيين من إخفائها لفترة طويلة. تُربح الحروب بقتل العدو، وقبل كل شيء أولئك الذين يلهمون شعبهم لقتل شعبك. إن قتل نصر الله لا يرسخ انتصار إسرائيل في لبنان فحسب، بل يعيد ترسيخ النموذج القديم لأي قادة غربيين يأخذون على محمل الجد واجبهم في حماية مواطنيهم وحضارتهم: اقتلوا أعداءكم.

*لي سميث هو مؤلف كتاب الانقلاب الدائم: كيف استهدف الأعداء الأجانب والمحليون الرئيس الأميركي (2020).

 

تعليق حارس سليمان على مقتل حسن نصرالله

فايسبوك/28 أيلول/2024

عارضنا حزب الله بوضوح وحاولنا انقاذه من اوهامه، وتحملنا الافتراء والعنجهية والتخوين من صبية القوم وادعياء النضال، والمطبلين لكل صاحب سلطة، وحرصنا على اسداء النصح لهم وتوضيح المخاطر وشرحنا لهم ان عدونا خطير وقوي وماكر، وأن ما تزعموه من قوة لديكم وتفوق، ليس امرا حقيقيا، وواجهناهم بجدية وبشجاعة من ان ايران لها مصالحها وانها تستخدمكم لخدمتها، لكنها لن تلجأ الى حمايتكم على حساب مصالحها، وأكدنا ان مهارات ادارات المساجد في طهران وحارة حريك، لا تصلح لادارة الحروب والدول، وان الايدلوجيا والعقيدة الدينية، قد تساعد في رفع معنويات مقاتل ودفعه للموت، لكن الايدلوجيا لا تقوى على مواجهة التكنولوجيا التي تستطيع ان تدير الاسلحة والجيوش وآلات الحرب والدمار.

 كان هدفنا الأكيد أن لا يصل حزب الله وقيادته الى ما وصل اليه، وان  لا يوصلنا في كل لبنان لهذا الخراب الشامل، والذل والمهانة الجماعية وان يتعرض شعبنا إلى هذه اللحظة التراجيدية.

 الغضب عميم والمرارة قاسية ثمة قهر يتأجج ولا ينفجر في كل نفس لبنانية، يقابله فرح في صدور الصهاينة والاعداء.

الحزن لا يكفي، الغضب لا يرسم طريقا لوقف الكارثة، انه وقت للعمل وقت للاقلاع عن تنكب المزيد من الحماقات...

الدولة هي الحل وقواها الشرعية هي الحماية ووحدتنا الوطنية خلف دولتنا وجيشنا هو طريق السلامة والانقاذ...

الكارثة تتشعب وتتمدد...

 لا يوجد ما يُفرح! الا اذا صنعنا قدرنا معا، و لا يمكن لملمة البلد دون اعادة انتظام المؤسسات من رئاسة الجمهورة الى حكومة جديدة فاعلة...

  اما اليوم فعلى الحكومة ان تعلن حالة الطوارئ وتسليم الجيش الامن والاشراف على المطار والمرفأ والمعابر الحدودية

 

من الذي مزّق الشارع العربي؟

 د. فيصل القاسم/القدس العربي/28 أيلول/2024

اعتاد الشارع العربي من المحيط إلى الخليج أثناء الحروب العربية الإسرائيلية منذ عقود وعقود أن يكون كله على قلب رجل واحد. لم يحصل ذات يوم أن عربياً تجرأ حتى على الوقوف على الحياد في أي حرب بين بلد عربي وإسرائيل. الكل كان يساند أي جيش أو حركة عربية تدخل في أي صراع مع الإسرائيليين. كما كانت كل الحركات والفصائل الفلسطينية واللبنانية بدورها تحظى بدعم ومساندة الشارع من الخرطوم حتى بغداد.

ويمكن القول إن العرب طبقوا الحديث الشريف الشهير: «انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً» بحذافيره دون أدنى تردد. وفي آخر حرب عربية إسرائيلية وهي حرب السادس من تشرين /أكتوبر عام ألف وتسعمائة وثلاثة وسبعين، لم يقتصر الدعم العربي للحرب ضد إسرائيل على الشارع، بل امتد إلى الأنظمة العربية ذاتها، والكل يتذكر كيف اتخذ الملك السعودي الراحل الملك فيصل قراره التاريخي بقطع البترول عن الغرب بسبب دعمه لإسرائيل، مما شكل صفعة كبرى لأمريكا وأوروبا وقتها. وكي لا نذهب بعيداً في التاريخ، كلنا يتذكر كيف كان الشارع العربي وحتى الإسلامي من طنجة حتى جاكرتا يرفع صور زعيم حزب الله حسن نصرالله أثناء الحرب مع إسرائيل عام ألفين وستة. وكيف هلل السواد الأعظم من العرب لحزب الله واعتبروه حركة مقاومة عربية تمثل العرب والمسلمين جميعاً. وكانت صور نصرالله تُشاهد على آلاف السيارات في العديد من الشوارع العربية.

صحيح أن بعض الأصوات كانت تعارض حرب حزب الله وقتها وتعبرها مغامرة، لكن تلك الأصوات كانت خافتة جداً، وكل من يكتب كلمة أو يطلق تصريحاً بسيطاً في وسائل الإعلام ضد تلك الحرب كان يتعرض لهجمة شرسة من وسائل الإعلام والشارع العربي لإسكاته وتخوينه وشيطنته، على اعتبار أن كل من يرفع السلاح في وجه الإسرائيليين جدير بكل الدعم والتأييد والمساندة والتشجيع. ولا ننسى قبل ذلك طبعاً كيف أقام الشارع العربي الأفراح والليالي الملاح عندما أطلق صدام حسين عشرات الصواريخ بعيدة المدى على إسرائيل أثناء الحرب مع أمريكا. لكن لو قارنا الموقف العربي أيام زمان مع الموقف العربي اليوم من الحرب مع إسرائيل لوجدنا أن مياهاً كثيرة قد جرت تحت النهر منذ ذلك الوقت، وأن الزمن الأول تحول بشكل مرعب، لكن ليس لأن الشارع العربي صار يحب إسرائيل، بل لأن القناع سقط عن كثير من الوجوه التي كانت تتشدق بمقاومة إسرائيل، ولأن الشارع انقسم انقساماً شديداً بسبب الاصطفافات والتحالفات الجديدة ودخول إيران على خط الصراع، فانقلب الشارع مائة وثمانين درجة، ودخل في حروب فيما بينه بين مؤيد وداعم للحرب مع إسرائيل وبين مشكك ورافض أو في أحسن الأحوال ممتنع عن التأييد.

من الذي أوصلنا إلى هنا يا ترى وجعلنا نتجادل في عدالة القضايا الفلسطينية واللبنانية والسورية والعراقية واليمنية والليبية والسودانية؟

ولو نظرنا اليوم إلى ما يجري على مواقع التواصل من مناكفات ومناوشات وحروب إعلامية بين العرب لهرشنا رؤوسنا بشدة، لأن انقلاباً تاريخياً قد حصل، وباتت الحرب بين الشارع العربي نفسه لا تقل شراسة عن الحرب على الأرض. ولا ننسى الانقسام الحاصل اليوم في الموقف العربي الإعلامي الرسمي الذي بدوره يشكل مظلة للانقسام الشعبي، أو بالأحرى فإن انقسام الشارع ما هو إلا انعكاس للموقف الرسمي. فكما هو معلوم فإن عدد الدول التي باتت تفضل التطبيع على المواجهة مع إسرائيل ازداد بشكل ملحوظ وبات التعبير الإعلامي عنه أكثر صراحة وجرأة، ولم يعد أحد يخشى عمليات التخوين والتكفير السياسي التي كانت سائدة في الماضي. اليوم ترى وسائل إعلام عربية كثيرة لا تخفي رفضها لحرب غزة، لا بل تعارض ما قامت به إحدى الحركات وتعتبره كارثة بكل المقاييس. وفي بعض الأحيان تشتم رائحة شماتة إعلامية بما يحصل لبعض الفصائل في فلسطين ولبنان. ومن ناحية أخرى تجد هناك وسائل إعلام عربية مؤيدة ومتضامنة في تغطيتها للعظم مع الحراك الفلسطيني واللبناني في مواجهة الإسرائيلي. وينعكس الموقف المتشظي نفسه اليوم في ردود فعل الشارع على مواقع التواصل، حيث تجد معارك حامية الوطيس بين من يدعم الحركات بقوة، ومن يشيطنها ويهاجمها بشدة بكل جرأة ويعتبرها مسؤولة عن الكوارث التي حلت بغزة ولبنان. حتى أن هناك أصواتاً فلسطينية ولبنانية كثيرة توجه انتقادات صارخة الحركات الفلسطينية واللبنانية. ويتبادل المتصارعون أسوأ أنواع الشتائم والسباب والبذاءات فيما بينهم في خلافهم حول الحرب الجارية اليوم بين بعض الحركات وإسرائيل.

ولعل أسوأ المناوشات الإلكترونية اليوم تلك الحاصلة بين بعض السوريين والعراقيين واللبنانيين واليمنيين من جهة ومؤيدي الحركات وداعميها من جهة أخرى، فقد انبرى البعض لاتخاذ مواقف متذبذبة وأحياناً معارضة بشدة لما يجري اليوم في فلسطين ولبنان، بحجة أنه لا يمكن أن يؤيد حركات تستعين بمن قتل السوريين واللبنانيين والعراقيين واليمنيين، أو لأن بعض الحركات ذاتها تدخلت في الثورات العربية لصالح الطغاة والقتلة والأنظمة ضد الشعوب الثائرة، فيرد عليهم الطرف الفلسطيني واللبناني بالقول: «ما الذي أجبرك على المر غير الأمر منه» أي أن غزة ولبنان لا تجدان من يقف معهما سوى إيران، وبالتالي ليس لديها اليوم رفاهية الاختيار والانتقاء، بل من حقها في مثل هذه الظروف العصيبة أن ترحب وتشكر كل من يساندها بغض النظر عن أي شيء آخر. ولا شك أن هذا الانقسام الخطير غير المسبوق في الشارع العربي يصب في آخر النهار في المصلحة الإسرائيلية، خاصة وأن أصواتاً كثيرة اليوم تبدو وكأنها متناغمة تماماً مع الرواية والموقف الإسرائيلي، حتى لو بدت أحياناً محايدة، لكن كما هو معلوم فإن الحياد في وقت الحروب والصراعات يكون لصالح طرف ضد آخر، خاصة إذا كان ذلك الطرف ذات يوم يُعتبر «عدواً» للعرب.، فالحياد هنا بمثابة تأييد ضمني. أضف إلى ذلك، أن هناك اليوم أصواتاً عديدة لا تكتفي بالحياد أو الصمت تجاه ما يجري في فلسطين ولبنان، بل حتى تعادي الحركات اللبنانية والفلسطينية وتؤيد الإسرائيلي، وهو ما لم يحدث منذ بداية الحروب العربية الإسرائيلية قبل حوالي ثلاثة أرباع القرن. أين كنا وأين صرنا؟ من الذي أوصلنا إلى هنا يا ترى وجعلنا نتجادل في عدالة القضايا الفلسطينية واللبنانية والسورية والعراقية واليمنية والليبية والسودانية؟ من المسؤول عن دق هذا الإسفين التاريخي لصالح إسرائيل في قلب الشارع العربي ومزقه وفككه وحوّله إلى ملل ونحل متصارعة حتى فيما يخص قضاياه الوطنية؟ أترك لكم الجواب.

٭ كاتب واعلامي سوري

 

لبنان ومحنة الحرب

جمعة بوكليب/الشرق الأوسط/29 أيلول/2024

الرتقُ في الشرق الأوسط يتّسع على الراتقين. والحرب التي بدأت في غزّة منذ عام مضى تقريباً وصلت إلى لبنان، وليس بمستطاع أحد التكهن بتطوراتها، أو فعل شيء حيالها. هل نقول وداعاً لسلام مأمول لا يأتي. بعد هدنة مؤقتة منذ عام 2006، ها هو لبنان، مرّة أخرى، يجد نفسه هدفاً لغزو إسرائيلي آخر. الهدفُ الإسرائيلي المعلنُ يسعى إلى تهميش الوجود الإيراني على حدودها ممثلاً في «حزب الله». وإيران، من جهتها، أعلنت أنها لن تبلع الطُّعم الإسرائيلي، وتتورط في الدخول في حرب معها. لم تكن الحرب مفاجأة. كانت كل المؤشرات، منذ بدء حرب الإبادة ضد الفلسطينيين في غزّة تؤكد أن الحرب قادمة لا محالة. إسرائيل تعد «حزب الله» يد إيران الضاربة في لبنان. ومنذ الأسابيع الأولى للحرب ضد حركة «حماس» في غزّة، بدأ المعلقون السياسيون والعسكريون، في وسائل الإعلام، ينتقلون بأحاديثهم إلى الحرب المقبلة حتماً في جنوب لبنان. مباشرة، عقب نجاح المخابرات الإسرائيلية (الموساد) في تدمير شبكة اتصالات «حزب الله» مؤخراً، بتفجير أجهزة «البيجر» والراديو اللاسلكي، قال وزير الدفاع الإسرائيلي إن البوصلة الإسرائيلية تتحرك شمالاً. وكانت رسالة واضحة إلى قيادة «حزب الله» وإيران والعالم. في الجمعية العامة للأمم المتحدة، خطب مؤخراً، وللمرّة الأخيرة، الرئيس الأميركي جو بايدن أمام وفود دول العالم، مؤكداً أن كل جهوده حالياً موجهة نحو منع حدوث كارثة الحرب في لبنان. الرئيس الأميركي بايدن يدرك مسبقاً أن حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل لن يثنيها شيء عن تنفيذ مخططها، وجرّ كل المنطقة إلى حرب مهلكة، لعلمها المسبق أن واشنطن والغرب عموماً، لن يتخلوا عن دعمها، وأن الرئيس بايدن لن يصدر قراراً بوقف شحنات الأسلحة إلى قواتها. لكن السباق مع الزمن يجري على قدم وساق في أروقة الأمم المتحدة على أمل إقناع إسرائيل و«حزب الله» بوقف كارثة الحرب. يوم الخميس الماضي، لدى وصول رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، نقلت وسائل الإعلام خبراً صادراً عن مكتبه في القدس يقول إنه قبل سفره أصدر تعليماته للجيش الإسرائيلي بالاستمرار في استخدام كامل قوته في لبنان. وقامت وزارة الدفاع باستدعاء الاحتياط.

وسائل الإعلام العربية والدولية تنقل إلينا صور آلاف اللاجئين اللبنانيين الذين فرّوا من بيوتهم وقراهم وبلداتهم، في جنوب لبنان، قاصدين بيروت، وكذلك صور الدمار الذي لحق بعدة مناطق.

من جانب آخر، أعلن وزير الدفاع اللبناني أن قوات بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي في حال حدوث غزو إسرائيلي لأراضي بلاده. وفي بريطانيا، طلبت الحكومة من مواطنيها المقيمين في لبنان المغادرة الفورية، وأعلنت عن خطة طارئة لإجلاء نحو 10 آلاف بريطاني. كما أعلنت عدة شركات طيران دولية عن إيقاف رحلاتها إلى لبنان. الآن، أضحت الأرض ممهدة أمام قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي للتحرك باتجاه الهدف: طرد «حزب الله» من جنوب لبنان إلى ما وراء النهر، وإضعافه عسكرياً وسياسياً، بهدف إضعاف الوجود الإيراني على حدودها الشمالية، وتهميشه سياسياً في لبنان.

ليس بمقدور أحد التكهن بنجاح الوسطاء في وقف الكارثة، أو التنبؤ بالاتجاه الذي ستتجه نحوه الحرب المقبلة. ومن الواضح، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية وائتلافه اليميني المتطرف لا يفكرون في التهدئة، بل يركضون مسرعين نحو مواصلة التصعيد العسكري لتحقيق أهداف مختلفة. نتنياهو يسعى لضمان بقائه في السلطة لأطول فترة ممكنة، لضمان عدم مثوله أمام القضاء بتهم الفساد. واليمين المتطرف يسعى إلى تحقيق حلمه المعلن في إسرائيل الممتدة من البحر إلى النهر. وقادة إيران، يؤكدون من طهران أنهم لن يبلعوا الطُّعم الإسرائيلي، ولن ينجرّوا إلى الدخول في حرب تشعل كل المنطقة. وكل ذلك يحدث بسرعة عجيبة، في وضع دولي يعاني من تأثيرات حرب الاستنزاف الأوكرانية - الروسية، وفي وقت عاد فيه الحديث عن احتمال لجوء موسكو لاستخدام السلاح النووي، في حالة سماح أميركا لحكومة كييف باستخدام الصواريخ الأميركية بعيدة المدى، في ضرب أهداف داخل الأراضي الروسية.

المسافة الزمنية التي تفصل لبنان عن محنة الحرب، بدخول قوات إسرائيلية إلى أراضيه، تضيق يوماً إثر آخر. والمساعي الدولية التي تُبْذل لتهدئة الموقف في سباق مع الزمن، إلا أن السباق يسير في خط معاكس لما يريده الائتلاف اليميني المتطرف. وفي هذا الخضم، تكاد تتلاشى من وسائل الإعلام، أي أخبار عن تطورات مفاوضات السلام بين حركة «حماس» وإسرائيل.

 

الفرق بين المقاومة والمغامرة

محمد الرميحي/الشرق الأوسط/29 أيلول/2024

عند قراءة خطب الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله نجد في معظمها الحديث عن أن سلاح المقاومة هو من أجل تأمين «أهلنا في الجنوب»، من بين الكثير من الحجج التي قُدمت في تلك الخطب، وعلى أرض الواقع نرى «أهلنا في الجنوب» اليوم وهم يتدفقون نازحين إلى حيث لا يدرون، فضلاً عن تصفيات قيادات الحزب، وبعضها مستغرب؛ إذ كانوا في حصن حصين! لقد ثبت من المعركة الدائرة اليوم في كل من غزة ولبنان، أن النظام الإيراني يخسر آخر طلقاته، وكان واضحاً أن استنبات «الميليشيات» في كل من لبنان واليمن والعراق، وعزل بقية القوى الفلسطينية واحتضان «حماس»، ما هي إلا أدوات، وقد سمعنا تكراراً أن إنشاء الميليشيات في ديار العرب هو من أجل ألا تحارب إيران على أرضها! وقد اختارت بشيء من الفطنة أن تعلق كلمة «فلسطين وتحريرها» كعنوان، وانتهينا باستنزاف دماء هائل في غزة، ونزوح في لبنان، ومغامرة بأرواح الناس.

هل نعود إلى بعض التاريخ لنعرف كم نخسر لأننا لا نقرأ ولا نتعلم من تجاربنا؟

في عام 1990 نشر أستاذ الاجتماع في الجامعة الأميركية في بيروت المرحوم الدكتور فؤاد إسحق الخوري كتيباً صغيراً بعنوان: «العسكر والحكم في البلاد العربية»، كتاب فيه من الملاحظات الذكية ما يتوجب العودة إليه ونحن في خضم هذا المشهد الصراعي المميت، في كل من غزة ولبنان. مع شيء من الخيال يمكن بكل أريحية تعميم ما وصل إليه من نتائج من دراسته حول العسكرية العربية، وهو يتابع نتائج الحروب بين إسرائيل وبعض الدول العربية ذات الحكم العسكري، وتنزيل تلك الأفكار على الميليشيات المقاتلة اليوم، فسوف نجد نتائج شبه متطابقة.

الكتيب يستعرض تاريخ نشأة الجيوش العربية، وخلفية منتسبيها الاجتماعية، وهو دراسة سوسيولوجية لافتة تستحق التأمل. ما يعني القارئ اليوم في ذلك الكتيب هو الأفكار الحاكمة التي تطرق إليها الكاتب، وهي في تقديري فكرتان مركزيتان؛ الأولى السلاح المستخدم للجيوش المحاربة، والثانية مفهوم الانتصار وكيف يُقدَّم للعامة.

الفكرة المركزية الأولى يرى الخوري أن «الجيش العربي أول قطاع في الدولة العربية الحديثة يستخدم التقنية الحديثة، لكن تلك التقنية جلها مستورد، وليست هناك علاقة بين استيراد السلاح الحديث من الخارج، وبين مستوى التقنية بشكل عام في المجتمع؛ أي تأهيل البشر لاستخدامه بفاعلية»، ويضيف أن «استيراد السلاح مهما كان حديثاً وفعالاً، لا يعني امتلاك التقنية الحربية في البلد المستورد. التقنية فعل إنتاج، وفعل ثقافة حديثة قائمة على العلم، أما الاستيراد فهو فعل ارتهان. إنتاج السلاح سيادة، واستيراد السلاح ارتهان للغير». هذه الفكرة المركزية ثبتت صحتها على الأرض يومَي الثلاثاء والأربعاء من الأسبوع الماضي، عندما تفجرت في شوارع ومنازل وأسواق بيروت أجهزة النداء وأجهزة الاتصال اللاسلكي في أجسام البشر، آخذة معها بعض الأرواح والأطراف والعيون! الفرق الزمني بين الفكرة التي جاء بها الخوري وتفجيرات الأسبوع الماضي في بيروت، هو فقط أربعة وثلاثون عاماً من الزمن الذي بُدّد، والغفلة المستمرة، وإبدال الميليشيات بالجيوش، وإشباع الناس بالشعوذة السياسية.

الفكرة المركزية الثانية يرى الخوري كيف يُسوَّق «مفهوم النصر والهزيمة»، فيرى مما درس من نتائج الحروب مع إسرائيل السابقة لعام 1990، أن «الجيوش العربية التي خاضت الحروب قد كُتب لها النصر، من وجهة نظر قادتها، حتى لو خسرت الأرض بعد المعركة»! ويضيف: «ما دام الجيش باقياً، والنظام قائماً، فعلى الشعب أن يطمئن»! وإن استبدلنا بالجيش هنا الميليشيات، لكان الحكم صحيحاً أيضاً، فما دامت قيادة الميليشيات قائمة، فإن الأرض والبشر الذين قُتلوا ليسوا مكمن إزعاج لأحد!

إذا قرأنا النص السابق في ضوء ما يحدث في كل من غزة ولبنان، نرى تقريباً النتيجة ذاتها، المهم أن يبقى زعماء الميليشيات، وهم الذين يمثلون «الصمود» حتى لو سُوِّيت الأرض ومَن عليها، وخسر عشرات الآلاف أرواحهم، كما ذهبت الأرض إلى احتلال جديد، وشُتِّت الناس من ديارهم! فكرة الصمود هنا منحرفة عن مقاصدها، ليس لدى قادة الميليشيات، ولكن مع الأسف لدى قاعدة عريضة من البشر، والذين «يؤمنون» أن بقاء «قيادة الميليشيا» بحد ذاته «انتصار على العدو»، حتى لو فُقدت الأرض. لا أحد يبيعك السلاح التقني الحديث، ما تشتريه هو الجيل الثالث أو ربما الثاني من التقنية العسكرية؛ الأولى يحافظ عليها؛ فهي من «أسرار الدولة». حتى في الصراع بين الغرب والشرق الدائر اليوم في أوكرانيا، ما يتوفر للأوكرانيين، رغم كل ما يغمرنا الإعلام من نيات مساعدتهم، هو تقنية عسكرية من الدرجة الثانية، فكيف إن كنت تشتري التقنية من السوق المفتوحة! آخر الكلام: الناقص في فضائنا اليوم هو العلم بقدراتنا الذاتية، والعلم بقدرات الخصم، وهما مصدر كل ما نشاهد من مآسٍ.

 

الغياب الكاشف الكبير

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/29 أيلول/2024

في 28 سبتمبر (أيلول) 2024، كتبتُ مقالة هنا بعنوان: هل تستطيعُ -وتريدُ- إسرائيلُ إنهاءَ نصر الله؟!

كان مدار القول فيها على مسألة مصير القائد التاريخي لـ«حزب الله»، وحينما قلتُ التاريخي، فأنا أقصد المعنى الحرفي لها؛ إذ هو أطول أمين عام لـ«حزب الله» فترة، منذ مطلع التسعينات، منذ اغتيال إسرائيل أمين عام «حزب الله» الأسبق، عباس الموسوي 16 فبراير (شباط) 1992، بالنبطية جنوب لبنان. دوماً كان التساؤل: هل يد إسرائيل الضاربة عاجزة عن الوصول لرأس «حزب الله»، الذي لا يُشكّل مجرد قائد للحزب اللبناني الموالي لإيران، التي تحتلُّ لبنان؟ أم أن القرار السياسي لم يُتخذ في مطبخ القرار الإسرائيلي؟ والأميركي من خلفه؟

نقلنا حينها كلام رئيس «الموساد» السابق، يوسي كوهين، للصحافة الإسرائيلية: «نحن نعرف الموقع الدقيق للأمين العام للتنظيم الإرهابي، ويمكننا القضاء عليه في أي لحظة». وأضاف: «إذا تم اتخاذ قرار بتصفية الحسابات مع نصر الله، فيمكن لإسرائيل أن تفعل ذلك في أي وقت». الآن ثبت أن هذا الكلام دقيقٌ، وليس من باب الحرب النفسية الإسرائيلية، فالواقع يقول إن اليد الإسرائيلية الضاربة طالما وصلت إلى عمق إيران، وقطفت رؤوساً كبيرة في لبنان وسوريا وإيران وكل مكان. وسألت آنذاك:

فلماذا «القرار السياسي» لم يُتخذ بعدُ في إسرائيل حِيال هذا الأمر؟!

البارحة جاء الجواب، وقصفت المقاتلات الإسرائيلية، عمارة تحتها سرداب من طبقات، كان يُفترض أن يُعقد فيه اجتماع أزمة بين نصر الله وقيادة الحزب، المتبقيّة، لكن القنابل الإسرائيلية الخارقة للأنفاق، كانت أسرع لهم.

ذهب حسن نصر الله إلى الدار الآخرة، لكنه كان عنواناً لعقود من الزمن على كتاب اسمه: الأزمات المتوالدة، أزمة تعطيل الدولة اللبنانية، على عِلَّاتها، أزمة تصدير الثورة وتدريب الميليشيات في العراق وسوريا واليمن والخليج، وغيرهما. أزمة عالمية تتمثل في تحول «حزب الله» في عهده إلى أخطر شبكة دولية نشطة في مجالات غير قانونية عالمية، من أميركا اللاتينية (فنزويلا مثلاً) إلى أفريقيا وآسيا. كان حسن نصر الله، في بداية قيادته للحزب شابّاً هادئاً، غير منطلق في الخطابة، لكنه بعد كرّ السنين وفرّها، امتلك زمام الخطابة والتأثير، وصار هو الصمغ اللاصق لكل هذه القطع من شبكة «حزب الله»، داخل وخارج لبنان. لا شك أن قتله من طرف إسرائيل، يُغيّر بعض اليقينيات السابقة، مثلاً: إسرائيل تريد بقاء نصر الله، ومحالٌ أن تقتله، ومثل إن «حزب الله» قوة إلهية لا تقهر، سيف من سيوف الإمام يستلهم صلابته وإشعاعه من «ذي الفقار». إنه مشهد كاشف للظلام، وناسف للأوهام، وللحديث بقية.

 

أحدث «المفاصل السبتمبرية» في التاريخ العربي الحديث

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/29 أيلول/2024

لشهر سبتمبر (أيلول) تاريخٌ سياسيٌّ حافلٌ مع منطقتنا. وخلال العقود القليلة الفائتة كانت ثمة «مفاصلُ» جِسام خلّفت تداعياتٍ ضخمةً على توجّهات السّياسة العربية ودور العرب - شعوباً وقيادات - في مسار الأحداث.

يوم 28 سبتمبر 1970 توفي الرئيس المصري جمال عبد الناصر في خضمّ الصّراع المسلح في الأردن مع المنظمات الفدائية الفلسطينية، فيما عُرف بـ«أيلول الأسود». وأدَّى غيابُ عبدِ الناصر وفقدانُ العملِ الفدائي الفلسطيني قاعدتَه الأولى والأكبر منذ انطلاقه في أواخر عقد الستينات... إلى أكبر هزّة من نوعها للفكر القومي العربي بشكلِه التقليدي. يومذاك، سقط العديدُ من الفرضيات والمسلّمات التي صمدت، ولو بهشاشة، بعد هزيمة يونيو (حزيران) 1967.

إذ حاولتِ «الناصرية» الجريح الاحتفاظَ بمقوّمات وجودها عبر «حرب الاستنزاف» (1967-1970). إلّا أنَّ تلك المحاولة انهارت بوفاة عبد الناصر، وأجهز عليها نهائياً «انقلاب» خليفتِه ورفيق سلاحِه السابق أنور السادات.

وحقاً، بعد ضرب مَن كان يسمّيهم السادات «مراكز القوى» عبر «ثورة التصحيح» في مايو (أيار) 1971، قُضي على كل ما كانت تمثله «الناصرية» كفكرة وممارسة وتحالفات. وقاد السادات «مصر العروبية» الاشتراكية بعيداً عن المحور الشرقي السوفياتي باتجاه التحالف مع الغرب، وخرج يومذاك عمّا كان إجماعاً عربياً... مراهناً على السلم المنفرد مع إسرائيل. «المفصل السبتمبري» الثاني كان عملية 11 سبتمبر 2001 ضد الولايات المتحدة، حين شنّ حركيّو «القاعدة» هجمات غير مسبوقة بطائرات ركّاب مدنية في نيويورك وواشنطن وريف ولاية بنسلفانيا الأميركية... قُتل فيها أقل بقليل من 3 آلاف شخص! «القاعدة»، حقاً، كانت أحد تجلّيات الإسلام السياسي المسلح. وتطوّرت بديلاً لجُملة من تجارب الحكم في العالمين العربي والإسلامي منذ مرحلة الاستقلال، تحديداً، منذ النصف الثاني من عقد الأربعينات.

في العالم العربي استقلت مجموعة من الدول العربية... منها دول رافعةً لواء العروبة، ومنها مناضلةً باسم الهوية الإسلامية، ومنها مُراهنةً على بورجوازية حداثية متنورة؛ لم ترَ في الاستقلال تناقضاً حتمياً مع الغرب، في مناخ «حرب باردة» عالمية استمرت من انتهاء الحرب العالمية... وحتى انهيار «جدار برلين» وسقوط الاتحاد السوفياتي.

وفي العالم الإسلامي، تفاوتت ولاءات أبرز الدول الحديثة الاستقلالية بين «لا انحيازية» أحمد سوكارنو في إندونيسيا و«إسلامية» باكستان المتحمّسة لعيش «إسلامها» - هويتها المميزة - ضد علمانية الهند... ثم ضمن الأحلاف الغربية التي نشأت خلال الخمسينات لتطويق السوفيات. وبالفعل كانت باكستان عضواً في حلفين اثنين هما «حلف بغداد» («السنتو» لاحقاً) و«حلف جنوب شرق آسيا» (السياتو).

انتكاس البديل «العربي» بعد 1967، ثم تراجع البديل «اليساري - الثوري» بعد أحداث الأردن (1970) وانتقال مصر إلى المحوَر الغربي (مطلع السبعينات) 1971، ثم الخروج الفلسطيني المسلح من لبنان عام 1982 إثر غزو إسرائيلي، تطوّرات أنعشت بديلاً ثالثاً هو «البديل الإسلامي»، لا سيما بعد نجاح «الثورة الخمينية» في إيران عام 1979.

«البديل الإسلامي» هذا فرض نفسه على عدد من الساحات العربية. وجاء الدعم الأميركي لـ«المجاهدين» الأفغان ومناصريهم - بمن فيهم بعض العرب - في حرب هدفها استنزاف السوفيات في مستنقع أفغانستان ليعزّز مكانة السلاح. ولكن، كما نتذكّر، أدارت واشنطن ظهرها لهذا «البديل»، على الأقل في وجهه السنّي، بمجرّد سقوط العدو الشيوعي في موسكو. هذه «الخيانة»، من وجهة نظر الإسلام السياسي «السنّي» المسلح، حملت «القاعديين» على استهداف الولايات المتحدة... فكانت هجمات 11 سبتمبر عام 2001. وعلى الأثر، جاء الرد الأميركي أولاً في أفغانستان ضد حركة «طالبان» (وريثة «المجاهدين»)، وثانياً ضد العراق «السنّي» بحجة القضاء على قدراته العسكرية «النووية» (غير الموجودة) التي يمكن أن تهدّد إسرائيل!! وفعلاً، بحلول 2003 هوجم العراق واحتُل، وأسقط نظام صدام حسين. وبالتالي، تُرك العراق، «بوابة العرب الشرقية»، لقمة سائغة لملالي إيران، الذين «سكتت» واشنطن طويلاً على خطابهم السياسي، وتوسّعهم الجيوسياسي، رغم انهماكهم بالتطوير النووي الحقيقي.

يوم أمس، 27 سبتمبر 2024، كان يوماً «مفصلياً» في التعامل مع «الحالة الشيعية» التي نتجت عن ذلك «السكوت» الأميركي. يبدو أن السماح لإسرائيل بتصفية قيادة «حزب الله»، الذي هو رأس حربة «الحرس الثوري الإيراني»، حدث له ما له... وبعده ما بعده. «حزب الله»، الذي أسهم في رفد النظام الإيراني في غير مناسبة، وساعد على تمدّده داخل العالم العربي من الخليج إلى سوريا، ومن فلسطين إلى اليمن، لم يكُن مجرّد تنظيم مرتبط بطهران بعلاقة «تحالفية» أو «تبعية»... بل له معها علاقة عضوية. لقد كان جزءاً لا يتجزأ من الركن الأمني لنظام طهران.

في حالة «حماس»، طُرحت أسئلة كثيرة بعد خذلان القيادة الإيرانية الحركة، وبقائها مكتوفة الأيدي رغم تصفية إسرائيل قائدها إسماعيل هنيّة في قلب طهران.

كثيرون تساءلوا، يومذاك، لكن البعض ردّوا مذكّرين بأن «حماس» في نهاية المطاف تنظيم «سنّي»، وكان دعم لها لمجرد ادعاء «أبوّة» القضية والمزايدة على العرب والمسلمين.

غير أن وضع «حزب الله» مختلف تماماً. فهو ليس فقط شيعي الهويّة، ويضم أفراداً وقيادات من عائلات تنسب نفسها لأهل البيت، بل يشكّل عملياً وعملياتياً الفرع اللبناني لـ«الحرس الثوري».

وبناءً عليه، ما حدث مساء 27 سبتمبر 2024 في «المفصل السبتمبري» الثالث... سيُشكل «حالة» جديدة تماماً على مستويي لبنان والمنطقة، وقد يحسم خلال الأسابيع أو الشهور القليلة المقبلة مسألة «التفاهم» على الدور الإيراني في المنطقة العربية.

 

أبو ملحم والسيدة قرينته

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/29 أيلول/2024

في بدايات التلفزيون في لبنان ظهرن برامج محلية ركيكة، لكن جمهورها لم يكن أقل ركاكة آنذاك. ومنها برنامج حمل اسم صاحبه «أبو ملحم»، يقدمه كل يوم مع زوجته، السيدة «أم ملحم». كان البرنامج عبارة عن حوار منزلي مليء بالإرشادات والنصائح، يفتقر إلى أي نوع من الإبداع، أو الفن، ويشبه إلى حد بعيد الأقوال التي توضع على رزنامات المطابخ. فالزوجان؛ أبو ملحم في سرواله الشعبي، والسيدة قرينته، لا يريدان إزعاج أحد، أو إثارة المشاكل. ولذلك، كثرت في الحوارات المكررة عبارات من نوع «إذا سمحت» و«إذا تكرمت» و«إذا كلفت خاطرك». العام الذي مضى، لم يكن جو بايدن ينام الليل والنهار. ولا ترك أحداً ينام. فلم يمضِ شهر لم تحلق فيه طائرة وزير خارجيته في سماء الشرق الأوسط، مخاطباً بنيامين نتنياهو بكل ما حفلت به برامج أبو ملحم من حكم وتهذيب: إذا سمحت. إذا تكرمت. رأفة بالأطفال. الحرب لا تفيد أحداً. وكان الجواب دائماً دفعات جديدة من القتلى والدمار. لم تعرف حرب كمية التراب والحجارة التي طمر بها نتنياهو سكان البيوت، ومرضى المستشفيات، وأطفال المدارس. الرئيس الأميركي أيزنهاور كان يقول: «هناك فارق جوهري بين العاجل والمهم». لكن بايدن، العسكري هو أيضاً، لم يتوقف طويلاً عند هذه المسألة. وبرغم كل نواياه، لم يستطع أن يحقق خطوة صغيرة، لا هو، ولا الفرقة الدبلوماسية التي جنّدها في سبيل ذلك، من أنتوني بلينكن إلى آموس هوكستاين.

وانتهى الأمر على نحو لا يصدّق: 21 دولة، بينها أميركا والاتحاد الأوروبي، توجه «نداء» لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان؛ رجاء. توسلاً. رحمة. هدنة من 21 يوماً. 3 أسابيع فقط. الحرب لا تفيد أحداً، بل كل نصائح وأفكار أبو ملحم والسيدة قرينته. لا شيء. مع 7 أكتوبر (تشرين الأول) الجديد، يبدو وكأن الشرق الأوسط قد دفن أحلام رئيس أميركي آخر. ذهب جو بايدن إلى أبعد من سواه. حاول أن يرتفع بمستوى العلاقة مع الدول العربية إلى مستوى الشراكة. وأن يعثر على حل في أرض المستحيل. حدث له ما حدث لغيره من قبل. هما تاريخان يقتربان: 7 أكتوبر وانتخابات 5 نوفمبر (تشرين الثاني). وهو خارج كليهما. كان يقتضي له أن يستخدم الأمثولة العسكرية كما فعل أيزنهاور. القوة تنفع أحياناً إذا بالغ الآخر في استخدامها..

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

بيان صادر عن مؤسسة عامر فاخوري يتناول خبر مقتل حسن نصرالله: فجر جديد للبنان

بيان للتوزيع الفوري/28 أيلول 2024

https://eliasbejjaninews.com/2024/09/135027/

ترحب مؤسسة عامر فاخوري بخبر وفاة حسن نصرالله، وترى فيها فرصة مهمة للبنان وتطور يمنح الأمل لمستقبل يتجاوز فيه لبنان هيمنة واحتلال حزب الله، وتوجه إيجابي نحو الاستقرار والسلام الحقيقيين.

تأسست المؤسسة تكريماً لعامر فاخوري الذي تعرض للاعتقال التعسفي والتعذيب بأوامر مباشرة من حسن نصرالله، وهي تلتزم بمبدأ الدفاع عن العدالة والإصلاح في منطقة الشرق الأوسط، ودعم جميع ضحايا الاعتقال غير القانوني، وتؤمن أن لبنان الآن أمام فرصة فريدة لإعادة البناء والسعي نحو مستقبل خالٍ من تدخل الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

كما يسر المؤسسة أن نقدم للمهتمين  كتاب "أُسكت في بيروت"، الذي تم إطلاقه حديثاً من قبل المؤسسين المشاركين للمؤسسة وهم: جيلا، أماندا، ميسي، وزويا فاخوري. يسلط هذا الكتاب الضوء على تأثير القمع وروح الصمود لدى الساعين إلى العدالة وهو شهادة على القوة والأمل اللذين يمكن أن يقودا لبنان نحو مستقبل أكثر إشراقاً.

وقد قالت ميسي فاخوري، المؤسسة المشاركة للمؤسسة: "إن خبر مقتل حسن نصرالله يقربنا خطوة نحو المساءلة والعدالة لما حدث لوالدي، كما أنه لحظة هامة لكل من عانى من أفعال حزب الله الإرهابية."

تظل مؤسسة عامر فاخوري ملتزمة بدعم المبادرات التي تعزز الاستقرار والمصالحة، ولهذا تدعوا المعنيين للانضمام إليها في هذه المهمة، وقراءة كتاب "أُسكت في بيروت" لفهم السرديات الحيوية التي تشكل معاناتنا ومسرتنا نحوى العدالة والمساءلة..

**للمزيد من المعلومات حول مؤسسة عامر فاخوري وعملها المستمر في تعزيز حقوق الإنسان والمساءلة، زوروا موقعنا www.amerfoundation.org أو تواصلوا معنا عبر البريد الإلكتروني team@amerfoundation.org

**عن مؤسسة عامر فاخوري

مؤسسة عامر فاخوري هي منظمة غير ربحية تأسست تكريماً لعامر فاخوري، المواطن الأمريكي اللبناني الذي تعرض للاعتقال غير القانوني والتعذيب في لبنان. تكرس المؤسسة جهودها لتعزيز العدالة وحقوق الإنسان في الشرق الأوسط. من خلال المناصرة والتعليم والمشاركة المجتمعية، نسعى لدعم شرق أوسط يسوده السلام والازدهار.

(ترجمة بحرية مطلة من الإنكليزية بواسطة الياس بجاني ناشر ومحرر الموقع)

 

أعيرة نارية في الهواء ونُواح وعدم تصديق في بيروت بعد مقتل نصر الله

بيروت: «الشرق الأوسط»/28 أيلول 2024

أطلق مسلّحون أعيرة نارية في الهواء، وأمروا أصحاب المتاجر في أجزاء من بيروت بإغلاقها، وقال أنصار جماعة «حزب الله» اللبنانية إنهم في حالة من الصدمة وعدم التصديق بعد مقتل الأمين العام حسن نصر الله. وأكّد «حزب الله»، اليوم السبت، اغتيال نصر الله، وأصدر بياناً بذلك بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي أنه قتله في غارة جوية على مقر الجماعة في الضاحية الجنوبية لبيروت، الجمعة. ويمثّل مقتل نصر الله ضربة قاصمة لـ«حزب الله» الذي يواجه حملة عنيفة من الهجمات الإسرائيلية، وحتى مع ظهور تلك الأنباء كان بعض أنصار الجماعة يأملون بشدة في أنه لا يزال على قيد الحياة بطريقة أو بأخرى. وقالت زهرة، وهي شابة نزحت من معقل «حزب الله» بالضاحية الجنوبية لبيروت، إنها تتمنى ألا يكون الخبر صحيحاً، «إنها كارثة إذا كان (ما يقال) صحيحاً». وأضافت لوكالة «رويترز» للأنباء عبر الهاتف وهي تجهش بالبكاء: «كان قائدنا، كان كل شيء بالنسبة لنا، كنا تحت جناحيه». وقالت إن نازحين آخرين بجوارها فقدوا الوعي، أو بدأوا في الصراخ والعويل، عندما تلقوا إخطارات على هواتفهم ببيان «حزب الله» الذي يؤكد مقتل نصر الله. وكان نصر الله الذي قاد «حزب الله» منذ اغتيال زعيمه السابق في عملية إسرائيلية عام 1992، معروفاً بخطاباته المصوَّرة التي كان يتابعها كلٌّ من مؤيدي الجماعة ومعارضيها باهتمام بالغ. وقالت زهرة: «ما زلنا ننتظره ليخرج على التلفزيون في الساعة الخامسة مساءً؛ ليخبرنا بأن كل شيء على ما يرام، وأننا نستطيع العودة إلى ديارنا». وقال شهود إن مسلحين دخلوا المتاجر في بعض المناطق ببيروت، وأمروا أصحابها بإغلاقها، ولم يتّضح على الفور الفصيل الذي ينتمي إليه الرجال المسلّحون. وقال سكان إنه تم سماع دوي أعيرة نارية في منطقة الحمرا غرب المدينة، بينما أطلق أنصار للحزب النار في الهواء. وسُمِعت حشود تهتف «لبيك نصر الله»!

وذكرت قناة «المنار» التابعة لـ«حزب الله» أن مواكب شقّت طريقها عبر الضاحية الجنوبية لبيروت.

وقال مصدر أمني لوكالة «رويترز»، إن الجيش اللبناني شدّد الإجراءات الأمنية في جميع أنحاء العاصمة، بعد أن انتشر بشكل وقائي حول السفارة الأميركية شمالي بيروت، وذكر مصدر أمني آخر أن قوات الأمن اللبنانية تستعدّ لاندلاع محتمل للتوترات الطائفية. وبثّت قناة «المنار» التابعة لـ«حزب الله» آيات من القرآن الكريم حداداً على مقتل نصر الله، كما قدّمت مراسلة من قناة «إم تي في لبنان»، وهي المحطة التي عادةً ما يكون نهجها التحريري مناهضاً لـ«حزب الله»، تعازيها في بث مباشر.

 

ميقاتي بعد مقتل «نصر الله»: «الخطر يهددنا»

بيروت: «الشرق الأوسط»/28 أيلول 2024

قال نجيب ميقاتي، رئيس حكومة تسيير الأعمال في لبنان، السبت، إن الخطر يهدد بلاده، وذلك بعد أن أدت غارة جوية إسرائيلية، أمس (الجمعة)، إلى مقتل حسن نصر الله، الأمين العام لـ«حزب الله». وأعلنت الحكومة اللبنانية الحداد الرسمي 3 أيام، بدءاً من الاثنين، على الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله، بعد ساعات من تأكيد مقتله بغارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وقالت الحكومة، في مذكرة عقب اجتماع طارئ برئاسة ميقاتي، إنه «على أثر استشهاد» نصر الله، الذي انضم إلى قافلة الشهداء الذين سقطوا نتيجة العدوان الإسرائيلي، «يُعلن الحداد الرسمي أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء»، على أن يكون يوم تشييعه الذي لم يحدد الحزب موعده بعد «يوم توقف عن العمل».وأعلن الجيش الإسرائيلي وجماعة «حزب الله»، السبت، مقتل حسن نصر الله الأمين العام للحزب، وقادة آخرين، في قصف إسرائيلي استهدف الضاحية الجنوبية لبيروت، الجمعة.

 

مجلس الوزراء: حداد ٣ أيام على اغتيال السيد نصرالله وإقفال يوم التشييع

وطنية/28 أيلول/2024

أصدر رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي مذكرة رقم 31/2024 أعلن فيها "الحداد الرسمي على المغفور له الشهيد سماحة السيد حسن نصرالله". وجاء في نص المذكرة: "على أثر استشهاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي انضم إلى قافلة الشهداء الذين سقطوا نتيجة العدوان الإسرائيلي والآثم على لبنان، يعلن الحداد الرسمي أيام الاثنين والثلثاء والأربعاء في 30 أيلول و1 و2 تشرين الأول المقبل تنكس خلالها الأعلام على سائر الإدارات الرسمية والمؤسسات العامة والبلديات، وتعدل البرامج العادية في محطات الإذاعة والتلفزيون بما يتناسب مع الحدث الأليم. ويكون يوم تشييع الشهيد الكبير، يوم توقف عن العمل في جميع الإدارات العامة والبلديات والمؤسسات العامة والخاصة".

 

جنبلاط ناعيا نصر الله: انضم ورفاقه إلى قافلة الشهداء الطويلة على طريق فلسطين

وطنية/28 أيلول/2024

كتب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط عبر "اكس": "انضم السيد حسن نصر الله ورفاقه إلى قافلة الشهداء الطويلة على طريق فلسطين. أتقدم بالتعزية من "حزب الله" وجمهوره كما احيي ارواح المدنيين الأبرياء".

 

الحريري: اغتيال نصر الله عمل جبان ومدان والمطلوب التعالي فوق الخلافات للوصول ببلدنا الى شاطئ الامان

وطنية/28 أيلول/2024

 صدر عن الرئيس سعد الحريري البيان الآتي: "اغتيال السيد حسن نصر الله أدخل لبنان والمنطقة في مرحلة عنف جديدة. إنه عمل جبان مدان جملة وتفصيلًا من قبلنا، نحن الذين دفعنا غاليًا من أحبتنا حين صار الاغتيال بديلًا للسياسة. رحم الله السيد حسن وأخلص التعازي لعائلته ورفاقه. اختلفنا كثيرًا مع  الراحل وحزبه والتقينا قليلًا، لكن كان لبنان خيمة الجميع، وفي هذه المرحلة البالغة الصعوبة تبقى وحدتنا وتضامننا الأساس.  لبنان يبقى فوق الجميع. فوق الأحزاب والطوائف والمصالح مهما كانت. وتخفيف معاناة شعبنا وأهلنا من كل المناطق أولوية وطنية، لا حزبية ولا طائفية ولا فئوية. والحفاظ على لبنان وطنًا لكل أبنائه لا يتم إلا بوحدتنا جميعًا. المطلوب الآن من الجميع التعالي فوق الخلافات والأنانيات للوصول ببلدنا الى شاطئ الامان".

 

الرئيس عون: باستشهاد نصرالله يفقد لبنان قائداً مميزاً وصادقاً وأفتقدُ على الصعيد الشخصي صديقاً شريفاً

وطنية/28 أيلول/2024

اعتبر الرئيس العماد ميشال عون، عبر حسابه الخاص على منصة "أكس"، أنه "باستشهاد سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، يفقد لبنان قائداً مميزاً وصادقاً، قاد المقاومة الوطنية على دروب النصر والتحرير؛ فكان اميناً لوعده، وفياً لشعبه الذي بادله حباً وثقة والتزاماً. واذا كانت يد العدو قد نالت منه وهو في منتصف مسيرته الوطنية، فإنه سيلاقي ربه مطمئناً لما حقّقه طوال سنوات من النضال والمقاومة الى أن سلّم الامانة الى شباب لم يبخلوا يوماً بدمائهم دفاعاً عن ارضهم. وفيما افتقدُ على الصعيد الشخصي صديقاً شريفاً كانت لي معه وقفات عدة لمصلحة لبنان وشعبه، ارى ان ما يشهده  وطننا من مخاطر نتيجة العدوان الاسرائيلي المستمر، يتطلب الارتقاء الى اعلى مستوى من التضامن الوطني الذي يحمي وحدتنا ويحصّنها، لأن بها  الخلاص الحقيقي. أسكن الله الشهيد الكبير فسيح جنانه، والعزاء لعائلته، للمقاومة، لكل محبّيه، ولكل لبنان".

 

باسيل ناعيا نصر الله: الخسارة كبيرة علينا جميعاً وأكبر بكثير في قلبنا

وطنية/28 أيلول/2024

نعى رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل في كلمة مباشرة له الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله، واصفاً اياه بالمقاوم والشريف و"جبل الصبر"، وتقدم بالتعزية من "حزب الله" وأهله ومن جميع اللبنانيين الذين حزنوا على غيابه في لبنان والعالم، لافتاً الى أن "الخسارة كبيرة علينا جميعاً وأكبر بكثير في قلبنا". باسيل أشار الى "أننا في لحظات نتحدث يجب أن نغلب فيها العقل"، لافتا الى أن "اللحظات صعبة ليس على حزب واحد أو طائفة واحدة بل علينا جميعاً"، وأكد أنه "بمواجهة العدو الاسرائيلي لا يوجد خيار الا أن نكون مع بعضنا البعض كلبنانيين".

وأضاف: "وطننا في خطر وشعبنا يتألم من الجرائم الاسرائيلية"، مشدداً على أن "خلاصنا بوحدتنا وتضامننا الانساني والوطني يجب ان يكون فوق أي خلاف سياسي، وهذه دعوة لحماية الوحدة الوطنيّة حفاظا على الامن والسلام الداخلي". ولفت إلى أن "الخوف كبير من فتنة داخلية وافتعال مشاكل مذهبية وداخلية. من هنا تواصلت مع المرجعيات الروحية والسياسية والامنية، ومن هنا مطلوب الوعي وتهدئة النفوس". وشدد باسيل على "ضرورة انتشار القوى الأمنية لمنع الاحتكاك"، مشيراً الى أنه "لا يوجد منتصر أو مهزوم"، ومضيفاً: "جميعنا ننهزم أو ننتصر سوياً ولا يوجد نازح ومضيف، جميعنا ضيوف عند بعضنا البعض عندما نحتاج بعضنا". ودعا الى ضرورة وقف الحرب والخسائر، وقال:  "هذا ليس موقفاً مستجداً منا، فقد وجهنا رسائل خطية داخليا وخارجيا في الثامن من نيسان الماضي للمطالبة بقرار دولي لوقف اطلاق النار وتنفيذ القرار 1701، ولذلك سنجري اتصالات مع الدول المعنية وسفاراتها للضغط على إسرائيل لوقف العدوان على لبنان، لأنه لا يجوز للبنان أن يخسر وتحتله اسرائيل مجددا لأنه سيعود لطردها مجدداً. كذلك دعا الى انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة إنقاذ وطني "لأن لبنان لا يستطيع أن يواجه العدوان ولا أن يفاوض من دون رئيس للجمهورية ولا أن تنتصر المقاومة من دون الدولة"، مشدداً على أن "هذه ليست لحظة انتصار أحد على آخر أو هزيمة أي من اللبنانيين بل هي لحظة للتوافق على رئيس".

وأكد "أننا لا نرضى فرض أي رئيس على أحد، وممنوع عزل أو الاستقواء على أي مكون لبناني وسنكون حكما الى جانبه"، معتبرا أن "هذه الضرورات لا تتحقق الا بمشاركة جميع اللبنانيين والجميع مدعوون لتحمل مسؤولياتهم أمام شعبهم". وقال: "اجتمعنا باكراً وتوزعنا الاتصالات على جميع القوى النيابية والمرجعيات والسفارات لنتساعد جميعا على تدارك الاخطر والأسوأ والسير بالحل الخلاصي". باسيل توجه الى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، داعيا اياه الى جمع كل اللبنانيين ببيان الحكومة اليوم، بعيدا عن أي اجراءات خلافية ويوجه هو والحكومة القوى العسكرية والامنية لضرورة الحفاظ على الهدوء ومنع اي عمل تخريبي أو فتنوي، وقال: "هذا يسمح للوزراء المقاطعين لأسباب دستورية إذا ارتأوا هذا الامر للمشاركة في هذا الظرف الاستئثنائي ومن دون تسجيل أي خرق ميثاقي أو ممارسة دستورية، وبالتالي أن يشاركوا لهدف وحيد، وهو منع الفتنة التي يريدها الإسرائيلي".

ودعا باسيل رئيس مجلس النواب نبيه بري الى الدعوة الى مشاورات نيابية محدودة بالوقت للاتفاق على رئيس للجمهورية يجمع ويحمي كل اللبنانيين ويعيد الاعتبار للدولة والتوجه الى جلسة انتخاب مفتوحة لا تنتهي الا بانتخاب رئيس للبنان".

وتوجه باسيل في الختام الى اللبنانيين والى التياريين، قائلاً: "كونوا أوفياء لمبادئكم وتاريخكم وتصرفوا من ايمانكم الواحد والكبير، لبنان 10452 كلم مربع الذي لا نتخلى عن شبر منه "، وأقول لكم: "كل مهجر ومصاب وشهيد هو "منا وفينا فافتحوا قلوبكم ومنازلكم واحتضنوا اخوتكم وهذه الوحدة تخلصنا اليوم"، خاتماً بالقول: "حمى الله لبنان".

 

الرئيس لحود: خسرناك يا سيّد على هذه الأرض ولكن كسبناك نجماً ساطعاً في تاريخ المقاومين

وطنية/28 أيلول/2024

نعى الرئيس العماد اميل لحود الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله وقال في بيان النعي: "يؤلمنا أن نتوجّه بهذه السطور لننعي الأمين العام لحزب الله الشهيد السيّد حسن نصرالله، وهو شخصيّة استثنائيّة لطالما اعتبر الشعب اللبناني كلّه عائلته الكبيرة، وعاش حياته كلّها دفاعاً عن مبادئه ووطنه وشعبه، وكان رمزاً في الأخلاق والهدوء والرصانة، على الرغم من روحه الطيّبة والمرحة التي كانت قادرة على طمأنة الشعب اللبناني في محطّاتٍ كثيرة". أضاف لحود:" كان السيّد الحبيب عصاميّاً مترفّعاً عن الماديّات والسلطة، ومقتنعاً بقضيّته حتى قدّم أغلى ما عنده، أيّ نجله، دفاعاً عن هذه القضيّة وعن أرض الوطن". وتابع:" لقد انتظر السيّد هذه اللحظة طويلاً، وهي انضمامه الى ابنه والى قافلة الشهداء، وقد منحنا في حياته الوسام الأغلى، وهو لقب "الرئيس المقاوم"، ونعده بأن نبقى على العهد، تماماً كما كانت الأجيال التي نشأت على نهجه في خلال 30 عاماً من قيادة حكيمة، وهؤلاء المقاومون لن يهادنوا ولن ينسوا، ومن خلالهم ستبقى ذكراك مع رفاقك وجميع من سقطوا في مواجهة هذا العدو".وقال: "خسرناك يا سيّد على هذه الأرض، ولكن كسبناك نجماً ساطعاً في تاريخ المقاومين عبر التاريخ لأنّ اسمك سيتخلّد من خلال الانتصار الحتمي على هذا العدو الذي، على الرغم من كلّ ما يحصل اليوم من همجيّة، لن ينقذ نفسه من هذا المصير طالما هناك رجال أمثالك مرّوا على هذه الأرض". وختم لحود: "لا أقول لك يا أخي العزيز وداعاً، بل الى اللقاء، وحتى ذلك الحين ستبقى حاضراً في ما أنجزت وفي ما زرعت من كرامةٍ وعزّة في هذا الشعب".

 

حركة "أمل": عهدنا للشهيد "السيد" ولكل الشهداء أن نبقى الكتف على الكتف والقلب مع القلب ولن يزيدنا القتل والعدوان إلا ثباتاً دفاعاً عن لبنان

وطنية/28 أيلول/2024

أصدرت هيئة الرئاسة في حركة "أمل" بياناً نعت فيه الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله.

وجاء في بيان النعي:  "بسم الله الرحمن الرحيم (مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) صدق الله العظيم . بمزيد من الرضى والإحتساب وتسليماً بمشيئة الله ورضوانه ننعى إلى جماهير أمتنا في لبنان والى الأحرار في العالمين العربي والإسلامي، رجلاً من الرجال الصادقين الذين لم يخشوا في الله لومة لائم ،دفاعاً عن الحق والعدالة والحرية والتحرير للأرض والإنسان في لبنان وفلسطين، وعن المعذبين في الارض والمحرومين من أرضهم وفي أرضهم ، سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله" . واضاف البيان:  "ننعاه أخاً مقاوماً من مدرسة سماحة الامام القائد السيد موسى الصدر ، وأميناً قائداً لحزب الله وللمقاومة الإسلامية الباسلة". وتابع البيان:  "إن هيئة الرئاسة في حركة أمل، قيادة ومجاهدين، إذ تشاطر الاخوة في حزب الله وكل المقاومين أسمى آيات العزاء والتبريك، تعتبر أن خسارة قامة فذة وشجاعة بحجم سماحة السيد حسن نصر الله خسارة لن تفت عضد المقاومين في مواصلة الدرب إنتصاراً للحق ودفاعاً عن لبنان في مواجهة الإرهاب الصهيوني وعدوانيته التي تجاوزت كل الحدود والقواعد الاخلاقية والانسانية" . وختم البيان:  "عهدنا للشهيد "السيد" ولكل الشهداء الذين قضوا نحبهم وللذين ينتظرون وما بدلوا ، أن نبقى الكتف على الكتف ، والقلب مع القلب ، والساعد مع الساعد ، ولن يزيدنا القتل والعدوان إلا ثباتاً دفاعاً عن لبنان. وحسبنا في هذه اللحظات قوله تعالى : "بسم الله الرحمن الرحيم :

(وَٱلَّذِينَ جَٰهَدُواْ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلْمُحْسِنِينَ) صدق الله العظيم ".

 

المفتي قبلان: ما أعظم الخاتمة التي يكون ختامها أعظم الحسنى وما أكبر المفخرة التي يكون قربانها نصر الله

وطنية/28 أيلول/2024

نعى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله، وقال في بيان النعي: " إننا إذ نتقدم إلى الله ونبيه وأهل بيته وسيدنا ومولانا صاحب الزمان والإمام الخامنئي وكافة المراجع العظام والقادة الثوار بأكبر قرابين العزاء والفخر، ومن موقع الثبات والثقة بالله والتفاني بطريق أنبيائه وأئمته الأطهار، ننعى لكل أحرار العالم وكل ثوار الدنيا أكبر شهداء الله بهذا الزمان المخضّب بدم سيد الأبرار،  أعني بذلك سماحة أمين الدم والمقاومة وسيد الجهاد والشهادة الأمين العام سماحة السيد حسن نصر الله العالم المجاهد والزاهد والثائر البار لله ورسوله وأهل بيته وهو الذي أخلص لله بكلّ ما فيه فنال مرتبة الشهادة العظمى التي خصّها الله عيناً بسيد الشهداء ومن تخضّب بدم شهادته وفي سبيل نهجه وقيامه، والعزاء الأكبر لأخوته المقاومين الأبرار، والعهد حفظ المقاومة وتاريخ قائدها الأجلّ والتفاني في سبيل نهجها وميادينها حتى النصر أو الشهادة، وما أعظم الخاتمة التي يكون ختامها أعظم الحسنى، وما أكبر المفخرة التي يكون قربانها نصر الله".

 

تغريدات ممختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 28 أيلول/2024

الإمام الخامنئي

بسم الله الرحمن الرحيم

لقد نال المجاهد الكبير، ورافع راية المقاومة في المنطقة، والعالم الديني الفاضل، والقائد السياسيّ المدبّر، سماحة السيّد حسن نصرالله، رضوان الله عليه، شرف الشهادة في أحداث لبنان مساء أمس، وحلّق نحو الملكوت.

 

الإمام الخامنئي

فليعلم المجرمون الصهاينة أنّهم أحقر بكثير من أن يُلحقوا ضررًا يُعتَدُّ به بالبنية الصّلبة لحزب الله في لبنان.

 

السفارة الإيرانية- لبنان

إنا لله وإنا إليه راجعون

الشهيد الجليل آية الله #السيد_حسن_نصرالله، الأمين العام لـ #حزب_الله في لبنان، كالشهيد الفذ #السيد_عباس_الموسوي، قد نال أمنيته الكبيرة. إن دماء هذا الرمز النقي للمقاومة ستزيد من عزيمة المجاهدين في سبيل الله على مواصلة الطريق المليء بالشرف والنصر للمقاومة.

افيخاي ادرعي

https://x.com/i/status/1839963312890486924

ما من يد امتدت على أمن وشعب إسرائيل وارضها الا ولاقى الحساب العسير ...ترتيب_جديد ...ويتبع

 

افيخاي ادرعي

https://x.com/i/status/1840007118490833391

جيش الدفاع قضى على الارهابي المدعو حسن نصرالله زعيم تنظيم #حزب_الله الأرهابي وهو أكبر تنظيم ارهابي في الشرق الأوسط. القضاء على نصرالله يجعل العالم مكانًا افضل بكثير.

مواطنو لبنان، نحن لسنا في حرب معكم بل نستهدف معاقل حزب الله.

 

افيخاي ادرعي

رئيس الأركان في ختام جلسة لتقييم الوضع في القيادة الشمالية: #نصرالله أراد القضاء على إسرائيل فقضينا عليه

الجنرال هاليفي: لقد أنهيت الآن جلسة لتقدير الموقف وإقرار الخطط في قيادة المنطقة الشمالية. إننا مقبلون على أيام حافلة بالتحديات. وتكون قوات جيش الدفاع الإسرائيلي على أعلى مستوى من الاستعداد دفاعاً وهجوماً في جميع الساحات وهي جاهزة للمضي قدماً.

قمنا بتصفية زعيم منظمة حزب الله الإرهابية حسن نصر الله، حيث تم ذلك في مقرّ القيادة الواقع تحت الأرض في قلب بيروت، علماً بأن قادةً كباراً آخرين قد تم القضاء عليهم أيضاً.

نصر الله يمارس قتل المدنيين الإسرائيليين بصورة عشوائية، وكان يرغب في انتهاء هذه الحرب من خلال القضاء على دولة إسرائيل. غير أننا حرصنا على استبعاد هذا الأمر، حيث أقدمنا على قتله، وسنزداد قوة ومتانة!

ثبتنا اننا لن نسمح بوجود هكذا تهديد يطال مواطنينا! إننا عاقدون العزم على مواصلة السعي للقضاء على منظمة حزب الله الإرهابية. إننا مصممون على مواصلة القتال. ولدينا المزيد من المهام التي تنتظرنا في كل الساحات متمثلةً بتدمير المنظمات الإرهابية وتحييد قدراتها واستعادة المختطفين والمختطفات، إذ ما زالت هذه المهمة تقف نصب أعيننا باستمرار!

 

طوني بولس

 معلومات عن نقاش جدي حول امكانية إعلان حالة الطوارئ وتسليم الامن للجيش اللبناني.

 كل اللبنانيين يلتفون وراء الجيش اللبناني الذي يحظى بالشرعية المحلية والدولية، وهو شريك الجيوش العربية الغربية في محاربة الارهاب وفرض الاستقرار في المنطقة.

 تسليم السلاح الى الجيش بات واجب وطني، وحده يحمي اللبنانيين ويصون الاستقلال.

#الجيش_اللبناني #لبنان_لا_يريد_الحرب #لبنان

 

 مريم مجدولين اللحام

فرحتي بموت المجرم #نصرالله عارمة

لا تغض النظر عن معاناة الناس من الحرب.

أنا في بيروت لا أوروبا.

يفصلني عن ضربات اسرائيل شارع.

يريد رأسي حزب الله

ويمكن أن تستهدفني اسرائيل في أي لحظة.

ضد ذيول ايران وإسرائيل معاً.

صامدون نحن لكن فرحين.

ومصيري ومصير أي مدني واحد.

والليلة عيد.

 

فيصل القاسم

لا تعليق: عشرون عاماً وتلفزيون المنار التابع لحزب الله يقدم برنامجاً بعنوان "أوهن من بيت العنكبوت"  للدلالة على أن إسرائيل ضعيفة وهشة جداً كهشاشة بيت العنكبوت. فعلاً فعلاً واضح  جداً. 😌

صب عمي صب

 

 مريم مجدولين اللحام

تربطكم به متلازمة ستوكهولم

هي علاقة الجلّاد مع الضحية

هو ذاكرتكم الملوثة بانتصارات وهمية لم يكن هو بطلها بل دبلوماسية رفيق الحريري.

وهو واقعنا بالإجرام والقتل والذبح ليس فقط قامع احلام الحرية

علاقتكم به أذت لبنان ومعارضيه

وما أجملها من لحظة جزار قتل جزار ولم نلطخ أيدينا بالدماء

 

كندا الخطيب

أتذكرون أيتام مقالات التحريض والقتل ضدنا ضد كل لبناني تحت عنوان " تحسسوا رقابكم "

وليستا العار التى بدأوها لتسجيل أسماءنا واحد واحد من اجل استهدافنا

عندما نادينا بالحياد ورفض الحرب هدّدونا

هؤلاء اشد علينا خطر حتى من الرصاص ، هؤلاء تحت مسمى حرية التعبير والمعتقد يهددون بقتلنا

 

حسن الدّر

الأخ الأكبر #نبيه_بري ينعى أخاه #السيد_حسن_نصرالله

يابن موسى الصدر و المدرسة حسينية كربلائية مقاومة..

يا أخي..أيها المجاهد القائد القائم السيد الشهيد، لأول مرة تُخلف وعدًا وتغادر من دون موعد..

أكتب إليك في عليائك وتخنقني العبرة وأنا الذي مسّني الشوق لرؤيتك، ومنعني لهيب النّار من لقائك..

ثلاثة وثلاثون من العمر سويًا، انت منّا ونحن منك ولم يحل بيننا أثقال جبال..

أكتب إليك في وداعك وتتوه الكلمات وأنا الذي كسرني الرحيل بشهادتك، وأخذني أنين الروح في رثائك...

أهكذا تتحقق الأمنية؟! يا من كانت أقصى أمنياته أن يحقّق هذا الشرف.. شهيدًا!

كل الكلمات التى يمكن أن تقال في وداعك تبقى قاصرة أمام قامتك وعمامتك..

كل الكلمات التي يمكن أن تقال في وداعك أصغر من هامتك التي لم تنحن الا لله عز وجل...

 كل الكلمات التي يمكن أن تقال تعجز عن وصف حبك للوطن..

إنتماء الشرف وولاء العز والفخار والمجد..إنا لله وإنا إليه راجعون.

 

وليد جنبلاط

انضم السيد حسن نصر الله ورفاقه إلى قافلة الشهداء الطويلة على طريق فلسطين . أتقدم بالتعزية من حزب الله وجمهوره كما احيي ارواح المدنيين الأبرياء.

 

سعد الحريري

صدر عن الرئيس سعد الحريري البيان الاتي؛

اغتيال السيد حسن نصرالله ادخل لبنان والمنطقة في مرحلة عنف جديدة. إنه عمل جبان مدان جملة وتفصيلًا من قبلنا، نحن الذين دفعنا غاليًا من أحبتنا حين صار الاغتيال بديلًا للسياسة. رحم  الله السيد حسن وأخلص التعازي لعائلته ورفاقه. اختلفنا كثيرًا مع  الراحل وحزبه والتقينا قليلًا لكن كان لبنان خيمة الجميع، وفي هذه المرحلة البالغة الصعوبة تبقى وحدتنا وتضامننا الأساس.  لبنان يبقى فوق الجميع. فوق الأحزاب والطوائف والمصالح مهما كانت. وتخفيف معاناة شعبنا واهلنا من كل المناطق اولوية وطنية، لا حزبية ولا طائفية ولا فئوية. والحفاظ على لبنان وطنًا لكل أبنائه لا يتم إلا بوحدتنا جميعًا. المطلوب الآن من الجميع التعالي فوق الخلافات والأنانيات للوصول ببلدنا الى شاطئ الامان.

 

بهاء الحريري

خسر اليوم إخواننا في الطائفة الشيعية الكريمة رمزاً لهم أحبوه ووقفوا خلفه في كل المراحل و رغم اختلافنا وخلافنا الجذري مع حزب الله ولكننا لا يمكن إلا أن نتعاطف مع الأصدقاء والإخوة في كل المناطق اللبنانية في مصابهم، ونؤكد أنهم لم ولن يخسروا الدولة و اللبنانيين من كل الطوائف الذين ينتظرون عودتهم إلى كنف الدولة التي هم جزء لا يتجزأ من ماضيها وحاضرها ومستقبلها. ما حصل ويحصل في لبنان اليوم يؤكد أن لا خيار سوى خيار الدولة ومؤسساتها، وعلى حزب الله أن يسلم سلاحه للدولة وأن يلتزم بالقانون الدولي والقرارات الدولية واتفاق الطائف بكافة بنوده.

وعلينا كلبنانيين أن نبدأ بوضع خطة عمل واضحة للمرحلة القادمة لاستعادة الدولة وهيبتها وقرارها وحمايتها والحفاظ على كافة أراضيها وحماية مواطنيها.

نحن ننتمي إلى مدرسة الرئيس الشهيد رفيق الحريري مدرسة الاعتدال والعيش المشترك التي أرادت دائماً بناء الدولة والحفاظ عليها وعلى مقدراتها وشعبها والحفاظ على مؤسساتها وتحييدها عن الصراعات الخارجية، ونؤكد أن المسيرة مستمرة.

 

ميشال معوض

كان الخلاف كبيراً حول السيادة، ورفض العنف، وإحقاق العدالة، والاحتكام للمؤسسات، والرؤية الى لبنان. ولقد سعيت دائماً، وسأبقى، رغم التحديات، لنجتمع كلبنانيين بكل مكوناتنا تحت سقف لبنان الوطن والدولة والدستور وكرامة الانسان، لنحمي جميعاً وطننا من كل الاخطار ونوفّر علينا المزيد من الدم والانقسامات والمآسي. انها لحظة حماية لبنان دولةً وشعباً، والتمسك بوحدة اللبنانيين. كل التعازي لجمهور السيد #حسن_نصرالله.

 

سليمان فرنجية

رَحَل الرمز ووُلِدت الأسطورة وتستمرّ المقاومة.

 

أنور مالك

مصدر موثوق يكشف: حسن_نصرالله عاد قبل يومين من طهران إلى بيروت ويرافقه ضباط كبار في الحرس_الثوري بإيعاز من مكتب خامنئي والهدف من ذلك هو ترتيب بيت الحزب الداخلي الذي تضرر كثيرا من الضربات الإسرائيلية.. تمت برمجة الاجتماع بسرية تامة ولا أحد من الحاضرين كان يعلم بحضور الأمين العام سوى هو ومن كان معه من دائرته الضيقة والمغلقة التي تضم مرافقيه اللبنانيين والإيرانيين.. ويرجح المصدر أن مخطط الاغتيال طبخ من داخل نظام الملالي وعبر جناح له دوره في كل الاغتيالات التي حدثت من قبل، ويذهب أبعد من ذلك حيث يعتقد أن تسريع سفر نصرالله إلى بيروت هو لتفادي تصفيته داخل إيران بعدما صار مؤكدا مما سيكون فضيحة كبرى بعد فضيحة اغتيال #اسماعيل_هنية وتفجير طائرة #ابراهيم_رئيسي ومن معه..المصدر

 

هادي مشموشي

جميع الشعارات والوعود التي رفعت خلال اكثر من ٤٠ عاماً سقطت خلال أقل من ٢٤ ساعة...

سنصلي في القدس

سنرمي اليهود في البحر

سنمحي إسرائيل خلال ٧ دقائق

زحفاً نحو القدس

سنخوض البحر معك

قواعد الاشتباك

توازن الرعب

المدني يقابله مدني

استهداف أي مدني سوف نستهدف "كاريش"

٤٠ عاماً من الكذب

من النفاق

من الدجل

من الأدلجة

من الإجرام

من الإرهاب

من الترهيب

من الاغتيالات

من فبركة الملفات

من شيطنة الآخرين

تحالف السلاح مع الفساد

النتيجة كانت تدمير لبنان وجعله مرتعاً ومصدراً للارهابين والمهربين وتجار المخدرات وتبييض الأموال.

***الأيام القادمة سوف توضح كيف باعت أيران حزب الله، وسوف تثبت انها من زودت إسرائيل بكافة مواقع مخازن الصواريخ والاسلحة خاصة المخزنة داخل وتحت البيوت.

وهي من تسرب اماكن ومواعيد اجتماعات قادة حزب الله.

من غير المعقول دقة المعلومات وكمياتها بالتفاصيل.

ناهيك عن صفقة وشحنة أجهزة البايجر

**رحمكم الله جميعاً، شهداء لبنان، شهداء الحرية، لترتاح نفوسكم...

- 14 شباط 2005: اغتيال رفيق الحريري

- 2 حزيران 2005: اغتيال سمير قصير

- 12 كانون الأول 2005: اغتيال جبران تويني

- 21 تشرين الثاني 2006: اغتيال بيار الجميّل

- 13 حزيران 2007: اغتيال وليد عيدو

- 19 أيلول 2007: اغتيال أنطوان غانم

- 12 كانون الأول 2007: اغتيال فرانسوا الحاج

- 25 كانون الثاني 2008: اغتيال وسام عيد

- 19 تشرين الأول 2012: اغتيال وسام الحسن

- 9 حزيران 2013: قتل هاشم السلمان

- 27 كانون الأول 2013: اغتيال محمد شطح

- 21 كانون الأول 2020: اغتيال جو بجاني

- 4 شباط 2021: اغتيال لقمان سليم

- 3 آب 2023: اغتيال الياس الحصروني

- 9 نيسان 2024: اغتيال باسكال سليمان

 

الإعلامي انطوان سعد

الخيار الوحيد الآن أمام اللبنانيين ليستعيدوا المبادرة، أن يتجمّعوا في إطار سياسي ديموقراطي مختلط طائفيًا (مش زينة وديكور)، وعلى قاعدة وروحية وذهنية اتّفاق الطائف كما أُنجزت سنة ١٩٨٩.

بذلك يستطيع الجميع النزول عن أشجارهم. والخطوة الأولى بناء رأي عام حقيقي، مش «زقيفة وهوبرجية».

 

صادق النابلسي

أفضل الكلام الدعاء

أفضل السلوك الثبات

العدو يريد أخذنا إلى الضياع والإرباك ويسعى لضرب توازننا.

كل ما نسمعه حتى اللحظة هو أرمادا إعلامية وطوفان إعلامي كبير يقدم لنا رواية إسرائيلية وحبكة بوليسية تمنح أعداء المقاومة بعداً تشويقياً ضمن خيوط درامية محبوكة بعناية شديدة.

الأسئلة الكبيرة والمقلقة إجابتها في هذه الآية القرآنية الكريمة:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُم".

 

عبد الباري عطوان

الكيان الأرهابي نقل حرب الإبادة من غزة الى لبنان ومثلما فشل في الاولى سيهزم في الثانية المقاومة اللبنانية هزمته وأذلّته مرتين الاولى عام ألفين والثانية في حرب تموز 2006 والثالثة في الطريق باذن الله..صبرا آل ياسر

 

صادق النابلسي

هناك أوجه شبه عميقة بين الحركة الجهادية للنبي موسى عليه السلام وبين الحركة الجهادية لسيدنا السيد حسن نصر الله.

يجب التذكير أنّ النبي موسى (ع) الذي هيّأ كل المقدمات للدخول إلى بيت المقدس توفاه الله قبل هذا النصر النهائي وكانت صدمة رهيبة للمجتمع الموسوي الذي لم يصدق الحدث ومضى وقت حتى تم استيعاب هذا المصاب الجلل، ثم أكمل خليفتاه يوشع بن نون وكالب بن يوحنا تلك الديناميكية الجهادية ليتحقق النصر الإلهي الموعود بعد ذلك. مؤلم أن لا نشهد فتح بيت المقدس من دون السيد حسن نصر الله ولكن هذه حكمة الله، وما علينا إلا إكمال مسيرته بروح إيمانية وثقة بنصر الله الأكيد.

 

بشارة شربل

نكبة "حزب الله" ومأزق كل لبنان لا يعالجان الا بالاحتضان الوطني واستعادة الدولة. المفتاح ممارسة بري واجبه بالدعوة الى انتخاب رئيس وسطي وتفويض شامل للجيش وحده بأمن البلاد.

 

محمد علي الحسيني

بدأنا معا ، وسرنا معا ، وحررنا الجنوب معا ، وانتصرنا معا ، ولكن فرقنا الولاء ، بقيت انا مع العروبة والامة ، في الحضن العربي الوفي ، ومع الامان قرب الاشقاء العرب ، ومع اليقين الوفاء العربي ، وانت ذهبت بعد التحرير الى الحضن الايراني ، ومنحتهم الولاء المطلق والطاعة العمياء ، ووضعت نفسك بخدمتهم وما قصرت ، فتخلوا عنك وتاجروا فيك، في وقت يحتضنني العرب جريا على عادتهم في المرؤة والوفاء.

نصحتك مرارا وتكرارا وقلت لك انتبه ، كي لا تقول لاحقا لو كنت أعلم، وحذرتك مما سيأتي عليك وعلى اللبنانيين من تدمير وتهلكة، وقلت اللهم اني بلغت ، فقد كان واجبي الشرعي  ان احذرك وانبهك وقلت لك يمكن التوبة والعودة .

هذا درس لكل من تخلى عن وطنه وعروبته وامته لمصلحة امة اخرى , ودرس لكل من أخطأ في الولاء لغير اهله واشقائه .

#محمد_علي_الحسيني

ل #حسن_نصرالله

 

أحمد الجارالله

نصر_الشيطان مات أو إصيب بمقتل، الأن حوالي سبع ساعات وشخص بحجم هذا المجرم لا أحد أكد حياته أومماته، لو كان حي كان خرج لنا مثل ما يحدث للقادة الذين يتعرضون للإغتيال وينجون منه ….حسن_نصر_الله حق عليه القول وعلى عصابته و كفى الأذى الذي سببوه للبنان والعالم_العربي بل والعالم ،نصر الشيطان المؤشرات تؤكد أنه مات أو إصيب بأضرار مميتة وغداً لناظره لقريب

 

أحمد الجارالله

الإيراني يقول أن إسرائيل ستندم على مافعلته في لبنان …ستندم كلمة سمعناها عندما فعلت إسرائيل مافعلت في طهران العاصمة وآخرها قتل إسماعيل_هنيه ،إسرائيل تقول أنها تعرف كل شئ في إيران وكل شيئ في بلدان أعدائها وتعرف أكثر أن أعدائها يقولون ما لا يفعلون ،قالوا عن نصرالله إنه كلب ينبح ولا يعض إسرائيل تعض بدون نباح ،عض إسرائيل القادم سيكون على كلاب الحوثة وسيفرح شعب اليمن مثل ما فرح الشعب_اللبناني بقتل معذبهم

 

أحمد الجارالله

تَسلم الهزاز #نعيم_قاسم مهام منصب #أمين_عام_حزب الله خلفاً للمقبور #حسن_نصر_الله ،نعيم الهزاز سيتم قبر الحزب بولايته ،يقول العرب ،شوف وجه العنز واحلب لبن ، أبشروا يا أهل #لبنان حزب الشيطان إنتهى و معه #حماس الإرهاب إنتهى في المنطقة و هذا ما إتفق عليه العالم الذي يريد #شرق_أوسط مستقر

 

فيصل القاسم

لاحظوا:

كانت أمريكا وإسرائيل تعرفان كل قادة ما يسمى بمحور المقاومة منذ سنوات وسنوات، وكانت تعرف اماكنهم وماذا يفعلون، وفي بعض الاحيان كانت امريكا تحميهم في العراق لأنهم كانوا ينفذون لها ما تريد، لكن بمجرد أن انتهت مهمتهم جميعاً في المنطقة اصطادتهم اسرائيل كالعصافير بسهولة تفوق سهولة صيد البط  في لعبة "بلاي ستيشن".

**فيصل القاسم

حسبما وصلني هناك إقبال شديد في اوساط القيادة السورية اليوم على شراء ( البامبرز) .. ولا عجب، فهم سيحتاجونه بكثرة في الاسابيع القادمة

**فيصل القاسم

والعلم عند الله سيكون هناك صعوبة كبرى في إيحاد خليفة للسيد حسن، أولاً لأن اسرائيل اصطادت كل الرؤوس الكبيرة، وثانياً لأن اسرائيل ربما ستقطع رأس الامين العام الجديد بعد ايام على تنصيبه.

 

منشق عن حزب الله

المسيرات تستهدف مقاتلي حزب_الله الهاربين في السيارات في البقاع والجنوب

وتوتر بمعظم المناطق اللبنانية بعد رفض الكثير من الأهالي وجود أي هارب ينتمي لحزب إيران بينهم .

 

منشق عن حزب الله

مؤكد الان  مقتل الإرهابي إسماعيل قاآني قائد فيلق القدس

الفرحة فرحتين والعرض مستمر حتى نفاذ الكمية .

 

نديم قطيش

https://x.com/i/status/1839922218249117891

المطلوب الآن لإنقاذ البلد

 

نديم قطيش

https://x.com/i/status/1839978813322653698

هذا ما قلته عشية اغتيال فؤاد شكر وإسماعيل هنية

 

******************************************

في أسفل رابط نشرة الأخبار اليومية ليومي 28-29 أيلول/2024

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For September 28/2024/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/2024/09/134995/

For September 28/2024/

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 28 أيلول/2024/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/2024/09/134992/

ليوم 28 أيلول/2024/

************************************************

روابط مواقعي على التواصل الإجتماعي/موقعي الألكتروني/فايسبوك/يوتيوب/واتس اب/أكس

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group  

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group

 

Elias Bejjani/Click on the below link to subscribe to my youtube channel

الياس بجاني/اضغط على الرابط في أسفل للإشتراك في موقعي ع اليوتيوب

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 

My LCCC website Link/رابط موقعي الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com

00000

حسابي ع التويتر/ لمن يرغب بمتابعتي الرابط في أسفل

https://twitter.com/BejjaniY42177

My Twitter account/ For those who want to follow me the link is below

https://twitter.com/BejjaniY42177

********************************

 

 

بيان صادر عن مؤسسة عامر فاخوري يتناول خبر مقتل حسن نصرالله: فجر جديد للبنان

بيان للتوزيع الفوري/28 أيلول 2024

Amer Fakhoury Foundation on Hassan Nasrallah death: A New Dawn for Lebanon

https://eliasbejjaninews.com/2024/09/135027/

28 أيلول 2024

 

لن أحزن ولن أتجاوب مع أيّة دعوة للحزن على حسن نصرالله

الكاتب والمخرج يوسف ي. الخوري/فايسبوك/18 أيلول/2024

Writer and Director Yousef Y. Khoury: "I will not mourn, nor will I respond to any call for grief over Hassan Nasrallah."

LCCC website publishes & editor /September 28/2024

https://eliasbejjaninews.com/2024/09/135006/

In a bold statement addressing the assassination of the terrorist and jihadist Hassan Nasrallah, writer and director Yousef Y. Khoury expressed his unapologetic stance, drawing comparisons to the elimination of other notorious terrorists like Osama bin Laden. Khoury declared, "I will not mourn, nor will I respond to any call for grief over Hassan Nasrallah. I will be brief and direct in my position on his killing, just as he was direct with us in his promises and stances."