المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 01 تشرين الثاني /لسنة 2023

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2023/arabic.november01.23.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اضغط على الرابط في أسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

00000

Elias Bejjani/Click on the below link to subscribe to my youtube channel

الياس بجاني/اضغط على الرابط في أسفل للإشتراك في موقعي ع اليوتيوب

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

Below is the link for my new Twiier account/My old one was suspended by twitter for reasons I am not aware of. في اسفل رابط حسابي الجديد ع التويتر/حسابي الأساسي والقدين اقفل من قبل تويتر لأسباب اجهلها

https://twitter.com/BejjaniY42177

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

قَوُّوا الأَيْدِيَ المُسْتَرْخِيَة، والرُّكَبَ الوَاهِنَة، وٱجْعَلُوا لأَقْدَامِكُم سُبُلاً قَوِيْمَة، لِئَلاَّ يَزِيغَ العُضْوُ الأَعْرَجُ عنِ السَّبِيل، بَلْ بِالحَرِيِّ أَنْ يُشْفَى”

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/أنا المسيحي، كيف يمكنني أن أتعاطف مع القضية الفلسطينية بعد أسلمتها وتحويلها إلى قضية أصولية وجهادية؟

الياس بجاني/إستراتيجية إيران التدميرية والتوسعية والأصولية والجهادية وانتشار اذرعتها يهددون دول الاعتدال العربية ومجتمعاتها

 

عناوين الأخبار اللبنانية

في الوقت يلي الناس عم تموت حزب الله عم يهلوّس كيف بدو يزيد من مستوى "تأليه" نصرالله

جديد «حادثة القرنة السوداء».. تخلية 3 موقوفين والتحقيق في مراحله الاخيرة

تـعـابـيــر/ايلي خوري/تويتر

رفض شيعي واسع لفتح جبهة الشمال وسط تحذيرات دولية من ضربة ساحقة للبنان

أين الدولة كل الدولة من "دكاكين العسكرة والميليشيات"وسرايا يرعاها حزب الله،

إسرائيل: بعد القضاء على حماس سنطبق “الدروس” على الحزب!

تقارير إسرائيلية: هذا ما ينتظرنا مع لبنان في الأيام المقبلة

نصرالله الهوليودي يتفنن بعرض مواهبه من خلال فيديوات تظهر عشقه للتشويق..فيما العشرات من أبناء بيئته يقتلون ويهجرون والجنوب يفرغ من سكانه خوفاً من حروبه العبثية.

فيديو جديد لنصرالله: خطاب وخرائط وآية "كان وعداً مفعولاً"

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلثاء في 31 تشرين الأول 2023

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 31/10/2023

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

تصاعد الهجوم البري على غزة يزيد الخشية من فتح جبهة لبنان

جنبلاط: لا أحبذ الحرب لأنه لن يبقى لبنان… وإسرائيل تستهدف محيط بلدات جنوبية بالقذائف الفوسفورية

موقفٌ تصعيديّ مُرتقب لنصرالله… ورسائل

إجراءات لمنع التفلّت جنوباً؟

إستحقاق قيادة الجيش… في حلقة مقفلة

خطاب غير متوقّع لنصر الله... إليكم تفاصيله!

لبنان يقف على حافة الحرب؟

حراكٌ لتجنيب لبنان الأسوأ… وميقاتي يستعينُ بقطر

 

عناوين الأخبال الدولية والإقليمية

إسرائيل تعلن انطلاق الهجوم البري على غزة وسط معارك ضارية

“القسام” تُجهز على فرقة للاحتلال وصافرات الإنذار تدوي في تل أبيب… ونتانياهو: وقف القتال “استسلام لحماس”

400 شهيد في مجزرة مُروِّعة بجباليا والعدوان يمسح حياً بسكانه

غزة بلا غذاء ولا دواء والعمليات الجراحية على ضوء الهواتف

الحوثيون يتبنون ضربات لأهداف إسرائيلية

البيت الأبيض: الشراكة الدفاعية مع السعودية حجر الزاوية للاستقرار والردع الإقليمي

حماس: توغل إسرائيل برا محاولة “بائسة” لتغطية فشلها في 7 أكتوبر

أردوغان: إسرائيل فقدت تماما عقلية الدولة ونؤمن بضرورة إيقافها

الأردن يبحث عن تعريف الخط الأحمر لحزب الله: غزة “انهارت” والضفة قد تلحقها.. تكدس السفن “مقلق”.. الملك إلى الإمارات والشارع “يغلي”

مع تزايد التوترات بين الجانبين الأمريكي والإيراني: تدريبات عسكرية للتحالف الدولي بقيادة واشنطن داخل أكبر قاعدة أمريكية في سوريا

نيويورك تايمز: حزب الله يمارس لعبة توازنات في حرب غزة وبانتظار خطاب نصرالله

هآرتس/صحيفة عبرية: اليمين بزعامة بن غفير وشبتاي للوسط العربي في إسرائيل: انتظروا النكبة 2/أسرة التحرير/هآرتس

يديعوت أحرونوت/“الكل مقابل الكل”.. هذا خيار إسرائيل الأول الذي يجب أن تعرضه على حماس/شمعون شيفر/ يديعوت أحرونوت

معاريف/رفضته قيادة إسرائيل.. عائلات المخطوفين: “كل أسراهم إلى غزة مقابل أبنائنا والجثامين”/مئير شطريت/معاريف

إسرائيل اليوم/ماذا عن إعلان قادة إسرائيل “تحرير” المجندة من “العمق الحمساوي”؟/يوآف ليمور/إسرائيل اليوم

يديعوت أحرونوت: “قصف شمال القطاع وعمل إنساني في الجنوب”.. هكذا يضمن الجيش الإسرائيلي “شرعية دولية”/نداف ايال/يديعوت أحرونوت

هآرتس/“مبادرة فرنسا” إزاء غزة… بين الأفق السياسي وقواعد اللعب على الأرض/تسفي برئيل/هآرتس

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

أبو صعب ومحنة لبنان ….أبو صعب وأمثاله من “المنافقين” بلباقة سوف يخبو نورهم ويسقطهم المحبون من جداولهم وسجلات التاريخ./الكولونيل شربل بركات

كي لا تخطفنا «القضية» مرة أخرى/نديم قطيش/الشرق الأوسط

لماذا مختلفة؟ ولماذا يجب أن تنتهي للأبد؟/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

غزة... حرب حافة الهاوية/طارق الحميد/الشرق الأوسط

إسرائيل «تعيش» على «دماء غزة».. والعالم «يتفرج»!/علي الأمين/جنوبية

هل خسر «حزب الله» وإيران حرب غزة لحظة إندلاعها؟!/سمير سكاف/جنوبية

خيارات إسرائيل الأربعة السيئة في غزة/آنا جوردون/ تايم مكازين

خطاب ما فات لا ما هو آت/الياس الزغبي/فايسبوك

"كتائب جبران"/عماد موسى/نداء الوطن

من "ويبقى الجيش هو الحلّ"، الى "وتبقى المقاومة هي الحلّ"./الدكتور شربل عازار/ نداء الوطن

نصرالله الجمعة: المُقال المهم وغير المُقال المهم/نقولا ناصيف/الأخبار

تنظيمات موالية لـ”الحزب” تتأهّب… فهل يتطوّر العمل العسكري؟/يوسف دياب/الشرق الأوسط

جبهة الجنوب تشغل الدبلوماسيين: بمَ يفكّر “الحزب”؟/غادة حلاوي/نداء الوطن

“مبادرات متواضعة” في مهبّ الريح بانتظار “الصفقة الكبرى”!/جورج شاهين/الجمهورية

تفاقم أعداد النّازحين… وبدلات الإيجار تقفز 50%/باتريسيا جلاد/نداء الوطن

ضربةٌ مؤلمة… والإنتعاشة ليست قريبة/باسمة عطوي/نداء الوطن

 “طوفان الأقصى” والإشكاليات الجيوسياسية/الدكتور زكريا حمودان/الجمهورية

الرجل الذي دفع نصرالله إلى كسر صمته/محمد المدني/ليبانون ديبايت

إنتخابات "القوات": لا صقور ولا حمائم... ونمر في المواجهة/مريم حرب/أم تي في

متى يتحرّر الموارنة من الحروب على الكرسي الأول؟/أيمن جزيني/أساس ميديا

حماس ليست فلسطين/هاني سالم مسهور/العرب

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

دنيز طوق تهزم ستريدا جعجع... مبروك مايا زغريني

الأب نصر: الظروف الدقيقة تتطلب التكاتف

الكتائب: على الحكومة العمل على منع الكارثة عن لبنان بدل مناقشة لملمة تداعياتها

معوض عقد وعبد المسيح مؤتمرا مشتركا ودعا للعودة الى القرارا 1701 :  تفادي الحرب يتطلب خطة وقائية من عناوينها استعادة الدولة لقرارها السيادي

جنبلاط دعا الى فتح معبر رفح: حل الدولتين قد يكون مستحيلا! وهل نستغني عن الجيش وهل يجوز أن يكون بلا قائد؟

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

قَوُّوا الأَيْدِيَ المُسْتَرْخِيَة، والرُّكَبَ الوَاهِنَة، وٱجْعَلُوا لأَقْدَامِكُم سُبُلاً قَوِيْمَة، لِئَلاَّ يَزِيغَ العُضْوُ الأَعْرَجُ عنِ السَّبِيل، بَلْ بِالحَرِيِّ أَنْ يُشْفَى”

الرسالة إلى العبرانيّين12/منمن01حتى13/:”يا إخوَتِي، نَحْنُ أَيْضًا، الَّذِينَ لنَا مِثْلُ تِلْكَ السَّحَابَةِ مِنَ الشُّهُودِ المُحِيطَةِ بِنَا، فَلْنُلْقِ عَنَّا كُلَّ عِبْءٍ، والخَطِيئَةَ الَّتي تُحَاصِرُنَا، وَلْنُبَادِرْ ثَابِتِينَ إِلى الجِهَادِ المُعَدِّ لَنَا. فَلْنَنْظُرْ إِلى رَائِدِ إِيْمَانِنَا ومُكَمِّلِهِ يَسُوع، الَّذي ٱحْتَمَلَ الصَّلِيبَ بَدَلَ الفَرَحِ المُعَدِّ لَهُ، وٱسْتَخَفَّ بِالعَار، وجَلَسَ عَن يَمِينِ عَرْشِ الله. فتَأَمَّلُوا مَلِيًّا في ذلِكَ الَّذي ٱحْتَمَلَ مِثْلَ تِلْكَ المُقَاوَمَةِ لِشَخْصِهِ مِن قِبَلِ الخَطَأَة، لِئَلاَّ تَضْعَفُوا في نُفُوسِكُم وتَنْهَارُوا. فَإِنَّكُم لَمْ تُقَاوِمُوا بَعْدُ حَتَّى الدَّمِ في جِهَادِكُم ضِدَّ الخَطِيئَة. ونَسِيتُم كَلامَ التَّشْجِيعِ الَّذي يُخَاطِبُكُم كَمَا يُخَاطِبُ الأَبْنَاء: «يَا بُنَيّ، لا تَرذُلْ تَأْدِيبَ الرَّبّ، ولا تَسْأَمْ تَوبِيخَهُ. فَإِنَّ الَّذي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ، ويَجْلِدُ كُلَّ ٱبْنٍ يَرْتَضِيه». إِذًا فَٱحْتَمِلُوا تَأْدِيبَ الرَّبّ، فهوَ يُعامِلُكُم مُعَامَلَةَ الأَبْنَاء: وأَيُّ ٱبْنٍ لا يُؤَدِّبُهُ أَبُوه؟ ثُمَّ إِنَّ آباءَنَا في الجَسَدِ كانُوا يُؤَدِّبُونَنَا، فَنَخْجَلُ مِنْهُم. أَفَلا نَخْضَعُ بالأَحْرَى لأَبِي الأَروَاحِ فَنَحْيَا؟ أَمَّا إِذَا كُنتُم لا تَقْبَلُونَ التَّأْدِيب، الَّذي يَشْتَرِكُ فيهِ الجَمِيع، فَتَكُونُونَ دُخَلاءَ لا أَبْنَاء. فأُولئِكَ كانُوا يُؤَدِّبُونَنَا لأَيَّامٍ قَلِيلَةٍ كَمَا يَشَاؤُون، أَمَّا اللهُ فَيُؤَدِّبُنَا لِفَائِدَتِنَا، لِكَي نَشْتَرِكَ في قَدَاسَتِهِ. فَكُلُّ تَأْدِيبٍ لا يَبْدُو في سَاعَتِهِ أَنَّهُ لِلفَرَحِ بَلْ لِلحُزْن، أَمَّا في مَا بَعْدُ فَيُؤتِي الَّذِينَ تَرَوَّضُوا بِهِ ثَمَرَ بِرٍّ وسَلام. لِذلِكَ قَوُّوا الأَيْدِيَ المُسْتَرْخِيَة، والرُّكَبَ الوَاهِنَة، وٱجْعَلُوا لأَقْدَامِكُم سُبُلاً قَوِيْمَة، لِئَلاَّ يَزِيغَ العُضْوُ الأَعْرَجُ عنِ السَّبِيل، بَلْ بِالحَرِيِّ أَنْ يُشْفَى”.

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

أنا المسيحي، كيف يمكنني أن أتعاطف مع القضية الفلسطينية بعد أسلمتها وتحويلها إلى قضية أصولية وجهادية؟

الياس بجاني/30 تشرين الأول/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/123738/123738/

أنا المسيحي اللبناني، وحتى المسيحي الفلسطيني، كيف يمكنني أن أتعاطف مع القضية الفلسطينية بعد تحويلها إلى قضية إسلامية جهادية وأصولية، وكيف أؤيد من ينادون بتحرير فلسطين ورمي اليهود في البحر والقضاء على دولة إسرائيل، فيما كل الدول والمجموعات والمنظمات التي تريد القيام بهذه المهمة هي جهادية وأصولية وإسلامية. وعلى سبيل المثال لا الحصر، فحزب الله اسمه المقاومة الإسلامية في لبنان، وحماس اسمها حركة المقاومة الإسلامية وباقي كل المنظمات التي تدعي أنها مقاومة وهدفها تحرير فلسطين هي جهادية بمنطقها وثقافتها وعقيدتها وممارساتها، وكذلك الدول من مثل جمهورية إيران الإسلامية.

إن أخطر ما أصاب قضية فلسطين هو أسلمتها وتحويلها إلى حرب جهادية ضد اليهود ورمي دولة إسرائيل في البحر.

من هنا فإنه وفي خضم الجدل السياسي والعقائدي الدائر حالياً حول القضية الفلسطينية والصراع الإسرائيلي الفلسطيني الدامي، وما يشهده قطاع غزة من حرب مدمرة وخراب وموت، يُثار سؤال مهم: كيف يمكن لشخص مسيحي لبناني أو غير لبناني وحتى مسيحي فلسطيني أن يتعاطف ويؤيد هؤلاء الذين ينادون بتحرير فلسطين جهادياً وبالطرق التي تتضمن رمي اليهود في البحر والقضاء على دولة إسرائيل، خاصة وأن بعض الدول وفي مقدمها إيران، وكل المجموعات والمنظمات المناهضة لإسرائيل تتبنى مفاهيم وأهداف إسلامية جهادية؟

إن جواب هذا السؤال يعتمد على القيم والمعتقدات الشخصية، ويمكن أن يختلف من شخص لآخر. لكن من المهم التفكير بعناية في الأخطار المميتة والمدمرة التي وصلنا إليها بنتيجة تحويل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إلى حرب جهادية-إسلامية ضد اليهود.

إن أسلمة القضية الفلسطينية وتحويلها إلى حرب إسلامية جهادية قضى عليها وحول غالبية دول وشعوب العالم ضدها وافقدها التعاطف والتأييد من غير الأصوليين والجهاديين أكانوا دولاً ، أفراداً، أو منظمات.

لتصحيح مسار القضية الفلسطينية ولإعادتها إلى قضية وطنية وليست دينية يجب:

أولًا، أن ندرك أن هناك اختلافًا كبيرًا بين دعم حقوق الفلسطينيين والعمل من أجل تحقيق حل سلمي وعادل للنزاع العربي- الإسرائيلي، وبين الترويج للعنف والجهاد ضد اليهود ولرمي إسرائيل في البحر. كما أن التحالف مع جماعات تعتنق الجهادية يمكن أن يكون خطيراً على شعوب الشرق الأوسط والأمن الإقليمي. وفي هذا السياق علينا أن نعي الحقائق وندرك بأن حركات ودول من مثل إيران وحزب الله وحماس والجهاد الإسلامي وباكو حرام وداعش والقاعدة وكل أقرانهم قد جلبوا الدمار والفوضى والصراعات إلى العديد من الدول في مقدمها لبنان وسوريا ونيجيريا وإيران والعراق وغيرها الكثير، وساهموا في تفاقم الصراع بدلاً من الوصول إلى حلاً دائمًا وشاملًا للقضية الفلسطينية.

وثانيًا، يجب على الجميع وفي مقدمهم الشعب الفلسطينيين، أن يفكروا في التأثيرات والنتائج الإيجابية لتعاون مشترك وحوار بناء بين الأديان والثقافات والدول والشعوب، بدلاً من دعم الجهاد والعنف. هذا ويمكن للمسيحيين والمسلمين واليهود وغيرهم من الأديان أن يعملوا معاً من أجل تحقيق السلام والتسامح والتعايش في الشرق الأوسط عموماً حيث كل الحروب هي للأسف حروب آلهة، وفيما يخص الصراع العربي-الإسرائيلي تحديدا.

في النهاية، يجب أن نتذكر بأن القضية الفلسطينية تتضمن حقوقًا مشروعة للفلسطينيين، وأن هناك سبلًا سلمية وحضارية ووطنية للوصول إلى حل دائم لها، أما أسلمتها كما هو واقعها راهناً سيقضي عليها.

في الخلاصة، إن أسلمة القضية الفلسطينية لن يؤدي إلى حلول لها لا اليوم ولا في أي يوم، فيما التعاون والحوار وقبول الآخر هما المفتاح لنجاحها وإيجاد مخارج سلمية لها، ولهذا يجب على المعنيين محلياً وإقليمياً ودولياً البحث الجدي عن وسائل لدعم الجهود الرامية إلى السلام وتحقيق العدالة في المنطقة، بدلاً من دعم الجهادية الإسلامية والأصولية والعنف والدمار والموت والخراب.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

إستراتيجية إيران التدميرية والتوسعية والأصولية والجهادية وانتشار اذرعتها يهددون دول الاعتدال العربية ومجتمعاتها

الياس بجاني/29 تشرين الأول/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/123679/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a5%d8%b3%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d8%ac%d9%8a%d8%a9-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%af%d9%85%d9%8a%d8%b1/

في ظل المشهد المضطرب للشرق الأوسط، تسللت قوة شريرة ومدمرة خلسة إلى المنطقة، الأمر الذي يشكل تهديدا خطيرا لنسيج ونهج الاعتدال والاستقرار في الدول والمجتمعات العربية والشرق أوسطية كافة. لقد نجحت إيران، هذه القوة الشريرة من خلال رعايتها لعدد كبير من الجماعات الإرهابية الجهادية والكيانات الوكيلة لها، نجحت في نسج شبكة من النفوذ السلطوي المدمر خرقت بقوة العديد من الدول العربية، وتحمل إستراتيجيتها آثاراً خطيرة على المنطقة بأكملها.

الأجندة الجهادية العالمية الإيرانية

خطورة نفوذ إيران الشنيع في المنطقة يكمن في ترويجها المستمر والخبيث لتوسعها الجهادي الشيعي، ولأجندتها الجهادية والمؤدلجة مذهبياً. ومن خلال رعايتها للجماعات المتطرفة الجهادية والإرهابية من مثل حماس، وحزب الله، ومختلف فصائل الميليشيات التي تمولها وتسلحها وتدربها وتتبناها، تعمل إيران بنشاط وقوة على تغذية التطرف والإرهاب والأصولية وكل موبؤات الحقد والكراهية والفرقة والتعصب. إن هذه التنظيمات المتطرفة والأصولية والجهادية والمؤدلجة مذهبياً والتي تحركها وتتحكم بأنشطتها إيران تقوض استقرار الدول العربية، وتدفعها بعيدًا عن طرق الاعتدال.

احتلال لبنان

أحد الأمثلة الصارخة على أجندة إيران الفارسية والتوسعية هو احتلالها للبنان من خلال ذراعها ووكيلها الإرهابي والإجرامي، حزب الله، الذي تم تمويهه في السابق كحركة مقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، لكنه تعرى منذ عام 1982 وانفضح انتمائه العميق والعضوي والمؤدلج للمخطط التوسعي الإيراني، ووتبعيته المطلقة للاستراتيجية الجهادية التدميرية الإيرانية. حزب الله، هو أقوى وكيل إرهابي وجهادي لدى إيران، وقد تطور بشكل علني وجريء ليصبح قوة مسلحة بشكل جيد ومزعزعة للاستقرار إلى حد كبير. يعمل الحزب كذراع إيران الطويلة في المنطقة وقد أدى احتلاله للبنان والإمساك بمواقع قرار حكمه وحكامه إلى اضطرابات سياسية واجتماعية ومالية وأمنية ومعيشية، مما أدى إلى تآكل سيادة واستقلال واستقرار البلد وزرع بذور الشقاق والفرقة بين شرائح مجتمعاته المتنوعة.

ومن الجدير بالذكر أن حزب الله مُصنف كمنظمة إرهابية من قبل العديد من الدول والهيئات الدولية، بما في ذلك الولايات المتحدة وكندا والاتحاد الأوروبي وإسرائيل ومجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية وغيرها. الحزب هذا هو جماعة شيعية مسلحة مقرها في لبنان وتتبع كلياً وعلى كافة الصعد والمستويات إلى نظام ملالي إيران الأصولي.

المخططات الإرهابية الإيرانية

إن تورط إيران في تنظيم أعمال إرهابية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وخاصة في لبنان وغزة وسوريا والعراق واليمن، هو أمر مؤكد وموثق دولياً وإقليمياً. إن النظام الإيراني متورط ارهابياً وحروباً وتدميراً للمجتمعات التي يحترقها من خلال أذرعته المسلحة: حزب الله في لبنان، وحماس في غزة والضفة الغربية، وميليشيات الحشد الشعبي في العراق، وفي سوريا من خلال ميليشيات أفغانية وعراقية. هذا وقد لجأت إيران باستمرار ومنذ سنين للإرهاب والأصولية والأعمال الإجرامية كوسيلة لتحقيق أهدافها الجيوسياسية. نهجها المتهور هذا أدي إلى تعميق الفوضى وانعدام الأمن الذي تعاني منه دول وشعوب المنطقة.

قطاع غزة والدور الإيراني التخريبي

إن الحرب الدامية والمأساوية الدائرة رحاها في قطاع غزة هي بمثابة فصل محزن ودموي آخر في قواعد اللعبة التوسعية الجهادية التي تمارسها إيران. ورغم أن القضية الفلسطينية هي قضية محقة في مفهوم الكثيرين في العالم العربي، فإن دعم إيران لوكيلتها، حركة حماس الجهادية، كان سبباً في تفاقم الصراع ووصوله إلى ما وصل إليه من دموية ودمار ومآسي إنسانية. إن توفير إيران للأسلحة والمساعدات المالية لحماس أدي إلى تأجيج نيران الحرب وعرّض حياة المدنيين للخطر وإلى تفاقم معاناة الشعب الفلسطيني.

الحاجة الملحة لمقاومة التمدد الإيراني ولإستئصال اذرعته

لمواجهة إستراتيجية إيران التدميرية وانتشار أيديولوجياتها الجهادية الشريرة، يجب على الدول العربية أن تتحد وتعزز قوتها للمواجهة. ولهذا فإن التعاون  بينها ضروري في مواجهة التهديد المتعدد الأوجه الذي تمثله إيران، والذي لا يهدد استقرار الدول العربية فحسب، بل يهدد مستقبل وثقافة ونمط حياة مجتمعاتها أيضا. وفي هذا الصدد، ينبغي اتخاذ مبادرات جدية وعملية وفاعلة ومستمرة لمواجهة التطرف الذي تغذيه إيران، وأيضاً تعزيز الاعتدال، وتفكيك شبكات الدعم التي تمول اذرع إيران الجهادية.

الخلاصة

إن إستراتيجية إيران التدميرية، التي تغذيها أجندة جهادية وشبكة من الكيانات الوكيلة، أدت إلى إغراق الشرق الأوسط في حالة من الاضطراب وعدم الاستقرار. لهذا يتعين على العالم العربي أن يقف صفاً واحداً لمكافحة هذا التهديد، والحفاظ على تراثه الثقافي، وإعلاء قيم الاعتدال والتسامح والسلام التي كانت في جوهر تاريخه الغني. هذا ولن يتسنى لهم أن يأملوا في الخروج من ظل النفوذ الإيراني المدمر وتأمين مستقبل أكثر إشراقا واستقرارا لدولهم إلا من خلال مبادئ وقواعد الوحدة والالتزام الحازم بالإعتدال والحريات والديموقراطية، والعمل الجاد لوقف التمدد الإيراني واستأصل كل أذرعته الجهادية المسلحة.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط   https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

في الوقت يلي الناس عم تموت حزب الله عم يهلوّس كيف بدو يزيد من مستوى "تأليه" نصرالله

مروان الأمين/فايسبوك/31 تشرين الأول/2023

١- كأنو الهدف من الفيديوهات التشويقية المتتالية لنصرالله محاولة من حزب الله للتعويض عن نقص ما، عن عدم التزام بوعد "تدمير" اسرائيل على الرغم من ان الفرصة كانت سانحة (برأي البعض). طبعا ما بدنا يورطونا بحرب بس حزب الله ألزم نفسه بهذا الوعد امام جمهوره وأمام الشعب الفلسطيني.

٢- في الوقت يلي الناس عم تموت حزب الله عم يهلوّس كيف بدو يزيد من مستوى "تأليه" نصرالله.

٣- صرّح منذ قليل المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي يمكن لنصرالله ان يقول ما يشاء لكن رسالتنا له هي عدم توسيع النزاع في المنطقة.

هالعكروت الاميركي عم يقلك يا سيّد فيك تصرّخ قد ما بدك… وتعمل "فيديو كليپ" كمان.

 

جديد «حادثة القرنة السوداء».. تخلية 3 موقوفين والتحقيق في مراحله الاخيرة

جنوبية/الثلاثاء 31 تشرين الأول 2023

مع تقدم التحقيق الاستنطاقي، الذي يجريه قاضي التحقيق العسكري الاول فادي صوان في”حادثة القرنة السوداء”، برز تطور قضائي في الملف قلّص عدد الموقوفين فيه الى ثلاثة بعدما شمل الادعاء 13 موقوفا بينهم 11 من بلدة بقاعصفرين ، حيث وافق صوان اليوم على اخلاء سبيل ثلاثة موقوفين مقابل كفالة مالية بلغت خمسين مليون ليرة عن كل منهم ، بعدما سبق ان اخلى سبيل ستة من بقاعصفرين بينهم نائب رئيس البلدية واثنان من بشري. وكان فريق الدفاع عن”موقوفي بقاعصفرين”المؤلف من النقيب محمد المراد والمحامي نشأت فتال قد ابرزوا للقاضي صوان خطيطة جغرافية للمنطقة التي وقعت فيها الحادثة في الاول من شهر تموز الماضي، واسفرت عن مقتل مالك طوق وهيثم طوق، الذي لم يتوصل التحقيق بعد الى معرفة هوية مطلق النار على الاخير ، وإنْ كان التحقيق قد حصر عدد مطلقي النار من بندقية زاخاروف اصابت رصاصاتها هيثم طوق، فيما الآخر مالك طوق كان قد اصيب بطلقات نارية ردا على اطلاقه النار على طوافة عسكرية تابعة للجيش اللبناني عندما حضرت الى مكان الحادث ، وذلك وفق ما اكدت سابقا مصادر التحقيق، التي كشفت ان فريق الدفاع عن “موقوفي بقاعصفرين” بصدد تقديم طلب لصوان يطلبون بموجبه تعيين خبراء اسلحة لتحديد كيفية مقتل هيثم طوق وظروف الحادثة.

في المقابل اشارت المصادر الى ان صوان على مشارف ختم تحقيقاته واحالته الى النيابة العامة العسكرية لابداء مطالعتها قبل اصدار قراره الاتهامي الذي يحيل بموجبه المدعى عليهم امام المحكمة العسكرية للمحاكمة

 

تـعـابـيــر

ايلي خوري/تويتر/الثلاثاء 31 تشرين الأول 2023     

ثلاثية ذهبية = انت مش عارف حالك مع مين عم تحكي

وحدة ساحات = طزّ فيك وبوحدة الجمهورية

قواعد اشتباك = مسرحية بتنتهي بلو كنت اعلم

توازن رعب = ما حدا الو جلادة يدفع سعر تقالة دمّنا

طوفان الأقصى = إيران عم تلعب پوكر مع اميركا وانت الفيش

تضامن مع غزّة = كذب جدّي اذا انا…

 

رفض شيعي واسع لفتح جبهة الشمال وسط تحذيرات دولية من ضربة ساحقة للبنان

“السياسة/الثلاثاء 31 تشرين الأول 2023      

قبل ثلاثة أيام من كلمة الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله، الجمعة المقبل، كشفت معلومات لـ”السياسة”، أن هناك حالة رفض واسعة داخل الطائفة الشيعية لفتح جبهة الجنوب ضد إسرائيل، بالنظر إلى التداعيات الخطيرة لأي توجه من هذا القبيل، إلا في حال فرضت إسرائيل الحرب على لبنان. سيما وأن إسرائيل وفي ظل الدعم الدولي غير المسبوق الذي تتلقاه، لن تتردد في توجيه ضربة ساحقة للبنان، ستعيده عشرات السنين إلى الوراء، استناداً إلى تحذيرات دولية لبيروت في الساعات الماضية.

وبحسب المعلومات لا يقتصر الرفض اللبناني لأي مغامرة من جانب “حزب الله”على مكونات من الطائفة الشيعية، وإنما هناك اتساع كبير في جبهة المعارضة اللبنانية لأي سعي من جانب “الحزب” لإدخال لبنان في حرب غزة. وتشير المعلومات، إلى أن المواقف التي سيطلقها نصرالله، الجمعة، ستتجنب التصعيد والتهديد بفتح الجبهة الجنوبية، انطلاقاً من حجم الرفض اللبناني لأي خيار قد يتخذه حزبه، بطلب إيراني، دون الحصول على دعم اللبنانيين، سيما وأن مصادر رفيعة في المعارضة،أكدت لـ”السياسة”، أن إيران أعجز من أن تقصف إسرائيل بصواريخها البعيدة المدى.

ولذلك فهي لن تتردد في استخدام لبنان ساحة لتصفية حساباتها مع الأميركيين والغرب، مشددة على أن بيروت تسلمت رسائل ديبلوماسية دولية حازمة، تحذر من إقدام “حزب الله” على تنفيذ رغبة الإيرانيين بفتح جبهة جنوب لبنان، لأن ذلك سيكون بمثابة لعب بالنار، ويمكن أن يؤدي بالوضع في لبنان إلى ما لا تحمد عقباه. وكشفت المعلومات أن تقارير عسكرية تسلمها عدد من المسؤولين اللبنانيين، تحذر من خطورة ما يجري في مناطق جنوب الليطاني، من انتشار واسع للعديد من مقاتلي التنظيمات الفلسطينية التي تدور في الفلك الإيراني، والذين يستخدمون المنطقة لإطلاق الصواريخ ضد إسرائيل، ما دفع الأخيرة للرد بعنف.

 

أين الدولة كل الدولة من "دكاكين العسكرة والميليشيات"وسرايا يرعاها حزب الله،

 محمد الأمين/تويتر/الثلاثاء 31 تشرين الأول 2023     

أين الدولة كل الدولة من "دكاكين العسكرة والميليشيات"وسرايا يرعاها حزب الله،وتروج لها عمائم الأحياء والأزقة،في محاولة لتذويب لبنانا لتغيير صورته الحقيقية وجعله اسلامياً بعناوين مقاومة شيعية وسنية واسلامية وتبني قضايا الأمه وجعله في مقدمة المحور لمصالح ايرانية يكون فيها الضحية.

 

إسرائيل: بعد القضاء على حماس سنطبق “الدروس” على الحزب!

الكلمة اونلاين/الثلاثاء 31 تشرين الأول 2023

أكد مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنجبي أنه لا يوجد اتفاق يلوح في الأفق بشأن الإفراج عن المحتجزين في غزة، بينما تواصل إسرائيل هجومها البري عل القطاع. كما كشف هنجبي عن أن تركيز الجيش الإسرائيلي ينصب حاليا على قتال مسلحي حركة حماس في شمال غزة، مشيرا إلى أن هذا التركيز سيتحول إلى الجزء الجنوبي من القطاع في مرحلة لاحقة. وأضاف أن إسرائيل تتخذ وضعا دفاعيا على الجبهة اللبنانية لتفادي إرهاق قواتها، بينما تركز على شن الحرب على حماس في قطاع غزة. وتابع: “بعد يوم واحد من القضاء على حماس ستطبق إسرائيل “الدروس المستفادة” على مقاتلي جماعة حزب الله اللبنانية. إلى ذلك، أوضح هنجبي أن الهجمات التي تشنها جماعة الحوثيين المسلحة في اليمن على إسرائيل “لا تحتمل”، لكنه أحجم عن تقديم تفاصيل عندما سئل عن الرد الإسرائيلي المحتمل.كما رأى أن المستشفيات المصرية يجب أن تكون بديلا لعلاج المصابين في قطاع غزة، حيث تتعرض المستشفيات لضغوط وتعاني من انقطاع التيار الكهربائي، مشيراً إلى أن إسرائيل تتفهم قلق مصر بشأن تدفق اللاجئين الفلسطينيين لأراضيها.

 

تقارير إسرائيلية: هذا ما ينتظرنا مع لبنان في الأيام المقبلة

سامي خليفة/المدن/الثلاثاء 31 تشرين الأول 2023    

مع دخول الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة أسبوعها الرابع، تستمر الصحافة العبرية بتحليل نوايا حزب الله لتوسيع رقعة الصراع وفتح جبهة الشمال على مصراعيها، وسط مطالباتٍ من مسؤولين إسرائيليين سابقين بالرد بقوةِ أكبر على استفزازات الحزب وهجماته على المواقع العسكرية.

ثلاثة سيناريوهاتاحتمالات دخول حزب الله الحرب بطريقةٍ موسعة، حاولت صحيفة "إسرائيل هيوم" تحليلها، فشددت على أنه إذا تلقى أمين عام حزب الله، حسن نصرالله، أمراً من طهران بالانضمام إلى الصراع فسوف ينفذ ذلك. مع تنويهها بأن نصرالله يتحمل المسؤولية الثقيلة عمّا يحدث في لبنان، خصوصاً مع فرار عشرات الآلاف من السكان من قراهم في الجنوب؛ وقيام العديد من الدول بإجلاء مواطنيها، وضغط معظم القوى السياسية في البلاد عليه لعدم الانضمام إلى الحرب من أجل منع تدمير البلاد بشكلٍ كامل. وتشير الصحيفة الإسرائيلية إلى ثلاثة سيناريوهات قدمها كمال خرازي، وزير الخارجية الإيراني السابق ومستشار المرشد الإيراني الأعلى، في معهد إيراني رائد لبحوث العلاقات الخارجية، عن مستقبل الحرب في غزة. إذ قال هذا الأخير أن السيناريو الأول يتجسد بتطور الصراع إلى حربٍ إقليمية، والتي يمكن أن تتصاعد إلى حربٍ عالمية، والسيناريوهان الآخران يتمثلان باستمرار حماس وإسرائيل في القتال "حتى يقضي أحدهما على الآخر"، أو الحرب طويلة الأمد حيث يستمر كل جانب في تلقي الدعم والمساعدة والمساندة من الجهات الفاعلة الخارجية. في الوقت الحالي، يبدو أن الإيرانيين، حسب الصحيفة، يميلون نحو السيناريو الثالث، أي استمرار تقديم الدعم لحماس بينما يقوم حزب الله بمضايقة إسرائيل في الشمال، ضمن حدود تصعيد إقليمي محدود، من دون الدخول في مواجهةٍ واسعة النطاق. لتضيف الصحيفة بأن التقارير التي تتحدث عن محاولة إيران تهريب أسلحة دقيقة إلى حزب الله في سوريا، يتم نقلها على متن طائرات مدنية تهبط في المطارات السورية، قد تعزز هذا التفسير.

توقيت توسيع الحرب

من جهتها، نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، دراسة لمركز "كاسبيان بوليسي" الأميركي عن حرب غزة، تناول فيها إمكانية انخراط الحزب في الحرب بقوةٍ أكبر. وقد اعتبر المركز في الدراسة أن إيران لم تقم ببناء حماس على مر السنين، لتتركها وحيدةً في الساحة تتعامل مع الهجوم الإسرائيلي المضاد والمدمر. ونتيجةً لذلك، إذا قرر حزب الله الضرب بقوة، فمن المرجح أن يحدث ذلك أثناء الهجوم الإسرائيلي البرّي على غزة، وسيحدث في الوقت الأكثر ملاءمة لحزب الله وليس لحماس، مستشهداً بحرب عام 2006 كدليل على النجاح السابق لهذه الاستراتيجية. وحرص المركز الأميركي في الدراسة على القول إنه سيكون من الخطأ الحكم على حزب الله بناءً على أدائه في عام 2006، لأنه قام بتوسيع ترسانته من الأسلحة بشكلٍ كبير، بما يكفي حتى للتسبب في مشاكلٍ لحاملات الطائرات الأميركية بصواريخه المضادة للسفن.

عاملان قد يمنعان الحرب في لبنان

وبخصوص العوامل التي تلجم الحزب حتى تاريخ كتابة هذه السطور من استخدام القوة المفرطة على الجبهة الشمالية لإسرائيل، يتطرق المركز الأميركي إلى جانبين رئيسيين لحزب الله، وهما موقعه في السياسة اللبنانية والدور الذي يلعبه في الاستراتيجية الإيرانية الكبرى. يقول المركز الأميركي أن الحرب في الوقت الحالي، بينما يعاني لبنان من أزمة اقتصاديةٍ حادة، لن تؤدي إلاّ إلى تعميق الأزمة الاقتصادية المستفحلة أصلاً في البلاد. وهذا يقودهم إلى الاستنتاج بأن حزب الله يفضل أن يظل قوياً سياسياً ومحبوباً لدى الجمهور اللبناني، بدلاً من إثارة التوترات الداخلية المتزايدة في الداخل اللبناني. والعامل التالي هو مكانهم في الاستراتيجية الإيرانية. إذ يعمل الحزب إياه كركيزةٍ مهمة للاستراتيجية الإيرانية في الشرق الأوسط، حيث تشكل ترسانته الضخمة من الأسلحة تهديداً كبيراً لإسرائيل. ولهذا السبب بالتحديد، يعتقد المركز أن استخدام هذه القوة النارية في الصراع الحالي في غزة يعني استنزافها كوسيلة للردع، وبالتالي تحييد دورها كرادع. ما يُظهر حزب الله كقوة ردع ذات استخدام واحد، يمكنها أن تسبب ضرراً بالغاً لإسرائيل والولايات المتحدة، ولكن لا يمكن استخدامها إلاّ مرة واحدة قبل أن تحتاج إلى وقتٍ كبير لاستعادة قوتها. من هنا، يرجح المركز استمرار المناوشات في جنوب لبنان كمحاولةٍ لإبقاء شبح التدخل الإيراني حياً والقيام في الوقت نفسه بتشتيت إسرائيل في حربها على قطاع غزة.

دعوة إلى ردٍ أقوى

توازياً، طالب وزير الدفاع الإسرائيلي السابق ورئيس حزب "إسرائيل بيتنا"، أفيغدور ليبرمان، باتخاذ إجراءاتٍ أقوى ضد حزب الله في لبنان، محذراً من أن أفعال الحزب تشير إلى نيته توسيع الأعمال العدائية ضد إسرائيل. وانتقد ليبرمان تقييمات المحللين والمسؤولين الإسرائيليين التي تفيد بأن حزب الله لا يشارك حالياً إلاّ في قتالٍ رمزي لدعم حماس وحربها ضد إسرائيل. أضاف "لا يمكننا أن نستيقظ ذات يوم على وابلٍ كثيف من الصواريخ المتطايرة باتجاه حيفا وتل أبيب التي تطلقها قوات حزب الله على الحدود. لن يكون بوسعنا إنهاء الحرب من دون دفع حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني، كما من المرفوض أن يعود سكان القرى اللبنانية القريبة من الحدود مع إسرائيل إلى منازلهم في وقتٍ قريب".

ضغوط دولية ورد الحزب

بدورها، تحدثت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، عن احتمالات توسع الحرب من لبنان. وفي تقريرها الموسع نقلت عن مسؤولٍ لبناني كبير، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية المناقشات، قوله "جميع الدول الغربية تتحدث إلينا، وترسل سفراءها، وتقول لنا إنّ حزب الله يجب ألاّ يدخل الحرب. ردنا كان بأنه يتوجب على الولايات المتحدة أن تضغط على إسرائيل لتجنب غزو بري كبير في غزة، الأمر الذي قد يدفع حزب الله إلى تكثيف اشتباكاته مع الجيش الإسرائيلي على الحدود". وتابع "ما نقوله لحزب الله كحكومة، هو أننا لا نستطيع خوض الحرب. وجواب الحزب هو كالآتي: نحن نفهمكم. ولكن لا يمكننا أيضاً أن نتقبل سقوط حماس".

 

نصرالله الهوليودي يتفنن بعرض مواهبه من خلال فيديوات تظهر عشقه للتشويق..فيما العشرات من أبناء بيئته يقتلون ويهجرون والجنوب يفرغ من سكانه خوفاً من حروبه العبثية. هو جندي في جيش ولاية الفقيه حوله الإحتلال الإيراني إلى مسوّق للموت والخراب والحروب والإنتصارات الوهمية الإلهية. حمى الله لبنان من اخطاره وأخطار اسياده الملالي
فيديو جديد لنصرالله: خطاب وخرائط وآية "كان وعداً مفعولاً"
المدن /الأربعاء 01 تشرين الثاني 2023
https://www.almodon.com/File/get/96789365-0fd2-4d37-b57f-558cd9e3f9b7.mp4
31
تشرين الأول/2023

 

فيديو جديد لنصرالله: خطاب وخرائط وآية "كان وعداً مفعولاً"

المدن /الأربعاء 01 تشرين الثاني 2023

https://www.almodon.com/File/get/96789365-0fd2-4d37-b57f-558cd9e3f9b7.mp4

معتمداً أسلوب الإثارة والتشويق، ومستنداً على أداء الترقب والغموض كجزء من حرب نفسية، يلجأ أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، إلى التمهيد لخطابه يوم الجمعة المقبل عبر بث مقاطع فيديو يظهر فيها من دون القول أو التصريح. يكاد هذا الأسلوب يكون الأول من نوعه الذي يعتمده حزب الله ونصرالله شخصياً، من خلال الظهور بشكل متدرج، سواءً عبر رسالة مكتوبة، أو اجتماع مع قيادات حماس والجهاد، وصولاً إلى ظهوره الشخصي بفيديوهات مصورة، إما وهو يخطو إلى إحدى غرف الاجتماعات، وإما وهو بصدد التحضير لخطابه. يأتي الفيديو الجديد الذي نشر لنصرالله، قبل ثلاثة أيام من موعد كلمته، ليظهره منهمكاً ومنكباً على التحضير لخطابه وكتابته، كما يركز الفيديو على حركة يدي نصرالله وهو يدل على أوراق موضوعة على طاولة أمامه، وكأنه يشير إلى إحداثيات وخرائط. وبذلك يكتسب الفيديو معنيين. الأول، المعنى المرتبط بالجانب الخطابي وبالإطلالة من خلال إظهار جهاز الميكروفون أمامه. والثاني، المعنى العسكري المبهم من خلال حركة اليدين وكيفية وضع إصبعه على الخرائط أمامه. في الفيديو أيضاً، صورة للمسجد الأقصى، أما الخلفية الصوتية فهي لآية من سورة الإسراء في القرآن الكريم وتقول: "فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا". وهذه يفسرها البعض بأنها إشارة إلى امكانية الإنخراط في الحرب. لا سيما أن الفيديو تم نشره بالتزامن مع بدء الاجتياح البرّي الإسرائيلي لقطاع غزة. إنها من النوادر أن يلجأ حزب الله وأمينه العام إلى مثل هذه الفيديوهات التي تستهدف التحضير لإطلالته، وترتكز على تعزيز الإثارة لدى جمهوره ولدى خصومه في آن، بالإضافة إلى رفع منسوب المعنويات لدى بيئة وجمهور محور المقاومة. وهذا لا بد له أن يقود إلى استنتاج حول إصراره على إطلاق مواقف عالية السقف، وقد تكون استثنائية تتضمن تحديد ملامح المرحلة المقبلة.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلثاء في 31 تشرين الأول 2023

وطنية/31 تشرين الأول/2023

النهار

تساءلت مراجع روحية عن موقف رئيسي اللجنتين النيابيتين للتربية والتعليم العالي والشباب والرياضة من موضوع إلغاء المادة 534 من قانون العقوبات وتشريع المثلية الجنسية، خصوصاً أن من بين الموقعين على مشروع الإلغاء نوابا من أعضاء اللجنتين؟

يردد مسؤولون في "حماس" انهم لم يكونوا مرتاحين لموقف تركيا عقب عمليتهم في مستوطنات غلاف غزة الى حين ما أورده الرئيس أردوغان في خطابه الأخير "وحبذا لو يكمل معروفه أكثر ويطلب من حليفته أذربيجان إزالة القاعدة الإسرائيلية على أراضيها".

اتخذت السلطات القطرية والتركية إجراءات أمنية مشددة لحماية تنقلات قيادات في "حماس" على أراضي البلدين.

عادت العلاقة الى طبيعتها بين مرجع نيابي ونائب ناشط بعد نقل معلومات للأول تبين عدم صحتها، وجرى توضيح جملة من النقاط بين الرجلين واتفاقهما على ضرورة تجنبب لبنان تهديدات إسرائيل.

لوحظ أن عائلات لبنانية، تحمل جنسيات أميركية وأوسترالية وكندية، تغادر لبنان بعدما استقرت فيه مع عائلاتها، تحسّباً لكل الإحتمالات.

تشهد بعض المناطق إقبالاً كثيفاً على التموين، من  خلال شراء المواد الأساسية، بعدما سمعوا كلاماً من مرجعيات سياسية بأن القادم خطير جداً وعليهم التخزين تجنباً لأي طارئ.

الجمهورية

تحصل إجتماعات دورية بين مرجع رسمي وبعض الأحزاب لمتابعة التطورات في الجنوب.

يتوقع أن تشهد الحدود اللبنانية تسخيناً ملحوظاً في الأيام القليلة المقبلة.

أسفت أوساط كنسية للحملة على الكنيسة والمسيحيين وكأنهم مسؤولون عن كل المصائب في البلد.

اللواء

يُنقل عن شخصية وسطية، ذات وزن رفضها الخوض في موقفها من الرئاسة الأولى، لحين وصول القرار إلى خواتيمه!..

يُخشى أن تتعرض مطاعم غربية كبرى للإنهيار المالي من جراء تداعيات الحرب على غزة!

رفضت سفيرة دولة كبرى تقديم ضمانات في ما إذا كانت اسرائيل ستلتزم عدم الانزلاق لحرب في لبنان..

نداء الوطن

يقول مقرّبون من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إنّ زيارته إلى قطر تأتي من ضمن جولة يحضّر لها عبر سلسلة اتصالات يجريها، وتحمل عنوان «عدم تمدّد النيران إلى لبنان».

يُخشى أنّ يكون الخلاف حول جدول أعمال الجلسة التشريعية التي قد يستعان بها للتمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون، سبباً لعدم انعقاد الجلسة خصوصاً اذا أصرّ بعض الكتل على حصر جدول الأعمال باقتراح التمديد.

أثار قرار رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري الأخير، بإقفال المكتب الإعلامي والإستغناء عن بعض الموظفين، الريبة والحيرة في أذهان مسؤولي «التيار» في المناطق لا سيما في الشمال، وعُلم في هذا الصدد أنهم تشاوروا مع الأمين العام أحمد الحريري بالخطوات الواجب اتخاذها استباقاً لأي قرار قد يصدر عن الحريري بالإستغناء عنهم.

البناء

تتداول مراكز دراسات متخصّصة بالتجارة العالمية وسوق النفط والغاز أن تنسيقاً أمنياً وحلفاً مالياً يجمع تل أبيب مع عاصمتين عربيتين يقف وراء تدمير المرافئ السورية واللبنانية وإطلاق الحروب وتمويلها من سورية إلى لبنان وصولا إلى فلسطين، تحت عنوان السيطرة على موارد غاز المتوسط وجعل ميناء حيفا وحيداً مرشحاً للعب دور الميناء الدولي على المتوسط ومرفأ النفط والغاز، وأن تدمير غزة وتهجيرها خطة تشبه خطة تدمير جنوب لبنان وتهجيره ضمن مفهوم أمن حقول الغاز المطلوب الاستيلاء عليها.

تداولت مصادر إعلامية في كيان الاحتلال على بعض المواقع أن كلام رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الذي عاد وتراجع عنه عن مسؤولية رئيس الشاباك ورئيس الاستخبارات العسكرية عن فشل السابع من تشرين الأول ليس ناجماً عن الفشل الاستخباري لهما فقط، بل لما كشفه تحقيق أولي عن تدمير منازل وجثث محروقة في غلاف غزة جرى استخدامها لاحقاً في الحملة الإعلامية ضد حماس بينما هي نتيجة أوامر بقصف بمدافع الدبابات وطائرات الهليكوبتر بهدف قتل المهاجمين والرهائن، كما أفاد شهود عيان ناجين للتحقيق الذي يريد نتنياهو التبرؤ من تداعيات اتهامه بعمل جنائيّ بأوامر القتل.

الانباء

لوحظ أن التطورات الأخيرة، على خطورتها، لم تترك اي تداعيات سلبية على المستوى النقدي رغم أن احداثاً أقل أهمية كانت وطأتها أكبر.

خيارات على أكثر من خط لا تزال متاحة لحل قضية اشكالية.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 31/10/2023

وطنية/31 تشرين الأول/2023

 * مقدمة نشرة اخبار تلفزيون لبنان

في اليوم الخامس والعشرين لطوفان الاقصى لاتزال غزة تحت النار مع اعلان اسرائيل رسميا الدخول في المرحلة الثالثة  من الحرب وبدء الهجوم البري الموسع ساندته غارة إسرائيلية وحشية على مخيمي جباليا والنصيرات أسفرت عن مجزرة بسقوط المئات بين شهداء وجرحى.

وقابلت الهجوم عمليات لكتائب القسام الهجوم البري بعدد من العمليات وعملية هي الثالثة لجماعة أنصار الله الحوثية باطلاقها دفعة كبيرة من الصواريخ البالستية والمجنحة والمسيرات على أهداف مختلفة للعدو الإسرائيلي.

غزة الغارقة بدماء التسعة آلاف شهيد معظمهم من النساء والاطفال وجرح قرابة العشرين ألفا وتدمير اكثر من خمسين في المئة من الوحدات السكنية في القطاع تشهد عمليات جراحية على ضوء الهواتف النقالة للاطباء فيما دخول المساعدات اليها اكثر من خجول..

وعلى الجبهة الجنوبية توسعت رقعة القصف المعادي بالقنابل الفوسفورية والضوئية تزامنا مع الهجوم البري في غزة في مقابل استهداف حزب الله دبابة ميركافا وقوة اسرائيلية وعمليات نوعية اخرى

فيما زعم مستشار الامن القومي للاحتلال الإسرائيلي تساحي هنغبي ان إسرائيل تتخذ وضعا دفاعيا على الجبهة اللبنانية لتفادي إرهاق قواتها بينما تركز على شن الحرب على (حماس) في قطاع غزة.

أما في الداخل وعشية دخول لبنان السنة الثانية من الشغور الرئاسي في غياب اي بوادر او مبادرات للنزول عن شجرة التعطيل الممنهج للنظام الدستوري والمؤسساتي ستكون بيروت على موعد مع محطات تتصل بالوضع الميداني القائم على الحدود الجنوبية مع  زيارة مساعدة وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الادنى باربارا ليف الى بيروت للقاء كبار المسؤولين السياسيين وقائد الجيش العماد جوزاف عون ونقل رسائل الادارة الاميركية في شأن الحرب في غزة وخطر تمددها الى لبنان تزامنا مع  زيارة وزير الدفاع الفرنسي التي  تمتد حتى الجمعة وهو اليوم الذي سيسجل محطة بارزة منتظرة من خلال  اطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في تكريم (الشهداء على طريق القدس)

واليوم شهد مجلس النواب جلسة للجان النيابية  المشتركة ناقشت خطة  الطوارئ الحكومية على وقع تصفيق النواب للنائب ملحم خلف الذي اقترح تحويل الجلسة  الى جلسة انتخاب رئيس للبلاد وحيث اكد  نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، أن الجميع سيكون موحدا في حال تعرض لبنان إلى أي إعتداء شاكرا الحكومة على انجاز خطة الطوارئ.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان

لم تتوانى وحشية العدو الإسرائيلي عن إستهداف الأطفال حتى وهم في رحم أمهاتهم حيث ارتكبت قواته أفظع المجازر في جباليا موقعة أكثر من 400 شهيد.

اعتراض أميركي واضح على أي تهدئة تتعلق بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وبصراحة قالها البيت الأبيض: الوقت الآن ليس لوقف إطلاق النار.

بحسب التصور الإسرائيلي الوقت الآن لتظهير صورة نصر بري هو في الواقع بعيد المنال رغم المحاولات المستميتة ورغم الحديث عن اجتياح بري شامل الا انه لم يتم الاعلان عن محاوره لاعتبارات إسرائيلية خاصة وفق ما برر جيش العدوفهل نحن أمام افلام (هولي وودية) جديدة من اخراج نتنياهو؟

حتى الآن نجحت المقاومة الفلسطينية في استدراج جنود الإحتلال إلى كمائن الموت وحقول الرعب؟!

كمائن واستهدافات يتكتم على حصيلتها جيش الإحتلال أو يلجأ إلى وصفة سحرية يتحول معها قتلاه في أرض المعركة إلى صرعى انقلاب دبابة هنا أو حادث عرضي هناك!!.

وفي حادث ليس عرضيا  أعلنت سلطات الإحتلال الإسرائيلي اعتراض طائرة مسيرة آتية من اليمن في منطقة البحر الأحمر مؤكدة إسقاطها في إيلات.

وقد أعلنت القوات المسلحة اليمنية إطلاق دفعة كبيرة من الصواريخ المجنحة والبالستية والمسيرات على أهداف للعدو في الأراضي المحتلة.

على الجبهة الجنوبية اللبنانية ظل الوضع على مستوى عال من السخونة كثف فيه العدو الإسرائيلي اعتداءاته على الاراضي اللبنانية.

إلا أن اللافت للانتباه أن القصف تجاوز خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة  حدود المواجهة التقليدية  لتصل القذائف المعادية إلى أطراف بلدات بعيدة نسبيا مثل برعشيت وياطر.

كما برز استرسال العدو في استخدام القذائف الفوسفورية على نحو ممنهج للقضاء على الثروة الحرجية والزراعية في المنطقة الحدودية.

ارتباطا بما يجري عند الحدود الجنوبية إلتأمت اللجان النيابية في جلسة مشتركة خصصت لمناقشة خطة الطوارىء الوطنية الهادفة إلى تعزيز الجهوزية في مواجهة تداعيات العدوان الإسرائيلي.

وعلى ضفاف الجلسة اقتراح نيابي يرمي إلى تمديد ولاية قائد الجيش العماد جوزف عون والحؤول دون شغور موقعه.

أما الشغور في سدة رئاسة الجمهورية  فأتم عامه الأول من دون أن تلوح إي تباشير بانتخاب رئيس جديد.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ام تي في

ننطلق الآن لشن هجوم على حماس والمنظمات الارهابية في قطاع غزة، وهدفنا واحد: الانتصار."  بهذه الكلمات أعلن قائد المنطقة الجنوبية للجيش الاسرائيلي أمر الهجوم للقوات البرية العاملة في  غزة.

ومع ان الهجوم  يأتي بعد خمسة وعشرين يوما من القصف المدمر للقطاع فانه لن يكون نزهة للقوات الاسرائيلية، وخصوصا انها وضعت هدفا ليس من السهل تحقيقه هو:  القضاء على حماس. علما ان عامل الارض والجغرافيا  لمصلحة الفلسطينيين ، كما ان اسرائيل فقدت عنصر المفاجأة، وحماس استعدت كما يجب لمواجهة اي غزو بري اسرائيل. من هنا فان المعارك البرية ستطول مبدئيا، وخصوصا ان حماس لن تبقى لوحدها في ساحة المعركة.

فالحوثيون في اليمن اعلنوا اطلاق دفعة كبيرة من الصواريخ الباليستية والمسيرات نحو اسرائيل وتوعدوا بمواصلة اطلاقها حتى توقف الهجوم على غزة.

أما حزب الله فثمة انتظار لموقف امينه العام الجمعة المقبل، وهو موقف  قد يتطور ويتغير وفق  مسار المعركة البرية في غزة، من اليوم الى الجمعة المقبل

في هذا الوقت آلة الحرب الاسرائيلية تواصل استهداف المدنيين، وارتكاب المجازر بحقهم. وهو ما حصل اليوم في مخيم جبايلا ، اذ استهدف المخيم بستة قنابل زنة  كل واحدة منها حوالى طن من المتفجرات، ما ادى الى تدمير حي سكني ، وسقوط 400 شخص ما بين قتيل وجريح.

في لبنان، الجبهة الجنوبية تحافظ على سخونتها، لكنها لم تصل بعد الى حد الانفجار. فالقرار واضح حتى الان باحترام قواعد الاشتباك.

اما في الداخل فقد عقدت اللجان النيابية المشتركة جلسة لدراسة خطة الطوارىء الحكومية.

اللافت ان الجلسة تحولت منصة ليطالب نواب المعارضة بوضع خطة  لمنع لبنان من الانجرار الى الحرب، بدلا من وضع خطة لمواجهة نتائجها.

في سياق آخر، تقدم نواب تكتل الجمهورية القوية باقتراح لعقد جلسة لمجلس النواب ببند وحيد هو التمديد سنة واحدة لرتبة عماد ما يتيح التمديد سنة  لقائد الجيش، وبرر نواب القوات الامر بانه لمنع اي اختلال في المؤسسة العسكرية يهدد الامن القومي للبنان.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار

ومن ارض سبأ نبأ يقين، كهدهد سليمان حملته الصواريخ والمسيرات لتشفي صدور قوم مؤمنين، فاصابوا الهدف – على بعده – باتقان، واكدوا على الملأ وبدقيق الحسابات، اننا لغزة منتصرون ولمقاومتها داعمون ولعدوها مؤدبون، وما النصر الا من عند الله العزيز ..

هم اهل اليمن العزيز الثابتون على مبدأ رفض الظلم، ومعاداة الصهاينة المحتلين نصرة للانسان والحق وانتقاما للمقدسات ..

هي رسالة اليوم الجديدة التي دخلت على جبهات النضال المفتوحة، من غزة الابية الى الضفة المنتفضة، فالجنوب الصامد وصولا الى اليمن الثائر ..

سيل من الصواريخ والمسيرات بعث به اليمنيون الى ايلات فاصابت اهدافها واستنفرت لمجابهتها الترسانة الاميركية المتأهبة في البحر ..

لكن الرسالة وصلت ، واتبعها المتحدث باسم القوات اليمنية يحيى سريع، ان الحساب فتح والصواريخ ستتوالى ما دام العدوان متواصلا على الفلسطينيين ..

عدوان حط اليوم في جباليا فكانت مجزرة رهيبة ذهب ضحيتها أكثر من اربعمئة فلسطيني بين شهيد وجريح بحسب ما اكدت وزارة الصحة ، ولا من يسمع انين الاطفال والنساء المقتلين والمحاصرين والممنوعين من كل ماء ودواء على اعين الاشقاء والامم المتحدة..

فيما الولايات المتحدة على غيها ناطقة رسمية باسم العدوان، تعلن بكل وقاحة رفضها لاي هدنة، وتعلن عبر اعلامها بداية المعركة البرية..

معركة بدأها المحتل من محاور متعددة تركزت من شمال القطاع ووسطه، اعد لها المقاومون كل العدة، فاستقبلوه بلهيب نيرانهم، وزخات قذائفهم محققين اصابات مؤكدة في صفوفه، وان كان اعترف بجنديين قتيلين، فان عويل اعلامه ومحلليه يؤكد بيانات المقاومة التي تحدثت عن تكبيده خسائر فادحة بالعديد والعتاد..

خسائر مؤكدة في مواقع عسكرية متعددة على مقربة من الحدود اللبنانية تكبدها الاحتلال ايضا بفعل صواريخ المقاومة الاسلامية التي تساقطت عليه دفاعا عن لبنان ونصرة لغزة، فمشت على طريق القدس املا بالوصول الذي يرونه بعيدا ونراه قريبا...

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في

الحرب طويلة جدا. هذا هو الاستنتاج الوحيد من مجريات العملية العسكرية البرية التي اطلقتها اسرائيل في قطاع غزة، والتي تجابه بمقاومة شرسة على اكثر من صعيد.

اما التظاهرات المعترضة حول العالم، وحتى في داخل الكيان العبري، فضلا عن مواقف بعض المسؤولين الأمميين والدوليين، فتفعل فعلها بشكل تدريجي يرفع من نسبة الاحراج التي يتعرض لها بنيامين نتنياهو، الذي اطلق امس مواقف تنم عن نية التمادي في الاجرام.

وفي غضون ذلك، تتواصل الاتصالات حول صفقة محتملة لتبادل الاسرى، لا يزال التصلب الصهيوني يحول دون السير بها بشكل جدي.

وفي لبنان، الوضع الجنوبي برمته معلق على كلمة شخص واحد، ينتظرها العالم أجمع، هو السيد حسن نصرالله. اما الملفات السياسية الداخلية، فلا تزال اسيرة الحلقة المفرغة، مع احتمال بسيط لخرق جدي في ملف قيادة الجيش، يتحدث عنه البعض وينفيه البعض الآخر، بعيدا من الالاعيب السياسية التي تظهر بعضها اليوم من خلال اقتراح قانون طرحه تكتل واحد في مجلس النواب.

اما 31 تشرين الاول 2023، فيسجل ذكرى مرور عام كامل على الفراغ الرئاسي، بعد نهاية ولاية الرئيس العماد ميشال عون.

عام كامل، كان مليئا بالفراغ على كافة المستويات: سياسيا وميثاقيا واصلاحيا واقتصاديا وماليا، والاهم اخلاقيا، بين مختلف المكونات اللبنانية.

عام كامل، لم يكن كافيا على ما يبدو، ليدرك اللبنانيون انهم اصحاب قرارهم، وأنهم قادرون متى عقدوا العزم واتحدوا، على انتشال بلادهم من الهوة، بلا حاجة الى اي مساعدة او تدخل، لا من قريب ولا من بعيد.

* مقدمة نشرة اخبار تلفوزيون ال بي سي

في اليوم الخامس والعشرين على حرب غزة، يمكن اختصار المشهد كالتالي:

اعلان الجيش الإسرائيلي خوضه "معارك ضارية" داخل قطاع غزة مع حماس، مع توسيع  العمليات البرية.

ضربة إسرائيلية لمخيم جباليا والشهداء والجرحى بالمئات.

صواريخ ومسيرات في اتجاه الأراضي الإسرائيلية من منطقة البحر الأحمر، واعتراض بصاروخ " آرو " (السهم).

لغز الألغاز ما سيقوله السيد حسن نصرالله الجمعة. إعلام الحزب اقتصر قوله على أن الكلمة ستكون بمثابة "اعتزاز وافتخار بالشهداء الذين ارتقوا على طريق القدس"، ما يعني أنها ستركز على شهداء الحزب الذي لامس عددهم الخمسين، وأهمية الأنتظار معرفة ما إذا كانت ستصل إلى سقف فتح جبهة الجنوب، أم يبقى الأمر مقتصرا على ما تشهده هذه الجبهة منذ خمسة وعشرين يوما.

لبنان المنسي من عواصم القرار، منسي من سياسييه... 

فاليوم تكتمل سنة شغوره الرئاسي، وليس في الأفق ما يشير إلى أن انتخاب رئيس جديد  قريب.

الحكومة حكومة تصريف أعمال، منذ انتخابات أيار 2022.

فراغ متلاحق في المواقع القيادية اداريا وماليا وقريبا عسكريا إذا لم تبت مسألة قيادة الجيش قبل كانون الثاني موعد خروج قائد الجيش إلى التقاعد، وفي ظل عدم وجود رئيس للأركان.

لم يحدث في تاريخ لبنان المعاصر، أن حصل  هذا الكم من الفراغ، فإذا كان عفويا مصيبة، وإذا كان مخططا فالمصيبة أعظم.

فراغ وبيئة حرب... خلطة كارثية للسرعة في وتيرة الانهيار!

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد

توغلت إسرائيل.. ولكن في عمق الدم الفلسطيني وحققت أهدافها المدنية بدقة فانتمت جباليا للمجزرة.

ست قنابل بستة اطنان من المتفجرات ألقاها جيش الاحتلال على مربع سكني سواه بالارض فامتزجت الاجساد بالتراب وخسفت منازل مع عائلاتها الى تحت الركام استدعت اسرائيل عزرائيل الى جباليا فقبض على أرواح أكثر من أربعمئة شهيد بين طفل وأم ومنهم من استشهد داخل ارحام الامهات.

وأما المصابون فوثقتهم الصورة بجراحهم البليغة وقد امتلأت بهم ممرات المستشفى الإندونيسي ومعهم وثقت الطواقم الطبية وهم يسعفون الجرحى على الأرض بما تبقى لهم من إمكانات.

هول مذبحة جباليا أيقظ رعب المعمداني وبالجريمتين ختمت إسرائيل ملف التحقيق ووقعت على المحضر بقول وزير أمنها إيتمار بن غفير: نحن لا نتعامل بالإنسانية وبدماء على جبين الامم كان الامين العام لارفع منظمة دولية انطونيو غوتيرش يدلي بشهادة حق ويعلن ان ثلثي الضحايا في جباليا هم من الاطفال والنساء،

وهذا مفزع  إلى مذبحة جباليا انضمت النصيرات بمئة شهيد بقصف إسرائيلي ومعها مخيم الشاطىء ليظهر إعلان جيش العدو  انطلاق المرحلة الثالثة.. على أجساد المدنيين بعد أن أصيب بحمى الخسارة عند أقدام القطاع شمالا وجنوبا وأمام تصدي المقاومين لجنوده وهم ينصبون له الكمائن ويخرجون له من الآبار والأنفاق يطلقون القنابل والرصاص والقذائف الصاروخية ويكبدونه الخسائر ويردونه إلى أعقابه ويعودون إلى قواعدهم سالمين...

وبإطلالته الليلة كشف أبو عبيدة الناطق العسكري باسم كتائب القسام عن إدخال عبوات تستخدم للمرة الأولى في المعركة ومن المسافة صفر ضد الدبابات.

كما وكشف عن استخدام طوربيد "العاصف" الموجه ضد الأهداف البحرية وللمرة الأولى أيضا في المعركة ولا يزال الكثير في جعبة المقاومة وبشر نتنياهو وأركان حربه بأنهم سيجثون في نهاية المعركة على الركب.

وإذ نفى أبو عبيدة رواية العدو بشأن تحرير إحدى أسيراتهقال أبلغنا الوسطاء بأننا سنفرج عن عدد من الأجانب خلال الأيام القادمة انسجاما مع رغبتنا في عدم الاحتفاظ بهم .

ووسط التخبط الإسرائيلي في الميدان والتصدع في بنيان الاحتلال السياسي يشرب بنيامين نتنياهو وجنرالات حربه أنخاب الدم من أجساد أطفال غزة لتسجيل صورة لنصر وهمي عند حدود القطاع حيث ما عاد الاجتياح البري لغز إسرائيل الكبير بل أصبح وهما إضافيا في معركة القضاء على حركة حماس.

حاصرت غزة حصارها لسنوات لكنها اليوم وصلت إلى الرمق الأخير بقطع إمدادات الحياة عنها ومن لم يمت من أطفالها قتلا يموت عطشا فطالب الفريق الطبي النرويجي في القطاع إسرائيل بوقف القتل وإنتاج الموت وبفتح معبر رفح وذهب إلى مقام لم يصله أي زعيم عربي، فطالب الدول العربية بقطع الغاز والنفط عن الولايات المتحدة.

وقال: ربما هذا سيوقف القصف فورا واتهم القوات العسكرية الإسرائيلية بارتكاب جرائم حرب...

واحتجاجا على تعاطي هيئات أممية مع الوضع في غزة قدم مدير مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان ب‍نيويورك استقالته.

خمسة وعشرون يوما وآلة الحرب الإسرائيلية تفتك بغزة بترخيص وعقل مدبر أميركي قوامه وقف إطلاق النار في هذه المرحلة خطوة ليست بالمسار الصحيح بحسب ما أعلن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي.

وعلى الوتر نفسه عزف وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن قائلا إن وقف إطلاق النار في غزة سيمنح حركة حماس فرصة لتكرار الهجمات على إسرائيل.

وخلال جلسة في الكونغرس لطلب مساعدات لإسرائيل جاء الجواب لوزير الخارجية الأميركية من مواطنين أميركيين رفعوا بوجهه الاصابع الحمر وصرخوا: عار عليكم.

وبموازاة خط النار المفتوح على جبهات رديفة وقوة إسناد المقاومة الفلسطينية من مسيرات اليمن مرورا بصواريخ العراق وصولا إلى لبنان فإن جبهة الجنوب وإن تمددت مساحات الاشتباك والقصف إلا أن قواعدها لا تزال ضمن الحدود المرسمة لها وعلى رمالها المتحركة توجهت الفيالق النيابية إلى ساحة النجمة لمناقشة خطة طوارىء قدمتها الحكومة في حال توسعت رقعة الحرب... فوقعت الخطة في كمين بين نارين: من يريد الرئاسة والحكومة أولا ومن يسابق الوقت قبل أن نقع في المحظور.

 

تفاصيل متفرقات الأخبار اللبنانية

تصاعد الهجوم البري على غزة يزيد الخشية من فتح جبهة لبنان

جنبلاط: لا أحبذ الحرب لأنه لن يبقى لبنان… وإسرائيل تستهدف محيط بلدات جنوبية بالقذائف الفوسفورية

بيروت ـ من عمر البردان/السياسة/31 تشرين الأول/2023

مع تصاعد الحرب البرية الإسرائيلية على قطاع غزة، تزداد الخشية من إقدام “حزب الله” اللبناني على فتح جبهة جنوب لبنان التي يشتعل لهيبها أكثر فأكثر، مع اشتداد حمى المواجهات الميدانية بين الطرفين على طول المناطق الحدودية التي باتت بمثابة خطوط تماس، ومع الاتساع الخطير في القصف الإسرائيلي على عمق المناطق الجنوبية، في وقت يعمد الجيش الإسرائيلي إلى حرق مساحات واسعة من الأراضي الزراعية المتاخمة للحدود بالقذائف الحارقة، لمنع عناصر “حزب الله” من الاقتراب من السياج الحدودي. وقد صعّد الجيش الإسرائيلي،أمس، من قصفه على المناطق الحدودية، ونفّذ سلسلة غارات توسّعت رقعتها، وشملت مناطق عدّة منها بلدة برعشيت، الّتي تُستهدف للمرّة الأولى منذ بدء التّصعيد، حيث قصفت إحدى المسيرات منزل في البلدة. كما شن الطيران الحربي الإسرائيلي​ وغارات على الوادي الممتد بين ياطر وزبقين وخراج طير حرفا وشيحين في القطاع الغربي، فيما شهدت أطراف بلدتي راميا وعيتا الشعب، سقوط عدد من القذائف الفوسفورية. وقد أكد الجيش الإسرائيلي أنه سيبقى في حالة تأهب بكل الجبهات، مشدداً على أن هناك الكثير من الرسائل الموجهة لنصرالله بأن لا يتسبب بتعريض لبنان للخطر، ومشيرا إلى أن آلاف اللبنانيين نزحوا خلال الأسبوعين الماضيين من جنوب لبنان خشية أن يجلب لهم حزب الله الحرب.

في الاثناء أعلن حزب الله أنه استهداف بالصواريخ الموجهة قوة إسرائيلية كانت متموضعة على تلة الخزان في محيط موقع العاصي، ما ادى الى تحقيق اصابات مباشرة فيها وسقوط جميع أفرادها بين قتيل وجريح. إلى ذلك، كشف وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال عباس الحاج حسن أنّ الجيش الإسرائيلي تعمّد حرق أكثر من 40 ألف شجرة زيتون معمرة بقنابل الفوسفور الأبيض المحرمة دوليًا، جنوب لبنان. وأكد أنّ الحكومة ستتقدم بشكوى لمنظمة الأمم المتحدة اعتراضًا على وحشية العدو وانتهاكه القانون الدولي وسيادة لبنان”، مشددًا على أحقية الشعب اللّبناني في الدفاع عن وطنه، الذي تنتهك سيادته في كلّ دقيقة من قبل الطيران الحربي الصهيوني، الذي يحلق باستمرار فوق أراضٍ لبنانية مختلفة. وفيما التقى قائد الجيش العماد جوزيف عون، المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، يوانّا فرونِتسكا، وتناول البحث الأوضاع العامة في البلاد والتطورات على الحدود الجنوبية، أكد رئيس حزب “الكتائب” النائب سامي الجميّل في مداخلة له خلال جلسة اللجان النيابية المشتركة لدرس خطة الطوارئ الحكومية أن لبنان ما زال يستطيع تجنب الانجرار الى الحرب عبر نشر الجيش بشكل كامل على الحدود اللبنانية، مطالباً بأن تتركز المناقشات في مجلس النواب حول كيفية تجنب الكارثة بدل معالجة تبعاتها.

وفي سياق غير بعيد، وتنديداً بتصريحات ومواقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الداعمة لإسرائيل، وبدعوة من الأحزاب الوطنية اللبنانية والفصائل الفلسطينية، نُفذّت تظاهرة أمام السفارة الفرنسية في بيروت، وحمل المتظاهرون علم فلسطين وأعلام الفصائل، ورددوا الهتافات المندّدة بالموقف الفرنسي المنحاز إلى الكيان الإسرائيلي. وفي إطار التهديدات الأميركية للبنان، دعا مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون العالم العربي، إلى البحث عن المسؤول الحقيقي، قائلا “أعتقد أنه الملالي في طهران فهم يستخدمون حماس بشكل شديد كذلك حزب الله وجماعات أخرى لمصالحهم الخاصة وفي الحقيقة ضد مصلحة حماس والشعب سواء كانوا من الفلسطينيين أو لبنانيين أو أردنيين أو غير ذلك”. وأشار إلى ان “إيران قامت بتسليح وتمويل حركة حماس وحزب الله والعديد من الجماعات، وذلك لتمكين هذه الجماعات من القيام بهجمات كتلك التي حصلت في السابع من تشرين الاول الجاري، ولكن هذا لا يخدم حماس أو حزب الله إنما يخدم إيران”. وفي المواقف الداخلية المحذرة، أشار النائب السابق وليد جنبلاط، إلى أن الإيقاع العسكري جنوباً حتى الآن “ضمن الحدود” ومدروس لكن عندما تبدأ الحرب لا أحد يعرف كيف يُسيطر عليها، مشيرا إلى ان الأساطيل لم تأت إلى البحر المتوسط نزهة وهي أساطيل هجومية ستُشارك في حال اشتعلت جبهة الجنوب.

وقال جنبلاط، “لا أحبذ الحرب وأتمنى ألا نُستدرج إلى الحرب لأنه عندها “لن يبقى شيء من لبنان”، والأداء العسكري حتى الآن لم يخرج عن القواعد لكن قد يخرج، وأتمنى لحسابات محلية ولحرصي على عدم توريط لبنان ألا ندخل في الحرب وقرار تهجير الفلسطينيين يهودي صهيوني قديم قبل أن يكون ثمّة رادع من قبل حزب الله”. وأردف، “أقول لنصرالله أتمنى ألا ينزلق لبنان إلى الحرب حرصاً على لبنان وأهل الجنوب، وهو مدرك لهذه المعاناة على ما أعتقد، والمطلوب ضبط النفس”. على صعيد آخر، أبدى رئيس مجلس رجال الأعمال اللبناني الكويتي” أسعد صقال، تخوفه من استمرار التراجع الدراماتيكي للأوضاع الاقتصادية في لبنان والجمود شبه التام الذي يطال الكثير من القطاعات الاقتصادية نتيجة تصاعد الأحداث في الجنوب والحرب الدائرة في غزة.وشدد على أن لبنان في هذه الأوقات العصيبة يجب الا يبقى وحيداً ولا خلاص له إلا بالحضن العربي، داعياً على هذا الاساس المسؤولين اللبنانيين وجميع القوى السياسية على تحمل مسؤولياتهم التاريخية والوطنية والإسراع في تنفيذالورقة الكويتية التي تتضمن التزام لبنان باتفاق الطائف، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن، وانتخاب رئيس للجمهورية لجميع اللبنانيين والقيام بإجراءات موثوقة لإعادة الثقة بالدولة اللبنانية داخلياً وخارجياً بما يضمن وقوف الدول الخليجية الشقيقة الى جانب لبنان لتجنيبه مخاطر الدخول في الحرب.

 

موقفٌ تصعيديّ مُرتقب لنصرالله… ورسائل

نداء الوطن/الثلاثاء 31 تشرين الأول 2023   

مع اتساع رقعة المواجهات بين «حزب الله» وإسرائيل التي وصلت أمس الى منطقة النبطية خارج نطاق منطقة القرار 1701، تتجه الأنظار الى الكلمة التي سيلقيها الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله عصر الجمعة المقبل، حيث ستكون إطلالته الأولى منذ بدء حرب غزة في السابع من الشهر الجاري. وبدا من المواقف التي أعلنها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أمس أنّ «لا تطمينات» يمكن تقديمها من جانب «الحزب» لعدم انزلاق لبنان الى تلك الحرب. ماذا عن التوقعات في شأن كلمة نصرالله التي سيلقيها خلال الاحتفال الذي سيقيمه «الحزب» تكريماً لعناصره الذين سقطوا في مواجهات الجنوب حتى الآن؟ بحسب معلومات «نداء الوطن»، فإنّ الكلمة المرتقبة لنصرالله، ستتضمّن»موقفاً واضحاً من الحشود العسكرية الأميركية في شرق المتوسط، ومن التدخل العسكري المباشر في الحرب الدائرة في غزة، كما الدور العسكري الأميركي في ما يحصل على الحدود الجنوبية». كذلك سيوجّه نصرالله «رسائل متعددة الى الجانب الأميركي، ولن يكون موقفه تهدوياً، بل تصعيدياً، كما أنه سيتحدث باسم كل المحور وليس باسم «حزب الله» فقط.

 

إجراءات لمنع التفلّت جنوباً؟

اللواء"/الثلاثاء 31 تشرين الأول 2023 

كشفت مصادر قريبة من اليونيفيل والجيش اللبناني، عن إجراءات يقوم بها الجيش اللبناني لمنع التفلت جنوباً، وفق ما جاء في “اللواء”. وقالت المصادر إن الوحدات العسكرية لا تألو جهداً في مسح مواقع اطلاق الصواريخ وتفكيكها، نظراً لمخاطر ذلك على اهالي الجنوب، الذين يصرون على عدم تفويت الزراعات الموسمية، وقطاف الزيتون وتسليم التبغ. وأكدت أوساط سياسية مطلعة لـ”اللواء” أن المخاوف من استدراج لبنان إلى الحرب لا تزال على حالها ولذلك اطلقت قيادات سياسية وكتل نيابية نداءات بشأن هذه المخاوف، وإن اتصالات تولاها مقربون من حزب الله لمنع الانزلاق إلى هذه الحرب التي يشنها العدو الإسرائيلي، مشيرة إلى أن التوجه المرتقب للحزب يتظهّر من كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في حين أن أي تأجيل لها سيكون له مدلولاته. إلى ذلك، أفادت الأوساط نفسها أن التطورات في غزة والجنوب تحضر في جلسة مجلس الوزراء ويتحدث رئيس حكومة تصريف الأعمال ميقاتي عن اتصالاته ولقاءاته في هذا الشأن في حين أن جلسة مجلس النواب لمناقشة خطة الطوارئ تنتظر تأمين النصاب حولها. أما عن تعيين أعضاء المجلس العسكري في مجلس الوزراء، فإن الأوساط نفسها استبعدت التعيين في هذه الجلسة لأن المناخ المرافق له لم يحسم بعد.

 

إستحقاق قيادة الجيش… في حلقة مقفلة

نداء الوطن"/الثلاثاء 31 تشرين الأول 2023   

لا تزال المشاورات المكتومة، التي تحصل في الكواليس، بشأن مصير قيادة الجيش مع بلوغ قائد الجيش العماد جوزاف عون السنّ القانونية، تدور في حلقة مقفلة. كلّ الأفكار المطروحة لتفادي الشغور، لم تصل إلى نتيجة، وتواجه أفقاً مسدوداً. وتتوزّع الأفكار على الشكل الآتي:

– يسعى رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل إلى تكليف العضو المتفرّغ في المجلس العسكري اللواء بيار صعب (كاثوليكي) بمهام القائد بمرسوم يصدر عن وزير الدفاع، لكن هذا الخيار لا يلقى قبولاً من بقية القوى السياسية، مع العلم أنّ المعلومات تقول إنّ ثمة «حرب فتاوى قانونية» حول مدى قانونية هذه الخطوة من عدمها، وقد تمّ توثيق أكثر من دراسة بهذا الخصوص. لكن بالسياسة، يمكن القول إنّه السيناريو الأقل ضعفاً وجدية. لكن لا شيء يمنع حصوله.– الأرجح أنّ الثنائي الشيعي ومعهما رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي هم الأكثر دعماً لخيار التمديد لقائد الجيش، أو بالأحرى، الأكثر رفضاً لسيناريو الشغور في موقع القيادة وتعريض المؤسسة العسكرية لخضة من هذا النوع لا سيّما في هذا الظرف الدقيق حيث يحتاج «حزب الله» إلى رفع مستوى التنسيق مع الجيش، لا التلهّي بمتاهة الشغور وما يمكن أن يحدثه في المؤسسة.

– لا تزال طريق التمديد عبر إطار قانوني تنتجه الحكومة، مقفلة، نظراً لرفض وزير الدفاع موريس سليم هذا الإجراء، فيما تقول مصادر قريبة من رئيس حكومة تصريف الأعمال إنّ رئاسة الحكومة لا تزال تنتظر الرّد الرسمي لوزير الدفاع على الكتاب الذي وجّهه رئيس الحكومة لـ»رفع اقتراحات لتفادي الشغور المرتقب في مركز قيادة الجيش»، ليبنى من بعدها على الشيء مقتضاه.

– لا يزال خيار تعيين رئيس للأركان ممكنٍ له تولّي قيادة الجيش، غيرَ متاح أيضاً، لسبب سياسي يتّصل برفض الاشتراكيين تحمّل تبعات هذا القرار في هذه الظروف بالذات وتفضيلهم بالتالي التمديد لقائد الجيش، ولسبب قانوني يتّصل وفق بعض المواكبين بقانون الدفاع الذي ينصّ على أنّ رئيس الأركان ينوب عن قائد الجيش، ولكن لا يحلّ مكانه في حال الشغور، كما أنّه لا يتمتّع بكل صلاحيات القائد. وبالتالي إنّ هذه الخطوة قد تكون منقوصة.

– فعلياً، وحده قانون صادر عن مجلس النوّاب قد يؤمّن مخرجاً قانونياً غير معرّض للطعن، ولكن دون هذه الخطوة، مقاطعة القوى المسيحية إذا ما افترضنا أنّ تأمين النصاب القانوني ممكن، ما يعني أنّ ثمة حاجة لمشاركة «القوات» على اعتبار أنّ مشاركة «تكتل لبنان القوي» صعبة إذا لم نقل مستحيلة. فهل تفعلها «القوات» في اللحظات الأخيرة؟

 

خطاب غير متوقّع لنصر الله... إليكم تفاصيله!

"ليبانون ديبايت"/الثلاثاء 31 تشرين الأول 2023       

بعد صمت لمدة 3 أسابيع قرّر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن تكون إطلالته الأولى المباشرة على اللبنانيين والعالم في نهاية الأسبوع الرابع وتحديداً يوم الجمعة في 3 تشرين الأول في الثالثة عصراً في خطاب إختار عنوانه للصلاة على أرواح شهداء المقاومة الذين سقطوا بنيران المسيرات الإسرائيلية منذ إندلاع الحرب في غزة وتحرك الجبهة الجنوبية نصرة لها. ومنذ مساء الأحد بدأت التكهّنات حول ما سيحمله الخطاب لا سيّما أن العدو كان يتوجس هذه الإطلالة ويُحسب لها ألف حساب.

إلا أن معلومات خاصة بـ"ليبانون ديبايت" تلفت إلى أن الخطوط العريضة لخطاب السيد نصر الله أصبحت واضحة لا سيّما مع جلاء الصورة بعد 3 أسابيع من القتل والتدمير الممنهج الذي يعتمده العدو الإسرائيلي.

وتتحدّث المعلومات عن هذه الخطوط وأبرزها:

- الأمور وفق هذه المعلومات ليست ذاهبة باتجاه حرب شاملة.

- ذلك لا يعني أن الخطاب لن يكون شديد اللهجة بل على العكس بل سيكون تصعيدياً ضد إسرائيل، ولكنه سيحتفظ لنفسه بإدارة شؤون اللعبة وعدم دفع الأمور إلى خارج الستاتيكو الذي رسمته الحرب على غزة، لا سيّما أن الإسرائيلي لم يستطع على مدى 3 أسابيع من إحداث أي خرق على تلك الجبهة رغم رفع منسوب الأسلوب الوحشي الذي يعتمده في التدمير والقتل.

- وسيعلن أن المقاومة بجهوزية تامّة ومستمرة في الوقوف مع فلسطين وغزة لكن دون إعطاء العدو الحجّة للتصعيد الخطير والذهاب إلى حرب شاملة.

ولا تخفي المعلومات أن سقف الخطاب الذي حدّده السيد جاء بعد قراءة واضحة لسير الأمور على جبهة غزة خلال 3 أسابيع عكس الضبابية التي تحكّمت بالأيام الأولى للحرب على غزة.

وتشير المعلومات إلى أنه وفق معادلة "الحرب تحتاج إلى طرفين" فإن الرسائل التي وصلت إلى لبنان عبر القنوات الدبلوماسية من الجانب الأميركي وبالتالي الإسرائيلي تفيد بأن الدولتين لا تريدان الحرب والأميركي يحثّ لبنان على عدم الدخول في أي حرب مفتوحة.

 

لبنان يقف على حافة الحرب؟

ليبانون ديبايت/الثلاثاء 31 تشرين الأول 2023

لبنان في قلب الحرب الإسرائيلية على غزة، ولكن رقعة هذه الحرب على الجبهة اللبنانية تبقى رهينة التطورات المرتقبة في الأيام القليلة المقبلة، بعدما دخلت الحرب في غزة مرحلة العملية البرية وفق إيقاع مختلف عن كل حروبها السابقة على القطاع. وعلى هذا الصعيد، يرى الكاتب والمحلِّل السياسي ابراهيم ريحان، بأن تحديد موعد إطلالة الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله يوم الجمعة المقبل، يعود إلى أسباب عدة، أبرزها إعطاء الفرصة للجهود السياسية الديبلوماسية، واتضاح الموقف في غزة. أمّا بالنسبة لما تردّد عن أن الإطلالة قد تكون لإعلان الحرب، فأكد المحلِّل ريحان ل"ليبانون ديبايت"، بأنه "غير منطقي، لأنه إن كان سيعلن الحرب، فلن يجمع الناس في الجنوب وفي الضاحية"، معتبراً أن الهدف هو "رسم المشهد المقبل وخطوط المواجهة في المرحلة القادمة، والتي لا يمتلك الجواب حول طبيعتها لجهة الحرب أو اللاحرب، إلا الأمين العام للحزب نفسه". وعن مسار هذه الحرب في غزة، يقول ريحان إن "الميدان صعب بالنسبة للإسرائيلي، لأنه وبعد 22 يوماً من الحرب، قد دخل لبضعة كيلومترات داخل غزة، ما يؤكد أنه من الصعب تحقيق أي إنجاز عسكري، خصوصاً وأن العمليات البرية بالأمس حصلت في شارع صلاح الدين وفي أرض زراعية كبيرة مفتوحة، وحركة حماس لن تقاتل في أرض مفتوحة، وقد فهمت اللعبة التي تقوم بها إسرائيل من أجل استدراجها". ووفق المحلِّل ريحان، فإن البحث الآن يتركز حول المرحلة المقبلة، لأن غزة لن تبقى غزة وإسرائيل التي هزمت الجيوش العربية مجتمعة بستة أيام، لم تعد إسرائيل، كما أن بنيامين نتنياهو لا يستطيع الإستمرار بالسياسة، وحماس لن تعود كما كانت قبل 7 تشرين، حيث يتوقع مفاجآت واستقالات في حكومة نتنياهو، بسبب تنامي الخلافات، لأن بني غانتز قائد جيش سابق ووزير دفاع سابق، وغازي إيزنكوت رئيس أركان سابق، وهما يدركان قدرات الجيش وعجزه عن خوض حرب برية، خصوصاً وأن الجنود هم من الجيل الجديد ولم يخوضوا حروباً سابقة وليسوا مقاتلين، وبالتالي، هناك قلة ثقة بين القيادتين العسكرية والسياسية.

ويعتبر ريحان، أن "ما تقوم به إسرائيل، هو تدمير من الجو وقتل وهذا يعكس إفلاساً لدى جيشها، الذي ضُربت صورته في 7 تشرين الأول، ويريد تحويلها إلى صورة الجيش الذي لا يرحم، حيث أنه لو سلّمنا جدلاً أن إسرائيل قضت على حماس وهو أمر صعب، فستكون قضت على تنظيم ولم تحقق انتصاراً، فهناك سردية في إسرائيل قد ضُربت وتمت الإطاحة بها". من جهة أخرى، وبالنسبة للميدان في لبنان، يتوقع ريحان أن تصمد حماس لفترة طويلة، مشيراً إلى أن "حزب الله لن يتدخل إلاّ إذا أصبحت حماس على شفير الهاوية، وهذا مستبعد". وعن ملف الأسرى، يرى ريحان، أن نتنياهو غير مكترث لأمرهم، لكن باريس وواشنطن والغرب يهتمون، لأن هناك أسرى يحملون الجنسيات الأميركية والفرنسية والأوروبية والبريطانية، كما أن حركة "حماس" توقعت ردة فعل عسكرية ضد غزة، ولكن ليس بهذا الحجم الكبير بسبب الأسرى.

وعلى مستوى المحاولات الديبلوماسية لوقف النار، يشير ريحان، إلى أنه من المبكر الحديث بالسياسة قبل عدة أيام حتى تتبلور صورة الميدان، إلاّ أن الداخل الإسرائيلي يلعب دوراً في إسقاط مبدأ الحرب الطويلة، والمجتمع الإسرائيلي غير معتاد على تحمل الخسائر الكبيرة، وفي استطلاع لمجلة "معاريف"، تراجع عدد المؤيدين للعملية البرية من 65 بالمئة إلى 48 بالمئة، وإن لم يتحقق أي تقدم ّبالبر خلال يومين أو ثلاثة ستتصاعد الأصوات ضد نتنياهو لمنعه من استنزاف الجيش". وعن المشهد اللبناني، يكشف ريحان عن دينامية سياسية قوية في المنطقة، مشيراً إلى أن "لبنان يقف على الحافة ومن غير المعلوم متى قد يقفز إلى داخل الحرب".

 

حراكٌ لتجنيب لبنان الأسوأ… وميقاتي يستعينُ بقطر

جريدة الأنباء الالكترونية/الثلاثاء 31 تشرين الأول 2023

رغم ما يظهر من علامات توحي وكأن الامور تنحو باتجاه معاكس للتصعيد، الا أن حقيقة الأمر تدل على ان القلق الفعلي لا يزال مرتفعاً واحتمالات اتساع رقعة الحرب لا تزال عاليةً مع استمرار الاعتداءات الإسرائيلية في الجنوب والخشية من انزلاق الأمور الى حرب شاملة، عاد وحذّر الرئيس وليد جنبلاط أمس من مغبة الوقوع فيها، مشيرا الى انها اذا ما حصلت ستكون “خطراً وجودياً” على لبنان.

إلا أن حراكاً دبلوماسياً لافتاً برز مع زيارة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الى قطر، حيث حضر مطلب إعادة تحريك المبادرة الخماسية. مصادر حكومية كشفت لجريدة الأنباء الالكترونية أن زيارة ميقاتي الى الدوحة حملت عنوانين رئيسيين، الأول يرتبط بالحرب المدمّرة التي تشنها اسرائيل على غزة والتطورات الميدانية في الجنوب. والثاني إعادة تحريك الملف الرئاسي بعد أن لمس ميقاتي ليونة في موقف رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وإمكانية عودة الموفد القطري الى بيروت واستئناف اتصالاته مع القوى السياسية.

المصادر أشارت الى أن رئيس الحكومة تلقى وعداً من المسؤولين القطريين بالعمل قدر المستطاع لمنع توسيع دائرة المواجهات العسكرية في الجنوب كي تبقى ضمن ما يُعرف بقواعد الاشتباك. أما في ما يتعلق بالملف الرئاسي الذي جرى تجميده بعد عملية طوفان الأقصى، فإن ميقاتي حصل على وعد من قبل المسؤولين القطريين بإعادة التواصل مع أعضاء اللجنة الخماسية والطلب من الموفد القطري التوجه الى لبنان لاستكمال الاتصالات المتعلقة بالملف الرئاسي، وقد تكون الدعوة لعقد جلسة لمجلس الوزراء غداً الاربعاء على علاقة بهذه الأجواء.

جنبلاط من جهته أكد أن العمل الحثيث لترميم الساحة الداخلية هو أمر أكثر من ضروري، مجدداً دعوته على عدم توريط لبنان في حرب، وتحدث بالتفصيل عن موقفه مما يحصل في فلسطين المحتلة، وعن مواقف المجتمعين العربي والدولي، وقراءته لمجمل التطورات الجارية. أما محلياً، فقد كشف جنبلاط بصراحته المعهودة، تفاصيل ما يجري في قضية الفراغ الذي يهدد قيادة الجيش، مع ما لهذا الموضوع من محاذير في هذه المرحلة بالذات. وقال: “زارني جبران باسيل وعبّر عن خوفه على لبنان، وطرحت مسألة التمديد لجوزيف عون فس قيادة الجيش ولكن “إجا الجواب من غير ميلة”، من وفيق صفا، الذي قال “ما بدنا نحشر” جبران باسيل”. وتابع جنبلاط: “أنا أفضّل أن يكون ثمة مجلس عسكري وقائد للجيش، لكنهم سألوني “هل أضمنه؟” (قاصدا الضابط حسان عودة المطروح لرئاسة الأركان)، أنا أرفض هذا السؤال، هم يشككون بي”، سائلاً “هل يجوز أن يكون الجيش بلا قائد؟”، معلّقاً على كيفية مقاربة الأمور من قبل البعض بالقول: “هزُلت”. بالتوازي، سوف يتحدث الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله يوم الجمعة في خطاب بمناسبة تكريم شهداء الحزب الذين سقطوا في المواجهات مع العدو الاسرائيلي، وهو سوف يشرح موقف الحزب من حرب الابادة التي يتعرض لها سكان غزة والتطورات في الجنوب، بحسب مصادر متابعة، نقلت للأنباء الالكترونية أن نصرالله سيتحدث أيضاً عن الظروف التي أدت الى المواجهات الميدانية بين حزب الله واسرائيل، وأهمية التضامن مع حماس والوقوف الى جانب غزة في الحرب المدمّرة التي تشنها اسرائيل على القطاع بأكمله، فيما العالم كله يقف متفرجاً ومنحازاً بغالبيته الى جانب اسرائيل. وبحسب المصادر فإن نصرالله قد يتطرق في خطابه الى الملف الداخلي وموقف الحزب من الملفات الساخنة. وبانتظار ما ستفرزه التطورات محلياً في القضايا الأساسية المطروحة، من مؤسسة الجيش الى كل الملفات العالقة، إلى الاتصالات التي أجراها الرئيس ميقاتي في قطر وهي أكثر من ضرورية لضمان عدم اتساع رقعة المواجهات جنوباً، تبقى الوحدة الداخلية هي الأساس، والأهم التعالي عن الحسابات الضيقة، فهل يرتقي الجميع الى مستوى الحدث؟

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

 إسرائيل تعلن انطلاق الهجوم البري على غزة وسط معارك ضارية

“القسام” تُجهز على فرقة للاحتلال وصافرات الإنذار تدوي في تل أبيب… ونتانياهو: وقف القتال “استسلام لحماس”

غزة، عواصم – وكالات/31 تشرين الأول/2023

 وسط معارك ضارية شهدها القطاع أمس، أعلنت إسرائيل صدور أمر الهجوم للقوات البرية، حيث أصدر قائد المنطقة الجنوبية للقوات البرية الإسرائيلية العاملة في القطاع أمرا بشن “هجوم على حماس والمنظمات الإرهابية”، وفق بيان للمتحدث باسم جيش الإحتلال أفيخاي أدرعي، الذي قال على منصة “أكس”: “تحقيق الانتصار مهما طال القتال، وبغض النظر عن مدى صعوبته… سنحارب في الأزقة، وسنحارب في الأنفاق، وسنحارب أينما يلزم”. وتزامن الإعلان مع مواصلة جيش الاحتلال عملياته البرية، مستخدما الدبابات والآليات المدرعة والجرافات وسط ركام الأبنية المدمرة في القطاع، ونقل مراسل قناة “الحرة” الأميركية عن بيان لجيش الإحتلال أن قواته تخوض معارك مع مسلحي “حماس” في عمق غزة، مشيرا إلى أنه في الساعات الأخيرة “خاضت قوات مشتركة من الجيش، بقيادة القوات البرية، معارك عنيفة في عمق أراضي قطاع غزة. وهاجمت موقعا إرهابيا تابعا لحماس في الشمال، وخلايا تطلق صواريخ مضادة للدبابات، ونقاط مراقبة، وتم الاستيلاء على الكثير من الأسلحة بما فيها عبوات”. وذكر المتحدث جوناثان كونريكوس أن العمليات البرية في غزة تركز على مناطق الشمال، ومن بينها مدينة غزة، والتي قال إنها “مركز ثقل حماس… لكننا نواصل أيضا شن ضربات في أجزاء أخرى من غزة، ونطارد قادة حماس، ونهاجم بنيتهم التحتية. كلما كان هناك هدف مهم مرتبط بحماس، نقصفه”. ونشر الجيش مقاطع مصورة لقواته العاملة في القطاع، تظهر مركبات تمهد الطريق لدبابات وقوات تسير بجوار بنايات مدمرة، وتتخذ مواقعها وسط أنقاض مبنى تعرض لأضرار جسيمة مع سماع دوي إطلاق نار كثيف في الخلفية، بينما نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية صورا وخرائط جديدة تبين حجم التوغل الإسرائيلي، حيث تظهر دبابات دخلت القطاع من الشمال وتحركت جنوبا باتجاه المناطق المكتظة بالسكان شمال مدينة غزة، وتظهر أيضا حفرا ناجمة عن الهجمات الصاروخية ومبان تحولت لأنقاض.

في المقابل، قالت وزارة الداخلية في غزة إن القوات الإسرائيلية دخلت شمال غرب غزة، وتتواجد في شارع صلاح الدين، وتحاول الوصول إلى شارع الرشيد (شارع البحر) في محاولة منها لتقطيع أوصال القطاع، بينما نشرت حركة “حماس” مقطعا مصورا لاشتباك مسلحيها مع قوات إسرائيلية داخل غزة بالقرب من معبر إيريز الحدودي، وتظهر المشاهد كاميرا محمولة على جسد مسلح، وخروج مسلحين من أحد الأنفاق قبل أن يقتربوا من منطقة تمركز القوات ويطلقوا النيران عليها وتندلع معركة بالأسلحة النارية. وقال زكي عبد الحي، وهو فلسطيني يعيش على بعد دقائق من الطريق الذي يوصل إلى جنوب مدينة غزة، إن السكان يخشون سلوكا الطريق، مضيفا “الناس خائفون للغاية، الدبابات الإسرائيلية لاتزال قريبة، ويمكن سماع قصف مدفعي مستمر بالقرب من الطريق”. إلى ذلك، أعلنت كتائب القسام الإجهاز على قوة إسرائيلية داخل مبنى شمال شرق قطاع غزة، قائلة في منشور أورده  المركز الفلسطيني للإعلام إن مجاهدي الكتائب أجهزوا على قوة صهيونية بعد دخولها مبنى كمن المجاهدون داخله في بيت حانون، واستهدفوا جرافة وآلية كانتا تؤمنان القوة الراجلة، كما بثت مشاهد فيديو من التحام مقاتليها بقوات إسرائيلية غرب معبر إيرز يوم الأحد الماضي واشتباكهم معها. وقالت كتائب القسام إنها أطلقت صواريخ مضادة للدبابات على وحدات إسرائيلية في حي الزيتون جنوب شرق غزة، فيما أفادت تقرير بوقوع اشتباكات في الجزء الشمالي الغربي من غزة، وأعلنت قصف قاعدة نيفاتيم الجوية وبلدة نير إسحاق بغلاف غزة برشقة صاروخية، كما أضافت أنها قصفت مدينة تل أبيب، فيما انطلقت صفارات الإنذار في تل أبيب ووسط إسرائيل، حسب جيش الاحتلال.

إلى ذلك، رفض رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بشدة وقف إطلاق النار مع “حماس”، زاعما أن “الدعوات لوقف إطلاق النار دعوات لإسرائيل للاستسلام لحماس والاستسلام للإرهاب والاستسلام للهمجية. هذا لن يحدث… يقول الكتاب المقدس إنه يوجد وقت للسلام ووقت للحرب. هذا هو وقت الحرب”.

 

400 شهيد في مجزرة مُروِّعة بجباليا والعدوان يمسح حياً بسكانه

غزة بلا غذاء ولا دواء والعمليات الجراحية على ضوء الهواتف

غزة، عواصم – وكالات/31 تشرين الأول/2023

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة سقوط المئات من الشهداء والجرحى في مجزرة جديدة مروعة، ارتكبها جيش العدوان الإسرائيلي في مخيم جباليا بقطاع غزة، قائلة إن عدد الضحايا الذي بلغ نحو 400 شهيد وجريح قد يكون الأكبر وقد يناهز عدد ضحايا مذبحة المستشفى المعمداني. وقال المتحدث أشرف القدرة “نحاول إنقاذ أكبر عدد ممكن من الجرحى في ظل عدم توفر الإمكانيات”، محذرا من أنه لم يعد يتوفر سرير واحد لعلاج الجرحى نتيجة انهيار المستشفيات، موضحا أن الطواقم الطبية لا تتوفر لديها مستلزمات العلاج لأن الاحتلال يمنع إدخالها، لافتا إلى أن نقص المستلزمات الطبية ينعكس سلبا على عدد الجرحى الذين يتم إنقاذهم. من جانبها، أكدت وزارة الداخلية في غزة أن معظم ضحايا المذبحة الإسرائيلية من النساء والأطفال، موضحة أن إسرائيل دمرت حيا سكنيا بالكامل وسط مخيم جباليا، الذي قالت إنه تعرض لقصف بست قنابل تزن كل واحدة طنا من المتفجرات، فيما وصفته وزارة الصحة في غزة بأنه “إبادة جماعية”. في السياق، أعلنت مصادر محلية استشهاد نحو 15 فلسطينيا واصابة العشرات، في قصف لطيران الاحتلال الإسرائيلي استهدف عمارة سكنية بشارع العشرين في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، قائلة إن نحو 15 شهيدا تم انتشالهم من تحت الأنقاض إلى جانب عشرات المصابين، مضيفة أن عشرات من الجرحى والشهداء لا زالوا تحت الأنقاض. في غضون ذلك، وبلا أغذية ولا أدوية وعمليات جراحية تجرى على ضوء الهواتف وبدون تخدير، يعيشه قطاع غزة وضعا كارثيا نتيجة للعدوان الوحشي الإسرائيلي المتواصل على القطاع لليوم الخامس والعشرين على التوالي، والذي أسفر حتى الآن عن استشهاد 8525 فلسطينيين، بينهم 3324 طفلا و2062 امرأة و460 مسنا، حسب وزارة الصحة.

وبالرغم من دخول نحو 150 شاحنة مساعدات إلى القطاع منذ اشتعال الحرب في السابع من أكتوبر الحالي، إلا أن العدد بحسب منظمات أممية يكاد يشكل نقطة في بحر الاحتياجات، لا سيما مع نزوح نحو مليون شخص من شمال غزة إلى جنوبها، حيث أكدت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة سهير زقوت أمس، أن المساعدات التي دخلت القطاع بعيدة للغاية عن أن تفي بالاحتياجات العارمة، مشددة في مؤتمر صحافي على ضرورة توفير ممرات آمنة للعاملين في المجال الإنساني لتوفير الاستجابة الإنسانية في ظل الأوضاع المعقدة.

وفي المؤتمر الصحافي نفسه، حذر متحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) من خطر ارتفاع وفيات الرضع بسبب الجفاف مع توفر خمسة في المائة فقط من إمدادات المياه العادية.كما تحدثت اليونيسيف عن بلاغات بفقدان 940 طفلا في غزة. من جهته، قال مارتن غريفيث المنسق الأممي للإغاثة إنه يشعر بالعجز بعد تحدثه هاتفيا مع عائلات في غزة. وأضاف غريفيث إن ما عانوه منذ السابع من أكتوبر هو أمر مدمر للغاية.وتابع “عندما تخبرك طفلة تبلغ من العمر ثماني سنوات بأنها لا تريد أن تموت، فمن الصعب ألا تشعر بالعجز”. من جانبه اشار المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، إلى ارتفاع عدد الشهداء في غزة إلى 8 آلاف و525 بينهم 3542 طفلا، و2187 امرأة، وأضاف القدرة في مؤتمر صحافي أنه جرى تدمير أجزاء من مستشفى الصداقة التركي نتيجة استهداف إسرائيلي مباشر صباح أمس. وتابع “نعلن بدء العد التنازلي لتوقف المولدات الكهربائية الرئيسية في مجمع الشفاء الطبي والمستشفى الإندونيسي مع نهاية اليوم الأربعاء. وأشار الى أنه تم استهداف 57 مؤسسة صحية وإخراج 15 مستشفى و32 مركزا صحيا عن الخدمة نتيجة الاستهداف وعدم إدخال الوقود. وفي السياق، قالت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، إن الطيران استهدف منازل في محيط مستشفى الإندونيسي شمال القطاع، وأخرى في محيط مستشفى القدس التابع لجمعية الهلال الأحمر غرب مدينة غزة، ومحيط مستشفى غزة الأوروبي جنوب القطاع، ومحيط مستشفى الصداقة التركي. هذا وقصفت قوات الاحتلال سيارة إسعاف في منطقة أبو شرخ شمال قطاع غزة ما أدى إلى إصابة مسعفين اثنين جراء الاستهداف.

 

الحوثيون يتبنون ضربات لأهداف إسرائيلية

السياسة/31 تشرين الأول/2023

أعلنت قوات الحوثيين، امس، إطلاق دفعة كبيرة من الصواريخ البالستية والمجنّحة، بالإضافة إلى عدد كبير من الطائرات المسيّرة، على أهداف مختلفة للعدو الإسرائيلي في الأراضي المحتلة. وأوضحت في بيان صادر عنها ألقاه متحدثها الرسمي العميد يحيى سريع، أن “القوات المسلحة اليمنية تؤكد أن هذه العملية هي الثالثة نصرةً لإخواننا المظلومين في فلسطين”. وأكد سريع استمرار المجموعة في “تنفيذ مزيد من الضربات النوعية بالصواريخ والطائرات المسيّرة حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي”.وشدد البيان على “موقف الشعب اليمني الثابت والمبدئي تجاهَ القضية الفلسطينية، وحق الشعب الفلسطيني الكامل في الدفاع عن النفس ونيل حقوقه المشروعة كاملة”، مشيراً إلى أن ما يزعزع المنطقة ويوسّع من دائرة الصراعِ، هو استمرار كيان العدو الصهيوني في ارتكاب الجرائم والمجازر بحق أهالي قطاعِ غزة وكل فلسطين المحتلة”.

 

البيت الأبيض: الشراكة الدفاعية مع السعودية حجر الزاوية للاستقرار والردع الإقليمي

الرياض، واشنطن، عواصم – وكالات/31 تشرين الأول/2023

أجرى وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان محادثات مع مستشار الأمن القومي الاميركي جيك سوليفان، تناولت تعزيز العلاقات الدفاعية بين البلدين ومستجدات الاوضاع في قطاع غزة، وذكر البيت الابيض في بيان ان سوليفان ووزير الدفاع السعودي ناقشا الجهود المستمرة لتعزيز الشراكة الدفاعية بين الولايات المتحدة والسعودية والتي كانت على مدى عقود بمثابة حجر الزاوية للاستقرار والردع الإقليمي. واضاف البيان ان مستشار الامن القومي الاميركي أكد التزام الرئيس جو بايدن بالدفاع عن شركاء الولايات المتحدة، ضد التهديدات من الجهات الحكومية وغير الحكومية بما في ذلك تلك المدعومة من إيران، ورحب بالتراجع الكبير في تصعيد الصراع خلال العام ونصف العام الماضيين، معربا عن تأييده للجهود التي تقودها السعودية لإنهاء الحرب في اليمن. وأوضح ان الجانبين بحثا الوضع الحالي بغزة وأكدا الحاجة الملحة لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية الى سكان غزة، وشددا على أهمية العمل من أجل سلام مستدام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وعلى أهمية ردع أي دولة أو جهة غير حكومية تسعى لتوسيع الصراع. من جانبه، بحث وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان هاتفيا، مع الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، تطورات الأوضاع في غزة وأهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤوليته تجاه وقف الأعمال العسكرية والعودة إلى مسار السلام العادل والشامل للقضية الفلسطينية.

 

حماس: توغل إسرائيل برا محاولة “بائسة” لتغطية فشلها في 7 أكتوبر

وكالات/31 تشرين الأول/2023

غزة:وصفت حركة “حماس” الفلسطينية، الثلاثاء، التوغلات البرية للجيش الإسرائيلي باتجاه مدينة غزة بأنها “محاولة بائسة لتغطية فشلهم العسكري والأمني في السابع من أكتوبر (تشرين الأول الجاري) المجيد”. جاء ذلك في بيان للحركة نشرته على حسابها في تلغرام، واطلعت عليه الأناضول. وقالت “حماس” إن “التوغّلات البرّية لجيش الاحتلال الصهيوني على محاور مختلفة من مدينة غزة، تحت غطاء كثيف من القصف الجوي والمدفعي؛ هي محاولة بائسة لمجلس حرب الاحتلال، لتحقيق إنجاز متوهّم لتغطية فشلهم العسكري والأمني وترميم صورتهم هزيمتهم الاستراتيجية في السابع من أكتوبر المجيد”. وأوضحت أن “كتائب القسام والمقاومة الباسلة، تخوض معارك بطولية وتشتبك بقوة مع أرتال الدبابات والآليات العسكرية المتوغّلة شمال وجنوب مدينة غزة، وتوقع فيها خسائر مباشرة على أكثر من محور”. وأشارت “حماس” إلى أن “الاحتلال (الإسرائيلي) يدفع بجنوده إلى غزة العزّة التي كانت وستبقى مقبرة للغزاة”. في 7 أكتوبر الجاري، نفذت “حماس” هجوما على مستوطنات إسرائيلية بمنطقة “غلاف غزة” وأسرت ما يزيد على 239 إسرائيليا، بينهم عسكريون برتب رفيعة. وفي وقت سابق اليوم، قال الجيش الإسرائيلي إنه يخوض معارك “شرسة” مع مقاتلي حركة “حماس” في عمق قطاع غزة. جاء ذلك في بيان للجيش قال فيه: “تخوض قواتنا معارك شرسة ضد مسلحي منظمة حماس في عمق قطاع غزة”.وأضاف: “هاجمت قوات الجيش الإسرائيلي موقعا تابعا لحماس في شمال قطاع غزة. وتم إطلاق العديد من الأسلحة، بما في ذلك العبوات”. إسرائيل تعمل على فصل شمال قطاع غزة عن جنوبه في توغلها البري

من جهتها  قالت وزارة الداخلية التابعة لحركة حماس في غزة، اليوم الثلاثاء، إن الجيش الإسرائيلي يعمل على فصل شمال القطاع عن جنوبه في توغله البري المستمر منذ أيام. وذكر الناطق باسم الوزارة إياد البزم للصحافيين في غزة، أن قوات الجيش دخلت من منطقة شمال غرب غزة وآلياتها متواجدة في منطقة الكرامة.

وأوضح البزم أن آليات الجيش الإسرائيلي “متواجدة في شارع صلاح الدين وتحاول الوصول إلى شارع الرشيد، حيث تسعى إلى فصل شمال قطاع غزة عن جنوبه”. ولفت البزم إلى أن الجيش الإسرائيلي “يواصل عدوانه الهمجي على قطاع غزة لليوم الـ 25 على التوالي، في ظل حصار مطبق يمنع فيه الوقود والكهرباء والماء والغذاء عن سكان القطاع”. وأعلن الجيش الإسرائيلي الثلاثاء أنه يخوض “معارك ضارية” داخل قطاع غزة مع مقاتلي حركة حماس، مع توسيع الدولة العبرية عملياتها البرية في إطار الحرب ضد الحركة الفلسطينية. وقال الجيش في بيان إن قواته “تخوض معارك ضارية مع حماس في عمق قطاع غزة” متحدثا عن “مقتل عشرات المسلحين” في الساعات الماضية. من جهتها، قالت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إن مقاتليها يخوضون “اشتباكاً مع قوات العدو المتوغلة شمال غرب غزة”، ويستهدفون “آليتين” ما أدى إلى “اشتعال النيران فيهما”، و”يُجهِزون على قوة صهيونية بعد دخولها مبنى” في بيت حانون بشمال القطاع. ومنذ 25 يوما يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، أسفرت عن مقتل وإصابة آلاف الفلسطينيين، معظمهم مدنيون وتسببت بوضع إنساني كارثي، وفق تحذيرات أطلقتها مؤسسات دولية.

 

أردوغان: إسرائيل فقدت تماما عقلية الدولة ونؤمن بضرورة إيقافها

الأناضول/31 تشرين الأول/2023

أنقرة:  قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن “إسرائيل فقدت تماماً عقلية الدولة وباتت تتصرف كتنظيم”، معربا عن إيمانه بضرورة إيقافها في أسرع وقت. تصريح أردوغان جاء في خطاب وجهه للشعب التركي عقب اجتماع لحكومته في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، مساء الثلاثاء. وأوضح أردوغان أن “الإدارة الإسرائيلية ترتكب جرائم ضد الإنسانية أمام أعين العالم أجمع منذ 25 يوما بدعم غير مشروط من أوروبا وأمريكا”. وأضاف أن “العالم الغربي وفي مقدمته الدول الأوروبية، رسب مجددا في اختبار الإنسانية بقطاع غزة”. وتابع: “من يقفون اليوم متفرجين على موت الآلاف من أطفال غزة، لن يبقى لحديثهم أي قيمة في أي قضية غدا”. وأردف: “استشهد حتى اليوم 8 آلاف و500 فلسطيني أغلبهم من الرضع والأطفال والنساء جراء الهجمات الإسرائيلية المباشرة ضد المدنيين”. وأكد أردوغان أن بلاده تواصل مباحثاتها من أجل “محاسبة مرتكبي جرائم الحرب” في غزة أمام القانون. واستطرد: “نرى ضرورة تأسيس آلية أمنية جديدة بتعاون الأطراف الإقليمية، ومستعدون لتحمّل مسؤولية في حال اتخاذ خطوة من هذا القبيل”. وعن استهداف مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني بغزة، قال أردوغان: “هذه المؤسسة الصحية الهامة التي تعالج مرضى السرطان هي آخر ضحايا الهمجية الإسرائيلية”.

وأضاف: “لن تنال الإنسانية والعالم أي خير من مدعي الدفاع عن حقوق الإنسان الذين لا يرفعون أصواتهم ضد المذابح الإسرائيلية”.

 

الأردن يبحث عن تعريف الخط الأحمر لحزب الله: غزة “انهارت” والضفة قد تلحقها.. تكدس السفن “مقلق”.. الملك إلى الإمارات والشارع “يغلي”

لندن- القدس العربي” /31 تشرين الأول/2023

 دعت الملتقيات الوطنية الأردنية المناصرة للمقاومة الفلسطينية إلى احتشاد جماهيري جديد بعد صلاة المغرب مساء الثلاثاء بالقرب من مقر السفارة الإسرائيلية في العاصمة عمان، فيما أفرجت السلطات الأمنية عن نحو 400 موقوف بعد يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول ممن اتهمتهم بمخالفة القوانين أثناء التظاهر. واحتشد متظاهرون في عمان، مساء الثلاثاء، بالتزامن مع إعلان الجيش الإسرائيلي رسميا بدء تدشين حملته العسكرية البرية، في الوقت الذي تتسارع فيه الأحداث على مختلف الصعد وبصيغة تطلبت مغادرة الملك عبد الله الثاني في زيارة مفاجئة إلى الإمارات، لم تكن مبرمجة أو معلنة سابقا. وكانت أوساط رسمية ودبلوماسية أردنية قد كشفت النقاب عن أن التحركات الملكية الأردنية في كل الاتجاهات لها هدف واحد في هذه المرحلة وهو وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وفتح المعابر المصرية لإغاثة القطاع إنسانيا وطبيا. التحركات الملكية الأردنية في كل الاتجاهات لها هدف واحد في هذه المرحلة وهو وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وفتح المعابر المصرية للإغاثة

وأبلغ مسؤول بارز “القدس العربي” بأن الوضع في قطاع غزة الآن أقرب إلى جحيم حقيقي، وأن كل الاحتمالات أصبحت واردة بما في ذلك اتساع رقعة الصراع العسكري على المستوى الإقليمي، مشيرا إلى أن السفن الحربية الأمريكية والأوروبية بدأت تتكدس في البحر المتوسط قبالة فلسطين المحتلة، عشية الهجوم البري الإسرائيلي على القطاع المحاصر. وينذر ذلك بتصعيد خطير، حسب المصدر الأردني، قد يتطلب بلورة موقف موحد وبسقف مختلف للزعماء العرب وبأسرع وقت ممكن مع الإشارة إلى أن تكدس السفن الحربية هدفه ردع إيران وحزب الله اللبناني وتمرير عملية برية كان الأردن يأمل بأن لا تحصل لأنها ستزيد من التعقيدات والفوضى. ونقل إعلاميون عن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، صباح الثلاثاء، قوله إن الوضع في قطاع غزة انهار تماما وليس بصدد الانهيار. ولم يعلن عن أسباب الزيارة المفاجئة، التي أقرها الملك عبد الله الثاني إلى أبوظبي تحديدا، لكن يعتقد بأن الهدف منها حث الإمارات على استخدام كل ثقلها في العلاقات مع الحكومة الإسرائيلية لمنع التدهور السريع للأوضاع والحرص أردنيا على الاحتياط دون انتقال الصراع إلى الضفة الغربية حيث الوضع يتجه الى مراحل حساسة، برأي القصر الملكي الأردني وهو قابل لكل أصناف الانفجار.

ويزور ملك الأردن الأربعاء كلا من البحرين وقطر. يُعتقد بأن الهدف من زيارة الملك إلى الإمارات هو لحثها على استخدام كل ثقلها في العلاقات مع الحكومة الإسرائيلية لمنع التدهور السريع للأوضاع ويقدر دبلوماسيون مطلعون بأن القيادة الأردنية مهتمة جدا بتقصير مسافات التباين في تقدير الموقف بين بعض الدول الخليجية والعمل على بلورة موقف موحد بسبب طول فترة انتظار قمة عربية تقررت يوم 11 من الشهر الجاري، وهي فترة طويلة برأي الأردن يمكن أن تحدث قبلها حالة فوضى غير مسبوقة في المنطقة. الوضع بتقدير الأردن معقد للغاية مع استمرار قصف المدنيين في قطاع غزة. ويزداد التعقيد لأن حزب الله اللبناني أبلغ الأردن عبر وسيط ثالث بعد الاستفسار من قيادته بأن الحزب سيفتح جبهته ويشارك في المعركة إذا تم تجاوز الخطوط الحمراء لكن ما نقل عن مصدر بارز في الخارجية الأردنية هو أن حزب الله امتنع عن شرح وتعريف الخطوط الحمراء كما يراها. شعبيا، تستمر حالة التفاعل التي تصل إلى مستوى الغليان الشعبي مع ورود المزيد من الصور والفيديوهات عن نتائج القصف الإسرائيلي الوحشي ومع الإعلان رسميا عن بدء عملية برية عسكرية واسعة ضد قطاع غزة.

 

مع تزايد التوترات بين الجانبين الأمريكي والإيراني: تدريبات عسكرية للتحالف الدولي بقيادة واشنطن داخل أكبر قاعدة أمريكية في سوريا

دمشق– «القدس العربي/31 تشرين الأول/2023

 نفذت قوات التحالف الدولي، أمس الثلاثاء، تدريبات عسكرية مشتركة مع قوات سوريا الديمقراطية “قسد” في أكبر قاعدة أمريكية داخل حقل العمر النفطي بريف دير الزور شرقي سوريا، باستخدام الذخيرة الحية، ومشاركة الطيران الحربي وضرب أهداف وهمية، وذلك بموازاة تعاظم التوترات والضغط بين الجانبين الأمريكي والإيراني في سياق العدوان الإسرائيلي على غزة، بينما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن قواتها تعرضت لـ 23 هجوماً في سوريا والعراق خلال أسبوعين، في وقت دعت المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة، النظام السوري إلى كبح أنشطة الميليشيات المدعومة من إيران في سوريا.

وقالت مصادر محلية،أمس الثلاثاء، إن انفجارات ضخمة دوت في حقل العمر النفطي بريف دير الزور، نتيجة تدريبات عسكرية مشتركة لقوات التحالف الدولي وقسد، في حقل العمر النفطي بريف دير الزور، وسط مشاركة الطيران الحربي لرفع الجاهزية القتالية. يجري ذلك بينما تواصل قوات التحالف الدولي استقدام تعزيزات إلى مواقعها في سوريا، حيث دخل أمس الثلاثاء، رتل عسكري إلى قاعدتها في الشدادي بريف الحسكة الجنوبي يضم أسلحة ومعدات عسكرية ومواد لوجستية.

ومنذ تاريخ 19 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري نفذت الميليشيات المرتبطة بإيران 15 هجوماً لقواعد التحالف الدولي. وزارة الدفاع الأمريكية، قالت على لسان السكرتير الصحافي بات ريدر، إن القوات الأمريكية في سوريا والعراق تعرضت لـ 23 هجوماً خلال أسبوعين، معرباً عن قلقه من أن زيادة الهجمات التي تشنها الميليشيات الإيرانية قد تدفع المنطقة إلى الحرب. وقال في مؤتمر صحافي، مساء الإثنين: “بين 17 و30 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، تعرضت القوات الأمريكية وقوات “التحالف الدولي” للهجوم 14 مرة على الأقل في العراق، و9 مرات في سوريا”، مؤكداً أن القوات الأمريكية “نجحت في تعطيل العديد من هذه الهجمات، فيما فشل معظمها في الوصول إلى أهدافه”. وأشار ريدر إلى أن الضربات التي وجهتها مقاتلتان أمريكيتان، الخميس الماضي، لمنشأتين تابعتين لـ “الحرس الثوري” الإيراني في البوكمال شرقي سوريا كانت “متناسبة ودقيقة”، مؤكداً أن بلاده “عندما تنفذ مثل هذه الضربات تعلن عن ذلك”. وقال السكرتير الصحافي لوزارة الدفاع الأمريكية: “نحن قلقون من أن زيادة الهجمات التي تشنها الميليشيات الإيرانية تخاطر بسوء التقدير، وقد تدفع المنطقة إلى الحرب”، مضيفاً أن “الجميع يخسر في حرب إقليمية، ولهذا السبب نعمل من خلال الشركاء، مع الحلفاء، وعلى خطوط الهاتف، ونعزز المواقف، لتوضيح رغبتنا في منع الصراع الإقليمي”. في موازاة ذلك، دعت المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، دمشق إلى “كبح أنشطة الميليشيات المدعومة من إيران في سوريا”.

وطالبت خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حول سوريا، النظام السوري بوقف تدفق الأسلحة والمقاتلين الأجانب عبر الأراضي السورية، ووقف الأعمال التصعيدية في مرتفعات الجولان. وأضافت غرينفيلد: “لقد سمح النظام السوري لإيران والجماعات الإرهابية، بما فيها حزب الله، باستخدام مطاراته الدولية لأغراض عسكرية”، مشيراً إلى أن “الولايات المتحدة حذرت الأطراف كافة من مغبة استغلال الوضع في غزة لتوسيع رقعة الصراع أو تعميقه”. ولفتت في حديثها: “أوضحنا أننا سنرد على الهجمات التي تستهدف أفرادنا ومنشآتنا في سوريا أو المصالح الأمريكية، وسنمارس حقنا في الدفاع عن النفس حيثما كان ذلك مناسباً”.

ومساء الإثنين، قصفت طائرات التحالف الدولي مواقع للميليشيات الإيرانية في بلدتي مراط وطابية جزيرة بريف دير الزور الشرقي بعدة غارات جوية. ميدانياً، أفاد موقع “نهر ميديا” المحلي أن طائرات مجهولة استهدفت بصواريخ شديدة الانفجار، الإثنين، شاحنات ضمن الأراضي السورية، بعدما دخلت من الحدود العراقية إلى ريف دير الزور عبر معبر القائم – البوكمال، مشيراً إلى أن “الاستهداف أسفر عن تدمير 3 من الشاحنات بعد دخولها عشرات الأمتار من معبر البوكمال”.بينما أعلنت ميليشيات موالية لإيران مسؤوليتها عن هجوم صاروخي على قاعدة لقوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في شرق سوريا. وقالت “المقاومة الإسلامية في العراق” إنها أطلقت صواريخ على “قاعدة الاحتلال الأمريكي” في حقل غاز “كونيكو”. وسقطت أربعة صواريخ مصدرها مناطق نفوذ قوات النظام والميليشيات الإيرانية في القاعدة الأمريكية بحقل كونيكو للغاز، تزامناً مع وصول تعزيزات عسكرية لقوات التحالف الدولي، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أشار إلى سماع دوي انفجارات في منطقة القاعدة العسكرية مما أجبر قافلة التعزيزات إلى التوقف قبل دخولها إلى القاعدة.

وقال المرصد السوري إنه “بالتوازي مع ذلك، حلقت طائرات التحالف الدولي في أجواء المنطقة، واستهدفت نقاط تمركز للميليشيات الإيرانية في قريتي طابية شامية ومراط بريف دير الزور، ودمرت منصات لإطلاق الصواريخ”.شبكة “فرات بوست” التي رصد الأوضاع شرقي سوريا عن كثب، أفادت من جانبها أن الغارات جاءت رداً على إطلاق الميليشيات الإيرانية لصواريخ باتجاه قاعدة معمل “غاز كونيكو” والتي تتواجد فيها قوات التحالف الدولي.فيما تبنت مجموعات “المقاومة الإسـلامية” المرتبطة بإيران استهداف القاعدة برشقة صـاروخية، مشيرة إلى أن الصواريخ “حققت إصابات مباشرة”. وشنت طائرات تابعة للتحالف الدولي، الإثنين، غارات جوية استهدفت مقرات وآليات تابعة لميليشيات فاطميون الأفغاني في مدينة البوكمال وريفها.

ووفقاً للمصدر، فإن الطائرات استهدفت مواقعين تابعين لميليشيات فاطميون في قرية السكرية بريف البوكمال، أسفر ذلك عن مقتل 5 أفراد من الميليشيات، إضافة إلى تدمير آلية مجهزة برشاش مضاد للطائرات.

وأضاف أن طائرات حربية ومسيرة عادت واستهدفت عشر شاحنات محملة بذخائر تابعة للميليشيات الإيرانية بعد دخولها من العراق إلى البوكمال، لافتاً إلى أن الشاحنتين كانتا تحملان ذخيرة، بينما كانت بعض الشاحنات الأخرى تحمل مواد تموينية.

 

نيويورك تايمز: حزب الله يمارس لعبة توازنات في حرب غزة وبانتظار خطاب نصرالله

إبراهيم درويش/لندن- القدس العربي/31 تشرين الأول/2023

نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرا عن موقف حزب الله من العدوان الإسرائيلي على غزة. فبعد سنوات من التحضير للحرب مع إسرائيل، يبدو الحزب موزعا بين الحفاظ على مصداقيته كحامٍ للفلسطينيين، وتردده في جر لبنان إلى حرب شاملة.  وفي التقرير الذي أعدته ماريا أبي حبيب وبن هبارد، قالا فيه إنه في الوقت الذي تتقدم فيه القوات الإسرائيلية إلى غزة بهدف تدمير حماس، يراقب العالم عن كثب ما يجري على الحدود الشمالية، حيث تخوض القوات الإسرائيلية مناوشات مكثفة مع عدو قوي، وهو حزب الله. ووجد الحزب نفسه في موقع غير مريح منذ هجوم حليفته حماس المفاجئ على إسرائيل في 7 أكتوبر، وبعد سنوات من التحضير للمواجهة، يجد الحزب نفسه موزعا بين الدفاع عن الفلسطينيين، وجر لبنان إلى حرب شاملة كما فعل في 2006. وقدم الحزب نفسه، على مدى أربعين عاما من وجوده، كحامٍ للبنان وحركة مقاومة ضد إسرائيل تدعم الدولة الفلسطينية، لكن بعد 3 أيام من التوغل الإسرائيلي في غزة، وزيادة حصيلة الضحايا الفلسطينيين عن 8000، فقد كان رد الحزب مثيرا للقلق ومنضبطا. ويشير الموقف المتوازن لحزب الله، إلى دوره الكبير في لبنان، كأكبر قوة سياسية وعسكرية، مما يعني أن الحكومة اللبنانية لا تستطيع السيطرة على  قراراته التي تؤثر على البلد. وكذلك يعتبر حزب الله أكبر قوة من القوى التي  تدعمها إيران في الشرق الأوسط، وهو يوحي بأن قرارات الحزب تتجاوز الحدود اللبنانية.

والسؤال المطروح، هل يمكن للحزب الحفاظ على سمعته كطليعة المقاومة في وقت تتقدم إسرائيل بمناطق واسعة من غزة؟ و

يمكن لحزب الله الذي كانت آخر مواجهة له مع إسرائيل في 2006 الضغط على دولة الاحتلال وجيشها متورط في غزة، إلا أن ما يمنعه من دخول المواجهة هي حسابات لبنانية وإقليمية.

ونقلت الصحيفة عن وزير الخارجية اللبناني عبد الله أبو حبيب قوله: “كل لبنان بمن فيهم حزب الله، لا نريد الحرب… هناك ضغوط غربية على حزب الله لألا يدخل الحرب، وتحاورنا مع حزب الله، وانطباعي أنهم لن يبدأوا حربا، ولكن هل ستبدأ إسرائيل الحرب؟ نحتاج لضغط مساو عليهم أيضا”.

وضغط الأمريكيون وإن بشكل خاص على الإسرائيليين لعدم ضرب حزب الله بطريقة تغرق المنطقة في حمام دم. وقال وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر: “لا نبحث عن تصعيد في الشمال”، مضيفا أن حزب الله قد يقرر التصعيد وسترد إسرائيل. وأكد: “نأمل ألا يرتكبوا ذلك الخطأ… لقد ارتكبوا خطأ، كما اعتقد في 2006، وأعتقد أن زعيم الحزب قال إنه لو عرف الرد الإسرائيلي، لما بدأ ذلك، وصدقني، فإننا سنجعل رد 2006  يشبه لعبة أطفال”. ويقول أبو حبيب إنه لو ساء الوضع في غزة وصعدت إسرائيل في الشمال، فلن يكون أمام حزب الله إلا الرد. وقال بعض قادة حماس إنهم توقعوا أكثر من الحزب. وقال رئيس المكتب السياسي السابق لحماس، خالد مشعل، إن حلفاء الحركة الإقليميين يمكنهم دعم جهود الحرب أكثر “عندما ترتكب جريمة كهذه في غزة، هناك حاجة للأمور العظيمة”، و”لكن علينا أن نشير إلى لبنان وحزب الله”.

ولدى الحزب قدرات عسكرية متطورة، خاصة منذ حرب 2006، ويقدر أن لديه 150000 صاروخ. وتقول مها يحيى، مديرة مركز كارنيغي الشرق الأوسط: “حزب الله اليوم في وضع يستطيع فيه التسبب بألم لإسرائيل لو اختار دخول الحرب”، مشيرة إلى أن ساحة الحرب التي يختارها الحزب قد تكون متنوعة وليس بالضرورة لبنان. وظل الأمين العام للحزب، حسن نصر الله هادئا منذ 7 أكتوبر، ومن المتوقع أن يلقي خطابا يوم الجمعة. وقال مسؤول على علاقة مع الحزب إن خطهم الأحمر هو تدمير حماس، وإنهم سيدخلون الحرب لو كانت حماس في مرحلتها الأخيرة، لكن هدف إسرائيل هو تدمير حماس. وقال دبلوماسي في بيروت إن الحزب يخبر شركاءه أن حماس في وضع جيد وليست بحاجة للمساعدة في الوقت الحالي.

 

هآرتس/صحيفة عبرية: اليمين بزعامة بن غفير وشبتاي للوسط العربي في إسرائيل: انتظروا النكبة 2

أسرة التحرير/هآرتس/31 تشرين الأول/2023

يقف المواطنون العرب في إسرائيل منذ نشوب الحرب، أي عقب المذبحة التي جرت في بلدات الغلاف، في عين العاصفة. هويتهم المركبة تجعلهم في نظر العديد من اليهود مشبوهين فوريين وتعرضهم لمظاهر عنصرية ونزعة ثأر.

إن معاملة العرب الإسرائيليين على أنهم طابور خامس ليست محفوظة فقط للجموع الغاضبة، فهي تنتشر في الحكومة والكنيست أيضاً. لوزير الأمن القومي إيتمار بن غفير الكهاني، شركاء كثيرون يتطلعون إلى نكبة ثانية. فحين سارع بن غفير بعد بضعة أيام من الحرب للتحذير من أحداث “حارس أسوار 2” أبدى المفتش العام للشرطة كوبي شبتاي أيضاً المسؤولية وتكبد عناء الإشارة إيجاباً إلى سلوك المواطنين العرب، إذ قال في نقاش داخل الكنيست إنه “ينبغي أن نقول كلمة طيبة عن سلوك مفتخر وصفر أحداث، وبقدر ما تكون بؤر فإنها تعالج على المستوى المحلي”. وبينما يفعل كثيرون وطيبون قدر إمكانهم لتهدئة الخواطر وإخفاء التوتر بين اليهود والعرب، ثمة كثيرون يثيرون الشقاق، ومن بينهم مؤثرون في الشبكة ومنتجو المضامين مثل “إسرائيل بيدور”، يدعون إلى مقاطعة ونبذ ممثلين عرب – إسرائيليين ممن لم يعبروا علناً عن موقف قاطع ضد المذبحة. نقطة انطلاقهم أن الصمت مثله مثل التأييد للإرهاب. تمشط صفحات الشبكات الاجتماعية للأطباء العاملين في الجهاز الصحي وأعضاء الطاقم العرب؛ بهدف العثور على مضامين تعتبر تأييداً للإرهاب، وهناك مؤسسات طبية أبعدت وأقالت عاملين.

بالتوازي، تبدي الشرطة والنيابة العامة يداً رشيقة في كل ما يتعلق بالاعتقال ورفع لوائح الاتهام على تأييد الإرهاب بنشر “بوستات” في الشبكات الاجتماعية. حتى لو لم يكن جدال بأنها “بوستات” مقززة في بعض الحالات، فإن رد فعل الدولة يفتقد لأي توازن. ففي السبت، تعرض طلاب عرب من كلية “نتانيا” للاعتداء من مئات السكان، واضطروا للاحتماء على السطح حتى وصول الشرطة التي أخلتهم. وترافقت المظاهرات بهتافات “الموت للعرب” وتضمنت تهديدات بالقتل. 19 مواطناً عربياً قتلوا على يد حماس في 7 أكتوبر وهناك مواطنون مخطوفون، معظمهم بدو. كما أن الصواريخ لا تميز بين مواطن ومواطن. وكذا في الجيش والشرطة، هناك يهود وعرب وبدو ودروز يقاتلون كتفاً إلى كتف ضد حماس. “مواطنو إسرائيل العرب جزء لا يتجزأ من المجتمع الإسرائيلي. يتألمون مثلنا جميعاً”، قال أمس الوزير بيني غانتس. يجدر لباقي الوزراء والنواب أن يتبنوا نهجاً مشابهاً. هكذا تتصرف قيادة مسؤولة معنية بتهدئة الخواطر وتوحيد مواطني الدولة بدلاً من تحريضهم.

 

يديعوت أحرونوت/“الكل مقابل الكل”.. هذا خيار إسرائيل الأول الذي يجب أن تعرضه على حماس

شمعون شيفر/ يديعوت أحرونوت/31 تشرين الأول/2023

لشدة الأسف، لا توجد سابقة نتعلم منها ونعمل بموجبها في محاولة لتحرير المخطوفين في غزة. لقد دفعت إسرائيل أثماناً باهظة لقاء جنود احتجزوا لدى منظمات إرهاب. فرابين لم يسامح نفسه حتى يومه الأخير حين وافق على تحرير مئات المخربين. ونتنياهو هو الآخر استسلم لمطالب حماس وحرر 1027 محرراً لقاء جلعاد شاليط، بعد أن بنى على مدى السنين حياة مهنية على أساس الوعود بعدم الاستسلام للإرهاب. في حينه أيضاً، مثلما هو الحال اليوم، عرفت حماس أن الرأي العام في إسرائيل سيتجند دون أي تردد في صالح التحرير وسيرفض أي محاولة من أصحاب القرار لإبداء ضبط نفس هدفه تخفيف الثمن لقاءه.

الوضع الحالي مأساوي، لكنه غير مسبوق. 238 إسرائيلياً وعاملاً أجنبياً اختطفوا، وأصبحوا أداة في خدمة حماس، ومنحوها فرصة لفحص معنى الجملة التي نستطيب جميعناً قولها “كل إسرائيلي يساند الآخر”. وعليه، المطلوب الآن اتخاذ موقف واضح من جانب كل الإسرائيليين، بمن فيهم أعضاء الحكومة: السعي إلى صفقة “الكل مقابل الكل”، كل السجناء الأمنيين مقابل كل المخطوفين. إن دور الدولة هو حماية رفاه مواطنيها، والمخطوفون المحتجزون في غزة دليل على خيانتها لهذا الدور في 7 أكتوبر. وعليه، لا يوجد مكان هنا للتفكر حتى مع العلم أن مثل هذه الصفقة ستعرضنا للخطر لاحقاً، إذ إن الفلسطينيين سيحصلون على تشجيع لمواصلة محاولة اختطاف إسرائيليين.  هدفان حددتهما الحكومة منذ بداية المعركة: في البداية القضاء على حماس، وبعد ذلك، بتأخير ما، تحرير المخطوفين. لكن لا يمكن أن نتصور إمكانية أن يقضي الجيش الإسرائيلي أولاً على حماس ثم يتفرغ لتحرير المخطوفين. إن واجبنا الأخلاقي، والتكافل المتبادل بيننا، يستوجب عقد صفقة في أقرب وقت ممكن حتى لو كان المعنى هدنة في المعركة.  يجدر أيضاً الإشارة إلى المصاعب التي ستثور في الطريق إلى الصفقة. فحماس لن تستجيب أغلب الظن للاقتراح الإسرائيلي “الكل مقابل الكل”، والذي يجب أن يأتي بصوت نتنياهو وعلناً. فهؤلاء القتلة سيستخدمون المخطوفين لحماية أنفسهم. إضافة إلى ذلك، سيضيفون مطالب كأن يعود السجناء من الضفة إلى بيوتهم، والعرب الإسرائيليين إلى بيوتهم. وعلى الرغم من ذلك، ورغم المخاوف، لا مفر. فالمهمة الأعلى والأسمى للحكومة هي تحرير كل المخطوفين. أما من يتردد فليتذكر صور المخطوفين – الرضع، والأطفال، والآباء والأمهات، والأجداد والجدات – ويحاول التفكير كيف كان سيرد لو حصل هذا لأقربائه.

 

معاريف/رفضته قيادة إسرائيل.. عائلات المخطوفين: “كل أسراهم إلى غزة مقابل أبنائنا والجثامين”

مئير شطريت/معاريف/31 تشرين الأول/2023

 في 10 أكتوبر نشرت مقالاً في “معاريف” اقترحت فيه طريقة لتحرير فوري للمخطوفين والأسرى كلهم في يوم واحد. وكان اقتراحي أن نبلغ حماس بأننا مستعدون لتحرير كل السجناء الأمنيين عندنا في يوم واحد إلى غزة، مقابل تحرير فوري لكل مخطوفينا وأسرانا، بما في ذلك جثامين الجنود والمدنيين التي يحتجزونها عندهم. فكرت منذ البداية أننا يجب أن نطرح حلاً من خارج الصندوق واقتراحاً لا يمكن رفضه. إذ كان واضحاً لي أن حماس ما كان يمكنها أن تتفادى الاقتراح. بزعمها أن الهجوم علينا كان يستهدف تحرير السجناء الأمنيين عندنا. رفعت اقتراحي للمعنيين بالموضوع، مثل نيتسان ألون، الذي وعد يرفع اقتراحي إلى غال هيرش. لكن لأسفي، لم يحصل شيء. رفعت الاقتراح أيضاً لرجال الإعلام الذين لم يعرضوه قط. لمفاجأتي، كان أول من عقب على الاقتراح خالد مشعل، الذي أتى بالاقتراح ذاته.

لفرحتي، الكثيرون يؤيدون اليوم هذا الاقتراح، وخصوصاً عائلات المخطوفين، كما عرضوا ذلك أمس ليلاً على رئيس الوزراء. كما أن وزير الدفاع الأسبق شاؤول موفاز، أيد هذا الاقتراح في مقابلة في القناة 12. برأيي، على إسرائيل أن تطرح هذا الاقتراح علناً وتنشره. إذا عارضت حماس، فسيتعين عليها تفسير الأمر الذي سيصعب عليها عمله. لا معنى لمزيد من الانتظار، فقد ضاعت ثلاثة أسابيع ولم يتحقق فيها أي تقدم حقيقي باستثناء تحرير أربعة مخطوفين بمعونة قطر، التي لها اعتباراتها الخاصة لمساعدتنا في هذا الطريق.

كي ننجح مع عدو وحشي مثل حماس، يجب أن نفكر بالمفاهيم التي تفكر بها، وإلا فلن نصل إلى أي إنجاز. إسرائيل، لأسفي، فوتت القدرة على الدخول إلى رأس حماس. لو لم يكن هذا لما فوجئنا بهذا الحجم وبهذا القصور الرهيب. علينا ألا ننتظر ولو يوماً واحداً آخر، فكل يوم يمر يرفع الخطر على سلامة المخطوفين، كما أن تطور المعارك سيصعّب الوصول إلى أي صفقة أو سيرفع الثمن إلى ثمن لا يعقل أو يعرض فرص الصفقة للخطر.

 

إسرائيل اليوم/ماذا عن إعلان قادة إسرائيل “تحرير” المجندة من “العمق الحمساوي”؟

يوآف ليمور/إسرائيل اليوم/31 تشرين الأول/2023

إن تحرير المجندة أوري مجيدش، تعدّ لحظة نور في ظلام الحرب القاسية التي فرضت على إسرائيل. ثمة إحساس بأنه ولأول مرة منذ 7 أكتوبر، عادت الجرأة والإبداعية إلى الجانب الإسرائيلي. إن تحريرها الذي نشر بعد بضع ساعات من شريط مسجل آخر أخرجته حماس بمشاركة ثلاث مخطوفات، ساعد في الفرح الجماعي، وعظم فرحة لدى عائلة مجيدش التي تتنفس الصعداء الآن. العملية ذاتها كانت تحبس الأنفاس. لقد درج على قول هذا بخفة كبيرة جداً عن عمليات كثيرة، لكنه كان حقيقياً أكثر في الحالة الراهنة. التفاصيل محظورة النشر، وربما لا تعرف أبداً، لكن الورود في هذه الحالة من حق رجال العمليات في جهاز الأمن العام “الشاباك” ممن استغلوا معلومة استخبارية دقيقة لعملية موضعية ناجحة في عمق الأرض الحماسية. وكان الجيش الإسرائيلي شريكاً في العملية التي أشرف عليها في الزمن الحقيقي رئيسا “الشاباك” و”الأركان” بسبب حساسيتها العالية والخوف من أن تؤدي إلى تعقيدات.

جيء بمجيدش إلى إسرائيل فجر أمس، فحصت، وبعدها التقت أبناء عائلتها. قد يستجوبها الجيش الإسرائيلي حتى يفهم ما مر عليها في الأسر من لحظة اختطافها من استحكام “ناحل عوز” في صباح هجوم “فرحة التوراة”، وحتى يتعرف على تفاصيل جديدة.

ربما ترددت إسرائيل في إعلان تحرير مجيدش، لكن ذلك قد يدفع حماس لنقل المخطوفين، مما سينتج معلومات إضافية عنهم. بالمقابل، ستعمل المنظمة على تشديد الحراسة عليهم.

بالتوازي، تأمل إسرائيل بأن تتيح الحملة البرية فرصاً إضافية تتعلق بالمخطوفين. هذا صحيح على المستوى التكتيكي؛ فالاحتكاك بالأرض ينتج معلومات استخبارية وفرصاً عملياتية. كما أن هذا صحيح استراتيجياً أيضاً: إذا ما شعرت حماس أن مراكز قوتها في مدينة غزة عرضة للخطر، فهي كفيلة إلى تبادل المخطوفين كي تخفف الضغط العسكري عليها.

في وجه المعضلة

تواصلت الحملة نفسها أمس أيضاً، وإن كانت إسرائيل كفيلة أن تصطدم قريباً بمعضلة ذات مغزى. فالقيادة السياسية الأمنية وإن أعلنت أن هدفها هو القضاء على الذراع العسكرية لحماس ونزع قدراتها السلطوية، لكنها أعربت في مداولاتها الداخلية عن تقديرات بأن هذا سيستغرق أشهراً طويلة لتحقيق الأهداف. وحذرت محافل مختلفة أن إسرائيل ستفقد في هذه الفترة الشرعية الدولية للعملية وتساءلت فيما إذا كان الاقتصاد الإسرائيلي سيصمد أمام عبء الحرب، وخصوصاً حين يكون مطلوباً بالتوازي الإبقاء على تأهب أعلى في الحدود الشمالية أيضاً.

إذا ما قررت إسرائيل الامتناع عن ذلك، فالبديل المحتمل هو العمل بشكل محدود ومواصلة المعركة بأساليب مختلفة لا تستوجب بقاء متواصلاً في عمق الأرض الفلسطينية. مع أن مثل هذه الخطوة ستقلل الضغط الدولي والاقتصادي على إسرائيل، لكن مشكوك فيه أن تحقق أهداف الحرب، وبالتأكيد لن تحيد التهديد من الشمال ولن تسمح أيضاً بالتقدم في عملية إعادة بناء البلدات في غلاف غزة. في هذه الأثناء، يواصل الجيش الإسرائيلي الحملة البرية. والإنجازات التي سيحققها – في قتل المخربين وتدمير البنى التحتية وتحرير المخطوفين- ستحدد باقي الطريق بقدر لا يقل عن الضغوط الخارجية. وعلى فرض أن الجبهة الشمالية لن تشتعل، سيشتد الضغط على حماس. ونأمل أن يؤدي هذا إلى عودة مزيد من المخطوفين إلى الديار قريباً.

 

يديعوت أحرونوت: “قصف شمال القطاع وعمل إنساني في الجنوب”.. هكذا يضمن الجيش الإسرائيلي “شرعية دولية”

نداف ايال/يديعوت أحرونوت/31 تشرين الأول/2023

بعد ثلاثة أسابيع وثلاثة أيام، تلقت إسرائيل أنباء طيبة لأول مرة. تنفس عميق واحد، حر، في قلب كابوس رافقنا جميعاً. فعملية تحرير المجندة أوري مجيدش ليست انعطافة في الحرب أو تطوراً جغرافياً – استراتيجياً مهماً. أهميتها، أولا وقبل كل شيء، إنسانية: إعادة مخطوفة إلى عائلتها. لكن ما يضاف إليها هو رمزية كبيرة ترتبط بالجيش الإسرائيلي، بالثقة بها وبقدراته. في 7 أكتوبر، تعرض المجتمع الإسرائيلي لضربة شديدة. ليس بسبب عدد المصابين، والفظائع التي أوقعتها وحدة الموت من حماس، والإخفاق الاستخباري فحسب، بل بسبب إحساس أن الجيش الإسرائيلي لم ينجح – رغم القتال في غزة – للوصول إلى البلدات المحاصرة والمحتلة، لمنع سقوط جنوده وللتشويش على أسر المئات، معظمهم مدنيون. إن العملية اللامعة لإنقاذ مجندة واحدة من غزة جسدت إلى الجيش الإسرائيلي الذي نتذكره ونعتمد عليه ما زال يعمل لأجلنا، وأنه انتعش ويقوم بعمله.

أما التداعيات من ناحية حماس، فواضحة. إسرائيل لم تنجح في إبقاء تحرير المجندة في السر. وكبديل، قدرت أن حماس على وعي به، بسبب عملية الإنقاذ. مهما يكن من أمر، فقادة المنظمة الإرهابية رأوا الاحتفالات في إسرائيل، بعد بضع ساعات من إطلاقهم شريطاً مسجلاً ظهرت فيه ثلاث مخطوفات يستجدين تحريرهن. واستنتجت حماس أن عليها إخفاء المخطوفات والمخطوفين بشكل أفضل، وقد تبقى لديها 238. كان من الصعب ألا نفكر أمس بمئات العائلات التي شاهدت الفرح في بيت مجيدش بعيون دامعة، بعد ليال بلا نوم وهي تتوق لتحل عليها هذه اللحظة أيضاً. الرسالة من عملية الجيش الإسرائيلي تساعد على دفع حماس لعقد صفقة. فهي تدرك أن إسرائيل تعمل في القطاع، وكفيلة أن تفقد بعض أوراق المساومة التي لديها نتيجة المناورة البرية وفقدان السيطرة الفعلية على بعض من المناطق. الصفقة الجزئية، تلك التي تتعلق بالنساء والأطفال وربما المواطنين الأجانب لم تشطب عن الطاولة، رغم أن عملية الوساطة “لم تنضج”، على حد تعبير مسؤول إسرائيلي كبير.

غطت التقارير الدراماتيكية أمس قليلاً على صورة المعركة في القطاع نفسه. فالجيش الإسرائيلي في ذروة توسيع جوهري للمناورة البرية، ويعمل وفقاً لخطة مرتبة ويجتهد ليفهم الإعلام في إسرائيل والعالم أقل ما يكون عنها. فالجيش يتوقع مقاومة متزايدة من المخربين ومعارك قاسية، ويشدد على أن ما رأيناه حتى الآن ليس سوى البداية.

وحتى تصبح هذه البداية خطوة ذات مغزى، فالمطلوب هو الوقت؛ والوقت المطلوب للعملية العسكرية هو أشهر. هذا هو السبب الذي يجعل جهاز الأمن معنياً بتوسيع المساعدة الإنسانية لسكان قطاع غزة. فالجهات المهنية في إسرائيل تفهم أنه كي يتمكن الجيش من العمل طوال هذه المدة، ثمة حاجة لتثبيت نمط حياة ما اعتيادي في جنوب القطاع، حتى رفح. نمط تكون في إطاره هجمات محدودة للغاية ينفذها الجيش الإسرائيلي في المنطقة، يتلقى فيها المرضى والجرحى من الشمال العلاج في المستشفيات التي تسمح بها مصر وإسرائيل، وأن تقام حلول سكنية لمئات آلاف الفلسطينيين لمنع مصيبة إنسانية. فالشرعية تستحق الوقت، هذه هي الصيغة التي توصل إليها جهاز الأمن. وساهم الأمريكيون بنصيبهم فيها. وحسب جهاز الأمن، فمن أجل أن تكون هناك شرعية ووقت للجيش للعمل، ثمة حاجة لإدخال الدواء والغذاء والماء؛ وآلية عالمية بقيادة مصر والولايات المتحدة. والمعنى هو تدويل عملي لجنوب قطاع غزة، ونقل المسؤولية السلطوية من حماس إلى تنظيم دولي – بينما تقوم إسرائيل بإزالة حكم حماس من شمال القطاع ووسطه. بالتوازي، تبذل جهود عملياتية ودبلوماسية لإعادة أكبر قدر ممكن من المخطوفين وفي أقرب وقت ممكن.

كي تحصل هذه الأمور الطيبة، فإن الحكومة ملزمة للتغلب على طبيعتها الضارة والمتطرفة. ومثال ذلك تلك الوثيقة التي كتبت في وزارة الاستخبارات بقيادة غيلا جمليئيل و”سُربت”؛ ورقة هي نتاج مجموعة حمقاء تريد إعادة إقامة المستوطنات في شمال القطاع.

تعرض الوثيقة خطة محتملة لدحر الفلسطينيين من غزة إلى سيناء، الموضوع الذي يشكل جريمة حرب، ويؤدي إلى انتهاء اتفاق السلام بين إسرائيل ومصر، وانهيار الحلف الإقليمي المعتدل. لا أحد في إسرائيل يتعاطى مع الورقة واقتراحاتها بجدية. لكن الأسرة الدولية لا تفهم أنه عندما تقول إسرائيل “وزارة الاستخبارات”، فالمقصود هو “هيا نجد وظيفة لناشط ليكودي”. ما إن نشرت الوثيقة حتى وجدت صداها لدى كارهي إسرائيل كـ “خطة سرية” تكشف عن نية حقيقية للحكومة. وكان خبراء في القانون الدولي في أرجاء العالم مطالبين أن يعطوا الرأي في جرائم الحرب التي تخطط لها إسرائيل.

بسبب ماذا كل ذلك؟ بسبب انعدام المسؤولية، والتسييس. ومحاولة حساب بضع نقاط لدى اليمين المتطرف. هذا مثال واحد. وثمة أحداث فتاكة يوقعها “فتيان التلال” [المستوطنون] في الضفة الغربية. سموتريتش مصمم على سحق السلطة الفلسطينية التي بالكاد تصمد أمام الضغط على أي حال. وهناك من يحاول سكب البنزين على العلاقات اليهودية العربية داخل إسرائيل ذاتها. نتنياهو – الأضعف سياسياً وشخصياً – يفترض أن يلجم الحملات الشعبية المجنونة على أنواعها. لكنه مشغول كما هو معروف، بمكانته الشخصية أساساً.

إن منع أخطاء غبية ومغرضة أمر ضروري جداً الآن، كي يتمكن المجتمع الإسرائيلي وأساساً الجيش الإسرائيلي من تركيز قوته على هزيمة حماس. إن إمكانية التدهور إلى حرب في الشمال وحرب إقليمية لم تضعف في الأسبوع. كانت لنا لحظة من النور أمس، لكن لا يزال هناك الكثير من الظلام الذي يجب طرده.

 

هآرتس/“مبادرة فرنسا” إزاء غزة… بين الأفق السياسي وقواعد اللعب على الأرض

 تسفي برئيل/هآرتس/31 تشرين الأول/2023 31/10/2023

التقارير الواردة عن استعداد حماس لتنفيذ صفقة تبادل كامل للمخطوفين مقابل السجناء، ونشر صور للمخطوفات الإسرائيليات الثلاث، اعتبرتها إسرائيل “إرهاباً نفسياً” وبحق. مع ذلك، ستحتاج إسرائيل في الوقت القريب إلى فحص هذا العرض بشكل فعلي، لأن حماس ليست الوحيدة التي تنشر هذه الرسالة، فهذه رسالة تسمعها واشنطن وباريس والقاهرة والرياض.

وفق تقرير نشر أمس في موقع أخبار مقرب من “حزب الله”، فإن فرنسا تدفع قدماً بخطة عمل تستهدف ما بعد وقف إطلاق النار الإنساني وتسوية أوسع، ستشمل تحرير المخطوفين. غير واضح في التقرير هوية الجهة أو الجهات التي صاغت هذه المبادرة، وإذا كانت تعكس موقف الرئيس إيمانويل ماكرون، وما إذا عرضت على الرئيس الأمريكي أو تم تنسيقها معه. لا يعرف إسرائيل شيئاً عن هذه المبادرة. مصدر سياسي في إسرائيل قال للصحيفة إنه لا تتم مناقشة أي خطط على المدى البعيد في هذه المرحلة. المعركة العسكرية في الذروة، وهي التي ستحدد المعايير لأي اتفاق مستقبلي”.

ووفق هذه المبادرة، سيتم الإعلان عن وقف إطلاق النار من جميع الأطراف، وعلى جميع الجبهات، هذا في المرحلة الأولى، وفيها سيتم إعداد قوائم مفصلة للمخطوفين والسجناء الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم. بعد ذلك، سيتم التوقيع على اتفاق، بحسبه ستطلق حماس سراح كل من لديها، بما في ذلك المخطوفون والمفقودون من حروب سابقة، مقابل إطلاق سراح جميع السجناء الفلسطينيين، بمن فيهم السجناء في الاعتقال الإداري، وستتعهد إسرائيل بعدم اعتقال المحررين مرة أخرى كما فعلت بعد صفقات تبادل سابقة. سيتم تنفيذ التبادل دفعة واحدة بإشراف الأمم المتحدة والصليب الأحمر وضمانة الدول الوسيطة. في الوقت نفسه، سيتم التوقيع على اتفاق حول إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، التي ستشرف الأمم المتحدة على توزيعها على المحتاجين. وقف إطلاق النار هذا، حسب “اقتراح فرنسا”، سيكون هو المرحلة الأولى في تمهيد الأرض لسيطرة السلطة الفلسطينية في غزة.

كلما طالت مدة القتال فإن الضغط السياسي على واشنطن، التي هي نفسها لم تبلور بعد أي موقف حول الحل بعيد المدى المطلوب، ولا تعرف ما هي خطة إسرائيل لليوم التالي. بدأ الآن سماع أصوات غضب من مصر الرسمية، التي تتهم إسرائيل بوضع عقبات أمام قوافل المساعدات في معبر رفح. المتحدث بلسان وزارة الخارجية المصرية، أحمد أبو زياد، نشر أمس بياناً استثنائياً أكد فيه أنه “يجب على كل الأطراف أن تعرف أن مصر لا توفر أي جهد من أجل تسريع إدخال المساعدات للإخوة الفلسطينيين. العقبات التي تضعها إسرائيل هي التي تعيق إدخال المساعدات”.

هذه أقوال جاءت رداً على بيان اللوم الذي أصدره موسى أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي في حماس، الذي طلب فيه من القاهرة “التخلي عن موقف المراقب عن كثب، واتخاذ خطوات حازمة لإدخال المساعدات إلى غزة في أسرع وقت”. ولكن البيان موجه بشكل شخصي للرئيس الأمريكي، الذي توصل إلى اتفاق ملزم حول المساعدات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.

في هذه الأثناء، لا تريد مصر التصادم مع إسرائيل، لكن كلما ازداد الضغط العربي والدولي فإن ربما تقرر مصر “فتحاً واسعاً” لمعبر رفح بدون موافقتها. وهي خطوة قد تضع إسرائيل في وضع غير محتمل، سيكون عليها فيه التقرير ما إذا ستسمح بزيادة حجم المساعدات لتجنب مواجهة سياسية مع مصر، أو البدء بضرب قوافل المساعدة كما فعلت في بداية الحرب. ومن ثم تحولها هي نفسها إلى هدف للضغط الدولي، لا سيما الأمريكي، والمخاطرة بشرخ جدي مع القاهرة.

السعودية تعتبر دولة أخرى “متهمة” بالتخلي عن قضية غزة وعن القضية الفلسطينية بشكل عام، خاصة إزاء انسحابها كما يبدو من المبادرة العربية وحل الدولتين في المفاوضات التي أجرتها مع الولايات المتحدة حول التطبيع مع إسرائيل. قررت الرياض في الحقيقة تجميد النقاشات، لكن توقعات العرب منها هو إلقاء ثقلها الإقليمي والدولي لتحقق وقفاً لإطلاق النار على الأقل. بشكل استثنائي، نشر في جميع وسائل الإعلام الرسمية عن المحادثة الطويلة التي أجراها وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، التي تم تكريسها لمناقشة الوضع في غزة، والحاجة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار قبل انتشار الحرب إلى مناطق أخرى في الشرق الأوسط.

هذه هي المرة الثانية التي تكشف فيها السعودية وإيران بشكل علني أنها تجري نقاشات حول القضية الفلسطينية بشكل عام والحرب في غزة بشكل خاص. كانت المرة السابقة قبل أسبوعين عندما أجرى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، المحادثة الهاتفية الأولى بينهما منذ استئناف العلاقات بين الدولتين في آذار الماضي، وطلبا وقف إطلاق النار.

لا تملك السعودية أي أداة ضغط مباشرة على حماس مثلما هي لقطر أو مصر. وحتى الآن، ابتعدت السعودية عن أي قضية تتعلق بفلسطين. ولكن عندما ترتفع الحرب درجة وتتحول إلى تهديد إقليمي قد يشعل ساحات أخرى، لا سيما ساحات تحضر فيها إيران مثل لبنان وسوريا واليمن، فلن تسمح السعودية لنفسها بالاكتفاء بموقف المراقب وإصدار تصريحات حسن نية. قد لا تبادر السعودية إلى أي عملية سياسية، لكن يمكنها الوقوف وراء خطة تظهرها منطقية وعملية، خطة تعيد على الأقل المواجهة إلى مستواها المحلي. هذا التطلع ربما يضم السعودية إلى المبادرة الفرنسية طالما بقيت ذات صلة، لأن فيها عدة أسس قد تقبلها إسرائيل وواشنطن. أحد هذه الأسس هو المبادرة إلى “إعادة تنظيم” السلطة الفلسطينية بصورة تمكنها من إدارة غزة أيضاً. من غير الواضح ماذا سيكون التفسير العملي لـ “إعادة التنظيم”. ولكن إذا اعتمدنا على اقتراح رئيس الحكومة السابق في رام الله، سلام فياض، كما عرضته صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية هذا الأسبوع، فإن الحديث يدور عن توسيع م.ت.ف بحيث تشمل أيضاً ممثلين عن حماس و”الجهاد الإسلامي” وفصائل أخرى، كي تحصل على الشرعية من الجمهور. بدون ذلك، كما يعتقد فياض، لن تستطيع السلطة الفلسطينية تحمل مسؤولية السيطرة على غزة. هناك شك كبير إذا كانت فرنسا أو أي دولة أخرى، بالأحرى إسرائيل، ستوافق على هذه الخطة التي تذكر بشكل كبير بمشاركة “حزب الله” في الحكومة اللبنانية. معنى ذلك، أن حماس لن تنهار، بل ستكون أيضاً عاملاً له مكانته في أي اتفاق.

مع ذلك، من الجدير فحص البنود الأخرى المشمولة في اقتراح فرنسا: إبعاد جميع الموظفين الذين عينتهم حماس ويستبدل بهم موظفون مسجلون في السلطة الفلسطينية؛ وإعداد قوة شرطة فلسطينية كبيرة تحت سيطرة السلطة لإدارة الشؤون الأمنية في القطاع؛ ووضع خطة لإعادة إعمار قطاع غزة بإشراف السلطة. في موازاة ذلك، يتم وضع قوة متعددة الجنسيات، غربية وعربية وإسلامية، تشكل منطقة فاصلة بعمق 3 كم بين إسرائيل والقطاع، يخدم فيها جنود لدول لها علاقات مع إسرائيل، مثل الأردن ومصر والإمارات وتركيا. في الوقت نفسه، تبدأ المفاوضات حول الاتفاق النهائي الذي يهدف إلى إقامة الدولة الفلسطينية بروحية تصريحات الرئيس الأمريكي، جو بايدن.

سواء اقتراح فرنسا أو تلك الأفكار التي تطرحها جهات رفيعة في الإدارة الأمريكية وإسرائيل، فإنها تستند إلى تمسكها بالسلطة الفلسطينية على اعتبار أنها الأمل الوحيد لليوم التالي. “سلطة الإرهاب”، كما تسمى هنا، من ربما تستدعى للخدمة الآن. من أصيب بالذعر حين علم بنقل بضع سيارات مصفحة للسلطة، سيستشيط غضباً عندما ستتسلم هذه السلطة السلاح والسيارات المصفحة الجديدة وميزانيات ضخمة، وتحصل على مكانة دولية لإنقاذ إسرائيل من الحاجة إلى السيطرة المباشرة على غزة.

في ظل مبادرة سياسية، إسرائيلية أو أمريكية، ستصبح الساحة السياسية ساعة مفتوحة للعب، وسيرغب في دخولها كل من روسيا والصين وتركيا والاتحاد الأوروبي. وإذا تم رفض جميع المبادرات، فستضطر واشنطن إلى صياغة قواعد اللعب السياسية في نهاية المطاف، وتلائم بحسبها سلوك إسرائيل على الأرض.

       

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

أبو صعب ومحنة لبنان ….أبو صعب وأمثاله من “المنافقين” بلباقة سوف يخبو نورهم ويسقطهم المحبون من جداولهم وسجلات التاريخ.

الكولونيل شربل بركات/31 تشرين الأول/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/123779/123779/

اجتمع المجلس النيابي في لبنان اليوم برئاسة نائب رئيسه الوزير السابق أبو صعب لدراسة اقتراحات الحكومة وتدابير مواجهة الحرب. وكانت خطابات لبعض نواب المعارضة طالبت بعدم دخول لبنان الحرب كونه غير قادر عليها ولا جاهز لتحمل تبعاتها. وقد اقترح بعضهم تفعيل القرار الدولي 1701 الذي كان انهى حرب تموز 2006 التي فرضها حزب الله على لبنان باختطافه لجنود اسرائيليين من داخل الحدود. وقال يومها أمين عام حزب الله مقولته المشهورة “لو كنت أعلم”، ليبررها فيما بعد بأن من قاد المعركة كان قائد الحرس الثوري المغدور قاسم سليماني، وبأنه بالفعل لم يعلم بأي من التفاصيل.

اليوم وفي ظل الأحداث القائمة هذه، وبعد اعتداء حماس على المدنيين في اسرائيل وخرق الحدود، كما فعل حزب الله سابقا، حيث تم هذه المرة اختطاف أكثر من 200 اسرائيلي بينهم جنود، وقتل حوالي الألف أكثرهم مدنيين، ما أطلق العنان لردة فعل عنيفة بقدر الفعل ذاته وحشد قوات كبيرة، يجتمع المجلس النيابي لدراسة ما يمكن للبنان أن يفعل اذا ما طالته هذه الحرب. وكان نصرالله أطلق مبدأ وحدة الساحات وتهديد اسرائيل بأن أية ضربة على أي من ساحات “المقاومة” سيفتح كافة الساحات ويطلق العنان لحفلة تدمير ستطال كل اسرائيل من صواريخه المئة ألف التي يحتفظ بها على الأراضي اللبنانية.

ولطالما توعد السيد بإعادة اليهود إلى الدول التي جاؤوا منها وشرح هشاشة الوضع في اسرائيل، وبأن صواريخ “المقاومة” قادرة على انهائها فور صدور الأمر بذلك. ولكن الوزير أبو صعب نائب رئيس المجلس، ولا ندري لماذا تغيب الرئيس عن الجلسة، يصر على أن لبنان قد نفذ ما طلب منه في القرار الدولي 1701. وهو يتناسى كل الأعمال التي قامت بها أفواج “الأهالي” لمنع تجول قوات الأمم المتحدة وخلق جو من الرعب بينها لتعطيل تنفيذ مهماتها، كما لا يتذكر من قتل أو جرح من هذه القوات أثناء تنقلها في منطقة عملها ولا من قتل من اللبنانيين في ظل تجاهل السلطة المفترضة. ويغيب عن باله أيضا بأن القرار 1701 يستند إلى قرارات أممية سابقة أهمها القرار 1559 الذي يطالب بتجريد حزب الله وكافة التنظيمات على الأراضي اللبنانية من اسلحتها وحل أي تنظيم مسلح خارج سلطة الدولة.

الوزير ابو صعب ورفاقه الميامين من “المقاومين” والوطنجية يريدون افهام اللبنانيين بأن لبنان “المسكين” سيتعرض لضربة اسرائيلية بدون سبب وهم لا يرون أفواج الصواريخ التي عادت “حماس” هذه المرة وغيرها من التنظيمات “الشكلية المستحدثة” والتي يتلطى خلفها حزب الله لتفتعل الاعتداءات وتزج بهذا البلد في آتون المعركة فور تلقي الأمر الإيراني بذلك. وهو لم يرَ عمليات التسليح الجارية ولا عمليات التهديد والاعتداء على الممتلكات التي جرت وتجري في أحياء من يرفضون ادخال لبنان في معركة لا ناقة له فيها ولا جمل، لا بل يريدون تصفية حساباتهم مع كل معارض قبل أن يبدأوا مشاركتهم الفعلية في المعركة التي تحضرهم لها إيران إذا ما تعرضت لأي “اعتداء”. وكأن لبنان أصبح قاعدة إيرانية على المتوسط لاستباق أي تحرك ضدها أو حتى لافتعال أي حادث ترغب القيام به بدون أن يؤخذ بعين الاعتبار مصالح بنيه أو مخاوفهم.

الوزير أبو صعب وكافة النواب الكرام يحاولون جهدهم للوقوف أمام شاشات التلفزة وتمثيل دور الضحية التي سيقع عليها الاعتداء وهم يعرفون جيدا من افتعل وتسبب بقتل الأبرياء في غزة اليوم ومن يريد أن يزج لبنان وشعبه في مجزرة جديدة كما حدث يوم تفجير بيروت في الرابع من آب أو خلال حرب 2006 وفقط لأسباب سياسية تتعلق بالسيطرة على قرار اللبنانيين ومنعهم من الاعتراض على سوقهم إلى المسالخ لأنه لا يزال منهم من يقبل العالم أن يستمع إليه.

قد يكون الرئيس بري، وهو الأقرب لحزب الله ويعرف نتائج أي قرار خاطيء يقوم به على صعيد القاعدة الشعبية، وهو أكثر من عايش خلال 30 سنة من الحكم كل هذه الخطايا، لا يريد أن يشارك في هذا العمر بهكذا جلسة لا طعم لها ولا رائحة، وهو يعلم أن “القرار” ليس بيد أحد من اللبنانيين حتى السيد نفسه، أو أنه يعرف بأن لا حيلة له إلا الخضوع ولا اجابة عنده لأي سؤال، فقرر الخروج من الواجهة وتسليم ادارة هذه الجلسة الشكلية لنائبة أبي صعب. وقد أحسن ابو صعب بالتشديد على أن لبنان غير جاهز للحرب ولكنه بقي يطلق العنان لتمثيلية “اعتداءات اسرائيل” بينما الكل يعرف بأن اسرائيل مشغولة في مكان آخر ولا تعطي أذنها حتى لجهة لبنان، ولكن تحسبا لأي قرار إيراني بدخول المعركة، على ما يبدو، (وهو لم يعلن بعد وربما يعلنه السيد في خطابه الذي تنتظره الجماهير بعد يومين، من يدري؟)، ترك الباب مفتوحا لتوحيد الساحة الداخلية فيما لو قرر الحزب وأسياده زج لبنان رغما عنه في “المعركة” الفاشلة سلفا والتي ستطيح بآخر ما يملكه اللبنانيون من أرزاق بعد أن سلبوا كل أموالهم وحضارتهم ومؤسساتهم ونظامهم في سبيل أن يستولي الحزب وجماعته على البلد ويهجروا سكانه تحت الضغط. فهل إن آخر مرحلة من مراحل التهجير ستتم على يد اسرائيل وبعد أن يعلن السيد الدخول بالمعركة؟ ولماذا لم يخرج إلى العلن بعد؟ وهل كان ينتظر أن تقضي اسرائيل على حماس في غزة لكي تصبح كل خيوط “المقاومة” في يده؟

أسئلة لا بد من طرحها ولن نقدر على الاجابة عنها ولكن، بالرغم من هذا السواد العظيم المحيط بنا، نعلم بأن لبنان باق، وهؤلاء الخونة والمرتزقة إلى زوال، وكل العنف والحقد الذي يحاولون طمره فيه لن يجدي نفعا، وإن بداية الضوء بدأت تظهر في آخر النفق، وسيكون لبنان الجديد بين دول المنطقة التي تسهم في التقدم وتعمل على صنع السلام الدائم والاستقرار الثابت، وكل الحقد الذي صنعوه ودعوا إليه سينقلب عليهم، وسيرفضم اللبنانيون بكل فئاتهم وكل اتجاهاتهم، فليذهب الحاقدون وأصحاب القلوب السود والرايات السود إلى الجحيم، ولتضيء سماء لبنان والشرق الأوسط آمال جديدة وأيام واعدة…

يبقى أن أبو صعب وأمثاله من “المنافقين” بلباقة سوف يخبو نورهم ويسقطهم المحبون من جداولهم وسجلات التاريخ…

 

كي لا تخطفنا «القضية» مرة أخرى

نديم قطيش/الشرق الأوسط/31 تشرين الأول/2023

تُفضي حرب غزة إلى تسييس جيل كامل لم يكن منخرطاً سابقاً في تعقيدات «القضية الفلسطينية». بيد أن هذا الصراع يُرى اليوم من خلال عدسة مشوهة، بسبب درجة ونوع العنف غير المسبوقين في المواجهات الحالية. فمن يتعرفون على «القضية» الآن يتعرفون عليها عبر صراع أعنف مكونين على جانبيها؛ أي حكومة بنيامين نتنياهو، الأكثر تطرفاً في تاريخ إسرائيل، وحركة «حماس»، الأكثر اصطداماً بأسس المشروع الوطني الفلسطيني، أكان ذلك يتعلق بمنظمة التحرير أو معنى المشروع ومفرداته أو فهمهم لطبيعة العلاقة مع إسرائيل الآن ومستقبلاً.

وعليه فإن تقديم هذه الحرب، بكل مجرياتها القاسية، بوصفها جوهر النضال الفلسطيني، والبديل الوحيد عن المشروع الوطني لتحقيق السيادة والحقوق السياسية والإنسانية للفلسطينيين، يهدد بتشويه فهم وإدراك الجيل الجديد للقيم والأهداف الأساسية للنضال الفلسطيني. وهو سوء فهم يحمل في طياته عواقب وخيمة، على الفلسطينيين وعلى غيرهم في عموم المنطقة.

وما يفاقم تعقيدات هذا التحول الحاصل في معاني الصراع، هو التأطير التوراتي والقرآني لمجرياته من بنيامين نتنياهو وحماس. فيوم السبت الفائت وفي خطاب لافت، عاد نتنياهو إلى القرن 11 قبل الميلاد، ليقتبس من سفر صموئيل، حكاية عن صراع اليهودية مع «شعب العماليق»، مستفيداً من قسوة النص المقتبس، ليبرر وحشية الآلة العسكرية الإسرائيلية وما تخلّفه من ضحايا بين المدنيين الفلسطينيين. وإذا كان هذا «التحور» هو ما يصدر عن شخصية ترأس حزباً «علمانياً» كحزب الليكود، فحدِّث ولا حرج عن تديين «حماس» لكل معاني الصراع الذي تخوضه والمشروع الذي تقوده.

لا تخفى الدلالات الدينية في عنوان «طوفان الأقصى» الذي اختارته «حماس» لحربها الراهنة. يربط هذا العنوان بين الميثولوجيا الإبراهيمية «لطوفان نوح» الذي حصل بفعل قوة إلهية كاسحة، بهدف وضع حد للظلم في العالم، وبين الأقصى، كرمز ديني إسلامي، «وعد الله» المؤمنين بتحريره. هذا التأطير الديني للصراع السياسي وربطه بالسرديات الغيبية وتحويله إلى معركة وجودية هو اقتراح مروِّع للفلسطينيين والإسرائيليين وعموم المنطقة. يُضفي هذا المسار مقداراً رهيباً من القداسة على تصور الأفراد والجماعات للسياسة، ويقوّض الديناميكيات العقلانية الضرورية للتوجه نحو الحلول العملية، ويزيد من تصلب الوعي السياسي والتطرف، ويُطيل أمد الصراع والمعاناة. معركة الوعي هذه، هي ما يعنينا خارج معارك الميدان العسكري، بغية تحرير الأجيال التي يجري تسييسها الآن، من فخ هذا التصور المشوّه للقضية الفلسطينية وعموم الصراع العربي - الإسرائيلي. إن جوهر القضية الفلسطينية، وهو النضال من أجل العدالة والدولة وتقرير المصير، مهدَّد بالاندثار وسط السردية الغيبية الدينية الرائجة الآن. ولا يساعد العنف الإسرائيلي الحالي وغير المسبوق، رداً على العنف الفلسطيني غير المسبوق بدوره، إلا على تبديد الباقي من أسس الحل السياسي.

مع ذلك، أرى أن الحرب، بأهوالها المروعة على الجانبين، أحيت الحاجة الملحّة لحل الدولتين، الذي بدا في السنوات الأخيرة كأنه طريق مسدودة ومشروع طواه النسيان. وعليه إنّ انتزاع الحل السياسي من بين حطام الصراع الدائر اليوم أمرٌ ممكن إنْ توفَّرت لدى أصحاب المصلحة، الفلسطينيين والإسرائيليين والعرب والأميركيين، إمكانية توحيد الجهود والتحرك بسرعة نحو استعادة مسار السلام.

شرط ذلك هزيمة مزدوجة لبنيامين نتنياهو وتحالفه الأكثر تطرفاً في تاريخ إسرائيل، وهزيمة «حماس»، التي أودى حكمها منذ عام 2006 بالفلسطينيين إلى الجحيم الحالي. ليس خافياً أن نتنياهو انتهى، حسبما تشير كل استطلاعات الرأي الإسرائيلية، التي تحمِّله مسؤولية الوصول إلى الوضع الراهن. وليس لديه من رأسمال يُعفيه من المصائر التي ذهب إليها من هم أرفع شأناً منه في تاريخ إسرائيل. فغولدا مائير خرجت من معادلة الحكم والسياسة بعد حرب 1973، وكذلك حصل مع إسحق شامير بعد الانتفاضة الأولى وقبله مناحيم بيغن بعد حرب لبنان 1982.

أما «حماس»، وحسب استطلاع قبل أيام من اندلاع الحرب بينها وبين إسرائيل، أجراه الباروميتر العربي، في غزة والضفة الغربية، تبين أن سكان غزة لم تكن لديهم ثقة كبيرة في حكومتهم التي تقودها «حماس». وعندما طُلب منهم تحديد مدى الثقة التي لديهم في سلطات «حماس»، قال 44 في المائة من المستطلَعين إنهم لا يثقون بها على الإطلاق، في حين قال 23 في المائة منهم إن «ليس هناك الكثير من الثقة» لديهم. ومن غير المنطقي أن تتحسن هذه النتائج في ضوء المعاناة النازلة بالفلسطينيين، نتيجة خيارات «حماس» الأخيرة.

في هذا الصدد لا بد من التنويه إلى أن شريحة وازنة من قادة الرأي العام الإسرائيلي تحلّوا بالشجاعة لتحميل نتنياهو وسياساته مسؤولية الحرب الدائرة، في حين لم تَظهر بعد أصوات فلسطينية تحمِّل «حماس» نصيبها، لا من المسؤولية عن الحرب وحسب، بل عن رداءة حكمها وربط القضية الفلسطينية بالمصالح الجيوسياسية الإيرانية.

أتفهم قسوة ما يعيشه الفلسطينيون اليوم، لكنّ الاندماج في سردية «حماس»، حول المقاومة وطبيعة الصراع كما تقدمه وتفهمه الحركة، تحت وطأة الخوف أو المعاناة، ليس خياراً حكيماً. في أوقات الأزمات، تحتاج المجتمعات إلى قادة من نوع آخر يمتلكون القدرة على رسم مسار جديد لها وإحياء الأمل بين ناسها. يحتاج الفلسطينيون إلى أن يجاهروا أكثر بالانفصال عن الخيارات التي تحشرهم «حماس» فيها إن كانوا يرفضون ذلك. الآن هو الوقت المناسب لصوت فلسطيني جديد يعبِّر عن تطلعات شعبه بنهج أكثر واقعية.

إن حرب العقول هي ساحة معركة أهم من معارك الميدان. والسردية التي ستنتصر، تمتلك القدرة إمَّا على أَسْرِنا جميعاً في دائرة مفرغة من الكراهية والعنف الدائمين وإما على وضعنا على طريق السلام والمصالحة.

 

لماذا مختلفة؟ ولماذا يجب أن تنتهي للأبد؟

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/31 تشرين الأول/2023

لا ريب أن حرب غزة الحالية أكثر خطورة من سابقاتها، إن كان باعتبار ضحاياها من المدنيين وخاصة الأطفال والضعفاء، أو باعتبار شراستها، أو باعتبار آثارها الارتدادية على السياسة الدولية وكيف صيغت المواقف حيالها. ما يجري في غزة يتجاوز في تأثيره نطاق الشريط الجغرافي الضيق المسمى قطاع غزة بسكانه المحتشدين داخله في زحام شديد، إنه حدث يأخذ العالم معه هذه المرة لمناطق أخرى. هذه ليست المرة الأولى التي تجري فيها حرب بين إسرائيل وحماس في غزة، فلماذا تعد مختلفة الآن؟! هل بسبب كثرة قتلى إسرائيل في غارة حماس على سكان القرى المحيطة بغزة من الإسرائيليين (حوالي 1500 قتيل)؟! هل بسبب جرأة عناصر القسام، الجناح العسكري لحماس، في اقتحام الحواجز الإسرائيلية، وإهانة منظومة الأمن لدى إسرائيل؟! والهيبة والردع بها، نصف القوة كما هو معلوم، إن لم يكن أكثر؟! هل هو بسبب - بعد ذلك - فجور الرد الإسرائيلي الذي لم يقتصر على عناصر ومواقع حماس بل راح يضرب ضرباً مهولاً أثار غضب فئات كثيرة في العالم، وخاصة مع مناظر المدنيين الفلسطينيين الذين حصدتهم الصواريخ الإسرائيلية؟! أو هل سبب الاختلاف هذه المرة، القلق من الأجندة التي لم تعلن بعد لهذه الحرب، من طرف إسرائيل، أو من طرف إيران، راعية حماس؟!

من طرف إسرائيل سيناريو التهجير القسري لقسم كبير من سكان غزة من شمالها لجنوبها وما بعد جنوبها باتجاه سيناء مصر. من طرف إيران ضرب مسار السياسة العربية بقيادة السعودية لحل القضية الفلسطينية باتجاه صيغة الدولتين، ثم المضي قدماً لبناء مشاريع التنمية والاشتباك الإيجابي مع العالم، وهو ما تسميه إيران وجماعات الإخوان وثلة من بقايا يسار ومجاميع ناصرية «صفقة القرن» من باب الهجاء.

هذه حرب مع كل يوم تلتهمه، تفتح شهية الجماعات الإرهابية على العودة مجدداً للتجنيد والعمل بذريعة العواطف الملتهبة على صفيح غزة وجمر فلسطين. للأسف متوقعة حملة تجنيد عالية لصالح تنظيم «القاعدة»، وربما جماعات جديدة متفرعة منه، تحمل أسماء جديدة مرتبطة بفلسطين وغزة.

وبعد، فلن يكون أمام قادة إسرائيل والعواصم الغربية، إلا الحل العربي الصادق - بعيداً عن خرافات وأوهام اليمين الإسرائيلي وجماعات إيران الخمينية والإخوان، حول الحروب الملحمية الدينية - الحل على الأرض، وهو، بعد وقف حرب غزة وغوث المساكين هناك، حل الدولتين، أي العودة لنقطة البداية.

كثيرة هي المواقف العربية بهذا الصدد من قبل ومن بعد، جنباً إلى جنب: تضامن مع أهالي غزة ووقف النزف وإدانة إسرائيل، وفي الوقت نفسه العودة للمسار الواقعي، وهو: حل الدولتين. السعودية ومصر والأردن والإمارات ومجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية وغير ذلك، قالت القول نفسه.

من آخر ذلك ما قاله وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز، مؤخراً، في البيت الأبيض، مع مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، إذ أكد ضرورة وقف إطلاق النار في غزة، وحماية المدنيين، ووقف التهجير القسري، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية من دون عوائق، والعمل على استعادة مسار السلام، بما يكفل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، بما يكفل تحقيق السلام العادل والشامل. هذا.. أو الطوفان والسيوف واليأس والظلام.

 

غزة... حرب حافة الهاوية

طارق الحميد/الشرق الأوسط/31 تشرين الأول/2023

لا يبدو أن هناك حلولاً تَلوح في الأفق تجاه حرب غزة، رغم كل المآسي، والسبب الرئيسي، إلى الآن، أن الطرفين كليهما؛ «حماس» وإسرائيل، غير قادرين على تقديم حلول حقيقية لإيقاف هذه الحرب.

قامت «حماس» بعملية السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي من دون تفكير في اليوم التالي، واعتقدت أنها حرب مكرَّرة، ثم هدنة وتبادل أسرى، لكنّ الواقع غير ذلك. وترد إسرائيل بحرب «جنون» وفي مخيلة من يديرها شيء واحد وهو اليوم التالي. كيف؟

هذه الحكومة اليمينية الإسرائيلية هي الأكثر تطرفاً؛ قسمت إسرائيل داخلياً، ومَن يترأسها، أي نتنياهو، رجل يحاول الهروب إلى الأمام من تهم الفساد، واتهامه داخل إسرائيل وخارجها، بإفساد العملية الديمقراطية. واليوم هو في مأزق آخر، وهو مأزق التحقيقات القادمة داخل إسرائيل نفسها، وبعد الحرب للإجابة عن سؤال واحد، وهو: كيف تمت عملية اختراق يوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) من «حماس»؟ وهي التي ستطيح برؤوس كثيرة هناك. وعليه فإن الحرب في غزة الآن، وأنا هنا لا أتحدث إطلاقاً عن الأبرياء من أهل غزة، وإنما «حماس» مقابل إسرائيل تقول لنا إنها تدور بين طرفين هما الأكثر تشدداً راديكالياً، وكلاهما في ورطة اللاعودة خشية العواقب. في حالة «حماس» فقد قامت بعملية غير مقدَّرة العواقب، وهي ليست الأولى ولا الثانية، وأدت إلى إحراق غزة في الوقت الذي كان الحديث فيه منصباً قبل الحرب على حراك سعودي - أميركي لتحسين فرص الفلسطينيين، وتحريك عملية السلام. وبالتالي فإن «حماس» اليوم تعي أن أهل غزة لن يغفروا لها هذه المغامرة غير المحسوبة، وتعي أن محور «المقاومة» كذباً قد خذلها، وتعي أن مصيرها عربياً سيكون مثل مصير «حزب الله» بعد مغامرته غير المحسوبة في حرب 2006 في لبنان.

ودولياً، تعي «حماس»، ووسط هذا الغطاء الغربي غير المسبوق لإسرائيل، أن غضّ النظر الدولي السابق عنها قد انتهى، والآن يسلط الضوء على فكر وسلوكيات كل التنظيمات المتفرعة من تنظيم الإخوان المسلمين، بل التنظيم نفسه. وبالنسبة إلى إسرائيل، وحكومة نتنياهو المتطرفة، فهي تعي أن الإسرائيليين لن يغفروا لها ما حدث، وأياً كانت النتائج على الأرض، وسيكون هناك رفض إسرائيلي لليمين المتطرف، وتحقيقات ستشكِّل نهاية مزرية لنتنياهو ومن هم على شاكلته. ولذا فإن «حماس» والحكومة الإسرائيلية المتطرفة يدركان أن هذه الحرب تعني النهاية لهما، ومن يتراجع سيُهزم في حربٍ المنتصرُ فيها خاسر سياسياً وتاريخياً، وتنتظره عواقب واستحقاقات حقيقية، ورفض دولي قادم لا محالة سيطالب بخطوات لحل الدولتين. ولذلك يقاوم ويتجنب «حزب الله» دخول الحرب لأنه يعي أن تكلفتها باهظة، ومثله إيران، كونها حرب اللاعودة، بل حرب حافة الهاوية، ولذا لا تكترث «حماس» بسلامة أهل غزة، كما لا يكترث نتنياهو بسلامة الأسرى والرهائن. هي حرب الهروب إلى الأمام، مما يقول لنا إننا أمام حرب بشعة ومؤلمة، ومحرجة لكل الأطراف وأولهم إيران. وستتحتم مرحلة جديدة لا محالة بعد أن تضع الحرب أوزارها. وستُفرض تحولات لن ينجو منها أحد بالملف الفلسطيني، وأولهم السلطة الفلسطينية نفسها.

 

إسرائيل «تعيش» على «دماء غزة».. والعالم «يتفرج»!

علي الأمين/جنوبية/الثلاثاء 31 تشرين الأول 2023   

من أسف وعار، ان تتمكن إسرائيل، قاتل الفلسطينيين المتسلسل، من تحويل العالم بأسره، الى "متفرج" على سفك دماء أبناء غزة، عبر مجازر متناسلة، تتماثل مع الإبادة الجماعية لتنقذ نفسها وكيانها، وجُل ما يفعل أمام هذا "الخطب الجلل"، هو بضعة كلمات إستنكار وتنديد تشي بعجز مريب، لا تتوافق مع شلال دم، يندى له الجبين، على أرض فلسطين. المجزرة تلو المجزرة. هذا هو سبيل حكومة الحرب الاسرائيلية، الى تحقيق “التوازن” مع الفلسطينيين، الذين تفوقوا في القتال وفي التخطيط العسكري وفي القدرة على تحدي الماكينة العسكرية والأمنية، التي تقوم عليها دولة الاسرائيليين.

المجزرة في جباليا اليوم، هي اعلان افلاس الجيش الاسرائيلي، الذي يفقد القدرة على تغطية الجريمة العارية، هو لم يتخل عن نزعته الاجرامية، على طول خط اغتيال الحق الفلسطيني، لكنه اليوم يفقد كاتم صوت الجريمة، الذي طالما كان سبيله لخفض ضجيج القتل، ويعجز عن حرفة الاغتيال وتصيّد الضحايا بقناصة، ويخسر قدرته على تغليف الجريمة، بغلاف “متأنق” بمقولات استهداف “المخربين” او “الارهابيين”، او سوى ذلك من مقولات تحاكي الخيال الغربي، ومقولاته المفترضة عن القانون الانساني وحماية المدنيين، وما الى ذلك من مقولات واهية، لكنها ظلت قادرة على تغطية الجريمة الاسرائيلية في دوائر سياسية، او في بعض المؤسسات، التي تحرص على اظهار تفوق الاسرائيليين الانساني، على سواهم من الفلسطينيين او العرب والمسلمين، الذين طالما جرى شيطنتهم وتحميلهم مسؤولية الارهاب.

اسرائيل اليوم تتفوق على الجميع، لا يسابقها احد في هذا القتل العاري للمدنيين الفلسطينيين، هذه الحرب على غزة، بات واضحا انها حرب على كل شيء فلسطيني، على الفلسطيني نفسه، أكان طفلاً ام شيخاً ام حاملاً بندقية.

ازاء هذا المشهد الدموي والتدميري، لا يمكن ان تنجو الدول التي تغطي آلة القتل، ولا مقولة “حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها”، ولا كل التوصيفات التي توسم الفلسطينيين بـ”الارهاب”، لذا، ولأن الاستثمار بالقتل والمجازر فاق كل الحدود، التي ترسم سياسات السيطرة والتحكم الاقليمي والدولي، وحتى المصالح الاستعمارية، فان الخطر الذي يهدد النظام الاقليمي والدولي، سيفرض لجم وتيرة القتل ولا ينهيه، ويبحث عن ايقاع بطيء للجريمة، لا وقفها الجنون الاسرائيلي في اشتهاء الدم، ويدفع واشنطن وبعض الاوروبيين الى احتواء هذا الجنون، من اجل حماية نفوذها ونظام مصالحها، عبر استحضار الهدنة الانسانية، كوسيلة لتخفيف الخسائر الغربية في المنطقة العربية، او في الشرق الأوسط. مجزرة في سلسلة مجازر اسرائيلية، لن تروي عطش الدم او تحطم آلهة الدمار، لكنها ستفرض ايقاعا من ردود الفعل على امتداد العالم، وليس المنطقة فحسب، والتهديد للمصالح الغربية سيفرض ايجاد سبيل آخر، ومسار يتجاوز تبني ماكينة القتل الاسرائيلية، والعمل على فرض هدنة انسانية في الحدّ الادنى، بل يصعب توقع ان يستمر السلوك الدولي، ومن ضمنه الغربي، متفرجا على ما بات يهدد دور الامم المتحدة، وفرص الوجود الأمني الغربي “الآمن” ونفوذه، في مناطق شتى في هذا العالم.

 

هل خسر «حزب الله» وإيران حرب غزة لحظة إندلاعها؟!

سمير سكاف/جنوبية/الثلاثاء 31 تشرين الأول 2023

من الصعب التصديق أن “حزب الله” لم يكن يعلم بتفاصيل وتوقيت عملية “طوفان الأقصى” وبتفاصيلها، وأن “حماس” لم تقم بتنسيق توقيت العملية هذا معه. أما وقد نجحت مفاجأة 7 أكتوبر، بشكل يفوق كل تصور ومخيلة، فيكون التساؤل المنطقي، ليس لماذا لم يشارك “حزب الله” في 7 أكتوبر، وهو، كما الجميع، لم يكن يتوقع هذا الحجم من النجاح الباهر للعملية، ولتكبيد الاسرائيليين هذا الكم الهائل في الخسائر بالأرواح، وفي حجم الأسرى الذي نجحت “حماس” بنقلهم الى غزة. بل لماذا لم يستغل الحزب عنصر المفاجأة في 8 أكتوبر، ليطلق بدوره آلاف الصواريخ على الجيش الاسرائيلي، ويقوم بعملية اقتحام برية “مباغتة” بدوره الى المستوطنات القريبة من لبنان على الجبهة الشمالية؟! وهو منطق محور الممانعة لتحقيق نصر على الجيش الاسرائيلي. ولكن بالتأكيد، إن فاتورة حرب تموز 2006 على لبنان هي عنصر رادع بحد ذاته، وإن مختلف البيئات اللبنانية بطوائفها ومذاهبها، بما في ذلك بيئة حزب الله، رافضة ومتخوفة، بسبب الانهيار المالي، الاقتصادي، الاجتماعي للبلاد من أي حرب تدميرية قد تصيبها! كذلك هو التساؤل حول عدم التحرك في 8 أكتوبر، لفلسطنيي الضفة ولفلسطنيي 48 ولفيلق القدس وللنظام السوري؟!! وطبعاً ينسحب التساؤل نفسه على كل ميليشيات إيران في العراق واليمن وغيرها.

قد يكون “حزب الله” قد خسر الحرب مع اسرائيل في 8 أكتوبر، لأن 8 أكتوبر هو فرصة قد لا تتكرر خلال 100 سنة، أو قد لا تتكرر على الاطلاق، إذا ما تعلم الاسرائيليون من أكبر كابوس عرفته وتعرفه اسرائيل بتاريخها!

كان يمكن تحقيق “اتحاد ساحات الحرب” في الأسبوع التالي لعملية “طوفان الأقصى”، لكن بطء التحرك أو رفضه أو الإكثار من الحسابات، يجعل على الأرجح من أي حرب حالياً ضد اسرائيل خاسرة، بزنود أميركية وبتحالف دولي من حولها! لا بل أن منطق الحرب قد يكون نقل عنصر “المفاجأة” الى الجانب الاسرائيلي، ليأخذ المبادرة بفتح الجبهة مع “حزب الله”، بهدف التخلص من ترسانته الصاروخية، ومحاولة القضاء على قدراته العسكرية، بدعم حاملات الطائرات الأميركية وأخواتها في الأطلسي! قد تطول الحرب على غزة، بدعم دولي واسع لاسرائيل ولعملياتها، ولتدمير القطاع ولارتكاب المجازر، بعجز عربي وانقسام مجلس الأمن! ولكن هل تكفي شجاعة مقاتلي “حماس” للصمود لوجستياً، مع ارتفاع مخيف بعدد الخسائر في الأرواح من أهل القطاع، وبتعطيل البنية التحتية الاستشفائية؟! ما بعد 8 أكتوبر، وخاصة ما بعد 15 أكتوبر، ليس كما قبله، لا في التاريخ الاسرائيلي ولا في تاريخ مواجهة الجيش الاسرائيلي، مع “حزب الله” وإيران وميليشياتها! وقد يكون أبرز عنوان فيه هو الفرصة التاريخية الضائعة للحزب وإيران، وهو الفاتورة المرعبة التي يدفعها أهل غزة عن المحور كله، فهل ورّط المحور “حماس” وترك غزة وحيدة في جهنم؟!

 

خيارات إسرائيل الأربعة السيئة في غزة

آنا جوردون/ تايم مكازين/ 31 تشرين الأول 2023 (ترجمة موقع غوغل)

https://eliasbejjaninews.com/archives/123772/123772/

قال الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، إن القوات الإسرائيلية نفذت غارة برية ثانية على قطاع غزة هذا الأسبوع، بدعم من طائرات مقاتلة وطائرات بدون طيار. وتأتي هذه الخطوة بعد يوم من إعلان إسرائيل يوم الخميس أنها نفذت غارة عسكرية خلال الليل في شمال غزة ضد عدة أهداف للنشطاء من أجل “تحضير ساحة المعركة”. وبعد ساعات من ذلك اليوم، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان متلفز إن إسرائيل تستعد لغزو بري، لكنه رفض تقديم تفاصيل حول التوقيت أو العملية. إن هدف إسرائيل المعلن هو القضاء على حماس كمجموعة مسلحة وقوة سياسية في قطاع غزة. ونفذ الجيش الإسرائيلي بالفعل آلاف الغارات الجوية في قطاع غزة المكتظ بالسكان، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 7000 شخص، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، في أعقاب هجوم حماس في 7 أكتوبر الذي خلف 1400 قتيل في القطاع. إسرائيل. لكن الخبراء يقولون إن المسؤولين الإسرائيليين لا يفكرون بشكل استراتيجي بما فيه الكفاية بشأن الخطط طويلة المدى لغزة بينما يدرسون ما يتوقع أن يكون هجوما بريا مكلفا في القطاع. ويقول مايكل ميلشتين، أستاذ الشؤون الفلسطينية في جامعة رايخمان في إسرائيل: “نحن ندعو إلى انهيار نظام حماس، لكن هذه مجرد شعارات”. “كإسرائيليين، نحتاج حقًا إلى التعمق وفهم ما هي الآثار المترتبة على هذه الخطوة”.

وقد حددت مجلة TIME المقاربات الأربعة المحتملة لإسرائيل تجاه غزة بناءً على محادثات مع خبراء، ويقولون إن كل منها له تحدياته الخطيرة الخاصة به. يقول ميلشتاين: “جميعها سيئة، ولا يوجد بديل جيد”.

الخيار الأول: عدم قيام إسرائيل بشن هجوم بري

وقد أسقطت إسرائيل ما يقرب من 12 ألف طن من المتفجرات على غزة حتى الآن، وبحسب ما ورد قتلت العديد من كبار قادة حماس، لكن غالبية الضحايا كانوا من النساء والأطفال. وتقول إسرائيل إنها ضربت المئات من منصات إطلاق الصواريخ التابعة لحماس، لكن الكثير منها لا يزال مخزنا في شبكات الأنفاق الواسعة تحت الأرض التي تمتد لمئات الأميال. الهجوم البري سيؤدي إلى المزيد من الوفيات لكلا الجانبين. سيواجه الجيش الإسرائيلي نوعًا من حرب المدن لم يشهده منذ تسع سنوات منذ الغزو البري الأخير في عام 2014، والذي امتد لمدة 50 يومًا وأدى إلى مقتل 72 إسرائيليًا و2251 فلسطينيًا. هذه المرة، قد يؤدي وجود ما يقرب من 220 رهينة إلى تعقيد الأمور بشكل أكبر. وكتب أليكس بليتساس من مركز أبحاث المجلس الأطلسي: “من المرجح أن يكون الرهائن متفرقين”. “نظرًا للافتقار إلى دعم الإخلاء الطبي أو القدرة على إدخال قوات الرد السريع بسهولة لدعم العمليات على الأرض دون وجود قوة برية أكبر، سيكون من الصعب القيام بمهام إنقاذ سرية متزامنة للرهائن في مواقع متعددة في جميع أنحاء غزة”. “. يختلف الخبراء حول احتمال قيام إسرائيل بشن غزو بري واحتمال نجاحه. ويعتقد ميلشتاين أن إسرائيل ستصبح أكثر عرضة لهجمات مستقبلية من حماس وإيران وجماعة حزب الله اللبنانية إذا تم إلغاؤها. “سيجعل ذلك صورة إسرائيل ضعيفة للغاية. أي لاعب في المنطقة سوف يفهم أنه من الآن فصاعدا، يمكنك القيام بأي نوع من التحرك العسكري ضد إسرائيل، وإسرائيل ليس لديها القدرة، ولا حتى الرغبة في الرد”. خالد الجندي، مدير برنامج فلسطين والشؤون الإسرائيلية الفلسطينية في معهد الشرق الأوسط، لا يتفق مع هذا الرأي. ويقول إنه على المدى الطويل، كلما زاد العنف الذي يتعرض له السكان الفلسطينيون، كلما أصبح أمن إسرائيل أسوأ لأن الفلسطينيين سيكونون أكثر استعدادا لدعم جماعات مثل حماس. يقول الجندي: “لا أحد يفكر في التداعيات طويلة المدى لصدمة الأجيال التي يتم خلقها”. وأضاف “إذا لم ينته هذا قريبا، فإننا نمهد الطريق لجيل آخر من المزيد من عدم الاستقرار والعنف وإراقة الدماء”.

الخيار الثاني: إعادة احتلال غزة

في هذا السيناريو، ستعيد إسرائيل احتلال قطاع غزة وتصبح مسؤولة عن حكم الأراضي الفلسطينية. وسحبت إسرائيل قواتها وفككت كل المستوطنات الإسرائيلية في قطاع غزة في عام 2005. وفي عام 2007، فازت حماس بالانتخابات في غزة، التي أعلنتها إسرائيل كياناً معادياً. وفرضت الدولتان، بالتعاون مع مصر، حصارًا على غزة في عام 2007، مما أدى إلى تقييد الواردات بشدة ومنع جميع سكان غزة تقريبًا من السفر داخل القطاع وخارجه. ويقول ميلشتين إن هذا سيكون من بين أسوأ الخيارات الممكنة لإسرائيل. كما حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن في مقابلة مع برنامج 60 دقيقة من أنه “سيكون من الخطأ” أن تعيد إسرائيل احتلال المنطقة، مما يعرض القوات الإسرائيلية لمقاومة عنيفة. وقد أدت الغارات الجوية المستمرة إلى تصلب المواقف الفلسطينية تجاه إسرائيل بطرق يمكن أن تزيد من تعقيد الاحتلال الذي طال أمده. “لا يوجد أحد في غزة يلوم حماس على قصف إسرائيل لمبنى سكنهم. وهم لا يلومون حماس على ذلك. يقول الجندي: “إنهم يلقون اللوم على الأشخاص الذين ضغطوا على الزناد، أي إسرائيل”.

الخيار الثالث: القضاء على حماس والانسحاب من غزة

في هذا السيناريو، ستسعى إسرائيل إلى تدمير حماس، لكنها ستمتنع عن التورط في العمل الفوضوي المتمثل في حكم غزة. ويحذر ميلشتاين من أنه في هذه الحالة، يمكن أن يتحول القطاع بسهولة إلى مزيد من الفوضى والصراع العنيف حيث تتنافس مجموعات مختلفة على ملء فراغ السلطة الناجم عن غياب حماس. يقول ميلشتاين: “قد يبدو الأمر مثل النظام الجديد الذي حاولت أمريكا تأسيسه في العراق بعد سقوط نظام البعث في عام 2003”. ويقول إن العديد من هذه الجماعات – مثل حركة الجهاد الإسلامي – من المرجح أن تكون أكثر تطرفا من حماس، التي أعربت، على الرغم من تورطها في أعمال عنف وحشية ضد المدنيين، عن دعمها لحل الدولتين على حدود عام 1967 في ميثاقها لعام 2017. قد تجد جماعات متشددة من شمال أفريقيا وسوريا والعراق. سيكون الأمر أشبه بمقديشو الصغيرة على حدود إسرائيل”. ولكن هناك شكوك كبيرة حول ما إذا كانت إسرائيل قادرة حتى على تدمير حماس. وتزعم حماس أنها قامت ببناء أكثر من 300 ميل من الأنفاق تحت الأرض، كما أن حرب المدن في القطاع المكتظ بالسكان ستشكل تحديات عسكرية كبيرة. ويقول الجندي إن حماس أصبحت أيضًا أكثر شعبية من أي وقت مضى. وحتى لو دمرت إسرائيل عسكرياً جزءاً كبيراً من البنية التحتية لحماس، فمن المرجح أن تستمر أيديولوجية الجماعة. وبعد الغارات الجوية الإسرائيلية، يضيف الجندي: “ليس هناك شك في أن حماس اكتسبت دعمًا شعبيًا في كل من غزة والضفة الغربية”.

الخيار الرابع: جلب لاعب جديد ليحكم غزة

وفي هذه الحالة، قد تسعى إسرائيل إلى البحث عن فصائل محلية أخرى داخل غزة وتحاول الدخول في شراكة معها لإنشاء حزب حاكم جديد. يقول ميلشتين: “قد يعني ذلك رؤساء القبائل، أو المنظمات غير الحكومية، أو رؤساء البلديات، أو حتى شخصيات بارزة في فتح، الحزب السياسي الذي يسيطر على السلطة الفلسطينية”. ويقول أنس إقطيط، أستاذ الاقتصاد السياسي للشرق الأوسط في جامعة أستراليا الوطنية، إنه إذا حدث ذلك، فمن المرجح أن تقوم إسرائيل بإشراك السلطة الفلسطينية. وأضاف: “لا أعتقد أنه من الممكن لإسرائيل أن تزيل حماس بشكل كامل من السلطة في غزة، ولكن إذا فعلت ذلك، فإن السلطة الفلسطينية ستكون الخيار الأنسب أو الأكثر منطقية بناء على ما رأيناه في الماضي”. يقول. وكانت السلطة الفلسطينية تدير قطاع غزة قبل أن تخسر الانتخابات في عام 2006. وأدت الاشتباكات العنيفة بين حماس وفتح إلى انسحاب السلطة الفلسطينية بالكامل من قطاع غزة في عام 2007. وتحكم حماس الجيب منذ ذلك الحين. لكن فتح والسلطة الفلسطينية أصبحتا لا تحظى بشعبية كبيرة بين الفلسطينيين في السنوات الأخيرة. وفي الضفة الغربية المحتلة، التي تقع تحت قيادة السلطة الفلسطينية، ينظر الفلسطينيون إليهم بشكل متزايد كمقاولين من الباطن للاحتلال العسكري الإسرائيلي. يقول إقطيط: “إذا تم النظر إليهم على أنهم نخب سياسية وتجارية فاسدة دون أي رؤية سياسية، فإن الكثير من الناس سوف ينجذبون ويدفعون ويدعمون الرواية البديلة التي توفر الشرعية لمقاومة الاحتلال من خلال وسائل أخرى”.

 

خطاب ما فات لا ما هو آت

الياس الزغبي/فايسبوك/الثلاثاء 31 تشرين الأول 2023

ما يلفت اليوم أن معظم المحلّلين وكتّاب الصحافة والمواقع والمطابخ السياسية والاعلامية، إنبرَوا للقراءة في قرار زعيم "حزب اللّه" حسن نصراللّه الخروج من صمته المديد، توقيتاً ودلالاتٍ وأبعاداً، وتبارَوا في محاولات استنباط ما سيقوله ويعلنه بعد ظهر يوم الجمعة المقبل.

لا أدّعي امتلاك مصباح ديوجين ولا فانوس علاء الدين السحري ولا براعة ضاربيّ المنادِل كي أستقرئ طوايا خطابه ودوافع خروجه إلى العلن بعد طول انحباس، لكنني أمتلك حق المقاربات والمقارنات والاستدلال لتلمّس الموقف الواقعي والممكن في غمرة تحولات الوضع الجيوسياسي والاستراتيجي الغامض الذي يحكم المنطقة. أبسط الأمور العقلانية الموضوعية يدفع إلى القول إن توقيت إطلالة نصراللّه لا يرتبط بنقلة نوعية أو بحدث انقلابي في أزمة غزة وارتدادها على وضع جنوب لبنان، بل بضرورة الظهور الاعلامي لاحتواء الضغوط والتساؤلات داخل "حزب اللّه" و"محور الممانعة" أولاً، والمآخذ ومعها التنمّر من خارجهما، أي من خصومهما المحلّيين والإقليميين، ثانياً.

أمّا مضمون ما سيقوله ويعلنه فلا يمكن أن يكون تأسيسياً، بمعنى رسم خطة مواجهة أو حرب للمرحلة المقبلة، بل سيكون توصيفياً للمرحلة السابقة التي تطوي ٢٧ يوماً حين ظهوره.

ومن البديهي أن يركّز هذا التوصيف على مسألتين: إنتصار "حركة حماس" في ٧ تشرين، وإشغال "حزب اللّه" جبهة شمال إسرائيل وليس إشعالها، مع التنويه بسقوط عشرات "الشهداء على طريق القدس"، والتبريك لذويهم وبيئتهم.

والسؤال هو: لماذا لا يُنتظر أن يتحدّث عن المرحلة الجديدة من الحرب إلّا بالشعارات التقليدية السابقة ك"إزالة إسرائيل من الوجود" و" توحيد الساحات" و"الرد في المكان والزمان المناسبَين"؟

والجواب أنه فعلياً ليس هو صاحب القرار، بل مرجعيته في طهران، وهي منخرطة في مفاوضات ومساومات، بعدما خفّضت سقفها إلى مستوى البحث عن تسوية.

يحق لنصراللّه الخوض في ما جرى وليس في ما سيجري. هذا الخط الأحمر رسمته إيران عبر وزير خارجيتها عبد اللهيان حين زار الضاحية قبل ٣ أسابيع وصادر مبادرة "ذراعه" إلى الكلام.

والحقيقة أن نصراللّه لا يملك جواباً عن سؤال محوري ومركزي هو لماذا لم يقتنص الفرصة الثمينة لحظة انتصار "حماس" وتضعضع إسرائيل، وينفّذ "وعده الصادق" في اقتحام الجليل للإطباق من الشمال والجنوب على العدو في اتجاه القدس!؟

قد يكون لديه تبرير لضياع الفرصة الاستراتيجية بسلسلة عناوين: إن اللحظة لم تكن مؤاتية، وقرار بهذه الخطورة يؤخذ بعقل بارد وليس تحت ضغط النار، والتوقيت ليس مقفلاً بل مفتوح على مستقبل الصراع، و"محور المقاومة" يقرر مجتمعاً.

باختصار، لا يمكن أن يكون الخطاب العتيد لنصراللّه فاصلاً في وضع لبنان وغزة والإقليم، أو أن يؤرَّخ لما قبله وما بعده كما يتمنى ويشتهي أنصاره، بل مجرد تعويض معنوي سياسي عمّا فات، وليس برنامجاً أو مساراً أو خطّة لما هو آت.

 

"كتائب جبران"

عماد موسى/نداء الوطن/الثلاثاء 31 تشرين الأول 2023

 تشرين الأول 2023

بعد «دسامة» الأطباق الرئيسة المتوالية التي تشكل جوهر عشاء اللبناني «العرمرمي» وبعد التخمة يُقدّم الـ»ديجيستيف» للمعازيم في غرفة الجلوس المريحة.

كما في العشاوات كذلك في السياسة. بعد الحكي السياسي الجدي، والمعارك الطاحنة وتحرّكات الأمم وعقد القمم، ومتابعة مآسي الأبرياء وبطولة الأبطال وحماقة الحمقى يطلّ رئيس التيار الوطني الحر على عقول اللبنانيين المتخمة من دسامة الأخبار كي يساعدهم على هضم وفهم ما تلقوه وحفظوه وشاهدوه وسمعوه وقَرَأوه. جبران ديجستيف. ينطّ بخفة بين المرجعيات كوريث حصري لجبل شيخ جبل الرابية المسكون بعظمة تاريخه. رغم رشاقة الشاب النشيط فكثيرون من العاملين في الشأن العام وفي الإعلام يستثقلونه. لا يقدّرون الموهبة الصاعدة المتلوّنة حين تزوبع أفكاره وتشرقط. وحين يطلع مردة مزركشون من فنجان قهوته. هكذا يتراءى للعونيين، فيما لا يرى آخرون سوى غريق «يبعط» ويحاول الخروج من الفنجان. ما أخفّه! ويمكن إضافة السين بعد الألف لمن يرغب. في جملة واحدة وجواب واحد رفض جبران ديجستيف بشكل قاطع العودة إلى فتح لاند (بعد اتفاق القاهرة) وأثنى على دور وريث الفتحاويين الفاتح دويلة ضمن الدولة في الجنوب والبقاع وضاحية طفولة الجنرال. ما الفرق بين «الحزب لاند» و»فتح لاند»؟ تمهّلوا يمكن الإجابة بعد خراب البصرة.

في الذكرى السنوية للخروج المظفّر من بعبدا، إيد لقدام وتنين لورا، وحيث لم يعد للبنان الواهن حيل على شيء أخبرنا جبران ديجستيف أن لبنان القوي يساهم بتحرير القدس وليس لبنان «المكسَّر».... برحمة أمواتك قل لنا كيف يكون لبنان قوياً؟

ويقول الطالع من رحم مؤسسة الجيش، والمتغنّي بالجيش، والقاتل حالو كرمال الجيش، والمؤمن بدور الجيش، وبالقرار 1701 الذي يحصر السلطة على أرض الجنوب باليونيفيل والجيش «إن دعوة أحدهم (أول حرف من اسمه سمير) الجيش كي يسحب ما يسمّيه المسلحين في هذه المرحلة فكأنه يدعو إسرائيل لتجتاح لبنان». ومن قال إن دور «الحزب» العسكري انتهى في العام 2000 عمتي ماري أو عمكم طال عمركم؟ رغم قناعة زعيم التيار بدور المقاومة الإسلامية على المستوى الاستراتيجي لم يفكر، كعابر للطوائف، أن يشكل ولو سرية مجاهدين برتقاليين للدفاع عن جنوبنا الغالي. شاكر البرجاوي، بإمكاناته المتواضعة فكّر وجبران لم يفكّر. أقلّه حطّ على عين «قوات الفجر»، وشكّل مجموعة «قوات النجر». أو سمّ قواتك «كتائب جبران» – الفرع الأصلي. تخيّلوا جبران يتفقد الجبهة المفتوحة مع العدو وعلى رأسه الجميل خوذة مضادة للإشعاعات النووية.

 

من "ويبقى الجيش هو الحلّ"، الى "وتبقى المقاومة هي الحلّ".

الدكتور شربل عازار/ نداء الوطن/الثلاثاء 31 تشرين الأول 2023

...ولكي لا يفوتنا شيئٌ فلقد تابعنا بانتباه واهتمام الأسبوع "الباسيليّ" المُنصَرِم.

كان هناك فَيضٌ من التكرار والكلام غير المفهوم والمليء بالتناقضات والالتباسات وبالكلمات حمّالة الأوجه.

 لكن لا بدّ من ملاحظة خلاصتين لإطلالات  النائب جبران باسيل التلفزيونيّة ولجولته على "فريقه السياسي" وعلى "أهل بيته" التي كانت بدايتها إتصالٌ هاتفيّ تشجيعيّ مليء بالمعنويّات والمقوّيات والمُحفّزات مع السيّد حسن نصرالله،

وكانت نهايتها بالضحكة الرنّانة في بنشعي عند مَن قال عنه باسيل و"تيّاره الحرّ"، مرّات ومرّات، أنّه "لا يُمَثِّل إلّا نفسه، وأنّه مِن رموز منظومة الفساد، وأنْ ليس لديه المواصفات للتربّع على كرسي بعبدا"،

فإذْ برئيس تيّار المردة الوزير سليمان فرنجيّة يُعلِن على الملأ، وأمام باسيل، أنّ الأخير سيدعمه في الرئاسة في حال وصوله إليها. (طبعا بعد إزاحة قائد الجيش العماد جوزاف عون عن المشهد بعدم التمديد له).

تلك هي الخلاصة الأولى.

أمّا "الكلام الجوهري" للجولات والصولات الباسيليّة فهو إعلان باسيل المدوّي أنّه "يترك للمقاومة أمر الدفاع عن لبنان وهي تعرف كيف تُدافع"،

وأنّه "يرفض أي عمل عسكري خارج ما تقوم به المقاومة"،

وأنّه "لولا وجود "حزب الله" لاجتاحت إسرائيل لبنان كما تجتاح غزّة اليوم"،

وإنّ "حزب الله لا يُخطئ بالاستراتيجيّة"،

 وإنّ "مَن يُطالب بتنفيذ القرار ١٧٠١ وسحب المسلحين مِن الجنوب ليتسلّم الجيش مهامه ودوره، فكأنّه يدعو إسرائيل لاجتياح لبنان"،

وإنّه "لو لم يكن لدينا مقاومة ماذا كانت إسرائيل فعلت فينا؟"،

وصولاً الى القول: "نحن مطمئنّون أنّ المقاومة  تحمي لبنان، وعليه فإننا  نستطيع ان ننصرف بارتياح لبناء الدولة".

إنّه خطاب تجديد الولاء وتجديد البَيعَة بانتظار  المزيد مِن مكاسب السلطة. يا حَيف!!

في التسعينات من القرن الماضي وتحديداً في آب من العام ١٩٨٨،

 هل تذكرون كتاب العميد الركن فؤاد عون الذي صِيغَ تحت نظر ورعاية العماد ميشال عون قائد الجيش في حينه وعرّاب مسيرة الوريث النائب باسيل اليوم؟

كان عنوان الكتاب : "ويبقى الجيش هو الحلّ".

الآن فهمنا أنّ "العونيّين"، العماد والعميد، كانا يقصدان في كتابهما، أنّ "الجيش هو الحلّ" فقط في حال كان ميشال عون قائداً له،

 وفهمنا أيضاً أنّ "الجيش هو الحلّ" فقط مِن أجل حلّ "القوّات اللبنانيّة" وإلغائها.

أمّا في عهد مقاومة "حزب الله" فقد أصبح شعار وَرَثَة قائد الجيش الأسبق الرئيس العماد ميشال عون:

"الجيش مش نافع"،

"وتبقى المقاومة هي الحلّ".

ولا يزال هناك أناسٌ تيّاريّون باسيليّون، يا للعجب !!!

 

نصرالله الجمعة: المُقال المهم وغير المُقال المهم

نقولا ناصيف/الأخبار/الثلاثاء 31 تشرين الأول 2023

بمرور الوقت على حرب غزة وتواصلها بضراوة بلا اهداف سياسية قابلة للحياة حتى الآن على الاقل، تصبح جرعة التفاؤل بعدم انخراط الجنوب فيها منطقية وحقيقية. ما كان يُفترض ان يحدث منذ اليوم الاول، ليست ثمة حاجة اليه في ما بعد ما ان يقترب المتقاتلون من خط الاياب.

المعلن في اطلالة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الجمعة المقبل، الاولى منذ اندلاع حرب اسرائيل وغزة في 7 تشرين الاول، تأبين شهداء الحزب الذين سقطوا منذ اولهم في 9 تشرين الاول وبلغوا خمسين امس. غير المعلن لكنه المحسوب في ما سيتضمنه كلامه، تأكيده بضعة استنتاجات من الحرب الضارية لثلاثة اسابيع خلت. بدأت في القطاع وهددت بدقّ ابواب جنوب لبنان:

اولها، مخاطبة نصرالله شهداء الحزب كإحدى ابرز الرسائل ان لم تكن الرسالة الرئيسية، وهي ان حزب الله في صلب المواجهة والحرب مع اسرائيل، ويدعو جمهوره الى ان يكون بدوره جزءاً لا يتجزأ منها. هو الذي يملك قرار النطاق الذي يذهب به الى اقصاه وتوقيته. بعد سقوط شهدائه اضحى معنياً مباشراً بظهوره امام جمهوره المعني اولاً بأولئك وبملاقاة الحزب في خياراته وصوابها، وامام الرأي العام اللبناني المنقسم على نفسه مما يفترض ان يقوم – او لا يقوم به حزب الله – قلقاً على مصير الكيان برمته، وامام الخارج الذي لا يتوقف إما عن تنبيهه من قرار خاطىء لا تريده السلطات ولا المجتمع اللبناني، وإما من المجازفة في فتح جبهة جديدة، وإما بتخويفه من الكلفة المحتملة. ليست قليلة الشأن او غير ذات معنى الطريقة التي وُجهت بها الدعوة الى الاستماع الى نصرالله الجمعة ولا مألوفة في حالات مشابهة: حُددت اربع مناطق هي الضاحية الجنوبية والنبطية ودير قانون النهر وبعلبك. بذلك يُستنفر المجتمع الشيعي برمته حيال ما سيدلي به الامين العام للحزب. لكن كذلك بازاء ما هو اهم من ذلك: الدفاع عن خيار المقاومة حيثما اختارت وكيفما اختارت.

لم يتردد الحزب في نعي شهدائه واحداً تلو آخر، يوماً بيوم، وأدار تشييعهم بمهابة لاضفاء معنى مختلفاً لم يُلحظ كذلك في حرب تموز 2006. لم يكتم ايضاً سقوطهم خشية تأثر مقاتليه ومجتمعه بخسائر ليست قليلة الاهمية في ثلاثة اسابيع فقط في حرب لا تُخاض ضد الحزب بالذات، بل يخوضها هو دفاعاً عن مقاومة اخرى ومحور عقائدي برمته. الاهم في مسارعته الى نعيهم تأكيده انه يدفع ثمن عدم فتح جبهة من المفترض ان الانتماء العقائدي والواجب الديني يدعوانه اليها على عجل بلا تردد.

ثانيها، انهيار الخيارات المتوالية لاسرائيل مذ انتقلت الى رد فعل وحشي مشهود في غزة رداً على هجوم 7 تشرين الاول. بعد اخفاق اول الاهداف وهو تهجير اهالي القطاع الى سيناء، يتأكد يوماً بعد آخر فشل الرهان التالي على حملة برّية واسعة النطاق عليه لاحتلاله وفرض طرد ابنائه منه. سقط الخيار الاول في الاسبوع الاول من الحرب الضارية المدمرة على مدن غزة. في الاسبوع المنصرم مذ بدأت الهجمات البرّية المجتزأة تحققت اسرائيل ايضاً من انها اضحت في الطريق المعاكسة للهجوم البرّي وستكون على وشك الانكفاء الى الوراء والانتقال من الاعمال العسكرية الى الاعمال الامنية.

ثالثها، فشل الاعتقاد بأن في وسع الدولة العبرية ان تمضي مع حماس الى ما اخفقت فيه مع حزب الله في حرب تموز 2006، وهو خروجها من الحرب الضارية دونما تحقيقها الهدف الذي توخاه ذهابها اليها. بعدما فشلت عامذاك في القضاء على حزب الله توشك على الوصول الى نتيجة مطابقة هي تعذر تصفيتها حماس. لم يعد في المرحلة المقبلة، في اسرائيل وخارجها، سوى الحديث عن كلفة وقف النار وعرابيه ومباشرة مفاوضات تبادل الاسرى وشروطها وارقامها.

واقع الامر، لمَن اصغى في الايام الاولى من الحرب الى وجهة نظر حزب الله تجري مراجعة لما كان يحدث ومقدّراً ان يحدث، اطالة امد الحرب يفضي الى الوجهة المعاكسة لاسرائيل: التفاوض مع حماس لا المرور فوق جثتها.

رابعها، تأكيد المؤكد في موقف حزب الله وهو عدم السماح بخسارة «محور المقاومة» بما تعنيه الحرب الحالية مع اسرائيل على انها توطئة لما قد يليها. منذ اليوم الاول للحرب رام، وهو مغزى إشغاله الجبهة الشمالية لاسرائيل، انهاء حرب غزة بطريقة مطابقة لحرب تموز: وقف النار يثبّت القوى والاحجام والمعادلات. يكرّس بقاء حماس وان ضعيفة على نحو مماثل لما خبره حزب الله بالذات في حرب تموز 2006. خرج منها منهكاً قبل ان يعيد بناء قوته الذاتية ويمسي مذذاك جزءاً لا يتجزأ من معادلة النزاعات الاقليمية، دونما اقتصاره على ثنائية صراعه مع الدولة العبرية.

اما ما لن يقوله نصرالله لكنه يدخل في صلب ظهوره الاعلامي، فأمران اثنان على الاقل: الاول عدم علمه المسبق بتوقيت هجوم حماس على غلاف غزة رغم الاتفاق والتفاهم معها على رد فعل ما حيال ما تتعرض اليه غزة من حصار واستهداف اسرائيليين. في نهاية المطاف لم يكن ما حدث في 7 تشرين الاول «مؤامرة» اعدها محور الممانعة، وهو اكثر المعنيين بتسليح حماس وتدريبها ومدها بالخبرات وتنظيم عقلها، لخوض حرب تحرير شاملة للاراضي المحتلة. في لحظة اشتعال الحرب، كأي حرب، تهبط المفاجآت والحسابات غير المدروسة تماماً والاخطاء الصغيرة والمفارقات والمصادفات ونزق النشوة.

اما الثاني فالتدرج المدروس لحزب الله في المواجهة مع اسرائيل بدءاً بمزارع شبعا في القطاع الاوسط، ثم تمددها الى القطاعين الاوسط والغربي وصولاً الى إشعال جانبي الخط الازرق وتسهيل ما كان يحظره قبلاً وهو اطلاق فصائل فلسطينية صواريخ الى الاراضي المحتلة.

 

تنظيمات موالية لـ”الحزب” تتأهّب… فهل يتطوّر العمل العسكري؟

يوسف دياب/الشرق الأوسط/الثلاثاء 31 تشرين الأول 2023

تسير العمليات العسكرية في جنوب لبنان على توقيت الحرب الإسرائيلية على غزّة، وترتفع وتيرتها يومياً بالتزامن مع التوغّل البرّي الإسرائيلي في القطاع.

وهذا التطوّر فعّل دور التنظيمات المسلّحة التي تعمل في الجنوب بالتنسيق مع حزب الله، وتنفّذ عمليات محدودة بموافقة مسبقة منه. لكنّ المراقبين لا يستبعدون التحاق تنظيمات جديدة بهذه الجبهة، وتوسيع نطاق عملياتها بما ينذر بتدهور الأمور على نطاق واسع.

ثمّة من يرتاح إلى الإيقاع المضبوط في الجنوب، ما دامت هذه المجموعات تعمل ضمن غرفة عمليات واحدة يديرها حزب الله دون سواه. ويرى الخبير العسكري والاستراتيجي العميد الدكتور هشام جابر أن «مشاركة الفصائل المسلّحة في العمليات العسكرية انطلاقاً من جنوب لبنان ليست إلّا مشاركة رمزيّة، فهم الفصائل يعملون تحت (كونترول) حزب الله، وهذه ترجمة حقيقية لوحدة الساحات».

وأشار جابر في تصريح إلى «الشرق الأوسط»، إلى أن «هذه الجماعات تطلق صواريخها بمعرفة مسبقة من حزب الله الذي لا يسمح لها بخرق قواعد الاشتباك، حتى لا يشكل دورها خطراً يدفع باتجاه توسيع الجبهة». وقال: «لن يسمح الحزب لهذه الجماعات بأن تكبر وتتوسّع إلّا إذا توسعت الجبهة تدريجياً».

الارتفاع الملحوظ في حدّة التهديدات الإسرائيلية للبنان، والتحذير من توسيع العمليات ضدّ أهداف في عمق الأراضي المحتلّة لن يغيّرا شيئاً في مسار الأحداث إذا ما استمرّ التصعيد داخل فلسطين. ويوضح الكاتب والباحث السياسي قاسم قصير أن «ما يجري في الجنوب مرتبط مباشرة بما يحصل في غزّة». ويقول، لـ«الشرق الأوسط»، إن «انخراط بعض التنظيمات في المواجهة انطلاقاً من الجنوب سيستمر وقد يتعزز أكثر إلى حين تراجع العمليات داخل فلسطين».

ويؤكد قصير، وهو مطلع على أجواء حزب الله، أن «عدد التنظيمات المسلّحة من غير حزب الله محدود، ولا يشكل خطراً بفتح الجبهة على نطاق واسع ما دام الحزب يمسك بالأرض بشكل جيد»، مؤكداً أن «ما تقوم به التنظيمات الآن، لا يتعدى الدور المساند للشعب الفلسطيني، إضافة إلى قيمته السياسية، لكن إذا تطوّرت الحرب في فلسطين فلا أحد سيسيطر على الجبهات الأخرى بمن فيهم حزب الله؛ لأن مطلب فتح الحدود بات مطلباً شعبياً عربياً واسعاً».

تتباين الآراء حول تسليط الضوء على عمليات التنظيمات المسلّحة على حدود لبنان الجنوبية التي يحتكرها حزب الله. وفي رأي جابر فإن «الوجود المسلّح القوي والفاعل في الجنوب هو لحزب الله وإلى جانبه أعداد قليلة من مقاتلي حماس والجهاد الإسلامي، وانضمت إليهم حديثاً قوات الفجر التابعة للجماعة الإسلامية، لكن لا أحد من هؤلاء يطلق صاروخاً على إسرائيل إلّا بموافقة مسبقة من الحزب الذي يتعامل مع الوضع بدقّة كبيرة، ويدرك تماماً أن تفلّت الأمور من يده يعطي ذريعة لإسرائيل لشنّ حرب على لبنان»، لافتاً إلى أن «حزب الله لا يريد فتح جبهة عسكرية واسعة في الجنوب، ولديه جبهة داخلية مفككة».

لا يقتصر الحضور الميداني على التنظيمات المذكورة والتي تبنّت عدداً من عمليات التسلل إلى الأرضي المحتلّة، وإطلاق الصواريخ على مواقع إسرائيلية. ويكشف قصير أن حزب الله فعّل في الأيام الأخيرة دور «سرايا المقاومة» في الجنوب، إلى جانب مقاتلي حماس والجهاد الإسلامي وقوات الفجر. ولم يستبعد «تدخّل تنظيمات أخرى في الجبهة الجنوبية، مثل حركة أمل والأحزاب اليسارية مثل الحزب الشيوعي والحزب القومي السوري الاجتماعي… وغيرها من القوى المنضوية في حركات المقاومة، وهذا الأمر مرهون بتطوّر الصراع في غزّة، فإذا توسّعت الحرب هناك فستتفلّت الجبهة الجنوبية من كلّ الضوابط».

ورغم الإعلان يومياًَ عن المواقع الإسرائيلية التي تتعرض للاستهداف، فإن الفصائل المنضوية بجبهة جنوب لبنان، تعترف بأن عملياتها لا تتعدى إطار الرسائل، وممارسة الضغط على الإسرائيلي للتخفيف من حدّة الهجوم على غزّة.

ويوضح مصدر مقرّب من حركة حماس، أن «مشاركة كتائب عز الدين القسام بقصف مواقع إسرائيلية انطلاقاً من لبنان، يأتي لتوجيه رسالة للعدو لوقف العنف والإرهاب ضدّ المدنيين في غزّة، ولكبح جماح حكومة الاحتلال حتى لا تتمادى في مجازرها ضدّ الشعب الفلسطيني». ويؤكد المصدر لـ«الشرق الأوسط»، أن «المقاومة الفلسطينية ستمارس حقّ الدفاع عن شعبها من كلّ الأمكنة، على أساس أن القضية الفلسطينية قضية واحدة، وهذا يطمئن الفلسطينيين في الداخل خصوصاً في قطاع غزّة، بأن جميع قوى المقاومة بما فيها حزب الله معهم في المواجهة».

ولا يستبعد المصدر أن «يتطوّر العمل العسكري انطلاقاً من لبنان، لكنّ ذلك يبقى مرتبطاً بتطوّر المعركة مع الإسرائيلي سواء في غزّة أو الضفة الغربية».

 

جبهة الجنوب تشغل الدبلوماسيين: بمَ يفكّر “الحزب”؟

غادة حلاوي/نداء الوطن/الثلاثاء 31 تشرين الأول 2023

منذ بدأت الحرب الإسرائيلية على غزة لم تتوقف مراسلات الدول إلى الحكومة اللبنانية للضغط على «حزب الله» وضمان عدم تدخّله نصرة للفلسطينيين. حركة دبلوماسية ناشطة، تتضمّن نصائح أقرب إلى التحذير تصل في أحيان كثيرة إلى مستوى التهديد من أنّ دخول «الحزب» الحرب بشكل يفوق المواجهات التي تجري جنوباً، سيعرّض البلد لحرب قاسية. وخلال لقائها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، طالبت السفيرة الأميركية دورثي شيا الحكومة بإسداء النصح لـ»حزب الله» ومنع تدخّله في الحرب عبر جبهة الجنوب. وتوجهت إليه بالقول: يجب أن تلزمه بعدم التصعيد، وأن يكون تحرّكه تحت مراقبة الحكومة وبالتنسيق معها. سفراء فرنسا وبريطانيا ودول عدة قالوها بصريح العبارة لرئيس الحكومة: عليكم التنبّه جيداً، ولا تدعوا «حزب الله» يشنّ حرباً على إسرائيل. وخلال زيارته لبنان صارح وزير الخارجية الإيرانية حسين عبد اللهيان المسؤولين ممن التقاهم أنّ بلاده تلقت رسالتين من الأميركيين لعدم توسيع الحرب. أما لبنانياً فلم يتركوا قناة أو وسيلة إلا وأرسلوا عبرها إلى «حزب الله» متمنين عدم دخوله الحرب. مقارنة بحرب تموز اختلف الموقف الأميركي حيال الاعتداءات الاسرائيلية، فأميركا التي كانت تدير المعارك دبلوماسياً وعسكرياً ضد «حزب الله» إلى جانب اسرائيل، تخوض راهناً تحركاً دبلوماسياً واسعاً وتستنفر علاقاتها وصداقاتها الإقليمية والدولية في سبيل إقناعه لئلا يوسّع دائرة المواجهات على امتداد الحدود جنوباً، وهي عمّمت على كل المقربين والأصدقاء تجنب استفزاز «حزب الله» أو مهاجمته فلا يكون مضطراً لدخول الحرب.

كل التنبيهات التي تتلقاها الحكومة عبر رئيسها أو وزير خارجيتها توضع في عهدة «الحزب» الذي يلاحظ التحول في الموقف الأميركي وحتى الفرنسي، ولو أنّ تقييمه للموقف الفرنسي سلبي للغاية لعدائيته التي سبقت الأميركيين بأشواط.

يؤكد مصدر وزاري أنه بات اليوم أقل تشاؤماً، مما كان عليه مع بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، والسبب «معرفتي بموقف الحزب والإيراني والأميركي». ويتحدث المصدر عن حوار تخوضه الحكومة مع «حزب الله» تراه ناجحاً، وتلمس منه تفهماً لواقع الوضع اللبناني وتعقيداته الاجتماعية والسياسية والإقتصادية وهو ما يقوّي موقف الحكومة ودبلوماسيتها ويعزّز حجتها أمام الدبلوماسيين المطالبين بعدم تدخل «حزب الله». ويقول: «اختلف موقف لبنان اليوم عما كان عليه بداية الحرب على غزة. كان موقفه ضعيفاً وسط خشية من ارتدادات حرب غزة على لبنان واضطرار «حزب» إلى لجم اعتداءات اسرائيل فتتوسع الحرب، لكنه تحول إلى موقف قوي بعدما انتقل من موقع المتلقي السلبي للتهديدات أو المهدَّد إلى موقع المهدِّد. إذ أبلغ لبنان دبلوماسيي الدول الكبرى الأساسية أنّ فتح الجبهة الجنوبية لن يقتصر على «حزب الله» وستدخلها أطراف أخرى حليفة له من العراق إلى اليمن إلى الجولان. وقد اقترح لبنان في بداية الحرب أن تطلب أميركا هدنة يلتزمها كل الأطراف كي يلتزمها «حزب الله»، معتبراً أنّ الكرة في الملعب الاسرائيلي الذي عليه عدم توسيع الحرب إلى لبنان، وبدل أن يطلب من لبنان عدم تدخّل «حزب الله» فلمَ لا يتم تهديد اسرائيل والطلب إليها وقف عدوانها.

يقول المصدر عينه: ليس من السهل اقناع الدبلوماسية الغربية بصوابية موقف لبنان، لكن الواضح أنّ التعامل بات مختلفاً، فلم يعد بإمكان أي سفير ايداع تحذيراته المسؤولين من دون أن يحمل جواباً لبنانياً رسمياً إزاء ما تشهده غزة والمنطقة ككل. عين الدبلوماسيين على جبهة الجنوب، والسؤال ذاته يتكرر يومياً تقريباً: بماذا يفكر «حزب الله»؟ ومتى سيدخل طرفاً مباشراً في الحرب الدائرة؟ تقارير وتخمينات وحبس أنفاس، ويبقى «حزب الله» الصامت الأكبر إلى أن يخرج أمينه العام مخاطباً العالم في إطلالة ستكون أقرب إلى إطلالات حرب تموز في المضمون.

 

“مبادرات متواضعة” في مهبّ الريح بانتظار “الصفقة الكبرى”!

جورج شاهين/الجمهورية/الثلاثاء 31 تشرين الأول 2023

ما بين أروقة مجلس الأمن الدولي حيث تُعقد الاجتماعات المفتوحة المخصّصة للحرب في غزة، والمفاوضات السرّية الجارية في بعض العواصم، تراقب المراجع الديبلوماسية مجموعة من «المبادرات الصغيرة» التي يمكن ان تقود الى «تفاهمات محدودة» تقود الى استبدال مجموعات من الأسرى بالمساعدات. في وقت ما زالت فيه واشنطن تستبعد اي اتفاق شامل لوقف النار، طالما انّه لمصلحة «حماس»، تزامناً مع حملتين عسكرية وديبلوماسية لتعزيز قواتها في المنطقة. وعليه ما هو المتوقع مما يجري؟ لا يمكن للمراجع الديبلوماسية العليمة ان تنفي ما يجري في الكواليس الدولية والاقليمية من مشاريع مبادرات صغيرة، سعياً الى تفاهمات محدودة يمكن ان تؤدي الى عمليات تبادل الأسرى لدى «حماس» و»الجهاد الاسلامي»، وخصوصاً ما بين حاملي الجنسيتين الاسرائيلية وأخرى من دول مختلفة شرقية وغربية، لقاء السماح بإدخال المزيد من المساعدات الانسانية والطبية الى القطاع المحاصر. وهي مبادرات ما زالت قائمة حتى الساعة في ظلّ ما هو معلن من مساعٍ تُبذل توصلاً الى وقف شامل لإطلاق النار، ما زالت الطريق المؤدية إليه مقفلة على اكثر من خط. فقد قطعت الولايات المتحدة الاميركية الطريق على كل مشاريع المبادرات الكبرى التي نوقشت في مجلس الأمن الدولي نتيجة استخدامها لحق الفيتو لمجموعة الاقتراحات، ولا سيما البرازيلية – التي كانت الأولى من نوعها، بحكم رئاستها الدورية لمجلس الأمن الدولي – قبل إسقاط مجموعة المشاريع الصينية والروسية المقترحة، لمجرد إصرارها على الدعوة الى وقف للنار ورفض إدانة حركة «حماس» بطريقة واضحة وصريحة، ومحاسبتها على ما انتهت إليه عملية «طوفان الأقصى» في السابع من تشرين الأول الجاري. وإلى مجموعة المبادرات المستمرة، لا تتجاهل المراجع عينها، ما سبق هذه الاقتراحات من مبادرات عربية وخليجية التي تمّ وأد بعضها في مهدها، كتلك التي استبقتها إسرائيل بمجزرة «مستشفى المعمداني» التي أدّت إلى تعطيل القمة الرباعية التي كانت تستضيفها العاصمة الاردنية في اليوم التالي لها، حيث كان مقرراً ان يستضيف العاهل الاردني الملك عبدالله كلاً من الرؤساء الاميركي جو بايدن والمصري عبد الفتاح السيسي والفلسطيني محمود عباس. كان ذلك قبل ان تفشل «قمّة القاهرة للسلام» ايضاً في ترتيب وقف للنار لأيام عدة في «مبادرة انسانية» لا اكثر ولا اقل. فالداعي إليها كان يعرف انّ الأجواء الدولية غير مؤاتية لأكثر من هذا المطلب المتواضع، نتيجة معرفته المسبقة باستحالة الحديث عن وقف شامل لإطلاق النار قبل ان تتوفر له ظروفه على وقع الدعم الدولي الأعمى الاجراءات الاسرائيلية، وعلى الرغم ما ادّت اليه من جرائم ضدّ الانسانية وخرق لكل المواثيق والمعاهدات الدولية.

وقبل هذه المحطات التي شهدتها المنطقة، كانت هناك مبادرة عربية – خليجية نُسبت عناوينها الى سعي قطري – أردني مشترك تظلّله مباركة مصرية وسعودية وجزائرية وتركية، كانت مدار بحث على هامش مؤتمر «منظمة التعاون الإسلامي» الذي عُقد في جدة في المملكة العربية السعودية، تتحدث عن وقف للنار يمتد لثلاثة أشهر، تسمح بتنفيذ سلسلة من برامج الإغاثة التي يمكن ان تدخل غزة بإشراف دولي – عربي، وتشكيل قوة فصل من دول عربية واسلامية تواكب انكفاء «حماس» وجهازها العسكري لصالح أحياء السلطة الفلسطينية في غزة. على ان تتزامن هذه الإجراءات إن تمّت في أجواء من التهدئة، مع عملية تبادل شاملة للأسرى من مختلف الجنسيات لدى «حماس» و»الجهاد الاسلامي» والمنظمات الفلسطينية الحليفة، مقابل «تصفير» السجون الاسرائيلية من المعتقلين الفلسطينيين مع إخلاء غزة من قيادات «حماس» طوعاً، الى حيث يشاؤون من الدول العربية والاسلامية، بعدما أبدت كل من تركيا وقطر ودول اخرى عن استعدادها لاستضافتهم في أفضل الظروف الممكنة.

وإن عاد المراقبون الديبلوماسيون إلى تلك الفترة، فهم يدركون انّ مثل هذه الصيغة لم تكن مقبولة لدى اي من الطرفين، ولا سيما الحكومة الاسرائيلية التي كانت تعاني من الصدمة التي أحدثتها عملية «طوفان الاقصى»، فيما يسعى رئيس حكومتها الى تشكيل مجلس الحرب لتقاسم المسؤولية بين الحكومة ومعارضيها، كما بالنسبة الى قيادة «حماس» التي «ذُهلت» مما هو مطروح من صيغ تُنهي وجودها في قطاع غزة. وعليه، بقيت هذه النقاط «المترابطة» على شكل حل شامل، مجرد سلة أفكار وُصفت بأنّها من انتاج «عقل سوريالي»، بعدما سبقتها التطورات الميدانية والعسكرية في القطاع، وأنهت البحث في اي بند منها. فالولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا ومعظم دول الغرب، كانت قد قالت كلمتها إلى جانب اسرائيل، لإنقاذها مما هي فيه، وفتحت الجسور الجوية لتعزيز قدراتها العسكرية تزامناً مع دخول حاملات الطائرات والسفن الحربية الى المتوسط والتعزيزات التي شهدتها القواعد الاميركية في الخليج والعراق وسوريا بمختلف أنواع الطائرات وجنود المارينز.

على هذه الخلفيات، وفي محاولة يائسة لتجاوز مجموعة المطبات التي تحول دون وقف العمليات العسكرية، برزت المحاولات لترتيب تفاهمات صغيرة ومحدودة لتبادل الأسرى، وقد برزت أولى العمليات التي أفرجت فيها «حماس» عن سيدتين اسرائيليتين معمّرتين وسيدة اميركية وابنتها، بدأت بعض العواصم تفكر بصفقات مماثلة. ولعلّ أبرز المحاولات التي جرت أن سعت روسيا الى الإفراج عن 11 محتجزة ومحتجزاً يحملون الجنسية الروسية إلى جانب الإسرائيلية منها، فاستضافت موسكو وفدين قياديين من «حماس» و»الجهاد الاسلامي» ومسؤولين ايرانيين لترتيب هذه العملية من دون تنتهي الى ما أرادته. فقد ساءت العلاقة سريعاً بين تل أبيب وموسكو على خلفية عدائهما نتيجة الحرب الروسية على أوكرانيا ووقوف تل أبيب الى جانب كييف، إلى درجة أنهت المشروع الروسي قبل الكشف عنه.

وإن عبّرت المراجع الديبلوماسية عن قلقها في ظل فقدان الوسيط الدولي النزيه الذي يمكنه ان يتوسط أطراف الصراع، اتجهت الانظار الى الحراك الديبلوماسي الجاري في أكثر من عاصمة. وأشارت المعلومات القليلة الواردة من بكين والدوحة ومسقط، عن بوادر مبادرة جديدة أسست لها قطر وسلطنة عمان، لاستدراج الوسيط الصيني، على الرغم من فشل المحاولات السابقة. وهو ما جعلها في مرمى الحراك الديبلوماسي الذي ستقوده في الايام المقبلة مساعدة وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الأدنى باربارا ليف التي ستصل الى المنطقة في جولة واسعة، للتأكيد على أهمية مواصلة الجهود التي بذلها من قبلها الرئيس جو بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن لحصر الصراع في غزة ومنع انفجار المنطقة، من دون ان تعدّل موقفها المؤيّد لما تقوم به اسرائيل.

وعليه، فإنّ هؤلاء المراقبين ينتظرون وصول ليف للتثبت من وجود نية اميركية بعدم الربط بين ما يجري في غزة على ساحل المتوسط وما يجري في محيط القواعد الاميركية في سوريا والعراق. ذلك انّ اي ربط بين الساحتين الصغيرة في غزة والكبرى في المنطقة، يُعدّ مؤشراً إلى نية واشنطن باتجاه توسيع مسرح العمليات العسكرية او العكس. ففي حال وجود السيناريو الاول يعني انّ جميع المبادرات الصغيرة والمتواضعة باتت في مهبّ الريح، ليفتح الأفق على سيناريوهات مذهلة أكثر خطورة، وانّ الحسم بين النظريتين يحتاج الى ايام قليلة بانتظار «الصفقة الكبرى».

 

تفاقم أعداد النّازحين… وبدلات الإيجار تقفز 50%

باتريسيا جلاد/نداء الوطن/الثلاثاء 31 تشرين الأول 2023

برز المقتدرون والمدعومون مادياً من أبنائهم وأقاربهم في الخارج، كأوّل المبادرين لمغادرة المناطق الجنوبية الحدودية بعد أيام قليلة من عملية «طوفان الأقصى» التي انطلقت في 7 تشرين الأول، وتلاها إعلان إسرائيل بدء الحرب على قطاع غزّة وبدء الاعمال الحربية على الحدود اللبنانية.

فالنازحون تتفاقم أعدادهم يوماً بعد يوم، بعد الأرقام التي أصدرتها المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة التي سجّلت 29 ألف نازح في لبنان جرّاء التصعيد العسكري بين «حزب الله» و»إسرائيل». ومع استمرار الحرب على وتيرتها التصاعدية وارتفاع منسوب الخطر من التورّط أكثر فأكثر في براثنها وتجاوز قواعد الإشتباك، انكبّ بعض سكّان الضاحية الجنوبية بدورهم على البحث عن منازل للإستئجار، في مناطق قد تكون حسب تقديراتهم بمنأى عن شظايا الأهداف الإسرائيلية المحتملة. والمناطق التي باتت مقصداً من النازحين كما بات معلوماً، هي الساحلية منها في كسروان والمتن وجبيل، والمناطق الجبلية أيضاً، مثل برمانا وبيت مري وبكفيا وحتى عاليه وبحمدون وصوفر. هذا الواقع اعتبر بالنسبة الى بعض المالكين نافعاً لهم في موسم الجمود، فرفعوا بدل الإيجار بنسب متفاوتة بين 20 و30 و50% باعتبار أن الإيجار شهري وليس لفترة طويلة. وتفاوتت آراء المواطنين والعاملين في الشأن العقاري والتأجيري، بين الرافضة لتلك الزيادات باعتبارها عملاً غير إنساني وإستغلالي في زمن الحرب والنزوح، وبين مؤيدة لا سيما من المالكين باعتبار أن بدل الإيجار خاضع للعرض والطلب، في حين يقول آخرون من الملاّك لا سيما في بيروت أن بعض النازحين الميسورين يرفعون أسعار بدلات الإيجار حينما يعرضون بدلاً أعلى من المطلوب من المالك نفسه بهدف منافسة مستأجر آخر.

كيف تطوّرت الأسعار؟

كانت تتراوح الإيجارات قبل بدء شنّ إسرائيل الحرب على غزة، بالنسبة الى المنازل الصغيرة والمتوسطة (بين 90 و 120 متراً مربعاً) بين 250 و 800 دولار أميركي حسب المنطقة والمواصفات. أما اليوم وفي ظلّ تعاظم مخاطر الحرب، فارتفعت أسعار الشقق عموماً، ويقول رئيس نقابة مقاولي البناء في لبنان مارون الحلو لـ»نداء الوطن» إن «نسبة زيادة بدلات الإيجار في المناطق الجبلية إرتفعت بنسب تتراوح بين 20 و 30%، ما يعني أنه اذا كانت القيمة التأجيرية للشقّة بقيمة 700 دولار أصبحت 1000 دولار. علماً أن أسعار الإيجارات الشهرية أعلى من التعاقدية التي تكون عادة لفترة 6 أشهر او سنة كاملة.

أما في بيروت فأسعار ايجار الشقق (المرتفعة أصلاً) زادت بدورها تماشياً مع ارتفاع الطلب، بنسبة تتراوح بين 40 و 50%. ما يعني أنه اذا كانت الأسعار بقيمة 1000 دولار قبل بدء الحرب ارتفعت الى 1300 دولار ولكن زادت أكثر نظراً الى المضاربات كأن يبدي مستأجر استعداداً لتسديد بدل بقيمة 1500 دولار.

من يلجم الإرتفاع؟

لكن من يلاحق المالك في حال زيادة بدل الإيجار بنسبة غير مقبولة؟ المحامي اديب زخّور الذي قال: «لا يوجد نصّ قانوني يحدّد الجهة المعيّنة قانوناً لمراقبة بدلات الإيجار. ولكن في ظلّ الوضع الأمني الإستثنائي الذي نعيشه، تلك المهمّة يجدر أن تكون على عاتق البلديات ووزارة الداخلية وحتى مصلحة حماية المستهلك في وزارة الإقتصاد التي تراقب عادة الأسعار، لمراقبة الإيجارات التي تحصل مستندة الى القيم التأجيرية التي تحدّدها العقود المسجّلة في البلدية». ولكن كيف يتمّ إثبات عقد الإيجار الشهري في ما لو كان شفهياً وغير مكتوب؟ حول ذلك قال زخّور، بمجرّد التوافق يصبح عقد الإيجار ملزماً للطرفين بغض النظر عن وجود عقد خطّي أم لا! ويضيف: «في ظلّ عدم وجود قانون يحدّد القيمة التأجيرية التي يترتب على المالك تقاضيها، فإن السوق العقاري يخضع للعرض والطلب، ولا يمكن مساءلة المالك خصوصاً اذا كان المستأجر قابلاً للسعر. وعند وجود حالة استغلال أو غبن، يتدخّل المسؤولون في المناطق مثل الأحزاب والمخاتير والبلديات للحؤول دون تفشّيها ووضع حدّ لها».

النازحون ينقسمون إلى فئات

يتوزّع النازحون القادمون من المناطق الجنوبية والضاحية الجنوبية الى فئات. حول ذلك، قال المستشار العقاري أحمد الخطيب لـ»نداء الوطن» إنهم ثلاث فئات:

– النازحون الميسورون، الذين يرغب البعض منهم في السكن في منازل فخمة أو المكوث في فلل، أو يطلبون منزلين ويقصدون مثلاً بيت مري وبعبدات وبرمانا… وبحمدون وحمانا وفالوغا وبعلشماي والعبادية… علماً أن بعضهم يتمّ دعمهم من أبنائهم أو أقاربهم الذين يعملون في الخارج لا سيما أفريقيا.

– النازحون من الطبقة المتوسطة، ويطلبون إيجار شقة سكنية متوسّطة أو صغيرة ليمكثوا فيها لفترة شهر قابلة للتجديد الى 3 أو 6 أشهر، ووجهة تلك الطبقة خلدة والشويفات وعرمون والدامور.

– النازحون الفقراء أو «المعتّرين»، فهؤلاء لا يزالون في ضيعهم ينتظرون أن يتمّ إيواؤهم في مدرسة أو مؤسسة رسمية، وفعلياً هناك 3 مدارس مهنية في صور استقبلت نازحين.

وعن الأسعار قال الخطيب، إنها «تصل الى 2000 دولار في بعض المناطق. ففي فالوغا على سبيل المثال يتمّ تأجير شقق لفترة 6 اشهر بقيمة نحو 7000 دولار. أما في عرمون وبشامون…، فإن بدلات الإيجار تنخفض وتتراوح بين 500 و 700 دولار وتصل الى 800 دولار شهرياً».

واللافت وفق الخطيب، أن بعض الجنوبيين يستأجرون منزلاً في أماكن أكثر أمناً لفترة 3 اشهر على سبيل المثال ولا يقطنون فيه، تحسّباً للأسوأ. هكذا يطمئنون الى مكان بديل للإيواء في حال توسّعت رقعة الحرب».

ويشدّد في الختام على «ضرورة عدم إقدام البعض على المغالاة في رفع بدلات الإيجار تحسّباً لاستغلال النازحين في زمن الحرب والأزمات في البلاد، لأن قاعدة العرض والطلب تنتفي في تلك الحالة».

من عاليه إلى بحمدون

وفي الغضون، وبعد فتح الرئيس السابق للحزب «التقدّمي الإشتراكي» وليد جنبلاط ابواب الجبل لاستقبال النازحين، بدأت تشهد مدينة عاليه التي تمتاز بقربها من بيروت إقبالاً من النازحين لاستئجار منازل فيها. وقال سمسار عقارات وإيجارات في المدينة لـ»نداء الوطن» أن بدل الإيجارات ارتفع من معدّل 500 دولار الى 1500 دولار شهرياً ويصل الى 2000 دولار للمنازل المفروشة، أما نوعية المستأجرين فهم من المقتدرين. وبالنسبة الى الشقق الصغيرة غير المفروشة فيتراوح إيجارها بين 300 و500 دولار شهرياً اذا كان الإيجار لسنة، و400 و600 دولار إذا كانت العقود تمتدّ لفترة 6 اشهر».

أما اذا وقع مقصد المستأجر على المناطق الجبلية الأكثر ارتفاعاً من عاليه، مثل بحمدون وصوفر وبتاتر وشناي فإن أسعار إيجار الشقق المفروشة تنحدر الى حدّ ما وتتراوح شهرياً بين 500 و 700 وتصل الى ألف دولار.

دور الفنادق في النزوح

ماذا عن الفنادق هل سيطالها النزوح وهل هي مستعدة لاستقبال نازحين؟ إن النازحين الذين سيقصدون الفنادق هم من المقتدرين. وتبقى الخيار الأخير لهم رغم أن كل الخدمات متوفّرة لهم من ماء وكهرباء وتنظيف…، نظراً الى الكلفة التي ستكون أعلى من استئجار منزل. والدليل على ذلك، نسبة الإشغال في الفنادق المعدومة أو المتدنية جداً لأننا في فترة ركود بعد انتهاء موسم السياحة من جهة، ومن جهة ثانية الغاء انعقاد بعض المؤتمرات والفعاليات وعدم قدوم أي بعثات أجنبية وتلبية دعوة عشرات السفارات رعاياها لمغادرة البلاد في أسرع وقت ممكن.

وفي هذا السياق، يوضح رئيس اتحاد النقابات السياحية ونقيب أصحاب الفنادق في لبنان بيار الأشقر لـ»نداء الوطن»، «إن الطلب ينحصر اليوم على الشقق السكنية في مناطق كسروان. ولا يوجد لغاية اليوم إقبال على الفنادق». مؤكّداً أن «الفنادق على استعداد لتأجير غرفها الى نازحين، حتى ان الفنادق المقفلة قد تفتح ابوابها في ما اذا حصل إقبال كثيف عليها. أما تسعيرة الغرف فهي تتراوح بين 50 و 500 دولار في بيروت والمناطق الجبلية لليلة الواحدة». ولفت الى أن «تسعيرة الغرفة حسب تصنيف الفندق».

فالغرف وفق الأشقر «والمسعّرة في فنادق بقيمة 400 دولار، نسبة الإشغال فيها اليوم صفر، أما الغرف التي يتراوح سعرها بين 250 و 300 دولار لليلة الواحدة، فإن نسبة الإشغال فيها 7%. وكلّما زاد الطلب سترتفع الأسعار».

وعن الحسّ الإنساني ومساندة النازحين في ظلّ وضع أمني واقتصادي مزر، قال: «إن أصحاب الفنادق ليسوا مؤسسات خيرية والأسعار خاضعة للعرض والطلب وتترتّب على الفنادق أكلاف باهظة ومضاعفة بسبب عدم توفّر التغذية بالتيار الكهربائي ولا حتى المياه، بل نعمد الى تسديد الفاتورة مرتين فاتورة مياه لمؤسسة المياه وأخرى لشراء «سيترنات» وفاتورة كهرباء لمؤسسة الكهرباء وأخرى لشراء وتوفير المازوت لتشغيل مولّدات الكهرباء…، إلا اذا كان النازح يريد الإقامة لفترة طويلة عندها سنخفّض لهم السعر بالليلة. وسأل: في حال أرادت الدولة مساعدة النازحين لمَ لا تستأجر فنادق بأكملها لاحتوائهم؟

 

ضربةٌ مؤلمة… والإنتعاشة ليست قريبة

باسمة عطوي/نداء الوطن/الثلاثاء 31 تشرين الأول 2023

منذ الاسبوع الماضي بدأ أكثر من فندق كبير في بيروت تخفيض عدد الموظفين، الذين يتم التعاقد معهم عبر شركات خاصة لخدمات النظافة وترتيب الغرف، بسبب تقلص نسبة الاشغال فيها والتي لا تزيد حالياً على 10 بالمئة. هذا الواقع تؤكده مسؤولة التوظيف في أحد الفنادق الكبرى لـ»نداء الوطن»، لافتة الى أن «هذا الاجراء شمل عمالاً من جنسيات أجنبية لتخفيف المصاريف في ظل ضآلة عدد النزلاء والغاء كل المناسبات العلمية والاجتماعية التي تم حجزها في قاعات الفندق». وتشرح أن «موجة تخفيض العمال شملت أيضاً عمالا لبنانيين يعملون في مطاعم الفندق بسبب تراجع الرواد أيضا».

اذاً، الفنادق وبيوت الضيافة في لبنان شبه فارغة منذ بدء العدوان على غزة، صحيح أن شهري تشرين الاول والثاني ليسا من أشهر الذروة على الصعيد السياحي، لكن على الاقل لم تكن خالية من أي نشاط سياحي أو مناسبات علمية ومؤتمرات تعقد في الفنادق كما هو حاصل اليوم، ما يطرح السؤال عن مصير القطاع الفندقي في القادم من الايام، خصوصاً أن شهر كانون الاول المقبل يضم مناسبات وأعياداً (عيدا الميلاد ورأس السنة) والتي كان يمكن أن تتوج الانتعاشة التي شهدها القطاع السياحي والفندقي في لبنان خلال فصل الصيف المنصرم.

تعوّدنا على الصدمات

يشرح رئيس نقابة أصحاب الفنادق في لبنان بيار الاشقر لـ»نداء الوطن» أن «ما يحصل على الصعيد الامني صدمة لنا ونحن معتادون على هذه الصدمات. وما يمكن تأكيده أن تأثير هذه الاحداث على القطاع الفندقي هو تسجيل فراغ كامل في نسب الإشغال، لأن كل السياح الذين كانوا سيأتون الى لبنان وكل المؤتمرات والمعارض التي كانت ستنظم في الفنادق اللبنانية كما ان أهلنا المغتربين ألغوا حجوزاتهم»، لافتا الى أنه «انطلاقاً من هذا الواقع، فان الحجوزات والاشغال في فنادق بيروت تتراوح بين الصفر و10 بالمئة، وأؤكد أن بعض الفنادق في بيروت ليس فيها ولا غرفة مشغولة. وأحد الفنادق الكبرى نسبة الاشغال فيه لا تتجاوز الـ7 بالمئة. أما خارج بيروت فالوضع سيئ جداً علماً أنه في مثل هذا الوقت من العام تكون نسبة الاشغال في الفنادق في بيروت نحو 25 بالمئة وباقي المناطق نحو 10 بالمئة (نهاية موسم الاصطياف والبحر وبدء موسم المدارس)».

الإنتعاشة ليست قريبة

يضيف: «في تقييمنا للوضع الحالي، حتى لو عادت الامور الى طبيعتها غداً صباحاً، فان القطاع السياحي في لبنان يحتاج من شهرين الى ثلاثة أشهر لاستعادة عافيته ويسجل نسبة 50 بالمئة مقارنة مع الازدهار الذي سجله خلال فترة الصيف الماضي. اي لنتمكن من اعادة المؤتمرات والمجموعات السياحية التي كانت ترغب في المجيء الى لبنان، واقناعهم بأن الوضع الامني استتب نهائياً. خصوصا ان الاعلام العالمي يركز على ان لبنان الذي هو جزء من الجبهات المفتوحة الى جانب غزة وتوترات منطقة الشرق الاوسط ككل. ففي ظل كل هذه الاجواء لا يمكن البحث في تنشيط السياحة بل هي اكبر عدو لها».

على صعيد الإقليم

يعتبر الاشقر أنه في الوقت الذي يتم فيه قصف غزة، هناك ايضاً قصف لكل الوضع السياحي في المنطقة، كاشفاً ان اتصالاته مع المسؤولين عن قطاع السياحة في الاردن ومصر تظهر ان الواقع السياحي هناك ليس افضل حالاً بكثير من لبنان، وأن معظم السياح الذين يزورون الاردن ومصر هم رجال أعمال وليس هناك مجموعات سياحية كاملة ولا سيما في مصر. وشدد على «أننا نعيش في منطقة ملتهبة ستنعكس سلباً على الوضع السياحي في كل البلدان والتراجع الاكبر يسجله لبنان، لكن لا يمكن تحديد ارقام الخسائر في القطاع الفندقي، علماً ان أن كلفة تسيير أحد الفنادق في بيروت تصل الى 170 الف دولار لمعاشات الموظفين، ونحو 150 الف دولار كلفة تشغيلية بينما الاشغال لا يزيد عن الـ10 بالمئة. من هذا الواقع يمكن احتساب الخسائر، وفي حال استمر الوضع على ما هو عليه لا شك أن المؤسسات الفندقية ستفكر جدياً في تخفيض عدد موظفيها ما أمكن».

ضربة مؤلمة

يشرح الاشقر أن «الجميع يعلم أن جهداً كبيراً بذل من قبل القطاع الخاص في لبنان، واستطاع ان يطلق منتجاً سياحياً جديداً هو بيوت الضيافة التي وجدت في قرى نائية في عكار وصور والبقاع مثلاً ما وضع هذه القرى على الخريطة السياحية، بعد أن كانت تتركز السياحة في لبنان في بيروت وجبل لبنان فقط خلال 50 عاماً مضت»، مشيراً الى أن «هذا النوع من السياحة تطور بعد جائحة كورونا، وباتت الناس تتجه نحو السياحة البيئية والرياضية، وحصلت استثمارات كبيرة في هذا المجال وانتشرت في جميع المناطق اللبنانية مثل الضنية وراس بعلبك وعكار وجزين وصور، وهي مناطق لم تكن على الخريطة السياحية كما يجب رغم وجود بعض الفنادق في هذه المناطق، وبسبب بيوت الضيافة باتت هناك مجموعات كبيرة تقصد هذه المناطق».

نجحنا.. ولكن!

يضيف: «هذا الجهد الكبير كان نتيجة نداءاتنا للمغترب اللبناني لدعم بلده في الازمة التي يمر بها، وقد اظهر المغتربون شعوراً وطنياً كبيراً جداً ولبوا النداء وأتوا الى لبنان وساعدوا في دعم الاقتصاد اللبناني»، مشيراً الى أن «هذا الأمر أظهر أن السياحة كانت ولا تزال هي القاطرة الاساسية للاقتصاد في لبنان. وقد مرّ علينا صيف هذا العام أفضل من الصيف الماضي، وتبين أن هناك نمواً تدريجياً في القطاع، وهذا أمر مقبول. واستطعنا وضع لبنان على الخريطة السياحية للسياح الغربيين الذين كانوا يخافون من زيارة لبنان، وهذا بسبب الجهد الذي تمّ بذله وبمساعدة وسائل التواصل الاجتماعي والدعايات التي قامت بها الجمعيات لدعم السياحة في لبنان والتعريف عن المناطق السياحية في لبنان». كل هذه الخطوات أثّرت ايجاباً على لبنان وبات السائح الغربي (اميركي/مكسيكي/ أوروبي) على استعداد لزيارة لبنان، وسجلوا هذا العام اعداداً تفوق السنوات الماضية، وبات هناك نمو في اعدادهم. وكانت هذه الوتيرة ستكمل خلال فصل الخريف وبداية فصل الشتاء أي حتى نهاية العام لولا الاحداث الامنية».

 

 “طوفان الأقصى” والإشكاليات الجيوسياسية

الدكتور زكريا حمودان/الجمهورية/الثلاثاء 31 تشرين الأول 2023 

في بداية القرن الحالي انشغل العالم في الحرب الأميركية-الدولية على افغانستان، ثم سارت بنا الولايات المتحدة الأميركية ضمن تحالف دولي ضدّ العراق، ثم تدريجيًا ظهر تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق» (داعش) ليتطور بعدها الى العراق والشام، وذلك بعد انطلاق الأحداث في سوريا، وكانت قد سبقتها بأسابيع ليبيا ولحقتهما اليمن. لم يعد خافيًا على أحد انّ المصالح الجيوسياسية طاغية في كل هذه الأحداث التي بدأت مع وصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى الحكم بداية القرن الحالي والتبدّل في النهج السياسي المتّبع في تركيا مع وصول حزب «العدالة والتنمية» هناك. بالتزامن مع الدور الاستراتيجي الذي لعبته تركيا وروسيا كانت إيران تستعيد عافيتها لتكون اللاعب الأهم في المنطقة لأسباب عدة:

1- وجود أرضية شعبية واسعة الانتشار في منطقة غرب آسيا.

2- تحالفها الاستراتيجي مع روسيا الاتحادية وتلاقيهما في ملفات عدة وصولًا الى الانضمام أخيرًا الى منظمة شنغهاي ومجموعة دول «البريكس».

3- جرأتها على الاستفراد في دعم القضية الفلسطينية عسكريًا وأمنيًا على الرغم من الضغوط الدولية غير المحدودة.انطلاقًا من هذا الدور الرئيسي الذي لعبته إيران في المنطقة، ثبُتَ لها دور غير قابل للتهميش في مختلف القضايا الجيوسياسية والجيو-اقتصادية في المنطقة، إلى جانب تحالفات استراتيجية وتكتيكية على الشكل الآتي:

1 – الشراكة الاستراتيجية الإيرانية مع روسيا في سوريا، والتي أسقطت الحرب على سوريا من جهة، وضربت المصالح الأميركية وتحديدًا في ما خصّ مشروع «نابوكو» للغاز، والذي كان مقرّرًا ان يكون في مواجهة الغاز الروسي بنحو رئيسي.

2 – العلاقة التكتيكية مع تركيا والتي اعتُبرت نجاحًا للديبلوماسية الإيرانية في غرب آسيا.

3 – مواجهة التمدّد الأميركي في العراق وقطع طريق الاستفراد بثروات العراق النفطية، بالإضافة الى ضرب التمدّد العسكري الاميركي في المنطقة.

4 – تثبيت القضية المحورية في فلسطين وعدم السماح لمشاريع تصفيتها من خلال تثبيت النزاع الفلسطيني العسكري مع اسرائيل من جهة، وضرب مشاريع التطبيع من جهة أخرى.

انطلاقًا مما تقدّم برزت معركة «طوفان الأقصى» لتخلط الاوراق الجيوسياسية مقدمةً خريطة جديدة في المنطقة يتمّ كتابتها بالدم الفلسطيني. في هذا الإطار، يقول مصدر قيادي فلسطيني، انّ المعركة التي تخوضها الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة أتت لتضرب آخر إسفين كان يتمّ تحضيره لتغيير خريطة فلسطين بنحو كامل وطمسها انطلاقًا من التطبيع الذي لامس الخطوط الحمراء.

ويضيف هذا القيادي الفلسطيني، أنَّ ما حصل أعاد خلط الأوراق الجيوسياسية بمقدار كبير، فما لا يعرفه البعض عن «طوفان الأقصى» هو انّها حمت المنطقة من مشاريع عدة أهمها:

1 – إغراق الأردن بملايين الفلسطينيين وتحويلها نحو نزاع داخلي دموي ترفض الفصائل الفلسطينية ان تكون جزءًا منه، على الرغم من مواقف الأردن غير المشجعة.

2 – إغراق مصر بمئات آلاف الفلسطينيين وتحويلها الى منطقة انطلاق لعمليات تحرير نحو الاراضي المحتلة.

3 – تثبيت اللجوء الفلسطيني وإلغاء حق العودة من لبنان وسوريا، وهذا الامر الذي كذلك يرفضه كل فلسطيني في هذه الدول.

انطلاقًا من المدخلات الجيوسياسية التي بدّلها «طوفان الأقصى»، تغيّرت خريطة المنطقة اليوم لتضعنا أمام مخرجات جديدة ما زالت مرتبطة في ما سيحصل داخل قطاع غزة على المستوى العسكري. في هذا الاطار، يقول مصدر قيادي بارز في محور المقاومة، انّ فصائل المقاومة في قطاع غزة لا يمكن ان تسقط عسكريًا، حتى لو كان الثمن إشعال المنطقة. ويضيف، أنّ غرفة العمليات المشتركة هي التي تحدّد التوقيت المناسب لمختلف الساحات، فهي على تواصل يومي وعلى مختلف المستويات، وحسابات غرف العمليات يختلف تمامًا عن حسابات المنابر والوسائل الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي، خاتمًا «أنَّ محور المقاومة لا يقدّم مخطّطاته في المنطقة للجمهور او للعدو، انتظروا الميدان الذي ستنتج منه النتائج التي على اساسها ستكون المرحلة المقبلة».

بحسب بعض المعطيات المتوافرة حاليًا، فإنَّ سيناريوهات المرحلة المقبلة قد تكون كالآتي:

1 – دخول القضية الفلسطينية مرحلة جديدة ستعيدها الى مشارف العام 1967 جغرافيًا.

2 – تثبيت اعتراف دولي في حق الفلسطينيين ان تكون لهم دولة متكاملة المعالم.

3 – تحرّك لساحات نزاع في المنطقة، كمنطلق لإنهاء الاحتلال بمختلف اشكاله للاراضي والثروات في سوريا والعراق في المديين القريب والمتوسط تدريجيًا.

4 – الاسراع في إنهاء الفراغ الرئاسي في لبنان الذي دخل في معركة «طوفان الاقصى» بعد نحو 24 ساعة من انطلاقتها.

5 – الإسراع في إنهاء بعض التفاصيل المتبقية في الملف اليمني، كمنطلق لإعادة ترتيب الملفات السعودية في المنطقة بعد معركة «طوفان الأقصى» وما ادّت اليه من تغييرات استراتيجية في سياسة ولي العهد السعودي.

 

الرجل الذي دفع نصرالله إلى كسر صمته

محمد المدني/ليبانون ديبايت/الثلاثاء 31 تشرين الأول 2023

بعد طول انتظار، يطل الأمين العام ل "حزب الله" السيد حسن نصر الله يوم الجمعة لإلقاء خطابه الأول منذ 7 الجاري، أي تاريخ عملية "طوفان الأقصى"، وهذا ما كان منتظرا لمعرفة إلى أين ستذهب الأمور في لبنان، بما أن قرار الحرب والسلم هو بيد الحزب، كما قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي.

رغم أن إعلام الحزب وضع صمت أمينه العام في إطار "التكتيك" الإستراتيجي لإدارة المواجهة أو المعركة مع إسرائيل، إلا أن هناك عدة أسباب دفعت نصرالله لكسر صمته "الكلامي"، وفي طليعتها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الذي يصر على مواصلة جرائمه بحق الفلسطينيين، ولعله الإسرائيلي الوحيد الذي ليس له أي مصلحة بوقف الحرب.

عدة تساؤلات رافقت "صمت" السيد، تحولت لاحقا إلى مطالب نادت بضرورة كسر حاجز الصمت، والتحدث عما يتحضر له الحزب، هل هناك حرب شاملة مع إسرائيل؟ هل سيتكرر سيناريو العام 2006؟ هل لا تزال المواجهة بين الحزب وإسرائيل ضمن قواعد الاشتباك؟

لا شك في أن إطلالة السيد نصرالله يوم الجمعة أتت في موعدها، فهو المسؤول الأول أمام اللبنانيين عما سيحدث في قادم الأيام، كما أنه المعنى الأول في تثبيت معادلة "وحدة الساحات" التي ليس من الضروري أن تتوحد عسكريا، بعض الساحات شهدت تحركات شعبية، وأخرى ديبلوماسية وبعضها عسكرية بالمعنى الضيق للكلمة كلبنان مثلا. ثم أن الأمين العام للحزب، ليس بوارد التحدث عن قرارات "حزب الله"، نعم سيهدد إسرائيل وسيدعم الشعب الفلسطيني وحركة "حماس" لكنه لن يكشف عن نوايا الحزب، فليس نصرالله من سيقدم للعدو الإسرائيلي تطمينات هو بأمس الحاجة لها.

لكن أيضا، لن يذهب نصرالله في خطابه إلى حد الإعلان عن حرب مفتوحة مع إسرائيل، وقد قدم تطمينات لعدة مسؤولين لبنانيين أن الحزب يأخذ بعين الاعتبار الوضع في لبنان والحالة المالية والاقتصادية الخانقة التي تعصف بالبلاد والعباد، لكن دون أن يشكل ذلك نقطة ضعف للبنان أمام إسرائيل.

كما أن الأمين العام للحزب لن يخمد النيران المشتعلة في الجنوب، يرى أن من واجبة مساندة الجبهة المفتوحة في قطاع غزة، وبمجرد أن قوة كبيرة من الجيش الإسرائيلي مستنفرة على الحدود مع لبنان، فهذا بحد ذاته يريح المقاومين في قطاع غزة، وهذا الأمر لن يغيره الحزب، طالما أن إسرائيل تواصل اعتداءاتها المروعة بحق الشعب الفلسطيني. أبرز ما سيتطرق إليه نصرالله يوم الجمعة هو قوة لبنان بمواجهة إسرائيل، وذلك في إطار الرد على حفلات التهويل التي تقام يوميا، والتي أفقدت اللبنانيين صوابهم. وصحيح أن لبنان لا يريد الحرب، لكن في الوقت نفسه هو قادر على خوضها في حال فرضت عليه، هذا ما سيؤكده السيد نصرالله .

إنتخابات "القوات": لا صقور ولا حمائم... ونمر في المواجهة

مريم حرب/أم تي في/31 تشرين الأول 2023

"نُفّذ الأمر" في معراب. "الرفاق انتخبوا الرفاق" في الهيئة التنفيذيّة إلكترونيًّا، في تجربة هي الأولى على صعيد حزب "القوات اللبنانية". لكنّ أكثر المتفائلين ما كانوا ليتوقّعوا أنّ النائب السابق أنطوان زهرا سينال العدد الأكبر من أصوات المقترعين. 18321 مقترع نال منهم زهرا 17209 أصوات بنسبة قاربت 94 في المئة. الانتخابات التي كانت منتظرة منذ وضع النظام الداخلي للحزب في العام 2011، رأى فيها أنطوان زهرا "خطوة على طريق تكريس الحزب مؤسسة قابلة للإستمرار لا ترتبط بوجود زعامة تاريخية مثل سمير جعجع، عن طريق تطبيق الديمقراطية وتداول السلطة".

ووجد في حديث لموقع mtv أنّ "عنوان "رفاق تنتخب رفاق" يُبرّر عدم الإقبال الساحق على الانتخابات، فكل من انطبقت عليه شروط الترشح لعضوية الهيئة التنفيذية هو أهل للثقة وعلى قدر الاستحقاق ومهما كان خيار الأسماء سيكون خيارًا صحيحًا".

سيل من الانتقادات سبق انتخابات الهيئة التنفيذية عن أنّ النتائج معلّبة ومعروفة مسبقًا، إلّا أنّ "المياه تكذّب الغطاس" على حدّ تعبير زهرا. وقال: "إذا أتتك مذمتي من حاقد فإنّها الشاهدة لي أنّي ناجح" ومعروف أنّ "القوات" من أهم الأحزاب تنظيميًّا وإنتاجيًّا وحصدًا للنتائج الإيجابية وانتخابات وراء انتخابات أثبتت ذلك والشجرة المثمرة هي التي تُرشق دائمًا بالحجارة". وشرح أنّ "ما حكي عن أسماء شبه محسوم وصولها مردّه إلى نشاط هذه الأفراد العلني النيابي والحربي".

يدحض زهرا كلّ ما أشيع عن استبعاده من قبل القيادة القواتية، ويعزو "تنحيه نيابيًّا" لأسباب خاصة بعد تفاهمه مع القيادة ولترك المجال أمام دم جديد بعد 13 سنة في المجلس النيابي. وقال: "مقولة الإستبعاد ساقطة والأيام برهنت أنّني واصلتُ نشاطي الحزبي والإعلامي والسياسي كما لو كنت لا أزال نائبًا"، مردفًا: "لو لم تكن القيادة تُعبّر بصدق وأمانة عن توجهات القاعدة الحزبية لما كانت القاعدة تتوسّع ويرتفع عدد المنتسبين إلى الحزب". 

وإذ شكر زهرا "الرفاق على ثقتهم"، لفت إلى أنّ ثلث النتيجة هي محبة ومكافأة على الأداء السياسي والإعلامي والحربي ورضى عنهم والثلثين هي أمل بعطائه للمستقبل لأن ما يهم هو استمرار النضال".

ينصّ النظام الداخلي للحزب على ضرورة أن يكون مضى على كل من يرغب بالترشح إلى منصب رئاسة الحزب أو نائب الرئيس 15 عامًا، وهذا البند ينطبق على زهرا، فلماذا لم يقدم على هذه الخطوة فيكتمل المشهد الديمقراطي على أحد هذين المنصبين؟ يجيب زهرا: "لا يمكن أن أزايد لا على رئيس الحزب سمير جعجع الذي هو شخصية تاريخية استثنائية ولا أعتقد أنّ هناك من يفكّر بمنافسة جعجع طالما يريد الاستمرار بمهامه وكلّنا ثقة بخياراته. كما لا أعتقد أنّ هناك من يزايد على نائب الرئيس جورج عدوان الذي كان أوّل أمين عام للقوات عندما أُسست على أيام الرئيس الشهيد بشير الجميّل. هذا أمر غير مطروح ولم أفكرّ فيه والمهم إستمرارية المؤسسة وخطّها التاريخي ووصولها إلى أهدافها بكل الوسائل المتاحة في أيدينا".

يحبّ "رفاق" زهرا تسميته بالـ"نمر" لأدائه العسكري ومن ثمّ النيابي وانتخابه بأصوات 94 في المئة من المقترعين رسالة له في هذا الإطار. "في الهيئة التنفيذيّة ليس هناك لا صقور ولا حمائم"، ويشدّد زهرا على أنّ "رئيس الحزب والهيئة والأمين العام والأمين المالي هم فريق متجانس يناقش كل المواضيع بدءًا من رسم السياسات العامة وصولًا إلى المقاربات السياسية وإقتراح الترشيحات النيابية والوزارية وغيرها من الملفات. فريق عمل هاجسه القضية وأفضل السبل للتقدم إلى الأمام وتحقيق الأهداف الموضوعة للمقاومة اللبنانية التاريخية". تحمل الهيئة التنفيذيّة الجديدة شعلة القضية وسط أزمات تعصف بلبنان ومحاولات لتغيير هويته ووضعه في "بوز المدفع" وسط التطوّرات في قطاع غزة، فمن أين ستبدأ العمل؟ في إطلالته عقب إعلان النتائج أكّد جعجع أنّ "الهيئة التنفيذيّة السابقة عملت بمسار واضح وهو أننا لا يمكننا أن نترك لبنان في مهب الريح، فما يمكن إنقاذ البلاد هو أن تتخذ الحكومة قرارا بالتطبيق الفعلي للقرار 1701"، في إشارة واضحة إلى أنّ الهاجس السيادي سيكون أولوية للهيئة التنفيذيّة المنتخبة". وفي هذا الإطار، أوضح زهرا أنّ المطلوب "إعادة بلورة الأهداف السياسية لمشروع بناء دولة الحرية والإنسان في لبنان ووقف انتهاك السيادة وبناء دولة العدالة والمساواة بين المواطنين والعمل سريعًا على اللامركزية الإدارية الموسعة".

خرج حزب "القوات" من العملية الانتخابية بعلامة كاملة في التنظيم وتحقيق الأهداف، ولكن ماذا عن إمكانيّة تحقيق أهداف الحزب في الساحة السياسيّة اللبنانيّة الفاقدة اليوم للقدرة على المبادرة في حربٍ إقليميّة لا نعرف متى ستصيبنا وكيف؟

 

متى يتحرّر الموارنة من الحروب على الكرسي الأول؟

أيمن جزيني/أساس ميديا/الأربعاء 01 تشرين الثاني 2023

هزّات عملية "طوفان الأقصى" والردّ الإسرائيلي الوحشي عليها، ستزعزع ثوابت كثيرة في المنطقة، وستطرح أسئلةً عن أدوار وكيانات، منها دور المسيحيين التاريخي، والموارنة منهم تحديداً في لبنان والمنطقة.

في الحلقة السابقة، أي الثالثة من هذه السلسلة، قارنّا بين أحوال المسيحيين عموماً، والموارنة خصوصاً، زمن وعد بلفور، وقيام "لبنان الكبير"، وبين أحوالهم في أيامنا هذه، ونحن على أبواب إعادة ترسيم للحدود والدول والأدوار...

في الحلقة الرابعة والأخيرة من هذه السلسلة، نبحث عن دور كان هنا. دور للبنان وللمسيحيين فيه، وعلى وجه الخصوص الموارنة منهم.

تغيّرت خريطة المنطقة كثيراً عما كانت عليه يوم أعلن الجنرال غورو "لبنان الكبير" من قصر الصنوبر، في 1 أيلول 1920. كان يقف بجانبه وقتها، البطريرك الماروني إلياس الحويك. فرنسا التي ذهب إليها الحويك وانتزع لبنان منها انتزاعاً بدعم بريطاني، تغيّرت أيضاً. المنطقة برمتها مرّت عليها حروب كثيرة وأيديولوجيات عديدة. تغيّرت وأُنهكت، دولاً وشعوباً وأفراداً. لا تشبه الظروف الحالية في المنطقة، الظروف التي كانت عليها زمن الاستقلال. أكثر من ذلك، لا زعماء موارنة من وزن كميل شمعون وبشارة الخوري وإميل إده وبيار الجميل. لا رياض الصلح، أو صائب سلام أو كمال جنبلاط أو أحمد الأسعد أو نجله كامل الأسعد، في الجهة المقابلة. المدّ القومي انقطع. نضب ماؤه. المدّ اليساري اختفى. الإسلاميون متّهمون وموضع شبهة. شبهة الإرهاب. التيارات الوطنية تقلّصت واضمحلّت حتى صار حجمها صفقةً هنا أو سمسرةً هناك. وصول العسكر إلى سدّة الحكم في دول المنطقة، وما رافقه من عسكرة للمجتمع والأفكار والسياسة والاقتصاد، أرهقها. العراق صار عراقات. سوريا دُمّرت، وفُتّت نسيجها الاجتماعي واستُنزف جيشها. مصر خرجت من الصراع أو أُخرجت وكُبّلت بالديون. اليمن صار تهديداً شاملاً. السودان جائع ومقسّم. ليبيا عادت إلى جهويتها. الخليج غارق في نهضته الجديدة بينما بقية العرب مشغولون بصراعاتهم في الأزقة والزواريب.

لا تشبه الظروف الحالية في المنطقة، الظروف التي كانت عليها زمن الاستقلال. أكثر من ذلك، لا زعماء موارنة من وزن كميل شمعون وبشارة الخوري وإميل إده وبيار الجميل

وحدهما تركيا وإيران تقفان على قدميهما، وترميان المنطقة في أتون حروب وصراعات.

مسيحيو لبنان ليسوا استثناء

لم يعد المسيحيون في الشرق عموماً، ولا الأقليات، محطّ أنظار الغرب واهتمامه. حدث هذا منذ زمن. الأمثلة عليه كثيرة.

مسيحيو لبنان ليسوا استثناءً. أقصى درجات التضامن والعطف والأمومة، زيارة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وكلام يقال للمجاملة. مع الكلام لوحة للسيدة فيروز فيما مدينة على المتوسط فقدت مرفأها بانفجار هائل. بدا ماكرون يومها وكأنه يريد طرفاً آخر. بل قبل ذلك بكثير، حدث هذا في لبنان.

زمن الرئيس الشهيد رفيق الحريري. كان الاعتراض المسيحي الحقيقي عليه، أنه صار أيضاً، رجل الغرب في لبنان. كان رؤساء الدول الكبرى: الحنونة وغير الحنونة. كانوا  يأتون إليه هو، ويعرّجون على الآخرين في طريقهم.

كان رياض الصلح وبشارة الخوري معاً، في رجل واحد. يوم جاء الحريري الأب سأل كثر عن دور المسيحيين، والموارنة تحديداً. كانوا "مقاطعين". خارج الجنّة السورية في لبنان. ثم عادوا عن مقاطعتهم، ودخلوها بالتدريج. حين اكتملت عودتهم، انقلب الوطن الصغير إلى جهنم واسعة. قادتهم عادوا من المنافي والسجون إلى "جنّة السلطة" ومغانم تقاسمها. العائدون لم يروا في دور الموارنة غير مناكفة الشراكة وتصديع العيش المشترك ونهائية الكيان. صمّوا الآذان تهديداً بالإنكفاء نحو الأصغر. أمعنوا في الذهاب مع "الشيعية السياسية" نحو التعطيل الدستوري.

الدستور الهدف 

المسيحيون لا يريدون الانتباه إلى ميزة لبنان في ظلّ ما يحصل في المنطقة. وحده كان ينفرد بين دول كثيرة بدستور لا تعطبه قوانين طوارىء. قدراته التشغيلية على تطوير البلد في مقدّمته الاصلاحية المعروفة باتفاق الطائف استثارت ماضي التسيُّد على البلد وكلّ أهله بدعوى الضمانات الدستورية لا الامتيازات الطائفية.

الدستور في الجمهورية الثانية وإصلاحاته كانوا الهدف الاول للقطع مع المنطقة. يريدون  من العرب المال والحلول في الربوع اللبنانية اصطيافاً، وليس مشاركتهم سياسياً. عن وعي لا عن عكسه، أسقطوا معنى تنظيم العلاقات اللبنانية الداخلية. سقوط البنود الناظمة في بلد كثيف الانتماءات والولاءات يعني الدخول في لعبة الروليت الروسية. الدستور هذا الذين ما ارتضوه. لاحقاً جعلوه ملعباً للمزايدة السياسية، حيناً بدعشنة السُنة، وأحياناً بإحياء شيء هجين من تحالف الأقليات مع "الشيعية السياسية"عبر تفاهم عُرف باسم كنيسة "مار مخايل" مع الحزب. التيار العوني عقد هذا التفاهم عن تجرّؤ سياسي. القواتيون ليسوا معفيين من غزل ما توقف يوماً مع الشيعية السياسية التي أرادوا لها أن تأتي هي إليهم وهي الأقوى. في السياسة هذا كان مستحيلاً.

لم يعد المسيحيون في الشرق عموماً، ولا الأقليات، محطّ أنظار الغرب واهتمامه. حدث هذا منذ زمن. الأمثلة عليه كثيرة

ما يزيد من استحالته "الموقف الحازم" من الحزب ضد سمير جعجع وما يتصل بمواضيه المتشعّبة وما يعتقدونه عن حاضره المتداخل. يحصل هذا بينما هناك "سرّ" بين نبيه بري ورئيس القوات لا يعرفه إلا الله والرسل بين معراب وعين التينة. ارتدّت "المارونية السياسية" وانكفات إلى ماضيها ما قبل انفجار الحروب المُلبننة. انطلق شغفها في تعطيل دولة ودستور ما بعد الطائف الذي أخرج لبنان إلى العالم المضيء بكلفة وطن على الأرض وتحت أنقاضه مئتا ألف قتيل وجريح ومعوّق ومفقود. ذهبت طوع إرادتها إلى التذاكي على محيط مرتبك ومُربك سمته العامة إسلامية أكثر من كونها عربية. انشطرت المسيحية الى فريقين رئيسيين: الأول قواتي ذهب نحو السُنة. الثاني عوني تزاوج مع الشيعة. اللغة السياسية التي رعت الانقسام المُدبّج أنه في حال ربح أحد الطرفين يربح المسيحيون عموماً. كان تذاكياً بدائياً. الرديء أنّ العونيين أمعنوا في لعبة التعطيل للدستور بالتكافل والتضامن مع الشيعية السياسية. البدء كان من الدوحة وببدعة الثلث المعطّل. ما من قوى تمارس السياسة إلا وتبحث عن الروافع الاجتماعية والتاريخية لدفع مشروع الدولة نحو الأفضل. فقط عندنا في لبنان ااستُسيغت لعبة التعطيل حتى الثمالة.

الخروج على الدستور. والتذاكي على قرارات الشرعية الدولية، في لحظة ارتباك المنطقة اليوم يقعان موقع الجريمة بحق لبنان. وبقدر ما يجب التمسك بلبنان، إنما على معنى الـ 10452 كلم ، فينبغي التمسّك بقضايا الحق، وعلى رأسها قضية فلسطين. هذا قد يفرض صعوداً على المسيحيين ونزولاً من المسلمين لخلق تعاطف وتضامن وطنيين.

وطن النجوم

لبنان الآن يقف عارياً على شاطئ البحر الأبيض المتوسط. عارياً من كلّ شيء: لا رئيس، ولا حاكم مصرف، وربما من دون قائد جيش، من دون قدرة على اتخاذ قرار السلم أو الحرب... أو حتى الحلم. وإذا ما توحّدت الجبهات ـ الساحات سيصبح بلا مطار. يحدث هذا كله برعاية انهيار مالي هو واحد من الأكبر عالمياً وتاريخياً.

لبنان الآن وطن معلّق على أحداث تدور حوله، وحده الزمن يعرف مآلاتها. التهديد بإعادته إلى العصر الحجري، والتلويح بإزالته من الخريطة، كلام إسرائيلي عادي ومكرّر. الحديث عن صيغة عيش جديدة بين أبنائه، ودستور جديد، حديث يومي.

لبنان دولة معطّلة ووطن معطّل، ودور كان ذات يوم هنا. يحصل هذا و "المارونية السياسية" غائبة ورافضة لأيّ حوار مع الآخر. عادت إلى زمن كانت فيه قوية لتطلب وطناً بقياساتها هي عبر بتره عن قضايا المنطقة. هذا لا يعني أبداً دخول الحرب او توحيد الساحات. بالمناسبة أين قائد الجيش من "فتح لاند" جديدة ظهرت في الجنوب منذ حرب 7 تشرين/أكتوبر. عدنا إلى نعي "شهداء" فلسطينيين، إنما بأسماء منظّمات ما كانت زمن الستينات والسبعينات. أسماء المنظمات الجديدة من طبيعة إسلامية، ربما هذا يبرّر لشعبوية مسيحية قلقاً ما، لكنه لا يفسّر هذر النخب المارونية وغيابها وتيهها السياسي.

المسيحيون لا يريدون الانتباه إلى ميزة لبنان في ظلّ ما يحصل في المنطقة. وحده كان ينفرد بين دول كثيرة بدستور لا تعطبه قوانين طوارىء

دورٌ من دور

دور الموارنة من دور لبنان. دور لبنان أيضاً من دور الموارنة. لقد قال أكثر من ذلك الأب ميشال حايك في رسالته إلى المسيحيين عن دورهم "طًلب مني بإلحاح". أما من أتى أولاً؛ البيضة أم الدجاجة، فليس مكانه هذه العُجالة. لكن هذا الدور اضمحلّ. ذوى حدّ الاختفاء. الجامعات الأميركية والغربية تملأ العواصم العربية. وسائل التواصل الاجتماعي اليوم أين منها بيروت جريدة العرب؟ لم تعد بيروت تطبع. لم يعد أحد يقرأ أساساً. الترانزيت شغّال في كتب التاريخ فقط. لا استيراد ولا تصدير. نريد خبزنا كفاف يومنا، فحسب. القطاع المصرفي تبخّر كما تبخّرت أموال المودعين. لم نعد أهلاً للثقة. ثم إننا بلد على كفّ عفريت، بل على كفوف عفاريت. لم نعد نقرأ، ولا نطبع، ولا ننشر، ولا نحمي. لم نعد حتى نستقبل ضيوفاً مغضوباً عليهم في بلادهم. صرنا أشدّ عليهم وأقسى ما عدا ضيوف الحزب.

في هذا المشهد المأساوي، تدور رحى الحرب في فلسطين المحتلة. في قطاع غزة تحديداً لا حصراً. تنذر حرب غزة بالتوسّع. بحرب إقليمية موسّعة، وربما عالمية. لبنان غائب، يكاد يختصره ويختزله حزب الله في المشهد القائم. المسيحيون غائبون تماماً، خصوصاً الموارنة. تحرّكاتهم في الداخل والخارج وعلى تخوم الحرب، تدور حول كرسي الرئاسة الأولى. يحجّون إلى كلّ العواصم وبين كلّ المحاور والأطراف، ومقصدهم بعبدا.

في المعارك الكبرى، كما التي تحدث على أرض فلسطين وفي الإقليم، يظهر معدن الأقليات. هذا وقتهم وهذا زمنهم. لم يُضطهد المسيحيون في الشرق، إلا عند هبوب رياح الغرب عليه، الغرب الصليبي أو الغرب الاستعماري، أو غرب الديمقراطية وحقوق الإنسان في هذا الهبوب.

يحدث هذا بينما الموارنة يقيمون الدنيا ولا يقعدونها، كما لا يقعدون مع بعضهم البعض، من أجل كرسي!

 

حماس ليست فلسطين

هاني سالم مسهور/العرب/17 تشرين الأول/2023

ميلاد تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب لم يكن سوى مسألة وقت بعدما أشاع التنظيم الدولي لجماعة الإخوان فكرة أنّ غزو اليمن الجنوبي في صيف 1994 حربٌ مقدسة ضد الشيوعيين.

هنا لحظة أخرى لاستدعاء الوعي الجمعيّ، فالموقف المشهود بالدماء والقتل يستدعي استجماعًا لحقيقة مكررة لطالما انتهجتها جماعات الإسلام السياسي، منذ أن نشأت جماعة الإخوان في العام 1928 وهي تعيش على مادة أنها تمثل المسلمين، هذه عقيدة راسخة لم تتبدل، وبالرغم من توالي العقود والأحداث وتفرّع الجماعة إلى أكثر من تنظيم مسلّح وغير ذلك إلا أنها أبقت على مسألة الانفراد بالتمثيل السياسي والشعبي، هذه المنهجية يمكن استقراؤها بامتداد التصادم بين جماعات الإسلام الحركي والدولة الوطنية العربية بعد نشوئها في ثورة الضباط الأحرار المصرية عام 1952.

عند حادثة المنشية في الإسكندرية تصادمت الدولة الوطنية مع الجماعة الدينية، لم تكن محاولة اغتيال الزعيم جمال عبدالناصر سوى لحظة التصادم الفكرية بين خصمين لا يمكنهما التعايش مع بعضهما البعض للتضاد المنطقي، اعتقدت في تلك اللحظة جماعة الإخوان أنها إذا أطاحت برأس الدولة الوطنية ستمتلك السلطة السياسية على مصر، هذا ما كانت تعتقده. والأكثر عمقا أن الجماعة كانت تدرك أن عملية الاغتيال إذا نجحت فهذا سيقضي على مشروع التحرر الوطني العربي، لذلك مثلت نجاة عبدالناصر نجاة للمشروع القومي بمفهومه الوطني أكثر من ذلك المفهوم الأممي الذي كان رائجًا في الحقبة الناصرية.

مع هذا الحصار المطبق على غزة من الأجدر أن يستيقظ العقل الجمعي العربي على حقيقة الأشياء؛ لا يمكن أن تُستبدل الدولة الوطنية بدولة الخلافة، فهذه مستحيل وجودها في الواقع السياسي

حتى نكسة 1967 كانت في جوهرها تصادمًا بين الدولة الوطنية والجماعة الدينية، ما تلا النكسة كان خطابا تعبويا مشحونا بالشماتة على النظام المصري كنظام سياسي وطني، كانت تلكم الأيام مشبعة بكراهية فكرة الدولة الوطنية العربية في مركزها وعمقها العروبي، الشحنات الهائلة التي امتدت من كل حدب وصوب على النظام السياسي لم تكن مسبوقة وعملت فعليّا على إيجاد الهوة بين الشعوب والنظم السياسية في العالم العربي، حدث كل ذلك نتيجة عدم استيعاب الأنظمة الوطنية لحقيقة إهمال الجانب الديني الذي كانت تتحرك فيه الجماعة دون ضوابط في إطار الدولة ومحدداتها.

انتهزت جماعة الإخوان الصراع بين الأنظمة الجمهورية والملكية ونجحت مع الخطاب اليساري العربي في توسيع خطاب الكراهية ضد النظم الوطنية، كانت حرب أكتوبر 1973 الرافعة الوحيدة التي منها تم تأكيد الحيوية للنظام الوطني العربي فيما حققه الجيش المصري عندما استطاع عبور جدار بارليف، وحتى ذلك الانتصار الثمين والتاريخي لم يكن قادرا على ردم الهوة المتسعة بين النظم السياسية العربية وشعوبها التي عادت إلى الإنصات لخطاب الدعوات الدينية المناهضة للدولة بعد معاهدة السلام المصرية – الإسرائيلية في كامب ديفيد 1979، والتي أدت إلى اغتيال الرئيس أنور السادات في 1981.

الحرب الأهلية اللبنانية كانت في عمقها توظيفا كريها للصراع الديني والطائفي في الشرق الأوسط، لم تتنبّه الدول الوطنية العربية إلى أن تلك الحرب كانت تعميقا لصراع على مفهوم أبعد من كونه صراعا متعدد الأدوات بقدر ما كان يعني تحطيما لمعنى الدولة الوطنية اللبنانية الجامعة، أفرزت الحرب اللبنانية أول ظهور لحصول الجماعات الراديكالية على السلاح خارج إطار الدولة، من حركة أمل الشيعية ولد حزب الله مع تزايد الخطاب الثوري الديني بعد أن نجحت الثورة الإسلامية الإيرانية في إسقاط حكم الشاه العلماني وإقامة دولة دينية واسعة جغرافيًّا ويقف على هرمها الخميني وليًّا للفقيه.

وبالرغم من كل الإفرازات ظلت المنظومة العربية السياسية منكرة لوقائع الإفرازات حتى وهذه النظم تتابع باهتمام اقتحام جهيمان العتيبي ومجموعته للمسجد الحرام في مكة، النظم العربية دون أن تستشرف المدى البعيد لإرسالها المقاتلين إلى أفغانستان مع اشتداد الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والسوفييت كانت في الواقع خاضعة دون استدراك لتيار راديكالي ديني متعصب كان بالفعل قد أتمّ تغوله داخل هياكل المؤسسات الوطنية العربية وكان قادرا على توجيهها وفقا لرؤيته الأممية الإسلامية.

حتى نكسة 1967 كانت في جوهرها تصادمًا بين الدولة الوطنية والجماعة الدينية، ما تلا النكسة كان خطابا تعبويا مشحونا بالشماتة على النظام المصري كنظام سياسي وطني

بانعقاد المؤتمر العربي الإسلامي في الخرطوم عام 1991 كانت جماعة الإخوان وحلفاؤها في الطائفة الشيعية قد أحكموا قبضتهم، ولذلك فإن ميلاد تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب لم يكن سوى مسألة وقت بعدما أشاع التنظيم الدولي لجماعة الإخوان فكرة أنّ غزو اليمن الجنوبي في صيف 1994 حربٌ مقدسة ضد الشيوعيين الماركسيين، كان ذلك تمهيدا لحادثة أعظم عندما قرر زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن شنّ هجمات إرهابية في الحادي عشر من سبتمبر على الولايات المتحدة مختطفا الإرادة العربية والإسلامية، ما فعلته القاعدة كلّف المنطقة احتلالاً أميركيًّا لأفغانستان والعراق.

هذه السرديّة التاريخية ضرورية لاستيعاب فكرة أن الجماعات الراديكالية الإسلامية التي أظهرت تقاربا صريحا في سنوات “الربيع العربي” هدفها الرئيسي يبقى تحطيم الدولة الوطنية، الحوثي ظهر مدّعيًا أنه ممثل لليمن، وحزب الله ممثل للبنان، والحشد الشعبي وحلفاؤه ممثلون للعراق، وهكذا تمارس هذه الجماعات اختطاف شعوب وأوطان وترمي بها في حروب وصراعات بلا أهداف واضحة سوى أنها تريد إلغاء الحدود السياسية للدولة الوطنية العربية، هذا هدف تسعى له الجماعات الدينية لإقامة الدولة الأممية الشاملة أو ما تسميه في تعريفاتها “دولة الخلافة”.

حركتا حماس والجهاد في فلسطين ليس لهما حقّ أن تدعيا تمثيلاً لإرادة شعب فلسطين لترميَا به في حرب ليس لها معنى، كما ليس لكل الجماعات الدينية أن تفعل ذلك، ومع هذا الحصار المطبق على قطاع غزة بعد أن شنّ الهجوم الحمساوي على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 من الأجدر أن يستيقظ العقل الجمعي العربي على حقيقة الأشياء؛ فلا يمكن أن تُستبدل الدولة الوطنية بدولة الخلافة أو الدولة الأممية، فهذه دولة مستحيل وجودها في الواقع السياسي. اللحظة وإن كانت دموية فهي أيضا يمكن أن تتحول إلى فرصة استيقاظ ومراجعة واتخاذ قرار القَطْع مع موروثات تستخدمها الجماعات الراديكالية لتدمير الإنسانية كلها.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

دنيز طوق تهزم ستريدا جعجع... مبروك مايا زغريني

"ليبانون ديبايت"- المحرّر السياسي/الثلاثاء 31 تشرين الأول 2023

عكست الانتخابات الداخلية القواتية صورة غير مشجعة لمسار الديمقراطية في هذا الحزب، وبدل أن يكون رئيسه الدكتور سمير جعجع الأب الجامع للقواتيين والراعي الصالح لكافة الرفاق، إنقلب على هذا الدور ودخل بقرار غير مبرر في لعبة الأسماء ليفضل بين مرشح وآخر على رغم يقينه أن كافة ولاء المرشحين بتاريخهم وحاضرهم للقوات لا غبار عليه.أما ما شاب الانتخابات التي يمكن وصفها بـ "المعلّبة" فهو أسلوب الضغط على المرشحين غير المنتسبين للائحة معراب التي سرّبها قياديون بارزون في القوات أولهم المسؤول الأمني سيمون مسلم، وروّج لها بكل وقاحة مستشار جعجع إيلي براغيد الذي لم يعر أي إهتمام لمركزه الحزبي موجهًا أبشع التهم إلى من "تجرأ حيث لا يجرؤ الآخرون" واستمر بترشحه رغم ضغوطات العائلة المالكة. بالإصافة إلى إفتقار الانتخابات لأبسط قواعد الديمقراطية، برزت جملة مخالفات للضغط منها:

- وقوف جهاز الانتخابات في القوات اللبنانية مع الناخبين أثناء الإدلاء بأصواتهم للتأكد من الأسماء التي يدلون بأصواتهم لها، ويوجد صور توثق هذه المخالفة الفاضحة.

- حرمان المرشحين من لوائح الشطب أو عدد الناخبين في الدائرة بحجج أمنية مما اشعر المرشحين غير المحظيين بالغبن وتركهم دون عدة الشغل الانتخابية.

- إدخال "التصويت الإلكتروني" في الانتخابات مما مكّن معراب من الاطلاع على النتائج مباشرة وإعطائها قدرة على التدخل لـ "دوزنه" سير الانتخابات لا سيما أن ذلك ترافق مع تسريب تحذيرات مبطنة أن معراب تطلع مباشرة لصالح من صوت هذا الناخب أو ذاك، خصوصًا أن عددًا كبيرًا من الناخبين هم تحت رحمة جعجع أو بعض كبار الموظفين القواتيين بما يتعلق بالتقديمات الاجتماعية والطبية والتعليمية.

- منع المرشحين أن يكون لديهم مندوبين على صناديق الاقتراع فيما كانت لائحة معراب تحظى برعاية جهاز الانتخابات حيث كان يقف عناصره إلى جانب الناخبين أثناء الإدلاء بأصواتهم.

وبعيدًا عن هذه الشوائب التي تطيح بديمقراطية الانتخابات فإنّ الاعلان عن الانتخابات وما رافقها من تسريب للائحة معراب خلق توترًا عامًا في أوساط القواتيين وأحدث بلبلة حيث أبدى عدد منهم امتعاضًا مما سبق العملية الانتخابية وما رافقها، لا سيما أن هذه الأجواء الاستنسابية بالتعامل أحدثت شرخًا كبيرًا، وشعر ممن لم تشملهم "نعمة" الانضمام للائحة معراب بأنهم مستهدفون أمثال رياض عاقل ومايا الزغريني وبسام الناشف وايلي ابي طايع، الذين تعرّضوا لشتى أنواع الضغوطات من أجل الإنسحاب، وهو ما أدى إلى إنسحاب جاك غصن في زحلة. حتى أن مسؤولين في القوات أقدموا على مخالفات جمة أبرزها ما قامت به مسؤولة قواتية التي سارعت إلى نشر "بوست" عبر مواقع التواصل الإجتماعي لـ 9 أسماء بعد فوز مرشحين بالتزكية، مما أثار بلبلة كبيرة واعتبر الأمر تدخلاً في سير الانتخابات قبل انطلاقها، مما دفع أحد المسؤولين الكبار إلى انتقادها. ولم يتوقف الأمر هنا بل سارعت دنيز طوق (شقيقة ستريدا جعجع) والتي عملت بكامل طاقتها لإنجاح مايا الزغريني إلى الردّ على المسؤولة القواتية بشكل قاسٍ، لتتدخل القيادة وتطلب إزالة "البوست". وانتهت الانتخابات بفوز الزغريني وذلك للأسباب الآتية:

- مايا الزغريني قواتية الأصل ووالدها محامي جعجع عندما كان في السجن والذي كانت تزوره برفقة والدها عندما كانت لا تزال متدرجة فلا أحد يزايد عليها "بقواتيتها".

- ناشطة على الأرض وتولت مناصب كثيرة في الحزب منها جهاز المرأة وكانت تزور كافة المناطق وكونت داتا قواتية عوضتها عن حرمانها من الحصول على لوائح الشطب.

- قامت بحملة انتخابية "Door to Door" في كسروان للنائب شوقي الدكاش في إنتخابات 2018.

وبالإضافة إلى نشاطها الاجتماعي الواسع ، فإن ما شكل نقطة الفرق قيمام مايا الزغريني بانشاء "Call Center" حيث تواصلت مع الناخبين من القواتيين فردًا فردًا من خلال رسائل "الواتسآب" والاتصالات الهاتفية. ومع إطلاع جعجع ومعراب على النتائج بصورة أولية وشعورهم أن الفوز يكاد يقترب من الزغريني، أوعز بعد ظهر الأحد إلى المنسقين لتكثيف عملية الاقتراع لصالح منافسها وحرمانها من الأصوات.

ولكن النتيجة كانت لصالحها ففازت في الانتخابات ولكنها لم تفز برضى الحكيم، حيث سجّل "سلام جاف" بينهما بعد إعلان النتائج، وسجّل العديد من الإنتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي حول سير الانتخابات.

طويت صفحة الانتخابات التي سجّلت فوز دنيز طوق على شقيقتها ستريدا وخسر جعجع مصداقيته كقائد لجميع القواتيين.

 

الأب نصر: الظروف الدقيقة تتطلب التكاتف

صوت لبنان/31 تشرين الأول/2023

اعتبر الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب يوسف نصر عبر صوت لبنان (100.3-100.5) أن الظروف الدقيقة جدًا في البلد تتطلب التكاتف لتمرير هذه المرحلة بأقل ضرر ممكن، مشيرًا إلى التواصل مع المدرسة التي اصدرت البيان الذي تضمن بعض القرارات بحق المعلمين، لحضها على الرجوع عنه.

ورأى نصر أن مبلغ الدولار في الأقساط المدرسية يشكل مساهمة من الاهل لتغذية صندوق الدعم ومساعدة المدارس على الاستمرار، وان الحسم المقدّم لأولاد للمعلمين يطال القسط بالليرة اللبنانية قانونيًا، ويشمل المبلغ بالدولار انسانيًا للوقوف إلى جانبه، لافتًا إلى اللغط الحاصل في موضوع بدل النقل، مع الإشارة إلى الإبقاء على 450 الف كبدل نقل للمعلمين لليوم الواحد وعلى مبلغ 250 الف للموظفين الخاضعين لقانون العمل. وفي ما يتعلّق بصندوق التعويضات أوضح نصر أن الموضوع يتطلّب قوانين جديدة، مؤكّدًا على أحقية صرخة المتقاعدين وحقهم بالعيش بكرامة.

 

الكتائب: على الحكومة العمل على منع الكارثة عن لبنان بدل مناقشة لملمة تداعياتها

وطنية/31 تشرين الأول/2023

عقد المكتب السياسي الكتائبي اجتماعه برئاسة رئيس الحزب النائب سامي الجميل مواصلا متابعة التقارير الواردة في ما يتعلق بالأحداث العسكرية الجارية في المنطقة والتصعيد الذي يطاول جنوب لبنان ونتائج التحركات لمنع جر البلد إلى الحرب. وبعد المداولات، أصدر البيان الآتي :

 1 - ينظر المكتب السياسي إلى الارتكابات التي حصلت في الأسابيع الأخيرة في حق أهالي غزة والتي تنافي كل القوانين الدولية على أنها جرائم حرب ضد الإنسانية يدفع الثمن الأغلى فيها المدنيون الأكثر ضعفا من أطفال وعجزة، ومن هنا ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بالمسؤوليات الملقاة عليه في وضع حد لكل هذه التجاوزات تحت طائلة إفقاد الأمم المتحدة شرعيتها في البت في حل الأزمات العالمية.  ويرى المكتب السياسي أن استمرار الصراع يشكل الورقة الرابحة في يد إيران وحزب الله للتلطي خلفها بذريعة الدفاع عن القضية الفلسطينية والإبقاء على سطوتها وسلاحها أداة ضغط لتحقيق مكاسب بمفاوضات متعددة الأهداف تقودها طهران لتكرس نفسها لاعبا أساسيا في المنطقة ولاعبا رئيسيا في العالم على حساب شعوب المنطقة ومستقبل أبنائها.   ومن هنا، يؤكد المكتب السياسي أن الوقت حان للتوصل إلى حل نهائي للصراع الدائر منذ أكثر من 75 عاما وأن من حق الفلسطينيين العيش في دولة قابلة للحياة يعودون إليها فلا يبقون شعب شتات في دول العالم، مع التشديد على ضرورة إلزام كل الجهات بتطبيق القرارات الدولية بدءا من حل الدولتين الذي انطلق من بيروت.

 2 -  يرفض حزب الكتائب أن يكون مصير لبنان رهن كلمة أمين عام حزب مسلح من هنا أو وزير خارجية دولة أخرى من هناك، ويحمل الحكومة اللبنانية ورئيسها مسؤولية اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع إقحام لبنان في الحرب الدائرة والإيعاز للقوى الشرعية اللبنانية بوضع حد للدعوات إلى التسلح ونشر السلاح وشرعنة إطلاق الصواريخ التي تقودها الفصائل المسلحة والعمل فورا على نشر الجيش اللبناني على كامل الحدود لحماية البلد تطبيقا للقرار 1701 بالتنسيق مع قوات حفظ السلام.

ويطالب المكتب السياسي رئيس مجلس النواب بالدعوة إلى جلسة لمناقشة خطة لبنانية تحصن لبنان وحق الدولة بقرار الحرب والسلم وتحميه من أي انزلاقة إلى كارثة محتمة عوض الدعوة إلى جلسات فرعية تناقش لملمة ذيول حرب لم يقررها اللبنانيون ولن تحمل إلى الشعب اللبناني سوى المزيد من المآسي والانهيار".

   

معوض عقد وعبد المسيح مؤتمرا مشتركا ودعا للعودة الى القرارا 1701 :  تفادي الحرب يتطلب خطة وقائية من عناوينها استعادة الدولة لقرارها السيادي

وطنية/31 تشرين الأول/2023

عقد النائبان ميشال معوض واديب عبد المسيح مؤتمرا صحافيا، ظهر اليوم في المجلس النيابي، تحدث فيه النائب معوض عن الوضع الراهن، فقال: "استمعنا الى خطة طوارىء الحكومة لمواجهة تداعيات الحرب، الظرف اخطر بكثير ويتطلب أعلى مستويات التنسيق لنستطيع ان نحمي لبنان من تداعيات اي مواجهة اقليمية على ارضه. نحن لا ندخل في التفاصيل، فالخطة لم توزع على النواب ووزعت بعد ساعة. لا نستطيع ان نذهب تحت شعار التوحيد ونوهم اللبنانيين ان الامور بألف خير ولا داعي للهلع، يجب ان يكون هناك خطة". اضاف: "عمليا، نحن بحالة حرب، وهناك حوالى 25 او 28 الف مواطن من اهالي الجنوب نزحوا، والمطار توقف، والواقع الاقتصادي لا يتحمل، عمليا نعيش بعض التداعيات. من هذا المنطلق نقول للبنانيين ان الاولوية التي طالبنا بها لنحمي لبنان ألا تجري الحرب على ارضه، وكل عملنا هو إطفاء الحريق.  وبقدر ما تجهزنا، رأينا الانهيار الجزئي لمبنى في المنصورية وظهرت الدولة غير قادرة".

وتابع: "من هنا، ان الاولوية هي تفادي هذه الحرب، والامر يتطلب خطة وقائية من الحكومة وعناوينها اولا استعادة الدولة لقرارها السيادي، رئيس الحكومة يقول لا تسألوني، قرار السلم والحرب ليس من مسؤوليتي، ورأينا ظهور منطق قواعد الاشتباك. يعني تخلي الدولة عن قرارها، ورأينا الى جانب حزب الله، قواعد اسلامية. على الدولة ان تستعيد سيادتها، والمطلوب ان تقوم الحكومة بوقف العمليات في الجنوب والعودة الى القرار 1701 وتسليم الجيش ليبقى لبنان تحت المظلة الدستورية والدولية، واي خروج عن  ذلك يعني المزيد من الانقسام بين اللبنانيين".

 واردف: "واليوم هناك اكثر من 86 نائبا في القاعة، وندعو الى اعادة الانتظام للحياة الدستورية في لبنان وذلك بانتخاب رئيس الجمهورية واخراج المؤسسة العسكرية من التجاذبات السياسية، فأي حساب سياسي ضيق يؤدي الى مزيد من الشغور في المؤسسة العسكرية. اعتقد انه حان الوقت ان نتعلم من تاريخنا ومن تجاربنا السابقة، نحن الى جانب المدنيين في غزة وهي قضية عدالة للشعب الفلسطيني وكلنا الى جانب القضية الفلسطينية، لكن يجب ان نكون الى جانب لبنان".

 

جنبلاط دعا الى فتح معبر رفح: حل الدولتين قد يكون مستحيلا! وهل نستغني عن الجيش وهل يجوز أن يكون بلا قائد؟

وطنية/31 تشرين الأول/2023

لفت الوزير السابق وليد جنبلاط إلى أن "الحرب الأهلية في لبنان كانت داخلية، وكان لها ضوابط خارجية، سوريا والمملكة السعودية، وكانت ساحتها محدودة، أما في حرب العام 2006 فقد كان ثمّة دول تحاول تجنيب لبنان الحد الأدنى من الخسائر، وكان هناك جاك شيراك والملك عبدالله وحسني مبارك، فانحصرت الحرب في بعض المناطق، لكن اليوم لا أحد جانبنا في ظل الانحياز الغربي الهائل لإسرائيل، وتحديداً الفرنسي الذي كان ضد التوازن في أوروبا، فأوروبا مُلحق بأميركا، واميركا ملحق باسرائيل". وقال جنبلاط في مقابلة أجراها معه الإعلامي ألبير كوستنيان عبر محطة" lbci": "(الرئيس الفرنسي ايمانيول) ماكرون بنظره وكأننا ما زالنا نعيش في الإستعمار الفرنسي في الجزائر، إحدى تصريحاته الشهيرة أنّه لم يكن هناك حضارة جزائرية قبل الاستعمار. وأذكّره هنا بإحدى كبار الشخصيات الجزائرية الأمير عبد القادر الجزائري. ماكرون أتى إلى فلسطين ورأى نتنياهو وتحدث عن حلف داعش حماس، وعندما ذهب على عمّان غيّر رأيه. لا تتشابه داعش وحماس، فحماس شيء وداعش منظمة إرهابية. كل أوروبا متورّطة، فالأميركيون ورّطوها كما ورّطوا الروس بهذه الحرب الهائلة، وفي الشرق العربي مشروع الدولتين الذي كان يجب أن يُنادى به منذُ خمسين عاماً تمّ نسيانه".

وحول ما يجري في جنوب لبنان، قال جنبلاط: "حتى الآن الإيقاع العسكري جنوباً ضمن الحدود ومَدروس. لكن عندما تبدأ الحرب لا أحد يعرف كيف يُسيطر عليها. حتّى لو كان حزب الله يعلم تجربة 2006 ومآسيها، مع تلك الأساطيل الكبيرة التي لم تأتِ إلى البحر المتوسط كنُزهة، وهي أساطيل هجومية ستُشارك في حال اشتعلت جبهة الجنوب، أو في حال لم تكفِ مُهمّة الطيران الإسرائيلي في غزة، وهناك قوات مارينز التي تنزل على الأرض ستشارك في عمليات دلتا. الجيش الاسرائيلي يتباهى بهذه القدرة الهائلة، لكنه في النهاية جيشٌ جبان ومجرم والقتل هو عنوانه".

وعن إجلاء السفارات لرعاياها من لبنان، قال جنبلاط: "كل السفارات طلبت من رعاياها مغادرة لبنان. انهم يتحاشون لبنان في حال حصول أي حدث، حتى الآن لبنان لم يُجر إلى الحرب، ولكن لا أحد يعرف متى يتم تخطّي الخطوط الحمر". وأشار إلى أنّ "قرار حزب الله لبناني، لكن قد يكون ثمّة حيثيات خارج لبنان تذهب إلى الجمهورية الإسلاميّة في إيران"، لافتا إلى أنّ تصريحات وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان "مُلتبسة، ولا نعلم بالعقل الإيراني أين الدبيلوماسية". وقال: "أنا عليّ أن أتخوف كَوْن تلك الأساطيل قد تهدف إلى ضرب الجمهورية. اسرائيل لم تستطع بعد كسب المعركة في غزة، لكن أقول أنّ تلك الاساطيل قد تكون مهمتها مساعدة اسرائيل في غزة ومجابهة الخطر المُحتمل أو العدو المُحتمل الذي هو الجمهورية".

وعما إذا سيُصبح هناك حرب شاملة، ردّ جنبلاط: "بكل تصريحاتي لم أقل إنني أحبذ الحرب، وما من أحد يستطيع القول نعم للحرب، واكتفيت بالقول أتمنى ألا نُستدرج إلى الحرب، لأنه عندها لن يبقى شيء من لبنان، سيبقى أشلاء". ورداً على سؤال عما إذا كان راضيا بأداء حزب الله العسكري، أجاب جنبلاط: "أقرأ من بعيد، وأرى هذا الآداء العسكري والأداء المُضاد، حتى الآن لم يخرج عن القواعد لكن قد يخرج. أتمنى لحسابات محليّة ولحرصي على عدم توريط لبنان أن لا ندخل في الحرب، وقرار تهجير الفلسطينيين قرار يهودي - صهيوني قديم قبل أن يكون ثمّة رادع من قبل "حزب الله". عندما كُنّا نتحدّث بالدولتين، نظرياً كان هناك مجال عام 1967 وفي السبعينات بدولتين، اما اليوم في الضفة الغربية هناك 800 ألف مستوطن ما عدا القدس، وهناك مليونا فلسطيني، سينتهي في ما بعد بالمشروع القديم الجديد، "شرق الأردن هو فلسطين". وهذه كانت نظرية كل قادة اسرائيل أنّ الأردن هي فلسطين، والآن اصطدموا بغزة. هنا يوجد أمر مضحك وهو التهجير القسري، وكأن التهجير يكون طوعيا. هناك مليونا بشري محكومون بالاعدام في غزّة. وباتصال هاتفي من الاسرائيليين يقولون لهم اذهبوا جنوباً. وهنا السؤال: من المُسيطر الفعلي والمسؤول عن معبر رفح؟ ليت هذين المعبرين (رفح وبوابة صلاح الدين) يتم قصفهما من خلال الطيران وتفتح الحدود" - وكأن المطلوب قتل أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين قبل أن يهجّروا أو قبل التسوية".

ودعا إلى "فتح الحدود مع مصر".

وتابع: "نجحنا الآن كعرب في الرد من خلال التصويت في الجمعية العامة، لكن هذا القرار غير مُلزم، وهو قرار لا غوتيريس فرضه ولا جوزيف بوريل، وفرنسا بالجمعية العامة صوّتت ولكن لا أعلم كيف".

وفي السياق، توجّه جنبلاط الى الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله قائلاً: "أقول لنصرالله أتمنى ألا ينزلق لبنان إلى الحرب حرصاً على لبنان وأهل الجنوب، وهو مُدرك لهذه المعاناة على ما أعتقد، والمطلوب ضبط النفس". وإذ أشارَ جنلاط إلى ان "الشعب الفلسطيني مُحاصر منذ عام 2008، من كافة الجهات العربية والإسرائيلية، ومن الطبيعي أن يكون لدى قسم منهم حقد"، لفت إلى أن "كل العرب دانوا حركة حماس قائلين إن هناك حالة من الحقد على الإسرائيلي. أنا لا أدين حماس. ما هي حماس؟ قبل أن تكون ايديولوجية دينيّة تُزعج غالب الانظمة العربية من الجزائر إلى مصر والخليج وغيرها، حماس فلسطين. تبقى حماس فلسطين، هي شعب فلسطيني، وهذا لا يعني انّ كُلّ فلسطين حماس، وأنا لا أدين الشعب الفلسطيني. اما الكيبوتس فهي مستعمرة عسكرية، استيطان على ارض الغير، وبالنسبة للفسلطيني هذه ارضه". وسأل: "هل يُقام حفل إلى جانب سجن كبير؟". ورداً على سؤال إن كان يقبل بنظرية أنه ليس هُناك مدني في إسرائيل، قال جنبلاط: "اغلب الشعب عسكري ويتم تسليحه. ثم أي حركة تحرّر في العالم لم ترتكب اعتداءات على المدنيين. فبالأمس بعد الحرب العالمية الثانية ظهر ما يُسمى الغرب الديمقراطي عندهم، لكن عندما تأتي إلى الغير ليس ديمقراطيا" .

وعن أهداف عملية السابع من تشرين الأول في غزّة، أجاب: "في حال توقفت الحرب اليوم، هذه فضيحة للجيش الإسرائيلي الذي لا يُقهر وللاستخبارات الإسرائيلية التي تعرف كل شيء في العالم. أمس كاد أن يقع شجار بين نتنياهو وجماعته بهذا الموضوع. نفس الشيء حدث بـ 6 اكتوبر (تشرين الأول) منذ خمسين عاماً، الجيوش العربية اقتحمت اسرائيل ولم تكن تعلم اسرائيل".

وتابع: "إذا لم يُعالَج هذا القهر في غزة فالقتال سيستمر. لذلك، يجب فك الحصار ووقف اطلاق النار، للوصول الى الحل السياسي. وهنا السؤال أي حل سياسي؟ هل نستطيع أن نعود إلى حل الدولتين، قد يكون مستحيلا، الا إذا أوقف الغرب - أميركا المساعدات الهائلة الى الاسرائيليين ونبدأ بالاتحاد الأوروبي والبضائع الإسرائيلية ومقاطعتها". وعما يحكى أن محاولة لنسف التطبيع السعودي الاسرائيلي كانت من أهداف هذه العملية، قال جنبلاط: "المبادرة العربية للسلام التي انطلقت من بيروت عام 2008، منذ 12 عاماً هل هناك أرض باقية؟ الأرض مقابل السلام، لم تبق أرض، ونحن كعرب نقف عند كلام سابق ونردده ولا نقرأ ونرى ماذا يحدث على الأرض. في الاتفاق الابراهيمي قالت الإمارات واتمنى أن يتحقق: نحن نطبّع في حال توقف الاستيطان. اسرائيل اخذت التطبيع ولم يقف الاستيطان، كما جرت العادة. نفس الشيء الأمير محمد بن سلمان قالها. هذه الانتفاضة والعملية العسكرية ذكّرت العالم بأسره وشباب العالم بأن هناك فلسطين".

وشدّد على انه "من المُفيد أن نعود ونقرأ كتاب أمين معلوف "الحروب الصليبية" ، لأنه آنذاك كان هناك عرب مع الصليبيين وكان هناك عرب ضدهم، وتحالفات اليوم كما وصفها أمين معلوف آنذاك. لأن احدى الاسباب أنه لا يجوز الخلط بين الاخوان الملسمين وشعب فلسطين".

وفي إطار الرد على سؤال حول مؤامرة غربية - عربية - اسرائيلية على الشعب الفلسطيني، أجاب جنبلاط: "لا تُدخلني بهذا الأمر. فلنبق بالشعار، فلنبق بكتاب أمين معلوف أفضل. فهذا الذي يحصل في فلسطين، ذكّر العالم بأسره أن هناك فلسطين، كما لا يجوز أن ننطلق من حرب دينية، أي يهودي - مسلم، أو مسلم – مسيحي".وتابع جنبلاط: "يجب أن تُطلق فرنسا حرية التظاهر بدل منع التظاهر أو تغريم المتظاهرين، فإنها ثاني أو أول بلد مسلم بالغرب لناحية تعداد سكانها المسلم وعلى ماكرون ان يعترف بذلك. وعليه محاورة المسلمين والعرب في فرنسا وإعطائهم الحرية والمراكز". وتابع: "في موضوع العلمنة، هناك بعض المسلمين يرفضون العلمنة فلا يمكن تطبيقها عليهم في فرنسا، هناك من ينسجم معها والبعض الآخر لا ينسجم معها. آخر قرار لوزير التربية الفرنسي بمنع "العباءة"، فمن قال لك انها شعار مسلم، العباءة هي للجميع المسلم والمسيحي، فهي لباس. وهنا نعود الى حديث عن النقاب: النقاب شيء والحجاب شيء آخر، فعندما تذهب المرأة المسيحية إلى الحج في الأماكن المقدسة المسيحية تضع الحجاب، فما الفرق بين الحجاب المسلم والمسيحي؟". وعن تقييم الدور المصري في شأن التصعيد في غزة، سأل جنبلاط: "فقط مصر؟ هذه تركيا: اسرائيل تسحب سفيرها من تركيا، وتركيا لم تسحب سفيرها من إسرائيل".

وبالنسبة للهجوم البري على غزة، أجاب: "حصل ويحاولون التجربة، لكن هذا يتطلب الوقت، والحرب قد تطول شهرين أو اكثر، إذا انتهت". أضاف: "العرق الأبيض في الولايات المتحدة يؤمن أن إسرائيل واليهود يجب أن يستوطنوا أو يحتلوا كل أرض فلسطين التوراتيّة، من ثم تأتي القيامة، والمطلوب من اليهود أن يصبحوا مسيحيين وإلا ستأتي القيامة ويأتي من يقضي عليهم، لكن هذه هي الفترة الاولى أي الاستيلاء على كل أرض الميعاد". ولفت جنبلاط إلى أنَّ "حرب الثمانينيات أوصلت إلى مدريد، والتي كادت أن تفتح آفاقاً على حل أكبر". وقال: "لكن آنذاك بوش الأب لم يمدد له، وكان لديه وزير خارجية كبير اسمه جيمس بيكر، ثم دخل العرب في زواريب، دخل آنذاك أبو عمار بما يسمى أوسلو، في قضية أوسلو تفاصيل الحل النهائي، يعني مصير الأماكن المقدسة، الحرم الشريف "الأقصى"، لم تُنَاقش وتفاصيل المستوطنات كذلك لم تناقش. وعلمت منذ أسبوعين من باحث نروجي بأن وثائق أوسلو غير موجودة اليوم في النروج، بل سحبت كلها إلى إسرائيل، وحُرّفت وآنذاك كان هناك خرائط. اليوم، اذا كنت تريد البحث عن أوسلو فعليك الذهاب إلى اسرائيل، اذا كانوا سيعطونك شيئا. وهذا أمر غريب. لكنني لا أرى أي سلام، وعلى العالم العربي ان يعلم أنه، إذا لم يأخذ احتياطاته، فإننا بدأنا محاولة تصفية على مراحل للقضية الفلسطينية والوجود الفلسطيني في الضفة وفي غزة".

ورداً على سؤال، قال جنبلاط: "كنا نستطيع أن نعول على إسحق رابين، ولكن عندما قُتل من قبل المتطرفين اليهود ذهب مشروع أوسلو للسلام بأكمله. مذذاك نتحدث عن السلام من أجل السلام، ولا يوجد مشروع جدي، بل اخترع لاحقاً سلطة تحت الاحتلال، وهذا الأمر لم يحصل على مدى التاريخ. وفي ظل المدافع لا يمكنك التعويل على شيء، ثم أتى من يدعم المَدافع بالأساطيل، وليس هناك بالغرب من لديه رؤية استراتيجية، إذ بعد احتلال الضفة سنة 1967، عقد شارل ديغول مؤتمرًا صحافياً وطالب بالانسحاب الكامل من الأراضي المحتلة وتدويل القدس. وقال لن يكون هناك سلام إلّا عبر الانسحاب وتدويل القدس. أين هو هذا الشخص التاريخي اليوم؟". أضاف: "أرض الميعاد لليهود لن يتخلوا عنها، ونعود للتوراة إلى العهد القديم، كما يستشهد به نتنياهو، والنبي يوشع، بعدما مات موسى دخل الى أرض كنعان وقتل الجميع، أو النبي إشعيا الذي استشهد به منذ يومين نتنياهو، وعليه لا يمكنك أن تتحدث بالسياسة مع هؤلاء. الغرب منحاز وأوروبا منحازة إلى أميركا. وأميركا منحازة إلى إسرائيل لأسباب عقائدية إيديولوجية. وهي أرض الميعاد عند المسيحيين الصهيونيين. أما الديمقراطية وحقوق الانسان إذا أمكن رميها بالبحر في أيامنا هذه. خيبة أمل من بلاد الأنوار والحضارات أمام المجزرة التي تحصل. لا يمكن التمييز بين انسان وآخر، فمثلما الانسان العربي له الحق بالعيش، كذلك اليهودي والمسيحي، ولكن هناك تمييز".

ورداً على سؤال حول مشاركة مجموعات أخرى غير "حزب الله" في جنوب لبنان، قال جنبلاط: "أقول لحزب الله يكفي أن تكون الآلة العسكرية لكم وحدكم في الجنوب، ممسكة بقرار السلم والحرب، بالإضافة إلى وجود الجيش اللبناني. لكن عندما تدخل تلك الفصائل، قد يكون قرار البعض منها ليس بيد حزب الله، وقد يكون هناك مصالح ثانية إقليمية أو محلية قد تحرج "حزب الله" وتدخله في حرب شاملة خارج إدارته. والأفضل أن يراقب أكثر كي يبقى قرار السلم والحرب بيده. وفي هذه الظروف لا يمكن أن نعطي نظريات حول الاستراتيجية الدفاعية، إنما إذا خرج لبنان بعد 3 أشهر من دون حرب، يمكننا دراستها، ولكن اليوم لا يمكن الحديث عن السيادة، فأي بلد عربي لديه سيادة أمام تلك الأساطيل؟ لا أحد". وتابع: "أعود وأكرر وأفضّل أن يكون القرار المركزي السيادي والعسكري بيد الحزب. الأفضل لأمن الجنوب ولبنان. وأخشى من بعض التنظيمات التي قد تكون غير منضبطة، وبحثنا مراراً وتكراراً في أن تكون الأمور بيد الجيش اللبناني، لاسيما أيام الرئيس ميشال سليمان، لكننا لم نلقَ أي صدى إيجابيا. يبدو أن تطبيق هذا الأمر، لا يقتصر على المستوى اللبناني، بل على ظروف إقليمية، لذلك لم تترجم".

وقال جنبلاط: "لم أتخلَّ عن شعار السيادة وحصر السلاح، لكنني قلت ان تحقيق هذا الشعار قسم منه قرار لبناني والقسم الآخر قد يكون إيرانيا. لذا اليوم أتمنى أن لا نُستدرج إلى حرب وإذا استُدرجنا سنعمل سياسيًا واجتماعياً لحماية شعب الجنوب بكل فئاته واتجاهاته".

أضاف: "قواعد الاشتباك الجديدة لا تلغي اتفاق الهدنة، الذي يعني احترام حالة الحرب، فإما الذهاب نحو هدنة وإما الحرب. إنما القوات الدولية لا تستطيع فرض إرادتها بالقوة، بل هي قوات فصل وحماية وهي لعبت دورا في تفادي بعض المشاكل. لكن اليوم دخلنا في موضوع أكبر. ووجودها إيجابي جداً لأهل الجنوب ولبنان على المستويين السياسي والاجتماعي". وعن مسألة توسيع مهامها، قال: "عندما غيّرت بعض الدول من مهام القوات الدولية محلياً لتستطيع التصرف بحرية، كلف هذا الأمر قتيلا إيرلنديا. والشعب الايرلندي متقدم في دعم القضية الفلسطينية، ويقال هناك تحقيق في مقتله".

وعن حديث عبد اللهيان ان لبنان حاضر لخوض الحرب، قال جنبلاط: "اعترض على كلامه، لأنه يدعو إلى الذهاب نحو الحرب، ولكن هل الاستاذ عبد اللهيان مرتاح للبلاد التي تقول إيران إنها تسيطر عليها، أي سوريا والعراق؟ فهل سوريا اليوم تعد مثالاً باهراً للازدهار؟ أصبحت خراباً. أما العراق فأخف وطأة إلى حد ما، إذ إنه غني بالنفط. لكننا لا نستطيع التباهي بالمناطق التي يقول الإيرانيون إنهم يسيطرون عليها، بل الأجدر بنا أن نبقى في لبنان، لدينا مؤسسات وجامعات ومستشفيات، وان يستفيدوا من ذلك، لذا لا تورطونا بحرب إذا أمكن". وحول حديث الرئيس نجيب ميقاتي عن أن قرار السلم والحرب ليس بيده، اعتبر جنبلاط أنَّ "هذا الأمر غير طبيعي"، وقال: "لكن على الأقل، لنخرج من هذه الحالة، أن كل شيء بالوكالة، من حكومة تصريف الأعمال، والأمن العام، إلى المصرف المركزي، وبعد فترة قيادة الجيش ستكون بالوكالة. هل يمكننا عند بعض التيارات السياسية ان نخرج من الدائرة الصغيرة إلى الدائرة الكبرى؟ لكن الظاهر لا يريدون. وميقاتي يعمل جاهداً لتحييد لبنان عن الصراع، ولكن إذا تم تمكينه بشرعية أكبر والخروج من مرحلة تصريف الأعمال عبر تشكيل حكومة وانتخاب رئيس، فما المانع؟ وميقاتي قام بعمل جبّار في هذه الحالة الاستثنائية وقام باتصالاته، لكن هناك مقاطعة من بعض الجهات المحلية والدولية، وليس الوقت المناسب للقول ميقاتي أو غيره رئيساً للحكومة الجديدة".

وحول انقطاع لبنان عن محيطه، قال: "لا أقطع الأمل من المملكة العربية السعودية، وأعتقد أن قطر مستمرة بدعم لبنان، ومصر. إنما الجميع ضمن إمكانياته. وقد كانت اللجنة الخماسية، ويمكن أن تعود، حتى في ظل هذه الحرب الكبيرة، عبر لودريان أو غيره، وهو كلف بمهمة، على الأقل ماكرون نجح بالقيام بها، إذ بغير أمور لم ينجح، دوّر الزوايا في لبنان، وأسقط آنذاك مرشحي التحدّي، ولكننا لم نره منذ حينها، إلا إذا أصبح في العُلى. الحزب لم يتخلّ عن مرشح التحدي إنما من جهة واحدة فقد تم الأمر على الأقل".

وعن التماسك الداخلي للمجتمع إذا ما حصلت الحرب، اعتبر جنبلاط أن "لا خوف من انحلال هذا التماسك، إنما هناك بعض الجزر الانعزالية عند كل الطوائف، لكن في النهاية إذا حصلت الحرب فستكون آفة لا مثيل لها، فأين 2006 وأين اليوم؟". وقال: "لا مهرب. إذ لا أحد إلّا وسيكون مستهدفاً على مستوى الأوساط كافة. ومَن بإمكانه العيش بمفرده اليوم في ظلّ ما يمكن أن يكون من طوفان وخراب في لبنان. فوزيرة خارجية فرنسا أبلغت الرئيسين بري وميقاتي، والرئيس بري قابلها وخرج مكفهر الوجه، وميقاتي قال لي إنَّ ما منطقة، حسب كولونا، ستخرج سالمة".

أما عن خطر قصف المطار، لفت إلى أنَّ "المطار ضرب في العام 2006، ولكن حينذاك شيراك وبعض الدول العربية حمت البنية التحتية والمطار، لكن المدرج ضرب، وحميت المنشآت الاقتصادية، من محطات الكهرباء وغيرها". وقال: "اليوم لا توجد هذه الحماية، ولا أحد سيتكلم. وهل من المعقول أن رئيس دولة كبرى مثل فرنسا يأتي ويقول حلف داعش ضد حماس؟ أميركا معروفة وبريطانيا ريتشي سوناك، الذي تحادث بالأمس مع ماكرون وتذكروا أن هناك عرباً فلسطينيين في الضفة، حيث وقع 200 قتيل حتى الآن، وتذكروا ما يسمى الهيكل الفارغ للسلطة الفلسطينية. إنها نظرية سخيفة ان تستلم الضفة بعد خراب غزة، وهذا خيال". وعن خطة الطوارئ في لبنان، قال: "يقال إن الوزير الذي استلم خطة الطوارئ جدي، لكن طبعاً ليس بإمكانه استلام جميع الطوارئ، فهناك الهيئة العليا للإغاثة، الصليب الأحمر، الدفاع المدني والجيش. وهل صحيح ما إذا كانت ستقطع عن العسكريين المساعدة الشهرية أم لا؟ هذا إذلال للجيش، وهذه المساعدة هي إحدى الأسباب التي ذهب من شأنها الرئيس ميقاتي إلى قطر التي ساهمت في هذا الأمر، لكن الاهم هي ورشة العمل. ولكن يجب أن تتوفر الامكانيات، ولننتظر 3 اشهر ونشكل حكومة وننتخب رئيساً ونقوم بإلغاء حالات الوكالة فهذا يكفي. نكون قد حققنا إنجازا ونذهب بعدها إلى الإصلاح الاقتصادي".

واعتبر جنبلاط أن "المؤسسات موجودة والمطلوب الحفاظ عليها ومحاولة تطويرها ومحاولة ترميمها". وقال: "الضمان الاجتماعي مهم جداً، تعاونية الموظفين رفعت نسبة التغطية، وقامت بجهد، الدرك والأمن الداخلي، شعبة المعلومات تقوم بعمليات نوعية. الدور لم ينته، لكن يجب مساعدتهم".

وشدّد على وجوب الخروج "من عبثية بعض الناس". وقال: "التمديد لجوزيف عون مثلا: لحسابات سياسية تخص حزب الله وباسيل نُبتَز مجددا لعدم التمديد. هذا أمر عبثي. يبدو أن حزب الله يتفق مع باسيل على عدم التمديد، ويضعون علي شروطاً. أنا رشّحت عميدا على قاعدة الأقدمية في الجيش اللبناني لرئاسة الأركان، فسألوني، "هل أضمنه؟". هذا كلام سخيف، فهو سيتسلّم رئاسة أركان الجيش. أليس الأفضل أن يستلم إلى جانب قائد جيش جديد أو التمديد لعون، ومجلس عسكري. الجيش يُمتحن كل يوم. الجيش يفكك صواريخ تُترك في أرض الجنوب كل يوم".

وأكّد أن "العميد حسان عودة من العمداء الموجودين والذي يتمتع بمصداقية، فهل سيُصدر حسان عودة أو جوزيف عون أمراً لمحاربة حزب الله؟". وأضح أنه "بعدما ابتعد باسيل عن الحزب، الحزب يريد أن يعيده". وقال: "اليوم عدنا إلى نظرية الابتزاز. الإثنان محشوران، الحزب يريد حليفا مسيحيا، وباسيل يعرف هذا الشيء، عدنا إلى مكاننا". واردف: "لا يريدون التمديد لجوزيف عون. سألوني هل أضمن حسان عودة؟ يجب أن ننتهي من هذه المسرحية. والبعض لا يريد المشاركة في اي تعيينات إلّا بعد انتخاب رئيس. عدنا إلى الحلقة الصفر. وبظل حرب قد تندلع وتتوسع أو لا تتوسع، هل هذا الوقت المناسب؟".

ولفت الى  أن "الحسابات ضيقة وسياسية ومزايدات وكأن الانتخابات على الأبواب". وسأل رداً على سؤال: "هل نستغني عن الجيش اللبناني؟ لا أفهم هذه العبثية في التصرف".

أضاف جنبلاط: "يبدو أن ثمة من لا يريد أن يرى البعد الأكبر الموجود فيه لبنان، والخطر اليوم وجودي على لبنان. باسيل زارني واستقبلته وعبّر عن خوفه على لبنان. طرحنا جوزيف عون لقيادة الجيش جاء الجواب من ناحية أخرى: من وفيق صفا الذي قال: "لا نريد حشر" جبران باسيل".

وتابع: "من الأفضل أن يكون ثمة مجلس عسكري وقائد للجيش. سألوني "هل أضمنه؟". أنا أرفض هذا السؤال. بما أنهم يرفضون التمديد وتعيين قائد جيش جديد، سنسعى مع الرئيسين نجيب ميقاتي ونبيه بري حسب القانون لأن يتسلّم رئيس الأركان قيادة الجيش، ويجب تعيين رئيس للأركان الآن. سألوني إذا كنت أضمن عودة، أرفض هذا السؤال لأنهم يُشككون بي. وإذا رفضوا التعيين، يُصبح الجيش في حالة تسيير ذاتي، وهل يجوز أن يكون الجيش بلا قائد؟ هل نمزح؟". واعتبر أن "لبنان قد يكون على حافة دمار شامل". وقال: "أسعى، لكن لوحدي لا أستطيع. أسعى مع بري وميقاتي لكن ثمة حسابات مختلفة".

ورأى أن "المساعي الدولية كانت واعدة نظريا، ولكن عمليا لم تخرج بنتيجة لأن ثمة تخل من السعودية أو تحفظ". وقال: "السعودية لديها شروط لإعادة انتاج السياسة التقليدية المساعدة للبنان. في الوقت الحالي الحرج ليس الوقت مناسباً. وغير ممكن انتاج رئيس من دون السعودية. وكان ثمة فيتو سعودي على فرنجية، وتيمور جنبلاط وضع فيتو أيضاً. لكن ألم يعد ثمة مرشحون آخرون؟ ولكن دخلنا في لعبة من يرضى عليه جبران وسمير، عليهما ان يتفقا ويجتمعا في مكان ما، مكان محايد، المتحف مثلا، ويعطوننا مرشحا".

وتابع: "كنا جزءاً من ترشيح جهاد أزعور لكن حزب الله اعتبره مرشح تحدٍ. الرئاسة ستطير من يد الموارنة ومن يدنا ونبقى في الفراغ، نلعب بالنار. ثمة خطر على وجود لبنان. تصور أننا دخلنا في حرب وتكسر البلد... سنخرج أشلاء! أنا أتحدث لكن يبدو أن البعض لا يرى ذلك. أتمنى أن أكون مخطئا. باسيل أبدى خوفه لكن عمليا لم يُترجم هذا الخوف". وتابع: "أعتقد في الوقت الحاضر علينا ان ننسى أزعور وفرنحية. ألم يعد ثمة أحد في الطائفة المارونية الكريمة؟ هذا أمر عبثي.

الهم كبير اليوم. البعض يدخلنا في تفاصيل صغيرة والحرب "ماشية" في الجنوب. إذا لم يكن ثمة رئيس للجمهورية نريد حكومة فاعلة وتشريعا فاعلا. وهل يمكننا التمسّك بجهازين تشريعي وتنفيذي فاعلين لتمرير الشهرين من إمكانية اندلاع حرب؟ أو من محاولة ترميم الداخل؟ لأن الحرب "ماشية" في الجنوب".

وسأل: "لماذا الحصر بفرنجية أو أزعور؟ فلنتوجه نحو الحوار الذي دعا إليه بري. لكن، حوار ليس من أجل الحوار. لا نريد حوار أوسلو لدينيس روس. الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان طرح حواراً برئاسة اللجنة الخماسية، لم لا؟ فلنبتكر الحلول للخروج من الفراغ المدمر". واعتبر أن التوجه نحو البرلمان والانتخاب بديمقراطية "يُنتج. الوضع يتطلب أن ننتج. كفى فيتوهات عقيمة. هزلت!". وقال: "لم نخفق بإدارة التعددية. ميزة البلد التعددية. لكن وصلنا الى الأفق المسدود في بعض الأمور السخيفة الداخلية. أنا لا أشعر أننا في حرب (باردة داخلية)، ولكن ثمة حسابات ضيقة وغير مجدية. هذا هو لبنان وهذه التعددية. نحترم الرئاسة للموارنة ورئاسة مجلس النواب للشيعة ورئاسة مجلس الوزراء للسنة. يحتاج الموضوع التطوير، ويجب أن نطبّق الطائف". ورأى جنبلاط أن "الثورة (تشرين ٢٠١٩) نجحت"، قائلا: "استخدمت شعارات جدية ووضعتنا جميعا -عن حق أو باطل- في المستوى نفسه، لكن الذين خرجوا من الثورة لم يعرفوا كيف يستخدمون آلية لتغيير النظام. أتمنى تغيير النظام من خلال تغيير النظام الطائفي المدعوم من قبل كل الأركان. كمال جنبلاط حاول سلميا تغييره على مدى 40 سنة فقتلوه. فليتفضلوا الجُدد ويغيّرونه". وختم جنبلاط: "أتشاور دائما مع تيمور جنبلاط. لكن الأعباء العملانية عليه هائلة. أتحدث عن فلسطين لأن تاريخي فلسطيني ودمي فلسطيني. هذا تراثي. تيمور لا يتمتع بنفس التجربة مع فلسطين، لكن اليوم بات يتمتع بها".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي31 تشرين الأول-01 تشرين الثاني/2023

رابط الموقع                                                                      

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins

 

في اسفل رابط حسابي الجديد ع التويتر/ حسابي الأساسي والقديم اقفل ومن يرغب بمتابعتي ع التوتر الرابط في أسفل

https://twitter.com/BejjaniY42177

Below is the link of my new Twitter account/My old one was closed   For those who want to follow me the link is below

https://twitter.com/BejjaniY42177

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 31 تشرين الأول/2023/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/123766/123766/

 ليوم 31 تشرين الأول/2023

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For October 31/2023/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/123769/123769/

October 31/2023