المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 04 تشرين الأول /لسنة 2023

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2023/arabic.october04.23.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اضغط على الرابط في أسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

00000

Elias Bejjani/Click on the below link to subscribe to my youtube channel

الياس بجاني/اضغط على الرابط في أسفل للإشتراك في موقعي ع اليوتيوب

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

Below is the link for my new Twiier account/My old one was suspended by twitter for reasons I am not aware of. في اسفل رابط حسابي الجديد ع التويتر/حسابي الأساسي والقدين اقفل من قبل تويتر لأسباب اجهلها

https://twitter.com/BejjaniY42177

0000

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

رَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيهِ نَحْوَ تَلامِيذِهِ وقَال: طُوبَى لَكُم، أَيُّهَا المَسَاكين لأَنَّ لَكُم مَلَكُوتَ الله

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/دول الغرب تتفرج على مجزرة جديدة ترتكب بحق الشعب الأرمني في ناغورني قره باغ دون أن يرمش لها جفن

الياس بجاني/مصير اللذين يفتقرون إلى الإيمان ويغرقون في أوحال السلطة والمال

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة من محطة "أم تي في"، مع الكاتب السياسي منير الربيع

رابط فيديو مقابلة من محطة الجديد مع القاضي زياد شبيب

رابط فيديو مقابلة من محطة الجديد مع الكاتب السياسي نقولا ناصيف يتناول من خلالها تحليله الشخصي للمسار الرئاسي ولمطالب حزب الله الرئاسية والسلطوية وللأدوار الدولية والإقليمية في التعاطي مع هذا الإستحقاق

إيفيت والياس الحصروني غلبا موت الوطن بموتهما

د. ميشال الشماعي/موقع جسور

قطر «حازمة».. وتلويح بعقوبات بحق معرقلي انتخاب الرئيس!

أسرار الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الثلاثاء 3 تشرين الأول/أكتوبر 2023

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 3/10/2023

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

ماذا يحمل هوكشتاين في زيارته إلى لبنان؟

عون يتصدّر السباق مجددا... وباسيل يفجّر غضبه

الموفد القطري التقى فرنجيّة… وانزعاج من فنيانوس

لهذه الأسباب... باسيل يرفع السّقف!

قرار الحل والربط خارجي... وهل ينفجر الوضع؟

لبنان قيد الانهيار الإجباري: ارضخوا وإلا!

مُراجعة عربية ودولية للوساطات الرئاسيّة

العماد عون يتصدّر السباق مجدداً!

"حزب الله يريد الثمن"... ضاهر يُحذّر من "خطر داهم"

"دوحة 2" في الأفق... من يمتلك كلمة سر باسيل؟

 

عناوين الأخبال الدولية والإقليمية

مجلس النواب الأمريكي يعزل رئيسه من منصبه في حدث غير مسبوق في تاريخ البلاد

هل تبارك الكنيسة الكاثوليكية زواج المثليين قريبًا؟

عاصمة كاراباخ «مدينة أشباح»... والبعثة الأممية «مصدومة»

أرمينيا تتحدى روسيا بالانضمام لمحكمة الجنايات الدولية... وباريس تدعم يريفان

ما هي خطط باكو لإقليم كاراباخ بعد استعادته؟

فتاة إيرانية في غيبوبة بعد تعرضها لاعتداء

جيش إيران يبدأ مناورات للطائرات المسيّرة في تحدٍ للغرب شملت أنواع الاستطلاعية والهجومية والانتحارية... رفض أميركي لعسكرة القطب الجنوبي

دمشق تعطي الانفتاح العربي ظهرها وتركز على تونس

الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على الأطراف الرئيسية لحرب السودان

بوتين يكثف جهوده للاستفادة من «تباينات» غربية حول استمرار دعم أوكرانيا

وارسو وكييف تتوصلان لاتفاق بشأن نقل الحبوب الأوكرانية

خبراء: تعليق المساعدات الأميركية لأوكرانيا سيكون «مدمراً» لكييف

بوليتكو: وثيقة أمريكية حساسة ومسربة تكشف عن قلق واشنطن من الفساد في أوكرانيا

في ظل محادثات للتطبيع مع السعودية.. إسرائيل: “حان الوقت لاتخاذ قرارات مصيرية إزاء الفلسطينيين وشأننا الداخلي”

عبداللهيان يقدم رواية جديدة من «رسائل أميركية» بعد مقتل سليماني وقال إن واشنطن «عجزت» عن الرد على الهجوم الباليستي على «عين الأسد»

غضب مسيحي من ظاهرة «بصق» اليهود على المصلين... والفاتيكان يتدخل ووزراء وحاخامات يرفضون ربط الظاهرة بالشريعة اليهودية

اقتحامات «الأقصى» مستمرة... وتحذير مصري من تصعيد في غزة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

إيفيت والياس الحصروني غلبا موت الوطن بموتهما/د. ميشال الشماعي/موقع جسور

ليست أميركا وحدها «يا سيد» مسؤولة عن مشكلة النزوح السوري؟!/د.توفيق هندي/جنوبية

البديل عن المبادرة القطرية... الفوضى والانفجار؟/عمر الراسي/أخبار اليوم

النازحون والحدود والرئاسة بسلّة نصرالله: نحو مفاوضة الأميركيين/منير الربيع/المدن

بانتظار البازار الكبير: السيّد وتوحيد الجبهات/خالد البوّاب/أساس ميديا

من يطرح تعديل الطائف؟/جوزفين ديب/أساس ميديا

بدأ العدّ العكسيّ: حرب عون-باسيل بالسلاح الأبيض!/ملاك عقيل /أساس ميديا

المرشّح الثالث: مأزق يخلف المأزق/نقولا ناصيف/الأخبار

الفكرة القطرية المفيدة: شطب فرنجية وعون معاً/نقولا ناصيف/الأخبار

الوساطة القطرية: الثنائي يتمسك بفرنجية وباسيل لا يمانع البيسري/نقولا ناصيف/الأخبار

قوى الأمن تواجه أزمة تدنّي عناصرها بالتقاعد والفرار/يوسف دياب/الشرق الأوسط

التسوية الرئاسية قبل نتيجة منصّة الغاز… وإلّا!!/زكريا حمودان/الجمهورية

معركة قيادة الجيش بدأت… وباسيل سيلاحق عون قضائيّاً/داني حداد/أم تي في

“الإخفاق” الحكومي يُنذر بتوسّع أزمة النازحين/غادة حلاوي/نداء الوطن

العلاقة الثنائية مع إسرائيل/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

فر أكثر من 100 ألف أرمني من الجيب الانفصالي خلال أيام معدودة خوفاً من الاضطهاد بعدما طوقتهم القوات الأذربيجانية/بيل ترو مراسلة الشؤون الدولية في اندبندنت عربية

بشار الأسد: الجميع سيفاجأ بسرعة التزام حسن نصر الله القواعد عند إعلان اتفاق سلام/سوسن مهنا/انديبندت عربية

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

مُداهمة خيمة للسوريّين ومُصادرة أسلحة

اجتماع لنواب وشخصيات احتجاجا على "اقتلاع الارمن من آرتساخ": على الحكومة إصدار موقف واضح بالإدانة

 جعجع: منفتحون على مناقشة طرح لودريان لجهة الخيار الثالث في ملف الرئاسة وليس لدينا فيتوعلى قائد الجيش

سامي الجميل: إذا كان حزب الله حريصا على البلد فليسحب مرشحه وما نطلبه هو ضمانات للجمهورية بينما هو يريدها لسلاحه

نديم الجميل شارك في قداس في سيدة الأرز- هيوستن على نية "بشير ورفاقه" ودعا المنتشرين الى تسجيل أولادهم في لبنان لأن معهم "منعمل الفرق"

اجتماع موّسع في دار الطائفة الدرزية شيخ العقل: لإبقاء حراك السويداء سلميا ووطنيا جنبلاط: لتفادي الدخول في صراعات داخلية

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

لا أَحَدَ يَقْتَطِعُ رُقْعَةً مِنْ ثَوْبٍ جَدِيد، وَيَرْقَعُ بِهَا ثَوبًا بَالِيًا، وإِلاَّ فَإِنَّهُ يُمَزِّقُ الجَديد، وَالرُّقْعَةُ الَّتي يَقْتَطِعُها مِنْهُ لا تَتَلاءَمُ مَعَ الثَّوبِ البَالي

إنجيل القدّيس لوقا05/من33حتى39/:”َقَال الفَرِّيسِيُّونَ والكَتَبَةُ لِيَسُوع: «تَلاميذُ يُوحَنَّا يَصُومُونَ كَثيرًا وَيَرْفَعُونَ الطِّلْبَات، ومِثْلُهُم تَلامِيذُ الفَرِّيسييِّن، أَمَّا تَلاميذُكَ فَيَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُون». فَقَالَ لَهُم يَسُوع: «هَلْ تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَجْعَلُوا بَنِي العُرْسِ يَصُومُون، والعَريسُ مَعَهُم؟ ولكِنْ سَتَأْتي أَيَّامٌ يَكُونُ فيهَا العَرِيسُ قَدْ رُفِعَ مِنْ بَيْنِهِم، حيِنَئِذٍ في تِلْكَ الأَيَّامِ يَصُومُون».وقَالَ لَهُم أَيضًا مَثَلاً: «لا أَحَدَ يَقْتَطِعُ رُقْعَةً مِنْ ثَوْبٍ جَدِيد، وَيَرْقَعُ بِهَا ثَوبًا بَالِيًا، وإِلاَّ فَإِنَّهُ يُمَزِّقُ الجَديد، وَالرُّقْعَةُ الَّتي يَقْتَطِعُها مِنْهُ لا تَتَلاءَمُ مَعَ الثَّوبِ البَالي. ولا أَحَدَ يَضَعُ خَمْرَةً جَدِيدَةً في زِقَاقٍ عَتِيقَة، وإِلاَّ فَالخَمْرَةُ الجَدِيدَةُ تَشُقُّ الزِّقَاق، فَتُرَاقُ الخَمْرَة، وَتُتْلَفُ الزِّقَاق، بَلْ يَجِبُ أَنْ تُوضَعَ الخَمْرَةُ الجَديدَةُ في زِقَاقٍ جَديدَة. ولا أَحَدَ يَشْرَبُ خَمْرَةً مُعَتَّقَة، وَيَبْتَغي خَمْرَةً جَدِيدَة، بَلْ يَقُول: أَلمُعَتَّقَةُ أَطْيَب!».

 

”تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

دول الغرب تتفرج على مجزرة جديدة ترتكب بحق الشعب الأرمني في ناغورني قره باغ دون أن يرمش لها جفن

الياس بجاني/30 أيلول/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/122702/122702/

يا للخذي ويا للعار، فإن دول الغرب المدعية التقدم والحضارة والرقي، والمفاخرة برفع رايات شرعة حقوق الإنسان الدولية، قد فقدت كل ما هو إنسانية وضمير وأخلاق.

هذه الدول، وعلى خلفية كفرها والجحود، وبسبب عودتها الانتكاسية والارتدادية إلى طبيعة الإنسان الغارق في الخطيئة الأصلية، قد أصبحت بغربة كاملة عن كل قيمها وتاريخها والتزاماتها الوطنية والإنسانية.

نعم وللأسف، فإن هذه الدول كافة الملتحفة بالعلمانية الشيطانية الفاسدة والمفسدة، قد غرقت حتى أذنيها في كل ما هو ترابي ومصلحي وتجاري ومصالح آنية، وتخلت عن سابق تصور وتصميم، عن كل ما هو أنساني وإيماني وأخلاقي وقيمي.

هذه الدول، وفي مقدمها روسيتا تتفرج بغباء وموت ضمير ووجدان وخور إيمان ورجاء على مجزرة جديدة ترتكبها أذربيجان وحليفتها تركيا بحق الشعب الأرمني.

الشعب الأرمني يقتل وينكل به ويعذب ويهجر من أرض أجداده، ويقلع من جذوره وتاريخه بالقوة ويطهر عرقياً، فيما روسيا تحديداً ودول الغرب عموما ودون استثناء واحد، لا تُحرّك ساكنا، لا بل تبارك المجزرة وتتحالف مع مرتكبيها وتهلل لهم.

يا للعار، فإن هذه الدول وأنظمتها العلمانية الجاحدة والشيطانية تعبد تراب الأرض وثرواته، بعد أن تخلت عن كل ما هو قيم ومبادئ وحقوق إنسان ودفاع عن حرية مصير الشعوب.

ما هو محزن ومؤلم في آن، هو أن الشعب الأرمني الذي تعرض على أيدي الدولة العثمانية التركية لأفظع مجرة في التاريخ ما بين عامي 1914-1915، قد ترك مجدداً فريسة للوحوش البشرية المفترسة المتمثلة بدكتاتور أذربيجان إلهام علييف، وبحليفه التركي الإخونجي والأصولي الرئيس أردوغان، الغارقين في أوحال الأصولية والأحقاد والتعصب والحقد والضغائن التاريخية.

إن الغرب الجاحد قد بارك لعلييف واردوغان أن يمارسا وحشيتهما وتعطشهما لسفك دم الشعب الأرمني رغم أن تركيا هي عضو في الحلف الأطلسي الغربي المفترض أنه حامي والسلام والحريات والديمقراطية.

يبقى أن المجزرة البشعة التي يتعرض لها أرمن ناغورني قره باغ هي مستنكرة ومدانة بكافة المعايير.

من التاريخ

*الإبادة الجماعية للأرمن أو مذابح الأرمن أو المحرقة الأرمنية (بالأرمنية: Հայոց Ցեղասպանութիւն) (بالتركية: Ermeni Soykırımı)‏ هي عملية القتل الجماعي الممنهج وطرد الأرمن التي حصلت في أراضي الدولة العثمانية على يد حكومة جمعية الاتحاد والترقي خلال الحرب العالمية الأولى. مع أن مجازر متفرقة قد ارتكبت بحق الأرمن منذ منتصف العام 1914م، فإن المتفق عليه أن تاريخ بداية الإبادة هو 24 أبريل 1915م، وهو اليوم الذي جمعت فيه السلطات العثمانية مئات من المثقفين وأعيان الأرمن واعتقلتهم ورحلتهم من القسطنطينية (إسطنبول اليوم) إلى ولاية أنقرة حيث لقي أغلبهم حتفه.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninews.com

 

مصير اللذين يفتقرون إلى الإيمان ويغرقون في أوحال السلطة والمال

الياس بجاني/26 أيلول/2022

بيننا الكثير من الناس اللذين يجهلون بأن الإنسان هو ابن الله، ومعمد بالماء والروح القدس، ولا يدركون بسبب كفرهم وقلة إيمانهم من هم حقًا، ولذلك يختبئون بخبث خلف وجوه مزيفة، أو لنقول أنهم يرتدون أقنعة خادعة.

لماذا هم كذلك؟

بالتأكيد، لأنهم يكرهون أنفسهم، وفي الغالب هم مثقلون بعقد النقص المدمرة.

إن معظم هؤلاء الأشخاص يشبهون الحرباء بتغيير ألوانهم، كونهم لا يثقون بأنفسهم، وليس لديهم أي شعور بالعرفان بالجميل أو الامتنان على الإطلاق تجاه الغير، ويفتقرون إلى الإيمان بالله ويعبدون المال والسلطة.

وفي الغوص في ماضيهم نجد بأن معظمهم بالغالب كانوا فقراء في البداية، لكنهم أصبحوا أصحاب سلطة وأغنياء فجأة.

وبدلاً من أن يستثمروا ثرواتهم التي هي نِّعم وعطايا من الله في مساعدة الآخرين وإسعادهم، وخاصة أفراد أسرهم، فإنهم يبتعدون بحقد وكراهية وشوفة حال عن كل ما هو أحاسيس ومشاعر إنسانية، وينسون ما هو معنى وجوهر الحب ، وينكرون  أن الله هو محبة.

يقعون في التجربة، ويعيشون في سجون الكراهية، ويجترون الضغينة  والحقد، ويسكن قلوبهم الانتقام وكل مركبات النقص والكراهية.

ليس هذا فحسب، بل تعميهم الغيرة والحسد ويستخدمون ثرواتهم ونفوذهم بشكل شرير لإلحاق الأذى والشرور بالآخرين.

يصبحون مجرد ساديين تفرحهم أوجاع ومعاناة الآخرين، ويزرعون هذه السرطانيان الأخلاقية في نفوس عائلاتهم والمقربين منهم، ويعاقبون من يرفض السير في دروبهم الشيطانية

عندما ننظر حولنا أينما كنا، فمن السهل جدًا التعرف على العديد من هؤلاء الأشخاص الذين لديهم هذه الطائع الشريرة.

ونسأل عن مصيرهم والنهايات؟

في الخلاصة، فإن هؤلاء في النهاية سوف يدفعون ثمن كل أعمالهم المدمرة والشريرة، إن لم يكن على هذه الأرض، فبالتأكيد يوم الحساب الأخير يوم يقفون أمام الله ليحاسبوا على كل ما اقترفوه من خطايا لا تغفر.

نسأل الله العلي القدير أن يحفظنا من أمثال هؤلاء الأشرار المرّضى والمعقدين.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninews.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط   https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة من محطة "أم تي في"، مع الكاتب السياسي منير الربيع

https://www.youtube.com/watch?v=BczpHeuftRU

03 تشرين الأول/2023

 

رابط فيديو مقابلة من محطة الجديد مع القاضي زياد شبيب

https://www.youtube.com/watch?v=pgVqzJ4V9I4

03 تشرين الأول/2023

 

رابط فيديو مقابلة من محطة الجديد مع الكاتب السياسي نقولا ناصيف يتناول من خلالها تحليله الشخصي للمسار الرئاسي ولمطالب حزب الله الرئاسية والسلطوية وللأدوار الدولية والإقليمية في التعاطي مع هذا الإستحقاق/المرشّح الثالث: مأزق يخلف المأزق/الفكرة القطرية المفيدة: شطب فرنجية وعون معاً/الوساطة القطرية: الثنائي يتمسك بفرنجية وباسيل لا يمانع البيسري

الثلاثاء 3 تشرين الأول 2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/122799/122799/

المرشّح الثالث: مأزق يخلف المأزق

نقولا ناصيف/الأخبار/ الثلاثاء 3 تشرين الأول 2023

الفكرة القطرية المفيدة: شطب فرنجية وعون معاً

نقولا ناصيف/الأخبار/ السبت 30 أيلول 2023

الوساطة القطرية: الثنائي يتمسك بفرنجية وباسيل لا يمانع البيسري

نقولا ناصيف/ألخبار/الثلاثاء 26 أيلول 2023

 

إيفيت والياس الحصروني غلبا موت الوطن بموتهما

د. ميشال الشماعي/موقع جسور/03 تشرين الأول/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/122789/122789/

أيّ غلبةٍ أفظع للموت إلا بلقاء زوجين حبيبين مقاومَين جنوبيّين، عاشا عمرهما معًا بالحبّ والنّضال والتضحية، إيمانًا منهما بفعل بقائهما في قريتهما الحبيبة وجنوبهما الغالي!

الياس وإيفيت الحصروني لقد أفجعتما لبنان التاريخ والكِيان كلّه وليس عين إبل بلدتكما فحسب، أو حتّى لبنان المرهون لتاريخ لا يشبه تاريخه الوجوديّ في هذا العالم منذ بدايات الكون.

شهران على موت زوجها، عضو المجلس المركزي، ومنسّق حزب القوّات اللبنانيّة في منطقة بنت جبيل، الياس الحصروني المعروف بالحنتوش، إيفيت تلاقي حتفها في حادث سير مروّع على طريق بلدتها عين إبل. زوجها الحنتوش الذي بحسب ما أكّد وقتذاك رئيس بلدية عين إبل، عماد الّلوس، أنّه كان برفقة عائلة ابنته وأحفاده، الأربعاء، بتاريخ الثاني من أغسطس/ آب 2023 في مطعمٍ في البلدة ليغادر من بعدها عائدا إلى منزله. إلا أنه لم يصل إلى المنزل، حيث عثر على الحصروني جثة هامدة في سيارته الملقاة في جلّ قرب أحد الطرق في البلدة باتجاه بلدة حانين.

وبنتيجة البحث في كاميرات المراقبة تمكن أحد أقارب الضحية من العثور على مقطع مسجل على كاميرا DVR يظهر اعتراض سيارتين لطريق الحصروني حيث دفعوه للتوقف، ليترجل منها أشخاص ويصعدون بسيارة الحصروني، من ثم انطلقت السيارات الثلاث، وبعدها حدث ما حدث. هذه الفضيحة الأمنية حدثت في منطقة يقتل فيها النّاس ولا يكتشَف القاتل، بل يتمّ ترقيته إلى مرتبة القداسة.

وبرغم الشكوك الأمنيّة التي رافقت ملفّ التحقيق في قضيّة اغتيال زوجها، الحنتوش، ولا سيّما بعدما كشف رئيس حزب القوّات اللبنانيّة، سمير جعجع الذي اعتبر أنّ هذه الجريمة مُنظمة، وفضح الأماكن التي انطلقت منها السيارات الأربع التي اشتركت بالجريمة، واحدة جاءت من عيتا الجبل، وأخرى من بنت جبيل، والثالثة من حانين، والرابعة من برعشيت. هذه المنطقة التي لا يُكشَف فيها مجرم، كما علّمت اللبنانيّين التجارب من اغتيال السياديين، وليس آخرهم لقمان سليم الذي اغتيل في منطقة أقلّ ما يمكن تصنيفها أنّها منطقة أمنيّة عاصية عن وجود الدّولة الفاعل. بعد هذه المسائل كلّها لا يمكن إلا الانحناء أمام عزيمة وإصرار السيّدة إيفيت، المقاومة بأمومتها ووطنيّتها وروحها العائليّة، هي التي رفضت الخروج من عين إبل، وبقيت صامدة برغم اغتيال زوجها، وارتفاع منسوب الخطر الأمني الذي قد يطالها شخصيًّا.

أمام هذا الواقع الصّموديّ الجبّار، يبدو أنّ يد الموت الذي أتاها كالسارق في وضح النّهار، ولم يأخذ من الليل ستاره، لأنّ درجة عهر الشّرّ وأبنائه باتت حدّ الغيوم. هذا الموت المريب بعد شهرين فقط عن حادثة بهذا الحجم يطرح عدّة تساؤلات، قد تكون تلك الأمنيّة أولاها، لكنّ المقاربة الإنسانيّة لهذه الحادثة هي التي تغلب انطلاقًا من تاريخ هذه العائلة الإنسانيّ والمقاوماتيّ. ومعروف عن الحنتوش وزوجته وقوفهما جنبًا إلى جنب أهالي عين إبل والمنطقة كلّها، ومن دون أيّ تمييز أو تفرقة. والنّاس كلّهم هناك يشهدون على اندفاعتهما في المساعدة، ولا سيّما في زمن أزمة كورونا.

أمام محاولات قتل الوطن كلّها، تبقى إرادة الحياة التي بثّتها إيفيت وزوجها في مسيرتهما الأرضيّة، في بلدتهما عين إبل أقوى بكثير من جبروت الموت وعملائه الخبيثين أيًّا كانوا، ومهما كانت الهويّة التي يحملونها، فأبناء الموت الجحيم مرتعهم، بينما أبناء الحياة فالسماء عرشهم. أمام موت الوطن إيفيت والياس غلبا الموت بمسيرتهما الانسانيّة – الوطنيّة. وهما كانا عن حقّ أقوى من الموت.

يبقى أنّ انتظار نتائج أيّ تحقيق هي القاعدة الأسلم ليسلم الوطن. مع العلم مسبقًا أنّ أيّ نتيجة لم تصدر من سلطة عن حادثة بحجم كارثة انفجار أو تفجير مرفأ بيروت، يستبعَد أن تصدر بحادثة اغتيال الحنتوش الجرميّة. أمّا عن موت إيفيت زوجته، فمَن يمكنه أن يتكهّن بما لم ترصده أيّ كاميرا قد تكون أيادي الموت قتلتها قبل أن تقدم على فعلتها الخسيسة هذه؟

*وفاة زوجة الحصروني

توفيت السيدة ايفيت سليمان الحصروني، زوجة المسؤول في القوات اللبنانية الشهيد الياس الحصروني، اثر حادث سير مروّع على طريق عين ابل- رميش.

 

قطر «حازمة».. وتلويح بعقوبات بحق معرقلي انتخاب الرئيس!

جنوبية/03 تشرين الأول/2023

لن تكون مهمة الموفد القطري الى لبنان سهلة، على الرغم من كل الدعم المقدم من الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية والمجتمع الدولي، نظرا للشروط التي سبقتها مع إطلاق الموفد الفرنسي جان ايف لو دريان، موقفا جديدا يتعلق بضرورة البحث عن “خيار ثالث” لرئاسة الجمهورية اللبنانية”.

وأضحت قوى الممانعة ومن خلفها بعض الدول الإقليمية (ايران و سوريا وحلفاؤهما)، بمرحلة إعادة هيكلة مواقفها وتموضعها، للنظر في كيفية التعاطي مع المستجدات القائمة، والبحث في الاسم الثالث الذي يحفظ شروطها وخصوصا “حماية المقاومة” او حزب الله على الأخص. ووأوضحت مصادر ديبلوماسية مواكبة ل “جنوبية”، ان “الموفد القطري ينطلق في مهمته الجديدة، بزيارة كل المسؤولين اللبنانيين المعنيين بالملف الرئاسي، وسيكون ل”حزب الله” حصة من هذه اللقاءات، مع إمكانية جس نبض الأطراف حول أسماء وسطية لا تشكل استفزازا للأطراف المتساجلة”. وكشفت عن بروز اسمي نعمة افرام وزياد بارود كشخصيتين وسطيتين لتسويقهما، في حال لم يفلح الموفد القطري في استقطاب الأكثرية النيابية لقائد الجيش العماد جوزاف عون، الذي يحتاج الى توافق سياسي داخلي، بعدما حظي بدعم المجتمع الدولي، خصوصا الولايات المتحدة ودول الخليج العربي، مع تريث دول الممانعة كإيران وحلفائها، خصوصا وان هذا التوافق، هو في أمس الحاجة اليه، لكونه يسهل عملية تعديل الدستور لمادة وحيدة، كما حصل مع الرئيسين السابقين اميل لحود وميشال سليمان اثناء انتخابهما”. ولفتت الى ان “الموفد القطري سيقوم بجولة على عدد من القوى السياسية، وسيكون مستمعاً جيداً، لكن سيكون له موقف حازم، بعدما أوكلت اللجنة الخماسية لقطر مهمة إيجاد مخرج للأزمة الرئاسية، وتراجع الدور الفرنسي في هذا الملف”. ورأت ان “النقاش مع الأطراف اللبنانية لن يكون نقاشا سهلا، لان كل الأطراف مصرة على مرشحها ومواقفها، وان الحوار هو واحد من الاشكاليات التي طرحت خلال اجتماع الخماسية، وسط تباين في الأراء، بين فرنسا من جهة وأميركا وقطر والسعودية من جهة أخرى”. وجددت تأكيدها على ان “القطريين سيكونون حاسمين هذه المرة، في ضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، يأخذ الأكثرية وتتفق عليه كل الأطراف في حال ارادت ذلك، وهي أي قطر، ستستعمل كل الوسائل التفاوضية المتاحة، للوصول الى هذه الغاية، مدعومة بموقف عربي واميركي واضح، بعدما أعلنت الولايات المتحدة عن ضرورة وضع اطار زمني لانتخاب رئيس جديد للبنان”. وأشارت المصادر الى ان “المراوحة السجالية لن تجدي نفعا، ويدفع الشعب اللبناني نتيجة هذه الوقائع القائمة، وبالتالي فان المجتمع الدولي لن يسكت هذه المرة وستنعكس عقوبات سريعة على معرقلي انتخاب الرئيس، واسبابهم الواهية المبنية على الاستفادة الفردية، بعيدا عن مصلحة البلد الذي يتخبط بآتون صراعات وازمات، قد تودي بكيانه الى الابد”

 

أسرار الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الثلاثاء 3 تشرين الأول/أكتوبر 2023

وطنية/03 تشرين الأول/2023

البناء

خفايا

قال سفير أوروبي إنه ينظر لمبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري كمشروع فرصة لتسوية منصفة ضاعت على اللبنانيين، لأنها أرضت الطرف الذي يدعو للحوار بتضمينه في المبادرة وقيّدت هذه الدعوة بما يلاقي تحفظات الطرف الذي لا يعتقد بالحوار ممراً للانتخابات ويدعو لجلسات انتخابية متتابعة، فأخذت بهذا المطلب وضمّنته للمبادرة بتنسيق موفق. وأضاف عندما يحين وقت الانتخابات سوف تكون المبادرة ممراً إلزامياً لانتخاب الرئيس.

كواليس

توقع خبير في العلاقات الدولية أن يتعزّز التسليم الأميركي للصين بمرجعية آسيا، وفي قلبها حفظ المصالح الأميركية وأن ينتج عنه تبريد الملفات الساخنة وتفاهمات وتسويات ويتضمن انسحاب القوات الأميركية من العراق وسورية، بينما يبقى التنافس قائماً على أفريقيا وأوروبا، ويكون تعويض كيان الاحتلال عن أثمان التسويات التي تشبه ترسيم الحدود البحرية اللبنانية بفتح طريق التطبيع الاقتصادي مع الخليج وعائداته، كما هو الممر الهندي.

الجمهورية

ـ علّق أحد السياسيين على نتائج زيارة وسيط خارجي الى بيروت بقوله: إجا ديك.. وراح دجاجة.

ـ اعتبرت أوساط مواكبة للملف الرئاسي أن عاملَي الحسد والحقد يؤثران في تحديد مواقف البعض من خيارات مطروحة للرئاسة.

ـ يشكو قطاع غير مدني من نقص في العديد ما جعل قدرته على إحباط العمليات بنسبة عشرين في المائة أقل.

اللواء

همس

يسجّل قريبون من إحدى الوساطات عتباً على أصدقاء وشركاء مفترضين لم يتجاوبوا مع المساعي التي كانت ترتكز على رصيد معروف..

غمز

لم يُبدِ مرشح رئاسي طيبة خاطر لمفاتحته بعروض معينة، مقابل عزوفه عن المضي بترشحه..

لغز

ارتفعت المخاوف جدياً من تعسُّر مالي مع بداية السنة، ما لم تحدث انفراجات بالرئاسة والمساعدات!

نداء الوطن

ـ أثناء جلسة لجنة المال والموازنة أمس، لوحظ دفاع مستميت من ممثلي «الثنائي الشيعي» عن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وطريقة صرف أموال حقوق السحب الخاصة.

ـ يتردد أنّ وزير مال سابق يتولى الحديث عن سياسات وزارة المال خلال الاجتماعات النيابية بينما يلتزم الوزير الحالي يوسف خليل الصمت.

ـ يقال إنّ «الخرق» الذي فرضه نائب شمالي معارض، في انتخابات المجلس الإسلامي الشرعي، ليس دقيقاً.

أسرار النهار

لوحظ تفاعل دور نائب بقاعي سابق ودلالة استقباله رئيس تيار مسيحي بارز، ما حمل أكثر من إشارة على خط الاصطفافات والتحالفات المقبلة

انحسرت حدة تغريدات ومواقف مرجع سياسي في ظل معلومات عن دخول أكثر من جهة مقربة على الخط لعدم تفاقم الخلافات بين مكونين سياسيين بارزين.

أعلن محافظ بعلبك أنه اتصل بالأجهزة الأمنية التي نفت علمها بأي خطة تستهدف قلعة بعلبك.

من حسن يوسف رضا: “يهمني أن أوضح أن القضية التي حصلت معي من اعتداء تخلله إطلاق نار، أصبح الأمر بعهدة القضاء والقوى الأمنية ولنا كامل الثقة بهم لإحقاق الحق بإعادة الحقوق إلى أصحابها. أما ما ورد لجهة أن المشكل هو بين بلدتي المالكية وبدياس المقاومتان وتصويره على هذا النحو، كما تم ذكر أن  هناك أحزاب تتدخل في هذه القضية ورؤساء أحزاب، فهو كلام عارٍ عن الصحة. إنني أؤكد أن ما حصل هو إشكال فردي ولا علاقة لأهالي البلدتين التي تربطهما روابط أخوة ومسيرة كفاح ونضال ومقاومة في وجه العدو”.

الأنباء

*بعيداً عن الأضواء

لقاءات لافتة بعيداً عن الأضواء على خط الاستحقاق الرئاسي، والتكتم سيّد الموقف.

*إعادة حضور لبنان

فرص خارجية مهمة لإعادة إثبات حضور لبنان الاقتصادي كبلد منتج وفاعل ومبدع.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 3/10/2023

وطنية/03 تشرين الأول/2023

 مقدمة نشرة أخبار تلفزيون لبنان

الساحة السياسية خالية من أي مؤشر لخرق واقع الازمة  الرئاسية والحديث عن المرشح الثالث لا يزال دونه عقبات ويكتنفه الغموض على رغم استمرار الاتصالات ذات الصلة.

وفيما يبدو أنه لم يحن الوقت بعد لدى الدول المؤثرة لتزخيم دفعها وتشجيعها الافرقاء اللبنانيين نحو إنتاج حل سواء عبر دوحة 2 أم أي حوار آخر في لبنان أو غير لبنان تستعد اللجنة الخماسية لعقد اجتماع لها في الاسبوعين المقبلين في الرياض\ على وقع تنيسق سعودي - قطري تام متناغم مع نهج المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان في محاولته للتوصل الى حل مسألة الفراغ الرئاسي في لبنان على رغم الصعوبات الضخمة التي يواجهها.

وتفيد المعلومات ان زيارة لودريان الرابعة الى بيروت قد تسبق زيارة الوزير القطري محمد الخليفي الذي ينتظر عودة الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني الى الدوحة للاطلاع على نتائج لقاءاته في بيروت علما ان الاخير مستمر باجراء  اتصالاته بعيدا من الاضواء  في جولة ثانية على الأفرقاء السياسيين بناء على تكليف مباشر من الامير تميم بن حمد آل ثاني.

الازمة الرئاسية على مشارف عامها الثاني يوازيها في الاهمية ملف النزوح السوري الذي بات وباجماع كل القوى السياسية مسألة وجودية.

وفي هذا الاطار لفت كلام بارز للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مطالبا بتسهيل سفرهم الى اوروبا من جهة ثانية اكد التعاون مع الحكومة في موضوع التحديد الجغرافي البري.

وإذا كان بنهاية هذا الشهر تشرين الأول سينتهي عام ولبنان من دون رئيس للجمهورية وبالمصادفة تكون سنة مرت على اتفاق الترسيم البحري فإن المرتقب في منتصف الشهر الحالي أن يعود الوسيط الأميركي آموس هوكستين الى لبنان في إطار محاولات حل مسألة التحديد الحدودي خصوصا عند نقطة الماري-الغجر.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان

حل عقدة الشغور الرئاسي يبدو مؤجلا حتى إشعار آخر اذ لا مؤشرات تنبئ باحتمال حصول انفراج قريبا.

أما أقصى ما يتم رصده فهو حراك للموفد القطري فهد بن جاسم آل ثاني الذي يتابع لقاءاته في لبنان مع ممثلي القوى السياسية والحزبية والبرلمانية الفاعلة في محاولة جادة لاجتراح حلول للأزمة الرئاسية.

وتجري هذه اللقاءات بعيدا من الأضواء إذ يبدو ان آل ثاني يستعين على قضاء الحوائج بالكتمان ولذلك لم ترشح أية مسارات ستنحو اليها هذه المساعي الحميدة.

في المقابل لم يضرب أي موعد محدد لعودة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت.

وإذا كان الإنتخاب الرئاسي بحكم المؤجل إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا فإن ملف النزوح السوري بحكم المعجل المكرر نظرا لخطورته المتزايدة يوما بعد يوم.

هذا الملف يتطلب معالجات جدية وسريعة لعل من أولى مداميكها ذهاب وفد رسمي لبناني إلى دمشق للبحث في مخارج حقيقية لهذه المعضلة وفق تعاون بين الحكومتين اللبنانية والسورية بغض النظر عن الضغوط الغربية الرامية لإحباط عودة النازحين إلى ديارهم.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ام تي في

الإستحقاق الرئاسي معقد داخليا، ومعلق خارجيا. الداخل أولا أثبت أنه غير قادر على إنتاج رئيس لأن حزب الله وحلفاءه مصرون على مرشحهم ، فيما المعادلات الداخلية ليست لمصلحتهم كما كانت بين العامين 2014 و2016. بالتالي فإن ما يصح على المعركة الرئاسية التي أوصلت العماد ميشال عون إلى قصر بعبدا لا يصح بتاتا على المعركة الرئاسية الحالية، والتي لا تسمح ظروفها بإيصال سليمان فرنجية. وعليه، فإن التعويل أضحى على الخارج، وتحديدا أكثر على الخارجين : الإقليمي والعربي. لكن المشكلة أن الخارج بشقيه غير مستعجل، لأن أجندته مرتبطة بأمور وملفات أهم من لبنان، تبدأ بالمفاوضات الأميركية- الإيرانية ولا تنتهي بالمفاوضات الإيرانية - السعودية.

 وعليه، فإن الإنتظار سيطول مبدئيا، وسيملأه أفرقاء الداخل بالمواقف ذات السقوف العالية، وهو ما يفعله مثلا رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي يرفع الصوت ضد قائد الجيش لعلمه أنه حاليا المرشح الأكثر جدية، وأن حضوظه للفوز بالسباق الرئاسي ليست قليلة.

أمنيا، المديرية العامة لامن الدولة داهمت خيمة يقطنها سوريان في زحلة فعثرت على كمية من الاسلحة الحربية واسلحة الصيد بالاضافة الى البسة عسكرية وهواتف خلوية عدة وكاميرات. المداهمة، وهي ليست الاولى من نوعها للاجهزة الامنية، تثبت ان بعض من يطلق عليهم تسمية نازحين صاروا يشكلون خطرا على امن البلد وحياة المواطنين. وهو امر يدعو الى مزيد من الحيطة والحذر . كما ينبغي ان يحمل الحكومة على الاسراع في اجراء مفاوضات مع الحكومة السورية، ليعرف ما اذا كانت هذه المفاوضات ستؤدي الى نتيجة ام لا. علما ان النتيجة، مبدئيا،  معروفة سلفا. لكن الاهم هو ان تباشر الحكومة  اتصالاتها بالخارج لشرح الواقع اللبناني على حقيقته. فالوضع لا يمكن ان يستمر على هذا النحو، لا امنيا ولا ديمغرافيا ولا اقتصاديا. فالقضية  في لبنان لم تعد قضية نازحين او لاجئين  بل صارت تتعلق بوجود سوري غريب ومريب يهدد تركيبة الوطن وهوية البلد.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار

في عيد العرش العبري، هز الامام السيد علي الخامنئي العرش الصهيوني، واكد ان كيانهم الى زوال وان ايادي المقاومين كفيلة بتحقيق هذا الوعد الالهي ..

هو وعد أقوى من كل الوعيد والتهديد الصهيونيين، ومن كل الاعتداءات التي يسطرها الصهاينة شرطة ومستوطنين في باحات المسجد الاقصى كما الخليل وكل فلسطين ..

اعتداءات تتزامن مع احتفالات صهيونية في بلاد اسلامية بما يسمى عيد العرش، حيث يسعى البعض الى تثبيت عرشه بالتطبيع مع عدوه، وهو التطبيع المدان متى فعله اي كان كما اشار الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في ذكرى المولد النبوي الشريف ..

مناسبة ذكر خلالها سماحته ان تعاون الامة كفيل بصد كل محاولات اعدائها، كما ان حوار اللبنانيين كفيل باخذ البلد بالاتجاه الصحيح، لولا ان النكد والمكابرة اضاعا فرصة الرئيس نبيه بري، ولم يعد في البلاد الا انتظار المسعى القطري وما سيحمله من خلاصات..

اما ما خلص اليه الامين العام لحزب الله حول النزوح فهو ما يلهج به كل اللبنانيين وان كابر البعض او عض على لسانه كرمى لاوامر الاميركي، فالتواصل مع الحكومة السورية وفتح البحر امام بواخر النازحين نحو اصقاع العالم مسارات يبدو انها الزامية ..

في الملف النفطي ومع التزام الجميع الايجابية على وقع الحفر من قبل الشركات المعنية، ارتفع منسوب الآمال مع ما تحدث به الامين العام لحزب الله، فيما يؤكد الخبراء ان المؤشرات حتى الآن تشي بايجابية لافتة، لعلها تلفت نظر المعنيين الى ضرورة ترتيب الساحة السياسية لتهيئة الطريق امام دخول نادي الدول النفطية ..

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في

تراجع القطري، تقدم الفرنسي… تراجع الفرنسي، تقدم القطري.

معزوفة سياسية واعلامية مملة، باتت خبزنا اليوم، وجديدها اليوم كلام عن اجتماع جديد للجنة الخماسية من جهة، وطروحات متداولة حول مؤتمر دوحة 2 من جهة اخرى، علما ان الثابت الوحيد هو التعثر على المسار الرئاسي والتمديد للفراغ.

وفي هذا السياق، جملة ملاحظات:

أولا، صارت السيادة الوطنية بحكم الملغاة، بفعل التدخلات الخارجية من كل حدب وصوب، والتي بات اللبنانيون يتعاملون معها كأمر واقع، من دون أن تثير في أوساطهم أي انتفاضة، وكأنهم تأقلموا مع انبطاح اركان المنظومة على اعتاب السفراء والقناصل، وكل أشكال الوصايات.

ثانيا، بات الميثاق الوطني الذي يرعى العيش المشترك بين اللبنانيين وكأنه غير موجود. ففيما كان المنطق الميثاقي يقتضي احترام رأي الأكثرية المسيحية في اختيار مرشح أو أكثر، ثم التنافس على التأييد الوطني العام لاختيار رئيس من بين هؤلاء… يسود منطق الفرض، الذي أطاح الدستور غير المحترم أصلا، حتى بات عقد جلسة مفتوحة بمحضر واحد ودورات متتالية حتى يتصاعد الدخان الابيض مدعاة سخرية لدى البعض.

ثالثا، عادت في الايام الاخيرة لغة التهديد والوعيد، المباشرة او المبطنة، عبر وجوه اعلامية وصحافية معروفة، على خلفية المواقف الرافضة لهذا او ذلك من المرشحين، لكن المستخدمين فاتهم أننا لم نعد في زمن وصاية ولا احتلال، وان عقارب الساعة لا تعود ابدا الى الوراء.

رابعا، أصبح الكلام عن برنامج للعهد المقبل، ولو بالخطوط العريضة، امرا مستغربا في اوساط كثيرة، فكيف بربط الحل الرئاسي بإقرار قوانين قادرة على تغيير حياة اللبنانيين، كاللامركزية الادارية الموسعة، والصندوق الائتماني، عدا عن سائر التشريعات الاصلاحية المتأخرة…

خامسا، أضحت لعبة الاسماء الملهاة الوحيدة بعد عام تقريبا على الفراغ، وكأن هذا الاسم او ذاك قادر على اجتراح المعجزات، علما ان غالبية الاسماء المطروحة، لا ترق الى مستوى التحديات المطروحة على اللبنانيين، خصوصا أن تلك الاسماء لا تعرف الا لعبة الاسترضاء لكسب السلطة، بدل طرح الحلول لإرضاء الناس.

ووسط هذا المشهد الاليم، حادثة صادمة في عين ابل، اودت بحياة زوجة الراحل الياس الحصروني. اما سياسيا، فمفارقة غريبة عن زحلة، حيث باتت تهمة “الترويقة” بحضور جبران باسيل، تهمة كافية لفصل نائب سابق وزوجته الناشطة سياسيا من حزب يزعم الديموقراطية، وفق ما تم التداول به على مواقع التواصل.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي

العالم منشغل بأكسبو قطر، ولبنان مهتم بالموفد القطري...

قطر نجحت في استقطاب العالم إلى الأكسبو، لكنها في لبنان تسير بين الألغام الرئاسية التي زرعها السياسيون اللبنانيون ورموا خارطة توزعها، ما يخشى أن تبدأ هذه الألغام بالتفجر في أي لحظة.

كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أمس عن ملف الرئاسة، جاء ليضع إشارة الPAUSE على التقدم في هذا الملف، من خلال وضع هذا الملف في خانة الانتظار، من دون أن يعرف ما إذا كان هذا الموقف هو من باب التكتيك لتحسين الشروط أو أنه إيصال رسالة إلى من يعنيهم الأمر أن هذا الملف ما زال في طور عدم النضوج.

لكن الملف المتفجر الأكبر هو ملف النازحين والمعطى الجديد الذي طرأ هو في مطالبة السيد نصرالله بفتح البحر أمام النازحين وإتاحة المجال لهم لينتقلوا إلى بلدان أخرى. هذا المطلب هو تحد للحكومة اللبنانية التي تملك القرار السياسي في هذا الشأن، فكيف ستتعاطى معه؟

من حيث يدري أو لا يدري، أصبح لبنان نقطة تقاطع، فكيف سيواجه هذه الملفات الشائكة؟

 

تفاصيل متفرقات الأخبار اللبنانية

ماذا يحمل هوكشتاين في زيارته إلى لبنان؟

جريدة اللواء/03 تشرين الأول/2023

كشفت مصاد مطلعة أن الوسيط البحري الأميركي آموس هوكشتاين سيزور المنطقة، ومنها لبنان قبل نهاية الشهر الحالي، لدرس إمكانية المباشرة بترسيم الحدود البرية المتنازع عليها، لا سيما النقاط 13. ويتزامن وصوله مع اقتراب الاعلان عن نتائج عمليات الحفر في البلوك رقم 9، التي رأى فيها الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أنها تحمل مؤشرات ايجابية.

 

عون يتصدّر السباق مجددا... وباسيل يفجّر غضبه

الانباء الالكترونية/03 تشرين الأول/2023

حتّى الساعة لم يرشح شيء عن المساعي والإتصالات التي يجريها الموفد القطري، كما لم يحدّد تاريخ عودة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى لبنان لاستكمال مساعيه مع القيادات السياسية الهادفة لحلّ الأزمة الرئاسية، وبالأخص بعد مطالبته عدم تضييع الوقت والذهاب إلى خيار ثالث ترضى عنه غالبية القوى السياسية. وفي السياق، كشفت مصادر سياسية متابعة أنَّ إعادة طرح اسم قائد الجيش العماد جوزاف عون كمرشح تسوية قد تتلاقى حوله معظم القوى السياسية، لافتةً إلى أنَّ هذا الأمر كان أحد أسباب الهجوم المباشر لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ضدّ قائد الجيش والمؤسسة العسكرية، واتهامهم بالتقصير في مراقبة الحدود وتسهيل عبور النازحين السوريين إلى لبنان. المصادر أشارت عبر "الأنباء" الالكترونية الى أنَّ "باسيل تعمّد من بعلبك، حيث الثقل الشيعي، توجيه رسائل واضحة إلى الثنائي أمل وحزب الله، حذرهما فيها من مغبة الدخول في تسوية حول قائد الجيش"، منبهاً مما اسماه "تغيير ديمغرافي قد يحصل في لبنان نتيجة استمرار هذا النزوح الذي يحظى بقبة باط مشتركة بين النظام السوري والدول الغربية"، على حد تعبير المصادر.

 

الموفد القطري التقى فرنجيّة… وانزعاج من فنيانوس

أم تي في/3 تشرين الأول 2023 07:05

يبدو أنّ البتّ بملفّ الاستحقاق الرئاسي يبقى مؤجلاً، على الرغم من بعض التسريبات عن انفراجاتٍ ومساعٍ. وظهر واضحاً من كلام أمين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله أنّ ما من مؤشّر الى قرب انتخاب رئيس. فهو توقّف في كلمته، مساء أمس، عند أربعة مواضيع أساسيّة، هي: ترسيم الحدود، النزوح السوري، التنقيب عن النفط والانتخابات الرئاسيّة. وكان لافتاً أنّ الموضوع الأخير نال حجماً أقلّ من المواضيع الأخرى. وعلم موقع mtv أنّ الموفد القطري التقى أمس رئيس تيّار المردة سليمان فرنجيّة، بحضور نجله النائب طوني فرنجيّة والوزير السابق يوسف فنيانوس. وكان لافتاً أنّ فرنجيّة اصطحب الموفد القطري في جولة سيراً على الأقدام في جوار المنزل، ما فُسّر بأنّه يتجنّب الكلام أمام فنيانوس. كما تردّدت معلومات عن أنّ مرجعيّة غير مدنيّة يُتداول باسمها في الاستحقاق الرئاسي، أعربت عن انزعاجها ممّا أسمته "الحرتقة" التي يمارسها فنيانوس في الكواليس السياسيّة، والتي ترتدّ أحياناً سلباً على فرنجيّة.

 

لهذه الأسباب... باسيل يرفع السّقف!

لارا يزبك/المركزية/03 تشرين الأول/2023

كان لافتا ان يرد قائد الجيش العماد جوزيف عون على الانتقادات التي تُوجّه الى الجيش وقيادته، من قِبل رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي لم يسمه عون بالاسم. ففي مواقف سياسيّة الأبعاد نادرا ما يُطلقها، قال منذ اسبوع من جرود الهرمل: نسمع بعض الأصوات المشككة بدور الجيش في حماية الحدود انطلاقًا من مواقف سياسية معروفة. لم نرَ هؤلاء يبادرون إلى دعم الجيش بل يحاولون عرقلة عمله وإثارة الشبهات حوله، ولم نرَ لهم مشاركة فاعلة في معالجة أزمة النزوح السوري حتى انهم لم يرسلوا وزراءهم الى مجلس الوزراء للمشاركة في جلسة كانت مخصصة للبحث في هذ الملف. نقول لهم إننا مستمرون لأن هدفنا هو الوطن ومصلحته، فيما هدفكم مصلحتكم الشخصية. نحن نموت ليحيا الوطن، وأنتم تُميتون الوطن من أجل مصالحكم. غير ان باسيل واصل حملته هذه، مشيرا من بعلبك التي زارها نهاية الاسبوع الماضي، الى ان "آلاف النازحين يعبرون الحدود عبر معابر غير شرعية ومعروفة بتشجيع دولي وبتواطؤ داخلي"، محذّراً من "خطر وجودي حتمي على لبنان"، مطالباً بـ"تسكير الحدود". واعتبر باسيل أن "أفراداً وضباطا وقادة في الجيش متواطئون سياسياً ومستفيدون مادياً من شبكات التهريب"، مشدّداً على أن "لبنان مهدّد بالزوال وشعبه مهدّد بالتهجير". وقال "الجيش في عيوننا وقلبنا لا نتكلّم عليه كمؤسّسة لكننا نعلم أين التلكؤ والتقاعس. نحنا ما عنا شي بالشخصي على حدا بالرغم من كل المعطيات يلّي بين ايدينا من 17 تشرين وبالجايي". أداء باسيل هذا ليس مستغربا، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة عبر "المركزية"، مذكّرة بأنها كانت اشارت عبر "المركزية" ايضا منذ ايام، الى ان حملة باسيل ستستمر على قائد الجيش طالما انه مِن أبرز المطروحة اسماؤهم لرئاسة الجمهورية سيما غداة ارتسام إجماع دولي على ضرورة الذهاب نحو خيار ثالث رئاسيا، لا يكون لا رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ولا الوزير السابق جهاد أزعور، بل شخصية على الحياد، قادرة على الاصلاح والانقاذ ولا تستفز اي مكوّن سياسي في البلاد، وهي مواصفات تنطبق كلّها على "القائد". الى ذلك، تتابع المصادر، فإن ما يدفع باسيل الى رفع سقوفه اكثر، هو قلقُه المتزايد من احتمال ان ينتقل فرنجية في حال انسحابه من السباق الرئاسي، الى صفّ المؤيدين لقائد الجيش، اذ ان هذا الموقف كان أبلغه الى مقرّبين منه منذ اسابيع.. من هنا، فإن رئيس الوطني الحر، يرى ان لا بد له من تسعير انتقاداته للعماد عون لتشويه صورته قدر المستطاع كرئيسٍ يُمكن ان يقود مسيرة انتشال لبنان من حفرة انهياره الاقتصادية وان يتصدى للخطر الوجودي الذي يتهدده والمتمثل بالنازحين السوريين، علّ ّهذه السهام كلّها تنفع في حرق حظوظه الرئاسية.. حتى الساعة، اي من القوى المحلية او الدولية لم يقتنع بتُهم باسيل هذه، بل لا ينفك الداخل والخارج يشيد بأداء الجيش قيادة وعناصر.. فما الذي يمكن ان يلجأ اليه بعد رئيس التيار للتخلّص من "كابوس" وصول العماد عون الى بعبدا؟!

 

قرار الحل والربط خارجي... وهل ينفجر الوضع؟

يوسف فارس/المركزية/03 تشرين الأول/2023

بلغت الاوضاع في لبنان مستويات خطيرة باتت تهدد كيانه واستمراره كدولة قائمة على خارطة الدول العالمية في ظل ما يتعرض له من انتهاكات لسيادته من قبل المسلحين الفلسطينيين المتقاتلين على ارضه من جهة ومن خلال النزوح السوري المتنامي باتجاهه، بحيث بات وضعه يندرج في خانة الحاجة الاساسية لتجنيبه مخاطر الفراغ الرئاسي وعدم انتخاب رئيس للجمهورية. وهنا تقع مسؤولية اللبنانيين في التجاوب مع الجهود الصديقة والتفكير بالمصلحة الوطنية العليا والالتقاء على اولوية اجراء الانتخابات الرئاسية وفق المسار الذي وضع الموفد الرئاسي الفرنسي الوزير جان ايف لودريان خطوطه العريضة وحدده بصورته النهائية بنتائج جولته الاخيرة في بيروت والقاضي بضرورة تنازل الجميع والذهاب الى الخيار الثالث رئاسيا. الاكيد ان الاتفاق السياسي في لبنان على انتخاب رئيس الحمهورية يلبي حاجة لبنان للحفاظ على استقراره وانتظام الحياة السياسية فيه وهو ما لفت لودريان المسؤولين اليه باعتباره السبيل الوحيد الذي تراه فرنسا وسائر دول اللجنة الخماسية لانقاذ لبنان ومساعدته على تجاوز ازمته الصعبة ودون هذا الاتفاق معناه ابقاء البلد في دوامة مصاعب تزيد المشهد السياسي توترا والوضع الامني هشاشة ما يضعه حتما امام مستقبل صعب وكارثي وهو ما حذر منه لودريان مرارا. 

عضو تكتل الاعتدال الوطني النائب احمد رستم يقول لـ"المركزية": نحن في عكار نعرف حجم المأساة التي يعيشها اللبنانيون كوننا نكتوي بواقعها اكثر من سوانا نظرا لوضع المنطقة المتردي على كافة المستويات خصوصا الصحية والتربوية. فعلى الرغم من امكاناتي المادية المتواضعة عملت على مواجهتهما عبر انشاء مستوصف واقامة مدرسة مجانية. عكار قضاء من محافظة الشمال التي تعاني من الفقر والحرمان وخصوصا طرابلس - المدينة الاكثر ترديا وعوزا بغالبية ابنائها، علما انها تضم اغنى اغنياء كثر لو ان هؤلاء اقاموا المصانع في طرابلس لكانوا رفعوا الحرمان عن غالبية اهلها. وردا على سؤال قال انه لا يرى حلا في الافق المنظور كون الانقسام بين المكونات السياسية الرافضة للتلاقي والحوار على حاله. لذا اخشى عدم نجاح الحراكين الفرنسي والقطري. الحل يفترض من الجميع التنازل وتقديم المصلحة الوطنية على حساب الشخصية ولكن في غياب المؤشرات لذلك سنبقى ندور في الحلقة المفرغة والاوضاع في البلاد الى مزيد من الاهتراء والتدهور. منظومة حاكمة متحكمة تقاسمت البلد وخيراته وهي مستمرة بالتربع على عروشها السياسية والطائفية وتابعة للخارج دولا ومحاور. تاليا، لا حل الا عبر هذا الخارج واتفاقه على الدور المستقبلي للبنان. المؤكد منذ الطائف ثم الدوحة وصولا الى انتخاب العماد ميشال عون ان القرار اللبناني هو بيد القوى الاقليمية والدولية التي تعود لها الكلمة الفصل في لبنان وفي استحقاقاته.   وختم متخوفا من انفجار الوضع في البلاد نتيجة النزوح السوري المتنامي وغير البريء، داعيا الحكومة المتخاذلة الى القيام بواجباتها والذهاب الى سوريا لحل هذا الجرح النازف في الخاصرة اللبنانية قبل فوات الاوان.  

 

لبنان قيد الانهيار الإجباري: ارضخوا وإلا!

الجمهورية/03 تشرين الأول/2023

«لبنان هو اليوم في عنق الزجاجة. وهو باقٍ كذلك حتى إشعار آخر، أو حتى تظهر ملامح «الستاتيكو» الجديد في الشرق الأوسط. فلا حلول منتظرة للبنان، إلا بالترابط مع حلول أخرى تعني جيرانه الأقربين والأبعدين». هذا هو الاستنتاج الأكثر تداولاً في المحافل الدولية المعنية بالملف اللبناني.

هناك 3 ألغام كبرى تهدّد بتفجير لبنان أو بتكريس واقعه المأزوم إلى أمد غير محدّد، وهي:

1 – الانهيار الاقتصادي والمالي والنقدي واحتمال تفاقم حال الفقر والجوع. وهذا اللغم لا يحتاج إلى إشعال، بل هو مشتعل فعلاً منذ 4 سنوات على الأقل، عندما وقع الانهيار الكبير، وتهاوت صورة لبنان التقليدية، كضمانة في المجال المالي والمصرفي. هذه الصورة التي نجحت خلال الأزمة المالية العالمية، بين العامين 2007 و2008، في جذب الكثير من المستثمرين إلى قطاعه المصرفي، لا سيما أولئك الذين تأثروا بالتراجعات التي شهدتها دول النفط العربية.

وقد بدأت هذه الصورة تتعرض للضرب تدريجاً، بين العامين 2016 و2018، ثم تعرضت للنسف تماماً منذ العام 2019، عندما عصفت بلبنان إحدى أخطر الأزمات المالية العالمية منذ 100 عام.

واليوم، يرزح لبنان بلا أفق تحت وطأة هذه الكارثة، بمفاعيلها الاقتصادية والاجتماعية الثقيلة. ومن الواضح أن المجتمع الدولي لا يتدخل لمساعدته، وكذلك عرب النفط الذين لطالما شكلوا الرافد الأساسي لاقتصاده.

2 – مأزق النازحين السوريين (والفلسطينيين بدرجة ثانية). فقد دخل إلى لبنان، حتى اليوم، قرابة المليونين ونصف المليون سوري، بين لاجئ ومقيم وعامل، فيما هناك ما يقارب النصف مليون فلسطيني. وإزاء الفشل التام في وقف تدفق النازحين، ربما في غضون أشهر بل سنوات مقبلة، يصبح ممكناً التخوف من تحوّل لبنان، بلد الـ5 ملايين نسمة الذين تقضّ الهجرة مضاجعهم، بلداً للنازحين أولاً، فيما تضيق السبل بمن بقي من أبنائه.

وعلى الأرجح، سيؤدي هذا الاختلال الحاد في التوازنات الديموغرافية في بلد الـ10452 كيلومتراً مربعاً إلى انفجاره وتغيير هويته نهائياً.

3 – في ظل تمزق المؤسسات وفراغها وشللها، لا يمكن الركون إلى مستقبل لبنان السياسي، وتالياً الأمني. وهنا يبرز خطران داهمان:

الفتنة الطائفية أو المذهبية التي كادت ان تطل بأشباحها مراراً من حوادث خطرة في مناطق مختلفة، خلال الأشهر والسنوات الأخيرة.

تحرُّك المجموعات والخلايا الإرهابية النائمة، في العديد من المناطق، والتي يمكن أن تستغل نقاط الضعف الأربع: فوضى النازحين، تفاقم حال الفقر والجوع، التناحر السياسي والطائفي والمذهبي بين الفئات اللبنانية، والثغرات التي تعتري عمل مؤسسات الدولة، ومنها العسكرية والأمنية.

في مواجهة هذه الألغام الثلاثة، يبدو لبنان عاجزاً تماماً لسببين: الأول هو الاهتراء الكامل للوضع الداخلي، وسط تنازع القوى السياسية والطائفية، وفشل منظومة السلطة. والثاني هو وجود إرادة خارجية لإبقاء لبنان في هذا الوضع الضعيف، لكي يسهل إجباره على الدخول في خيارات سياسية معينة.

لذلك، يمكن القول إن المنظومة السياسية في لبنان هيّأت كل الأسباب لوقوع الانهيار، لكن القوى الخارجية استثمرت في هذا الفساد لتمرّر مخططات سياسية إقليمية تريد أن يكون لبنان جزءاً منها.

وللتذكير، إن هذه القوى الخارجية، الدولية والعربية، كانت تدعم دائماً قوى السلطة الحالية، وتبارك استمرارها وتمدها بالمساعدات بلا رقابة، على رغم إدراكها الكامل أن هذه المنظومة فاسدة، وأن أموال الدولة والشعب تتعرض للنهب المنظم. وقبل 5 سنوات، أي غداة مؤتمر «سيدر»، أوقفت هذه القوى الدولية دعمها للمنظومة وللدولة اللبنانية في شكل مفاجئ، في توقيت مدروس وظروف محلية ودولية محددة.

وفي تقدير بعض المطلعين أن هذا التوقيت كان مدروساً بعناية، بهدف دفع لبنان إلى الانهيار، لأن ذلك هو السبيل الأفضل لدفعه إلى الرضوخ لمستتبعات التسوية المطلوب تحضيرها في الشرق الأوسط.

وأبرز علامات هذه التسوية في لبنان توقيع اتفاق الترسيم بحراً مع إسرائيل، بموافقة من إيران، وتمهيد الأجواء لمفاوضات الترسيم براً، فيما المنطقة كلها منشغلة بمساعي التطبيع المتعددة الأقطاب: إسرائيل، إيران، العرب والولايات المتحدة. لذلك، ستبقى نهاية الانهيار اللبناني محكومة بانتهاء الصراع الإقليمي المتشابك، خصوصاً أن القوى السياسية المحلية اعتادت أن تجعل من لبنان بلداً مشلول الإرادة وفاقد القرار، وكياناً ضعيفاً يقرر في شأنه الأقوياء على الطاولة في الشرق الأوسط. ولطالما انتظر لبنان، ولا يزال، أن تتوافق القوى الخارجية على تعيين رئيس الجمهورية فيه، وعلى برنامج الحكومة، والكثير من سياساته الداخلية والخارجية. وفي الترجمة العملانية، لن يتمكن لبنان من حل أزمته الحالية بوجوهها السياسية والاقتصادية والأمنية، ولن يحصل على سلامه الداخلي، إلا بعد إنجاز التسويات الجاري تحضيرها للمنطقة. أي، لا غاز ولا نفط سيجري اكتشافهما واستخراجهما وبيعهما في لبنان، ولا مساعدات ولا إنقاذ اقتصادياً إلا إذا مشى اللبنانيون، «بالصف»، في المسار الذي سيتم التوافق عليه بين ذوي القرار إقليمياً ودولياً، ولا سيما إسرائيل وإيران والولايات المتحدة. ثمة من يصف سلوك هذه القوى تجاه لبنان بأنه عملية ابتزاز. وهذا صحيح. ولكن، في الواقع، القادة اللبنانيون انفسهم ارتضوا هذا الابتزاز منذ الاستقلال وحتى اليوم. وكل التسويات التي شهدها لبنان على مدى نصف قرن لم تكن من صنع اللبنانيين، بل وصلت إليهم مطبوخة جاهزة. وكذلك، ستكون التسوية المقبلة، عندما يحين موعدها، علماً أن هذا الموعد يبدو في عالم الغيب حتى الآن.

 

مُراجعة عربية ودولية للوساطات الرئاسيّة

جريدة اللواء/03 تشرين الأول/2023

تؤكّد مصادر مُطلعة أن أطراف الوساطات العربية والدولية بدأوا بمراجعة دورات السعي للتقريب بين اللبنانيين، والنتائج التي انتهت إليها، وما تخلّلها من خلل أو أخطاء أو تدخلات بهدف الإغراق والعرقلة، أو استدراج العروض، نظراً لخصوبة الوضع في لبنان في اختبار الصراعات، وكيفية توجيه الرسائل.

وتشير المصادر الى أن الموفد الخاص للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون جان – ايف لودريان، والذي نعى مباشرة صيغة فرنجية – سلام من زاوية تشخيص معين للوضع في لبنان، عاد وتبنّى النظرية التي تتحدث إما عن اتفاق على مرشح ثالث أو الذهاب الى المجلس النيابي للانتخاب. وحسب المصادر، فإن الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني (أبو فهد) الذي ما يزال يجري اتصالات بعيدة من الاضواء، بناءً على تكليف مباشر من الأمير تميم بن حمد آل ثاني، والذي يحوز على ثقته، لرفع تقرير للأمير في ضوء المتغيّرات والتبدلات المفاجئة في المواقف، التي لم تكن في الحسبان عند بدء المهمة.

 

العماد عون يتصدّر السباق مجدداً!

الانباء الالكترونية/03 تشرين الأول/2023

حتّى الساعة لم يرشح شيء عن المساعي والإتصالات التي يجريها الموفد القطري، كما لم يحدّد تاريخ عودة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى لبنان لاستكمال مساعيه مع القيادات السياسية الهادفة لحلّ الأزمة الرئاسية، وبالأخص بعد مطالبته عدم تضييع الوقت والذهاب إلى خيار ثالث ترضى عنه غالبية القوى السياسية. وفي السياق، كشفت مصادر سياسية متابعة أنَّ إعادة طرح اسم قائد الجيش العماد جوزاف عون كمرشح تسوية قد تتلاقى حوله معظم القوى السياسية، لافتةً إلى أنَّ هذا الأمر كان أحد أسباب الهجوم المباشر لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ضدّ قائد الجيش والمؤسسة العسكرية، واتهامهم بالتقصير في مراقبة الحدود وتسهيل عبور النازحين السوريين إلى لبنان. المصادر أشارت عبر “الأنباء” الالكترونية الى أنَّ “باسيل تعمّد من بعلبك، حيث الثقل الشيعي، توجيه رسائل واضحة إلى الثنائي أمل وحزب الله، حذرهما فيها من مغبة الدخول في تسوية حول قائد الجيش”، منبهاً مما اسماه “تغيير ديمغرافي قد يحصل في لبنان نتيجة استمرار هذا النزوح الذي يحظى بقبة باط مشتركة بين النظام السوري والدول الغربية”، على حد تعبير المصادر.

 

"حزب الله يريد الثمن"... ضاهر يُحذّر من "خطر داهم"

 الانباء الكويتية/الثلاثاء 03 تشرين الأول 2023

أكد النائب ميشال ضاهر أن "الخيار الثالث في موضوع رئاسة الجمهورية، يتقدم على سواه من الخيارات الرئاسية وهو سيكون الأوفر حظاً، على أمل أن يتمكن الأفرقاء اللبنانيون من الاتفاق على اسم ثالث وإنهاء أزمة الشغور الرئاسي المستمرة منذ نحو عام، بعد أن وصلت المبادرات الداخلية الى طريق مسدود مع رفض المعارضة للحوار الذي دعا اليه الرئيس نبيه بري، كما المبادرة الفرنسية التي أصبحت في مكان آخر بعد أن أخذت جانباً في محاولات الاتفاق على اسم الرئيس". ورأى ضاهر في تصريح لـ "الأنباء" الكويتية، أنه "لا يمكن السير بمنطق الغالب والمغلوب والإتيان برئيس يرفضه أكبر طرفين مسيحيين، وعلى القوى المعرقلة للملف الرئاسي أن تتخلى عن عنادها وتذهب الى خيار ثالث، وأن يتخلى الثنائي "أمل وحزب الله" عن مرشحهما سليمان فرنجية، لأن لبنان لم يعد قادرا على الانتظار القاتل وتداعياته السلبية على مجمل الأوضاع في البلاد الغارقة في أزماتها المالية والاقتصادية والمعيشية والاجتماعية، فيما يغيب النقاش الجدي في رحلة البحث عن الرئيس الموعود". وأشار إلى أن "مسألة الحوار الذي أؤيده واختلف مع المعارضة على رفضها له، وكان عليها القبول به ووضع الشروط على الطاولة قبل البحث في اسم الرئيس. انما منطلق رفضها هو انه لا يجوز التحاور عند كل استحقاق الذي يجب أن يسلك مساره الدستوري.

واعتبر ضاهر أن "هناك فريقاً يمسك بيده الدولة العميقة وهو فريق الممانعة، وفريق آخر ليس على استعداد لأخذ المبادرة باتجاه عملية إنقاذ ومد حبل النجاة لاعتقاده أنها تفيد الطرف الممانع، وبالنتيجة المواطن يدفع الأثمان الباهظة في بلد يشهد تدميراً ممنهجاً لمؤسساته، وتنتظرنا موازنة يقدر عجزها بأكثر من 60 مليار ليرة. فماذا ننتظر والخطر الداهم على الأبواب؟". ولفت إلى أن "اسم قائد الجيش جوزيف عون هو المتقدم، وأنا من أكثر الذين جاهروا وأعلنوا تأييدهم له، في وقت شن فيه التيار الوطني الحر حملة عليه وهو من أتى به على رأس المؤسسة العسكرية الذي استطاع قائد الجيش الحفاظ عليها في زمن وصل فيه راتب العسكري الى 50 أو 60 دولارا شهريا". وختم ضاهر: "الحل الرئاسي في لبنان لن تتضح صورته بشكلها النهائي بانتظار التوافقات في المنطقة، وحزب الله يريد ثمن تخليه عن مرشحه فرنجية، وهذا الموضوع لا يصرفه في الداخل بل يبيعه للخارج بضمانات تتعلق بسلاحه".

 

"دوحة 2" في الأفق... من يمتلك كلمة سر باسيل؟

ليبانون ديبايت/الثلاثاء 03 تشرين الأول 2023

هل بدأت الدوحة حراكها من حيث المربع الذي توقفت فيه المبادرة الفرنسية وهل بات الإستحقاق الرئاسي في ملعب "اللجنة الخماسية" أم في الدوحة التي تستعد لإطلاق حراكٍ جديد في الأيام المقبلة؟ وهل من الممكن أن يشمل هذا الحراك مشروعاً لاتفاق دوحة جديد؟ أسئلة متداولة على الساحة السياسية في ضوء دخول الإستحقاق الرئاسي منعطفاً جديداً، مرده إلى عجز القوى الداخلية عن إبرام تفاهم يؤدي إلى إنجاز الإنتخابات الرئاسية، وبالتالي تأكيد الحاجة إلى رعاية خارجية لهذا التفاهم على غرار مراحل سابقة. وبرأي الكاتب والمحلل السياسي قاسم قصير، فإن المكان الأمثل لعقد مثل هذا الإتفاق وعلى المستوى الخارجي، يبقى العاصمة القطرية، التي رتبت حواراً بين اللبنانيين بين السابع من أيار في العام 2008 ، وتمّ بنتيجته إنجاز تسوية رئاسية. لكن هذا الطرح، كما يوضح المحلل قصير لـ"ليبانون ديبايت"، هو خيار مطروح جدياً وبالتالي فإن الذهاب إلى اتفاق "دوحة 2"، هو الخيار البديل لكل الخيارات الرئاسية السابقة، وذلك في ظل انسداد الأفق الداخلي وبقاء كل فريق عند موقفه. وإذ يكشف المحلل قصير، عن أن "حزب الله"، لم يطرح خيار "الدوحة 2"، يشير إلى "حاجة لحوار بين الأطراف اللبنانية برعاية إقليمية ودولية، وبما أن قطر تمتلك الخبرة والعلاقات والإمكانات لرعاية مثل هذه التسوية بين اللبنانيين، فهي البلد الأفضل للبحث عن حلول رئاسية". ووفق المحلل قصير، فإن الإستحقاق الرئاسي قد بات أمام مرحلة جديدة، لأن الحزب يرفض انتخاب رئيس "لا يطمئنه" فيما "التيار الوطني الحر" يرفض ترشيحي رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية وقائد الجيش العماد جوزيف عون، ولا أحد يملك كلمة سر باسيل إلاّ هو، بينما المعارضة متمسكة بترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، وبالتالي بات الواقع اليوم يستلزم رؤية وطنية جديدة، تتضمن تسوية تشمل آليات تنظيم الإستحقاقات المقبلة من رئاسة جمهورية وتشكيل حكومة ومواجهة النزوح السوري. ويكشف قصير، أن الحزب لم يطرح خيار "دوحة2"، ولكن هذا الخيار لا يتناقض مع ما طرحه الحزب أو رئيس مجلس النواب نبيه بري، من حوار تمهيداً للتوافق. ورداً على سؤال حول التوقعات الراهنة عشية عودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، يقول قصير، إن الجميع في الداخل ينتظر اليوم عودة لودريان ولكن من دون أي توقعات، وذلك في الوقت الذي يتابع فيه الموفد القطري مهامه. وفي مرحلة الإنتظار، لايخفي قصير مخاوفه من حصول "تطورات أمنية تدفع الجميع للبحث عن حل سريع".

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

مجلس النواب الأمريكي يعزل رئيسه من منصبه في حدث غير مسبوق في تاريخ البلاد

القدس العربي ووكالات/03 تشرين الأول/2023

واشنطن- “القدس العربي”: لم يعد النائب كيفن مكارثي (جمهوري من كاليفورنيا) رئيساً لمجلس النواب الأمريكي بعد أن انضمت مجموعة صغيرة من الجمهوريين في المجلس بقيادة مات غايتز (جمهوري من فلوريدا) إلى الديمقراطيين للإطاحة به في تصويت 216- 210. وأثار مكارثي حفيظة الجناح اليميني المتشدد في حزبه عندما مرر اتفاقا مؤقتا بشأن الموازنة توصل إليه الحزبان ودعمه البيت الأبيض لتجنّب إغلاق حكومي السبت. وهذه هي المرة الأولى التي يصوت فيها مجلس النواب على إقالة رئيس مجلس النواب، وهو تطور تاريخي من شأنه أن يدفع المجلس إلى سباق فوضوي آخر على منصب رئيس البرلمان بعد الانتخابات الماراثونية التي جرت في يناير. وسيتم اختيار رئيس مؤقت للمجلس من قائمة يحددها مكارثي ويتم مشاركتها مع كاتب مجلس النواب، وهي عملية تم تنفيذها بعد أحداث 11 سبتمبر. يتوقع الأعضاء في كلا الحزبين أن يتحمل رئيس البرلمان المؤقت المسؤولية الرئيسية لانتخاب رئيس جديد. وحتى ذلك الحين، يتوقع مساعدو مجلس النواب ألا يكون المجلس قادرًا على فعل أي شيء آخر، مما يخلق تكرارًا لانتخابات مكارثي التاريخية المكونة من 15 اقتراعًا في يناير. وترتبط الإطاحة به يوم الثلاثاء ارتباطًا وثيقًا بتلك الملحمة التي استمرت أربعة أيام و15 بطاقة اقتراع. وجاءت الإطاحة بمكارثي، ايضاً،  نتيجة لرغبة العديد من الديمقراطيين إلى حد كبير، الذين أعلنوا قبل ساعات من تصويت يوم الثلاثاء أنهم لن يحموا مكارثي من حفنة من مثيري الرعاع في حزبه، ولكن مكارثي قال إنه لن يعقد صفقة مع الديمقراطيين لإنقاذ رئاسته. وقاد التحرّك عضو الكونغرس مات غايتس الذي لطالما كان مناهضا لمكارثي. وقدّم الاثنين مذكرة لـ”شغور منصب رئيس مجلس النواب”، ما أفضى إلى التصويت المقرر في وقت لاحق الثلاثاء. وساعدت الخطوة العديد من الديمقراطيين على اتّخاذ قرار بشأن إن كان عليهم إنقاذ رئيس المجلس الذي قضى جل ولايته في معارضة أجندتهم وفتح مؤخرا تحقيقا يرمي لعزل الرئيس جو بايدن. وفي وقت سابق ، قال مكارثي للصحافيين في كابيتول هيل “أنا واثق من بقائي”. لكن غايتس شدد على أنه واثق من توفر الأصوات الجمهورية الخمسة التي يحتاجها لإزاحة مكارثي، طالما أن الديموقراطيين لم يتدخلوا لإنقاذه. وقال النائب عن فلوريدا “لديّ ما يكفي من الجمهوريين لحدوث أمرين الأسبوع المقبل: إما أن كيفن مكارثي لن يكون رئيسا للمجلس أو أنه سيكون رئيسا للمجلس يعمل لخدمة الديموقراطيين”. وأضاف “أشعر بالرضا حيال النتيجتين إذ من حق الشعب الأمريكي أن يعرف من يحكمه”. تأتي المعركة الأخيرة في الكونغرس بعد يومين على إقرار مجلسي النواب الشيوخ إجراء لتجنّب إغلاق حكومي مكلف، بأغلبية كبيرة من الحزبين في كلا المجلسين، عبر تمديد التمويل الفدرالي حتى منتصف تشرين الثاني/نوفمبر. وشعر المحافظون بالغضب حيال ما اعتبروه تحوّلا في موقف مكارثي الذي تعهّد وضع حد للتشريع المؤقت الذي تم إعداده على عجل والاتفاق عليه بدعم الحزب الديموقراطي، وإعادة قضية الموازنة إلى عملية تتولاها اللجان.

 

هل تبارك الكنيسة الكاثوليكية زواج المثليين قريبًا؟

 بي بي سي عربي/03 تشرين الأول/2023

أعلن البابا فرنسيس أنه سيكون منفتحاً بشأن أن تبارك الكنيسة الكاثوليكية زواج المثليين. ورداً على مجموعة من الكرادلة الذين طلبوا منه التوضيح بشأن هذه القضية، قال البابا فرنسيس إن أي طلب يخص الحصول على البركة يجب أن يعامل بـ”المحبة الرعوية”. وقال: “لا يمكن أن نكون قضاة ينكرون ويرفضون ويستبعدون فقط”. ومع ذلك، أضاف بابا الفاتيكان أن الكنيسة لا تزال تعتبر العلاقات المثلية “خطيئة بشكل موضوعي” ولن تعترف بزواج المثليين.

 

عاصمة كاراباخ «مدينة أشباح»... والبعثة الأممية «مصدومة»

أرمينيا تتحدى روسيا بالانضمام لمحكمة الجنايات الدولية... وباريس تدعم يريفان

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط//03 تشرين الأول/2023

لم يطل انتظار رد الفعل الروسي بعد مصادقة البرلمان الأرميني الثلاثاء على نظام روما الأساسي، الذي يمهد لانضمام أرمينيا إلى محكمة الجنايات الدولية، في خطوة وصفت بأنها تشكل تحديا جديدا لموسكو. ومع أن الخطوة كانت متوقعة لكن أوساطا روسية كانت تأمل حتى اللحظة الأخيرة، في أن تؤجل يريفان عملية التصويت في البرلمان، على خلفية احتدام جدل داخلي واسع، انعكس في تحذيرات المعارضة الأرمينية من الإقدام على خطوة قد «تقوض نهائيا العلاقة مع موسكو»، وفقا لتصريح نائب أرميني. ورأى الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن مصادقة البرلمان الأرميني على نظام روما الأساسي «قرار غير صائب»، مذكرا بأن بلاده «أثارت أسئلة كثيرة حول الخطوة أمام الجهات الرسمية الأرمينية». ولفت الناطق الرئاسي إلى أنه «سوف تنشأ أسئلة إضافية موجهة للقيادة الحالية لأرمينيا؛ وقد تم إرسالها إلى الجانب الأرميني مقدماً». وكانت موسكو أعربت عن استياء بسبب عدة خطوات من جانب يريفان وصفت بأنها «عدائية» وكان بينها تأكيد رئيس الوزراء نيكول باشينيان رغبة بلاده في أن تلعب أوروبا دورا أوسع في جهود ترتيب الوضع لاحقا في كاراباخ، في تجاهل لدور روسي محتمل. وكذلك على خلفية انتقاد باشينيان «التحالفات السابقة» التي قال إنها لم تساعد أرمينيا على مواجهة التحديات وحماية أمنها الوطني، في إشارة مباشرة إلى عضوية أرمينيا في منظمة الأمن الجماعي التي تقودها موسكو. وأعرب دبلوماسيون روس عن قناعة بأن القيادة الأرمينية «خضعت لضغوط غربية من أجل الانسحاب من المنظمة».

وجدد بيسكوف، الثلاثاء، موقف بلاده حيال محكمة الجنايات الدولية التي أصدرت قبل أشهر مذكرة توقيف ضد الرئيس فلاديمير بوتين. وقال إن موسكو أعربت دائما عن شكوك تجاه عمل هذه المحكمة، وأبلغت الجانب الأرميني بتداعيات خطوة الانضمام على العلاقات الثنائية. وزاد أن بلاده «لا تتفق نهائيا مع منطق رئيس الوزراء باشينيان، الذي جادل بضرورة اعتماد نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية لتعزيز متطلبات أمن أرمينيا». في الأثناء نقل فريق بعثة أممية زارت كاراباخ، تفاصيل عن مشاهداتهم في مدن الإقليم الذي بات خاليا من سكانه تقريبا. وقال مسؤولون في البعثة إن المنطقة تحولت إلى «مدينة أشباح مهجورة». ونقلت وسائل إعلام عن ماركو سوتشي، رئيس فريق اللجنة الدولية للصليب الأحمر، قوله إن «بضع مئات فقط من الأشخاص بقوا في عاصمة كاراباخ، بعد أيام من انتهاء العملية العسكرية الأذرية تجاه الإقليم الذي كانت تسكن فيه غالبية أرمنية». أضاف المسؤول الأممي: «كاراباخ تحولت إلى مدينة مهجورة تماماً. المستشفيات لا تعمل؛ غادرت الطواقم الطبية. غادرت سلطات مجلس المياه. كما غادر مدير المشرحة... هذا السيناريو سريالي للغاية». وكانت أرمينيا أعلنت أن الغالبية الكبرى من السكان البالغ عددهم نحو 120 ألف نسمة غادروا المنطقة وانتقلوا إلى الأراضي الأرمينية. واتهمت يريفان باكو بتنفيذ سياسة «تطهير عرقي» وهو الأمر الذي دحضته أذربيجان بقوة، وأعلنت أن سكان المنطقة غادروا بحرية ولم يواجهوا أي ضغوط. اللافت أنه مع وصول أول بعثة للأمم المتحدة إلى المنطقة يوم الأحد كان السكان قد غادروها. وقال كثير من الأرمن الذين فروا من كاراباخ إنهم شعروا بأن زيارة البعثة الدولية جاءت متأخرة للغاية. وكتب أرتاك بيجلاريان، وهو مسؤول أرمني سابق في الإقليم: «تبقى بضع مئات من الأشخاص على الأكثر، معظمهم من المسؤولين وموظفي خدمات الطوارئ والمتطوعين وبعض الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة». وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن فريق الأمم المتحدة الموجود على الأرض، ضمن أول مهمة للأمم المتحدة تصل إلى المنطقة منذ 30 عاماً، سعى إلى تحديد الاحتياجات الإنسانية للأشخاص المتبقين. وفي تقرير حول زيارتها، أكدت الأمم المتحدة، الاثنين، أن «البعثة صدمت بالطريقة المفاجئة التي غادر بها السكان المحليون منازلهم والمعاناة التي تسببت بها هذه التجربة». في المقابل، انتقدت يريفان عدم صدور إدانة أممية ضد أذربيجان على خلفية زيارة البعثة. وقال سفير أرمينيا المتجول إدمون ماروكيان إن البعثة الأممية «أعلنت أنها لم تجد انتهاكات (...) ما يسمى ببعثة الأمم المتحدة في كاراباخ تشوه سمعة المنظمة كمؤسسة وتفعل كل شيء لإضفاء الشرعية على التطهير العرقي والاعتقالات التعسفية». وأكد أن يريفان «تنتظر صدور التقرير النهائي حول زيارة البعثة إلى كاراباخ». في غضون ذلك، وصلت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا إلى أرمينيا لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء، ووزير الخارجية أرارات ميرزويان، فضلًا عن ترتيب لقاءات مدرجة على جدول أعمالها مع بعض اللاجئين الذين فروا من كاراباخ. وقبل الرحلة قالت وزارة الخارجية الفرنسية إن كولونا تؤكد دعم فرنسا لسلامة أراضي أرمينيا. وشددت الوزيرة على إيلاء اهتمام خاص «للبحث مع السلطات الأرمينية حول التفاصيل الملموسة لتعزيز تعاوننا في كل المجالات».

واستبقت باريس الزيارة بإعلان إرسال مساعدات طبية وإنسانية عاجلة للنازحين من كاراباخ.

 

ما هي خطط باكو لإقليم كاراباخ بعد استعادته؟

باكو: «الشرق الأوسط»/03 تشرين الأول/2023

تستعد باكو للسيطرة على إقليم ناغورنو كاراباخ الذي تم إخلاؤه من السكان، عقب النصر العسكري الذي حققته أذربيجان في هذا الجيب بعد ثلاثين عاماً من النزاع، ومغادرة الغالبية العظمى من الأرمن الذين كانوا يقطنونه، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».

«إعادة اندماج»

بهدف استعادة سيادتها على المنطقة، أشارت الرئاسة الأذربيجانية في الثالث من أكتوبر (تشرين الأول) في بيان، إلى أن «إعادة الاندماج تتم حسب الدستور والقوانين والتزامات جمهورية أذربيجان الدولية، وفي إطار سلامة أراضي جمهورية أذربيجان وسيادتها». وأكدت الرئاسة أنها تضمن «للجميع، التساوي في الحقوق والحرية والأمن، بغض النظر عن العرق أو الدين أو الانتماء اللغوي»، وتعهدت توفير فرص «استخدام اللغة الأرمينية». لكن في الواقع، غادر جميع الأرمن تقريباً البالغ عددهم 120 ألفاً ناغورنو كاراباخ، منذ أن أعلنت حكومة الجمهورية المعلنة من جانب واحد حلها اعتباراً من الأوّل من يناير (كانون الثاني) 2024.

في المناطق التي استولت عليها باكو سابقاً في عام 2020، لم يبق أو يعود أي من السكان الأرمن تقريباً. كما تعهدت «بعودة عظيمة» لنحو 750 ألف أذربيجاني فروا من المنطقة والأراضي المجاورة لها وأرمينيا بعد انتصار الأرمن في حرب كاراباخ الأولى في التسعينات.

الأمن: نزع السلاح

واجه انفصاليو ناغورنو كاراباخ لأكثر من ثلاثة عقود، وخاصة في حربين بين عامي 1988 و1994 وفي خريف 2020. ولم يعترف المجتمع الدولي قط بالجمهورية المعلنة من جانب واحد. وبعد استسلام الانفصاليين في 24 سبتمبر (أيلول)، توقفت معظم الأعمال القتالية باستثناء حوادث متفرقة. وأشارت باكو أيضاً إلى خطر قيام حرب عصابات في مناطق معينة. لكن أذربيجان تسيطر على المنطقة بحكم الأمر الواقع، وإن لم يدخل جيشها بعد المدن الكبرى. وقال الكولونيل أنار إيفازوف، المتحدث باسم الجيش الأذربيجاني، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «لم تعد هناك قوات مسلحة أرمينية غير شرعية في جبهات القتال. كما تم بالفعل تحرير العديد من القواعد، القواعد العسكرية». وتقول أذربيجان إن «نزع السلاح قد اكتمل». وتمت مصادرة ترسانة تضم أكثر من ألفي بندقية و22 مدرعة وغيرها، وفقاً لتعداد أولي. إلا أن التهديد الرئيسي لا يزال موجوداً، ويتمثل في الألغام المزروعة في المنطقة، ولم يتم الإعلان عن أي خطة لإزالة الألغام حتى الآن. وتختلف التقديرات بشكل كبير بسبب عدم وجود خرائط دقيقة؛ إذ أبلغت أذربيجان عن «ملايين» الألغام، إلا أن مصادر أخرى تفيد بوجود ما لا يقل عن 100 ألف لغم. وتحوم شكوك قليلة حول انسحاب قوات حفظ السلام المؤلفة من ألفي جندي نشرتهم روسيا في عام 2020، والتي ستكون «موضوع مناقشات مع الجانب الأذربيجاني»، وفقاً للكرملين.

الاقتصاد: مصادرات وحزمة حوافز

ترك الأرمن وراءهم ممتلكاتهم ومنازلهم، بالإضافة إلى وسائل إنتاج؛ كالمصانع والحقول والماشية. وحول مصيرها، أوضحت الرئاسة الأذربيجانية أن «قضايا الملكية سيتم تنظيمها وفقاً للقانون»، دون تقديم المزيد من التفاصيل. وتنوي باكو جعل «البنية التحتية الاجتماعية والمادية بمستوى سائر البلاد»، وتعميم عُملتها هناك. وسيتم ربط الجيب بالمؤسسات الوطنية. وكانت شركات المياه والكهرباء والاتصالات في باكو من أولى الشركات التي بدأت عملياتها في الإقليم.

 

فتاة إيرانية في غيبوبة بعد تعرضها لاعتداء

لندن/الشرق الأوسط/03 تشرين الأول/2023

دخلت فتاة إيرانية في السادسة عشرة من العمر في غيبوبة بعد تعرضها «لاعتداء» في إحدى محطات قطار الأنفاق في طهران، وفق ما أفادت به منظمة حقوقية (الثلاثاء). لكن السلطات نفت وقوع أي احتكاك بين الفتاة وعناصر من أجهزة رسمية، مؤكدة أنها «فقدت الوعي» لانخفاض ضغط الدم، حسبما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وقالت منظمة «هنكاو»، التي تعنى بحقوق الأكراد في إيران، إن «آرميتا كراوند، وهي فتاة تبلغ 16 عاماً، دخلت في غيبوبة اعتباراً من الأحد... بسبب اعتداء جسدي حاد من عناصر (إناث) من شرطة الأخلاق في مترو طهران». وأوضحت أن الاعتداء حصل بسبب «ما عدّته الشرطة عدم التزام (من كراوند) بالحجاب الإلزامي»، مشيرة إلى أن الفتاة عانت من إصابات بالغة، ونُقلت إلى مستشفى «فجر» في العاصمة، حيث ترقد تحت رقابة أمنية «ولا يُسمح لأي كان بزيارتها، حتى أفراد عائلتها». وكانت صحيفة «شرق» الإيرانية أفادت (الاثنين) بأن مراسلتها مريم لطفي، أُوقفت لدى زيارتها مستشفى «فجر» لتغطية قضية كراوند، قبل الإفراج عنها في وقت لاحق. وتتحدر كراوند المقيمة في طهران، من مدينة كرمنشاه في غرب إيران الذي تقطنه غالبية من السكان الأكراد. وأعادت الحادثة التذكير، عبر منصات التواصل الاجتماعي، بوفاة الإيرانية الكردية مهسا أميني في 16 سبتمبر (أيلول) إثر دخولها في غيبوبة بعد توقيفها من قبل شرطة الأخلاق في طهران لعدم التزامها القواعد الصارمة للباس. واتهم ناشطون ومنظمات حقوقية في حينه الشرطة بضرب أميني، بينما أكدت السلطات أن وفاتها كانت ناتجة عن حالة صحية سابقة. وأطلقت وفاة أميني احتجاجات واسعة في إيران، تراجعت حدتها أواخر 2022. وتداول مستخدمون على منصات التواصل الاجتماعي شريط فيديو قالوا إنه يظهر قيام عدد من عناصر الشرطة الإناث بدفع كراوند إلى داخل إحدى عربات قطار الأنفاق. وبدا أن كراوند لم تكن تغطي رأسها بحجاب. ونفى مدير قطارات الأنفاق في طهران، مسعود درستي، وقوع «أي خلاف لفظي أو جسدي» بين الطالبة كراوند و«الركاب أو المسؤولين في المترو». وقال لوكالة الأنباء الرسمية «إرنا» إن «بعض الشائعات عن مواجهة مع عناصر المترو... غير صحيحة، ولقطات كاميرات المراقبة (في المحطة) تدحضها». وفي الأسابيع التي سبقت حلول الذكرى السنوية لوفاة أميني، اتهمت منظمات حقوقية غير حكومية، خارج إيران، السلطات بتكثيف «القمع» وشنّ حملة توقيف لشخصيات وناشطين وأقارب أشخاص قضوا على هامش الاحتجاجات. وقُتل المئات على هامش الاحتجاجات، بينهم عشرات من عناصر قوات الأمن، بينما تمّ توقيف الآلاف، وفق منظمات حقوقية. وأعلنت السلطة القضائية تنفيذ حكم الإعدام بحق 7 من المدانين في قضايا متصلة بالتحركات. في مقابل هذه الممارسات الاعتراضية، عمدت السلطات إلى تشديد لهجتها من خلال إعلان قيود إضافية لضبط الالتزام بوضع الحجاب، مثل استخدام كاميرات مراقبة في الشوارع، وتوقيف ممثلات شهيرات لظهورهن من دون حجاب.

 

جيش إيران يبدأ مناورات للطائرات المسيّرة في تحدٍ للغرب شملت أنواع الاستطلاعية والهجومية والانتحارية... رفض أميركي لعسكرة القطب الجنوبي

لندن – طهران/الشرق الأوسط/03 تشرين الأول/2023

بدأت وحدات الجيش الإيراني مناورات بحرية وبرية للتدريب على استخدام الطائرات المسيرة في الأوضاع الحربية بأنحاء البلاد، بما في ذلك سواحل الخليج العربي وخليج عمان، في تحدٍ للقوى الغربية التي تستعد للإبقاء على العقوبات المقرر انقضائها بموجب الجدول الزمني في الاتفاق النووي.

ونقلت وكالة «مهر» الحكومية عن علي رضا شيخ، المتحدث باسم المناورات، قوله إن المناورات المشتركة تستمر يومين، بإشراف غرفة عمليات الأركان المسلحة، التي تنسق عمليات قوات الجيش والوحدات الموازية لها في «الحرس الثوري». وأوضح شيخ أن التدريبات تقتصر على الطائرات المسيرة حصراً، في محاولة لـ«تقييم جاهزية القوات المسلحة للتهديدات المفترضة من جانب العدو»، لافتاً إلى أنها تدريبات معقدة بسبب محاكاة العمليات القتالية. وأشار إلى استخدام طائرات مسيّرة استطلاعية، هجومية وانتحارية. بدوره، قال المنسق العام للجيش الإيراني، الأدميرال حبيب سياري، إن المناورات السنوية تشمل 200 طائرة مسيرة من مختلف الأنواع التي حصلت عليها قواتها مؤخراً من مصانع وزارة الدفاع، و«الحرس الثوري» الإيراني. ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن سياري قوله إن المناورات المشتركة ستكون بمشاركة وحدات من القوة البحرية والجوية والبرية، بالإضافة إلى وحدة الحرب الإلكترونية الاستراتيجية. وقال إنه في الساعات الأولى من المناورات «نجحت طائرات الاستطلاع في تنفيذ عمليات المراقبة للحدود وتحديد أهداف التدريب والتقاط الصور من المنطقة العامة للتدريب». من جانبه، قال قائد الوحدة البرية في الجيش الإيراني، كيومرث حيدري، إن «تقييم الطائرات المنتجة على يد خبراء الداخل، وكيفية استخدام الطائرات المسيرة وفقاً لنوع المهمة، من الأهداف الرئيسية لهذا التدريب». ولفت حيدري إلى أن وحدات القوة البحرية تجري هذه التدريبات في سبع محافظات حدودية، وفقاً لوكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري». كذلك، أعلن الجيش الإيراني عن دخول منظومة رادار جديدة متحركة لرصد الطائرات المسيرة للخدمة. بدورها، ذكرت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» أن المرحلة الأساسية من تدريب الجيش شهدت تشغيل طائرة «كمان 19» المسيرة. وتستخدم الطائرة في عمليات الحرب الإلكترونية والتشويش على أنظمة الرادار. وتستخدم قوات الجيش طائرات «أبابيل 4» أيضاً للغرض نفسه. كان الجيش الإيراني يعاني نقصاً في المعدات الحديثة حتى قبل سنوات قليلة، قبل أن يحصل على طائرات مسيرة وأنظمة صواريخ، بما في ذلك الصواريخ الباليستية و«كروز». وفي مايو (أيار) العام الماضي، أعلن الجيش الإيراني عن تحول في تحديث معداتها على صعيد الطائرات المسيرة. واستعرض الجيش الإيراني جزءاً من طائراته المسيرة في نهاية الشهر الماضي، خلال العرض العسكري المشترك بمناسبة ذكرى الحرب الإيرانية - العراقية. وفي أبريل (نيسان) الماضي، أعلن الجيش الإيراني عن حصوله على مائتي طائرة مسيرة من مصانع وزارة الدفاع. تأتي المناورات قبل أسبوعين من موعد «بند الغروب» المنصوص عليه في الاتفاق النووي، الذي من المقرر أن تنقضي بموجبه القيود والعقوبات على برنامج إيران لصناعة الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية. وأعلنت القوى الأوروبية الثلاثة المشاركة في الاتفاق النووي (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) تمسكها بإبقاء العقوبات لعدم امتثال إيران بالاتفاق النووي. وفي حين لم يتضح الموقف الأميركي بعد، فرضت الولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة عقوبات على برنامج المسيّرات الإيرانية. وأثارت إيران انتقادات غربية بسبب تزويد روسيا طائرات قتالية وانتحارية، استخدمت في الحرب على أوكرانيا.

واشنطن لا تفكر في العودة للاتفاق النووي

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، في مؤتمر صحافي، الاثنين، إن إطلاق «الحرس الثوري» صاروخاً إلى مدار الأرض، «ينتهك قرارات مجلس الأمن الدولي التي تتعلق بالصواريخ الباليستية الإيرانية». كان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، قد أعلن استعداد طهران العودة إلى مفاوضات الاتفاق النووي، وقال إن «المسار الدبلوماسي وتبادل الرسائل كلاهما مفتوح، وهذا المسار مستمر»، وجدد ارتياح طهران لمبادرة السلطان هيثم بن طارق، سلطان عمان، لكنه أغلق الباب على التفاوض المباشر مع الولايات المتحدة. ورداً على تصريحات نظيره الإيراني، قال ميلر: «ملتزمون بالدبلوماسية لتقييد البرنامج النووي الإيراني، لكننا لا نراهم بعد يتخذون خطوات لخفض التصعيد التي نعتقد أنها مهمة». وقال: «أعتقد أننا بعيدون كل البعد عن إيران للعودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة». وقال: «بالنظر إلى أنهم رفضوا خلال الأسابيع القليلة الماضية مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لذا فإن سياستنا لم تتغير». وسُئل ميلر عن إعلان شهرام إيراني، قائد الوحدة البحرية في الجيش الإيراني، عن سعي بلاده إقامة قاعدة في القطب الجنوبي. وقال إيراني إن «القطب الجنوبي أفضل مقر للتحكم بالصواريخ الباليستية». وقال ميلر إن القارة: «ينبغي أن تظل ملاذاً للاستكشاف السلمي والبحث العلمي». وأشار إلى تمسك واشنطن بمعاهدة عام 1959، التي تحظر إنشاء قواعد عسكرية في القطب الجنوبي. وقال: «على الرغم من أن إيران ليست طرفاً في المعاهدة فإننا نعارض بشكل قاطع أي جهود لعسكرة القطب الجنوبي... سواء من قبل إيران أو أي طرف آخر».

 

دمشق تعطي الانفتاح العربي ظهرها وتركز على تونس

دمشق/الشرق الأوسط/03 تشرين الأول/2023

جاء تعيين دمشق أول سفير لها لدى تونسمنذ قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منتصف عام 2011، في الوقت الذي يواجه عمل اللجنة الوزارية العربية الخاصة بتطبيع العلاقات العربي مع دمشق، تهديداً بالفشل لعدم تقدم دمشق ولا خطوة لتطبيق خريطة الطريق العربية. وفي بيان رسمي نشرته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، الثلاثاء، أعلنت دمشق أن السفير محمد محمد «أدّى أمام الرئيس السوري بشار الأسد، اليمين القانونية سفيراًللجمهورية العربية السورية، لدى الجمهورية التونسية». وكانت كل من سوريا وتونس قد أعلنتا في أبريل (نيسان) الماضي، أنهما ستعيدان فتح سفارتيهما بعد نحو عِقد من قطع تونس العلاقات مع دمشق التي عدّت حينها إعادة فتح السفارة السورية في تونس، تجاوباً مع مبادرة الرئيس التونسي قيس سعيّد، بتعيين السفير محمد المهذبي سفيراً لبلاده في دمشق. وقد جاء ذلك عقب زيارة وزير الخارجية السوري إلى تونس أبريل الماضي. وكانت حينها دمشق تشهد انفتاحا عربياً بعد الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا في فبراير (شباط) الماضي. مصادر متابعة في دمشق، قالت لـ«الشرق الأوسط»: إن تونس كانت أول دولة عربية تعيّن ممثلاً قنصلياً لها في دمشق عام 2015، عادّةً قطع العلاقات مع سوريا إجراءً غير صائب؛ لأن المصالح التونسية تقتضي وجود تمثيل قنصلي في دمشق. وبحسب المصادر، فإن تونس لم تقطع التنسيق مع دمشق إلا في عهد الرئيس منصف المرزوقي، الذي كان داعماً للاحتجاجات في سوريا ووضع تونس في مقدمة الدول العربية التي قاطعت دمشق عام 2012 وجرى تعليق عضويتها في الجامعة العربية. ولفتت المصادر، إلى وجود عوامل كثيرة مشتركة بين دمشق وتونس، أبرزها الملف الأمني وتوافقهما على عداء الجماعات الدينية، سيما وأن تونس تعدّ أكبر مصدر للمقاتلين المتشددين إلى ساحة الصراع في سوريا. وتشير التقديرات المتداولة، إلى أن أكثر من ثلاثة آلاف تونسي قاتلوا في صفوف تنظيم «داعش»، كما تعجّ السجون السورية بالمتشددين التونسيين، وتمثل إعادتهم إلى تونس تحدياً كبيراً يتطلب تنسيقاً أمنياً عالياً مع السلطات في دمشق. وكان السفير التونسي في دمشق محمد المهذبي، قد صرح في وقت سابق، بأن «تحدي الإرهاب يتطلب تضافر الجهود من أجل مواجهته». وقال: «نسعى للتنسيق مع الإخوة في سوريا، ومستعدون لبذل كل ما يطلبه الجانب السوري». ويضاف إلى الملف الأمني ملفات أخرى كثيرة، كالتبادل التجاري والاقتصادي بين البلدين، خاصة في مجال الفوسفات والصناعات التحويلية، وغيرها من ملفات ذات اهتمام مشترك إقليمية ودولية. استدارة دمشق نحو تونس لتفعيل العلاقات معها، تزامنت مع أنباء عن تجميد عمل اللجنة الوزارية العربية الخاصة بتطبيع العلاقات مع دمشق؛ لعدم تقديم دمشق أياً من متطلبات تنفيذ خريطة الطريق العربية، والتي تتضمن ثلاثة ملفات رئيسية على دمشق أن تحقق تقدماً فيها، شرطاً لتطبيع العلاقات العربية معها، وهي ملف تفكيك شبكات تصنيع وتجارة المخدرات التي تهدد دول الجوار، وملف عودة اللاجئين، وملف الحوار مع المعارضة للتوصل إلى مَخرج للأزمة في سوريا. إلا أن دمشق اشترطت أولاً لتحقيق أي خطوة، خروج القوات الأجنبية (الأمريكية والتركية) من الأراضي السوري، ووقف دعم الجماعات المعارضة المسلحة، وبذل الجهود لرفع العقوبات الاقتصادية ومساعدات تسهم في إطلاق عملية إعادة الإعمار. وما أثار استياء دول الجوار، تزايد نشاط تهريب المخدرات إلى الأردن بدلاً من تراجعه، خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة التي شهدت الانفتاح العربي على دمشق. كذلك، إظهار المزيد من التعنت تجاه الحوار مع المعارضة، والتهرب من استحقاق عودة اللاجئين الذي ترافق بتواصل تدفق اللاجئين غير الشرعيين إلى لبنان. بل إن الأمين العام لـ«حزب الله اللبناني»، دعا، الاثنين، الدولة اللبنانية، إلى السماح لمن يرغب من النازحين السوريين في الاتجاه نحو الدول الأوربية «بهدف الضغط عليها كي تأتي خاضعة إلى بيروت». عادّاً النزوح السوري اليوم سببه اقتصادي، محملاً المسؤولية للولايات المتحدة الأمريكية التي تفرض عقوبات اقتصادية على دمشق.

 

الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على الأطراف الرئيسية لحرب السودان

بروكسل/الشرق الأوسط/03 تشرين الأول/2023

قالت مصادر إن سفراء من الاتحاد الأوروبي اتفقوا على إطار عمل لعقوبات تستهدف الأطراف الرئيسية لحرب السودان وتتضمن تجميد أصول وحظر سفر. واندلعت الحرب في السودان في أبريل (نيسان) من هذا العام بين الجيش، بقيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، الذي أطاح الرئيس السابق عمر البشير في عام 2019 وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي. وحسب «رويترز»، استمر تصاعد القتال وإراقة الدماء على الرغم من المحاولات الدولية للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار. وتسببت الحرب في نزوح أكثر من خمسة ملايين شخص من منازلهم وأوجدت أزمة إنسانية، فيما حذرت فرق طبية محلية من انتشار الكوليرا وحمى الضنك. وأُرسل مقترح العقوبات في يوليو (تموز)، لكن لم يوافق عليه السفراء حتى يوم الاثنين. وما زال يتعين موافقة وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي النهائية هذا الشهر قبل أن يتمكن الاتحاد من إضافة أفراد وكيانات إلى القائمة. في سياق متصل، أظهرت مسودة القرار يوم الجمعة أن الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج وألمانيا تعتزم تقديم طلب إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لإجراء تحقيق في ما يُعتقد أنها فظائع ارتكبت في السودان تضمنت القتل على أساس عرقي.

 

بوتين يكثف جهوده للاستفادة من «تباينات» غربية حول استمرار دعم أوكرانيا

واشنطن: إيلي يوسف/الشرق الأوسط»/03 تشرين الأول/2023

فرضت المواقف والأحداث الأخيرة التي جرت في الولايات المتحدة وبولندا وسلوفاكيا، وتصريحات الرئيس المكسيكي المنتقدة للولايات المتحدة، حول أوكرانيا، أجواء متشائمة عما إذا كان الحلفاء الغربيون سيلتزمون بدعم كييف في حربها ضد روسيا. وكثف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جهوده للاستفادة من «تباينات» غربية حول استمرار دعم أوكرانيا، إذ تزامنت تلك التطورات مع التقارير التي تتحدث عن مساعي الرئيس الروسي لتقويض وحدة الغرب، وخططه لتكثيف الدعاية والعمل الاستخباري، للتأثير على الرأي العام الغربي عموماً، والأميركي على وجه الخصوص، فضلاً عن محاولته فتح جبهات جديدة لتقويض الثقة بجدوى استمرار دعم أوكرانيا. ورغم أن «الجبهة الغربية» لا تزال «موحدة» بشأن أوكرانيا، فإنها أظهرت «تصدعات» أكثر من أي وقت مضى، فيما تجهد كييف لدعم هجومها المضاد، وإزالة الشكوك المحيطة بقدراتها، ومساعيها لاجتثاث الفساد، أحد أبرز القضايا التي تهدد الثقة بها.

تصلب مواقف

وبعد نحو 19 شهراً على بدء الحرب، عرقل مشرعون جمهوريون في واشنطن محاولة لإطلاق شريحة كبيرة من المساعدات الأميركية لأوكرانيا، بعد 9 أيام فقط من زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لواشنطن للمطالبة باستمرار الدعم. ويشير هذا الوضع إلى أن تصلب المواقف بين أجنحة الجمهوريين، ليس مجرد خلاف أو مزايدات في اللعبة السياسية الدائرة في واشنطن، بخلاف ما أشار إليه الرئيس الأميركي جو بايدن، عندما طالب الجمهوريين يوم الأحد بوقف ما وصفه «ألاعيبهم» على هذا الصعيد. وفيما كان الجمهوريون يصوتون بـ«لا» في الكونغرس، انتخب الناخبون في سلوفاكيا رئيس وزراء موالياً لروسيا، روبرت فيكو، الذي تعهد بعدم إرسال «رصاصةواحدة» من الذخيرة إلى أوكرانيا، معلناً استعداده للتعاون مع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان لمعارضة مزيد من الدعم الأوروبي لكييف. كما أصدرت بولندا، التي كانت ذات يوم أكثر حلفاء كييف موثوقية، الإعلان الصادم في 20 سبتمبر (أيلول) بأنها لن ترسل الأسلحة بعد الآن. وانتقد الرئيس المكسيكي، أندريس أوبرادور، المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا، واصفاً إياها بأنها «غير عقلانية»، وكثّف انتقاداته للمجهود الحربي، حاثاً واشنطن على تخصيص مزيد من الموارد لمساعدة دول أميركا اللاتينية بدلاً من ذلك.

قلق أوروبي

تشعر أوروبا بالقلق بشأن ما يمكن توقعه من واشنطن. ففي حين يتفق أغلب دول الاتحاد الأوروبي على دعم أوكرانيا، فإن المساعدات المقدمة لكييف مرتبطة بمراجعة أوسع لميزانية الاتحاد الأوروبي طويلة الأجل، التي لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأنها. وبما أن جميع دول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرين تحتاج إلى دعم الاتفاق، فقد يكون من الصعب إقراره بحلول نهاية العام، وهو الوقت الذي ينفد فيه الدعم الحالي من الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا. ورغم ذلك، بدا أن هذه العلامات التحذيرية لا ترقى إلى مستوى تحول عميق في السياسة في واشنطن أو بروكسل، حيث تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن بالوقوف إلى جانب أوكرانيا، رغم ما جرى مؤخراً من تجميد حزمة المساعدات الجديدة. ويظل أغلب الزعماء الأوروبيين داعمين بقوة لأوكرانيا، حيث من المقرر التوقيع على نحو 50 مليار يورو من الدعم المستمر للبلاد في الأشهر المقبلة، واستعداد الاتحاد الأوروبي لتقديم 25 مليار يورو من المساعدات العسكرية أيضاً، بحسب تصريحات نسبت إلى دبلوماسيين، يوم الاثنين.

بوتين ونظريات المؤامرة

في هذا الوقت، وفيما يتحدث مسؤولون أميركيون عن اقتناعهم بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ينوي محاولة إنهاء الدعم الأميركي والأوروبي لأوكرانيا، من خلال استخدام وكالات التجسس التابعة له لدفع الدعاية الداعمة للأحزاب السياسية الموالية لروسيا، وإثارة نظريات المؤامرة بالاعتماد على بعض التقنيات الجديدة، كشفت وثيقة أميركية رسمية أن مسؤولي الإدارة الأميركية يشعرون بقلق كبير بشأن الفساد المتفشي في أوكرانيا. وبحسب صحيفة «بوليتيكو» التي حصلت على نص الوثيقة، فقد حددت الوثيقة خطة طويلة المدى تتضمن كثيراً من الخطوات التي ستتخذها واشنطن من أجل مساعدة كييف على استئصال المخالفات وإصلاح مجموعة من القطاعات في البلاد، لاستعادة الثقة بها. وأكد مسؤولون أميركيون لصحيفة «نيويورك تايمز» أن روسيا تشعر بالإحباط لأن الولايات المتحدة وأوروبا ظلتا متحدتين إلى حد كبير بشأن الدعم العسكري والاقتصادي المستمر لأوكرانيا. ومكّنت هذه المساعدات العسكرية أوكرانيا من مواصلة قتالها ضد روسيا، ووضعت أهداف روسيا الأصلية المتمثلة في السيطرة على كييف وأوديسا، خارج متناول أيديها، بل أوقفت هدفها الأكثر تواضعاً، المتمثل في السيطرة على منطقة دونباس، شرق أوكرانيا.

إضعاف الدعم لأوكرانيا

لكن المسؤولين قالوا إن بوتين يعتقد أن بإمكانه التأثير في السياسة الأميركية لإضعاف الدعم لأوكرانيا، وربما استعادة تفوقه في ساحة المعركة. وقال المسؤولون إن الرئيس الروسي يبدو أنه يراقب عن كثب المناقشات السياسية الأميركية حول استمرار تقديم المساعدة لأوكرانيا. ومن المرجح أيضاً، وفق المسؤولين، أن تحاول موسكو استخدام نظريات المؤامرة والمعلومات المضللة لدعم المرشحين الموالين لروسيا في أوروبا، بهدف وقف المساعدة العسكرية الدولية لكييف، كما جرى في سلوفاكيا. وقال مسؤولون إنه بالإضافة إلى الانتخابات الوطنية، قد تسعى روسيا للتأثير على تصويت البرلمان الأوروبي العام المقبل. وقال تقرير «نيويورك تايمز» إن روسيا استخدمت منذ فترة طويلة أجهزتها الاستخباراتية للتأثير على السياسات الديمقراطية بجميع أنحاء العالم. وتعتقد وكالات الاستخبارات الأميركية أن بوتين سيكون أكثر اهتماماً بالتأثير على نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2024، مع إعلان بايدن مراراً وتكراراً دعمه لكييف، وتصريح ترمب من جهة أخرى بأن دعم أوكرانيا ليس مصلحة حيوية للولايات المتحدة.

تشويه سمعة الناتو

ووفقاً للمسؤولين الأميركيين، تقوم روسيا باستمرار بعمليات معلوماتية تهدف إلى تشويه سمعة سياسات حلف شمال الأطلسي (الناتو) والولايات المتحدة، ومن المرجح أن تكثف جهودها في الأشهر المقبلة. وتقول بيث سانر، المسؤولة الاستخباراتية الكبيرة السابقة، إن الذكاء الاصطناعي والتقنيات الجديدة الأخرى ستغير الطريقة التي تدير بها روسيا حملات التأثير على الناخبين. وأضافت: «روسيا لن تتخلى عن حملات التضليل. لكننا لا نعرف كيف سيبدو هذا الأمر. يجب أن نفترض أن الروس أصبحوا أكثر ذكاء». ولفت المسؤولون الأميركيون إلى أنه في حالة عدم تمكن روسيا من تحقيق أهدافها عن طريق نشر المعلومات المضللة ونظريات المؤامرة، فإنها قد تقوم بخطوات تصعيدية قد تشمل تقديم دعم مالي إضافي للأحزاب السياسية الموالية لروسيا في أوروبا أو تنفيذ عمليات سرية في أوروبا تهدف إلى إضعاف الدعم للحرب في أوكرانيا، في الوقت الذي تشير فيه بعض التقارير إلى نية روسيا افتعال مزيد من التوترات والصراعات وفتح جبهات جديدة في أوروبا ومناطق أخرى في العالم.

مكافحة الفساد

وجاء الكشف عن تلك المخاوف، بالتزامن مع الوثيقة الأميركية حول الفساد في أوكرانيا، التي شددت على وجوب ألا تؤجل كييف جهودها لمكافحته، محذرة من أن تلك الآفة باتت «تقوض ثقة الشعب الأوكراني والقادة الأجانب في زمن الحرب». وتضمنت خطة الدعم الأميركية كثيراً من التفاصيل حول أهدافها في أوكرانيا، من خصخصة البنوك، وتشجيع مزيد من المدارس على تدريس اللغة الإنجليزية، فضلاً عن حثّ جيشها على اعتماد بروتوكولات الناتو. وكشف مسؤول أميركي مطلع أن كثيراً من المحادثات تدور خلف الكواليس، خصوصاً أن «الكسب غير المشروع في أوكرانيا» يشكل مصدر قلق للمسؤولين الأميركيين وللرئيس بايدن. ويعد هذا التنبيه الأكثر وضوحاً حتى الآن، لجهة حضّ الرئيس الأوكراني على المضي قدماً في مسيرة الإصلاح رغم الحرب والمعارك التي تخوضها قواته ضد الجيش الروسي. وقبل شهر تقريباً، أصدرت وزارة الخارجية الأميركية تقريراً تناول قضية الفساد، لكنه لم يسترعِ الانتباه، خصوصاً أن لهجته كانت «معتدلة، بل خفيفة» نوعاً ما.

 

وارسو وكييف تتوصلان لاتفاق بشأن نقل الحبوب الأوكرانية

كييف: «الشرق الأوسط»/03 تشرين الأول/2023

أعلنت وارسو وكييف اليوم (الثلاثاء) الاتفاق على تسريع نقل صادرات حبوب أوكرانية عبر بولندا إلى دول ثالثة، في خطوة أولى نحو تسوية «حرب الحبوب» بينهما، وفقاً لوكالة «الصحافة الفرنسية». وتعني الاتفاقية الثلاثية بين بولندا وأوكرانيا وليتوانيا أن صادرات الحبوب الأوكرانية المرسلة إلى أسواق في أفريقيا والشرق الأوسط خصوصا، ستتوجه مباشرة عبر بولندا بدلا من إخضاعها لإجراءات تدقيق أولا على الحدود الأوكرانية البولندية. وقال وزير الزراعة البولندي روبرت تيلوس للصحافيين «اعتبارا من الغد، ستخضع صادرات الحبوب (المتوجهة إلى أسواق عالمية) عن طريق ليتوانيا لإجراءات تدقيق في ميناء ليتواني وليس على الحدود البولندية الأوكرانية». عقب الغزو الروسي الذي حال دون تمكن أوكرانيا من استخدام البحر الأسود لتصدير الحبوب إلى أسواق العالم، أُرسلت المحاصيل برا عبر الاتحاد الأوروبي. لكن بسبب مسائل لوجيستية، بدأت الحبوب تتكدس في دول أوروبية مجاورة لأوكرانيا ما تسبب في انخفاض الأسعار المحلية.

وسمحت بروكسل للعديد من الدول بفرض حظر مؤقت على الحبوب الأوكرانية. لكن بعد إعلان بروكسل رفع القيود، مددت بولندا والمجر وسلوفاكيا الحظر ما تسبب في خلاف دبلوماسي بين كييف وحلفائها.

 

خبراء: تعليق المساعدات الأميركية لأوكرانيا سيكون «مدمراً» لكييف

واشنطن/الشرق الأوسط/03 تشرين الأول/2023

يحذّر خبراء من أن القوات الأوكرانية ستواجه قريباً نقصاً في الذخيرة والمعدات الرئيسية إذا نجح الجمهوريون المناصرون للرئيس السابق دونالد ترمب في وقف المساعدات العسكرية الأميركية لكييف، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وأصر كبار المسؤولين الأميركيين مراراً على أن الولايات المتحدة ستدعم كييف «طالما لزم الأمر»، فيما تعهدت واشنطن بتقديم أكثر من 43 مليار دولار من المساعدات العسكرية منذ غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، أي أكثر من نصف المساعدات الإجمالية المقدمة من كل الجهات الغربية المانحة. لكن الاتفاق الذي توصل إليه الكونغرس، السبت، لتجنب إغلاق المؤسسات الفيدرالية الأميركية لم يتضمّن أي مساعدات جديدة لأوكرانيا في زمن الحرب، وذلك بموجب تسوية بين الديمقراطيين والجمهوريين الداعين إلى خفض الإنفاق. وقال المستشار في «مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية» مارك كانسيان: «سيكون الأمر مدمراً بالنسبة إلى الأوكرانيين» إذا توقفت المساعدات الأميركية. وأضاف: «سيضعف الجيش الأوكراني ثم قد ينهار في نهاية المطاف». زوّدت الولايات المتحدة كييف بترسانة ضخمة من الأسلحة لمساعدتها في القتال واستعادة الأراضي التي سيطرت عليها روسيا، وهي تتضمن خصوصا ذخائر أسلحة خفيفة وقذائف مدفعية وقاذفات صواريخ متطورة ودبابات ومعدات إزالة ألغام.

وأوضح كانسيان: «تحتاج الجيوش في الحروب إلى تدفق مستمر للأسلحة والإمدادات والذخيرة لتحل مكان ما دُمّر واستُنفد». وإذا قُطعت المساعدات الأميركية تماما، وهو أمر يصر البيت الأبيض على أنه لن يحدث، فإن التأثير لن يكون فوريا؛ إذ إن المساعدات المعلنة في السابق ما زالت ستسلّم لأوكرانيا. وتابع كانسيان: «قد تمر أسابيع قبل أن نرى تأثير ذلك على ساحة المعركة»، وقد لا يكون بإمكان موسكو الاستفادة من الوضع؛ لأن «الروس مرهقون للغاية في هذه المرحلة». وبعيداً عن خطوط المواجهة، من شأن وقف المساعدات الأميركية أن يترك ثغرات في الدفاعات الجوية لأوكرانيا والتي تتألف من منظومات من دول عدة تغطي ارتفاعات مختلفة، ويجب إعادة تزويدها ذخيرة بشكل منتظم. وتؤدي هذه الدفاعات دوراً رئيسياً في حماية المدنيين الأوكرانيين والبنى التحتية من الهجمات الروسية المتكررة بطائرات مسيّرة وصواريخ. قال جيمس بلاك، مساعد مدير مجموعة أبحاث الدفاع والأمن في مؤسسة «راند يوروب»: «لا يمكنكم... استبدال نظام بنظام آخر إذا كانا يعملان بطريقة مختلفة». وأضاف: «إذا أزلتم المكوّن الأميركي، فأنتم حتما تقللون من فاعلية» هذا النظام المترابط. وقدّمت عشرات الدول، خصوصا في أوروبا، مساعدات عسكرية لأوكرانيا، ورغم أنه يمكنها زيادة الدعم، فإن الفراغ الذي قد يخلفه وقف المساعدات الأميركية سيشكل مشكلة كبرى على المدى الطويل. وقال بلاك: «سيستغرق الأمر سنوات وعقودا من الجهد حتى تصل أوروبا إلى مستوى تستطيع فيه أن تحل مكان الولايات المتحدة بوصفها قوة عسكرية أو قوة في الصناعة الدفاعية»، وذلك «ليس جدولاً زمنياً مريحاً لأوكرانيا التي تحتاج إلى دعم خلال... الأسابيع والأشهر المقبلة». وما زالت الخطوات المقبلة للجمهوريين الذين يسيطرون على مجلس النواب، غير واضحة. وأوضح رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي، الذي كان أعضاء حزبه الجمهوري وراء إلغاء المساعدة لكييف من مشروع القانون الذي تم التوصل إليه لتجنب إغلاق المؤسسات الفيدرالية الأميركية، الأحد، أنه «سيحرص على أن الأسلحة ستوفَّر لأوكرانيا». لكن الزعيم الجمهوري حذّر من أن «الحزم الكبيرة» من المساعدات لن يتم الإفراج عنها إلا إذا عُزّز الأمن على الحدود الأميركية - المكسيكية. وقال لشبكة «سي بي إس»: «لن يحصلوا على حزم كبيرة إذا لم تكن الحدود آمنة». من جهته، دعا وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الذي أدى دورا رئيسيا في تشكيل تحالف دولي لدعم أوكرانيا ثم في تنسيق المساعدات، الكونغرس في نهاية الأسبوع إلى الوفاء بوعوده. ودعاهم، في بيان، إلى احترام «التزام الولايات المتحدة وعودها تقديم المساعدة المطلوبة بشكل عاجل للأوكرانيين الذين يقاتلون للدفاع عن بلادهم».

 

بوليتكو: وثيقة أمريكية حساسة ومسربة تكشف عن قلق واشنطن من الفساد في أوكرانيا

لندن – “القدس العربي/03 تشرين الأول/2023

نشر موقع مجلة “بوليتكو” تقريرا أعدته ناحال توسي قالت فيه إن استراتيجية أمريكية عن أوكرانيا سربت وحصل عليها الموقع تكشف عن خطط محددة لإصلاح المؤسسات وتحذر من أن الدعم الغربي معلق بخفض مستويات الفساد في الدولة. وقالت إن المسؤولين في إدارة بايدن قلقون كثيرا على الفساد في أوكرانيا أكثر مما يتحدثون عنه علنا. وتكشف الوثيقة “الحساسة وليس السرية” عن خطة أمريكية طويلة الأمد لمساعدة كييف بالتخلص من المخالفات وإصلاح قطاعات متعددة من المؤسسات الأوكرانية. وحذرت من أن الفساد قد يكون سببا في تخلي الدول الغربية عن دعم أوكرانيا في قتالها ضد روسيا.

وأشارت الوثيقة الحساسة إلى أن “المفاهيم بشأن الفساد على مستويات عالية” قد تضعف ثقة القادة العامين في أوكرانيا والأجانب بحكومة الحرب في أوكرانيا”. ويبدو التحليل في الوثيقة أكثر قتامة من تلك التي نشرتها وزارة الخارجية قبل شهر وبدون ضجة. وتعتبر الوثيقة المعنونة “استراتيجية البلد المتكاملة” أطول بثلاث مرات من نسخة وزارة الخارجية وتحتوي على تفاصيل كثيرة حول أهداف أمريكا في أوكرانيا، من خصخصة بنوكها إلى مساعدة مدارسها لكي تعلم الإنكليزية وتشجيع جيشها على تبني بروتوكولات الناتو وأساليبه العسكرية. وتم تصميم العديد من أهدافها لتخفيض الفساد الذي يخرب البلد.

 وجاء نشر الوثيقة الهادئ على موقع وزارة الخارجية وتخصيص اللغة الناقدة للنسخة السرية ليظهر التحديات التي تواجه إدارة بايدن والرسائل الصادرة عنها. وتريد الإدارة الضغط على أوكرانيا كي تخفض من الفساد، لأن الدولارات الأمريكية على المحك. ولكن الحديث بوضوح وقوة عن الفساد في أوكرانيا، يعطي معارضي الدعم لأوكرانيا في أمريكا مبررا ويمنحهم الجرأة. ومعظم هؤلاء من الجمهوريين الذين يحاولون منع المساعدة. وأي مفهوم عن ضعف في الدعم الأمريكي لكييف سيجعل الأوروبيين يفكرون مرتين بدورهم الذي يقومون به. وقال مسؤول أمريكي على معرفة بالأمر الحساس إنه عندما يتعلق الأمر بأوكرانيا “تجري بعض النقاشات الصادقة خلف الأضواء”. وتقول المجلة إن الفساد في أوكرانيا كان موضوع قلق الأمريكيين وحتى الرئيس جو بايدن. إلا أن الموضوع لم يعد محل تأكيد بعد اجتياح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوكرانيا في شباط/فبراير 2022، وهو غزو وصفه بايدن بأنه معركة حقيقية للديمقراطية ضد الاستبداد. والتزم مساعدو بايدن ولأشهر بعدم ذكر الفساد إلا لماما، وكانوا يريدون إظهار التضامن مع كييف وتجنب إثارة عدد من المشرعين الجمهوريين، الناقدين للمساعدة الأمريكية، العسكرية والاقتصادية لأوكرانيا. وبعد عام على الحرب في أوكرانيا بات المسؤولون الأمريكيون يطرحون الموضوع في أحاديثهم الخاصة والعامة. وفي أيلول/سبتمبر التقى مستشار الأمن القومي جيك سوليفان مع وفد من مكافحة الفساد في المؤسسات الأوكرانية. وأكد مسؤول ثان أن إدارة بايدن تتحدث مع الأوكرانيين حول شرط المساعدات الاقتصادية في المستقبل “بإصلاحات تعالج الفساد وجعل أوكرانيا مكانا جذابا للاستثمارات الخاصة”. وقال المسؤول إن الشرط لا ينطبق على المساعدات العسكرية. ولم يرد متحدث باسم وزارة الخارجية على أسئلة للتعليق، إلا أن الرئيس فولدومير زيلينسكي عزل عددا من مسؤولي الدفاع بالفترة الأخيرة في حملة ضد الفساد، وهي رسالة لأمريكا وأوروبا بأنه يستمع لنقدهم. وأعدت وزارة الخارجية تقرير “الإستراتيجية المتكاملة” للبلد، ولكنها اعتمدت على مشاركات من مؤسسات الحكومة الأخرى بما فيها وزارة الدفاع. ويفصل التقرير قائمة أهداف وجداول زمنية لتحقيقها ومعالم يريد المسؤولون الأمريكيون رؤيتها لكي تتحقق. وعادة ما تصدر وزارة الخارجية استراتيجيات كهذه للكثير من الدول وكل عدة سنوات. ولم يقل مسؤول تحدث بالإنابة عن الخارجية إن كانت الحكومة الأوكرانية قد اطلعت على التقرير وإن كانت هناك نسخة سرية، وإن وجدت نسخة سرية عن التقرير أم لا. وقال ويليام تايلور، السفير الأمريكي السابق في أوكرانيا إن الكثير من الأوكرانيين سيرحبون بالإستراتيجية لأنهم تعبوا أيضا من الفساد المستشري في البلد. وقال إن كل شيء جيد “طالما لم يتدخل في طريق المساعدة التي نقدمها لهم للانتصار بالحرب”. وتشير الوثيقة إلى أن تحقيق الأهداف الأمريكية لأوكرانيا يشمل تنفيذ الوعود بتقديم معدات عسكرية وتدريب للقوات الأوكرانية كي تدافع عن نفسها من هجمات الكرملين. وتشير النسخة السرية إلى الأهداف الأمريكية، مثل المساعدة في إصلاح عناصر في أجهزة الأمن القومي، لكي تساعد على عدم التسامح مع الفساد في تنفيذ المهام وتخفيف الفرص للفساد. ومع أن انضمام أوكرانيا للناتو ليس قريبا، إلا أن أمريكا حريصة على تبني القوات الأوكرانية المعايير العسكرية للناتو.

 

في ظل محادثات للتطبيع مع السعودية.. إسرائيل: “حان الوقت لاتخاذ قرارات مصيرية إزاء الفلسطينيين وشأننا الداخلي”

معهد السياسة الاستراتيجية 3/10/2023 IPS/03 تشرين الأول/2023

دولة إسرائيل بحاجة إلى اتخاذ قرارات مصيرية حول مستقبل وطابع الدولة. من جهة، هناك إمكانية لعقد اتفاق سلام تاريخي مع السعودية برعاية أمريكية. وفي المقابل، يتسارع الصراع حول طابع إسرائيل، ويمكن أن يتدهور ويصل إلى أزمة دستورية، بصورة قد تقوض أسس الديمقراطية والليبرالية في دولة إسرائيل، وتعمق المس بالأمن والحصانة القومية. كل ذلك في الوقت الذي تزداد فيه التهديدات الخارجية التي نواجهها. أولاً من جانب إيران وحلفائها في المنطقة، هذا يرسخ مكانتها كدولة حافة نووية، وتستمر في تعززها العسكري. إلى ذلك، يجب إضافة قابلية الساحة الفلسطينية للانفجار. وهذا الأمر ينعكس في تجدد الاحتكاكات العنيفة على حدود القطاع بمبادرة من حماس، والجهود التي تبذل لتنفيذ عمليات داخل إسرائيل بواسطة عبوات ناسفة متطورة وبتدخل متزايد من إيران.

الصفقة السعودية – الأخطار

أقوال ولي العهد السعودي في المقابلة التي أجرتها معه شبكة “نيوز فوكس” بأنه “في كل يوم نقترب من اتفاق التطبيع مع إسرائيل”، أثارت التوقعات حول إمكانية التوصل إلى الاتفاق في الفترة القريبة القادمة. مع ذلك، ما زالت الطريق مليئة بالتحديات والعقبات.

تخصيب اليورانيوم

ترى إسرائيل أن طلبات السعودية لتطوير دائرة وقود نووي بشكل كامل على أراضي المملكة (تشمل القدرة على تخصيب اليورانيوم) والحصول على منظومات سلاح حديثة ومتقدمة، تجسد أخطاراً استراتيجية على الأمن القومي. هذا بسبب الخوف من البدء بسباق تسلح نووي إقليمي والمس بالتفوق النوعي للجيش الإسرائيلي. في خلفية ذلك اعتقاد بأن ولي عهد السعودية يسعى لأن تلتحق السعودية بإيران في الحصول على قدرة نووية عسكرية. وقد عبر عن ذلك في المقابلة مع “فوكس” عندما أوضح بأنه إذا قامت إيران بإنتاج قنبلة نووية فستسير السعودية في أعقابها.

القضية الفلسطينية

ربما تكون القضية الفلسطينية تحدياً مهماً آخر، هذا إزاء الطلبات المتوقعة التي لم يكشف عنها حتى الآن بشكل علني من جهة ولي عهد السعودية والرئيس الأمريكي. في المقابل، ثمة علامات استفهام حول استعداد وقدرة نتنياهو السياسية على الرد عليها بالإيجاب. يبدو أن الطلبات تشمل، ضمن أمور أخرى، الاعتراف بحل الدولتين والامتناع عن القيام بخطوات أخرى أحادية الجانب مثل توسيع المستوطنات ووقف سياسة العقاب الاقتصادي وإقامة قنصلية أمريكية في شرقي القدس. وربما تطلب السعودية والولايات المتحدة من إسرائيل نقل مناطق في “يهودا والسامرة” (من مناطق ج و/أو ب) إلى سيطرة كاملة للسلطة الفلسطينية.

المحور الراديكالي

يجب إضافة الجهود المتوقعة من جهة المحور الراديكالي بقيادة إيران إلى ذلك، من أجل إثارة الاستفزازات التي ستؤدي إلى تخريب، أو على الأقل تأجيل، المفاوضات. هذا بسبب التداعيات المباشرة للاتفاق على الوضع الاستراتيجي لأعضاء المحور. ليس عبثاً أن أعلن الرئيس الإيراني بأن التطبيع “لن ينجح”.

الجدول الزمني

في نهاية المطاف، يمتد الجدول الزمني من أجل التوصل إلى اتفاق بضعة أشهر، بسبب الحاجة إلى مصادقة مجلس الشيوخ بأغلبية الثلثين وبسبب الانتخابات الرئاسية وانتخابات الكونغرس في تشرين الثاني 2024. والمعنى أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، سيضطر، في سنة الانتخابات، إلى تجنيد دعم ليس أقل من 16 عضواً في مجلس الشيوخ من الحزب الجمهوري والـ 51 عضواً من الحزب الديمقراطي في مجلس الشيوخ، بما في ذلك أصحاب التوجهات العدائية تجاه ولي العهد السعودي، الذين لديهم توجهات انتقادية تجاه إسرائيل.

قابلية المنظومة الفلسطينية للانفجار

استئناف الاحتكاكات العنيفة على حدود قطاع غزة وإطلاق البالونات الحارقة بمبادرة من حماس، إلى جانب استمرار جهود الجهات الإرهابية في شمال “السامرة” لتنفيذ العمليات، كل ذلك يعكس قابلية كبيرة للانفجار، القائمة في المنظومة الفلسطينية. يبدو أن الأحداث على حدود القطاع استهدفت تحقيق عدة أهداف في الوقت نفسه: الحصول على بادرات حسن نية اقتصادية أخرى من قطر، وتجسيد ثمن الخسارة لإسرائيل، ورسائل تحذيرية من خطوات استفزازية في الأماكن المقدسة في القدس. عملياً، يدور الحديث عن لبنة أخرى في إطار جهود حماس المستمرة لتحسين موقعها بخصوص القدرة على العمل والدفع قدماً بالعمليات الإرهابية العنيفة، سواء في القطاع أو في مناطق “يهودا والسامرة” وحتى من لبنان. كل ذلك من أجل تمهيد الأرض لتطبيق الخطة الاستراتيجية لترسيخ سيطرتها في “يهودا والسامرة”. هذه التطورات تدعو قوات الأمن لتنفيذ عمليات وقائية عميقة، بصورة تشكل عبئاً آخذاً في التزايد. في موازاة ذلك، تجنبت الحكومة اتخاذ خطوات لتعزيز السلطة، التي هي في الأصل في عملية تآكل، وعملياً هي تعمل على إضعافها. في الوقت نفسه، تدفع الحكومة قدماً بسياسة توسيع المستوطنات والضم الفعلي لمناطق في “يهودا والسامرة”.

تعزز إيران متعدد الأبعاد

تشكل إيران التهديد الرئيسي لإسرائيل، وهي اليوم في عملية تعزز متعدد الأبعاد مع تحسين مكانتها في الساحة الدولية والإقليمية. كل ذلك ينعكس على الثقة بالنفس والجرأة المتزايدة على تحدي إسرائيل. في مجال النووي، ترسخ إيران مكانتها كدولة حافة نووية. وقامت حتى الآن بتجميع ما يكفي من اليورانيوم المخصب بمستوى 60 في المئة (121 كغم)، وهي الكمية التي تمكنها خلال فترة تبلغ بضعة أسابيع، مع قرار من الزعيم، من الوصول إلى مواد متفجرة تكفي لعدة رؤوس نووية. الاتفاق مع الولايات المتحدة على إطلاق سراح متبادل للسجناء مقابل تحرير 6 مليارات دولار مجمدة في كوريا الجنوبية (ربما أموال أخرى في العراق)، ويبدو أيضاً تفاهمات شفوية في المجال النووي. في هذا الإطار، نجحت إيران في الحفاظ على قدرتها في المجال النووي، وتعهدت في المقابل بالامتناع عن تخصيب بمستوى 90 في المئة (المستوى العسكري المطلوب لإنتاج القنبلة)، وإبطاء وتيرة التخفيض إلى مستوى 60 في المئة.

في المجال العسكري، تواصل إيران تحسين قدرتها العسكرية مع التأكيد على الصواريخ البالستية والطائرات بدون طيار. العلاقات الأمنية الوثيقة مع روسيا والانتهاء المتوقع في الشهر الحالي للعقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة (القرار 2231) على نظام آية الله، ربما تسمح لها بالصعود في هذه المجالات مقدار درجة. قرار إيران إبعاد ثلث المراقبين الدوليين للوكالة الدولية للطاقة النووية الذين يعملون في إيران، يجسد ثقة إيران في نفسها في الوقت الحالي. في موازاة ذلك، تعمل إيران على إذكاء العناصر الإرهابية بواسطة التوجيه والتمويل والتسليح والعبوات الناسفة. هذا بسبب رغبة في تشجيع العمليات الإرهابية ضد إسرائيل في “يهودا والسامرة” وقطاع غزة، وليس من لبنان، بسبب سعيها إلى الحفاظ على قدرات “حزب الله”. إلى جانب ذلك، تواصل إيران جهودها لتنفيذ العمليات ضد أهداف يهودية وإسرائيلية في أرجاء العالم. وحسب أقوال رئيس الموساد، فإنه تم إحباط 27 محاولة كهذه منذ بداية السنة.

معان وتوصيات

يجب أن تعمل حكومة إسرائيل أولاً وقبل كل شيء على منع التدهور في الداخل وإعادة التماسك في المجتمع الإسرائيلي الذي هو أساس قوتنا منذ قيام الدولة. لذلك، يجب عليها الالتزام بأنه لن يتم تنفيذ أي تغييرات تشريعية بدون اتفاق واسع، والامتثال لقرارات المحكمة العليا. ثمة أهمية كبيرة أيضاً للتصريحات المتكررة للرئيس الأمريكي حول حاجة إسرائيل إلى الحفاظ على طابعها الديمقراطي كأساس للقيم المشتركة والعلاقات الوثيقة بين الدولتين. بخصوص الصفقة مع السعودية، على إسرائيل أن تعارض أي خطة تمكن من تخصيب اليورانيوم في السعودية، والتأكد من أنه تم الحفاظ على التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي. في الوقت نفسه، وبسبب التداعيات الاستراتيجية والأمنية بعيدة المدى للاتفاق وإزاء دروس الماضي، نوصي بإجراء عمل لطاقم واسع وشامل من خلال دمج جميع الجهات المهنية ذات العلاقة. إزاء التصعيد في القطاع، خاصة في فترة “عيد المظلة”، وإلى جانب استمرار النشاطات الوقائية الحازمة، فإنه مطلوب إظهار الحساسية في كل ما يتعلق بالأماكن المقدسة وبؤر الاشتعال الأخرى المحتملة. لهذه السياسة أهمية خاصة بخصوص عملية التطبيع مع السعودية والعلاقات الخاصة مع الأردن.

طاقم المعهد

 

عبداللهيان يقدم رواية جديدة من «رسائل أميركية» بعد مقتل سليماني وقال إن واشنطن «عجزت» عن الرد على الهجوم الباليستي على «عين الأسد»

لندن: عادل السالمي/الشرق الأوسط/03 تشرين الأول/2023

قدم وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان رواية جديدة من الساعات التي أعقبت مقتل مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري» قاسم سليماني بضربة أميركية في بغداد مطلع 2020، خصوصاً قصف «الحرس الثوري» الإيراني لقاعدة عين الأسد. وقال عبداللهیان في ملتقى استضافته الخارجية الإيرانية إن بلاده تلقت رسائل أميركية «لافتة» بعد مقتل سليماني، في أعقاب تهديد المرشد الإيراني علي خامنئي بتوجيه رد انتقامي. وادعى أن بلاده تلقت وعوداً أميركية بإلغاء جزء من العقوبات، إذ لم ترد الجمهورية الإسلامية (على مقتل سليماني). ونقل أيضاً عن المسؤولين الأميركيين قولهم: «نحن مستعدون لتحديد كيف تنتقمون منا، نحن من يحدد ذلك، وأن تبقوا صامتين بعد أن تنتقموا». ووفقاً لرواية وزير الخارجية الإيراني، تجاهلت طهران الرد على الرسائل الأميركية. وبعد توجيه الضربة، تلقت إيران رسائل أخرى بحسب عبداللهيان. ونقلت وكالة «إيسنا» الحكومية قوله في هذا الصدد إن «الجمهورية الإسلامية وجهت صفعة لأميركا في تلك المرحلة بالهجوم على (عين الأسد)، وذلك بعدما قال الأميركيون إذا كان لدى إيران أدنى رد على مقتل سليماني ومرافقيه، ضد مصالحنا في المنطقة، سنوجه في الوقت نفسه ضربات لـ52 موقعاً استراتيجياً إيرانياً». وقال: «بعد الضربة وجهوا الرسالة: أوقفوا الضرب وانهوا الهجوم». ولم يتطرق عبداللهيان للرد الإيراني على هذا الطلب الأميركي بعد الهجوم. ووصف عبداللهيان قصف قاعدة عين الأسد في الثامن من يناير (كانون الثاني) 2020، بـ«الرد الحازم» على مقتل سليماني، وأضاف: «عجزت الولايات المتحدة عن اتخاذ أدنى رد»، وعدّ ذلك أنه «دليل على عجزها في فرض الهيمنة الأميركية، ومن أدلة تغيير النظام العالمي». يأتي سرد عبداللهيان للتفاصيل الجديدة بعد أسابيع من صفقة إيرانية - أميركية لتبادل السجناء، وشملت إطلاق أصول إيران المجمدة بقيمة 6 مليارات دولار في بنوك كوريا الجنوبية. وذكرت مصادر غربية أن الصفقة جزء من تفاهم محدود بين واشنطن وطهران لخفض التصعيد، وتشمل الخطوات وقف هجمات تشنها ميليشيات حليفة لإيران، على مواقع القوات الأميركية في العراق وسوريا، ومن ذلك خفض جزئي لتخصيب اليورانيوم عالي التخصيب في إيران. وقبل أن يتولى منصب وزير الخارجية، كان عبداللهيان رئيساً للجنة التي أنشئت بعد مقتل سليماني باسمه وركزت على متابعة ملفه القضائي، ورعاية مهرجانات دعائية ممولة من مكتب المرشد الإيراني و«الحرس الثوري».

روایات متضاربة

قدمت إيران روايات متباينة عن الهجوم الباليستي الذي شنته قوات «الحرس الثوري» للثأر من مقتل صاحب أعلى رتبة عسكرية في البلاد، ما عمق مخاوف من نشوب حرب جدية في الشرق الأوسط حينذاك. وكانت إيران ترفع شعار «الصبر الاستراتيجي» و«السير على حافة الهاوية» مقابل الضغوط القصوى التي انتهجها الرئيس الأميركي دونالد ترمب لدفع إيران على تغيير سلوكها الإقليمي تحت الضغط. وبعد لحظات من الهجوم، قال التلفزيون الرسمي الإيراني إن إيران أطلقت 15 صاروخاً باليستياً على قاعدة عين الأسد العراقية التي كانت تضم القوات الأميركية، وحلفاءها في التحالف الدولي لمكافحة تنظيم «داعش». وادعى الإعلام الإيراني مقتل 80 أميركياً، لكن على خلاف ذلك، كانت وكالة «رويترز» قد نقلت عن مصادر حكومية أميركية وأوروبية أن إيران سعت عمداً إلى تجنب وقوع أي خسائر في صفوف الجنود الأميركيين. وأضافت المصادر، أنه من المعتقد أن الإيرانيين تعمدوا أن تخطئ الهجمات القوات الأميركية للحيلولة دون خروج الأزمة عن نطاق السيطرة مع توجيه رسالة عن قوة العزم لدى إيران. وقالت المصادر الغربية حينذاك، إنه يُعتقد أن إيران حاولت ضرب أجزاء معينة لتقليل الخسائر البشرية إلى أدنى حد، ولتفادي قتل أميركيين على وجه الخصوص. بموازاة «رويترز»، نقلت شبكة «سي إن إن» الأميركية عن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية أن مسؤولين عراقيين أبلغوا مسؤولين أميركيين بتعرض قواعد لهجوم إيران قبل ساعات من الهجوم، بناء على معلومات تلقوها من مسؤولين إيرانيين، وهو ما ساهم في تجنب الخسائر في صفوف العسكريين الأميركيين.

وقال مسؤول أميركي إن الإنذار المبكر أتاح لأفراد القوات الأميركية الانتقال إلى أماكن آمنة قبل الضربة الإيرانية. وتحدثت الاستخبارات الأميركية عن رصد تحرك إيراني لنقل أسلحة بما فيها الصواريخ الباليستية والمسيّرات، في مناطق غرب إيران، في الأيام التي فصلت عن الهجوم. واتضح لاحقاً أن العشرات من الجنود الأميركيين أصيبوا بارتجاج في المخ، وجرى نقلهم لتلقي العلاج في مستشفيات خارج العراق. وبعد ساعات من الضربة الإيرانية، قال وزير الخارجية الإيراني حينذاك، محمد جواد ظريف، إن بلاده اتخذت «إجراءات محسوبة» في إطار الدفاع عن النفس، مضيفاً أن الضربات «أكملت» رد إيران على مقتل سليماني. وأضاف: «لا نسعى إلى التصعيد أو الحرب، لكن سندافع عن أنفسنا في وجه أي عدوان». وفي سبتمبر (أيلول) من العام نفسه، توعد قائد «الحرس الثوري»، حسين سلامي، الأميركيين بـ«انتقام جاد حقيقي» لمقتل سليماني، وخاطب الأميركيين بقوله: «عندما ضربنا (عين الأسد)، لم نكن نتوقع عدم ردكم، وكنا نفترض أنكم تردون. وعندها، كنا قد جهزنا مئات الصواريخ للإطلاق، لندمر الأهداف المحددة، في حال الرد».

 

غضب مسيحي من ظاهرة «بصق» اليهود على المصلين... والفاتيكان يتدخل ووزراء وحاخامات يرفضون ربط الظاهرة بالشريعة اليهودية

رام الله: كفاح زبون/الشرق الأوسط/03 تشرين الأول/2023

عادت ظاهرة «البصق» التي يقوم بها يهود متدينون تجاه المصلين المسيحيين في القدس إلى الواجهة، وازدادت بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة، وتكثفت خلال الأعياد اليهودية الأخيرة حتى اضطرت حاضرة الفاتيكان للتدخل ومخاطبة إسرائيل، ومطالبتها بالتصدي لذلك. وعلى الرغم من أن «البصق» عادة قديمة، وتكاد تكون تقليداً يتبعه غلاة المتطرفين، فإن مقاطع فيديو نُشرت، الاثنين، أظهرت مجموعة من المتدينين اليهود في البلدة القديمة في القدس يبصقون على مجموعة من المسيحيين الذين كانوا قد خرجوا من الكنيسة يحملون صليباً كبيراً في مسيرة التقت بمسيرة اليهود؛ ما أثار غضباً واستياءً واسعين بين المسيحيين. وقال منسق منتدى الكنائس في الأراضي المقدسة، وديع أبو نصار، إن حاخامات يهوداً ضالعون في التحريض للقيام بمثل هذه الأعمال المقيتة، محذراً من أن ظاهرة البصق التي أخذت في الاتساعِ مؤخراً قد تتطور إلى ضرب، ومن ثم إلى جريمة قتل. وكان يُفترض أن يلتقي أبو نصار بقيادة الشرطة الإسرائيلية، الثلاثاء، للبحث في هذا الموضوع. وقال لإذاعة «كان» الإسرائيلية، إن «المسيحيين لا يطلبون مِنّة من أحد، بل يطالبون بما يجب القيام به لاجتثاث هذه الظاهرة». קבוצה של צליינים יוצאת עם הצלב לרחוב שער האריות ונתקלת בקבוצה של מתפללים יהודים עם 4 המינים ואז מתחילות היריקות. ספרתי לפחות 7 בכמה שניות. pic.twitter.com/YjqaknATLw

— نير حسون Nir Hasson ניר חסון (@nirhasson) October 2, 2023

الغضب المسيحي الكبير تُرجم في تدخُل من الفاتيكان وعدد من الدول التي أجرت

اتصالات بإسرائيل، لحضها على التصدي بحزم لظاهرة قيام متدينين يهود بالبصق على مسيحيين وكنائس في البلدة القديمة من القدس. وقالت قناة «كان» العبرية، إن الفاتيكان ودولاً أخرى اشتكت من غياب الردع لدى مؤسسات الدولة. وجاء الغضب المسيحي الواسع في وقت يشتكي فيه المسيحيون من الحكومة الإسرائيلية الحالية التي جعلت حياتهم أسوأ. وقال منسق مجلس الكنائس العالمي في القدس، يوسف ظاهر، إن الحجاج المسيحيين في القدس تعرضوا لاعتداءات متكررة في العامين الماضيين، وتحديداً في ظل الحكومة الإسرائيلية الحالية. وأضاف، في تصريح بثته «وكالة الأنباء الفلسطينية» الرسمية، أن هناك استياءً من رؤساء الكنائس لعدم تدخل العالم لوضع حد لهذه الاعتداءات التي تتكرر بشكل كبير، خصوصاً أن مجسماً للمسيح قد تعرض قبل 6 أشهر للاعتداء والتكسير. وضرب ظاهر مثلاً بأحد رجال الدين من الطائفة الأرمنية في مدينة القدس، الذي «تعرض للبصق في وجهه 90 مرة خلال عام واحد». ومنذ نهاية عام 2021 حتى اليوم ازدادت بشكل ملحوظ الاعتداءات على المسيحيين، وأصدرت الكنائس 12 بياناً على الأقل تدين فيها هذه الظاهرة، لكن مع وصول الحكومة الإسرائيلية اليمينية إلى الحكم أصبح الأمر لا يطاق بالنسبة للمسيحيين. وفي أبريل (نيسان) الماضي، قال رئيس الكنيسة الرومانية الكاثوليكية في الأراضي المقدسة، إن صعود حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة إلى السلطة جعل الحياة أسوأ بالنسبة للمسيحيين في مسقط رأس المسيحية. وقال بطريرك اللاتين في القدس، الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، لوكالة «أسوشييتد برس»، إن المجتمع المسيحي الذي يعود تاريخ وجوده في المنطقة إلى 2000 عام، يتعرض لهجوم متنامٍ، حيث جعلت الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل المتطرفين الذين يقومون بمضايقة رجال الدين، والاعتداء على الممتلكات الدينية بوتيرة متسارعة، أكثر جرأة.وقال بيتسابالا أيضاً: «إن تكرار هذه الهجمات والاعتداءات أصبح شيئاً جديداً. يشعر هؤلاء الأشخاص بأنهم محميون، وأن المناخ الثقافي والسياسي الآن يمكن أن يبرر أو يتسامح مع الأفعال ضد المسيحيين». لكن مع ذلك، لم تحرك الشرطة الإسرائيلية ساكناً تجاه المعتدين، وقالت وفق وسائل إعلام إسرائيلية، إن هناك عقبات قانونية تحول دون تقديم المشبوهين للعدالة؛ لأنهم يقومون بالبصق على الأرض وليس باتجاه شخص معين. ويتضح من تصريحات يهود متدينين ومتطرفين، أن غياب الردع ليس الشيء الوحيد الذي يشجعهم على الاستمرار في ظاهرة البصق على المسيحيين، على أساس أن المسألة «تمثل عادة قديمة وتجلب لهم البركة»، وهو تصور أثار الجدل في إسرائيل نفسها.

وقال إليشا (اليشع) يارد، وهو أحد غلاة المستوطنين المتطرفين، المتهم بالمشاركة في قتل الشاب قصي معطان من قرية برقة قرب رام الله في أغسطس (آب) الماضي: «إنه وقت مناسب للتذكير بأن عادة البصق بالقرب من الكهنة أو الكنائس هي عادة قديمة وطويلة الأمد، ومن العادات اليهودية القديمة جداً». ويارد عمل مع عضو الكنيست ليمون سون هار مليخ، من «حزب القوة اليهودية» الذي يتزعمه المتطرف إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي الإسرائيلي. ووصف يارد البصق بأنه يجلب بركة خاصة. وأضاف محرضاً: «ربما نسينا إلى حد ما، تحت تأثير الثقافة الغربية، ما هي المسيحية، لكنني أعتقد أن ملايين اليهود الذين خاضوا الحروب الصليبية في المنفى، والتعذيب في محاكم التفتيش، والمؤامرات الدموية، والمذابح الجماعية - لن ينسوا أبدًا». لكن سرعان ما حاول وزير الخارجية الإسرائيلي تلطيف الأجواء، متصدياً لفكرة أن البصق عادة يهودية قديمة. وكتب إيلي كوهين على منصة «إكس»، الثلاثاء: «أدين ظاهرة البصق القبيحة على المسيحيين، وإيذاء أي إنسان بسبب دينه أو معتقده. هذه الظاهرة لا تمثل قيم اليهودية». وأضاف: «حرية الدين والعبادة هي قيمة أساسية في إسرائيل. وأنا أدعو جميع مواطني إسرائيل إلى احترام تقاليد وإيمان كل من يأتي إلى أبواب القدس، المدينة المقدسة». جاءت تلك التدوينة رداً على أقوال يارد الذي تصدى له أيضاً وزير السياحة حاييم كاتس الذي لفت إلى أن «القول بأن البصق على المسيحيين عادة قديمة وحتى مقبولة، أمر فظيع. إن تصرفات مجموعة من المتطرفين تجعل الناس يكرهون اليهودية، وتضر بصورة إسرائيل، وتؤثر في السياحة». كما أدان كبير الحاخامات الأشكناز في إسرائيل، ديفيد لاو، الأمر، وقال: «نحترم جميع الأمم التي تأتي لتكريم مدينة القدس المقدسة. من المؤكد أن هذه الظواهر غير الأخلاقية ليست لها أي علاقة بالشريعة اليهودية».

 

اقتحامات «الأقصى» مستمرة... وتحذير مصري من تصعيد في غزة

رام الله/الشرق الأوسط/03 تشرين الأول/2023

في حين يواصل اليهود المتطرفون، تنظيم أوسع اقتحامات للمسجد الأقصى طوال أيام عيد «العرش»، حذّرت مصر إسرائيل من أن ذلك قد يؤدي إلى تدهور أمني في قطاع غزة. وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، إن مصر التي تبذل جهوداً لتخفيف التوترات في قطاع غزة، حذّرت إسرائيل من أن الاستمرار في اقتحام «الأقصى»، واستفزاز الفلسطينيين والمسلمين بهذه الطريقة، سيؤدي إلى التصعيد. وأبلغ المسؤولون المصريون نظراءهم الإسرائيليين، بأن الأحداث في «الأقصى»، إلى جانب الوضع الأمني في الضفة الغربية، وظروف اعتقال الأسرى الفلسطينيين، تؤثر بشكل مباشر في الوضع بقطاع غزة. وجاء تحذير مصر تزامناً مع استمرار تدفق المستوطنين بشكل يومي على «الأقصى» وبأعداد كبيرة. واقتحم مئات المستوطنين، (صباح الثلاثاء)، المسجد الأقصى، بحماية الشرطة الإسرائيلية. وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية، إن 789 مستوطناً اقتحموا باحات الأقصى على شكل مجموعات متتالية من جهة باب المغاربة، وأدَّوا طقوساً تلمودية في باحاته، في رابع أيام عيد «العرش» اليهودي. وتجولت مجموعات كبيرة من المستوطنين في أزقة البلدة القديمة في القدس، أولاً، وأدت طقوساً تلمودية عند أبواب «الأقصى»، وتحديداً عند بابَي السلسلة والقطانين، ثم اقتحموا «الأقصى». ونجح آلاف المستوطنين منذ اليوم الأول لعيد العرش باقتحام المسجد، حاملين «قرابين نباتية» من سعف النخيل، المفترض أنها تستخدم في تقديم قرابين متعلقة بالهيكل، بحسب الرواية اليهودية. وقال مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في مدينة القدس، في بيان، (الثلاثاء)، إن «سماح شرطة الاحتلال لمجموعات غلاة المتطرفين باقتحام المسجد الأقصى بحماية شرطية معززة وبمجموعات كبيرة، وبمرافقة رموز دينية وسياسية عبر برنامج تهويدي تحريضي علني، بالإضافة إلى السماح لهم بممارسة طقوس تلمودية علنية وصامتة، وغيرها من الانتهاكات، دليل قاطع على أن الأقصى في خطر كبير». ويقول الفلسطينيون إن اقتحامات «الأقصى» الواسعة التي جاءت تلبية لدعوة جماعات «الهيكل» التي طلبت تكثيف اقتحام المسجد طيلة أيام «عيد العرش» اليهودي، الذي يستمر حتى السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، تشير إلى مخطط إسرائيلي لتغيير الأمر الواقع في المسجد وتقسيمه زمانياً ومكانياً، خصوصاً أن الاقتحامات في وقت يُمنع فيه المصلون المسلمون من الوصول إلى المسجد. وحذر الناطق الرسمي باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة، (الثلاثاء)، من استمرار الاقتحامات من قبل المستوطنين المتطرفين بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي للقدس، والمقدسات الإسلامية والمسيحية. وقال أبو ردينة، إن هذه الاستفزازات من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيها تشكّل منهجاً خطيراً هدفه تفجير الأوضاع، الأمر الذي سيؤدي إلى تداعيات خطيرة لا يمكن لأحد التكهن بنتائجها. وأضاف: «تحاول سلطات الاحتلال الإسرائيلي، من خلال هذه السياسات، خلق وقائع جديدة في القدس الشرقية، ولكن على الاحتلال أن يعلم جيداً أن القدس الشرقية بمقدساتها هي أرض فلسطينية عربية، وجميع محاولاته ستفشل بتغيير طبيعة وتاريخ وهوية القدس، ودون السيادة والأمن والمقدسات وموافقة الشعب الفلسطيني، وقيادته الوطنية والتاريخية، لن يكون هناك أمن واستقرار». كما عدّ الناطق باسم حركة «حماس» حازم قاسم، أن ما يحدث في «الأقصى» تصعيد جديد وخطير ضمن الحرب الدينية المعلنة على المقدسات في كل مكان. وقال في تصريح صحافي، إن «هذا السلوك العدواني من الاحتلال، انتهاك صارخ لكل القوانين والأعراف الإنسانية، واستهتار بمشاعر كل العرب والمسلمين». ودعا قاسم الفلسطينيين إلى تصعيد ضرباتهم ضد إسرائيل.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

إيفيت والياس الحصروني غلبا موت الوطن بموتهما

د. ميشال الشماعي/موقع جسور/03 تشرين الأول/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/122789/122789/

أيّ غلبةٍ أفظع للموت إلا بلقاء زوجين حبيبين مقاومَين جنوبيّين، عاشا عمرهما معًا بالحبّ والنّضال والتضحية، إيمانًا منهما بفعل بقائهما في قريتهما الحبيبة وجنوبهما الغالي!

الياس وإيفيت الحصروني لقد أفجعتما لبنان التاريخ والكِيان كلّه وليس عين إبل بلدتكما فحسب، أو حتّى لبنان المرهون لتاريخ لا يشبه تاريخه الوجوديّ في هذا العالم منذ بدايات الكون.

شهران على موت زوجها، عضو المجلس المركزي، ومنسّق حزب القوّات اللبنانيّة في منطقة بنت جبيل، الياس الحصروني المعروف بالحنتوش، إيفيت تلاقي حتفها في حادث سير مروّع على طريق بلدتها عين إبل. زوجها الحنتوش الذي بحسب ما أكّد وقتذاك رئيس بلدية عين إبل، عماد الّلوس، أنّه كان برفقة عائلة ابنته وأحفاده، الأربعاء، بتاريخ الثاني من أغسطس/ آب 2023 في مطعمٍ في البلدة ليغادر من بعدها عائدا إلى منزله. إلا أنه لم يصل إلى المنزل، حيث عثر على الحصروني جثة هامدة في سيارته الملقاة في جلّ قرب أحد الطرق في البلدة باتجاه بلدة حانين. وبنتيجة البحث في كاميرات المراقبة تمكن أحد أقارب الضحية من العثور على مقطع مسجل على كاميرا DVR يظهر اعتراض سيارتين لطريق الحصروني حيث دفعوه للتوقف، ليترجل منها أشخاص ويصعدون بسيارة الحصروني، من ثم انطلقت السيارات الثلاث، وبعدها حدث ما حدث. هذه الفضيحة الأمنية حدثت في منطقة يقتل فيها النّاس ولا يكتشَف القاتل، بل يتمّ ترقيته إلى مرتبة القداسة.

وبرغم الشكوك الأمنيّة التي رافقت ملفّ التحقيق في قضيّة اغتيال زوجها، الحنتوش، ولا سيّما بعدما كشف رئيس حزب القوّات اللبنانيّة، سمير جعجع الذي اعتبر أنّ هذه الجريمة مُنظمة، وفضح الأماكن التي انطلقت منها السيارات الأربع التي اشتركت بالجريمة، واحدة جاءت من عيتا الجبل، وأخرى من بنت جبيل، والثالثة من حانين، والرابعة من برعشيت. هذه المنطقة التي لا يُكشَف فيها مجرم، كما علّمت اللبنانيّين التجارب من اغتيال السياديين، وليس آخرهم لقمان سليم الذي اغتيل في منطقة أقلّ ما يمكن تصنيفها أنّها منطقة أمنيّة عاصية عن وجود الدّولة الفاعل. بعد هذه المسائل كلّها لا يمكن إلا الانحناء أمام عزيمة وإصرار السيّدة إيفيت، المقاومة بأمومتها ووطنيّتها وروحها العائليّة، هي التي رفضت الخروج من عين إبل، وبقيت صامدة برغم اغتيال زوجها، وارتفاع منسوب الخطر الأمني الذي قد يطالها شخصيًّا.

أمام هذا الواقع الصّموديّ الجبّار، يبدو أنّ يد الموت الذي أتاها كالسارق في وضح النّهار، ولم يأخذ من الليل ستاره، لأنّ درجة عهر الشّرّ وأبنائه باتت حدّ الغيوم. هذا الموت المريب بعد شهرين فقط عن حادثة بهذا الحجم يطرح عدّة تساؤلات، قد تكون تلك الأمنيّة أولاها، لكنّ المقاربة الإنسانيّة لهذه الحادثة هي التي تغلب انطلاقًا من تاريخ هذه العائلة الإنسانيّ والمقاوماتيّ. ومعروف عن الحنتوش وزوجته وقوفهما جنبًا إلى جنب أهالي عين إبل والمنطقة كلّها، ومن دون أيّ تمييز أو تفرقة. والنّاس كلّهم هناك يشهدون على اندفاعتهما في المساعدة، ولا سيّما في زمن أزمة كورونا.

أمام محاولات قتل الوطن كلّها، تبقى إرادة الحياة التي بثّتها إيفيت وزوجها في مسيرتهما الأرضيّة، في بلدتهما عين إبل أقوى بكثير من جبروت الموت وعملائه الخبيثين أيًّا كانوا، ومهما كانت الهويّة التي يحملونها، فأبناء الموت الجحيم مرتعهم، بينما أبناء الحياة فالسماء عرشهم. أمام موت الوطن إيفيت والياس غلبا الموت بمسيرتهما الانسانيّة – الوطنيّة. وهما كانا عن حقّ أقوى من الموت.

يبقى أنّ انتظار نتائج أيّ تحقيق هي القاعدة الأسلم ليسلم الوطن. مع العلم مسبقًا أنّ أيّ نتيجة لم تصدر من سلطة عن حادثة بحجم كارثة انفجار أو تفجير مرفأ بيروت، يستبعَد أن تصدر بحادثة اغتيال الحنتوش الجرميّة. أمّا عن موت إيفيت زوجته، فمَن يمكنه أن يتكهّن بما لم ترصده أيّ كاميرا قد تكون أيادي الموت قتلتها قبل أن تقدم على فعلتها الخسيسة هذه؟

*وفاة زوجة الحصروني…؟

توفيت السيدة ايفيت سليمان الحصروني، زوجة المسؤول في القوات اللبنانية الشهيد الياس الحصروني، اثر حادث سير مروّع على طريق عين ابل- رميش.

 

ليست أميركا وحدها «يا سيد» مسؤولة عن مشكلة النزوح السوري؟!

د.توفيق هندي/جنوبية/03 تشرين الأول/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/122786/122786/

إنطلقت الثورة في سوريا سنة 2011 في سياق “الربيع العربي”، وكان هدفها إسقاط النظام السوري الظالم وكانت سلمية مئة بالمئة. حينها تأسس “المجلس الوطني السوري” في 2 تشرين الأول 2011، لقيادتها وتنسيق تحركاتها، وتم التوافق بين مكوناته، أن يكون أول رئيس له الصديق القديم الدكتور برهان غليون. وقد جُدد له ثلاث مرات.

عسكرة الثورة

كيف تّمت عسكرة الثورة؟

1) قرر النظام السوري وحليفه النظام العراقي، إطلاق سراح السجناء الذين كانوا ينتمون إلى القاعدة وأخواتها. وكانا قد إستخدموهم لمواجهة الإحتلال الأميركي للعراق عام 2003. والمعلوم أن النظامين هما حليفي الجمهورية الإسلامية في إيران. وكان الهدف “تخويف الغرب من خطر القاعدة وأخواتها” لكي يتورط هذا الغرب مع النظام السوري، في قمع الثورة السورية، ولدفعها إلى المواجهة العسكرية معه.

2) لم يكن يوماً الدعم الأميركي جدياً ل”المجلس الوطني السوري”. كان آنذاك باراك أوباما رئيس الولايات المتحدة الأميركية منذ 2009. وكان يدرك تماماً أهمية سوريا-الأسد الإستراتيجية بالنسبة لإيران، كما كان منذ ذالك الحين، ينظر إلى عقد صفقة مع الجمهورية الإسلامية في إيران، بخصوص موضوع النووي الإيراني. هذا ما يُفسر موقفه الحذر من الثورة السورية السلمية، التي كانت تهدف إلى الإطاحة بنظام الأسد. وقد تُرجِمت هذه السياسة الأميركية الملتبسة بسماح “السي.آي. أي”، بتهريب السلاح من تركيا إلى سوريا لمصلحة الأطراف الإسلامية، مما صّب في خانة ما كان يُخَطِط له النظام السوري بعسكرة الثورة.

3) وقد دخلت قطر والمملكة العربية السعودية، على خط العسكرة هذه لكي لا تكون خارج اللعبة في سوريا وتتركها حكراً لتركيا-أوردوغان. كان آنذاك عاهل السعودية الملك عبد الله، ولم تكن المملكة حينها قد دخلت في عصر التغيير الجذري، الذي أحدثه الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان. ن هنا، نرى جليا” أنه لم تكن أميركا وحدها المسؤولة عن عسكرة الثورة، ولاحقاً عن النزوح السوري إلى لبنان. كما نلاحظ أن “محور المقاومة” هو المسؤول الأول عن هذه العسكرة.

المسؤول عن النزوح السوري إلى لبنان

منذ أن تبين أن عسكرة الثورة السورية باتت تشكل خطراُ على النظام السوري، بإنقلاب السحر على الساحر، بدأ حزب الله يستعد إلى الذهاب إلى سوريا، لدعم النظام والحيلولة دون سقوطه. وقد برزت في البداية نِّية الحزب بشكل ملتبس، غير أنه سرعان ما توّضحت نواياه الحقيقية. من المؤسف أن تكون بعض أطراف 14 آذار، ولا سيما تيار المستقبل، ساعدته بأن أعطته الحجة بالتدخل العسكري في سوريا، نظراُ لسياستها “البدائية” بدعم الثورة المتعسكرة، من خلال “البّطانيات”، ولعب دور ملتبس بدعم بعض أطرافها بتمرير الأسلحة لها، أو بالأحرى بلعب دور الوسيط بتمرير الأسلحة لها. هذا “التدخل في دعم الثورة”، الذي كان لزوم ما لا يلزم، وّفر الحجة للتدخل الجدي لحزب الله في سياق السياسة الإيرانية، لما للنظام السوري من أهمية إستراتيجية ل”محورالمقاومة”. لم يكن من مصلحة 14 آذار ولبنان، التورط في وحول الثورة السورية، مهما كانت أحقية هذه الثورة. وكان من الأفضل دعمها بالموقف السياسي، ليس إلا، والطلب من مجلس الأمن أن تقوم “اليونيفيل” بمراقبة الحدود السورية-اللبنانية، عملاً بتنفيذ القرار 1701. هذا كان رأيي آنذاك ورأي صديقي المرحوم الدكتور محمد شطح. إن فتح الحدود ذهاباً وإياباً مع سوريا، أفاد “حزب الله” وحده وأّدى إلى فتح باب النزوح السوري إلى لبنان. إذاً، المسؤولية الرئيسية للنزوح السوري إلى لبنان، تقع على عاتق حزب الله، إلى جانب مسؤولية 14 آذار بتدخلها الخاطئ، بما لا يعنيها.

لا حّل اليوم لمعضلة النزوح السوري

السيد حسن نصر الله يريد الإستفادة من “الإجماع” اللبناني، بالنسبة لضرورة حّل معضلة النزوح السوري، لتوظيفه بدعم متجدد للنظام السوري. يربط نصر الله الحصار الأميركي الإقتصادي على سوريا، بالنزوح السوري إلى لبنان، ولا سيما الموجة الأخيرة منه. ويستنتج أنه ثمة ضرورة لمواجهته، ولا سيما من خلال تسهيل مِن مَن يريد من النازحين السوريين، الذهاب بحراً إلى أوروبا. برأيه، أن هذا الإجراء سوف يدفع الأوروبيين إلى التفاوض مع لبنان. فتكون النتيجة لمصلحة لبنان وسوريا معاً، فيضطر الغرب، وعلى رأسه أميركا، إلى تعديل سياسته تجاه سوريا، ووقف الحصار عليها، مما يسمح لنظام الأسد بإستعادة أنفاسه، بتدفق الرساميل الأجنبية والعربية لإعادة إعمار سوريا. هذا الأمر يؤدي برأيه، إلى عودة النازحين إلى سوريا. بالرغم من موضوعية هذا الطرح، ليس له واقعياً حظوظ بالنجاح. بالتأكيد أن معضلة النزوح السوري إلى لبنان تشكل خطراً وجودياُ على لبنان غير أن الظروف الموضوعية للحلول المجتزأة بالقطعة غير متوافرة اليوم.

الحل الوحيد لتحقيق خلاص لبنان، لن يكون إلا حّلاً راديكالياً، برفع الإحتلال الإيراني (الذي يمارس عبر حزب الله) عن لبنان، وبالتخلص نهائياً من الطبقة السياسية المارقة القاتلة الفاسدة، التي تتحرك تحت سطوة الحزب.

 

البديل عن المبادرة القطرية... الفوضى والانفجار؟

عمر الراسي/أخبار اليوم/03 تشرين الأول/2023

تحاط حركة الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني (ابو فهد) الذي وصل الى بيروت منذ نحو 10 ايام بالكثير من الكتمان والغموض والابتعاد عن التصاريح الاعلامية والمواقف العلنية. واشار مصدر سياسي مواكب للتحركات الديبلوماسية ان "ابو فهد" يحضّر لزيارة يقوم بها وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية محمد الخليفي، معتبرا ان هناك محاولة لتصوير المبادرة القطرية على انها على قاعدة Now or Never حيث القطري يقدم آخر جرعة امل لا سيما انه يحظى بغطاء اميركي وسعودي. واضاف المصدر، عبر وكالة "أخبار اليوم" ان الموفد القطري يحمل امرا جديدا يختلف عما حمله المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان ويختلف عن كل المقاربات التي طرحت سابقا، خصوصا وانه يعتبر ان الاسم يصبح هامشيا امام الوصول الى اجماع حول تسوية شاملة. ولكن، تابع المصدر: مقومات التسوية غير متوفرة لا في الداخل ولا في الخارج، لذا نجاح المبادرة القطرية قد يكون صعبا لغياب "المكونات" التي تؤدي الى طبخة رئاسية.

وهنا شرح المصدر ان القضية متشعبة، قائلا: على الرغم من تراجع الثنائي الشيعي عن "التمسك القاطع بمرشحه الوزير السابق سليمان فرنجية"، الا ان ثمن المكتسبات التي يطالب فيها حزب الله ومن خلاله الرئيس نبيه بري يفوق قدرات اللبنانيين على "تسديده"، وهو ثمن لا ينفصل عن ملفي النفط وترسيم الحدود البرية... وصولا الى الانهيار المالي، خصوصا وانها كلها مرتبطة بانتاج صفقة ما على مستوى المنطقة. واوضح ان في التحضير لهذه الصفقة "لا احد يعمل مجانا"، فعلى سبيل المثال الفرنسي الذي اوقف محركات مبادرته الا انه شريك اساسي بما سيحصل في المنطقة في موضوع توتال او غيرها، وبالتالي ان الخاسر في الملعب اللبناني سيربح في مكان ما على مستوى المنطقة، وهذا ما ينطبق ايضا على كل المعنيين بالازمة الرئاسية وتفرعاتها. وعن الصيغة التي يمكن ان يكتب لها النجاح، قال المصدر عينه: رئاسة الجمهورية هي في الواجهة لكنها في الواقع لا تنفصل عن رئاسة الحكومة والحكومة بمعنى ان المطلوب full package، وقد تبين منذ العام 2005 ولغاية اليوم ان صيغة رئيس الجمهورية من 8 آذار ورئيس حكومة من 14 آذار (سابقا) او من السياديين هي تجربة لم تكن ناجحة ولم تؤد الى حكم مستقر ومنتج، لذا يجب ان تكون الرئاستان الاولى والثانية "من نفس الخندق" وليس المقصود هنا هذا الفريق او ذاك، بل من خارج الاصطفافات، وهذا ما يزيد الامر صعوبة. وختم المصدر: البديل عن المبادرة القطرية سيكون المزيد من الفوضى والخشية من ان يكون انفجارا.

 

النازحون والحدود والرئاسة بسلّة نصرالله: نحو مفاوضة الأميركيين

منير الربيع/المدن/03 تشرين الأول/2023

كان موقف أمين عام حزب الله، السيد حسن نصرالله، الأخير في غاية الوضوح بما يتعلق بالاستحقاقات الداخلية اللبنانية، أو ما يرتبط بها مع الخارج. داخلياً، أراد نصرالله التعالي عن كل الانتقادات والاتهامات التي توجه إلى حزبه، وهو تقصّد "تصغيرها" أو تسخيف مفاعيلها، على قاعدة أن غايتها توتير الأجواء في البلاد، وهو ما لا يريده. وحصر نصرالله الاستحقاق الرئاسي بتحميل مسؤولية تعطيله إلى قوى المعارضة التي رفضت الحوار وأضاعت الفرصة. أما بعد ذلك، فتفرغّ إلى مقارعة اللاعبين الكبار. وبذلك، يكون نصرالله قد وضع نفسه في مكان يفاوض فيه على كل الملفات مع القوى الإقليمية والدولية. وهذا بحدّ ذاته ما يحصل.

ثلاثة ملفات مترابطة

الملفات الثلاثة التي طرحها نصرالله، وهي إظهار الحدود البرية، ومواجهة تدفق اللاجئين، وانتظار المساعي الدولية ولا سيما الفرنسية والجهود القطرية لمعرفة مسار الاستحقاق الرئاسي، كلها ترتبط ببعضها البعض في النتيجة السياسية. فعملياً، أطلق نصرالله إشارة واضحة حول الارتضاء بأن تسلك الدولة مسار إظهار الحدود البرية ومعالجة المشاكل التي تعترضها. وأكد وقوفه خلف الدولة بكل مقدراته لتدعيم موقفها. وحسب المعلومات، فإن موقف نصرالله لم يأت من فراغ إنما بعد تطورين أساسيين، الأول هو سؤال الأميركيين قبل التقدم بوساطتهم عن حقيقة موقف الحزب، وإذا كان سيوافق ويسهّل، لا سيما ان الأميركيين يهتمون بالوصول إلى معالجة سريعة لملف شمال بلدة الغجر، مقابل ازالة حزب الله للخيمتين اللتين أنشأهما في خراج بلدة كفرشوبا وخارج الخطّ الأزرق، علماً أن الحزب يعتبر أن هذه أراضي لبنانية وجب تحريرها، وبالتالي هو حتى الآن يرفض المقايضة.

كما أن إطلاق إشارة الموافقة على الوساطة الأميركية يأتي بعد إعطاء مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي الإذن بالتفاوض المباشر بين الإيرانيين والأميركيين. وهذا لا يمكن فصله رمزياً عن السياقات المترابطة مع بعضها البعض. في ذلك، فإن حزب الله سيكون المفاوض بشكل غير مباشر، ومن خلال الدولة مع الأميركيين، ما يدفع البعض في لبنان إلى التخوف من إمكانية تكرار تجربة العام 2016، إذ في حينها اعتبر هؤلاء أن انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية بعد سنتين ونصف السنة من الفراغ، جاء كآخر نتيجة للاتفاق النووي الإيراني الأميركي، والذي حصل في أواخر العام 2015، هناك من يعتبر أن الحزب يراهن على هذا النوع من المفاوضات على مستوى عال، من أجل تحصيل مكاسبه السياسية، ولذلك لا يزال يتمسك بترشيح سليمان فرنجية. هذا الترشيح يرتبط أيضاً في الطرح الذي تقدم به نصرالله لمعالجة ملف تدفق اللاجئين السوريين إلى لبنان. إذ لطالما أكد الحزب أن سليمان فرنجية هو الوحيد القادر على معالجة ملف ضبط الحدود مع سوريا، وترسيمها، والعمل على إعادة اللاجئين السوريين، إنطلاقاً من علاقته مع النظام وقدرته في تحقيق ذلك. معادلة نصرالله في الضغط على المجتمع الدولي وفي الضغط على الحكومة للضغط على الأميركيين لإلغاء قانون قيصر، لها تفسيرها من الوجهة اللبنانية الداخلية سياسياً، وهي أن انتخاب فرنجية يسهم في معالجة المشكلة، ويدخل لبنان في حقبة إعادة تطبيع العلاقات مع دمشق. ما أراد نصرالله تكريسه، هو أن يكون التفاوض على الحلول اللبنانية مع القوى الإقليمية والدولية، ومع الأميركيين بالتحديد إنطلاقاً من ملف الحدود البرية. هو يراهن في ذلك على تحسين موازين القوى لصالحه داخلياً فيترجمها رئاسياً. أما في المقابل، فإن القوى التي ترفض التنازل له في الداخل والخارج، لا تزال تعتبر أن الضغوط التي يتعايش على وقعها لبنان، وبحال طال أمدها، ستدفع الحزب لتقديم التنازلات، لكنه أيضاً يضع في حسبانه أنه في حال اراد التخلي عن سليمان فرنجية فهو سيطالب بضمانات ومكاسب سياسية واقتصادية في المقابل، وبرعاية هذه القوى الدولية أيضاً.

 

بانتظار البازار الكبير: السيّد وتوحيد الجبهات

خالد البوّاب/أساس ميديا/الأربعاء 04 تشرين الأول 2023

في خلاصات الكلام الأخير للأمين العامّ للحزب، يمكن تسجيل مجموعة نقاط، لا بدّ لها أن تترابط بعضها ببعض، لا سيما إذا ما قورنت مع تطوّرات وأحداث شهدتها المنطقة في الأيام الماضية ومعلومات تسرّبت بشأنها.

صحيح أنّ نصر الله أراد وضع الاستحقاق الرئاسي في سياقه الداخلي، وحاول فصله عن ملفّات أخرى، إلّا أنّه في المضمون لا مجال للفصل بين الملفّات، وخصوصاً بالنسبة إلى الحزب الذي يتقن فنون توحيد الجبهات على قاعدة وحدة الساحات.

ثلاث نقاط

- النقطة الأولى الواجب تسجيلها تتّصل بفتح الباب أمام مسار الترسيم البرّي، أو إظهار الحدود كما يُصطلَح على تسميته في لبنان انطلاقاً من أنّ الحدود مرسّمة. أعلن نصر الله بوضوح الوقوف خلف الدولة وما تقرّره، مجدِّداً رفع معادلة الجيش والشعب والمقاومة، ودعم المقاومة للدولة عندما تحتاج إلى ذلك.

- النقطة الثانية تتّصل بالحدود الشمالية الشرقية، التي تشهد تدفّقاً كبيراً للاجئين سوريين جدد إلى لبنان. وقد وضع نصر الله ذلك في إطار التهديد الوجودي والديمغرافي للبنان، داعياً إلى ضرورة وضع خطة وطنية لمواجهة هذه المشكلة. خلاصة الخطّة هي الضغط على المجتمع الدولي، ولا سيما الدول الأوروبية، عبر إرسال اللاجئين إلى أوروبا بالبحر، وهو ما سيدفعها إلى المسارعة إلى لبنان والبحث عن حلول. وطالب بالضغط لإسقاط قانون قيصر ومفاعيله.

- النقطة الثالثة تتعلّق بالانتخابات الرئاسية، وضرورة فصل هذا المسار عن الاستحقاقات الخارجية واعتباره شأناً داخلياً صرفاً. في هذا الإطار عبّر نصر الله عن انتظار ما ستؤول إليه المبادرة الفرنسية والجهود القطرية. وخلف إرادة الفصل هذه بحثٌ عن فصل بين المكاسب ليس إلّا. بمعنى أنّ ثمن الرئاسة لا بدّ أن يكون داخلياً، وأن تدفعه القوى السياسية اللبنانية والقوى الإقليمية والدولية، إمّا بانتخاب سليمان فرنجية، أو في حال الذهاب إلى المرشّح البديل فلا بدّ من إعادة النظر بالضمانات السياسية والاقتصادية وربّما الدستورية.

في مسألة الحدود مع سوريا، فكانت واضحة معادلة نصر الله، حين اعتبر أنّ تدفّق اللاجئين هو نتيجة للعقوبات الأميركية ولوقف مسار التطبيع السياسي والاقتصادي مع دمشق

نقطة التقاطع

في نهاية المطاف لا بدّ لكلّ هذه النقاط أن تتلاقى عند نقطة تقاطع أساسية، انطلاقاً من مبدأ أساسي جغرافي وسياسي بالنسبة إلى الحزب. فهو الممسك والمسيطر على كلّ الحدود الجنوبية، مع إسرائيل، وعلى الحدود الشرقية مع سوريا. وبالتالي أيّ تفاوض بشأن الملفّين لا بدّ له أن يكون اللاعب الأساسي فيه. وقد وزّع كلّ مسار على مراحل. فجنوباً اعتبر نصر الله أنّ هناك 3 مسائل تتّصل بإظهار الحدود: الأولى تتعلّق بمعالجة النقاط الـ 13 العالقة. والثانية ترتبط بحلّ الجانب الشمالي من بلدة الغجر في مقابل إزالة الحزب للخيمتين اللتين شيّدهما خارج الخطّ الأزرق. فيما الثالثة هي مرحلة الوصول إلى مزارع شبعا وتلال كفرشوبا.

عملياً، يمكن للحزب في المسار السياسي أن يوافق على الذهاب باتجاه حلّ النقطتين الأولى والثانية، على قاعدة تثبيت النقاط الـ 13 التي يطالب بها الجيش، وكانت هناك موافقة بشأنها، بالإضافة إلى تراجع إسرائيل عن ضمّ شمال الغجر، مقابل إزالة الحزب للخيمتين. أمّا مسألة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا فتلك مؤجّلة إلى فترة بعيدة وطويلة تتّصل بالحلول في سوريا والتوافق معها أيضاً، وهي تبقى لزوم بقاء السلاح والمقاومة في سبيل تحريرها، وبالتالي موعد بتّها لم يحِن بعد. على أساس النقطتين 1 و2، يمكن للحزب أن يدخل مسار التفاوض الذي سيكون حتماً مترابطاً من حيث النتائج.

أمّا في مسألة الحدود مع سوريا، فكانت واضحة معادلة نصر الله، حين اعتبر أنّ تدفّق اللاجئين هو نتيجة للعقوبات الأميركية ولوقف مسار التطبيع السياسي والاقتصادي مع دمشق. ولكنّ النتيجة الأخرى والأساسية هي استخدام هذا الملفّ في سياق الضغط على اللبنانيين وعلى المجتمع الدولي، في محاولة للفت النظر بعد إدارة الخارج ظهره واستدراج الاهتمام من خلال التهديد بإغراق أوروبا باللاجئين. بالإضافة إلى تجديد مسلك الضغط في سبيل تطبيع العلاقات الرسمية اللبنانية مع سوريا على قاعدة أنّ الدولة اللبنانية هي التي يجب عليها أن تقوم بالنقاش مع الحكومة السورية في سبيل حلّ هذه المعضلة. ملفّ اللاجئين السوريين يُراد منه أيضاً أن يعيد تعزيز وضعية الحزب داخلياً، وعلى الساحة المسيحية بالتحديد، من خلال تخويف المسيحيين من التدفّق الديمغرافي السنّي وتغيير وجهة لبنان، وبالتالي إعادة اللعب على وتر العصبية المسيحية في مواجهة السُّنّة، وهو ما سيكون له انعكاس في النفوس وفي الوقائع السياسية.

عندما سيفتح البازار

كيف لهذه النقاط أن تتقاطع بعضها مع البعض الآخر؟ عملياً سيكون التفاوض بشأنها متزامناً، فعندما سيطرح آموس هوكستين مسألة إزالة الخيمتين وتثبيت النقاط الـ 13، سيطرح في موازاتهما ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، وهنا سيُفتح البازار بين من يحاول منح لبنان ما يريده مقابل الوصول إلى تسوية سياسية وبين رهان لبناني على أنّ واشنطن مهتمّة بتثبيت الحدود لضمان الاستقرار، وبالتالي يمكن أن يكون الثمن المقابل هو رئيس ثقة للحزب، فيبقى الحزب على معادلة سليمان فرنجية. ومعادلة فرنجية لها هدف يرتبط بسوريا أيضاً، إذ إنّ الحزب يريد رئيساً قادراً على اتخاذ قرار بشأن تطبيع العلاقات مع دمشق، ويثبّت معادلة وحدة الساحات. لذا سيتجدّد الشعار الأساسي بأنّ فرنجية وحده هو القادر على معالجة ملفّ ضبط الحدود الشرقية والشمالية ووضع خطة لمعالجة ملفّ اللاجئين، وهو ما سيكون بأمسّ الحاجة إليه المسيحيون.

هكذا يضع الحزب اللبنانيين أمام خيارين: الأول أن يبقي الاستحقاق الرئاسي في دوّامته الداخلية، على قاعدة التمسّك بسليمان فرنجية، أو الحاجة إلى ضمانات كبرى في سبيل التخلّي عنه، وهذا ستكون أثمانه مدفوعة داخلياً، بتنازلات كثيرة بدءاً من الشروط التي ستكبّل الرئيس الجديد، مروراً بالحكومة وآليّة تشكيلها، وصولاً إلى المعادلة السياسية التي ستحكم مسارها.

الثاني هو أن يعود ربط الملفّ الرئاسي بالاستحقاقات ذات البعد الخارجي، أي ملفّ الحدود الجنوبية والشمالية الشرقية، وهنا سيعود الحزب إلى طرح معادلة فرنجية مقابل الوصول إلى اتفاق جنوباً، والسعي إلى إيجاد حلّ مع سوريا. وبحال لم تستقِم هذه المعادلة، فلا بدّ حينها للحزب أن يطرح الحصول على ضمانات في صلب الدستور وفي صلب آليّة تكوين السلطة وتوزيع مواقعها ومناصبها وفق آليّة تتخطّى ما حصل في الدوحة عام 2008.

 

من يطرح تعديل الطائف؟

جوزفين ديب/أساس ميديا/الأربعاء 04 تشرين الأول 2023

منذ حوالي أسبوع حضر لبنان في كلمة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، عن "ضرورة إيجاد آليات لعدم تكرار الفراغ السياسي في لبنان"، وهو اليوم يتمثّل بفراغ رئاسة الجمهورية. جاء هذا الكلام مفاجئاً للوسط السياسي، ولا سيما أنّ العالمين به يعرفون حساسية الكلام عن تعديل دستوري مهما كان نوعه. غير أنّ ما بدأ يتسرّب في الإعلام اليوم عن إمكانية مطالبة الحزب بـ"دوحة 2" يحمل مزيداً من المكاسب السياسية مقابل التخلّي عن مرشّح "الضمانة" سليمان فرنجية، يعيد طرح قضية "تعديلات دستورية تتيح دخول الطائفة الشيعية إلى النظام لتترجم المتغيّرات السياسية والطائفية المستجدّة منذ اتفاق الطائف حتى اليوم".

كيف يستقيم هذا الكلام ربطاً بمواقف الدول الكبرى المعنيّة بالشأن اللبناني؟ وهل يمكن أن ينعكس أزمة جديدة على الاستحقاق تعيده إلى مربّع الصفر؟

طرح آليّات دستوريّة وضمانة الطائف

تحدّثت مصادر دبلوماسية لـ"أساس" عن احتمالين رافقا قراءة كلام أمير قطر الذي قال: "في لبنان الشقيق حيث أصبح الخطر محدقاً بمؤسّسات الدولة، نؤكّد ضرورة إيجاد حلّ مستدام للفراغ السياسي وإيجاد الآليّات لعدم تكراره، وتشكيل حكومة قادرة على تلبية تطلّعات الشعب اللبناني والنهوض به من أزماته الاقتصادية والتنموية، فمن المؤسف أن يطول أمد معاناة هذا الشعب الشقيق، بسبب الحسابات السياسية والشخصية".

رجّحت القراءة الأولى أن تكون الدوحة قد قدّمت هذا الطرح من دون التنسيق مع اللجنة الخماسية، وتحديداً مع المملكة العربية السعودية التي تعارض بشراسة أيّ إمكانية لتعديل دستوري يمسّ بوثيقة الوفاق الوطني، وأنّ طرح الدوحة ليس إلا تحريكاً للملفّ الرئاسي مع الثنائي الذي يمكن لهذا الطرح أن يدغدغ مشاعره ومصالحه في النظام وينسجم مع طروحات الرئيس برّي.

يرى البعض في طروحات المؤتمرات الخاصة بلبنان دغدغة لإرادة الحزب الذي سبق أن كرّس مكاسب سياسية له في مؤتمر الدوحة الأوّل

تحدّثت القراءة الثانية عن أنّ هذا الكلام لا يعني إجراء تعديلات دستورية، بل تأكيد الآليات المنصوص عليها في الدستور، على اعتبار أنّ الممارسة الفعلية في السياسة تناقض الموادّ الدستورية، وتحديداً المادّة 49 منه التي تنصّ على الدعوة إلى جلسة مفتوحة ذات دورات متتالية لا تقفل قبل انتخاب رئيس الجمهورية. وبالتالي دعوات الرئيس برّي السابقة إلى جلسات تقفل في حينها ويعاد فتحها على أنّها جلسة جديدة تناقض روحية المادة 49 من الدستور.

يندرج الكلام اليوم في سياق إيجاد آليّة تضمن انتخاب الرئيس من خلال الدستور، ولا سيما بعدما سحب الرئيس برّي صلاحية تفسيره من المجلس الدستوري إلى مجلس النواب، فكان جوابه في المرّة الأخيرة التي سئل فيها عن أيّ مادّة تتيح له إقفال الجلسة وعدم تركها مفتوحة: مادّة إجرها من الشباك.

كان سياق الكلام عن "آليّات" تأكيداً على تطبيق الدستور وليس مطالبة بإجراء تعديلات عليه، إلا أنّ ما سبق أن طُرح من تعديلات واجب اتخاذها يرتبط بأزمات سياسية أتاح فيها غياب بعض النصوص الدستورية للقوى السياسية تقديم حساباتها الضيّقة على المصلحة العامّة. وأبرز هذه الأركان يتمثّل بتشكيل الحكومة. ماذا يعني التعاون بين رئيسَي الجمهورية والحكومة؟ ولماذا لا توضع مهل زمنية لرئيس الحكومة المكلّف لتأليف الحكومة كيلا يضع التكليف في جيبه أشهراً عدّة؟ وكيف يمكن ضبط إيقاع رئاسة الجمهورية مع رئاسة الحكومة لعدم حصول أيّ تضارب في مراحل التشكيل؟

في معلومات "أساس" أنّ هذه الإشكاليات حضرت بين القوى الدولية المعنيّة بالملفّ اللبناني، إلا أنّ موقفها واضح لجهة رفض إجراء تعديلات على وثيقة الوفاق الوطني لدرجة عدم ترحيبها بالحوار لخطورة أن يكرّس أعرافاً جديدة تسبق انتخابات الرئاسة. غير أنّ هذا النقاش سيكون مطروحاً في العهد الجديد على طاولة يرأسها رئيس الجمهورية المقبل على اعتبار أنّه سيكون ضمانة لعدم المسّ باتفاق الطائف. غير ذلك، لا قبول بأيّ أفكار أخرى من شأنها أن تمهّد لأيّ مؤتمر قبل إنجاز الاستحقاق، وهناك حرص على التأكيد من واشنطن إلى الرياض على فتح أبواب المجلس وإبقائها مفتوحة.

في معلومات "أساس" أنّه خلال تقديم واجب العزاء للرئيس نجيب ميقاتي، قال نائبان من الحزب لمرجع نيابي سنّي ردّاً على سؤال عن مطالبة الحزب بحصول "دوحة 2": "نحنا لا بدنا دوحة 2 ولا بدنا دوحة 1"

الحزب يرفض رسميّاً "دوحة 2"

في المقابل، يرى البعض في طروحات المؤتمرات الخاصة بلبنان دغدغة لإرادة الحزب الذي سبق أن كرّس مكاسب سياسية له في مؤتمر الدوحة الأوّل. غير أنّ كلّ المواقف العلنية للحزب تتحدّث عن عدم اقتراحه لأيّ "دوحة 2" ممرّاً لانتخاب رئيس للجمهورية. وفي معلومات "أساس" أنّه خلال تقديم واجب العزاء للرئيس نجيب ميقاتي، قال نائبان من الحزب لمرجع نيابي سنّي ردّاً على سؤال عن مطالبة الحزب بحصول "دوحة 2": "نحنا لا بدنا دوحة 2 ولا بدنا دوحة 1".

يأتي هذا الكلام بعد سياق طويل من البحث في عمق الأزمة السياسية والإدارة في البلد، ولا سيّما أنّ المسيحيين لهم فيها حصّة الأسد في مواقع الفئة الأولى، كقائد الجيش ورئيس مجلس القضاء الأعلى وحاكم مصرف لبنان ورئاسة الجمهورية.

كيف يمكن أن يحافظ المسيحيون على هذه المواقع في نظام طائفي أصبحوا فيه أقلّية؟ ليس السؤال مستجدّاً، بل هو حصيلة سنوات من الأزمات السياسية المتراكمة.

في التسعينيات قال الرئيس رفيق الحريري للمسيحيين والمجتمع الدولي "وقّفنا العدّ"، فهل يقولها اليوم الأمين العام للحزب السيد نصرالله ويختم بها نقاشاً يتجدّد عند كلّ منعطف سياسي؟

لا يعيد التلويح بها في هذا التوقيت بالذات الملفّ الرئاسي إلى المربّع الأوّل وحسب، بل يعيد البلاد إلى مواجهة لا قدرة لها على احتمالها، ولا سيما أنّ المملكة العربية السعودية "ضامنة اتفاق الطائف" لا تعارض "دوحة 2" فقط، بل لا تمانع إسقاط مفاعيل "دوحة 1" الذي كرّس الثلث المعطّل للحزب، الذي يعارض روحية الدستور ووثيقة الوفاق الوطني.

 

بدأ العدّ العكسيّ: حرب عون-باسيل بالسلاح الأبيض!

ملاك عقيل /أساس ميديا/الأربعاء 04 تشرين الأول 2023

بَلَغَ الكباش بين قائد الجيش العماد جوزف عون ورئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل نقطة اللاعودة مع استخدام كلّ الأسلحة المحرّمة في حرب لا بدّ أن تنتهي بـ"غالب ومغلوب".

سيشكّل خروج عون من حلبة السباق الرئاسي بحدّ ذاته "انتصاراً" لجبران باسيل مهما كانت "كلفته"، فيما سيُبقي وصول قائد الجيش إلى قصر بعبدا جبرانَ أسيرَ معارضة شرسة وشبه مبعد من "جنّة" السلطة وفاقدَ "الكلمة" والسطوة في المواقع التقريرية-التنفيذية في الدولة ومُحاصَراً مسيحياً بوجود عون على يمينه وسمير جعجع على يسارِه.

بدأ فعلياً العدّ العكسي الفاصل عن مهلة الثلاثة أشهر قبل إحالة قائد الجيش إلى التقاعد، لذلك يمكن توقّع تجاوز الكباش الخطوط الحمر من دون قدرة أيّ وسيط على تنفيس الاحتقان غير المسبوق بين الرجلين.

حرب مفتوحة

كانت تطوّرات الأيام الماضية لافتة جداً في سياق الحرب الرئاسية المفتوحة. بعد مسار من النيران "غير الصديقة" من باسيل ضدّ قائد الجيش، أطلق الأخير خطاباً عاصفاً من الهرمل ضدّ رئيس التيار الوطني متّهماً إيّاه، من دون أن يسمّيه، بـ "التواطؤ" في معركة مكافحة تدفّق النازحين السوريين من خلال الإيعاز لوزرائه عدم حضور جلسة النازحين في السراي.

ردّ باسيل من بعلبك-الهرمل أيضاً رافعاً السقف إلى حدّه الأقصى بالحديث عن "قرار أمنيّ عسكري بالنأي بالنفس عن الحدود"، قائلاً إنّ "الوقت حان والحقائق عم تنكشف للمغشوشين بالمظاهر"، ومشيراً إلى أنّ "ضبّاطاً وقادة وأفراداً في الجيش متواطئون سياسياً ومستفيدون مادّياً من شبكات التهريب، وعنّا معطيات بين أيدينا من 17 تشرين إلى اليوم".

وفق معطيات "أساس" لن يكون هناك أيّ ردّ من قيادة الجيش على ما سيق من اتّهامات مباشرة من باسيل ضدّ قائد الجيش في ملفّ النزوح السوري وأداء بعض ضبّاط الجيش في المناطق الحدودية

بعد هذا المسار من الكباش العلني أفردت وسيلة إعلامية "صديقة" لباسيل صفحاتها لتقرير عن سلّة ارتكابات يقوم بها ضبّاط كبار في الجيش، مع ذكر أسماء وتلميح إلى أسماء قريبة من قائد الجيش، يُسهّلون من خلالها عمليات التهريب وأعمال "مشبوهين" على الحدود بهدف الاستفادة المادّية، مع الإشارة إلى أنّ علاقات وطيدة تجمع ضباطاً كباراً في الجيش مع مطلوبين للعدالة، وسرد الكثير من الوقائع عن حاجز حربتا الحدودي في البقاع الشمالي وتسهيل تهريب النازحين السوريين والشاحنات المحمّلة بالبضائع من وإلى سوريا.

وَصَل الكباش بين عون وباسيل إلى حدّ تسريب معطيات في الإعلام عن "ملاحقة قضائية" محتملة من باسيل ضدّ قائد الجيش بعد إحالته إلى التقاعد، مع التسليم في هذه الحال من قبل رئيس "التيار" بأن "لا تمديد لقائد الجيش ولا إمكانية لانتخابه رئيساً للجمهورية".

"تطنيش" اليرزة

وفق معطيات "أساس" لن يكون هناك أيّ ردّ من قيادة الجيش على ما سيق من اتّهامات مباشرة من باسيل ضدّ قائد الجيش في ملفّ النزوح السوري وأداء بعض ضبّاط الجيش في المناطق الحدودية، مع العلم أنّ القيادة نادراً ما تردّ على ما يرِد في بعض وسائل الإعلام حتى تلك التي تكتسب مصداقية كبيرة. أمّا الردّ الفعليّ فسيكون على مستويين:

- اختيار قائد الجيش التوقيت المناسب، وعادة من خلال جولاته على مواقع عسكرية، للردّ على طريقته على ما يُصنَّف في قاموس اليرزة "حرباً سياسية أحاديّة الطرف من باسيل ضدّ عون لأسباب شخصية وحسابات رئاسية ضيّقة يخسر من خلالها الكثير على المستويين المسيحي والوطني ويعرّض الجيش لضغوط و"نيران حقد" في أصعب مرحلة تمرّ بها المؤسسة العسكرية في تاريخها".

تجزم مصادر عسكرية لـ "أساس" أنّ "تحقيقاً فُتح لجلاء الملابسات تماماً كما يحدث في حوادث شبيهة

- في ملفّ النازحين ينظّم الجيش للمرّة الأولى اليوم جولة لوسائل الإعلام لمعاينة الحدود الشمالية للتثبّت من الإجراءات العملانية التي يتّخذها الجيش مع تحديد نقاط التمركز جغرافياً للحدّ من التسلّل عبر المعابر الحدودية، ويتخلّل الجولة عرض موجز لأعمال التسلّل غير الشرعي إلى الأراضي اللبنانية والحاجات الضرورية لتعزيز هذه الإجراءات. أمّا لناحية الاتّهامات المسوقة من باسيل في ملفّات أخرى فهي، وفق مصادر عسكرية، "اتّهامات سياسية غير معنيّين بالردّ عليها لأنّ الجيش مولج بمهامّ مصيرية ووطنية أهمّ بكثير من صرف الوقت على الردّ على افتراءات في السياسة". وستستتبع ذلك، وفق المعلومات، جولة محتملة قريباً على الحدود شرقاً.

حادث اللبوة

في واقع الأمر قدّم حادث اللبوة لباسيل "شحمة على فطيرة" حربه المعلنة ضدّ قائد الجيش. فالحادث الذي أدّى إلى مقتل الشابّ نجيب رباح نهاية الأسبوع الماضي في منطقة العين لعدم امتثاله لأوامر عناصر حاجز طيّار ثمّ استدرج اعتراضات من عشيرة آل رباح وإقفال الطريق الدولي ورمي حجارة على الآليّات العسكرية، تزامن مع جولة باسيل والرئيس ميشال عون البقاعية.

تحقيق في حادث اللبوة

تجزم مصادر عسكرية لـ "أساس" أنّ "تحقيقاً فُتح لجلاء الملابسات تماماً كما يحدث في حوادث شبيهة. وخلافاً لما تمّ تسريبه، "الحاجز الظرفي" (أو الطيّار) الذي يقيمه الجيش في المناطق هو حاجز عسكري تواكبه آليات عسكرية مع شعار القطعة العسكرية الموجودة على الأرض الذي يدلّل على هويّته، وليس حاجزاً "كميناً" لملثّمين ودرّاجات نارية كما يوحي البعض". يُذكر أنّ القوّة الخاصة التي تنفّذ حواجز ظرفية تُعرف بـ (QRF) "Quick Reaction Force"، وهي تابعة مباشرة لقيادة اللواء التاسع.

يُذكر أنّ باسيل نفسه يقرّ، تماماً كما العديد من المراقبين، بأنّ "هناك عملاً أمنيّاً نوعيّاً لفرع مخابرات البقاع وغير مسبوق في توقيف المتورّطين بشبكات تصنيع وتهريب المخدّرات ومحاصرة مافيات الممنوعات في بعلبك-الهرمل ومطاردتهم حتى الحدود، وتكثيف عمليات مداهمة المخيّمات التي باتت تؤوي نازحين من الموجة الثانية ومصادرة الأسلحة".

 

المرشّح الثالث: مأزق يخلف المأزق

نقولا ناصيف/الأخبار/الثلاثاء 3 تشرين الأول 2023

اخيراً استراح اللبنانيون من ضجيج المبادرتين الفرنسية والقطرية. كأن الموفدين الزائرين لم يأتيا ولم يغادرا، ما خلا انهما خلّفا وراءهما لغماً يتلهى الاستحقاق به بعض الوقت: المرشح الثالث. الصائب في ما تلى الاسابيع المنصرمة في زيارة الموفديْن ان انتخاب الرئيس لا يزال مفقوداً

بانحسار موجة الاهتمام بالمبادرة القطرية، بعد المبادرة الفرنسية، يعود انتخاب الرئيس الى حيث كان. عالق بين تصلّب الفريقيْن المتناحريْن، مشوب بالغموض والضبابية، حائلاً دون مقدرة اي احد على الجزم سلفاً بما سيؤول اليه. سيبقى يدور من حول نفسه ليس الا في انتظار حدث ما.

مع ذلك، ثمة ما تحرّك فيه دونما ان يمنحه آمالاً وفرصاً ايجابية مؤكدة. التطور المستجد، مع انه حديث قديم لدى افرقاء في الداخل لم يثمر مرة، ان يتقاطع الخارج المعني حول فكرة ان المرشح الثالث كفيل بإخراج انتخاب الرئيس من مأزقه. التقى الموفدان الفرنسي جان ايف لودريان والقطري جاسم بن فهد آل ثاني عليها دونما ان يفصح اي منهما عن المرشح الثالث الذي يقصده او يسميه. اجتمعا على ان استمرار السجال بين مَن يصر على انتخاب الوزير السابق سليمان فرنجية ومَن يصر على رفضه لن يفضي سوى الى اطالة اجل الشغور الرئاسي بلا حلول. بيد ان بلوغ الزائريْن الفرنسي والقطري هذا الاستنتاج اتى من طريقيْن مختلفين انتهيا الى محطة وصول واحدة. كلاهما اظهرا من خلال اقتراحهما المرشح الثالث التراجع عن مرشح كل منهما كانا يدعمانه: لودريان متحمس لفرنجية على انه شرط لتسهيل انتخاب الثنائي الشيعي رئيساً للجمهورية، وآل ثاني متحمس لقائد الجيش العماد جوزف عون على انه افضل الخيارات انسجاماً مع السيرة التاريخية المواكبة لترشيح قائد الجيش على مر العهود انه على رأس مؤسسة موثوق بها غير منحازة.

مع ذلك اصطدمت مبادرتاهما بأكثر من تحفظ في الاتصالات واللقاءات التي اجرياها تباعاً مع الافرقاء المعنيين، من وفرة التفسيرات المختلفة والمتناقضة لما رميا اليه والمواصفات التي توخياها كي يؤتى بمرشح ثالث ليس سوى مأزق سيخلف المأزق:

اولها، احراج لودريان الثنائي الشيعي بتخليه عن فرنجية فيما كان في ما مضى اكثر المسوِّقين لانتخابه. ضاعف في احراجه تلميحه الى ضرورة تجاوز جلسة 14 حزيران بمرشحيْها فرنجية والوزير السابق جهاد أزعور بغية التوافق على مرشح ثالث اتاح الاعتقاد بأنه يلمّح الى قائد الجيش. اقوى المرشحين المحتملين الباقين والاكثر قدرة على استقطاب دولي من حوله رغم الانقسام الداخلي عليه: بين مَن يرفضه كرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، ومَن يتجنب التحدث عنه ويتمسك بمرشحه كالثنائي الشيعي، ومَن يعلن استعداده لانتخابه كحزب القوات اللبنانية ونواب مستقلين. في نهاية المطاف من دون حزب الله وحركة امل، يصيب ترشيح عون ما يصيب ترشيح فرنجية من المقلب الآخر. كلاهما الى الآن عاجزان عن احضار ثلثي النواب على الاقل الى جلسة انتخاب احدهما. الاصح ان يقال ايضاً انهما عاجزان عن احضار الطوائف كلها الى انتخاب اي منهما.

ثانيٍها، الدور المتناقض الذي يضطلع به الوسيط القطري. تكمن مشكلته في انه يتحدث مع ايران وحزب الله من دون ان يكون قريباً من فرنجية او مؤيداً له، وفي الوقت نفسه على عداء مكشوف مع سوريا حليفتهما. تالياً اختار سلفاً مرشحه الذي هو قائد الجيش من غير تمكنه لاحقاً من اقناع حزب الله بالاستغناء عن ترشيح فرنجية. لم تقل قطر مرة انها مع اي مرشح، الا ان دعمها انتخاب عون اضحى صنو دوافع تحرّكها في مجموعة الدول الخمس وفي لبنان. مع ذلك تحدثت عن مرشح ثالث. فَهِم حزب الله من آل ثاني التخلص من فرنجية وعون معاً، وفَهمِ الثنائي المسيحي منه التخلص من فرنجيه وازعور. اظهر الموفد القطري في نهاية المطاف مهمته مطابقة لنظيره الفرنسي: كلاهما يبحث عن دور ونفوذ ولا يملك مشروعاً.

ترويج الموفديْن الفرنسي والقطري لمرشح ثالث اظهر تخلي كل منهما عن مرشحه

ثالثها، تكشّف احجام الادوار التي تضطلع الدول الخمس في لبنان وفي الاستحقاق الرئاسي بالذات. بينما يقتصر الدوْران الفرنسي والقطري على انهما مؤثران اكثر منهما فاعليْن، فإن الدوْرين الآخريْن الاميركي والسعودي يتمايزان بمقاربتين مختلفتين: الاول يقول ما لا يريده في انتخاب الرئيس دونما الكشف عما يريده فعلاً منه، ويتصرف حياله بلامبالاة بتفويض المهمات موقتاً الى سواه الى ان يحين أوان الحلول. لم يخفَ على احد تحمّسه لانتخاب قائد الجيش. في الوقت نفسه يقرّ الاميركيون بالنفوذ المتشعب والواسع لحزب الله في الدولة والشارع في معادلة الاستقرار او الفوضى في لبنان دونما الاعتراف علناً به. ذلك ما يحمل عائدين من واشنطن على القول ان لا ملف يدعى لبنان على طاولة اي من المسؤولين الاميركيين الكبار او المعنيين.

على طرف نقيض منه يتصرف الثاني. اخيراً منذ اجتماع 14 ايلول في سفارتها في بيروت، بدأت السعودية تعبّر عن اهتمامها بلبنان بلا افراط او مغالاة. رغم المواقف المعلنة سابقاً التي عبّرت فيها الرياض عن ادارتها الظهر لانتخاب الرئيس، كانت على الدوام معنية به ومحط تشاور واستقطاب افرقاء لبنانيين وخارجيين. لم يكن خافياً ان الورقة الفعلية التي تمسك بها كانت بين يديها على الدوام من دون ان ترسل اشارات الى استعمالها. اعطت دليلاً بذلك عند إحجام النواب السنّة عن التصويت لأازعور في جلسة 14 حزيران المفترض انه منافس فرنجية مرشح الثنائي الشيعي. بيد ان احداً لم يسعه في اي وقت انكار حقيقة معروفة هي ان المملكة صاحبة الصوت السنّي اللبناني ومرجعيته التي يختلط الديني فيها بالسياسي. كانت كذلك على مر عقود قبل الرئيس رفيق الحريري وفي ظله، ثم من بعده مع نجله الرئيس سعد الحريري ومَن خَلَفه، وبعد معاقبته بحمله على الخروج من المعترك السياسي وتحوّله رجل اعمال ليس الا يسدد ديونه لديها. ليس الاهتمام السعودي، غير الدعائي ولا المنشور على السطوح، سوى جزء من منطق تعيه الرياض تماماً: لبنان مهم لايران مقدار اليمن مهم لها. كلاهما ورقتان تستحقان المجازفة وموقع متقدم في النفوذ الاقليمي وفي داخل ذيْنك البلدين المنهكيْن.

 

الفكرة القطرية المفيدة: شطب فرنجية وعون معاً

نقولا ناصيف/الأخبار/السبت 30 أيلول 2023

كما مع الموفد الفرنسي، كذلك مع خلفه القطري. يسهّلان الاستنتاجات والإيحاء بقرب المخارج، مع أنّ ما سمعاه واحد ممن التقياهم. عزّز موجة التفاؤل المصطنعة تحدّثهما عن «خيار ثالث»، فيما كلٌّ من فريقَيِ التناحر لم يتزحزح في الأصل عن خياره الأول

مَن اطّلع على الأفكار التي حملها معه الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني، لم يسعه سوى استخلاص عبارة مفيدة. الزائر ليس غريباً عن بيروت. لسنوات، كان إحدى قنوات التواصل بين جهاز أمن الدولة القطري والمديرية العام للأمن العام في تبادل معلومات عن الإرهاب والخلايا. حضر أكثر من مرة، وله صداقات مع ضباط نظرائه في الجهاز اللبناني. لم يكن آنذاك الأول أو من المتقدّمين بين أقرانه في أمن الدولة، مقتصراً دوره على التواصل. اليوم، مهمته الجديدة أمنية لا صلة لها بما اعتاد عليه. إلا أنها أكثر تعقيداً ممّا يفترض أو يتوقع. ليس فيها تبادل تقارير ومعلومات، بل الدخول في جوف الحوت اللبناني.

أما الأفكار المفيدة والبسيطة التي حملها معه ممّا لمسه محدّثوه، فتكمن في بضع معطيات؛ منها:

1 ـ يُعوّل على إحداث تغيير جوهري في مسار الاستحقاق: أن يتخلّى الثنائي الشيعي عن ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية، أو يقبل به الفريق المسيحي، أو الذهاب ـ وهو ما رامه ـ الى رئيس واقعي. الأجوبة التي تلقّاها بالغة السلبية من كليْهما. لا الأول يفكر في خيار ثان أو يطلبه ويتمسك بمرشحه، ولا الثاني جاهز للتنازل عن رفضه له. مع أن آل ثاني توقّع سلفاً قبل مجيئه أنه سيسمع ذيْنك الموقفَيْن المتصلّبين، إلا أنه قدّم حجّته لهما: لا يملك الثنائي الشيعي وحلفاؤه سوى 50 صوتاً في حدّ أقصى، وإذا انضمت إليه كتلة النائب جبران باسيل ـ المستبعد حصوله ـ توفر له النصف زائداً واحداً، دون تمكنه من انتخاب فرنجية. الحساب نفسه لدى الفريق الآخر، يملك الأصوات نفسها أو أكثر بقليل لمنع انتخاب فرنجية، إلا أنها تمنعه من انتخاب أيّ مرشح آخر بمن فيهم قائد الجيش العماد جوزف عون، غير الموافَق عليه من الثنائي الشيعي ما دام متمسكاً بمرشّحه. كلاهما عاجزان عن توفير ثلثَي الأصوات على الأقل في البرلمان لالتئامه.

2 ـ المعادلة الأحدث في حسبان الموفد القطري أن الاستحقاق بات بين فرنجية وعون. قبلهما، أخفقت معادلتان سابقتان تمثّلتا في ثنائية فرنجية والنائب ميشال معوض، ثم ثنائية فرنجية والوزير السابق جهاد أزعور. كلتاهما فشلتا في أن تفضيا الى طرد المرشحَين معاً من المعترك. المأزق نفسه اليوم في ثنائية رئيس تيار المردة وقائد الجيش. يتعذّر انتخاب أحدهما في ظل الانقسام السياسي والمذهبي الناشئ من حول ترشيحَيهما، مع أن معوض وأزعور ترشّحا فيما لم يفعل عون ولا يملك أن يفعل لموانع دستورية ويتصرّف على أنه غير معنيّ بالاستحقاق برمّته. وفيما يتوحّد الثنائي الشيعي وحلفاؤه حول فرنجية، ينقسم الفريق المسيحي على نفسه حيال ترشيح قائد الجيش: يرفضه باسيل، ولا تمانع به المعارضة المسيحية إذا أمكن من خلاله استبعاد انتخاب فرنجية.

ثنائية فرنجية ـ عون: لا يقلع المسمار إلا مسمار

الفكرة المفيدة للموفد القطري أن ثالث ثنائيات المرشحين يقتضي أن تكون آخرها، وتالياً استبعاد فرنجية وعون معاً، والذهاب الى ما سمّاه «الخيار الثالث». المفارقة في الأمر أن آل ثاني وضع اسم قائد الجيش في رأس لائحة الأسماء الأربعة التي حملها، مع علمه المسبق برفض الثنائي الشيعي اللائحة برمّتها، بمن فيها أول أسمائها. واقع الأمر أن اللائحة الفعلية لقطر هي الأسماء الثلاثة الآتية: اللواء إلياس البيسري والنائب نعمة افرام والوزير السابق زياد بارود. مغزى تسمية عون، أولها ينسجم والقول الفرنسي المأثور: لا يقلع المسمار إلا مسمار.

3 ـ مقدار ما تدغدغ فكرة «خيار ثالث» آمالاً ومشاعر بقرب أوان الحل، تبدو أبعد ما تكون عن الواقع. لم تعنِ الثنائي الشيعي شيئاً، ولم يتمكن آل ثاني من الحصول على أجوبة وافية من فريقَي الثنائي المسيحي باتفاقهما على أحد الأسماء الثلاثة التالية فيها بعد قائد الجيش. لعلّ أصعب ما في الدور القطري ـ وهو مصدر ضعفه ـ أنه لا يملك في لبنان كالأميركيين والسعوديين عدّة شغل وأدوات تتيح له إنجاح مهمته. هي حال الفرنسيين أيضاً، لا عدّة شغل جدية لديهم في الداخل، رغم ما يشاع عن تزايد حوارهم مع حزب الله وتقدمه. القطريون مثلهم. لا هؤلاء ولا أولئك هم الأولون في معادلة التأثير.

4 ـ ما فُهم في المهمة المعهودة الى قطر في مسعاها الوصول الى مرشح ثالث على نحو ما سبقها إليه الموفد الفرنسي الخاص جان إيف لودريان، أن تحرك آل ثاني لا ينطلق من تفويض الدول الخمس مقدار تصرّفه على أنها مبادرة قطرية بالذات يسهّل نجاحها إقناع الدول الأربع بالانضمام إليها. لا تخفي الدول الخمس تأييدها لانتخاب قائد الجيش، بيد أنها في المقابل متيقّنة من تعذّر انتخابه. ما قاله آل ثاني في جولته اللبنانية إن من الصعوبة بمكان انتخاب رئيس للبنان من دون موافقة حزب الله، هو نفسه ما قاله لودريان في اجتماع الدول الخمس في الدوحة في تموز الفائت.

5 ـ الوصول الى اتفاق أميركي ـ إيراني على البرنامج النووي أضحى أقرب من أي وقت مضى. متوقف على الإعلان عن حسن نية تطلبها إيران، متجاوزة ما كانت تصرّ عليه قبلاً، وهو الحصول على ضمانات بخفض العقوبات ورفع جزء منها. أولى إشارات حسن النية تولّي قطر وساطة بين الدولتين قضت بتسليم خمسة أميركيين في مقابل الإفراج عن ستة مليارات دولار محتجزة في كوريا الجنوبية. كان على الدوحة مضاعفة جهدها في إنجاح الوساطة بتسديد فروق تحويلات المليارات الستة بالعملة الوطنية لكوريا الى جنيف، ومن ثم إعادة تحويلها الى اليورو لإيداعها في مصارف قطرية. مئات ملايين الدولارات دفعتها فارق التحويلات بعد إصرار إيران على تسلّم المليارات الستة غير منتقصة. بعض الإشارات المماثلة المدلاة في بيروت في موازاة تحرّك الموفد القطري لانتخاب الرئيس، استعداد الإمارة للفور وضع مليار دولار وديعة في مصرف لبنان ما إن يصير الى الانتخاب.

6 ـ ليس خافياً أن حزب الله وضع سقفَين متلازمَين في تعاطيه مع الاستحقاق الرئاسي: أولهما مرتبط بوثوقه بفرنجية على أنه «الرئيس» الذي لا يطعنه على غرار ولاية الرئيس ميشال عون، وثانيهما تصرفه على أنه القوة الأولى في الداخل التي يقتضي بالفريق الآخر ـ لذاك السبب بالذات وأولاً ـ المجيء إليها للتفاهم على تسوية المرحلة المقبلة، بما فيها رئيس الجمهورية. ليست التسوية التي يبصرها تبادل تنازلات مع خصومه وتراجعه خطوة أو أكثر الى الوراء، بل تقدّم الآخرين إليه هو.

 

الوساطة القطرية: الثنائي يتمسك بفرنجية وباسيل لا يمانع البيسري

نقولا ناصيف/الأخبار/الثلاثاء 26 أيلول 2023

بعد أسابيع الانشغال بزيارة الموفد الفرنسي الخاص جاء دور الانشغال بزيارة الموفد القطري للأيام المقبلة حول وساطة، تارة يقال إنها مكمّلة لباريس وطوراً إنها مستقلّة عنها أو معاكسة لها. تناقضهما الأساسي ليس الأسلوب ولا مزاج الزائر ولا المتوخّى منها، بل ما في الجعبة

حدّد الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني هدفاً واضحاً لمهمته في بيروت، والمفترض أنها ستحدد مصير زيارة وزير الدولة محمد عبد الرحمن الخليفي، في ضوء ما ستسفر عنه لقاءات الأيام المنصرمة وما سيليها. كَمَنَ هدف المهمة الجديدة في قصرها على الثنائييْن اللذين يمثلان العقبتين الفعليتين أمام انتخاب الرئيس والمتعذّر الاستغناء عنهما: الثنائي الشيعي والثنائي المسيحي. الأول فريق واحد، يمثله الرئيس نبيه برّي وحزب الله، والثاني يتقاطع فريقاه مرحلياً على رفض انتخاب الوزير السابق سليمان فرنجية ولا يتفقان على أي أمر آخر سواه.

لم يزرْ آل ثاني سوى برّي والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين خليل ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. هم المعنيون الوحيدون بمهمته الحالية الحصرية، إلى أن يتمكن من إحداث مفاجأة في وساطته تحمله بعد ذلك على توسيع نطاق لقاءاته. تعويله الفعلي على نجاحه - المتعذّر في أي حال - في إيجاد فجوة في الانقسام الدائر بين الثنائييْن المستعصييْن حتى إشعار آخر.

في ما وصلت إليه المرحلة الأولى من مساعيه، الآتي:

1 - أصغى باهتمام إلى الشرح المستفيض لبرّي وخليل حيال تمسّكهما غير المتزحزح عنه بفرنجية، وأبرزا له الأسباب التي تحملهما على دعمه والإصرار عليه. ردّ آل ثاني بإشادته بفرنجية المشهود له احترامه وجرأته وصدقيته، تبعاً لما قال، قبل أن يضيف أن الظروف تعاكس انتخابه بسبب رفض الأفرقاء المسيحيين ترشيحه، ما يقتضي الخوض في خيار بديل.

2 - خرج آل ثاني من عند باسيل وجعجع بخلاصة ما سمعه منهما عن رأييْهما في لائحة الأسماء التي حملها وضمّت ثلاثة هم في الترتيب الآتي: قائد الجيش العماد جوزف عون، المدير العام بالإنابة للأمن العام اللواء الياس البيسري والنائب نعمة افرام. من رئيس التيار الوطني الحر سمع رفضاً قاطعاً لعون، وعدم تحبيذ لافرام، وعدم ممانعة بالبيسري. من رئيس حزب القوات اللبنانية سمع قبولاً بعون، واستمهالاً في التفكير في البيسري، وتجاهل إبداء موقف من افرام.

3 - وفق ما أخطر الموفد القطري الثنائي الشيعي، فإنه ليس في وارد الاجتماع إلى فرنجية ولا إلى الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ولا إلى أحد من النواب السنّة. عنده أن المشكلة تكمن في الثنائييْن الشيعي والمسيحي اللذين يتحكّمان بفيتوَي انتخاب الرئيس. نصحه رئيس البرلمان بزيارة جنبلاط بدعوى أن من الواجب ما إن يصبح في بيروت الاجتماع به. أما النواب السنّة فهم في حصة الرياض. أعطى السفير السعودي وليد البخاري أخيراً في استقبال 14 أيلول في السفارة خلال وجود الموفد الفرنسي الخاص جان إيف لودريان، دليلاً ساطعاً على أن أكثر من ثلثي نواب الطائفة (21/27) تملك المملكة قرارهم. في حسبان الموفد القطري أن توصله إلى خرق في موقف الثنائي الشيعي أو أي من الثنائي المسيحي سيمنح انتخاب الرئيس جرعة تفاؤل حقيقية تمكّنه عندئذ من التشاور مع مَن استثنته جولته الأولى.

يُعوّل الموفد القطري على خرق لدى الثنائي الشيعي أو أحد في الثنائي المسيحي

4 ـ بعدما راج في الأشهر المنصرمة أن لا مرشح لقطر سوى قائد الجيش راحت تُسوّق ترشيحه لدى كل مَن قصد الدوحة أو تواصل مع سفارتها في بيروت أو في سياق اجتماعات الدول الخمس، أشاع حمْل آل ثاني لائحة بأسماء ثلاثة أن الخيارات الحالية باتت أوسع. أولها عون لكنه ليس الوحيد. لم يتردد في أن يقترح على برّي وخليل، كل على حدة، تقدمهما باسم أو اثنين سوى فرنجية وسوى الأسماء الثلاثة التي حملها هو معه كي يعمل على التفاوض عليها لدى الثنائي المسيحي، بما يتيح الاتفاق على انتخاب الرئيس أخيراً. دلّ موقفه هذا على أن لائحته المُدلاة ليست نهائية ولا حصرية، ولا كذلك أيٌّ من الأسماء الواردة فيها دائم. لم يفت بعض مَن التقاهم استنتاج اهتمامه بتسمية البيسري كمرشح محتمل. الجواب الشيعي كان نفسه: لا مرشح آخر لديه سوى حليفه فرنجية.

5 - يُنظر إلى الوساطة القطرية، وهي تتوخّى في الوقت الحاضر إضفاء مزيد من الجدية والفاعلية بعد إخفاق نظيرتها الفرنسية، على أنها تريد الاقتداء بالمحاولة التي اضطلعت بها الدوحة هذا الشهر بين الولايات المتحدة وإيران في صفقة إطلاق خمسة أميركيين محتجزين لسنوات في طهران في مقابل الإفراج عن ستة مليارات دولار لإيران مجمّدة في مصارف كورية جنوبية. انتهى المطاف بإنجاز الصفقة على الأرض القطرية بترحيل الأميركيين إلى بلادهم وإيداع المليارات الإيرانية في مصارف الدوحة. ليست الوساطة الحالية هي الأولى لقطر في استحقاق رئاسي لبناني بعد عام 2008، ولم تكن منفردة حينذاك، بل كانت جزءاً لا يتجزّأ من مبادرة للجامعة العربية أدّت إلى انتخاب الرئيس ميشال سليمان على صفيح ساخن. في ما بعد، في كانون الثاني 2011، اضطلعت بمبادرة مع تركيا لتصويب علاقة الرئيس سعد الحريري وحزب الله في خضمّ السجال الدائر من حول اتهام المحكمة الدولية الحزب باغتيال الرئيس رفيق الحريري. أخفقت الوساطة تلك بأن أطيحت حكومة الحريري الابن وكلّفته الإقصاء عن السراي الحكومي خمس سنوات. تمسي الوساطة الحالية ثالثة جهودها دونما تفرد أيضاً كجزء من مجموعة الدول الخمس.

مع ذلك أرسلت حصيلة اللقاءات الأخيرة لآل ثاني إشارات سلبية شتى إلى انتخاب الرئيس: لا تزال التسوية الإقليمية من حول لبنان مؤجّلة، لا انتخاب وشيكاً لأن الأوان لم يحن بعد.

الأهم في ما تدور الوساطة القطرية من حوله - كما من قبل سواها - أنها وقعت في فخّ الاستحقاق. مذْ أعلن رئيس البرلمان في آذار 2023 للمرة الأولى ترشيح الثنائي الشيعي الزعيم الزغرتاوي ورَفَضَه الأفرقاء المسيحيون، تبدّل المرشحون والأدوار والوسطاء الناشطون فيما المعضلة لا تزال نفسها: فرنجية المشكلة والحل معاً.

 

قوى الأمن تواجه أزمة تدنّي عناصرها بالتقاعد والفرار

يوسف دياب/الشرق الأوسط/03 تشرين الأول/2023

تواجه مؤسسة قوى الأمن الداخلي في لبنان تحديات كبرى، بدءاً بالتصدّي للمخاطر الأمنية التي تهدد البلاد ومكافحة الجريمة، مروراً بالصمود أمام حجم الأزمة الاقتصادية والمالية، ولا تنتهي بمحاولة الحفاظ على عديدها من ضبّاط ورتباء وأفراد، نتيجة تدني قيمة رواتبهم وخسارتهم مكتسبات أساسية مثل الطبابة والاستشفاء والمنح التعليمية لأبنائهم، واضطرار كثير منهم للبحث عن خيارات بديلة تغنيهم عن الوظيفة. ككل مؤسسات الدولة اللبنانية التي تعاني جرّاء الانهيار المالي، اضطر المئات من عناصر قوى الأمن إلى الانقطاع عن الخدمة سعياً وراء مورد للرزق، سواء في لبنان أو الخارج. وفي محاولة للحدّ من النزيف البشري الحاصل، أصدر قائد وحدة الدرك في قوى الأمن بالوكالة العميد ربيع مجاعص، برقية طالب فيها «الضباط آمري القطعات بالتواصل هاتفياً مع عناصر قطعاتهم الفارين، وحثّهم على الالتحاق بمراكزهم مجدداً، وإبلاغهم حرص القيادة على مراعاة أوضاعهم المسلكية بما يضمن لهم إعادة استئناف الخدمة كالمعتاد». هذه البرقية التي أثارت بلبلة داخل السلك الأمني، قرأها خبراء على أنها «رسالة تعبّر عن احتواء المؤسسة لعناصرها، وتفهّم أوضاعهم وإقناعهم بالعودة إلى مراكزهم». غير أنها لم تأخذ طريقها إلى التنفيذ لـ«عدم مطابقتها للقوانين المرعيّة».

ويبلغ عديد قوى الأمن الداخلي 26 الفاً يتنوعون بين رتباء وعناصر وضباط. وكانت الرواتب قبل الأزمة في العام 2019 تبدأ من 1.5 مليون ليرة (ألف دولار) وتصل إلى 9 ملايين ليرة (6000 دولار) لضباط من رتب عالية. أما بعد الأزمة، وفي ظل المساعدات المالية ورفع الرواتب 3 أضعاف، فباتت الرواتب تراوح بين 120 دولاراً، في أدنى المعدلات، و800 دولار في أقصى المعدلات للرتب العالية.

وأوضح مصدر أمني أن العميد مجاعص «عاد وسحب البرقية بشكل سريع، بناء على طلب المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، باعتبار أن صاحبها (مجاعص)، الذي تسلّم حديثاً قيادة الدرك حاول تحقيق إنجاز أوّل وصوله إلى المركز الجديد». وأكد المصدر لـ«الشرق الأوسط»، أن «تنفيذ هذه المذكرة يحتاج إلى تعديل قانوني، خصوصاً أن العناصر الفارين باتوا محالين حكماً على القضاء العسكري ويخضعون للمحاكمة، وبالتالي لا يمكن معالجة أزمة فرارهم بإجراءات مسلكية». برقيّة قائد الدرك فاجأت قادة الوحدات في المؤسسة الأمنية أيضاً، الذين لم يطلعوا عليها، كما أن صاحبها لم يتشاور مع اللواء عثمان بشأنها قبل تعميمها. ورأى الخبير الأمني والاستراتيجي العميد ناجي ملاعب أن «مؤسسة الأمن الداخلي تتشكّل من وحدات تتولى إدارتها بقيادة المدير العام اللواء عماد عثمان، ولا يجوز لقائد وحدة أن يتفرّد بقرار من هذا النوع».

وقال ملاعب في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن الفرار من الخدمة «يُرتّب على صاحبه عقوبة مسلكية وملاحقة أمام القضاء العسكري، ولا يمكن لأي منهما أن تلغي الأخرى». وأشار إلى أنه «إذا ثبت خلال المحاكمة أمام القضاء العسكري أن العنصر الفارّ من الخدمة لم يرتكب أعمالاً تضرّ بالمؤسسة، وحُكم عليه بعقوبة السجن أقلّ من شهر، عندها قد يخضع لإجراءات تأديبية مثل خفض الرتبة العسكرية ويعاد بعدها إلى الخدمة». وذّكر ملاعب الذي كان يرأس وحدة الشرطة القضائية في قوى الأمن الداخلي، بـ«وجود قانون يفيد بأن العنصر الذي يستقيل من وظيفته ويترك الخدمة من دون فرار، إذا أراد العودة خلال مدّة لا تتعدى 5 سنوات يمكن للقيادة أن توافق على ذلك وتعيده، لكن خارج هذه الإجراءات لا إمكانية لإعادة العناصر الفارين إلى وظائفهم». وتعاني مؤسسة قوى الأمن نزيفاً كبيراً على صعيد العنصر البشري، إذ يُحال المئات على التقاعد سنوياً لبلوغهم السنّ القانونية، مقابل التوقف عن تطويع عناصر ورتباء وحتى ضبّاط منذ 4 سنوات، وذلك بسبب قرار الدولة اللبنانية بوقف التوظيف، في وقت عمّقت ظاهرة الفرار أزمة المؤسسة. وبدا لافتاً أن قيادة قوى الأمن، لم تتخذ قراراً بشطب الذين تركوا الخدمة من سجلاتها، إلّا أن مصادر مطلعة بررت ذلك لـ«لعدم تشجيع المستمرين في العمل على الفرار، حتى لا تخسر المؤسسة مزيداً من عناصرها».

وقالت المصادر إن «قيادة قوى الأمن دائماً ما تنصح الضباط والرتباء والأفراد بالصمود والتضحية من أجلهم ومن أجل البلد، خصوصاً أن الأزمة لن تبقى إلى ما لا نهاية، وبالتالي البطولة لمن يبقى في المؤسسة ليدافع عن بلده وأهله وليس لمن تركها في عزّ الأزمة»، مشيرة إلى أن «مجمل عدد الذين تركوا السلك منذ بداية الأزمة حتى الآن تجاوز 700 رتيب وعنصر، إلّا أن نحو 200 منهم عادوا طوعاً وواجهوا عقوبات مسلكيّة فقط». وأوضحت المصادر نفسها أن «عدداً قليلاً جداً من ضباط قوى الأمن تركوا الخدمة خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وبعضهم تقدّم باستقالته ونال موافقة مجلس القيادة، ومن ثم صدرت مراسيم تسريحهم من الخدمة». ولفت المصدر إلى أن «غالبية الضباط الذين قُبلت استقالاتهم هم من أصحاب الاختصاص، أي أطباء ومهندسين وخبراء في التكنولوجيا والمعلوماتية، حتى لا يكون رفض تسريحهم سبباً في تقويض طموحاتهم».

 

التسوية الرئاسية قبل نتيجة منصّة الغاز… وإلّا!!

زكريا حمودان/الجمهورية/03 تشرين الأول/2023

دخل لبنان نوعاً جديداً من المعارك الاستراتيجية التي تُخاض على أرضه منذ نشأته، لكن المفارقة اليوم أنَّ المتغيرات الخاصة بالمدخلات التي تسيطر على المشهد، مختلفة عن سابقاتها، مما يزيد المخرجات تعقيدًا ويهدّد مستقبل لبنان بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.

عديدة هي المدخلات التي تعقّد مشهد النتائج المرجوة لخروج لبنان من أزمته، وأهم هذه التحدّيات:

1 – أزمة الرئاسة كمدخل أساسي لحلّ العديد من المشاكل.

2 – واقع لبنان بعد تحرّكات 17 تشرين الاول من العام 2019 في بعدها الدولي وسوء إدارة الأزمة في بعدها الداخلي.

3 – أزمة النزوح السوري التي لم تعد تقليدية، ودخلت في مهبّ تهديد ديمومة البلد ديموغرافيًا وجغرافيًا.

4 – أزمة مستقبل الحكم في لبنان في ظلّ الانقسامات العامودية التي لا تتوقف عند مختلف الاستحقاقات.

5 – مستقبل مشاريع الطاقة في لبنان، الحل او الحرب.

النقاط الخمس التي تمّ ذكرها ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالواقعية السياسية في البلد. التركيز اليوم وبحسب الأولويات التي تقودنا نحو باقي الملفات، هو على النقطة الاولى والخامسة، ومدى ترابطهما ببعضهما البعض من جوانب عدة.

الرئاسة مدخلًا للحل

غادر الموفد الفرنسي وتحرّك ممثل عن الموفد القطري الذي يتحضّر لزيارة لبنان، وبين الأول والثاني نجحت بعض القوى التعطيلية بوقف عجلة مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري، من دون تقديم أي حل آخر، وهنا يجب التركيز على بعض القوى المسيحية التي لم تجد نفسها قادرة على تحمّل إيجابية فرنسا الحنونة تجاه الثنائي وحلفائهما، فتحوّلت مبادرة الرئيس بري الرئاسية المبكّلة للحل إلى رسالة مسيحية تجاه الحركة الفرنسية.

تبدّل موازين القوى في الداخل اللبناني لم يصل حتى الآن إلى أذهان من يعنيهم الأمر، ربما لأنَّ اللباقة المستخدمة في التعاطي لا تؤدي الى ايصال الرسائل كما يجب، وقد تكون مغامرة الـ 1975 هي المعيار الذي تعمل عليه أنتينات بعض القوى السياسية، لرصد الحل او جذب الحركة الدولية.

ديبلوماسية الثنائي الوطني وحلفائهما لا تشبه ديبلوماسية السنوات العجاف التي بحسب المعلومات المتوفرة غير مطروحة على الطاولة، لأنّها لا تشكّل جزءاً من استراتيجية التعايش المشترك، والذي هو ركن غير قابل للتعديل في الاستراتيجية العامة لهذا الفريق.

انطلاقًا مما تقدّم، تأتي أوهام البعض بأنَّ الفريق الآخر يريد فرض رئيس منطلقًا غير صحيح، إذا ما ربطناه بمبادرة الرئيس بري المحدودة بسبعة أيام كحدّ أقصى، وبعدها جلسات اصبحت واضحة التوصيف بالمفتوحة والمتتالية، فهل يخشى الفريق الآخر هذه الجلسات؟

أمام العقم الرئاسي فتفوح منه رائحة الغاز الجيوسياسي الذي يعمل في منصّة تنقيب مرتبطة بشكل مباشر بـ 40 %من أعضاء اللجنة الخماسية (فرنسا وقطر 2/5) وبنسبة 100%بأعضاء اللجنة الخماسية ومعهم ايران، في الأبعاد الجيوسياسية والجيو-اقتصادية.

جميع العوامل التي تمّ ذكرها تؤكّد بأنَّ انتخاب رئيس للجمهورية يشكّل ركيزة رئيسية للحل في لبنان.

الغاز مدخلًا للحل أو الحرب

من الرئاسة التي دخلت منذ جلسة 14 حزيران إلى حين وصول منصّة التنقيب عن الغاز وإطلاق مبادرة الرئيس بري بالتزامن مع حركة الموفد الفرنسي التي سبقتها زيارة خاطفة ومُعبّرة لهوكشتاين إلى بيروت، الغاز على نار حامية، انّها نار التقلّبات الدولية بين الحل والحرب.

لبنان الجديد دخل نادي الثروات الطبيعية

هذه الثروات لا ترحم أي بلد لا يعيش استقراراً سياسياً، لا بل تعيده الى الوراء لسنوات، في حال عملت اللعنة السحرية ضّد صاحبها. هنا نعود الى أزمة الرئاسة، وتشبث جزء كبير من المسيحيين برفض الحوار كمدخل لانتخاب الرئيس، لنضيء على ضرور انتخاب رئيس للجمهورية قبل بداية تفكير هذه الدول بإصدار نتيجة الغاز الشكلية، فعمليًا المنطقة التي نعيش فيها تعوم على آبار من الغاز تُقدّر بالواعدة تجاريًا.

هنا في غرب آسيا، الجميع بات يستثمر في الغاز باستثناء لبنان، لذلك إذا ما تقرّر دفن الثروة مرة جديدة في البلوك رقم 9 كما حصل مع البلوك رقم 4، فإنَّ المخرجات التي ذكرتها في البداية ستكون سلبية جدًا وذات عنوان واحد «انّها الحرب».

إذا ما ربطنا بين الداخل المتشبث بانقسامه وانعزاله، والخماسية زائد واحد الذين يتحاورون لأجل الحل، وأهمية الغاز الاستراتيجية في مصالح الدول التي لديها اهتمامات بلبنان ومحيطه، نستنتج بأنَّنا أمام سباق كبير بين التسوية الرئاسية ونتيجة منصّة الغاز التي تعمل في البلوك رقم 9، إما الحل أو الحرب.

 

معركة قيادة الجيش بدأت… وباسيل سيلاحق عون قضائيّاً

داني حداد/أم تي في/03 تشرين الأول/2023

سيبرز ملف قيادة الجيش الى الواجهة في الأسابيع القليلة المقبلة، في ظلّ انعدام حظوظ التوصّل الى حسمٍ في الملف الرئاسي قبل انتهاء ولاية قائد الجيش في العاشر من كانون الثاني المقبل. يخوض رئيس التيّار الوطني الحر النائب جبران باسيل حرباً مفتوحة ضدّ قائد الجيش العماد جوزيف عون. هي حربٌ ثلاثيّة الأهداف: الهدف الأول، منع وصوله الى رئاسة الجمهوريّة. الهدف الثاني، منع التمديد له في قيادة الجيش. والهدف الثالث ملاحقته قضائيّاً بعد انتهاء ولايته. وقد أعدّت العدّة للهدف الأخير ويتمّ تجهيز ملفّ قضائيّ لهذه الغاية بالتعاون مع أحد القضاة البارزين.

وتشير المعلومات الى أنّ التمديد لعون يصطدم بحائطٍ مسدود اسمه موريس سليم، أي وزير الدفاع الذي يمسك، حصراً، بصلاحيّة اقتراح التمديد. علماً أنّه جرى البحث عن مخارج قانونيّة، من دون الوصول الى حلّ. كما أنّ أيّ تشريعٍ في هذا الإطار، مثل إقرار الاقتراح الذي تقدّم به نوّاب من اللقاء الديمقراطي للتمديد لموظفي الفئة الأولى، غير ممكن في ظلّ تركيبة المجلس النيابي الحالي. وقد برز أمس تطوّرٌ جديد عبر البيان الصادر عن الحزب التقدمي الاشتراكي، أبرز ما فيه هو ما ورد في سطره الأخير: "من الضروري إعادة تأكيد أهمية تعيين المجلس العسكري، بالتوازي مع أهمية إتمام استحقاق انتخاب رئيس الجمهورية". ويأتي هذا البيان استكمالاً لجولة اتصالات قام بها نوّابٌ في اللقاء الديمقراطي، بتكليفٍ من النائب السابق وليد جنبلاط، لتعيين رئيسٍ للأركان يتولّى قيادة الجيش بعد انتهاء ولاية عون. ولكن، يبقى السيناريو الأوفر حظّاً اليوم هو تولّي الضابط الأعلى رتبةً قيادة الجيش بالإنابة في حال شغورها، وهو اللواء بيار صعب. وتتحدّث معلومات موقع mtv عن أنّ استشارة قانونيّة جُهّزت من قبل وزارة العدل وستُبرَز في التوقيت المناسب، تعطي صعب حقّ تولّي القيادة. علماً أنّ قائد الجيش كان سعى الى قطع الطريق أمام هذا الخيار حين قال، منذ أشهر، إنّ رئيس الأركان يملك وحده حقّ تولّي القيادة في حال الشغور. يؤكّد مسار الأمور أنّ التوصّل الى حلٍّ رئاسي غير ممكن قبل أشهرٍ عدّة، في أحسن الأحوال. يعني ذلك أنّ "فيروس" الشغور اللبناني سيصيب قيادة الجيش، بعد أن أصاب الرئاسة ومديريّة الأمن العام وحاكميّة مصرف لبنان. فماذا سيكون مصير القيادة؟ وكيف سينتهي صراع باسيل - عون؟

 

الإخفاق” الحكومي يُنذر بتوسّع أزمة النازحين

غادة حلاوي/نداء الوطن/03 تشرين الأول/2023

خلال اجتماع اللجنة الدولية الفرعية المخصّص لدراسة الوضع في سوريا، الذي حضره مندوب لبنان في الأمم المتحدة السفير هادي هاشم، بدت المداخلات رتيبة للغاية. لم تغيّر الدول الغربية مواقفها المعارضة لعودة النازحين، وإن كان لكل دولة من الدول المشاركة أسبابها وأهدافها للمعارضة. وكان لافتاً غياب أيّ مبادرات أو تعاطف مع موقف لبنان الذي يستقبل عدداً من النازحين يفوق قدرته على استيعابهم. يقارب المجتمع الدولي ملف النازحين في لبنان بسلبية مطلقة، يرفض عودتهم أو المساهمة في إعادة إعمار المناطق المدمرة، ويشترط حلاً سياسياً متعذراً. ومن أين يأتي الحل السياسي والمفاوضات التركية السورية مجمدة؟ ومن يحرّك المسار السوري العربي البطيء للغاية بدليل تجميد اللجنة العربية السداسية اجتماعاتها للبحث في ملف النازحين؟ أمّا الخطوات السعودية تجاه سوريا فلم تعد بالزخم الذي انطلقت به فاقتصرت عودة العلاقة على افتتاح القنصلية السعودية في سوريا، بينما اقتصرت العلاقة مع الإمارات، وهي أول العائدين إلى سوريا،على تقديم مساعدات إنسانية فقط.

في المقابل لم تعد سوريا موحّدة، بل تقسّمت إلى أربع مناطق: الأولى مع المعارضة على حدود تركيا، والثانية مع الأكراد بدعم أميركي، والثالثة تابعة للنظام، أمّا الرابعة أي السويداء فتشهد حراكاً هدفه الحصول على إدارة ذاتية. هذا الوضع قد يستمر سنوات ما يعني أنّ الأزمة ستزيد تعقيداً في بلد يفتقد مقوّمات الحياة في ظل وضع اقتصادي كارثي ينذر بمغادرة المزيد من أعداد النازحين عبر معابر معروفة، ولكن لا ارادة محلية – دولية لإقفالها بعد. ولذلك تتوقع مصادر معنية بالملف أن يشهد لبنان موجات نزوح جديدة وبأعداد كبيرة ما يجعل هؤلاء قنبلة موقوتة قد تنفجر في أقرب فرصة.

فماذا تبقى للبنان إزاء تصرف المجتمع الغربي الرافض عودة النازحين؟ وماذا يبقى من وسائل مواجهة يمكنه أن يتّبعها اذا كانت سوريا غير قادرة على استيعابهم، وترفض أوروبا الموافقة على إعادتهم؟

تؤكد المصادر المعنية أنّ أولى الخطوات هي في موقف لبناني موحّد لمخاطبة المجتمع الدولي ورفض استقبالهم على الأراضي اللبنانية لعدم قدرة لبنان على تحمل أعباء استضافتهم. كما يمكن للجيش اللبناني إحكام إقفال المعابر غير الشرعية وتوقيف الجهات التي تعمل على تسهيل عبور النازحين مقابل مبالغ مالية ضخمة، واتخاذ المجلس النيابي تشريعات وقوانين تمنع النازح السوري الذي يذهب لتمضية العطل في بلاده من الدخول مجدداً إلى لبنان، وفتح المعابر البحرية أمام المهاجرين، ومطالبة الأمم المتحدة بأرقام واقعية عن أعدادهم ومناطق انتشارهم وفرض التعامل مع قضية النازحين كموضوع خطير يهدّد المجتمع اللبناني.

وحكومياً، بدل الإكتفاء بتشكيل لجنة وزارية والقيام بزيارات رفع عتب لبنانية والتعامل بشيء من الإخفاق المسبق يجب إعلان حالة طوارئ حكومية لمواجهة خطر تدفق النازحين. مصادر سياسية مواكبة أسفت «لأنّ رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الذي صودف وجوده على رأس الحكومة في بداية أزمة النزوح عام 2011 وفي مراحل انفجار مخاطره اليوم، لم يتخذ وهو على رأس الحكومة أي قرار أو إجراء للحدّ من توافد قوافل النازحين، والغريب أنّ حكومته التي تجتمع لأسباب أقل خطورة، لا تولي الملف الأهمية اللازمة».

وتقول مصادر مطلعة على الموقف السوري إنّ سوريا لا تمانع في عودتهم، لكنّها تريد تأمين ظروف العودة التي تفوق قدرتها من الناحية المالية والإقتصادية، وهذا ما عبّر عنه نائب وزير الخارجية السورية بسام صباغ لدى لقائه الوفد اللبناني برئاسة وزير الخارجية عبد الله بوحبيب، إذ قال صراحة إنّ مقومات العودة غير متوافرة وهي من مسؤوليات المجتمع الدولي الذي لم يلتزمها. وترى سوريا أنّ من ساهم في الخراب يجب أن يساهم في تأمين مستلزمات العودة. وليس معلوماً ما الذي ستقدمه زيارة الوفد الوزاري لدمشق فيما لم يقم رئيس الحكومة بأي مبادرة تجاه سوريا للبحث جدياً وبعمق في أساس المشكلة وسبل حلّها.

ومن يراجع المسؤولين السوريين ويستفسر عن مستوى التنسيق اللبناني حيال هذا الموضوع لا يلمس وجود مستجدات ولا خطوات جدية، بل مجرد مزايدات سياسية. وحده الإجتماع الذي عقده الوفد اللبناني مع السيد بسام صباغ استعرض واقع الحال بعناوين عريضة، بينما لم يتم الإتفاق بعد على موعد رسمي للقاء وزيري خارجية لبنان وسوريا، وهما لم يلتقيا بعد، ولم تتسلم الخارجية السورية أي طلب لزيارة الوفد الوزاري اللبناني.

وعلم أنّ رئيسي لجنتي التنسيق الأمنية والعسكرية بين لبنان وسوريا عقدا إجتماعاً تمهيدياً واتفقا على اجتماع موسع للجنة يعقد قريباً في حضور ممثلين عن الأمن العام اللبناني لمناقشة واقع النزوح وتقديم اقتراحات الحل للأزمة، على أن يتم التنسيق مع الخارجية في شأنها لاحقاً. كما علم أنّ المدير العام للأمن العام بالإنابة الياس البيسري زار سوريا مرتين خلال الأيام القليلة الماضية للبحث في ملف النزوح السوري والإجراءات الكفيلة بالحد منه. وإزاء المعالجات الرسمية البطيئة وتعمّد غضّ الطرف الرسمي إرضاءً للمجتمع الدولي والإصرار على ابقاء الحدود البرية مفتوحة بينما تقفل الحدود البحرية بتوصية من دول القرار، تبرز المعالجات المحلية، ولذا سيتم التركيز على دور البلديات في أن تقوم بواجبها، وعلم أيضاً أنّ اللجنة المشتركة المؤلفة من مسؤولي ملف النزوح في «حزب الله» و»التيار الوطني الحر» ستتخذ إجراءات معينة من خلال البلديات التي يمونان عليها، وأنّ هناك خطة عمل قريبة ستنفّذ في هذا الموضوع.

 

العلاقة الثنائية مع إسرائيل

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/03 تشرين الأول/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/122795/122795/

غيَّر الرئيسُ المصري الراحل، أنور السادات، مفهومَ التعامل مع الصراع مع إسرائيل في مفاوضات كامب ديفيد. السلام الساداتي تمحورَ حول المصالح الوطنية مقابلَ السلام. ولم ينفِ الساداتُ ذلك، أوضحَ أنَّه لم يعد لمصرَ أن تفرضَ حلاً بالنّيابة عن الشعب الفلسطيني، خصوصاً أنَّ قيامَ منظمة التحرير الفلسطينية جاءَ على حسابِ مصر والأردن، اللذين ورثا الوضعَ عن بريطانيا. تاريخياً، كان قطاعُ غزةَ يخضع للإدارة المصرية، والضفة الغربية للأردن، وبعد الاعتراف بمنظمةِ التحريرِ ممثلاً شرعياً وحيداً تمَّ فكُّ الارتباط وأصبح القرارُ فلسطينياً.

أيضاً ما دفع مصرَ ثم البقية لاحقاً لتبني القراراتِ الأحادية في التفاوض، كان نتيجة فشل جبهة «الممانعة»، وقبل ذلك كانت تسمي نفسها «الصمود والتصدي».

على مدى أربعة عقود، لم تفلح في تحقيقِ أي وعدٍ قطعته للشعب الفلسطيني؛ لم تسترجع شبراً من الأرض المحتلة، ولم تمكّن من عودةِ فلسطيني واحدٍ من ملايين اللاجئين داخلياً وخارجياً، وسخَّرت القضية لخدمةِ سياسات قوى إقليمية، مثل صدام العراق، وإيران ولي الفقيه. فقد كان أبو نضال عبر تنظيمه، «المجلس الثوري»، يخدم سياساتِ الأسد وصدام بالتناوب، ثم جاءت «حماس» و«حزب الله» و«الجهاد» لتخدمَ اليوم إيران. وكانت السياسةُ العربيةُ الجماعية العاجزة، تحت قبةِ الجامعة العربية، عن غير قصدٍ، تخدم غاياتِ إسرائيلَ التي لم تكن قط متحمسةً لسلام يمكّن من قيامِ دولة فلسطينية.

بخلافِ مبادراتِ التفاوض الجماعية العربية مع إسرائيل، أثبتت مشاريعُ السلام الثنائية أنَّ معظمَها فعال، وقادر على الاستمرار. مصرُ، خلال الفترة الاضطراب القصيرة وتولّي جماعةِ الإخوان الحكمَ، برئاسة محمد مرسي، أكَّدت احترامها للاتفاق، وفوق هذا ذهبَ مرسي إلى درجة التوسط بين «حماس» وإسرائيل، عندما اندلع اشتباكٌ بين الطرفين. خلال الأشهر التالية، وربَّما ما وراء ذلك، ستتَّضح إمكانيةُ طرحِ حلول للقضية الفلسطينية ضمن المسعى السعودي الهادئ الذي بدأ يختبر حدودَ التفاوض.

هناك احتمالاتٌ عديدة؛ تفعيلُ الحلول السابقة المعطلة في مراحل اتفاق أوسلو، أو العمل على مشروع جديد يعيد تعريفَ الحكم الفلسطيني. وهناك قضايا حيوية يعانِي منها الأهالي تتطلَّب تسهيلَ السفر الجوي، وفكّ أزمةِ التنقل البري المذلةِ والمرهقة. وبإمكان الجانبِ السعودي مراجعة النشاطات الناجحة، مثل المبادلات التجارية التركية، ومثل الخطوط الجوية التركية، والتعاون التقني الإماراتي. وكذلك البحث عن سبل لتعزيز القطاع التجاري الخاص الفلسطيني؛ بفتح الأسواق له. فالجمودُ السياسي والضائقة الاقتصادية التي أتعبت سكانَ الضفة الغربية، وطال أمدُها، وراءَ شعبية «حماس» فيها على حساب السلطة، ووراء التطرف السياسي. إنَّ أقلَّ ما يمكن فعلُه هو إنقاذ الوضع الإنساني في الضفة وغزة. ومن المتوقع أن تقدّم حكومة نتنياهو، التي تظهر حماساً لفكرة العلاقة مع السعودية منذ سنوات، خطواتٍ لبناء الثقة، بوقف الاستيطان وتعدي المتطرفين الإسرائيليين على الأماكن الإسلامية المقدسة.

السعي وراءَ حلّ شامل للنزاع، من خلال مشروع واحد مهمَّة صعبة، إن لم تكن مستحيلةً في الظروف الإقليمية الحالية. الجانب السعودي مشحونٌ بالمستقبل يريد أن يستعدَّ له، ويريد أن يسخّرَ مباحثاتِه مع الجانب الأميركي في قضايا إقليمية، من بينها دعم الحل الفلسطيني.

السعودية، بغضّ النظر إن كانت هناك علاقةٌ مع إسرائيل ومفاوضات فلسطينية أم لا، تبحث مع الولايات المتحدة عن مصالحها العليا في تأمين اتفاقات عسكرية حيوية لأمنها، والانخراط في مشاريعَ عابرة للقارات مهمة لاقتصادها مع الهند والصين، وكذلك خلق مناخ إقليمي يخفض التوترَ، بالتفاهم مع دول مثل إيران. لن يكون سهلاً على الدبلوماسية السعودية إنجاز تفاهمات مع أطراف متناقضة، مثل الصين والولايات المتحدة والهند وإيران وإسرائيل. علينا ألا نرفعَ سقفَ التوقعاتِ في الموضوعين؛ الاتفاقيات السعودية الأميركية، لأنَّها متعددة وطموحة أكثر من أي زمن مضى، والعلاقة مع إسرائيل، لأنَّها معقدة بطبيعتها. وأمام الشريك الرئيسي، الرئيس جو بايدن، عامٌ للوفاء بوعوده. وليس مستبعداً أن تفشلَ مساعي العلاقة مع إسرائيل في حال فشلت محاولات الجانب الأميركي، ممَّا يعزّز احتمالية أن يربطَ الرئيس بايدن حزمةَ الوعود الأميركية للسعودية مع الوعود لإسرائيل، ليضمن التصويت عليها في الكونغرس.

ماذا عن إيران، في معمعة التبدلات المحتملة؟ أنحن باتجاه نقطة الانفجار أم المزيد من التوازن؟

سيكون للحديث بقية.

 

حكايات أرمن ناغونو قره باغ مع الهروب والقلق على المفقودين

فر أكثر من 100 ألف شخص من الجيب الانفصالي خلال أيام معدودة خوفاً من الاضطهاد بعدما طوقتهم القوات الأذربيجانية

بيل ترو مراسلة الشؤون الدولية في اندبندنت عربية/03 تشرين الأول/2023 

آخر مرة سمعت فيها إيرنا أخباراً عن أخيها كانت منذ أسبوع، وسط الاندفاع المحموم من أجل الهرب من ناغورنو قره باغ فيما انهار المكان من حولهم.

خلال أيام معدودة، هرب أكثر من 100 ألف شخص - جميع السكان ذوي الأصول الأرمينية تقريباً - من الجيب الانفصالي، خوفاً من الاضطهاد بعد تطويق القوات الأذربيجانية لهم. تعطلت شبكات الهاتف النقال، وسد المخرج الوحيد من المدينة وتفرق الناس بسبب القصف.

وفي خضم تلك الفوضى، فقد الأفراد والأسر بعضهم بعضاً. وأفادت الأمم المتحدة عن وصول أطفال وحدهم من دون مرافق إلى أرمينيا، كما وردت تقارير عن اعتقال بعض الأشخاص على يد السلطات الأذربيجانية وقالت وزارة الصحة الأرمنية إن البعض، لا سيما المسنين، لقوا حتفهم خلال الرحلة التي تستغرق 40 ساعة بسبب سوء التغذية ونقص الدواء.

وقالت مديرة المدرسة، إيرنا لصحيفة "اندبندنت" وهي تجهش بالبكاء من مدينة غوريس الحدودية التي تحولت بسرعة إلى مخيم ضخم للاجئين "لا نعلم حتى الساعة إن نجح أخي في بلوغ أرمينيا، وإن كان حياً". 

تظهر وراءها فورة نشاط محموم: عائلات مصدومة تفتش بين أكوام التبرعات، من ملابس إلى مواد غذائية ولوازم ضرورية، وهي تحاول أن تستوعب كيف ترمم حياتها. ويكمل ديفيد، 18 سنة، الحديث نيابة عن والدته التي تبدو غير قادرة على متابعة الكلام "آخر ما عرفناه عنه أنه ذاهب لشراء الوقود".

ما تخشاه العائلة هو أن يكون بين 170 قتيلاً وقعوا في انفجار ضخم دوى الأسبوع الماضي داخل إحدى محطات الوقود التي ما زالت تعمل في الجيب. الإثنين، تدفق اللاجئون اليائسون إلى تلك المحطة للحصول على ما يكفيهم من وقود للخروج من المنطقة عندما وقع الانفجار. لا أحد يعلم ما الذي حدث بالتحديد لكن الحادثة أضافت ضربة أخرى إلى المأساة.

لكنهم ليسوا وحدهم كما تقول لوسين بارخوداريان، 30 سنة، التي كانت حتى الأسبوع الماضي نائب وزير البنى التحتية في الحكومة المعلنة ذاتياً في ناغورنو قره باغ. وتلجأ المحامية السابقة الآن موقتاً إلى فندق في غوريس، بعدما تركت كل شيء وراءها مثل عشرات آلاف الأشخاص غيرها.

وتخبر صحيفة "اندبندنت" وهي تجهش بالبكاء "فُقد زوج إحدى زميلاتي، كما فقدنا جارين لنا لأنهم افترقوا عن بعض في حمى الهرب"."وصلني خبر عن امرأة أخرى تبحث عن زوجها، وأخيها وأبيها. يحتمل أن يكونوا قد توفوا في انفجار محطة الوقود لكنهم لا يعرفون أي شيء. ما زالوا يبحثون عنهم".

بعد فقدان عدد كبير من الأشخاص في هذه الفوضى، وضعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر والصليب الأحمر الأرمني خطاً ساخناً بخدمة الناس كي يتصلوا عليه ويسجلوا أسماء مفقوديهم. وتقول المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر زارا أماتوني لصحيفة "اندبندنت" "يردنا حتى الآن 100 اتصال في اليوم الواحد. من الصعب أن نعطي معلومات موثوقة في الوقت الحالي بسبب سرعة تغير الوضع". لكن العثور على المفقودين ليس سوى أحد الكوابيس التي تواجه العائلات الأرمينية من قره باغ وأرمينيا نفسها التي ترزح تحت ضغط أكبر حركة هجرة لنازحين في جنوب القوقاز منذ انهيار الاتحاد السوفياتي.

وأصبح عشرات آلاف الأشخاص مشردين، يلوذون موقتاً بالفنادق والمدارس والمنازل الخاصة وبسياراتهم وحتى بالشوارع بعدما تركوا ديارهم وما عاد وطنهم موجوداً. وفي هذا السياق، قالت الحكومة الأرمينية إنها تمكنت حتى الآن من إيواء نحو 32 ألف شخص بشكل موقت داخل منشآت حكومية لكن لا يزال غير معروف ماذا سيحدث على المدى البعيد.

لم يكن أحد مستعداً لما يحصل بسبب تطور الأحداث بسرعة فائقة بعدما شنت أذربيجان الأسبوع الماضي هجوماً عسكرياً مباغتاً وخاطفاً على القوى الانفصالية. سعت باكو إلى استعادة الجيب الذي تسكنه غالبية من الأرمن، والمعترف به دولياً على أنه جزء من أذربيجان لكنه ظل كياناً يتمتع باستقلال ذاتي لمدة ثلاثة عقود. على امتداد 10 أشهر قبل الحرب الخاطفة التي استمرت 24 ساعة، فرض الجانب الأذربيجاني حصاراً ضيق الخناق على وصول إمدادات المواد الغذائية والوقود والغاز والمياه إلى المنطقة. بعد إضعافها بسبب الحصار، وتفوق الجيش المدعوم من تركيا عليها عديداً وسلاحاً، استسلمت القوات الانفصالية بشكل شبه فوري. وقال زعماؤها السياسيون إنهم سيحلون حكومتهم بحلول نهاية العام، فأطلقوا بتصريحاتهم حركة الهجرة. وجاءت التقارير عن اعتقال كبار المسؤولين في قره باغ، من بينهم وزراء ومسؤولون أمنيون سابقون، لتفاقم حالة الذعر. الأحد، قالت أذربيجان إنها أصدرت مذكرة اعتقال في حق زعيم الجيب، أراييك هاروتيونيان. والآن، لملم 80 في المئة من أصل 120 ألف ساكن في المنطقة ما تيسر لهم من حياتهم بظرف دقائق عدة، وعبروا الحدود باتجاه أرمينيا. وهناك، صرح المسؤولون الأرمن لـ"اندبندنت" بأنهم يجاهدون من أجل إيوائهم، فيما اتهمت يريفان أذربيجان بـ"التطهير العرقي"، لكن باكو نفت هذه الاتهامات بشدة، مضيفة أن العائلات هي التي اختارت الرحيل بإرادتها. ويقول وزير البنى التحتية في أرمينيا غنيل سانوسيان بنبرة منهكة "واجهنا مسألة مشابهة أثناء نزاع العام 2020 لكن الناس عرفوا أنهم سيعودون إلى ديارهم بعد إبرام اتفاق وقف النار. إنما الوضع مختلف الآن". يقف الوزير قرب مركز تسجيل مزدحم في غوريس، حيث يسجل المسؤولون الأرمن بمساعدة عشرات الحواسيب أسماء مئات الأشخاص.

"نحاول أن نجمع كل مؤسسات الدولة لكي تتعامل مع الوضع يداً بيد. تبذل الحكومة الأرمينية قصارى جهدها لكن على المجتمع الدولي أن يتحرك ويساعد". تزداد الضغوط على أرمينيا. نزل مواطنو البلاد إلى الشوارع، مطالبين باستقالة رئيس الوزراء نيكول باشينيان لأنهم يلومونه على عدم الدفاع عن ناغورنو قره باغ، فيما يفترض بالحكومة التي كانت تعاني أساساً ضائقة مالية أن توفر المسكن والرعاية الصحية والوظائف لعشرات آلاف الأشخاص الجدد الذين ينتشرون بوتيرة متزايدة في كل أرجاء البلاد. وفي فايك، البلدة الجبلية الصغيرة التي تتعامل الآن مع العدد الفائض من الناس القادمين من غوريس، يقول الزعيم الإداري المحلي هايك أفاغيان إنهم تخطوا بسرعة القدرة الاستيعابية للفنادق والملاجئ المحلية. ويضيف بنبرة إحباط "بدأنا نوزع الناس على منازل السكان الخاصة. علينا التفكير بمسائل كثيرة في المستقبل، مثل الوظائف والتعليم". في غوريس، تعاني العائلات من أجل فهم وضعها المستقبلي وترتيبه. وتقول المسؤولة السابقة في قره باغ لوسين بارخوداريان، إن أرمن قره باغ لا يملكون قانوناً الحق بالحصول على استحقاقات اجتماعية أو مساعدات مثل الأرمن على رغم حيازتهم جواز سفر أرمينياً. وتضيف أن العثور على عمل سيكون مسألة معقدة. وتتابع بقولها "ولم أحمل معي أي شيء، ولا حتى كأساً من مطبخي أشرب منها الماء". في هذه الأثناء، لا تزال عائلة إيرنا تحاول العثور على بعض أفرادها قبل أن تتمكن حتى من وضع خطط مستقبلية حقيقية.

وتقول إيرنا "سوف نتوجه إلى العاصمة يريفان على أمل استئجار شقة. ماذا عسانا نفعل؟ ماذا على العالم أن يفعل؟ لقد فات الأوان".

 

وثيقتان تضيئان على خفايا مفاوضات السلام بين سوريا وإسرائيل

بشار الأسد: الجميع سيفاجأ بسرعة التزام حسن نصر الله القواعد عند إعلان اتفاق سلام

سوسن مهنا/انديبندت عربية/03 تشرين الأول/2023

تحفل خزائن النظام السوري بكثير من الأسرار، وقد لا تخرج كل أسرار هذا النظام إلى العلن، أبداً. وفي جديد تلك الأسرار المثيرة ما نشرته مجلة "المجلة" من وثائق بعنوان "وثائق سرية سورية تكشف تغير أولويات أميركا... من التطبيع مع إسرائيل إلى ’الطلاق’ مع إيران"، التي تتحدث عن آخر محاولتين أميركيتين لعقد اتفاق سلام وحجم التغييرات في دمشق واختلاف أولويات تل أبيب وواشنطن.

مفاوضات السلام

عام 1977 التقى الرئيس الأميركي جيمي كارتر نظيره السوري حافظ الأسد في جنيف في محاولة لإجراء مفاوضات سلام، لكن تلك المحادثات لم تسفر عن نتائج. وفي عام 1990، التقى جورج بوش الأب حافظ الأسد في جنيف مرة أخرى، حيث كانت الأوضاع متوترة وبعد أسابيع قليلة من ذلك اللقاء، هاجمت الولايات المتحدة العراق بدعم من سوريا التي انضمت إلى تحالف دولي لإخراج الجيش العراقي من الكويت. أعقب ذلك اجتماعان آخران في جنيف بين عامي 1994 و2000، وفي الاجتماع الأخير مع بيل كلينتون، لمح حافظ الأسد إلى إمكان إحلال السلام بين سوريا وإسرائيل، لكن الآمال تبددت، ولم تتبعها أي إجراءات ملموسة. وفي 1993 تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين بالانسحاب الكامل من الجولان مقابل تطبيع العلاقات وترتيبات أمني، مما اعتبر نقطة التحول في المفاوضات. حمل وزير الخارجية الأميركي حينها وارن كريستوفر إلى الأسد ما عرف بـ"وديعة رابين"، التي سلمها له في العام ذاته، وتضمنت "القبول بالانسحاب إلى ما وراء خطوط الرابع من يونيو (حزيران)". وبعد جمود بسبب اتفاق أوسلو الفلسطيني في 1993 ووادي عربة الأردني 1994، وفي مايو 1996، فاز اليمين الإسرائيلي بزعامة بنيامين نتنياهو وفق برنامج ينص على "أن أي اتفاق مع سوريا يجب أن يرتكز على السيادة الإسرائيلية في الجولان"، ومع هذا لم تنقطع الاتصالات بين الدولتين، وإن انتقلت إلى الكواليس. ومن ثم جرت محاولات أميركية أخرى على المسار السوري، مع تغير الحكومات في تل أبيب. وبحسب مسودتي آخر اتفاقين عرضا على الرئيس حافظ عام 2000 وعلى الرئيس بشار الأسد عام 2011، وحصلت "المجلة" على نصهما، فإن أولوية الرئيس الأميركي كلينتون كانت إقناع الأسد خلال لقائهما في جنيف قبل 23 سنة تحقيق "تطبيع كامل" مع تل أبيب، لكن "الحلم الأميركي" كان عام 2011 تخلي دمشق عن "تحالفها" مع طهران و"حزب الله" في لبنان، قبل انسحاب القوات السورية عام 2005.

"أرجل الطاولة الأربع"

وتضمنت المفاوضات التي اتخذت مساراً تصاعدياً، ووفق إلى ما كان يعرف بـ"أرجل الطاولة الأربع" لعناصر اتفاق السلام، الانسحاب الإسرائيلي من الجولان المحتلة منذ عام 1967، وترتيبات أمنية بين الطرفين، وتطبيع العلاقات بينهما، والجدول الزمني بين العناصر الخاصة باتفاق السلام. واستطاع كل من رئيس الأركان السوري حكمت الشهابي ونظيريه إيهود باراك نهاية 1994، وأمنون شاحاك منتصف 1995، الوصول إلى ورقة مبادئ الترتيبات الأمنية بين البلدين بحيث تكون متوازية ومتساوية، وفقاً لما جاء في "المجلة". وعاد كلينتون لتفعيل جهود السلام، التي استمرت ما بين أعوام 1996 و1999، تزامناً مع تراجع صحة الرئيس حافظ الأسد، وتصاعد الإعداد لتسلم الحكم لبشار خلفاً له.

الحدود بين الدولتين

وفي ديسمبر (كانون الأول) 1999 لاقى الإعلان عن استئناف المفاوضات ترحيباً عربياً ودولياً، ووصفته وزيرة الخارجية الأميركية مادلين أولبرايت بـ"الخطوة التاريخية". ونهار 15 من ذلك الشهر، استضاف كلينتون محادثات بين باراك ووزير الخارجية السوري فاروق الشرع وكان اللقاء الأول وجهاً لوجه بحضور أولبرايت في أرفع لقاء سوري– إسرائيلي سياسي. وخرج الجميع راضين "عن سير المفاوضات في واشنطن برعاية الولايات المتحدة الأميركية"، ومؤكدين "الرغبة العميقة" في تحقيق السلام، غير أن الشرع أراد أن يكون جدول الانسحاب قصيراً، فيما فضل باراك سنتين للتنفيذ. الأجواء الإيجابية التي رافقت ذلك اللقاء شجعت كلينتون على استئناف المفاوضات في الثالث من يناير (كانون الثاني) في بلدة شيبرد تاون في ولاية فرجينيا الغربية، وتقدم باقتراح لتشكيل مجموعات عمل حول القضايا الرئيسة موقع الخلاف على أن تجتمع بشكل متزامن، وشكلت أربع لجان لترسيم حدود خط الرابع من يونيو عام 1967، والترتيبات الأمنية المتكافئة، والعلاقات السلمية، والمياه، لكن فيما نشأت أزمة بسبب تخلف أعضاء الوفد الإسرائيلي في لجنة رسم الحدود عن حضور اجتماع اللجان، ومع أن الاجتماعات استؤنفت لكن لم تدخل بشكل جدي في المواضيع. ومع هذا قدم الوفد الأميركي ورقة تلخص موقفي الطرفين، وفيها، وبهدف الوصول إلى سلام عادل دائم وشامل في الشرق الأوسط على أساس قراري مجلس الأمن 242 و338، وفي إطار مسيرة السلام التي بدأت في مدريد في 31 أكتوبر 1991، أن الدولتين إسرائيل وسوريا عقدتا العزم على إقامة سلام دائم بينهما بمقتضى هذا الاتفاق، واتفقتا على ما يلي، إقامة سلام وأمن في نطاق الحدود المعترف بها. وتتوقف حالة الحرب بين الدولتين ويقام سلام بينهما، على أساس الحدود الدولية الدائمة الآمنة والمعترف بها بينهما، وترتكز على خطوط الرابع من يونيو 1967، على أن تحترم الأطراف هذه الحدود وسلامة ووحدة مناطق الأرض والمياه الإقليمية والمجال الجوي لكل طرف. وبناء عليه يمارس كل طرف سيادته الكاملة في جهته من الحدود الدولية، على أن يحدد الإطار الزمني البند وباقي بنود هذا الاتفاق.

علاقات سلام طبيعية

في يناير عام 2021 نشر الصحافي الإسرائيلي شمعون آران صوراً نادرة لمباحثات السلام بين سوريا وإسرائيل، التي جرت عام 2000. وكتب آران، في تغريدة عبر منصة "إكس"، أنه غطى مباحثات السلام "الفاشلة" بين بلاده وسوريا، في ذلك العام والمعروفة باسم "كامب ديفيد2". ونشر آران في تغريدة باللغتين، العربية والعبرية، صوراً نادرة للمباحثات، جمعت الشرع بباراك، مع الرئيس كلينتون وأولبرايت، ومسؤولين آخرين، في منتجع كامب ديفيد. وختم بأن "المفاوضات انتهت بلا شيء ولا نرى أي مؤشر لإحلال السلام بين سوريا وإسرائيل.. ما رأيكم؟"، لكن في ذلك الوقت نصت ورقة العمل الأميركية، أن يطبق الطرفان في ما بينهما شروط ميثاق "شرعة" الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي المتعلقة بالعلاقات بين الدول في عهد السلام، بما يحترم ويقر بالسيادة والوحدة الجغرافية والاستقلال السياسي للطرف الآخر وبحق العيش بسلام داخل حدود آمنة ومعترف بها كذلك. على أن يقيم الطرفان وينميان علاقات حسن جوار وينأيان عن التهديد بالقوة أو استخدام القوة بشكل مباشر أو غير مباشر الواحد ضد الآخر ويتعاونان في إحلال السلم والاستقرار والتطور في منطقتهما ويسويان أي خلاف ينشأ بالوسائل السلمية، إضافة إلى علاقات دبلوماسية وقنصلية كاملة في ما بينهما بما في ذلك تبادل سفراء مقيمين. وتحقيقاً للسلام الدائم والمستقر بين الدولتين وجب أن يكون هناك ترتيبات أمنية منها، مناطق تحديد حجم القوات وقدراتها وتشمل تحديد القدرة على الاستعداد والعمل والتسلح، ومنظمات السلاح والبنية العسكرية، بحيث يقام داخل هذه المناطق منطقة منزوعة السلاح، تشمل المناطق التي ستنسحب منها القوات الإسرائيلية ومنطقة التماس القائمة التي حددت في إطار اتفاقات وقف إطلاق النار بين الجيشين الإسرائيلي والسوري في 31 مايو (أيار) 1974، والتي كان قد توصل إليها وزير الخارجية هنري كيسنجر بعد حرب عام 1973، كما أنه لا يجوز نشر قوات عسكرية أو ذخائر أو منظومات أسلحة أو قدرات عسكرية أو بنية عسكرية في منطقة نزع السلاح من قبل أي جانب من الجانبين، ويسمح فقط بوجود محدود للشرطة المدنية في المنطقة. واتفق الطرفان على عدم التحليق بطائرات فوق منطقة نزع السلاح من دون ترتيبات خاصة.

المياه

أما في ما خص بند المياه فاتفق الجانبان على وضع ترتيبات تضمن استمرار إسرائيل في استعمال كميات المياه من خزانات المياه، ومن المياه الجوفية الموجودة في المناطق، التي سيتم تسليمها أو ستنسحب منها القوات الإسرائيلية، على أن تشمل الترتيبات جميع الوسائل لمنع التلوث البيولوجي أو الكيماوي أو تجفيف بحيرة طبريا ونهر الأردن ومنابعهما.

"الرواية المفقودة"

في كتاب مذكرات فاروق الشرع "الرواية المفقودة" يتحدث عن أسباب فشل اجتماعات شيبرد تاون الأميركية، بعد أيام قليلة على انتهائها، وعلى رغم المرونة التي أظهرها الجانب السوري في جميع اللجان الثلاث التي أخذت معظم وقت المفاوضين السوريين والإسرائيليين، وبإشراف الأميركيين ومساعدتهم لإنجاز أعمالها. أما اللجنة الرابعة المتعلقة برسم حدود الرابع من يونيو 1967 فظلت تراوح مكانها لأن باراك رئيس الجانب الإسرائيلي في تلك المفاوضات لم يكن على استعداد للاعتراف بمضمون "وديعة رابين"، ومن ثم لم يكن موافقاً على رسم الحدود بحسب خط الرابع من يونيو، وأن كلامه الذي كان يردده خلال المفاوضات بأنه لن يمحو أو يشطب ما كان قد وافق عليه أسلافه، وخصوصاً رابين ووديعته الشهيرة، لم يكن له أي معنى على أرض الواقع. ويشير الشرع في كتابه هذا إلى أن كلينتون كان ضحية تلاعب وتضليل من باراك، عبر عنها "بصراحة لي شخصياً في لقائنا الثنائي القصير قبل مغادرة شيبرد تاون، والأهم أنه عبر عنها أيضاً في اتصال هاتفي طويل أجراه مع الرئيس حافظ الأسد بتاريخ 18 يناير 2000. قال الرئيس كلينتون خلال الاتصال مع الرئيس حافظ الأسد، "لقد فكرت كثيراً حول آخر محادثاتنا، وبملخص الوزيرة أولبرايت عن محادثاتها مع الوزير الشرع. وكما تعلم يا سيادة الرئيس، فقد أصبت بعد الأسبوع الأول لمحادثات شيبرد تاون بخيبة أمل، لأن الإسرائيليين لم يستجيبوا للمسائل التي أظهرتم فيها مرونة. لقد أوضحت لرئيس الحكومة باراك أننا في حاجة للتحرك إذا أردنا النجاح، وأن على إسرائيل وسوريا اتخاذ قرارات صعبة. وقد حصلت الآن من باراك على إعادة تأكيد وديعة رابين، مع البدء بعملية رسم حدود الرابع من يونيو إلى جانب المسائل الأخرى". قاطعه الرئيس الأسد قائلاً "هذا جيد". وتابع الرئيس كلينتون كلامه الذي يبدو أنه كان مدوناً، قائلاً، "آمل أن يشكل هذا استجابة لحاجاتكم التي عبرتم لي عنها، وكما لخصها لي فاروق الشرع عندما اجتمعت به وهي البدء بترسيم الحدود. وإذا كان هذا يستجيب لمطالبكم، فإن لباراك أيضاً مطالب لا بد أن يحصل عليها مع موضوع الحدود وتأكيد وديعة رابين، وهي بدء المحادثات على الجهة اللبنانية بعد عدة أيام من لقاء سوريا ولبنان مرة ثانية".

بحيرة طبريا

وبعد تسريب الاتفاق الذي قوبل بضجة كبيرة في إسرائيل وفي سوريا، أدى إلى تأجيل استئناف المفاوضات كما كان مقرراً، وعقد اجتماع في 19 يناير وفقاً لوثيقة رسمية سورية، حصلت "المجلة" على نصها، لمناقشة نتائج المفاوضات مع الإسرائيليين، حيث تحدث الشرع مشيراً إلى أن كلينتون وأولبرايت يؤيدان الموقف السوري، وأنه حمل رسالة إلى الأسد، مضيفاً أن باراك يريد السلام، ولكنه طلب فرصة ثلاثة أشهر ليرتب أوضاعه، وأن باراك وصف الأسد بأهم رئيس عرفته بلاد الشام منذ ظهور الإسلام. وفي ذلك الاجتماع شرح الشرع أسباب الخلاف مع الإسرائيليين، حيث إن سوريا تريد بحث الانسحاب إلى ما وراء خط الرابع من يونيو، وإسرائيل تريد بحث قضايا الأمن والمياه والعلاقات السلمية. وتضيف "المجلة" أن كلينتون طلب من الجانب السوري حل مشكلة المياه وعندئذ تحل مشكلة الرابع من يونيو لأن ما يقلق إسرائيل هو موضوع المياه. وأضاف أن الولايات المتحدة جاهزة لشراء مياه لسوريا من تركيا، فرد عليه الوزير الشرع بأن الأتراك لا يقبلون، فأجابه كلينتون: ندفع لهم قيمة المياه، وعندئذ لن يعترض أحد. فرد الوزير السوري: لا أستطيع إعطاءك جواباً الآن. وأشارت تقارير صحافية في حينه إلى أن النقطة التي فجرت المفاوضات تمحورت حول ترسيم الخط الحدودي بين الجانبين: باراك وافق على الانسحاب حتى خط الحدود الدولية لعام 1923 مع إزاحة هذا الخط غرباً ليمر على بعد 10 أمتار من الشاطئ الشرقي لبحيرة طبريا، بيد أن دمشق رفضت العرض. حاول كلينتون تدوير الزوايا السورية فاجتمع في جنيف إلى الرئيس حافظ الأسد في 26 مارس، لكن محاولته فشلت في إعادة دمشق، المصرة على تعهد بالانسحاب حتى خط الرابع من حزيران 1967، إلى طاولة المفاوضات. وبحسب مسؤول أميركي، فإن المرض كان واضحاً على الأسد، بل إن المنسق الأميركي دينس روس حاول اختبار ذلك بأنه لمس الأسد في كتفيه كي يتأكد من ضعف صحته. ويعرض موقع "المجلة" إلى وثيقة سورية أخرى، تقول "تحدث كلينتون عن عملية السلام ودور الأسد بإطلاقها في مؤتمر مدريد، وتحدث عن الإنجازات الكبرى للأمن والاستقرار في المنطقة في حال تحقق السلام بين سوريا وإسرائيل، ثم عرض خرائط على الأسد". يقول الجانب السوري إنها تتضمن شريطاً بعرض 200 متر من البحيرة. "نظر الأسد إلى الخرائط فوجد خطاً للحدود في منطقة البطيحة على شواطئ طبريا تتجاوز خط الرابع من يونيو، كما وجد انحرافاً في الخط في منطقة بانياس. التفت إلى الرئيس كلينتون وقال له: ما هذا؟ هذه خريطة إسرائيلية وليست أميركية، إذا كان هذا ما أردت إبلاغي عنه فليس لدي ما أقوله وليس لدي ما نتناقش به. أجابه كلينتون: إن وزير خارجيتك وافق على هذه الخريطة، وكان الوزير الشرع واقفاً لم يرد بكلمة واحدة. رد الأسد: ليس لدي ما أقوله أو أناقشه، هذه خريطة إسرائيلية ولن أوافق على التنازل عن حبة تراب. ووفقاً لنائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام، في وثيقة رسمية "كان الأميركيون يتابعون صحة الرئيس الأسد، ويراهنون عليها معتقدين أن الرئيس سيكون مستعداً لتقديم التنازلات المطلوبة، ولكن الرجل رحل وكانت مصلحة البلاد هي الأسمى، رحل من دون أن يفرط أو يتنازل أو يفتح الطريق للتفريط والتنازل". انسحبت إسرائيل من جنوب لبنان في مايو (أيار) 2000، وتوفي الأسد في 10 يونيو من العام نفسه، وتسلم ابنه الحكم بعده.

علاقة سوريا مع إيران

في السابع من فبراير (شباط) 2001، أعلن الرئيس السوري الجديد، بشار الأسد، استعداد دمشق لاستئناف المفاوضات مع حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون، إلا أن العرض السوري، الذي تكرر في ديسمبر 2004، لم يلق أي تجاوب من جانب تل أبيب، لكن وفقاً لمجلة "المجلة" جرت محاولات لإنجاز اتفاق مع إسرائيل، كانت أبرزها خلال فترة العزلة بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، حيث توسطت تركيا بين عامي 2007 و2008، واقترحت ترتيب لقاء مباشر بين الأسد ورئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت الذي شن الهجوم على غزة بعد انهيار الاقتراح. وخلال عهد باراك أوباما عادت إدارته للاهتمام بالتسوية وعينت السيناتور جورج ميتشل مبعوثاً، وفريد هوف نائباً له. وبين أبريل (نيسان) 2009، ومنتصف مارس 2011، كان الدبلوماسي هوف، الذي عرف بأنه رسم خط الرابع من يونيو، يركز على المسار. سافر ميتشل وهوف إلى دمشق في سبتمبر (أيلول) في محاولة للحصول على موافقة الأسد على مقاربة جديدة لتنفيذ "وديعة رابين" تضمنت بوضوح الحديث عن "الجوانب الإقليمية"، أي علاقة سوريا بإيران و"حزب الله". قبل ذلك، وفي 22 مايو 2010، حصل رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي جون كيري، من الأسد على "انفتاح الأسد على اتفاق سلام يلبي جميع المتطلبات الإسرائيلية في مقابل الانسحاب الإسرائيلي الكامل إلى خط الرابع من يونيو". وتنقل "المجلة" أن واشنطن كانت قلقة من وصول "صواريخ سكود إلى حزب الله"، وتسعى لفك الارتباط السوري-الإيراني، لكن اللافت، أن كيري حمل معه مسودة رسالة معدة لتوقيع الأسد، كان جهزها هوف بعد لقاءات مع الإسرائيليين، تنقل إلى الرئيس أوباما، وهذا نصها: معاهدة السلام بين سوريا وإسرائيل، بما في ذلك الحدود التي تعكس استعادة سوريا الكاملة للأراضي التي فقدتها في يونيو 1967، من شأنها أن تنهي كل دعم سوري للأعمال، والسياسات، والتعاون الذي يهدد أمن إسرائيل من جانب الدول وغير الدول على حد سواء. ومن شأن معاهدة السلام أن تنهي الصراع بين إسرائيل وسوريا، وأن تشتمل على تسوية جميع المطالبات الناشئة عن الأحداث قبل إبرام الاتفاق.

استمرت الجهود الأميركية بين دمشق وتل أبيب. وفي 27 فبراير 2011، أي بعد اندلاع الاحتجاجات و"الربيع العربي"، وصل هوف إلى دمشق والتقى الأسد في اليوم التالي. عرض المبعوث الأميركي مسودة الاتفاق السوري- الإسرائيلي. سلم هوف الورقة إلى الأسد مع حواش، أهم ما جاء فيها، امتناع الطرفان عن ممارسة أي تهديد أو استخدام للقوة بشكل مباشر أو غير مباشر ضد بعضهما بعضاً، وسيعملان على تسوية كافة الخلافات والنزاعات بينهما بالطرق السلمية. لن يقوم أي طرف بنقل أسلحة أو معدات عسكرية إلى لبنان، أو السماح بأن تتم مثل تلك العمليات عبر أراضيه، باستثناء تلك المرسلة إلى قوات الأمن الرسمية للحكومة اللبنانية، وينبغي على سوريا الامتناع عن تقديم المساعدة العسكرية والمالية، بما فيها الأسلحة والمواد ذات الاستخدام المزدوج والتدريب والمعلومات الاستخباراتية، إلى "حزب الله"، سواء في سوريا أو لبنان و"حماس" وغيرها من الجماعات الفلسطينية التي تخطط وتدعم وتشارك في أعمال عنف ضد إسرائيل والإسرائيليين، وتطرد من سوريا كل الأفراد التابعين لتلك الجماعات أو أي جماعة أخرى تستخدم الأراضي السورية في تنفيذ الأنشطة المحظورة إلى دول أخرى غير لبنان، كما ينبغي على سوريا إنهاء علاقتها مع الحرس الثوري الإيراني، بما في ذلك "فيلق القدس"، ومنع عبور أفراده ومعداته عبر الأراضي السورية أو المجال الجوي السوري. كذلك، سيتعين على سوريا إنهاء أي اتفاقات تتيح وجود تهديد أو استخدام للقوة ضد إسرائيل والمواطنين الإسرائيليين إن وجدت. يتشارك الطرفان هدف تحقيق سلام عربي- إسرائيلي شامل، ويدركان أن هذا سيتطلب إبرام اتفاقات سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولبنان وإسرائيل، وتطبيع العلاقات بين الدول الأعضاء كافة في جامعة الدول العربية وإسرائيل. وسوف يبذل الطرفان قصارى جهديهما لتحقيق هذا الهدف.

"السلام مع إسرائيل شأن سوري"

وينقل هوف في كتابه عن الأسد تساؤله عما إذا كان من الملائم ذكر لبنان في نص معاهدة سلام سورية- إسرائيلية، ويشير إلى أن الأسد قال له إن "الجميع سيفاجأون بالسرعة التي سيلتزم بها حسن نصر الله، أمين عام حزب الله، بالقواعد، بمجرد إعلان كل من سوريا وإسرائيل التوصل إلى اتفاق سلام". وزاد هوف: "أجبته: إنني سأكون من بين الأشخاص الأكثر تفاجأوا، وسألت الرئيس كيف ستكون لديه تلك القناعة بالنظر إلى ولاء نصر الله لإيران وللثورة الإسلامية الإيرانية. بدأ الأسد بإيضاح أن نصر الله عربي وليس فارسياً. وأشار إلى ضرورة أن تكون سوريا ولبنان ضمن مسار عملية السلام العربي- الإسرائيلي، إذ يعتمد المسار اللبناني على سوريا". ويضيف هوف أنه "سأل الأسد ما إذا كانت رؤيته في شأن خروج نصر الله من عالم المقاومة سيتطلب من سوريا إعادة مزارع شبعا إلى لبنان بمجرد جلاء إسرائيل عن قطاع هضبة الجولان. ومع ذلك، في ظل عدم حديث الأسد الآن عن الحق في مزارع شبعا، أكد لي أن الخرائط توضح أن مزارع شبعا هي أراض سورية، وربما يكون إجراء تعديلات مستقبلية مع لبنان أمراً ممكناً، لكن الأرض محل التساؤل كانت سورية". ويلفت هوف إلى تأكيد الأسد أن سوريا لم تكن دولة عميلة لإيران، حيث كان اتفاق سلام مع إسرائيل شأناً سورياً لا إيرانياً. وأضاف أنه "لم يخطر إيران حين بدأت جهود الوساطة التركية في اتفاق السلام". وبحسب المحضر، أكد الأسد لهوف "سوريا أيضاً لديها رأي عام، وعلى السوريين الاقتناع بأنه قد تمت استعادة أرضهم بالكامل". اندلعت الاحتجاجات السورية في منتصف مارس 2011 وعلقت الوساطة "بسبب الفوضى الرسمية" في سوريا. وفي 13 مارس، استقال ميتشل من منصبه كمبعوث خاص للسلام في الشرق الأوسط، وفي 19 من الشهر ذاته، قال أوباما، في خطاب لوزارة الخارجية، إن "الأسد يجب أن يقود انتقال سوريا إلى الديمقراطية أو يتنحى عن الحكم". وفي 18 أغسطس (آب)، أعلن أوباما أن "الوقت قد حان لتنحي الأسد". أما هوف، فانتقل من فريق السلام في الشرق الأوسط إلى تقديم المشورة إلى وزير الخارجية ومكتب الشرق الأدنى في شأن تفاقم الأزمة السورية.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

مُداهمة خيمة للسوريّين ومُصادرة أسلحة

المديرية العامة لأمن الدولة/3 تشرين الأول 2023

أعلنت المديرية العامة لأمن الدولة في بيان، أنه "بعد توافر معلومات حول وجود كمّيّة كبيرة من الأسلحة المخبّأة في سهل زحلة، وتحديداً في خيمة منصوبة على أرض للمدعوّ (إ.ص.)، يقطنها كلّ من السوريّ (م. د.) والسوريّة (ه.ن.)، توجّهت دوريّة من مديريّة البقاع الإقليميّة في أمن الدّولة إلى المحلّة المذكورة، ودهمت الخيمة وقامت بتفتيشها بحضور كلّ من السوريّين (م- د)، و (ه-ن)، فعثرت على كمّيّة من الأسلحة الحربيّة وأسلحة الصّيد، بالإضافة إلى ألبسة عسكريّة وهواتف خلويّة وكاميرات. بعد أخذ إشارة القضاء، تمّ توقيف كلّ من السوريّين المذكورين بجرم حيازة أسلحة حربيّة وأسلحة صيد بطريقة غير شرعيّة، وتبيّن أيضاً دخولهما خلسةً إلى لبنان، فتمّ تسليمهما إلى الجهات المختصّة لإجراء المقتضى القانونيّ بحقّهما، والعمل جارٍ حاليّاً لتوقيف باقي المتورّطين".

 

اجتماع لنواب وشخصيات احتجاجا على "اقتلاع الارمن من آرتساخ": على الحكومة إصدار موقف واضح بالإدانة

وطنية/03 تشرين الأول/2023

عقد عدد من الشخصيات الرسمية والدينية وممثلو جمعيات وروابط، إجتماعا في فندق "لوغبريال" في الاشرفية، تضامنا مع الشعب الأرمني واحتجاجا على "اقتلاعه من إقليم آرتساخ، وما جسده من نوايا مبيتة في إلغاء شعوب ومجموعات حضارية بأكملها، من دون أي اكتراث بالمواثيق والشرائع الإنسانية والحقوقية والدينية، وبالحق الطبيعي بالوجود والبقاء" .شارك في الاجتماع النواب: ميشال موسى، هاغوب بقرادونيان وجهاد بقرادوني، الوزراء السابقون: يوسف سعادة، ريشار قيومجيان وفارتينيه أوهانيان، النائب السابق مروان بو فاضل، ، المطران كوميداس أوهانيان مع وفد من الكهنة الأرمن، جوزف القصيفي، حبيب افرام، رفول بستاني، افي يبرميان، فيكان طوسنيان، هاكوب لادويان، سيرج داغر، سيلفيا أوراميان، جورج آسيو، روني الفا، هلا حداد، حسان صقر، هشام أبو جودة، ميشال متى، ميشال أبو نجم، وفد من منظمة S.O.S des chrétiens d'orient  وسيلفيا ليباركيان.

وسأل المجتمعون في بيان على الاثر: "أين الضمير الإنساني العالمي الذي يجسد مجموعة من القيم المشتركة؟ أين الأمم المتحدة والعالم الذي يدعي الحرية والإنسانية مما حصل في آرتساخ؟ أين أنتم من تدمير التراث والتاريخ، الأديرة والكنائس؟ إلام هذا الصمت والخيانة؟".

ولفتوا الى أن "القرن الحادي والعشرين سجل مأساة جديدة للتهجير والاقتلاع وضرب وجود شعب بأكمله، مع ما يعنيه ذلك من ضرب للتاريخ وتمزيق للهوية الوطنية والقومية، كما تُثبِت مأساة آرتساخ فشل المجموعة الدولية في الحفاظ على ادعاءاتها بحفظ السلام والأمن، وسقوط كل شعاراتها".

وإذ أكدوا تضامنهم "الكامل مع الشعب الأرمني في قضيته المحقة"،  دانوا "احتلال أذربيجان لإقليم آرتساخ"، داعين "الحكومة اللبنانية لإصدار موقف واضح بالإدانة وإستدعاء السفير الأذري في لبنان وتسليمه مذكرة احتجاج".كما دعوا "وزارة الخارجية اللبنانية لإصدار بيان إدانة للإحتلال، ولجنتي الشؤون الخارجية وحقوق الانسان في مجلس النواب اللبناني لاتخاذ موقف واضح مما حصل". كذلك دعوا "مجلس الأمن الدولي لعقد جلسة عاجلة لبحث قضية ارتساخ، والتشديد على عودة الشعب الأرمني الى الإقليم"، مطالبين بـ"تشكيل لوبي دولي للدفاع عن قضية الإقليم واللجوء الى محكمة العدل الدولية ومجلس حقوق الانسان لحفظ هذه القضية". وأكدوا "العمل على تقديم هذه التوصيات إلى سفارات القوى الدولية والإقليمية المعنية بالمأساة والشاهدة عليها". ورأوا أن "خطورة مأساة آرتساخ نابعة أيضاً ليس فقط من صراع المصالح الإستراتيجية بل من كونها تترافق مع ارتباكٍ كبير في التعاطي الدولي مع قضايا التهجير واللجوء وإدارة التنوع في ظل استمرار نزف المأساة السورية، وتلطٍ وراء توطين النازحين السوريين في لبنان على حساب ديموغرافيته وكيانه. لذا نقول للجميع: لقد فشلتم في احتواء أزمة تهجير جديدة، فشلتم في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، وكذلك على وجود الشعوب وحقها في الحرية والكرامة الإنسانية".

وشدد المجتمعون على "مسؤولية القوى الكبرى في منع المآسي الإنسانية والعمل على احتوائها قبل حصولها".وخلصوا الى أن "دروس مأساة آرتساخ تدعونا كلبنانيين من كل المكونات إلى التبصر والمتابعة، لقد ثبت مجدداً ان كيانات ومجموعات، يمكن أن تُلغى بشطبة قلم. لذلك، تعالوا جميعاً أيها اللبنانيون، جماعات وقوى سياسية ونخباً، للتفكير معاً في كلمة سواء، والتمسك بمشروع الدولة لحفظ الوجود والتكاتف حماية لهذا الكيان من كل المخططات لشطبه بما يمثل من رسالة حوار إنسانية، وبقائه رمزاً للتنوع والكرامة".

 

 جعجع: منفتحون على مناقشة طرح لودريان لجهة الخيار الثالث في ملف الرئاسة وليس لدينا فيتوعلى قائد الجيش

وطنية/03 تشرين الأول/2023

 أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع  في  مقابلة مع جريدة " l'orient le jour"، "أننا منفتحون على مناقشة طرح المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان بالنسبة ل "الخيار الثالث" في الملف الرئاسي، فيما المشكلة الكبيرة تكمن في أن محور الممانعة يرفض "المرشح الثالث"، أي أن هذا الفريق بقيادة "حزب الله" هو من يعطّل إجراء الإنتخابات الرئاسيّة، وبالتالي يبدو أن هذا الإستحقاق قد وصل إلى طريق مسدود". سئل جعجع عن الإنتخابات الرئاسيّة "بما أن فرنسا تخلت عن مبادرتها مقايضة انتخاب فرنجية بتعيين رئيس وزراء مقرّب من المعارضة، وبما أن مبعوثها جان إيف لودريان يدعو الآن إلى اعتماد الخيار الثالث؟

اجاب: " الموفد الفرنسي طرح الخيار الثالث منذ زيارته الثانية إلى لبنان، من جانبنا أعربنا عن انفتاحنا على مناقشة هذا الاحتمال، لكن المعضلة متواجدة في "محور الممانعة " الذي يرفض حتى مفهوم "المرشح الثالث" وبالتالي هو من يمنع إنجاز الإنتخابات الرئاسيّة".

اضاف: "في مواجهة هذه المعادلة، يبدو أن الاستحقاق قد وصل إلى طريق مسدود. لأنه من جهة، يريد "حزب الله" وحلفاؤه فرض مرشحهم علينا، ومن جهة أخرى هناك ما يقارب 20 نائباً ما زالوا مترددين. أما نحن فنشكل كتلة تضم نحو 40 نائبا. لكن هذا الرقم لا يكفي لانتخاب رئيس".

وعن استعداده لدعم قائد الجيش الذي يتعرّض لهجمات جمّة بعد الدعوة إلى اعتماد الخيار الثالث، في وقت تبذل فيه قطر جهودا لكسر الجمود، مع العلم أن جوزيف عون سيكون المفضل لدى الدوحة؟ قال جعجع: "بداية، أود أن أشير إلى أن القطريين لا يقترحون أسماء، بل يؤيدون الخيار الثالث، منذ بدء الانتخابات الرئاسية كان جلياً أن جبران باسيل لا يريد رؤية قائد الجيش منتخباً، ليس لأسباب مبدئية، بل لأسباب مرتبطة بتمسكه بالسلطة. وهو يهاجمه لأنه مرشح رئاسي جاد. لذا، هذه الخطب اللاذعة غير مبررة"، مضيفاً: "أما نحن فليس لدينا فيتو على قائد الجيش لكننا سنبدي رأينا حين يحين الوقت باعتبار أن قرارا كهذا يتطلب دراسة متأنية ومشاورات واسعة النطاق، لأننا نجهل رؤيته الاقتصادية والسياسية للبلاد، حتى أنني لا أعرف العماد جوزف عون". سئل: بعد إفشالكم مبادرة الرئيس نبيه بري لم تطرح المعارضة بدائل جدّية. ألا يؤدي ذلك إلى توسيع مساحة المناورة لدى جبران باسيل؟ أجاب "لسنا مهووسين بجبران باسيل وليس من المؤكد أن يتم التوصل إلى تفاهم بين السيد باسيل و"حزب الله" لتسهيل انتخاب سليمان فرنجية. إضافة إلى ذلك، لم يدع نبيه بري إلى حوار بل إلى مسرحية"، متسائلا "عن أي حوار نتحدث وقد أوضح الثنائي الشيعي للقطريين والفرنسيين والجميع أن ليس لديه خطة بديلة؟ من هنا يعلم الجميع أن الحوار لن يؤدي إلى شيء، إنما يريدون جرّنا إليه ليقولوا ان كل الأطراف الرئيسية اجتمعت معا، لكنها لم تتمكن من الاتفاق، من هنا تمت عرقلة الاستحقاق والهدف في الأساس تبرئة الممانعة من هذا الاتهام. وفي هذا السياق أريد أن أوجه رسالة إلى (الرئيس) نبيه بري: أنتم ملتزمون بالذهاب إلى الجلسة الانتخابية مهما كانت نتيجة الحوار، دعوتك إلى الحوار فشلت. اذهب إذن إلى مجلس النواب لانتخاب رئيس جديد للبلاد". سئل: على صعيد آخر، كيف تفسرون التغيير في خطاب "القوات اللبنانية" الذي هاجم النظام السوري في البداية، ويدعو اليوم إلى عودة اللاجئين الفارين من النظام نفسه؟ اجاب: "سنواصل مهاجمة النظام المسؤول عن كثير من المشاكل والأزمات التي يعيشها لبنان منذ سنوات. وتبقى الحقيقة أن اللاجئين السوريين في لبنان لم يعودوا مجرد أشخاص فارين من الحرب في بلدهم الأصلي، بل نحن اليوم أمام ظاهرة الوجود السوري غير الشرعي في لبنان، والجميع ما زال يتذكر الموجة الأولى من اللاجئين الذين قدموا إلى لبنان في ظروف صعبة، ولكن الواقع مغاير حالياً، فضلاً عن أن الأسماء الكبيرة في المعارضة السورية لن تعود إلى دمشق، إلا أنهم يشكلون أقلية في موجة عارمة تضم أكثر من 1.700.000 لاجئ حاليا في لبنان".

 

سامي الجميل: إذا كان حزب الله حريصا على البلد فليسحب مرشحه وما نطلبه هو ضمانات للجمهورية بينما هو يريدها لسلاحه

وطنية/03 تشرين الأول/2023

عقد رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميّل مؤتمرا صحافيا، توجه فيه الى الرأي، بعد استقباله السفيرين القطري سعود بن عبد الرحمن بن فيصل الثاني والمصري ياسر علوي، قائلا: "في زمن الوساطات والمبادرات الخارجية والمحاولات الداخلية لإيجاد حلول للملف الرئاسي، سمعنا أمس كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ونسمع أبواق الحزب، لذلك نوضح حقيقة الوضع فالأساس أن الحزب يخطف الاستحقاق الرئاسي وينتظر أن يقبض الثمن ليفرج عنه". ولفت الى انه "من الواضح أن حزب الله يرفض ملاقاة اللبنانيين الى منتصف الطريق بعكس ما تقوم به المعارضة، اذ سحبنا أولاً مرشحنا النائب ميشال معوض ورشحنا الوزير السابق جهاد أزعور كحسن نية لإنهاء الشغور الرئاسي، أمّا حزب الله، فلم يقم بأي خطوة تجاه انتخاب رئيس"، مشيرا الى ان "رئيس مجلس النواب نبيه بريّ لا يدعو الى جلسات انتخاب رئيس للجمهورية وحزب الله مُصِرّ على مرشحه، ونحن أمام خيارين، إمّا الصمود أو الخضوع، إمّا نرفض منطق الإملاء والسيطرة والفرض أو نخضع للمرشح الذي يفرضه الحزب"، وقال: "اذا كان حزب الله حريصاً على البلد كما يدّعي فليسحب مُرشحه وليقترح مرشحاً آخر، عندها إمّا نختار بين الإثنين أو نذهب إلى خيارٍ ثالث رئاسياً". أضاف: "نحن مصرّون على التوافق وهم يفرضون مرشحهم ونحن نقبل بمبدأ الوصول إلى مرشح مقبول من الجميع لكنهم يرفضون الأمر ويصرّون على الفرض، وبالتالي نحن من أطلقنا الحوار بمجرّد أننا سحبنا مرشحنا واقترحنا مرشحاً توافقياً وبالتالي قمنا بحوارٍ علني بشفافية واقترحنا حلولاً لنتناقش بها بشكلٍ علني، ولماذا يريدوننا أن نكون بغرفة مغلقة ويفرضون علينا مرشحهم؟". وشدد الجميّل على ان "كل المبادرات لن تنجح إذا لم يكن هناك فريقان يرغبان بالوصول إلى الاتفاق، ونحن الحريصون على البلد نقبل التوافق، فليسحبوا مرشحهم وليلاقونا إلى منتصف الطريق ونحن سبق لنا وقمنا بالأمر"، معتبرا ان "من يرفض منطق الوصول إلى حلول هو فريق الممانعة". ورأى أننا "مقبلون إلى استحقاقٍ خطير في الجيش اللبناني عندما تخلو القيادة واستحقاقات مالية مصيرية، ونحن بحاجة لتكون المؤسسات قائمة، لذلك نقبل الوصول إلى منتصف الطريق حرصاً منّا على ما تبقّى من مؤسسات ونحاول أن نُفدي الاستحقاق بالتي هي أحسن". وتابع: "يقولون أنهم يريدون ضمانات، فلماذا حزب الله المسلّح الذي يستعمل العنف والمُتّهم بالاغتيالات ويعطّل الدستور وحليفه لا يدعو إلى انتخابات يريد ضمانات؟ الحقيقة أن من يحتاج إلى ضمانات هم اللبنانيون وما نطلبه هو للدولة والمؤسسات والجمهورية اللبنانية ونحن ندافع عن حقوق الجمهورية ولا نطلب شيئاً لأنفسنا ونحن نريد الدولة وضمانات للجمهورية والدولة والمؤسسات بينما هو يريد الضمانات لسلاحه". واردف: "نريد ضمانات لكيلا نعود إلى أزمة في تشكيل الحكومة ويفرض حزب الله شروطه لتأمين مصالح حلفائه وتعطيل الاستحقاقات المقبلة بعد رئاسة الجمهورية، نريد ضمانات أمنيّة من تهديدات سلاح حزب الله، وأتوجّه بالمباشر إلى حسن نصر الله: هل يقبل أن يقول أحد معاونيه أن المعارضة عبء على البلد؟ هل تترجم لنا ما معنى العبء؟ هل هذا تهديد بالقتل وبـ 7 أيار؟ هل هذه اللغة التي تريد ان تبني بها بلداً مع الآخرين؟ نحن لم ولا نستعمل هذه اللغة ومشكلتنا أنكم تهددون وتتكبّرون وأن لديكم ميليشيا مخالفة للدستور"، مؤكدا أننا "نتفق ونختلف تحت سقف الدستور والمساواة فلماذا هناك حزب يحق له أن يُقرر مستقبل اللبنانيين وهم يجب أن يقبلوا ويتحمّلوا ولماذا حزب الله يأخذ اللبنانيين للموت في الخارج ونحن علينا أن نسلّم بالأمر؟"، جازما بأن "كل ما نطلبه هو المساواة وأن نكون تحت سقف القانون والدستور ونعيش بسلامٍ في بلدنا ولكن لغة حزب الله ستأخذ البلد الى أماكن تستدعي ردة فعل، ولا نخاف منه ولا من أحد ولكن يجب أن نخفّف هذه اللغة". وقال: "سنواجه الظلم والقهر الذي يمارسه حزب الله على اللبنانيين وسنرفضه ومواجهتنا مواجهة صمود لا للفرض، ولا نحاول أن نفرض على الفريق الآخر إنما نحاول أن نحافظ على حقوقنا وحقوق شعبنا ومستقبل أولادنا في لبنان"، وتوجّه إلى نصر الله قائلا: "إذا أردتم أن تعيشوا في بلدٍ واحدٍ يجب أن تقبلوا بشروط البلد ولن نرضى بأن نكون مواطني درجة ثانية وأقولها بوضوح". وتوجّه الجميل الى "المسؤولين والموفدين الذين يسعون لإيجاد حلول للأزمة"، قائلا: "عندما تكون المقاربة خاطئة لن نصل الى نتيجة، فالحقيقة ليست ان اللبنانيين مختلفون بين بعضهم انما الحقيقة اننا لن نقبل بأن يفرض فريق واحد مرشحه وهذا الواقع وهنا المشكلة". واعتبر ان "كل اللبنانيين مستعدون للتوافق والذهاب الى منتصف الطريق ما عدا حزب الله الذي لا يريد الا مرشحه، والكل مستعد للحل الوسط الا حزب الله، وبالتالي اذا ارادت الدول ان تساعد اللبنانيين عليها فقط ان تعمل مع حزب الله وتجلس معه لان المشكلة عنده".

وختم قائلا: "إذا أراد الموفدون ان يجدوا حلولا فليقنعوا حزب الله بشيء مقبول للجميع ويدعوه الى ان يخرج من منطق الاحادية والفرض وغير ذلك سنبقى مكاننا لأننا لسنا مع خيار الخضوع ولن نتعب".

 

نديم الجميل شارك في قداس في سيدة الأرز- هيوستن على نية "بشير ورفاقه" ودعا المنتشرين الى تسجيل أولادهم في لبنان لأن معهم "منعمل الفرق"

وطنية/03 تشرين الأول/2023

احتفل رئيس كهنة رعية سيدة الأرز في هيوستن- تكساس الأب ميلاد ياغي بالذبيحة الإلهية يحيط به الأب أدوار حنا ولفيف من الشمامسة، لراحة أنفس الرئيس الشهيد بشير الجميل ورفاقه، شارك فيه النائب نديم الجميل، رئيس الهيئة الإغترابية في حزب الكتائب ميشال الهرواي، رئيس إقليم أميركا الكتائبي طوني فارس، رئيس قسم هيوستن جوزف روحانا  وممثلان عن حزب القوات اللبنانيّة جوزف زيتوني وجورج أبي سلوم وفعاليات من أبناء الجالية اللبنانية. 

الاب ياغي

وبعد الإنجيل ألقى الأب ياغي كلمة رحب فيها بالنائب الجميل والوفد الكتائبي المرافق له وكل من يشارك في الذبيحة الإلهية. وتحدث عن نضال "الرئيس الشهيد" الذي "قدم حياته على مذبح الوطن من أجل لبنان السيد الحر المستقل والذي يحمل اليوم الشيخ نديم الجميل المشعل من خلال عمله الوطني والنيابي والحزبي".

 وقال:"الرئيس الشهيد بشير خلال 21 يوما من انتخابه جعل اللبناني المغترب -الذي حلم بالعودة إلى وطنه - يهم للعودة إلى لبنان ليحقق حلمه في بناء دولة المؤسسات، لبنان السيد الحر المستقل فعلا لا قولا مع البشير".

لقاء مع أبناء الرعية

وبعد القداس التقى النائب الجميل مع أبناء الرعية وتحدث إليهم عن ما يحصل في لبنان ودعاهم إلى "التمسك بأرض أجدادهم وعدم التخلي عنها، مهما كبرت التحديات، وتوجه اليهم:" لبنان بحاجة إلى جناحيه المنتشر والمقيم".

عشاء تكريمي

وأقام الأب ياغي عشاء تكريميا للنائب الجميل شارك فيه أبناء الرعية وأفراد من الجالية اللبنانية وفعاليات سياسية وإغترابية وإجتماعية.

الجميل

وألقى النائب الجميل كلمة استهلها بشكر الأب ميلاد ياغي على "دعوته وعلى حفاوة اللقاء  وعلى الدور الكبير الذي يقوم به في خدمة المغتربين اللبنانيين أبناء رعيته والمنطقة". وقال: شكرا لك تعطيني فرصة اللقاء مع اللبنانيين المنتشرين في الولايات المتحدة ولن أقول مغتربين لأن اللبناني أينما حل يبقي التواصل قائما مع وطنه وأهله فيه، ونحن هنا لتعزيز هذا التواصل بين لبنان المنتشر ولبنان المقيم، خصوصا مع الجيل الجديد، الذي وللأسف لا يعرف لبنان الذي عرفه أجداده وآباؤه. وهذا التواصل يتطلع إليه حزب الكتائب في لبنان وعالم الإنتشار، من خلال ضم عناصر شابة إليه. وهذا التواصل يكمن في مسؤوليتين. مسؤولية لبنانيين مؤمنين ببلدهم ويناضلون في الداخل من أجله. ومسؤولية لبنانيين إضطروا لترك لبنان وهم اليوم ومنذ زمن في الولايات المتحدة وفي كل دول العالم، ولكن مسؤوليتهم كبيرة تجاه أن يتعلم أولادهم لغة وطنهم الأم وأن يعرّفوا أولادهم عن لبنان التاريخ والنضال والشهادة. أضاف :" أنا أقدر كثيرا المجتمع الأرمني الذي أعرفه جيدا في لبنان والذي تعرفت إليه خلال زيارتي الأميركية، كيف يتمسك بلغة وطنه وبوطنه لو لم يعرفه. فلنحافظ نحن على تراث لبنان والثقافة فيه، وها هو اللبناني أمين معلوف الذي عاش وتعلم في لبنان ولكنه اضطر، كما الكثيرين منكم، أن يغادر لبنان، يتبوأ أكبر منصب ثقافي فرنسي، ويصبح أمينا عاما للأكاديمية الفرنسية. فألف تحية وتقدير له من كتائبيي الولايات المتحدة وأكيد من كل  لبناني منتشر". وتوجه الجميل الى الأب ياغي :"أحيي فيك نشاطك ومحبتك لكنيستك ووطنك، وسررت كثيرا خلال زيارتي للمدرسة التي تشرف عليها كيف تعملون لتعزيز محبة اللبنانيين فيها لوطنهم. طبعا، مسؤولية الكنيسة والمدرسة والعائلة في التربية كبيرة، ولكن يجب الا نغفل مسؤولية النائب والوزير والرئيس وكل مسؤول يعمل في إدارات الدولة، وكم هي مسؤوليتهم كبيرة لحماية لبنان ولجعل أولادنا يفتخرون أنهم لبنانيون. أعدكم أننا لن نوفر جهدا ونضالا لتحقيق ذلك إن من  خلال عملنا النيابي التشريعي أو من خلال عملنا الحزبي. رهاننا كان وسيظل أن يبقى وطننا وطن الحضارة والحرية". وقال:"أنا من الذين تعلموا خارج لبنان بسبب الحرب، ولكني عدت إلى لبنان لأن تربيتي قامت على حب الوطن وعدم الإستسلام أمام الصعوبات والتضحيات واليأس مما يحصل في لبنان. أنا ربيت على مبادىء بشير الذي كان يقول دائما: علينا المحافظة على الأمل بالمستقبل والعمل على قرار تغيير المصير الذي يتطلب إرادة. نعم بالأمل والإرادة باستطاعتنا تحقيق المستحيل. وهذا ما نقوم به في لبنان ومع اللبنانيين المنتشرين المؤمنين بوطنهم.  ولكم أقول اتركوا لبنان في قلبكم مهما باعدت المسافات بينكم، ولكم أقول أهم ما تعملوه لخدمة لبنان هو تسجيل أولادكم في وطنهم، لأن الغربة يجب الا تبعدهم عنه، خصوصا أنه بات في استطاعته الإقتراع في الإنتخابات اللبنانية التي نعول عليها الكثير لنستعيد الأكثرية المؤمنة بلبنان السيد الحر غير المرتهن إلى الخارج وأجنداته، ومعهم "منعمل الفرق".

 

اجتماع موّسع في دار الطائفة الدرزية شيخ العقل: لإبقاء حراك السويداء سلميا ووطنيا جنبلاط: لتفادي الدخول في صراعات داخلية

وطنية/03 تشرين الأول/2023

عقد المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز اجتماعا موسعا، في دار الطائفة في بيروت اليوم، حضره شيخ العقل للطائفة الشيخ الدكتور سامي أبي المنى، الرئيس السابق للحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط ووزراء ونواب وأعضاء المجلس المذهبي وفاعليات وشخصيات درزية عدة.

أبي المنى

افتتح الجلسة شيخ العقل بكلمة قال فيها: "يسرنا أن نلتقي بكم في هذا الاجتماع الاستثنائي، في إطار الهيئة العامة للمجلس المذهبي، وفي رحاب دار الطائفة الحاضنة للجميع، والتي نأمل أن تبقى دارا للجمع والتلاقي والتفاعل الإيجابي بين أبناء الطائفة، وبينهم وبين شركائهم اللبنانيين جميعا، من أجل مصلحة الطائفة والوطن". أضاف: "إننا إذ نؤكد أهمية هذا اللقاء، في ظل ما نشهده في بلدنا والجوار وفي المنطقة بأسرها والعالم من تغيرات وتجاذبات في أكثر من قضية وأكثر من بلد، وفي ظل ما نواجهه من هموم وتحديات اقتصادية وسياسية وثقافية واجتماعية ومعيشية، وحتى مناخية وبيئية، نرى أن هناك مسؤولية محتمة علينا جميعا، كقيادة سياسية ومشيخة روحية ومجلس مذهبي ومجتمع توحيدي وطائفة وطنية عربية إسلامية أصيلة ولاحمة، مسؤولية وواجبا بأن نتصدى لجملة مواضيع عامة لا يمكننا تجاهلها، ولا بد من بحثها ومعالجتها، تبصرا بالواقع واستدراكا لما هو آت".وتابع: "لن أتكلم طويلا في الموضوع السياسي، فأنتم أدرى به، والواقع السياسي المأزوم على مرأى ومسمع من الجميع، لكن لا بد من الإعراب عن أسفنا لما آلت إليه الأمور السياسية في لبنان من تعقيد وتعنت وانسداد أفق وغياب للحوار وعجز عن التفاهم وإفشال لكل مساعي التسويات المطروحة والممكنة لسد الفراغ الرئاسي وتسيير عجلة الدولة ووقف الانهيار المالي. وفي الوقت نفسه، لا بد من تقدير الدور الوطني الوسطي المتوازن الذي تقومون به في مقدمة عقلاء هذه البلاد، حصرا للتجاذبات وسعيا لإنقاذ الوطن من الفراغ والفوضى وانهيار المؤسسات، على أمل أن يبادر جميع المسؤولين في الداخل إلى تغليب المصلحة الوطنية العليا وتسهيل سبل الحلول لتمهيد الطريق للتدخل الخارجي المطلوب". أردف: "سأحاول أن أطرح بعض الأفكار تمهيدا لنقاش مجد ومفتوح حول الوضع الراهن، ورغبة في الاستماع إلى رأي وليد بك في الدرجة الأولى، وهو الأكثر إلماما وحرصا على مستويي الطائفة والوطن، بما لديه من تجارب ومن بعد نظر، وما يتحمله من مسؤوليات ويبذله من تضحيات ويوفره من تقديمات، وهو المعرض دائما لعيون الحساد الداعشيين من كل اتجاه والمتربصين به وبمواقفه شرا، وهو الضنين بوطن التنوع والحوار، والساعي الدائم لصون المصالحة وترسيخ العيش الواحد في الجبل، كما في كل لبنان، والحريص على المؤسسات الدستورية والرسمية حرصه على مؤسسات الطائفة وعلى كل ما يسهم في نهضة الجبل والوطن، وعلى كل ما يحفظ كرامة العائلة المعروفية أينما وجدت".

وقال: "إننا إذ نرغب الاستماع إلى كلمة القيادة، وإلى حضرة الزملاء أصحاب المسؤولية والدراية، وإلى من يرغب من الإخوة الحاضرين الكرام، لمزيد من الاطلاع والتشاور وتصويب الأمور، فإننا نؤكد من هذا الموقع اهتمامنا بالموضوع الوطني أولا قبل الموضوع الطائفي، كوننا وطنيين راسخين في ولائنا الوطني قبل أي ولاء آخر. كما نؤكد اهتمامنا المركز بموضوع الطائفة، كذلك من دون أي تردد أو خجل، باعتبارها طائفة أساسية في هذا الوطن وفي بلاد الشام، ضامنة للهوية العربية، ضاربة في عمق التاريخ والوجدان بأصالتها الممهورة ووطنيتها المشهورة وتضحياتها الكبيرة، فالموحدون الدروز ما كانوا يوما سوى حماة الثغور والأوطان والمبادئ، ولم يعيشوا يوما هاجسا كونهم أقلية عددية، بل كانوا دوما أكثرية مناضلة وأكثرية محافظة وأكثرية صادقة في انتمائها وتجذرها في الوطن".

أضاف: "لقد كان الموحدون الدروز على مر التاريخ الركن الأساسي في تثبيت الوحدة الوطنية في أوطانهم، ودعاة الحوار الأوائل، وصمام الأمان في مقاومة الاستعمار والطغيان، وإن كانوا مسالمين بطبيعتهم ولائذين في حمى عقيدتهم التوحيدية ومسلكهم العرفاني، لا يعتدون ولا يقبلون أي اعتداء، صادقين في إيمانهم وفي محبتهم وفي شراكتهم الاجتماعية والوطنية، لا طموح لهم سوى العيش بكرامة إنسانية وعزة وطنية، مؤكدين أن الدين عامل للجمع وليس للفرقة، وأن العمل المشترك النابع من إرادة طيبة وكلمة طيبة هو الثمرة الطيبة لرسالة العيش معا". وتابع: "لكن الواقع الدرزي العام، أيها الأخوة، بات يوحي بالخشية على المستقبل في خضم ما نشهده من متغيرات ومخططات ومؤامرات، وهو ما يحثنا على واجب العمل المبرمج والممنهج في مجتمعنا للتصدي للتحديات، ولاحتضان العائلات الدرزية وتمكينها في مواجهة الصعوبات، ولترسيخ الثوابت التوحيدية والقيم الاجتماعية، والحفاظ على المبادئ والأسس الإيمانية والفكرية والأخلاقية، والتمسك بالجذور العربية الإسلامية للموحدين، وبالإرث اللبناني الوطني المشترك، وتنمية حس الانتماء والولاء للوطن، وتقدير تضحيات الآباء والأجداد الجسيمة المبذولة عبر التاريخ، والمشاركة الفاعلة ثقافيا وعمليا في حمل الرسالة التوحيدية ورسالة الحوار والسلام، ومواكبة التقدم الإنساني بوعي وانفتاح، واحترام التكامل بين القيادة السياسية والمجتمعين الديني والزمني، والتبصر معا بآفاق المستقبل، وتدارك المخاطر ومواجهة التحديات بحكمة وواقعية".

وقال: "إن موضوع صون الأسرة والقيم، نطرحه على سبيل المثال ومن باب الاهتمام، كونه يواجه تحديات ويتطلب منا العمل لبناء مؤسسات اجتماعية تعنى بالرعاية الأسرية والحد من التفكك العائلي، بالإضافة الى ضرورة تقوية المحاكم الدرزية ومساندتها وتوسيع اطارها، والعولمة الصارخة تدعونا إلى التمسك بالثوابت الروحية والتصدي لأي انحراف ولأي محاولة لزعزعة ركائز المجتمع الأخلاقية والاجتماعية، وذلك من خلال التربية والتثقيف والرعاية، لكي يكون المنع والردع بالمنطق العقلاني والإيماني والإنساني أولا، وقبل كل شيء". أضاف: "إن موضوع الشباب والحد من هجرتهم وإفراغ القرى من أبنائها يتطلب أيضا خطة تواكب خطط الدولة المتعثرة أو تعوض عنها، للاستفادة من اختصاصات الشباب المتنوعة واستثمار طاقاتهم، إذ لا بد من إبداء الرأي والتشاور حول الأسباب المؤدية إلى أزمتي البطالة والهجرة، على المستوى الداخلي والمستوى الوطني العام، ولعلها أسباب مرتبطة بالواقع السياسي المتأزم باستمرار، وبعدم وجود خطة استراتيجية للاستثمار، وبقلة المبادرات الجريئة، وبعدم تشجع المغتربين على الاستثمار في وطنهم الأم، وبتأثير النزوح السوري إلى لبنان وسيطرة العمالة غير اللبنانية".

وتابع: "موضوع استثمار أراضي الأوقاف يتطلب تكوين مجموعة استثمارية مقتدرة من أبناء الطائفة المقيمين والمغتربين للبدء ببعض المشاريع الممكنة ضمن خطة متكاملة تلبي الحاجة الملحة للطائفة بالدرجة الأولى، وربما تساهم في تثبيت المصالحة وتثميرها إذا ما تمت بالشراكة الفعلية المنظمة مع شركائنا المسيحيين والمسلمين في الجبل". وأردف: "موضوع تلبية الحاجات الاستشفائية والاجتماعية والتعليمية المتزايدة يتطلب منا تعميم ثقافة الزكاة والإحسان، وتنظيم الدعم المالي وبرامج التعاضد الاجتماعي والعلاقة مع الاغتراب، من خلال الجمعيات الدرزية ومعتمدي مشيخة العقل، لتأمين رعاية روحية ووطنية للمغتربين وعائلاتهم من جهة، ولإنشاء مؤسسات اغترابية داعمة لمؤسساتنا وعائلاتنا من جهة ثانية. وموضوع المطالبة بحقوق الطائفة من وظائف ومواقع أساسية في الدولة أمر يتطلب تضافر الجهود ورفع الصوت، في بلد ما زالت فيه حقوق الطوائف مكرسة، على أمل تجاوز هذا الفرز الطائفي في يوم من الأيام وإلغاء الامتيازات والمحاصصات، ونحن الأكثر قناعة بذلك". وقال: "لعل الموضوع الأهم اليوم، هو موضوع الحراك المطلبي في السويداء، إذ هو موضوع أساسي نقاربه باعتبار أن الموحدين الدروز عائلة توحيدية معروفية عربية واحدة، وأن هناك قرابة روحية ودموية وثقافية وتاريخية في ما بينهم، غير أنهم يعيشون في أوطان لها سيادتها واستقلالها وحدودها. وإذا كنا لسنا في وارد التخلي عن أهلنا هنا وهناك وهنالك، فهذا لا يعني أننا في وارد التدخل المباشر في شؤون أوطانهم التي يعيشون فيها، فهم أدرى بحالهم، ونحن قلنا منذ اليوم الأول للتحرك: إنه لا بد من التعاطي مع الأمور والقضايا بوعي وحكمة، وأكدنا مع أصحاب السماحة في الجبل الأشم أحقية المطالب الشعبية وضرورة احترام كرامة الجبل، إذ هو جبل العروبة والثورة ضد الاستعمار، وعنوان وحدة سوريا". أضاف: "في المقابل، نبهنا إلى أهمية عدم خروج التحرك عن طابعه الوطني السلمي، وألا يكون فيه أي مجال للكلام المسيء والتهجم المقيت على أي من المرجعيات الروحية أو السياسية في الطائفة، فهذا أمر مستنكر إن حصل، فالحرية المضبوطة بالوعي تتيح التعبير عن المطالب الواقعية والمشروعة التي أهملتها الدولة طويلا وعجزت عن تحقيقها أو توانت، ولكنها لا تبيح الاعتداء أو التطاول عبر وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها، وهو ما لا نعهده في مجتمعنا المعروفي المحافظ، والذي أكد، بما لا يقبل الشك، أن التحرك الشعبي المطلبي الراقي كان عنوانه منذ البداية وحدة الشعب ووحدة البلاد، وهو ما لمسناه وما أكدناه مع قيادة الجبل الروحية، من ضرورة التشديد على وحدة أبناء السويداء لتكون سبيلا للوحدة الوطنية، بعيدا من أي شعارات انفصالية دخيلة لم تكن يوما مطلب طائفتنا في أي مكان وزمان". وتابع: "المسلمون الموحدون الدروز ليسوا خونة ولا متآمرين، ولن يكونوا على الإطلاق، وإن طالتهم بعض الاتهامات من بعض الأقلام المأجورة، فهذه لا قيمة لها ولا صحة ولا اعتبار أمام وقائع التاريخ". وختم: "هذه بعض العناوين والأفكار التي أضعها بين أيديكم، وكلي أمل أننا قادرون على الإجابة والاستجابة، طالما أننا محظيون بقيادة حكيمة، شجاعة ومنفتحة، وبإمكانيات فردية واجتماعية مميزة، وبإرادة صلبة أثبتت قوتها في الملمات وقدرتها على مواجهة التحديات، وليعلم القاصي والداني أن الموحدين الدروز "لا يذلون لكسب المغانم ولا يرضخون لجائر ظالم". بالقيادة الحكيمة، وبالمواقف الوطنية الصافية، وبالوحدة الداخلية المصانة والتماسك الاجتماعي والتمسك بالإيمان والقيم، وبدعاء مشايخنا الأطهار وأخواتنا الطاهرات، سنكون، بعون الله، قلبا واحدا في مواجهة التحديات، والله يوفق من دعا ومن سعى ومن رعى، "هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون".

بعد ذلك، تمت مناقشة عدد من القضايا الداخلية والوطنية المطروحة.

جنبلاط

بعد الاجتماع، قال وليد جنبلاط: "اجتمعنا في هذه الدار الكريمة وتشاورنا في شتى الأمور الداخلية التي تتعلق بطائفة الموحدين الدروز والمتعلقة بالبلاد، وكانت جلسة مفيدة للتشاور، ولا بد من تكرار هذه الجلسات".

أضاف: "تطرقنا الى الأوضاع في جبل العرب وشخصيا وسماحة الشيخ أيضا نؤكد التوجه ذاته في تأييد هذا الحراك السلمي في جبل العرب وتفادي الدخول في أي صراعات داخلية او غير داخلية، فهذا كل ما جرى اليوم".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 03-04 تشرين الأول/2023

رابط الموقع                                                                      

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins

 

في اسفل رابط حسابي الجديد ع التويتر/ حسابي الأساسي والقديم اقفل ومن يرغب بمتابعتي ع التوتر الرابط في أسفل

https://twitter.com/BejjaniY42177

Below is the link of my new Twitter account/My old one was closed   For those who want to follow me the link is below

https://twitter.com/BejjaniY42177

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 02 تشرين الأول/2023/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/122759/122759/

 ليوم 02 تشرين الأول/2023

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For October 02/2023/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/122762/122762/

October 02/2023/