المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 12 كانون /لسنة 2024

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2024/arabic.january12.24.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اضغط على الرابط في أسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

00000

Elias Bejjani/Click on the below link to subscribe to my youtube channel

الياس بجاني/اضغط على الرابط في أسفل للإشتراك في موقعي ع اليوتيوب

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 

Below is the link for my new Twitter account.

في اسفل رابط حسابي الجديد ع التويتر

https://twitter.com/BejjaniY42177

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

عجيبة شفاء المخلع/قُم، إِحْمِلْ فِرَاشَكَ، وٱذْهَبْ إِلى بَيْتِكَ

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/جبران باسيل مقلعط وذمي واسخريوتي يتملق حزب الله ويحتمي به

الياس بجاني/الجيش اللبناني قادر ع حماية لبنان أما حزب الله الفارسي فألف لا

الياس بجاني/فيديو ونص: هرطقة الإسلام السياسي، حزب الله وحماس والإخوان والملالي وشعار انتصرنا لأن العدو لم يحقق أهدافه

الياس بجاني/كره وغربة حزب الله تظهر بفرح اللبنانيين بعد اغتيال أي عنصر من عناصره الإرهابية

الياس بجاني/حزب العمالة والفوفاش والتجليطة والكبتاغون والإجرم

الياس بجاني/فيديو ونص/عربي وانكليزي/أعرف عدوك: عدوك الأول والأخطر هو نظام الملالي الفارسي وكل أذرعته الإرهابية وفي مقدمهم حزب الله

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقابلة من موقع الحقيقة مع الناشط السياسي نوفل ضو/في هجوم عنيف على حزب الله ضو يسأل: هل

المطلوب حماية اسرائيل من السلاح وترك نفوذه في بيروت وجبل لبنان؟

رابط فيديو مقابلة من صوت لبنان مع الأميرة حياة أرسلان/هل يتقدم الحل الدبلوماسي تحت ضغط النار؟

ليزا جونسون في بيروت: إنه وقت صعب وأقدر أهميّة التحديات التي يواجهها لبنان

تقرير إسرائيلي: يجب نزع السلاح حتى جنوب بيروت

حزب الله في المتن وكسروان وجبيل: أين المصلحة الوطنية؟

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 11 كانون الثاني 2024

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 10/1/2024

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

هوكشتين يسعى إلى «حل وسط مؤقتاً» يجنّب لبنان وإسرائيل الانزلاق «إلى الأسوأ» وذكّر بعد لقاءاته في بيروت بـ«النافذة الضيقة» الإسرائيلية

إسرائيل تستهدف مركزاً صحياً لـ«حزب الله»... وصواريخ على كريات شمونة

الحدود البرية الجنوبية... لحل شامل نهائي وليس بالتقسيط!

لبنان امام خياري السلم وتطبيق 1701 او الحرب

غارات مكثفة على الجنوب… و”المقاومة” تستهدف غرفة قيادة إسرائيلية

23469 شهيداً و59604 جرحى في غزة… والاحتلال يرتكب 10 مجازر خلال 24 ساعة

هوكشتاين في بيروت للتهدئة… وأوساط نيابية لـ”السياسة”: إسرائيل لا تريد الحل

الاحتلال يهدد بتدمير القرية اللبنانية… وواشنطن تحذر من مهاجمة “حزب الله” للأميركيين

"حزب الله" يعالج ثغرات أمنية سهّلت استهداف قياداته ويحذّر بيئته

أميركا «ضابط إنضباط» بين إسرائيل و«حزب الله».. وغزة «على الله»!

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

مجلس الأمن الدولي طالب بوقف فوري لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر

واشنطن تطالب طهران بالإفراج فورا عن ناقلة نفط احتجزتها في بحر عمان

الأمم المتحدة تأسف لإعاقة اسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى شمال غزة

أميركا لا ترى «أساساً» لاتهام إسرائيل بـ«إبادة» الفلسطينيين وصوبت على «حماس» لتعهدها بـ«القتل الجماعي لليهود»

جنوب أفريقيا أمام «العدل الدولية»: إسرائيل ارتكبت إبادة جماعية في غزة

إسرائيل تبذل جهوداً ضخمة كي تقلب محكمة لاهاي «رأساً على عقب»

سيقول فريقها إن ما تفعله في غزة «رد فعل» على عملية «حماس» لإبادة الدولة اليهودية

ما المتوقَّع من دعوى جنوب أفريقيا على إسرائيل أمام «العدل الدولية»؟/ترحيب عربي... و«الجامعة» تفسر سبب عدم انضمامها

إحباط هجوم جديد بطائرة مسيّرة على قوات التحالف قرب مطار أربيل

100 يوم على حرب غزة: قطاع مدمر ومشارح تغص بالعائلات الثكلى

توافق مصري - أميركي على رفض محاولات «تهجير الفلسطينيين»

السيسي وبلينكن أكدا التمسك بمسار حل الدولتين لتحقيق استقرار المنطقة

الجيش الإيراني يحتجز ناقلة يونانية في خليج عمان وواشنطن طالبت بالإفراج الفوري عن السفينة وطاقمها

«الحرس الثوري» أقام تدريبات بحرية للحوثيين شمال إيران

ميدفيديف يلوح مجدداً بـ«النووي» في وجه أوكرانيا

رئيس أذربيجان أعلن استكمال شروط توقيع اتفاق سلام مع أرمينيا

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هوكستين والحزب "ضدّ الحرب": ماذا عن نتانياهو؟/جوزفين ديب/أساس ميديا

حرب لبنان صارت حتميّة/جان عزيز/أساس ميديا

لبنان على سكة التفاوض: أرباح "الحزب" وخسائر معارضيه/منير الربيع/المدن

لبنان ضحية حتى إنجاز صفقة مع طهران!/حنا صالح/الشرق الأوسط

حتى الحمام الزاجل وظّفوه!/مشعل السديري/الشرق الأوسط

تهجير الفلسطينيين... هل يضمن أمن إسرائيل؟!/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

لبنان بلدٌ للحريات... حتى لساحات الموت/موقع الشفافية/الدكتور داود الصايغ

لبنان: فرصة دبلوماسية أخيرة قبل الحرب؟/علي حمادة/سكاي نيوز عربية

هل قطر التي بنت إمبراطورية حماس الإرهابية وسيط نزيه؟/بسام طويل/ معهد جيتستون

طبول الحرب تقرع من لبنان إلى اليمن/محمد سلام/هنا لبنان

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

رئيس الحكومة لهوكستين:الاولوية لوقف النار في غزة ووقف الاعتداءات على لبنان

الموفد الاميركي دعا الى تهدئة الوضع جنوبا والعمل على حل وسط موقتا تجنبا للاسوأ

استشهاد عنصرين في الدفاع المدني - الهيئة جراء غارة معادية على مركز اسعافي في حانين

 الخارجية تعلن تأييدها لدعوى جنوب إفريقيا ضدّ إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية : لحكم عادل وعاجل يعكس احترام القيم وحقوق الإنسان

النائب مروان حمادة: زيارات هوكستين تخديريّة لتبريد الجبهة الجنوبية

الراعي استقبل عسيران وشخصيات  سكاف: علينا انتخاب رئيس قبل انتهاء حرب غزة وأقوم بمبادرة لتخفيض السقوف

السفيرة الأميركية الجديدة وصلت إلى لبنان: الوقت صعب وأقدر أهمية ما يواجهه لبنان من تحديات

كتلة "الوفاء للمقاومة: وقف العدوان على غزة المدخل الحصري لأي إمكانية للبحث في أي مخرج سياسي لاحتواء التصعيد العسكري بين لبنان والكيان الصهيوني

النائب وضاح الصادق: نحمل القضاء مسؤولية أي ضرر في المطار مثل الطوفان والاختراق السيبيراني وما قد يحصل في المستقبل

 

تغريدات مختارة

تغريدات مختارة ليوم الخميس 11 كانون الثاني/2023

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم
عجيبة شفاء المخلع/قُم، إِحْمِلْ فِرَاشَكَ، وٱذْهَبْ إِلى بَيْتِكَ

إنجيل القدّيس مرقس02/من01حتى12/:"عَادَ يَسُوعُ إِلى كَفَرْنَاحُوم. وسَمِعَ النَّاسُ أَنَّهُ في البَيْت. فتَجَمَّعَ عَدَدٌ كَبيرٌ مِنْهُم حَتَّى غَصَّ بِهِمِ المَكَان، ولَمْ يَبْقَ مَوْضِعٌ لأَحَدٍ ولا عِنْدَ البَاب. وكانَ يُخَاطِبُهُم بِكَلِمَةِ الله. فأَتَوْهُ بِمُخَلَّعٍ يَحْمِلُهُ أَرْبَعَةُ رِجَال. وبِسَبَبِ الجَمْعِ لَمْ يَسْتَطِيعُوا الوُصُولَ بِهِ إِلى يَسُوع، فكَشَفُوا السَّقْفَ فَوْقَ يَسُوع، ونَبَشُوه، ودَلَّوا الفِرَاشَ الَّذي كانَ المُخَلَّعُ مَطْرُوحًا عَلَيْه. ورَأَى يَسُوعُ إِيْمَانَهُم، فقَالَ لِلْمُخَلَّع: «يَا ٱبْني، مَغْفُورَةٌ لَكَ خطَايَاك!». وكانَ بَعْضُ الكَتَبَةِ جَالِسِينَ هُنَاكَ يُفَكِّرُونَ في قُلُوبِهِم: لِمَاذَا يَتَكَلَّمُ هذَا الرَّجُلُ هكَذَا؟ إِنَّهُ يُجَدِّف! مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ الخَطَايَا إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ؟. وفي الحَالِ عَرَفَ يَسُوعُ بِرُوحِهِ أَنَّهُم يُفَكِّرُونَ هكَذَا في أَنْفُسِهِم فَقَالَ لَهُم: «لِمَاذَا تُفَكِّرُونَ بِهذَا في قُلُوبِكُم؟ ما هُوَ الأَسْهَل؟ أَنْ يُقَالَ لِلْمُخَلَّع: مَغْفُورَةٌ لَكَ خطَايَاك؟ أَمْ أَنْ يُقَال: قُمْ وَٱحْمِلْ فِرَاشَكَ وَٱمْشِ؟ ولِكَي تَعْلَمُوا أَنَّ لٱبْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَانًا أَنْ يَغْفِرَ الخَطَايَا عَلَى الأَرْض»، قالَ لِلْمُخَلَّع: لَكَ أَقُول: قُم، إِحْمِلْ فِرَاشَكَ، وٱذْهَبْ إِلى بَيْتِكَ!. فقَامَ في الحَالِ وحَمَلَ فِرَاشَهُ، وخَرَجَ أَمامَ الجَمِيع، حَتَّى دَهِشُوا كُلُّهُم ومَجَّدُوا اللهَ قَائِلين: «مَا رَأَيْنَا مِثْلَ هذَا البَتَّة!».

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

جبران باسيل مقلعط وذمي واسخريوتي يتملق حزب الله ويحتمي به

الياس بجاني/11 كانون الثاني/2024

إلى المقلعط والإسخريوتي باسيل بعد اعتباره أن قتلي حزب الله هم شهداء لبنان: قتلى حزب الله سقطوا من أجل إيران الجهادية وفدى مشروعها الملالوي والإرهابي وما خصون بلبنان

 

الجيش اللبناني قادر ع حماية لبنان أما حزب الله الفارسي فألف لا

10 كانون الثاني/2024

الجيش اللبناني تسليحاً، وكفاءة وقدرات ووطنية هو أقوي بكثير من عصابة حزب الله الإيرانية والجهادية والكبتاكونية. فهموها بقا ونضبوا

 

الياس بجاني/فيديو ونص: هرطقة الإسلام السياسي، حزب الله وحماس والإخوان والملالي وشعار انتصرنا لأن العدو لم يحقق أهدافه

10 كانون الثاني/2024

https://eliasbejjaninews.com/archives/126010/126010/

إن كارثة كل مجموعات الإسلام السياسي المتفرعة عن الفكر العثماني والإخوان المسلمين، تحمل فكر مرّضي وبالي ولا يمت للإنسانية وللعقل وللمنطق بصلة. فكر عفن ومتوهم ومنسلخ عن الواقع،يرفض الآخر وهدفه الأول والأهم إخضاع الجميع واذلاهم واستعبادهم، ومن يقاوم ويرفض فكرهم يحللون قتله وغزو بلاده تحت رايات الجهاد والمقاومة. ومن أخطر شعارات هذه المجموعات الإجرامية والإرهابية هو هرطقة، “ما لم يحقق العدو أهدافه فنحن انتصرنا”، ولا يهمهم ما يحل بشعوبهم وببلادهم من دمار وقتل وإفقار وتهجير. ولنا في تصريح اسماعيل هنية الذي في أسفل خير مثال.

هذا وكان نصرالله رفع نفس الشعار البالي والمرّضي نفسه بعد حبره سنة 2006 مع إسرائيل. يومها دمرت إسرائيل لبنان وضربت كل بناه التحتية وهجرت كل سكان الجنوب وقتلت ما يزيد عن 1600 لبناني معظمهم من أفراد حزب الله، وفي أول ساعة توقفت فيها الحرب خرج نصرالله من “االجحر” وأعلن الانتصار بحجة أن إسرائيل لم تحقق أهدافها.

وراهناً وبعد ما يزيد عن 90 يوم من الحرب التي أشعلتها حماس مع إسرائيل، ولم يبقى شيء من غزة لم يدمر، وهجر كل سكانها وقتل منهم ما يزيد عن 30 ألف وجرح 150 ألف. ها هو اسماعيل هنية الذي يعيش في قطر في أرقى الفنادق يقول بان حماس انتصرت لأن إسرائيل لم تحقق أهدافها.

هؤلاء القادة الذين يحملون ثقافة هنية ونصرالله وكل باقي أقرانهم، هؤلاء أبالسة ومهمتهم تدمير بلادهم وقتل شعوبهم وإرجاعها إلى ما قبل الأزمنة الحجرية. يبقى أنه مع هكذا فكر مرّضي وعفن وواهم، ومع هكذا قادة أبالسة وتجار منافقين، فإن شعوبنا لن ترى وتعرف السلم والاستقرار قبل التحرير والتخلص من هكذا قادة ومن هكذا ثقافة.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

الياس بجاني/ فيديو/هرطقة الإسلام السياسي، حزب الله وحماس والإخوان وشعار انتصرنا لأن العدو لم يحقق أهدافه

https://www.youtube.com/watch?v=W0YR5HTo-8M&t=1s

10 كانون الثاني/2024

 

كره وغربة حزب الله تظهر بفرح اللبنانيين بعد اغتيال أي عنصر من عناصره الإرهابية

الياس بجاني/08 كانون الثاني/2024

غربة حزب الله الجهادي والفارسي والإرهابي عن لبنان وكرهه من غالبية اللبنانيين بمن فيهم  شريحة كبيرة من بيئته  تظهر بالفرح والشماتة عند اغتيال إسرائيل لأي فرد من أفرده

 

حزب العمالة والفوفاش والتجليطة والكبتاغون والإجرم

الياس بجاني/08 كانون الثاني/2024

إسرائيل تصطاد الإرهابيين القادةمن حزب إيران الشيطاني كالعصافير. هيدا حزب فوفاش وتجليطة. هو عدو لبنان والعرب والسلام الأول والأخطر.

 

الياس بجاني/فيديو ونص/عربي وانكليزي/أعرف عدوك: عدوك الأول والأخطر هو نظام الملالي الفارسي وكل أذرعته الإرهابية وفي مقدمهم حزب الله

الياس بجاني/06 كانون الثاني/2024

https://eliasbejjaninews.com/archives/125865/125865/

عدوك الأول والأخطر على وجود، وكيان، وتاريخ، وحضارة، وثقافة، وهوية، ورسالة لبنان ودوه، وعلى تعايش شرائحه المجتمعية والثقافية والمذهبية، هو فقط وفقط نظام حكم  الملالي الإيراني.

هذا النظام الملالوي والدكتاتوري والجهادي والأصولي والتوسعي والعدائي، هو عدو وقاهر وظالم شعبه أيضاً، وفي نفس الوقت أخطر أعداء العرب، والسلم والاستقرار الدولي والعالمي.

هو نظام رجعي لا يمت للعالم الحاضر بصلة، ونقض لكل ما هو انسانية وحضارة وتعايش وسلام، وحقوق، وعدل، وانفتاح، وقبل لالآخر المختلف.

ومع نظام الحكم الإيراني تندرج وبامتياز كل أذرعته الطروادية والإرهابية والبربرية، في ثقافتها الإجرامية والشيطانية، والتي تعود بفكرها وممارساتها ومشاريعها إلى ما قبل القرون الحجرية.

في مقدمة هذه الأذرعة الملالوية يأتي حزب الله عندنا في لبنان، وكذلك كل الباقين من أقرانه في غزة واليمن والعراق وسوريا.

بصريح العبارة، ودون مواربة، هؤلاء هم الأعداء الحقيقيين، وأكيد معهم وفي نفس المرتبة، تندرج كل جماعات الغباء والجهل والطروادة والوصولية والإنتهازية، واليسارية وتجار الهيكل من أهلنا اللبنانيين، الغارقين حتى الثمالة في عُقّد وأوحال ومركبات الحروب والغزوات والعداء والحقد والكراهية ورفض الآخر..

هودي هني الأعداء وبس…. فهموها يا أهلنا بقا

 

الياس بجاني/فيديو/عربي وانكليزي/أعرف عدوك: عدوك الأول والأخطر هو نظام الملالي الفارسي وكل أذرعته الإرهابية وفي مقدمهم حزب الله

https://www.youtube.com/watch?v=FJcSBNVPmmY&t=307s

06 كانون الثاني/2024

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط   https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقابلة من موقع الحقيقة مع الناشط السياسي نوفل ضو/في هجوم عنيف على حزب الله ضو يسأل: هل المطلوب حماية اسرائيل من السلاح وترك نفوذه في بيروت وجبل لبنان؟

https://www.youtube.com/watch?v=7oX7YOHcMt8

مقتطف من مقابلة مع الصحافي نوفل ضو وفيها هجوم عنيف على سلاح الحزب في لبنان وعلى الرئيس السابق ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل

 

رابط فيديو مقابلة من صوت لبنان مع الأميرة حياة أرسلان/هل يتقدم الحل الدبلوماسي تحت ضغط النار؟

https://www.youtube.com/watch?v=5QZhPYFJTx4

 

ليزا جونسون في بيروت: إنه وقت صعب وأقدر أهميّة التحديات التي يواجهها لبنان

المركزية/11 كانون الثاني/2024

أعلنت سفارة الولايات المتحدة في بيروت، في بيان، عن وصول السفيرة ليزا جونسون إلى لبنان في الحادي عشر من كانون الثاني الحالي. مشيرة إلى أنها كانت سفيرة الولايات المتحدة السابقة لدى ناميبيا كما شغلت مؤخرًا مناصب قيادية في المكتب الدولي للمخدرات وإنفاذ القانون لدى وزارة الخارجية في واشنطن. عند وصولها، قالت السفيرة جونسون: "إنه لشرف لي، وهو من دواعي سروري أن أعود إلى لبنان لقيادة السفارة الأميركية في بيروت حيث كنت قد عملت سابقًا من العام 2002 حتى العام 2004. هذا وقت صعب، وأنا أقدر أهميّة التحديات التي يواجهها لبنان. وفي الوقت عينه، لدي إعجاب عميق بحيوية الشعب اللبناني والثقة بقدرة لبنان على النجاح. الآن، أكثر من أي وقت مضى، حان الوقت للبنان أن يجد حس الوحدة والهدف في الرغبة المشتركة لجميع أبنائه في السلام والازدهار وفي مستقبل أكثر إشراقا."

ونشرت السفارة السيرة الذاتية لجونسون:

ليزا جونسون، عضو رفيع في السلك الدبلوماسي برتبة وزير مستشار، وافق مجلس الشيوخ الأميركي على تعيينها كسفيرة لدى الجمهورية اللبنانية في الرابع عشر من شهر كانون الأول 2023، وهي كانت قد شغلت، بين عامي 2018 و2021، منصب سفيرة الولايات المتحدة لدى جمهورية ناميبيا. كما شغلت ايضا، بين عامي 2014 و2017، منصب القائم بالأعمال في ناسو، جزر البهاماس. قبل تعيينها في لبنان، شغلت السفيرة جونسون منصب النائب الأول لمساعد وزير الخارجية الأميركية في مكتب المخدرات الدولية وشؤون إنفاذ القانون (INL) وكذلك منصب نائب مساعد وزير الخارجية في مكتب المخدرات الدولية لشؤون أوروبا وآسيا. شغلت أيضًا لفترة قصيرة منصب نائب قائد ومستشار الشؤون الدولية في الكلية الحربية الوطنية. وكذلك، شملت المهام السابقة للسفيرة جونسون، في واشنطن، منصب مدير شؤون الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي (NSC)؛ ومنصب مستشار أول لشؤون جنوب ووسط آسيا في مكتب نائب الرئيس؛ ومنصب مدير مكتب المخدرات الدولية وانفاذ القانون لأفريقيا والشرق الأوسط. كما شغلت مناصب أخرى في الخارج في إسلام أباد - باكستان؛ وبيروت - لبنان؛ وبريتوريا - جنوب أفريقيا؛ ولواندا - أنغولا. كما تم انتدابها إلى مكتب الأمين العام لمنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في بروكسل. ولدت السفيرة جونسون في مدينة آيوا، ونشأت بالقرب من سياتل - واشنطن. تخرّجت من جامعة ستانفورد بدرجة بكالوريوس في العلوم السياسية والاقتصادية، ثم حصلت على درجة الماجستير في الشؤون الدولية من جامعة كولومبيا إضافة إلى درجة الماجستير في العلوم في استراتيجية الأمن القومي من كلية الحرب الوطنية. في العام 2023، حصلت السفيرة جونسون على جائزة الرتبة الرئاسية المتميزة إضافة الى سبع جوائز للأداء الرفيع في الخدمة الخارجية.

 

تقرير إسرائيلي: يجب نزع السلاح حتى جنوب بيروت

المدن/11 كانون الثاني/2024

تواصل الصحافة الإسرائيلية الحديث عن ضرورة إبعاد حزب الله عن الحدود الجنوبية، وتعتبر أن المسافة التي يحكى عنها بين خمسة أو ثمانية كليومترات غير كافية لتوفير الأمن لسكان المستوطنات الإسرائيلية. وفي هذا السياق، نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت مقالاً للكاتب رون بن يشاي جاء فيه: "منذ اغتيال صالح العاروري في بيروت في الأسبوع الماضي، برز تصعيد للقتال على طرفَي الحدود. يحاول الحزب ضرب أهداف عسكرية استراتيجية في إسرائيل، والجيش الإسرائيلي يركز على معركة منسقة لضرب بنى تحتية مركزية يتمركز فيها الحزب. في اليومين الأخيرين، نسبت وسائل الإعلام اللبنانية إلى الجيش الإسرائيلي استهداف قادة رفيعي المستوى وناشطين في حزب الله. وفي الأساس، تستهدف إسرائيل الوجود الاستراتيجي لحزب الله، وليس إبعاد تهديدات الحزب القريبة من السياج الحدودي. بالإضافة إلى ذلك، نُسبت إلى الجيش هجمات مركزة على خلايا الصواريخ المضادة للدروع. وعلى الرغم من بروز التصعيد، لكنه ما زال مضبوطاً، ومسيطَراً عليه جيداً من الطرفين، اللذين من الواضح أنهما لا يسعيان، ولو عن طريق الخطأ، للتدهور نحو حرب شاملة ستُلحق الضرر بسكان بيروت وتل أبيب. يوضح هذا الأمر أن على إسرائيل المطالبة، ليس فقط بإبعاد قوة الرضوان عن الحدود، بل إبعادها إلى ما هو أبعد. وفي الواقع، إبعاد فرقة النخبة في حزب الله إلى مسافة 5 كلم عن الحدود يمكن أن تكون كافية، وهذا ما يجري فعلاً حالياً، لكنها غير كافية بالنسبة إلى الصواريخ المضادة للدبابات، التي يُطلقها الحزب بدقة كبيرة، ومن مسافات أبعد بكثير. حالياً، يجري الحديث عن 8 كلم، ومستقبلاً، يمكن أن تكون المسافة أبعد بكثير. لذلك، فإن المطالب الإسرائيلية فيما يتعلق بـ"اليوم التالي للحرب" في الشمال، يجب أن تكون أكثر تشدداً مما كان يُعتقد في البداية.

وجود مئات المسيّرات في حوزة حزب الله، يشكل مشكلة إضافية. وحتى لو طبّق الحزب القرار 1701 الذي أنهى حرب لبنان الثانية (حرب تموز 2006) حرفياً، فإن هذا لن يضمن أمن سكان الجليل الأعلى. المسيّرة التي انفجرت الثلاثاء في داخل قيادة المنطقة الشمالية هي دليل على ذلك. صحيح أنها لم توقع إصابات، ولم تتسبب بأضرار تقريباً، لكن التهديد الذي تشكله المسيّرة التي حلّقت على علو منخفض، يجعل من الصعب اعتراضها، هو تهديد خطِر، ويفرض إبعاد الترسانة مسافة كيلومترات كثيرة شمالي نهر الليطاني. بهذه الطريقة، على الأقل، سيكون هناك تحذير قبل انفجار المسيّرات التي تستهدف إسرائيل. الأسلحة الجديدة والدقيقة لدى حزب الله تفرض، ليس فقط إبعاد مسلحي حزب الله عن الحدود، بل نزعاً كاملاً للمسيّرات والصواريخ المضادة للدروع، البعيدة المدى، وصواريخ كروز، من معظم المنطقة الواقعة جنوبي بيروت. وزير الخارجية الأميركي سمع هذه المطالب، خلال زيارته لإسرائيل، من وزير الدفاع يوآف غالانت، ومن رئيس الأركان اللواء هرتسي هليفي، ومن قائد المنطقة الشمالية أوري غوردين، الذين من الواضح لهم أن إبعاد قوات الرضوان عن الحدود لن يحل المشكلة. والسؤال المطروح: هل حسن نصرالله والإيرانيون مستعدون لقبول قرار نزع السلاح بضغط من المواطنين اللبنانيين الذين لا يؤيدون حزب الله؟ حتى الآن، يبدو أن الحزب مستعد، حتى إنه يريد التحاور مع الوسطاء الأميركيين والفرنسيين. هناك أمران يمكن أن يؤثرا، أكثر من أي شيء آخر، في استعداد الحزب للتوصل إلى حل جديد: الأول، الطريقة التي ستنتهي بها المواجهات في غزة؛ والثاني، له علاقة بمدى تصميم إسرائيل على المناورة في الجنوب اللبناني، إذا أصرّ حزب الله على الحفاظ على وجود عسكري يسمح له بمهاجمة مستوطنات وأهداف في الشمال بصورة فجائية، من دون سابق إنذار.

 

حزب الله في المتن وكسروان وجبيل: أين المصلحة الوطنية؟

دنيز عطالله/المدن/12 كانون الثاني/2024

قد يبدو الكلام اليوم عن "المصارحة والمصالحة "التي كانت ضرورة بين اللبنانيين، حين انتهت حروبهم المتنوعة السياقات، خارج زمانه. فالحرب تتقدم جنوباً، والنزوح من بعض القرى الأمامية بدأ ينفجر إشكالات وأعباء و"ضيق" اجتماعي، معطوفاً على قلق عام يرخي بثقله على يوميات الناس وسلوكياتهم. لكن، لهذه الأسباب تحديداً، يُستعاد الكلام عن فرص ضائعة كان أمكن أن تُجنّب اللبنانيين بعضاً مما يعانونه راهناً، ويهدد آخر ما تبقى من "وحدتهم" الوطنية.

"نُداري المصالح اللبنانية"!

حين يقول أمين عام حزب الله، السيد حسن نصرالله، إنه يتجنب الحرب لأننا "نداري حتى الآن المصالح اللبنانية"، فإنه يقر، ضمناً، أن لا توافق في لبنان على شن حرب ولا قدرة للبلد على تحمّل تبعاتها. فلا إجماع، ولا حتى أغلبية وطنية، راغبة في هذه الحرب وتكبّد نتائجها. لكنه يقول أيضاً إنه، وحده من دون سائر اللبنانيين، قادر على خوض الحروب أو تجنبها. ومع ذلك فنصرالله يضيف "إذا شُنّت الحرب على لبنان، فإن مقتضى المصالح اللبنانية الوطنية أن نذهب بالحرب إلى الأخير من دون ضوابط". من يحدد "مقتضى المصالح الوطنية"؟ وماذا يعني الذهاب بالحرب "إلى الأخير ومن دون ضوابط"؟هذا الكلام منظوراً إليه من البيئات المعارضة لحزب الله، وهي متعددة الخلفيات والطوائف، يشرّع أبواب الأسئلة في دواخل هذه البيئات، طالما مساءلة المعني متعذّرة، دونها التخوين والتهديد.

البحث عن شقق في كسروان وجبيل

تزامن كلام نصرالله المذكور، الذي أتى بعد استهداف المسؤول في حماس صالح العاروري في الضاحية، مع كثرة الحديث عن الباحثين عن شقق للإيجار في مناطق المتن وكسروان وجبيل. يؤكد رئيس اتحاد بلديات كسروان والفتوح، رئيس بلدية جونية جوان حبيش لـ"المدن" أنه "مع بداية الحرب في الجنوب، وتحديداً في تشرين الأول، استأجر عدد من الميسورين الشيعة منازل في كسروان وجبيل والمتن. الأغلبية، من بينهم، استأجروا في فاريا وفقرا وعيون السيمان. وأخيراً، شهدنا بعض الطلب على شقق في الساحل، ومن بينها جونية. لكن النسبة تبقى مفهومة ولم تُشكل ظاهرة".

وما يقلق حبيش فعلاً "التواجد السوري غير المنضبط وجماعة "الديلفيري".. ولكن لهؤلاء مقاربة أخرى. من جهته، يؤكد أحد المسؤولين في الأجهزة الأمنية لـ"المدن" أنه "رُصدت أكثر من مجموعة أفراد كانوا يسألون في الساحل الكسرواني وبعض القرى الجبيلية عن شقق أو منازل مستقلة للإيجار. وبدت ملفتة كثافة الطلب وتزامنها في فترة واحدة". لا يجزم المسؤول إن كان البحث لأفراد أم منسق مع جهات حزبية، كما لا ينفي ذلك، مكتفياً بالاشارة إلى أن "التجاوب مع تأجير الوافدين كان أكبر في المتن وجبيل منه في كسروان". لا يحتاج الواقع خبيراً في علم الاجتماع ليحلل أسباب تحفّظ بعضهم عن تأجير منازلهم، على رغم "الميركانتيلية" الشهيرة لجميع اللبنانيين.

الترميم في زمن العاصفة

ولكن أبعد من "تفصيل" تأجير المنازل ودلالاته، تأتي التهديدات الخطيرة جنوباً لتكشف عن عمق تزعزع الإجماع اللبناني. فكثير من اللبنانيين، خصوصاً المسيحيين من غير سكان الأطراف الجنوبية، لا يشعرون أنهم معنيون، في"العمق"، بما يحصل. كأن الحرب تدور على أرض أخرى، والمهم ألاّ تصل إليهم. يزداد الكلام عن "هم " و"نحن"، "ثقافتهم" و"ثقافتنا"، طموحاتهم وأحلامهم ومفاهيمهم وما يناقضها في "البيئة" المقابلة التي تفصل بينهما بضع عشرات كيلومترات.. تبدو، في الواقع، ضوئية. صحيح أن لا أحد يرمم سقف بيته في زمن العاصفة. وقد يبدو الكلام اليوم عن مصارحة تعالج ما ختمناه على زغل الحروب والاقتتال و"طائر الفينيق" و"جناحيّ لبنان"، وغيرها من توصيفات متهالكة، ترميماً متأخراً جداً تحت عاصفة تهدد اقتلاع البيت لا سقفه فقط. وهنا بالتحديد مصدر الخوف والقلق. فالبلد الذي لا يتشارك قسم كبير من أبنائه هموم القسم الآخر منه، ولا رؤيته لحاضره ولا لمستقبله ودوره وسياساته المختلفة من الاقتصاد إلى السياسة الخارجية، وما بينهما من سياسات داخلية ومالية وأمنية وحتى عسكرية، كيف يمكنه ادعاء أنه وطن وأن له القدرة على خوض مغامرات الحروب والصمود والانتصار؟.. إلا إذا كان ذلك على طريقة أحمد سعيد ومحمد الصحاف ومن ينتسب إليهما في التاريخين الحديث والقديم، ويبدو أنهم كثر.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 11 كانون الثاني 2024

 وطنية/11 كانون الثاني/2024

النهار

يثير موضوع الدعوى التي رفعها مواطن في مرجعيون على “حركة أمل” ممثلة برئيسها الرئيس نبيه بري التي تحتل عقاراً يخصه، مجموع العقارات التي لا تزال مصادرة من أحزاب الأمر الواقع في غير منطقة.

يشكو الديبلوماسيون في الخارج من عدم تقاضي رواتبهم منذ أشهر واعتبار وزارة الخارجية أنها غير مسؤولة عن التأخير إذ أرسلت الملفات إلى وزارة المال وفق الأصول.

يروج ناشطون في عاصمة البقاع بأن أحد الملفات الذي احاطته ضجة كبيرة سيقفل على ما يشتهي المتهمين فيه بعد تبدل وجهة التحقيقات وعدم الأخذ بافادات سابقة.

الجمهورية

أقرت شخصية مؤيدة لتيار سياسي أن الخيار القانوني الذي اعتمدته لإبطال قرار يخص مؤسسة حيوية لا يملك فرصة النجاح ما لم يتغير الظرف السياسي الراهن.

دُعي بعض المسؤولين غير الإداريين الى إقفال هواتفهم

لقطع الطريق على محاولة التدخل في قضية محلية حساسة.

قال ديبلوماسي غربي إن عدم وجود قرار بالحرب لا يعني عدم اندلاعها بسبب مفاجآت ميدانية.

اللواء

فسَّرت جهات لبنانية أن تسخين الوضع في القطاع الشرقي، هدفه وضع مزارع شبعا على جدول أعمال مهمة هوكشتاين.

ما تزال شركة كهرباء لبنان، ضمن الخلافات مع هيئة الشراء العام تحاول ان تماطل في الالتزام بنظام زيادة التغذية بالتيار.

توقع مصرفي بارز ان يحدث تحوُّل في حركة سعر الدولار الاميركي بدءاً من منتصف شباط المقبل.

نداء الوطن

تبيّن أن الخلاف لا يزال قائماً بين «الحزب التقدمي الاشتراكي» و»تيار المرده»، الأمر الذي يعيق إجراء التعيينات العسكرية.

يتردد أنّ مسؤولاً غربياً رفيع المستوى أبلغ مسؤولين لبنانيين أنّه لمس خلال المرحلة الأخيرة تبدلاً في أجواء الحكومة الإسرائيلية التي باتت تميل إلى التهدئة أكثر من الحرب.

لوحظ أنّه تمّ الترويج لمقابلة رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، بشكل لافت، وللمرة الأولى عبر رسائل قصيرة.

البناء

قال خبير في الشؤون الإسرائيلية إن شيئاً ما قد حصل خلال الأيام التي أعقبت استهداف قاعدة ميرون الاستراتيجية المعنية برقابة العمليات الجوية والإدارة والسيطرة على أدوات الحرب الالكترونية والاستخبارية ومن بعدها استهداف قاعدة صفد التي تضم قيادة الجبهة الشمالية الذي أدّى الى تبدل في اتجاهات المعلقين العسكريين في الصحف والقنوات التلفزيونية العبرية من الدعوة لحرب ضد حزب الله لإنهاء الصداع الشمالي إلى التحذير من مغامرة الحرب والتركيز على نجاح حزب الله باختراق القبب الحديدية بصواريخه وطائراته المسيَّرة وبلوغ مناطق شديدة الحساسية وتتمتع بأعلى درجات الحماية، ورجح أن يكون الجيش وراء هذا التبدل.

قال مصدر دبلوماسي إنه لمنع الانزلاق نحو الحرب الشاملة لا يكفي عدم وجود رغبة بها على طرفي المواجهة الدائرة لأن قراءة موازين القوى على ضفتي المواجهة متعاكسة كلياً، ويمكن ملاحظة أن الجانب الأميركي الإسرائيلي مقتنع فعلاً أنه قادر على طلب أثمان امتناع «إسرائيل» عن شن حرب على لبنان وحزب الله ولذلك يضعها على طاولة التفاوض؛ وحزب الله مقتنع فعلاً أن اندلاع الحرب سوف يعني رغم المخاطر وحجم الخسائر نتيجة حتمية هي نهاية كيان الاحتلال ويتوقع أن يشكل هذا رادعاً لعدم المخاطرة بالانزلاق إليها. واعتبر أن نبرة وخطاب وقراءات حلفاء الجانبين للسيناريوهات الداخلية تعكس هاتين المقاربتين المتباعدتين.

الأنباء

مرجعية سياسية تواصل حراكها وتخرق الجمود القاتل على الساحة السياسية على أكثر من صعيد.

حراك أوروبي لافت على خط بيروت ويحمل أكثر من رسالة بعضها لمرحلة ما بعد انتخاب رئيس.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 10/1/2024

وطنية/11 كانون الثاني/2024

 * مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان

أفرغ آموس هوكشتاين بعض ما في جعبته ومن بوابة عين التينة دخل إلى الموقف اللبناني الموحد سمعه دونه وقاربه مع المهمة التي كشف أنه مكلف بها وهي التوصل سريعا إلى حل دبلوماسي يريده الطرفان لوقف التصعيد وخفض التوتر على الجبهة الجنوبية.

المبعوث الرئاسي الأميركي الذي زار كيان الإحتلال الإسرائيلي الأسبوع الماضي والذي تتزامن زيارته إلى بيروت مع وجود وزير خارجية بلاده في القاهرة آخر محطاته الشرق أوسطية اجتمع مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي وقائد الجيش.

ومن عين التينة صرح بهدف زيارته مهمتي التوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة الحالية نحن في مرحلة ووقت صعب يتطلبان العمل سريعا مؤكدا أن واشنطن تفضل الحلول الدبلوماسية التي تسمح للشعب اللبناني بالعودة إلى منازله وحياته الطبيعية في الجنوب وإلى سكان الشمال  العيش بأمان.

ومن النافذة الضيقة كما وصفها تسلل هوكشتاين إلى موقف العدو ليؤكد أنه سمع من الحكومة الإسرائيلية بأنها تفضل الحل الدبلوماسي أما الشعب اللبناني فهو مؤمن أنه يفضل الحلول نفسها ولا يريد التصعيد في الأزمة الحالية إلى أزمة أبعد من ذلك هذا ما قاله هوكشتاين.

أما ما سمعه من الرئيسين بري وميقاتي فهو التمسك ألف وسبعمئة مرة بحدود لبنان الخضراء وتنفيذ كامل مندرجات القرار 1701.

كلام ورد على لسان الرئيس نبيه بري قبل أن يطرق هوكشتاين أبواب عين التينة فردا على سؤال لصحيفة الجمهورية قال لا كلام لا عن تحديد ولا عن ترسيم جديد حدود لبنان الدولية معروفة ومحددة منذ العام 1923 ولدينا القرار 1701 متمسكون وملتزمون بتطبيقه والمطلوب هو أن يلزموا إسرائيل بتطبيقه.

مهمة الموفد الأميركي في بيروت  واكبتها وتيرة عالية من التصعيد الإسرائيلي في الجنوب.

من ضمن هذا التصعيد إستهدف جيش الإحتلال بغاراته الجوية وقذائفه المدفعية اليوم عدد من البلدات ولا سيما حانين حيث سقط شهيدان في غارة على مركز للهيئة الصحية الإسلامية في البلدة فيما قامت المقاومة بإطلاق صواريخ على مواقع وتجمعات العدو.

وفي الوقت نفسه واصل المسؤولون الإسرائيليون توجيه التهديدات للبنان وآخرهم الوزير في مجلس الحرب بيني غانتس  الذي لوح بالتحرك في جنوب لبنان كما نفعل في غزة الآن على حد تعبيره.

لكن الرد عليه جاء على صفحات الصحف العبرية إذ كتبت إحداها : غزة مخيم صيفي قياسا بما ينتظرنا لو قمنا بحرب في لبنان.

واليوم انجذبت أنظار العالم إلى المحاكمة التاريخية لإسرائيل على جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها في القطاع.

جلسات المحاكمة في لاهاي إنطلقت بدفع من دعوى رفعتها جنوب أفريقيا وهي خطوة مهمة تضع إسرائيل في قفص الإتهام أمام أعلى سلطة قضائية دولية بغض النظر عما ستنتهي إليه المحاكمة إذ أصدر أنطوني بلينكن القرار سلفا عندما زعم أن الدعوة المقدمة بلا أساس ولذلك فإن الفيتو الأميركي يتربص بأي قرار يدين إسرائيل.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ام تي في

ماذا حمل آموس هوكستين الى المسؤولين اللبنانيين؟ وهل حقق الهدف من زيارته؟ علنا، لم يأت الموفد الاميركي بجديد بارز، بل اوحى  اجتماعه  ب+رئيس الحكومة ان الحل الجذري  للمسائل المتعلقة بالحدود اللبنانية- الاسرائيلية غير ممكن حاليا، باعتبار انه لا يمكن فصل الوضع اللبناني عما يحصل في المنطقة، وتحديدا عن تطورات  غزة  وعن مسار المفاوضات الاميركية - الايرانية .

هكذا بدت زيارة هوكستين من السراي كأنها للتهدئة وللدعوة الى ضبط النفس في الجنوب بانتظار بلورة  المشهد الميداني والسياسي في الاقليم. في المقابل، هوكستين عين التينة، كان غير هوكستين السراي، اذ تعمق في بحث المقترحات والطروحات مع رئيس مجلس النواب ، بحيث نفذ من الشكل الى الجوهر. فماذا تخبىء هذه الازدواجية؟

توازيا كان وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن يستكمل زيارته الى المنطقة  التي شملت تسع دول،  في مسعى لمنع اتساع رقعة النزاع. لكن النزاع الاقليمي قد لا يبقى تحت السيطرة وخصوصا في ظل ما يجري بحريا،  اذ اعلنت البحرية الايرانية اليوم انها صادرت ناقلة نفط اميركية في بحر عمان بأمر قضائي...

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار

لم تحل العتمة على كريات شمونة اليوم فحسب، بل ستمتد الى أكثر من مكان في الكيان ان لم يقف جيشه وسياسيوه مردوعين امام المعادلات التي تحمي المدنيين اللبنانيين، وتضبط ميدان النزال..

هذا ما ترجمته عشرات الصواريخ التي اوصلتها المقاومة الاسلامية الى كريات شمونا شمال فلسطين المحتلة، محققة اصابات واضرارا في عدد من المباني وقطعا للتيار الكهربائي عنها وعن بعض المستوطنات المجاورة لها، بحسب الاعلام العبري..

وبحسبة المقاومين هو رد على استهدافات المدنيين التي طال آخرها فرق الدفاع المدني في حانين ، ما ادى الى استشهاد مسعفين من الهيئة الصحية الاسلامية . ولن يسعف العدو الهروب الى الامام، فالمقاومة جاهزة للرد الفوري على اي عدوان يطال المدنيين كما أكد بيانها..

اما بيانات السياسيين والسفراء ووزراء الخارجية والمبعوثين الزائرين الى بيروت وعلى مدى الايام، فجميعها مؤجل خلف قرار وقف الحرب على غزة كما جددت كتلة الوفاء للمقاومة اليوم تأكيدات حزب الله..

وفيما الميدان الغزاوي يؤكد صعوبة الحال الصهيونية، فان اعادة وصل دير البلح بخان يونس اعادت بعض المواطنين سريعا الى بيوتهم مؤكدين فشل كل النظريات الصهيونية وعجزهم عن اغراق الفلسطينيين في دم ابنائهم او سلخهم عن ركام منازلهم واحلامهم..

ومع مرور خمسة وسبعين عاما من الافلات من العقاب وقفت تل ابيب اليوم امام محكمة العدل الدولية في لاهاي بتهم دامغة لارتكابها جرائم حرب ضد الفلسطينيين. وان كانت دعوى جنوب افريقيا وصوتها مسموعين أكثر من كثيرين من الناطقين بلغة الضاد، فان اضداد الانسانية واعداء البشرية من اميركيين وغربيين وبعض التابعين لهم من المنحرفين قادرون على التعطيل او افراغ الخطوة من تداعياتها الاجرائية، لكنها بلا ادنى شك خطوة استثنائية تؤكد بعض صحوة في الضمير العالمي ضد الجرائم الصهيونية غير المسبوقة..

اما السباق الى نصرة الفلسطينيين فسيبقى ديدن اليمنيين، غير آبهين بكل الجعجعة الاميركية اممية كانت او احادية، فنصرة غزة لا رجوع عنها اكد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، وقتال الاسرائيليين والاميركيين احب الى الشعب اليمني من قتال وكلائهم كما أكد السيد الحوثي ...

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي

المنطقة منهمكة بأنطوني بلينكن ، ولبنان منهمك بآموس هوكستين . الجامع المشترك بين الإنهماكين ان الظروف غير ناضجة لأحداث أي خرق في اتجاه التهدئة سواء في غزة أو على الجبهة مع لبنان .

آموس هوكستين رسم السقف الذي أراد الوصول إليه ، وهو " ضرورة العمل على تهدئة الوضع في جنوب لبنان، ولو لم يكن ممكنا التوصل الى اتفاق حل نهائي في الوقت الراهن". . إذا ، تهدئة في الحد الأدنى ، واتفاق في الحد الأقصى ، لكن لا يبدو ان أحد الحدين يمكن أن يتحقق ، ما يؤشر إلى أن نتيجة زيارة هوكستين ستكون متواضعة.

أنطوني بلينكن ، في ختام جولته في المنطقة رسم خارطة طريق بطريقة حادة فاعتبر أن المنطقة أمام طريقين، الأول سيشهد "تكامل إسرائيل، مع ضمانات والتزامات أمنية من دول المنطقة وكذلك من الولايات المتحدة، وإقامة دولة فلسطينية. الطريق الآخر هو الاستمرار في رؤية الإرهاب والعدمية والدمار على يد حماس والحوثيين وحزب الله، وكلهم مدعومون من إيران.

بين كلام بلينكن وكلام هوكستين ، جامعان مشتركان : الأول ، لا جديد نوعيا فيهما ، والثاني يعكسان عدم نضوج المعالجات.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد

يحيا العدل من جنوب افريقيا...

الارض التي سجلت اول ظهور لمجموعات الانسان الحديث قبل مئة الف عام بلاد نيلسون مانديلا التي قاومت نظام الفصل العنصري أبارتهايد عشرات السنين، هي البقعة من الجغرافيا الكونية التي شعرت بإبادة اهل غزة، فتحركت قضائيا نحو محكمة العدل الدولية، وسحلت اسرائيل في لاهاي مقدمة ضدها اربعا وثمانين صفحة مبللة بالدماء، ومتضمنة أكثر حالات القتل الجماعي وحشية على مر التاريخ.

وعلى  ادعاء محكم كانت ثلة من المحامين تقدم دفوعها وتتمايل في العزف على القانون الدولي، وتوثق اتهامها بصور ومشاهد من المجازر المرتكبة في غزة بكل ما أوتيت اسرائيل من عنصرية وشعائر ضد الانسانية.

وافتتحت الجلسات بشهادة على الميزان قدمها وزير العدل في جنوب افريقيا رونالد لامولا، مفندا التغريبة الفلسطينية، ومسترجعا التاريخ ليؤكد ان تدمير حياة الفلسطينيين لم يبدأ في 7 أكتوبر بل منذ عام 1948، مستشهدا بقول مانديلا : نحن جزء من انسانية واحدة وفي مذكرتها رفعت جنوب افريقيا طلبا الى العدل الدولية يحث على اصدار امر عاجل يتعلق بتعليق فوري لعمليات اسرائيل في قطاع غزة لانها تنتهج سلوك الابادة الجماعية، تقتل المدنيين تلحق الاذى الجسدي الخطير بهم والفلسطينيون يتعرضون للقتل من الجو والبحر والبر، ولخطر الموت المباشر والامراض والمجاعة ومنع وصول المساعدات وحرفية المرافعات صفق لها العالم، وحرقت قلوب شعوب عربية تساءلوا:

لماذا جنوب افريقيا؟

وكيف لدولة بعيدة اقتربت من غزة حد الالتصاق بالقضية فدافعت بشراسة وحماس، وقدمت خبراتها القانونية  في سبيل ادانة اسرائيل هذه التساؤلات الحارقة يشعل نارها الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط، الذي يتسبب بغيظ في المشاعر العروبية كلما ادلى بدلوه عن قضايا العرب،  فهو اعلن تأييد جامعة الدول لدعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام المحكمة الدولية، وتطلع الى حكم عادل يوقف هذه الحرب العدوانية ويضع حدا لنزيف الدم الفلسطيني وشكر ابو الغيط "جنوب إفريقيا وحكومتها على اتخاذ هذا الموقف المبدئي الذي يضع الأخلاق والقيم الإنسانية فوق أي اعتبار معتبرا ان القضية تمثل خطوة مهمة ليس فقط نحو وقف إطلاق النار، ولكن أيضا مساءلة إسرائيل، وإنهاء الوضع الشاذ الذي جعل منها دولة فوق القانون الدولي وفوق المحاسبة وتصريح ابو الغيط يجعل منه مراقبا سويديا او متفرجا في مقاعد الجمهور، وعلى ابعد تقدير يصنفه خبيرا  في انقراض المواقف العربية فدور الامين العام لجامعة الدول العربية في مثل هذا الظرف ان يكون الى جانب جنوب افريقيا لا بل ومتقدما عليها لكنه اختار إسنادها بالمسيرات الهوائية الفارغة من مضمونها إلا من الدعم بالعبارات المستقلة عن الموقف فالامين العام لجامعة عربية مهمته اليوم كشف جرائم اسرائيل وتوثيقها وادانتها غير انه ارتأى ان يفضح نفسه والعرب معه، فإما ان يعلن قلة حيلته.. او يغرب عن هذا المنصب بارادته من دون التورط بتصريحات بائسة لا مفاعيل لها ومن دور المراقب المحايد الى ادوار بمهمات صعبة افتتحها الموفد الاميركي اموس هوكستين في بيروت،

وحمل الوسيط الاميركي ملفا يتضمن حلولا دبلوماسية غامضة لكنه قال إن  الطرفين اللبناني والاسرائيلي يؤيدانها وكان الرد اللبناني عبر الرئيس نجيب ميقاتي من أن الاولوية هي لوقف اطلاق النار في غزة ووقف الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان والخروقات المتكررة لسيادته.

تفاصيل الأخبار اللبنانية المتفرقة

هوكشتين يسعى إلى «حل وسط مؤقتاً» يجنّب لبنان وإسرائيل الانزلاق «إلى الأسوأ» وذكّر بعد لقاءاته في بيروت بـ«النافذة الضيقة» الإسرائيلية

بيروت: «الشرق الأوسط»/11 كانون الثاني/2024

سعى مبعوث الرئيس الأميركي الخاص لشؤون الطاقة آموس هوكستين إلى تخطي «النافذة الضيقة» الإسرائيلية، والتوصل مع القيادات اللبنانية إلى «حل وسط مؤقتاً» يجنب الاشتباكات الحدودية بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي التطور «نحو الأسوأ»، استناداً إلى مبادرة دبلوماسية حملها إلى بيروت التي وصل إليها ظهر الخميس، والتقى خلالها مسؤولين لبنانيين. وتأتي زيارة هوكستين إلى بيروت، في إطار الجهود الأميركية لتخفيف حدة التوترات على الحدود بين إسرائيل ولبنان، حيث يتصاعد التوتر على الحدود الجنوبية بين الجيش الإسرائيلي و«حزب الله». وكان هوكستين زار إسرائيل لإجراء محادثات بخصوص الملف نفسه. ويرفض الحزب التوقف عن إطلاق النار قبل توقف الحرب في غزة، وسط إصرار لبناني موازٍ على أن يكون أي مقترح للحل يشمل تنفيذ القرار «1701» بما فيه انسحاب إسرائيل من مزارع شبعا إلى جانب 13 نقطة حدودية أخرى متنازع عليها. ووصل هوكستين إلى بيروت ظهر الخميس، حيث اجتمع مع رئيس حكومة تصريف الأعمال ووزير الخارجية وقائد الجيش ورئيس مجلس النواب خلال زيارة استمرت عدة ساعات. وقال للصحافيين في بيروت: «أنا على يقين بأن الشعب اللبناني لا يريد أن يرى تصعيداً للأزمة الحالية واتساعاً للصراع».

لقاء مع ميقاتي

واستهل هوكستين زيارته إلى بيروت بلقاء ميقاتي، حيث عقد معه خلوة أعقبها اجتماع موسّع شارك فيه وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب، والقائمة بأعمال السفارة الأميركية في لبنان أماندا بيلز، والوفد الأميركي المرافق. وشدّد الموفد الأميركي خلال الاجتماع على «ضرورة العمل على تهدئة الوضع في جنوب لبنان، ولو لم يكن ممكنا التوصل إلى اتفاق حل نهائي في الوقت الراهن». ودعا «إلى العمل على حل وسط مؤقتا لعدم تطور الأمور نحو الأسوأ»، حسبما أفادت رئاسة الحكومة اللبنانية. بدوره، شدّد رئيس الحكومة «على أن الأولوية يجب أن تكون لوقف إطلاق النار في غزة ووقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان والخروقات المتكررة للسيادة اللبنانية». وكرر القول: «إننا نريد السلم والاستقرار عبر الالتزام بالقرارات الدولية».

لقاء مع بري

وبعد زيارته قائد الجيش، انتقل هوكستين إلى مقر رئاسة مجلس النواب، حيث التقى الرئيس بري، حيث عرض الطرفان الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة جراء الحرب في غزة ولبنان. وبعد اللقاء الذي استمر لأكثر من ساعة وربع الساعة، قال هوكستين: «نحن في مرحلة ووقت صعب يتطلبان العمل بسرعة، وأنا مسرور لأنني تمكنت من لقاء الحكومة اللبنانية وقائد الجيش للبحث في كيفية الوصول إلى حل دبلوماسي للأزمة على الحدود بين لبنان وإسرائيل». وأضاف «لقد كنت هناك الأسبوع الماضي، وكما رأيتم رئيسنا (جو بايدن) ووزير الخارجية (بلينكن) وأنا شخصياً قلنا إننا نفضل الحلول الدبلوماسية للأزمة الحالية، وأجرينا هذه المحادثات اليوم الخميس، وأنا أؤمن بقوة أن الشعب اللبناني لا يريد أن يرى التصعيد في الأزمة الحالية لأزمة أبعد من ذلك». كما أضاف «لذا نحن بحاجة للوصول إلى حل دبلوماسي يسمح للشعب اللبناني بالعودة إلى منازله في جنوب لبنان، والعودة إلى حياته الطبيعية، كما ينبغي أن يتمكن سكان الشمال في إسرائيل من عودتهم إلى منازلهم والعيش في أمان. هذا هو هدفنا». وأشار إلى أنه أجرى «محادثات جيدة»، مضيفاً أنه يشعر بالأمل «أننا سوف نتمكن من العمل والمضي قدماً في هذه الجهود للوصول سوياً لحل يسمح للشعب اللبناني من الجهة اللبنانية، ومن جهة أخرى العيش بأمان والتركيز على مستقبل أفضل». وردا على سؤال إذا ما كان يشعر أن هناك إرادة من الجهتين للتوصل إلى حل، قال هوكستين: «لقد سمعتم ما قالته الحكومة الإسرائيلية بأن هناك نافذة ضيقة وأنهم يفضلون حلاً دبلوماسياً، وأعتقد أن هذا هو الواقع. نحن نعيش الآن في أزمة ونود أن نرى حلاً دبلوماسياً، وأعتقد أن الجهتين تفضلان الحل الدبلوماسي، ومهمتنا أن نصل إلى هذا الحل». وتخشى واشنطن من امتداد حرب إسرائيل في غزة إلى أنحاء المنطقة، وسط هجمات تضامنية تشنها الجماعات المسلحة المتحالفة مع إيران في كل من لبنان وسوريا والعراق واليمن. وتقول إسرائيل إنها تمنح فرصة للدبلوماسية لمنع «حزب الله» من إطلاق النار على من يعيشون في شمالها وإبعاد «حزب الله» عن الحدود، محذرة من أن الجيش الإسرائيلي سيتخذ إجراءات لتحقيق هذه الأهداف. وفي المقابل، يقول «حزب الله» إنه لا يسعى لبدء حرب أوسع، لكنه لن يتراجع إذا شنت إسرائيل هجوماً أوسع على لبنان. ويقول رئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، إن لبنان مستعد لإجراء محادثات بشأن الاستقرار طويل الأمد على حدودها الجنوبية مع إسرائيل.

 

إسرائيل تستهدف مركزاً صحياً لـ«حزب الله»... وصواريخ على كريات شمونة

بيروت: «الشرق الأوسط»/11 كانون الثاني/2024

خطت إسرائيل خطوة تصعيدية إضافية في جنوب لبنان، باستهداف مركز طبي لـ«الهيئة الصحية الإسلامية» التابعة لـ«حزب الله»؛ ما أدى إلى مقتل شخصين، بينهم طبيب، في أول ضربة من نوعها منذ بدء الحرب، ووصفه الحزب بأنه «اعتداء صارخ على مركز يقوم على خدمة المواطنين اللبنانيين وإغاثتهم». وجاءت الضربة وسط قتال متواصل بين الجيش الإسرائيلي و«حزب الله» منذ 8 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وتتصاعد حدة الهجمات يومياً مع تزايد عدد الأهداف ونوعها، حيث توسعت الضربات خلال الأسبوع الأخير إلى عمق 12 كيلومتراً على طرفي الحدود، وسط حرب اغتيالات وملاحقة تنفذها إسرائيل ضد عناصر الحزب وقيادييه، وردود من الحزب على أهداف عسكرية في الجليل. وأعلنت «الهيئة الصحية الإسلامية في لبنان»، الخميس، أن هجوماً إسرائيلياً استهدف مركزاً للدفاع المدني في بلدة حانين في الجنوب، أسفر عن مقتل اثنين من المنقذين التابعين لها ودمّر سيارة إسعاف، قائلة: إن الاستهداف تم بشكل مباشر على المركز. وقال ناشطون مؤيدون للحزب: إن أحد القتيلين هو طبيب يناوب في المركز، ويتحدر من بلدة رشاف القريبة في قضاء بنت جبيل، قتل إلى جانب مسعف آخر في المركز، وأصيب آخرون من الموجودين فيه بجروح. ويعد استهداف المركز الطبي، الأول من نوعه منذ بدء تبادل إطلاق النار عبر الحدود منذ أكثر من ثلاثة أشهر. وفي وقائع أخرى تعرّض مسعفون ومنقذون للإصابة من قصف إسرائيلي لدى محاولتهم الوصول لموقع ضربة أو انتشال ضحايا.

وزارة الصحة تدين

وأدانت وزارة الصحة اللبنانية «الاعتداء الذي تعرّض له بشكل مباشر مركز الهيئة الصحية الإسلامية في بلدة حانين والذي استهدف كذلك سيارة الإسعاف التابعة للمركز؛ ما أدى إلى سقوط شهيدين وجرح عدد آخر من الأشخاص». وذكّرت الوزارة في بيان صادر عن مكتبها الإعلامي «بأن هذا الاعتداء على مركز صحي غير عسكري ليس الأول من نوعه منذ بداية العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان، بل إنه متكرر على أكثر من مركز صحي بما يخالف القوانين الدولية والأعراف»، من غير أن تحدد تلك المراكز. وشددت الوزارة على «ضرورة تحييد العاملين الصحيين والمراكز الصحية، خصوصاً أنها تقوم بعمل طبي وإنساني لا يمكن عرقلته أو جعله موضع استهداف في هذه الظروف القاسية»، مضيفة أن «استمرار العدو الإسرائيلي بهذه الخروق الخطرة هو برسم المجتمع الدولي، ولا سيما المنظمات الدولية الإنسانية وفي مقدمها منظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر التي تشدد أنظمتها ودساتيرها على ضرورة حماية العاملين الصحيين ومراكزهم ووسائل النقل التابعة لهم». و«الهيئة الصحية الإسلامية»، هي أولى المؤسسات التي أسسها «حزب الله» منذ عام 1984، وتُعنى بتقديم الخدمات الصحية والطبية والإرشاد النفسي، كما تعرّف عن نفسها على موقعها الإلكتروني. وتقول إنها تهدف إلى «خدمة المستضعفين والمحرومين وبالأخص القاطنون في مناطق الفقيرة والنائية والبائسة والمهملة من الدولة اللبنانية على الصعيدين الصحي والاجتماعي»، وإنها «تتبنى القضايا الصحية والبيئية الملحة للفئات المستضعفة والسعي لإنهاء الحرمان والتمييز عن الكثير من المناطق».

استهداف كريات شمونة

وردّ الحزب بإطلاق صواريخ «كاتيوشا» باتجاه مستعمرة كريات شمونة الواقعة في الجليل الأعلى. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بإطلاق نحو 30 صاروخاً من الأراضي اللبنانية باتجاه كريات شمونة، وعملت القبة الحديدية على اعتراض قسم منها. ونشر ناشطون إسرائيليون مشاهد لصواريخ تنفجر في الجو أثناء اعتراضها بصواريخ دفاع جوي، في حين انفجر صاروخ اعتراضي في الأجواء اللبنانية. ولاحقاً، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه استهدف مواقع لـ«حزب الله»، ورصد إطلاق 10 مقذوفات من لبنان، وتم اعتراض 3 منها، في حين تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن اشتعال النيران في أحد منازل كريات شمونة إثر إصابته بقذيفة انطلقت من لبنان. وبدأت المواجهات الخميس باستهداف مستعمرة المطلة الإسرائيلية في المنطقة الحدودية مع لبنان، بقذائف صاروخية أُطلقت من لبنان، بحسب ما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، في حين رد الجيش الإسرائيلي بقصف مدفعي استهدف مواقع في جنوب لبنان، وذلك بعد نحو 17 ساعة من الهدوء في الجانب الإسرائيلي لم تدوِ خلالها صافرات الإنذار أو يتم رصد عمليات استهداف لمواقع إسرائيلية. وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية، بأن القذائف الإسرائيلية استهدف تلة حمامص، كما استهدفت مدفعية الجيش الإسرائيلي أطراف بلدتي طير حرفا والجبين، مؤكدة توجيه «رشقة صاروخية من لبنان على المطلة». ولفتت إلى أن الدفاعات الجوية الإسرائيلية «تصدت لبعض هذه القذائف في أجواء الوزاني»، كما أفادت بـ«سقوط قذيفة فوسفورية وسط الخيام في الحي الشرقي». وكان الحزب أفاد باستهداف «موقع ‏الرمتا في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصيب ‏إصابة مباشرة»، كما أعلن أن مقاتليه استهدفوا «تجمعاً ‏لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع البغدادي بالأسلحة الصاروخية»، فضلاً عن تجمعات لجنود إسرائيليين في محيط تلة الطيحات و جبل نذر مقابل بلدة ميس الجيل

 

الحدود البرية الجنوبية... لحل شامل نهائي وليس بالتقسيط!

يولا هاشم/المركزية/11 كانون الثاني/2024

المركزية - تتجه الأنظار إلى زيارة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت، والاقتراحات التي يحملها لحلّ مسألة الحدود البرية مع اسرائيل، وإنهاء مشكلة النقاط الثلاث عشرة العالقة على طول الحدود، خاصة النقطة B1 المطلة على رأس الناقورة، موضع خلاف ومعلقة بسبب رفض الجانب الاسرائيلي مناقشتها وضمها إلى باقي نقاط الخلاف. فهل ستتنازل اسرائيل عن هذه النقطة التي تعتبرها استراتيجية؟ ماذا عن مزارع شبعا المتنازع عليها بين لبنان وسوريا؟ وهل سيتمكن هوكشتاين بما يتمتع به من مرونة ودبلوماسية من إنهاء ملف ترسيم الحدود البرية وفك النزاع بين لبنان واسرائيل؟

العميد بسام ياسين، رئيس الوفد العسكري المفاوض في الترسيم البحري، يؤكد لـ"المركزية" ان "الترسيم الذي جرى عام  1949 حدد النقطة B1 باعتراف اسرائيلي، وبالتالي لا يمكن لاسرائيل ان تتغاضى عنه او تتهرب منه، لأن هذه إحدى النقاط الـ13 المتنازع عليها، ولا مجال لحصول اي ترتيبات أمنية من دون الأخذ بالاعتبار المطالب اللبنانية المحقة وفقا لترسيم العام 1949. كما لا يمكن لاسرائيل ان تقرر احتلالها بحكم الأمر الواقع، والخلاف وقع على هذه النقطة عندما جرى تحديد الخط الأزرق بعيدا عن النقطة B1، علما ان الحدود ليست الخط الأزرق، ويُفرّق هناك بينها وبين الحدود، وهي ثابتة بالإحداثيات والمَعلَم الواضح. اسرائيل تعتبرها نقطة استراتيجية، لكن في موضوع الحدود لا شيء استراتيجيا بوجود كل هذه التكنولوجيا المتطورة والمسيرات والأقمار الاصطناعية. بالنتيجة هذا حق لبناني، ومن حق لبنان ان يطالب به وأن يأخذه رغماً عن الاميركيين والاسرائيليين. لا يمكن لاسرائيل حتى ان تساوم لبنان في الحدود البرية. إلا أن الحدود البحرية مختلفة لأنها تقبل الكثير من النظريات وقد يحصل نقاش حولها، بخلاف الحدود البرية التي على اسرائيل ان تعترف بها رغماً عنها". ما هي حظوظ لبنان في التوصل حقيقة الى ترسيم بري ينهي النزاع نهائيا؟ يجيب ياسين: "النزاع فيما خص الحدود سهل جداً، ويمكن تعيين مختصين من الجانبين لترسيم النقاط الـ13 بطريقة دقيقة مئة في المئة وفقاً لإحداثيات عام 1949 ويتم تثبيت هذه النقاط وتنتفي الخلافات حول هذه الحدود. لكن تواجهنا مشكلة أخرى، في شمال بلدة الغجر ومزارع شبعا، والتي تحتاج الى اتفاق سوري -لبناني حولها، وعندما نودع الوثائق التي تثبت لبنانيتها في الامم المتحدة، لأنها في الواقع لبنانية وكل صكوك الملكية تعود للبنانيين ومسجلة في الدوائر وهناك ملف كبير موجود بهذا الخصوص، بعدها تنتهي مسألة الحدود البرية كاملة بيننا وبين العدو الاسرائيلي".

ويضيف: "هناك أيضاً أمر مرتبط بوضع المنطقة ومستقبل أهل فلسطين وغزة، إذ لا يمكن للبنان أن يعزل نفسه عن هذا الصراع. والجيد ان لبنان ربط بدء حل مسألة الحدود البرية بوقف الاعتداءات على غزة وايجاد حلول لمشكلة غزة والضفة الغربية ومعرفة مستقبلها. وتشكل هذه ورقة ضغط على الولايات المتحدة الاميركية واسرائيل للاستعجال في مسار الحل الذي يرتبط بغزة، وهذا امر مهم. الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قال بأن الوضع في لبنان افضل بكثير مما كان عليه قبل 7 تشرين الاول. بالنتيجة، عندما تتوقف الاعتداءات على الحدود البرية ويتم حل هذه المسألة ووقف الاعتداءات الجوية والبرية والخروقات على أنواعها، لأن لبنان يجب ألا يكون ولن يكون منصة لضرب سوريا من الجو، هذه من الشروط التي يجب وضع قيود كبيرة عليها، واي حل آخر يستدعي وجود قوات أمنية أو منطقة عازلة بالاتفاق، يجب ان تكون هذه الشروط بالتوازي بيننا وبين الجانب الاسرائيلي، كي نضمن عدم حدوث اي خرق في المستقبل. اسرائيل لا يؤمَن جانبها كما ان الولايات المتحدة دائماً تقف الى جانب اسرائيل. على لبنان ان ينتبه جيدا في مسار المفاوضات لتقييد هاتين الدولتين من إمكانية شن هجمات في المستقبل على لبنان. بعدها تصبح المواضيع الأخرى، بما خص المقاومة وسلاحها والاستراتيجية الدفاعية كلها قابلة للحل إذا وجِد حل عادل في فلسطين المحتلة، وإذا حلت كل أمور لبنان مع اسرائيل، يصبح شأنا داخليا ويصل اللبنانيون إلى تفاهم حول هذا الموضوع". في حال لم يتم تحديد هوية مزارع شبعا، هل ستوضع تحت حماية القوات الدولية بانتظار الحل؟ يجيب ياسين: "الافضل ان يتم حل قضية مزارع شبعا كي نزيل كل بذور الخلاف. ومن أحد الطروحات أن يتم تسليم المنطقة الى قوات دولية تحت رعاية الامم المتحدة لحين البت بوضعيتها. من الممكن ان يتم طرح هذا الحل، لكنه سيكون حلا جزئيا، وستعود المشاكل لتظهر من جديد مستقبلاً. لذلك، في حال دخل لبنان في مفاوضات يجب ان يكون الحلّ شاملاً والانتهاء من كل المسائل مرة واحدة، وليس بالتقسيط. يحق لأصحاب الارض هناك أن يعودوا الى أراضيهم واستثمارها. مضى على هذا الخلاف خمسون عاما منذ العام 1976. آن الاوان لحله. لا نريد ان نستمر في خلق مشاكل في المستقبل، برأيي هذا الأطار الأمثل لأي حل سيتم طرحه".

 

لبنان امام خياري السلم وتطبيق 1701 او الحرب

يوسف فارس/المركزية/11 كانون الثاني/2024

التحذيرات الاميركية كما الفرنسية من الانزلاق الى الحرب تتوالى وتتصاعد. فوزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا في زيارتها الاخيرة لبيروت لم تحمل ما يفاجئ احدا من الذين التقتهم او حتى الرأي العام الداخلي في كلامها العلني عن الوضع في الجنوب او الوضع العام في لبنان. لكن ذلك لم يقلل من خطورة الدلالات التي انطوى عليها رفع منسوب التحذيرات التي اطلقتها وصعدتها حتى الذروة حيال خطر غرق لبنان في حرب لن يشفى منها. ووصفها للوضع على جانبي الحدود اللبنانية الاسرائيلية بأنه خطير جدا. ذلك ان ما افصحت عنه كولونا في لقاءاتها مع المسؤولين اللبنانيين بدا بمثابة قرع لجرس الانذار من احتمال انفجار حرب شاملة بين حزب الله واسرائيل بما يشكل اقتناعا بان كولونا كانت تكرر التحذير مما سمعته في اسرائيل قبل وصولها الى بيروت حيال التهديدات الاسرائيلية بابعاد حزب الله بالقوة عن الحدود اذا عجزت المساعي الدبلوماسية عن تحقيق ذلك. ما استدعى التساؤل عما اذا كانت زيارة كولونا لاسرائيل قبل لبنان خلافا لما كان مقررا بسبب ما برر بانه عطل في الطائرة تنطوي على معطيات يراد منها اشعار لبنان الرسمي والسياسي بالجدية القصوى للتهديدات الاسرائيلية واعتبار التحرك الفرنسي الفرصة الافضل للدبلوماسية لاحتواء منع الانزلاق الخطير نحو حرب شاملة . علما ان رفع منسوب التحذيرات لا يقتصر على كولونا بل ان تقارير بريطانية اوردت وقائع انجاز خطط للجيش الاسرائيلي للقيام بعملية برية في لبنان .

عضو كتلة الجمهورية القوية النائب رازي الحاج يقول ل"المركزية": ان حزب الله الذي دخل المعركة من دون حسبان العواقب الناجمة عنها بدأ يتحسس خطورة الحرب الشاملة، لذلك يقتصر في رده وعملياته العسكرية على استهداف الثكنات والقواعد العسكرية في حين ان اسرائيل تعمل لتوسيع رقعة الاشتباك وتسعير وتيرته. الامر الذي يضعنا امام مفترق طرق يؤدي احدها الى حل سياسي من خلال تطبيق القرار 1701 وخروج حزب الله من جنوب الليطاني وهذا ما طالبنا به منذ بداية العمليات العسكرية في الجنوب والذي قد يكون مقابل رعاية اميركية لتسوية النقاط الحدودية الثلاث عشرة المختلف عليها  مع اسرائيل وانسحابها من باقي الاراضي المحتلة في كفرشوبا والغجر وسواها. الامر الذي يحقق لتل ابيب مرادها باعادة الامان والاطمئنان الى مناطق الشمال  والمستوطنين الى منازلهم وللبنان تحرير ما تبقى من الارض محتلا . اما الخيار الاخر فيصب في اندلاع الحرب الشاملة التي لا قدرة للبنان على تحملها. ويتابع ما يهمنا بالطبع تجنيب لبنان الحرب وانسحاب اسرائيل من باقي الاراضي المحتلة وفرض سيادة الدولة على كامل التراب اللبناني وعودة الاستقرار الى الجنوب وابنائه الى حياتهم الطبيعية بحيث لا يكون ساحة للصراع ومنطلقا لاي سلاح لبناني او فلسطيني. هذا ما يوفره القرار 1701 الذي يوجب  لمواكبته انتخاب رئيس للجمهورية كونه الرئيس الاعلى للقوات المسلحة ويترأس مجلس الدفاع وحكومة قادرة تعاونه بعيدا عن اي تسويات اقليمية باعتباره مسارا منفصلا عما يجري في المنطقة واستحقاقا يخص اللبنانيين خاضعا لما تفرزه نتائج الانتخابات النيابية بجلسات مفتوحة.  

 

غارات مكثفة على الجنوب… و”المقاومة” تستهدف غرفة قيادة إسرائيلية

23469 شهيداً و59604 جرحى في غزة… والاحتلال يرتكب 10 مجازر خلال 24 ساعة

غزة، وكالات/11 كانون الثاني/2024

في اليوم الـ97 من العدوان الصهيوني على قطاع غزة، تواصلت الغارات الإسرائيلية تزامنا مع اشتباكات عنيفة بين المقاومة الفلسطينة التي استمرت بتنفيذ الكمائن وتوجيه الضربات لقوات الاحتلال المتوغلة على محاورعدة، أهمها استهداف غرفة قيادة إسرائيلية في خان يونس جنوبي القطاع.في حين أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع حصيلة الضحايا، إلى 23 الفا و469 شهيدًا و59 ألفا و604 جرحى. وكشفت الوزارة في بيان لها أن الكيان الصهيوني، ارتكب 10 مجازر جديدة في القطاع خلال الـ 24 ساعة الماضية راح ضحيتها 112 شهيدا، وأصيب 194 آخرون. في الأثناء، ذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أن الطيران الإسرائيلي نفذ سلسلة غارات على مناطق متفرقة في قطاع غزة، فيما جددت المدفعية الإسرائيلية قصف مربعات سكنية في مخيمات البريج والمغازي والنصيرات، وسط القطاع، ما أسفر عن عشرات الشهداء ومئات الإصابات. واظهرت صور بثتها وسائل إعلام حجم الدمار الذي خلّفه قصف الطائرات والمدفعية الإسرائيلية لمدخل مخيم النصيرات، والمنازل والمخابز والمحال التجارية في المنطقة. وفي مخيم خان يونس، استقبل مستشفى ناصر الطبي 7 شهداء و25 مصابا بينهم أطفال جراء قصف إسرائيلي لمنزل لعائلة أبو ناموس في المخيم. فيما أفادت مصادر طبية بأن 6 شهداء، بينهم صحافي، سقطوا في قصف إسرائيلي على سيارة إسعاف في شارع صلاح الدين وسط قطاع غزة.وأضافت أن 5 شهداء سقطوا وأصيب آخرون في قصف مدفعي استهدف أرضا زراعية تؤوي نازحين شمال رفح، مشيرا إلى استشهاد الصحافي محمد الثلاثيني جراء قصف منزله في مدينة غزة.

إعادة تموضع

في غضون ذلك أعادت القوات الإسرائيلية تموضعها من جنوب دير البلح إلى شمال خان يونس بعد معارك ضارية مع فصائل المقاومة، وتعرضها لوابل من قذائف الهاون. وقال رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي إن القتال في غزة معقد للغاية بالنظر لعوامل عدة ؛ من بينها: الجاهزية العالية لمن وصفهم بالأعداء، ووصف هاليفي سقوط قتلى وجرحى جراء انفجار شاحنة ذخيرة بالحدث السيئ. كما أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة 17 من ضباطه وجنوده في معارك بغزة خلال 24 ساعة، قبل أن يعلن مقتل ضابط احتياط من وحدة الإسعاف القتالية، وإصابة جندي احتياط بجروح خطيرة. وبذلك يرتفع العدد المعلن لقتلى جيش الاحتلال من جنود وضباط، إلى 520 منذ السابع من أكتو الماضي، بينهم 192 قتيلا منذ بدء العملية البرية .

ضربات المقاومة

وأعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”- استهداف غرفة قيادة إسرائيلية في خان يونس جنوبي قطاع غزة، مشيرة إلى أنها تمكنت مع “سرايا القدس” -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي- من استهداف غرفة قيادة للعدو شرق خان يونس بقذائف الهاون من العيار الثقيل. كما استهدفت القسام جرافة إسرائيلية بعبوة شواظ شرق مدينة خان يونس، و3 آليات بقذائف الياسين 105 في محيط منطقة بني سهيلا شرق مدينة خان يونس، وآلية أخرى بعبوتين مضادتين للدروع، واستهدفت كتائب القسام قوة إسرائيلية في منزل بعبوة مضادة للأفراد، وأوقعت عناصرها بين قتيل وجريح شرق خان يونس. وأفادت وسائل إعلام بإطلاق دفعة صاروخية من غزة باتجاه مواقع وبلدات إسرائيلية، وأن صفارات الإنذار دوّت في كيسوفيم بغلاف غزة.

 

هوكشتاين في بيروت للتهدئة… وأوساط نيابية لـ”السياسة”: إسرائيل لا تريد الحل

الاحتلال يهدد بتدمير القرية اللبنانية… وواشنطن تحذر من مهاجمة “حزب الله” للأميركيين

بيروت ـ من عمر البردان/11كانون الثاني/2024

على وقع تصعيد سياسي وعسكري على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية، اتجهت الأنظار إلى المحادثات التي أجراها، أمس، كبير مستشاري البيت الأبيض آموس هوكشتاين مع عدد من المسؤولين اللبنانيين في بيروت، لتهدئة التوتر على الحدود الجنوبية، تمهيداً للبدء في مفاوضات صعبة ومعقدة لترسيم الحدود البرية في مرحلة لاحقة، وذلك في ظل خشية أميركية جدية، من امتداد حرب إسرائيل في غزة إلى أنحاء المنطقة، وسط هجمات تضامنية تشنها الجماعات المسلحة المتحالفة مع إيران في كل من لبنان وسوريا والعراق واليمن. وأشارت أوساط نيابية بارزة لـ”السياسة”، إلى أن هناك صعوبات كبيرة تحول دون نجاح الموفد الأميركي في مهمته، في ظل تصلب المواقف من جانب “حزب الله” وإسرائيل، ما يزيد من مخاطر تفجر الصراع في أي وقت، مشددة على أن تل أبيب لا تريد الحل السياسي، وإنما تهدف إلى القيام بعمل عدواني، لإبعاد حزب الله عن حدودها. وقد استهل هوكشتاين لقاءاته، بالاجتماع إلى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، بحضور وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب. وزار رئيس البرلمان نبيه بري وقائد الجيش العماد جوزف عون، حيث كان تركيز وفق معلومات “السياسة”، على ضرورة الالتزام بمندرجات القرار 1701، تفادياً لمزيد من التصعيد على الحدود الجنوبية. كما أن الموفد الأميركي حمل طلباً إسرائيلياً واضحاً، بوجوب انسحاب “حزب الله” إلى شمال نهر الليطاني، على ما ينص عليه القرار الدولي المذكور . وفي السياق، نقل موقع “أكسيوس”، عن مسؤولين إسرائيليين، أن المبعوث الأميركي أكد خلال محادثات أجراها في تل أبيب أخيراً، أن من شأن انتقال الجيش الإسرائيلي إلى مرحلة العمليات منخفضة الشدة في قطاع غزة المساعدة في خفض التوتر مع لبنان. وسط هذه الأجواء، حذر مسؤولون في وكالات الاستخبارات الأميركية، من خطر قيام “حزب الله” بمهاجمة الولايات المتحدة، وفق ما نقلته مجلة “بوليتيكو”. وقال مسؤولان استخباراتيان، إن قدرة الحزب على تنفيذ هجمات داخل الولايات المتحدة، تتجاوز قدرة أي جماعة أخرى بما في ذلك “داعش”. كما أفاد مسؤولون مطلعون، بأن تقديرات وكالات الاستخبارات تشير لتزايد خطر قيام حزب الله بمهاجمة الأميركيين في الشرق الأوسط، بل وشن هجوم داخل أميركا نفسها. ومع استمرار التصعيد الميداني على الجبهة الجنوبية، أعلن رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، أمس، أن قواته قادرة على تدمير أي قرية داخل لبنان، وقال هاليفي أمام حشد من الجنود في غزة، إن “ما قام به الجنود في القطاع المحاصر، أقنعه أن بإمكانهم نقل القتال إلى الأراضي اللبنانية إذا لزم الأمر”. وفي حين ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن “حزب الله” يقنص منازل الإسرائيليين باستخدام الصواريخ المضادة للدبابات في سابقة من نوعها، رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في الحزب الشيخ علي دعموش، أن المقاومة من خلال تصديها القوي والشجاع وعملياتها النوعية أوقعت اسرائيل في مأزق كبير، وأدخلتها في حرب استنزاف حقيقية لا تعرف كيف تخرج منها، وهي تتخبّط على المستويين السياسي والعسكري، فالخلافات ‏الداخلية مُحتدمة بين أعضاء حكومتها، وجيشها الذي يتلقى ضربات المقاومة لا زال عاجزًا عن ‏تحقيق أية نتائج مهمة سواء في جبهة لبنان أو جبهة غزة. ولفت إلى أنّ المقاومة لم تستخدم في عملياتها إلا جزءًا يسيرًا من قدراتها وسلاحها وصواريخها وإمكاناتها وخبراتها، لأنّ المعركة محدودة، لكن إذا فرضت اسرائيل الحرب علينا فسنُريها من قدراتنا وبأسنا ما يجعلها تندم على جرائمها وعدوانها”. ميدانيا هاجم “حزب الله”، أمس، تجمعًات ‏للجيش الإسرائيلي في محيط موقعي المطلة البغدادي بالأسلحة الصاروخية وأصابه إصابة مباشرة. ‏كما أعلن استهدف تجهيزات

تجسّسية في تلة الكوبرا بالأسلحة المناسبة، ما أدى إلى إصابتها وتدميرها. وقد نشر الإعلام الحربي للحزب، فيديو يظهر مشاهد من استهدافه لتجهيزات تجسس في موقعي حدب البستان وحانيتا التابعين للجيش الإسرائيلي، في وقت حذر الحزب، أهالي الجنوب من محاولة العدو المستمرة بالحصول على المعلومات من خلال إيهامهم عبر منصة تجسسية أنّه يتم التواصل معهم من الداخل اللبناني. في المقابل شن الطيران الاسرائيلي، غارة على منازل بالقرب من مسجد حانين، ما أدى إلى استشهاد شخصين، تزامناً مع قصف اسرائيلي طاول اطراف عيترون .

 

"حزب الله" يعالج ثغرات أمنية سهّلت استهداف قياداته ويحذّر بيئته

المركزية/11 كانون الثاني/2024

كشف "حزب الله" عن ثلاث ثغرات أمنية على الأقل، عقّدت سياق المعركة مع الاحتلال، وساهمت الى حد ما في انكشاف قياداته ممن تعرضوا لاغتيالات واستهدافات خلال الفترة الماضية، وكان أبرزهم القيادي في "وحدة الرضوان" وسام طويل، مما دفع الحزب لاطلاق مسار معالجة هذه الثغرات عبر بيانات اعلامية، كونها لا تتصل بجسمه العسكري والامني فحسب، بل يعد أهل الجنوب وبيئته معنيين بها. والثغرات التي ظهرت، هي تقنية، تستفيد منها القوات الاسرائيلية وأجهزتها التجسسية الى مستويات كبيرة، بالنظر الى التطور التقني والقدرات التكنولوجية لدى دولة الاحتلال، وتدخل ضمن إطار "حرب المعلومات" بين الطرفين. ولجأت اسرائيل الى قاعدة البيانات الموجودة لدى سكان الجنوب لمراقبة ومتابعة نشاط الحزب في المنطقة الحدودية، كتعويض عن الدمار الذي لحق بالمنظومة الأمنية والتجسسية على الحدود، إثر الضربات العسكرية التي تعرضت لها على مدى 93 يوماً. وبدأ الحزب بمعالجة الثغرات.   وقاعدة البيانات تلك، تتمثل في ثلاثة جوانب، أولها كاميرات المراقبة التي عمل الحزب على إطفائها، ودعا السكان الى فصلها عن الانترنت، أو اطفائها بالكامل، كونها تمثل "عيناً ميدانية" لاسرائيل التي تخترقها عبر القرصنة، وتنقل "الداتا" منها مراكز المراقبة والسيطرة الاسرائيلية، وبالتالي ستكون تعويضاً عملياً عن المسيرات لملاحقة كامل التفاصيل في الشوارع. وبعد بيان أصدره الاعلام الحربي قبل اسابيع، دعا فيه الى ضرورة إطفاء الكاميرات اللاسلكية (wireless)، أو عزل الكاميرات السلطية عن الانترنت، أعدّ الاعلام المرتبط بالحزب تقارير اعلامية وفتح هواء إذاعة "النور" للتوقف عند مخاطر تلك الكاميرات، وكان آخرها برنامج إذاعي الأربعاء، استضاف خبراء للتعليق على أهمية اطفاء الكاميرات في المنطقة الحدودية، وطريقة توجيهها. وذهب أحد الخبراء في تصريحه للإذاعة الى التحذير من مخاطر تحديث اسرائيل لبياناتها. وقال إن الصور الاخيرة التي تُجمع من الكاميرات، تستطيع اسرائيل مقارنتها بداتا الصور الموجودة لديها عن حركة السيارات والمارة والمشاهد الاعتيادية التي كانت موجودة قبل الحرب في القرى، وذلك باستخدام تقنية "الذكاء الاصطناعي"، مما يمكنها من التقاط اشارات وملاحقتها.

 مساء الاربعاء، أصدر "الإعلام الحربي" بياناً أشار فيه الى ان العدو الإسرائيلي يستمر في البحث عن بدائل لتحصيل معلومات عن المقاومة وأماكن وجود مجاهديها في قرى الجنوب، خصوصاً بعد فقدانه قسماً كبيراً من فعالية أجهزة التنصت والتجسس المنصّبة في مواقعه الحدودية بسبب استهدافها وتدميرها من قبل المقاومة.  وقال إن "العدو الإسرائيلي يلجأ إلى الإتصال ببعض أهالينا الكرام من أرقام هواتف تبدو لبنانية، عبر الشبكتين الثابتة والخليوية، بهدف الإستعلام عن بعض الأفراد وأماكن وجودهم ووضعية بعض المنازل"، لافتاً الى ان اسرائيل "تنتحل في هذه الإتصالات صفات متعددة، فتارة صفة مخافر تابعة لقوى الأمن الداخلي في مناطق الجنوب، وأخرى صفة مراكز للأمن العام اللبناني، وتارة ثالثة ينتحل صفة هيئات إغاثية تقدم المساعدات وغير ذلك". تسعى الاتصالات، حسب "الاعلام الحربي"، الى استقاء معلومات حول أفراد عائلة المُتّصَل به وأماكن وجودهم، أو معطيات مختلفة تتعلق بالمحيط، وذلك تحت ساتر إظهار الحرص والسعي إلى تقديم المساعدة. وقال "الاعلام الحربي": "يستغل العدو هذه المعلومات للتثبت من وضعية وجود الإخوة المجاهدين في بعض البيوت التي يعتزم استهدافها"، وطلب من السكان عدم التجاوب مع المتصل في أية عملية استعلام تتعلق بالمحيط وحركة الأفراد فيه والمبادرة إلى قطع الإتصال فوراً، ثم المسارعة إلى إبلاغ الجهات المعنية. ولا توفّر المخابرات الاسرائيلية وسيلة لجمع المعلومات، باستخدام الوسائل التقنية. ويتمثل المستوى الثالث من تحديث الداتا، في مراقبة مواقع التواصل وتحليل الصور والبيانات ومقاطع الفيديو، ومقاطعتها مع "داتا" المعلومات لديها. وغالباً ما تستند التقارير الاسرائيلية ووسائل الاعلام إلى المعلومات المنشورة في مواقع التواصل اللبنانية التي تنشرها بيئة الحزب عن مواقع الاستهداف أو أسماء المستهدفين وصورتها، وتذهب الى التحليل لدى القاعدة الاستخبارية هناك لمعرفة هويات الاشخاص ومواقعهم، او تحديد الاهداف عبر الطائرات المسيرة والاقمار الاصطناعية العاملة في فضاء جنوب لبنان.  ولمواجهة هذه المعضلة، انتشرت بعد اغتيال وسام طويل، دعوات في مواقع التواصل من ضمن بيئة الحزب، للتوقف عن نشر المعلومات والصور أو المسارعة الى نشرها في مجموعات الواتسآب و"تيليغرام"، قبل صدور بيانات رسمية. وهو اجراء متواصل منذ بدء الحرب، حيث جرى التعميم على مديري المجموعات الاخبارية عدم بث أي صور أو معلومات قبل ورود الإفادات الرسمية. وينسحب ذلك على نشر المعلومات الاسرائيلية المضللة عن أشخاص محددين، يساهم النشاط الالكتروني في تزخير المعطيات الاسرائيلية عن حركتهم، أو عنهم شخصياً، وهو ما حذر منه مقربون من الحزب، يواظبون على ذلك لاقناع مستخدمي التواصل الاجتماعي بالتوقف عن نشر اي معلومات يكون مصدرها العدو الاسرائيلي، منعاً لأن يكون القصد استخبارياً.

 

أميركا «ضابط إنضباط» بين إسرائيل و«حزب الله».. وغزة «على الله»!

علي الأمين/جنوبية/11 كانون الثاني/2024

ضبط “المسرح العملياتي”، هو عنوان المهمة التي حملها المستشار الاميركي اموس هوكستين الى بيروت، لا “الإتفاق” بشأن الحدود والملفات العالقة، لمنع تدحرج الامور نحو مسار حربي، هذا ما قاله هوكستين بعد لقاءاته اللبنانية في السرايا وعين التينة.

الحلول التي لم يحملها رأس الخارجية الاميركية انطوني بلينكن، في جولته الشرق اوسطية، لن يقوى على حملها هوكستين، فجلّ ما قام به بلينكن، هو ضبط العمليات السياسية، وادارة التوازنات السياسية على المستوى الاقليمي، بما يمنع ايضا من التفلت، من دون ان إغفال ما عبر عنه زعماء الاردن ومصر وفلسطين من مخاوف، برزت بعد جولة بلينكن مباشرة، في قمة العقبة امس، تتصل بتهجير الفلسطينيين، ومستقبل حلّ الدولتين. المخاوف الفلسطينية من السلوك الاميركي تجاه غزة، والقضية الفلسطينية عموما، لا تقلق الرئيس الفلسطيني “أبو مازن” فحسب، بل العاهل الأردني الملك عبدالله والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بنفس المستوى، ولعل “أبو مازن” كان شديد اللهجة مع بلينكن، خلال لقائهما في رام الله قبل ايام، بأن عجز اميركا عن فرض تسليم اسرائيل حقوق مالية للسلطة، كفيل بأن يؤكد عجزها فرض حل الدولتين. وبحسب مصادر فلسطينية فان “أبومازن عبر عن شكوكه، بأن المقصود منه بحل الدولتين المتداول اميركيا، ما يعني دولتي الضفة وغزة، وليس اسرائيل وفلسطين”. تحت هذه المظلة الاميركية، تحرك هوكستين باتجاه لبنان، اي عدم استعجال الحل في لبنان، قبل تبلور تصور سياسي في غزة، وعلى رأسها قضية تبادل الاسرى، مع ضبط ايقاع المواجهة بين “حزب الله” واسرائيل.

الزيارة الاولى للموفد الاميركي، بعد اغتيال القائد في “حماس” صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت، جاءت على إعتبار ان هذا الاغتيال، شكل نقلة نوعية في الأداء الاسرائيلي تجاه “حزب الله”، اذ انتقل من أداء دفاعي متحفظ، الى أداء هجومي متفلت، ترافق مع سلسلة مواقف اسرائيلية تهديدية، بالتزامن مع تعزيز الجبهة الشمالية بقوات عسكرية قدمت من غزة.

بحسب المعلومات فان “هوكستين لم يكن في برنامجه اي اشارة ملحة لانتخاب رئيس الجمهورية، كما حاول بعض السياسيين الايحاء بذلك، عبر الربط بأن اي اتفاق حول الحدود او تنفيذ ال ١٧٠١ يتطلب وجود رئيس”، واذا صحت هذه المعادلة فان الصحيح ايضا على لسان هوكستين، ان الاتفاق لم ينجز بعد. وما يعزز من ان الرئاسة ليست على “نار حامية”، ان الاهتمام الاسرائيلي وحتى الاميركي منحصر في البعد الامني والعسكري، وهم غير معنيين بما يتصل بالتوازنات الداخلية واستحقاقات دستورية، إذ ان المطلوب هو الضمانات الامنية، وما يتصل بتهديدات تفترضها اسرائيل، فتبدو انها مطلقة اليد، باستهداف ما تعتبره خطرا عليها، كما يحصل في سوريا وحتى في مرفأ بيروت، وغيرها من مواقع عسكرية، كمعمل الاوزاعي، الذي هددت بقصفه قبل عامين وسارع “حزب الله” في حينه، الى دعوة الصحفيين اليه في سياق نفي المزاعم الاسرائيلية. لا يبدو ان ثمة انشغال بموقع “حزب الله” في المعادلة الداخلية، يبدو ان الموضوع غير مهم او في احسن الاحوال غير مطروح اميركيا، والتفاوض الاميركي مع “حزب الله” جار، من خلال وسائط ليست خافية على احد. المرتقب بحسب المعلومات، وما تسرب عن مبادرة قطرية بين “حماس” واسرائيل بشأن الاسرى، والذي لم يتم تأكيده بعد، ان مسارا سياسيا وانسانيا، سينطلق على وقع استمرار العمليات العسكرية الاسرائيلية، وما يسميه البعض الدبلوماسية الامنية الخفية، ومنها اغتيال العاروري، واستهداف مفاصل سياسية وامنية واقليمية في عملية “طوفان الاقصى”، بغاية توفير ارضية لمشهد سياسي وامني، تسعى اسرائيل لتنفيذه فلسطينيا وفي المقلب اللبناني.. وهو مسار تسعى اسرائيل لشقه بكارثة انسانية حققتها في غزة، تمهد باعتقادها لانجاز سياسي دونه، حتى الآن، عقبات ومصاعب، لا يبدو امر تجاوزها متاح بعد.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

مجلس الأمن الدولي طالب بوقف فوري لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر

وطنية/11 كانون الثاني/2024

دعا مجلس الأمن الدولي في قرار إلى وقف "فوري" لهجمات الحوثيين على سفن في البحر الأحمر، مطالباً كذلك كلّ الدول باحترام حظر الأسلحة المفروض على اليمنيين المدعومين من إيران، بحسب "فرانس برس". والقرار الذي صاغته الولايات المتّحدة واليابان واعتمده المجلس بأغلبية 11 عضواً وامتناع أربعة أعضاء عن التصويت (روسيا والصين والجزائر وموزمبيق) "يدين بأشد العبارات الهجمات التي لا تقلّ عن 24 والتي استهدفت سفناً تجارية منذ 19 تشرين الثاني 2023"، تاريخ استيلاء الحوثيين على السفينة "غالاكسي ليدر" واحتجاز أفراد طاقمها البالغ عددهم 25 شخصاً رهائن. وطالب القرار "بأن يضع الحوثيون فوراً حدّاً " للهجمات " التي تعرقل التجارة الدولية وتقوّض حقوق وحريات الملاحة وكذلك السلم والأمن في المنطقة". وشدّد المجلس في قراره على احترام القانون الدولي، مشيراً إلى أنّه "أخذ علماً" في حقّ الدول الأعضاء في الدفاع عن السفن ضدّ الهجمات. وخلال جلسة مجلس الأمن، ندّدت روسيا بهذا التحالف على لسان سفيرها لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا الذي قال: "لا يسعنا إلا أن نشعر بالقلق إزاء الوضع الحالي في البحر الأحمر (...) لكنّنا قلقون من أنّ الولايات المتحدة وحلفاءها يفضّلون كما يحصل غالباً، اختيار حلّ أحادي الجانب بالقوة". ويشير القرار الذي اعتمده مجلس الأمن إلى الانتهاكات "الواسعة النطاق" لحظر الأسلحة المفروض على الحوثيين، ويذكّر من ناحية أخرى بضرورة "احترام" كل الدول الأعضاء "التزاماتها" في هذا الصدد و"يدين توفير أسلحة" للحوثيين المقرّبين من إيران. ويدعو مشروع القرار أخيراً إلى "معالجة جذور" الوضع "بما في ذلك الصراعات التي تساهم في التوترات الإقليمية". وعلّقت السفيرة الأميركية ليندا توماس-غرينفيلد بأنّ ربط هجمات الحوثيين بالوضع في غزة "من شأنه أن يشجع الحوثيين ويخلق سابقة خطيرة في المجلس من خلال إضفاء الشرعية على هذه الانتهاكات للقانون الدولي". كما هاجمت السفيرة الأميركية الدعم "المالي والمادي" الذي تقدّمه إيران للحوثيين، وقالت "لا يمكننا تجاهل مصدر المشكلة ... نحن نعرف أنّ إيران منخرطة بشدة في التخطيط للعمليات ضدّ السفن التجارية في البحر الأحمر"، داعيةً طهران إلى "الاختيار". وكان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك قال في وقت سابق الأربعاء "ما زلنا نشعر بقلق بالغ بشأن الوضع في البحر الأحمر، ليس فقط بسبب الوضع نفسه والمخاطر التي تهدد التجارة العالمية والبيئة والناس، ولكن أيضًا بسبب مخاطر تصعيد الصراع على نطاق أوسع في الشرق الأوسط".

 

واشنطن تطالب طهران بالإفراج فورا عن ناقلة نفط احتجزتها في بحر عمان

وطنية/11 كانون الثاني/2024

طالبت الولايات المتحدة، الخميس، إيران، بالإفراج "فورا" عن ناقلة نفط احتجزتها في بحر عمان ردا على مصادرة واشنطن العام الماضي منها، شحنة من النفط تعود لطهران، وفق"سكاي نيوزعربية ". وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية، فيدانت باتل، للصحافيين "على الحكومة الإيرانية أن تفرج عن السفينة وطاقمها فورا. هذه المصادرة غير المشروعة هي التصرف الأحدث من إيران أو المُسهَّل من إيران بهدف عرقلة التجارة الدولية". وأكد أن "من المهم أن نكون واضحين للغاية بأن الولايات المتحدة تواصل بقوة فرض عقوباتنا على إيران".

 

الأمم المتحدة تأسف لإعاقة اسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى شمال غزة

وطنية/11 كانون الثاني/2024

أسفت الأمم المتحدة الخميس للعقبات التي تضعها السلطات الإسرائيلية أمام إيصال المساعدات الإنسانية إلى شمال قطاع غزة، مشيرة إلى أن كل تأخير يُكلّف أرواحاً، على ما اوردت "وكالة الصحافة الفرنسية". وقال الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك: "أخبرَنا زملاؤنا في المجال الإنساني أنّ في الفترة ما بين 1 و10 كانون الثاني، لم يكن ممكنا إيصال سوى ثلاث شحنات فقط من أصل 21 شحنة من المساعدات الإنسانية من غذاء ودواء ومياه وغيرها من السلع الحيوية إلى شمال وادي غزة".  وتشمل الشحنات "بعثات لإدخال معدات طبية إلى مدينة غزة ووقود إلى مرافق للمياه والصرف الصحي في مدينة غزة والشمال. وقد رفضتها السلطات الإسرائيلية"، بحسب ما أكد دوجاريك.  كما وأسف لأن "قدرة الأمم المتحدة على الاستجابة للاحتياجات الكبيرة في القسم الشمالي لغزة يعوقها الرفض المتكرر لدخول المساعدات، ونقص تنسيق السلطات الإسرائيلية من أجل وصول آمن".  وأضاف أن "حالات الرفض هذه والقيود على دخول (المساعدات) تشل قدرة الجهات الفاعلة الإنسانية على الاستجابة بشكل هادف وثابت وعلى النطاق اللازم"، مشيراً إلى "تدهور كبير" في معدل الموافقات على طلبات دخول المساعدات مقارنة بكانون الأول.  وشدّد المتحدث على أن "كل يوم لا نستطيع فيه تقديم المساعدات يؤدي إلى خسارة أرواح وإلى معاناة آلاف من الأشخاص ما زالوا في شمال غزة".

 

أميركا لا ترى «أساساً» لاتهام إسرائيل بـ«إبادة» الفلسطينيين وصوبت على «حماس» لتعهدها بـ«القتل الجماعي لليهود»

واشنطن: علي بردى/الشرق الأوسط/11 كانون الثاني/2024

دافعت الولايات المتحدة (الخميس) بقوة عن إسرائيل التي تواجه اتهاماً أمام محكمة العدل الدولية بارتكاب عملية إبادة ضد الفلسطينيين، عادّةً أن «لا أساس» لهذه الادعاءات. وسعت إلى التصويب على «حماس» لتعهدها بـ«القتل الجماعي لليهود». وأقرّت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان للناطق باسمها ماثيو ميلر، بأن محكمة العدل الدولية «تضطلع بدور حيوي في التسوية السلمية للنزاعات»، مشيرة إلى جلسات الاستماع التي بدأت بطلب من جنوب أفريقيا؛ كي تمارس المحكمة سلطتها لمطالبة إسرائيل بـ«تعليق عملياتها العسكرية في غزة، واتخاذ خطوات أخرى لضمان امتثالها لاتفاقية الإبادة الجماعية»، التي أُقرت عام 1948 في عمليات القتل الجماعي لليهود في المحارق النازية. وتصف الاتفاقية «الإبادة الجماعية» بأنها «الأفعال المرتكَبة بقصد تدمير مجموعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية، كلياً أو جزئياً». ورأت الخارجية الأميركية، أن الادعاءات بأن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية «لا أساس لها من الصحة»، محوّلة هذا الاتهام في الاتجاه المعاكس تماماً، ضد «أولئك الذين يهاجمون إسرائيل بعنف»؛ لأنهم «هم الذين يواصلون الدعوة علناً إلى إبادة إسرائيل والقتل الجماعي لليهود». وإذ نبهت إلى أن «الإبادة الجماعية من أبشع الأفعال التي يمكن أن يرتكبها أي كيان أو فرد»، أكدت أنه «لا ينبغي تقديم مثل هذه الادعاءات إلا بأكبر مقدار من العناية»، مستطردة أن «لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ضد أعمال (حماس) الإرهابية». واستندت في ذلك، إلى أن «(حماس) تعهدت بتكرار هذه الأفعال مراراً حتى تدمير إسرائيل بالكامل»، عادّةً أن «إسرائيل تعمل في بيئة مليئة بالتحديات بشكل استثنائي في غزة، وهي ساحة معركة حضرية، حيث تقوم (حماس) بدمج نفسها عمداً مع المدنيين والاختباء خلفهم». وقال ميلر: «تؤكد الولايات المتحدة من جديد أنها تندد بالهجمات الوحشية التي تشنها (حماس) واحتجاز الرهائن، وتدعم حق إسرائيل في ضمان عدم تكرار الهجمات الإرهابية التي وقعت في 7 أكتوبر (تشرين الأول)»، موضحاً أنه «يجب على إسرائيل ألا تكتفي بالامتثال للقانون الإنساني الدولي في عملياتها ضد (حماس)، بل يجب عليها أيضاً أن تبحث عن مزيد من السبل لمنع إلحاق الأذى بالمدنيين، والتحقيق في الادعاءات ذات الصدقية في شأن انتهاكات القانون الإنساني الدولي عند ظهورها». وندد بما سماه «الخطاب اللاإنساني من الأطراف كلها».

 

جنوب أفريقيا أمام «العدل الدولية»: إسرائيل ارتكبت إبادة جماعية في غزة

لاهاي: «الشرق الأوسط/11 كانون الثاني/2024

اتهمت جنوب أفريقيا، الخميس، إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بانتهاك اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، معتبرةً أن الهجوم الذي شنّته حركة «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لا يمكن أن يبرر ما ترتكبه في قطاع غزة. وبدأت (الخميس) جلسات محاكمةٍ تتواجه خلالها إسرائيل وجنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة، بعدما اتهمت بريتوريا الدولة العبرية بارتكاب أعمال «إبادة» في قطاع غزة. ووصفت إسرائيل الاتهامات بأنها «تشهير دامٍ». وفي شكوى تقع في 84 صفحة رُفعت إلى محكمة العدل الدولية التي تتخذ من لاهاي مقراً، تحثّ جنوب أفريقيا القضاة على إصدار أمر عاجل لإسرائيل بـتعليق فوري لعملياتها العسكرية في قطاع غزة. وبدأت الجلسة قبل ظُهر الخميس. واتهمت بريتوريا إسرائيل بانتهاك اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها. وقال وزير العدل في جنوب أفريقيا، رونالد لامولا: «لا يمكن لأي هجوم مسلّح على أراضي دولة مهما كانت خطورته (...) أن يقدّم أي تبرير لانتهاكات الاتفاقية».

«حافة المجاعة»

وقالت المحامية من وفد جنوب أفريقيا إلى المحكمة، عادلة هاشم، إن «الوضع وصل إلى حدّ أن الخبراء يتوقعون أن يموت عدد أكبر من الناس جراء الجوع والمرض» منه جراء أفعال عسكرية مباشرة. وأضافت أن إسرائيل دفعت السكان في غزة «إلى حافة المجاعة». وتابعت: «لا يجري الإعلان مسبقاً عن الإبادات، لكن أمام هذه المحكمة ميزة؛ الأدلّة التي جُمعت خلال الأسابيع الـ13 الماضية والتي تُظهر بلا شك نمطاً من السلوك والنيات التي تبرر الادعاء المعقول بارتكاب أعمال إبادة». وفي وقت سابق، قالت جنوب أفريقيا إنها «تدرك تماماً حجم المسؤولية الخاص ببدء ملاحقات ضد إسرائيل لانتهاك اتفاقية منع جريمة الإبادة». وترى بريتوريا أن إسرائيل «أقدمت، وتقدم، وقد تستمر في الإقدام على أعمال إبادة بحق الشعب الفلسطيني في غزة».

«عالماً مقلوباً»

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تعليقا على أولى جلسات نظر شكوى جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، رأينا اليوم «عالماً مقلوباً رأساً على عقب». وأضاف نتنياهو، في بيان مصور نشره عبر حسابه على منصة إكس، «نحارب الإرهابيين ونحارب الأكاذيب، إن صوت نفاق جنوب أفريقيا يصل إلى السماء». وتابع نتنياهو: «أين كانت جنوب أفريقيا عندما قُتل وتشرد الملايين في سوريا واليمن على يد شركاء حماس؟»، مؤكدا: سنواصل الحفاظ على حقنا في الدفاع عن أنفسنا وتأمين مستقبلنا حتى النصر الكامل.

«ذراع حماس»

هذا، وانتقدت وزارة الخارجية الإسرائيلية موقف جنوب أفريقيا معتبرة أنها «الذراع القانونية لمنظمة (حماس) الإرهابية».وقالت وزارة الخارجية في بيان إن «جنوب أفريقيا تسعى إلى تمكين (حماس) من أن ترتكب مجددا جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والجرائم الجنسية التي ارتكبتها بشكل متكرر في السابع من أكتوبر». ووصفت محامو بريتوريا بأنهم «ممثلو (حماس) في محكمة» العدل الدولية. من جانبه، رأى الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، أنه ليس هناك ما هو أكثر فظاعة وسخافة من إعلان بريتوريا. وأضاف: «سنمْثُل أمام محكمة العدل الدولية وسنقدّم بكل فخر قضيتنا في الدفاع عن النفس (...) بموجب القانون الإنساني الدولي». وسيتحدث ممثلون من البلدين في جلسات استماع يومَي الخميس والجمعة. ولأنه إجراء طارئ، يمكن أن تُصدر محكمة العدل الدولية حكمها في غضون أسابيع قليلة. وجنوب أفريقيا وإسرائيل من الدول الموقِّعة على اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها العائدة لعام 1948، رداً على مجازر الإبادة في حق اليهود خلال الحرب العالمية الثانية. ويحقّ لكل دولة موقِّعة ملاحقة دولة أخرى أمام محكمة العدل الدولية في حال الاختلاف على تفسير أو تطبيق أو احترام القواعد الهادفة إلى منع وقوع أعمال إبادة جماعية. وأحكام المحكمة مبرمة ومُلزمة قانوناً، لكنها لا تملك سلطةً لفرض تطبيقها. ففي مارس (آذار) 2022، أمرت المحكمة روسيا بـ«تعليقٍ فوريٍّ» لغزوها أوكرانيا، إلا أن موسكو تجاهلت هذا الأمر بالكامل. إلا أن المحامي في القانون الدولي يوهان صوفي، يرى، رغم ذلك، أن حكما صادراً عن المحكمة ضد إسرائيل «سيكون له تأثير ذو دلالات مهمة جداً». وتعهدت إسرائيل بـ«القضاء» على «حماس» بعد هجوم الحركة غير المسبوق في السابع من أكتوبر الماضي على إسرائيل، والذي تسبّب في مقتل 1140 شخصاً، وفق تعداد لوكالة «فرنس برس» استناداً إلى أرقام إسرائيلية. وخُطف خلال الهجوم قرابة 250 شخصاً، لا يزال 132 منهم محتجزين رهائن في قطاع غزة، وفق الجيش الإسرائيلي. وردَّت إسرائيل بحملة قصف على قطاع غزة وباشرت لاحقاً هجوماً برياً، مما أدى إلى سقوط 23357 قتيلاً معظمهم من النساء والأطفال، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحركة «حماس». ودمّر القصف الإسرائيلي أحياء بأكملها في قطاع غزة وأجبر 85 في المائة من السكان على الفرار. ويعاني سكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون تقريباً أزمة إنسانية كارثية، حسب الأمم المتحدة. وتتمنى جنوب أفريقيا أن تفرض محكمة العدل «إجراءات مؤقتة»، وهي أوامر قضائية عاجلة تُطبّق بينما تنظر في جوهر القضية، الأمر الذي قد يستغرق سنوات. وتجمّع عشرات الأشخاص في كيب تاون (الخميس) للتعبير عن دعمهم للدعوى التي رفعتها بريتوريا ضدّ إسرائيل، فيما يُتوقّع خروج مظاهرات أخرى في مدن أخرى في جنوب أفريقيا في وقت لاحق. وفي لاهاي، فرّقت الشرطة متظاهرين داعمين لإسرائيل، وآخرين داعمين لفلسطين.

 

إسرائيل تبذل جهوداً ضخمة كي تقلب محكمة لاهاي «رأساً على عقب»

سيقول فريقها إن ما تفعله في غزة «رد فعل» على عملية «حماس» لإبادة الدولة اليهودية

تل أبيب: نظير مجلي/«الشرق الأوسط»/11 كانون الثاني/2024

على الرغم من أن قوى اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية، كانت معنية بمقاطعة محكمة العدل الدولية في لاهاي، والامتناع عن التعاون معها خلال المداولات في الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا، يعمل فريق ضخم في إسرائيل وفي الخارج على «قلب الدعوى رأسا على عقب»، وإغراق الفضاء الإعلامي في العالم بالصور التي تظهر أن «كل ما نفعله في غزة هو مجرد رد فعل على حرب الإبادة التي شنتها (حماس) على الدولة اليهودية»، والضغط على المحكمة ليكون قرارها «معتدلاً، ويأخذ في الاعتبار الحجج الإسرائيلية».

فمن يرفضون التعاون عادة مع المؤسسات الدولية التابعة للأمم المتحدة، يدركون بأن ما يطرح في هذه المحكمة، قد يشكل انعطافاً رسمياً في التاريخ؛ إذ إن إسرائيل التي تعد دولة الشعب اليهودي، الذي كان ضحية محاولة إبادة من النازية الألمانية، فهل تصبح إسرائيل، بقرار محكمة، متهمة وربما مدانة بارتكاب جريمة إبادة بحق الفلسطينيين في غزة؟

لقد حاولت إسرائيل طيلة 75 عاماً إنكار مسؤوليتها عن النكبة الفلسطينية، وما تخلل حربها في ذلك الوقت من مجازر (سعسع ودير ياسين والطنطورة واللد وعيلبون وعيلوط وغيرها). وحصلت على «تكفير عن الذنب» من ألمانيا يتمثل في دعم مالي هائل ودعم سياسي دائم، ونجحت في استدرار عطف شعوب العالم الغربي. فهل تخسر كل هذا الآن، من خلال محكمة لاهاي التي تُعرض فيها صور رهيبة عن تدمير غزة وقتل الألوف من أطفالها ونسائها؟ لهذا السبب، قررت الحكومة الإسرائيلية بغالبية مركباتها السياسية (اليمين اللبرالي والوسط اللبرالي والمتدينين)، والأجهزة الأمنية (الجيش والمخابرات)، تفعيل كل أسلحتها الإعلامية والقضائية والسياسية لمواجهة الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا إلى محكمة لاهاي. شكلت فريقاً من رجال السياسة والقانون والإعلام، هدفه الأول «إبراز الأفعال الشنيعة التي قام بضع عشرات من الأشخاص خلال هجوم (حماس) في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي على البلدات الإسرائيلية في غلاف غزة، وشملت قتل أبرياء، والتمثيل بجثث، واختطاف نساء وأطفال ومسنين. وحاولت إسرائيل نشر إعلانات ضخمة في لاهاي والطرق المؤدية إليها من مطار أمستردام، تبين صور المخطوفين الإسرائيليين لدى «حماس»، بالقول: «هؤلاء لا تستطيعون سماع صوتهم»، لكن شركات الإعلانات (نحو 120 شركة) رفضت الطلب. جلبت إسرائيل وفداً من عائلات المخطوفين الأسرى لدى «حماس» إلى المحكمة ليتحدثوا عن معاناتهم، وحرصت بشدة على ألا يكون بينهم أحد من أولئك الذين يتهمون رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بـ«التخلي عن المخطوفين والعمل على إطالة الحرب لكي يطيل عمر حكومته». كما ضمت القاضي أهرون باراك، إلى هيئة القضاة (في المحكمة 15 قاضياً. وبحسب نظامها، يحق لكل دولة معنية بالقضية ضم قاضٍ إضافي. لذلك، أضيف باراك من إسرائيل وقاض آخر من جنوب أفريقيا). وباراك شخصية معروفة في العالم بوصفه قاضياً ذا بصمات، ومع أنه معارض لحكومة نتنياهو واتهمها بتدمير الديمقراطية الإسرائيلية، فقد تم اختياره لتمثيلها بفضل سمعته الدولية من جهة، ولكونه ابناً لعائلة من الناجين من المحرقة النازية.

تفحص قضاة المحكمة

وقام هذا الفريق الإسرائيلي بإجراء تحقيق خاص حول القضاة أعضاء هيئة المحكمة. والهدف هو ليس فقط التعرف عليهم، بل معرفة سيرة كل منهم وفهم طريقة تفكيره ودراسة السيناريوهات المتوقعة للأحكام التي سيصدرونها، وهل يمكن أن يدينوا إسرائيل بـ«جريمة إبادة شعب» في غزة، والأهم من هذا: كيف يمكن لإسرائيل أن تؤثر على المحكمة حتى تمتنع عن إدانتها؟ وبحسب البروفسور عميحاي كوهين، الخبير في القانون الدولي للنزاعات المسلحة في المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، فإنه «لن تكون هناك آثار جنائية على المسؤولين الإسرائيليين إذا حكمت محكمة العدل الدولية ضدها، على الرغم من أن ذلك قد يؤدي إلى تداعيات دبلوماسية شديدة من حيث العقوبات المحتملة وغيرها من التدابير التي يمكن للأمم المتحدة والهيئات الدولية الأخرى اتخاذها ضد إسرائيل». أضاف: «مع أن هناك مكاناً للتخوف من تعامل المحكمة بإيجابية مع طلب جنوب أفريقيا من هيئتها، (تطبيق إجراءات مؤقتة) قد تشمل إصدار أمر بوقف العمليات القتالية في غزة، لضمان امتثال إسرائيل لالتزاماتها بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية، فإنني لا أظن أن المحكمة ستصدر أمراً صريحاً كهذا، وأنها ستأمر إسرائيل فقط بزيادة المساعدات الإنسانية والوقود والإمدادات الطبية». وقال كوهين، إن «هناك مجالاً واسعاً للتأثير على المحكمة من الآن. فغالبية القضاة هناك أناس ذوو قامة، ولديهم تجارب من قضايا سابقة، وبعضهم أصدر قرارات حيال الحرب في أوكرانيا وكوسوفو وفي أفريقيا وغيرها. مثل قرار قاضٍ بأن التصريحات الروسية بإبادة أوكرانيا لا تكفي لإدانة روسيا. سيكون صعباً تغيير مواقفهم الآن فقط لأن المتهمة هي إسرائيل».

تمهيد لـ«جرائم الحرب»

وقال البروفسور محمد وتد، رئيس كلية القانون في جامعة صفد في الشمال الإسرائيلي، إنه من الناحية القضائية تعد قضية جنوب أفريقيا خاسرة. لكن المحكمة بحد ذاتها وما سيدور فيها يشكل ساحة ستلحق ضرراً معنوياً كبيراً بإسرائيل؛ إذ إنها ستكشف عن ممارسات إسرائيلية عنيفة جداً ضد الفلسطينيين في غزة، من شأنها أن تكون مادة دسمة لإدانتها ليس في هذه المحكمة، بل في المحكمة المجاورة لها في لاهاي، محكمة جرائم الحرب. تجدر الإشارة إلى أن الدعوى التي قدمتها جنوب أفريقيا تعتمد بالأساس «على «تصريحات فاشية» تفوه بها عدد من القادة. وبين الإجراءات الإسرائيلية لمواجهة المحكمة، استغلال بند في أنظمتها يقول، إنه في حال أقدم القضاء الإسرائيلي على محاكمة هؤلاء المسؤولين، تسقط الحاجة إلى استخدامها في محكمة لاهاي. ونشرت المستشارة القضائية للحكومة، غالي بهراف ميارا، والنائب العام في الدولة، عميت أسمان، بياناً مشتركاً، أعلنا فيه أن النيابة تفحص التصريحات التي أدلى بها مسؤولون إسرائيليون ويفهم منها «التحريض ودعوة للمساس بالمدنيين غير المذنبين بشكل مقصود». وحذرا من أن هناك احتمالاً بتقديم هؤلاء المسؤولين إلى التحقيق الجنائي، وإن كانوا أعضاء كنيست سيطلب من الكنيست رفع الحصانة عنهم. وجاء في بيان ميارا وايسمان، أن «دولة إسرائيل عموماً وأجهزتها الأمنية بشكل خاص، ملتزمون بمبادئ القانون الدولي وقوانين الحرب. وكل تصريح يدعو للمساس المقصود بالمدنيين غير المشاركين في الحرب، يكون مناهضاً للسياسة الرسمية، ويمكن أن يشكل مخالفة جنائية للقانون. والنيابة تدرس هذه الملفات حالياً».وقالت القناة 13، إن بين الملفات التي تدرسها النيابة تصريحات لعضو الكنيست من الليكود موشيه سعدة، قال فيها إنه «واضح الآن أن اليمين صدق في مواقفه من القضية الفلسطينية. وأينما تذهب اليوم تسمع كلمة (أبيدوهم). حتى في الكيبوتسات يريدون إبادتهم. رفاقي الذين عملت معهم في النيابة يقولون لي: (يجب إبادة كل الغزاويين)». لكن سعدة ادعى لاحقاً أنه قصد بذلك رجال «حماس». كذلك، هناك ملف عضو الكنيست نيسيم فيتوري، وهو أيضاً من الليكود، وقد دعا في منشور له على «إكس»، إلى أنه «يجب إحراق غزة الآن. يجب محو غزة عن وجه الأرض». وعاد لتكرار تصريحه يوم الأربعاء، فطالب «بإحراق قطاع غزة دون رحمة». ونقلت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، عن نسيم قوله، قبيل يوم واحد من انطلاق جلسة محكمة العدل الدولية في لاهاي، بأنه لن يعتذر عما نشره على حسابه الرسمي على «إكس» في السابع عشر من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حين دعا إلى «إحراق» قطاع غزة دون هوادة. وكان وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، قد دعا في الثاني عشر من نوفمبر الماضي، إلى القضاء على حركة «حماس» الفلسطينية وكل من يدعمها. وقال: «حتى أكون واضحاً، عندما يقال إنه يجب القضاء على حركة (حماس)، فإن هذا الأمر يعني أولئك من يغنّون ومن يدعمون الحركة، وكذلك الذين يوزعون الحلوى. كل هؤلاء الداعمين إرهابيون يجب القضاء عليهم». وهناك بالطبع ملف وزير التراث، عميحاي آلياهو، الذي قال في مقابلة إذاعية إن «إحدى الطرق التي ينبغي فحص تنفيذها، إلقاء قنبلة نووية على غزة».

يأس فلسطيني

يذكر أن الفلسطينيين، رغم التقدير البالغ في صفوفهم لخطوة جنوب أفريقيا باعتبارها دعماً كبيراً لقضيتهم، لا يبنون كثيراً على المحكمة، ويعتقدون بأن الضغوط الشديدة عليها ستمنعها من اتخاذ قرار بوقف الحرب. وأصدرت وزارة الخارجية والمغتربين في رام الله، بياناً رحبت فيه بالدعوى، وقالت إن «إسرائيل، وتصريحات مسؤوليها وممارساتها وحربها التدميرية على شعبنا في قطاع غزة هي إبادة جماعية. وأن تشبيه الشعب الفلسطيني «بالحيوانات البشرية وأطفال الظلام» يعكس نوايا قوات الاحتلال بارتكاب هذه الجريمة، بالإضافة إلى القطع الفعلي للماء، والغذاء، والكهرباء، ومنع دخول الدواء، والوقود، واستهداف البيوت، والمستشفيات وأماكن الإيواء، وتدمير محطات توليد الكهرباء وخزانات الماء، بحيث إن من لم يمت بالقصف والدمار، فإنه يموت من الجوع والعطش». وطالبت الخارجية، محكمة العدل الدولية، بسرعة الاستجابة لطلب الأصدقاء في جنوب أفريقيا للإجراءات المؤقتة، وبشكل عاجل من أجل منع ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية، من خلال إصدار قرار بوقف العدوان، وإطلاق النار، والطلب من الدول المتواطئة في ارتكاب الجريمة ضد شعبنا أن تتوقف عن ذلك، وأن تطالب جميع الدول بوقف إطلاق النار الفوري. وعلى الصعيد الشعبي، نظم مئات المواطنين وقفات في رام الله ونابلس والخليل، تقديراً لخطوة جنوب أفريقيا

 

ما المتوقَّع من دعوى جنوب أفريقيا على إسرائيل أمام «العدل الدولية»؟/ترحيب عربي... و«الجامعة» تفسر سبب عدم انضمامها

القاهرة: عصام فضل/الشرق الأوسط»/11 كانون الثاني/2024

بدأت محكمة العدل الدولية، في لاهاي، الخميس، نظر الدعوى التي أقامتها جنوب أفريقيا وتتهم فيها إسرائيل بـ«ارتكاب جرائم إبادة جماعية» بحق الفلسطينيين في غزة، وسط دعم وترحيب عربي واسع. وقدمت جنوب أفريقيا، في الدعوى التي أقامتها يوم 29 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وتنظرها محكمة لاهاي على مدار يومين، أدلة قالت إنها تُظهر «ارتكاب إسرائيل إبادة جماعية عبر قتل الفلسطينيين في غزة، ما يتسبب بضرر عقلي وجسدي، وإخلاء قسري، وانتشار للمجاعة»، وعبر خلق ظروف «محسوبة من أجل أن تؤدي إلى التدمير الجسدي». وتضم المحكمة 15 قاضياً من دول مختلفة، بينها أربع من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن هي: الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا والصين. فيما يأتي بقية القضاة من سلوفاكيا والمغرب والصومال وأوغندا والهند وجامايكا ولبنان واليابان وألمانيا وأستراليا والبرازيل. وعلى مدار الأسابيع الماضية أعلنت دول عدة انضمامها إلى جنوب أفريقيا في الدعوى، منها كولومبيا وبوليفيا وماليزيا. وفسّر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، سبب عدم انضمام الجامعة إلى الدعوى، مؤكداً أن «الجامعة غير مصرَّح لها بذلك»، وقال في مشاركات متفرقة على منصة «إكس»، مساء (الأربعاء): «كنا نودّ أن تتمكن الجامعة من الانضمام إلى الدعوى لكنها كمنظمة ليست ضمن الأطراف المصرح لها بذلك»، وتابع الأمين العام: «من الطبيعي والمنطقي أن تؤيد الجامعة العربية بشكل كامل الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية»، و«نتطلع إلى حكم عادل جريء يوقِف هذه الحرب العدوانية ويضع حداً لنزيف الدم الفلسطيني». في حين قال السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، في تصريحات صحافية، الخميس، إن «المحكمة إذا تمكنت من أن تُصدر قراراً بوقف الحرب بشكل فوريّ، فإن ذلك سيؤدي إلى تغير الأوضاع، وستفقد إسرائيل تعاطف الدول الداعمة لها».

ووفق خبراء قانون دولي وحقوقيين، تتضمن دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل شقّين: الأول عاجل، ويُعنى بوقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، والآخر موضوعي يتضمن التحقيق في الاتهامات الموجَّهة إلى إسرائيل بارتكاب «جرائم إبادة جماعية».

وحول السيناريوهات المتوقعة، يقول أستاذ القانون الدولي العام، خبير النزاعات الدولية د.محمد محمود مهران، لـ«الشرق الأوسط» إن «نظر دعوى جنوب أفريقيا يأتي استناداً إلى نص المادة التاسعة من اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948، التي خوّلت محكمة العدل صلاحية البتّ في النزاعات المتصلة بتطبيق الاتفاقية أو تفسيرها»، موضحاً أنه «توجد عدة سيناريوهات محتمَلة، فمن المتوقع إصدار المحكمة قرارات احترازية عاجلة تُلزم إسرائيل بوقف التصعيد في غزة، استناداً إلى المادة 41 من النظام الأساسي للمحكمة، ثم الحكم باختصاص المحكمة وولايتها القضائية لنظر الدعوى مع إدانة ممارسات إسرائيل، كما يمكن أيضاً إلزام إسرائيل بتعويض ضحايا العدوان من الفلسطينيين، مع التوصية بضمانات لعدم تكرار الانتهاكات الإسرائيلية»، وتوقع مهران «استمرار نظر القضية أمام المحكمة لفترة طويلة، إلى أن يتم البت النهائي فيها». بدوره، توقع الحقوقي المصري ناصر أمين، أن تُصدر «المحكمة قراراً عاجلاً بوقف العمليات العسكرية الإسرائيلية عقب جلستَي الاستماع (الخميس والجمعة)»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الأدلة التي قدمتها جنوب أفريقيا جيدة جداً وداعمة لاتهام إسرائيل بارتكاب جرائم الإبادة الجماعية، كما أن المحكمة تميل في مثل هذه القضايا إلى إصدار قرار احترازي بوقف العمليات العسكرية».

وحسب أمين، «قد يتأجل النظر في الشق الموضوعي بعض الوقت، لكنه لن يطول إلى أسابيع، وهنا قد تُصدر المحكمة قراراً يفيد بأن الأعمال التي ارتكبتها إسرائيل تضمنت مخالفة لاتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية، وفي هذه الحالة تنتقل القضية إلى المحكمة الجنائية الدولية، وفي حال مماطلة إسرائيل في تنفيذ قرار وقف إطلاق النار تحيل محكمة العدل الدولية القضية إلى مجلس الأمن الدولي ليُصدر قراراً ملزماً لإسرائيل». وشهدت الأيام الماضية حملات تضامن سياسية وحزبية مع دعوى جنوب أفريقيا، وأعلنت أحزاب مصرية عدة وبرلمانيون وتجمعات معارضة تأييدها للدعوى.

وأعلن الأزهر تأييده موقف جنوب أفريقيا، ووصفه بـ«الشجاع»، وطالب في بيان له دول العالم بـ«اتخاذ مواقف مثيلة... واستنفار الجهود والمشاركة في هذه الخطوة المهمة، واتخاذ مواقف قوية ومماثلة لهذا الموقف، لوقف نزيف الدماء البريئة»، مؤكداً أهمية «تكثيف الجهود وممارسة مزيد من الضغط الدولي لإرغام الكيان الإسرائيلي على وقف مذابحه وجرائمه في غزة، وإعادة الحق الفلسطيني إلى أصحابه». وفي ليبيا، أعرب مجلس النواب الليبي «دعمه الكامل» لدعوى جنوب أفريقيا، وعبّر المجلس على لسان لجنته للشؤون الخارجية (الخميس) عن تضامنه مع فريق المحامين الذين يمثّلون جنوب أفريقيا، مشيراً إلى أنهم «يقومون نيابةً عن العالم بواجب أخلاقي عظيم تجاه الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لأبشع الممارسات التي تنتهك جميع المواثيق الدولية». ورأى المجلس أن موقف جنوب أفريقيا «يمثل ضمير العالم الحي؛ ولا يمكن السكوت عن جرائم القرن التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي»، مشدداً على «ضرورة محاسبة المسؤولين الإسرائيليين الذين يقفون من خلال تصريحاتهم وراء تلك الجرائم الهمجية التي تهدف لخلق ظروف تُفرغ القطاع من سكانه». كان المجلس الرئاسي الليبي قد أكد أيضاً دعمه «بكل السبل الممكنة الخطوة المتخَذة من جنوب أفريقيا ضد إسرائيل»؛ التي رأى أنها «تعبِّر عن الوجدان الإنساني».

 

إحباط هجوم جديد بطائرة مسيّرة على قوات التحالف قرب مطار أربيل

«الشرق الأوسط»/11 كانون الثاني/2024

أعلن جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان العراق «إسقاط» طائرة مسيّرة «مفخخة» كانت تستهدف قوات التحالف الدولي لمكافحة تنظيم «داعش» والقوات الأميركية المتمركزة قرب مطار أربيل مساء الخميس، وهو الهجوم الثاني خلال 24 ساعة. وأفاد بيان صادر عن جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان الذي يحظى بحكم ذاتي بأنه «تم إسقاط طائرة مسيرة مفخخة أطلقتها الميليشيات غير الشرعية، استهدفت القاعدة العسكرية للتحالف الدولي» لمكافحة تنظيم «داعش» في «مطار أربيل الدولي عند الساعة 18:50 مساء» الخميس (15:50 ت غ). ولم يتم تبني هذا الهجوم بعد. وكان جهاز مكافحة الإرهاب في الإقليم قد أفاد مساء الأربعاء عن هجوم مماثل. وتعرّضت القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي لمكافحة تنظيم «داعش» لعشرات الهجمات منذ منتصف أكتوبر (تشرين الأول)، بعد أيام على اندلاع الحرب في غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في انعكاس للتوتر الإقليمي المتصاعد على خلفية تلك الحرب، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. وتبنّت معظم تلك الهجمات «المقاومة الإسلامية في العراق» التي تضمّ فصائل مسلحة حليفة لإيران ومرتبطة بالحشد الشعبي. وتندّد تلك الفصائل بالدعم الأميركي لإسرائيل في حربها ضد «حماس» إثر هجوم غير مسبوق للحركة في إسرائيل في 7 أكتوبر. وأحصت واشنطن أكثر من مائة هجوم على قواتها في سوريا والعراق منذ 17 أكتوبر. وردّت أكثر من مرّة على تلك الهجمات بقصف مواقع للفصائل المسلحة في العراق، ومواقع مرتبطة بإيران في سوريا، آخرها ضربة في بغداد في 4 يناير (كانون الثاني) أدّت إلى مقتل قيادي في «حركة النجباء» إحدى فصائل الحشد الشعبي. وغداة ذلك، جدّد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني موقف بلاده «الثابت» بإنهاء حضور التحالف الدولي لمكافحة تنظيم «داعش» الذي تقوده واشنطن بعد «انتهاء مبررات وجوده». وقال إن الحكومة العراقية «بصددِ تحديدِ موعد بدء الحوار من خلالِ اللجنةِ الثنائيةِ التي شُكلت لتحديدِ ترتيباتِ انتهاءِ هذا الوجود». وتنشر واشنطن 2500 عسكري في العراق ونحو 900 في سوريا ضمن التحالف الدولي الذي أنشئ عام 2014.

 

100 يوم على حرب غزة: قطاع مدمر ومشارح تغص بالعائلات الثكلى

غزة: «الشرق الأوسط/11 كانون الثاني/2024

مائة يوم مرت على اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» حوّلت قطاع غزة إلى خراب، مع أحياء كاملة لم يبق منها سوى أنقاض ونظام صحي منهار ومشارح تغص بالعائلات الثكلى ومواطنين منهكين يسيطر عليهم الرعب. في مخيم مستحدث في مدينة رفح جنوب القطاع، يقول عبد العزيز سعدات إنها «مائة يوم فقط، لكن كأنها مائة سنة». فرّ سعدات من منزله على غرار غالبية سكان غزة. في خيمته يشعر ببرد قارس في الليل. تركت الحرب بصمات بدّلت تماماً شكل القطاع الساحلي الصغير المكتظ بـ2.4 مليون نسمة؛ فبعدما كانت أحياؤه تضجّ بالحركة والسيارات، باتت الآن مليئة بالركام والمباني المهدمة. ويقول سعدات: «يعيش البعض في مدارس، والبعض الآخر في الشوارع، ينامون على الأرض أو على مقاعد. لم توفّر الحرب أياً كان». ونزح نحو 1.9 مليون شخص يمثلون 85 في المائة من سكان القطاع المحاصر من منازلهم، بحسب أرقام الأمم المتحدة.

«مكان للموت واليأس»

ووصف منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث قطاع غزة بأنه بات «بكل بساطة غير صالح للسكن... مكاناً للموت واليأس». ويسعى الغزاويّون للاستمرار كما يتيسّر لهم، وتمكَّن بضع مئات منهم فقط من الخروج من القطاع الخاضع منذ 2007 لحصار فرضته إسرائيل بعد سيطرة «حماس» عليه، وأحكمته بعد اندلاع الحرب. وتوعدت إسرائيل بـ«القضاء» على «حماس» بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنّته الحركة على جنوب الدولة العبرية في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، وأدى إلى مقتل نحو 1140 شخصاً غالبيتهم من المدنيين، وفق تعداد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» يستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية. كما اقتيد نحو 250 رهينة خلال الهجوم، لا يزال 132 منهم محتجزين في القطاع، بحسب الجيش الإسرائيلي. وتردّ إسرائيل بقصف جوي ومدفعي عنيف، وباشرت، في 27 أكتوبر، عمليات برية في القطاع، ما أدى إلى مقتل 23469 شخصاً، غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة نحو 60 ألفاً بجروح، فيما لا يزال الآلاف مطمورين تحت الأنقاض، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة التابعة لـ«حماس». وخلّف القصف حفراً في مخيمات اللاجئين والطرق، وتضرّرت مدارس وجامعات ومساجد ومرافق عامة. وتتهم إسرائيل «حماس» باستخدام المدنيين دروعاً بشرية من خلال شن عملياتها انطلاقاً من المساجد والمدارس والمستشفيات، وهي اتهامات تنفيها «حماس».

دمار هائل

وخلص أستاذان جامعيان أميركيان، هما خامون فان دين هوك وكوري شير، استناداً إلى صور عبر الأقمار الاصطناعية، إلى أن 45 إلى 56 في المائة من مباني قطاع غزة دُمِّرت أو تضررت حتى الخامس من يناير (كانون الثاني). ورأى كوري شير أن الدمار «واسع جداً، وكان سريعاً للغاية»، معتبراً أن حجم الأضرار «مماثل للدمار في المناطق الأكثر عرضة للقصف في أوكرانيا». وكشفت دراسة أجراها مركز الأمم المتحدة للأقمار الاصطناعية أن 18 في المائة من المباني دمرت أو تضررت بعد 50 يوماً من الحرب. وفي حال انتهاء القتال، فهذا لا يعني أنه سيكون بإمكان سكان القطاع العودة إلى منازلهم؛ إذ إن إعادة الإعمار ستكون عملية شاقة تتطلب مجهوداً هائلاً. فقد أُصيبت مواقع أثرية ومعالم مهمة في قطاع غزة، وعلى الأخص بين الأزقة الضيقة المتشابكة في وسط مدينة غزة التاريخي، حيث دمر المسجد العمري، أقدم مساجد القطاع. وضاقت المقابر بالقتلى، فدُفنوا في مقابر جماعية حُفِرت في البساتين وباحات المستشفيات وحتى في ملعب لكرة القدم، على ما أفاد به صحافيون في «وكالة الصحافة الفرنسية». تتوالى الأيّام والمشهد واحد: رجال ونساء ينتحبون وهم يتعرفون على الجثث الملفوفة بأغطية بلاستيكية بيضاء، فتكتب عليها الأسماء بقلم حبر أسود. وحين يتمكن الجرحى من الوصول إلى واحد من المستشفيات الـ15 التي لا تزال في الخدمة جزئياً من أصل 36، يكتشفون «ساحة معركة» من نوع آخر، بحسب ممثل «منظمة الصحة العالمية» في الأراضي الفلسطينية، ريك بيبركورن. في المستشفيات التي تمكن من زيارتها، وصف «الفوضى» و«بقع الدماء على الأرض» وصراخ الجرحى الذين ينتظرون أحياناً أياماً قبل تلقي العلاج، مشيراً إلى أن بعض غرف العمليات تُضاء بالهواتف الجوالة لانقطاع الكهرباء، وتجري العمليات الجراحية أحياناً دون تخدير. وقال ممثل «منظمة الصحة العالمية»: «هناك انقطاع في كل المعدات الطبية تقريباً»، مضيفاً: «لم أرَ في حياتي هذا العدد من الأطراف المبتورة».

«الناس يتضورون جوعا»

ويقول إبراهيم سعدات النازح أيضاً إلى رفح «فقدنا الأمل»، مضيفاً: «لا ماء ولا كهرباء، وبسبب نقص الماء لا نستحمّ إلا مرة في الشهر، حالتنا النفسية متعَبة وانتشرت الأمراض في كل مكان». وبحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، ازدادت حالات الإسهال لدى الأطفال الشهر الماضي من 48 ألف حالة إلى 71 ألفاً، خلال أسبوع، بالمقارنة مع ألفَي حالة في الشهر قبل الحرب. وحذّرت مديرة «برنامج الأغذية العالمي» في المنطقة كورين فلايشر: «لم أرَ خلال 30 عاماً نقصاً في الأغذية بهذا الحجم». وقالت لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «إنتاج الأغذية متوقف تماماً، ولا يستطيع الناس التوجه إلى حقولهم ولا الصيد في البحر، لا سيما مع قصف مرفأ غزة» الذي كان الصيادون يفرغون أسماكهم فيه كل يوم.

أما الأراضي الزراعية، فلا يمكن الوصول إليها.

وأُصيب العديد من المخابز أو أغلقت لعدم توافر الوقود. وصعد سكان يائسون إلى شاحنات المساعدات بحثاً عن طعام، على ما أفاد به صحافيون في «الصحافة الفرنسية». وقالت فلايشر: «المتاجر فارغة، ليس هناك ما يمكن شراؤه لتناول الطعام»، مضيفة: «الناس يتضورون جوعاً». وتعبّر هديل شحاتة (23 عاماً) المقيمة في خيمة بمدينة رفح (جنوب) عن يأس الشباب الذين يشكّلون نصف سكان القطاع، فتقول: «كل أحلامنا راحت... سنين راحت من عمرنا».

 

توافق مصري - أميركي على رفض محاولات «تهجير الفلسطينيين»

السيسي وبلينكن أكدا التمسك بمسار حل الدولتين لتحقيق استقرار المنطقة

القاهرة: «الشرق الأوسط»»/11 كانون الثاني/2024

توافقت مصر وأميركا على «رفض مبدأ أو محاولات تهجير الفلسطينيين من أراضيهم»، كما أكدت القاهرة وواشنطن، (الخميس)، «استمرار التشاور المكثف بشأن الأوضاع الراهنة، والتواصل مع مختلف الأطراف؛ لدفع جهود التهدئة في قطاع غزة، ومنع اتساع رقعة الصراع». وأكدت «مباحثات قمة» جمعت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في القاهرة، (الخميس)، «التمسك بمسار حل الدولتين أساساً لتحقيق الاستقرار في المنطقة». وشهدت مصر حراكاً دبلوماسياً مكثفاً خلال الأيام الماضية؛ من أجل دفع الجهود نحو إنهاء الحرب في قطاع غزة، في وقت تواجه فيه الوساطة المصرية بشأن وقف القتال وتبادل «الأسرى» بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية «صعوبات» في أعقاب اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، صالح العاروري.

تهدئة الأوضاع

ووفق إفادة لمتحدث الرئاسة المصرية، أحمد فهمي، (الخميس)، فإن وزير الخارجية الأميركي نوه خلال لقاء السيسي بالجهود المصرية المتواصلة من أجل «تهدئة الأوضاع بالمنطقة وترسيخ السلام والاستقرار»، في حين أكد الرئيس المصري «حرص بلاده على استمرار التنسيق مع واشنطن بما يصب في مصلحة الأمن والاستقرار الإقليميَّين». وتناولت مباحثات السيسي وبلينكن الأوضاع الإقليمية، خصوصاً في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية، حيث حرص وزير الخارجية الأميركي على إطلاع الرئيس المصري على مجريات جولته الموسعة بالمنطقة، والاستماع إلى رؤية مصر بشأن آفاق الحل. وجاءت زيارة بلينكن إلى القاهرة في آخر محطات جولته الشرق أوسطية، غداة «قمة العقبة» الثلاثية التي جمعت السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والتي توافقت على ‏«رفض أية مساعٍ أو محاولات أو مقترحات تهدف لتصفية القضية الفلسطينية، أو (تهجير الفلسطينيين) خارج أراضيهم»، وكذا رفض «أية محاولات لإعادة احتلال أجزاء من غزة، والتشديد على ضرورة تمكين أهالي القطاع من العودة إلى ديارهم».

‏وقف إطلاق النار

وبحسب بيان «الرئاسة المصرية» فقد شهد لقاء السيسي وبلينكن في القاهرة، (الخميس)، عرض الجهود المصرية للتواصل مع الأطراف كافة؛ بهدف «التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية». وشدد السيسي في هذا الصدد على «ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته لتنفيذ القرارات الأممية ذات الصلة، بحيث يتم إدخال المساعدات بالكميات الكافية لإنهاء الكارثة الإنسانية بالقطاع، وإنقاذ أهالي غزة من المعاناة الهائلة التي يتعرضون لها، مع ضرورة أن تسفر جهود التهدئة عن تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، بما يعالج جذور الوضع الراهن، ويُمكّن الشعب الفلسطيني من الحصول على حقوقه المشروعة، ويحقق الأمن والتنمية والازدهار لشعوب المنطقة جميعاً».

مساعدات إنسانية

وعبرت 169 شاحنة معبر رفح الحدودي بشمال سيناء، (الخميس)، إلى معبرَي «العوجة» و«كرم أبو سالم» تمهيداً لإيصالها إلى قطاع غزة. وأفاد مصدر مصري مسؤول، وفقاً لـ«وكالة أنباء الشرق الأوسط» الرسمية في مصر، بأن «الشاحنات مُحملة بكميات كبيرة من المساعدات الإنسانية والإغاثية والأدوية والمستلزمات الطبية»، لافتاً إلى أن «معبر رفح استقبل كذلك 25 مصاباً فلسطينياً من مستشفيات قطاع غزة للعلاج في المستشفيات المصرية، بالإضافة إلى 250 شخصاً من حملة الجوازات الأجنبية والمصرية». من جهته، عدّ بلينكن في تصريحات قبل مغادرة القاهرة، أن التقارب بين الدول العربية وإسرائيل هو «الطريقة الأفضل لعزل إيران». وأضاف أن «أمن إسرائيل وإدماجها (في المنطقة) مرتبطان بفتح طريق نحو إقامة دولة فلسطينية». وأوضح وفق ما أوردت «وكالة الأنباء الفرنسية»، (الخميس)، أن «دولة فلسطينية من أجل عزل وتهميش إيران، الرؤية واضحة، لكن علينا أن نمضي قدماً بها».

جولة بلينكن

وبحسب وكالة «بلومبرغ» للأنباء، (الثلاثاء)، فإن بلينكن قد «ضغط على إسرائيل لتحد من القتلى والجرحى المدنيين في غزة»، كما دعا تل أبيب خلال زيارتها إلى «التركيز على علاقاتها بالدول العربية». وزار بلينكن إسرائيل في إطار جولة في الشرق الأوسط، شملت المملكة العربية السعودية، وتركيا، والأردن، وقطر، والإمارات، والضفة الغربية، ومصر. والتقى بلينكن، (الثلاثاء)، في تل أبيب عائلات الرهائن الأميركيين المحتجزين في غزة. وشدد حينها على أن «إعادة جميع الرهائن إلى أسرهم تُمثل أولوية قصوى للإدارة الأميركية»، كما ناقش بلينكن قضية الرهائن مع رئيسَي جهازَي الموساد والشين بيت في إسرائيل.

في المقابل ترفض حركة «حماس» إطلاق سراح المحتجزين لديها إلا «بشروطها»، وفقاً لما أعلنه رئيس مكتبها السياسي، إسماعيل هنية، الذي جدد التأكيد خلال مشاركته في مؤتمر بقطر، (الثلاثاء)، «إنهم (إسرائيل) لن يستعيدوا رهائنهم أبداً، إلا إذا تم إطلاق سراح أسرانا جميعاً في سجون الاحتلال». وأكدت الفصائل الفلسطينية مراراً أنها «ترفض التفاوض على هدن مؤقتة، وأنها تُصر على وقف كامل لإطلاق النار، وتبادل للأسرى وفق مبدأ (الكل مقابل الكل)»، وذلك بعدما فشلت العملية العسكرية الإسرائيلية حتى الآن في تحريرهم بالقوة أو إجبار «حماس» على إطلاق سراح الأسرى العسكريين، وهم الفئة الأكثر أهمية بالنسبة لتل أبيب.

حماية المدنيين

وفي تحرك مصري آخر للتهدئة في قطاع غزة، وضمان تدفق المساعدات للفلسطينيين، شدد الرئيس المصري خلال اتصال هاتفي، (الخميس)، مع رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، على «مسؤولية المجتمع الدولي لضمان نفاذ المساعدات الإغاثية لأهالي القطاع لإنهاء معاناتهم الإنسانية التي طال أمدها».ووفق بيان الرئاسة المصرية، فقد تناول الاتصال الهاتفي تطورات المشهد الإقليمي في ضوء الأوضاع الراهنة في قطاع غزة، حيث تم استعراض التحركات والاتصالات الجارية للدفع في «اتجاه وقف إطلاق النار، وحماية المدنيين، وتبادل المحتجزين». كما تطرق الاتصال الهاتفي إلى الأوضاع في منطقة البحر الأحمر وأمن الملاحة، حيث تم «التشديد على أهمية العمل المُكثف لتجنب توسيع دائرة الصراع في المنطقة، وتعزيز عوامل الأمن والاستقرار على المستوى الإقليمي».

المقترح المصري

وتقدمت القاهرة في وقت سابق بإطار مقترح يتكون من 3 مراحل لوقف إطلاق النار في غزة ضمن جهود الوساطة السياسية. وقال مصدر مصري مطلع، في تصريحات أخيراً، إنه «لا يوجد بديل عن المسار التفاوضي لحل الأزمة في قطاع غزة». وشدد حينها على أنه في حالة عدم وساطة مصر «قد تزداد حدة الأزمة وتتفاقم بما يتجاوز تقديرات الأطراف كافة». وكان السيسي وعباس قد طالبا خلال مباحثات قمة في القاهرة، قبل أيام، المجتمع الدولي والقوى الفاعلة بـ«التحلي بأعلى درجات المسؤولية، التاريخية والسياسية والإنسانية، للعمل على التسوية العادلة والشاملة، التي تتضمن إقامة والاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو (حزيران) عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وبوصف ذلك أيضاً الضامن الأساسي للأمن والاستقرار في المنطقة». وأكدا حينها «رفض أية مساعٍ أو محاولات تهدف لتصفية القضية الفلسطينية أو (تهجير الفلسطينيين) خارج أراضيهم بأي شكل من الأشكال».

 

الجيش الإيراني يحتجز ناقلة يونانية في خليج عمان وواشنطن طالبت بالإفراج الفوري عن السفينة وطاقمها

لندن-طهران: «الشرق الأوسط»/11 كانون الثاني/2024

استولت قوة تابعة لبحرية الجيش الإيراني على ناقلة نفط، في خليج عمان، وأجبروها على تغيير مسارها، لترسو في ميناء «جاسك»، بعد أشهر من مصادرة الولايات المتحدة شحنة إيرانية من الناقلة المملوكة لشركة «إمباير نافيغايشن» اليونانية. وأعلنت البحرية الإيرانية، الخميس، أنها صادرت ناقلة نفط في بحر عُمان بناء على «أمر قضائي»، وفق الإعلام الرسمي. وأفادت «وكالة الأنباء الرسمية (إرنا)» بأن «القوات البحرية لجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية أوقفت ناقلة نفط أميركية في مياه بحر عمان بأمر قضائي»، دون ذكر أسمها. وأوضح البيان الإيراني أنه «في أعقاب الانتهاك المرتكب من السفينة السويس راجان في مايو(أيار) 2023 وسرقة الولايات المتحدة النفط الإيراني، تم توقيف الناقلة المذكورة، واسمها الجديد سانت نيكولاس، صباح اليوم». وهذه من المرات النادرة التي يعلن فيها الجيش الإيراني اعتراض ناقلة، بعد سنوات من قيام القوات البحرية في «الحرس الثوري» باحتجاز ناقلات وسفن في مضيق هرمز والخليج العربي. وفي وقت لاحق، دانت الخارجية الأميركية استيلاء إيران على ناقلة النفط، مطالبة بالإفراج الفوري عن السفنية وطاقمها. وفقدت الناقلة الاتصالات، بعد سيطرة المسلحين عليها. وأفادت وكالة تابعة للقوات البحرية البريطانية بأنها تلقت تقريراً من مدير الأمن بـ«سماع أصوات مجهولة عبر الهاتف» مع ربان السفينة. وقالت الوكالة إن الجهود الإضافية للاتصال بالسفينة باءت بالفشل، وإن الرجال الذين صعدوا على متن السفينة كانوا يرتدون «زياً عسكرياً أسود وأقنعة سوداء». وقالت شركة «أمبري» لأمن الملاحة البحرية البريطانية: «صعد على ناقلة (سانت نيكولاس) للنفط الخام التي ترفع علم جزر مارشال، 4 إلى 5 أشخاص مسلحين بينما كانت على بُعد نحو 50 ميلاً بحرياً إلى شرق ولاية صحار العُمانية»، حسبما أوردت «وكالة الصحافة الفرنسية». وأضافت الشركة بعد ذلك في بيان أن «الناقلة كانت تتحرك بسرعة 11.4 عقدة واستمرت في التحرك بتلك السرعة في مسار ثابت بعد ساعة من وقت الصعود عليها المبلَّغ عنه»، لافتة إلى أن الناقلة بدّلت وجهتها وزادت سرعتها قبل فقدان الاتصال معها، و«توجّهت نحو بندر جاسك في إيران». وأوضحت «أمبري» أن المسلحين المشتبه بهم يرتدون «زياً عسكرياً أسود اللون وأقنعة سوداء، وأقدموا على تغطية كاميرات المراقبة على متن السفينة»، مشيرة إلى أن الناقلة نفسها قبل تغيير اسمها لوحقت قضائياً سابقاً لنقلها نفطاً إيرانياً خاضعاً للعقوبات صادرته الولايات المتحدة، وفرضت عليها غرامة. وبحسب موقع «مارين ترافيك» لرصد حركة الملاحة، انطلقت سفينة «سانت نيكولاس» من ميناء البصرة جنوب العراق، وكانت متجهة إلى تركيا. وقالت الشركة في بيان إن الناقلة «سانت نيكولاس» تستأجرها شركة «توبراش» التركية، مشيرة إلى قيامها بخطة طوارئ، في محاولة للاتصال بالسلطات المختصة، وإعادة الاتصال بالناقلة. ويتكوَّن طاقمها من 19 شخصاً (18 فلبينياً ويوناني واحد). وأكدت شركة «توبراس» التركية في بيان أن الناقلة «سانت نيكولاس كانت محملة بشحنة خام عراقية من البصرة باعتها شركة تسويق النفط العراقية المملوكة للدولة (سومو)». وقال توبراس لرويترز «لناقلة المذكورة تحمل نحو 140 ألف طن من النفط الخام اشترتها توبراس من شركة تسويق النفط العراقية الحكومية سومو وكانت في طريقها من ميناء البصرة إلى مصفاتنا».

ملحمة

وكانت الناقلة تسمى «سويس راجان» التي تحمل علم جزر مارشال، محوراً في نزاع دام أشهراً بين إيران والولايات المتحدة، بعد احتجازها في سنغافورة، قبل مصادرة ميلون برميل من الخام الإيراني، في ميناء هيوستن، بأمر من القضاء الأميركي، في أغسطس (آب) الماضي، بتهمة تمويلها لـ«الحرس الثوري». وبدأت الملحمة التي تدور فصولها حول «سويس راجان»، في فبراير (شباط) 2022، عندما أعلنت مجموعة «متحدون ضد إيران النووية» أنها تشتبه في أنها تحمل نفطاً من جزيرة خارج الإيرانية، المحطة الرئيسية لتوزيع النفط في الخليج العربي. وتدعم هذه المعلومات صور أقمار اصطناعية وبيانات شحن. وبحسب وكالة «أسوشييتد برس»، تعتمد الوثائق القضائية المعلَن عنها حديثاً على صور التقطتها أقمار اصطناعية، وكذلك وثائق، لتوضيح أن «سويز راجان» سعت إلى إخفاء تحميل النفط الخام الإيراني من ناقلة أخرى، عن طريق محاولة الادعاء بأن النفط يأتي من مصدر آخر. وعلى مدار شهور، استقرت السفينة في بحر الصين الجنوبي قبالة الساحل الشمالي الشرقي لسنغافورة، قبل أن تبحر فجأة باتجاه ساحل تكساس دون تفسير. واعترفت شركة الشحن اليونانية «إمباير نافيغيشن»، بتورطها في تهريب نفط خام إيراني قيد عقوبات، ووافقت الشركة على سداد غرامة بقيمة 2.4 مليون دولار. وبعد أوامر قضائية أميركية، أفرغت السفينة حمولتها في ناقلة أخرى، قبالة هيوستن. وبموجب اتفاق الاعتراف بالذنب، تواجه شركة «إمباير نافيغيشن»، 3 سنوات من المراقبة. ومارَس مشرعون أميركيون من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، ضغوطاً على إدارة جو بايدن لمصادرة شحنة النفط. وأفادت وزارة الخزانة الأميركية حينها بأن إيرادات تهريب النفط الإيراني يجري استغلالها في دعم «فيلق القدس»، الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري» المكلفة بعملياته الاستخباراتية والعسكرية في منطقة الشرق الأوسط. وتربط وثائق المحكمة «الحرس الثوري» بهذه التجارة، التي تشمل مئات السفن التي تحاول إخفاء تحركاتها، ويمكن أن تخفي ملكيتها من خلال شركات واجهة أجنبية. وبينما كانت «سويز راجان» في طريقها إلى تكساس، استولت إيران على ناقلتين قرب مضيق هرمز، بينهما شحنة لشركة النفط الأميركية العملاقة، «شيفرون».

توترات بحرية

في يوليو (تموز)، قال قائد الوحدة البحرية في «الحرس الثوري» الإيراني، علي رضا تنغسيري، إن إيران سترد على أي شركة نفط تفرغ نفطاً إيرانياً من ناقلة محتجزة. وحذّرت حينذاك منظمات معنية بسلامة الملاحة البحرية تابعة لدول غربية في منطقة الخليج، السفن التي تبحر في مضيق هرمز الاستراتيجي من الاقتراب من المياه الإيرانية لتجنّب خطر التعرّض للاحتجاز. جاءت هذه التحركات في أعقاب سلسلة من عمليات احتجاز السفن عند مضيق هرمز، الممر الرئيسي الذي يعبر من خلاله يومياً نحو خُمس إنتاج النفط العالمي. ومطلع أغسطس (آب)، أعلنت واشنطن وصول أكثر من 3 آلاف بحار أميركي إلى الشرق الأوسط، في إطار خطة لتعزيز الوجود العسكري في المنطقة بهدف ردع إيران عن احتجاز السفن وناقلات النفط. وفي السنوات الأخيرة، تبادلت واشنطن وطهران الاتهامات على خلفية سلسلة حوادث في مياه الخليج، بما في ذلك هجمات غامضة على سفن، وإسقاط طائرة مسيّرة ومصادرة ناقلات نفط. والشهر الماضي، اتهمت الولايات المتحدة وإسرائيل، إيران بإستهداف سفينة تجارية مملوكة لشركة يابانية، قبالة الهند، وتعرضت لهجوم بطائرات مسيرة. ورفضت طهران تلك الإتهامات. تأتي عملية الاستيلاء الواضحة بعد أسابيع من الهجمات التي شنَّها الحوثيون الموالون لإيران في اليمن على السفن في البحر الأحمر، بما في ذلك أكبر وابل من الطائرات دون طيار والصواريخ التي تم إطلاقها في وقت متأخر من يوم الثلاثاء. أدى ذلك إلى زيادة خطر وقوع ضربات انتقامية محتملة من قبل القوات التي تقودها الولايات المتحدة، والتي تقوم الآن بدوريات في الممر المائي الحيوي، خصوصاً بعد تصويت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الأربعاء على إدانة الحوثيين، وتحذير المسؤولين الأميركيين والبريطانيين من العواقب المحتملة للهجمات.

 

«الحرس الثوري» أقام تدريبات بحرية للحوثيين شمال إيران

الشرق الأوسط/11 كانون الثاني/2024

أفادت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية أن عشرات من عناصر جماعة الحوثي تلقوا تدريباً بحرياً على يد قوات «الحرس الثوري»، قبل 4 سنوات في أكاديمية بحرية للقوات الخاصة، شمال إيران. وأفادت الصحيفة نقلاً عن مصادر إيرانية أن 200 عنصر من جماعة الحوثي سافروا إلى میناء زيبا كنار الساحلي، قبالة بحر قزوين (330 كيلومتراً شمال طهران)، لتلقي تدريبات في أكاديمية العلوم والتكنولوجيا البحرية، التابعة لـ«الحرس الثوري». وخصصت الأكاديمية قسماً لعقد دورة تدريبية لمدة 6 أشهر للمرتزقة الأجانب، بما في ذلك جماعة الحوثي، تحت قيادة «فيلق القدس» الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري» الإيراني. وتأسست الأكاديمية، التي تحمل اسم المرشد الإيراني علي خامنئي، في 2013، وبعد 4 سنوات على تأسيسها جرى نقل جميع التدريبات البحرية لـ«الحرس الثوري»، بما في ذلك تدريبات الجماعات المسلحة الموالية لإيران، في القاعدة البحرية المطلة على بحر قزوين. وبحسب مصادر «ديلي تلغراف»، انطلقت الدورة الأولى للحوثيين بمجال العلوم والتكنولوجيا البحرية في يناير (كانون الثاني) 2020. وجرى إيواء الحوثيين بشكل منفصل عن الطلاب الآخرين، الذين مُنعوا من التفاعل معهم لمنع تسرب معلومات استخبارية. ويستخدم «الحرس الثوري» عادة جزيرة فارور لتدريب الجماعات المسلحة الأجنبية على «حرب العصابات» و«الحرب غير المتكافئة». وتقع الجزيرة في موقع استراتيجي، يطلق عليه «الحرس الثوري» منطقة «نزاعات»، وتشمل الجزر الإماراتية المحتلة؛ أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى. وشنّت جماعة «الحوثي» الموالية لإيران هجمات استهدفت طرق الشحن في البحر الأحمر. وأسقطت القوات الأميركية والبريطانية أكثر من 20 طائرة مسيرة وصاروخاً فوق البحر الأحمر، أطلقها الحوثيون فجر الأربعاء، في ما وصفته لندن بأنه «أكبر هجوم» ضد السفن البحرية منذ بدء هجمات الحوثيين في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. ولوّحت الولايات المتحدة وبريطانيا بأنهما ستتخذان مزيداً من التدابير إذا استمرت الهجمات. وأصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قراراً يطالب بوقف فوري للضربات.

 

ميدفيديف يلوح مجدداً بـ«النووي» في وجه أوكرانيا

موسكو/الشرق الأوسط/11 كانون الثاني/2024

هدّد ديمتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، اليوم (الخميس)، مرة أخرى بإمكانية استخدام الأسلحة النووية في سياق الهجمات الروسية على أوكرانيا. وقال ميدفيديف، الذي تولى رئاسة روسيا سابقاً، إن «ما تم استخدامه، كما نعلم، هي وسائل إطلاق مختلفة برؤوس حربية مختلفة، باستثناء الرؤوس النووية، حتى الآن»، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وفي حديثه خلال اجتماع للجنة العسكرية والدفاع الروسية، وصف ميدفيديف الهجمات الأخيرة، التي قُتل فيها أكثر من 30 مدنياً في كييف، على سبيل المثال، بأنها «كانت ضد أهداف عسكرية». وعقب ذلك، نشر نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي رسالة على تطبيق «تلغرام» يحذر فيها كييف من محاولات إطلاق صواريخ غربية بعيدة المدى على منصات إطلاق صواريخ في الأراضي الروسية. وكتب ميدفيديف، في رسالته، أن مثل هذه التصرفات لن تعتبر «دفاعاً عن النفس، بل مبرراً مباشراً وواضحاً لاستخدام الأسلحة النووية ضد مثل هذه الدولة». وسبق أن أشار ميدفيديف إلى إمكانية استخدام السلاح النووي في أوكرانيا، وصرّح في بداية العام الماضي، قائلاً إن «هزيمة قوة نووية في حرب تقليدية قد تشعل حرباً نووية».

 

رئيس أذربيجان أعلن استكمال شروط توقيع اتفاق سلام مع أرمينيا

وطنية/11 كانون الثاني/2024

أكد الرئيس الأذري إلهام علييف  أن "شروط توقيع  اتفاق سلام مع أرمينيا استكملت"، مؤكدا أنه لا يريد "حربا جديدة بين البلدين"، بحسب وكالة "فرانس برس". وشدد على أن "الأهم اليوم هو أن ظروفا حقيقية لتوقيع معاهدة سلام قد تأمنت"، مشيرا إلى أنه "لهذا السبب ينبغي علينا أن نعمل بجد على النص".وقال إنه "متأكد من أنه لن تكون هناك حرب جديدة" مع أرمينيا، مضيفا: "سأبذل كل ما في وسعي لمنع ذلك. كفانا، كفانا حروبا". واتهم الرئيس الأذري باريس التي توترت علاقتها مع باكو  بأنها "السبب في تدهور الوضع في القوقاز". وعلييف الذي يأخذ على باريس دعمها ليريفان جدد  القول :"إن فرنسا تجهز أرمينيا لحرب جديدة من خلال تزويدها بالسلاح".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هوكستين والحزب "ضدّ الحرب": ماذا عن نتانياهو؟

جوزفين ديب/أساس ميديا/الجمعة 12 كانون الثاني 2024

هي سياسة العصا والجزرة تحكم التفاوض الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية على الاتفاق الأمنيّ في الحدود البرّية الجنوبية. فتارة ترتفع أسهم الحرب والكلام عن ضربة موضعية سيتعرّض لها لبنان والحزب تحديداً، وتارة يهدّد الإسرائيلي بجعل لبنان غزة ثانية، ثمّ يصل الموفدون الدوليون لاحتواء التصعيد وفي جعبتهم ملفّ التفاوض على الحدود البرّية وتطبيق القرار 1701 بما فيه من انعكاسات ستكون إيجابية على الوضع اللبناني. أمس الخميس وصل الموفد الأميركي آموس هوكستين وفي جعبته رغبة وإرادة أميركية شديدة وحاجة إلى المفاوضات. ولكنّ نجاحها يعترضه أكثر من مطبّ، وأبرز هذه المطبّات الخلاف الأميركي الإسرائيلي على مخرج العدوان على غزة وعلى اليوم التالي، بالإضافة إلى اشتراط نصرالله أن لا تفاوض قبل وقف العدوان. إن كان المسار السياسي في غزة لليوم الذي يلي الحرب منفصلاً عن المسار اللبناني السياسي للحلّ، فإنّ شرط الأمين العام للحزب بربط الاتفاق الأمنيّ بوقف العدوان على غزة وضع الجميع أمام معضلة الوقت، ومنهم نصرالله نفسه. ففي الوقت الذي يتقاطع هوكستين مع الحزب على رفض الحرب، يتمرّد نتانياهو على هذا التقاطع واضعاً توقيته أولويّة، ولو أدّى ذلك إلى تفجير الوضع بكامله.

تفاوض بالأولويّات

انطلاقاً من أنّ الفخاخ التي يمكن أن تفجّر المفاوضات كثيرة، تحرص المصادر الدبلوماسية المواكبة لمهمّة هوكستين على القول إنّ نجاح المفاوضات يفترض الانتقال بها من بند إلى بند وفق الأولويات وترك البنود الإشكالية إلى وقت لاحق. نقل هوكستين بعد لقائه الرئيس بري عن حكومة إسرائيل أنّها تفضّل الحلّ الدبلوماسي لا الحرب. وبالتالي القوى على اختلافها متّفقة على إبقاء لبنان بعيداً عن الحرب بعد جولته على المرجعيات السياسية والأمنيّة كان عنوان كلام هوكستين واضحاً، بخاصة بعد لقائه الرئيس بري في عين التينة، وهو "عودة آمنة للمستوطنين في شمال إسرائيل". وللوصول إلى هذا الاستقرار على الحدود، فإنّ مهمّة هوكستين سترتكز على:

1- تثبيت الحدود الجنوبية، وبالتالي التفاوض في النقاط العشر الإشكالية ونقطة الـB1.

هنا لا بدّ من الإشارة إلى أنّ نقطة الـB1  لم تعد إشكالية كما كانت حالها قبل ترسيم الحدود البحرية، على اعتبار أنّ أهميّتها كانت بتأثيرها على الحدود البحرية، أما وقد حصل هذا الترسيم فإنّ تأثيرها لم يعد يعتبر إشكالية مطروحة.

2- انتشار قوات اليونيفيل والجيش اللبناني على طول الحدود بما يعنيه انسحاب قوات الحزب.

3- انسحاب إسرائيل من الغجر وكفرشوبا.

4- معالجة مزارع شبعا وفق الوثائق التي تؤكّد ملكيّتها في الأمم المتحدة، أي وضعها تحت وصاية دولية مؤقّتة للانتهاء من تحديد ملكيّتها على اعتبارها إشكالية ثلاثية بين لبنان وسوريا وإسرائيل.

إلا أنّ هذه النقطة الأخيرة ستُترك لوقت لاحق للتفاوض كي لا تفجّر المفاوضات على اعتبارها نقطة إشكالية، وبالتالي تؤكّد المصادر الدبلوماسية أنّ المهمة الدولية الأميركية المنسّقة مع باريس تهدف إلى نجاح المفاوضات لعقد اتفاق أمنيّ طويل المدى يريح المنطقة لأنّ أيّ تفجير للمفاوضات يعني تصعيداً أمنيّاً وارتفاعاً لأسهم الحرب، وهو ما لا تريده واشنطن ولا طهران.

تسعى اللجنة الخماسية إلى فصل مسار الحلّ في لبنان عن مساره في غزة

عامل الوقت ضدّ واشنطن والحزب معاً

تسعى اللجنة الخماسية إلى فصل مسار الحلّ في لبنان عن مساره في غزة. نجحت في فصل الحلول السياسية، بمعنى أنّ لبنان لن ينتظر الحلّ السياسي لليوم التالي في غزة، لكنّها فشلت في فصل الوصول إلى اتفاق أمنيّ على الحدود عن وقف العدوان على قطاع غزة. فكان كلام الأمين العامّ للحزب واضحاً في خطابه الأخير بفتح باب المفاوضات، لكن بعد وقف العدوان. فيما ربط الحزب الاتفاق الأمنيّ هذا بتوقيت الحرب يضع كلّاً من واشنطن والحزب أسرى لرغبة نتانياهو في إطالة الحرب إلى حدّها الأقصى لأنّها وحدها تستطيع إنقاذه من أزماته الداخلية. نقل هوكستين بعد لقائه الرئيس بري عن حكومة إسرائيل أنّها تفضّل الحلّ الدبلوماسي لا الحرب. وبالتالي القوى على اختلافها متّفقة على إبقاء لبنان بعيداً عن الحرب ومختلفة على كيفية تحقيق ذلك. لا تزال واشنطن ترفع فيتو مجلس الأمن ضدّ وقف إطلاق النار في غزة، لكنّها تضغط باتجاه حصر الحرب لأنّ مصلحتها الانتخابية أوّلاً الحدّ من تداعيات الحرب على حملة بايدن الرئاسية.

ربط الحزب أيّ اتفاق أمنيّ مقبل وإنهاء الاشتباك في الجنوب مع وقف العدوان على غزة، منفتحاً على الحلول الدبلوماسية المقبلة، بمعنى أنّه وافق على التفاوض والترسيم البرّي وإطار الاتفاق المقبل حتماً ووضعه بتوقيت نتانياهو. أمّا الفترة الزمنية الفاصلة بين يومنا هذا ويوم إعلان وقف العدوان على غزة، فهي فترة استمرار استهداف إسرائيل لقوات الحزب في الجنوب. وبالتالي يواجه الحزب حالياً مأزق خسارة خيرة مقاتليه وقادته في وقت ضائع نسبياً لأنّ الاتفاق الأمنيّ مقبل حتماً.  بين التحذير والتهديد والوعود المقبلة في حال استقرار البلاد، لا شكّ أنّ لبنان يمرّ بمرحلة من المراحل المفصليّة التي شهدها تاريخه.

 

حرب لبنان صارت حتميّة

جان عزيز/أساس ميديا/الجمعة 12 كانون الثاني 2024

"المهمّة الإسرائيلية في غزة ستُنجز. بمعزل عن الكلفة والمدّة.

والعرض القديم – الجديد الذي يحمله لنا هوكستين، محدود الصلاحية الزمنية بحدود الحرب.

وفتح جبهة الجنوب حتمي، إذا لم نفهم أبعاد المعطيَين السابقين...

والأهمّ، لا تبنوا حساباتكم ومعطياتكم على بروباغاندا أوهامكم وإعلام البوستات والفيك نيوز. فيما حقائق العالم الواقع في مكان آخر".

هذه خلاصة ما يقوله دبلوماسيون غربيون لسياسيين لبنانيين، عن "حرب غزة المنجزة"، وعن "حرب لبنان الحتمية".

 يُنقل عن الغربيين تأكيدهم بداية أنّ إسرائيل ستُنجز مهمّتها في غزة.

إنسوا كلّ ما ترون أو تسمعون أو تتمنّون. بعد 7 أكتوبر هناك غزة الجديدة. وسترون مشهداً مماثلاً لمشهد بيروت 1982. ولو بصيغ وأشكال مختلفة: خروج لقيادات حماس من القطاع، وبداية مختلفة. ما أدركه توماس فريدمان، في فارق الوقت بين كتاباته من نيويورك، ثمّ كتاباته من إسرائيل، هو حقيقة الأمر التي عليكم إدراكها. فالكاتب البارز في صحيفة "نيويورك تايمز"، بدا من بلاده بانتقاد سلوك إسرائيل بعد 7 أكتوبر. ولما وصل إليها والتقى مسؤوليها وناسها وكادرات مؤسساتها، كتب أنه اكتشف إسرائيل أخرى لم يعرفها من قبل. وأدرك أنها ذاهبة إلى ما بعد نهايات كل تصعيد، وإلا فمصيرها الزوال. فعلى أرض الكيان ثمّة معركتا حياة أو موت تدوران الآن. معركة حياة إسرائيل أو موتها. ومعركة حياة نتانياهو أو موته السياسي والفعليّ. وقد تماهت المعركتان معاً ولن تتوقّفا. هناك من اتّخذ قراراً لا عودة عنه، بأنّ ما بعد 7 أكتوبر هو امتحانٌ للتاريخ. للتأكّد ممّا إذا كان وجود إسرائيل في ذاته "حادثاً تاريخياً" عابراً زائلاً، أم أنّ هجوم ذلك الفجر التشرينيّ هو الحادث الذي، وهنا الكلمة المفتاح لكلّ ما يحصل وسيحصل، لن يتكرّر أبداً. في سياق هذا القرار النهائي، سقطت في الكيان تابوهات وعِقد أعداد الضحايا والقتلى والخسائر وحتى الأسرى والرهائن وغيرها من قيود الماضي من تاريخ ما قبل 7 أكتوبر.

بحسب جردة أصحاب القرار في إسرائيل، يعتبرون بعد 3 أشهر على بدء حربهم، أنّهم على الطريق الصحيح لإنهائها وإنجاز مهمّتها

سجّلوا لديكم

بحسب جردة أصحاب القرار في إسرائيل، يعتبرون بعد 3 أشهر على بدء حربهم، أنّهم على الطريق الصحيح لإنهائها وإنجاز مهمّتها.

كيف؟ ينقل عنهم الغربيون: سجّلوا لديكم:

عسكرياً وميدانياً: يعتبر قادة حرب الكيان أنّهم بلغوا قلب غزة. وبأرقامهم، يوم 7 أكتوبر أُطلق على الكيان نحو 3,500 قذيفة. (حماس تقول 5 آلاف). خلال الأيام الباقية من الشهر نفسه، بلغ العدد نحو 9 آلاف قذيفة. في تشرين الثاني صار العدد بضع مئات. الأمر نفسه في كانون الأول.

بالنسبة إليهم قدرة حماس على الأذى تكاد تنتهي. 

سياسياً: وعلى المستوى الداخلي، عاد الكيان برأي الغربيين إلى ما كانه حتى السبعينيات: هناك جيش لديه دولة. لا العكس. وهو من يقرّر ويدير كلّ شيء. الصراع الأخير داخل الحكومة دليل بارز. إعلام الممانعة ضجّ بالخبر. لكنّه لم يذكر أنّ الخلاف انفجر بين الوزراء، على خلفيّة التحقيق المزمع إجراؤه حول أسباب وقوع هجوم 7 أكتوبر ومسؤوليّاته، أي أنّهم باتوا ذهنياً في مرحلة ما بعد الحرب!

إعلامياً وشعبياً: خمدت كلّياً حركة التظاهرات الداخلية لأهالي الأسرى والمعارضين لنتانياهو. طبعاً لم يختفِ هؤلاء. لكنّ حركتهم اختفت. وهذا ما يهمّ في السياسة وآليّات اتّخاذ القرار. فورة تظاهرات الأيام الأولى انطفأت. الآن صار أهالي الأسرى يذهبون إلى قطر لمطالبتها بالتدخّل لدى حماس. وهذا تبدّل معبّر جداً. خارجياً، الأمور نفسها سُجّلت على المستويات ذاتها، ودائماً بحسب نقل الغربيين لقناعات قيادات الكيان:

تراجعٌ كبير في تظاهرات الخارج، بعد ظاهرة ضخمة من التأييد للفلسطينيين في الأسابيع الأولى. الآن باتت حركة رومانسية محصورة في تجمّعات المسلمين المهاجرين في بعض مدن أوروبا. وهي برأي القيادة الصهيونية مفيدة لها. لأنّها تستفزّ الغرب الحاضن. وتستثير اليمين المتشدّد غرباً. وتنعكس بالتالي إيجاباً على إسرائيل وفق حساباتهم.

يعطون ههنا مثلاً واحداً: مشروع الدعوة إلى تظاهرة كونية ليلة رأس السنة ومحاصرة السفارات الأميركية عبر العالم، كان فشلاً ذريعاً.

في الإعلام والرأي العامّ الغربيَّين أيضاً، يستدلّ هؤلاء بواقعة ما حصل مع رئيسة جامعة هارفرد، وقبلها رئيسة جامعة بنسلفانيا. بمنطقهم هذا مقياس معبّر جداً. الاضطرار إلى الاستقالة على الرغم من كلّ شيء. هذه هي الحقيقة والنتيجة. الضجّة التي حصلت قبل هي مجرّد سراب.

أصلاً لا خيار سياسياً لتلك الحركة في أميركا بالذات. تعبئة "عرب واشنطن ومسلميها" ضدّ بايدن؟ هذا يعني دعم بايدن عملياً لا غير. وهذا ما يتمنّاه نتانياهو.

اقتصادياً، لم تؤدّ الحرب إلى أيّ أزمة عالمية. دليلان رقميان كافيان أيضاً: بورصات العالم أقفلت العام الماضي صعوداً. وبرميل النفط إلى انخفاض...

بلينكن وسيناريوهات ما بعد الحرب

سياسياً، جولة بلينكن الأخيرة بحثت إعادة الإعمار. أي سيناريوهات ما بعد الحرب. هنا أيضاً ثمّة قناعة بأنّ الحرب أُنجزت. حتى إردوغان تطوّع لدور في "الهيكلية الأمنية الجديدة". الكلّ في هذه الأجواء. وصولاً إلى ما لا يحبّ كثيرون معرفته أو قوله، أنْ بلى هناك تسهيلات سفر للغزّيّين قد بدأت. وهناك أرقام باتت معروفة ومعلنة...لكلّ ذلك، ينقل الغربيون أنّ الصهاينة مستمرّون في معركتهم حتى إنجازها تماماً. لا شيء سيردعهم بعد. لا الرأي العامّ الداخلي. ولا الرأي العامّ الخارجي. ولا ضغط واشنطن، على الرغم من كلّ فضلها على معركتهم. ولا كلفة المهمّة... أمر واحد قادر على ذلك. إنّه الميدان. والخطير أنّه برأيهم بات لمصلحتهم لا ضدّهم.

هنا يعود الغربيون في عرضهم للتفكير والسلوك الصهيونيَّين، إلى تلك العبارة المفتاح: ستنتهي مهمّة غزة. لكنّها لن تنتهي بالنسبة لهم في غزة. لن تنتهي إلا بيقين كامل ثابت مطلق بأنّ حادث 7 أكتوبر لن يتكرّر أبداً في أيّ يوم آخر، وفي أيّ مكان آخر.

هنا يُفتح ملفّ جنوب لبنان. حيث مسألة الحزب والعامل الإيراني بتعقيداته الشرق أوسطية.

ينقل الغربيون عن تفكير المؤسّسة الصهيونية، أنّ طهران كانت أوّل من فهم اللعبة وأدرك أبعادها منذ اللحظة الأولى. تنصّلت وتبرّأت. ثمّ خافت على المكاسب. ثمّ طمعت بحصّة في التسوية. فارتبكت واحتارت. قبل أن تقرّر لعب أوراق وكلائها. لكنّها سرعان ما أدركت أنّ لديها عمليّاً ورقتين اثنتين لا غير: الحوثي في البحر الأحمر. والحزب في جنوب لبنان.

ورقتها العراقية محدودة العائد. وورقة الجولان شبه محظورة عليها. بعدما حسم بشار الأسد موقفه بعدم التورّط في الحرب ومنع استخدام أراضيه لأيّ توريط له. حتى إنّ قراره بإقفال مكتب الحوثيين في دمشق وإبعاد شاغليه خلال ساعات، كان رسالة واضحة لكلّ المعنيين.

هكذا أطلقت طهران ورقة قرصنة البحر الأحمر. لكنّها فوجئت سريعاً بمحدودية مفاعيلها. والأهمّ أنّها لم تحسب نتائجها السلبية العكسية. فالمتضرّر الأوّل منها كان الصين. أي المستورد الأوّل من إيران، والمورّد الأوّل لما بقي من عملاتها النادرة.

وهو ما تزامن مع خطوة عقابية من بكين ضدّ طهران، بوقف التجارة معها. ثمّ بموقف صيني حاسم ضدّ الحوثي، في مناقشات مجلس الأمن.

هكذا، لم يعد برأي الغربيين، في حوزة الإيراني إلا لبنان. ولهذا عاد الكلام إلى لبنان وعنه.

ولهذا بالذات، يعود هوكستين. فنتانياهو يريد الحرب مع لبنان حتماً. وهو يثير تمهيداً لذلك، مواضيع الحدود وتنفيذ القرار 1701 وخطّ الليطاني. لكنّ تقدير الجهات الغربية أنّه لن يكتفي بذلك. بل سيطلب أكثر. فحين ينتهي من غزة، سيشترط أن لا صواريخ دقيقة بالحدّ الأدنى. وإلّا فإلى الحرب الكاملة.

بايدن في المقابل همّه انتخاباته. كلّ الباقي في الداخل والخارج مجنّد لخدمتها.

لذلك أعيد إحياءُ طرح "موفده الغازيّ" لتسوية لبنانية سلميّة. وهو الطرح الذي حمله هوكستين إلى لبنان نهاية آب الماضي. قبل الحرب بخمسة أسابيع. وكان يومها ضمن الخطة الأميركية الكبرى لحلّ عربي إسرائيلي شامل: تطبيع سعودي، يواكبه حلّ فلسطيني وفصل اشتباك لبناني كامل، ورؤية اقتصادية تنموية لكلّ المنطقة، بدءاً من الممرّ الهندي الأوروبي.

وهي الخطّة التي قيل إنّها فجّرت 7 أكتوبر تحديداً.

الآن تعود هي نفسها، متنافسة متسابقة بشكل ساخن، مع خطة تفجير المنطقة وجعلها برمّتها ضواحي بؤس وشقاء. الحزب تبلّغ. فسارع عبر إعلامه إلى التحوّط بطرح جزئية محدّدة: لا مزارع شبعا في الخطة. وهو يدرك أنّ هذا التفصيل هو للتضليل. فالمزارع مذكورة ضمن القرار 1701، ولو بشكل غير مباشر. والتفاوض قادر على ضمّها. ومشكلتها الحقيقية مع سوريا، قانوناً دولياً وحساباتٍ "دكنجيّة" أو استراتيجية. لكنّ مسارعة الحزب إلى إثارة مسألة المزارع مهمّة، كما يقول الغربيون. فهي إشارة إلى أمر من اثنين. إمّا إيهام ناسه بأنّ استلحاق المزارع كان من مكتسبات جبهته. وإمّا التمهيد لرفض المشروع برمّته.

ويضيفون: إذا كان المطلوب هو الاحتمال الأول، فقد يعطى له. لكن لا هدايا رئاسية، لعجز أيّ كان عن تقديمها، خارج تفاهم اللبنانيين، وخارج الصورة المطلوبة لرئيس المرحلة المقبلة. أمّا إذا هدف الحزب العرقلة، فنتيجتها الحرب. لا بل يعتقد هؤلاء أنّ هذا العرض لن يكون صالحاً بعد انتهاء مهمة غزة. أيّاً كانت نتائجها هناك. فإذا هُزم نتانياهو، فلن يقبل باستمرار وضع جنوب لبنان على ما هو عليه. وإذا ربح، فسيكون رفضه أعلى. أي أنّ حربه في لبنان ستكون حينها خطوة حتمية، بمعزل عن كلّ سرديات الانتصارات "المحوريّة"، على الطريقة الغوبلزيّة، كما يصفها الغربيون.

ماذا سيفعل الإيراني عندها؟

التقدير الأوّلي للغربيين أنّه في النهاية يبدو خامنئي بين خيارين: إمّا أن يوافق على مشروع بايدن، فينقذه وينقذ نفسه والمنطقة. وإمّا أن يتجرّع السمّ من يد قاتل سليماني نهاية هذه السنة. ما الذي قد يكذّب كلّ ذلك؟ الميدان وحده. وهو يبدو ثقيلاً جدّاً بنتائجه الدموية الهائلة

 

لبنان على سكة التفاوض: أرباح "الحزب" وخسائر معارضيه

منير الربيع/المدن/12 كانون الثاني/2024

في موازاة النقاش الدولي مع لبنان، لتلافي التصعيد في الجنوب والبحث عن صيغ ديبلوماسية تكرس اتفاقات.. بدأت الكواليس اللبنانية تضج بإمكانية حصول مقايضة ما بين أي اتفاق حول الحدود وإعادة الاستقرار، وبين إعادة تكوين السلطة السياسية في لبنان. هناك مخاوف كثيرة لدى العديد من المعارضين لحزب الله من أن تفضي هذه التسويات إلى تكريس معادلته في الداخل رئاسياً وسياسياً، بينما هناك وجهة نظر أخرى لا تزال تعارض هذا المنطق، وتعتبر أنه بعد كل التطورات التي حصلت، فإن الحزب لن يكون قادراً على الاستثمار بالربح السياسي في الداخل. أصحاب وجهة النظر هذه يعتبرون أن الولايات المتحدة الأميركية قد وصلت إلى قناعة بأنه لم يعد بالإمكان التعاطي مع إيران وفق منطق التنازلات، لأن كل تنازل تحصل عليه طهران وكل مكسب تحققه تذهب إلى المطالبة بالمزيد. وبالتالي، فإن مسألة توسيع الجبهات التي اعتمدتها لا بد أن ترتد عليها سلباً.

قبل غزة وبعدها

على وقع الاختلاف بين وجهات النظر، أصبح لبنان على سكة التفاوض، وسط تماه جديد بين موقف الحكومة اللبنانية وموقف حزب الله. ويبتدى ذلك من خلال اقتراح الحكومة اللبنانية الذي تم تقديمه إلى مجلس الأمن الدولي ضمن شكوى ضد الاعتداءات الإسرائيلية. وأهم ما في الرسالة هو الإشارات المتعددة حول إعادة ترتيب أوضاع جبهة الجنوب اللبناني، وتعزيز دور الجيش اللبناني، بالإضافة إلى وضع آلية لمعالجة وضع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا. وهي خريطة طريق لتعزيز القرار 1701، وبدء البحث بملف إنهاء المشاكل العالقة مع الاحتلال الإسرائيلي ومعالجة النقاط الـ13. عملياً، تتلاقى هذه الرسالة مع ما يطرحه هوكشتاين، بالإضافة إلى ربط إنهاء النزاع حول مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، بكل هذه الطروحات. لكن السؤال الأساسي هو إذا ما كان الاتفاق سيتحقق قبل وقف الحرب في غزة أم بعدها، الأكيد أن النقاش بدأ. بالنظر إلى غزة، فمن الواضح أن الإسرائيليين ماضون في عمليتهم العسكرية من دون أي تراجع. وهذا سيضع طهران أمام احتمال من اثنين. إما مواصلة العمليات العسكرية لمنع تحقيق ذلك، فيما لا يبدو أن طهران مستعدة لفتح حرب واسعة. والاحتمال الثاني هو خيار التفاوض على ملفات مختلفة بالمنطقة، بغض النظر عن مصير غزة.

لجم إيران؟

في هذا السياق، جاء العرض الأميركي إلى إيران بالتفاوض على تسوية حول ملفات المنطقة المختلفة. هنا أدرات إيران العملية بطريقة متقدمة، سواءً من جبهة جنوب لبنان أو البحر الأحمر، مروراً بعمليات الفصائل العراقية ضد أهداف أميركية، وصولاً إلى التلويح العراقي بمطالبة الأميركيين بالخروج من العراق. وتسعى طهران من وراء ذلك إلى استدراج التفاوض الأميركي وفق القواعد السابقة. وهي تريد تكريس دورها والاعتراف بنفوذها في البحر المتوسط، والبحر الأحمر، بالإضافة إلى تكريس نفوذها البرّي والسياسي في سوريا، العراق، لبنان واليمن. أمام هذه النظرة، يستمر النقاش بوجهة نظر أخرى، تفيد بأن الأميركيين سيكونون مجبرين على تغيير آلية التعاطي مع طهران، من خلال إعادة ضبط كل حلفائها في المنطقة وعدم منحها الانتصار الذي تريده، على قاعدة أن ما قام به الحوثيون في البحر الأحمر هو تجاوز للخطوط الحمر. وبالتالي، لا يمكن التساهل مع إيران. لكن لا مؤشرات على واقعية هذه الوجهة النظر، على الرغم من اعتقاد الكثيرين بأن تداعيات الحرب في غزة، وتأثير إيران وحلفائها في المنطقة، أفضت إلى قناعة أميركية بضرورة لجمهم إما بالتصعيد وإما بالتفاوض. ولذلك يعتبر هؤلاء أنه من الصعب جداً التفكير في أن ما بعد حرب غزة يمكن أن تنعكس ربحاً صافياً لحزب الله على المستوى السياسي. لأن الجانب الأساسي الذي ستنطوي عليه مفاوضات الترسيم هو تجزئة الساحات، وبالتالي، تفكيك مفهوم وحدة الجبهات وفصل المسارات عن بعضها.

وظيفة السلاح ومستقبله

أما لبنانياً، فإن مسار التفاوض سيكون على مراحل متعددة، فبعد حرب العام 2006، سارع بعض اللبنانيين نحو النقاش السياسي ووظيفة سلاح الحزب بموجب القرار 1701. الآن وقبل الدخول في الحديث عن حسابات الربح والخسارة في السياسة الداخلية، فإن ما بعد هذه المواجهات سيتجدد النقاش حول وظيفة سلاح الحزب. وهذا النقاش هو الذي سيلعب دوراً في كل المواضيع الأخرى، خصوصاً أن فتح النقاش هدفه إعاقة أي تسوية تصب في صالح الحزب أو محاولة لإفشال أي تسوية. في حال حصل الاتفاق الذي يعمل عليه هوكشتاين حول معالجة وضع الحدود الجنوبية، وربطه بإنجاز تسوية سياسية ورئاسية، سيكون الحزب قد تقاطع مع جملة مطالب أميركية وأوروبية. ولكن ذلك لن يحدث من دون حصول الحزب على ضمانات متعددة. وجزء من هذه الضمانات سيكون داخلياً. علماً أنه كان قد استبق الحزب كل هذه التطورات بالحديث عن ضمانة رئيس لا يطعن المقاومة في الظهر، وكذلك تكوين سلطة توفر الضمانات التي يحتاجها. وبالتالي، فإن أي اتفاق لا بد له أن يفضي إلى تسوية داخلية، تبدأ بانتخاب الرئيس وتشكيل الحكومة، بما يتلاقى مع مصالح الحزب، ربطاً بوضع خطة اقتصادية وكيفية إعادة ترتيب الوضع المالي. أما في حال الوصول إلى اللحظة الجدية وطرح استراتيجية دفاعية، فإنها ستقتضي دمج حزب الله كلواء مقاومة في الجيش اللبناني. كل هذه الأفكار مطروحة ومتداولة، لكنها لا تزال بحاجة إلى المزيد من النقاش والترتيبات.

 

لبنان ضحية حتى إنجاز صفقة مع طهران!

حنا صالح/الشرق الأوسط/11 كانون الثاني/2024

يتزايد كل يوم خطر امتداد حرب التوحش الصهيوني على غزة. على جدول أعمال العدو استهداف لبنان والقرار متخذ بشن عدوان واسع النطاق. يتحينون فرصة لتجاوز الموقف الأميركي الداعم عسكرياً ومالياً وسياسياً ويريد حصر الحرب في نطاق قطاع غزة لتقويض القدرات العسكرية لـ«حماس». لكن الضربات الجوية في العمق اللبناني (محيط صيدا) والعمليات الإجرامية الاستباقية مثل اغتيال صالح العاروري في الضاحية الجنوبية قلب معقل «حزب الله»، وقتل وسام الطويل، القيادي البارز في «الرضوان» قوات النخبة لـ«الحزب»، قد تدفع إلى انزلاق الوضع مع تتالي إحراج «حزب الله» لإخراجه!

في بداية الشهر الرابع على حرب الإبادة الجماعية على غزة، التزم «حزب الله» دعوة «الحرس الثوري» اعتبار «الصبر الاستراتيجي للمقاومة لن يخرج عن إطار العقلانية والمنطق ومتطلبات التغلب على محتلي فلسطين والقدس»... فيترجم حسن نصر الله الالتزام بأن «مقاومة إسرائيل تحتاج إلى استعدادات وإلى تدرج لا إلى ضربة قاضية»! في حين يضغط جنرالات الجيش الإسرائيلي، الساعين لترميم الردع، يبلغون رئاسة الأركان والقيادة السياسية بأنه «حان الوقت لتغيير سلم الأولويات والانتقال من التركيز على الجنوب إلى الشمال، وتغيير أهداف الحرب من معركة دفاعية محدودة إلى معركة فتاكة وتنفيذ هجومٍ محدود»! يتزامن ذلك مع ضغوطٍ أميركية بحثاً عن تسوية في الشمال، مع سياسة حذرة في البحر الأحمر حيال الميليشيات الحوثية لتجنب الحرب الواسعة: إنه عام الانتخابات وكل قرارات البيت الأبيض تصبّ في خدمة هذا الهدف، ويتضاعف هذا المنحى أمام ما آلت إليه الحرب على غزة والانقسام السياسي الحاد في إسرائيل!

يوم الخميس الرابع من الحالي أثرت في «الشرق الأوسط» ما وصفته بـ«مشروع خزي يجري التخطيط له بين طهران وعواصم غربية، يقضي بمقايضة الأمن للإسرائيليين مقابل تسليم دولي بالهيمنة الإيرانية المطلقة على لبنان... بجعله جائزة ترضية»! وبعد أيام أطلت «الأخبار» المقربة من «حزب الله» لتقدم «رواية اليوم التالي لبنانياً»، فتنسب أفكاراً إلى المستشار الرئاسي الأميركي لشؤون الطاقة عاموس هوكشتين تتضمن «معالجة الحدود البرية وتفعيل التسوية الرئاسية وعودة (توتال) للحفر في البلوكات 8 و9 و10»!

تستبعد الرواية الدور الإيراني المباشر، وتتحدث عن مسعى أميركي إلى «عقد صفقة» مع «حزب الله»؛ من أجل توفير «الضمانات الواضحة التي تريدها إسرائيل لجهة الأمن في مناطقها الشمالية»... وتكشف عن أن هوكشتين، يدير «اتصالات عبر وسيط لبناني ينقل الرسائل بينه وبين (حزب الله)»! بعض هذه الوقائع أكدها السفير الإيراني في دمشق الذي كشف عن تلقي بلاده «عرضاً أميركياً لتسوية بشأن المنطقة برمتها» قال: «أكدنا أن قرار حلفائنا مستقل ولا نقرر بدلاً عنهم» (...)؛ ما يعني أن واشنطن التي طوت مشروع الاتفاق النووي، ربما تكون في صدد بحث توافقات في الإقليم، وفق ما عبّر عنه الوزير أنتوني بلينكن بأنه يحمل «توافقاً إقليمياً» لما بعد الحرب.

في هذا التوقيت بدأ «حزب الله» يتحدث عن «بركات طوفان الأقصى على لبنان»، ورأى نصر الله فرصة جدية لتحرير ما تبقى من أراضٍ لبنانية محتلة! الأكيد أن تسوية النقاط الحدودية الـ13 ليست هي العقبة الكبرى، بينما وضع مزارع شبعا أكثر تعقيداً لارتباطها بسوريا والقرار الدولي 242. لكن القلق مقيم حيال عدم التوصل لوقفٍ للنار في غزة، مع مضي تل أبيب في حربها الإجرامية في خان يونس وعمليات «جراحية» في شمال القطاع ووسطه... واتساع تعدياتها على لبنان واستهدافاتها. إزاء كل ذلك بدا «الحزب» عالقاً في الوسط. متمسكا بـ«مشاغلة» العدو، و«توازن الردع» و«قواعد الاشتباك»، وهي عناوين لم يلتزمها العدو. ليس بوسعه وقف النار من جانب واحد لما له من سلبيات على مناصريه، ووحدها طهران تمتلك القرار الاستراتيجي لتحريك ترسانة الصواريخ الدقيقة البعيدة المدى من الأراضي السورية. ويعرف «الحزب» أنَّ العدو، مع انحياز الجمهور الإسرائيلي بقوة نحو الحرب، لا يمكن أن يترك له الحبل على غاربه، والخطر يحدق بالمستوطنات الشمالية... لذا؛ من غير الممكن الإبقاء على «ستاتيكو» ما قبل 7 أكتوبر (كانون الثاني) من دون التزام مندرجات القرار الدولي 1701، أي الانسحاب من منطقة عمليات القوات الدولية جنوب الليطاني!

في السياق، يستمر التصعيد الإسرائيلي وهو ينطلق من تقدير بأن محور الممانعة لا يريد الذهاب إلى حربٍ واسعة، وغزة مثال عن النتائج؛ ما يعني أن تطبيق هذا النموذج كما تلوح تل أبيب يهدد الأذرع الأخرى... كل ذلك لا يقلل من قدرة محور الممانعة على إلحاق خسائر كبيرة بدولة العدو، مع التسليم بأن ذلك لا يحرر أرضاً محتلة ولا يحمي الفلسطينيين ويعرّض لبنان لدمار شامل!

بعد كل «المشاغلة» والحفاظ على «توازن الردع» تبدو الأمور أكثر وضوحاً. لم يكن الهدف حماية الجنوب والجنوبيين، الجنوب متروك، وتم تهجير أهله والدمار في البلدات الحدودية يفوق ما لحقها في حرب عام 2006، أما «حزب الله» فتكبّد خسائر بشرية فادحة... وبالتأكيد لم تخفف «المشاغلة» من حجم التوحش الصهيوني ضد الغزاويين الذين يتعرضون لإبادة جماعية، بعد اقتلاعٍ ممنهج ودفع مئات الألوف باتجاه الحدود المصرية. في الوضع الراهن، كل لبنان ضحية، هناك استرهان الجنوب واللبنانيين لخدمة «الصفقة» التي يجري الحديث عنها: أمن الإسرائيليين وضمانات المستوطنات الشمالية، مقابل تشريع الهيمنة الإيرانية على البلد، عبر تغطية استئثار «حزب الله» بالسلطة، بما في ذلك تكريس الأمر الواقع بإدخال تعديلات على بنية اتفاق الطائف! فهل بالمستطاع إعادة استنساخ مرحلة تسليم لبنان لسوريا عام 1990 كمكافأة لنظام حافظ الأسد على دوره في حرب الخليج الأولى؟

 

حتى الحمام الزاجل وظّفوه!

مشعل السديري/الشرق الأوسط/11 كانون الثاني/2024

المخدرات، وما أدراكم ما المخدرات، إنها أسوأ وأخطر اكتشاف اكتشفه الإنسان، وهناك بلاد ابتليت بها إما بزراعتها وإما بتعاطيها وإما بتهريبها والمتاجرة بها، ومن البلاد التي اشتهرت بزراعتها، أفغانستان الإسلامية، فمثلاً: رفع استيلاء حركة «طالبان» على مقاليد الأمور داخل أفغانستان سعر الأفيون إلى 3 أضعاف عالمياً، حيث يُنتج 80 في المائة مما يستخدمه العالم من المادة المحرَّمة دينياً والممنوعة دولياً، وقادة «طالبان» الذين يسعون للحصول على قبول دوليّ بعد الاستيلاء على السلطة في أفغانستان، طلبوا من المزارعين التوقف عن زراعة الخشخاش، وهو ما تسبب في ارتفاع جنوني لأسعار الأفيون الخام في جميع أنحاء البلاد، وقالت إنها تضاعفت 3 مرات من نحو 70 دولاراً إلى نحو 200 دولار للكيلوغرام. المهم أن تلك المحاولات باءت للأسف بالفشل، فـ«طالبان» التي تحكم أفغانستان تضحّي بكل شيء من أجل الحصول على العملة الصعبة -كي تمشّي أمورها- فهم من ناحية يأمرون بالتوقف من زراعتها، ومن ناحية أخرى (...)! والدول المستهدَفة بذلك التهريب هي دول الخليج، التي سبقت، من دون مبالغة، جميع الدول العربية، في النجاح والتطور الحديث في جميع المجالات، وكانت لبنان قبل وكستها الأخيرة، الدولة الأولى في تصدير الفواكه إلى دول الخليج، إلى أن اكتشفوا بقدرة قادر أن المخدّرات التي كان بعضهم يحشوها بطون الفواكه بها، سعرها يفوق سعر الفواكه، بما لا يقل عن (ألف ضعف) عندها ضحّوا بالأخلاق. والآن، حيث إن هناك حدوداً بين سوريا والأردن (ضائعة فيها الطاسة) –بمعنى «كل من إيدو إلو»- لجأت عصابات تحاول تهريب المخدرات عبر الأردن، غير أن رجال الحدود الأردنيين الأشاوس يتصدون لهم بكل كفاءة، وأسروا منهم عشرات المهربين وصوَّروهم. وتجارة المخدرات التي بدأت تتحرك في هذه المنطقة، تديرها شبكة كبيرة، تبدأ من منطقة السيدة زينب قرب دمشق (مواقع سيطرة «حزب الله» وميليشيات موالية لإيران، وتصل إلى الحدود السورية الأردنية). ويقول أحد سكان البلدات السورية القريبة من الحدود مع الأردن، إن ما يحدث مع تغير الأحوال الجوية وبداية فصل الشتاء وتواتر الأجواء الضبابية، يمهّد لموسم عمليات التهريب –وجاك يا مهنّا ما تتمنّى. والمضحك أن بعض المهربين من جنوب العراق، لجأوا إلى وسيلة تهريب غير مسبوقة، إذ أتوا بسربٍ من الحمام الزاجل وحمّلوه بالحبوب المخدِّرة، وجاء فيما نقلت جريدة «الرأي» الكويتية أن رجال الجمارك تتبعوا حماماً زاجلاً قادماً من العراق، وبعد ضبطه اكتشفوا أن كل حمامة تحمل 178 حبة مخدّرة في حزام ملفوف حولها.

 

تهجير الفلسطينيين... هل يضمن أمن إسرائيل؟!

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/11 كانون الثاني/2024

مِن الساذج الاعتقاد بأنَّ طوفان الأقصى وأحداث غزة كانت بهدف إقامة منطقة خالية من السكان بسبب آبار غاز كبيرة تجاه شاطئ غزة. إلا أنَّه لا يمكن أن نغفلَ قضية التهجير السكاني.

من هنا عدم توقف كبار القادة الإسرائيليين، بمن في ذلك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، عن الحديث علناً عن التطهير العرقي لقطاع غزة. يتم تقديم مقترحاتهم كخطط هجرة طوعية، حيث تلعب إسرائيل دور السامري الصالح، وتتوسط «بلا أنانية» مع الحكومات الأجنبية (تشاد نَفَت، ورواندا) للعثور على منازل جديدة للفلسطينيين المعوزين واليائسين. لكنه التطهير العرقي رغم كل ذلك. انطلقت أجراس الإنذار في الرنين، في أوائل نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عندما صار وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن وغيره من السياسيين الغربيين يصرون على أنَّه لا يمكن أن يكون هناك «تشريد قسري للفلسطينيين من غزة».بدلاً من رفض أي إزالة جماعية للفلسطينيين، اعترض بلينكن وزملاؤه فقط على الطرد تحت تهديد السلاح، ثم ترك خيار النزوح «الطوعي»، من خلال حصار سكان قطاع غزة، أي التطهير العرقي أو «النقل»، كما هو معروف، وتركهم دون أي خيار سوى المغادرة. المفهوم الإسرائيلي له تاريخ طويل يعود إلى بدايات أواخر القرن التاسع عشر للحركة الصهيونية، عندما تبنى الصهاينة الأوائل شعار «أرض دون شعب لشعب دون أرض»؛ إذ توضح الأدلة أنه منذ البداية، كان قادتهم يعرفون بشكل أفضل. أكثر من ذلك، فهموا بوضوح أن الفلسطينيين شكَّلوا العقبة الرئيسية أمام إنشاء دولة يهودية في فلسطين.

هذا لسبب بسيط، هو أن «الدولة اليهودية» تشير بالنسبة إليهم إلى دولة يكتسب فيها سكانها اليهود التفوق الديموغرافي والإقليمي والسياسي من دون منازع ويحافظون عليه.هنا يدخل مفهوم «النقل». في وقت مبكر من عام 1895، حدد ثيودور هرتزل، مؤسس الحركة الصهيونية المعاصرة، ضرورة إزالة سكان فلسطين بالشروط التالية:

سنحاول استغلال وضع السكان المفلسين عبر الحدود، من خلال توفير فرص العمل لهم في بلدان العبور، مع حرمانهم من أي عمل في بلدنا. يجب أن يتم نزع الملكية وإبعاد الفقراء «بسرية وحذر». كان ديفيد بن غوريون، رئيس اللجنة التنفيذية للوكالة اليهودية لفلسطين، وبعد ذلك أول رئيس وزراء لإسرائيل، أكثر فظاظة. في رسالة عام 1937 إلى ابنه، كتب: «يجب أن نطرد العرب ونأخذ مكانهم». وكتب يوسف فايتس في مذكراته، عام 1940، وهو مسؤول كبير في الصندوق الوطني اليهودي ترأس لجنة النقل المؤثرة قبل وأثناء النكبة، وأصبح يُعرف باسم مهندس النقل، التالي:

«الحل الوحيد هو أرض إسرائيل الخالية من العرب. لا يوجد مجال هنا للتسوية. يجب نقلهم جميعاً. لا يمكن أن تبقى قرية واحدة، ولا قبيلة واحدة. فقط من خلال هذا النقل للعرب الذين يعيشون في أرض إسرائيل سيأتي الفداء». يشير ما تقدم إلى أن القيادة العليا للحركة الصهيونية عدّت باستمرار التطهير العرقي لفلسطين هدفاً وأولوية.

مبادرات مثل لجنة النقل، و«خطة داليت» (خطة عسكرية محكمة وضعتها قيادة «الهاغاناه» برئاسة ديفيد بن غوريون، وأساسها السيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي الفلسطينية بالقوة خلال حرب 1948)، التي صيغت لأول مرة في عام 1944 ووصفها المؤرخ الفلسطيني البارز وليد الخالدي بأنها «الخطة الرئيسية لغزو فلسطين»، تظهر بالإضافة إلى ذلك الحركة الصهيونية المخطَّط لها بنشاط. لذلك، كما يقول محدثي المؤرخ الغربي، ينبغي النظر إلى نكبة عام 1948، التي تم خلالها تطهير أكثر من أربعة أخماس الفلسطينيين المقيمين في الأراضي التي خضعت للحكم الإسرائيلي عرقياً، على أنها تحقيق طموح طويل الأمد وتنفيذ سياسة رئيسية. كان هذا نتاج التصميم، وليس الحرب. في عام 1967، استولت إسرائيل على 22 في المائة المتبقية من فلسطين الانتدابية - الضفة الغربية (بما في ذلك القدس الشرقية) وقطاع غزة. عمل تفريغ السكان في هذه المناطق بشكل مختلف عما كان عليه في عام 1948؛ ذلك أن إسرائيل، بالإضافة إلى حظر عودة الفلسطينيين الذين فروا من الأعمال العدائية خلال حرب يونيو (حزيران) 1967، شجعت الآخرين على المغادرة (على سبيل المثال من خلال توفير خدمة حافلات يومية من مدينة غزة إلى جسر اللنبي الذي يربط الضفة الغربية بالأردن). خلال صيف عام 1967، أُجري تعداد سكاني؛ أي مقيم لم يكن حاضراً أثناء التعداد أصبح غير مؤهل للحصول على وثيقة هوية إسرائيلية، وفَقَد تلقائياً حقه في الإقامة.

ونتيجة لذلك، انخفض عدد سكان هذه المناطق بأكثر من 20 في المائة بين عشية وضحاها. مع إعطاء العديد من السكان دقائق فقط لإخلاء منازلهم، قُتِل العديد منهم، عندما ذهبت الجرافات إلى العمل، وفقاً لإيتان بن موشيه، وهو مهندس أشرف على الفظائع، قال: «لقد ألقينا حطام المنازل مع الجثث». في السنوات اللاحقة، استخدمت إسرائيل جميع أنواع الخدع الإدارية لزيادة تقليل عدد السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.

حتى «اتفاقات أوسلو» لعام 1993، على سبيل المثال، كان مطلوباً الحصول على تصريح خروج من الحكومة العسكرية الإسرائيلية لمغادرة الأراضي المحتلة. كان صالحاً لمدة 3 سنوات فقط، وبعد ذلك يكون قابلاً للتجديد سنوياً لمدة أقصاها 3 سنوات إضافية في قنصلية إسرائيلية.

مع التركيز في السنوات الأخيرة على حملات التطهير العرقي المكثفة في الضفة الغربية، غالباً ما يُنسى أنه على مدى عقود كان الهدف الرئيسي لهجرة السكان هو قطاع غزة، خصوصاً اللاجئين الذين يمثلون ما يقرب من ثلاثة أرباع سكان القطاع. حتى قبل احتلالها لغزة في عام 1967، عززت إسرائيل بانتظام مبادرات لتحقيق «تخفيف» سكانها اللاجئين، مع وجهات بعيدة مثل ليبيا والعراق. ليس من دون سبب، شعر قادة إسرائيل بعدم الارتياح لوجود كثير من الفلسطينيين الذين تم تطهيرهم عرقياً على مسافة قريبة من منازلهم السابقة. بعد عام 1967، شجعت الهجرة الفلسطينية من قطاع غزة ليس فقط إلى البلدان الأجنبية، ولكن أيضاً إلى الضفة الغربية. اكتسب الطرد الجماعي نصيبه من الأتباع أيضاً، وهو موقف ممثل اليوم داخل الحكومة الائتلافية الإسرائيلية. كما هو الحال مع فكرة أن «النقل» يجب أن يشمل المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل. على هذه الخلفية، رأت إسرائيل أن هجمات 7 أكتوبر (تشرين الأول) لم تكن تهديداً فحسب، بل فرصة أيضاً، محصَّنة بدعم أميركي وأوروبي غير مشروط، لذا بدأ القادة السياسيون والعسكريون الإسرائيليون على الفور في الترويج لنقل السكان الفلسطينيين في غزة إلى صحراء سيناء. وقد تبنَّت الولايات المتحدة الاقتراح بحماس، وعلى وجه الخصوص أنطوني بلينكن.

لم يكن لديه أدنى فكرة عن أن اقتراحه غير اللائق سيتم رفضه بشكل قاطع، أولاً وقبل كل شيء من قبل مصر. إن الموقف التراجعي هو معارضة «الإزاحة الإجبارية»، بعبارة أخرى، إذا كان الفلسطينيون اليائسون يسعون إلى الفرار من هذه الدائرة السابعة من الجحيم لإنقاذ جلودهم، فإن ذلك يُعدّ هجرة طوعية... هذا خيار طوعي سيتم احترامه! ذكرت افتتاحية في صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية في 27 ديسمبر (كانون الأول): «يواصل المشرعون الإسرائيليون الضغط من أجل النقل تحت ستار المساعدات الإنسانية». في حين أنَّ التطهير العرقي كان جوهرياً للآيديولوجية والممارسة الصهيونية/ الإسرائيلية منذ البداية، إلا أن له أيضاً جانباً آخر: وسع طرد الفلسطينيين عام 1948 ما كان صراعاً بين الحركة الصهيونية والفلسطينيين، وحوله إلى صراع إقليمي عربي - إسرائيلي. وبالمثل، تبدو النكبة الثانية التي تلحقها إسرائيل حالياً بقطاع غزة في طريقها إلى التحريض على تجديد الأعمال العدائية في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

لم تهزم نكبة عام 1948 الفلسطينيين الذين بدأوا نضالهم من معسكرات المنفى، وأبرزهم في قطاع غزة. ولن تختلف هذه النكبة الجديدة عن سابقتها إلا بتلقي بلينكن صدمة. الغريب أنها صدمته.

 

لبنان بلدٌ للحريات... حتى لساحات الموت

موقع الشفافية/الدكتور داود الصايغ/11 كانون الثاني/2024

أدخل محور الممانعة لبنان ضمن مفهوم وحدة الساحات، محملا إياه أوزار الحروب الاقليمية، والنكبات، محولا إياه لساحة موت جماعية.

كانت بيروت رحبة حتى لساحات الموت. هكذا فهم البعض حرّياتها. كلّ شيء فيها مباحٌ ومُستباح، إلى حدّ فرض إدخالها في "وحدة الساحات" التي قضى مهندسها، ويا لسخرية القدر في غير الساحة التي تمناها.

العواصم العربية الأخرى أقفلت أبوابها وفتحت زنزاناتها. وزنّرت كياناتها بالحديد والنار، ولا تزال. ولكن الدخول في مجال المسؤوليات التي رافقت المآسي الفلسطينية في لبنان منذ "النكبة" عام ١٩٤٨ وحتى اليوم فات أوانه. على أن سؤالًا يتبادر إلى الذهن: مهندس وحدة الساحات قضى في ساحة لبنان ودُفن فيها. لماذا؟ من أذن لهذا المناضل الفلسطيني أن يُدخل لبنان في ساحات نضاله؟ هل لأن أحدًا لم يقف في طريقه، وأن حلفاء له لاقوه في منتصف الطريق إياها وفق حساباتٍ لم يكن لبنان ومصلحته فيها. أم لأنه لم تكن هنالك سلطة قادرة ورادعة وواعية للتطورات منذ حرب ١٩٦٧ وحتى اليوم تحمي لبنان من المتلاعبين بأمنه. وهنا عمق المأساة وجوهر المشكلة.

فما سُميَ بوحدة الساحات تمّ الإعداد له منذ سنوات. فصالح العاروري لَحِقَ بقافلةٍ طويلة تمّ ترداد أصحاب أسمائها من كمال عدوان وكمال ناصر وأبو يوسف النجّار قياديي حركة فتح الذين قضوا في شهر نيسان ١٩٧٣ في شارع فردان ببيروت، إثر عمليةٍ نفّذها عملاءٌ إسرائيليون قدموا من البحر. فكانت أزمةٌ كبيرة، في تقصير الداخل المفضوح من جهة الذي أدّى إلى استقالة حكومة الرئيس صائب سلام وفي عودة التوتّر مع منظّمة التحرير من جهةٍ ثانية التي قادت إلى توقيع اتّفاقٍ ثانٍ عُرف باتّفاقية "ملكرت" في أيار ١٩٧٣. وبعد ذلك بسنتَين تفجرّت الحروب اللبنانية التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه اليوم.

وكان الكاتب الفلسطيني المعروف غسّان كنفاني قد اغتيل بسيارةٍ مفخّخة قبل سنة من ذلك في محلّة مار تقلا. يا للغرابة! أي عاصمةٍ عربية غير بيروت تحمل شوارعها مثل هذه الأسماء التي تُشير إلى الخصوصية اللبنانية، يقضي فيها قادة المنظّمات الفلسطينية؟ إنها من ريادة لبنان ومن فرادته، ولكن من أبوابه غير المحروسة، التي تسلّل عبرها صاحب كلّ قضية، فإذا بالفصائل الفلسطينية كلّها ممثّلة في لبنان، في لبنان حاليًا، داخل المخيمات وخارجها، لا لشيء سوى لأن حرّيات لبنان المعروفة بالنسبة إلى العرب والعالم، تحوّلت في بعض الزمان إلى استغلالٍ معلن.

نقول ذلك لأن الفلسطينيين يعرفون أكثر من غيرهم أن إسرائيل تكنّ للبنان عداءً خاصًا. إنها تكره حرّياته وتميّزه واختلاطه الطائفي. كونه نقيضها، مذ أدرك ذلك المفكّرون اللبنانيون المؤسِّـسون في البدء، على نحو ما تكرّر قوله في هذه الصفحات. ولعلها كانت تفضّل ولا تزال التعامل مع أنظمةٍ عربية متجانسة بشريًا ولو متشدّدة حيث لا كلام إلّا للحاكم الفرد. وليس مثل لبنان المختلف والحائر في رأيها والمشرّع الأبواب. وإلّا ماذا يبرّر تدميره سابقًا والتهديد بإعادته إلى العصر الحجري على نحو ما يهدّد قادتها حاليًا. وهذا ما يُدركه القادة الفلسطينيون جيدًا.

ولم يكن هنالك حتى الآن، حتى هذه الساعات الحرجة بالذات، من يقول لهؤلاء ولحلفائهم في لبنان: انتبهوا أيها الإخوة إذا كنتم إخوة. مصلحة لبنان تعلو على مصالحكم وإن كانت محقّة فأنتم في ضيافته. فهو كان ولا يزال رئتكم الوحيدة للتنفّس في الشرق، فانهلوا من هذا الهواء المنعش القادم من أعماق التاريخ ولا تلقوا أحجاركم في الينابيع الدافقة بالخير والسنى. وقارنوا بين وجودكم فيه ووجود زملائكم في سجون أخوتكم الآخرين تمامًا مثل سجون العدو.

الآن فات وقت محاسبة الفلسطينيين الذين دفع لبنان في سبيل قضيتهم أثمان حروب السنوات الأولى ما بين ١٩٧٥ و١٩٨٢، تاريخ فرض مغادرتهم لبنان، والذين كانوا في وسط هذه الحروب. فات أوان محاسبتهم، وسؤالهم عن عودة نشاطهم، لأن هنالك فريقًا لبنانيًا بات يتحمّل المسؤولية عنهم وإلى جانبهم، ولو لمصالح أخرى. وهي الحسابات الإيرانية، وقد دفع شبابه بالأمس القريب واليوم في سوريا وفي لبنان أثمان مئات الدماء الشابة لحساباتٍ ليس أكيدًا أنها تُبذل لمصلحة لبنان. مع اعتراف الجميع بأفضال التحرير عام ٢٠٠٠.

ولكن أين نحن الآن من حوالي ربع القرن الماضي، ولبنان واقفٌ، مسمّرٌ في دولته ومؤسّساته وأزماته وأهوال انفجار مرفأ عاصمته، وملايين النازحين السوريين، على ما تُقرّره تلك المصلحة غير العربية بأبسط الأوصاف وهي الحالة الإيرانية.

أين نحن الآن والحكومة تُصرّف الأعمال منذ أكثر من سنة ورئيسها أعلن بكلّ وضوح أن لا قدرة للدولة أن تقرّر في شأن الحرب والسلم. وأن الأصدقاء الفاعلين في العالم مثل أميركا وفرنسا يكتفون ببذل الجهود الدبلوماسية من أجل عدم توسّع الحرب نحو لبنان.

فلسطين كانت في الحسبان منذ البدء لعوامل معروفة. وكانت بيروت منبر قضية العرب الأولى ومنطلق كلمتها. ولكن إيران لم تكن أبدًا في الحسبان، فكيف صارت هي الحسبان، متقدّمةً على القضية الفلسطينية. فباتت تقام في لبنان احتفالات وأنصبة لقادة إيرانيين مثل قاسم سليماني الذي اغتالته القوّات الأميركية في بغداد. وحدة الساحات هذه؟ قائدٌ إيراني مع قائدٍ فلسطيني يقام لهما في الوقت ذاته وفي اليوم ذاته مآتم واحتفالات في لبنان. لماذا لبنان.

لم تكن إيران في الحسبان. إنها كانت في عالمٍ آخر. في الحضور الفاعل في المنطقة والعالم مع خامس أكبر جيشٍ، مع الشاه محمد رضى بهلوي الذي كان يحطّ في مطار بيروت في طريقه إلى طهران، وفي احتفالات برسيبوليس المبهرة في خريف ١٩٧١ بمناسبة ما سُمّيَ بمرور ألفان وخمسمئة عام على تأسيس الإمبراطورية الفارسية، والتي كانت بمثابة الوداع المبكر لهذه الإمبراطورية حليفة الغرب الذي خذل الشاه عندما رفضت أميركا جيمي كارتر استقباله بعد سقوطه، وهو حليفها الأول، فبَقيَ زمنًا مريضًا تائهًا بين البلدان إلى أن استقبله الرئيس المصري أنور السادات وأقام له لدى وفاته جنازةً إمبراطوريةً في ٢٧ تموز ١٩٨٠.

حينذاك لعبت الأقدار لعبتها الحاسمة. فانتقلت إيران من زمنٍ إلى زمن. وانتقلت معها منطقة الشرق الأوسط من حالٍ إلى حال. ولعل السؤال يبدو ساذجًا بعد حوالي خمسةٍ وأربعين عامًا حين نقول إذا كانت تلك هي التطورات فكيف حضرت إيران إلى لبنان وأصبحت مقررة في شؤونه، في مختلف شؤونه الداخلية والإقليمية، إلى حدّ تعريضه لمختلف الأخطار خدمةً لمصالحها، وسط انكفاءٍ عربي وتخلٍّ عن بلدٍ عربي مؤسّـس للجامعة العربية وصاحب أغنى الأفضال على العروبة. كيف حصل ذلك. فما الذي جرى حتى دخل لبنان بصورة تدريجية خلال العقد الأخير من القرن الماضي في "الحقبة الإيرانية" على ما يصفها بعض أصحاب الرأي. الحقبة الإيرانية؟ كيف ولماذا؟

إيران حضرت. ولكن لماذا هذا الهدوء العربي كما ذكرت جريدة لوموند في عددها الصادر في ٢٧ الشهر الفائت. هدوء أم ارتباك أم حسابات مصالح. فالقضية الفلسطينية ما عادت الهمّ العربي الأول. ولذا من حق اللبنانيين أن يسألوا: لماذا نحن، البلد العربي المميز، المنفتح، النموذج، القدوة، الذي أحبّه العرب عليه أن يدفع الأثمان. خدمةً لمن، إذا كان ذلك لفلسطين فقد دفعنا أكثر بكثير مما هو متوجب. أما إذا كان لإيران فهنا لا بد من التوقف قليلًا، لأننا ندخل في عمق الأزمة اللبنانية الحالية من مختلف جوانبها:

في آخر صيف ١٩٧٠ وقعت ثلاثة أحداثٍ كُبرى حوّلت مصير لبنان وهي وفاة الرئيس جمال عبد الناصر في ٢٨ أيلول، ووفاة الجنرال شارل ديغول في ٩ تشرين الثاني وهما كانا الصديقين الحاميين للبنان، بما يمثلان شخصيًا وبما تُمثله بلادهما. ولكن في الفترة نفسها وصل الرئيس حافظ الأسد إلى رأس السلطة في دمشق. فقد كان للأشخاص الثلاثة هؤلاء، في الغياب وفي الحضور تأثير بالغ الأهمية على كلّ ما جرى في لبنان بعد ذلك.

وكان لوصول حافظ الأسد من تأثيرٍ مباشر فيما بعد إن في حرب ١٩٧٣ وإن في الدخول العسكري السوري إلى لبنان بناءً على التسهيل الأميركي المعروف عام ١٩٧٦ كما سبق وذُكر، وإن بخاصةٍ من إقامة ذلك المحور، الذي أُدخل لبنان فيه مع إيران حليفة ذلك النظام خلافًا لكل مراحل التاريخ اللبناني الحديث في الابتعاد عن الأحلاف. وهكذا في مطلع سنة ٢٠٢٤، بعد أربعة وخمسين عامًا على تلك الأحداث المصيرية في أيلول ١٩٧٠، وجدَ اللبنانيون أنفسهم أمام واقعٍ ترفضه غالبيتهم الساحقة: الغرب في انكفاء إلا فيما يعود إلى الحؤول دون توسع المواجهة مع إسرائيل، العرب في حالة انكفاءٍ تام عن لبنان وهم يتحملون بالتأكيد مسؤولية التضامن مع بلدٍ عربي تركوه لصراعات الآخرين. الأولوية المطلقة تكمن في حلٍ وحيد وهو إعادة تكوين السلطة، بالشرعية الدستورية التي قام عليها لبنان أصلًا وهي الخطوة الوحيدة على طريق حماية لبنان. دولةٌ ضمن دولة كانت حالةً لم ينتج عنها سوى الأضرار، تمامًا مثل زمن الوصاية. السلاح خارج الدولة لا يُنتج دولة. شعبٌ وجيشٌ ومقاومة كان شعارًا قاد إلى الخراب. إيران دولةٌ غريبة مهما فعلت. والذين قضوا في سبيل تحرير لبنان من الاحتلال الإسرائيلي عام ٢٠٠٠ هم شهداء لبنانيون.

للصداقة مع لبنان شروط. فالصداقة شيء ومدّ النفوذ العقائدي شيء آخر. فلبنان ليس في عقيدة أحد ولا في مشروع أحد ولا في أطماعه. وهذا ما أدركه السوريون جيدًا. فلماذا لا يتّعظ الإيرانيون. وقبل الإيرانيين متى تُفتح بصائر بعض اللبنانيين على الواقع، أقلّه واقع الربح والخسارة. فما من أحدٍ يربح في لبنان سوى لبنان، وجميع الباقين خاسرون. هكذا علّم التاريخ منذ البدء وكلّ شيءٍ قيل في البدء.

https://www.transparency.news/news/322051

 

لبنان: فرصة دبلوماسية أخيرة قبل الحرب؟

علي حمادة/سكاي نيوز عربية/11 كانون الثاني/2024

في ما يشبه سباقا محموما بين الدبلوماسية والحرب، تكثفت في الآونة الأخيرة الجهود الدبلوماسية الدولية حول الوضع المتفجر على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية. والسبب أن لبنان وإسرائيل يقفان على حافة حرب واسعة قد تندلع في أي وقت، وتؤدي إلى مضاعفات كبيرة وخطيرة.

فـ"حزب الله" الذي استهل مسلسل المناوشات الحدودية مع إسرائيل في اليوم الذي تلا عملية " طوفان الأقصى" يرفض أن يوقف إطلاق النار، فيما تعتبر إسرائيل أن استمرار المناوشات التي تحولت في الأسابيع الأخيرة إلى حرب استنزاف على الحدود الشمالية لم تعد مقبولة. ومن هنا ارتفعت مخاطر نشوب حرب على الجبهة الشمالية لإسرائيل. ووصل الأمر إلى حد القول إن العد العكسي للحرب بدأ.

وتعود خطورة أي حرب قد تنشب بين إسرائيل و"حزب الله" إلى عاملين: الأول أن إسرائيل تعتبر منذ السابع من أكتوبر الماضي أنها تخوض حرب وجود لا حرب حدود. ولذلك ستخوض حربا طاحنة في ضوء صدمة عملية "طوفان الأقصى"، لا سيما أنها تدرك أن "حزب الله" قد يكون مستقبلا في صدد التحضير لعملية مماثلة لاختراق الحدود الشمالية لإسرائيل والتوغل في الجليل الأعلى. ولذلك فإن الحرب إذا ما نشبت ستضعها إسرائيل تحت عنوان "لا لغزة أخرى"!

أما العامل الآخر فمتعلق بـ"حزب الله" الذي يمتلك قدرات عسكرية تفوق ما تمتلكه حركة حماس والفصائل الفلسطينية في غزة أضعافا مضاعفة. وهو قادر على إلحاق أذى كبيرا بإسرائيل. وهو مصمم على خوض حرب استنزاف ضد إسرائيل بداعي أنه يطبق نظرية "وحدة الساحات" ويخفف الضغط على حركة حماس في قطاع غزة.

لكن الحزب المذكور يحاذر الحرب الشاملة، وفي توقيت ملائم قد يؤثر ترجمة قوته وقدرته على الإيذاء إلى مكاسب سياسية في معادلة السلطة في لبنان استنادا إلى زعم أنه وحده يملك القدرة على "حماية لبنان" من إسرائيل ويتصرف كطرف مسؤول لا يتهور!

أما الواقع فيشير إلى أن التصعيد على الحدود بين إسرائيل و"حزب الله" بلغ الذروة، إلى حد أن الحديث عن حتمية اندلاع الحرب بات يسود كل المحادثات الدبلوماسية التي تشهدها بيروت منذ مطلع العام الحالي.

فزيارات المبعوثين الدوليين، وآخرهم وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، ومستشار شؤون الطاقة في البيت الأبيض آموس هوكستين تركز جل الجهد على منع الحرب بأسلوبين مختلفين ومتكاملين في آن معا.

بالنسبة إلى وزيرة خارجية ألمانيا، فقد ركزت في لقاءاتها مع المسؤولين اللبنانيين الذين عادة ما يطلب إليهم أن يوصلوا الرسائل إلى من يعنيهم الأمر أثارت مسألة العواقب الوخيمة على لبنان في حال نشوب حرب وطرحت أفكارا حول خفض التوتر التدريجي بين "حزب الله" وإسرائيل، وصولا إلى إعادة إحياء دور قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب اللبناني "اليونيفيل" التي قام "حزب الله" بعرقلة كل تحركاتها على مدى الأعوام الماضية.

والأفكار الألمانية لا تختلف كثيرا عن الأفكار التي طرحتها وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا في زيارتها الأخيرة إلى لبنان، حيث كان الهم هو العودة إلى القرار 1701 وتطبيقه بحذافيره من قبل لبنان وإسرائيل بمعنى آخر أن ينسحب "حزب لله" عسكريا من الجنوب اللبناني بشكل كامل، وأن تمتنع إسرائيل عن أية خروقات للقرار.

من جهته يحمل الموفد الأميركي إلى بيروت حلولا أوسع تهدف إلى حل الأزمة بشكل نهائي. والفكرة الأميركية تقضي بنزع فتيل الاحتكاكات بين الطرفين، من خلال استكمال ترسيم الحدود البرية (أسوة بالحدود البحرية) بين لبنان وإسرائيل، بحيث تنتفي كل الذرائع لقيام "حزب الله" بعمليات ضد إسرائيل تحت عنوان "تحرير الأراضي اللبنانية". لكن دون هذا المسعى الأميركي حقيقة أن ترسيم الحدود البرية لن يطول منطقة مزارع شبعا التي ترفض إسرائيل أن تخليها. فضلا عن أن "حزب الله" يربط وقف إطلاق النار بوقف الحرب في غزة. والأمران شديدا التعقيد.

من هنا يمكن أن يفهم المراقب لغة الوجوم المسيطرة على وجوه المسؤولين اللبنانيين وفي مقدمهم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. فهم يعرفون أن القرار ليس بيد الحكومة والمؤسسات الشرعية في البلاد. ويعرفون أيضا أن كل المقترحات المطروحة على الطاولة تبقى رهينة بيد قوة مسلحة تضبط ساعتها على توقيت غير لبناني!

 

هل قطر التي بنت إمبراطورية حماس الإرهابية وسيط نزيه؟

بسام طويل/ معهد جيتستون/ 11 كانون الثاني 2024

https://eliasbejjaninews.com/archives/126082/126082/

ترجمة موقع غوغل

إذا كان حاكم قطر يريد حقاً إنهاء ملحمة الرهائن، فكل ما عليه فعله هو إصدار إنذار نهائي لحماس بأنه إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن خلال 48 ساعة، على سبيل المثال، فسوف يقوم بطرد جميع قادة حماس الذين ما زالوا في قطر. ووقف التمويل وتقديم الدعم السياسي للجماعة. من غير المعروف أن الحكام المستبدين العرب يرحمون أولئك الذين يتحدونهم.

ويبدو أن قطر لا تشعر بأنها تتعرض لأي ضغط من إدارة بايدن لإنهاء محنة الرهائن.

إذا أطلقت حماس سراح الرهائن وألقت أسلحتها، فإن الحرب ستنتهي غدا. ومع ذلك، مع تعامل بايدن وبلينكن مع كل من إيران ورعاة حماس في قطر بحذر، ليس لدى الدوحة وطهران أي سبب على الإطلاق لوقف ذلك. من الواضح أن إدارة بايدن تواصل التظاهر بأن قطر، الدولة الخليجية التي تمول وترعى حماس، هي وسيط نزيه في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. قطر، بالإضافة إلى مليارات الدولارات التي تصبها على حماس، لا تزال تستضيف العديد من قادة حماس، الجماعة الإرهابية الإسلامية الفلسطينية، التي قام أعضاؤها، في 7 أكتوبر 2023، بقطع رؤوس واغتصاب وتعذيب وإحراق أكثر من 1200 أحياء. وخطف إسرائيليون مئات آخرين.

ليست قطر بعيدة كل البعد عن كونها وسيطا محايدا فحسب، بل إنها منحازة بشكل كبير لصالح حماس وغيرها من الجماعات الإرهابية الإسلامية، بما في ذلك حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، والميليشيات الشيعية في العراق وسوريا.

لطالما كانت قناة الجزيرة التلفزيونية القطرية الناطقة بالعربية بمثابة منصة مركزية للترويج النشط لرسائل حماس وغيرها من وكلاء الإرهاب الإيرانيين في الشرق الأوسط.

وبالإضافة إلى ذلك، رفضت قناة الجزيرة بث مقابلات مع الفلسطينيين في قطاع غزة الذين ينتقدون حماس. وفي إحدى الحالات، قاطع مراسل الجزيرة في قطاع غزة مقابلة حية مع فلسطيني جريح كان يشتكي من أن إرهابيي حماس يختبئون بين المدنيين "بدلاً من أن يختبئوا في أنفاقهم".

في 7 يناير/كانون الثاني، أي بعد ثلاثة أشهر بالضبط من الفظائع التي ارتكبتها حماس، زار وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قطر، حيث قال إنه "ناقش الجهود الجارية لتوفير حماية أفضل للمدنيين في غزة ولإيصال المزيد من المساعدات الإنسانية إليهم، وإخراج ما تبقى من غزة". الرهائن [الإسرائيليون] يخرجون ويعودون إلى منازلهم مع أحبائهم".

وأضاف بلينكن أن قطر "كان لها دور فعال في المفاوضات التي أدت إلى إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة في وقت واحد، بما في ذلك مواطنين أمريكيين".

من ناحية أخرى، قال رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع بلينكن: "هدفنا الرئيسي هو وقف هذه الحرب [بين إسرائيل وحماس] وتجنب تصعيد أكبر في المنطقة". ونعتقد أن الحل هو وقف هذه الحرب في غزة".

هل كان يقصد قبل أن يُقتل المزيد من عملائه؟

قبل لقائه مع بلينكن في الدوحة، ورد أن رئيس الوزراء القطري أخبر أفراد عائلات ستة رهائن أمريكيين وإسرائيليين أن مقتل المسؤول الكبير في حماس صالح العاروري في بيروت في 2 يناير/كانون الثاني جعل الجهود المبذولة لتأمين صفقة جديدة أكثر صعوبة. .

أم أن هذه مجرد الذريعة الأكثر ملاءمة في متناول اليد؟

وكان العاروري، أحد مؤسسي الجناح العسكري لحركة حماس، مسؤولاً عن العديد من الهجمات الإرهابية ضد الإسرائيليين على مدى العقد الماضي ــ لدرجة أن الولايات المتحدة عرضت مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقاله.

منذ هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، تحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن وغيره من كبار المسؤولين الأمريكيين مع حاكم قطر، تميم بن حمد آل ثاني، وغيره من كبار المسؤولين في الدولة الخليجية حول الحاجة إلى تأمين إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين. من قبل حركة حماس في قطاع غزة.

وقد أثبتت سياسة إدارة بايدن في التوسل إلى قطر حتى الآن نجاحاً جزئياً: ففي أكتوبر/تشرين الأول، أطلقت حماس سراح أكثر من 100 رهينة. ومع ذلك، لا يزال ما لا يقل عن 136 رهينة، بما في ذلك الأطفال والنساء والمسنين، محتجزين لدى حماس، ولا يزال معظم قادتها يقيمون في قطر على الرغم من التقارير التي تفيد بأن بعضهم فروا واختبأوا بعد أن أعلن الموساد الإسرائيلي عن احتجازهم. مسؤول. هذا الأسبوع فقط ظهر إسماعيل هنية على شاشة التلفزيون من الدوحة.

ويتظاهر القطريون الآن بأنهم لا يملكون ما يكفي من النفوذ على حماس بسبب الاغتيال الإسرائيلي المزعوم للعاروري.

ترتكب إدارة بايدن خطأً فادحاً بالتعامل مع قطر كوسيط نزيه. قطر هي حماس وحماس هي قطر. وبدون الدعم السياسي والمالي من قطر، لم تكن حماس لتتمكن من النمو والبقاء في السلطة طوال الأعوام السبعة عشر الماضية.

ويبدو أن مسؤولي إدارة بايدن لا يريدون أن يعرفوا أن التحدث مع قطر هو بمثابة التحدث مع حماس وحزب الله والحوثيين.

إذا كان حاكم قطر يريد حقاً إنهاء ملحمة الرهائن، فكل ما عليه فعله هو إصدار إنذار نهائي لحماس بأنه إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن خلال 48 ساعة، على سبيل المثال، فسوف يقوم بطرد جميع قادة حماس الذين ما زالوا في قطر. ووقف التمويل وتقديم الدعم السياسي للجماعة. من غير المعروف أن الحكام المستبدين العرب يرحمون أولئك الذين يتحدونهم.

ومع ذلك، ليس لدى القطريين أي سبب لتهديد حماس: فزعماء قطر أنفسهم لا يواجهون ضغوطاً من الأميركيين والقوى الغربية الأخرى. وباعتبارهم رعاة لتنظيم الإخوان المسلمين، فإن القطريين سيبذلون قصارى جهدهم لحماية الجماعات الإرهابية الإسلامية مثل حماس وحزب الله. هدفهم النهائي هو نشر الإسلام لجميع غير المسلمين. قطر، على سبيل المثال، قدمت الإسلام لزوار بطولة كأس العالم لكرة القدم باستخدام لوحات إعلانية إلكترونية متعددة في الأماكن العامة، مثل تلك الموجودة في تايمز سكوير. وتم توزيع كتيبات عن الإسلام وقام الدعاة من الذكور والإناث بشرح دين الإسلام و"التسامح" للسياح في مسجد القرية الثقافية كتارا في الدوحة. علاوة على ذلك، كانت الأحاديث (أقوال أو أفعال أو عادات النبي محمد) مكتوبة على جدران الشوارع لجذب الزوار غير المسلمين.

وعندما يصرح رئيس الوزراء القطري أن مقتل زعيم حماس الإرهابي العاروري جعل الجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن أكثر صعوبة، فهو ببساطة يبحث عن ذريعة لتجنب إزعاج موكله.

وبحسب حماس، قُتل أكثر من 22 ألف فلسطيني في قطاع غزة منذ بداية الحرب. لماذا لم يؤدي مقتل هذا العدد الكبير من الفلسطينيين إلى زيادة صعوبة التوصل إلى اتفاق بشأن إطلاق سراح الرهائن؟ فهل يمكن أن يكون السبب في ذلك هو أن قناة الجزيرة، الناطقة بلسان قطر، هي في الواقع منظمة إرهابية تدعو إلى تدمير إسرائيل، مثلها مثل حماس، أو حزب الله، أو حليف قطر الوثيق، إيران؟

فبعد مقتل أكثر من 12 ألف فلسطيني، بما في ذلك كبار القادة العسكريين في حماس، في قطاع غزة (مرة أخرى وفقاً لحماس)، تم إطلاق سراح أكثر من مائة رهينة إسرائيلية. لماذا لم يجعل موت هؤلاء الفلسطينيين من الصعب تأمين إطلاق سراح الرهائن؟ هل لأن حماس تنظم عملية قتل أكبر عدد ممكن من المدنيين التابعين لها حتى يلقي المجتمع الدولي اللوم في مقتلهم على إسرائيل؟

ويبدو أن قطر لا تشعر بأنها تتعرض لأي ضغط من إدارة بايدن لإنهاء محنة الرهائن.

ماذا لم تطالب الولايات المتحدة بتسليم قادة حماس الذين ما زالوا في قطر لمسؤوليتهم عن قتل واختطاف مواطنين أمريكيين في 7 أكتوبر؟

وبدلاً من إزالة قاعدة العديد الجوية الأمريكية من قطر، أو التهديد بالقيام بذلك، توصلت إدارة بايدن في أوائل يناير بهدوء إلى اتفاق يمدد الوجود العسكري الأمريكي هناك لمدة 10 سنوات أخرى. والآن بعد أن نجح حكام قطر في تأمين عقد آخر من الحماية العسكرية الأميركية لنظامهم الفاسد، فسوف يصبحون أقل حماساً لممارسة الضغوط على حماس لحملها على إطلاق سراح الرهائن.

أما قادة حماس، فلماذا يقدمون أي تنازلات ما دامت قطر تسمح لهم بمواصلة العيش في فيلاتهم وفنادق الخمس نجوم في الدوحة؟

ويجب أن يستمتع القطريون (وحماس) بمحاولات السيناتور الجمهوري جوني إرنست (أيوا) والسيناتور الديمقراطي جاكي روزن (نيفادا)، اللذين أرسلا رسالة إلى بايدن يطلبان منه الضغط على قطر لتقويض حماس وإعادتها إلى السلطة. طاولة المفاوضات بشأن صفقة الرهائن الجديدة. ولا داعي لحاكم قطر للقلق: فمما لا شك فيه أن إدارة بايدن ستتجاهل طلب أعضاء مجلس الشيوخ.

منذ عام 2007، بعد أن أطاحت حماس بالسلطة الفلسطينية في قطاع غزة وسيطرت على السيطرة الكاملة هناك، كانت قطر، إلى جانب تركيا، الدولتين الوحيدتين اللتين دعمتا حماس. ومنذ ذلك الحين، حولت قطر أكثر من 1.8 مليار دولار إلى حماس. وكان حاكم قطر السابق، حمد بن خليفة آل ثاني، أول زعيم دولة يزور قطاع غزة الذي تحكمه حماس في عام 2012. وفي وقت لاحق، بدأت إيران أيضًا في تمويل وتسليح الجماعة الإرهابية.

وتعززت العلاقة بين حماس وقطر أكثر في عامي 2008 و2009، عندما تمت دعوة زعيم حماس خالد مشعل لحضور قمة الدوحة، حيث كان يجلس إلى جانب حاكم قطر في ذلك الوقت، الأمير حمد بن خليفة آل ثاني.

بحسب صحيفة الأعمال اليومية الإسرائيلية كالكاليست:

"التمويل القطري لحركة حماس ينقسم إلى فترتين. الأولى في الأعوام 2007-2014، عندما قامت الحكومة القطرية بتمويل حماس بالشكل الذي تراه مناسبا، بعيدا عن أي إشراف ورقابة دولية، والثانية من عام 2014 حتى اليوم عندما قامت قطر بتمويل حماس". ويتم التمويل بالتنسيق مع إسرائيل والولايات المتحدة والأمم المتحدة، وفي الوقت نفسه تعمل قنوات التمويل المستقلة طوال الوقت في قطر، متجاهلة السلطات...

"الشخص الذي لا يزال يساعد في هذه الجهود هو إيران، التي تتمتع أيضًا بعلاقات جيدة مع جارتها القطرية. لقد أصبحت الأموال القطرية مرادفة لبناء إمبراطورية حماس الإرهابية، التي ضربت بكل قوتها في إسرائيل".

وربما تستطيع إدارة بايدن أن تتعلم من العرب كيفية التعامل مع الدول التي ترعى الجماعات الإرهابية الإسلامية. في عام 2017، قطعت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر العلاقات الثنائية مع قطر، وحظرت بعد ذلك على الطائرات المسجلة في قطر والسفن القطرية استخدام أراضيها السيادية عن طريق الجو أو البر أو البحر.

وذكرت الدول العربية أن السبب الرئيسي لتصرفاتها هو دعم قطر للإرهاب، وطالبت، من بين أمور أخرى، بإغلاق قناة الجزيرة والمحطات التابعة لها. وطرد أي عضو في الحرس الثوري الإسلامي الإيراني؛ وقطع التعاون العسكري والاستخباراتي مع إيران؛ وقطع العلاقات مع المنظمات الإرهابية والأيديولوجية والطائفية بما في ذلك جماعة الإخوان المسلمين وحماس وداعش والقاعدة وحزب الله؛ وتسليم جميع الإرهابيين المصنفين في قطر، ووقف جميع وسائل التمويل للأفراد أو الجماعات أو المنظمات التي تم تصنيفها على أنها إرهابية.

وبدلاً من أخذ العبرة من العرب، اختار بايدن وبلينكن تدليل قطر - بنفس الطريقة التي اختاروا بها بشكل كارثي تدليل طالبان في أفغانستان وروسيا والصين والمكسيك وإيران - على الرغم من أنها الدولة العربية الوحيدة التي تحمي قطر. قيادات حماس مسؤولة عن مجازر 7 أكتوبر.

لقد طال انتظار تصنيف قطر كدولة راعية للإرهاب، ونقل قاعدة العديد الجوية الأمريكية إلى الإمارات العربية المتحدة أو أي موقع آخر متوافق.

قطر ليست حليفة للولايات المتحدة.

إذا أطلقت حماس سراح الرهائن وألقت أسلحتها، فإن الحرب ستنتهي غدا. ومع ذلك، مع تعامل بايدن وبلينكن مع كل من إيران ورعاة حماس في قطر بحذر، ليس لدى الدوحة وطهران أي سبب على الإطلاق لوقف ذلك.

*بسام الطويل عربي مسلم مقيم في الشرق الأوسط.

© 2024 معهد جيتستون. كل الحقوق محفوظة. المقالات المطبوعة هنا لا تعكس بالضرورة آراء المحررين أو معهد جيتستون. لا يجوز إعادة إنتاج أو نسخ أو تعديل أي جزء من موقع Gatestone الإلكتروني أو أي من محتوياته دون الحصول على موافقة كتابية مسبقة من معهد Gatestone.

 

طبول الحرب تقرع من لبنان إلى اليمن

محمد سلام/هنا لبنان/11 كانون الثاني, 2024

https://eliasbejjaninews.com/archives/126089/126089/

إحتمالات توسّع الحرب بين إسرائيل وحزب الإحتلال الفارسي عبر جبهة جنوب لبنان تتصاعد، وستتّخذ المواجهات بعداً جغرافياً وعملياتياً إضافياً، ولن يوقفها سوى خلوّ جنوب لبنان من أي قوى مسلحة لا يجيزها قرار مجلس الأمن الدولي 1701.

سقط مشروع التسوية الذي حاولت المنظومة اللبنانية الحاكمة تمريره على الدول الخمس المعنية بالوضع اللبناني (أميركا- فرنسا-السعودية- قطر- مصر)، والقائمة على مشروع مقايضة خسيسة تعرض إنسحاب حزب السلاح الفارسي من جنوبي نهر الليطاني لقاء الاحتفاظ بسلاحه.

مقايضة الانسحاب بالاحتفاظ بالسلاح رفضتها مصر والسعودية وأميركا، ولم تؤيّدها فرنسا لأنها اعتُبرت مجرد مشروع مموّه لتحويل حزب السلاح الفارسي إلى حشد شعبي ثانٍ بعد تجربة العراق الفاشلة في هذا المجال والتي أدخلت ميليشيات إيران إلى نخاع عظم الدولة العراقية ومكّنتها من اختراق الأجهزة الأمنية العراقية إضافة إلى أنّ نفقات عناصر الحشد الشعبي العراقي تُسدَّد من أموال الشعب العراقي الملحوظة في موازنات الدولة. يعني أنّ الشعب العراقي صار مكلفاً بتمويل نفقات ميليشيات إيران في بلاده.

لبنان، يقول مصدر رفيع في الخماسية، لن يرتكب غلطة الشعب العراقي، والدول الأربع التي عارضت المقايضة متأكدة أن الشعب اللبناني بتعدده المذهبي المتجاوز للتعدد الطائفي لن يقبل بها، بل سيتجه إلى مقاومتها، ما يؤدي إلى إشتعال حرب أهلية.

الخماسية، يقول المصدر، “تريد أن تطفئ ناراً مشتعلة في جنوب لبنان لا أن تشعل في لبنان سلسة حرائق تلفّ البلد بكامله. المحرج في الموضوع هو أن المقايضة الملغومة عرضها رسميون لبنانيون، فهل يريدون المحافظة على مكتسباتهم وتأييد معسكر إيران لهم لحفظ مقاعدهم في أي سلطة جديدة، ما يعمي أبصارهم عن خطورة ما يطرحونه؟”

أما فرنسا، فاتّخذت موقفاً وسطياً لتحفظ موافقة محور إيران على مبادرتها المتعلقة بإنتخاب رئيس للجمهورية ينهي الشغور في سدة السلطة.

المبادرة الفرنسية، وفق ما كشفه المصدر، أيضاً تقوم على مقايضة، بديلة عن المقايضة التي تنتج حشداً شعبياً، إذ تقترح أن يوافق حزب إيران على الإنسحاب من مزارع شبعا لقاء انتخاب رئيس للجمهورية يؤيده “ويتم التوافق عليه عبر ما يعرف بالخيار الثالث” أي تكوين توافق مذهبي على محاصصة جديدة في السلطة تعطي معسكر إيران “أسهماً في قمة هرم الدولة”.

وأضاف: “لن أكشف سراً إذا قلت إنّ ثلاثاً من دول الخماسية رفضت الاقتراح الفرنسي، كما رفضته المعارضة اللبنانية. فالتوافق في لبنان مرفوض لأنّ الدستور لا يلحظه بل يصرّ على انتخاب رئيس لا التوافق على شخص وتكريسه بمشهد انتخابي سخيف، إضافة إلى وجود شرائح من عدة مذاهب في لبنان ترفض رفضاً قاطعاً مجرد البحث في إعطاء إيران أسهماً في رئيس يراد له أن يكون قد صنع في لبنان، لا في حوزات إيران.”

وأكد المصدر على أنه سمع من “ممثلي كتلة نيابية متعددة المذاهب رأياً يقول إن أي نائب لبناني يوافق على إدخال إيران مجدداً إلى قصر بعبدا هو خائن. لقد جربنا وجود إيران في رئاسة الجمهورية وهذا الوجود لم يقدم للبنانيين غير ما وصلوا إليه من بؤس.”

واعتبر المصدر أن “عقدة العقد في آلية المقايضات المعتمدة من قبل المنظومة اللبنانية هي المذهب السني، لأنه الوحيد غير الثابت بين مذاهب الرؤساء الثلاثة، فالرئيس الماروني ولايته ثابتة لست سنوات ويمكن الاتّفاق معه على تفاصيل صيغة مقايضة حصص تدوم طوال فترة ولايته، ورئيس مجلس النواب الشيعي ولايته أيضاً ثابتة لأربع سنوات ويمكن الإتفاق معه على شروط محاصصة، أما رئيس الحكومة السني فوجوده غير مرتبط بأي ثوابت، لا على مستوى تكليفه تأليف حكومة بموجب ما يقال إنه إستشارات رئاسية ملزمة، ولا على شروط تأليف حكومته وتبقى رقبته تحت سيف القدرة على إسقاطه في أي لحظة عبر إسقاط حكومته كما سبق وحصل، في إشارة إلى أنه في 12 كانون الثاني العام 2011 دخل سعد الحريري البيت الأبيض بصفته رئيساً للحكومة اللبنانية للقاء الرئيس باراك أوباما وخرج منه رئيساً سابقاً للحكومة التي اعتبرت مستقيلة باستقالة جميع الوزراء الشيعة منها. وأهداه حليف المحور الإيراني ميشال عون تذكرة سفر بوجهة واحدة أبقته خارج البلد لفترة.

وأعرب المصدر الرفيع عن قناعته بأنّ “المقايضات يستخدمها سياسيون سنّة لتمويه رغبتهم في الدخول إلى مقر رئاسة مجلس الوزراء في السراي الكبير متناسين الحكمة التي أضافها الرئيس الراحل رفيق الحريري نقشاً على مدخله (لو دامت لغيرك لما آلت إليك)”.

المشهد، كما سلف ذكرُهُ باختصار شديد، يشير إلى أن البلد متجه إلى حرب صار سيناريو إشتعالها شبه معلوم، ولكن الألغاز ما زالت تغلّف مسارها وشروط نهايتها أو نهاياتها، لكن تتفق جميع الصيغ المتداولة عن الحرب على أنها ستكون جزءاً من نزاع إقليمي يشمل سوريا والعراق وإيران، وقد تخترق شرارات نيرانه الأردن أيضاً.

في هذا الصدد بدا لافتاً ومعبراً عن توجه إقليمي بدعم دولي، تنفيذ سلاح الجو الأردني 4 غارات داخل الأراضي السورية وتحديداً في محافظة السويداء قبل يومين في ثاني إجراء من نوعه خلال أسبوع مستهدفاً مجمّعات لمصانع ومخازن وملاجئ لميليشيات إيرانية-أسدية تدير كارتيل المخدرات بكامله.

وذكرت مصادر سورية في السويداء أنّ الغارات، إضافة إلى مهمة الدفاع عن الأردن ومنع استخدامه حلقة في خارطة تهريب المخدرات، تهدف أساساً إلى ضرب صناعة المخدرات التي تموّل “الإرهاب الإيراني التابع للحرس الثوري وهي حملة مدعومة أميركيا وخليجياً وستتوسع بالتنسيق مع لبنان.”

الإشارة إلى تنسيق مع لبنان في مكافحة عصابات التهريب ليست جديدة، بل بدأ الحديث عنها مع الإعلان عن تعيين الخبيرة الأميركية في مكافحة تهريب المخدرات ليزا جونسون سفيرة لدى لبنان الذي كان جيشه قد اقتنى بتمويل سعودي-أميركي 6 طائرات سوبر توكانو مع ذخائرها وقطع غيارها وتسديد نفقات تدريب طياريها علماً بأنّ هذه الطائرات التوربينية متخصصة بتقديم الدعم للعمليات البرية وتحديداً ملاحقة عصابات تهريب المخدرات والأسلحة لصالح تنظيمات إرهابية.

السفيرة جونسون يتوقع وصولها إلى لبنان هذا الأسبوع لتولي منصب قائم بالأعمال نظراً لعدم انتخاب رئيس لتقدم له أوراق اعتمادها منذ إنتهاء ولاية الرئيس ميشال عون في 30 تشرين الأول الماضي، وتتزامن مهمتها في لبنان مع تمديد خدمة قائد الجيش العماد جوزاف عون الذي سُلمت طائرات السوبر توكانو للجيش اللبناني خلال قيادته للمؤسسة.

شعاع دائرة الحرب لن يقتصر على دول الهلال أو غلاف إسرائيل، بإستعارة من قاموس مفردات حرب غزة، بل سيتوسع ليضمّ النزاع القائم في البحر الأحمر مع الحوثيين الذين تستهدف مسيّراتهم سفناً يقولون إنها إسرائيلية أو تتعامل مع إسرائيل، ما يبعد الملاحة الدولية عن المنطقة ويحوّلها إلى رأس الرجاءالصالح حارماً مصر من عائدات رسوم السفن التي تستخدم قناة السويس.

وفي هذا الصدد أعلنت القيادة المركزية للجيوش الأميركية أنّ قوات أميركية وبريطانية أسقطت 21 طائرة مسيرة وصاروخاً أطلقها الحوثيون منذ يومين على جنوب البحر الأحمر مستهدفين الممرات الدولية، مشيرة إلى أن الحوثيين شنوا 26 هجوماً على خطوط الشحن التجارية في البحر الأحمر منذ 19 تشرين الثاني.

طبول الحرب تقرع ضمن شعاع دائرة يمتد من لبنان إلى اليمن، جارفاً معه كل ما يعترض عواصفه، ما يطرح السؤال:

كم ستستمر عاصفة النار وكيف ستنتهي؟

لا أحد يستطيع التكهن بالمدة التي تستغرقها الحرب، لكن الأكيد أن الدول التي شملها الصراع لن تخرج منه كما كانت قبله. لا شيء يضمن بأنها ستبقى موحدة، خصوصاً بعدما صارت الفدرلة وصولاً إلى التقسيم مطلباً في أكثر من دولة، خصوصاً في لبنان، لاستحالة العيش في عهد رئيس عبّدت أحزاب إيران طريقه إلى قصر بعبدا.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

رئيس الحكومة لهوكستين:الاولوية لوقف النار في غزة ووقف الاعتداءات على لبنان

الموفد الاميركي دعا الى تهدئة الوضع جنوبا والعمل على حل وسط موقتا تجنبا للاسوأ

وطنية/11 كانون الثاني/2024

إستقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مبعوث الرئيس الاميركي الخاص لشؤون أمن الطاقة العالمي أموس هوكستين بعد ظهر اليوم في السرايا، وعقد معه خلوة اعقبها اجتماع موسع شارك فيه وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، القائمة باعمال السفارة الاميركية في لبنان أماندا بيلز والوفد المرافق. كما شارك في الاجتماع مستشارو رئيس الحكومة: الوزير السابق نقولا نحاس، السفير بطرس عساكر وزياد ميقاتي والمستشاران العسكريان العميدان رياض شيا وأمين فرحات.  وشدد الموفد الاميركي في خلال الاجتماع على "ضرورة العمل على تهدئة الوضع في جنوب لبنان، ولو لم يكن ممكنا التوصل الى اتفاق حل نهائي في الوقت الراهن". ودعا" الى العمل على حل وسط موقتا لعدم تطور الامور نحو الاسوأ". بدوره، رئيس الحكومة شدد "على أن الاولوية يجب أن تكون لوقف اطلاق النار في غزة ووقف الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان والخروق المتكررة للسيادة اللبنانية". وكرر القول: "إننا  نريد السلم والإستقرار عبر الالتزام بالقرارات الدولية".

 

استشهاد عنصرين في الدفاع المدني - الهيئة جراء غارة معادية على مركز اسعافي في حانين

وطنية/11 كانون الثاني/2024

اعلنت غرفة عمليات الدفاع المدني - الهيئة الاسلامية في بيان، "استشهاد عنصرين في الدفاع المدني - الهيئة جراء اعتداء صهيوني مباشر على مركز إسعافي في بلدة حانين".وجاء في البيان: "بمزيد من الفخر والإعتزاز، تزف المديرية العامة للدفاع المدني - الهيئة شهيدين من عناصرها الشهيد علي محمود الشيخ علي (رشاف) ، والشهيد ساجد رمزي قاسم (عيتا الشعب) الذين ارتقيا جراء اعتداء صهيوني مباشر على مركز للدفاع المدني في بلدة حانين، كما تم تدمير سيارة اسعاف".

 

 الخارجية تعلن تأييدها لدعوى جنوب إفريقيا ضدّ إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية : لحكم عادل وعاجل يعكس احترام القيم وحقوق الإنسان

وطنية/11 كانون الثاني/2024

اعربت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان، عن "تأييدها لموقف جنوب إفريقيا وحكومتها ولجهودها المبذولة رفع دعوى ضدّ إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية مما يشكل خرقاً فاضحاً لاتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها لعام 1948".

كما اعربت عن "تطلعها  إلى صدور حكم عادل وعاجل يعكس احترام القيم وحقوق الإنسان لاسيما القانون الدولي الإنساني". وشكرت وزارة الخارجية والمغتربين لجنوب أفريقيا  اتخاذ هذا الموقف المبدئي ولمساعيها كافة.

 

النائب مروان حمادة: زيارات هوكستين تخديريّة لتبريد الجبهة الجنوبية

وطنية/11 كانون الثاني/2024

رأى النائب مروان حمادة في حديث الى "صوت كلّ لبنان"، أن "زيارات الموفد الأميركي آموس هوكستين هي زيارات تخديريّة لتبريد الجبهة الجنوبية، لافتا الى ان "معلوماته الخاصة تؤكد أن هوكستين لا يحمل اقتراحات جدية أو نهائية لهذا الملف، بل سيكون مستمعاً، وإذا سمع كلاماً عن ارتباط كل المواضيع بانتهاء الحرب في غزة، فهو سيعود إلى واشنطن وليس إلى تل أبيب". وأشار إلى أن "الأطراف كافة لا تريد تطور الوضع على الجبهة الجنوبية إلى حرب شاملة". ورأى أن "استمرار هذه الجبهة هو للتذكير بوحدة الساحات، بالإضافة إلى رغبة لبنان بأن يطرح من خلال هذه التطورات قضاياه بدءًا بالنقاط الخلافية."

نص تغريدات مختارة ليوم الخميس 11 كانون الثاني/2023

 

الراعي استقبل عسيران وشخصيات  سكاف: علينا انتخاب رئيس قبل انتهاء حرب غزة وأقوم بمبادرة لتخفيض السقوف

وطنية/11 كانون الثاني/2024

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي ببكركي، النائب غسان سكاف الذي قال على الاثر: "الزيارة للتهنئة بالاعياد، وقد تناول البحث الأمور الملحة ومنها الحرب على غزة والحرب القائمة في جنوب لبنان وامكانية توسعها. كما تناولنا الشغور في موقع رئاسة الجمهورية وتداعياته على لبنان". اضاف: "لن نقبل باستمرار هذا الشغور الى حين الإنتهاء من حرب غزة كما يصور ويدعي البعض، ولن نستسلم للواقع بتأجيل هذا الاستحقاق واستسهال ادارة البلد من دون رئيس. نحن مقبلون على مرحلة وخيارين: إما ان نذهب الى حرب مجبرين عليها في الجنوب وهذا يتطلب ان يكون لدينا رئيس جديد او حكومة جديدة من اجل ادارة الحرب، او نذهب الى مفاوضات التسوية ويجب ان يكون لبنان الرسمي على طاولة المفاوضات لا تحتها ويتفاوض المتفاوضون على رأس لبنان". وتابع: "من هنا علينا الاسراع وانتخاب رئيس قبل انتهاء حرب غزة لاننا لا نريد ان تفاجئنا الايام المقبلة بتطورات جديدة تعيد لبنان الى موقع الرهينة ونحن من دون رئيس وحكومة".وقال: "ان المبادرة التي اقوم بها اليوم هي تخفيض السقوف، وعلى كل الأطراف التحلي بشجاعة تخفيض السقوف، وبالطبع فإن الإختلاف بين المكونات اللبنانية في نظامنا الديمقراطي هو حالة صحية، ولكن عندما يصبح هذا الإختلاف من دون سقف تصبح هذه الحالة مرضية".وردا على سؤال، قال سكاف: "لقد اطلعت البطريرك على المبادرة الجديدة التي اقوم بها لإنجاز الاستحقاق الرئاسي انطلاقا من مقاربة جديدة هي فرصة التوافق الأميركي - الإيراني والمحادثات السرية بينهما".

زوار

ومن زوار بكركي على التوالي: النائب علي عسيران، النائب السابق نعمة الله ابي نصر، الرئيس العام للرهبانية المارونية المريمية الآباتي ادمون رزق ومجلس المدبرين، وفد من مؤسسة مار ميخائيل الإجتماعية ووفد من حاكمية اندية "الليونز" في الاردن ولبنان.

 

السفيرة الأميركية الجديدة وصلت إلى لبنان: الوقت صعب وأقدر أهمية ما يواجهه لبنان من تحديات

وطنية/11 كانون الثاني/2024

 أعلنت سفارة الولايات المتحدة الأميركية في بيروت في بيان، "وصول السفيرة ليزا جونسون إلى لبنان اليوم"، مشيرة إلى أن "السفيرة جونسون كانت سفيرة الولايات المتحدة السابقة لدى ناميبيا، كما شغلت أخيرا مناصب قيادية في المكتب الدولي للمخدرات وإنفاذ القانون لدى وزارة الخارجية في واشنطن".  وعند وصولها، قالت السفيرة جونسون: "إنه لشرف لي، وهو من دواعي سروري أن أعود إلى لبنان لقيادة السفارة الأميركية في بيروت، حيث كنت عملت سابقا من عام 2002 حتى عام 2004. هذا وقت صعب، وأنا أقدر أهمية التحديات التي يواجهها لبنان. وفي الوقت عينه، لدي إعجاب عميق بحيوية الشعب اللبناني والثقة بقدرة لبنان على النجاح. الآن، أكثر من أي وقت مضى، حان الوقت للبنان أن يجد حس الوحدة والهدف في الرغبة المشتركة لجميع أبنائه في السلام والازدهار وفي مستقبل أكثر إشراقا".  ووزعت السفارة السيرة الذاتية للسفيرة جونسون، وجاء فيها: "ليزا جونسون، عضو رفيع في السلك الديبلوماسي برتبة وزير مستشار، وافق مجلس الشيوخ الأميركي على تعيينها كسفيرة لدى الجمهورية اللبنانية في الرابع عشر من كانون الأول 2023، وهي كانت شغلت، بين عامي 2018 و2021، منصب سفيرة الولايات المتحدة لدى جمهورية ناميبيا. كما شغلت ايضا، بين عامي 2014 و2017، منصب القائم بالأعمال في ناسو، جزر البهاماس. قبل تعيينها في لبنان، شغلت السفيرة جونسون منصب النائب الأول لمساعد وزير الخارجية الأميركية في مكتب المخدرات الدولية وشؤون إنفاذ القانون (INL)، وكذلك منصب نائب مساعد وزير الخارجية في مكتب المخدرات الدولية لشؤون أوروبا وآسيا. وشغلت أيضا لفترة قصيرة منصب نائب قائد ومستشار الشؤون الدولية في الكلية الحربية الوطنية. وكذلك، شملت المهام السابقة للسفيرة جونسون، في واشنطن، منصب مدير شؤون الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي (NSC)، ومنصب مستشار أول لشؤون جنوب ووسط آسيا في مكتب نائب الرئيس، ومنصب مدير مكتب المخدرات الدولية وانفاذ القانون لإفريقيا والشرق الأوسط.  كما شغلت مناصب أخرى في الخارج في إسلام أباد – باكستان، وبيروت – لبنان، وبريتوريا - جنوب إفريقيا، ولواندا - أنغولا. كما تم انتدابها إلى مكتب الأمين العام لمنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في بروكسل. ولدت السفيرة جونسون في مدينة آيوا، ونشأت بالقرب من سياتل - واشنطن. تخرجت من جامعة ستانفورد بدرجة بكالوريوس في العلوم السياسية والاقتصادية، ثم حصلت على درجة الماجستير في الشؤون الدولية من جامعة كولومبيا، إضافة إلى درجة الماجستير في العلوم في استراتيجية الأمن القومي من كلية الحرب الوطنية. في عام 2023، حصلت السفيرة جونسون على جائزة الرتبة الرئاسية المتميزة، إضافة الى سبع جوائز للأداء الرفيع في الخدمة الخارجية".

 

كتلة "الوفاء للمقاومة: وقف العدوان على غزة المدخل الحصري لأي إمكانية للبحث في أي مخرج سياسي لاحتواء التصعيد العسكري بين لبنان والكيان الصهيوني

وطنية/11 كانون الثاني/2024

عقدت كتلة الوفاء للمقاومة إجتماعها الدوري في مقرها المركزي بعد ظهر اليوم برئاسة النائب محمد رعد ومشاركة أعضائها.

وصدر بيان، أشار الى "ان الجلسة افتتحت بتلاوة الفاتحة عن روح فقيد الجهاد والمقاومة النائب السابق القائد الحاج محمد ياغي الذي أفنى عمره المبارك في خدمة النهج المقاوم وكذلك الشهيد الشيخ صالح العاروري ورفاقه والقائد المجاهد وسام الطويل ( جواد ) وتتقدم من عائلاتهم وذويهم بخالص العزاء والتبريك".

ولفت البيان الى انه "فيما يوغل العدو الصهيوني في هتك حقوق الإنسان و إرتكاب أبشع وأشنع حملة ابادة بشرية طاولت النساء والأطفال ودمرت المدارس والمستشفيات بمن فيها وهدمت البيوت والأحياء فوق رؤوس ساكنيها دون وازع أو رادع أخلاقي أو قانوني، فقد فشل فشلا ذريعا في تحقيق أهداف عدوانه التي اختصرها بسحق المقاومة ولا سيما حماس واستعادة الأسرى الصهاينة بالقوة".

 أضاف :"ورغم مضي قرابة المئة يوم على بدء العدوان الموصوف أخفق الكيان الصهيوني في إنهاء المقاومة وفي استعادة أسير واحد من خلال عدوانه الذي وضعه أمام حائط التعثر والمكابرة وهو ما تسبب له بكثير من الخسائر في العديد والعتاد بشكل يومي متصاعد يحاول دون جدوى أن يتلافاها.

 إن هذا التعثر والمراوحة التي نجمت عنه دفع الصهاينة للبدء بسلسلة إغتيالات تطال قيادات فلسطينية وأخرى لبنانية أو عربية داعمة لحق الشعب الفلسطيني وشاجبة لتوحشه وإرهابه وعنصريته.  وفي هذا السياق نفذ العدو جريمة إغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الأخ القائد الشيخ صالح العاروري مع عدد من إخوانه في الضاحية الجنوبية لبيروت.. الأمر الذي اعتبرته المقاومة الاسلامية تجاوزا للخطوط الحمر يستدعي الرد الحتمي والعقاب المتناسب. ولقد أدى الاغتيال الآثم الى تصاعد وتيرة الاشتباك بين جبهة لبنان وغزة من جهة ومناطق الاحتلال الصهيوني من جهة أخرى. وتم استهداف العديد من القواعد والمواقع العسكرية الحساسة للعدو من ضمنها تل أبيب وقاعدة ميرون للتحكم في إدارة العمليات الجوية والبدائل وكذلك مقر قيادة الجبهة الشمالية.  وإذ نفذ العدو اغتيالا آثما للقائد المجاهد وسام طويل (الحاج جواد) فواجهته المقاومة على الفور برد مباشر". وتابع البيان:"إن كتلة الوفاء للمقاومة، إذ تتابع عمليات المقاومة في تصديها للعدوان الصهيوني الغاشم على غزة ولبنان وبلحاظ المعطيات التي توفرت لديها، خلصت اليوم في جلستها الى ما يأتي:

1 - إن محور المقاومة في عالمنا العربي والاسلامي يكرس اليوم فعاليته وحضوره من خلال المواقف الجهادية المشرفة التي يلتزمها أطرافه نصرة لغزة ولمظلومية شعبها الفلسطيني كله داخل الوطن المحاصر والمضطهد.

وفي الذكرى السنوية الرابعة لاستشهاد شهيد محور المقاومة الفريق قاسم سليماني وأبي مهدي المهندس رضوان الله عليهما، تشدد كتلة الوفاء للمقاومة على وجوب مواصلة تعزيز تماسك وفعالية وتوزع المهام بين أطراف هذا المحور من أجل تحقيق الأهداف التي يضطلع بتحقيقها وفي مقدمها مواجهة التحديات الاقليمية والدولية التي تتعرض لها شعوبنا المظلومة ودولها الناهضة في المنطقة.

إن تضافر الجهود والمواقف الوازنة والضاغطة التي نشهدها اليوم من قوى محور المقاومة تضامنا وانتصارا لغزة وفلسطين لهي من دواعي الالتزام الأكيد بتقوية هذا الاتجاه التنسيقي الفاعل في مواجهة أعدائنا الصهاينة وأسيادهم واستهدافاتهم الظالمة والمنتهكة للقوانين والأعراف الدولية ولحقوق الانسان في منطقتنا. 

2 - إن إغتيال العدو الصهيوني للقائد الشيخ صالح العاروري في الضاحية الجنوبية إنطوى على أكثر من مؤشر ودلالة ليسوا في مصلحة الصهاينة، وقد عمدت المقاومة مباشرة بعد التدقيق والتقييم الى إجراء يتوالى حسب المقتضى والمناسب ردا وعقابا وترتيبات.

 3 - إن إستهداف العدو لمجاهدي المقاومة الاسلامية الأبطال لن يحقق له مراده في استعادة الردع من يد المقاومة وقيادتها. كما أن إستهداف عدد من القادة المقاومين الشهداء أمثال الشهيد القائد وسام طويل (الحاج جواد) لن يجني العدو منه إلا المزيد من تدفق المجاهدين العازمين على نصرة قيمهم وأهلهم ووطنهم والدفاع عن قضايا الحق والعدل والحرية في لبنان وفلسطين وحيثما اقتضى الواجب. وستضيء دماء الشهداء القادة والكوادر والمجاهدين طريق النصر والعز والتحرر لكل أجيال الأمة على مدى الزمان حتى يزول الظلم ويتحقق العدل وتستعيد الأمة عافيتها وحضورها.

4 - إن وقف العدوان على غزة هو المدخل الحصري الذي يجب أن يلتزمه العدو الصهيوني وتلزمه به الدول التي تبدي إهتماما بإيجاد المخارج السياسية ولو الموقتة سواء في غزة أو في لبنان. و إن كتلة الوفاء للمقاومة تعتبر أن هذا المدخل الحصري هو الضامن لأي إمكانية للبحث في أي مخرج سياسي من شأنه أن يحتوي التصعيد العسكري المتزايد بين لبنان والكيان الصهيوني دون أي مس بكرامة وبحقوق وطننا وشعبنا الأمنية والسيادية. 

واذا كان وقف العدوان ومنع توسع نطاقه في لبنان يمثلان الهدف الذي تسعى لتحقيقه الجهود، فليكن معلوماً وبوضوح أن المقاومة ليست في وارد أن ترضخ لأي تهويل أو ابتزاز في هذا المجال، وهي على أتم الجهوزية لردع العدو وتحطيم أوهامه. 

5 - ترى الكتلة في ادعاء دولة جنوب أفريقيا لدى محكمة العدل الدولية على الكيان الصهيوني بجرم تنفيذه ابادة جماعية بشرية في غزة، عملا قانونيا يعبر عن التزام حقوقي وانساني وأخلاقي يستحق منا كل التقدير والترحيب والدعم. وتدعو الكتلة كل المنصفين الحقوقيين في العالم الى مساندة هذه الدعوى وتوفير كل ما يلزم لاحقاق الحق وتكريس العدل".

 

النائب وضاح الصادق: نحمل القضاء مسؤولية أي ضرر في المطار مثل الطوفان والاختراق السيبيراني وما قد يحصل في المستقبل

وطنية/11 كانون الثاني/2024

وطنية - حمل النائب وضاح الصادق "القضاء بشخص النائب العام التمييزي والمحامي العام التمييزي المسؤولية الكاملة عن أي ضرر حصل سابقا مثل طوفان المطار والاختراق السيبيراني وما قد يحصل في المستقبل".  وكان الصادق عقد مؤتمرا صحافيا في مجلس النواب متابعة لملف مطار رفيق الحريري الدولي، بحضور  أعضاء الكتلة النائبين مارك ضو وميشال الدويهي. كما حضر رئيس الوحدة السياسية لحزب "خط أحمر" المحامي محمود الناطور ومنسقه العام عاصم حمزة. وقال الصادق: "إنّ الأساس في الموضوع هو القضاء، وكنت قد وقعت مع 19 نائبا يمثلون كتلا تضم 40 نائبا، اي ما يقارب ثلث المجلس النيابي، إخبارا في 3 شرين الأول 2023 ، موضوعه تعريض إدارة الطيران المدني السلامة العامة والملاحة الجوية لمخاطر جسيمة وشبهات فساد في مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت". أضاف: "إن المستشار القانوني محمود الناطور تقدم بالاخبار لمكتب النائب العام التمييزي، ولم يتم تسجيله وأرسله الى المحامي العام التمييزي غسان خوري لدراسته". وذكر بـ "أمر مماثل حصل قبل سنوات في خصوص نيترات الأمونيوم في المرفأ، ولكن على شكل مراسلات، وليس إخبارا وقد تغاضى القضاء آنذاك عن الملف"، وقال: "لقد حصلنا على نسخة عن طريق الخطأ مسطر عليها يدوياً من المدعي العام التمييزي، خاصة تحت اسم وزير الاشغال في حينه عام 2014 التي تربطهما علاقة عائلية".

وشدد الصادق على ان "واجب النيابة العامة تسجيل الاخبار، وهي ما زالت لم تسجله منذ ثلاثة اشهر"، وقال: "من واجبها اعلامنا عن رفضه او قبوله بعد تسجيله رسميا".

وأكد أن "المادة 373 من قانون العقوبات واضحة لجهة مسؤولية الموظفين جراء الإهمال"، وقال: "هناك استخفاف لدى القضاء ووزارة الاشغال وادارة المطار بهذا الموضوع، فالمطار يعاني من خطورة على السلامة العامة، وهو ذاهب الى تدقيق ممكن ان يتسبب بابعاد التأمين عنه ووقف شركات الطيران رحلاتها اليه". أضاف: "سنتابع هذا الملف لنصل الى محاسبة على المرحلة السابقة اولا، وثانيا وضع المطار على السكة الصحيحة".

وتابع: "في غياب القضاء الأجهزة الرقابية تحسست خطورة الموضوع، فتحرك ديوان المحاسبة، وهو اليوم يحقق في موضوع الطوفان والإهمال، وتحرك التفتيش المركزي بفتح تحقيق وتفتيش شامل على المطار وإدارته، وسبقهم منذ سنوات مجلس الخدمة المدنية الذي رفض تكراراً تكليف المدير العام ورئيس المطار وعدد من الموظفين، واتمنى على هذه الاجهزة، الا تخضع للضغط السياسي". وعن سلامة حركة الطيران، قال: "إن وزارة الاشغال وإدارة المطار أعلنتا الاستعانة بمراقبين جويين من الجيش اللبناني مقابل بدل، والمشكلة تكمن بأن في برج المراقبة 13 مراقباً جوياً فقط مدربين يعملون 300 ساعة في الشهر، بدلا من 80 ساعة، خلافا للمعايير الدولية، وكل التقارير الدولية من ضمنها تقارير الاتحاد الاوروبي وضعت ذلك تحت المجهر بأن لا امكانية لاستمرار العمل في المطار ان كان المراقبون الجويون يعملون في هذه الطريقة".

واشار الصادق الى أن "المحاصصة السياسية والتوظيف والاسباب الطائفية اوصلت المطار الى تجميد الناجحين في الامتحانات ولم يخضعوا لمرحلة التدريب التي تمتد على سنتين، فهذا إما جهل وإما استخفاف بعقول الناس"، وقال: "مشكور الجيش اللبناني ،كما قوى الامن الداخلي، الذين يغطون مشاكل البلد والقطاع العام، لكن المشكلة نفسها تنطبق على المراقبين الجويين العسكريين الذين هم بحاجة إلى سنتين من التدريب". وعن موضوع فساد المطار،  قال الصادق: "فتحنا كل ملفات الفساد سابقا لكن للاسف غياب القضاء مؤسف جدا، وسنتناول ملف السيد طلال وهاب الذي كان يجدد لترخيص شركته كل ثلاثة اشهر بتوصيات مضللة من قبل مدير عام المطار يرفعها لوزرة الاشغال خلافا لرأي دائرة السلامة الملاحية التي تؤكد عدم توفر المستندات اللازمة للترخيص للشركة". أضاف: "هناك شبهات فساد مخيفة ونسمع بليرات ذهب وزعت في آخر السنة وظروف اموال توزع على الموظفين بشكل دائم وهناك حماية حزبية كاملة للمطار لا يستطيع ولا يريد القضاء التحرك لايقافها".وكشف الصادق ان "بعد الضغط الذي قمنا به وطرحنا للموضوع في الاعلام رفض وزير الاشغال تجديد ترخيص طلال وهاب والسؤال هنا لماذا كان يتم التجديد للترخيص خلال السنوات الماضية طالما هو مخالف للاصول القانونية؟"

واعلن ان "هناك جلسة استماع لرئيس المطار فادي الحسن بصفة شاهد امام قاضي التحقيق في 23 /1/ في دعوى التزوير المقامة من الصفدي على وهاب، وقد عرضنا كل المستندات التي تؤكد تقرير دائرة سلامة الملاحة ان ملف الشركة غير مطابق للمواصفات وغير مكتمل، الملف الوحيد الذي كان مكتملاً هو الفساد وظروف الاموال التي كانت توزّع". وسأل: "لماذا لا يزال طلال وهاب يحتفظ ب"هنغارين" في المطار يسيطر عليهما رغم عدم تجديد الترخيص؟". ثم انتقل الصادق الى ملف السيد وسام عاشور الذي فتح خلال جلسة لجنة الاشغال واشار الى ان "رئيس هيئة الشراء العام الاستاذ جان العلية استلم الموضوع واكد في تقرير هيئة الشراء العام ما قلناه سابقاً عن مخالفة شروط العقد، ونحن مع ان تكون هناك شراكة بين القطاع الخاص والقطاع العام لكن خارج الفساد لمصلحة الدولة لنؤمن افضل المداخيل للدولة ونحن على ثقة كاملة بان هيئة الشراء العام ستلاحق الملف للآخر". من جهة اخرى اكد ان "الخرق السيبراني الذي حصل منذ ايام مثال على التوظيف السياسي والمحاصصة والفساد وغياب الرقابة وغياب العلاج والرؤية المستقبلية وغياب الأنظمة لحماية فعلية لأنظمة المطار واختراقها سهل، ولكن السؤال يبقى طالما انهم يتحاصصون، علما ان ما في المطار تجاوز حتى الحصص المتفق عليها عادة، فلماذا يختارون غير الكفوئين للمراكز الأساسية؟ الجواب بديهي وهو انهم يريدون الولاء السياسي الاعمى." وشدد على انه " كل مطارات العالم تمتلك انظمة الكومبيوتر وانظمة الحماية وال cyber security و Fire Walls التي تجدد بشكل دائم وتملك خبراء على أعلى مستوى من الكفاءة، أما أنظمة مطار رفيق الحريري الدولي قديمة جداً تعمل على Windows XP  وWindows 7  وعمر الكمبيوترات يعود الى 2008، مضيفاً ان " الـ Mail Server  الرئيسي متصل بالـ  Flight Information Display System او ال FIDS وهو نظام داتا معلومات حركة الطيران وتوزيع الحقائب هذا الاتصال غير المبرر تقنياً هو سبب عطل نظام الحقائب ولا أحد يعرف لماذا هذا الوصل بينهما. نظام الـ UPS  غير متوفر لجميع الأقسام في المطار". وختم: "تم إختراق المطار كما شاهدنا وشاهد العالم، وتحول الى فوضى مطلقة، وحتى الامس كانت الرسالة موجودة على شاشات اجهزة الموظفين، والعمل عاد طبيعياً اليوم فقط فيما عدا نظام نقل الحقائب الذي لايزال خارج الخدمة، وتم خرق أجهزة الكمبيوتر في غرفة الرقابة، وفقدت داتا المعلومات لم يتم استردادها حتى الامس، التحقيق لا يجب ان يكون حول من اخترق فقط، بل حول من تسبب بالاختراق والاهمال الاداري".

ضو

من جهته اعلن النائب مارك ضو ان "العمل في المطار يجب ان يبدأ قبل موسم الصيف لان الناس يقررون القدوم الى لبنان من الآن وقد خسرنا موسم رأس السنة والاعياد ولبنان بحاجة اقتصادية ماسة وما يتعلق بالمطار يتعلق بكل الاقتصاد الوطني ولا يجب لسكوت عن هذا الموضوع"، مشيراً الى ان "مدعي عام التمييز سيتقاعد في شهر شباط واذا لن يحرك الملف ليتهرب من المسؤولية يكون لا يعطل فقط عملية اصلاح المطار بل ايضاً امكانية قيام موسم سياحي جيد خلال موسم الصيف هذه مسؤولية كبير وتتطلب تحركاً فورياً".

 

تغريدات مختارة ليوم الخميس 11 كانون الثاني/2023

البابا فرنسيس

يعاني أكثر من ٣٦٠ مليون مسيحي حول العالم من الاضطهاد والتمييز بسبب إيمانهم، وكثيرون هم الذين يُضطرون إلى الفرار من أوطانهم. إنَّ السلام يمر أيضًا من خلال حماية الحرية الدينية.

 

الياس الزغبي

الحزب” واقع بين مأزقين.. مهمة هوكشتاين في لبنان

يسود الترقب في الوسط السياسي اللبناني جراء وصول الموفد الأميركي آموس هوكشتاين إلى لبنان في ظل اشتداد المعركة في الجنوب وعدم استبعاد فرضية فتح الحرب الشاملة في لبنان، أضف إلى ذلك الحديث عن البت بملف ترسيم الحدود البرية مع إسرائيل. يوضح الكاتب والمحلل السياسي الياس الزغبي أن “الحزب” واقع بين مأزقين، فهو لا يستطيع من جهة خوض غمار حرب واسعة طالما أن إيران لم تتخذ هذا القرار وتتهيب الدخول في حرب واسعة مع إسرائيل تكون طرفاً فيها، ولكن الأخطر أن تكون الولايات المتحدة هي الطرف الأساسي. الزغبي يؤكد في حديث عبر موقع “القوات” أن أمام “الحزب” خيار واحد هو نوع من التفاوض، ومجيء هوكشتاين، وهو الأقرب والأحب إلى قيادة “الحزب” طالما نجح معه في ملف ترسيم الحدود البحرية السيئة الذكر لأن هناك نقاط كثيرة لمصلحة إسرائيل ولكن “الحزب” لا خيار له إلا فتح الباب أمام مهمة هوكشتاين.

 

هادي مشموشي

بعد خطاب جبران باسيل الأخير، تأكد المؤكد، ليس فقط باسيل، ولكن التيار عن بكرة أبيه قضى عليه سياسياً. الإنتخابات القادمة في حال حصلت في ظل النظام القائم العفن، لن يحصل التيار على أكثر من اربعة أو خمسة نواب على أبعد تقدير.

تسبب باسيل بسبب فساده، غدره، ذميته، تملقه، تسلقه، كذبه ونفاقه ليس فقط في تدمير مستقبله السياسي، بل التيار العوني بأكمله غير مأسوف عليه.

 

هادي مشموشي

ميليشيا على طريق غرب بيروت

على طريق الجبل

على طريق عين الرمانة

على طريق سوريا

على طريق العراق

على طريق اليمن

على جميع الطرق المؤدية إلى الداخل اللبناني والعربي والتدمير ونشر الفوضى، عدم الاستقرار الأمنى وضرب الاقتصاد.

على أي طريق الا طريق القدس.

 

جنوبية

يخضع الموقوف بتهمة التعامل مع العدو (م. س. ح) للتحقيق لدى #فرع_المعلومات وكان قد عثر في حوزته على جهاز الكتروني "شديد التطور" كما عثر في هاتفه على عشرات الفيديوات التي تؤمّن مسحاً كاملاً للمنطقة المحيطة بمقر رئيس المجلس النيابي وصفتها مصادر قضائية بأن "حجمها كبير جداً".

مجموعة أخبار #جنوبية على واتساب:

 

بيار جبور

بعد هجوم 7 تشرين الأول مباشرةً، دعا غالانت، وعلى ما يبدو "هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي" بأكملها، إلى توجيه ضربة استباقية لـ"حzب الله". وقد تم إحباط ذلك من خلال تطوّرين. أولاً، حذر قائدا الجيش الإسرائيلي السابقان، بيني غانتس وغادي أيزنكوت، من أنهما لن ينضما إلى حكومة الحرب الجديدة ما لم تركز إسرائيل جهودها على غزة. ثانيًا، طمأنت إدارة بايدن إسرائيل بأن إيران ووكلائها لن يشنوا حرباً إقليمية، وتعهدت في الوقت نفسه بنشر حاملة طائرات في شرق البحر الأبيض المتوسط للحؤول دون انهيار بطاريات "القبة الحديدية" الإسرائيلية إذا استخدم "حzب الله" ترسانته الضخمة المكونة من 150 ألف صاروخ وقذيفة. إسقاطًا على ذلك يدرك حzب الله هذا الأمر ويتصرف على هذا الاساس، لعلمه المسبق بأن اسرائيل لن تشن عليه هجومًا صاعقًا، قبل الانتهاء من غزة، ولكن حرب الاستنزاف الطويلة تشكل له مأزقًا كبيرًا خصوصًا مع سقوط هذا الكم من مقاتليه.

 

فوزي فري

الفرق بين حزب الله ومعارضيه، الاول يفكر بوضع استراتجية ليقضم المزيد ... والثاني يفكر بابتكار تبريرات واعذار واهية لخساراته وتنازلاته المتكررة دون خطة او مشروع وطني جامع...

قوة حزب الله بضعف وتشتت خصومه..

 

فارس سعيد

على اثر اتفاق القاهرة في ١٩٦٩ قال ريمون ادّة

"عرف مرافق ابو عمار عن الاتفاق قبلي انا عضو مجلس النواب"

انصح النواب الذين يتابعون مثلنا الاحداث …..التواصل مع مرافق الياس ابو صعب

ربما يعرف اكثر منكم

 

فارس سعيد

ما يحصل في المنطقة هائل

١-يتجاوز من سيكون رئيس لبنان و قانون اللامركزية الادارية…

٢-يتجاوز من هم مع الفيدرالية و من هم ضدّ و يتجاوز مستقبل القطاع المصرفي…

٣-اليوم يعاد ترتيب المنطقة لرسم حدود النفوذ السياسي و العسكري و الاقتصادي و الثقافي…

ربما لمدة مئة سنة

كما حصل في ال1920

 

كمال ريشا

سيخسر حزب الله ولكن المؤسف ان احدا لن يربح بغياب اي مشروع وطني لبناني في مواجهة الحزب

 

محمد طه صابونجي

تعلمتَ مِن حزب الله التقية حتى ؟؟

مَن الذي أضعف دور #المسيحيين وقسمهم شيعة وسُنة، وقام بحرب إلغاء جديدة لأنانية معتادة بشكل جديد، سوى #ميشال_عون وفِكره الإلغائي !

لو قرأتُ هذه التغريدة من سواك لقلت لك لبنان مبني على المسيحي والمسلم وباقي الأقليات ولا قيامة للبنان دونهم.

أما منك ؟

فكيف تدافع عن القتيل وأنت أول من غرز الخنجر المسموم في ظهره!

كلامك عهر سياسي وإفلاس لا أكثر.

#جبران_باسيل

 

جبران باسيل

لا ننسى سقوط 150 شهيداً من حزب الله وهؤلاء ماتوا دفاعاً عن لبنان وبات يمكننا تحصيل حقوق لبنان ونحن قدمنا في ورقتنا خلال الجولة التشاورية نقاط ثوابت من بينها تنفيذ القرارات الدولية وال1701 واستعادة الأراضي اللبنانية المحتلة وأولها مزارع شبعا وعودة اللاجئين الفلسطينيين وحقوقنا في موارد الغاز وعودة النازحين السوريين ولا يقولن أحد أن النقطة الأخيرة ليس لها علاقة بالصراع مع إسرائيل

 

Hussain Abdul-Hussain

Today is the day of the biggest deflection away from internal Levantine Arab and Palestinian failure in establishing anything that remotely looks like a state, self government, or a functioning public institution.

Instead of looking inward and learning from past failure, we got another failing nation (South Africa) to help us cover up for our misery by taking it to the UN court and blaming someone else (Israel) for it.

Israel has been used as the biggest tool of deflection of Arab agency and self responsibility. Such deflection only helps perpetuate Palestinian century of failure, will never help solve it.

If Israel and Jews were to disappear tomorrow, like most Palestinians wish will happen, the land that is Israel today will become one of the worst governed, worst managed, Medieval piece of land run by psychopath criminals like Sinwar, Saddam and Assad. That we don't assign any blame to our own failure causes my despair and sadness over the situation of Lebanon, Iraq, Syria and the Palestinian territories. And as if we didn't have enough madness of our own, we import more madness from all the "friendly" failing nations -- from Afghanistan and Iran to South Africa and Russia. A Global  South of self-inflicted agony and misery. 

#InternationalCourtofJustice #international_justice_Court

 

Amer Fakhoury Foundation

Since the commencement of the war in the Middle East on October 7, 2023, Hezbollah has utilized the southern region of Lebanon as a battleground. They have conducted attacks against Israel from this area, placing the residents of the south in jeopardy. Nearly 90,000 individuals have fled the southern region out of concern for their safety, as it is currently under Hezbollah's control, while the Lebanese government has effectively ceased to operate.  Hezbollah has maintained a presence in the south since 2000, causing widespread fear among Lebanese citizens, unlawfully detaining anyone that dare to speak against them, and contributing to the destruction of the region through the unauthorized possession of weapons and armaments. It is imperative for the international community, particularly the United States, to take a stand against Hezbollah and insist on their withdrawal from the south as well as their disarmament.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 11-12 كانون الثاني/2024

رابط الموقع                                                                      

http://eliasbejjaninews.com

 

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins

 

اضغط على الرابط في أسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

00000

في اسفل رابط حسابي الجديد ع التويتر/ حسابي الأساسي والقديم اقفل ومن يرغب بمتابعتي ع التوتر الرابط في أسفل

https://twitter.com/BejjaniY42177

Below is the link of my new Twitter account/My old one was closed   For those who want to follow me the link is below

https://twitter.com/BejjaniY42177

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 11 كانون الثاني/2024/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/126075/126075/

ليوم 11 كانون الثاني/2024

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For January 11/2024/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/126078/126078/

January 11/2024/