المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 25 آذار/لسنة 2024

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

                http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2024/arabic.march25.24.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اضغط على الرابط في أسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

00000

Elias Bejjani/Click on the below link to subscribe to my youtube channel

الياس بجاني/اضغط على الرابط في أسفل للإشتراك في موقعي ع اليوتيوب

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 

Below is the link for my Twitter account.

في اسفل رابط حسابي ع التويتر

https://twitter.com/BejjaniY42177

 

عناوين النشرة

عنوان الزوادة الإيمانية

الَّذِينَ ٱسْتَنَارُوا مَرَّةً، وذَاقُوا ٱلمَوهِبَةَ السَّمَاويَّة، وٱشْتَرَكُوا في الرُّوحِ القُدُس، وذَاقُوا كَلِمَةَ اللهِ الطَّيِّبَة، وقُوَّةَ الدَّهْرِ الآتِي، وسَقَطُوا، هؤُلاءِ يَسْتَحِيلُ عَلَيْهِم أَنْ يتَجَدَّدُوا ثَانِيَةً، لأَنَّهُم مِنْ أَجْلِ تَوبَتِهِم يَصْلِبُونَ ٱبْنَ اللهِ مَرَّةً ثَانِيَةً ويُعَرِّضُونَهُ لِلعَار

 

عناوين مقالات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/حزب الشيطان مدنق من البرد وعم يطيّر لحف وحرامات

فيديو ونص/الياس بجاني: قراءة وتأملات إيمانية في معاني وعبر أحد الشعانين، في ذكرى دخول المسيح أورشليم

الياس بجاني/نص وفيديو: الميقاتي وحزب الله وإيران هني لازم يدفعوا تعويضات لضحايا حربهم مع إسرائيل من جيوبهم، وليس من أموال وودائع اللبنانيين

الياس بجاني/داعش متل راجح..كذبي كبيرة

نص وفيديو/الياس بجاني: مفهوم التجربة وتجربة يسوع في البرية

الياس بجاني/نص وفيديو: في زمن المّحل “العنزة بتفز ع الفحل” والعُهار الممثلين بحزب الله الإرهابي يبشرون بالعفة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة من موقع "البديل" مع الكاتب والصحافي السيادي والإستقلالي المميز، نبيل بومنصف

رابط فيديو مقابلة من "صوت لبنان" مع القاضي بيتر جرمانوس/وثيقة بكركي تحرك اللجنة الخماسية حراك رئاسي لم يفتح باب الحل

رابط فيديو مقابلة من "تلفزيون لبنان" معالصحافي يوسف دياب

رابط فيديو مقابلة من "محطة او تي في" مع الصحافي شارل جبور يتخطى من خلالها يتخطى المحظور : ما بقا بدي عيش معهم… الجبهة من دون جدوى ورح يحاربو بالسيف والترس!

رابط فيديو مقابلة من "صوت لبنان" مع القاضي بيتر جرمانوس/وثيقة بكركي تحرك اللجنة الخماسية ظحراك رئاسي لم يفتح باب الحل

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 24 آذار 2024

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

عودة التصعيد الى الجبهة الجنوبية..و«هدنة غزة» تطير مجدداً! 

إسرائيل تدمر مزيداً من المنازل.. و«الحزب» يشن هجوماً جوياً على منصتين للقبة الحديدية!

اليوم الـ169 جنوباً.. شهداء وعمليات متبادلة وشعانين!

رداً على الاعتداءات الاسرائيلية.. بيان لـ«الحزب»

مقتل سوري جراء غارة إسرائيلية على سيارة بجنوب لبنان

للمرة الأولى... غارة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربيّ

دعوة لتوسيع القتال ضد «الحزب».. اسرائيل تسعى للحصول على دعم اميركي!

إستئناف التصعيد يحطّ في البقاع الغربي للمرة الأولى

ملف لبنان في واشنطن اليوم وغالانت يُهدّد في حضور هوكشتاين

المسنّون في لبنان من دون دواء ولا استشفاء... الضمان الاجتماعي يرفع تقديماته إلى 50 % والنسبة لا تكفي/يوسف دياب/الشرق الأوسط

تفاؤل لبناني حذر بمنع إسرائيل من توسعة الحرب جنوباً... و«حزب الله» يتصرف ميدانياً تحت سقف الموقف الإيراني/محمد شقير/الشرق الأوسط

دريان: التأخير في انتخاب رئيس للبنان مشروع انتحار واتهامات لثنائي «حزب الله» و«أمل» بفرض أعراف جديدة

إسرائيل تستهدف «حزب الله» في بعلبك للمرة الرابعة وقصفت نقطة قرب الحدود اللبنانية - السورية

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

مندوب فلسطين بـ«الأمم المتحدة»: مشروع قرار وقف إطلاق النار الجديد ليس مسيساً ويدعم مفاوضات الهدنة

«إعلام غزة»: الجيش الإسرائيلي قتل أكثر من 200 مدني في مجمع «الشفاء»

قطاع غزة... زيجات صامتة وأخرى مؤجلة

غالانت يبحث في واشنطن بدائل اجتياح رفح يأمل في تلقي مزيد من الأسلحة الأميركية

ماكرون يحذر نتنياهو: أي «نقل قسري» لسكان رفح سيشكل «جريمة حرب

إسرائيل لبناء جدار على الحدود مع الأردن لمنع تسلل مسلحين

بكين تكتوي بهجمات الحوثيين... وواشنطن تشتبك مع 6 مسيرات

الجماعة أطلقت 5 صواريخ باليستية و6 مسيّرات

سفيرة واشنطن: التحالف ضد «داعش» لم ينتهِ عمله بالعراق وقالت إن التنظيم لا يزال يمثل تهديداً

كيف عزز «داعش خراسان» نفوذه بوصفه خطراً إقليمياً؟

لماذا أراد الروس «طالبان» إلى جانبهم في مواجهة التنظيم الإرهابي؟

«طفرة جديدة» للدولار في إيران... إلزام القطاعات الاقتصادية بتوصيات خامنئي

رئيسي طالب أعضاء حكومته بدعم إنتاج السلع الأساسية

تركيا تعاود التصعيد ضد «قسد» في شمال سوريا عبر استهدافات وهجمات على مواقعها وعناصرها

حداد في روسيا بعد «هجوم كروكوس» وتساؤلات حول المنفذين

«داعش» يتبنى مجدداً بفيديو... وموسكو تصر على «الرابط الأوكراني»... وواشنطن تبرئ كييف

أزواج يواسون بعضهم بعضاً في سان بطرسبورغ الأحد بعد يومين من الهجوم الذي استهدف قاعة

ماكرون في لهجة تصعيدية يكرر لنتياهو معارضته "الصارمة "لهجوم اسرائيلي على رفح

غوتيريش يحث اسرائيل على إزالة العقبات أمام دخول المساعدات إلى غزة

البابا فرنسيس يصف هجوم كروكوس الإرهابي بغير الإنساني

القوات الاميركية  تشتبك مع 6  طائرات مسيرة للحوثيين فوق جنوب البحر الاحمر

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

على من تقع مسؤولية التعويض على المتضررين من الحرب بين إسرائيل و"حزب الله" في الجنوب؟/غسان صليبي/النهار

لبنان: لماذا الوطن الواحد أصلاً؟/حازم صاغية/الشرق الأوسط

مناخ «الحرب الباردة»... لا يتسع لحقوق الشعوب/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

الرئيس آخر من يعلم!/طارق الحميد/الشرق الأوسط

هل وصل تنظيم «القاعدة» إلى موسكو؟/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

دور الإمارات لبنانياً وإقليمياً... وارتياح "الحزب"/وليد شقير/نداء الوطن

بكركي... هل مجدُ الرئاسة لم يعُد لها؟/جان الفغالي/نداء الوطن

هل تقع معركة رفح؟/نديم قطيش/أساس ميديا

أوراق اعتماد في تل أبيب....لا يمكن أن تغامر إيران بخسارة سوريا/عالية منصور/المجلة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

الراعي صلى في احد الشعانين من اجل أطفال غزة والحرب الروسية الاوكرانية ومجزرة روسيا: يا لوصمة العار على جبين هذا الجيل من حكّام الدوللوصمة العار على جبين هذا الجيل من حكّام الدول

المطران عودة: إعادة تكوين السلطات الدستورية وبناء المؤسسات هما المدخل الضروري لأي عملية إنقاذية

دريان مكرما من "بيروت منارتي": التسويف في انتخاب رئيس انتحار مرفوض ونطالب المجلس بالقيام بواجبه الدستوري

نعيم قاسم: كل عدوان على مدني سنرد عليه ونحن جاهزون مهما كانت التضحيات

براين هوك لـ«الشرق الأوسط»: إدارة بايدن تلعب وفق «قواعد إيران»

المبعوث الأميركي السابق عدّ إزالة الحوثيين عن لوائح الإرهاب «خطأ»

المكاري: نؤكد العمل تحت سقف بكركي مسيحيا وحل موضوع السلاح يأتي ضمن الاستراتيجيّة الدفاعيّة

 

تغريدات مخاتر من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم الأربعاء 24 شباط/2024

 

تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

الَّذِينَ ٱسْتَنَارُوا مَرَّةً، وذَاقُوا ٱلمَوهِبَةَ السَّمَاويَّة، وٱشْتَرَكُوا في الرُّوحِ القُدُس، وذَاقُوا كَلِمَةَ اللهِ الطَّيِّبَة، وقُوَّةَ الدَّهْرِ الآتِي، وسَقَطُوا، هؤُلاءِ يَسْتَحِيلُ عَلَيْهِم أَنْ يتَجَدَّدُوا ثَانِيَةً، لأَنَّهُم مِنْ أَجْلِ تَوبَتِهِم يَصْلِبُونَ ٱبْنَ اللهِ مَرَّةً ثَانِيَةً ويُعَرِّضُونَهُ لِلعَار

“الرسالة إلى العبرانيّين06/من01حتى09/:”يا إخوَتِي، فَلْنَتْرُكِ المَبَادِئَ الأُولى في الكَلامِ عنِ المَسِيح، وَلْنَأْتِ إِلى مَا هُوَ أَكْمَل، ولا نَعُدْ إِلى وَضْعِ الأَسَاس، كالتَّوبَةِ عنِ الأَعْمَالِ المَيْتَة، والإِيْمَانِ بِالله، وطُقُوسِ المَعمُودِيَّة، ووَضْعِ الأَيْدِي، وقِيَامَةِ الأَمْوَات، والدَّيْنُونَةِ الأَبَدِيَّة. وذلِكَ مَا سَنَفْعَلُهُ بِإِذْنِ الله! فَإِنَّ الَّذِينَ ٱسْتَنَارُوا مَرَّةً، وذَاقُوا ٱلمَوهِبَةَ السَّمَاويَّة، وٱشْتَرَكُوا في الرُّوحِ القُدُس، وذَاقُوا كَلِمَةَ اللهِ الطَّيِّبَة، وقُوَّةَ الدَّهْرِ الآتِي، وسَقَطُوا، هؤُلاءِ يَسْتَحِيلُ عَلَيْهِم أَنْ يتَجَدَّدُوا ثَانِيَةً، لأَنَّهُم مِنْ أَجْلِ تَوبَتِهِم يَصْلِبُونَ ٱبْنَ اللهِ مَرَّةً ثَانِيَةً ويُعَرِّضُونَهُ لِلعَار! إِنَّ الأَرْضَ الَّتي شَرِبَتِ المَطَرَ النَّازِلَ عَلَيْهَا مِرَارًا، فأَطْلَعَتْ نَبْتًا نَافِعًا لِلَّذِينَ يَحرُثُونَهَا، تَنَالُ البَرَكَةَ مِنَ الله، أَمَّا إِنْ أَنْبَتَتْ شَوْكًا وحَسَكًا فَهِيَ مَرذُولَةٌ وقَرِيبَةٌ مِنَ اللَّعْنَة، ومَصِيرُهَا إِلى الحَرِيق. ونَحْنُ، أَيُّهَا الأَحِبَّاء، وإِنْ كُنَّا نُكَلِّمُكُم هكَذا، فإِنَّنَا وَاثِقُونَ مِن جِهَتِكُم، أَنَّكُم في حَالٍ أَفْضَلَ وأَضْمَنَ لِلخَلاص.”

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس

حزب الشيطان مدنق من البرد وعم يطيّر لحف وحرامات

الياس بجاني/آذار/2024

نعيم قاسم ادعى ان سلاح حزبه الإرهابي يحمي لبنان. عملياً هو مش قادر يحمي قفاه وعم تتصيد إسرائيل جماعته كالعصافير. منافق ودجال

 

فيديو ونص/الياس بجاني: قراءة وتأملات إيمانية في معاني وعبر أحد الشعانين، في ذكرى دخول المسيح أورشليم

https://eliasbejjaninews.com/archives/18325/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5%d8%b9%d8%b1%d8%a8%d9%8a-%d9%88%d8%a7%d9%86%d9%83%d9%84%d9%8a%d8%b2%d9%8a%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86-3/

March 24/2024

فيديو/الياس بجاني: أحد الشعانين ودخول المسيح أورشليم

https://www.youtube.com/watch?v=dGpUqblXTxI

ليوم 24 آذار/2024/

 

الياس بجاني/نص وفيديو: الميقاتي وحزب الله وإيران هني لازم يدفعوا تعويضات لضحايا حربهم مع إسرائيل من جيوبهم، وليس من أموال وودائع اللبنانيين

23 آذار/2024

https://eliasbejjaninews.com/archives/128097/128097/

حكومة دمى حزب الله الميقاتية التعتير والفضيحة والعار، حكومة الصنوج والمرتزقة والهوبرجيي والزلم، حكومة الخنوع والإستسلام واللا دستور واللا قانون واللا ميثاق وطني، الحكومة يلي بلا ركاب، وحكومة أمرك يا سيد، حكومة تنفيذ فرمانات السيد ع عمامها وبذل وخضوع، حكومة السرقات والسمسرات والملجميين والطرواديين، هيدي الحكومي الدمية، حكومة الميقاتي، ومش غيرها قررت، ومن غير شر، دفع 20 ألف دولار أميركي لكل ضحية من ضحايا حزب الله بالحرب يلي اعلنها السيد ع إسرائيل ب 8 تشرين الأول السنة الماضية، ويلي زاد عددهم عن 300، وهودي المعترين مش معروف وين انقتلوا، ان كان بسوريا او اليمن او بالجنوب. ومش بس هيك، قرر الميقاتي المخصي وطنياً، دفع 40 ألف دولار لكل منزل هدمته الغارات الإسرائيلية.

أول شي وعن جد، الله يرحم كل هالضحايا المعترين، ويصبّر قلوب أهلهم، هودي يلي جندهم حزب الله ووداهم عالموت دفاعاً عن إيران وعن مشروع الملالي التوسعي والجهادي والمذهبي والإرهابي والإستعماري والغزواتي.

هالضحايا ما حاربوا بأمر دستوري وشرعي لبناني، بل بأوامر إيرانية، وتحت مظلة “المقاومة الإسلامية”، والحزب ينعيهم على أنهم “ارتقوا وهم في مهمات جهادية”، ولا ذكر للبنان في هذه النعوات لا من قريب ولا من بعيد.

أكيد من حق اهل هالضحايا هؤلاء انو حدا يعوّض عليهم، ومن حق يلي بيوتن تدمرت أن يحصلوا ع تعويضات، ولكن ليس من جيوب دافعي الضرائب اللبنانيين، وأيضاً ليس من ما تبقى من أموال المودعين في البنك المركزي…علما أن الحزب وسكان المناطق التي يخطفها ويأخذها رهائن ويجند شبابها ويرسلهم الى الموت من أجل إيران، لا يدفعون ضرائب للدولة، ولا يسددون أية رسوم لخدمات الدولة من كهرباء وماء وغيرها.

المفروض انو حزب الله وإيران هني يلي يدفعوا هالتعويضات، ومش لبنان واللبنانيين، ومش بالدولار الأميركي تبع الشيطان الأكبر، بل بالتومان الإيراني.

السيد وحزبو واسيادون بإيران هني يلي تحركشوا بدولة إسرائيل ب 08 تشرين الأول السني الماضيي تا يساندوا حركة حماس الإرهابية، ويلي هي متلون جهادية واعلنت الحرب ع دولة إسرائيل. وبالتالي هني يلي اعتدوا ع إسرائيل وجابو الدب والوحش الإسرائيلي ع لبنان، وتسببوا بقتل الضحايا وبكل التدمير والخراب. ومنشان هيك، هني مسؤولين ومس اللبنانيي، وهني لازم يدفعوا ومش اللبنانيي المحروق ابو سلافون بسبب ارهاب واحتلال الحزب، وكل هرطاقته وفجورة وعهره.

في الخلاصة، القرار الميقاتي بالتعويضات، هو قرار سرقة أمول دافعي الضراب اللبنانيين، او سرقة ما تبقى من الودائع البنكية المنهوبة في البنك المركزي.. وهيدا الأمر سرقة ونهب بكل المواصفات والمعايير، ولهذاعندما تعود الدولة، وهي بإذن ستعود، يجب محاكمة الميقاتي الدمية، وكل وزائه الطرواديين والمرتزقة، وع الأكيد كل قادة حزب الله وكل من غطاهم وسار في كذة مقاومتهم التجليطا.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

https://eliasbejjaninews.com

 

الياس بجاني/ وفيديو: الميقاتي وحزب الله وإيران هني لازم يدفعوا تعويضات لضحايا حربهم مع إسرائيل من جيوبهم، وليس من أموال وودائع اللبنانيين

https://www.youtube.com/watch?v=BQSAPQcOtT0

23 آذار/2024

 

داعش متل راجح..كذبي كبيرة

الياس بجاني/22 آذار/2024

داعش تتبنى هجوم روسيا/شو هالداعش كلن بيستعملوها متل الجوكر وبيركبوها محل ما بدون وبينقاوا شبابها بالباصات المكيفي. شو هالتجليطا

 

نص وفيديو/الياس بجاني: مفهوم التجربة وتجربة يسوع في البرية

https://www.youtube.com/watch?v=XAPGTzlqEFs

من أرشيف عام  2015

مفهوم التجربة الإنجيلي

رسالة القديس يعقوب/من 12 حتى14/طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة.لانه اذا تزكى ينال اكليل الحياة الذي وعد به الرب للذين يحبونه لا يقل احد اذا جرّب اني أجرّب من قبل الله.لان الله غير مجرّب بالشرور وهو لا يجرّب احدا.  ولكن كل واحد يجرّب اذا انجذب وانخدع من شهوته.

2015

 

الياس بجاني/نص وفيديو: في زمن المّحل “العنزة بتفز ع الفحل” والعُهار الممثلين بحزب الله الإرهابي يبشرون بالعفة

الياس بجاني/20 آذار/2025

https://eliasbejjaninews.com/archives/128047/128047/

بين الظلمة يتوه الشعب اللبناني، وفي غياب القيم والمبادئ الإنسانية ترقص الأرواح في مهب الرياح، وتغرق الضمائر في بحر الخيانة.

في زمن البؤس والضياع هناك كثر من أصحاب الجبب والقلانيس، وغالبية السياسيين والنواب والوزراء وأصحاب شركات الأحزاب وتجار المقاومة والممانعة المنافقين والإرهابيين والجهاديين، أصبحوا مجرد أدوات في يد الملالي الفجار والتجار، ينشرون ويسوّقون بوقاحة للنفاق والفوضى والنرسيسية وثقافة شرعة الغاب والبربرية في كل مكان.

هؤلاء ليسوا إلا عبيداً لأعداء لبنان والإنسانية. هم بموت ضمير يبيعون الوطن وأهله ويسلبون الحريات، وينكرون الحقيقة ويعملون بالخيانة، ويحطمون كل أمل للبنانيين في الحياة الكريمة، بظل دولة القانون والمؤسسات والحقوق.

هم طواعية وبفرح الأبالسة يستسلمون للظلم وللظالمين وللإرهاب والجهادية، ويبايعون الجريمة بعبادة الدم، وفي خضم الفتن والفوضى يتأرجحون، بين قيّم الوطن وأهواء الطغاة الفرس وعبيدهم المحليين من الطرواديين والمرتزقة.

إنهم ليسوا إلا أدوات للعهد والفوضى والفساد. يعيثون في لبنان القداسة فساداً وجوراً، ويرمون بالأخلاق في زبالة النسيان، في سبيل السلطة والمال، ويبيعون الضمائر والقيم والمبادئ وكل ما هو إنسان وإنسانية وحق وحقوق.

في وجه هذا الواقع الإحتلالي الفارسي والإرهابي المرير والمحزن والمأساوي، سوف نبقى مع كل سيادي وحر واستقلالي حراساً للهوية والتاريخ، وللوجود والكرامة نصرخ بصوت مدوي، مطالبين بالحرية والعدالة، وحاملين عن قناعة وبإيمان رايات الحق والصدق والعدالة.

نحن، وكل من هو رافض للاحتلال الفارسي، ولكل هو إرهابي وجهادي وشيطاني ونفاق مقاومة وممانعة وحروب عبثية، لن نستسلم للظلم والفساد وقوى الاحتلال، ولن نتراجع عن مطالب العدل، وسنبقى صامدين كالأسود في وجه العواصف، حتى نعيد بناء وطننا الغالي ونسترد استقلاله وسيادته وكرامة إنسانه المظلوم.

يبقى أن وطن الأرز، لبنان، هو وطن القداسة والقديسين، وهيكل للعبادة، وقفٌ لله، كما قال لموسى… ومن هنا فإن كل مواطن لبناني حر وسيادي واستقلالي ولبنانوي هو مكلف حراسة هذا الهيكل ومكلف برد الأعداء عنه ومحاربتهم بفروسية وإيمان وعناد لا يلين.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

https://eliasbejjaninews.com

 

الياس بجاني/فيديو: في زمن المّحل “العنزة بتفز ع الفحل” والعُهار الممثلين بحزب الله الإرهابي يبشرون بالعفة

https://www.youtube.com/watch?v=x157baoRgr4

الياس بجاني/20 آذار/2025

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط   https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة من موقع "البديل" مع الكاتب والصحافي السيادي والإستقلالي المميز، نبيل بومنصف: الطُرق والوسائل التقليدية من مثل وثيقة بكركي لم تعد تنفع ولا جدوى منها..مطلوب وحدة وطنية ع خطى وقواعد وثوابت 14 آذار، وذلك لمواجهة سيطرة وهيمنة حزب الله وتمزيقه للدستور والميثاق، ولكل ما هو شراكة وحقوق ومساوات وأمن واستقرار

كما دائماً الإستاذ نبيل بومنصف يشخص الأمراض الوطنية صح، ويصف الأعراض، صح، ويصدف العلاجات صح. اعلامي مثقف ومطلع ومتمسك عن قناعة بثوابت منذ سنين لم يحد عنها، ولا في يوم ساوم عليها. اعلامي من طينة صادقة وشفافة هي نادر وجودها اليوم في لبنان حيث تُعهّر السياسة بكل لوثات الطروادية والتجارة والإنتهازية والحربائية وعلى مستويات القيادات كافة... والأخطر السكوت المدمر لهءلاء الملجميين عن كذبة ما يسمى زورأ، "مقاومة وممانعة وتحرير" مستخفين بفجور وشيطانية بعقول وذكاء اللبنانيين

https://eliasbejjaninews.com/archives/128131/128131/

24 آذار/2024

 

رابط فيديو مقابلة من "صوت لبنان" مع القاضي بيتر جرمانوس/وثيقة بكركي تحرك اللجنة الخماسية حراك رئاسي لم يفتح باب الحل

https://www.youtube.com/watch?v=zs3yIXr0Tl8

 

رابط فيديو مقابلة من "تلفزيون لبنان" معالصحافي يوسف دياب

https://www.youtube.com/watch?v=KwRX8cFgKic

 

رابط فيديو مقابلة من "محطة او تي في" مع الصحافي شارل جبور يتخطى من خلالها يتخطى المحظور : ما بقا بدي عيش معهم… الجبهة من دون جدوى ورح يحاربو بالسيف والترس!

https://www.youtube.com/watch?v=xjb0oFquRYs

 

رابط فيديو مقابلة من "صوت لبنان" مع القاضي بيتر جرمانوس/وثيقة بكركي تحرك اللجنة الخماسية ظحراك رئاسي لم يفتح باب الحل

https://www.youtube.com/watch?v=zs3yIXr0Tl8

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 24 آذار 2024

وطنية/24 آذار/2024

مقدمة تلفزيون "أم تي في"

شعنينة مباركة. هكذا يعايد المسيحيون واللبنانيون بعضهم بعضا اليوم. انه يوم دخول السيد المسيح الى اورشليم وانه عيد الاطفال والطفولة. لكن، كم تبدو الطفولة منتهكة في ارض المسيح هذه السنة ، وكم تبدو تعاليم الناصري بعيدة من التحقق، في الارض التي فيها ولد وعاش وعلّم! والمؤلم اكثر ان احتمالات التوصل الى هدنة قريبا في غزة تتضاءل بسبب المواقف المتعارضة والمتناقضة لكل من حركة حماس والحكومة الاسرائيلية . اذ يبدو ان نتانياهو لن يرضى بالهدنة قبل تنفيذ مخططه بمهاجمة رفح. لذا فان الوضع في الجنوب اللبناني سيبقى على حاله في ظل اصرار اسرائيل على توسيع رقعة الحرب. وهو ما تجلى بوضوح في الساعات الاربعة والعشرين الفائتة، اذ قصفت اسرائيل بعلبك ليلا، كما استهدفت اسرائيل للمرة الاولى منذ الثامن من تشرين الاول منطقة البقاع الغربي، وتحديدا بلدة الصويري . فكيف للحرب التي اعلنها حزب الله على طريق القدس، ان تتحول الى حرب على طريق بعلبك وعلى طرق البقاع الغربي؟

سياسيا، ترددات وثيقة بكركي لا تزال تتفاعل . واللافت اليوم ما قاله وزير الاعلام زياد المكاري للـ MTV  فهو برّر غياب تيار المردة عن اجتماعات بكركي انطلاقا من ان " نَفَس" الوثيقة وجوهرها لا يخدمان المصلحة الوطنية في الظرف الحالي. كما اعتبر المكاري ان تيار المردة لم يخرج عن الاجماع المسيحي غير الموجود اصلا، مشيرا الى ان المجتمعين غير متفقين على شيء فعليا. فهل دخلت تداعيات معركة الرئاسة الى صميم اجتماعات بكركي ووثيقتها؟

مقدمة تلفزيون "أو تي في"

الى نقاش اقليمي ودولي حول السبيل الافضل لايصال المساعدات الانسانية، سواء برا ام بالجو، احال التعنت الاسرائيلي مفاوضات الهدنة في غزة، بعدما اسقط على التوالي كل العروضات التي قُدمت للحل، ولاسيما من الجانب الاميركي، واثر ابلاغ بنيامين نتتياهو انتوني بلينكن الجمعة أن احتلال رفح حتمي، بدعم واشنطن او من دون… وهكذا، غادر مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ورئيس الموساد الدوحة مساء امس السبت، بهدف معلن هو إطلاع فريقيهما على تفاصيل الجولة الأخيرة من المحادثات، وحقيقة ضمنية مفادُها ان التفاهم لم يتم، اقلَّه حتى الآن…

واليوم حضرت مأساة اطفال غزة، الى جانب اعتداء موسكو والحرب الروسية الاوكرانية، في صلب عظة احد الشعانين في بكركي، حيث قال البطريرك الراعي: “لا ننسى أطفال غزّة الخاضعين لعمليّات إبادة واضحة في المستشفيات، وعلى طريق الهرب، الى جانب وقوفِهم صفوفًا لإلتماس حصّة طعام، وسط الجوع وانتفاء الأدوية، فيما العالم معتصم بالصمت خوفًا على المصالح… فيا لوصمة العار على جبين هذا الجيل من حكّام الدول”!

اما الشأن السياسي، فتناوله الراعي من باب التماس الخلاص من الخطايا المتزايدة بلا توبة، ومنها الخطيئة الروحيّة، والخطيئة الأخلاقيّة، والخطيئة الإجتماعيّة، والخطيئة السياسيّة التي بلغت بالفساد إلى ذروته. غير ان المطران عودة قارب الملف الرئاسي بصراحة، حيث سأل في عظة الاحد: “الجميع يدّعي تسهيل العملية الإنتخابية الرئاسية وينادي بضرورة إتمامها، فمن يعرقل إذا”؟ اما مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان فأطلق الموقف الاعلى سقفا خلال افطار رمضاني، حيث شدد على أن “التسويف والتأخير في انتخاب رئيس لجمهوريتنا هو مشروع انتحار، بل هو الانتحار بعينه، وهو أمر مرفوض شرعا وقانونا وسياسة وبكل معايير الوطن والوطنية”.

لكن، على الضفة السياسية المقابلة، حيث البعض اسير الشعارات والطموحات العامة والخاصة، فاللامبالاة متمادية، والتجاهل مستمر، وكأننا بتنا نعيش في لبنانين منفصلين، لا يجمع بينهما، الا اطالة امد الفراغ الرئاسي في انتظار المجهول.

مقدمة تلفزيون "المنار"

ستبقى يدُ المقاومةِ الاعلى في فرضِ المعادلاتِ وتطويقِ نوايا التصعيدِ العداونيةِ للاحتلال.. هكذا اكدت المقاومةُ فجرَ اليومِ في ردِّها الصاروخيِّ السريعِ على الغاراتِ التي طالت مدينةَ بعلبك مستهدفةً ثُكنةَ كيلع مقرَ قيادةِ الدفاعِ ‏الجوي والصاروخي ومؤكدةً الجهوزيةَ لمواجهةِ كلِّ تصعيدٍ يذهبُ اليه العدوُ وردِّ الصاعِ صاعينِ واكثر.

والى كلِّ المستوياتِ الصهيونيةِ تصلُ تردداتُ العملياتِ النوعيةِ لحزبِ الله شَمالا ، ويوماً بعدَ اخرَ تتسعُ دائرةُ الصهاينةِ المعترفينَ بانَ المقاومةَ جردت جيشَ العدوِ من سُمعةِ وفعاليةِ اهمِّ ادواتِ ردعِه وهي القُبةُ الحديديةُ ومنظومتُها للدفاعِ الجوي. وغصَّ الاعلامُ الصهيونيُ بانتقادِ الاخفاقِ الكبيرِ الذي اصابَ القُبةَ في التعقُّبِ والتصدي للمُسيّرتينِ الانقضاضيتنِ اللتينِ استخدَمَهُما حزبُ الله لضربِ منصتيها في كفر بالوم يومَ امس ، بينما ذهبَ مراسلو بعضِ القنواتِ الصهيونيةِ للاستهزاءِ بمعطياتِ جيشِهم حولَ هذه الحادثة، مؤكدينَ انَ معادلاتِ حزبِ الله ستُحوِّلُ الشمالَ الى منطقةِ اشباح..

اما اشباحُ الهزيمةِ امامَ المقاومةِ في لبنانَ كما في غزةَ فيترجمها العدو بقتلِ المدنيينَ كما حصلَ اليومَ في بلدةِ الصويري البقاعيةِ حيثُ ادى استهدافُ سيارةٍ مدنيةٍ الى استشهادِ سائقِها من التابعيةِ السورية، اما في غزةَ فتَعَطُّشُ الاحتلالِ للدمِ تؤكدُه على مدارِ الساعةِ سياستُه في اقتحامِ مستشفياتِ غزةَ وتصفيةِ اطقُمِها الطبيةِ والمرضى والجرحى فيها قبلَ تدميرِها بذرائعِ البحثِ عن مقاومينَ فيما الهدفُ منعُ العلاجِ عنِ الغزيينَ بموازاةِ الامعانِ بتجويعِهم.

هذه الجريمةُ البشعةُ المستمرةُ يَستخدمُ لها الاحتلالُ كلَّ الادواتِ ولا تنفعُ معه الانتقاداتُ الدوليةُ والامميةُ الصادرةُ عن الامينِ العامِّ للاممِ المتحدةِ وما يمثلُ ونداؤهُ من الاراضي المصريةِ بوقفِ العدوانِ وادخالِ المساعداتِ الى القطاع. ولا يقطعُ ابناءُ غزةَ الاملَ بانتهاءِ العدوانِ وينتظرُ المسيحيونَ منهم ان تاتيَ اعيادُهم هذهِ الايامَ ببِشارةِ نصرٍ مبينٍ على الوحشيةِ الصهيونية مؤكدين َتمسكَهم بارضهِم وانتمائِهم العريق ِالى فلسطين.

مقدمة تلفزيون "أل بي سي"

العالَم منشغل بمذبحة موسكو، ويطرح السؤال التالي: هل عاد تنظيم داعش بزخمه ؟ وما هي التداعيات؟ واشنطن تتهم داعش ، موسكو تتهم أوكرانيا. وكل ذلك قبل أن تتبلور التحقيقات.

بدايةً، إرتفعت حصيلة الهجوم إلى 137 قتيلاً، بينهم ثلاثة أطفال، على ما أفاد المحققون الروس الذين أعلنوا العثور على أسلحة وذخائر في مكان الحادث. على صعيد الاتهامات ، أعلنت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أدريان واتسون أن "تنظيم الدولة الإسلامية هو المسؤول الوحيد عن هذا الهجوم. وأوكرانيا غير ضالعة على الإطلاق.

ومن تداعيات الإتهام، أعلنت السفيرة الأمريكية لدى بغداد ألينا رومانوفسكي إن تنظيم الدولة الإسلامية لا يزال يشكل تهديداً في العراق.

من موسكو إلى لبنان، إسرائيل تستهدف البقاع للمرة الثانية في أقل من أربعِ وعشرين ساعة.

ماذا حصل؟ وفق مصدر أمني تحدث لوكالة الصحافة الفرنسية، فإن "طائرات إسرائيلية إستهدفت سيارة رابيد في الصويري وقتل السائق السوري". ويتابع المصدر أن " السيارة لشخص من بلدة الصويري يملك سوبر ماركت ويقودها شخص سوري يبدو أنها كانت تأخذ مواد غذائية لمقاتلي حزب الله في شبعا".

في ملف الأسرى، يبدو أن المفاوضات غرقت في التفاصيل وفي المعادلات الحسابية: ما هو عدد الإسرائيليين الذي يفترض إطلاقهم ، في مقابل عدد الفلسطينيين ؟  العقدة مازالت عند هذا المستوى.

مقدمة تلفزيون "الجديد"

سُعفُ النخيل, أغصانُ الزيتون, شعنينةُ الأحدِ السابعِ في زمنِ الصوم، وكلُّ ما يرمزُ الى السلام صار دما في أرضِ المهد فلسطين والآتي على إسمِ الخلاص، يتطلعُ عن بُعدِ ألفَيْ عام، فيجدُ أنَّ من حاربَهُ في القُدسِ القديمة، تطورت وسائلُه وأهدافُه اليوم وأصبحَ يأخذُ كلَّ فلسطين على طريقِ الجلجلة ويصلِبُ غزة على خشبَة لم يرحموا يسوع المسيح قبلَ ألفِيتيَنْ, وهو نفسُهُ الشعبُ الذي صنفَ جِلدتَهُ بأنه الشعبُ المُختار, يتعاملُ مع الغزاويين بمحرقة وإبادة وحرب تجويع وحصار لم تشهد لها العصور وباتت للشهرِ السادس توازي بآلامِها أسبوعَ الآلآم وليسَ هذا الألمُ النازف قيامة إذْ تبدو المفاوضاتُ عالقة في سوقِ الوقت الذي تستثمرُه اسرائيل لصالحِ عمليات جديدة في القطاع وقد أعلنت اليوم أنها بدأت عملية في منطقةِ الأمل بخان يونِس، مع استمرارِ حصارِها للاسبوعِ الثاني لمستشفى الشفاء والقصفُ المتواصلُ على المستشفى وفي محيطِه وصَلَ حدودَ قسم الولادة واستُشهِدَ خلالَهُ خمسةٌ من الجرحى المحاصرين كما وَضِع العدو مستشفيي الأمل وناصر على لائحةِ الأهداف وبدَءَ بقصف عنيف أدى الى خروجِ المرضى والموظفين شبهَ عراة ولم تُثمر في المقابل مفاوضاتُ الدوحة حتى اليوم عن نَواةِ الصفقة اذ غادر مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليم بيرنز ورئيس الموساد ديفيد برنياع دولة قطر لإطلاعِ كلّ من واشنطن وتل ابيب على تفاصيلِ الجولةِ الأخيرة من المحادثات ولابتزازِ واشنطن في مشروعِ وقفِ إطلاقِ النار وصفقةِ التبادل، توجهَ وزيرُ الحربِ الاسرائيلي الى العاصمةِ الاميركية مزودا بحُزمةِ طلبات قال إنها ستركزُ على التفوقِ النوعي العسكري لإسرائيل علما أن أسبابَ الزيارة التي استدعت انتقالَهُ الى أميركا هي مخاطر اجتياح رفَح واعطى بنيامين نتنياهو نفسَه وعدا بانه سيدخل رفح ويحقق نصرا مطلقا وسيقتل السنوار .

وبينَ مواعيدِ واشنطن الثمنية عسكريا، وانتظارِ محادثاتِ الدوحة يبقى الوضعُ على ما هو عليه وضمنا لبنان الذي شهد على توسيعِ الاعتداءات اليوم الى منطقةِ البقاعِ الغربي بعد مدينةِ بعلبك ليلا والمسيَّرات الاسرائيلية انزرعت في سماءِ لبنان منذُ أربع وعشرينَ ساعة واحتلت مساحة الطيور على نحو مكثف وقد أغارت واحدةٌ منها على منطقة الصاويرة, اذ كانت تلاحق احدى الشخصيات غير ان الصاروخ ضل طريقه واصاب سيارة عامل سوري سرعان ما فارق الحياة واعلن جيش العدو قبل ذلك تنفيذ هجوم على ورشة من الوسائل القتالية التابعة لحزب الله في بعلبك فيما ردت المقاومة مباشرة على الهجوم باستهداف القاعدةَ الصاروخيةَ والمِدفعيةَ في يوآف وثُكنة كيْلَع حيث كانت قوةٌ من لواءِ غولاني تتدربُ بعدَ عودتها من قطاعِ غزة بأكثر من ستينَ صاروخا.

 

تفاصيل متفرقات الأخبار اللبنانية

عودة التصعيد الى الجبهة الجنوبية..و«هدنة غزة» تطير مجدداً! 

جنوبية/24 آذار/2024

عاد التصعيد الى الجبهة الجنوبية مع توسيع اسرائيل لغاراتها لتشمل بعلبك مجدداً فجر اليوم. حيث شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة جوية استهدفت منطقة “العسيرة” في مدينة بعلبك. وافيد عن سقوط 3 جرحى بينما رد “حزب الله” بقصف القاعدة الصاروخية والمدفعية في يوآف وثكنة كيلع (مقر قيادة الدفاع ‏الجوي والصاروخي) حيث كانت تتدرب قوة من لواء غولاني بعد عودتها من قطاع غزة، وذلك بأكثر ‏من ستين صاروخ كاتيوشا”. وتشير مصادر ميدانية لـ”جنوبية” الى ان التصعيد المتبادل يأتي بعد ايام عدة من العمليات المحدودة من الطرفين وفي انتظار على ما يبدو التهدئة في غزة وقرار مجلس الامن. وتلفت الى ان التصعيد يبقى محدوداً و”مدروساً” وسط قرار واضح من الطرفين بعدم التصعيد او فتح المواجهة.

هدنة غزة تطير مجدداً!

وعلى صعيد هدنة غزة، لا يبدو ان هناك افقاً للتوصل الى هدنة وشيكة في ظل اصرار بينامين  نتنياهو على المضي بجرائمه من دون حساب او عقاب. وقد عبر عن هذا الموقف المتطرف والمتمادي في مغامرته الاجرامية خلال لقائه مع وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن  باصراره على اجتياح رفح، سواء بدعم اميركي او من دونه. وعكس وسائل الاعلام الاميركية والاسرائيلية التباين بين الرجلين خلال اللقاء، لكن اخبار شحنات الاسلحة الاميركية المستمرة «لإسرائيل» تعكس بوضوح ان هذا الخلاف يبقى غير مؤثر حتى الان ولا يشكل عاملا رادعا لسياسة نتنياهو وحربه على غزة. وفي اعقاب جولته التي شملت السعودية ومصر والكيان الاسرائيلي، قال بلينكن «اننا نريد ضمان امن اسرائيل على المدى البعيد، واننا نرى ان عملية رفح لن تؤمن ذلك، بل تزيد عزلة اسرائيل في العالم». وكشف عن ان الاسبوع المقبل سيشهد في واشنطن البحث مع وفد اسرائيلي في شان موضوع رفح.  إقرأ ايضاً: ميقاتي «يتراجع» عن «تعويضات الحرب»..وحمم النار مستمرة في الجنوب وغزة! وعن المفاوضات الجارية بشان تبادل الاسرى واتفاق وقف النار، قال ان الفجوة لا تزال واسعة بين الطرفين. وفي الدوحة تحدثت وسائل الاعلام عن جولة جديدة من المفاوضات بعد توجه رئيس الوفد الاسرائيلي المفاوض مرة اخرى اليها لهذه الغاية. وقالت وسائل اعلام اسرائيلية ان مجلس الحرب وكبار المسؤولين في وزارة الدفاع الاسرائيلية يقومون بالضغط على نتنياهو لتوسيع صلاحيات الوفد المفاوض في الدوحة.

لا تصويت جديد في مجلس الامن

وفي نيويورك كشفت مصادر ديبلوماسية امس لوكالة الصحافة الفرنسية عن تأجيل التصويت الذي كان مقررا امس على مشروع قرار جديد تقدمت به 7 دول اعضاء من غير الدول الدائمة العضوية بديلا عن المشروع الاميركي الذي سقط بالفيتو الروسي والصيني الى يوم غد الاثنين.

ويرمي مشروع القرار الجديد الى» وقف نار انساني فوري لشهر رمضان يقود الى وقف نار دائم، والافراج غير المشروط، وازالة كل العقبات امام المساعدات الانسانية».

وقالت المصادر ان تاجيل التصويت الى الغد يعود للحاجة الى مزيد من البحث في محاولة لتفادي فشله ايضا. 

 

إسرائيل تدمر مزيداً من المنازل.. و«الحزب» يشن هجوماً جوياً على منصتين للقبة الحديدية!

حسين سعد/جنوبية/24 آذار/2024

تطغى فسحة من التفاؤل على أهالي الجنوب النازحين، وغير النازحين، الذين يتوسمون إنتهاء العدوان الإسرائيلي على غزة، وسلوك طريقه إلى الجبهة الجنوبية، للتخفيف من معاناتهم والعودة إلى بلداتهم وقراهم، التي تستباح يومياً بعشرات أطنان الصواريخ، التي تدمر البيوت والمساكن والمحال. مع كل يوم إضافي لهذه الحرب، يرتفع عدد المنازل المدمرة في البلدات، التي لا يمر يوم واحد دون إستهدافها بصواريخ الطائرات الحربية، محولا بعض الأحياء إلى مساحة واسعة من الأحجار المتناثرة، إلى بيوت اخرى صارت بدورها غير صالحة للسكن بفعل الدمار الذي حل بإجزاء منها.فبلدة عيتا الشعب الحدودية، في قضاء بنت جبيل، تنال بشكل يومي قسطاً كبيراً من الأعتداءات الهمجية، التي لا توفر مراكز جمعيات كشفية واسعافية وخيرية، ومحال ومؤسسات، كانت تشكل مصدر الرزق الوحيد للعائلات، إلى جانب مردود شتلة التبغ المنغرسة،، منذ اكثر من عشرة عقود في البلدة وجاراتها. لا يوجد في عيتا الشعب، على وجه الخصوص، التي قدمت 12 شهيداً من أبنائها، في إطار عمليات الإسناد والدعم لغزة، إحصاء دقيق حتى الآن لعدد المنازل والوحدات السكنية المدمرة تدميراً كاملاً، ولكن كل المعلومات الاولية الإحصائية، وفق عدد من المسؤولين المحليين في البلدة، تتحدث عن دمار ما يقارب التسعين منزلا، إلى جانب محطات للوقود، وتضرر المئات من البيوت والمؤسسات التجارية، كان منها اليوم، تدمير مكتب حركة “امل” في البلدة ومقر جمعية كشافة الرسالة الاسلامية، وجمعية عيتا الشعب الخيرية. لم يختلف الوضع كثيراً في بلدة كفركلا الحدودية، عن جاراتها في ميس الجبل وحولا وعيترون والعديسة وغيرها، فقد دمرت طائرات العدو عشرات المنازل في البلدة، من ضمنها عدد من المنازل ومكتب للحزب السوري القومي الإجتماعي، كما دمرت منازل أخرى في الخيام والناقورة . من جانبه “حزب الله”، الذي تخطى عدد شهدائه، ال240 شهيداً، رد اليوم على الإعتداءات الجوية الإسرائيلية، بهجوم جوي، على موقع كفربلوم للدفاع الجوي، مستهدفاً بطائرتين مسيرتين إنقضاضيتين، منصتين للقبة الحديدية في الموقع المذكور، وكذلك مهاجمة مواقع العدو في المالكية، بياض بليدا، الرادار، رويسات العلم، ثكنة راميم، بالاسلحة الصاروخية والمناسبة، متحدثاً عن تحقيق إصابات مباشرة.

 

اليوم الـ169 جنوباً.. شهداء وعمليات متبادلة وشعانين!

حسين سعد/جنوبية/24 آذار/2024

صيام وشعانين وشهداء جدد، حفل بهم اليوم التاسع والستين بعد المئة، من حرب الإشغال والإسناد دعماً لغزة، يضاف إليهم غارات حربية للعدو وعمليات صاروخية لحزب الله، أشعلت مواقع إسرائيلية في الجولان السوري المحتل، رداً على غارات الطائرات الحريية، على مدينة بعلبك . فعلى وقع هذه الغارات، التي إمتدت إلى بلدة الصويري في البقاع الغربي، مستهدفة سيارة رابيد، إستشهد بداخلها شاب من التابعية السورية، هي الأولى من نوعها على المنطقة، وتجدد الغارات على عيتا الشعب وبليدا وميس الجبل وكفركلا، كانت البلدات المسيحية، في مناطق صور وبنت جبيل ومرجعيون، تحتفل بعيد الشعانين، لدى الطوائف المسيحية الغربية، حيث تحولت المناسبة في بلدة رميش إلى مهرجان شعبي، طاف خلاله الاهالي حول بركة رميش الشهيرة، وهم يحملون أغصان الزيتون والشموع وسعف النخبل . تعدى عدد المشاركين في هذه الإحتفالية في رميش، الواقعة على خط النار مباشرة، الالف شخص، تقدمهم السفير البابوي في لبنان المونسنيور باولو بورجيا، وراعي ابرشية رميش المارونية الأب نجيب العميل وفاعليات البلدة. وفي سياق متصل بالعمليات العسكرية، المتواصلة على جانبي الحدود، منذ الثامن من تشرين الأول العام 2023، سقط شهيدان جديدان من “حزب الله”، هما حسين علي رمال، من بلدة الطيبة، في قضاء مرجعيون وعلي حسين فقيه، من بلدة أنصارية، في منطقة الزهراني، وهذان الشهيدان، هما من اوائل شهداء “حزب الله”، الذين يسقطون في شهر رمضان . وكان رد “حزب الله”، على الغارات الاسرائيلية على بعلبك فجر اليوم، بإطلاق 60 صاروخ كاتيوشا، على القاعدة الصاروخية والمدفعية في يوآف وثكنة كيلع في الجولان المحتل( مقر قيادة الدفاع الجوي والصاروخي ) حيث كانت تتدرب في داخله قوة من لواء غولاني بعد عودتها من غزة، وأيضا إستهداف مواقع وتموضعات للعدو، في المطلة والمنارة وزرعيت، ورويسات العلم والراهب وجل العلام .

 

رداً على الاعتداءات الاسرائيلية.. بيان لـ«الحزب»

جنوبية/24 آذار/2024

صدر عن المقاومة الاسلامية حزب الله, اليوم الاحد, بيان جاء فيه: “دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة ‌‌‌‏والشريفة، ‏استهدف ‌‏مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة (09:00) من مساء يوم الأحد 24-03-2024 تجمعاً ‏لجنود الجيش الإسرائيلي في محيط ثكنة برانيت بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابةً مباشرة”.‏ وأضاف, “دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة ‌‌‌‏والشريفة، ورداً ‏على ‏الاعتداءات الاسرائيلية على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل المدنية ‏استهدف ‏مجاهدو ‏المقاومة الإسلامية عند الساعة (10:20) من مساء يوم الأحد 24-03-2024 مبنىً ‏يتموضع فيه جنود الجيش الإسرائيلي في مستعمرة المطلة بالأسلحة المناسبة وأصابوه إصابةً ‏مباشرة”.‏

 

مقتل سوري جراء غارة إسرائيلية على سيارة بجنوب لبنان

بيروت/الشرق الأوسط/24 آذار/2024

أفادت «الوكالة اللبنانية الوطنية للإعلام» اليوم (الأحد)، بوفاة سوري بعد إصابته في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة في البقاع الغربي بجنوب البلاد، حسبما نقلت وكالة «أنباء العالم العربي». وقالت الوكالة الرسمية إن السوري عامل في قطاع البناء، وبترت يداه وساقاه، ونقل حيا إلى أحد المستشفيات بالمنطقة.وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في وقت متأخر أمس السبت أنه قصف أهدافا لحزب الله في جنوب لبنان. أفادت وسائل إعلام لبنانية في وقت سابق، بأن غارة إسرائيلية استهدفت سيارة في البقاع الغربي بجنوب البلاد. كان الجيش الإسرائيلي أعلن في وقت متأخر أمس، أنه قصف موقعاً لـ«حزب الله» لتصنيع الأسلحة في بعلبك بشرق لبنان. وأضاف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة «إكس»: «رصدنا إطلاق نحو 50 صاروخاً من لبنان، وتم اعتراض عدد منها والباقي سقط في مناطق مفتوحة». وأعلن «حزب الله» في بيان، أنه قصف قاعدة صاروخية ومدفعية في يوآف وثكنة كيلع بأكثر من 60 صاروخ كاتيوشا، رداً على القصف الإسرائيلي على بعلبك.

 

 

للمرة الأولى... غارة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربيّ

الكلمة أونلاين/24 آذار/2024

أغار الطيران الإسرائيلي على سيارة في منطقة الصويري قرب معبر المصنع، في البقاع الغربي، علماً أنها المرّة الأولى التي تستهدف فيها إسرائيل هذه المنطقة. والسيارة المستهدفة من نوع "رابيد" زرقاء يقودها عامل سوري في قطاع البناء، وبترت يداه وساقاه، ونقل حيا الى احد مستشفيات المنطقة. وتوجه عناصر من الدفاع المدني من مركز المصنع الى المكان لنقل المصاب. الى ذلك، أفادت معلومات "الحدث" أن استهداف سيارة في الصويري في البقاع الغربي نتج عنه استشهاد قتيلان، منهم العامل السوري م.ر، ، متأثراً بإصابته جراء الغارة.

 

دعوة لتوسيع القتال ضد «الحزب».. اسرائيل تسعى للحصول على دعم اميركي!

جنوبية/24 آذار/2024

نقلت صحيفة “إسرائيل هيوم” الاسرائيلية أن “وزير الدفاع يوآف غالانت الذي يعتبر الأكثر تشدداً بين أعضاء كابينيت الحرب بما يتعلق بإبعاد قوات “حزب الله” عن الحدود، “سيسعى إلى الحصول على دعم أميركي واسع لإسرائيل لتوسيع القتال ضد الحزب لإرغامه على سحب مقاتليه من منطقة الحدود شمالاً”. وتذكر الصحيفة أن غالانت “يحضّ الأميركيين على تصعيد الضغط على طهران، من أجل لجم حزب الله، رغم أن احتمالات أن تخاطر إدارة بايدن بمواجهة مع طهران خلال سنة انتخابات ضئيل جدا”. وتوجه غالانت، إلى واشنطن فجر اليوم، لإجراء محادثات متعلقة بالحرب على غزة وتبعاتها، في ظل خلافات بين الجانبين حول تهديد إسرائيل باجتياح رفح، حيث يتجمع قرابة 1.5 مليون فلسطيني، غالبيتهم العظمى أرغِموا على النزوح من شمال ووسط القطاع إلى جنوبه. ويصل وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إلى واشنطن، الأحد، في زيارة هي الأولى له منذ توليه منصبه الحالي، وتأتي في وقت تشهد فيه العلاقات الأميركية – الإسرائيلية توتراً متصاعداً؛ بسبب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وإصرار تل أبيب على اجتياح مدينة رفح الحدودية المكتظة بالنازحين. وأكد مسؤول إسرائيلي أن غالانت يحمل معه قائمة طويلة من الأسلحة الأميركية التي تريد إسرائيل الحصول عليها، وتشمل مقاتلات «F-35» و«F-15»، التي تسعى إسرائيل إلى الحصول عليها على وجه السرعة.

 

إستئناف التصعيد يحطّ في البقاع الغربي للمرة الأولى

ملف لبنان في واشنطن اليوم وغالانت يُهدّد في حضور هوكشتاين

نداء الوطن/25 آذار/2024

عاد التصعيد في المواجهات بين إسرائيل و»حزب الله» الى سابق عهده بعد تراجع ملحوظ في الأيام الأخيرة. وامتدت الضربات الإسرائيلية أمس الى البقاع الغربي للمرة الأولى منذ فتح «الحزب» جبهة المُشاغلة في 8 تشرين الأول الماضي. وأتى ذلك بعد ساعات من تجدد الغارات الإسرائيلية على بعلبك في البقاع الشرقي. وشمل التصعيد الجنوب على امتداد محاوره، فيما كان «حزب الله» يردّ ليس في شمال إسرائيل فحسب، إنما أيضاً في هضبة الجولان المحتلة.

على المستوى السياسي، نقل زوار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عنه قلقه من انسداد الأفق على مستويات عدة نتيجة عدم وجود ما يشير الى اختراق ما قد يتحقق في الملفات السياسية والديبلوماسية. وفي المقابل، ينتقل ملف لبنان اليوم الى طاولة المحادثات التي سيجريها وزير الدفاع يوآف غالانت في واشنطن مع كبار المسؤولين هناك. ولفتت صحيفة «يديعوت آحرونوت» على موقعها الالكتروني الى أنّ كل المواضيع ستطرح على الطاولة في رحلة غالانت، و»من بينها «حزب الله» وطموحات إيران الإقليمية». وتأتي زيارة المسؤول الإسرائيلي بدعوة من الإدارة الأميركية. ومن المقرر ان يجتمع غالانت مع شخصيات رئيسية في الإدارة مثل وزير الدفاع لويد أوستن، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، ومدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز، والمبعوث الخاص إلى لبنان آموس هوكشتاين. كما سيلتقي ممثلي «أيباك» وأعضاء في الكونغرس. وعند التطرق الى ملف لبنان، سيؤكد غالانت «الحاجة إلى إعادة سكان شمال إسرائيل الى مساكنهم وتفضيل التوصل إلى اتفاق يمكّن من سحب قوات «حزب الله»، بتطبيق القرار 1701. وعلى الرغم من أن ذلك يتوقف على «مواجهة لبنان لـ»حزب الله»، يقول غالانت: «في حال توقف التقدم السياسي، فستترتب على ذلك تحركات عسكرية وأضرار في البنية التحتية». وسيثير غالانت قضية «الاستمرار في مواجهة إيران كمحرك للإرهاب الإقليمي من خلال وكلاء مثل «حزب الله» والأسلحة إلى «حماس»، فضلاً عن الطموحات النووية المستمرة للجمهورية الإسلامية». بدورها ذكرت صحيفة «إسرائيل هيوم» أنّ وزير الدفاع الذي يعتبر «الأكثر تشدداً بين أعضاء حكومة الحرب في ما يتعلق بإبعاد قوات «حزب الله» عن الحدود»، سيسعى إلى الحصول على «دعم أميركي واسع لإسرائيل لتوسيع القتال ضد «الحزب» لإرغامه على سحب مقاتليه من منطقة الحدود شمالاً». وذكّرت الصحيفة بأنّ غالانت «يحضّ الأميركيين على تصعيد الضغط على طهران، من أجل لجم «حزب الله»، رغم أنّ احتمال أن تخاطر إدارة بايدن بمواجهة مع طهران خلال سنة انتخابات ضئيل جداً». ولفت موقع «واللا» الاسرائيلي إلى أنه منذ بداية الحرب على غزة أصبح الجيش الإسرائيلي «متعلقاً أكثر بإمدادات الأسلحة الأميركية، لاستخدامها في قطاع غزة، وأكثر استعداداً لتصعيد محتمل يؤدي إلى حرب شاملة ضد «حزب الله» في لبنان». بالعودة الى التطورات الميدانية، أفاد مصدر أمني «فرانس برس» طالباً عدم كشف هويته أنّ «طائرات إسرائيلية استهدفت سيارة «رابيد» في الصويري فقُتل السائق السوري». ووفق المصدر فإنّ «السيارة لشخص من بلدة الصويري يملك سوبر ماركت ويقودها شخص سوري يبدو أنها كانت تنقل مواد غذائية لمقاتلين موالين لـ»حزب الله» في شبعا». وليل السبت - الأحد استهدفت خمس ضربات إسرائيلية مركزاً مهجوراً لـ»حزب الله» في منطقة بعلبك، ما أسفر عن إصابة أربعة من سكّان المباني المجاورة، وفق المصدر الأمني. وبعيد الضربات أعلن «حزب الله» أنه قصف القاعدة الصاروخية والمدفعية في الجولان المحتل حيث كانت «تتدرب قوة من لواء غولاني بعد عودتها من قطاع غزة، وذلك بأكثر من ستين صاروخ كاتيوشا». وفي الجنوب، أفاد «حزب الله» أنّ الغارات التي استهدفت بلدتي بليدا وميس الجبل مساء أمس أدت إلى تدمير منزل من دون وقوع إصابات. وفي وقت سابق نعى «الحزب» سقوط عنصرين في الجنوب هما حسين علي أرسلان من بلدة الطيبة وعلي محمد فقيه من بلدة انصارية. وعلق نائب الأمين العام لـ»حزب الله» نعيم قاسم على التطورات الميدانية قائلاً: «يحاول العدو اليوم أن يتوسع في الاعتداءات المدنية في بعلبك أو البقاع الغربي أو أي مكان آخر، وكلها ستكون هناك ردود عليها».

 

المسنّون في لبنان من دون دواء ولا استشفاء... الضمان الاجتماعي يرفع تقديماته إلى 50 % والنسبة لا تكفي

يوسف دياب/الشرق الأوسط/24 آذار/2024

تخطّت اللبنانية إنعام الحلبي الثمانين من عمرها، لكن كابوس الشيخوخة يطاردها كلّ يوم، وتزداد قلقاً ما دامت تعيش ببلدٍ قيمة الإنسان فيه ليست أولوية، فكيف بالمسنين الذين تجتاحهم الأمراض، ويفتقدون التغطية الطبيّة سواء من وزارة الصحة أو الضمان الاجتماعي أو شركات التأمين الخاصّة؟ وحال إنعام كحال أكثر المتقدمين في العمر الذين وجدوا أنفسهم من دون ضمانات صحية. تروي إنعام بألم وحسرة كيف انقلبت حياتها رأساً على عقب: «قبل الأزمة كنّا بخير»، تقول السيّدة المسنّة، وتضيف: «كنت أُعالَج أنا وزوجي على نفقة الضمان الاجتماعي، وكنا مسجَّليْن على اسم ولدنا الوحيد الذي يعمل في شركة خاصّة، لكن بعد الأزمة فقدنا التغطية الطبية، لأن صندوق الضمان يسدد فواتير المعاينات الطبيّة والاستشفاء والفحوصات على تسعيرة 1500 ليرة للدولار الواحد، بينما تتقاضى المستشفيات والمختبرات مستحقاتها على دولار الـ90 ألف ليرة». وتؤكد أن «تكلفة معاينة الطبيب والتحاليل الطبية تستلزم تأمين نحو 400 دولار أميركي كل 3 أشهر، وولدي بات عاجزاً عن تسديد هذا المبلغ». حال إنعام أفضل من زوجها الذي طوى قبل أيام عامه الـ91 مع وضعٍ صحّي ينذر بالأسوأ، وتقول بحسرة: «زوجي يحتاج إلى 9 أنواع من أدوية الأمراض المزمنة لا يمكنه الاستغناء عنها». وتشير إلى أن ولدها «قصد معظم شركات التأمين الخاصة، وحاول الحصول على بطاقة تأمين (insurance)، كلّها رفضت تأميننا لكوننا تجاوزنا الثمانين من العمر». وتختم إنعام: «نتمنّى الموت كلّ ساعة، الموت أرحم من الحياة في بلد لا قيمة فيه إلّا للأغنياء وأصحاب الثروات».

أزمة المسنين

حكاية إنعام ليست حالة فريدة في لبنان، بل هي نموذج صارخ لما يعانيه المسنّون الذين ينتظرون قدَراً محتوماً، واللافت أن المحنة لا تطول العاجزين عن الالتحاق بشركات التأمين، بل تنسحب حتى على المؤمَّن عليهم المتقدمين في العمر، إذ تتنصّل بعض الشركات من التزاماتها تجاههم. ويشير فادي. خ. الذي يعمل في مهنة حرّة، إلى أنه «ملتزم بتسجيل والديه في إحدى شركات التأمين من أكثر من عقدين»، ويكشف لـ«الشرق الأوسط» أن والدته البالغة من العمر 76 عاماً «اضطُرت إلى دخول المستشفى، وإجراء عملية طارئة، غير أن الصدمة أتت من شركة التأمين التي تنصّلت من تغطية تكلفة العملية والعلاج، لكونها متقدمة في السنّ». ويعبّر عن غضبه لأن «العملية الطارئة تأخرت ساعات، وكلّ محاولاته باءت بالفشل لولا تدخل المحامي الذي لوّح برفع دعوى قضائية ضدّ الشركة التي طلبت مبلغاً إضافياً قدره 2000 دولار للقبول بتغطية العملية».

تأمين صحي لكبار السن

رئيس جمعية شركات التأمين (ACAL) أسعد ميرزا استغرب حدوث هذه الحالة، وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «مؤسسات التأمين ملتزمة بتوفير التغطية الصحيّة الشاملة للمؤمَّن عليهم لديها حتى الموت، شرط أن يكونوا منتسبين قبل بلوغ السبعين عاماً، وهذه التغطية مؤمَّنة لـ720 يوماً». واعترف ميرزا بأن الشركات «لا تقبل تأمين الذين بلغوا السبعين من العمر ولم يكونوا منتسبين قبل ذلك، لأنه لا يمكنها أن تحلّ مكان الدولة». ثمّة حالات يمكن قبول المسنين لكنها من دون فائدة، ويوضح وليد هاونجي، وهو وكيل عدد من شركات التأمين الخاصّة، أن «الشركات ملزَمة بتغطية نفقات المرض والعلاج لكبار السنّ إذا كانوا مؤمَّناً عليهم منذ سنوات، أي قبل إصابتهم بمرض عضال أو مزمن». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لدينا منتسبون للتأمين هم الآن بعمر الـ94 عاماً، لكنهم انتسبوا قبل سنوات طويلة». وأضاف هاونجي: «شركات التأمين مستعدة لتوفير البطاقة الصحيّة لمنتسبين جدد من كبار السنّ، لكنّ هذه البطاقة لا تغطي الأمراض المزمنة والمستعصية التي يعانيها المريض قبل انتسابه»، مشيراً إلى أن «التأمين الجديد يشمل حالات الطوارئ فقط، أي إذا أصيب المؤمَّن عليه بكسر أو بحادث معين، أما إذا أصيب بانتكاسة صحيّة نتيجة ما يعانيه سابقاً، أي أمراض القلب والضغط والسكري والسرطان، فلا يمكن شمولها بالتغطية». وأوضح أنه «إذا جرى تأمين أحد كبار السنّ، ولم يصب في السنة الأولى بعارض صحّي، يمكن تجديد بطاقته في السنة التالية مع شمول أمراض مزمنة، لكن تكلفتها تكون مرتفعة وتتراوح بين 3000 و10000 دولار أميركي».

صناديق التعاضد

ما بين مؤسسات الدولة الضامنة التي وضعت خارج الخدمة، وبين شركات التأمين التي «تنحر» المواطن، ثمة حلول بديلة يمكن اللجوء إليها، إذ أوضح رئيس اتحاد صناديق التعاضد الصحية قي لبنان غسان ضو أن «صناديق التعاضد هي مؤسسات اجتماعية لا تتوخى الربح، ومنصوص عليها في مرسوم إنشائها». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن صناديق التعاضد التي تنتمي إلى مديرية التعاونيات اللبنانية «تعمل على مواجهة الهمّ الاستشفائي للمواطن اللبناني، بغض النظر عن عمره وحالته الصحية». وسأل: «كيف يرتاح رب الأسرة عندما تطلب المستشفى آلاف الدولارات مسبقاً قبل دخول المريض، وهذا ما يخلق قلقاً كبيراً عند الناس». وأضاف: «لا سقف لعمر المنتسبين إلى صندوق التعاضد الاستشفائي، نحن ندرك أنه عندما يتجاوز الشخص السبعين من العمر تصبح احتمالات إصابته بالمرض وحاجته للاستشفاء كبيرة جداً، ولدينا كثير من المشتركين من كبار السن، ولقد احتفلنا قبل أسبوعين بمنتسب للصندوق أتمّ الـ100 عام من العمر». وذكّر رئيس اتحاد صناديق التعاضد الصحي بأن «الضمان الاجتماعي وسائر الهيئات الضامنة الحكومية، كانت تحصّل اشتراكاته قبل الأزمة على الليرة اللبنانية وتسدد 90 في المائة من قيمة الفاتورة الاستشفائية، أما اليوم فباتت المستشفيات والمراكز الطبية تستوفي الفاتورة على سعر 89000 ليرة للدولار». وشدد ضو على أن «اتحاد صناديق التعاضد الصحي يسعى لتحقيق هدف رئيس، وهو أن تتوافر رعاية صحية لكل الناس دون تفرقة أو تمييز، لأن قدرة الجماعة المتعاضدة أقوى من قدرة المواطن وحده».

الضمان الاجتماعي

ومن جهته، أقرّ مدير عام الضمان الاجتماعي الدكتور محمد كركي بصعوبة «الهمّ الاستشفائي لدى الناس منذ انهيار قيمة العملة الوطنية»، وكشف لـ«الشرق الأوسط»، أن مجلس إدارة الضمان «حقق نقلة نوعيّة ومقبولة في الأيام الماضية، حيث اتخذ قراراً بتسديد 60 في المائة من القيمة الفعلية لفاتورة الأدوية للأمراض المزمنة شرط أن تكون أدوية «جنيريك». وقال: «أعدنا هندسة كل تقديمات الضمان الاجتماعي، وبات بإمكان المضمونين الاستفادة من 620 نوعاً من الدواء بتغطية 60 في المائة من قيمتها»، مشيراً إلى أن «الزيادة شملت أيضاً معاينات الأطباء المختصّين، وباتت قيمة المعاينة مليون ليرة لبنانية (ما يعادل 11 دولاراً أميركياً). وأكد كركي أن الضمان «اتخذ قراراً برفع فاتورة الاستشفاء، وهذا القرار سيوضع موضع التنفيذ خلال أسبوعين المقبلين»، موضحاً أن «القرار يقضي بأن يدفع الضمان ما نسبته 50 في المائة على 3200 عملية جراحيّة، وأيضاً نفس النسبة للعلاج الاستشفائي في كل المستشفيات اللبنانية، وذلك بدلاً من نسبة الـ90 في المائة التي كان يسددها قبل الأزمة».

 

تفاؤل لبناني حذر بمنع إسرائيل من توسعة الحرب جنوباً... و«حزب الله» يتصرف ميدانياً تحت سقف الموقف الإيراني

محمد شقير/الشرق الأوسط/24 آذار/2024

لن يبدد ارتفاع منسوب المواجهة العسكرية بين «حزب الله» وإسرائيل من الآمال المعقودة على الوسيط الأميركي آموس هوكستين للجم الأخيرة، ومنعها من توسعة الحرب، وإلزامها بأن الهدنة في غزة، في حال جرى التوصل إليها، ستنسحب على جنوب لبنان. وهذا ما يكمن وراء تأكيد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أن «الحكومة مستمرة في اتصالاتها الدبلوماسية، دولياً وعربياً، لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان، وأن نتائجها تبدو حتى اللحظة إيجابية، من دون إغفال مسألة أساسية وهي أنه لا يمكن الرهان على أي موقف إيجابي أو ضمانة تقدّمها إسرائيل».

تفاؤل ميقاتي

فالرئيس ميقاتي، كما تقول مصادر وزارية بارزة لـ«الشرق الأوسط»، لم يكن مضطراً للتفاؤل، ولو بحذر، ما لم يدعم تفاؤله بما لديه من معطيات، خصوصاً أنه على تواصل مع هوكستين، الذي أخذ يتصرف على أن إمكانية اندلاع الحرب بين «حزب الله» وإسرائيل أخذت تتراجع.

وكشفت المصادر الوزارية أن ميقاتي يستمد موقفه من التقاطع القائم بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران برفضهما توسعة الحرب لتشمل جنوب لبنان، وتعاطي الحزب بواقعية ومسؤولية في ضبطه إيقاعه في مساندته حركة «حماس» في حربها ضد إسرائيل، خصوصاً أنه مضى على اجتياحها قطاع غزة أكثر من 170 يوماً من دون أن يبادر الحزب إلى تعديل جذري في مساندته يفتح الباب أمام توسعة الحرب.

معادلة الجولان ـ بعلبك

ولفتت المصادر إلى أن مساندة الحزب لـ«حماس»، وإن كانت تستهدف، من حين لآخر، مناطق تقع في العمق الإسرائيلي، فإنها تبقى في إطار الرد على تجاوز إسرائيل للخطوط الحمر، وقالت إن الطرفين يخرقان قواعد الاشتباك، وصولاً إلى تثبيت معادلة تقوم على استهداف الحزب الجولان المحتل، في مقابل قصف إسرائيل لمدينة بعلبك البقاعية. وقالت المصادر نفسها إن الحزب لم يكن مضطراً للانتظار أكثر من 170 يوماً على اجتياح إسرائيل غزة ليتخذ قراره بتوسعة الحرب. ورأت أنه يضبط مساندته على إيقاع السقف العسكري الذي توافقت عليه واشنطن مع طهران في مفاوضاتها غير المباشرة التي لم تتوقف في سلطنة عمان. وتتعامل المصادر الوزارية مع مواصلة إسرائيل التهويل بتوسعة الحرب من زاوية الضغط على لبنان لجره، اليوم قبل الغد، للتوصل إلى اتفاق يسمح بعودة سكان المستوطنات الواقعة في شمال لبنان إلى أماكن سكنهم، وهذا ما يسعى لأجله الوسيط الأميركي، الذي يرى أن عودة الهدوء إلى الجبهة الشمالية مرتبطة بتطبيق القرار 1701 الذي لا يزال تنفيذه عالقاً منذ صدوره عن مجلس الأمن الدولي، وكان وراء وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان في تموز (يوليو) 2006.

تدمير ممنهج للقرى الحدودية

وإذ استبعدت المصادر اجتياح إسرائيل جنوب لبنان، على غرار ما حدث في حرب تموز، وطبقاً لاجتياحها غزة، فقد رأت في المقابل أنها عازمة على تدمير ممنهج للمنازل في البلدات الجنوبية الواقعة على طول الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، وتحويل معظمها إلى مناطق غير مأهولة، في حال تعذّر على الحكومة توفير المساعدات التي تسمح بإعادة إعمارها، خصوصاً أنها حتى الساعة، ووفق الإحصاءات الرسمية الأولية، بحاجة إلى نحو 700 مليون دولار. وأكدت المصادر نفسها أن الحكومة تكثف اتصالاتها الدولية على أمل أن تتوصل إلى تدعيم تحركها بشبكة أمان واسعة لكبح جماح إسرائيل، ومنعها من توسعة الحرب لتصفية حسابها مع «حزب الله»، بذريعة أن هناك ضرورة للتخلص من مخزونه من الصواريخ بعيدة المدى وضرب بنيته العسكرية لئلا يجرؤ لاحقاً على اجتياح منطقة الجليل الأعلى، على غرار اجتياح «حماس» للمستوطنات الواقعة في غلاف غزة. وقالت إنها تراهن على تدقيق «حزب الله» حساباته الميدانية من جهة، لقطع الطريق على استدراجه من قبل إسرائيل بتوفير الذرائع لتبرير توسعتها للحرب، وأكدت أن الرئيس ميقاتي على تواصل مع قيادة الحزب، إضافة إلى تواصله، الذي يكاد يكون يومياً، برئيس المجلس النيابي نبيه بري، لما له من دور ونفوذ لدى الحزب وهو موضع ثقته التي تتيح له أن يكون شريكاً في المفاوضات التي يتولاها الوسيط الأميركي الذي أعد خريطة الطريق لتطبيق القرار 1701، وهو ينتظر حالياً الظروف السياسية المواتية لمعاودة تحركه ما بين بيروت وتل أبيب.

«حزب الله» يستجيب للنصائح

وفي هذا السياق، تردد أن الحزب يستجيب للنصائح، سواء تلك التي أُسديت له مباشرة من قبل سفير فرنسا لدى لبنان هرفيه ماغرو، أو بالواسطة، بالإنابة من الوسيط الأميركي بعدم توفير الذرائع لإسرائيل لتوسعة الحرب، وتدقيق حساباته الميدانية لمنع خروج مواجهته مع إسرائيل عن السيطرة، بما يؤدي إلى تفلُّت الوضع على نحو يصعب ضبطه، بخلاف ما كان يخطط له الحزب عندما قرر الانخراط في مواجهة مباشرة مع إسرائيل على طريق مساندته «حماس». لذلك، فإن استبعاد الحرب، وإن كان يبقى قائماً، لا يسمح بالركون على بياض للضغوط الأميركية والفرنسية والأوروبية، ما لم يتجاوب «حزب الله» معها، ويتناغم ميدانياً مع كل ما يدعم تحرك الحكومة، ويحصّن موقفها بالتفاهم مع بري في مفاوضاتها غير المباشرة مع إسرائيل عبر الوسيط الأميركي، لتطبيق القرار 1701، كونه الناظم الوحيد لترسيم الحدود اللبنانية - الإسرائيلية، شرط أن يقرر الحزب التموضع تحت عباءة الدولة، والتحسب لرد فعل إسرائيل في حال لم يحسن تدقيق حساباته التي يُفترض أن تبقى تحت سقف الموقف الإيراني، الذي ينأى بنفسه، حتى إشعار آخر، عن التفريط بفائض القوة الذي يتمتع به، وصرفه في غير مكانه.

 

دريان: التأخير في انتخاب رئيس للبنان مشروع انتحار واتهامات لثنائي «حزب الله» و«أمل» بفرض أعراف جديدة

بيروت: «الشرق الأوسط»/الشرق الأوسط/24 آذار/2024

حذر مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان من أن «التسويف والتأخير في انتخاب رئيس هو مشروع انتحار»، مطالباً البرلمان بأن «يقوم بواجبه الدستوري الأساسي» بانتخاب رئيس جديد. ويعاني لبنان من أزمة شغور رئاسي منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في 31 أكتوبر (تشرين الأول) 2022، وفشل البرلمان 12 مرة في انتخاب رئيس. وقال دريان في حفل إفطار في بيروت: «طال زمن الشغور الرئاسي، وما زلنا نتوسم خيراً بالجهود والمساعي الخيرة لانتخاب رئيس للجمهورية، فالتفاؤل ثمرة الإيمان والعزيمة والإرادة التي توصل في النهاية مع العمل الحثيث إلى نهاية إنجاز الاستحقاق الرئاسي».

وقال دريان: «من غير الجائز أن تبقى دولتنا من دون رئيس لها، ولا يمكن أن يحصل لبنان على ثقة الأشقاء العرب والأصدقاء ودول العالم، إذا لم نعد الاعتبار إلى الدولة ومؤسساتها، فالتسويف والتأخير في انتخاب رئيس لجمهوريتنا هو مشروع انتحار، بل هو الانتحار بعينه، وهذا مرفوض. مرفوض شرعاً وقانوناً وسياسة... وبكل معايير الوطن والوطنية»، مضيفاً: «يتحمل مسؤوليته كل من لا يقوم بواجبه الوطني والسياسي، ويتقاعس عن القيام بدوره، ويعرقل سعي غيره في اجتراح الحلول للخروج من نفق الأزمات المظلم الذي طال المكث فيه». وأضاف دريان: «نحن في دار الفتوى لا ولن نرضى السير في مشاريع لا يحكمها العقل والحكمة والمنطق السليم، لحساب مصالح شخصية ضيقة يضيع لبنان بسببها ويندثر دوره في أداء رسالته الوطنية والعربية النبيلة التي لا يكون إلا بها». وطالب المجلس النيابي بأن «يقوم بواجبه الدستوري الأساسي، ويبادر إلى انتخاب رئيس للجمهورية، يكون رأس الدولة حقاً، ورمز وحدة الوطن، يمثل لبنان بسيادته واحترام دستوره، وحكماً ناظماً لعمل الدولة وأدائها، والذي لا ينتظم ولا يتوازن إلا أن تكون نظرته واحدة لجميع اللبنانيين، لا يميزهم إلا إخلاصهم لوطنهم وجهدهم للنهوض به».

متروبوليت بيروت

وتتصاعد الدعوات منذ بدء الشغور الرئاسي لإنهائه، فيما يتهم معارضو وصول رئيس «المردة» سليمان فرنجية الداعين إلى حوار مسبق قبل انتخاب الرئيس بأنهم يفرضون أعرافاً جديدة. وقال متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس، المطران إلياس عودة، في قداس الأحد: «إعادة تكوين السلطات الدستورية، وبناء المؤسسات، هما المدخل الضروري لأية عملية إنقاذية»، وسأل: «كيف تدار دولة بلا رئيس؟». وفيما لفت إلى أن جميع المسؤولين يدعون تسهيل العملية الانتخابية وينادون بضرورة إتمامها، سأل أيضاً: «من يعرقل إذن؟ وإذا كان جميع النواب مقتنعين بذلك فلم لا يذهبون إلى المجلس النيابي وينتخبون رئيساً بحسب مقتضى الدستور، دون شروط وشروط مقابلة، ودون تفسير لمواد الدستور أو تأويل بحسب المصالح». وقال عودة: «نحن لسنا بحاجة إلى أعراف جديدة. طبقوا الدستور ولا تدعوا أحداً يعبث بمصير البلد ويلغي دوره ويقوض أساسات ديمقراطيته. المطلوب ليس شعارات؛ بل إرادة عمل وصفاء نية. ومن (يدعي) عقماً في الدستور (يشكو) من عقم في التفكير؛ لأن لبنان شهد في ظل هذا الدستور فترات ازدهار وتألق قادها رجالات دولة كبار، احترموا دستور بلدهم وطبقوا أحكامه». وأكد عودة أن «انتخاب رئيس للبلاد ليس حاجة مسيحية؛ بل وطنية»، مضيفاً: «الرئيس ليس رئيس المسيحيين؛ بل رئيس البلاد، ومن واجب كافة الكتل النيابية المشاركة في انتخابه».

أعراف جديدة

وينفي ثنائي «حزب الله» و«حركة أمل»، الداعم لوصول فرنجية، فرض أعراف جديدة. وقال عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب أيوب حميد: «يقولون إن هناك أعرافاً جديدة تريد حركة (أمل) والثنائي الوطني ومن معهم تكريسها، لكن نسأل: أين هي مقومات انقلابنا على الدستور اللبناني؟ وهل إذا كان هناك من دعوة للحوار والتلاقي هي انقلاب على الدستور؟ وهل هو تغيير للأسس والمبادئ التي نص عليها الدستور اللبناني لجهة اختيار رئيس للبلاد؟» وقال حميد إن «هذه المقولات يُراد منها التضليل والتعمية عن الحقائق والابتعاد عن الموضوعية في مقاربة واقع لا أحد يستطيع أن يتنكر له وهو أن انتخابات المجلس النيابي قد أفرزت واقعاً ولا يمكن لِطيف أو فئة أو كتلة نيابية أن تحدد مسار الرئاسة أو شخص الرئيس العتيد». ورأى أن «الحاجة، وبكل أمانة وموضوعية، هي التلاقي والحوار، ومن لا يستطيع أن يكون على طاولة الحوار، فهو يهرب من واقع مأزوم فيه ولا يريد مقاربة الوقائع التي تحتم على الجميع التلاقي من أجل لبنان ووحدته وقيامته والحفاظ على صيغته ومكوناته».

 

إسرائيل تستهدف «حزب الله» في بعلبك للمرة الرابعة وقصفت نقطة قرب الحدود اللبنانية - السورية

بيروت: نذير رضا/الشرق الأوسط/24 آذار/2024

أرست إسرائيل قواعد اشتباك جديدة مع «حزب الله» ضمت خلالها منطقة بعلبك في شرق لبنان إلى لائحة الاستهدافات، وحولتها إلى ساحة رد على استخدام «حزب الله» للمسيّرات الانتحارية ضد أهداف عسكرية إسرائيلية، وسط تجدد التصعيد في منطقة جنوب لبنان، واستهداف إسرائيلي لسيارة في منطقة الصويري في البقاع الغربي للمرة الأولى منذ بدء الحرب. واستهدفت غارات إسرائيلية ليل السبت الأحد محيط مدينة بعلبك في شرق لبنان للمرة الرابعة خلال شهر، حيث أصيب ثلاثة أشخاص بجروح. وقال الجيش الإسرائيلي: «أغارت طائرات حربيّة في وقت سابق الليلة على ورشة تحتوي على وسائل قتاليّة تابعة لـ(حزب الله) الإرهابي في منطقة بعلبك». وأطلق الطيران الإسرائيلي خمسة صواريخ على مبنى سكني من طبقتين في بلدة العسيرة في خراج مدينة بعلبك. وذكرت «وكالة الصحافة الفرنسية» أنّ الغارات استهدفت مركزا لـ«حزب الله» كان مهجورا منذ فترة، ما أدّى إلى إصابة ثلاثة من سكّان المباني المجاورة. من جهته قال محافظ منطقة بعلبك الهرمل بشير خضر عبر منصّة «إكس» إنّ هناك «معلومات أوّلية عن سقوط 3 جرحى». ولم تمر ساعة على الاستهداف حتى أعلن «حزب الله» فجراً أنه رد على قصف بعلبك باستهداف «القاعدة الصاروخية والمدفعية في يوآف وثكنة كيلع (مقر قيادة الدفاع الجوي والصاروخي) حيث كانت تتدرب قوة من لواء غولاني بعد عودتها من قطاع غزة، وذلك بأكثر من ستين صاروخ كاتيوشا»، حسبما جاء في بيان أصدره الحزب. وذكر الجيش الإسرائيلي بدوره أنّه رصد «نحو 50 قذيفة صاروخيّة» أطلِقت من لبنان «نحو شمال إسرائيل»، مشيراً إلى أنّه «اعترض عددا منها». وأضاف الجيش الإسرائيلي أنّ «طائرات لجيش الدفاع أغارت على المنصّات التي استُخدِمت لإطلاق بعض من هذه القذائف». ولم تُبلغ إسرائيل عن تسجيل أيّ إصابات أو أضرار. وبدا أن الاستهداف الإسرائيلي الرابع لبعلبك متصل بقواعد اشتباك جديدة تفرضها إسرائيل على «حزب الله»، كونه، في كل مرة، يأتي بعد استخدام الحزب لمسيرات انتحارية يطلقها باتجاه إسرائيل، أو يستخدم منظومات الدفاع الجوي ضد المسيرات الإسرائيلية.

جاء القصف فجر الأحد بعد ساعات على إعلان «حزب الله» عن أنه استهدف منظومتي دفاع جوي تابعتين للجيش الإسرائيلي. وقال في بيان بعد ظهر السبت إنه استهدف «بمسيرتين منصتين للقبة الحديدية في كفار بلوم» الواقعة في الجليل الأعلى والتي تبعد نحو 10 كيلومترات عن الحدود اللبنانية. ولم تخفِ وسائل إعلام إسرائيلية ارتباط الضربة باستخدام المسيرات التي استهدفت القبة الحديدية. وتتكرر ظروف القصف، حسبما تقول إسرائيل. ففي المرة الأولى في 25 فبراير (شباط) الماضي افتتحت إسرائيل ضرباتها في البقاع بمحيط بعلبك، وقالت إنها جاءت رداً على إسقاط «حزب الله» لطائرة مسيرة إسرائيلية من نوع «هيرمز 450» باستخدام منظومة دفاع جوي. وبعدها بأسبوعين في 12 مارس (آذار)، جاء القصف بعد ساعات على استهداف الحزب مرابض المدفعية في عرعر بالمسيرات الانقضاضية، كما أعلن عن استهداف أهداف عسكرية في الجولان بمسيرات انتحارية. وقال الجيش الإسرائيلي آنذاك إنه استهدف «موقعين» تابعين لـ«القوات الجوية» لـ«حزب الله»، «رداً على هجمات جوية شنها (حزب الله) في الأيام الأخيرة باتجاه الجولان». كما كرر القصف في 13 رداً على رد «حزب الله» بإطلاق 100 صاروخ باتجاه الجولان.

قصف قرب الحدود مع سوريا

شنّت إسرائيل منذ أسابيع غارات جوّية أكثر عمقاً داخل الأراضي اللبنانيّة ضدّ مواقع لـ«حزب الله»، ووصلت الغارات الأحد، للمرة الأولى، إلى منطقة الصويري القريبة من نقطة المصنع الحدودية بين لبنان وسوريا، حيث نفذ الطيران الحربي الإسرائيلي غارة استهدفت سيارة على طريق بلدة الصويري الواقعة في البقاع الغربي، ما أدى إلى مقتل سوري كان بداخلها متأثراً بجراح أصيب بها جراء الاستهداف بمسيّرة. وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية، بأن السوري محمود رحب الذي أصيب بالغارة قضى متأثرا بجروحه. وقالت إن السيارة المستهدَفة كان في داخلها مواد غذائيّة، ويملكها أحد الأشخاص من آل صميلي، الذي يملك سوبر ماركت في منطقة المصنع. وتأتي تلك الغارات في البقاع إثر هدوء نسبي، دام لنحو 12 يوماً، ولم يسجل فيه مقتل أي عنصر في «حزب الله»، بل قُتل عنصر في «حركة أمل» يوم الأربعاء الماضي. وتجدد التصعيد الأحد، إثر غارات جوية أدت إلى تدمير منازل في العديسة والطيبة، وأفيد بسقوط إصابات في الضربتين، وذلك غداة استهداف إسرائيلي لمقر الدفاع المدني التابع لجمعية «كشافة الرسالة الإسلامية» في بلدة عيتا الشعب، أدت إلى تدميره تدميراً كاملاً، فيما تضرر جزء كبير من المنازل المحيطة وتصدع بفعل الغارة. وأعلن «حزب الله» عن استهدافه موقع جل العلام بقذائف المدفعية وأصابه إصابةً مباشرة، كما استهدف ‏الحزب «تجهيزات تجسسية في موقع الراهب بالأسلحة المناسبة وأصابها إصابةً مباشرة». وسجل تحليق مكثف للمقاتلات الحربية الإسرائيلية على طول الخط الحدودي مع لبنان، بينما حلّق الطيران الاستطلاعي الإسرائيلي طيلة ليل السبت الأحد فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط وصولا حتى مشارف منطقة صور والساحل البحري، كما أطلق الجيش الإسرائيلي القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الأزرق.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

مندوب فلسطين بـ«الأمم المتحدة»: مشروع قرار وقف إطلاق النار الجديد ليس مسيساً ويدعم مفاوضات الهدنة

نيويورك: «الشرق الأوسط»/الشرق الأوسط/24 آذار/2024

عبّر مندوب فلسطين الدائم لدى «الأمم المتحدة»، رياض منصور، عن أمله في اعتماد مجلس الأمن مشروع قرار لوقف إطلاق النار، غداً (الاثنين)، مشيراً إلى أنه يركز على وقف إطلاق نار إنساني، خاصة في شهر رمضان. وقال منصور، في حديثه لوكالة أنباء العالم العربي: «هناك مفاوضات جدية من قبل الدول العشر غير دائمة العضوية في مجلس الأمن مع بقية أعضاء مجلس الأمن، بما في ذلك أميركا، ونأمل أن يعتمد القرار، وإذا اعتمد غداً فسيكون أول قرار يعتمد منذ بداية هذا العدوان على أهلنا في غزة، يدعو إلى وقف إطلاق نار فوري».

وردّ منصور على الانتقادات الذي تطول هذا القرار بوصفه مسيساً ومنحازاً بالنفي، قائلاً: «هذا القرار ليس مسيساً ولا منحازاً، الذي كان مسيساً ومنحازاً هو القرار الأميركي الذي فشل، أما القرار الحالي المقدم من قبل الدول العشر غير دائمة العضوية في مجلس الأمن، فيركز بشكل رئيسي على مسألة وقف إطلاق النار». وعلّق منصور على تحذيرات واشنطن التي قالت إن مشروع قرار وقف إطلاق النار المطروح على المجلس يؤثر على سير المفاوضات، قائلاً إنه «إذا كان يؤثر، فسيؤثر إيجاباً وليس سلباً، لأن وقف إطلاق النار هو لإنقاذ حياة الأبرياء والمدنيين الفلسطينيين في غزة، وخاصة في شهر رمضان، والمفاوضات مستمرة في الدوحة ومستمرة في القاهرة وأماكن أخرى لتنجز ما يتناقش بشأنه المتفاوضون». وأضاف: «هذه ليست حجة جدية، وقف إطلاق النار ينقذ الأبرياء، يوصل المساعدات الإنسانية لهم، والمفاوضات مستمرة». وأوضح منصور أن أي «قرار في مجلس الأمن يدعو إلى وقف إطلاق النار، معناه المحافظة على حياة الذين هم أحياء من أبناء الشعب الفلسطيني في غزة، واستمرار القتال والعدوان يؤدي إلى مئات من القتلى والجرحى من أهلنا يومياً، ونريد لهذه الإبادة الجماعية أن تتوقف، فلذلك أي قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار للمحافظة على أرواح المدنيين الفلسطينيين في غزة، نحن نرحب به ونعمل من أجل أن يعتمد». وأكد مندوب فلسطين لدى «الأمم المتحدة» أن «هذا المشروع المقدم من العشر المنتخبين في مجلس الأمن يحظى بتأييد جماعي من كل الدول العربية، وأصدرنا بياناً يوم الجمعة، مساء، أكدنا فيه على أن المجموعة العربية قاطبة تؤيد مشروع القرار المدرج على جدول أعمال مجلس الأمن، وتدعو أعضاء مجلس الأمن كافة للتصويت من أجله». ويصوت مجلس الأمن الدولي، غداً (الاثنين)، على مشروع قرار يطالب بوقف إنساني لإطلاق النار في غزة، بعد أن فشل المجلس في تمرير مشروع قرار أميركي، يوم الجمعة. وحذّرت واشنطن من أن التصويت على مشروع القرار الجديد سيؤثر سلباً على المفاوضات الجارية للوصول إلى هدنة، الأمر الذي دفع الأطراف التي تتبنى المشروع إلى تأجيل التصويت عليه بعد أن كان مقرراً، ظهر أمس (السبت).

 

«إعلام غزة»: الجيش الإسرائيلي قتل أكثر من 200 مدني في مجمع «الشفاء»

غزة/الشرق الأوسط/24 آذار/2024

أكد المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة إسماعيل الثوابتة أن الجيش الإسرائيلي قتل أكثر من 200 مدني، واعتقل عشرات الأطباء والممرضين والطواقم الإدارية منذ بدء عمليته العسكرية في مجمع «الشفاء» الطبي. وأبلغ الثوابتة «وكالة أنباء العالم العربي»: «كان هناك أكثر من 22 مريضاً في غرف العناية المركزة والأقسام وهم بحاجة للرعاية، لكن الجيش الإسرائيلي اعتقل كل الطواقم الطبية والتمريض، وبات المرضى والجرحى من دون علاج أو أي رعاية صحية، كذلك منع عنهم الماء والطعام». وأضاف: «الجيش الإسرائيلي أجبر الطواقم الطبية على خلع ملابسها تحت التهديد، وما زال يحاصر المجمع، ويدمر مربعات وأبراجاً سكنية بمحيطه، وقتل أكثر من 150 من المدنيين خارج المجمع أغلبهم أطفال أُعْدِموا بدم بارد». وتابع قائلاً: «أجبر الجيش الإسرائيلي عدداً من المرضى على الخروج للشوارع، رغم عدم وجود مشافٍ في غزة، وأصبحوا في وضع خطير، حيث لا توجد أي خدمات طبية، وبعضهم حاول الوصول للمستشفى المعمداني الذي يبعد 4 كيلومترات عن مجمع (الشفاء)، وعندما خرجوا تجاه شارع الوحدة جرى إعدام كثير منهم، ونجح 7 مرضى فقط في الوصول للمستشفى المعمداني». ودخلت القوات الإسرائيلية مجمع «الشفاء» الضخم، يوم الاثنين الماضي، للمرة الثانية منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول). ويقول الجيش الإسرائيلي إن مجمع «الشفاء» متصل بأنفاق تُستخدم قاعدة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس). وأشار الثوابتة إلى أن القناصة منتشرون في الطرقات والبنايات، ويطلقون النار على أي هدف متحرك، مؤكداً أن الجيش الإسرائيلي أجبر 61 مريضاً على الخروج من مجمع «الشفاء» الطبي. ومضى يقول: «أعدم الجيش الإسرائيلي حتى الآن 3 أطباء و4 ممرضين، وأجبر عدداً من النازحين على الخروج تجاه شارع الوحدة، وأيضاً قُتل العشرات منهم». وأكد الثوابتة وجود 2000 نازح ومريض ومصاب داخل مجمع «الشفاء» حتى الآن. وأردف: «الجيش الإسرائيلي أحرق كثيراً من الأقسام داخل مجمع (الشفاء)، وأتلف الأدوية». ووفق الثوابتة، يوجد أكثر من 7 آلاف من المرضى والمصابين والنازحين والأطقم الطبية في مجمع «الشفاء»، وهو من المنشآت الصحية القليلة التي ما زالت تعمل في شمال القطاع. ولقي أكثر من 32 ألف فلسطيني حتفهم في قطاع غزة منذ بدء الهجوم الإسرائيلي قبل 6 أشهر. واندلعت الحرب عندما هاجم مقاتلو «حماس» جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر، ما أدى إلى مقتل 1200، واحتجاز 253 رهينة، وفقاً للإحصاءات الإسرائيلية.

 

قطاع غزة... زيجات صامتة وأخرى مؤجلة

غزة/الشرق الأوسط/24 آذار/2024

لم تكن سجود عبد الهادي (22 عاماً) من سكان حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، تتخيل في أسوأ أحلامها أن تزف إلى ابن عمها الشاب (أحمد)، في صمت تام، لا أي مظاهر فرح أو احتفال أو بهجة، ووسط كل هذا البؤس الذي يخيم على القطاع في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية منذ نحو 5 أشهر. واضطرت عائلة العروسين إلى تأجيل زفافهما الذي كان مقرراً في السادس والعشرين من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بسبب الحرب التي اندلعت في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، قبل أن تتخذ خطوة جريئة مؤخراً بإعلان عقد قرانهما، وإتمام مراسم زفافهما، قبل نحو أسبوعين. وقالت سجود لـ«الشرق الأوسط»: «انتظرت على أمل أن ينتهي هذا الكابوس، وأن أعيش فرحة العمر التي تنتظرها كل فتاة. كنت أحلم بارتداء الفستان الأبيض. أتخيل شكل القاعة والورد والزينة والحضور والفرح والأضواء وكل شيء. لكن هذه الحرب قتلت كل شيء؛ الناس والفرح والحلم». وأضافت: «في نهاية الأمر قررنا ألا نستسلم. الحياة ستستمر، الحياة ستنتصر. قررنا ألا نؤجل مرة أخرى. صحيح أنا حزينة لأن الفرح تم بهذه الطريقة. كثير من عائلتنا أنا وأحمد ما قدروا (استطاعوا) الحضور. إشي استُشهد إشي مشرد إشي صعب يوصل. لكن في النهاية تم الأمر. (بتعرف) أنا وأمي انتقلنا من بيتنا لبيت أحمد. كانوا في زيارة. وهذا هو العرس. لا زفاف ولا أغاني ولا رقص ولا حتى مكياج». للحظة تخيلت سجود نفسها في زيارة عزاء وليس فرحها، ولم تستطع وصف شعورها، لكنها أدركت أنه لا طائل من الانتظار؛ لأن الجراح حتى لو توقف الحرب اليوم لن تندمل بسرعة. وقال زوجها أحمد (25 عاماً): «حتى لو انتظرنا ما في صالات أفراح، ما في حياة، غزة كلها شهداء وجرحى ودم ودمار. قررنا أن نتزوج، وألا نستسلم». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «إذا نجونا وعادت الحياة حياة، فسأقيم حفل زفاف. لقد وعدتها بذلك». ومثل كثير في أهالي القطاع، يبدأ أحمد وسجود حياتهما في منزل متضرر جزئياً، وهي مسألة بدت مأساوية إلي الحد الذي أجبرهما على الضحك كثيراً. وكثيراً ما أجبرت الحرب الحالية، شباناً وشابات من قطاع غزة، على تأجيل حفلات الزفاف التي كان من المفترض أن تحدث في تواريخ سابقة، بينما اختار آخرون إتمام زفافهما من دون أي مراسم احتفالية، ومن بين أولئك الشابة العشرينية عائشة شعبان (28 عاماً) التي زُفَّت لعريسها قبل أقل من شهر واحد، من دون وجود أهلها النازحين إلى رفح. وعادة يمتنع الفلسطينيون عن إبداء أي مظاهر للفرح في مدينة أو مخيم أو قرية يسقط فيها أي فلسطيني برصاص الإسرائيليين. وقالت عائشة لـ«الشرق الأوسط»، إنها انتظرت طويلاً حتى تنتهي الحرب، وانتظرت حتى يتمكن أهلها من العودة، لكن بعد طول انتظار، دفعها أهلها إلى الزواج حتى من دون أن يتمكنوا من الحضور. وبخلاف سجود، تمكنت عائشة من إيجاد بعض أدوات المكياج لدى زوجة شقيق زوجها، في محاولة منها لإسعاد نفسها. وأضافت: «أردت أن أشعر بأنني عروس، لكن الوضع كان صعباً. أهلي مشردون، وكثير من أهل زوجي شهداء».

 

غالانت يبحث في واشنطن بدائل اجتياح رفح يأمل في تلقي مزيد من الأسلحة الأميركية

تل أبيب/الشرق الأوسط/24 آذار/2024

يبحث وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، في واشنطن، مع نظيره الأميركي لويد أوستين وغيره من المسؤولين العسكريين البدائل التي تقترحها الولايات المتحدة للخطة الإسرائيلية لاجتياح مدينة رفح. وتأتي زيارة غالانت بدعوة من واشنطن التي لديها تحفظات على خطة اجتياح رفح بالشكل والتوقيت اللذين تريدهما إسرائيل، ويعدهما المسؤولون الأميركيون مغامرة عسكرية لن تكون مجدية وستتسبب في أضرار أمنية وسياسية لإسرائيل. وتقترح واشنطن خطة بديلة تعتمد على الاكتفاء بـ«عمليات عينية» تستهدف قادة حركة «حماس» على نار هادئة وبلا عمليات حربية واسعة، وذلك مقابل تزويد واشنطن، إسرائيل، بأسلحة وذخيرة طلبتها تل أبيب. وحسب مصادر إسرائيلية، فإن غالانت ينوي التقدم بمطالب عديدة في هذا المجال. ويتوجه أيضاً إلى واشنطن وفد إسرائيلي يرأسه وزير الشؤون الاستراتيجية روم ديرمر، ورئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي، لتقديم الخطة الإسرائيلية لاجتياح رفح وسماع البدائل الأميركية. وحذر بلينكن خلال اجتماعه مع «كابينيت» الحرب، يوم الجمعة، من أن «أي عملية ضد رفح لن تحقق أهداف إسرائيل وستضر بأمنها، من الضروري وضع خطة لرفح، وهذا ما سنبحثه مع الوفد الإسرائيلي في واشنطن الأسبوع المقبل، لأن الهجوم على رفح يهدد بعزل إسرائيل عن العالم».

وقالت صحيفة «هآرتس»، يوم الأحد، إن الإدارة الأميركية تضع موضوع العراقيل الإسرائيلية لإنزال مساعدات أميركية من الجو وإقامة رصيف عائم عند شاطئ مدينة غزة على رأس اهتمامها، وتريد من إسرائيل أن توافق على إدخال بضائع من أراضيها إلى شمال القطاع عن طريق معبر إيرز (بيت حانون). وقال مقرب من غالانت إنه سعيد بموقف الإدارة الأميركية الذي يقول إن فرض قيود على تزويد إسرائيل بالأسلحة الأميركية، كما يطلب مسؤولون في الحزب الديمقراطي وشريحة واسعة من الناخبين الأميركيين «غير مطروح». وسيطلب غالانت تعهدات «لاستمرار المساعدات الأمنية بعيداً عن الخلافات السياسية بين الدولتين، وأن تتسع هذه المساعدات في حال تصعيد القتال في الجبهة اللبنانية».

الضفة الغربية

وقضية أخرى في محادثات غالانت في واشنطن تتعلق بالوضع في الضفة الغربية، حيث تحذر إدارة الرئيس جو بايدن من تصعيد أمني واسع. وحسب الصحيفة، فإن الإدارة تطالب إسرائيل بتنفيذ خطوات لتخفيف معاناة الفلسطينيين في الضفة، خصوصاً من الناحية الاقتصادية. وغالانت يؤيد تنفيذ خطوات كهذه، في مقدمتها إدخال عدد محدود وبشكل انتقائي من العمال الفلسطينيين للعمل في إسرائيل. وقضية أخرى سيبحثها غالانت في واشنطن تتعلق بلبنان. ويعدُّ غالانت الأكثر تشدداً بين أعضاء مجلس قيادة الحرب بما يتعلق بإبعاد قوات «حزب الله» عن الحدود. وفيما يجري المبعوث الأميركي عاموس هوخشتاين محادثات تتعلق بلبنان وإسرائيل وترسيم الحدود، يسعى غالانت إلى الحصول على دعم أميركي واسع لإسرائيل لتوسيع القتال ضد «حزب الله» عبر إرغامه على سحب مقاتليه من منطقة الحدود مع إسرائيل. وحسب غالانت، سيبحث أيضاً في موضوع إيران، إذ قالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية إن «إسرائيل قلقة مما يجري في سوريا والعراق واليمن، والقاسم المشترك بينها هو إيران. وسيحاول غالانت حضّ الأميركيين على تصعيد الضغط على طهران من أجل لجم (حزب الله)، رغم أن احتمالات أن تخاطر إدارة بايدن بمواجهة مع طهران خلال سنة الانتخابات ضئيلة جداً».

 

ماكرون يحذر نتنياهو: أي «نقل قسري» لسكان رفح سيشكل «جريمة حرب

باريس/الشرق الأوسط/24 آذار/2024

صعّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لهجته اليوم (الأحد) تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مؤكداً مجدداً «معارضته الصارمة» لهجوم إسرائيلي على رفح، ومحذراً من أن «النقل القسري للسكان يشكل جريمة حرب». وبحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، كرر ماكرون خلال اتصال هاتفي مع نتنياهو دعوته إلى «وقف فوري ومستدام لإطلاق النار في غزة» و«أدان بشدة الإعلانات الإسرائيلية الأخيرة بشأن الاستيطان». وكانت إسرائيل أعلنت الجمعة مصادرة 800 هكتار من الأراضي في غور الأردن بالضفة الغربية المحتلة بهدف بناء مستوطنات جديدة.

 

إسرائيل لبناء جدار على الحدود مع الأردن لمنع تسلل مسلحين

الشرق الأوسط/24 آذار/2024

بعد قيام الجيش الإسرائيلي باعتقال فلسطينيين من غزة، مساء الجمعة، بزعم أنهما تسللا عبر الحدود الأردنية لتنفيذ عملية مسلحة في تل أبيب، عادت السلطات الإسرائيلية للحديث عن مشروعها القديم لبناء جدار على طول 238 كيلومتراً، من بحيرة طبريا حتى خليج العقبة. وقالت مصادر أمنية، اليوم الأحد، إن الشابين الفلسطينيين ضُبطا وهما يحملان «كلاشنكوف» ومشطين للذخيرة، بالقرب من مستوطنة بتسائيل (القائمة على أراضي قرية فصايل) بمنطقة الأغوار، وأنهما استسلما بلا مقاومة، واعترفا في التحقيق بأنهما جاءا لينفذا عملية ضد الإسرائيليين في يافا، رداً على العدوان الإسرائيلي في غزة. وكانت وزارة الخارجية الأردنية قد أعلنت، بعد منتصف ليل الجمعة - السبت، أنها «تتابع تقارير تداولتها وسائل إعلام إسرائيلية تفيد باعتقال مسلّحين اثنين في قرية فصايل الفلسطينية بعد اجتيازهما حدود المملكة»، مضيفة أن «الوزارة، ومن خلال السفارة الأردنية في تل أبيب، تتابع مع السلطات الإسرائيلية للتحقق من صحة هذه الأنباء». وفي تل أبيب، قالت مصادر أمنية وعسكرية إن هذه العملية تثير من جديد تساؤلات حول أداء القيادة السياسية الإسرائيلية التي تقبع في خلافات داخلية تمنع إقامة الجدار الواقي المخطط منذ سنوات طويلة. وأوضحت أن المشروع يكلف 7 مليارات شيقل «نحو ملياري دولار»، لكن وزارة المالية ترفض تخصيص ميزانية خاصة كهذه له، وتطالب الجيش بتوفير المبلغ من ميزانيته الضخمة. وأكدت المصادر أنها تتمنى أن تؤدي عملية القبض على المسلحين المذكورين إلى يقظة لدى القيادة السياسية حول حيوية هذا الجدار.

وكانت الحكومة الإسرائيلية قد بدأت طرح فكرة إقامة الجدار مع الأردن، قبل 20 سنة، لكنها تراجعت عنه لأسباب مالية، ثم عاد بنيامين نتنياهو لطرحه، عام 2018، بهدف منع تسلل لاجئين من أفريقيا، وقال، في حينه، إن «إسرائيل هي إحدى الدول القليلة التي تسيطر على حدودها بشكل شبه كامل، ومع ذلك فلدينا حدود واحدة لم يجرِ التعامل معها بعدُ من حيث الجدار وهي الحدود الشرقية، وسيتعين علينا إغلاقها كذلك». وتابع: «إذا لم نغلق الحدود الشرقية فلن تكون هناك دولة يهودية». وادعى نتنياهو أن «الدول لا تستطيع التعامل مع موجة تدفق اللاجئين الحالية من أفريقيا أو من الدول الإسلامية»، وضرب قبرص مثالاً، وقال إن «ما بين 6 و7 في المائة من سكان قبرص مسلمون». وأضاف: «كان من الممكن أن نكون في وضع مماثل لوضعهم، لولا قرار إغلاق حدودنا الجنوبية، رغم هجوم ومعارضة المنتقدين. والحدود الشمالية كذلك. وبما أن إسرائيل تمتلك كل المقومات لجذب هؤلاء المتسللين، وهي قريبة ويمكن الوصول إليها، والحدود الشرقية طويلة جداً وأقل حراسة، فإنها قد تصبح المنفذ التالي الذي سيتدفق عبره المتسللون. الوضع في أفريقيا يزداد سوءاً، والجوع يتصاعد، والحروب تتواصل، والناس سيتحركون قسراً».

لكن نتنياهو لم يفعل شيئاً لدفع المشروع إلى التنفيذ، خصوصاً حين تبين أن الموضوع يحتاج إلى موافقة أردنية وفلسطينية، حيث إن الجدار المقصود يمكن أن يؤثر بشكل سلبي على المياه الجوفية، وينهب قسماً من الأراضي الفلسطينية، ويؤثر على حركة الجريان السطحي لمياه الأمطار وتصريفها، وقد يؤدي إلى تراكم مياه الأمطار في مناطق معينة وتوقفها عن الوصول إلى مناطق أخرى، بدوره سوف يتسبب في فيضانات ببعض المناطق، وفي جفاف بمناطق أخرى، لذلك اكتفت إسرائيل بالعمل على إقامة مقطع صغير بطول 34 كيلومتراً في الجنوب. بيد أن السنوات الأخيرة شهدت تطور ظاهرة جديدة بتهريب الأسلحة ومحاولات التسلل. وقالت إسرائيل إنها أحبطت عدداً من عمليات التهريب (أسلحة ومخدرات). ومع نشوب الحرب على غزة حذّرت المخابرات الإسرائيلية؛ ليس فقط من عمليات تسلل، بل من تدفق جماهيري كبير من الأردن الشرقي إلى الغربي للتضامن مع غزة، لذلك تعود، اليوم، للحديث عن الجدار. لكن هناك من يعارض الجدار ويرفض اعتباره رادعاً حيوياً، ويقول إن إسرائيل أقامت ستة جدران وسياجات حديدية في الضفة الغربية وغزة وعند الحدود مع مصر ولبنان والأردن وسوريا، وأكثرها تعقيداً هو الجدار الذي أقامته عام 2002 بطول 710 كيلومترات في الضفة والخط الأخضر بارتفاع سبعة إلى ثمانية أمتار، ومع ذلك فإن مسلحين فلسطينيين يتسللون من الضفة الغربية، وعناصر «حماس» اخترقت الجدار مع غزة.

 

بكين تكتوي بهجمات الحوثيين... وواشنطن تشتبك مع 6 مسيرات

الجماعة أطلقت 5 صواريخ باليستية و6 مسيّرات

عدن: علي ربيع/الشرق الأوسط»/24 آذار/2024

اكتوت السفن الصينية لأول مرة بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر، حيث أصاب صاروخ ناقلة تحمل نفطاً روسياً، وذلك بعد يومين فقط من تقارير أفادت بتقديم الجماعة الموالية لإيران تطمينات لبكين وموسكو بعدم استهداف سفنهما، وهي الرواية التي أكد الكرملين عدم سماعه بها.

وتشن الجماعة الحوثية، منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني)، هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهددت بتوسيع الهجمات إلى المحيط الهندي في سياق مزاعمها بأنها تساند الفلسطينيين في غزة من خلال منع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل، وكذا السفن الأميركية والبريطانية.

وأفاد الجيش الأميركي في بيان، الأحد، بأن الجماعة أطلقت 5 صواريخ باتجاه السفن في البحر الأحمر أصاب أحدها الناقلة الصينية، كما أفاد بالاشتباك مع 6 طائرات مسيرة، سقطت 5 منها في البحر. وأوضحت القيادة المركزية الأميركية أنه من الساعة 2:50 إلى 4:30 صباحاً (بتوقيت صنعاء) في 23 مارس (آذار)، أطلق الحوثيون المدعومون من إيران 4 صواريخ باليستية مضادة للسفن في البحر الأحمر بالقرب من ناقلة النفط «إم في هوانغ بو»، وهي ناقلة نفط ترفع علم بنما، وتمتلكها وتديرها الصين. وأضاف البيان أنه في الساعة 4:25 مساءً (بتوقيت صنعاء) في اليوم نفسه تم اكتشاف صاروخ باليستي خامس أُطلق باتجاه السفينة «هوانغ بو» حيث أصدرت الأخيرة نداء استغاثة لكنها لم تطلب المساعدة. وطبقاً للجيش الأميركي، تعرضت السفينة الصينية لأضرار طفيفة، وتم إخماد حريق على متنها في غضون 30 دقيقة، ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات، واستأنفت السفينة مسارها، رغم إعلان الحوثيين سابقاً أنهم لن يهاجموا السفن الصينية. وبين الساعة 6:50 و9:50 صباحاً (بتوقيت صنعاء) في اليوم نفسه، ذكر البيان أن القوات الأميركية، بما في ذلك السفينة «يو إس إس كارني»، اشتبكت مع 6 طائرات دون طيار تابعة للحوثيين فوق جنوب البحر الأحمر. وتحطمت 5 منها في البحر، وحلقت واحدة إلى المناطق اليمنية التي تسيطر عليها الجماعة. وتقرر أن هذه الطائرات دون طيار (وفق البيان) تمثل تهديداً وشيكاً للولايات المتحدة والتحالف والسفن التجارية في المنطقة، حيث يتم اتخاذ الإجراءات لحماية حرية الملاحة وجعل المياه الدولية أكثر أماناً. في غضون ذلك، سارعت السفارة البريطانية في اليمن، عبر تغريدة على منصة «إكس» للتعليق على إصابة السفينة الصينية، رغم الاتفاق مع موسكو وبكين، وأكدت أن «الطريقة الوحيدة لضمان المرور الآمن أن يتوقف الحوثيون عن هجماتهم المتهورة». وقالت السفارة البريطانية: «بحسب ما ورد، فقد توصل الحوثيون إلى اتفاق مع روسيا والصين بعدم مهاجمة سفنهم. ومع ذلك، فقد قام الحوثيون للتو بضرب سفينة مملوكة للصين تحمل نفطاً روسياً، مما أدى إلى خطر تسرب نفطي ضخم». ولم يتبنَّ الحوثيون على الفور مهاجمة السفينة الصينية وإطلاق الصواريخ والمسيرات، إلا أن هجماتهم المستمرة للشهر الخامس تشير إلى مسؤوليتهم عن الهجوم. أُصيبت 16 سفينة على الأقل، خلال الهجمات الحوثية، إلى جانب قرصنة «غالاكسي ليدر» واحتجاز طاقمها حتى الآن، وتسببت إحدى الهجمات، في 18 فبراير (شباط) الماضي بغرق السفينة البريطانية «روبيمار» في البحر الأحمر بالتدريج. كما تسبب هجوم صاروخي حوثي في السادس من مارس (آذار) الحالي في مقتل 3 بحّارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف في خليج عدن سفينة «ترو كونفيدنس»، وهي سفينة شحن ليبيرية ترفع عَلم باربادوس، وهو أول هجوم قاتل تنفذه الجماعة.

تصعيد داخلي

بعد أيام من تحذير المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، من خطر تجدد القتال بين الجماعة الحوثية والقوات الحكومية، اتهمت الأخيرة الجماعة بشن هجوم في الجبهة الجنوبية من مأرب، فيما تحدثت تقارير محلية عن سقوط صاروخ باليستي بالقرب من الأطراف الغربية للمدينة.  وقال الإعلام العسكري اليمني إن القوات الحكومية «كسرت عملية هجومية لميليشيات الحوثي الإرهابية، على أحد المواقع العسكرية في الجبهة الجنوبية من مأرب». ونقل «المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية»، عن مصدر عسكري قوله إن قوات الجيش «أجبرت الميليشيات المهاجمة على التراجع والفرار بعد مصرع 8 من عناصرها وتكبيدها خسائر في العتاد». وكانت الجماعة الحوثية وجدت في الحرب الإسرائيلية على غزة فرصة لتجنيد الآلاف من عناصرها الجدد بالتزامن مع الهجمات البحرية ضد السفن، وسط مخاوف من أن يقود سلوكها التصعيدي إلى نسف مساعي السلام التي تقودها الأمم المتحدة. وفي أحدث تصريحات زعيمها عبد الملك الحوثي قال إن جماعته تلقت 407 غارات وقصفاً بحرياً منذ بداية دخول واشنطن على خط المواجهة، في 12 يناير (كانون الثاني). وتبنّت الجماعة حتى الآن، قصف نحو 75 سفينة، وهدد زعيمها بتوسيع الهجمات؛ من البحر الأحمر وخليج عدن إلى المحيط الهندي، لمنع الملاحة عبر رأس الرجاء الصالح، حتى وقف الحصار على غزة، وإنهاء الحرب الإسرائيلية، زاعماً أن الضربات الغربية لن تحد من قدرات جماعته. وأطلقت واشنطن تحالفاً دولياً، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، سمّته «حارس الازدهار»؛ لحماية الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها على الأرض. كما أطلق الاتحاد الأوروبي مهمة «أسبيدس»، في منتصف فبراير (شباط) الماضي، وتشارك حتى الآن في المهمة البحرية فرنسا وألمانيا وهولندا وإيطاليا واليونان، دون شن ضربات ضد الحوثيين، كما تفعل الولايات المتحدة وبريطانيا. ومنذ تدخلها عسكرياً، شنّت الولايات المتحدة مئات الغارات على الأرض؛ أملاً في تحجيم قدرات الحوثيين العسكرية، أو لمنع هجمات بحرية وشيكة. وشاركتها بريطانيا في 4 موجات من الضربات الواسعة. كما نفذت القوات الأميركية، إلى جانب سفن أوروبية، العشرات من عمليات الاعتراض والتصدي للهجمات الحوثية بالصواريخ والطائرات المُسيّرة، والزوارق والغواصات الصغيرة غير المأهولة. وفي حين تؤكد الحكومة اليمنية أن الجماعة الحوثية تنفذ أجندة إيرانية لا علاقة لها بمناصرة الفلسطينيين في غزة، ترى أن الضربات الغربية غير مجدية، وتشدد على أن «تأمين مدن الموانئ والمياه الإقليمية يجب أن يمر عبر دعم الحكومة وتعزيز قدراتها في استعادة نفوذها على كامل التراب الوطني».

 

سفيرة واشنطن: التحالف ضد «داعش» لم ينتهِ عمله بالعراق وقالت إن التنظيم لا يزال يمثل تهديداً

بغداد: «الشرق الأوسط»/24 آذار/2024

قالت السفيرة الأميركية في بغداد ألينا رومانوفسكي إن «تنظيم (داعش) لا يزال يشكل تهديدا في العراق». وأضافت في مقابلة مع «رويترز» نُشرت (الأحد) أن «عمل التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة مع العراق لهزيمة التنظيم بشكل كامل لم ينته بعد». وكان مسؤولون عراقيون كبار، ومنهم رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، قالوا مراراً إن التنظيم لم يعد يشكل تهديدا في العراق ولم تعد هناك حاجة للتحالف، حتى مع استمرار أعضاء التنظيم في تنفيذ هجمات في أماكن أخرى. وتأتي هذه التصريحات في وقت يستعد فيه رئيس الوزراء العراقي لزيارة واشنطن منتصف الشهر المقبل، في خطوة تحظى باهتمام محلي وإقليمي كبيرين، وفي ظل دعوات وضغوط من فصائل مسلحة لإعلان خروج القوات الأميركية من القواعد المتواجدة على الأراضي العراقية، وإنهاء مهمة «التحالف الدولي ضد داعش». ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، كثفت فصائل عراقية مسلحة من هجماتها على قاعدتي: «عين الأسد، وحرير» واللتين تضمان عناصر أميركية ضمن التحالف الدولي ضد «داعش»، وتطالب تلك الفصائل وسياسيون داعمون لها برحيل القوات الأميركية. وقالت رومانوفسكي من مقر السفارة الأميركية ببغداد «يقدر كلانا أن تنظيم (داعش) لا يزال يمثل تهديدا هنا. ورغم تراجعه كثيراً، فإننا لم ننجز عملنا بشكل أساسي ونريد التأكد من أن القوات العراقية يمكنها مواصلة هزيمة داعش». وجاءت تصريحات السفيرة بعد إعلان فرع «داعش» في أفغانستان مسؤوليته عن الهجوم على قاعة حفلات في روسيا يوم الجمعة قتل فيه 137 شخصاً. وقالت السفيرة في تعليق إضافي بعد المقابلة «كما يذكرنا هذا الحادث (الهجوم في روسيا)، فإن (داعش) عدو إرهابي مشترك يجب هزيمته في كل مكان». وأضافت «لهذا السبب تشترك الولايات المتحدة والعراق في الالتزام بضمان الهزيمة الدائمة لتنظيم (داعش)، عبر سبل منها العمل معا لتشكيل مستقبل شراكة أمنية ثنائية قوية بين الولايات المتحدة والعراق». وكانت السفيرة الأميركية التقت الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد، الأحد، وأفاد بيان رئاسي بأن رشيد أكد حرص بلاده على «مواصلة بناء علاقات وطيدة تخدم المصالح المتبادلة وتحترم السيادة الوطنية، وتعزز التعاون المشترك في مختلف المجالات».

في غضون ذلك أعلن العراق، (الأحد) اعتقال تسعة من مسلحي «داعش» في عملية أمنية بمحافظة ديالى. وقالت خلية الإعلام الأمني التابعة لمكتب رئيس الوزراء العراقي في بيان «نتيجةً للجهود الاستخبارية التي يقوم بها جهاز الأمن الوطني لملاحقة فلول العصابات الإرهابية، وبعد توافر معلومات أمنية عن وجود عناصر لتلك العصابات في أحد بساتين محافظة ديالى، تم القبض على 9 منهم اعترفوا صراحةً بانتمائهم لـ(عصابات داعش)». وعلى صعيد قريب، أفاد المتحدث باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، (الأحد)، بأن أجندة زيارة السوداني إلى واشنطن تتضمن ملفات ثنائية وإقليمية عدة ستغطي لقاءات رئيس الوزراء العراقي مع الرئيس الأميركي جو بايدن. وقال العوادي، لوكالة «الأنباء العراقية (واع): إن «العنوان الأساسي لزيارة رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، إلى واشنطن، هو بحث آفاق العلاقة المستقبلية لما بعد التحالف الدولي، ثم الانتقال إلى العلاقات الشاملة بين الطرفين وبينها الجوانب الأمنية والعسكرية والتسليحية». وأضاف أن «إنهاء مهمة التحالف الدولي سيكون الملف الأول ثم الانتقال إلى العلاقات الشاملة، وهنالك أرضية قانونية كاملة في الاتفاقية» ونوه بأن «الزيارة كان مرتبا لها أن تكون في أواخر العام الماضي 2023، لكن الحرب على غزة أثرت في ذلك، لا سيما أن المواقف العراقية واضحة من حرب غزة، ولا يمكن أن تجرى الزيارة في وقت تتضامن مشاعر العراقيين والعرب عموماً والعالم ويتعاطفون مع الفلسطينيين، وبالتالي ستفقد مضامينها». وبشأن جدية تفعيل الإطار الاستراتيجي وجدولة انسحاب «التحالف الدولي»، قال العوادي: «هذا الملف محسوم من الطرفين العراقي والأميركي» وفق قوله. وزاد: «الحكومة العراقية جادة بنسبة 100 في المائة في هذا الموضوع، ولا يمكن لرئيس الوزراء أن يجامل في هذا الموضوع أو يناظر فيه، إذ يتعلق بمستقبل العراق وسيادة البلد وغير قابل للمناورة». وأكد أن «ما يقوله رئيس الوزراء هو ما يعمل عليه، وسيقوم ببحث العلاقات المستقبلية لما بعد التحالف الدولي، وستقود المفاوضات إلى نتائج إيجابية وجدول زمني للانسحاب»، مشدداً على أن «هذه الحقيقة غير قابلة للتشكيك».

 

كيف عزز «داعش خراسان» نفوذه بوصفه خطراً إقليمياً؟

لماذا أراد الروس «طالبان» إلى جانبهم في مواجهة التنظيم الإرهابي؟

إسلام آباد: عمر فاروق/الشرق الأوسط/24 آذار/2024

يسعى الروس والإيرانيون إلى إقامة علاقات قوية مع حركة «طالبان» الأفغانية، وبدوا دوماً على استعداد لتزويدها بمعلومات استخباراتية منذ عام 2016 من أجل تعزيز موقفها في قتالها ضد تنظيم «داعش خراسان».

وبعد هجوم موسكو؛ وهو واحد من أسوأ الهجمات الإرهابية في التاريخ الروسي، حيث قام خلاله مسلحون بإطلاق النار دون تمييز على مرتادي حفل موسيقي في ضواحي موسكو، مما أسفر عن مقتل 133 شخصاً، ما زال كثير من الأسئلة في انتظار إجابة. فيما نقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء عن هيئة الحماية المدنية في موسكو أن 152 شخصاً أصيبوا، وما زالت حالة كثير منهم خطرة حتى يوم الأحد. وتردد أن 5 أطفال بين المصابين. وأعلن تنظيم «داعش» عن مسؤوليته عن الهجوم الذي وقع في قاعة للحفلات الموسيقية الجمعة. وقال شهود عيان إن المنفذين أطلقوا النار دون تمييز على الزوار، كما أضافوا أنهم سمعوا أصوات انفجارات في المبنى قبل اندلاع حريق كبير.

عمليات مشتركة ضد «داعش خراسان»

إلى ذلك، صرح خبراء عسكريون وأمنيون إقليميون لـ«الشرق الأوسط» بأن الاستخبارات الروسية و«الحرس الثوري» الإيراني و«طالبان» الأفغانية نفذوا عمليات مشتركة ضد «داعش خراسان» في غرب وشمال أفغانستان عام 2016. ودخل تنظيم «داعش خراسان» إلى أفغانستان في نحو عام 2014 عندما انضم إليه قطاع كبير من مقاتلي «طالبان» الأفغانية وكذلك من مقاتلي «طالبان» الباكستانية بعد انفصالهم عن تنظيمهم الأم. وازدادت قوة «داعش خراسان» مع مرور الوقت في شرق أفغانستان؛ بالقرب من الحدود مع باكستان، وفي شمال أفغانستان؛ بالقرب من الحدود مع دول وسط آسيا، وغرب أفغانستان؛ بالقرب من الحدود الإيرانية. وعبر الروس عن شكوكهم بشأن دور القوات العسكرية الأميركية في جلب «داعش خراسان» إلى الأراضي الأفغانية. حدث ذلك عندما زار وزير الدفاع الباكستاني آنذاك خواجة آصف موسكو في عام 2017 وأبلغه نظيره الروسي أنه يتعين على باكستان مراقبة الأميركيين؛ لأنهم يجلبون «داعش خراسان» إلى أفغانستان. وقال مسؤولون باكستانيون إنهم تجاهلوا التحذير الروسي في ذلك الوقت. وفي الفترة التي أعقبت سيطرة «طالبان» على كابل، استضافت الاستخبارات الباكستانية رؤساء أجهزة الاستخبارات الروسية ودول آسيا الوسطى مرتين في إسلام آباد لرسم ملامح استراتيجية لمواجهة صعود «داعش خراسان» في أفغانستان. وفي اجتماع ضم رؤساء 8 وكالات استخبارات إقليمية؛ بما فيها روسيا وإيران والصين ودول عدة في آسيا الوسطى، تقرر العمل الجماعي على بناء قدرات «طالبان» الأفغانية، حتى تتمكن من التصدي لـ«داعش خراسان» داخل أفغانستان. وبالفعل، قمعت «طالبان» الأفغانية تنظيم «داعش خراسان» وأنصاره بوحشية في أفغانستان خلال السنوات الثلاث الماضية. وقتل المئات من أنصار «داعش» المشتبه فيهم، في إطار عمليات عسكرية في شمال وغرب وشرق أفغانستان منذ سيطرة «طالبان» على كابل. وبعد تعرضه لضغوط شديدة، غير «داعش خراسان» استراتيجيته؛ ففي المرحلة الأولى من وجوده في أفغانستان، ركز اهتمامه على إحكام السيطرة على الأراضي التي استولى عليها، وتعزيز وضعه في شرق أفغانستان. غير أن ضغط «طالبان» أجبره على تغيير استراتيجيته من السيطرة على الأراضي إلى ممارسة الإرهاب الحضري. وبالفعل، نفذ «داعش» هجمات مميتة عدة ضد «طالبان» وقادتها في السنوات الثلاث الماضية. وعلى مدى الأشهر الستة الماضية، كان «داعش خراسان» يمارس نشاطاً ضئيلاً في أفغانستان، ولم يتورط إلا في هجمات محدودة ضد «طالبان» ومنشآت حكومتها. ومن الضروري التعامل مع ادعاء «طالبان» بأنها كسرت شوكة «داعش خراسان» في أفغانستان بحذر. وبعبارة أخرى، هذا الادعاء مشكوك فيه في ظل تنامي انشقاقات داخل صفوف «طالبان» الأفغانية ونظيرتها الباكستانية، واتجاه المنشقين نحو «داعش خراسان».

لم يُهزم بعد في أفغانستان

ويعتقد خبراء دوليون وباكستانيون أن حقيقة أن «داعش خراسان» كان يمارس نشاطاً ضئيلاً في المنطقة يمكن أن تكون نتيجة للصعوبات المالية التي يقال إن «داعش خراسان» يواجهها منذ بداية عام 2023. ويشير بعض التقارير إلى أن «داعش خراسان» نجح في «تحقيق بعض التدفقات المالية في النصف الأخير من عام 2023». ويعدّ استمرار انشقاق مقاتلي «طالبان» الأفغانية عن صفوف المنظمة الأم للانضمام إلى تنظيم «داعش خراسان»، تذكيراً مستمراً بأن «داعش خراسان» لم يُهزم بعد في أفغانستان. وثمة مؤشر رئيسي على هذه الظاهرة يمكن ملاحظته في شمال أفغانستان، حيث تواصل استخبارات «طالبان» استجواب مقاتليها للاشتباه في وجود صلات لهم بتنظيم «داعش خراسان». ويعزز هذا الوضع وجود توترات واضحة بين قيادة «طالبان» وأفراد الطاجيك في «طالبان» في شمال شرقي البلاد. ويوضح الخبراء أن «هذا يؤكد أن تنظيم (داعش خراسان) ربما بدأ للتو في إحراز بعض التقدم في اختراق صفوف (طالبان). وبالتالي؛ يمكن أن يوفر الطاجيك الغاضبون داخل (طالبان) بعض الفرص لـ(داعش خراسان)». وتحاول استخبارات «طالبان» بدأب القضاء على خلايا «داعش خراسان» في الجامعات الأفغانية حيث جرى تجنيد غالبية أعضاء «داعش خراسان». وتزعم استخبارات «طالبان» أنها حولت الحرم الجامعي في جميع أنحاء البلاد إلى بيئة أشد صرامة في مواجهة جهود التجنيد من قبل «داعش خراسان». يذكر أن تنظيم «داعش خراسان» شرع في تجنيد الطلاب الشباب داخل الحرم الجامعي في أفغانستان قبل وقت طويل من انتصار «طالبان» في أغسطس (آب) 2021. ويعتقد بعض الخبراء أن تنظيم «داعش خراسان» نجح في تجنيد أعضاء قُدر عددهم بمئات الآلاف في عهد حكومة أشرف غني.

 

«طفرة جديدة» للدولار في إيران... إلزام القطاعات الاقتصادية بتوصيات خامنئي

رئيسي طالب أعضاء حكومته بدعم إنتاج السلع الأساسية

لندن: عادل السالمي/الشرق الأوسط/24 آذار/2024

حقق الدولار «طفرة» قياسية مقابل الريال الإيراني، في أول أيام افتتاح البنوك بعد وقفة خمسة أيام بمناسبة عيد النوروز، في وقت ألزم الرئيس إبراهيم رئيسي الوزارات المعنية بالاقتصاد، بوضع خطط امتثالاً لشعار العام الذي أطلقه المرشد علي خامنئي بشأن تحقيق «طفرة في الإنتاج» لمواجهة الأزمة الاقتصادية والمعيشية. وباشر رئيسي اجتماعاته الأسبوعية مع فريقه الاقتصادي، في العام الجديد، على ضوء التوصيات التي أطلقها قبل خمسة أيام صاحب كلمة الفصل في البلاد المرشد الإيراني علي خامنئي، بشأن الملف الاقتصادي، وإصراره على رفع مستوى الإنتاج، معبراً عن «مرارة» يشعر بها من تدهور الوضع المعيشي. وقال خامنئي إن «الاقتصاد نقطة الضعف الأساسية» في بلاده، مشدداً على أن «القضية الرئيسية للبلد هذا العام هي الاقتصاد». وأطلق شعار «طفرة الإنتاج بمشاركة الناس» على العام الجديد. ونقل موقع الرئاسة الإيرانية عن رئيسي قوله اليوم (الأحد)، إن «القطاعات الإنتاجية، بما في ذلك النفط والزراعة والطاقة والصناعة والمناجم، المخاطب الرئيسي لشعار العام الجديد»، مطالباً أعضاء فريقه الاقتصادي بتحديد متطلبات وضرورات برامجها لتحقيق القفزة في القطاعات الإنتاجية. وقال رئيسي إن «الدعم الكامل لإنتاج السلع الأساسية وتحقيق الاستقرار والهدوء في هذا القطاع سياسة ثابتة وراسخة للحكومة». وواجه رئيسي خلال الأيام الماضية انتقادات، بعدما ادعى في خطابه المتلفز بعيد النوروز أن حكومته خفضت معدلات التضخم الشهري بواقع 20 نقطة، كما تفاخر بتوقيع عقود في مجال النفط والغاز بين شركة النفط الإيرانية وشركات داخلية، خصوصاً «خاتم الأنبياء» الذراع الاقتصادية لـ«الحرس الثوري».

«طفرة الدولار»

في الأثناء، تراجعت العملة الإيرانية إلى مستوى قياسي منخفض، مع تراجعها إلى 613.500 مقابل الدولار، بالتزامن مع احتفال الإيرانيين بحلول رأس السنة (عيد النوروز). وتخطى سعر الدولار حاجز 600 ألف ريال لأول مرة قبل خمسة أيام، مع حلول رأس السنة. وذكرت وكالة «أسوشيتد برس» أن الإيرانيين حاولوا استبدال عملات أجنبية بالريال الإيراني في المركز المالي الرئيسي بطهران في شارع فردوسي، لكن معظم المكاتب كانت مغلقة بسبب عطلة النوروز، التي تستمر لأسبوعين. ويزيد الطلب على الدولار الأميركي واليورو، مع توجه الإيرانيين لقضاء العطلة في الخارج. وعبر مجتبى، وهو أب يبلغ من العمر 49 عاماً، عن شعوره بالصدمة: «انخفض سعر الريال بنسبة 5 في المائة، مقارنة بالأيام الستة الماضية، بينما البلاد بأكملها في إجازة!». وقالت نيلوفر، زوجة تبلغ 28 عاماً، وزوجها بهزاد (30 عاماً) إنهما حجزا جولة لمدة أسبوع في تركيا بسعر مخفض، لكنهما يعتقدان الآن أنهما سينفقان المبلغ نفسه الذي ينفقانه عادة على جولة بالسعر الكامل. وتنعكس تذبذبات سعر الصرف بقوة على أسواق أخرى، بما في ذلك الإسكان والإيجارات، والسلع الأساسية.وتكشف الأرقام أن سعر الريال الإيراني بلغ 590.000 دولار في 18 مارس (آذار)، آخر يوم عمل قبل العطلة. وتابع الكثير من الإيرانيين تبخر مدخراتهم مع انخفاض قيمة العملة المحلية. واليوم، تبلغ قيمتها نحو واحد على عشرين مما كانت عليه عام 2015، عندما وقعت إيران اتفاقاً نووياً مع عدد من القوى العالمية. ومنذ ذلك الحين انخفض سعر العملة المحلية من 32 ألف ريال مقابل الدولار إلى مئات الآلاف. وفي فبراير (شباط) 2023، وصل لفترة وجيزة إلى أدنى مستوياته أمام الدولار عند 600 ألف ريال، ومنذ ذلك الحين لم يتجاوز 439 ألف ريال.

تفاؤل وتشاؤم

من جهته، قدّر مركز الإحصاء الحكومي معدل التضخم في البلاد خلال فبراير 2024 عند 42.5 في المائة، بينما أعلن البنك المركزي أنه يتجاوز 46 في المائة. ولا يوجد تفسير لهذا التفاوت.

وقال وزير الاقتصاد والشؤون المالية، إحسان خاندوزي، إن «توقعات المؤسسات الدولية تشير إلى انخفاض التضخم في إيران». بدوره، تعهد محمد حسيني، نائب الرئيس الإيراني للشؤون البرلمانية، بتراجع التضخم إلى ما دون 10 في المائة، بعد 5 سنوات، أي في نهاية الولاية الثانية لحكومة إبراهيم رئيسي، إذا ما ترشح العام المقبل، وحافظ على منصبه. وبدا محافظ البنك المركزي السابق، عبد الناصر همتي، متشائماً من تحقق وعود حكومة رئيسي. وأشار همتي إلى وعود أطلقها رئيسي قبل توليه الرئاسة بخفض التضخم إلى النصف، قبل خفضها إلى دون الـ10 في المائة. وبعد التذكير بوعود رئيسي السابقة، قال همتي إن «الوعود الأولى بشأن التراجع إلى دون 10 في المائة، فاقت 40 في المائة حتى الآن، لماذا يجب أن نثق بالوعود الجديدة؟». وتدهورت علاقات إيران مع الغرب بشكل استثنائي منذ تخلي الرئيس دونالد ترمب عن اتفاق دعا طهران إلى إنهاء برنامجها النووي، مقابل الحصول إلى أموال مجمدة وغيرها من المزايا. من جهته، قال الرئيس جو بايدن إنه مستعد للعودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، لكن المحادثات الرسمية لمحاولة إيجاد خريطة طريق لاستئناف الاتفاق انهارت في أغسطس (آب) 2022. في الوقت ذاته، تفاقمت التوترات في الشرق الأوسط على نحو كبير، ما زاد جهود الدبلوماسية النووية مع إيران تعقيداً. وأثارت إيران غضب الدول الغربية أكثر عبر تزويد روسيا بطائرات دون طيار مسلحة استخدمتها في غزوها لأوكرانيا. وقد أججت الظروف الاقتصادية الصعبة غضباً واسع النطاق ضد الحكومة في الماضي، لكنها أجبرت كذلك الكثير من الإيرانيين على التركيز على توفير الطعام، بدلاً من الانخراط في نشاط سياسي شديد الخطورة في خضم حملة قمع شرسة ضد المعارضة. وجاء هذا التراجع القياسي للريال بعد أقل من شهر من الانتخابات البرلمانية التي شهدت أدنى نسبة مشاركة منذ الثورة 1979، والتي هيمن على نتائجها التيار المحافظ المتشدد، الداعم الرئيسي لحكومة إبراهيم رئيسي.

3 سيناريوهات

وفي مقال رأي نشره موقع «خبر أونلاين» الإيراني، توقع أستاذ العلوم السياسية في جامعة بهشتي بطهران، محمود سريع القلم، ثلاثة سيناريوهات بشأن معدل التضخم والمستقبل السياسي لإيران، خلال العام المقبل؛ السيناريو الأول: «يعتمد على نوع الحكومة التي تستقر في البيت الأبيض بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية. يستمر الوضع الحالي، ويبدأ معه مسار التآكل في الهيكل العمراني والاقتصادي والتعليمي والخدمات»، متوقعاً زيادة وتيرة الهجرة من البلاد، لأصحاب رؤوس الأموال وذوي الخبرات العلمية.

كما رجح أن يكون السيناريو الثاني تحت تأثير خيارات وتغييرات داخل المؤسسة الحاكمة في طهران، موضحاً أن «النخب ستقرر المحافظة على هيكل السلطة، لكنهم سيغيرون في السياسة الخارجية». وأضاف: «سيخضع هذا القرار الحيوي والهيكلي لتحليل مفاده أن البلاد لا يمكن أن تتمتع بحياة طبيعية دون الثروة والحصول على الموارد المالية والاستثمارات الأجنبية ورفع العقوبات». وسيتطلب هذا السيناريو تحولاً جذرياً في السياسة الخارجية. أما السيناريو الثالث، فيتعلق بردود الفعل المحتملة لعامة الإيرانيين، إزاء استمرار التضخم إلى ما يفوق الـ10 في المائة، وانخفاض جودة الحياة. ويتصور هذا السيناريو مجموعة واسعة من ردود الفعل مثل اضطراب التعايش، وزيادة في معدلات الجرائم، وتوسع الريع، وعدم اللامبالاة، والاحتجاجات بين الفئات العمالية، والأقليات العرقية (الشعوب غير الفارسية)، وتوسع في المنظمات غير السياسية، وانفلات الشعبوية. وعن تبعات السيناريو الثالث، يرى سريع القلم أنه «يمكن احتواء التعبات السياسية والأمنية، طالما أن البيئة الإقليمية والدولية تدار عبر البرامج النووية والعسكرية». ويعتمد السيناريو الأول والثاني على تحليل وتحركات داخل السلطة، لكن السيناريو الثالث يعتمد على المجتمع.

 

تركيا تعاود التصعيد ضد «قسد» في شمال سوريا عبر استهدافات وهجمات على مواقعها وعناصرها

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/24 آذار/2024

صعدت تركيا مجدداً من هجماتها التي تستهدف مواقع «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) وعناصرها في شمال وشمال شرقي سوريا. وقُتل اثنان من عناصر «وحدات حماية الشعب الكردية»، أكبر مكونات «قسد»، الأحد، عبر استهداف سيارة عسكرية كانت تقلهما بالقرب من قرية السعدة في ريف محافظة الحسكة بطائرة مسيرة. في الوقت ذاته، قصفت مدفعية القوات التركية وفصائل «الجيش الوطني السوري» الموالي لأنقرة، قرى أم الحوش وأم القرى وحربل وسموقة الواقعة ضمن مناطق انتشار «قسد» والجيش السوري في ريف حلب الشمالي. جاء ذلك بعد أكثر من أسبوع من قصف القوات التركية والفصائل الموالية، بالمدفعية الثقيلة، قرية الكاوكلي في ريف منبج شرق حلب، ضمن مناطق نفوذ قوات «مجلس منبج العسكري» التابع لـ«قسد». كما استهدفت طائرة مسيرة تابعة للقوات التركية بقذيفة قرية المالكية بناحية شيراوا بريف عفرين شمال غربي حلب، دون تسجيل خسائر بشرية، وقصفت القوات التركية بالمدفعية الثقيلة قرية المديونة بريف حلب الشمالي، الأحد، بحسب ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان». في الوقت ذاته، أعلنت وزارة الدفاع التركية، في بيان الأحد، مقتل عنصرين من الوحدات الكردية، في اشتباكات وقعت على خلفية محاولتهما شن هجمات في منطقة عملية «درع الفرات»، الخاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل الموالية في ريف حلب. وقالت الوزارة، في بيانها، إن القوات التركية عازمة ومصممة على «اجتثاث الإرهاب من منبعه». وكان مستشار العلاقات العامة والإعلام بوزارة الدفاع التركية، زكي أكتورك، قد ذكر، في إفادة صحافية، الخميس، أن القوات التركية تمكنت من القضاء على 366 من عناصر «قسد» في شمال سوريا، منذ مطلع العام الحالي. وأضاف أنه تم ضبط 174 شخصاً، بينهم 7 أعضاء في «وحدات حماية الشعب الكردية»، أثناء محاولتهم عبور الحدود بطريقة غير شرعية، خلال الأسبوع الماضي. وذكرت وزارة الدفاع التركية، الأحد، أنه تم القبض على أحد عناصر الوحدات الكردية الذي حاول دخول البلاد من الحدود السورية في ولاية شانلي أورفا، جنوب تركيا.

 

حداد في روسيا بعد «هجوم كروكوس» وتساؤلات حول المنفذين

«داعش» يتبنى مجدداً بفيديو... وموسكو تصر على «الرابط الأوكراني»... وواشنطن تبرئ كييف

أزواج يواسون بعضهم بعضاً في سان بطرسبورغ الأحد بعد يومين من الهجوم الذي استهدف قاعة

موسكو - كييف - واشنطن الشرق الأوسط/24 آذار/2024

عاشت روسيا، الأحد، يوم حداد بعد المجزرة التي وقعت في قاعة للحفلات الموسيقية في ضاحية موسكو، في هجوم هو الأكثر حصداً للأرواح في البلاد، منذ حوالي عقدين، والأكثر فتكاً في أوروبا، وتبناه «تنظيم داعش». وذكرت محطة «روسيا 24» التلفزيونية العامة صباح الأحد أن «البلاد بكاملها في حالة حداد؛ تضامناً مع الأشخاص الذين فقدوا أحباءهم في هذه المأساة اللاإنسانية». وبثت مشاهد للوحة رقمية ضخمة مثبتة على جدران قاعة الحفلات التي تعرضت للهجوم تظهر شمعة على خلفية سوداء، وجملة «كروكوس سيتي هول» «نحن في حداد 22 - 03 - 2024» وهو تاريخ الهجوم. تنكيس العلم فوق أحد متاحف سان بطرسبورغ مع إعلان الحداد الوطني الأحد بعد هجوم كروكوس (أ.ب)

واقتحم أفراد قاعة كروكوس سيتي هول مساء الجمعة، قبل أن يفتحوا النار من أسلحة رشاشة على الأشخاص الذين أتوا لحضور حفلة لفرقة بيكنيك، وأشعلوا حريقاً بقنابل حارقة، وفق المحققين، ما أسفر عن مقتل 133 شخصاً على الأقل في حصيلة يتوقّع أن ترتفع.

وأدان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمة متلفزة السبت «العمل الإرهابي الهمجي»، متوعداً بمعاقبة المسؤولين عنه. وأعلن أنه تم توقيف «منفّذيه الأربعة فيما كانوا يتجّهون نحو أوكرانيا» من دون ذكر تبني «تنظيم داعش» الهجوم. وكانت لجنة التحقيق الروسية أعلنت في وقت سابق توقيف 11 شخصا، بينهم المهاجمون الأربعة الذين نفّذوا الهجوم، في منطقة بريانسك الواقعة عند الحدود مع أوكرانيا وبيلاروسيا.

«من أجل المال»

وفي لقطات فيديو نشرتها وسائل إعلام روسية وقنوات على «تلغرام» ذات علاقات وثيقة بالكرملين، قال أحد المشتبه بهم إنه عُرض عليه المال لتنفيذ الهجوم. وقال المشتبه به، وهو مقيد اليدين بينما يمسك أحد المحققين بشعره، بلغة روسية ضعيفة: «لقد أطلقت النار على الناس». ورداً على سؤال عن السبب قال: «من أجل المال». وأوضح الرجل أنه حصل على وعود بنصف مليون روبل (ما يزيد قليلاً على خمسة آلاف دولار). وظهر أحد المشتبه بهم وهو يجيب عن الأسئلة من خلال مترجم للطاجيكية. وهذا الهجوم هو الأكثر حصداً للأرواح منذ حوالي عقدين، والأكثر فتكاً في أوروبا الذي يتبنّاه «تنظيم داعش» منذ هجمات 13 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 في باريس. وتواصلت الأحد عمليات البحث في أنقاض المبنى الذي دمرته النيران وانهار سقفه جزئياً باستخدام معدات ثقيلة، في مهمة قد تستغرق أياماً. ونفّذ «تنظيم داعش» الذي تحاربه روسيا في سوريا، والذي ينشط أيضاً في القوقاز، هجمات على الأراضي الروسية منذ نهاية عام 2010، لكنه لم يتبنّ أي هجوم بهذا الحجم في البلاد. وأعلن التنظيم في بيان على «تلغرام» أنّ مقاتليه «هاجموا تجمّعاً كبيراً (...) في محيط العاصمة الروسيّة موسكو»، زاعماً أنّ مقاتليه «انسحبوا إلى قواعدهم بسلام». وبعدما تبنى «تنظيم داعش» الهجوم في البداية عبر بيان، نشرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي عادة ما يستخدمها التنظيم، لاحقاً شريط فيديو صوّره على ما يبدو مُنفّذو الهجوم، وفق ما أفاد موقع «سايت» المتخصّص في رصد المواقع الجهاديّة. ويُظهر الفيديو ومدّته دقيقة و31 ثانية عدداً من الأفراد الذين بدت وجوههم غير واضحة وأصواتهم مُشوّشة، وهم يحملون بنادق هجوميّة وسكاكين، داخل ما بدا أنه بهو قاعة الحفلات الموسيقية «كروكوس سيتي هول» في كراسنوغورسك في شمال غربي العاصمة الروسية. وبينما كان المهاجمون يُطلقون رشقات ناريّة عدة، شوهِد عدد من الجثث أرضاً، وأمكن رؤية حريق يندلع في الخلفية. وظهر شريط الفيديو هذا على حساب في «تلغرام» قال موقع «سايت» إنه يعود إلى «وكالة أعماق» التابعة لـ«تنظيم داعش». ورغم ذلك، لم يوجّه فلاديمير بوتين ولا جهاز الأمن الفيدرالي أي اتهام إلى التنظيم.

ولم يتضح سبب اختيار التنظيم لهذا التوقيت لتنفيذ الهجوم في روسيا.

موقف البيت الأبيض

وقال البيت الأبيض إن الحكومة الأميركية شاركت في وقت مبكر هذا الشهر معلومات مع روسيا عن هجوم مزمع في موسكو، وأصدرت أيضاً نصائح عامة للأميركيين في روسيا في السابع من مارس (آذار). وأضاف: «يتحمل (تنظيم داعش) بمفرده المسؤولية عن هذا الهجوم». وقالت أدريان واتسون المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي: «لا يوجد أي تورط أوكراني على الإطلاق». نفي أوكرانيوأكّد جهاز الأمن الفيدرالي السبت أن المشتبه بهم كانت لديهم «جهات اتصال» في أوكرانيا إلى حيث كانوا يعتزمون الفرار من دون تقديم أي دليل على هذه الصلات المفترضة التي لم تحدّد طبيعتها. وقال المستشار الرئاسي ميخايلو بودولياك على منصة «إكس» إن «الروايات التي تقدّمها الأجهزة الخاصة الروسية فيما يتعلق بأوكرانيا غير مقبولة وسخيفة»، مؤكّداً أن «أوكرانيا ليست لديها أدنى صلة بالحادث». من جهته، أدان رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك الهجوم «الوحشي» معرباً عن أمله في ألا يصبح «ذريعة» لتصعيد العنف. ونشرت المسؤولة في محطة «آر تي» العامة مارغريتا سيمونيان مقاطع فيديو تظهر اعترافات اثنين من المشتبه بهم أثناء استجوابهما من دون ذكر الجهة الراعية للهجوم. ولم يمكن التحقق من صحة المقاطع. ورغم تبني «تنظيم داعش» الهجوم، يبقى هناك كثير من الأسئلة التي ينبغي الإجابة عنها. وبحسب وسائل إعلام روسية والنائب ألكسندر خينستين، فإن بعض المشتبه بهم من طاجيكستان. وأوضحت سلطات طاجيكستان الواقعة في آسيا الوسطى أنها «لم تتلق تأكيدات من السلطات الروسية بشأن المعلومات الكاذبة المتداولة حالياً حول ضلوع مواطنين» من طاجيكستان في الهجوم. والسبت، توافد عشرات الروس إلى مراكز التبرع بالدم في موسكو أو إلى نصب تذكارية أقيمت في موقع الحادث. وقال فلاديسلاف (18 عاماً) فيما كان ينتظر في الطابور للتبرع بالدم: «عندما نكون أمام وضع مماثل (...) نريد المساعدة». وعلقت في بعض مواقف الحافلات في المدينة ملصقات تظهر شمعة على خلفية سوداء مرفقة بجملة «نحن في حداد 22 - 03 - 2024» وهو تاريخ الهجوم. وأعلنت المتاحف والمسارح في موسكو إغلاق أبوابها خلال عطلة نهاية الأسبوع، كما أغلقت دور السينما في موسكو السبت والأحد مقدّمة «تعازيها» لعائلات الضحايا.

 

ماكرون في لهجة تصعيدية يكرر لنتياهو معارضته "الصارمة "لهجوم اسرائيلي على رفح

وطنية/24 آذار/2024  

صعّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لهجته ، تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مؤكدا مجددا "معارضته الصارمة" لهجوم إسرائيلي على رفح، ومحذرا من أن "النقل القسري للسكان يشكل جريمة حرب". وكرر ماكرون، خلال اتصال هاتفي مع نتنياهو، دعوته إلى "وقف فوري ومستدام لإطلاق النار في غزة" ودان "بشدة الإعلانات الإسرائيلية الأخيرة بشأن الاستيطان". كما أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي نيته تقديم مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي يدعو إلى "وقف فوري ومستدام لإطلاق النار". وشدد الرئيس الفرنسي على ضرورة أن تفتح إسرائيل "بدون تأخير وبدون شروط جميع المعابر البرية القائمة مع قطاع غزة". كما تحدث إيمانويل ماكرون هاتفيا اليوم مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، حيث ناقش الزعيمان "حصيلة الضحايا والوضع الإنساني غير المبررين في غزة"، بحسب ما نقلت "فرانس برس " عن الإليزيه. واتفقا على ضرورة التوصل إلى وقف إطلاق نار "فوري ومستدام"، و"شددا على أن تعريض المدنيين لخطر المجاعة أمر غير مبرر". كما اعتبرا أن حل الدولتين هو "الحل الوحيد القادر على الاستجابة للتطلعات المشروعة للإسرائيليين والفلسطينيين من أجل السلام والأمن"، والذي "يتضمن قيام دولة فلسطينية تشمل غزة".

 

غوتيريش يحث اسرائيل على إزالة العقبات أمام دخول المساعدات إلى غزة

وطنية/24 آذار/2024  

حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الأحد إسرائيل على "إزالة ما يتبقى من عقبات" أمام دخول مواد الإغاثة إلى الفلسطينيين في قطاع غزة، مشيرا إلى ضرورة زيادة المعابر ونقاط وصول المساعدات.بحسب "فرانس برس". وأوضح غوتيريش خلال مؤتمر صحافي في القاهرة مع وزير الخارجية المصري سامح شكري أن "الطريق البري هو الأكثر فاعلية وكفاءة في نقل البضائع الثقيلة"، مؤكدا على أن دخول المساعدات "يتطلب وقفا فوريا لإطلاق النار لأسباب إنسانية".

 

البابا فرنسيس يصف هجوم كروكوس الإرهابي بغير الإنساني

وطنية/24 آذار/2024  

 وصف راعي الكنيسة الكاثوليكية البابا فرنسيس، الهجوم الإرهابي الذي وقع في مركز كروكوس قرب موسكو، بأنه تصرف غير إنساني ويهين الرب.بحسب روسيا اليوم". وقال البابا في ختام قداس أحد الشعانين، الذي تحتفل به الكنيسة الرومانية الكاثوليكية: "أصلي من أجل ضحايا الهجوم الإرهابي الوحشي الذي تم ارتكابه قرب موسكو. فليقبل الرب نفوسهم في مملكته بسلام ويطمئن أحباءهم. وليغير قلوب أولئك الذين يرتكبون هذه الأعمال اللاإنسانية التي تسيء إلى الرب الذي أمر بعدم القتل". كما دعا البابا، إلى الصلاة من أجل جميع الذين يعانون من الحروب "خاصة في أوكرانيا حيث انقطعت الكهرباء عن الكثيرين بسبب الهجمات على البنية التحتية".   كما حذر من خطورة تفاقم المعاناة وخطر وقوع مأساة إنسانية.

 

القوات الاميركية  تشتبك مع 6  طائرات مسيرة للحوثيين فوق جنوب البحر الاحمر

وطنية /24 آذار/2024

قالت القيادة المركزية الأميركية اليوم، أن القوات الأميركية اشتبكت مع ست طائرات مسيرة للحوثيين فوق جنوب البحر الأحمر، بعدما أطلقت الحركة المتحالفة مع إيران أربعة صواريخ باليستية مضادة للسفن باتجاه ناقلة نفط تملكها جهة صينية، بحسب ما جاء في وكالة "رويترز".

وقالت القيادة في منشور على موقع "أكس" إن الحوثيين أطلقوا الصواريخ بالقرب من ناقلة النفط إم/في هوانغ يو التي ترفع علم بنما وتعود ملكيتها وإدارتها إلى جهة صينية. وأضافت القيادة أن "صاروخا خامسا أطلق على ناقلة النفط التي أصدرت نداء استغاثة". وأشارت إلى "تعرض الناقلة لأضرار طفيفة واندلاع حريق على متنها ولكن تم إخماده". وأوضحت أنه لم ترد أنباء عن وقوع إصابات جراء ذلك. وقالت القيادة المركزية الأميركية إن القوات الأميركية اشتبكت بعد ذلك مع ست طائرات مسيرة تحطمت خمس منها في البحر الأحمر وحلقت واحدة صوب المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسة المتفرقة

على من تقع مسؤولية التعويض على المتضررين من الحرب بين إسرائيل و"حزب الله" في الجنوب؟

غسان صليبي/النهار/24 آذار/2024

عنوان المقال هو اليوم موضوع سجال محتدم بين فريقين من اللبنانيين: فريق يريد تحميل الدولة مسؤولية التعويض وفريق يريد تحميلها ل"حزب الله". اللافت أن أحدا لا يحمّل المسؤولية لإسرائيل.  رأيي الشخصي أن الأطراف الثلاثة يتحملون المسؤولية القانونية، وافصّله في النقاط التالية:

١- "الضرر في القانون هو الأذى الذي يلحق بالشخص في ماله أو جسده أو عرضه أو عاطفته ويترتب عليه واجب التعويض مهما كان نوعه ماديا أو معنويا، مما يؤدي إلى المسؤولية القانونية للشخص الذي يرتكب الفعل الضار."

٢- يمكن للأضرار الناتجة عن الحرب في الجنوب ان تكون مباشرة: جسدية(وفاة، نزوحا، أذى جسديا، إضطرابات نفسية، الخ..)، او مالية(مسكنا، سيارة، أرضا عادية، أرضا زراعية، الخ...)؛ أو غير مباشرة: قلقا عام عند اللبنانيين، خوفا، انعكاسات إقتصادية على الاسواق وعلى حركة الانتاج والاستثمار...

٣- من يتحمّل مسؤولية التعويض عن هذه الأضرار؟ "المسؤولية بشكل عام هي متابعة شخص عن فعل قام به سبّب ضررا للغير، سواء أكان هذا الفعل إيجابيا أو سلبيا (أي القيام بالفعل أو الامتناع عنه). والمسؤولية تكون متبوعة بعقاب، قد يكون أدبيا (معنويا) أو ماديا (السجن أو الغرامة المالية) و هذا حسب نوع المسؤولية و خطورة الفعل المرتكب."

٤- الجهة التي تسببت مباشرة بالأضرار هي اسرائيل، ويجب التفتيش في القانون الدولي عن كيفية تحميلها هذه المسؤولية.

٥- لكن الفعل الذي قامت به إسرائيل وتسبب بالأضرار، كان ردة فعل على فتح "حزب الله" لجبهة الجنوب مساندةً منه لغزة. وهنا تبرز مسؤولية "حزب الله" عن التعويض عن الأضرار، وكيفية إقتسام هذه المسؤولية مع إسرائيل، نسبة للأضرار وتناسبها مع الفعل وردة الفعل.

٦- لا يستطيع "حزب الله" التبرؤ من المسؤولية وإلقائها على عاتق الدولة، بحجة انه مقاومة، وأن المقاومة تمارس حقها في الدفاع عن لبنان بموافقة الدولة. فالحرب القائمة حالياً في الجنوب لا علاقة لها بإستكمال تحرير الأرض، اي تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا. بل هي، كما أعلن "حزب الله"، من أجل الدفاع عن غزة.

٧- لكن هذا لا يعفي الدولة من مسؤوليتها. بوجه "حزب الله" اولاً: فالحكومة تتحمل مسؤولية عدم رفع الغطاء الشرعي عن الحزب عندما اتخذ قرار الحرب بمعزل عنها، اي انها عمليا، تتحمل مسؤولية مساءلته عن فعلته، عبر وزرائه ونوابه، بإعتبارها مخالفة للدستور، ويترتب عليها تعويضا مالياً وجزائياً. وفي هذا السياق يجب عدم إغفال دور المجلس النيابي ومسؤوليته في مجال مساءلة الحكومة عن تقاعسها في موضوع انخراط  "حزب الله" في الحرب. مسؤوليتها أمام المتضررين ثانياً: فهي المسؤولة دستورياً عن التعويض عليهم، وإن كان هذا التعويض يجب أن يتأتى من ثلاثة مصادر: من إسرائيل، من "حزب الله"، ومن الموازنة العامة، وربما أيضا من جيوب رئيس الحكومة وأعضائها. مسؤوليتها تجاه المواطنين ثالثاً: فمن جهة، أضرار الحرب تشملهم جميعاً، اذا لم يكن مالياً فمعنوياً؛ ومن جهة ثانية، إن دفع التعويضات سيُقتطع من ضرائبهم، ويترتب عليه انتقاص من الخدمات العامة التي تقدم لهم.

٨- المواطنون يتحملون أيضا جزءاً من المسؤولية، لكنها سياسية وليست قانونية، وهي ذات شقين. الشق الاول، له علاقة بموقفهم من الحكومة وعدم احتجاجهم على سكوتها عن تفرد "حزب الله" في إعلان الحرب. والشق الثاني له علاقة بموقفهم من "حزب الله"، وسكوتهم عن ممارساته المتمادية، المخالفة للدستور وللرأي العام اللبناني بمعظمه. وربما هي المرة الأولى التي قد يتلمس فيها المواطنون بالمباشر، نتائج سياسات "حزب الله" على معيشتهم، من خلال إجبارهم على اقتطاع جزء من ضرائبهم لدفع التعويضات.

٩- في السجال الدائر يتساءل الذين يريدون تحميل "حزب الله" مسؤولية دفع التعويضات، عن سبب تقاعس الدولة عن دفع تعويضات عادلة للمتتضررين من إنفجار المرفأ. القضية مهمة بحد ذاتها وتُبرز غبناً أكيداً، لكن الأهم في المقارنة انها تطرح للنقاش السياسة الإنفاقية للدولة بشكل عام، وهي مسألة من المفترض ان تُناقش في إطار مناقشة موازنة الدولة ككل.

١٠- ما لم يجرِ نقاشه للأسف، هو الإنفاق على القوى الامنية، المكلّفة دستورياً حماية المواطنين والوطن، والتصدي للإعتداءات الخارجية. فموضوع دفع التعويضات، يحيل حكماً الى موضوع جدوى الإنفاق على القوى الامنية، طالما تُمنع هذه القوى من القيام بواجبها. مع العلم ان قيامها بهذا الواجب على الحدود مع إسرائيل كان من الممكن أن يحول دون حربها مع "حزب الله"، وتالياً دون الحاجة الى طرح موضوع التعويضات من الأساس.

مسألة التعويض عن الأضرار نتيجة الحرب في الجنوب، تطرح دفعة واحدة جميع هذه القضايا المثارة أعلاه، لكن أبعادها تطال صلب النقاش الدائر في السر وفي العلن، حول اللامركزية بأشكالها المتعددة. فقرار الحرب له تبعات أمنية ومالية على البلاد وهو يمس بعلاقاتها الخارجية. وهذه العناصر الثلاثة، امن البلاد وماليتها وعلاقاتها الخارجية، هي محور اي نقاش جدي حول اللامركزية وحدود صلاحياتها.

ولعل مسألة التعويضات، تضع الجميع أمام مسؤولياتهم، "حزب الله" والحكومة والمجلس النيابي والمواطنين، وتطرح شكل النظام السياسي جديأً على بساط البحث، قبل أن تصبح مسألة الكيان اللبناني ككل، هي القضية.

 

لبنان: لماذا الوطن الواحد أصلاً؟

حازم صاغية/الشرق الأوسط/24 آذار/2024

كان من «إبداعات» الحرب الأهليّة الروسيّة، التي تلت ثورة أكتوبر 1917، إنشاء «وحدات المنع»(blocking units) ، وهي قوّات شيوعيّة تقف وراء الجنود الذين يقاتلون على الجبهات. أمّا وظيفتها فكانت إطلاق النار على الجنود الذين يفرّون من المعركة. ذاك أنّ أفراد الجيش الذين انهارت معنويّاتهم في الحرب العالميّة الأولى، والتلاشي الاقتصاديّ الذي رافقها، لم يُبدوا الحماسة المطلوبة للقتال في حروب لاحقة، فكان مطلوباً وضعهم أمام خيار محدّد: إمّا أن تقاتلوا أو أن تُقتلوا.

واللبنانيّون اليوم ممّن لا يريدون القتال لبلدهم ولأنفسهم، وهم أكثريّة كبرى، مهدّدون بالقتل المعنويّ، تشهيراً وتخويناً، على أيدي «وحدات منع» لا يرتوي طلبها للقتال بمن رغبوا ومن لم يرغبوا.

ذاك أنّنا ينبغي أن نكون مجتمع محاربين وإلاّ كنّا، في الحدّ الأدنى، جبناء عديمي الشرف والكرامة، وفي الحدّ الأقصى، عملاء وجواسيس. وقبل أيّام تلاحقت أحداث نمّت، مرّةً أخرى، عن هذا الميل الذي لا يتزحزح: فحين انتقد نوّابٌ منتخبون عن العاصمة عراضة مسلّحة رافقت تشييع مقاتل قضى في الجنوب، ينتمي إلى «الجماعة الإسلاميّة» التي استتبعها «حزب الله»، ردّ بعض مشايخ «الجماعة»، وبعضُ مَن يشايعهم من الإعلاميّين، بحملة التشكيك المألوفة التي تجاوزت السياسة إلى الأخلاقيّات بأكثر معانيها تخلّفاً. وبدل الانتباه إلى أنّ سكّان بيروت، الذين ذاقوا من السلاح والمسلّحين في العقود الفائتة الأمرّين، هم الذين نطق النوّاب باسمهم، طالعتنا صحيفة «الأخبار» بعنوان تآمريّ عن «أمر عمليّات أميركيّ – خليجيّ بحملة ضدّ الجماعة الإسلاميّة» التي «تُعيد المقاومة إلى بيروت».

والحال أنَّ ما تُعيده «الجماعة الإسلاميّة» إلى بيروت، في حال صحّت توقّعات الجريدة المذكورة، لا يقلّ عن إخضاع العاصمة مجدّداً للحالة الميليشياويّة، أو تعزيز تحكّم الميليشيا بالجملة بتحكّمها بالمفرّق، ومن ثمّ استكمال السيطرة على قرار الحرب والسلم وطنيّاً بسيطرة كلّ زاروب مسلّح على قرار حربه وسلمه مع الزاروب الآخر. وكما تُسبَغ على قرار كهذا أوصاف المجد والبطولة، يصاب التحليل بالتواءٍ يكمن لنا وراء كلّ حدث يستجدّ. فإذ يزورنا وفد من الحوثيّين اليمنيّين «لتنسيق عمليّات المقاومة»، يُقذَف في صدورنا عِلمٌ مفاده أنّ الخطر على لبنان كامن في المؤرّخ والأستاذ الجامعيّ مكرم رباح بسبب استعانته بصورة مجازيّة تكشف بؤس أحوالنا الحقيقيّة. ويُستدعى رباح، والحال هذه، إلى التحقيق بوصفه مَن «خرق الإجماع الوطنيّ» حول مقاومة يقتصر الإجماع عليها على من يُجمعون على جماليّات العراضات المسلّحة.

لكنّه، مع هذا، سلوك لا يُستهان به لما يلازمه من إصرار مستمرّ جيلاً بعد جيل على استبدال الحياة الجارية فوق الأرض بالحياة تحتها، حيث أزيز الرصاص ونوم الأطفال مذعورين تحت الأسرّة، فيما يسود التشبّه بنماذج كبلغاريا وألبانيا في السبعينات أو كالحوثيّين اليوم، وهي نماذج نحن متقدّمون ألف سنة ضوئيّة عليها. ويبقى لافتاً ومثيراً أنّ الصفة الوحيدة التي يرونها لائقة ببيروت هي صفة العاصمة المقاوِمة وما تستجرّه مقاومتها من دماء وأشلاء وويل. فإذا صحّ ما يقوله البعض من أنّ بيروت الحريريّة ليست المدينة المثال والنقيض لبيروت المقاوِمة، صحّ ايضاً أنّ أيّة مدينة وأيّة حياة مدينيّة ستكونان مستحيلتين في ظلّ هذه اللاعقلانيّة الجارفة، المتأصّلة والمتمكّنة والعدميّة. ومن جيل إلى جيل تتغيّر الأفكار وتتحذلق، وقد تحلّ جوديث بتلر محلّ فلاديمير لينين الذي حلّ محلّ جمال عبد الناصر بعدما حلّ الأخير بدوره محلّ عنترة بن شدّاد، إلاّ أنّ صورة السعادة المرتجاة لا تتغيّر: أن نصطحب الفكرة الرائجة معنا إلى الأنفاق والملاجىء فيما تنهار علينا المباني على شكل ركام. وهناك نُنشد «انتصرنا» ونبكي ظلم العالم وكيف منعنا الغرب من أن تكون لدينا مدن. ونحن، العرب، لدينا تراث عريق في رثاء المدينة، ربّما كان أبرز رموزه ابن الروميّ الذي بكى البصرة يوم أُحرقت. وفي وسعنا دائماً أن نغرف من هذا التقليد ونطمئنّ إلى وجوده بعد أن نقرنه بتجهيل الفاعل مثلما فعلنا بعد تفجير مرفأ بيروت قبل أربعة أعوام. لكنّنا إذ نجهّل الفاعل بهذين الإصرار والتعمّد، نكون نحتفل بالفعل ونعدّه انتصاراً ما دام أنّه أصاب العاصمة في عمودها الفقريّ.وفي النهاية لا يستطيع أيّ فائض من حسن النوايا أن يطرد الفكرة المرتابة بهذا النهج وبالقيّمين عليه، حيث يغدو التضامن مع قضايا مُحقّة، في الجزائر أو في السويس أو في غزّة، ذرائع لتكسير بلد وتدمير عاصمته. فكما لو أنّ المسألة كراهيةٌ صافية لنموذج طالبَنا العيشُ فيه بما لا نملك، ونحن لا نملك إلاّ العراضة المسلّحة، أو نفور مُستدام من فكرة الدولة التي نشأت على أنقاض إمبراطوريّةٍ تداعت قبل نيّف ومئة عام، ولا يزال الحنين إليها يدغدغ النفوس. فإذا كان الأمر هكذا، فلماذا الوطن الواحد أصلاً؟

 

مناخ «الحرب الباردة»... لا يتسع لحقوق الشعوب

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/24 آذار/2024

حدثان يستحقان التوقفَ عندهما خلال الأسبوع هما «الفيتو» الروسي – الصيني المزدوج ضد مشروع القرار الأميركي الخاص بحرب تهجير غزة، والتفجير الكبير الذي استهدف محيطَ العاصمة الروسية موسكو وراح ضحيته بضع مئات بين قتيل وجريح.

من المُبكر جداً الربط بين الحدثين خارج إطار «نظريات المؤامرة» التي تستهوي كثيرين في عالمنا العربي. وأيضاً سيكون من السذاجة تصديق مشاعر التعاطف التي عبّرت عنها غالبية العواصم الغربية بعد عملية التفجير. أما أن يبادرَ «داعش» بسرعة البرق إلى تبني العملية فهو دليل آخر على معنى «داعش» ومبناه الاستخباراتي التشغيلي لا أكثر ولا أقل. ولكن لننظرْ أولاً إلى معطيات «الفيتو» الروسي – الصيني والرسالة السياسية التي يوجهها. تصويت العاصمتين ضد مشروع القرار الأميركي كان متوقعاً، وذلك لأنَّ واشنطن رفضت قبلاً كل الدعوات السابقة لوقف المجازر والتهجير في غزة بحجة أنَّها لا تنصُّ على إدانة هجوم حركة «حماس» يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول)، ولا تطلب الإفراجَ الفوريَّ واللا مشروط عن المختطفين الإسرائيليين لدى الحركة، ولا تعاقب الحركةَ بإنهاء وجودها العسكري وسلطتها السياسية.

ما نعرفه أنَّ شروطَ واشنطن هي نفسها شروط إسرائيل «المعلنة». وبما أنَّ «الأصيل» إسرائيل لا يتمتع بحق النقض - أي «الفيتو»– اضطلع «الكفيل»، الذي هو واشنطن، بممارسة هذا الحق ضد 4 مشاريع قرارات لوقف إطلاق النار طُرحت أمام مجلس الأمن الدولي منها مشروع قرار تضمن ضد تعديلات روسية.

في التصويت الأخير نالَ مشروع القرار الأميركي تأييد 11 دولة مقابل معارضة 3 دول؛ هي روسيا والصين والجزائر (الدولة العربية الوحيدة العضو في الدورة الحالية للمجلس)، مع امتناع غيانا عن التصويت. وطبعاً انتقدت المندوبة الأميركية الموقفين الروسي والصيني واعتبرته «سخيفاً». إلا أنَّ زميلها الروسي ردّ بالقول إنَّ الولايات المتحدة «لا تبذل أيَّ جهود لكبح جماح إسرائيل»، وهي تتكلَّم الآن عن وقف إطلاق نار «بعدما مُحيت غزة فعلياً عن وجه الأرض... لقد شهدنا مسرحية معتادة تنطوي على نفاق». وتابع المندوب الروسي معتبراً أنَّ مشروع القرار الأميركي «مسيّس للغاية» وهدفه الوحيد استرضاء الناخبين الأميركيين المعترضين على الحرب المستمرة، وهو «يؤمّن الحصانةَ لإسرائيل التي لا تأتي مسوّدته على جرائمها».

حقيقة الأمر أنَّ أجواء السياسة الدولية التي كشفتها حرب تهجير غزة وملابساتها تؤكد دخولَ العالم مرحلة «ما بعد الأحادية القطبية». وإذا كان من المبكّر الكلام عن «سقوط الإمبراطورية الأميركية» فإنَّ ثمة اصطفافاً يرتسم... وحسابات جارية مراجعتها... وتحالفات يُعاد تقييمها أو صوغُها.

كمثال، ما عادت أوروبا تتَّسع لدول ترى في الحياد ملاذاً آمناً... بل نرى هذه الدولَ تُسرع الخطى لدخول حظيرة حلف شمال الأطلسي (ناتو).

مثال آخر يتمثَّل بتساقط التفاهمات الواسعة التي كانت الأرضية الصلبة التي لطالما قامت عليها «الديمقراطيات الغربية»، وبالأخص، في أوروبا وتقاليدها الحزبية العريقة.

ولكن خارج أوروبا، التي كانت «المسرح» الاستراتيجي إبان حقبة «الحرب الباردة» لمواجهة حلفي «وارسو» و«ناتو»، نرى الآن «مراكز قوى» تظهر وأزمات تهدد بهزّ المعادلات الدولية. كذلك تعود بعض الجهات في الشرق الأوسط وخارجه إلى التساؤل عمّن يحرّك مَن... أهي الولايات المتحدة أم إسرائيل (عبر «لوبياتها» النافذة الأميركية والأوروبية)؟

في آسيا، حيث تضمُّ أسرة تجمع «بريكس» أكبر دولتين في العالم هما الهند والصين قد يشهد هذا التجمّع تغييرات قد تكون حتمية، إذا ما واصلت الهند تحوّلها التدريجي من «نظام ديمقراطي برلماني يحكم دولة تعدّدية» تضمُّ عشرات الإثنيات واللغات إلى «ديكتاتورية غالبية إثنية دينية» تهمّش فيها الأقليات وقد تتعرَّض للاضطهاد. هذا التحوّل جارّ بل ومتسارع، وقد تتأكد مفاعيله في الانتخابات المقبلة القريبة. إلا أنَّه حتى اللحظة لم يصدر عن القوى الغربية الكبرى أي تحفظٍ عن سياسات الزعيم الهندي ناريندرا مودي، مع أنَّ تطوّر الأحداث نحو الأسوأ قد يفرض المصارحة. أيضاً، لدى كل من الهند والصين، راهناً، مشاريعُ طموحةٌ خارجية تشبك تحالفات وتقوم على تبادل مصالح على مستوى عالمي. وفي ظل الصعود السريع للصين كقوة تقنية واقتصادية وعسكرية وسياسية، والصمت الغربي على سياسات مودي، ثمة من يشير إلى أنَّ العواصم الغربية – وعلى رأسها واشنطن طبعاً – لن تجدَ مفراً في المستقبل من الرهان على الهند كقوة موازنة ومضادة للصين. عودة إلى أوروبا، حصل «قيصر» الكرملين فلاديمير بوتين على التفويض المتوقع بعدما حرّكت الحرب الأوكرانية «العصبية السلافية» وأيقظت الشعورَ الروسيَّ التاريخي بالاستهداف والحصار. لقد وفّرت حربُ أوكرانيا لبوتين أقوى مبرّر لإحكام قبضته داخلياً قبل تصفية حساباته خارجياً. وجاءت مسرحية تفجير «داعش» ـ المصدّرة بالأمس إلى موسكو، لتذكّر روسيا وتراكم هواجسها «الحصارية».صحيح أنَّ ما ارتكبه الكرملين في سوريا منذ 2011 لا يختلف كثيراً عما ارتكبته وترتكبه آلة الحرب الإسرائيلية في فلسطين. ويومذاك قيل إنَّ موسكو لا ترى في سوريا معاناة شعب بل مجرد محاولة غربية للتوسع على حسابها، لا سيما بعد إبعادها عن ليبيا. ولكن صحيحٌ أيضاً أنَّ حياة الفلسطينيين ومصيرَهم ومستقبلهم أمور لا تعني شيئاً لواشنطن. في حسابات الكبار و«فيتوهاتهم»، الشعوب تأتي دائماً في ذيل القائمة.

 

الرئيس آخر من يعلم!

طارق الحميد/الشرق الأوسط/24 آذار/2024

أكد محمد جواد ظريف، وزير خارجية إيران السابق، رواية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بأنَّ الإيرانيين أبلغوا واشنطن بعملية «عين الأسد»، التي استهدفت مقر القوات الأميركية بمحافظة الأنبار غرب بغداد قبل تنفيذها انتقاماً لمقتل قاسم سليماني عام 2020. وقال ظريف في كتابه الجديد «عمق الصبر» أنَّ آخر قرار اطلع عليه بعد اغتيال سليماني، هو أنه «لا عجلة في الانتقام، والطريقة الأكثر تأثيراً هي ما تجري متابعته دوماً من حزب الله؛ أي فرض الشروط الاستنزافية للتأهب على قوات الطرف الآخر». وأضاف ظريف، الذي سبق أن اشتكى بتسجيل صوتي مسرب عام 2021 من سطوة الحرس الثوري، أن «الأميركيين علموا بالهجوم من رئيس الوزراء العراقي الأسبق عادل عبد المهدي، قبل الرئيس حسن روحاني ووزارة الخارجية». حسناً، ما أهمية رواية ظريف هذه؟ الحقيقة هناك عدة نقاط مهمة، وتؤكد المؤكد في كيفية اتخاذ القرار في إيران، وعلاقة السياسيين هناك بالحرس الثوري. أولاً، ظريف أكد رواية ترمب بأن الإيرانيين أبلغوا الأميركيين بعملية «عين الأسد» قبل حدوثها. وناقض بذلك النفي الذي قدمه الأمين العام السابق لمجلس الأمن القومي علي شمخاني حين قال إن اتصال بلاده بأميركا قبل الهجوم الصاروخي «محض أكاذيب». ثانياً، تثبت رواية ظريف هذه أن الرئيس الإيراني هو آخر من يعلم عن القرارات المهمة في إيران.

وليس هناك أهم من قرار الاشتباك مع الولايات المتحدة، ولو بعملية شكلية من أجل حفظ ماء الوجه، وكما حدث في عملية «عين الأسد». ثالثاً، يثبت الكتاب أن غضب ظريف على تهميش وزارته، من قبل الحرس الثوري، لا يزال مستمراً، بل ويزداد، خصوصاً أنه سبق لوزير الخارجية الإيراني أن تحدث في تسجيل صوتي منتقداً قاسم سليماني نفسه. وقتها اشتكى ظريف من أن الحرس الثوري يمارس نفوذاً على الشؤون الخارجية والملف النووي للبلاد أكثر منه، وملمحاً إلى أن سليماني حاول إفساد اتفاق إيران النووي لعام 2015 بالتواطؤ مع روسيا. ومضيفاً: «في كل مرة تقريباً ذهبت فيها للتفاوض (مع الدول الكبرى) كان (سليماني) يطلب مني أن أقدم هذا التنازل أو ذاك أو أثير نقطة ما». مضيفاً: «كان النجاح على الساحة العسكرية أهم من نجاح الدبلوماسية. كنت أتفاوض من أجل النجاح على الساحة العسكرية». رابعاً، قول ظريف في كتابه، إن تجربة مجلس الأمن القومي الإيراني بعد مقتل قاسم سليماني كانت «التجربة الأكثر مرارة خلال وزارته». حيث قيل فيها إنه «لا عجلة في الانتقام» لمقتل سليماني. وإن «الطريقة الأكثر تأثيراً هي ما تجري متابعته دوماً من حزب الله؛ أي فرض الشروط الاستنزافية للتأهب على قوات الطرف الآخر». تعني أن إيران تفكر بوصفها ميليشيا، وحتى في قرار استراتيجي، مثل الاشتباك مع الأميركيين، وتهمش مؤسساتها لمصلحة الحرس الثوري. خلاصة القول أن أهمية رواية ظريف تؤكد أننا لسنا أمام إيران واحدة، بل أكثر، حيث إن هناك إيران الواجهة، وإيران التخطيط، وإيران التنفيذ. وذلك ما يشكو منه ظريف، فما بالك بالآخرين من خارج إيران؟

 

هل وصل تنظيم «القاعدة» إلى موسكو؟

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/24 آذار/2024

فجأة عاد اسم التنظيم الإرهابي إلى الواجهة بوصفه متهماً عالمياً، تركيا قالت إنَّه وراء هجومين خلّفا 12 قتيلاً، وبيان يزعم أنَّه الذي نفَّذ هجومَ موسكو الإرهابي، أمس الأول، ومقتل أكثر مائة. وأخبار عن هجمات منسوبة لـ«القاعدة» في الصومال واليمن والعراق. في السابق كانَ «القاعدة» بالفعل هو التنظيم، كانَ له عنوانٌ في كابل، ورئيسٌ هو بن لادن، يقابله صحافيون وحركيون ويصدر بيانات مصورة. اليوم «القاعدة» مجرد اسم مجهول المصدر. لماذا يهاجم تنظيم «القاعدة» موسكو؟ لا يوجد سبب مقنع، حتى الاقتتال في سوريا تراجع. العدو الأول اليوم للروس هم الأوكرانيون وحلفاؤهم الذين نفّذوا عمليات سابقة استهدفت موسكو. ولا ننسى أنَّ حربَ أوكرانيا أكبر من حرب غزة بمرات، من حيث عملياتها العسكرية والجيوش المنخرطة فيها، علاوة على أنَّ لها أبعاداً استراتيجية خطيرة، في حين غزة تظل صراعاً إقليمياً. التورط في الصراع الأوكراني لم تجرؤ عليه من دول المنطقة سوى إيران، التي لعبت دوراً مهماً بتزويدها روسيا بطائرات «الدرونز»، التي أظهرت إيران لأول مرة مصدراً خطيراً للسلاح. وبالتالي خارج التصور أنَّ أي تنظيم تحت سيطرة طهران أو تحت تأثيرها يمكن أن يهاجم روسيا.

بقية دول المنطقة اختارت عدم الانحياز إلى أي جانب في الحرب الأوكرانية. وتستمر العلاقة جيدة مع روسيا، رغم الضغوط الأميركية، ورغم تعقيداتها سواء بسبب دعم موسكو لطهران، أو نشاطات قواتها الخاصة في نزاعات المنطقة الأفروعربية. إلصاق التهم بـتنظيم القاعدة، وهو ليس بريئاً تماماً، لم يعد مقنعاً، ويعيدنا إلى البحث في حقيقة هذه الجماعة والجماعات المسلحة، سواء المنشقة عن «القاعدة» الأم أو التي ألهمها التنظيم وتأسست مستقلة. منذ أن قضت الملاحقات الأميركية على قادة «القاعدة»، شكّلت حرب العراق مرحلة مختلفة وسوقاً أكبر لتجارة الإرهاب، وشارك في قيادتها عدد من البعثيين الغاضبين بعد إسقاط نظام صدام. وشاركهم في حرب العراق جهاديون عرب من المحسوبين على سوريا، أطفئت الحرب في العراق وانتقلت عبر الحدود لتجذب الحرب الأهلية في سوريا تنظيمات مضادة من وسط آسيا معادية لروسيا. أما «القاعدة»، منذ أن قتل وقبض على معظم قادته، لم يعد بأكبر التنظيمات، مقارنة بـ«جبهة النصرة» أو «داعش» و«هيئة تحرير الشام» و«جماعة الشباب» الصومالية وغيرها المنتشرة في جسم المنطقة مثل الدمامل. آخر الباقين على قيد الحياة من قادة «القاعدة» من زمن «الجهاد الأفغاني»، هو سيف العدل، ولا يزال في إيران، التي لجأ إليها مع عدد من قادة التنظيم الذين هربوا من الغزو الأميركي إلى أفغانستان. وليست له سوى صورة وحيدة منذ أربعين عاماً. وتقول التحقيقات الأميركية مع المعتقلين، إنَّ سيف العدل كان الوحيد الذي عارض تنفيذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) عندما طرحها بن لادن، متنبئاً بخطورة تبعاتها على التنظيم. لا يعرف عنه الكثير وهو يقود النسخة الإيرانية من «القاعدة» التي لا يمكن أن تنخرط ضد الروس بحكم المصالح المشتركة.

 

دور الإمارات لبنانياً وإقليمياً... وارتياح "الحزب"

وليد شقير/نداء الوطن/25 آذار/2024

يصنّف بعض المتابعين لتطوّرات وانعكاسات حرب غزة الانفتاح المفاجئ بين «حزب الله» وبين دولة الإمارات العربية المتحدة في خانة تهيّؤ الفرقاء الإقليميين لما بعد مرحلة الحرب الإسرائيلية ضد القطاع. فـ»الحزب»، ومن خلفه إيران، لا بدّ أن يتعاملا مع نتائجها والحصيلة التي سترسو عليها وموقعهما في المعادلة التي ستنشأ بعدها. طبيعي أن يوظّف «الحزب» انفتاح أبو ظبي عليه تحت عنوان تجديد الجهود للإفراج عن المعتقلين اللبنانيين بتهمة التعاون معه وتمويله، والتي كان بدأها المدير العام السابق للأمن العام اللواء عباس ابراهيم عام 2021، وأدّت في حينها إلى الإفراج عن 11 منهم ممن لم تصدر في حقّهم أحكام. وتُرك الإفراج عمّن تبقى ممّن حكمتهم المحاكم بالسجن، لمرحلة لاحقة تتطلّب ترتيبات قانونية، تشمل صدور عفو من صلاحيات رئيس الدولة. لكنّ الخطوة تأجّلت حينها لأسباب وحسابات عدّة:

- أميركية لا تحبّذ الفكرة، ويمنية بفعل اعتداءات الحوثيين حلفاء «الحزب» وإيران، على دول الخليج

- سعودية إذ كانت تتعرّض للقصف الحوثي أيضاً.

- حينها أبلغت أبو ظبي، عبر وفد زار الضاحية الجنوبية، حسب المطلعين على تفاصيل الاتّصالات بين الجانبين، بظروف التأجيل مكرّرة أن لا موقف سلبياً منها تجاه الشيعة وترحّب بمن يرغب في العمل في الإمارات منهم. طلبت الإمارات وقف الحملات الإعلامية من وسائل إعلام «الحزب» وإيران في لبنان. كما أكّدت أنّها ستقبل على توظيفات استثمارية ومالية في لبنان. حينها تزامن الحديث عن تلك التوظيفات، مع المفاوضات على ترسيم الحدود البحرية لتقاسم الثروة الغازية مع إسرائيل. وشملت اقتراح حلول الإمارات مكان شركة «نوفاتيك» الروسية في التنقيب والاستخراج في لبنان، لكنّ الرأي استقرّ على «قطر غاز» مكانها في اتفاق رتّبه الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، بفعل التباين حول رفع إدارة جو بايدن الحوثيين عن لائحة الإرهاب.

- إيرانية تتعلّق باليمن وانخراط أبو ظبي ضدّ الحوثيين، وأخرى سعودية أيضاً.

بصرف النظر عن تفسير التأخير في الإفراج عن السبعة الباقين المحكومين، فإن توظيف «الحزب» البحث بالإفراج عنهم، إعلاميّاً وسياسيّاً، يريحه في ظلّ تصاعد التطويق الذي يتعرّض له لبنانيّاً وخارجيّاً، جرّاء انخراطه في حرب إشغال إسرائيل من الجبهة الجنوبية اللبنانية، ومأزق الخسائر الميدانية بالأرواح والممتلكات، إضافة إلى الحملة عليه بالتسبب في عدم انتخاب رئيس للجمهورية.

الأوساط التي تشير إلى مدلولات انفتاح أبو ظبي المحلية والإقليمية على «حزب الله» (من زاوية الانفتاح على إيران أيضاً)، لا تعتقد أنّها تعني تمكينه من أن يأتي بمرشّحه للرئاسة في سياق الجهود الخارجية لإنهاء الشغور الرئاسي... بموازاة استفادته من هذا الانفتاح، يفترض التفتيش عن أهداف ومكاسب الإمارات كدولة لاعبة في الإقليم، من قضية المعتقلين، في سياق ما يجري من اتّصالات حول ما بعد غزّة سواء في فلسطين أو في سوريا أو في لبنان أو في غيرها.

قضية المعتقلين في أبو ظبي تشكّل بهذا المعنى غطاء لأمور كثيرة، في اعتقاد جهات عدة:

- هي مدخل لدور الإمارات في لبنان طالما لم يحسب لها حساب في اللجنة الخماسية الراعية لجهود إنهاء الشغور الرئاسي، في وقت تتطلع إلى استعادة حضورها النشيط في البلد، بالتنافس مع دول عربية أخرى.

- بعضهم يرى أن تشدد أبو ظبي التقليدي حيال التيار الإسلامي والإخوان المسلمين و»حماس»منهم، يدفعها للانفتاح على إيران و»الحزب» نظراً إلى علاقتهما بهذا التيار.

- أن الإمارات ترعى تركيبة لليوم التالي في غزّة. وهي تأمل عبر علاقاتها مع واشنطن ومع مصر، ثم مع إيران أن يشكّل محمد دحلان الذي هو على خلاف مع قيادة حركة «فتح»، إحدى ركائزها، لتسلّم إدارة القطاع ولقيادة الجسم السياسي الفلسطيني طالما المطلب الدولي والأميركي الإسرائيلي إبعاد «حماس» عن حكم القطاع.

 

بكركي... هل مجدُ الرئاسة لم يعُد لها؟

جان الفغالي/نداء الوطن/25 آذار/2024

جان الفغاليلأنّ مجلس النواب مقفَل، استعيض عنه بأكثر من قاعة، من قاعة بكركي إلى قاعة قصر الصنوبر إلى قاعة سائر السفارات، القطرية والسعودية والمصرية، وكل ذلك لأن الطبخة الرئاسية لم تنضج بعد، وكل يومٍ يطرأ جديد فيراكم ما سبقه. بعد السابع من تشرين الأول الفائت، باتت الأولوية لحرب غزة ولجبهة الإشغال في جنوب لبنان، لا هدنة في جنوب لبنان ما لم تتوقف الحرب في غزة، ولا رئاسة جمهورية ما لم يهدأ الجنوب، إذاً كل الأمور أصبحت مترابطة ببعضها البعض، وبناءً عليه، فإن كل ما يحكى عن انتخابات رئاسية هو من باب تقطيع الوقت. صحيح أن بكركي معنيّة بالدرجة الأولى بهذا الإستحقاق، لكنّها منذ العام 1988، أيّ منذ ستة وثلاثين عاماً، لم تعد صاحبة الكلمة الفصل:

حمل الموفد الأميركي ريتشارد مورفي أسماء من بكركي إلى سوريا، ولم يكن البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير موافقاً على إرسال أسماء لولا الإلحاح، فكان الرد صاعقاً، أعطى الرئيس الأسد اسماً من خارج لائحة البطريرك، النائب مخايل الضاهر، وكانت العبارة الشهيرة: «إمّا الضاهر وإمّا الفوضى».

رئيس الطائف، الرئيس رينيه معوض، اغتيل قبل أن يحكم، فجاء الرئيس الياس الهراوي، الذي كانت بكركي تفضِّل غيره، لكن الظروف الدموية حتّمت القبول به.

لم ترضَ بكركي بانتخاب الرئيس إميل لحود الذي كان بعيداً عن الصرح، سواء في التوجّه السياسي أو في المناسبات. تسوية إيصال الرئيس ميشال سليمان جاءت من الدوحة، ثم تسوية الرئيس ميشال عون جاءت من تقاطعات عدّة لم تكن بكركي أحد مفاصل هذه التقاطعات.

اليوم ينطبق على بكركي، ما قاله ستالين عن بابا روما:

«كم يملك البابا من دبابات؟». اليوم لا يملك البطريرك مار بشارة بطرس الراعي سوى صوته، وهو «صوت صارخ في البرِّية» ولا من سامع ولا من مجيب.

المرّة الأخيرة التي كانت فيها انتخابات رئاسة الجمهورية في لبنان ملفاً لبنانياً، كانت في انتخابات العام 1970، بعد ذلك تحوَّلت الانتخابات إلى استحقاق عربي ودولي، من انتخاب الرئيس الياس سركيس، في ظلّ صراع بين «أبو عمار» وحافظ الأسد، إلى انتخاب بشير الجميل، في ظلّ صراع أميركي إسرائيلي من جهة، وسوري سوفياتي من جهة ثانية، إلى انتخاب أمين الجميّل كاستمرارية لظروف انتخاب بشير الجميل، إلى انتخاب رينيه معوض في ظلّ تقاطع أميركي سعودي سوري فاتيكاني، مع بكركي، وفرنسي، إلى الياس الهراوي كاستمرارية لظروف انتخاب رينيه معوض، إلى إميل لحود كمطلب سوري وموافقة أميركية، إلى ميشال سليمان، كحصيلةٍ لمؤتمر الدوحة، إلى ميشال عون كتقاطع إيراني سوري أميركي وتسويات داخلية. في كل ما سبق، لم تملك بكركي حقّ الفيتو ولا حق الاقتراح، وبلغ بها الأمر عدم القدرة على الضغط لفتح المجلس لانتخاب رئيس.

فهل مجدُ لبنان أعطي لغيرها؟

 

هل تقع معركة رفح؟

نديم قطيش/أساس ميديا/25 آذار/2024

باتت معركة رفح “أمّ المعارك” في سياق حرب غزّة. القرار بدخول هذا المعقل الفلسطيني الأخير في القطاع، من عدمه، من شأنه أن يحسم الكثير بخصوص مستقبل الحرب بين إسرائيل وحماس، وقد يغيّر المشهد الجيوسياسي، وتوازنات القوّة في المنطقة.

خمسة أسباب رئيسية قد تدفع إسرائيل إلى اجتياح رفح، على الرغم من التحذيرات الأميركية شبه اليومية لبنيامين نتنياهو.

1- الأهمّيّة الاستراتيجيّة:

يُعتبر معبر رفح بوّابة رئيسية لحركة حماس إلى العالم الخارجي. تقول إسرائيل إنّ الموارد اللازمة لتسليح حماس وصيانة ترسانتها وحاجيّاتها الميدانية الأخرى. تتدفّق عبره من خلال شبكات تهريب معقّدة تنشط في صحراء النقب. وعليه تعدّ السيطرة على رفح المدينة مدخلاً رئيسياً لتدمير قدرات حماس اللوجستية والعمليّاتيّة.

2- الهدف العسكريّ:

مع تفكيك 14 كتيبة من أصل 18 كتيبة تشكّل الهيكل العسكري لحماس، تظلّ رفح واحدة من آخر معاقل الوجود العسكري المنظّم للحركة. وعليه ترى إسرائيل أنّ احتلال رفح يشكّل ضرورة أساسية لإلحاق “الهزيمة الحاسمة” بحماس ومنعها من إعادة تنظيم صفوفها. وهو العنوان الذي رفعه نتنياهو كهدف لحربه ومعيار للهزيمة والنصر.

3- الضغط السياسيّ الداخليّ:

على الرغم من سيل الانتقادات التي يتعرّض لها نتنياهو داخليّاً. إلا أنّ أغلبية الرأي العامّ الإسرائيلي تدعم المضيّ بالإجراءات التي من شأنها تدمير حماس وإنهاء خطرها وإعادة الرهائن. في هذا السياق كشف استطلاع للرأي أُجري لمصلحة “القناة 12” الإسرائيلية في شباط الفائت أنّ 63% من الإسرائيليين يعارضون بشدّة قيام دولة فلسطينية، تحت أيّ ظرف من الظروف، وأنّ 73% يعارضون عودة السلطة الفلسطينية لحكم غزّة. وتفيد استطلاعات أخرى أُجريت مطلع العام أنّ 72% يعارضون إيصال المساعدات إلى الفلسطينيين حتى يتمّ إطلاق سراح جميع الرهائن.

خمسة أسباب رئيسية قد تدفع إسرائيل إلى اجتياح رفح، على الرغم من التحذيرات الأميركية شبه اليومية لبنيامين نتنياهو

يؤكّد ذلك سمات التشدّد التي باتت تطغى على الرأي العامّ في إسرائيل. لا سيما بعد صدمة هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول). يحاول نتنياهو ركوب موجة المشاعر المتّقدة هذه للتعويض عن الرفض الشعبي له شخصياً وتحميله مسؤولية الفشل في منع هجوم حماس من الحدوث.

4- استقلاليّة إسرائيل وعلاقاتها الدوليّة

يوظّف نتنياهو موقفه الثابت من ضرورة دخول رفح، ومقاومته العلنية للتحذيرات الأميركية بشأن عدم فعل ذلك، لتصوير نفسه كزعيم حازم يضع أولوية أمن إسرائيل فوق الضغوط الدبلوماسية. يصنع نتنياهو لنفسه، من خلال الاصطدام بإدارة بايدن، صورة القائد المتفاني في الدفاع عن السيادة الوطنية. ويعزّز موقعه كبطل قوميّ مخلص، ويفاخر بأنّه السياسي الإسرائيلي الوحيد الذي يجيد التعامل مع واشنطن وإدارة العلاقة المعقّدة معها. ولئن لم يجرؤ حتى أعتى خصومه على تبنّي الضغوط الأميركية عليه. وجد نتنياهو في الإصرار على معركة رفح فرصة ليركب موجة الشعبوية القومية والأمنيّة داخل إسرائيل.

رفح

5- الحسابات الجيوسياسيّة

يرى نتنياهو في عملية رفح فرصة لتسليط الضوء على العلاقة الاستراتيجية بين إسرائيل ومصر وتعزيزها. فمن خلال الحسم في رفح، لا تعالج إسرائيل مخاوفها الأمنيّة المباشرة في ما يتعلّق بحماس فحسب، بل تؤكّد أيضاً أهمّية التعاون الإسرائيلي المصري في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي. ويراهن نتنياهو على أن تدفع هذه العملية مصر إلى تبنّي موقف أكثر وضوحاً بشأن المشتركات الاستراتيجية مع إسرائيل. لا سيما في ما يتعلّق بالتعاون الأمنيّ وجهود مكافحة الإرهاب. إن فَرَضَ نتنياهو تعاوناً ناجحاً على جبهة رفح مع مصر فسيكون ذلك بمنزلة شهادة على متانة العلاقات الإسرائيلية المصرية. وسيعزّز موقع إسرائيل الاستراتيجي داخل الهيكل الأمنيّ الإقليمي.

رفح والرسائل المتعددة

إلى ذلك، سيبعث اجتياح رفح برسائل واضحة إلى كلّ اللاعبين الإقليميين بشأن التزام إسرائيل بأمنها وقدرتها على العمل بشكل وثيق مع جيرانها الرئيسيين مثل مصر، بما يعزّز الدور الاستراتيجي الإسرائيلي وفاعليّة شراكاته في الشرق الأوسط.

على الرغم من سيل الانتقادات التي يتعرّض لها نتنياهو داخليّاً، إلا أنّ أغلبية الرأي العامّ الإسرائيلي تدعم المضيّ بالإجراءات التي من شأنها تدمير حماس

بيد أنّ هذه المحدّدات لقرار إسرائيل بضرورة اجتياح رفح، تصطدم بتحدّيات معقّدة. تثير هذه العملية مخاوف إنسانية عميقة في ظلّ اكتظاظ رفح بالسكّان بسبب نزوح معظم أهالي شمال ووسط القطاع إلى هذا المربّع الأخير. وفي غياب خطط عمليّة لنقل سكّان رفح إلى مناطق أخرى تمهيداً للاجتياح. يُخشى أن يؤدّي الهجوم إلى حمّام دم أسوأ ممّا هو حاصل حاليّاً.

الأهمّ أنّ عمليّة رفح ستسدّد ضربة قاصمة لجهود واشنطن السياسية لانتزاع حلّ عبر المفاوضات، تعتقد إدارة بايدن أنّه السبيل الوحيد للوصول إلى وقف لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.

وعليه، وعلى الرغم من وفرة السجالات حول رفح. يبقى الجدول الزمني للعمليّة فيها، رهناً بتطوّرات الدبلوماسية الدولية، ومفاوضات وقف إطلاق النار الجارية، والتعقيدات اللوجستية لإدارة عمليّة إنسانية وعسكرية في وقت واحد.

ولئن أدّت هذه العناصر إلى الاستنتاج بأنّ قراراً فوريّاً بشأن اجتياح رفح يبدو مؤجّلاً. إلّا أنّ حكومة نتنياهو تراهن على تراكم العوامل التي ستسمح في النهاية بإطلاق صفّارة الاجتياح.

نتنياهو يراقب

إذا ما تعثّرت أو فشلت الجهود الدبلوماسية، أو استمرّ تدهور وضع الرهائن، فستجد إسرائيل نفسها مضطرّة إلى القيام بعمل عسكري لتحقيق أهدافها. ومن شأن ذلك أن يصعّد حدّة تصاعد المطالب الشعبية بإنهاء التهديد الذي تشكّله حماس. وقد يشكّل ذلك غطاءً شعبيّاً لعمل عسكريّ حاسم.

يوظّف نتنياهو موقفه الثابت من ضرورة دخول رفح، ومقاومته العلنية للتحذيرات الأميركية بشأن عدم فعل ذلك، لتصوير نفسه كزعيم حازم

كما أنّ نتنياهو يتحيّن أيّ فرصة استراتيجية تمثّل تحوّلاً في المشهد السياسي الإقليمي أو الدولي، ويمكنها أن تقلّل من حدّة ردّ الفعل ضدّ إسرائيل ليعلن هجومه. تشمل حساباته هذه حدوث تغيير ما في مستويات الدعم الأميركي لإسرائيل نتيجة مناخ الانتخابات الرئاسية أو ما بعدها، أو تغييرات في موقف اللاعبين الدوليين والإقليميين الرئيسيين. في الأثناء تنشط الاستخبارات الإسرائيلية لتوفير نوافذ معلوماتية تتعلّق بمواقع قادة حماس الرئيسيين داخل رفح. بما يبرّر تحرّكاً عسكرياً فورياً يوفّر فرصة تحقيق ضربات استراتيجية تستفيد من الإمكانات التكنولوجية المتوافرة لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين.

والحال، يبدو أنّ القرار بتنفيذ عملية عسكرية في رفح يشبه السير في متاهة معقّدة من الاعتبارات الاستراتيجية والعسكرية والإنسانية والسياسية. بيد أنّ مزيجاً من كلّ هذه الضغوط الداخلية والخارجية يُرجَّح أن يؤدّي في النهاية إلى هجوم إسرائيلي في رفح.

 

أوراق اعتماد في تل أبيب....لا يمكن أن تغامر إيران بخسارة سوريا

عالية منصور/المجلة/24 آذار/2024

طرح الأستاذ عبدالرحمن الراشد في لقائه الإذاعي قبل أيام مع الأستاذ طارق الحميد في برنامج "وقت السياسة" مقاربة مختلفة حول صمت النظام السوري عما يحصل في غزة، إذ اعتبر الراشد أن النظام السوري لديه أمل في رفع العقوبات عنه، وتحديدا عقوبات "قانون قيصر"، ولهذا يحاول إظهار نوع من حسن السير والسلوك، لا سيما بعد المصالحات العربية معه. وطرح الراشد فكرة التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل وسوريا، مقابل رفع العقوبات عن النظام السوري، والخروج الأميركي والتركي من سوريا، وغيرها من المطالب "السورية"، ولكنه ركز على أن الصعوبة في الأمر هي إقناع دولة حليفة لإيران بالتوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل. وما وصفه الراشد بـ"الصعب جدا"، أي إقناع دولة حليفة لإيران بتوقيع سلام مع إسرائيل، يبدو أشبه بالمستحيل إن كانت إيران خارجه. وفي الحرب العراقية الإيرانية وقف الرئيس السوري آنذاك حافظ الأسد مع إيران ضد العراق رغم كل شعارات العروبة التي كان يتغنى بها، كان العالم كله يومها منقسما بين الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفياتي. وفي حرب الخليج الأولى وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وقف الأسد الأب مع الولايات المتحدة بل وأرسل قوات سورية للمشاركة في حرب تحرير الكويت، وكان لبنان جائزة الترضية للنظام السوري. يومها قبلت سوريا بفكرة السلام "العادل والشامل" وشاركت في مؤتمر مدريد.

الوجود الإيراني في سوريا ليس مقتصرا على ميليشيات سيطالبها الأسد بالخروج فتخرج

جولات عدة من المفاوضات بين الطرفين كادت أن تصل إلى سلام في زمن رابين- الأسد، إلا أنها لم تصل، كذلك كادت سوريا أن تصل إلى اتفاق سلام في عهد الأسد الابن لكنها أيضا لم تصل.

قد يكون الطرح الأقل صعوبة اليوم فيما ذكره الراشد، إن تحدثنا عن مفاوضات سلام لا اتفاق سلام بين سوريا وإسرائيل، مفاوضات يناور من خلالها الأسد الابن (كما كان يناور الأب)، ومن خلفه إيران لتخفيف العقوبات وتعويمه ومساعدته في بسط سلطة نظامه على الأراضي السورية، مقابل الدخول في مفاوضات سلام مع إسرائيل. كان حافظ الأسد حليفا مقربا من إيران، وكان تحالفهما يعرف حينها بالمحور السوري الإيراني، اليوم لم يعد هناك محور سوري إيراني، بل صارت سوريا النظام تدور في الفلك الإيراني، مثلها مثل جميع الميليشيات الممولة من إيران.

وصحيح ما ذكره الأستاذ عبدالرحمن أن سوريا دولة وكيان، أيا كان ما يمزقها، إلا أن هذه الدولة تخضع بالكامل للسيطرة الإيرانية، والوجود الإيراني في سوريا ليس مقتصرا على وجود ميليشيات تابعة لإيران، سيطالبها الأسد كما يتمنى البعض بالخروج فتخرج، بل باتت إيران موجودة داخل مؤسسات الدولة ومفاصل الحكم، في الزراعة والاقتصاد والأمن والتعليم وحتى السياحة، وأي اتفاق سلام سيتم لا يمكن أن تقبل إسرائيل فيه بكل هذا النفوذ الإيراني. في المقابل، لا يمكن أن تغامر إيران بخسارة سوريا ونفوذها هناك، فسوريا هي صلة الوصل بين طهران وبغداد من جهة، وبيروت والمتوسط من جهة، كما أنها الطريق المؤدي للأردن، ولذلك فإن أي اتفاق لا يضمن بقاء بشار الأسد على رأس السلطة، لن توافق عليه إيران، لأن نفوذها في سوريا مرتبط إلى حد كبير بوجود بشار، وهي مستعدة لتقاسم نفوذها في سوريا مع إسرائيل، شريطة حصولها على ضمانات تتعلق ببرنامجها النووي وببقاء حلفائها في سدة الحكم في العراق وسوريا ولبنان.

تدرك إيران ومعها الأسد أن أي مغامرة قد يكون ثمنها النظام أو رأس النظام

صمت النظام السوري عما يحصل في غزة ليس بسبب عجزه فقط، فالنظام اللبناني عاجز ومع ذلك قرر "حزب الله" خوض معارك مع إسرائيل على الحدود وهو ما لم يحصل على الحدود السورية مع الجولان المحتلة، رغم أن إسرائيل لم تتوقف عن شن هجمات عسكرية على أهداف سورية وإيرانية واغتيال شخصيات إيرانية مهمة. تدرك إيران ومعها الأسد أن أي مغامرة من هذا النوع قد يكون ثمنها النظام أو رأس النظام، ولكن كما أنه لا حرب بين سوريا وإسرائيل، فلا سلام قبل تحقيق السلام الشامل، وليس المقصود بالسلام الشامل ما كان يكرره الأسد الأب عن سلام بين جميع الدول العربية وإسرائيل، بل أقصد التوصل لاتفاق أميركي- إيراني- إسرائيلي يرعى مصالح إيران في المنطقة ويضمن سلام وأمن إسرائيل، وهذه المعادلة قد تجد آذانا صاغية في كل من تل أبيب وواشنطن، ويبدو أن هذا هو ما تراهن عليه طهران وما يراهن عليه بشار الأسد الذي يرى أن حدث 7 أكتوبر/تشرين الأول وفر له فرصة لإعادة تقديم أوراق اعتماده عند أكثر من جهة.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

الراعي صلى في احد الشعانين من اجل أطفال غزة والحرب الروسية الاوكرانية ومجزرة روسيا: يا لوصمة العار على جبين هذا الجيل من حكّام الدول

وطنية/24 آذار/2024

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس أحد الشعانين على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي "كابيلا القيامة"، عاونه فيه المطرانان حنا علوان وانطوان عوكر، امين سر البطريرك الاب هادي ضو، رئيس مزار سيدة لبنان _ حريصا  الاب فادي تابت، ومشاركة عدد من المطارنة والكهنة والراهبات، في حضور النائب رازي الحاج، النائب السابق هادي حبيش، رئيس فرع مخابرات جبل لبنان العميد طوني معوض ،الدكتور انطوان زخيا صفير، رئيس مؤسسة البطريرك صفير الاجتماعية الدكتور الياس صفير، نجل الشهيدين صبحي ونديمة الفخري باتريك ، وحشد من الفعاليات والمؤمنين.

بعد الانجيل المقدس، القى الراعي عظة بعنوان: "هوشعنا مبارك الآتي باسم الربّ ملكنا" (يو 12: 13)، قال فيها: "يدخل الربّ يسوع لآخر مرّة إلى أورشليم كبداية للعهد الجديد. فكان له دخولان أساسيّان: الأوّل بميلاده في بيت لحم بنواحي أورشليم، ليصبح إبن الإنسان القريب من كلّ إنسان، والمتضامن مع كلّ إنسان، والسائر معه في طريقه الهادي إلى الله؛ الثاني، بموته وقيامته في أورشليم فأصبح فادي الإنسان، ومخلّص العالم. هذا الدخول الملوكيّ النبويّ أعرب عنه الأطفال والشبان والتلاميذ والكبار بهتاف: "هوشعنا، مبارك الآتي باسم الربّ، ملكنا"، وبحملهم أغصان النخل والزيتون. فالنخل لإستقبال الملوك، والزيتون للدلالة على أنّه ملك السلام. إنّه عيد العائلة حول أطفالها الذين يرمزون إلى أطفال أورشليم وقد ملؤوها بهتافاتهم. فنرجوه عيدًا سعيدًا لهم. لكنّنا نعرف أنّه ليس بسعيد لكثيرين من أطفال عائلاتنا التي تعاني الفقر والجوع والحرمان والتشريد والتهجير. وهم محرومون من ثياب وأحذية جديدة، ومن الشمعة المزيّنة بالنخل والزيتون، ومن التطواف بها مع أمثالهم، متذكّرين دخول يسوع إلى أورشليم. نراهم مع أطفالهم والدمعة في عينونهم، والغصّة في قلوبهم، عندما نتكلّم عن بهجة العيد. لكنّنا نصلّي دائمًا إلى المسيح الربّ، رفيق دربهم، كي يعزّي قلوبهم، ويرسل إليهم من يحمل لهم محبّته ماديًّا وروحيًّا ومعنويًّا. ونشكره على أنّه يرسل إليهم أفرادًا وجماعات ومؤسّسات ومنظّمات خيريّة غير حكوميّة. باركهم الله، وأفاض الخير بين أيديهم ليكونوا في المجتمع شهودًا لمحبّة الله".

أضاف: "لا ننسى أطفال غزّة الخاضعين لعمليّات إبادة واضحة في المستشفيات، وطريق الهرب، ووقوفهم صفوفًا لإلتماس حصّة طعام، وفي الجوع وانتفاء الأدوية. كذلك القول عن الرجال والنساء والشباب، فيما العالم معتصم بالصمت خوفًا على المصالح. فيا لوصمة العار على جبين هذا الجيل من حكّام الدول! وتضاف كارثة العائلات والأطفال في حرب روسيا وأوكرانيا. وممّا يزيد ألـمًا المجزرة التي ارتكبها تنظيم داعش على ما يبدو بعناصر مسلّحة ومن وراءهم، مساء الجمعة، إذ اقتحموا صالة للموسيقى في ضواحي موسكو، وفتحوا النار على الحاضرين، ثمّ دبّ الحريق في الداخل، فكانت حصيلة القتلى بحسب إحصاءات اليوم 143 قتيلًا، وعدد كبير من الجرحى. فإنّا نتقدّم بالتعازي من عائلات القتلى والسلطات الروسيّة، ونرجو من السفارة الروسيّة في بيروت نقل تعازينا، وتأكيد قربنا منهم وصلاتنا، سائلين الله أن يتقبّل صلاتنا لراحة نفوس الضحايا وشفاء الجرحى وأن يضع حدًّا للحرب الهدّامة الدائرة بين روسيا وأوكرانيا بالسلام العادل والدائم".

وقال: "بدخول يسوع أورشليم، إستقبله الأطفال والجماهير هاتفين: "هوشعنا"، إنّها لفظة عبريّة معناها: "هلمّ يا ربّ وساعدنا". وهي مأخوذة من المزمور 118: 25 القائل: "إمنح الخلاص يا ربّ! إمنح النصر يا ربّ، إمنح". من لفظة هوشعنا إشتقّت كلمة "الشعانين". بالإضافة إلى المفهوم الروحيّ، نحن في لبنان نردّد مزمور الشعانين: "إمنحنا الخلاص والنصر يا ربّ" (مز 118: 25). نلتمس الخلاص من خطايانا المتزايدة، ولا توبة عليها، فتراكمت حتى أصبحنا نعيش في هيكليّة خطيئة ضدّ الله، وضدّ قدسيّة الذات، وضدّ الناس. نحن نعني الخطيئة الروحيّة، والخطيئة الأخلاقيّة، والخطيئة الإجتماعيّة، والخطيئة السياسيّة التي بلغت بالفساد إلى ذروته". وختم الراعي: "إنّ زمن الصوم الكبير كان لنا جميعًا زمن رجوع إلى الله من كلّ القلب بروح التوبة والتقشّف، ورجوع إلى بعضنا البعض بروح المصالحة والتعاون، وإلى إخوتنا وأخواتنا الذين في حاجة لمدّ يد المساعدة الماديّة والروحيّة والمعنويّة إليهم. هذا هو الطريق الذي يؤدّي بنا إلى الإلتزام، كلٌّ من موقعه ومسؤوليّاته، ببناء وحدتنا الوطنيّة المجمّلة بتعدديتنا الثقافيّة والدينيّة. إذا عشنا الستة أسابيع من الصوم بروح الرجوع هذه، نستطيع أن نحتفل هذا المساء في جميع الكنائس والأديار برتبة الوصول إلى الميناء، أي سالمين من المخاطر التي زللناها بهذا الرجوع المثلّث. وهكذا نبدأ أسبوع الآلام، ونحن نضمّ آلامنا الجسديّة والروحيّة والمعنويّة إلى آلام المسيح الفادي، راجين منه أن يشركها في آلامه، ويمنحها قوّة فداء عن خطايانا وخطايا العالم، وأن يشركنا بمجد قيامته. نسألك، أيّها المسيح الملك، وقد هيّأت نفوسنا في هذا الصوم المشرف على نهايته، أن تشركنا في مجد قيامتك، وتجعلنا لها شهودًا إلى أقاصي الأرض، لك المجد والتسبيح مع الآب والروح القدس. آمين". ثم اقيم زياح الشعانين في باحة الصرح الخارجية حيث حمل الاطفال الشموع واغصان الزيتون مرددين " هوشعنا في الأعالي مبارك الآتي باسم الرب "

 

المطران عودة: إعادة تكوين السلطات الدستورية وبناء المؤسسات هما المدخل الضروري لأي عملية إنقاذية

وطنية/24 آذار/2024

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، خدمة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس، بحضور حشد من المؤمنين. بعد الإنجيل ألقى عظة قال فيها: "في البداية نسأل الرحمة لنفوس الضحايا الذين سقطوا في موسكو نتيجة الإرهاب، كما نسأل الرحمة لكل ضحايا الحروب والجرائم اللاإنسانية، مستمطرين عليهم غفران الله ومحبته، وسائلين لنفوسهم الراحة في فردوسه، وللجرحى الشفاء والصحة. إن التعدي على الحياة هو تعد على مشيئة الله الذي خلق الإنسان على صورته ومثاله، لكي يحيا بسلام مع أخيه الإنسان ووئام وانسجام مع الطبيعة. وكل تعد على الإنسان أو على الطبيعة مرفوض ومدان. رحم الله نفوس الضحايا وألهم ذويهم الصبر، ومنح الإنسان حيثما كان الحكمة والفهم وحسن التمييز لكي يتصرف بحسب مشيئة الله". أضاف: "يسمى الأحد الأول من الصوم الكبير «أحد الأرثوذكسية» أو «أحد استقامة الرأي»، تذكارا للزياح الذي أقيم في القسطنطينية في الأحد الأول من الصوم في العام 843 عندما أعلنت الكنيسة انتصار عقيدة تكريم الأيقونات ضد محاربيها.  في تكريمنا للأيقونات نحن ندافع عن الإيمان القويم بتجسد ابن الله، الرب يسوع، من أجل خلاصنا، لأننا لا نكرم في الأيقونة الخشب والألوان بل الرب المتجسد. ابتدأت الحرب ضد إكرام الأيقونات مع منع الأمبراطور لاون الثالث السجود للأيقونات، وأمره عام 727 بنزع أيقونة للسيد كانت مكرمة من الشعب. سانده البعض وعارضه البطريرك القديس جرمانوس. سنة730 تجددت الحرب فأتلفت الأيقونات وطليت الجدرانيات بالكلس وأحرقت رفات القديسين والملابس الكهنوتية المزينة بالأيقونات. كما نفي البطريرك جرمانوس وأقيم مكانه آخر، وبدأ اضطهاد استمر طويلا استشهد خلاله الكثيرون وحرم كثيرون بينهم القديس يوحنا الدمشقي. بقي الوضع على حاله إلى أن عمل الله من خلال الإمبراطورة إيريني التي كانت وصية على ابنها القاصر قسطنطين السادس، فدعت إلى مجمع مسكوني عقد عام 787 حضره عدد من البطاركة و350 أسقفا أعادوا الإعتبار للأيقونة".

وتابع: "جدد محاربو الأيقونات اضطهادهم للكنيسة عام 813 مع الإمبراطور لاون الخامس الأرمني واستمرت الإضطهادات إلى حين تولت الإمبراطورة ثيودورة الحكم كوصية على ابنها ميخائيل الثالث، وكانت محبة للأيقونة فدعت سنة 843 إلى مجمع أعاد الإعتبار للمجمع السابع وكرس عقيدة إكرام الأيقونة، وتم تنظيم زياح كبير في شوارع القسطنطينية في الأحد الأول من الصوم". وقال: "حتى لا ينسى المؤمن هدف حياته على الأرض، تذكره الكنيسة دوما بأن الرب نفسه يدعوه إلى العمل بوصاياه لكي يصل من خلالها، وعن طريق المسيح ذاته، إلى الله الآب. قال الرب يسوع: «أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي» (يو 14: 6). لكن الإنسان معرض إلى تشويه صورة الرب عبر تصويره بعكس ما أعلن هو نفسه، كابن الإنسان، الإله المتجسد الذي تألم وقام من الأموات ليخلص المؤمنين به وتكون لهم الحياة الأبدية، لذا، تضع الكنيسة أحد الأرثوذكسية في بداية الصوم الكبير لتؤكد أن الإيمان القويم يوصلنا إلى هدفنا في مسيرة الصوم، أي إلى ابن الإنسان القائم، الذي سيقيمنا معه في اليوم الأخير، إذا ثبتنا على إيماننا". أضاف: "نرى في إنجيل يوحنا أن أتباع الرب لم يكونوا قادرين على تقبل حقيقة أنه ابن الإنسان الذي يرفع على الصليب ليتمجد. بعضهم تركوه عندما قال عن نفسه إنه خبز الحياة (يو 6: 53-66). لا يقتصر الأمر عند البعض على ترك الرب يسوع، بل يصل بهم إلى نقل صورة مغايرة عنه تناسب تطلعاتهم وأفكارهم البشرية، الأمر الذي يؤدي إلى خلق مسيح آخر في أذهانهم (2 كو 11: 4)، ينقلونه إلى الآخرين على أنه يسوع الحقيقي، ومن هنا تنشأ الهرطقات. لذلك، كي لا نضل الطريق، تشدد الكنيسة على ضرورة التمسك بالإيمان القويم للوصول إلى الهدف الحقيقي، فتقيم خدمة خاصة، في نهاية قداس أحد الأرثوذكسية، تذكر فيها جميع من دافعوا عن الإيمان الحقيقي، وتطلب إلى الرب أن يكون ذكرهم مؤبدا، كما تذكر جميع الذين ابتعدوا عن الإيمان الحقيقي وضلوا، وتطلب إلى الرب أن يكونوا مفروزين. كذلك، يقام زياح للأيقونات تعبر فيه الكنيسة عن إيمانها بالرب يسوع إلهنا الحقيقي الذي تجسد من أجل خلاصنا، وتكرم والدة الإله وجميع القديسين".

وتابع: "نعيد غدا لبشارة والدة الإله، الأم الكلية النقاوة والفائقة القداسة. بهذه المناسبة نطلب شفاعاتها من أجل جميع الأمهات اللواتي عيد لهن العالم منذ أيام، لكي يحفظهن الرب بصحة وعافية، فينشئن أولادهن على محبة الرب الذي تجسد من أجل خلاص الجميع. كما نسأل الرب أن يرحم نفوس جميع الأمهات اللواتي سبق رقادهن، واللواتي يتشفعن بأولادهن لدى العرش الإلهي. كذلك نتقدم من دولة اليونان، الممثلة بسعادة السفيرة اليونانية إلى لبنان السيدة ذسبينا، بمناسبة العيد الوطني، طالبين إلى الرب أن يحفظ اليونان وكنيستها في استقامة الرأي، ويحميها من هجمات الشرير، متمنين أن نجتاز الإنهيار الإقتصادي الذي أصاب لبنان منذ سنوات، وقد مرت بمثله اليونان لكنها تخطته بسرعة بسبب إرادة حكامها على ابتكار الحلول المناسبة، ودعم الشعب الذي تحمل التقشف لمدة قصيرة فتجاوز مع حكامه الأزمة، فيما نحن ما زلنا نرزح تحت وطأة انهيار سياسي واقتصادي وأخلاقي بسبب انعدام إرادة الإصلاح، والتلكؤ في انتخاب رئيس للبلاد يقود مع حكومته مسيرة الإنقاذ. وقال: "إعادة تكوين السلطات الدستورية وبناء المؤسسات هما المدخل الضروري لأية عملية إنقاذية. كيف تصل سفينة إلى الميناء الأمين في غياب ربان؟ وكيف تدار دولة بلا رئيس؟ الكل يدعي تسهيل العملية الإنتخابية وينادي بضرورة إتمامها فمن يعرقل إذا؟ وإذا كان جميع النواب مقتنعين بذلك فلم لا يذهبون إلى المجلس النيابي وينتخبون رئيسا بحسب مقتضى الدستور، دون شروط وشروط مقابلة، ودون تفسير لمواد الدستور أو تأويل بحسب المصالح. فنحن لسنا بحاجة إلى أعراف جديدة. طبقوا الدستور ولا تدعوا أحدا يعبث بمصير البلد ويلغي دوره ويقوض أساسات ديمقراطيته. المطلوب ليس شعارات بل إرادة عمل وصفاء نية. ومن يدعي عقما في الدستور يشكو من عقم في التفكير لأن لبنان شهد في ظل هذا الدستور فترات ازدهار وتألق قادها رجالات دولة كبار، احترموا دستور بلدهم وطبقوا أحكامه. هنا لا بد من التذكير أن انتخاب رئيس للبلاد ليس حاجة مسيحية بل وطنية. الرئيس ليس رئيس المسيحيين بل رئيس البلاد، ومن واجب كافة الكتل النيابية المشاركة في انتخابه". وختم: "دعوتنا اليوم أن نصفي القلوب والنيات وأن نعمل جميعنا من أجل خير بلدنا وسلامته، وأن نؤمن بابن الله المتأنس من أجل خلاصنا، وألا نخجل بإيماننا كما يفعل الكثيرون من أبناء هذا الدهر، حتى لا يستحي بنا أبونا الذي في السماوات في اليوم الأخير".

 

دريان مكرما من "بيروت منارتي": التسويف في انتخاب رئيس انتحار مرفوض ونطالب المجلس بالقيام بواجبه الدستوري

وطنية/24 آذار/2024

أقامت جمعية "بيروت منارتي" احتفالا تكريميا لمفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان خلال إفطار أقامته بالمناسبة في فندق الموفنبيك، بحضور ممثل رئيس مجلس النواب النائب محمد خواجة وممثل رئيس مجلس الوزراء الوزير بسام مولوي ووزراء ونواب وسفراء وممثلي رؤساء الطوائف الإسلامية والعديد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية والتربوية والعسكرية والإعلامية . استهل الاحتفال بكلمة لرئيس جمعية بيروت منارتي المحامي مروان سلام الذي قال: "ما أحوجنا في هذه الأيام، لأن يعم الاعتدال والحكمة في النفوس والنوايا وقراراتنا الوطنية ضنا بالبلد والوطن، وطن ظلمناه بخلافاتنا واختلافنا، وطن منتهك منهك يحتضر ويتلاشى... أعيدوا لبنان إلى خريطة العالم فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، نقول هذا الكلام وشعب لبنان منهك يعتريه الخوف على وطن مستباح مثخن بجراح الإهمال وعدم المسؤولية، نقول هذا الكلام ومؤسسات الدولة تتحلل". وختم: "أعيدوا لنا بيروت تلك المدينة العريقة التي لم يتبدل اسمها على مر التاريخ. ابنوا الجسور فيما بينكم. ترفعوا عن مصالحكم. تحاوروا. لا تنتظروا أحدا كي يجمعكم. إن للعيش المشترك في لبنان نكهة لا يتذوقها إلا كل وطني يخاف على هذا البلد، ويتمسك بمشروع الدولة والدستور".

فرعون

وتحدث الوزير السابق ميشال فرعون فقال: "رمزية بيروت لا يمكن لأحد أن يطمح بتمثيلها من دون أن يجسد مزاياها في نبذ العنف والانفتاح والاعتدال والإيمان بصيغة لبنان. ونشهد جميعا، أن سماحتكم تحملون هذه الرمزية وبامتياز، وتجسدون قيم بيروت، مفتيا بيروتيا لكل لبنان، والى الذين يقومون بازدواجية التغازل ببيروت وقيمها مرة، ويستعملون القوة والترهيب للسيطرة عليها مرة أخرى، نقول إن مصيرهم الفشل، لأن بيروت لا تقبل إلا الأوفياء الصادقين المخلصين لقيمها الوطنية والمدافعين عن رسالتها وحقوق أهلها في العيش الحر الكريم، وفي دولة تظلل العدالة والمساواة كل أبنائها. وأمام سماحتكم، نطلب اليوم من كل المؤمنين والمحبين لبيروت، والأوفياء المخلصين لقيمها، أن يوحدوا جهودهم ويجتمعوا حول رمزيتها وتاريخها، من أجل إيجاد الحلول للخروج من الأزمات المتلاحقة والتعطيل الذي يواجهنا، ويعملوا لخير هذه المدينة وأهلها وخير لبنان واللبنانيين، فعندما تكون بيروت بخير يكون لبنان بألف خير".

دريان

وألقى دريان كلمة قال فيها: "بيروت منارة العلم والمعرفة، مدرسة النضال الوطني والعروبي، الأمينة على رسالة فقيهها الأول الإمام عبد الرحمن الأوزاعي، الذي عاشت فتاويه وحكمه التي أصلت لثقافة احترام التعدد الديني والمذهبي، وأرست ثقافة العيش المشترك، على قواعد الحرية والمحبة والاحترام، حتى أصبحت هذه الثقافة أساسا من أسس شخصيتها ، وركنا من أركان هويتها. ولذلك، فإن بيروت مختلفة ومميزة بأهلها ورسالتها .فقد طال زمن الشغور الرئاسي، وما زلنا نتوسم خيرا بالجهود والمساعي الخيرة لانتخاب رئيس للجمهورية، فالتفاؤل ثمرة الإيمان والعزيمة والإرادة التي توصل في النهاية مع العمل الحثيث إلى نهاية انجاز الاستحقاق الرئاسي، فمن غير الجائز أن تبقى دولتنا من دون رئيس لها، ولا يمكن أن يحصل لبنان على ثقة الأشقاء العرب والأصدقاء ودول العالم، إذا لم نعد الاعتبار إلى الدولة ومؤسساتها، فالتسويف والتأخير في انتخاب رئيس لجمهوريتنا هو مشروع انتحار، بل هو الانتحار بعينه، وهذا مرفوض. مرفوض شرعا وقانونا وسياسة وبكل معايير الوطن والوطنية، ويتحمل مسؤوليته كل من لا يقوم بواجبه الوطني والسياسي، ويتقاعس عن القيام بدوره، ويعرقل سعي غيره في اجتراح الحلول للخروج من نفق الأزمات المظلم الذي طال المكث فيه".

أضاف: "نحن في دار الفتوى، لا ولن نرضى السير في مشاريع لا يحكمها العقل والحكمة والمنطق السليم، لحساب مصالح شخصية ضيقة يضيع لبنان بسببها ويندثر دوره  في أداء رسالته الوطنية والعربية النبيلة التي لا يكون إلا بها. نطالب المجلس النيابي بأن يقوم بواجبه الدستوري الأساسي، ويبادر إلى انتخاب رئيس للجمهورية، يكون رأس الدولة حقا، ورمز وحدة الوطن، يمثل لبنان بسيادته واحترام دستوره، وحكما ناظما لعمل الدولة وأدائها، والذي لا ينتظم ولا يتوازن إلا أن تكون نظرته واحدة لجميع اللبنانيين، لا يميزهم إلا إخلاصهم لوطنهم وجهدهم للنهوض به".

وختم: "فلسطين تعني كل العرب والمسلمين وهي قضيتنا وستبقى مهما طغى العدو الصهيوني، والعدوان على غزة وأهلها هو إبادة موصوفة، ينبغي ان نسأل موقف الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومنظمات حقوق الإنسان وكل المجتمعات البشرية ماذا فعلت وقدمت لردع العدوان الصهيوني وإيقاف هذه الإبادة بحق شعب يريد ان يعيش حرا على أرضه ودولته الحرة المستقلة". وتسلم المفتي دريان من المحامي سلام وأعضاء جمعية بيروت منارتي درعا عربون محبة وتقدير.

 

نعيم قاسم: كل عدوان على مدني سنرد عليه ونحن جاهزون مهما كانت التضحيات

وطنية/24 آذار/2024

 ألقى نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم كلمة، في ذكرى أسبوع مصطفى أيوب، في مجمع المجتبى – بيروت قال فيها: "مقاومتنا في لبنان موجودة وجاهزة، ونعتبر أنَّ وجودها ضروري وجهوزيتها ضرورية وطريقة أدائها أيضاً ضرورية، لا يستطيع لبنان أن يستمر أو أن يستقر أو أن يكون مستقلاً وعزيزاً من دون هذه المقاومة الضرورية بوجودها وأدائها وجهوزيتها، والدليل على ذلك هو التاريخ القريب الذي حصل، سنة 1982 عندما دخلت إسرائيل إلى لبنان كان هدفها إخراج الفلسطينيين، وخرج الفلسطينيون إلى تونس، لماذا بقيت إسرائيل 18 سنة في لبنان؟! لأنها كانت تريد إنشاء المستوطنات في جنوب لبنان، وكانت تريد أن تقوم بتوطين الفلسطينيين، وأيضاً كانت تريد التأمين على حكم سياسي في لبنان يكون تحت إدارتها، لكنَّ المقاومة لم تُمَّكنها من النجاح بتكاتف بين الجيش والشعب والمقاومة، إذاً المقاومة ضرورة" . أضاف: "لا تناقشوننا بأنَّ هذه المقاومة مشكلتها أنَّ معها سلاح! كيف يقاتل الإنسان بدون سلاح؟ السلاح مشكلته إذا كان يستخدم في الداخل لترجيح فريق على فريق أو للتحكم بالوظائف أو للتحكم بالسياسة وإدارة البلاد، أمَّا السلاح المخصص للمقاومة الذي لا يقاتل ولا يواجه إلَّا العدو ويتحمل كل ما يقوله الأطراف في الداخل ليبقى متوجهاً إلى العدو، هذا السلاح وهذه المقاومة كيف يمكن أن يتخلى عنها البعض؟! لولا هذه المقاومة ولولا سلاح هذه المقاومة لما ارتدعت إسرائيل". وتابع: "هذه المواجهة التي نواجهها اليوم مساندةً لغزة هي في اتجاه معيَّن مساندة لغزة، ولكنها أيضاً تؤدي خدمة كبيرة للبنان، لأنها تُفهم إسرائيل بأن تكون مردوعة في أنَّ المقاومة حاضرة، فلا يمكن أن تفكر إسرائيل في غزو لبنان مرة جديدة من دون مواجهة ووضع حد لها. نحن لا نرى فصلاً بين مساندة غزة ومصلحة لبنان، كل المقاومة في لبنان لا فصل فيها بين مصلحة فلسطين ومصلحة لبنان، نعم بالأولوية مساندة غزة، ولكن هل مساندة غزة معزولة عن لبنان؟ نحن نواجه عدواً توسعياً، فمن الأفضل ألا نترك هذا العدو يتصرف بمبادرات ضدنا وأن نبادره حيث لا يكون مستعداً لنا لنمنع احتمال المبادرة عنده عندما يكون قادراً عليها. نحن لا نتصرف على طريقة عليهم يا عرب، نحن نعرف ما نقوم به وكل شيء مدروس. هذا العدو إن تُرك لا يَترك، لذلك لن نتركه حتى يفهم أننا في المرصاد" . وختم الشيخ قاسم: "اليوم العدو يحاول أن يتوسع في الاعتداءات المدنية في بعلبك أو البقاع الغربي أو أي مكان آخر، وكلها سيكون هناك ردود عليها، وحصل رد على بعلبك بعد ساعة على أماكن استراتيجية موجودة عند العدو الإسرائيلي، ولن نخشى مهما كان الثمن ومهما كانت الصعوبات. كل عدوان على مدني وعلى واقع لا يتناسب مع طبيعة المواجهة الحالية، سنرد عليه ونقول له أننا جاهزون ونحن في الميدان، ولا نقبل أن تزيد اعتداءاتك من دون أن تدفع الثمن، ونحن حاضرون مهما كانت التضحيات ومهما كانت الصعوبات. هذه المواجهة التي نقوم بها على الرغم من تكاليفها الكبيرة، تأكدوا هي أقل كلفة بكثير مما لو انتظرنا العدو ليأتي إلينا، هذا عمل دفاعي بكل ما للكلمة من معنى".

 

براين هوك لـ«الشرق الأوسط»: إدارة بايدن تلعب وفق «قواعد إيران»

المبعوث الأميركي السابق عدّ إزالة الحوثيين عن لوائح الإرهاب «خطأ»

واشنطن: رنا أبتر/الشرق الأوسط/24 آذار/2024

اتّهم المبعوث الأميركي الخاص السابق لإيران، براين هوك، إدارة الرئيس جو بايدن بعدم وضع استراتيجية في منطقة الشرق الأوسط «المشتعلة»، عادّاً أن «هذه النيران مِن صنع الولايات المتحدة» بسبب تهميش الشركاء في المنطقة، وخلق فراغ استغلّته إيران وتنظيم «داعش» الإرهابي. ورأى هوك، في حوار خاص مع «الشرق الأوسط» أن الرد الأميركي على اعتداءات وكلاء إيران في المنطقة «فشل في حماية القوات الأميركية»، عادّاً أن إيران لم تدفع ثمن اعتداءاتها بالشكل اللازم، وأن الولايات المتحدة خسرت سياسة الردع ضد طهران لأنها تلعب «وفقاً لقواعد إيران». كما شدد هوك على أن إدارة بايدن ارتكبت عدداً من الأخطاء، منها رفع الحوثيين عن لوائح الإرهاب، وعدم طرح خطة سلام واضحة في الشرق الأوسط، على غرار ما فعل الرئيس السابق دونالد ترمب. وعن العلاقة المتوترة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أوضح هوك أن هذه التوترات «شخصية» بسبب وجود «نفور» من نتنياهو، مضيفاً: «لقد قمنا بشخصنة خلافاتنا في السياسة الخارجية».

وفيما يلي نص الحوار كاملاً:

اعتداءات وكلاء إيران

* صعّد وكلاء إيران هجماتهم على المصالح الأميركية في المنطقة، مع أكثر من 170 اعتداء منذ أكتوبر (تشرين الأول)، أدى بعضها إلى مقتل عناصر من القوات الأميركية؛ هل تعتقد أن الرد الأميركي عليها كان كافياً؟

- الرد الأميركي يفشل في حماية القوات الأميركية في المنطقة. فكما ذكرت، بعد 175 اعتداء، ردت الولايات المتحدة 11 مرة. وعدم التوازن هذا يخلق بيئة تسامحية جداً للنظام الإيراني ووكلائه، لأنه عندما يكون هناك هذا العدد من الاعتداءات، وتردّ الولايات المتحدة بالحد الأدنى، عبر قصف مبانٍ خالية، ومن دون ضرب النظام الإيراني بنفسه، فهذا يشجّع على المزيد من الاعتداءات، وهكذا دواليك. أعتقد أنه خلال إدارة بايدن، كان هناك أكثر من 200 اعتداء، منهم 170 منذ نوفمبر (تشرين الثاني). لقد خسرت الولايات المتحدة سياسة الردع ضد النظام الإيراني.

* يدعو بعض أعضاء «الكونغرس» إلى ضرب النظام الإيراني مباشرة؛ فهل تدعم هذه الفكرة؟

- النظام الإيراني يُنظّم ويُقدّم العتاد لوكلائه كي يموتوا من أجله. ونتيجة لهذا، لم يشعر النظام الإيراني أبداً بأنه دفع ثمن ما يقوم به في هذه «المساحة الرمادية». لهذا، فقد دعا عدد من أعضاء «الكونغرس» إلى اتباع سلسلة القيادة والرد على النظام الإيراني مباشرة.

أنتِ محقة؛ فقد حصلت هذه الدعوات بعد مقتل 3 جنود أميركيين في الأردن من قبل وكيل إيران، وغيرها من الاعتداءات التي تحدثنا عنها. حينها، دعا عدد من أعضاء الكونغرس إلى تحميل النظام الإيراني مسؤولية أعماله. ومن بعض الأمور التي قمنا بها في إدارة ترمب وضع بيان علني بأننا لن نسمح لإيران بـ«سياسة الإنكار» مع وكلائها. وإذا نفّذ أحد الوكلاء اعتداء ضد أميركا أو حلفائها، فسنُحمّل المسؤولية للنظام الإيراني، لأن النظام هو الذي ينظّم ويدرّب ويموّل كل هؤلاء الوكلاء في المنطقة، وهم السبب الرئيسي في غياب الاستقرار بالشرق الأوسط.

إذن أود أن أرى إدارة بايدن تقوم بالإعلان نفسه، أي أنها لن تُفرّق بين إيران ووكلائها. وأعتقد أنه نتيجة لهذه السياسية، ستكون في موقف أفضل لردع النظام الإيراني. لا شك عندي أبداً في أن النظام الإيراني يستمتع بسياسة إدارة بايدن الخارجية في الشرق الأوسط، لأننا خسرنا الردع.

* إذن، هل تدعم ضربات مباشرة داخل إيران؟

- أنا لست مُطَّلعاً على التقارير الاستخباراتية كما في السابق. إذن، هذا قرار يعود لإدارة بايدن. لكنّ هناك عدداً من الأرصدة الإيرانية في الشرق الأوسط ممن يستمرون في دعم منظمات إرهابية، كالحوثيين مثلاً. فالحوثيون تسببوا بوقف 30 في المائة من حاويات الشحن في العالم. ومن الواضح أنه من دون النظام الإيراني، لما كان الحوثيون تمكّنوا من وقف عمليات الشحن البحري الدولي بالطريقة التي فعلوها. إذن، أعتقد أن هناك عدداً من الخيارات التي يجب على إدارة بايدن أن تُنفّذها، لكنها غير مستعدة لفعل ذلك.

* هل تقصد أن الرد الأميركي يجب أن يشمل استهداف شخصيات معينة؟ كما فعلت إدارة ترمب مع قاسم سليماني مثلاً؟

-كما ذكرتُ، أنا لست على اطّلاع على التقارير الاستخباراتية كما في السابق. لكن ما أعرفه أن إدارة بايدن لم تستهدف موارد النظام المالية، كالنفط. ولم تكن جدية في ردع وكلاء إيران، ولم تقم بأي شيء كي يدفع النظام الإيراني ثمناً مباشراً. وهناك لائحة من الخيارات الموجودة أمام وزارة الدفاع. لكني أشعر بأنه في البيت الأبيض، هناك نظرية التخفيف من التصعيد بهدف التخفيف من التصعيد. وهذا بالضبط هو نوع السياسة الخارجية التي يبرع فيها النظام الإيراني.

أنا أُفضّل سياسة خارجية تُصعّد بهدف عدم التصعيد، لأن تركيز إدارة بايدن حالياً مُنصبّ على الحديث والانخراط مع الإيرانيين في أماكن، مثل عمان وفيينا، من دون تعزيز العقوبات النفطية؛ ما أدّى إلى زيادة الموارد النفطية بنسبة 80 في المائة. عندما كنا نحن في البيت الأبيض، تراجعت هذه الموارد بنسبة 80 في المائة. وأذكر أن الرئيس روحاني قال إن عقوباتنا كلّفت النظام 200 مليار دولار.

أما خلال إدارة بايدن، فقد شهد النظام الإيراني زيادة 100 مليار دولار في الموارد. لقد صرفوا هذه الأموال على الحوثيين، وعلى «حزب الله»، و«حماس»، ووكلائهم في العراق وسوريا الذين استهدفوا وقتلوا قوات أميركية. هذه سياسة خطرة جداً، على إدارة بايدن أن تعكسها.

تداعيات «الانسحاب الأميركي»

* ذكرت سياسة بايدن في الشرق الأوسط بشكل عام. لكن كيف تقيّمها في ظل الأوضاع الملتهبة في الشرق الأوسط حالياً؟

- هذه نيران من صُنعنا؛ فإدارة بايدن أتت إلى السلطة وهمّشت شركاءنا العرب السنَّة وإسرائيل. وفي كل مرة تضع الولايات المتحدة مساحة بيننا وبين هذه البلدان، تُرسل رسالة إلى المنظمات الإرهابية في الشرق الأوسط مفادها أن هناك فراغاً، وأن الولايات المتحدة تنسحب. وهي فعلت ذلك في عهد الرئيس أوباما عندما انسحبت من المنطقة، وملأت إيران و«داعش» الفراغ. بعد ذلك بسنين، عادت إيران و«داعش» لملء الفراغ مجدداً. هذا أمر رأيناه من قبل في السياسة الخارجية.

سياسة إدارة أوباما الخارجية يتم اليوم تكرارها في إدارة بايدن. إن «محور المقاومة» الإيراني أصبح أقوى. والآن يظهر «داعش» مجدداً، بعد أن قضى عليه الرئيس ترمب. إذن، أودّ أن أرى سياسة خارجية تشبه سياسة إدارة ترمب، لأنها كانت ناجحة، ولا أعتقد أن أحداً يعارض نظرة أن الشرق الأوسط مُشتعل اليوم بسبب غياب سياسة خارجية أميركية ناجحة.

* هنا لا بد من السؤال عن سياسة أميركا تجاه إسرائيل. من الواضح أن نتنياهو ينوي اجتياح رفح رغم تحذيرات إدارة بايدن، وهو قال ذلك بوضوح لوزير الخارجية أنتوني بلينكن. كيف تنظر إلى هذا التوتر في العلاقة بين إدارة بايدن ونتنياهو؟

-أعتقد أن بعض هذه التوترات شخصية؛ فهناك نفور من رئيس الوزراء نتنياهو. وأعتقد أننا قمنا بشخصنة خلافاتنا في السياسة الخارجية، واختزلناها حول شخص واحد، هو بيبي نتنياهو. لكنني أعتقد أن الشعب الإسرائيلي حالياً يدعم هندسة أمنية جديدة في المنطقة ستحول دون حدوث 7 أكتوبر مرة جديدة. وإسرائيل في إطار فعل ذلك. «حماس» أعلنت الحرب على إسرائيل في 7 أكتوبر، وإسرائيل خاضت هذه الحرب، وستستمر بها إلى أن تحقق الفوز، كما تُعرِّفه إسرائيل.

إنه عام انتخابي، وأعتقد أن السياسة بدأت تلعب دوراً كبيراً في قرارات السياسة الخارجية الأميركية في أماكن مثل ميشيغان مثلاً. وأنا أُفضّل أن نكون أكثر دعماً لإسرائيل، كي لا يتكرر 7 أكتوبر.

* في ظل كل هذا؛ هل تعتقد أن اجتياح رفح الخطوة الصحيحة الآن؟

- هذا قرار يعود للجيش الإسرائيلي والقيادة في إسرائيل. ومن الواضح، بناءً على تصرّفاتهم، أنهم يظنون أن عليهم الاستمرار في القتال، إلى أن يُخفّفوا من قدرات مقاتلي «حماس» أو يقضوا عليهم. وأذكر رؤية بعض الإحصاءات قبل السابع من أكتوبر تشير إلى أن هناك ما بين 35 إلى 50 ألفاً من هؤلاء المقاتلين، ولا أعتقد أن إسرائيل اقتربت حتى من استهدافهم كلهم. هناك شيء واحد أعرفه، وهو أن إسرائيل لن تكون أبداً في موقف تتعرض فيه لهجوم، كما حدث في 7 أكتوبر. وأعتقد أنهم يتّخذون الآن قرارات عسكرية تكتيكية تضمن عدم تكرار ما حدث.

إدراج الحوثيين على لوائح الإرهاب

* بالعودة إلى إحدى النقاط التي ذكرتها في معرض إجاباتك، تحدثت عن خطة سلام شاملة في المنطقة. وهنا أطرح بعض الانتقادات التي واجهتها إدارة بايدن، والتي تتهمها بالتراجع عن سياسات ترمب الخارجية؛ كرفع الحوثيين عن لوائح الإرهاب مثلاً، أو عدم السعي لترسيخ «اتفاقات أبراهام». هل تتفق مع هذه الاتهامات؟

- مما لا شك فيه أننا في إدارة ترمب تركنا الشرق الأوسط في وضع أفضل مما وجدناه. والآن، ها نحن بعد نحو ثلاث سنوات ونصف السنة من ذلك، وكما قلت في السابق، فإن الشرق الأوسط يحترق.

أعتقد أن إدارة بايدن ارتكبت عدداً من الأخطاء في البداية التي تحاول الآن تصحيحها؛ فمن أول الخطوات التي اتّخذتها لدى تسلمها الحكم إزالة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية. وهو إدراج دفعت أنا والوزير مايك بومبيو نحوه، لأنه من الواضح أن الحوثيين يتمتعون بكل التعريفات القانونية لمنظمة إرهابية أجنبية. كان من الخطأ إزالة هذا التصنيف.

عندما تولى الرئيس ترمب السلطة، عيّن مبعوثاً للشرق الأوسط هو جاريد كوشنر، وقدّمنا خطة سلام من مئات الصفحات برؤية اقتصادية وسياسية. الرئيس بايدن لم يُعيّن مبعوثاً للشرق الأوسط، ولم يُقدّم خطة سلام للشرق الأوسط. كما أنه لم يُلق خطاباً واحداً عن الشرق الأوسط، أقصد أي خطاب استراتيجي، كما فعل الرئيس ترمب بعد 5 أشهر من توليه السلطة عندما ذهب إلى السعودية.

إذن، لم يكن هناك مبعوث للشرق الأوسط، ولا خطة سلام للشرق الأوسط. كما لم يكن هناك أي حسّ استراتيجي. كل هذه النقاط تُشكّل ركائز أساسية لسياسة خارجية فعّالة. والآن، ما لدى الإدارة سياسة خارجية أميركية تفاعلية جداً.

نحن نلعب وفقاً لقواعد إيران. أعتقد أن إيران هي التي تحدد الإيقاع، سواء أكان ذلك عن طريق «حزب الله» أو الحوثيين. ويبدو أننا نستيقظ كل يوم ونحن نرد على استفزاز جديد. نحن في موقع الدفاع، والجانب الآخر في موقع الهجوم. يجب علينا إصلاح هذا الديناميكية وعكسها. وحتى نفعل ذلك، أعتقد أنكم ستستمرون في رؤية الشرق الأوسط يحترق.

* إذن، يبدو أنك تقول وبكل وضوح ألا وجود لاستراتيجية أميركية في الشرق الأوسط؟

- لم أرَ أي دليل على وجود استراتيجية لإدارة بايدن في الشرق الأوسط، وأود أن أعطي مثالاً على ذلك: كانت أول زيارة خارجية للرئيس ترمب إلى الشرق الأوسط. وفي الرياض، ألقى خطاباً أمام 55 دولة عربية ومسلمة. ذلك الخطاب هو الاستراتيجية التي نفّذناها على مدار 4 سنوات. كنت أتمنى لو أن الرئيس بايدن ألقى خطاباً مشابهاً عندما تولى منصبه. كنت أتمنى لو أنه عيّن مبعوثاً خاصاً للشرق الأوسط، وكنت أتمنى لو طرح خطة سلام. ولكن كل هذه الأمور غابت.

وفي غياب ذلك، لا يمتلك الأشخاص الذين يعملون لدى الرئيس استراتيجية شاملة لتنفيذها كما كانت الحال عندما كنتُ في منصبي. لذا أعتقد أن هذه بعض المشكلات الأساسية التي تجب معالجتها.

عودة ترمب

* سؤالي الأخير عن الانتخابات: هل تعتقد أن ترمب سيفوز؟ وهل ستنضم إلى فريقه في البيت الأبيض في حال فوزه؟

- الشعب الأميركي سيجيب عن هذا السؤال في نوفمبر. أحاول أن أبقى بعيداً عن التحليل السياسي؛ فلدينا كثير من الأشواط المتبقية في هذه المباراة.

ومع ذلك، ما يمكنني قوله إن الولايات المتحدة عانت على مدى العشرين عاماً الماضية، في سبيل العثور على السياسة الخارجية الصحيحة في الشرق الأوسط. أعتقد أن الرئيس ترمب وجد السياسة الصحيحة، كما عبّر عنها في الرياض وطوال فترة رئاسته، حيث قام بتشكيل فريق عمل جيد على تلك الاستراتيجية. تمكنّا من هزيمة «داعش»، وعكس نفوذ إيران وانتشارها. قدّمنا خطة سلام ذات مصداقية كبيرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين. أعتقد أن كثيراً من هذا لا يزال صالحاً وصحيحاً اليوم. لذا، أود أن أرى عودة إليه. أعتقد أن إدارة بايدن تتحرك في هذا الاتجاه، وهو ما يسعدني أن أراه. ولكن لا تزال هناك طريق طويلة يتعين قطعها.

 

المكاري: نؤكد العمل تحت سقف بكركي مسيحيا وحل موضوع السلاح يأتي ضمن الاستراتيجيّة الدفاعيّة

وطنية/24 آذار/2024

 اعتبر وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري أن "خيار عدم المشاركة في لقاء بكركي مرده إلى أن الوثيقة التي وصلتنا تبيّن أن النفس ذاهب باتجاه شيء لا يشبه ما نراه لمصلحة البلد، لا يقول أحد اننا لسنا مع تطبيق القرارات الدولية، أو لسنا مع حل موضوع السلاح، نحن كنا دائما نقول أن حل موضوع السلاح من ضمن الاستراتيجية الدفاعيّة، ولكن النفس ذاهب باتجاه مشكل وليس باتجاه حل، لذا نحن لم نرض المشاركة بهذا الموضوع". وقال المكاري في مداخلة عبر تلفزيون MTV: "التيار الوطني الحر الذي أمضى ست سنوات في الحكم، يطالب بأمور فشل فيها، ويحمل المسيحيين مسؤولية هذا الموضوع وهذا الفشل، كان من المفترض به أن يعمل على حل كل تلك الأمور عندما كان في سدة الحكم". وتابع: "إذا كان مأزوما شعبيا لا تكون معالجة الموضوع لديه بهذا الشكل، بل على العكس المعالجة تكون بالحوار، وبما يشبه نضالات التيار الوطني الحر". ورداً على سؤال عن ان المشاركة في لقاء بكركي كانت ستشكل فرصة لينضوي فرنجية ضمن الإجماع المسيحي، جزم المكاري بأنه "للأسف ليس هناك إجماع مسيحي، وإذا كنت تعني بسؤالك القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، كل يوم ينتقدون بعضهما البعض، وإذا كنت تقصد بالسؤال بكركي، نحن تحت عباءة بكركي". وأكد ختاماً أن "تيار المردة سيزور بكركي قريباً جدا لتأكيد العمل تحت سقفها مسيحيا".

 

تغريدات مخاتر من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم الأربعاء 23 شباط/2024

زينة منصور

نجيب علم الدين لا أحد يذكرك لأنك تنتمي للمؤسسين الدروز والحقد عليهم كبير لمحو آثارهم ومٱثرهم في زمن غوغاء اليسار والإسلام السياسي.كيف عكست روعة حبك للبنان مع تأسيس شركة طيران الشرق الأوسط واختيار إسمها وإصرارك على ريادتهاوإنشاء المطار في الشويفات.أصبح اليوم في بطن الحوت والحيتان.

 

د. أحمد ياسين

 هل انكشفت لعبة المخابرات الروسية وهل نحن أمام بداية حرب عالمية ثالثة؟!

 هذا الشخص هو أحد إرهابيي داعش المفترضين الذين نفذوا هجوم موسكو وكانوا يسرحون ويمرحون لساعات في أكثر المدن المحميّة أمنيّاً في العالم، ولم يصادف وجود شرطي واحد ليردعم! ليتبين اليوم فجأة بأنه يحمل الجنسية الأوكرانية واسمه رستم آزييف! والذي صودف أنه كان يختبى (وراء شجرة) عندما أطلقوا القبض عليه!!! واليوم بدأت الأجهزة الروسية باتهام أوكرانيا بتصدير الإرهاب ووقوفها وراء الهجوم في مقابل ردّ رافض من زيلنسكي.. فهل نحن أمام عمل مخابراتي روسي خبيث سيبرر لهجوم ضخم وانتقامي يمكن أن يصدم أوكرانيا والعالم؟!وكأن التاريخ يعيد نفسه! تذكروا أسباب اندلاع الحروب العالمية السابقة.

هجوم_موسكو

 

محمد الأمين

صحيح حالي  يشبه حال كثر من اللبنانيين الشيعة الذي يُمنعون من زيارة مقابر أقاربهم وتلاوة الفاتحة" وهذا يؤكد صحة ما نقوله ونعاني منه كأحرار داخل طائفة تحت هيمنة الثنائي المسلح الذي يحكم بالقمع والترهيب.

 

فارس سعيد

كلام الشيخ نعيم قاسم ان "سلاح حزب الله للدفاع عن لبنان" مرفوض

١- استخدمه الحزب في الداخل

٢-يدافع عن لبنان الجيش اللبناني وفقا للدستور

الاّ إذا في نيّة حزب اللهُ تعديل الدستور

***

منذ بداية حرب غزّة

تتعرّض منطقة بعلبك لقصف اسرائيلي للمرّة الثالثة

نحن في الجبل الشمالي

نشعر بالضربة نظراً لقربنا من البقاع و نخافها لأن البقاع "الحزبي" يصل إلى جبل لبنان حتى البحر من خلال طريق نعرف اين تبدأ لا نعرف اين تنتهي

***

لا يستطيع حزب اللهُ التبرؤ من مسؤولية قرار فتح جبهة الجنوب و الإضرار التي نتجت عنه و إلقاء المسووليّة على الدولة اللبنانية فقط

***

إضافة إلى قناعتي بخطورة الطرح على المسيحيين لاسباب شرحتها

و معارضتي لمضمون و توقيت اي طرح يخرجنا عن الطائف و الصيغة الحاليّة

أنا ضدّ "الموجات" و أخافها و ارفض الشعبويّة في العمل السياسي

اليوم هناك "موجة" الفدرالية و الصيغة

يشارك في صناعتها أحزاب و إعلام و سوء تقدير

ارفضها

لا يستطيع حزب اللهُ التبرؤ من مسؤولية قرار فتح جبهة الجنوب و الإضرار التي نتجت عنه و إلقاء المسووليّة على الدولة اللبنانية فقط

 

نديم الجميل

في أحد الشعانين المبارك أتمنى أن يستجيب المسيحيون كل المسيحيين في لبنان والعالم لطلب السيد المسيح الذي صلّى في ليلة ٱلامه من أجل وحدة أبنائه، فنحتفل بأحد شعانين واحد قيامة واحدة.

 

كارن البستاني

لتضل أغصان الزيتون مرفوعة مثل ما استُقبل الرب المخلص، رغم كل الأزمات، ولنضل مؤمنين باستعادة #لبنان الوطن يلي بيشبهنا! #شعنينة_مباركة لكل بيت، لكل عيلة، لكل مؤمن صامد بلبنان. #صباح_الخير #احد_مبارك

 

المستقل

المفتي دريان ما بيفطر ببيته؟

والله العظيم مش مقبول مفتي كل يوم على مائدة طعام طولها عشرات الأمتار وفي ناس ميتة الجوع؟ والأنكى انه الإفطارات يلي بيحضرها المفتي بتكون لتكريمه، فينا نعرف شو قدم للوطن وللأمة حتى كل يوم بيتكرم سماحته؟

 

سامي كليب

جاريد_كوشنر قال في جامعة هارفرد:"لو كنت مكان #إسرائيل لرحّلتُ سكان غزّة إلى النقب وبادرتُ إلى تطهيرها"

يبدو أن صهر ترامب بدأ بوضع خطط العقارات واستخراج النفط،تماما كالشركات التي رافقت بوش الإبن بعد احتلال العراق.

ليس العرب بالنسبة لهم سوى هنود سمر بدلا من الهنود الحمر.

 

طوني قهوجي

إسرائيل تقصف بعلبك أقصى شمال لبنان ، المقاومة ترد ضمن مزارع شبعا بصواريخ كاتيوشا ، وممنوع عليها أستعمال صواريخ بالستية

هذا هو الرعد الاستراتيجي

او هذا الصبر الاستراتيجي

او هذه قواعد الاشتباك الجديدة

 

محمد الأمين

صحيح حالي  يشبه حال كثر من اللبنانيين الشيعة الذي يُمنعون من زيارة مقابر أقاربهم وتلاوة الفاتحة" وهذا يؤكد صحة ما نقوله ونعاني منه كأحرار داخل طائفة تحت هيمنة الثنائي المسلح الذي يحكم بالقمع والترهيب.

 

سوسن مهنّا

حرب إسرائيل الأخيرة

 ما تقوم به إسرائيل عبر تصعيد وتيرة عملياتها العسكرية في العمق اللبناني بعلبك، واليوم البقاع الشرقي بلدة الصويرة، والتي تقع في أقرب نقطة من الحدود مع #سوريا، وقبلهم صور والنبطية وصيدا والضاحية الجنوبية هي مقدمات لعمل عسكري واجتياح قد يكون قريباً جداً.

هي تختبر قدرات #حزب_الله الردعية، وبما أن وتيرة عمليات الحزب العسكرية بقيت تقريباً على حالها، منذ اندلاع حرب #غزة، ستتصاعد عملياتها في الداخل اللبناني، كي تدفعه للقيام بعمل كبير يعطيها المبرر لاجتياح البلد. وربما لن تحتاج إلى مبرر.. وهي أعلنت بأن الجيش أعد الخطط لاجتياح الأراضي اللبنانية، ومن غير المستبعد أن يعلن عن حرب.

أضف إلى ذلك ما كان قد أعلنه وزير الخارجية الإسرائيلية، يسرائيل كاتس أن"إسرائيل ستتحرك عسكرياً لإعادة المواطنين الذين تم إجلاؤهم من منازلهم إلى منطقتها الحدودية الشمالية في حال عدم التوصل لحل دبلوماسي لوضع حد للعنف".

أيضاً أمين عام الحزب حسن #نصرالله قال لقائد فيلق القدس إسماعيل قاآني إن "حزب الله"سيقاتل بمفرده. وأن "هذه هي معركتنا".

هل استشار السيد نصرالله السلطات اللبنانية، أو اطلع على عينة من الرأي العام اللبناني، هل يعلم أن أغلب اللبنانيين لا يريدون أن يجر بلدهم مرة جديدة لحرب الآخرين على أرضهم..

ومن يعود بالذاكرة إلى التفاصيل التي سبقت اجتياح يونيو 1982 يجد أن الظروف الدولية والإقليمية واللبنانية متشابهة إلى حد كبير.

الله يحمي لبنان

لبنان_لا_يريد_الحرب

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 23-24 آذار/2024

رابط الموقع                                                                      

http://eliasbejjaninews.com

 

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins

 

اضغط على الرابط في أسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

00000

في اسفل رابط حسابي الجديد ع التويتر/ حسابي الأساسي والقديم اقفل ومن يرغب بمتابعتي ع التوتر الرابط في أسفل

https://twitter.com/BejjaniY42177

Below is the link of my new Twitter account/My old one was closed   For those who want to follow me the link is below

https://twitter.com/BejjaniY42177

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 24 آذار/2024/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/128124/128124/

ليوم 24 آذار/2024/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For March 24/2024/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/128128/128128/

March 24/2024