الكولونيل شربل بركات/أبو صعب ومحنة لبنان ….أبو صعب وأمثاله من “المنافقين” بلباقة سوف يخبو نورهم ويسقطهم المحبون من جداولهم وسجلات التاريخ.

317

أبو صعب ومحنة لبنان ….أبو صعب وأمثاله من “المنافقين” بلباقة سوف يخبو نورهم ويسقطهم المحبون من جداولهم وسجلات التاريخ.
الكولونيل شربل بركات/31 تشرين الأول/2023

اجتمع المجلس النيابي في لبنان اليوم برئاسة نائب رئيسه الوزير السابق أبو صعب لدراسة اقتراحات الحكومة وتدابير مواجهة الحرب. وكانت خطابات لبعض نواب المعارضة طالبت بعدم دخول لبنان الحرب كونه غير قادر عليها ولا جاهز لتحمل تبعاتها. وقد اقترح بعضهم تفعيل القرار الدولي 1701 الذي كان انهى حرب تموز 2006 التي فرضها حزب الله على لبنان باختطافه لجنود اسرائيليين من داخل الحدود. وقال يومها أمين عام حزب الله مقولته المشهورة “لو كنت أعلم”، ليبررها فيما بعد بأن من قاد المعركة كان قائد الحرس الثوري المغدور قاسم سليماني، وبأنه بالفعل لم يعلم بأي من التفاصيل.

اليوم وفي ظل الأحداث القائمة هذه، وبعد اعتداء حماس على المدنيين في اسرائيل وخرق الحدود، كما فعل حزب الله سابقا، حيث تم هذه المرة اختطاف أكثر من 200 اسرائيلي بينهم جنود، وقتل حوالي الألف أكثرهم مدنيين، ما أطلق العنان لردة فعل عنيفة بقدر الفعل ذاته وحشد قوات كبيرة، يجتمع المجلس النيابي لدراسة ما يمكن للبنان أن يفعل اذا ما طالته هذه الحرب. وكان نصرالله أطلق مبدأ وحدة الساحات وتهديد اسرائيل بأن أية ضربة على أي من ساحات “المقاومة” سيفتح كافة الساحات ويطلق العنان لحفلة تدمير ستطال كل اسرائيل من صواريخه المئة ألف التي يحتفظ بها على الأراضي اللبنانية.

ولطالما توعد السيد بإعادة اليهود إلى الدول التي جاؤوا منها وشرح هشاشة الوضع في اسرائيل، وبأن صواريخ “المقاومة” قادرة على انهائها فور صدور الأمر بذلك. ولكن الوزير أبو صعب نائب رئيس المجلس، ولا ندري لماذا تغيب الرئيس عن الجلسة، يصر على أن لبنان قد نفذ ما طلب منه في القرار الدولي 1701. وهو يتناسى كل الأعمال التي قامت بها أفواج “الأهالي” لمنع تجول قوات الأمم المتحدة وخلق جو من الرعب بينها لتعطيل تنفيذ مهماتها، كما لا يتذكر من قتل أو جرح من هذه القوات أثناء تنقلها في منطقة عملها ولا من قتل من اللبنانيين في ظل تجاهل السلطة المفترضة. ويغيب عن باله أيضا بأن القرار 1701 يستند إلى قرارات أممية سابقة أهمها القرار 1559 الذي يطالب بتجريد حزب الله وكافة التنظيمات على الأراضي اللبنانية من اسلحتها وحل أي تنظيم مسلح خارج سلطة الدولة.

الوزير ابو صعب ورفاقه الميامين من “المقاومين” والوطنجية يريدون افهام اللبنانيين بأن لبنان “المسكين” سيتعرض لضربة اسرائيلية بدون سبب وهم لا يرون أفواج الصواريخ التي عادت “حماس” هذه المرة وغيرها من التنظيمات “الشكلية المستحدثة” والتي يتلطى خلفها حزب الله لتفتعل الاعتداءات وتزج بهذا البلد في آتون المعركة فور تلقي الأمر الإيراني بذلك. وهو لم يرَ عمليات التسليح الجارية ولا عمليات التهديد والاعتداء على الممتلكات التي جرت وتجري في أحياء من يرفضون ادخال لبنان في معركة لا ناقة له فيها ولا جمل، لا بل يريدون تصفية حساباتهم مع كل معارض قبل أن يبدأوا مشاركتهم الفعلية في المعركة التي تحضرهم لها إيران إذا ما تعرضت لأي “اعتداء”. وكأن لبنان أصبح قاعدة إيرانية على المتوسط لاستباق أي تحرك ضدها أو حتى لافتعال أي حادث ترغب القيام به بدون أن يؤخذ بعين الاعتبار مصالح بنيه أو مخاوفهم.

الوزير أبو صعب وكافة النواب الكرام يحاولون جهدهم للوقوف أمام شاشات التلفزة وتمثيل دور الضحية التي سيقع عليها الاعتداء وهم يعرفون جيدا من افتعل وتسبب بقتل الأبرياء في غزة اليوم ومن يريد أن يزج لبنان وشعبه في مجزرة جديدة كما حدث يوم تفجير بيروت في الرابع من آب أو خلال حرب 2006 وفقط لأسباب سياسية تتعلق بالسيطرة على قرار اللبنانيين ومنعهم من الاعتراض على سوقهم إلى المسالخ لأنه لا يزال منهم من يقبل العالم أن يستمع إليه.

قد يكون الرئيس بري، وهو الأقرب لحزب الله ويعرف نتائج أي قرار خاطيء يقوم به على صعيد القاعدة الشعبية، وهو أكثر من عايش خلال 30 سنة من الحكم كل هذه الخطايا، لا يريد أن يشارك في هذا العمر بهكذا جلسة لا طعم لها ولا رائحة، وهو يعلم أن “القرار” ليس بيد أحد من اللبنانيين حتى السيد نفسه، أو أنه يعرف بأن لا حيلة له إلا الخضوع ولا اجابة عنده لأي سؤال، فقرر الخروج من الواجهة وتسليم ادارة هذه الجلسة الشكلية لنائبة أبي صعب. وقد أحسن ابو صعب بالتشديد على أن لبنان غير جاهز للحرب ولكنه بقي يطلق العنان لتمثيلية “اعتداءات اسرائيل” بينما الكل يعرف بأن اسرائيل مشغولة في مكان آخر ولا تعطي أذنها حتى لجهة لبنان، ولكن تحسبا لأي قرار إيراني بدخول المعركة، على ما يبدو، (وهو لم يعلن بعد وربما يعلنه السيد في خطابه الذي تنتظره الجماهير بعد يومين، من يدري؟)، ترك الباب مفتوحا لتوحيد الساحة الداخلية فيما لو قرر الحزب وأسياده زج لبنان رغما عنه في “المعركة” الفاشلة سلفا والتي ستطيح بآخر ما يملكه اللبنانيون من أرزاق بعد أن سلبوا كل أموالهم وحضارتهم ومؤسساتهم ونظامهم في سبيل أن يستولي الحزب وجماعته على البلد ويهجروا سكانه تحت الضغط. فهل إن آخر مرحلة من مراحل التهجير ستتم على يد اسرائيل وبعد أن يعلن السيد الدخول بالمعركة؟ ولماذا لم يخرج إلى العلن بعد؟ وهل كان ينتظر أن تقضي اسرائيل على حماس في غزة لكي تصبح كل خيوط “المقاومة” في يده؟

أسئلة لا بد من طرحها ولن نقدر على الاجابة عنها ولكن، بالرغم من هذا السواد العظيم المحيط بنا، نعلم بأن لبنان باق، وهؤلاء الخونة والمرتزقة إلى زوال، وكل العنف والحقد الذي يحاولون طمره فيه لن يجدي نفعا، وإن بداية الضوء بدأت تظهر في آخر النفق، وسيكون لبنان الجديد بين دول المنطقة التي تسهم في التقدم وتعمل على صنع السلام الدائم والاستقرار الثابت، وكل الحقد الذي صنعوه ودعوا إليه سينقلب عليهم، وسيرفضهم اللبنانيون بكل فئاتهم وكل اتجاهاتهم، فليذهب الحاقدون وأصحاب القلوب السود والرايات السود إلى الجحيم، ولتضيء سماء لبنان والشرق الأوسط آمال جديدة وأيام واعدة…
يبقى أن أبو صعب وأمثاله من “المنافقين” بلباقة سوف يخبو نورهم ويسقطهم المحبون من جداولهم وسجلات التاريخ…