المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 16 آيار/لسنة 2023

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2023/arabic.may16.23.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

Elias Bejjani/Click on the below link to subscribe to my youtube channel

الياس بجاني/اضغط على الرابط في أسفل للإشتراك في موقعي ع اليوتيوب

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

15 آذار/2023

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

عجيبة اقامة لعازار من القبر/أنَا هُوَ القِيَامَةُ والحَيَاة. مَنْ يُؤْمِنُ بِي، وإِنْ مَاتَ، فَسَيَحْيَا. وكُلُّ مَنْ يَحْيَا ويُؤْمِنُ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلى الأَبَد

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/عيد الأم في كندا: كل الناس لها قلوب ولكن هنالك قلب يجمع كل القلوب هو قلب الأم

الياس بجاني/سجعان قزي ترك لبنان الحرية والهوية والسيادة والمقاومة الذي احبه، ودافع عنه بالكلمة المقدسة، التي هي الله وغادرنا إلى دنيا الخلود

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الشيخ وأتباعه المهتاجون و"مايوه" السيدة ببحر صيدا

من الذي نصّب  الشيخ عبد الكريم علو من "أهل الدعوة" وإمام مسجد الفرقان في الهلالية- صيدا على رقاب وحرية الناس وجعله يستقوي عليهم؟!

رابط فيديو تعليق من موقع جريدة النهار للكاتب السياسي نبيل بومنصف/مهلة حزيران... أين الحقيقة وأين الخداع

رابط فيديو مقابلة من محطة أم تي في الكاتب الصحافي شارل جبور

نصرالله «من فمه يُدان» بتجارة «الكبتاغون» .. والنفي بمعرض إبتزار دول الخليج!

“حزب الله” والجريمة المنظمة/عالية منصور/المجلة

على مسؤوليتي: وظيفة القرض الحسن/د. منى فياض/صوت لبنان

بخاري: نريد أن ينعم اللبنانيون بالرخاء والازدهار

لبنان: مخاوف من ضغوط “حزب الله” على باسيل لمخالفة المعارضة

رغبة سعودية دولية في إنجاز الاستحقاق الرئاسي سريعاً... ومعوض: لن أسحب ترشيحي قبل وجود بديل

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 15 أيار 2023

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 15/5/2023

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

رسائل دبلوماسيّة للمعارضة: سمّوا مرشحكم وإلّا..

الرئاسة بعد قمة الرياض واجتماع الدوحة وما يقرره المسيحيون/منير الربيع/المدن

هذا ما لا يريده جنبلاط!

15 حزيران مهلة التخلّي عن فرنجيّة؟

وفيق صفا في ضيافة ميرنا الشالوحي... باسيل يُعيد التموضع/عبدالله قمح/ليبانون ديبايت

مراوحة رئاسيّة… بانتظار التسوية الشاملة/أنطوان غطاس صعب/موقع أم تي في

برّي ينتظر... كلمة سرّ وأوراق رئاسية أخيرة/مريم حرب/موقع mtv

"جزرة" قطرية لباسيل...

رسالة من جعجع إلى بري عبر موقع mtv… وهل اتّفق مع "التيّار"؟/داني حداد/موقع mtv

أين أصبح الصندوق السيادي؟/أكرم حمدان/نداء الوطن

3 لاءات سعودية... ومقاربة جديدة لصالح لبنان؟

المعارضة أمام الاختبار: فهل تفعلها اليوم؟/محمد شقير/الشرق الأوسط

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

السعودية : بدء اجتماع وزاري اقتصادي على مستوى الجامعة العربية هو الأول بمشاركة سوريا

السودان: 750 قتيلاً وآلاف الجرحى ومليون نازح ولاجئ في 30 يوم حرب والبرهان يقيل مدير عام الشرطة وينهي خدمة سفراء

تجميد أرصدة «قوات الدعم السريع»... هل يؤثر على أدائها؟

البرهان يعزز موقعه بتعيينات في الشرطة والخارجية وتحذيرات من قرب انهيار القطاع الصحي وسط استمرار القتال

نتنياهو: عملية إسرائيل في غزة استهدفت تعزيز الردع

عباس يطالب في ذكرى النكبة بـ«تعليق عضوية» إسرائيل في الأمم المتحدة

الفلسطينيون يحيون ذكرى “النكبة” بفعاليات شعبية في الضفة وغزة

عباس يطالب بتعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة.. وصافرات الإنذار تدوي والحركة تتوقف في مختلف المدن

أكثر من ثلث الإسرائيليين يرون أن نتنياهو شن الحرب ليستعيد شعبيته

هل سيواجه البرلمان التركي الجديد صعوبات تستدعي انتخابات مبكرة؟

حسابات «صانع الملوك» الجديد في تركيا والكتلة التصويتية لسنان أوغان قد تحسم السباق بين إردوغان وكليتشدار أوغلو

مباحثات سعودية - ألمانية تتناول جهود إرساء السلام بالمنطقة

واشنطن: طهران زوّدت موسكو بأكثر من 400 مسيرة انتحارية في أغسطس

«مراسلون بلا حدود» تتقدم بشكوى ثامنة لـ«الجنائية الدولية» بسبب حرب أوكرانيا

بيلاروسيا في حالة «تأهب» بعد إسقاط طائرات في روسيا

زيلينسكي يحصل من لندن على تعهد بتسليم «مئات» الصواريخ والمسيّرات الهجومية

الرئيس الأوكراني يبحث في بريطانيا الحصول على طائرات حربية مقاتلة

«الكرملين» يحذر: الأسلحة البريطانية الجديدة لأوكرانيا ستسبب «المزيد من الدمار»

بايدن إلى اليابان الأربعاء للمشاركة في «قمة السبع» وسط مخاوف غربية من تصاعد التوترات مع روسيا والصين وكوريا الشمالية

الإمارات تدعو الأسد لحضور مؤتمر المناخ “كوب 28” في نوفمبر ومصر تؤكد العمل الوثيق لرفع المعاناة عن السوريين

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هل يعطي «حزب الله» فرنجية في ملف سلاحه ما لم يعطه لعون؟/بولا أسطيح/الشرق الأوسط

فرنسا في كرسي إعتراف بكركي/طوني كرم/نداء الوطن

بطاقة حمراء أو صفراء... حيال التطبيع مع الأسد؟/وليد شقير/نداء الوطن

نصرالله... وضع اليد على المواقع المسيحية/أحمد الأيوبي/نداء الوطن

إستراحة محارب... أم "استراحة سفير"؟/جان الفغالي/نداء الوطن

نصرالله يثير قدراً كبيراً من الاستفزاز ينفجر في وجوهنا/بارعة علم الدين/ عرب نيوز

وضع اللاجئين الكارثي الحالي في لبنان قد يصبح أسوأ/نديم شحادة/عرب نيوز

السّودان: اتّفاق جدّة بوابة عبور إلى تسوية أم إلى نزاع بوتيرة منخفضة؟/علي حمادة/النهار العربي

حتى تضع نفسها في قلب المشروع الأميركي... طهران تتّجه نحو القاهرة!/يوسف بدر/النهار العربي

اعتراف إسرائيلي بـ"وحدة السّاحات" الإيرانيّة/عبدالوهاب بدرخان/النهار العربي

إردوغان... ليس مقدّساً سياسياً/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

السودان... كارثة سوء الفهم/مأمون فندي/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

بو حبيب بحث في التحضيرات للقمة العربية مع السفير بخاري وفي التحضير لمؤتمر بروكسل 7  مع فرونتسكا والتقى وفدا من أهالي الموقوفين في الامارات بحضور البيسري

أهالي اللبنانيين الموقوفين في الإمارات طالبوا الدولة بمتابعة قضية أبنائهم

اعلام القوات: جعجع لم يفكِّر بالترشُّح وتأييده لمرشّح سيادي-إصلاحي مرده إلى أنّ الانقاذ يستحيل أن يتحقّق عن طريق الممانعة

لقاء سيدة الجبل: لبنان تحت الإحتلال الإيراني وسنواجهه مهما كانت الظروف

رعد من عدلون: لنفكر بمصالحنا الوطنية وننتهز الفرصة في استثمار التغيرات الجديدة لمصلحة بلدنا  لا نريد أن نستأثر لا بسلطةٍ ولا بدولة بل أن نتشارك مع الآخرين لصنع دولة عادلة

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

عجيبة اقامة لعازار من القبر/أنَا هُوَ القِيَامَةُ والحَيَاة. مَنْ يُؤْمِنُ بِي، وإِنْ مَاتَ، فَسَيَحْيَا. وكُلُّ مَنْ يَحْيَا ويُؤْمِنُ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلى الأَبَد

إنجيل القدّيس يوحنّا11/من17حتى27/”لَمَّا وَصَلَ يَسُوعُ وجَدَ أَنَّ لَعَازَرَ قَدْ دُفِنَ مُنْذُ أَرْبَعَةِ أَيَّام. وكَانَتْ بَيْتَ عَنْيَا قَرِيبَةً نَحْوَ مِيلَينِ مِنْ أُورَشَلِيم. وكَانَ كَثِيرٌ مِنَ اليَهُودِ قَدْ جَاؤُوا إِلى مَرْتَا ومَرْيَمَ لِيُعَزُّوهُمَا بِأَخِيهِمَا. فَلَّمَا سَمِعَتْ مَرْتَا أَنَّ يَسُوعَ آتٍ، خَرَجَتْ لِمُلاقَاتِهِ. أَمَّا مَرْيَمُ فَبَقِيَتْ جَالِسَةً في البَيْت. فَقَالَتْ مَرْتَا لِيَسُوع: «يَا رَبّ، لَوْ كُنْتَ هُنَا، لَمَا مَاتَ أَخِي. ولكِنِّي أَعْلَمُ الآنَ أَيْضًا أَنَّ كُلَّ مَا تَسْأَلُ الله، يُعْطِيكَ إِيَّاهُ الله!». قَالَ لَهَا يَسُوع: «سَيَقُومُ أَخُوكِ!». قَالَتْ لَهُ مَرْتَا: «أَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَقُومُ في القِيَامَة، في اليَوْمِ الأَخير». قَالَ لَهَا يَسُوع: «أَنَا هُوَ القِيَامَةُ والحَيَاة. مَنْ يُؤْمِنُ بِي، وإِنْ مَاتَ، فَسَيَحْيَا. وكُلُّ مَنْ يَحْيَا ويُؤْمِنُ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلى الأَبَد. أَتُؤْمِنينَ بِهذَا؟». قَالَتْ لَهُ: «نَعَم، يَا رَبّ، أَنَا أُؤْمِنُ أَنَّكَ أَنْتَ المَسِيحُ ٱبْنُ ٱلله، الآتِي إِلى العَالَم».”

 

”تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

عيد الأم في كندا: كل الناس لها قلوب ولكن هنالك قلب يجمع كل القلوب هو قلب الأم

الياس بجاني/14 أيار/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/86027/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b9%d9%8a%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85-%d9%81%d9%8a-%d9%83%d9%86%d8%af%d8%a7-%d9%83%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%a7%d8%b3-%d9%84/

تحتفل كندا اليوم 14 آيار/2023 بعيد الأم وتكرمها عرفاناً بجميل وعرفان عطاياها وتضحياتها وسهرها.

هذا التكريم هو بالتأكيد واجب إيماني وانساني وأخلاقي وقيمي وملزم كنسياً ودينياً لكل مؤمن يخاف الله ويوم حسابه الأخير ويتقيد في نمط واسلوب حياته وممارساته بالوصايا العشرة والتي من ضمنها الوصية الخامسة التي تقول: “أكرم أباك وأمّك ليكون كل شيء حسناً لديك وتعيش سنين كثيرة على الأرض”.

نتقدم من كل الأمهات بأحر التهاني والتمنيات، وبنفس الوقت نطلب الرحمة للأمهات الواتي انتقلن إلى العالم الآخر ونصلي من أجل أن يكون سكناهن في المساكن السماوية المقدسة إلى جانب البررة والقديسين، ومنهن نطلب الصلاة من أجلنا ومن أجل السلام في كل أرجاء العالم وخصوصاً في هذا الوقت العصيب حيث البشرية في حالة من الضياع واليأس والحيرة والخوف وهي تواجه مرض فيروس الكورونا.

في مثل من أمثالنا الشعبية نقول: “الأم بتلم”، أي انها بمحبتها وبقلبها الدافيئ والكبير وبتفانيها وبعواطفها الجياشة تجمع افراد عائلتها وتحتضنهم وترعاهم وتعمل دائماً على زرع نعم وخصال وعطايا المحبة والإلفة والتواضع والتسامح والعطاء والإيمان بينهم.

الأم والأب ومن خلال رباط الزواج المقدس يؤمنان الإستمرار للبشرية.

وهذه المؤسسة، مؤسسة العائلة، هي حجر الأساس لكل مجتمع ومن دونها تتفكك المجتمعات وتنتفي وتضيع القيم والأخلاق وتعم الفوضى وكل اشكال الضياع الإيمانية والأخلاقية.

نبارك للأمهات بعيدهم واليوم وفي كل يوم نصلي من أجل راحة أنفس الأمهات اللواتي غيبهن الموت.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

سجعان قزي ترك لبنان الحرية والهوية والسيادة والمقاومة الذي احبه، ودافع عنه بالكلمة المقدسة، التي هي الله وغادرنا إلى دنيا الخلود

الرب اعطا والرب أخذ فليكن اسمه مباركاً

https://eliasbejjaninews.com/archives/118117/118117/

11 آيار/2023

سجعان قزي إلى العالم الآخر حيث لا وجع ولا هموم، بل سعادة وراحة وخشوع.

سجعان قزي ترك قلمه ولبنان الحرية والهوية والسيادة والمقاومة الذي احبه حى العبادة، ودافع عنه بالكلمة المقدسة، التي هي الله المتجسد، حتى آخر رمق من حياته، تركه وغادرنا إلى دنيا الخلود.

استرد الله صباح هذا اليوم وديعة الحياة من الوزير السابق والوطني اللبناني والمقاوم المميز والعنيد العزيز سجعان قزي.

سجعان انتقل اليوم من الموت إلى الحياة، فلنصلي من أجل راحة نفسه في المساكن السماوية إلى جانب البررة والقديسين.

كنت ومن سنين انتظر كل يوم خميس مقالته في جريدة النهار لأعيد نشرها على موقعي الألكتروني وتوزيعها على الأصدقاء والمتابعين لموقعي وعلى معظم وسائل التواصل الإجتماعي... أيام الخميس وأنا وموقعي وكل متابعيه سوف نفتقده.

اليوم وبغيابه تغيب معه مقالات الخميس إلا أن ذكراه باقية في القلوب والضمائر.

نتقدم من ذوي الفقيد الغالي ومن محبيه ومن السياديين والأحرار وعشاق الكلمة بأحر التعازي.

من آمن بي وان مات فسيحييا.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط   https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw    لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

الشيخ وأتباعه المهتاجون و"مايوه" السيدة ببحر صيدا

من الذي نصّب  الشيخ عبد الكريم علو من "أهل الدعوة" وإمام مسجد الفرقان في الهلالية- صيدا على رقاب وحرية الناس وجعله يستقوي عليهم؟!

المدن 15 آيار/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/118262/118262/

على أثر تناقل بعض وسائل التواصل الاجتماعي خبراً، عن إقدام رجل دين وأتباعه على الاعتداء على حرية سيدة وزوجها، على شاطىء مدينة صيدا، وطردهما منه بسبب إرتداء السيدة لباس البحر"المايوه"، وما تسبب به هذا الاعتداء من أذى جسدي ونفسي بالغ لهما، تمكنت "المدن" من معرفة هوية رجل الدين المذكور. وهو الشيخ عبد الكريم علو من "أهل الدعوة" وإمام مسجد الفرقان في الهلالية- صيدا. كما تمكنا من التواصل مع السيدة التي وقعت معها الحادثة، وهي السيدة ميساء حانوني يعفوري (ناشطة في الحقلين الثقافي والاجتماعي) وعقيلة السيد سامر يعفوري الذي كان برفقتها، حيث روت لنا ما حصل فقالت: كنت وزوجي سامر نرتاد شاطئ المسبح الشعبي في صيدا في عطلة نهاية الأسبوع (الأحد 14 أيار)، ففوجئنا بشيخ يقترب نحونا برفقة شخصين آخرين ويطلب منا المغادرة، معرفاً بنفسه انه "الشيخ عبد الكريم علوه" وكان برفقته شيخ آخر وشخص ثالث "بودي غارد"، وأنهم متواجدون هنا لـ"الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"!

وأضافت: أعطانا مهلة عشر دقائق لمغادرة الشاطئ وبلهجة فيها تهديد.. وقال لي "مين ما بدك تحكي إحكي.. آخر همي"، وقال لزوجي "بدك تتشكى عليي للبلدية؟ هيك عم تتقلل من احترامي! نحنا ما منخاف من حدا بدك تبعت الدولة ابعت!".

وتابعت حانوني تقول: بعد انقضاء المهلة، كانوا ذهبوا ثلاثة فعادوا أكثر من 15 شخصاً، تحلقوا حولنا وراحوا يقذفوننا بالكرات وبعبوات الماءه المملوءة رملاً، ثم راحوا "يشوطون" الرمال بأقدامهم في وجوهنا. وحاول أحدهم سحب حقيبتي وأغراضي ليجبرني على المغادرة".

وقالت: لم يخل الأمر من توجيه كلام نابٍ لي ولزوجي، فخاطبني الشيخ بالقول "كيف شالحة على الشاطئ؟"، قلت له "أنا حرة بشلح أو بلبلس هيدي حريتي".. فرد قائلاً "وأنا حر.. بشلحلك؟". ثم توجه إلى زوجي بالقول: "لا يجوز أن تتركها هكذا. كيف تقبل؟". فأجابه: هذه زوجتي شو إلك معنا!".

وأضافت: إلى أن تدخل أحد الشباب الذي كان متواجداً على الشاطئ مخاطباً إياهم بأن ما يقومون به ليس من القانون ولا من الدين ولا من المنطق في شيء. فردوا عليه بأن هذا "مش قانون.. هذا عرف.. وروحو على مناطقكم!". وختمت حانوني بالقول: "أنا أتردد على شاطئ صيدا بشكل دائم منذ خمس سنوات، وبغض النظر عن البحر والمكان الذي أرتاده هنا أو في أي مكان آخر، لكن هذه حريتي وهذه مدينتي وهذا بيتي، ولا يحق لأحد أن يأتي ويقول لي "فلّي من هون. صيدا مش إلك. روحي على صور أو الرميلة"! فمن الذي نصّبه على رقاب وحرية الناس وجعله يستقوي عليهم؟!

 

رابط فيديو تعليق من موقع جريدة النهار للكاتب السياسي نبيل بومنصف/مهلة حزيران... أين الحقيقة وأين الخداع

https://www.youtube.com/watch?v=mrpjsXxbqgQ

15 آيار/2023

 

رابط فيديو مقابلة من محطة أم تي في الكاتب الصحافي شارل جبور

https://www.youtube.com/watch?v=_Py2BmLfH3E

 

نصرالله «من فمه يُدان» بتجارة «الكبتاغون» .. والنفي بمعرض إبتزار دول الخليج!

موقع جنوبية/15 آيار/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/118245/%d9%85%d9%88%d9%82%d8%b9-%d8%ac%d9%86%d9%88%d8%a8%d9%8a%d8%a9-%d9%86%d8%b5%d8%b1%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%85%d9%86-%d9%81%d9%85%d9%87-%d9%8a%d9%8f%d8%af%d8%a7%d9%86-%d8%a8%d8%aa%d8%ac%d8%a7%d8%b1/

بعد حرب تموز 2006، إرتبط اسم “حزب الله” بشكل لافت بصناعة وتجارة المخدرات وخاصة “الكبتاغون”، بالرغم من أن معظم واجهة شبكات التصنيع والتهريب بقيت موسومة بأسماء مقرّبة منه وبشخصيات عشائرية، فيما حرص من خلفهم على البقاء خارج الاضواء.

ورغم الصور الموثقة لقيادات في “حزب الله” في مجالس وحضرة تجار الكبتاغون، وكل التقارير الإعلامية والأمنية التي تكشف علاقة الحزب بتصنيع وتجارة المخدرات، ابتداءا من الحوزة الدينية وليس انتهاء بمعسكراته، الا أن ما خفي أعظم مما كشف، فقد أثبتت الوقائع أن “حزب الله” هو الوكيل الحصري والشرعي لصناعة الكبتاغون وتنظيمها وتهريبها، فهي تدر عليه ملايين الدولارات، وتعتبر العصب المالي وشريان الإقتصاد لمحور الممانعة والرئة التي يتنفس منها، خصوصا في ظل العقوبات المفروضة على سوريا والأزمة الإقتصادية التي تعصف بلبنان.

بعد الإتفاق السعودي الإيراني وعودة العلاقات السورية السعودية، برز الحديث عن “الكبتاغون” ووقف التهريب من جديد، كشرط وبند أساسي في تطور أي علاقة مع السعودية وبدأ الجيش السوري بضبط الحدود مع لبنان وملاحقة التجار، وجرى التداول بمعلومات، أن السعودية عرضت خلال زيارة وزير خارجيتها الى سوريا، أربعة مليارات دولار على بشار الأسد، لتعويضه عن خسارة تجارة الكبتاغون في حال توقف عن إنتاج الحبوب المخدرة وتصديرها، وتزامن ذلك مع تنفيذ الطيران الاردني غارة جوية جنوب سوريا أدت الى مقتل تاجر المخدرات مرعي الرمثان (اسكوبار سوريا)، الذي تبين أنه على علاقة ب “حزب الله”، حتى أن مرشح الثنائي الشيعي سليمان فرنجية خضع لإختبار “كبتاغوني” في فرنسا لنيل شهادة حسن سلوك من عدمها.

خرج أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في الذكرى السنوية لمقتل مصطفى بدر الدين، ليخصص فقرة من خطابه للمرافعة إعلاميا عن حزبه، ونفيه التهم الموجهة اليه في تورطه بصناعة وتهريب الكبتاغون الى دول الخليج العربي، و في معرض خطابه بدا نصر الله كمحام مبتدئ وغير مقنع للرأي العام، وصف الإتهامات بأنها ظلم وأكاذيب، معللا بأنها لو صحيحة لظهرت مليارات الدولارات على حزبه، وسأل لولا “حزب الله” هل الدولة اللبنانية تستطيع أن تقوم بما تقوم به الان من تفكيك لمصانع الكبتاغون ومواجهة بؤر وعصابات المخدرات في لبنان؟ واشار الى أن الكبتاغون والمخدرات عناوين الافساد في الارض ومن المحرمات والكبائر، وموقفنا الشرعي والديني واضح وحاسم منها.وطالب بكشف أسماء المتهمين والموقوفين كاملة وإشهارها، وعدم الإكتفاء بذكر الأحرف الأولى كي يعرف لأي جهة ينتمي هؤلاء إن كان لجماعته أم لا.

إنها “المرة الاولى التي يحسم فيها حزب الله، موقفه من المخدرات والتهريب بهذا الشكل”

مصدر متابع للملف لفت ل “جنوبية”، الى إنها “المرة الاولى التي يحسم فيها حزب الله، موقفه من المخدرات والتهريب بهذا الشكل، ويعلن أنه ساعد الدولة في تفكيك مطابخ التصنيع، وان إدخال نصر الله في معرض نفيه، أوصاف التحريم والرجس الشيطاني وعصابات وبؤر فساد وكبائر، هو أشبه بإعلان “توبة موقتة”، وخلع ثوب الكبتاغون عنه، وتعهد بأنه سيلتزم بضبط الحدود ووقف التهريب والتصنيع وقدم نفسه كعامل مساعد للدولة في تفكيك المصانع.

ورأى أن “نصرالله قدّم شهادة حسن سلوك أمام دول الخليج، إلا أنه سيطالب بتعويض عن هذا المزراب المالي، فلمح في خطابه الى أن وضع حزبه المالي ليس على ما يرام، وهو سيحاول قدر الامكان ابتزاز دول الخليج، وكسب المال مقابل وقف التصنيع والتهريب والمساعدة بضبط الحدود، عندما قال “لو أن الاتهامات صحيحة لكانت المليارات قد بانت على حزبه”.

ولفت الى ان “الشروط السعودية أجبرت نصر الله على تقديم سلفة لرئيس الجمهورية القادم، ووفر عليه عناء معالجة هذا الملف الشائك، وإن نصر الله لم يكن الا أمام هذا الخيار، بعد ان إستطاع الجيش اللبناني خلال الأعوام الأخيرة تفكيك عدد كبير من مصانع المخدرات، وضرب شبكات الاتجار والتهريب، رغم العراقيل التي وضعها الحزب أمام تقدمه، وفك الحصار عن الكبار منهم، وتغطيتهم امنيا وسياسيا أو تهريبهم، حيث رفع بعضهم صور نصر الله ولافتات الشكر للوكيل الشرعي للمرشد الايراني في لبنان الشيخ محمد يزبك على مداخل بعلبك، قبل أن يضيق الجيش الخناق عليهم ومحاصرتهم بين الحدود اللبنانية السورية”.

بدأت تتكشف قنوات التهريب بشكل تصاعدي، وتحوّل لبنان خلال الحرب السورية من ممر لتصريف الانتاج السوري، الى منبع للمصانع والمخدرات

إذا، بدأت تتكشف قنوات التهريب بشكل تصاعدي، وتحوّل لبنان خلال الحرب السورية من ممر لتصريف الانتاج السوري، الى منبع للمصانع والمخدرات، ووصلت للذروة قبل دخول قانون قيصر حيّز التنفيذ، ولمعت صور قيادات في حزب الله على موائد أبرز تجار المخدرات، ثم هدأت حركة التهريب مع فرض عقوبات خليجية على لبنان، بعد كشف شحنات خضار بداخلها حبوب كبتاغون كانت في طريقها الى المملكة السعودية.

ورغم نفي نصر الله، الا أن المعطيات والتقارير توثق محطات بارزة في ضلوع الحزب في هذه التجارة، كان أبرزها عام 2010 حيث حوّل الحزب حوزة دينية في بعلبك، غطاء لأكبر مصنع كبتاغون بإدارة شقيقي أحد أبرز قياديي حزب الله حسين الموسوي هما جهاد وهاشم ورجل دين معمم يدعى عباس ناصر وهما متواريان عن الأنظار”.

وفي خطوة غير مسبوقة حينها، ختمت الحوزة بالشمع الاحمر، وتم توقيف بعض الشبكة قبل أن يطلق سراحهم، كما تم توقيف أحد رجال الدين، الذي ضبط متلبسا بكميات كبيرة من حشيشة الكيف وحبوب الكبتاغون، ودهمت مصانعه في الاوزاعي قبل أن يتم إطلاق سراحه باحتفال شعبي”.

كشفت مصادر قضائية في حينها عن خيوط كثيرة تشير إلى تورط نجل القيادي في حزب الله محمود قماطي

كما إنتشرت صور لتجار مخدرات مشهورين ومطلوبين للدولة خلال حرب الجرود، الى جانب مقاتلي “حزب الله”، وشهدت الاعوام الاخيرة توقيف حسن دقو المعروف ب”ملك الكبتاغون”، وكان يحظى باحترام وتقدير وحماية من “حزب الله”، ومواكبة عدد كبير من السيارات المزوّدة بزجاج حاجب للرؤية، ومرافقين يتنقّلون معه مدجّجين بالأسلحة، وكشفت مصادر قضائية في حينها عن خيوط كثيرة تشير إلى تورط نجل القيادي في حزب الله محمود قماطي، ويدعى ميسم، ليتبيّن لاحقا أنه لعب دور الوسيط المالي بين دقو ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في “الحزب” وفيق صفا، وقد انتشرت صور كثيرة ل دقو في الزي العسكري للحزب داخل معسكراته وعلى جبهات القتال.

وكذلك في العام 2020، زار وفد عسكري ايراني أحد أكبر المعسكرات المخصّصة لعمليات التدريب العسكري لعناصر “حزب الله”، في جرود قرية بوداي التي يتحدّر منها مسؤول اللجنة الأمنية السابق في البقاع م. ش. الملقب ب “أبو رضا”، وتفاجأ الوفد في حينها بوجود عدد كبير من مصانع مادة الكبتاغون على مقربة من معسكر التدريب، ليتبيّن أنها تعود للمسؤول الأمني بالشراكة مع تجّار كبار وأن عائداتها المالية لا يستفيد منها حزب الله إنما بعض المسؤولين.

تجار الكبتاغون يُعروفون بالاسماء، وهم يتمتعون بهيبة الوجهاء

واكد أحد أقارب م.ش ل”جنوبية”، أنه “في ذلك العام داهمت قوة خاصة من حزب الله منزل “أبو رضا” في بوداي، وعثر في منزله على عدد من صناديق الكبتاغون ومبالغ مالية ضخمة تقدّر ب مئات الاف الدولارات، اضافة الى حوالي 5 كيلو من الذهب، وعدد كبير من الاسلحة المتوسطة والذخيرة، وعدد من السيارات الحديثة رباعية الدفع باهظة الثمن، كما تواجد في منزله أحد أكبر تجار الكبتاغون.

وأكد ان “تجار الكبتاغون يُعروفون بالاسماء، وهم يتمتعون بهيبة الوجهاء، وديوانياتهم عامرة بالمسؤولين الحزبيين الحاكمين بأمرهم، يأمرون وينهون ويتصدرون الجلسات”.

 

“حزب الله” والجريمة المنظمة

عالية منصور/المجلة/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/118259/118259/

يتمتع أمين عام “حزب الله” حسن نصر الله بقدرة كبيرة على قلب الحقائق وتزوير الوقائع، يعتمد على نظرية غوبلز، ولكنه يعرف أن جمهوره حتى غير قادر على تصديق بعض ما يقول، وإنْ صدّق بعض الكلام الآخر.

في كلمته الأخيرة بذكرى مقتل القيادي في ميليشيا “حزب الله” مصطفى بدر الدين في سوريا، رد نصر الله على ما اعتبره “كذبا وظلما وخيانة وقلة أخلاق”، في إشارة إلى علاقة الحزب بتاجر المخدرات مرعي الرمثان الذي استهدفته غارة قيل إن الأردن نفذها قبل أيام في سوريا، فقتلته وعائلته ودمرت مصنعا لإنتاج الكبتاغون.

وسأل: “أصلا في كثير من المناطق لولا حزب الله هل تستطيع الدولة اللبنانية تفكيك مصانع الكبتاغون وتفكيك شبكات المخدرات؟”، مضيفا: “لا نقبل أن يلوث سلاح المقاومة الشريف بنجس المخدرات وهذا سلوكنا وموقفنا”.

وللتذكير، نصر الله هو صاحب مقولة: “السلاح لحماية السلاح”، فسلاح المقاومة الشريف يقصد به نصر الله سلاح حزبه الذي اجتاح بيروت وجبل لبنان عام 2008، والذي شارك في اغتيال شخصيات وطنية ليس أولها رئيس مجلس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، بحسب حكم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وليس آخرها الوزير محمد شطح، واللواء وسام الحسن. هو نفسه السلاح الذي قتل به آلاف السوريين وحاصر مدنهم وقراهم حتى مات بعضهم جوعا.

ولهذا السلاح تاريخ حافل من الجرائم داخل حدود لبنان وخارجها، من الكويت إلى السعودية وسوريا، وغيرهم، ولكن لنتحدث اليوم عن “براءة حزب الله” من تهمة تصنيع المخدرات- وتحديدا الكبتاغون- والإتجار بها.

تجارة “حزب الله” بالمخدرات بشكل عام تعود إلى أكثر من ثلاثين عاما، عندما بدأت “إدارة مكافحة المخدرات” المسؤولة عن “مركز عمليات مكافحة الإرهاب” التابع لـ”شعبة العمليات الخاصة” (تحت مظلة وزارة العدل الأميركية) بمتابعة نشاط “حزب الله” المتعلق بالإتجار في المخدرات وتبيض الأموال والتي ينتج عنها تمويل عمليات توصف بالعمليات الإرهابية منذ نحو ثلاثين عاما، عندما أوقفت بيع شحنات تقدر بالأطنان من الكوكايين كان يجريها شركاء الحزب بالتعاون مع كارتل المخدرات الكولومبي “لا أوفيسينا دي انفغادو”.

لسلاح “حزب الله” تاريخ حافل من الجرائم داخل حدود لبنان وخارجها، من الكويت إلى السعودية وسوريا، وغيرهم، ولكن لنتحدث اليوم عن “براءة حزب الله” من تهمة تصنيع المخدرات- وتحديدا الكبتاغون- والإتجار بها

وهناك عملية “كاساندرا” التي كشفت إدارة مكافحة المخدرات الأميركية عنها قبل أعوام قليلة، والتي أسفرت عن اعتقال أفراد شبكة تابعة لـ”حزب الله” تورطت في عمليات تهريب وتجارة مخدرات بملايين الدولارات بهدف تمويل عمليات إرهابية في لبنان وسوريا. وقد شاركت في العملية المذكورة أجهزة أمن من سبع دول على رأسها فرنسا وبلجيكا وألمانيا وإيطاليا، ليست هذه العملية إلا “واحدة من فضائح تورط حزب الله في الإتجار بالمخدرات وتبيض الأموال”.

واليوم بعدما صارت الدول العربية هدفا لمخدرات “حزب الله” وتحديدا الكبتاغون، وبعد إعادة النظام السوري إلى جامعة الدول العربية، تتوارد الأنباء عن نقل بعض معامل الكبتاغون من سوريا إلى لبنان، علما أن هذه “الصناعة” كانت تتركز في البداية في الأراضي اللبنانية وتحديدا على الحدود بين لبنان وسوريا، ولكن بعد سيطرة “حزب الله” والميليشيات الإيرانية على معظم الأراضي السورية وبسبب المداهمات الكثيرة في لبنان، تم نقل عملية التصنيع إلى سوريا، ومن ثم كان يصار إلى تهريب بعض الإنتاج إلى لبنان عبر المعابر غير الشرعية، أبرزها معبر القلمون، ومنها إلى دول أخرى. وطبعا من يسيطر على المعابر غير الشرعية هو نفسه “حزب الله” وبعض العاملين تحت إمرته.

وكان القسم الأكبر من الكبتاغون يتم تهريبه من سوريا بشاحنات معدة للتصدير إلى الأردن ودول الخليج، وخصوصا بعد كشف عدة عمليات تهريب من لبنان إلى دول الخليج مما انعكس سلباً على لبنان.

وقبل عامين أعلنت المملكة العربية السعودية إحباط محاولة لتهريب مليونين و466 ألف قرص مخدر كانت مخبأة داخل شحنة رمان آتية من لبنان، واتخذت السعودية على أثر ذلك قراراً بمنع دخول الخضراوات والفواكه اللبنانية إلى البلاد أو العبور من أراضيها.

ونتج عن ذلك خسائر هائلة دفع ثمنها اللبنانيون ولبنان، مما أضاف إلى الوضع الاقتصادي والمالي الذي يعيشه اللبنانيون مشكلات وصعوبات جديدة، ورغم ذلك لم يوقف “حزب الله” تصنيع حبوب الكبتاغون ولا تهريبها، حتى إن بعض الأخبار تشير إلى مضاعفة المزارعين الذين يتعاملون مع حزب الله لحجم زراعة الخروب، المستخدم لتغليف حبة الكبتاغون.

والمثير للسخرية أن معامل إنتاج الكبتاغون في سوريا معروفة للجميع، من دير الزور إلى القصير وما بينهما. ومعروف من يديرها وكيف تتم عملية جلب المعدات والمواد الأولية والتصنيع، فحتى الموالون لإيران والنظام السوري يعلمون ويتحدثون عن الأمر، كما أن طرق التهريب معلومة من حدود العراق أو الأردن أو لبنان أو حتى تركيا، وإن كان وقف إنتاج وتهريب الكبتاغون اليوم صار الهاجس الأكبر لكثير من الدول المتضررة من شرور هذه السموم، إلا أن المؤكد أن من يكسب مليارات الدولارات من هذه التجارة لن يوقفها وإن غير بعض التكتيكات في طريقة تهريبها أو وجهتها، أو ضحى ببعض التجار والمهربين، مهما كانوا كبارا، إلا أنهم يبقون صغارا بالنسبة لحجم هذه التجارة وقابلين للاستبدال في أي لحظة.

المثير للسخرية أن معامل إنتاج الكبتاغون في سوريا معروفة للجميع، من دير الزور إلى القصير وما بينهما. ومعروف من يديرها وكيف تتم عملية جلب المعدات والمواد الأولية والتصنيع

وفي النهاية، لا بد من ذكر أن من ألقى حسن نصر الله كلمة في ذكرى مقتله، وهو مصطفى بدر الدين، هو نفسه الذي شارك في تنفيذ هجمات ضد سفارتي الولايات المتحدة وفرنسا والمطار في الكويت، واعتقل عام 1983 وحكم عليه بالإعدام عام 1984، وظل معتقلا إلى حدود عام 1990 عندما فر من السجن، بعد غزو العراق للكويت، وشارك كذلك في تنفيذ عدة اغتيالات ضد قيادات سياسية وأمنية في لبنان منها الرئيس رفيق الحريري، وبالتالي لا عجب أن يتاجر في الكبتاغون… لكن حسن نصر الله يرى في هذه الشخصية “مناضلا” يستحق أن يُحتفل في ذكراه ويطلق عليه لقب “شهيد”.

ما يدعيه نصر الله وقادة حزبه لم يعد ينطلي على الغالبية العظمى من الناس، فالجريمة المنظمة لا يمكن أن تسمى “مقاومة”، وأول من يدفع ثمن هذه الجرائم هم أبناء الطائفة الشيعية أنفسهم، عدا القلة المستفيدة والمشاركة مع الحزب في ارتكاب هذا الكم من الجرائم.

 

على مسؤوليتي: وظيفة القرض الحسن

د. منى فياض/صوت لبنان/15 آيار/2023

بعد أن أراد السيد نصرالله أن يقنعنا بأنه يهتم لأمر لبنان واللبنانيين، مع أنه، إضافة الى عرقلته انتخاب رئيس يشكل وحده المدخل لمساعدتهم، نسي أمر الترسيم، فقرر التصعيد والتهديد بإشعال حرب على إسرائيل. وكان في سياق اهتمامه بعيش اللبنانيين وأمنهم الاقتصادي، قد اقترح تعميم تجربة القرض الحسن. 

وهكذا، تمخّض النضال ضد "حكم المصرف"، عن كشف الخطة المبيتة لإلغاء الاقتصاد اللبناني الحر والقضاء على القطاعات الاقتصادية المنتجة.  وعدا عن أن هذا الاقتراح يصب في طاحونة فكرة الفيدرالية التي يروّج لها البعض بحماس، للقرض الحسن هوية مذهبية شيعية واضحة، واقتراحه يعني طبقوا نسخه المسيحية والسنية والدرزية. وبما أنه الأقوى بين الطوائف، يضمن بقاءه الآمر الناهي لهذه الفدرالية المقترحة مواربة.  إذن، وعوضاً عن انتخاب رئيس، اقترح تعليق الحل السياسي واستبداله بحل اقتصادي. وهذه عملية فصل ظاهرية بين السياسة والاقتصاد، أما في العمق فهي تأكيد لترابطهما. فهو لم يتمكن من تحويل جمعية خيرية الى مصرف غير شرعي سوى بهيمنته السياسية على خلفية ترسانته المسلحة.  فالسياسة تؤثر سلباً أو إيجاباً على الاقتصاد، كما قد يكون الاقتصاد عاملاً مهماً في تغيير الاتجاه السياسي. لأن الكثير من الصراعات السياسية تخفي وراءها مصالح اقتصادية كبرى، وتزداد هذه العلاقة تعقيدا والتباسا حينما يكون الفاعل السياسي فاعلا اقتصاديا في نفس الوقت. هذا ما حصل في لبنان، فأسيء الى الاقتصاد والسياسة معا، بحيث تعطّل الاقتصاد كما السياسة بعد أن هيمن المال المتشارك بين الميليشيا والفساد، على الشأن السياسي. فهل تتوفر البنى الإدارية أو التحتية، كهرباء وشبكة الاتصالات على الأقل، لتشجيع الاستثمار في أي مجال كان؟ ألا يتطلب الاستثمار التوقف عن التدخل بالقضاء وتعطيل الدستور والقوانين؟؟ ان تردي الحالة العامة جاء نتيجة للتداخل بين النخب الحاكمة المتسلطة بعالم المال والأعمال، فالاقتصاديين مشتبكي العلاقة مع رجال السياسة ولا يراعون سوى مصالحهم بالدرجة الأولى. فجاء اقتراح تعميم القرض الحسن ليعلن نموذجه الاقتصادي البديل عن النموذج الراهن بعد أن ضربت أسسه. 

لكنها مشاريع فاشلة ولن يصح إلا الصحيح.

 

بخاري: نريد أن ينعم اللبنانيون بالرخاء والازدهار

أم تي في/15 آيار/2023

أكّد سفير السعودية لدى لبنان وليد بخاري أنّ المملكة "تريد أن يكون لبنان كما كان واحة للفكر وثقافة الحياة وأن ينعم شعبه بالرخاء والازدهار".  وأضاف عقب لقائه وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب: "نتشارك الرغبة نفسها مع المجتمع الدولي في رؤية إنجاز الاستحقاق الرئاسي في أسرع وقت ممكن".

 

لبنان: مخاوف من ضغوط “حزب الله” على باسيل لمخالفة المعارضة

رغبة سعودية دولية في إنجاز الاستحقاق الرئاسي سريعاً... ومعوض: لن أسحب ترشيحي قبل وجود بديل

بيروت ـ من عمر البردان/السياسة/15 آيار/2023

على أهمية الحراك الديبلوماسي الدائر، إلا أن الغموض لا يزال يلف مصير الاستحقاق الرئاسي، في وقت تسود لبنان حالة من الترقب الثقيل للمشاورات التي تجريها قوى المعارضة مع نواب التغيير، للتوافق على مرشح يواجه مرشح “الثنائي الشيعي” سليمان فرنجية، في ظل معلومات تشير إلى أن المعارضين والتغييريين يتجهون للتوافق على الوزير السابق جهاد أزعور، إذا سارت الأمور كما هو مرسوم لها. وبانتظار نتائج اللقاء الذي سيجمع رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل بالمسؤول الأمني في “حزب الله” وفيق صفا اليوم، تخشى أوساط مراقبة وفقاً لمعلومات “السياسة” أن يمارس “حزب الله” ضغوطاً على باسيل، إذا وجد أن الأخير قد يسير مع المعارضة بتسمية أزعور في مواجهة المرشح فرنجية، ما سيخلق عقبات جديدة أمام إنجاز الاستحقاق الرئاسي قبل نهاية يونيو المقبل. وقد أشارت المعلومات إلى أن صفا يحمل معه لرئيس “العوني” سلة مغريات في العهد الجديد، إذا ساهم في دعم وصول فرنجية إلى قصر بعبدا، أو على الأقل إذا لم يقاطع أي جلسة انتخابية يدعو إليها رئيس المجلس النيابي نبيه بري. في السياق، أكد السفير السعودي وليد البخاري بعد زيارته وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب، أن المملكة تتشارك الرغبة نفسها مع المجتمع الدولي في رؤية انجاز الاستحقاق الرئاسي في أسرع وقت ممكن، لافتا إلى أن الجميع يريد ان يرى لبنان كما كان واحة للفكر وثقافة الحياة وأن ينعم شعبه بالرخاء والازدهار. وفيما نقلت مصادر الرئيس بري أن المواقف الدولية لم تتبدل باتجاه التسوية الرئاسية، علم موقع “ليبانون فايلز” أن اتفاقاً تبلور خلال الاسبوع الماضي بين الاحزاب المسيحية الرئيسية الثلاثة، التيار والقوات والكتائب، على تسمية مرشح للرئاسة سيطرحه الجانب المسيحي عبر النائب باسيل على “حزب الله”، وفي حال موافقة الحزب عليه سيتم اتخاذ الاجراءات التنفيذية لانتخابه. وفي السياق، أكد رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض أنه لن يسحب ترشحه للرئاسة قبل اتفاق المعارضة على مرشح رئاسي إصلاحي يجمع قوى المعارضة، معتبرا المعركة ليست معركة اشخاص بل معركة مشروع، قائلا حين تقدمت بترشيحي تقدمت به على أسس مشروع واضح عناوينه مفصّلة. من جهته، أكّد النائب الياس حنكش، أن المعارضة والأطراف الأخرى تسعى للاتفاق على اسم مقبول من الجميع، لافتاً الى أن المعركة لم تعد مسألة توازن وتوازن مضاد، وان الاسم الذي سيتم اختياره يجب ألّا يستنفر الفريق الآخر للتعطيل. في الأثناء، اعتبر “لقاء سيدة الجبل”، أن مضمون الخطاب الأخير لأمين “حزب الله” حسن نصرالله يؤكّد أنّ الرئيس القادم سيكون من صنعه، وهو رئيس سيعمل لتثبيت مصلحة الحزب على حساب مصلحة اللبنانيين، مؤكدا أنّ من يريد مواجهة مبدأ تشكيل الدولة وفقاً لمصلحة “حزب الله”، عليه أن يواجه الاحتلال الإيراني للبنان، مشيرا إلى ان المواجهات الفرعية لا تفيد ولن تؤدي إلى تغيير للوضع القائم. وفي ملف النزوح، أكد حزب “القوات اللبنانية” أن الدولة اللبنانية والاحزاب الممثلة في الحكومة وبخاصة تلك المغالية بتطبيع العلاقة مع النظام السوري، تتحمل مسوؤلية قرار عودة السوريين وتنظيمها، رغم أنهم اكثر العارفين أن النظام هو المعرقل الاساسي للعودة. مشيرا إلى ان رئيس النظام السوري لا يريد هؤلاء السوريين مجدداً عنده، والحل الوحيد يكون بقرار جدّي تتخذه الحكومة بتنظيم عودة السوريين الى بلدهم.قضائياً، أكّد قاضي التحقيق شربل أبو سمرا، أن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة لم يتبلغ موعد جلسة الاستماع، مشيرا إلى انه لم يعثر عليه في أي مكان، وبالتالي لم يجر إبلاغه كما يجب.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 15 أيار 2023

وطنية/15 آيار/2023

النهار

عُلم أن حزباً سياسياً قديماً بدأ يعقد لقاءات مع المناصرين والمقربين في محاولة لاستنهاض المحازبين بعد الانتخابات النيابية وترهل الحزب في ظل ترتيبات جديدة.

نُقل أن دولة خليجية مستاءة من حملات سيقت ضدها في بعض وسائل الاعلام، ما زاد المخاوف من أن تبقى سفارتها مقفلة في بيروت، لا سيما على أبواب موسم الاصطياف.

علم ان احد المهندسين في مؤسسة حكومية مهمة يعمد الى الضغط على شركات خاصة للتعامل مع اشخاص معينين واستبعاد اخرين من غير المحظيين لديه.

الجمهورية

قال مسؤول كبير في مجلس خاص إن الصدامات السياسية المرتبطة بالملف الرئاسي، لا تعدو أكثر من لعبة رفع أسعار فأنا واثق من أن كثيرين سيُخرجون أنفسهم من هذه اللعبة لأنه سيتم إنتخاب رئيس على قاعدة توافقية واسعة.

حذّر مسؤول حزبي من أن استمرار التعطيل في رئاسة الجمهورية قد تتدحرج معه الأمور الى طرح ملفات كبرى تتجاوز رئاسة الجمهورية وتغوص في إعادة البحث في تركيبة النظام السياسي من جديد.

لوحظ غياب رئيس حزب عن مأتم وزير ونائب رئيس سابق لهذا الحزب، خدم الحزب والقضية اللبنانية طيلة حياته.

اللواء

نجحت مساعي موفد بكركي في ترتيب لقاء لغبطة البطريرك مع الرئيس الفرنسي، ويكون محوره الأساسي الإنتخابات الرئاسية، بعد المعارضة البطريركية للمقايضة الفرنسية بين فرنجية ونواف سلام!

وضع رئيس تيار سياسي مثير للجدل فيتو على أي مرشح تُدغدغه مسألة خوض الإنتخابات الرئاسية، بحجة تجنب مواجهات مع الحلفاء، وعدم تعريض التيار لإهتزازات هو بغنى عنها في هذه المرحلة الحرجة!

تسود حالة من الفوضى في أسعار الدواء بعدما تبين أن سعر الأدوية المنتجة محلياً باتت أغلى من المستوردة إثر رفع الدعم عن الصناعة الوطنية!

نداء الوطن

قالت مصادر ديبلوماسية إن ربط سوريا عودة النازحين بإعادة إعمار المناطق المهدمة، (وهذا ما يطرَح في الاجتماعات التمهيدية للقمة العربية) يعني أنّه لا عودة قريبة للنازحين، لأن الإعمار، حتى لو بدأ، فإنه يستغرق عشرات السنين.

يُقال إن العقود المشبوهة هي العنوان العريض لمشاريع قامت بها شركة اتصالات أجنبية تعمل في لبنان، وقد حققت مبالغ ضخمة بلغت ملايين الدولارات. ورغم ذلك طردت موظفيها تعسفياً وعرضت دفع تعويضاتهم باللولار رغم أنها تتقاضى مستحقاتها من الدولة اللبنانية بالدولار النقدي منذ عامين، أي في عز الأزمة.

يتردد أنّ النواب السنة المقربين من رئيس الحكومة السابق سعد الحريري أبلغوا جهات في «حزب الله» قرارهم بالتصويت لرئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية.

البناء

قال مصدر نيابي إن طرفي ثنائي حركة أمل وحزب الله يميّزان بين عدم التوافق مع بعض الكتل النيابية الصديقة أو الحليفة على ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية، وهو حق مشروع، وبين استبدال الدعوة لمرشح توافقي بالبحث عن مرشح يتفقون عليه مع الخصوم لتحدّي مرشح الثنائي بما يعني قرار مواجهة.

يعتقد دبلوماسي أجنبي أن نتائج معركة غزة التي شارك الأميركيون بقرارها لوقف تدحرج المنطقة نحو خيارات التشبيك والانفتاح بين حلفاء أميركا السابقين ودول وقوى محور المقاومة، سوف تكون لها نتائج عكسيّة في ضوء النتائج التي ثبتت انتصار محور المقاومة بالمزيد من الانفتاح والتشبيك.

الأنباء

لا يبدو أن مرشحاً رئاسياً يضع حتى الساعة سيناريوهات مختلفة تتضمن في إحداها كيفية تأمين انسحابه من الترشيح، رغم أن الظروف لا تعطيه آمالاً.

ينتظر أن تتخلل اطلالة مرجع سياسي العديد من المواقف الأساسية التي تعكس دقة المرحلة على مختلف المستويات.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 15/5/2023

وطنية/15 آيار/2023

 * مقدمة نشرة اخبار تلفزيون لبنان

أطفا مجلس النواب شمعته الأولى بعد سنة على إجراء الإنتخابات النيابية الأخيرة أمضى النواب أكثر من ستة أشهر منها في ظل فراغ رئاسي مستمر رغم كل المبادرات لإنتخاب رئيس...

ولا يزال المشهد السياسي على حاله حتى إشعار آخر من انقسام حاد بين الكتل النيابية ما يحول دون ممارسة اللعبة الديموقراطية في صندوقة الإقتراع.

فهل إطلاق العد العكسي لإنجاز الإستحقاق الرئاسي في موعد أقصاه الخامس عشر من  حزيران المقبل وهو الموعد الذي حدده رئيس مجلس النواب نبيه بري لحض الأفرقاء السياسيين من كتل نيابية وقوى سياسية على الإسراع في انتخاب رئيس جديد في ضوء التطورات الإيجابية المتسارعة في المنطقة نتيجة الإتفاق السعودي  الإيراني والسعودي  السوري وحتى الإيراني -المصري لاحقا أم يكون بعده قفزة في المجهول نتيجة التعنت السياسي؟

في الإقليم العين على الإجتماعات التي انطلقت في جدة وصولا الى موعد القمة العربية الجمعة المقبل وسط ترحيب بعودة سوريا.

أما تركيا فهي متجهة الى جولة ثانية من الإنتخابات الرئاسية والتشريعية في الثامن والعشرين من الحالي بعد فشل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في الحصول على نسبة الخمسين بالمئة اللازمة للفوز بالإنتخابات من الجولة الأولى ومهمة شاقة أمام منافس أردوغان.

واليوم و للمرة الأولى منذ العام 1948 أحيت منظمة الأمم المتحدة ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني بفعالية رسمية في مقر الهيئة الأممية في نيويورك في خطوة تثبت نجاح الديبلوماسة الفلسطينية.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان

هي الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة الذكرى التي لا تمحى من ذاكرة الفلسطينيين في الداخل والشتات وهذا العام اتت وسط تصاعد الهمجية الاسرائيلية بحق الفلسطينين في الضفة الغربية والقدس المحتلة وقطاع غزة  وسط مقاومة شرسة للفصائل على مختلف مسمياتها انتصارات لا بد ستغير مصير الكيان المحتل بعد سبعة وخمسين عاما على اغتصابه لفلسطين.

وفي هذا الاطار جددت الخارجية الايرانية دعم الجمهورية الاسلامية للمقاومة الفلسطينية والصمود الذي تمسك به الشعب الفلسطيني في سياق تحرير الاراضي المحتلة منددة بالصمت والخذلان من جانب المجتمع الدولي تجاه الانتهاكات الاسرائيلية والممارسات الوحشية بحق الاسرى الفلسطينيين والاساءة للمقدسات وجرائم الاغتيالات المدبرة وهدم المنازل والتوسع الاستيطاني.

المكتب السياسي لحركة امل بدوره رأى أن المشروع الصهيوني يترنح أمام الصمود البطولي للشعب الفلسطيني الرافض التسليم بوقائع النكبة والذي تقدم مقاومته أروع صور الصمود والمواجهة مع الاحتلال وليست معارك غزة الأخيرة إلا فصلا من فصول المواجهة بين الحق الفلسطيني والعدوان الصهيوني

المكتب السياسي وفي ذكرى السابع عشر من ايار اكد أن إرادة الشعوب اقوى من قوة المحتلين وأن إسقاط اتفاق العار هذا الذي كان من نتائج إنتفاضة السادس من شباط المباركة اشعل جذوة الأمل في المنطقة برمتها في مواجهة العدوان الصهيوني.

وفي مدينة جدة السعودية وعشية انعقاد القمة العربية انطلقت اليوم اعمال اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري بمشاركة وفد سوريا بعد احد عشر عاما من الغياب وترحيب لافت من رئيس الجلسة السعودي بعودة سوريا لممارسة دورها في الجامعة العربية.

اما في تركيا فتتجه الانتخابات الرئاسية الى جولة ثانية بعد فشل المرشحين الرئيسيين رجب طيب اردوغان وكمال كليتشدار اوغلو في تامين الاصوات الكافية للفوز من الجولة الاولى في مشهد غير مسبوق

وقد حددت هيئة الإنتخابات التركية يوم الثامن والعشرين من ايار الحالي موعد الجولة الثانية من الإنتخابات الرئاسية.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ام تي في

العاصفة تهب مرتين، وتركيا تنتخب مرتين ! لكن العملية الانتخابية لم تحدث زلزالا سياسيا توقعه البعض.  فالدورة الاولى  لم تحقق  للمرشحين الاساسيين  نسبة الخمسين بالمئة المطلوبة للفوز، فكان القرار باجراء جولة ثانية سيتواجه فيها رجب طيب اردوغان مرة جديدة مع منافسه الرئيسي كمال كليتشدار اوغلو. 

خسارة اردوغان المعركة الاولى في المواجهة  لا تعني انه خسر  الحرب، وخصوصا ان المرشح الثالث سنان اوغان  الذي نال   5،2 في المئة من الاصوات  اعلن انه لن يؤيد ايا من المرشحين، وهو امر يصب في مصلحة اردوغان.

اذا، عرش سلطان تركيا الحديثة اهتز لكنه لم يقع، والارجح ان الانتخابات في الثامن والعشرين من ايار ستعطيه خمس سنوات أخرى في الحكم، الا اذا حصلت مفاجأة  من النوع الثقيل تقلب كل التوقعات.

وفيما الانتخابات التركية تجرى مرتين، فان حلم اللبنانيين ان يدعو نبيه بري مجلس النواب الى جلسة لانتخاب رئيس ! لكن الامر لن يحصل طالما ان بري لم يتأكد ان مرشح الثنائي سليمان فرنجية سيفوز حكما.

في المقابل، المعارضة تواصل محاولة  لململة صفوفها للاتفاق حول اسم واحد وهي تعقد اجتماعا الان لبلورة اسم مرشحها الرئاسي.

توازيا ، جبران باسيل يعقد اجتماعا غدا مع مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في حزب الله مع وفيق صفا وذلك للبحث في الملف الرئاسي.  فهل يتخذ باسيل الخيار الصعب ويسير في خيار المعارضة ويؤيد الاسم الذي يتم التوافق عليه ؟ ام ان زيارة  صفا له ستعرقل اندفاعته نحو المعارضة, وستبين انه كان يناور لا اكثر ولا اقل وان هدفه الحقيقي الابتزاز للاتفاق مع حزب الله؟.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار

لن تعود إلا ذكرى.. ففي زمن الرجال الرجال، لا نكبة ولا نكسة، ولا بكاء على الاطلال، وانما صواريخ وفدائيون هم اول الواصلين الى النقب وتل ابيب والقدس ودير ياسين، على ان يلتحق بهم في القريب القريب كل الشعب الفلسطيني لاستعادة ارضه من النهر الى البحر، ولن يكون ببعيد..

بعد خمسة وسبعين عاما على ذكرى النكبة – ذكرى احتلال فلسطين، ها هو المحتل منكوب بواقعه السياسي والامني والعسكري، مأزوم بخياراته، مفجوع بمستقبله، موضوع على حد سيف القدس وثأر الاحرار، بسهمه المكسور ودرعه المعطوب.. وخير دليل كلام عضو الكنيست “موسي راز” الذي قال : اسرائيل ليست اكثر امانا اليوم، فقد اختبرنا الحلول العسكرية خمسة وسبعين عاما من دون جدوى ونحن الان في وضع اسوأ عما كنا في السابق ..

في الوضع اللبناني وسباقه الرئاسي تفعيل للحراك والمشاورات في الضفة المناوئة لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية، ومواقف تعبر عن امنيات البعض لا تصدقها الوقائع، فيما المستجد الذي يطوق ذاك الفريق ما سمعوه من السعودي بضرورة انتخاب رئيس باسرع وقت والتلويح بالعقوبات الدولية على المعطلين ..

وامام معضلة هؤلاء، تجديد للدعوة من قبل حزب الل وحركة أمل للاستفادة من الايجابية التي تحكم المنطقة، واذا ارادوا التفاهم فنحن جاهزون لاقناعهم بمرشحنا – قال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، معتبرا ان لبنان سيشهد انفراجا يتوازى مع الانفراجات القادمة الى منطقتنا..

واولى هذه الظواهر تجلت بالتقارب العربي مع سوريا والحفاوة التي حظي بها الوفد السوري خلال الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية في جدة السعودية..

في الاستحقاقات التركية انتخابات رئاسية غير مسبوقة النتائج منذ مئة عام، حيث لم يستطع اي من المتنافسين حسم كرسي الرئاسة، ليذهب الرئيس رجب طيب اردوغان ومنافسه كمال كلشدار اوغلو في الثامن والعشرين من الشهر الجاري الى جولة ثانية بالغة الحماوة...

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في

في أسبوع قمة عودة سوريا الى الجامعة العربية، على وقع خطر انتخابي يتهدد مصير الرئيس التركي، لا مؤشرات حاسمة في شأن الاستحقاق الرئاسي اللبناني.

فالثنائي على تمسكه بسليمان فرنجية، على رغم قول رئيس كتلة الوفاء للمقاومة اليوم بأن فريقه لا يريد أن يستأثر لا بسلطة ولا بدولة، بل أن يتشارك مع كل الآخرين لصنع دولة عادلة تحكمها المؤسسات والقوانين.

اما المعترضون على مرشح الممانعة، فيبدو أنهم وضعوا جانبا مرشح المواجهة، ويعملون على تقارب معين مع التيار الوطني الحر. وفي هذا الاطار، اجاب سمير جعجع ردا على سؤال عن التوصل الى اتفاق مع التيار بالقول: إسمحوا لي بألا أعلن عن أسماء أو توجه، فلسنا مرغمين على ذلك في الوقت الحالي، ولن نكشف أين أصبح التواصل مع التيار. وعن الموقف السعودي، جزم جعجع بأنه لم يتغير، فالمملكة ترى أن على اللبنانيين أن يختاروا الرئيس الذي يعتبرونه مناسبا في هذه المرحلة.

وفي انتظار الدخان الابيض الرئاسي، دخان اسود قضائيا، من خلال الالاعيب المستمرة، الهادفة الى التحايل على مثول حاكم مصرف لبنان امام القضاء الفرنسي.

وفي كل الاحوال، تترقب الاوساط السياسية والشعبية المواقف التي سيطلقها الاربعاء المقبل الرئيس العماد ميشال عون في مقابلة خاصة عبر الOTV بعد نشرة الاخبار المسائية، فهل من مفاجآت؟.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي

أسبوع القمة العربية في السعودية بامتياز، والعنوان العريض لهذا الحدث يتوقع أن يكون: عودة سوريا. كيف ستكون هذه العودة؟ العرب يريدونها بشروطهم. سوريا تريدها بشروطها، متكئة على أن النظام لم يسقط، وبأن إيران تدعمها. العرب يعرفون أن سوريا مدمرة وأن إعادة الإعمار هم الذين يتحكمون فيها، فكيف ستنجح دمشق في التوفيق بين متطلبات إيران وشروط العرب؟

الاجتماع التحضيري اليوم شارك فيه وفد سوري برئاسة وزير الاقتصاد. كلمته عكست الاتجاه الذي تنحوه سوريا في القمة، إذ دعا الدول العربية للاستثمار في سوريا.

في ظل ما اعتبره وجود فرص مهمة، وآفاق واعدة، وقوانين جديدة جاذبة للاستثمار في قطاعات رابحة، ومجدية اقتصاديا لجميع الأطراف. وربط وزير الاقتصاد السوري تسريع عودة المهجرين بتعزيز العملية الإنتاجية والتنموية، عبر تهيئة البيئة المناسبة لهم على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، بما يمكنهم من المشاركة في إعادة إعمار بلدهم.

إذا، مطلبا سوريا من القمة، الاستثمار العربي والتمويل العربي لأعادة الإعمار، كتمهيد أو شرط لأعادة النازحين.

وقبيل أيام من افتتاح القمة، يبدو أن ليس هناك إجماعا عما هو مطلوب من سوريا، في هذا المجال تقول المعلومات إن هناك ثلاث دول عربية تصر على أن تقدم سوريا خارطة طريق أو ما يمكن اعتباره تنازلات في ما خص موضوع الإصلاح، فهل تقدم سوريا على هذه الخطوة؟

بالتزامن من الإعداد للقمة، أعلنت السلطات السعودية إحباط محاولة تهريب كميات كبيرة من الأقراص المخدرة قادمة إلى المملكة، مخبأة داخل ألواح خشبية.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن هيئة الزكاة والضريبة والجمارك في ميناء جدة الإسلامي، تمكنت من إحباط تهريب مليون و395 ألف و90 قرص كبتاغون، مخبأة في إرسالية واردة عبر الميناء.

وذكرت الوكالة أن الأقراص المخدرة كانت مخبأة في تجاويف الألواح الخشبية، وأن المديرية العامة لمكافحة المخدرات قبضت على مستقبل الشحنة في السعودية لكنها لم تذكر جنسيته.

لبنانيا، البلد معلق على ما يمكن أن تحمله قمة جدة من تطورات، وما عدا ذلك اجتهادات وتحليلات.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد

تلمست سوريا أول الحضور العربي بنسخة اقتصادية مالية في القمة العربية التي بدأت اجتماعاتها التحضيرية في جدة وجاءت افتتاحيات الترحيب بالضيف السوري من الدولة المضيفة حيث عبر وزير المال السعودي محمد الجدعان عن تطلعات المملكة إلى العمل المشترك بما يخدم مصلحة الشعوب وتصدر المشهد وزير الاقتصاد والتجارة السوري محمد الخليل الذي كان يتلقى التهنئات من زملائه العرب بمقادير كادت تعوض غياب الإثني عشر عاما عن الجامعة العربية.

أما التهنئة على الضفة التركية، فقد رحلت الى الجولة الثانية من الانتخابات، بعد أن بلغ رجب طيب أردوغان نصف رئاسة ويستكمل نواقصها في الاعادة التي يبارز فيها خصمه القوي كمال كيليجدار أوغلو ولعنة آل أغلو حلت على الطيب أردوغان منذ صراعه الأول مع وزير خارجيته لكنها اليوم أصبحت معركة إقصاء أو تهديد وجود، لأن الخصم دق أبواب القصر وبلغ حاصلا يضعه أيضا على نصف الزعامة

وأيا تكن نتائج تركيا، فإنها على الأقل خاضت معركة ديمقراطية وفتحت صناديق اقتراعها رئاسيا ونيابيا وبنسبة مشاركة عالية وهذا المشهد عصي على لبنان, الذي يحتفل بذكرى سنويته الأولى على انتخابات نيابية لم تغير في الواقع شيئا, ويعجز نواب الامة عن انتخاب رئيس للجمهورية على الرغم من دخول الفراغ شهره السابع وبتأخير دام أشهرا، تعقد الاجتماعات السرية للمعارضة بهدف التوصل إلى إسم توافقي من بين مجموعة شخصيات يتصدرها جهاد أزعور لكن نقاط الالتقاء ستبحث في مدى قدرة المعارضة على بلوغ حاصل الإنتخاب وهو الامر المتعثر حتى الساعة.

ولكن الخطوة المتقدمة هي في قرار قوى المعارضة والمستقلين على الدفع قدما بالبحث عن اسم ينافس سليمان فرنجية, وهذه الخطوة لم تكن لتأخذ اندفاعتها لو لم يهدد السفير السعودي وليد البخاري بمهلة، وبانتخاب سريع مع فرض منع التعطيل تحت طائلة المسؤولية.

واليوم قال البخاري بعد لقائه وزير الخارجية عبد الله بوحبيب: نتشارك الرغبة نفسها مع المجتمع الدولي في رؤية انجاز الاستحقاق الرئاسي في أسرع وقت ممكن والسرعة المتأخرة سبعة أشهر ستنتظر بدورها آراء القوى السياسية وبينها التيار الوطني الحر ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وتقول معلومات الجديد أن لا صحة على الاطلاق للانباء التي تحدثت عن لقاء يجمع غدا رئيس التيار جبران باسيل بمسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا في ميرنا الشالوحي، لأن مثل هكذا اجتماع يتطلب تحقيق شرط لباسيل بانتقال الحزب الى "الخطة باء" وهو امر غير وارد لكون الحزب يتمسك بالخطة الف وبترشيح سليمان فرنجية. اما باقي التحليلات والتنجيم الاعلامي والبناء عليه فما هو الا فراغات تضاف الى الفراغ الرئاسي .

وبتعبئة الفراغ ماليا واقتصاديا، تتجه الانظار الى باريس وقرار القاضية الفرنسية اود بوريزي المتخذ مسبقا بحق حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ومما هو مؤكد ان الحاكم لن يمثل لكونه يخضع لتحقيقات مماثلة في بيروت وعلى زمن واحد .

 وبناء على طلب بوريزي فقد ارسل قاضي التحقيق الاول شربل ابو سمرا الضابطة العدلية لإبلاغ سلامه في مصرف لبنان في ثلاث زيارات متتالية دون أن تنجح في العثور عليه علما ان التبليغ كان في  المركزي جاء بناء لطلب القاضية الفرنسية في الاستنابة المرسلة  الى لبنان .

ادى ابو سمرا دوره الوسيط سواء في التحقيقات او عمليات التبليغ لكن اودبوزي استعجلت التحقيق والحكم في آن ولم تترك للقضاء اللبناني وللقاضي ابو سمرا فسحة لاستكمال الاجراءات اللبنانية المفتوحة على كل الاحتمالات .

 

تفاصيل متفرقات الأخبار اللبنانية

رسائل دبلوماسيّة للمعارضة: سمّوا مرشحكم وإلّا..

أساس ميديا - الثلاثاء 16 أيار 2023

عبثاً تحاول المعارضة بالاتفاق مع بعض التغييريين التوافق على اسم مرشّح في مواجهة مرشّح الثنائي الشيعي سليمان فرنجية. تعقد اجتماعات متكرّرة لمحاولة التقريب بين وجهات النظر، وإلى اليوم لم يتصاعد الدخان الأبيض. صارت المعارضة محرجة دولياً، وقد تلقّت رسائل مباشرة وعبر قنوات دبلوماسية أنّ الاستحقاق الرئاسي مع دخول الشغور شهره الثامن يجب أن يشهد خطوات جديدة وأن تسمّي المعارضة مرشّحها الرئاسي. ويمكن وضع مثل هذه الرسائل في معرض الضغط فوق العادة وصولاً إلى التلويح بعقوبات تستهدف المعطّلين من أيّ جهة كانوا. صار فشل نواب المعارضة والتغييريين في الاتفاق على مرشّح نقطة قوّة لفرنجية وفرصته الوحيدة رئاسياً.

الثلاثي البديل عن فرنجية

في المدى المنظور ما يزال الحديث رئاسياً يدور في فلك الوزير السابق جهاد أزعور والنائب السابق صلاح حنين وثالثهما مرشّح الاحتياط قائد الجيش جوزف عون الذي لم يُسحب اسمه بعد من السباق الرئاسي. صار أزعور المرشّح الذي لا يعترض عليه رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع شرط أن يكون ترشيحه موحِّداً للمعارضة ليتقدّم موقفه خطوة إلى الأمام لأنّ أزعور لم يكن مرشّحه عندما كان مطروحاً من قبل باسيل. الكلّ يتحدّث عن أزعور، لكنّ أحداً لم يفاتحه بالترشيح بعد. هذا ويؤكّد مقرّبون منه رفضه أن يكون مرشّح مواجهة، خاصة أنّ حزب الله مصرّ على فرنجية ويعارض ترشيح أزعور. إذا كانت الرهانات على أن يشهد شهر حزيران المقبل بوادر حلحلة رئاسية بسبب ما سيحمل من استحقاقات مهمّة، فإنّ حزب الله بات على قناعة أنّ أبرز العقبات أمام انتخاب الرئيس هي عند المسيحيين

خلف الكواليس يتراجع الرهان على معاودة التواصل بين جعجع ورئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل لأسباب عدّة يفصّلها المقرّبون على الشكل التالي:

1- انعدام الثقة بين الطرفين.

2- عدم ذهاب باسيل حتى إشعار آخر بعيداً عن حزب الله، وإن أُقفل باب الحوار بينهما فالنوافذ ما تزال مشرّعة للحديث.

3- على الرغم من معارضة باسيل وكتلته لترشيح فرنجية، إلا أنّهما لم يسمِّيا ولم يتبنَّيا حتى اليوم مرشّحاً رئاسياً آخر، وحالهما في ذلك كحال المعارضة من حيث الاعتراض بلا طرحٍ لبديل. سبق لباسيل أن طرح اسمَيْ كلّ من أزعور والوزير السابق زياد بارود على سبيل جسّ النبض من دون أن يتّخذ قراراً بشأن أيّ منهما أو يعلن تيّاره تبنّي ترشيح أحدهما، بما يثبت أنّه لن يتفرّد بإعلان اسم أيّ مرشّح لتجنّب ما يترتّب على خطوة كهذه من نتائج مع حزب الله. وحتى لو أطلق باسيل الحرّية لنواب تكتّله في اتّخاذ الموقف الذي يرونه مناسباً فإنّ ذلك لا يعني أن يكون فرنجية خيارهم البديل.

رهانات الثنائي الشيعي

من جهته ما يزال الثنائي يكثر رهاناته مرّة على تفاهم جديد مع باسيل ومرّات على مرونة من رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط تؤمّن حضور نواب تكتّل اللقاء الديمقراطي الجلسة بلا انتخاب. غير أنّ جنبلاط وفق ما بات مؤكّداً للثنائي "قلّد نجله تيمور الحجّة والزيارة" في ما يتّصل باسم الرئيس وتأمين نصاب جلسة الانتخاب.

التعويل الآخر للثنائي سيكون على النواب السُّنّة، وعلى وجه الخصوص "تكتّل الاعتدال الوطني" ومعهم نائبا التكتّل النيابي المستقلّ والنواب إيهاب مطر وكريم كبارة ومحمد يحيا. وهؤلاء اجتمعوا الأسبوع الماضي مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وكان الملف الرئاسي حاضراً في النقاش ولو أوحى بعض الحضور بأنّ بحثه جاء على هامش نقاشات المجتمعين. وهو الاجتماع الذي دعا إليه ميقاتي بعد الاتصال الذي تلقاه من الرئيس سعد الحريري وقام ميقاتي لاحقاً بنفي حصول الاتصال..!

جزم السفير السعودي وليد بخاري للنواب السُّنّة الذين التقاهم أنّ المملكة لن تسمّي مرشّحاً وستحكم على أيّ رئيس يُنتخب من خلال نتائج عمله

جزم السفير السعودي وليد بخاري للنواب السُّنّة الذين التقاهم أنّ المملكة لن تسمّي مرشّحاً وستحكم على أيّ رئيس يُنتخب من خلال نتائج عمله. هذا الكلام قوّمه الثنائي إيجاباً وفسّره إطلاق يد للنواب السُّنّة لانتخاب فرنجية إن أرادوا ذلك. علاوة على ذلك شكّل نواب الطاشناق عنصر اطمئنان إضافي للثنائي لأنّهم يتماهون مع الثنائي ويسبحون في فلك مرشّحه.

في عملية خلط الأوراق وتضعضع الأصوات يتحوّل باسيل وتكتّله النيابي إلى بيضة قبّان. حتى اليوم يتمسّك برفضه ترشيح فرنجية وقائد الجيش، لكنّه بالمقابل لا يريد تسمية مرشّح كي لا يرفع منسوب التوتّر مع حزب الله، فهل يمكن أن يؤمّن نصاب الجلسة بلا انتخاب؟

في الثنائي من يعوّل على تضعضع نواب تكتّل لبنان القوي، لكنّ مثل هذا الاحتمال غير وارد وضعيف لأنّ أيّ خلاف داخل التكتّل لن يدفع نوابه أو عدداً منهم إلى خيار فرنجية لأنّهم جميعاً مقتنعون بعدم جدوى القطيعة نهائياً مع حزب الله.

ليست الصورة واضحة حتى الآن للثنائي نفسه ولحزب الله على وجه الخصوص. يستكمل كلّ طرف مروحة اتصالاته ويعيد حساباته ويصطدم بعراقيل جديدة. لغاية اليوم لم يبلغ الثنائي 65 صوتاً. المشكلة هي في تأمين النصاب لجلسة الانتخاب وليس في الأصوات التي سيُنتخب بها الرئيس. مثل هذا الواقع يثير قلق فرنجية الذي لم تحمل له زيارته لبخاري بوادر طمأنة، فبقي قلقه على حاله، خاصة أنّ بخاري مستمرّ في لقاءاته التي لن تستثني أحداً، وهذا مسار يثبت عدم انحياز المملكة لأيّ طرف.

العقدة المسيحية

إذا كانت الرهانات على أن يشهد شهر حزيران المقبل بوادر حلحلة رئاسية بسبب ما سيحمل من استحقاقات مهمّة، فإنّ حزب الله بات على قناعة أنّ أبرز العقبات أمام انتخاب الرئيس هي عند المسيحيين لعدم قدرتهم على الاتفاق على اسم المرشّح. ولذا من المبكر الحديث عن انتخاب وشيك لرئيس جديد للجمهورية، خاصة أنّه لم يعد بالإمكان الرهان على جهود الفرنسيين الذين تحمّسوا لفرنجية لولا أن أحرجتهم معارضة المسيحيين لترشيحه فبات من غير المؤكّد استمرار الفرنسيين على موقفهم أو التراجع عنه.

ينصبّ كلّ الاهتمام على ما سينبثق عن المعارضة بعد اجتماعاتها. ففي حال نجاحها في الاتفاق على اسم المرشّح فسيكون وضع فرنجية على المحكّ، وإلّا فلا رئيس ولا من يرأسون.

 

الرئاسة بعد قمة الرياض واجتماع الدوحة وما يقرره المسيحيون

منير الربيع/المدن/16 آيار/2023

يتأجل النقاش الإقليمي الجدّي بالملف اللبناني إلى ما بعد القمّة العربية. كل الضغوط التي تمارس من قبل القوى الإقليمية والدولية، في سبيل عقد جلسة انتخابية الشهر المقبل لحسم الملف الرئاسي، يمكنها أن تتفعل بعد انتهاء فعاليات القمّة. ما وصل من رسائل إلى القوى السياسية اللبنانية يشير إلى استعداد الخارج لفرض عقوبات، هدفها الضغط في سبيل إنجاز الاستحقاق الرئاسي.

اجتماع بالدوحة

في الموازاة، تستمر الاتصالات بين الدول في سبيل تحديد موعد لعقد اجتماع خماسي جديد، في الدوحة. أيضاً، حسب المعلومات المرجحة، فهو سيعقد في أواخر الشهر الحالي. وحسب ما تقول مصادر متابعة، فإن التحضير لمثل هذا الاجتماع لا بد له أن يكون قادراً على تحقيق تقدم، بالحد الأدنى لجهة صدور بيان واضح عن المجتمعين، يشير إلى حتمية إجراء الانتخابات. لا يمكن للاجتماع أن لا يصل إلى نتيجة، أو بالحد الأدنى أن يؤسس لما هو قابل أن يبنى عليه.

لا شأن للأسد بلبنان

حسب المعلومات أيضاً، فإن النقاش الإيراني السعودي في الملف اللبناني يمكن أن يحصل بعد القمة العربية أيضاً. كما تستبعد مصادر ديبلوماسية عربية أن يسعى الرئيس السوري بشار الأسد إلى تناول الملف اللبناني خلال لقائه بالمسؤولين السعوديين، لأن التركيز بين دمشق والرياض في هذه المرحلة يرتبط بترتيب العلاقة بين الطرفين وتطويرها، من دون التدخل في شؤون الملف اللبناني من قبل الأسد، لا سيما أن حزب الله هو المنوط به البت بالاستحقاقات اللبنانية. فالعلاقات السعودية السورية ستكون مرتكزة على البحث في التعاون الأمني لوقف عمليات تهريب المخدرات في البداية.

وتكشف المصادر عن حصول تعاون أمني سوري أردني، كتجربة، لمكافحة عمليات التهريب.

البطريرك والمعارضة

ما يستدعي أيضاً تأجيل البت بالاستحقاق الرئاسي، هو انتظار لزيارة البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى باريس، في الثاني من شهر حزيران المقبل، وسط معلومات تفيد بأن البطريرك سيذهب إلى باريس حاملاً لائحة أسماء للنقاش حولها مع المسؤولين الفرنسيين، في وقت تتسارع الحركة الداخلية، وخصوصاً لدى قوى المعارضة والأطراف المسيحية فيها، في سبيل الوصول إلى تفاهم على مرشح ودعم خوضه للمعركة الانتخابية، في ظل الكثير من النقاشات الهادفة لعقد جلسة انتخابية لا تكون نتائجها محسومة سلفاً. وبالتالي، أن يحسم إسم الرئيس داخل البرلمان، بالنظر إلى التوازنات التي سترسيها الجلسة، فيما سيسعى كل طرف إلى استقطاب المزيد من النواب إلى جانبه، لتوفير الخمسة وستين صوتاً في الدورة الثانية.

صوت جنبلاط 1970-2023

ولكن، هل يمكن فعلاً أن تعقد جلسة انتخابية جدّية، بين الطرفين اللذين سيكون كل واحد منهما بحاجة لحضور الطرف الآخر لتأمين النصاب؟ مثل هذا المشهد لم يعهده لبنان منذ سنوات طويلة. والسابقة التاريخية المماثلة حصلت في العام 1970، وتحديداً مع الرئيس سليمان فرنجية، والذي فاز بفارق صوت واحد عن المرشح الياس سركيس في حينها. كان صوت كمال جنبلاط هو المرجح في ذلك الاستحقاق، بينما كان قد وزع أصوات كتلته النيابية على المرشحين، وترك صوته مرجحاً. وهو الذي أمّن فوز فرنجية. هل تتكرر هذه التجربة مع فرنجية الحفيد ووليد جنبلاط؟

لا شك أن جنبلاط سيكون صاحب تأثير أساسي في هذا الاستحقاق، خصوصاً أن عدداً من النواب السنّة ينتظرون الوجهة التي سيقررها، أو يراهنون على التقاط مؤشراته. لا يزال جنبلاط في منطقة الوسط، هو لا يريد القفز فوق أي من التوازنين القائمين، ولا يريد أن يكون في مواجهة قاطعة أو حاسمة مع أي منهما، فيما يفضّل الوصول إلى صيغة تفاهمية. كان جنبلاط سابقاً، وأيام الانقسام العمودي بين قوى 8 و14 آذار هو الطرف المرجح. اليوم، تغيرت المعادلات. ففي حالة تقاربه مع القوات اللبنانية والكتائب والمستقلين والتغييريين سيصبح التيار الوطني الحرّ هو بيضة القبان. وفي حال تقارب جنبلاط مع قوى 8 آذار وبقي المسيحيون على موقف واحد وتقاربوا مع المستقلين والتغييريين، فحينها سيتحول النواب السنّة إلى بيضة القبان. هو استحقاق يمكن أن تتغير فيه تموضعات أطراف كثيرة، قبل الجلسة وخلالها.. في حال حصلت.

وبالإستناد إلى التجربة التاريخية، فلطالما نام مرشحون في لبنان رؤساء، واستفاقوا على ذهاب لقب الفخامة لآخرين.

 

هذا ما لا يريده جنبلاط!

الكلمة أونلاين/15 آيار/2023

اشار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الى ان "اللقاء الديمقراطي قال لا لمرشح تحدي، سرنا بخيار النائب ميشال معوض، وطرحنا مبدأ التسوية، لكن يبدو ان مبدأ التسوية عند بعض القادة الكبار غير موجود". واوضح جنبلاط في حديث تلفزيوني، بان "هناك أسماء جيّدة مطروحة وقد سمّيت جهاد أزعور وترايسي شمعون ومي الريحاني، ولكن أفضل إسم مطروح هو رجل يفهم بالقانون والمعطيات الإقليمية والدولية وهو شبلي ملاّط". ولفت جنبلاط الى ان "موقفنا مع التسوية لصالح مرشح يتمتع بصفات قانونية اقتصادية ولديه رؤية اجتماعية اقتصادية يضع البلد على خط جديد، ولا يُمكن إلغاء الآخر، وحاولت أن أكون وسيطاً فلم أنجح وننتظر انتخاب رئيس وإطلاق خطة اقتصادية اجتماعية والتعاون مع صندوق النقد". وتابع "لا أريد ان اُتهم بأنني "وصي" في موضوع الرئاسة، ولا مشكلة لي أن يأخذ رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل مكاني، ولكن المهم أن يتم الاتفاق على رئيس".

وراى بانه "كان يُمكن لرئيس مجلس النواب نبيه برّي دعوة المرشحين لعرض برامجهم في المجلس النيابي". ولفت الى ان "المستقبل لتيمور جنبلاط فأنا جزء من الماضي وهو يتمتع بحرية الحركة". واوضح بانه "يجب أن يكون بند ترسيم الحدود البرية أساسياً في برنامج رئيس الجمهورية المقبل إلى جانب البرنامج الاقتصادي الاجتماعي، وإذا توفّر الإجماع حول أي شخصية يُمكن أن نقترع لها ويُمكن أن نضع ورقةً بيضاء". واعتبر جنبلاط بان "البلد من دون رئيس ومؤسسات لا يمكن ان يستمر، وأذكّر امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله أنه عندما دُعي حزب الله إلى لعب دوره كان جدًّا إيجابيًا في ترسيم الحدود البحرية من أجل الوصول إلى حلّ في الملف النفطي، وقد سمعت من السفير السعودي وليد البخاري أنه لا يتدخل بالشأن اللبناني ولا ألمس عكس هذا الموقف، وأتمنى على السعودية أن تهتم بالمؤسسات المتعثرة وخاصةً الإسلامية السنية التي هي بحاجة والتي كانت السعودية دائمًا الطرف الأكبر في دعمها".

 

15 حزيران مهلة التخلّي عن فرنجيّة؟

لارا يزبك/المركزيّة/15 آيار/2023

لا تزال الأمور ضبابية رمادية على الضفة الرئاسية. لقاءات كثيرة واتصالات لبنانية ودبلوماسية حفلت بها الأيام الماضية في العلن وفي الكواليس، غير أن أي خروج من النفق المظلم لا يلوح في الافق حتى الساعة. ووفق ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ"المركزية"، فإن الاتصالات ستُستكمل في المرحلة المقبلة غير انها ايضا يُتوقع الا تقود الى تبدل في المشهد السلبي قريبا، "الا اذا". ففي رأيها، لا يزال الثنائي الشيعي، حتى اللحظة ايضا، متمسكا بمرشحه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، ويرفض التخلي عنه. هذا ما اكده رئيس مجلس النواب نبيه بري مرارًا وما قاله الجمعة الفائت، الامينُ العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله. وطالما ان الوضع كذلك، فمن المنطقي الا يدعو بري الى اي جلسة انتخاب، إلا لضمان فوز الزعيم الزغرتاوي في نتيجتها. على الضفة الاخرى، ومع ان لا اتفاق بعد على اسم مرشح موحد يكون خلفا للمرشح الحالي النائب ميشال معوض، الا ان المعارضين يطلبون من بري الدعوة الى جلسة انتخاب، ويريدون الركون الى اللعبة الديمقراطية وقواعدها، ربما لارتياحهم الى ان رئيس المردة لم يؤمن بعد الأكثرية اللازمة لفوزه، رغم كل ما ضخه الإعلام الممانع ولا يزال، من أجواء ومعطيات تعزز حظوظَه الرئاسية خصوصاً غداة الفطور الذي جمعه الى السفير السعودي وليد البخاري في اليرزة الاسبوع الماضي. وفيما بري يحجم عن الدعوة، فإن المصادر تعتبر ان هذا التريث يمكن أن يشكّل مخرجاً من الستاتيكو الرئاسي، يكون مشرّفا للجميع وبأقل الاثمان.. كيف؟ المصادر تشير الى ان اذا كان الثنائي يريد حصول الانتخابات فعلا، وقبل ١٥ حزيران المقبل تحديدا كما قال بري نفسه، فإن الفترة الزمنية الفاصلة يمكن ان تكون مخصصة ليُثبت الثنائي لمرشحه انه مضى حتى النهاية في دعمه وتأييده، لكن ثمة استحقاقات داهمة ابرزها انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وعليه لا يمكن الذهاب أبعد في مساندته. ولتلطيف هذا السيناريو، قد يدعو بري الى جلسة، يتم خلالها التصويت لفرنجية من قبل كل مكونات ٨ آذار. وعندما لا يحصد الـ65 صوتا التي يحتاج، فإنه من بعدها، يتنحى وينسحب من السباق، ولا يظهر والحال هذه، بصورة المهزوم، بل بصورة الراضخ للعبة الديمقراطية والرافِض لتعليق البلاد المنهارة اصلا، لفترة اطول على خشبة المعاناة والانتظار.. وقد يلجأ فرنجية الى هذا الخيار من دون ان يدعو بري الى جلسة، بعد ان يرى ان المهل تضيق فيما لم يتمكّن من تأمين الاصوات الضرورية لايصاله الى بعبدا.. وبعد ذلك، ينطلق مسار البحث "الجدي" عن مرشح توافقي غير مستفز لاحد، لرئاسة الجمهورية...

 

وفيق صفا في ضيافة ميرنا الشالوحي... باسيل يُعيد التموضع

عبدالله قمح/ليبانون ديبايت/15 آيار/2023

تستبق بكركي زيارة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي إلى باريس مطلع الشهر المقبل، بمحاولة الخروج بموقفٍ سياسي "مسيحي" موحّد من قضية الإستحقاق الرئاسي. لذا، تنشط الكنيسة المارونية في دعم التلاقي بين القوى السياسية المسيحية للإتفاق في ما بينها. وربطاً بما يتمّ تداوله، تحرص بكركي على البقاء مطلعة على تفاصيل النقاشات المسيحية – المسيحية الدائرة خلف الغرف المغلقة، في مقابل تأكيدها على أنها تقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين، كي لا تُفسّر زيارتها أنها تأتي على حساب مرشّح دون آخر، دون أن تُنكر أن أحد أهداف الزيارة "جسر الهوّة" مع الفرنسيين، مع التشديد على أنها تفضل السيناريو القائم على خوض السباق الرئاسي بأكثر من مرشّح.

أزعور أم حنين؟

لا جديد يُمكن إضافته على ما سبق ذكره بالنسبة إلى "النقاش" القواتي – التياري حول رئاسة الجمهورية. لكن ما يمكن الإشارة إليه أن التواصل قائم من خلال قناتين منفصلتين من دون معرفة مدى التنسيق بينهما. الأولى قناة فادي كرم – جورج عطالله، والثانية يتولاها رئيس حزب الكتائب سامي الجميل، الذي يأمل حجز دور سياسي مسيحي، بعد الخسارات المتوالية ضمن بيئته والإنتقادات المتتالية له بالإبتعاد عنها. عملياً، بدأ النقاش بين القوى المسيحية الثلاث وتوسّع باتجاه القوى الأخرى على قاعدة "الورقة" التي حملها راعي أبرشية أنطلياس المارونية المطران أنطون ابو نجم، وضمّت ما يقارب 11 إسماً، سرعان ما أفضت المفاوضات إلى تقلصيها لتنحصر ضمن أسماء عدد من الوزراء السابقين وهم جهاد أزعور، زياد بارود وصلاح حنين. وخلافاً لما ذُكر من أن النقاش قطعَ شوطاً في شأن تبنّي ترشيح أزعور من جانب "الثلاثي"، تؤكد مصادر "ليبانون ديبايت" ان "طريق الإتفاق طويل ولا يمكن الجزم بحصوله قريباً". ومن بين الأسباب، عدم حسم "التيار الوطني الحر" لموقفه، في انتظار لقائه المرتقب مع مسؤول وحدة الإرتباط والتنسيق في "حزب الله" وفيق صفا الذي يزور ميرنا الشالوحي الأسبوع الجاري، علماً أنه اللقاء المباشر الأول بين الرجلين بصفتهما الرسمية منذ بدء مرحلة التباين السياسي بين الحزبين. في المقابل، تجاوزت النقاشات المسيحية – المسيحية محور الثلاثي الطبيعي، التيار القوات والكتائب، وباتت تشمل النواب المسيحيين المعارضين والمستقلين و "قوى التغيير". وبحسب المعلومات، يجري التواصل "تغييرياً" مع باسيل من خلال وسطاء، غالباً أصدقاء مشتركين يغلب عليهم الطابع الإجتماعي، مع حسم الخيارات بالنسبة إلى معظم نواب "التغيير" حيال تأييدهم ترشيح الدستوري صلاح حنين. وقد أبلغَ هذا الموقف إلى النائب غسان سكاف خلال حراكه الأخير، المتهم من جانب قسم من "التغييريين" أنه يعمل على تسويق جهاد أزعور، مدعوماً بمجموعة من النواب، أعضاء ما يسمّى بـ"جبهة المعارضة"، مع الإشارة إلى كون هؤلاء منقسمين بين أزعور وحنين.

باسيل لن يستفز الحزب

تقول مصادر مقربة من التيّار لـ"ليبانون ديبايت" إن السبب في عدم حسم باسيل أموره بالنسبة إلى مرشّحه، لا ترتبط بشخصية أزعور (المدعومة منه) إنما تعود إلى عدم رغبته في تجاوز مواصفات الحزب الرئاسية. إذ لوحظِ أن باسيل، بات يبدي حرصاً لا سيّما خلال الفترة الأخيرة، على عدم تبنّي مواقف تأخذ طابعاً مستفزاً للحزب. ونقل عن "عونيين" إعتقادهم أن باسيل مقبل على "تبريد" العلاقة مع الضاحية وجمهورها تمهيداً لبدء معالجة عميقة. وبحسب مصادر موثوق بها، سيقبل باسيل على إجراء تغييرات على خطابه، تحديداً في الشق المتعلق في مقاربة العلاقة مع جمهور الحزب أو البيئة الشيعية ككل. وبشرط ابقاء التباين قائماً في المسألة الرئاسية، يحرص باسيل ألاّ يسير في إسم مرشح يشكل استفزازاً (أو لا يمثل ثقة) بالنسبة إلى الحزب، وهو ما بيّنه من خلال المقربين منه، الذين أوصلوا إلى قيادة الحزب رسائل في هذا الإتجاه قوبلت بكثيرٍ من الود. ومن الممكن ربط خطوة باسيل بأخرى أقدم عليها "حزب الله" أخيراً. إذ أعربَ عن رفضه تغطية جلسة لحكومة تصريف الأعمال إن ورد على جدول أعمالها بندٌ يتعلق بتعيين حاكم جديد لمصرف لبنان بمعزل عن "شور المسيحيين". وقد تواتر إلى باسيل من قبل أكثر من صديق مشترك مع الضاحية، أن الأخيرة سبق لها أن أدرجت أزعور "من ضمن الخيارات الغير مضمونة" ربطاً بخلفيته السياسية، وإن الحزب ليس في وارد القبول به حتى وإن جرى تجاوز مسألة ترشيح سليمان فرنجية، وهو أمر عبر عنه "حزب الله" في وقتٍ سابق على لسان رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد. ومن المرجّح أن موقف الحزب من أزعور، أتى كنتيجة للجلسات الثنائية بينهما.

المعارضة تلحق الرياض

وبمعزل عن كل ذلك، يبدو أن معركة النصاب قد دخلت سباقاً مختلفاً مع إشارة السفير السعودي وليد البخاري إلى نواب "تكتل الإعتدال" المحسوبين بمجموعهم على الرياض، بضرورة المشاركة في أي جلسة مقبلة لانتخاب الرئيس، ما فهم على أنه "قبة باط" من الرياض رئاسياً. وفي جديد أسرار "جلسة الفطور" بين البخاري ورئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية الأسبوع الماضي، ينقل أن الرياض تفضل حصول جلسة انتخاب الرئيس الشهر الجاري، ما أعطى انطباعاً أن الرياض تأمل أن تتم الدعوة إليها بعيد اجتماع القمة العربية في 19 من الجاري، ويجدر أن تحظى بمشاركة الكتل وضرورة أن تعطي أي جلسة إنتخابات رئاسية طابعاً تنافساً بين أكثر من مرشح. وفهم أن الحراك الجاري على مستوى قوى المعارضة من أجل التفاهم على مرشّح مشترك، يأتي في قسم منه تفسيراً للرأي السعودي. وبحسب المصادر، تأخذ المواجهة حول شكل الجلسة طابعاً تنافسياً بين رئيس مجلس النواب نبيه بري المتبنّي بالكامل ترشيح سليمان فرنجية والقوى المعارضة له. فدعوة برّي إلى جلسة في موعد أقصاه 15 حزيران المقبل، فُسّرت –إلى جانب اعتبارها نوعاً من التحفيز- أنها محاولة منه لجرّ "المعارضة" إلى جلسة مسستفيداً من موقف السواد الأعظم الرافض لمقاطعة الجلسات. وفي الطريق إلى ذلك يخوض برّي "معركة الأحجام" من خلال محاولته تأمين 65 صوتاً لسليمان فرنجية، مراهناً في ما يبدو على اللقاء المرتقب بين الحزب وباسيل. في المقابل، تنتهج قوى المعارضة أسلوباً لا يقل مكراً من خلال محاولتها الإتفاق على مرشّح وتأمين عدد كافٍ من الأصوات تجعل منه رئيساً ضمن معدلات ال65، ما يؤهل الجلسة الرئاسية المقبلة لأن تصبح منازلة رئاسية بين فريقين. يحدث ذلك للمرة الأولى منذ إتفاق الطائف.

 

مراوحة رئاسيّة… بانتظار التسوية الشاملة

أنطوان غطاس صعب/موقع أم تي في/15 آيار/2023

تشير مصادر مطلعة إلى أنّ اللقاءات السياسية التي حصلت في الساعات الماضية، بما فيها لقاء السفير السعودي وليد البخاري مع رئيس تيار المردة سليمان فرنجيّة، لا زالت تؤكد أن الأمور على حالها، وما من خرقٍ على مستوى لقاء بخاري - فرنجيّة، أو الاتصالات الجارية داخليّاً. وتضيف المصادر أنّ الأمور متروكة إلى القمة العربيّة التي ستشهد لقاءً لوزراء خارجية الدول الخمس المعنيّة بملف لبنان، في حين يوجد تشديدٌ على أنّ مسار التسوية انطلق، وسط معلومات عن أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري في أجواء هذه التسوية. وما يمكن قوله إن الأخير لن يدعو إلا إلى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية بعيداً عن حفلة الفولكلور التي شهدتها الجلسات السابقة كما تقول أجواء عين التينة، وقد يحضّر لهذه الجلسة منذ اليوم بعد ما توافر له من معطيات عن الحلّ المرتقب، وشخصية الرئيس، ومن سيُكلّف بتشكيل الحكومة، لأنّ التسوية ستكون شاملة.ورأت المصادر المطلعة نفسها أنّ هناك تقاطعاً بين المبادرات الداخلية، معتبرةً أن الإتصالات الجارية مع جهاتٍ سياسيّة وسفراء قطعت مسافة لا بأس بها، وإنما يمكن وضعها أيضاً في سياق تعزيز التهدئة، وتهيئة المناخات لحوارٍ جدّي في الأيام المقبلة. وعن الحوار أيضاً، لا تبدي المصادر المطلعة اعتقادها باستكمال الحوار القواتي - العوني، وأنّ التقاطع بين الفريقين حول منع وصول فرنجيّة لن يؤدّي إلى اتفاقٍ على مرشح رئاسي مشترك. ومن هنا يمكن الحديث عن عودة حزب الله إلى محاولة جسّ نبض التيار الوطني الحرّ حول إمكان تموضع موقفه من ترشيح الزعيم الزغرتاوي، ويندرج في هذا الإطار اللقاء المنتظر بين رئيس "التيّار" جبران باسيل ورئيس وحدة الإرتباط والتنسيق في الحزب الحاج وفيق صفا، وسط معطيات عن عودة الإتصالات بين الفريقين في الساعات الماضية بما ينبىء بعودة العلاقة بينهما إلى مستوى التنسيق الذي كان قائماً، خصوصاً في ظل الحاجة المتبادلة لبعضهما البعض.

 

برّي ينتظر... كلمة سرّ وأوراق رئاسية أخيرة

مريم حرب/موقع mtv/15 آيار/2023

أبطأ الدخول الأميركي المباشر على الملف الرئاسي من الاندفاعة الفرنسيّة لتأييد رئيس تيار "المردة" الوزير السابق سليمان فرنجية، كذلك الموقف الأخير للبطريركية المارونية. وبدأ الدور الفرنسي رئاسيًّا يتلاشى مع بروز الحركة المكوكية للسفير السعودي وليد البخاري على عدد من المسؤولين. كما كانت لافتة الزيارة التي قام بها فرنجية إلى اليرزة، في وقت تضاربت المعلومات حول موقف السعودية من فرنجيّة وما رشح عن اللقاء. وتبقى دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري لجلسة تحمل رقم 12 لانتخاب رئيس للجمهورية معلّقة إلى حين جلاء الصورة داخليًّا وخارجيًّا، رغم كلامه الأخير عن "وجوب إنجاز الاستحقاق الرئاسي كحد أقصى في 15 حزيران المقبل". يترقّب بري الظروف الموضوعية التي تُمكّنه من دعوة المجلس النيابي إلى جلسة انتخاب جديدة، أي توفّر المعطيات والآلية التي تأتي برئيس بنصاب 86 نائبًا وحصول مرشح على غالبية الثلثين في الدورة الأولى وفي الدورات التي تليها على 65 صوتًا، وفق ما أكّده النائب أيوّب حميّد.

"رئيس مجلس النواب الذي يمتلك وحده حق الدعوة من عدمها إلى جلسة انتخاب ينتظر استدارة القوى "السيادية" وقوى "التغيير" ولو كانت بطيئة" على حدّ تعبير حميّد. وأضاف، في حديثٍ لموقع mtv: "هذه القوى بحاجة إلى وقت كي تتمكّن من الاستدارة ولو ببطء بغية التوصّل إلى اتفاق على اسم شخص غير النائب ميشال معوّض". وأردف: "صحيح أنّنا صوّتنا بورقة بيضاء خلال جلسات الانتخاب الـ11 السابقة ولكنّنا اليوم ندعم فرنجية ونقف خلفه. ولم يتجرأ أحد بيننا أن يقول "لن أسمح" على خلاف القوى الأخرى التي أعلنت صراحة أنّها ستُعطّل النصاب وخصوصًا "القوات" بشخص رئيسها ونوابها الذين أكّدوا منعهم انتخاب الرئيس إذا لم يكن وفق المواصفات التي يريدونها، ولا أدري كيف يُترجم عدم السماح في لغتهم". وردًّا على سؤال عن عدم دعوة بري لجلسة انتخاب رئيس الآن ونقل كرة التعطيل إلى ملعب الفريق الآخر، قال حميّد: "هذا الكلام يُراد به الإحراج لا أكثر". وذكّر بأهمية الدعوة للحوار في محاولة لتقريب وجهات النظر على الرغم من أنّ نتائج الحوار غير ملزمة. ترفض السعودية الدخول في لعبة الأسماء وتكتفي بطرح مواصفات الرئيس على أن يكون في خانة "الاعتدال التوافقي"، وهذه الصفة لا تنطبق على فرنجيّة في ظل استمرار الرفض المسيحي له. وإذ لفت حميّد إلى أنّ "حركة أمل" تدعم ترشيح فرنجية ولم تبدّل ولن تغيّر قناعاتها وما التزمت به أخلاقيًّا أمام الناس، شدّد على أنّ "فرنجية لن يكون قادراً على الحكم إذا لم يحصل على اعتراف وغطاء عربيّ وإقليميّ ودوليّ على شخصه". بعد زيارة فرنجية إلى اليرزة، يُرتقب سيناريو من اثنين: الأوّل إعلان فرنجية صراحة عدم رغبته بالاستمرار بخوض الغمار الرئاسي وانسحابه مقابل تقدم اسم قائد الجيش وربّما أسماء أخرى، والثاني الإبقاء على الشغور لفترة أطول مع استمرار "حزب الله" بدعمه فرنجيّة. ورغم تمسّك "حزب الله" و"حركة أمل" بفرنجيّة، يبقى الموقف الأخير لرئيس "التيار الوطنيّ الحرّ" النائب جبران باسيل بيضة القبّان في الاستحقاق الرئاسي. فهل سيتمكّن باسيل الرافض لفرنجيّة وللعماد عون من التغريد بعيداً عن "حزب الله"؟ وهل ستُثمر الاتصالات الدائرة بين "القوات" و"الكتائب" و"الاشتراكي" والتغييريين وبعض المستقلين و"التيار" وتُنتج اسمًا لخوض المعركة الرئاسية؟ ستشهد الأيّام المقبلة حركة ناشطة في الملف الرئاسي وزيارات لعدد من الوفود. وإلى حين وصول كلمة السرّ، سنرى كيف ستُلعب الأوراق الرئاسيّة الأخيرة.

 

"جزرة" قطرية لباسيل...

نداء الوطن/15 آيار/2023

بدا أنّ قطر، قامت ولا تزال، بدور فاعل على مستوى التلويح بالعقوبات والضغط لإزالة العراقيل من أمام إنجاز الاستحقاق الرئاسي. فالوفد الأمني القطري برئاسة جاسم آل ثاني، والذي يضم في عضويته خمسة افراد، سيعود الى لبنان بعد القمة العربية المقررة في المملكة العربية السعودية في 19 الجاري. وعُلم ان الوفد وخلال زيارته الاخيرة للبنان، منح رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل عرضاً قبِله الأخير، ويقضي بقيام الدوحة بكل الإجراءات في الولايات المتحدة وخصوصاً السير في الدعوى القضائية هناك من أجل تبييض سجل باسيل، بعد العقوبات التي اصدرتها وزارة الخزانة الاميركية في نهاية العام 2020 بموجب قانون ماغنيتسكي الخاص بمكافحة الفساد. وقد باشرت الدوحة في إجراءات الدعوى، في حين تجاوب باسيل مع الوفد القطري في تليين موقفه من ترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون لرئاسة الجمهورية.

 

رسالة من جعجع إلى بري عبر موقع mtv… وهل اتّفق مع "التيّار"؟

داني حداد/موقع mtv/15 آيار/2023

لا يختلف يوم الأحد في معراب عن أيّام الأسبوع الأخرى. يقول المقرّبون من الساكن هناك إنّه لا يرتاح ولا يريح. وإذا كان الطقس بدأ يزداد حماوةً، إيذاناً باقتراب فصل الصيف، فإنّ الحراك الرئاسي بدأ يزداد في الأيّام الأخيرة، ولا يغيب حزب القوات اللبنانيّة عنه، فهل يؤشّر ذلك الى قرب "إنجاب" رئيس، قبل الشهر التاسع من الشغور؟

يبدو سمير جعجع مستعدّاً للمواجهة الرئاسيّة تحت قبّة البرلمان. يقول لموقع mtv: "ما دام الفريق الآخر يملك مرشّحاً، فليتفضّل الرئيس نبيه بري ويدعو الى جلسة انتخاب". ثمّ يتابع، بلغة الواثق: "ولماذا لا تكون الجلسة هذا الأسبوع؟". يظهر جعجع كلاعب الورق الذي يحمّس اللاعبين الآخرين على المواجهة، لعلمه بما يملكه من أوراق في يده. نسأله عن الاسم الذي سيصوّت له نوّاب "الجمهوريّة القويّة" فيتحفّظ عن كشف أوراقه. يقول: "في التكتيكات الانتخابيّة لا يجوز أن تكشف كلّ شيء. نحتفظ بما نملك من أسلحة حتى يحين الوقت المناسب، ولكن على رئيس المجلس أن يقوم بما هو مطلوب منه، أي أن يدعو الى جلسة في أسرع وقت". نحاول، بأسلوبٍ آخر، أن نعرف ما في أوراق جعجع، فنسأله عمّا إذا كان توصّل الى اتفاقٍ مع التيّار الوطني الحر، خصوصاً أنّ المواقف التي صدرت عن نوّابٍ "قوّاتيّين" في هذا الشأن تراوحت بين الإيجابيّة والسلبيّة، فيجيب: "اسمح لي بألا أعلن اليوم عن أسماء أو عن توجّه، ولسنا مرغمين على ذلك في الوقت الحالي. ما يهمّ أنّنا على كامل الجهوزيّة لنذهب الى جلسة، وكنّا كذلك منذ الجلسة الأولى، ولكنّ فريق الممانعة يقوم بإسقاط ما يقوم به على الفرقاء الآخرين". نحاول، من جديد، أن نخرق جدار تحفّظ جعجع. نطرح السؤال نفسه بتعبيرٍ آخر: هل ستذهبون الى الجلسة باسمٍ واحد مع "التيّار"؟ يجيب جعجع: "من حقّ كلّ فريق أن تبقى أوراقه مستورة، ولن نكشف أين أصبح التواصل مع "التيّار"، لأن الناس لن يعيشوا بشكلٍ أفضل إذا عرفوا ذلك، بل سيعيشون بشكلٍ أفضل إذا انتُخب رئيسٌ مقبول، ويتوقّف هذا الأمر على دعوة بري الى جلسة". يبدو واضحاً أنّ جعجع يفضّل الاحتفاظ بهذه الورقة المستورة، لأكثر من غاية. نسأله عن سبب عدم دعوة بري الى جلسة، فيقول: "السبب هو تكرار ما حصل في الانتخابات الرئاسيّة الماضية، حيث يُحجَم عن الدعوة الى جلسة قبل أن يعرف فريق الممانعة إذا كان مرشّحهم قادراً على الفوز، وهم يدركون اليوم أنّهم غير قادرين على إيصاله".

ويتابع: "يقولون إنّهم يملكون ٦٥ نائباً، فليذهبوا الى جلسة وليؤمّنوا له هذه الأصوات". يعتبر البعض أنّ في موقف جعجع رغبة في امتحان باسيل، إن كان قادراً على الانفصال التام عن حزب الله والسير بمرشّح واحد مع "القوات" و"الكتائب" وقوى المعارضة الأخرى. يقول جعجع، تعليقاً: "لن ندخل في هذه التفاصيل ولن نكشف اوراقنا. فلنذهب الى جلسة يتنافس فيها مرشّحان، وهذا هو المسار الطبيعي لأيّ انتخابات". وعن رأيه بزيارة رئيس تيّار المردة سليمان فرنجيّة الى منزل السفير السعودي وليد البخاري، يقول جعجع: "هو يقوم، كمرشّح، بجولةٍ على مرجعيّاتٍ في لبنان، وسبق أن زار فرنسا، كما يعلم الجميع مدى تأثير المملكة في لبنان". ولكن، ما هو موقف السعوديّة من الاستحقاق الرئاسي؟

يجيب جعجع: "لا تدخل السعوديّة في لعبة الأسماء، وهي تتعاطى مع أيّ مرشح وفق تصرّفاته، وهذا ما حصل عند انتخاب الرئيس ميشال عون الذي زار السعودية بعد انتخابه، ثمّ تغيّر سلوكه لاحقاً وابتعد عنها". وختم جعجع: "لم نتبلّغ أيّ موقف سعودي مغاير، والمملكة أكّدت وما تزال أنّ على اللبنانيّين أن يختاروا الرئيس الذي يعتبرونه مناسباً في هذه المرحلة".

 

أين أصبح الصندوق السيادي؟

أكرم حمدان/نداء الوطن/15 آيار/2023"

من المقرّر أن تتابع اللجنة الفرعية المنبثقة عن لجنة المال والموازنة البرلمانية اليوم دراسة إقتراحات القوانين المتعلقة بإنشاء الصندوق السيادي، بعدما كانت إستمعت في جلستها الأخيرة أواخر شهر آذار الماضي، إلى الخبيرالنروجي في شؤون الصناديق السيادية فيدار أوفيسين الذي قدّم شرحاً مفصّلاً عن النماذج المختلفة لهذه الصناديق عالمياً وكيفية إدارتها وتغذيتها، كما آلياتها الإستثمارية في الأسواق العالمية ونسب الإدخار والتنمية. وبعد عرض دام لساعتين، أجاب الخبير خلالها على أسئلة النواب، خلص بعدها رئيس اللجنة النائب ابراهيم كنعان إلى القول إنّ «اللجنة الفرعية بحاجة لجلستين لإنهاء البحث ورفع التقرير النهائي إلى لجنة المال ومنها إلى الهيئة العامة». وذكر أنّ «هذا الأمر يفيدنا في مفاوضاتنا مع صندوق النقد من حيث تقييم وضع لبنان المالي والإقتصادي ومن خلال توظيف هذا العمل في مسار جدّي لإستعادة الثقة بلبنان، على أن يترافق مع الإصلاح الفعلي المطلوب والشفافية والمحاسبة والحوكمة السليمة».كذلك، إستمعت اللجنة الفرعية في جلسة سابقة لرئيس هيئة إدارة قطاع البترول غابي دعبول وعضو الهيئة وسام الذهبي. وتابعت اللجنة مناقشة مواد القانون، لا سيّما المتعلّق منها بالعائدات والمحافظ وقواعد السحب، واستمعت لهيئة قطاع البترول، وقدّمت عرضاً مفصّلاً حول عائدات الدولة وتفاصيلها في السنوات المقبلة، محدّدة ما هو مرتقب من إيرادات، وكيفية توزيعها. وانطلقت اللجنة في درس إقتراحات قوانين الصندوق السيادي اللبناني وعملت على دمج أربعة اقتراحات قوانين، وأساسها إستقلالية الصندوق التي يجب أن تكون متصلة بمؤسسات الدولة الدستورية مع الحفاظ بالكامل على الإدخار والتنمية، كما عليها أن تكون منفصلة عن موازنات الدولة للمحافظة على الصندوق للأجيال القادمة، مع وجود نسب معينة تساهم في الإقتصاد اللبناني. وسبق للجنة أن أنجزت دراسة مواد التعريفات ونطاق وأهداف القانون وتكوين الصندوق، وجرى النقاش حول موضوع الحَوكمة ومرجعية الصندوق وسط وجود إقتراحات بجعله مستقلّاً بشكل كامل. وتمّ التشديد على أنّه لن تكون هناك محاصصة في الصندوق السيادي ويجب الإستفادة من تجارب الماضي، لجهة تأمين الكفاءة والإستقلالية والشفافية والمحاسبة على مستوى دولي ومحلي، مع الأخذ بمبادئ سنتياغو التي وضعها صندوق النقد الدولي سنة 2008. وكرّر كنعان أكثر من مرّة أنّه «متفائل في أجواء اللجنة الفرعية، ونعمل على جدول مقارنة بين 4 إقتراحات، وسنحدّد جلسة بأقرب وقت ممكن وهناك إمكانية لإقراره، وهناك إرادة لإقرار صندوق سيادي بشكل متطوّر لا يخضع للسياسات التقليدية القائمة، وليس هناك وصاية لأحد بل هناك وصاية واحدة للشعب اللبناني». ولفت إلى أنه «بعد ترسيم الحدود البحرية من أهمّ الخطوات هي إنشاء صندوق سيادي لتطمين اللبنانيين بالنسبة للعائدات النفطية». وأشار إلى أن «لهذا الصندوق مواصفات ثلاث هي أولاً: إستقلالية فعلية عن الادارة المالية للدولة اللبنانية وسياستها المالية وعجز موازناتها، وثانياً، المحفظة الإدخارية التي يتمّ من خلالها «تصميد» عائدات وأموال النفط والغاز للأجيال المقبلة، وثالثاً المحفظة الإستثمارية التي من خلالها يمكن إنجاز مشاريع تنموية وفق نسب محدّدة». وتضمّ اللجنة الفرعية برئاسة كنعان ممثلين عن مختلف الكتل النيابية، بغية التوصّل إلى صياغة متّفق عليها لهذا القانون المهمّ في المرحلة المقبلة، لا سيّما وأنّ لبنان سيُحاول إستعادة الثقة التي خسرها من خلال هذا الصندوق والتي يُمكن أن تُعيده إلى الواجهة والخريطة المالية والإقتصادية. وربّما يكون بات الحديث عن هذا الصندوق أكثر أهمية بعدما بدأت الخطوات العملية المرتبطة بملف الإستخراج والتنقيب عن النفط والغاز تأخذ مداها، وبات الحديث عن توقّعات لنهاية التنقيب أواخر العام الحالي.

 

3 لاءات سعودية... ومقاربة جديدة لصالح لبنان؟

أم تي في/15 آيار/2023

أشار عضو تكتل الجمهورية القوية النائب رازي الحاج، إلى أن "تصادف اليوم الذكرى الأولى لعمر مجلس النواب عندما أعطتنا الناس ثقتها ونشكر ناخبي القوات اللبنانية في كل لبنان الذين أعطونا إمكانية الدفاع عنهم بكل المؤسسات الدستورية". وأوضح عبر إذاعة "لبنان الحر"، أن "الدستور عند الدول هو الاطار الناظم للحكم وما شهدناه في السنين الأخيرة برهن أن الدستور أصبح وجهة نظر للمُعطلين وهذا دليل على أن هناك فائض قوة سياسية تُحاول فرض شروطها ونواجهها بكل صلابة بسلاح الدستور والمؤسسات ولن يُفرض علينا رئيس من عمق الممانعة".  ولفت إلى أن "ثبات موقفنا جعل من أطراف لديها تقاطع سلبي مع غيرنا تفتح مجال حديث جدي للاتفاق على المنهجية والمشروع والاستفادة من المومنتوم الخارجي للدفع قدماً لانتخاب رئيس". وأضاف: "الدعم الخارجي مهمّ ويضع لبنان على الخريطة وحققنا بكل زياراتنا أن نضع لبنان على الطاولة الخارجية للمساعدة، وهناك 3 لاءات سعودية: لا فيتو على أي رئيس ولا ندعم أي مرشح ولن أسوّق أحداً ولا للتعطيل".

وقال الحاج، إن "كل الدول الخارجية قالت لا للتعطيل للاستحقاق الرئاسي اللبناني وسنعاقب المعطّلين أي الممانعة وبالتالي هذا ما جعل التيار الوطني الحر يتواصل مع المعارضة". وتابع: "يقال لسوريا إن عودتك للجامعة العربية مشروطة بخطوة تُقابل خطوة ودمشق وطهران لا يمكنهما التذاكي، وبالتالي فإن السياسة الدولية اليوم مختلفة جداً عن السابق في ظل التطور التكنولوجي ومقاربة جديدة للتعاطي مع الملفات وتندرج لصالح لبنان خاصة بملف اللاجئين السوريين الذين فقدوا صفة اللجوء ولبنان ليس بلد لجوء أساساً وبالتالي إذا التزمت سوريا بالشروط فإننا قريبون من حلحلة الملفات والوجود الكثيف للسوريين في لبنان وملف ترسيم الحدود والتهريب وغيره، فالمجتمع الدولي يريد لبنان مستقل ومتعافي اقتصادياً". وأوضح الحاج، أنّ "القوات اللبنانية كانت رأس حربة بمحاولة توحيد المعارضة وتكتلنا يتعاطى مع وقائع والواقع اليوم هو أن كتلة "لبنان القوي" التي تتشكل من 17 نائباً تقريباً ترفض ترشيح فرنجية ومستعدة لخرق الممانعة وبالتالي نحاول سوياً الاجماع على تحريك الملف الرئاسي والدعوات إلى الانتخابات".  ونتمنى على "رئيس مجلس النواب نبيه بري أن يدعو للانتخابات الرئاسية احتراماً للدستور ونحن جاهزون لها".  وأكّد الحاج، إلى أنّ "اا خطة تعافي اقتصادي بلا حلحلة لملف حاكمية مصرف لبنان وخصوصاً أن رياض سلامة لا يستطيع أن يكون عنواناً للثقة أمام الرأي العالم ولن يُجدد له وتعيين حاكم جديد يكون بالاتفاق على بروفايل واضح". وأشار إلى "أنني التقيتُ مع مساعد نائب وزير الخارجية الأميركية وتحدثنا بعمق الرؤية الأميركية للسياسة اللبنانية وبنهج مكافحة الفساد والإرهاب وواشنطن دعمت لبنان كثيراً على كافة الأصعدة وهناك توافق أميركي واضح مع الرؤية القواتية". وقال: "طالما التهريب على الحدود مستمر بتغطية سياسية والتهرب من الضرائب إذاً نحن بحاجة لرئيس يفرض سياسة الدولة والعمل مع حكومة فاعلة لإدارة العمل وخلق الإصلاح وبلدنا يتعافى اقتصادياً بسرعة بحال كان العمل بإرادة ونيّة صافية".  وأضاف: "هناك أزمة سيولة ويجب تحديد المسؤوليات بين المصارف والعمل على دورة اقتصادية وصولاً إلى استرجاع ودائع الناس وثقتهم". ولفت الحاج، إلى أننا "حاولنا خلال هذا العام أن نعمل مع كل الملفات وأشكر دائرة التشريع في مكتبي وداخل تكتلنا موجود كل الإمكانيات لإحداث الفرق لصالح الناس أولاً وبناء دولة عصرية". وقال، إن "قضاء المتن يعيش أزمة نفايات كبيرة ونعمل على تمويل الحلّ المطروح من قبلنا ونعمل على إنشاء المدينة المتخصصة التي تجمع النظام الاقتصادي الحر واللامركزية ونعمل على حلحلة أزمة مياه الشفة ونعمل على تحسين الطرقات المتنية ونعمل على الخريطة السياحية عبر تطبيق الكتروني يساعد على الوصول إلى كل ما تطلبه في المتن وغيرها من الكثير".  وتابع: "أشعر بالتقصير تجاه أهلي في المتن مهما فعلت معهم ونتابع كل الأمور مهما انضغطنا نفسياً ومعنوياً وجسدياً وسنعمل بكل ما أوتينا من قوة للنفس الأخير من أجل لبنان الحر وبناء الجمهورية القوية".

المعارضة أمام الاختبار: فهل تفعلها اليوم؟

محمد شقير/الشرق الأوسط/15 آيار/2023

تعقد قوى المعارضة النيابية اللبنانية اجتماعاً، اليوم، تقف خلاله أمام اختبار جدي للتأكد من مدى استعدادها للتوافق على اسم المرشح الذي تخوض به الانتخابات الرئاسية في مواجهة مرشح «الثنائي الشيعي» («حزب الله» وحركة «أمل») رئيس تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية، بينما الضبابية تحاصر المعركة الرئاسية. ويقول مصدر قيادي في المعارضة لـ«الشرق الأوسط»: «لم يعد من الجائز الاستمرار في رفضها لترشحه (فرنجية) من دون أن تتقدَّم بمرشحها، لتفادي الإحراج الداخلي والخارجي الذي يحاصرها؛ بإمتناعها حتى الساعة عن الدخول على خط المنافسة لإنهاء الشغور الرئاسي الذي مضى عليه 6 أشهر ونصف الشهر، والحبل على الجرار، ما لم تحسم المعارضة أمرها؛ بأن تقول ماذا تريد؟». ويأتي اجتماع قوى المعارضة فيما التواصل بين النائب في حزب «القوات اللبنانية» فادي كرم وزميله في «التيار الوطني الحر» جورج عطا الله لم ينقطع، لكنه لم يبلغ النتائج المرجوّة منه، ويكاد يدور في حلقة مفرغة بسبب انعدام الثقة واستمرار الحذر بين سمير جعجع والنائب جبران باسيل الذي لن يذهب بعيداً، بحسب القيادي في المعارضة، في خياراته الرئاسية لئلا يزعج «حزب الله»، برغم أن الاضطراب السياسي لا يزال يسيطر على علاقتهما من دون أن ينقطعا عن التواصل، وإنما ليس على المستوى القيادي.

اجتماع المعارضة

ويفترض أن يشارك في اجتماع المعارضة حزبا «القوات اللبنانية» و«الكتائب» وكتلة «التجدد» النيابي وعدد من النواب المستقلين ومن بينهم المنتمون إلى قوى التغيير، فيما يغيب عن الاجتماع «اللقاء النيابي الديمقراطي» برئاسة النائب تيمور وليد جنبلاط، لأنه يفضّل عدم الاصطفاف في جبهة سياسية في مواجهة محور الممانعة من دون أن يتخلى عن خياراته الرئاسية بانتخاب رئيس للجمهورية لا يشكل تحدّياً لفريق دون الآخر، لأن ما يهمه إنهاء الشغور الرئاسي. وعلمت «الشرق الأوسط» أن «اللقاء الديمقراطي» يتواصل بالمفرّق من خلال النائب وائل أبو فاعور بقوى المعارضة بحثاً عن مرشح توافقي يؤدي إلى إخراج الاستحقاق الرئاسي من التأزم. وكشف المصدر القيادي نفسه، أن اجتماع المعارضة سيتداول في مجموعة من أسماء المرشحين لرئاسة الجمهورية يأتي في مقدمتهم الوزير السابق جهاد أزعور، والنائب السابق صلاح حنين، والنائب نعمة أفرام الذي كان ألمح سابقاً إلى استعداده للترشح من دون أن يسحب اسم قائد الجيش العماد جوزف عون من لائحة المتسابقين إلى الرئاسة الأولى في ضوء ما ستنتهي إليه المواجهة بين القوى المعنية بانتخابه. ويتردد أن اسم أزعور يتقدّم حالياً على منافسيه في حال أن باسيل، كما ينقل عنه قيادي في «الكتائب»، بأنه لا يمانع انتخابه كونه لا يشكل تحدّياً لأحد، وهذا ما خلص إليه رئيس الحزب النائب سامي الجميل في تواصله معه، إضافة إلى أن جعجع كان أبلغ رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، عندما التقاه في معراب، بأن لا اعتراض لديه على ترشّح أزعور بخلاف ما كان يُنقل على لسانه في هذا الخصوص. ويبقى السؤال: هل يذهب باسيل بعيداً في تطوير موقفه باتجاه دعمه لترشح أزعور؟ وماذا سيكون موقف تكتل «لبنان القوي»، لأنه لا يستطيع أن ينوب عنه بما يسمح له التفرُّد بموقفه من دون التشاور معه.

تفرد باسيل

وفي هذا السياق، يؤكد مصدر قيادي في «التيار الوطني الحر» بأنه لم ينتهِ حتى الساعة إلى تبنّي أي مرشح، وأن تفرُّد باسيل في موقفه سيؤدي حتماً إلى توسيع الخيارات الرئاسية، وصولاً إلى ترك الحرية للنواب الأعضاء في تكتل «لبنان القوي» بانتخاب من يريدونه. ويقول المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، لـ«الشرق الأوسط»، إن الضبابية ما زالت تسيطر على الاستحقاق الرئاسي، ما يحول دون حسم المعركة لمصلحة هذا المرشح أو ذاك، ويؤكد أن الأجواء شبيهة بتلك التي كانت قائمة في الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 1970، وأدت إلى انتخاب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية على منافسه إلياس سركيس بفارق صوت واحد. ويلفت إلى أن الود السياسي المفقود بين جعجع وباسيل سواء لجهة انعدام الثقة أو لجهة الحذر المتبادل لا يزال يعيق إمكانية الوصول إلى تفاهم بينهما، إلا في حال حصول تطورات ليست مرئية حتى الساعة، ويقول إن باسيل لن يذهب بعيداً في تفاهمه مع المعارضة، وهو يلوّح الآن بإمكانية التفاهم لعله يدفع بـ«حزب الله» ليعيد النظر في حساباته بتخليه عن دعمه لفرنجية لمصلحة مرشح لا يشكل تحدياً له. ولم يستبعد المصدر نفسه بأن يضطر باسيل إلى اتباع سياسة الحياد الإيجابي حيال «حزب الله» بامتناعه عن مقاطعة جلسة الانتخاب لعله يؤمّن نصاب الثلثين لانعقاده من دون أن يطلق الضوء الأخضر لانتخاب فرنجية. كما أن المصدر القيادي يرى أن رهان البعض في محور الممانعة على أن رفض باسيل الاقتراع لمصلحة فرنجية سيتيح لخصومه كسب تأييد عدد من النواب في تكتل «لبنان القوي» له ليس في محله، ومَنْ يضمن تأييدهم لزعيم تيار «المردة»؟

ويغمز من قناة «حزب الله» بدعوته للحوار، ويسأل: هل المقصود البحث في مرحلة ما بعد انتخاب فرنجية، طالما أنه يتمسك بتأييده ولا يبدي استعداداً للبحث عن مرشح توافقي؟

ويلتقي المصدر القيادي مع مصدر في المعارضة من خارج الاصطفاف السياسي بأن التهديد بمقاطعة جلسة الانتخاب لمنع وصول فرنجية إلى الرئاسة الأولى يبقى من باب رفع السقوف، لأن لا قدرة للمعارضة على تأمين الأكثرية النيابية لتطيير الجلسة من دون التنسيق مع باسيل، برغم أن الأصوات النيابية المؤيدة لفرنجية تبقى متواضعة، ولن يكون في وسعه الحصول على 65 نائباً في جلسة الانتخاب الثانية، ما لم يحصل على تأييد عدد من النواب السنة من خارج محور الممانعة، وآخرين من كتلة باسيل. لذلك، فإن الغموض لا يزال يكتنف الانتخابات الرئاسية، وأن كل ما يقال عكس ذلك يبقى في إطار رفع المعنويات ليس أكثر، وإن كان فرنجية يتقدم السباق إلى الرئاسة بغياب من ينافسه، وهذا ما يضع المعارضة أمام تحدٍّ يقضي بالتوحّد حول من ينافسه.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

السعودية : بدء اجتماع وزاري اقتصادي على مستوى الجامعة العربية هو الأول بمشاركة سوريا

وطنية/15 آيار/2023

بدأ اليوم اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري بمشاركة وفد من سوريا، وذلك ضمن الاجتماعات التحضيرية لأعمال القمة العربية المقبلة، بحسب "روسيا اليوم". وفي بداية الاجتماع التحضيري سلم الجانب الجزائري الذي كان يترأس اجتماعات القمة السابقة إلى الجانب السعودي، المسؤول عن ترؤس اجتماعات القمة الحالية قبلان يرحب بالوفد السوري ويهنئ دمشق على استئناف نشاطها في اجتماعات مؤسسات الجامعة العربية. بدوره قال وزير المالية السعودي محمد الجدعان خلال الاجتماع: "نرحب بعودة سوريا إلى الجامعة ونتطلع إلى العمل المشترك بما يخدم مصلحة شعوبنا"، مضيفا :"إننا حريصون على دعم مسيرة العمل العربي المشترك وتنفيذ القرارات التي ستصدر عن القمة وستنعكس إيجاباً على بلداننا وشعوبنا ". من جهته قال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي: "نرحب بعودة سوريا إلى الجامعة وبمشاركة وفدها في الاجتماع وستقوم الأمانة العامة بالتنسيق معه وإطلاعه على جميع مستجدات العمل العربي المشترك". ويترأس الوفد السوري وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية  محمد سامر الخليل، ويضم الوفد معاونة وزير الاقتصاد للشؤون الدولية رانيا أحمد ومدير إدارة الشؤون العربية في وزارة الخارجية السفير رياض عباس ومدير العلاقات الدولية أنس البقاعي ومن مكتب وزير الخارجية المستشار إحسان رمان.

 

السودان: 750 قتيلاً وآلاف الجرحى ومليون نازح ولاجئ في 30 يوم حرب والبرهان يقيل مدير عام الشرطة وينهي خدمة سفراء

الخرطوم، عواصم- وكالات/15 آيار/2023

 بعد شهر من المواجهات والقتال العنيف بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في صراع على السلطة، أدى إلى مقتل مئات الأشخاص ونزوح ما يقرب من مليون إنسان. وبحسب الاحصائيات فقد خلفت حرب الجنرالين في السودان بين قائد الجيش اللواء عبدالفتاح البرهان، والقوات شبه العسكرية التابعة للجنرال محمد حمدان دقلو، أكثر من 750 قتيلاً وآلاف الجرحى ونحو مليون نازح ولاجئ. وقد سبق وان نشرت هيئة الأمم المتحدة أن نحو 200 ألف شخص فروا من السودان هربا من القتال الدامي الذي اندلع في منتصف أبريل الماضي ونزح مئات الآلاف داخل البلاد. فيما قالت المنظمة الدولية للهجرة، أن عدد النازحين داخلياً في السودان تجاوز الآن 700 ألف، أي أكثر من ضعف العدد المسجل في الأسبوع السابق وهو 340 ألفاً، وتتوقع الأمم المتحدة أن يتجاوز العدد في حال استمر القتال 800 ألف شخص. في الاثناء أعلنت نقابة أطباء السودان، أمس، عن مقتل حوالي 280 شخصا وإصابة 160 آخرين، في اشتباكات مسلحة بمدينة الجنينة بولاية غرب دارفور خلال يومي الجمعة والسبت الماضيين، إثر هجوم قوات ترتدي زي قوات الدعم السريع. وأوضحت النقابة في بيان أصدرته أمس، أن مدينة الجنينة تمر بأحداث هي الأسوأ والأعنف منذ بداية الاشتباكات في 23 إبريل الماضي بالمدينة. مشيرة إلى أنه توجد صعوبة في حصر الضحايا، وأشارت إلى أن قوات ترتدي زي الدعم السريع اجتاحت المدينة، وهي تستقل عربات ودراجات نارية ودارت معارك شرسة بين هذه القوات ومجموعات مسلحة من مواطني المدينة أدت لسقوط مئات من الضحايا وسط المدنيين ومن الجانبين. في غضون ذلك أصدر رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن، عبدالفتاح البرهان، قراراً قضى بإعفاء الفريق أول شرطة، عنان حامد محمد عمر من منصبه كمدير عام لقوات الشرطة، وتكليف الفريق شرطة حقوقي خالد حسان محيي الدين بمهام مدير عام قوات الشرطة. كما أصدر البرهان قراراً قضى بإنهاء خدمة السفير عبدالمنعم عثمان محمد أحمد البيتي، والسفير حيدر بدوي صادق من العمل بوزارة الخارجية. وقبل ذلك أصدر البرهان، قرارا قضى بإعفاء حسين يحيى جنقول من منصبه كمحافظ لبنك السودان المركزي وتعيين برعي الصديق علي أحمد بدلا منه.كما اصدر، قرارا بتجميد حسابات قوات الدعم السريع وشركاتها في جميع البنوك بالسودان وفروعها في الخارج.كما نص القرار على منع صرف أي استحقاقات أو ميزانيات مرصودة لها. في غضون ذلك تبادل كل من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الاتهامات بشأن استهداف كنيسة في أم درمان مساء اول من أمس، وفي وقت تجددت فيه الاشتباكات بمناطق جنوب الخرطوم، ردَّ قائد قوات الدعم محمد حمدان دقلو “حميدتي” على ما وصفها بالشائعات التي تحدثت عن مقتله. وذكر شهود عيان أن الاشتباكات تجددت في مناطق جنوب الخرطوم وفي أم درمان، باستخدام الأسلحة الثقيلة والقصف بالطائرات الحربية، وردّت المضادات الأرضية لقوات الدعم السريع على تلك الهجمات، وتبادل الطرفان الاتهامات بخرق اتفاق جدة الرامي لحماية المدنيين. وقال مصدر عسكري في الجيش السوداني في تصريحات متلفزة “للجزيرة” إن قوات الدعم السريع حاولت الهجوم على المتحف الحربي وسلاح الإشارة بمنطقة الخرطوم بحري. وأضاف أن الجيش تمكن من تدمير 3 عربات تابعة لقوات الدعم السريع والاستيلاء على ثلاث عربات أخرى. في الأثناء، اتهم قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو فلول النظام السابق بترويج شائعة مقتله، موضحا في تسجيل صوتي أنه متواجد وسط جنوده في مناطق بحري وأم درمان والخرطوم وشرق النيل.

 

تجميد أرصدة «قوات الدعم السريع»... هل يؤثر على أدائها؟

الخرطوم: أحمد يونس/الشرق الأوسط/15 آيار/2023

أصدر القائد العام للجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، وبصفته رئيساً لمجلس السيادة الانتقالي، قرارين اقتصاديين، يوم الأحد، في وقت حرج من أوقات تطور الحرب بين قواته وقوات نائبه في مجلس السيادة قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، جمد بموجب القرار الأول حسابات قوات الدعم السريع وشركاتها في البنوك بالسودان وفروعها في الخارج، وأعفى بالقرار الثاني محافظ بنك السودان المركزي وعيّن بديلاً له، وذلك في محاولة منه لإحكام الحصار على «الدعم السريع»، والسيطرة على حركة الأموال التي يعتقد أن خصمه يستخدمها في الحرب ضده. نص القرار الأول الذي حمل الرقم 122 لسنة 2023 على تجميد حسابات قوات الدعم السريع وحسابات شركاته في جميع البنوك في السودان وفروعها في الخارج، و«منع صرف أي استحقاقات وميزانيات مرصودة لهذه الجهات»، فيما نص القرار الثاني على إعفاء محافظ البنك المركزي حسين يحيى جنقول من منصبه، وتعيين برعي الصديق علي أحمد مكانه، وذلك بعد دخول الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع شهرها الثاني، التي تسببت في أزمة نقد وسيولة خانقة نتجت عن شل الحياة العامة في البلاد، بما في ذلك تدمير معظم المصارف والبنوك ونهبها، بما فيها بنك السودان المركزي. وتناقضت صيغ قرار تجميد حسابات قوات الدعم السريع، بين النص الصادر عن إعلام مجلس السيادة الانتقالي، الذي نص على «منع صرف أي استحقاقات أو ميزانيات مرصودة له، على ألا يشمل القرار المرتبات»، والنص الآخر الذي نشره إعلام الجيش على صفحة القوات المسلحة، الذي اكتفى بالنص على: «منع صرف أي استحقاقات أو ميزانيات مرصودة لها»، ما يشير إلى أنه ربما يكون هناك أكثر من مركز قرار في قيادة الجيش، وهو ما ظل قادة «الدعم السريع» يرددونه. ولا يُعرف على وجه الدقة بأي كيفية ستؤثر هذه القرارات على سير العمليات الحربية بين الجيش و«الدعم السريع»، لا سيما وأن وزارة المالية وبنك السودان فشلا في صرف رواتب أبريل (نيسان) الماضي لكل العاملين في الدولة بسبب شلل الحياة العامة، بما في ذلك المصارف، بسبب الحرب الدائرة لأكثر من شهر، ومن ثم تراجعت حصيلة النقد والسيولة لدى الدولة تراجعاً حاداً لم يسمح لها بسداد رواتب العاملين. وتساءل مصرفيون ما إذا كانت الحسابات التي تم تجميدها ستؤثر بشكل أو بآخر على قدرة «الدعم السريع» في إدارة حربه ضد الجيش، وما إذا كانت البنوك المشلولة أصلاً قادرة على تنفيذ القرار في ظل ظروفها المعروفة، أو مدى اعتماد قوات الدعم السريع على تمويلات وزارة المالية. وتتحمل وزارة المالية السودانية رواتب قوات الدعم السريع منذ تأسيسها، وهي رواتب تفوق كثيراً رواتب جنود الجيش، بجانب أن «الدعم السريع» يحتفظ لنفسه بالحق في تقديم «حوافز وامتيازات» سخية لجنوده وضباطه من موارده الخاصة، ما يجعلهم أفضل حالاً بكثير مقارنة بضباط وجنود الجيش الذين لا تكفي رواتب بعضهم عبء الحياة أكثر من أيام في الشهر. ويستخدم «الدعم السريع» موارده الخاصة من تعدين الذهب واستثماراته وأنشطته التجارية المتعددة داخل السودان وخارجه، ضمن سلسلة معقدة في تمويل عملياته وجنوده وضباطه، ما جعله جاذباً لطلاب الجندية، بل والمقالين من الجيش من جنود وصف ضباط وضباط. غير أن معظم هذه الاستثمارات والأموال ليست باسم (الدعم السريع)، بل باسم شركات ومؤسسات تتبع لأسرة (دقلو) أو تتمتع بصفة مستقلة خارج السودان حتى لا يشملها قرار تجميد الأرصدة. ورغم أن قرار البرهان بإقالة محافظ بنك السودان المركزي، حسين جنقول، لم يوضح الأسباب، إلا أنه يتردد أن المحافظ المقال لم يجمد تمويل قوات الدعم السريع. وكان البرهان هو الذي عين جنقول محافظاً للبنك المركزي بعد انقلاب 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2021، بعدما كانت قد أقالته لجنة تفكيك نظام الإسلاميين، باعتباره من رجال الرئيس السابق عمر البشير. وعيّن البرهان يوم الأحد شخصية أيضاً محسوبة على الإسلاميين، وهو برعي الصديق علي أحمد.

ولاءات غامضة

وقال محللون لـ«الشرق الأوسط»، إن قرار قائد الجيش البرهان بإقالة جنقول كان متوقعاً مع انتشار أحاديث أنه كان موالياً لقائد «الدعم السريع»، رغم ولائه التقليدي المعروف لنظام الإسلاميين وقربه من رئيس حزبه «المؤتمر الوطني» أحمد محمد هارون. واعتبر هؤلاء القرار مجرد «دعاية إعلامية لن تؤثر عملياً، أو بقدر كبير على تمويل قوات الدعم السريع». وأضاف محللون أن أحد أسباب قرار البرهان قد يكون «إثبات وجوده وقدرته على اتخاذ القرارات رغم ظروف الحرب، واختفائه عن الأنظار منذ بدايتها في منتصف أبريل (نيسان) الماضي». وتساءلوا: «هناك قرارات أهم من إقالة محافظ بنك السودان، فلماذا لم يقل نائبه في مجلس السيادة حميدتي حتى الآن؟». ورأى البعض أن تعيين برعي الصديق بديلاً لجنقول قد يكون خصماً على البرهان، لأن «هذا البديل معروف بأنه محسوب على النظام البائد، ما يثير أسئلة عن علاقة البرهان بالنظام السابق، أو أن القرارات المهمة لا يتخذها هو، بل يتخذها قياديو نظام البشير، رغم نفي البرهان لذلك». وكثيراً ما يردد حميدتي أن من يقف وراء الحرب هو علي كرتي، الأمين العام للحركة الإسلامية في السودان.

الاستيلاء على الأرصدة

وحذر رئيس تحرير إحدى الصحف المحلية، فضل حجب اسمه، من أن يحفز قرار البرهان بتجميد أرصدة قوات الدعم السريع، لأن تلجأ هذه القوات إلى «أخذ حقها بالقوة عن طريق اقتحام البنوك، بما فيها البنك المركزي»، مشيراً إلى أن عدداً من البنوك قد تم نهبها بالفعل طوال الأسابيع الماضية بسبب غياب الأمن وحالة الفوضى التي أوجدتها الحرب. وقلل من تأثير قرار التجميد باعتبار أن معظم شركات الدعم السريع مسجلة بأسماء أشخاص، وتتعامل مع بنوك خارج البلاد، وبالتالي فإن القرار لن يشملها ولن تتأثر به قوات الدعم السريع كثيراً. وأصيب النظام المصرفي في السودان بشلل تام منذ اللحظات الأولى لاندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، فأغلقت البنوك أبوابها، وفي وقت لاحق أصيب النظام المصرفي الإلكتروني بشلل كبير جراء تعطل حواسيبه، ما جعل معظم التطبيقات المصرفية تخرج عن العمل. وبعد مرور قرابة الشهر على الحرب، عادت بعض فروع البنوك في مدن الولايات خارج العاصمة للعمل على استحياء، بيد أن مراكزها وفروعها في الخرطوم لا تزال معطلة، أو لا يمكن الوصول إليها بسبب الاشتباكات العسكرية المتواصلة. كما عادت بعض التطبيقات البنكية للعمل، مع تردد معلومات بأن عمليات البنك المركزي نُقلت إلى مدينة بورتسودان على ساحل البحر الأحمر، لكن أزمة النقد الأجنبي وصرف المرتبات لا تزال عامة وخانقة للجميع.

 

البرهان يعزز موقعه بتعيينات في الشرطة والخارجية وتحذيرات من قرب انهيار القطاع الصحي وسط استمرار القتال

الخرطوم: محمد أمين ياسين/الشرق الأوسط/15 آيار/2023

أصدر رئيس مجلس السيادة الانتقالي، القائد العام للقوات المسلحة السودانية الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، يوم الاثنين، قراراً قضى بإعفاء الفريق أول شرطة عنان حامد محمد عمر من منصبه كمدير عام لقوات الشرطة، ووزير الداخلية المكلف. وقال مكتب الناطق باسم القوات المسلحة السودانية، في منشور على صفحته بموقع «فيسبوك»، إن البرهان كلف الفريق شرطة حقوقي خالد حسان محيي الدين بالقيام بمهام مدير عام قوات الشرطة. كما أصدر البرهان قراراً قضى بإنهاء خدمة السفير عبد المنعم عثمان محمد أحمد البيتي، والسفير حيدر بدوي صادق من العمل بوزارة الخارجية، ووجه الوزارة والجهات ذات الصلة وضع القرار موضع التنفيذ. ويمت الوزير المقال بصلة قرابة للبرهان، ويتحدران من منطقة واحدة في ولاية نهر النيل، بشمال البلاد. وعقب اندلاع الحرب مباشرة، انسحبت قوات الشرطة التي تقدر بالآلاف من المراكز والأقسام والشوارع في كل أنحاء العاصمة الخرطوم. وفي وقت لاحق، أقدم قادة الجيش على نشر قوات كبيرة من وحدة «الاحتياط المركزي» التابعة للشرطة لتأمين الأحياء السكنية والشوارع، لكنها اصطدمت بمواجهات عنيفة مع قوات الدعم السريع. وكان البرهان قد أعفى يوم الأحد، محافظ البنك المركزي، حسين يحيى جنقول، وعيّن بدلاً منه برعي الصديق أحمد، أحد نواب جنقول، محافظاً جديداً للبنك، دون توضيح سبب إقالة جنقول. كما أصدر قراراً بتجميد حسابات قوات الدعم السريع وجميع شركاتها في البنوك السودانية وأفرعها في الخارج.

من جهة أخرى، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن المرافق الصحية في السودان على وشك «الانهيار»، وذلك بعد شهر من اندلاع اشتباكات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع في البلاد. وأضافت اللجنة عبر حسابها على «تويتر»، أن مرافق الرعاية الصحية في السودان تعاني منذ أسابيع، من نقص الإمدادات والعلاج، مشيرة إلى توقف أكثر من 70 في المائة من المستشفيات عن العمل. ويشهد السودان اشتباكات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل (نيسان) الماضي، مما أسفر عن سقوط مئات الضحايا بين قتلى وجرحى. وهزّ القصف الجوي والانفجارات السودان مجدداً يوم الاثنين، بعد شهر من بدء معارك بين قوات الجانبين المتصارعين على السلطة تهدد بدفع البلاد إلى حافة الانهيار، ما يثير قلق دول الجوار. وأوقعت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع أكثر من 750 قتيلاً وآلاف الجرحى، إضافة إلى نحو مليون نازح ولاجئ. وأفاد شاهد عيان في العاصمة وكالة الصحافة الفرنسية، بتعرض منطقة «شرق النيل بشرق الخرطوم لقصف جوي»، فيما أكد آخر في جنوب العاصمة أن «قصف الطيران وضرب المضادات له يجريان منذ الثامنة والنصف صباحاً... لم يتغير شيء منذ بداية النزاع». وأضاف: «الأوضاع تتجه إلى الأسوأ رغم الحديث عن الهدنة، لكن عنف الطرفين ومخاوف الناس يتزايدان كل يوم».

مساعدات غذائية

وقبل الحرب كان ثلث سكان البلاد يعتمدون على المساعدة الغذائية الدولية، واليوم أصبحوا محرومين منها، فمخازن المنظمات الإنسانية نهبت، كما علقت منظمات كثيرة منها عملها بعد مقتل 18 من موظفيها. وأصبحت السيولة نادرة. فالبنوك، التي تعرض بعضها للنهب، لم تفتح أبوابها منذ بداية الحرب التي دخلت شهرها الثاني، فيما سجلت الأسعار ارتفاعاً حاداً وصل إلى 4 أضعاف بالنسبة للمواد الغذائية و20 ضعفاً بالنسبة للوقود. ويعيش سكان الخرطوم البالغ عددهم نحو 7 ملايين شخص، مختبئين بمنازلهم في انتظار وقف لإطلاق نار لم يتحقق حتى الآن، فيما تستمر الغارات الجوية والمعارك بالأسلحة الثقيلة ونيران المدفعية التي تطال حتى المستشفيات والمنازل. وفي مدينة جدة بالسعودية، يجري الطرفان محادثات حول وقف إطلاق نار «إنساني» للسماح للمدنيين بالخروج وإتاحة المجال لدخول المساعدات، لكنهما لم يتفقا حتى الآن سوى على قواعد إنسانية بشأن إجلاء المدنيين من مناطق القتال وتوفير ممرات آمنة لنقل المساعدات. والواقع أنه في كل مرة يتعهدان فيها بوقف إطلاق نار، فإنهما يخرقانه منذ الدقائق الأولى. ويكرر الخبراء والدبلوماسيون أن كلاً من الطرفين مقتنع بأنه يستطيع حسم الأمر عسكرياً. ولكل منهما عدد كبير من العناصر. ويقول أليكس روندوس، ممثل الاتحاد الأوروبي السابق للقرن الأفريقي، إن «الجيش وقوات الدعم السريع يخرقان الهدن بانتظام، ما يدل على درجة غير مسبوقة من الإفلات من المحاسبة، حتى بالمعايير السودانية للنزاع». عرف السودان كثيراً من النزاعات. ففي دارفور، أسفر قمع أقليات عرقية مطلع الألفية في عهد عمر البشير (1989 - 2019) من قبل الجيش وقوات الدعم السريع المتحالفة مع الجيش آنذاك، عن سقوط 300 ألف قتيل ونزوح ما يزيد على 2.5 مليون شخص. وبسبب حالة السيولة الأمنية في الخرطوم التي تشهد أعنف الصدامات بين المحاربين، انتقل كثير من إدارات الدولة إلى بورتسودان، على بعد 850 كيلومتراً شرقاً على ساحل البحر الأحمر، حيث يسعى فريق مصغر من الأمم المتحدة للتفاوض على مرور المساعدات الإنسانية، ويعقد بعض الوزراء وكبار المسؤولين مؤتمرات صحافية يومية يحرصون فيها على توجيه رسائل طمأنة. ويؤكد الكثيرون أنه مع تدمير معامل للصناعات الغذائية أو مصانع صغيرة، تسببت هذه الحرب بانحسار التصنيع جزئياً، الأمر الذي يعني أن السودان سيصبح مستقبلاً أكثر فقراً ولفترة طويلة.

 

نتنياهو: عملية إسرائيل في غزة استهدفت تعزيز الردع

تل أبيب/الشرق الأوسط/15 آيار/2023

صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم (الاثنين)، بأن هدفه في عملية «الدرع والسهم» الأخيرة في غزة كان تغيير موقف إسرائيل الاستراتيجي في مواجهة «حركة الجهاد الإسلامي» وتعزيز الردع. ووفق وكالة الأنباء الألمانية، قال نتنياهو «إن شيئاً قد تغير»، مشيراً إلى الاغتيالات المستهدفة التي نفّذتها إسرائيل ضد زعماء «حركة الجهاد» للقضاء على قيادتها خلال العملية، حسب صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» في موقعها الإلكتروني. وقال في مستهل اجتماع لكتلة حزب الليكود في الكنيست (البرلمان): «أي شخص يأتي للإضرار بنا سيكون من الأفضل أن يفهم أنه سوف ينال جزاءه».وأعلنت «سرايا القدس»، الجناح العسكري لـ«حركة الجهاد الإسلامي»، أمس (الأحد)، عن مقتل 11 من قادتها وعناصرها في جولة التوتر الأخيرة مع إسرائيل في قطاع غزة التي استمرت 5 أيام، من التاسع حتى الـ13 من الشهر الجاري. وأشار نتنياهو إلى عملية «حارس الجدار» في عام 2021 بوصفها حلقة أخرى في سلسلة الردع ضد حركة «حماس». وزعم رئيس الوزراء الإسرائيلي أن «حماس» لم تطلق صاروخاً واحداً على بلاده منذ ذلك الوقت.

 

عباس يطالب في ذكرى النكبة بـ«تعليق عضوية» إسرائيل في الأمم المتحدة

نيويورك: «الشرق الأوسط»/15 آيار/2023

طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الاثنين، في خطاب في الأمم المتحدة بمناسبة ذكرى النكبة الخامسة والسبعين، بـ«تعليق» عضوية إسرائيل في المنظمة على خلفية «اعتدائها» على الفلسطينيين و«احتلالها» أراضي فلسطينية. للمرة الأولى، وبفضل قرار صدر في نوفمبر (تشرين الثاني)، تحيي الأمم المتحدة، الاثنين، في مقرها بنيويورك ذكرى نكبة الفلسطينيين، التي بدأت في 15 مايو 1948 غداة إعلان قيام دولة إسرائيل. وقال عباس في خطاب استمر ساعة: «نطالب رسمياً، ووفقاً للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية بإلزام إسرائيل باحترام قراراتكم هذه، أو تعليق عضويتها في الأمم المتحدة». جاء خطاب رئيس السلطة الفلسطينية، الذي تتمتع دولته فلسطين بصفة مراقب في الأمم المتحدة، خلال جلسة خاصة للجنة حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف بحضور عشرات من السفراء لدى الأمم المتحدة. واتهم عباس، إسرائيل، بأنها «لم تفِ بالتزامات قبول عضويتها في منظمتكم» منذ إعلان قيامها في 14 مايو 1948 بعد تصويت الأمم المتحدة في 29 نوفمبر 1947 لصالح تقسيم فلسطين إلى دولتين يهودية وعربية. وأشار الرئيس الفلسطيني إلى اتخاذ «المنظمة الدولية عبر السنين مئات القرارات التي تُقِر بحقوق الشعب الفلسطيني الثابتة في وطنه، ألف قرار تقريباً»، لكن «لم يطبَّق أي منها». وأضاف عباس مستنكراً: «النكبة لم تبدأ في عام 1948، كما أنها لم تنته بعد هذا العام، فإسرائيل، الدولة القائمة بالاحتلال، لا تزال تواصل احتلالها وعدوانها على الشعب الفلسطيني، ولا تزال تتنكر لهذه النكبة، وترفض قرارات الشرعية الدولية القاضية بعودة اللاجئين الفلسطينيين». تقدّر الأمم المتحدة أن الفلسطينيين الذين أجبروا على مغادرة أراضيهم عام 1948 يشكلون مع أحفادهم 5.9 ملايين لاجئ منتشرين في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة والأردن ولبنان وسوريا. وشكّل النزوح الجماعي في 15 مايو 1948 نكبة يحيي الفلسطينيون ذكراها كل عام، بينما يحتفل الإسرائيليون بقيام دولتهم في 14 مايو 1948.

 

الفلسطينيون يحيون ذكرى “النكبة” بفعاليات شعبية في الضفة وغزة

عباس يطالب بتعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة.. وصافرات الإنذار تدوي والحركة تتوقف في مختلف المدن

رام الله، عواصم – وكالات/15 آيار/2023

 أحيا الفلسطينيون في فعاليات رسمية وشعبية أمس، الذكرى السنوية 75 ليوم “النكبة” التي ترمز إلى إعلان تأسيس دولة إسرائيل على أراضي فلسطينية عام 1948، وتهجير آلاف اللاجئين الفلسطينيين من قراهم، حيث أطلقت صافرات الإنذار، وتوقفت الحركة لمدة 75 ثانية عند الساعة الواحدة من ظهر أمس في مختلف المدن الفلسطينية، إيذانا ببدء فعاليات إحياء ذكرى “النكبة” تلاها فعاليات متنوعة لإحياء المناسبة. وطالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة، قائلا خلال إحياء الأمم المتحدة في نيويورك ذكرى النكبة، إن “بريطانيا والولايات المتحدة تتحملان مسؤولية مباشرة على زرع الكيان الإسرائيلي في أرضنا التاريخية”، مضيفا أن “بريطانيا أعطت فلسطين لليهود..لماذا لم تعطيهم أرضا بريطانية؟”، متابعا أن “حكم القانون الدولي هو وعد من لا يملك لمن لا يستحق”، مردفا “زعموا أن الفلسطينيين تركوا بلادهم طواعية وحقيقة الأمر أنهم هبوا للدفاع عن أرضهم بأبسط ما لديهم”. من جانبه، اكد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية خلال مؤتمر أمام ضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات، إن النكبة جريمة مُمتدة على مدار 75 عامًا ولا يزال الشعب الفلسطيني يدفع من دمه ولحمه الحي فاتورة العدوان، مشددا على استمرار الفلسطينيين في النضال من أجل استرداد حقوقهم، وإفشال المشروع الصهيوني الاستعماري التوسعي. بدوره، قال رئيس دائرة شؤون اللاجئين في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد أبو هولي، إن الشعب الفلسطيني متمسك بحقه في العودة وتحرير أرضه رغم مضي كل هذه السنوات على النكبة، مشددا على أن النكبة جريمة مستمرة والعودة للاجئين حق لا يسقط بالتقادم، فيما قال منسق القوى والفصائل الفلسطينية واصل أبو يوسف، إن ملف اللاجئين يمثل “جوهر القضية الفلسطينية، ولن يسقط بالتقادم وسيبقى يشكل ثابتا من ثوابت الشعب الفلسطيني.

من جهتها، نظمت الفصائل مؤتمرا جماهيريا وسط مدينة رام الله بمشاركة مسؤولين فلسطينيين وممثلين عن المؤسسات الرسمية والشعبية ومنظمات المجتمع المدني، حيث اكد نائب رئيس حركة “فتح” محمود العالول خلال المهرجان أن المسيرة الفلسطينية مستمرة وفي سبيل ذلك فإن الشعب الفلسطيني مستعد لدفع الثمن باهظاً ولن يقبل بأقل من حريته واستقلاله، وحقوقه كاملة غير منقوصة. وفي غزة، سلمت الفصائل الفلسطينية مذكرة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، تذكر بتدمير 531 قرية فلسطينية وارتكاب نحو 71 مجزرة دموية قضى فيها نحو 15 ألف فلسطيني، معتبرة أن تداعيات النكبة الفلسطينية ما زالت حتى الآن نتيجة إصرار دولة الاحتلال على رفض الانصياع لقرارات الشرعية الدولية والتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني، داعية المجتمع الدولي إلى تحمل المسؤولية في الحفاظ على قرارات الشرعية الدولية وتطبيقها بقوة القانون الدولي، وضرورة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ومنحه حقوقه.

من جهته، أكد المجلس الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية في بيان بمناسبة ذكرى النكبة، على ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية ولم الشمل وتفعيل برنامج المقاومة الشعبية في مواجهة إسرائيل وسياساتها. وشدد البيان على حق اللاجئين والمهجرين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم الأصلية التي هجروا منها، وعلى المجتمع الدولي تنفيذ قرارات الأمم المتحدة وخاصة القرار 181، والقرار 194 الذي يضمن حق العودة والتعويض. وحث بيان المجلس الوطني الفلسطيني، الشعوب العربية والإسلامية على القيام بواجبها تجاه القدس والتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يتصدى للاحتلال الفاشي. من جهته، حمل إسماعيل رضوان القيادي في حركة حماس بريطانيا المسؤولة الكاملة عن الجرائم التي أحلت بالشعب الفلسطيني. ودعا رضوان في مقابلة مع قناة الغد بريطانيا للتكفير عن هذه الجرائم والاعتذار للشعب الفلسطيني والعمل على زوال الاحتلال الصهيوني عن أرضه. وتشير سجلات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، إلى أن عدد اللاجئين المسجلين لديها في كانون الأول عام 2020، بلغ حوالي 6.4 مليون لاجئ فلسطيني، منهم نحو مليونين في الضفة الغربية وقطاع غزة. وحسب الجهاز المركزي للإحصاء، فإن حوالي 28.4% من اللاجئين المسجلين لدى “الأونروا” يعيشون في 58 مخيما رسميا تابعا لها، تتوزع بواقع 10 مخيمات في الأردن، و9 مخيمات في سورية، و12 مخيما في لبنان، و19 مخيما في الضفة الغربية، و8 مخيمات في قطاع غزة.

 

أكثر من ثلث الإسرائيليين يرون أن نتنياهو شن الحرب ليستعيد شعبيته

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط/15 آيار/2023

بينت 4 استطلاعات رأي جديدة بثت في القنوات التلفزيونية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، هو أول وأكبر المستفيدين من العملية الحربية الأخيرة على «الجهاد الإسلامي» في قطاع غزة. وقال 36 في المائة من الإسرائيليين إنه شن الحرب بسبب تراجع قوة «الليكود» في استطلاعات الرأي ورغبته في تحسين وضعه، وقال 44 في المائة إن هذه العملية لم تغيّر في معادلة الردع مقابل فصائل المقاومة في قطاع غزة المحاصر، وأكدوا أن المواجهة المقبلة «مسألة وقت». ونشرت 4 قنوات استطلاعات رأي حول النتائج المحتملة للانتخابات، أظهرت كلها أن حزب الليكود، الذي يقوده نتنياهو، سيرتفع بنسبة تتراوح بين 4 و5 بالمائة عن نسبته في الاستطلاعات الأخيرة. فقد كانت الاستطلاعات التي أُجريت خلال الشهور الأربعة الماضية، تشير إلى أن الليكود بدأ يخسر من قوته بين الجمهور، منذ أعلن خطة الحكومة لتغيير منظومة الحكم وإضعاف الجهاز القضائي، وخرجت مظاهرات أسبوعية بمشاركة مئات الألوف في كل أسبوع. الجيش الإسرائيلي وسط مدينة ريحوفوت حيث أصاب صاروخ أطلق من غزة الخميس مبنى سكنياً (إ.ب.أ) وفي الاستطلاع الأخير قبل أسبوعين، كانت خسارته كبيرة (من 32 مقعداً له اليوم إلى 24 مقعداً)، وبدا واضحاً أنه في حال إجراء الانتخابات اليوم فإن معسكره كله سينهار ويخسر الحكم. ولكن، مع انطلاق العملية الحربية في غزة، التي انتهت يوم الثلاثاء، بدا واضحاً أنه أخذ يسترد شعبيته. وبحسب استطلاع «القناة 12» للتلفزيون الإسرائيلي، قال 63 في المائة من الإسرائيليين، إن نتنياهو كان جيداً في أدائه بقيادة العملية الحربية، مقابل 29 في المائة يعتقدون أنه كان سيئاً. وبشأن أداء وزير الدفاع، يوآف غالانت، وهو أيضاً من الليكود، قال 74 في المائة من الإسرائيليين، إن أداءه كان جيداً، مقابل 17 في المائة يرونه سيئاً. في حين رأى 81 في المائة من المستطلعة آراؤهم، أن رئيس أركان الجيش أبلى بلاءً حسناً، مقابل 13 في المائة يرون أن أداءه كان سيئاً. وسئل الإسرائيليون عن الردع الإسرائيلي للتنظيمات الفلسطينية، فقال 42 في المائة من المستطلعة آراؤهم، إن العملية الحربية أسهمت في تعزيز الردع، مقابل 44 في المائة يرون أن الردع لم يتغير، في حين قال 5 في المائة إن الردع تراجع. ورأى 26 في المائة من المشاركين في الاستطلاع، أن جولة المواجهة المقبلة هي مسألة أسابيع؛ في حين قال 52 في المائة إننا سنشهد مواجهة جديدة بين إسرائيل والمنظمات الفلسطينية في غزة خلال أشهر، فيما قال 3 في المائة إن المواجهة المقبلة قد تتأجل لسنوات. وفي استطلاع «القناة 13»، قال 53 في المائة من المستطلعة آراؤهم، إن جولة التصعيد المقبلة في غزة، قد تحدث خلال أشهر، مقابل 17 في المائة قالوا إنها ستتأجل عاماً أو أكثر، فيما قال 12 في المائة إن المواجهة المقبلة ستحصل خلال «أيام». وقد أجمعت القنوات الإسرائيلية الأربع على أن الليكود عاد ليرتفع في الاستطلاعات. فقد أظهر استطلاع «القناة 13» أن معسكر نتنياهو المتمثل بأحزاب الائتلاف الحالي سيحصل على 56 مقعداً في انتخابات تُجرى اليوم، موزعة على النحو التالي: الليكود - 25 مقعداً، «شاس» - 10 مقاعد، «يهودوت هتوراه» - 8 مقاعد، «الصهيونية الدينية» - 8 مقاعد، «عوتسما يهوديت» - 5 مقاعد.

وتحصل أحزاب المعارضة الحالية على 59 مقعداً موزعة على النحو الآتي: «المعسكر الوطني» - 30 مقعداً، «ييش عتيد» - 18 مقعداً، «القائمة الموحدة للحركة الإسلامية» - 6 مقاعد، «يسرائيل بيتينو» - 5 مقاعد. ويكون لسان الميزان بيد التحالف العربي للجبهة الديمقراطية والحركة العربية للتغيير بقيادة النائبين أيمن عودة وأحمد الطيبي، إذ يحصل على 5 مقاعد ويبقى خارج الائتلافات. بينما يفشل حزبا «العمل» و«ميرتس» في تجاوز نسبة الحسم. وبحسب استطلاع «القناة 12»، يحصل معسكر نتنياهو على 54 مقعداً موزعة على النحو الآتي: الليكود - 27 مقعداً، تحالف «الصهيونية الدينية» و«عوتسما يهوديت» - 10 مقاعد، «شاس» - 10 مقاعد، «يهودوت هتوراه» - 7 مقاعد. وتحصل أحزاب المعارضة على 61 مقعداً موزعة على النحو الآتي: «المعسكر الوطني» - 27 مقعداً، «ييش عتيد» - 18 مقعداً، «يسرائيل بيتينو» - 6 مقاعد، «ميرتس» - 5 مقاعد، «القائمة الموحدة» - 5 مقاعد، ويحصل تحالف الجبهة والعربية للتغيير على 5 مقاعد. وأظهر استطلاع «كان 11» حصول معسكر نتنياهو على 55 مقعداً، موزعة على النحو التالي: الليكود - 28 مقعداً، تحالف «الصهيونية الدينية» و«عوتسما يهوديت» - 10 مقاعد، «شاس» - 10 مقاعد، «يهودوت هتوراه» - 7 مقاعد. وبيّن الاستطلاع حصول أحزاب المعارضة الحالية على 60 مقعداً موزعة على النحو الآتي: «المعسكر الوطني» - 26 مقعداً، «ييش عتيد» - 18 مقعداً، «يسرائيل بيتينو» - 6 مقاعد، «ميرتس» - 5 مقاعد، «القائمة الموحدة» - 5 مقاعد، ويحصل تحالف الجبهة والتغيير على 5 مقاعد. وبحسب القناة 14 اليمينية، يحصل معسكر نتنياهو على 58 مقعداً موزعة على النحو التالي: الليكود - 31 مقعداً، «شاس» - 10 مقاعد، «يهودوت هتوراه» - 7 مقاعد، «الصهيونية الدينية» - 5 مقاعد، «عوتسما يهوديت» - 5 مقاعد. كما تحصل أحزاب المعارضة على 58 مقعداً: «المعسكر الوطني» - 27 مقعداً، «ييش عتيد» - 16 مقعداً، «يسرائيل بيتينو» - 6 مقاعد، «القائمة الموحدة» - 5 مقاعد، «ميرتس» - 4 مقاعد، ويحصل تحالف الجبهة التغيير على 4 مقاعد.

 

هل سيواجه البرلمان التركي الجديد صعوبات تستدعي انتخابات مبكرة؟

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/15 آيار/2023

كشفت النتائج شبه الرسمية للانتخابات البرلمانية في تركيا عن استمرار هيكل البرلمان الأخير من حيث احتفاظ «تحالف الشعب» بقيادة حزب «العدالة والتنمية» الحاكم بالأغلبية مع تغييرات طفيفة وإعادة توزيع المقاعد بين التحالفات والأحزاب وتوسيع قاعدة البرلمان بانضمام أحزاب جديدة بأعداد أكبر من النواب. وأظهرت النتائج فشل أي تحالف من التحالفات في تحقيق أغلبية مريحة تمكّنه من التحرك بمفرده لتعديل الدستور أو إقرار القوانين. وعلى الرغم من أن صلاحيات رئيس الجمهورية الواسعة في ظل النظام الرئاسي الذي بدأ تطبيقه منذ عام 2018، انتقصت بشكل ما من دور البرلمان، فإن ضمان «تحالف الشعب» الأغلبية في الدورة السابقة أوجد تناغماً بين الرئيس والبرلمان وحدّ من قدرة المعارضة على التأثير عند مناقشة مشروعات القوانين والتعديلات الدستورية. ومع انتظار تركيا لحسم مَن سيكون الرئيس القادم للبلاد من بين المرشحَين اللذين سيخوضان جولة الإعادة في 28 مايو (أيار) الحالي، وهما الرئيس رجب طيب إردوغان مرشح «تحالف الشعب»، وكمال كيليتشدار أوغلو مرشح «تحالف الأمة» المعارض، تثور تساؤلات حول ما يمكن أن تكون عليه الحال إذا فاز مرشح المعارضة، وكانت الأغلبية في البرلمان لـ«تحالف الشعب».

برلمان مختلف

وتجيب النتائج التي كشفت عنها صناديق الاقتراع عن هذا السؤال؛ فكلا الجانبين لم يحقق النسبة التي تضمن له تمرير التعديلات الدستورية أو مشروعات القوانين بسهولة. فرغم تفوق «تحالف الشعب»، («العدالة والتنمية»، و«الحركة القومية»، و«الوحدة الكبرى»، و«هدى بار»، و«اليسار الديمقراطي»، و«الرفاه من جديد») فإنه حصل على نسبة 49.4 في المائة، محققاً 321 مقعداً، أي أقل من أغلبية الثلثين (400 مقعد)، والثلاثة أخماس (360 مقعداً). وحصل «تحالف الأمة» على نسبة 35.1 في المائة، محققاً 231 مقعداً، و«تحالف العمل والحرية» على 10.5 في المائة ضمنت له 66 مقعداً. ويتطلب تمرير التعديلات الدستورية من البرلمان أغلبية الثلثين (400 صوت)، أو تصويت ثلاثة أخماس عدد الأعضاء (360 نائباً) من أجل طرح التعديلات للاستفتاء الشعبي. وتمخضت الانتخابات الأخيرة عن صورة مختلفة للبرلمان عمّا كان عليه بعد انتخابات 2018، حصل حزب «العدالة والتنمية» على 34.42 في المائة، وحزب «الشعب الجمهوري» 25.39 في المائة، وحزب «الحركة القومية» على 10.06 في المائة، و«الحزب الثاني» على 9.82 في المائة، وحزب «اليسار الأخضر» على 8.78 في المائة، وحزب «الرفاه» على 2.85 في المائة، وحزب «العمال» التركي على 1.71 في المائة. ولم يتمكن أي مرشح من قوائم حزب «النصر» الذي حصل على 2.25 في المائة من الأصوات، وحزب «البلد» الذي حصل على 0.93 في المائة من الأصوات، من دخول البرلمان.

خريطة الأحزاب

حصل حزب «العدالة والتنمية» على 42.56 في المائة من الأصوات في انتخابات 2018 ليحقق 295 مقعداً. انخفضت هذه النسبة بنحو 7 في المائة إلى 35.4 في المائة في انتخابات (الأحد) ليحصل على 266 مقعداً. كما حصل حزب «الشعب الجمهوري» في انتخابات 2018 على 22.56 في المائة من الأصوات في 2018 ضمنت له 146 مقعداً، وزادت نسبته في انتخابات (الأحد) إلى 25.4 في المائة، وحصل على 168 مقعداً. أما حزب «الحركة القومية» فحصل على نسبة 11.1 في المائة من الأصوات في 2018 ليحقق 49 مقعداً، وفي انتخابات (الأحد) حصل على 10.06 في المائة بعدد مقاعد 51 مقعداً.

ودخل حزب «الشعوب الديمقراطية»، المؤيد للأكراد، الانتخابات من قوائم حزب اليسار الأخضر بسبب قضية إغلاقه المنظورة أمام المحكمة الدستورية، وحصل على 62 مقعداً ونسبة 8.78 في المائة من الأصوات، بينما حصل شريكه في تحالف «العمل والحرية»، حزب «العمال» التركي، على نسبة 1.7 في المائة من الأصوات و4 مقاعد، ليكون عدد مقاعد التحالف 66 مقعداً. وتشكل هذه النسبة تراجعاً في أصوات «الشعوب الديمقراطية»، ما أرجعه محللون إلى الضغوط التي تعرض لها الحزب في السنوات الخمس الأخيرة. وفي عام 2018 حصل حزب «الجيد» على 9.96 في المائة و43 مقعداً، وفي الانتخابات الأخيرة على 44 مقعداً بنسبة 9.84 في المائة من الأصوات. وحصل حزب «السعادة» الذي خاض الانتخابات على قائمة «الشعب الجمهوري»، على 10 مقاعد من نسبة 1.34 في المائة من الأصوات، بينما ضمن حزبا «الديمقراطية» و«التقدم والمستقبل» 26 مقعداً بسبب خوضهما الانتخابات على قائمة «الشعب الجمهوري»، بينما حصل «هدى بار» على 3 مقاعد من نسبة 0.31 في المائة من الأصوات، علماً بأنه خاض الانتخابات على قوائم «العدالة والتنمية». وحاز حزب «الرفاه من جديد» ضمن «تحالف الشعب» نسبة 2.85 في المائة و5 مقاعد.

رابحون وخاسرون

وفي تعليق على توزيع التحالفات والأحزاب بالبرلمان الجديد، ذهب المحلل السياسي مراد صابونجو، إلى أن التحالفات الثلاثة التي دخلت البرلمان، كان التيار القومي هو الجوهر الأساسي بشكل مباشر أو بقي عاملاً مهماً أغفلته جميع شركات استطلاعات الرأي، التي تحدثت عن دور الأغلبية الصامتة في الحسم، لكنها لم تكتشف أنها ستكون قومية. ورأى أن حزب «العدالة والتنمية» مُني بأكبر خسارة بفقدانه 7 في المائة من أصواته في 5 سنوات وتحقيق نسبة هي الأدنى على مدار 21 عاماً، كما يعد «اليسار الأخضر» الخاسر الثاني، بينما أكبر الفائزين هو حزب «الشعب الجمهوري»، على الرغم من عدم قدرته على إقناع قواعده بفكرة التحالف مع أحزاب ذات جذور إسلامية مثل «السعادة» و«الديمقراطية» و«التقدم والمستقبل». وذهب خبراء قانونيون إلى أن التشكيل الحالي للبرلمان سيتسبب في أزمة قد تقود إلى انتخابات برلمانية مبكرة بسبب عدم وجود أغلبية حاسمة لدى «تحالف الشعب» أو «تحالف الأمة». وأكدوا أن الأمر لن يختلف سواء فاز إردوغان أم كيليتشدار أوغلو، لأنه ستكون هناك صعوبات في إقرار التعديلات الدستورية والقوانين

 

حسابات «صانع الملوك» الجديد في تركيا والكتلة التصويتية لسنان أوغان قد تحسم السباق بين إردوغان وكليتشدار أوغلو

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/15 آيار/2023

أصبح المرشح الثالث في الانتخابات الرئاسية التركية سنان أوغان، هو مفتاح الدور الثاني للانتخابات الرئاسية في تركيا بعدما عجز أي من المرشحين الرئيسيين عن حسمها لصالحه في الجولة الأولى. وبات المرشحان اللذان سيخوضان جولة الإعادة، الرئيس رجب طيب إردوغان مرشح تحالف «الشعب»، وكمال كليتشدار أوغلو مرشح تحالف «الأمة» المعارض، بحاجة إلى نسبة الأصوات التي حصل عليها أوغان، المنتمي إلى حزب «النصر» والذي يقود تحالف «أتا» اليميني القومي. ووفق النتائج الرسمية الأخيرة التي أعلنها رئيس المجلس الأعلى للانتخابات في تركيا حصل إردوغان في الجولة الأولى على نسبة 49.51 في المائة من الأصوات، بينما حصل كليتشدار أوغلو على نسبة 44.88 في المائة، بينما حصل أوغان على نسبة 5.17 في المائة من الأصوات؛ ليخوض إردوغان وكليتشدار أوغلو جولة الإعادة في 28 مايو (أيار) الحالي. نسبة الأصوات التي حصل عليها أوغان يمكن أن تكون عاملا مرجحا لأي من المرشحين في الحصول على أعلى الأصوات، بعدما سقطت قاعدة 50 في المائة + 1 التي كان يتعين على أي مرشح الحصول عليها لحسم المعركة من الجولة الأولى. بالطبع، لا يمكن تصور أن كتلة الأصوات بكاملها التي تزيد على مليوني صوت ستذهب إلى أحد المرشحين المتنافسين في جولة الإعادة، لا سيما وأن نسبة كبيرة من الأصوات التي حصل عليها أوغان تحولت إليه من الناخبين الذين كانوا من المفترض أن يصوتوا لصالح المرشح الرابع محرم إينجة، الذي انسحب الخميس الماضي قبل الانتخابات بثلاثة أيام على خلفية مزاعم حول تورطه في فضيحة جنسية.

ثمن التأييد

ويبقى السؤال هو: «لمن ستذهب أصوات أوغان في جولة الإعادة؟»... لم يحسم أوغان، حتى الآن، لمن ستتوجه الأصوات التي حصل عليها في الدور الأول، ذلك أن الأمر يتطلب مشاورات مع أحزاب تحالف «أتا» الذي ينتمي إليه. لكنه أوضح حتى قبل الجولة الأولى أن التحالف لن يعطي أصواته لأي من المرشحين في جولة الإعادة «بلا ثمن». وأشار إلى أنهم في الحزب سيجلسون على الطاولة مع المرشحين، ويرون ما سيعرضه كل واحد منهما عليهم، لافتا إلى «حقائب وزارية» ومنصب «نائب الرئيس»، فضلاً عن نأي مرشحي التحالفين الآخرين، «الشعب» و«الأمة»، عن الأحزاب المرتبطة بالإرهاب، في إشارة إلى حزب «الشعوب الديمقراطي»، الذي أعلن دعمه لكليتشدار أوغلو، وحزب «هدى بار» المتحالف مع إردوغان. وينظر القوميون إلى «الشعوب الديمقراطية»، المؤيد للأكراد على أنه ذراع لحزب «العمال» الكردستاني، ومتورط في دعم أنشطته الإرهابية، كما ينظرون إلى «هدى بار» على أنه ذراع «حزب الله التركي»، الذي لا يختلف عن «العمال» الكردستاني. ونفى سنان أوغان، الاثنين، ما نقلته عنه وسائل إعلام غربية من أنه «لا يمكن أن يدعم مرشح المعارضة كمال كليتشدار أوغلو في جولة الإعادة، إلا إذا وافق على عدم تقديم تنازلات لحزب (الشعوب الديمقراطية)».

شرطان أساسيان

قال أوغان: «سنتشاور اليوم مع قادة التحالف ومع قاعدة ناخبينا قبل التوصل إلى قرار حول جولة الإعادة، وسنجلس مع التحالفين الآخرين، وسنعمل على الوصول إلى قرار بأسرع ما يمكن، لكننا أوضحنا أن محاربة الإرهاب وإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم هما خطان أحمران». وأضاف «تحالف (أتا) حقق الأهداف التي أرادها في الانتخابات الرئاسية. من الآن فصاعداً، سنتحمل كل المسؤولية لضمان عدم دخول تركيا في أزمة سياسية واضطراب». أوغان، الذي توقع، منذ البداية ألا تحسم الانتخابات الرئاسية في الجولة الأولى، ذكر أنه قال سابقا إنه «لن يكون أي من حزبي (الشعوب الديمقراطية) أو (هدى بار) مفتاحاً في هذه الانتخابات»، مضيفاً «سأقوم بكل ما يلزم حتى لا تدخل البلاد في اضطراب... سأتصرف بوصفي رجل دولة مسؤولاً». قبل الانتخابات الأخيرة عرف حزب «الشعوب الديمقراطية» بأنه «صانع الملوك»، لكن الجولة غير الحاسمة لانتخابات الرئاسية خلعت اللقب على أوغان الوجه الجديد، الذي جاء من بعيد ليعقد الحسابات. عموماً، فالوجوه الجديدة دائماً لها سوابق في تاريخ الانتخابات وتحويل مساراتها، كما حدث من قبل مع الرئيس المشارك السابق لحزب «الشعوب الديمقراطية»، السجين حاليا، صلاح الدين دميرطاش، الذي أحدث ثورة في السياسة التركية عندما قاد حزبه لدخول البرلمان متجاوزا عتبة الـ10 في المائة من أصوات الناخبين للمرة الأولى في تاريخ الأحزاب الكردية في البلاد. كما نافس السياسي السابق، الذي لُقب بـ«أوباما تركيا» إردوغان على الرئاسة في استحقاقين متتاليين عامي 2014 و2018، آخرهما من داخل محبسه، حيث اعتقل عام 2017 لاتهامات تتعلق بدعم الإرهاب.

أجنبي يرفض الأجانب

وعلى الرغم من أنه من أصول أجنبية، من أذربيجان تحديداً، فإن أوغان، الأكاديمي البالغ من العمر 55 عاماً، من المتعصبين ضد الأجانب، وينتمي إلى حزب «النصر»، الذي يرأسه أوميت أوزداغ، المناهض لوجودهم، والذي يظهر العداء للاجئين السوريين في تركيا. بدأ أوغان مسيرته السياسية في عام 2011 من خلال حزب «الحركة القومية»، وأصبح نائباً عن مسقط رأسه، ولاية إغدير الواقعة في أقصى شرق تركيا على الحدود مع أذربيجان، والتي تضم عدداً كبيراً من السكان الأذربيجانيين. ربطته علاقة جيدة مع رئيس حزب «الحركة القومية»، دولت بهشلي، حتى قرر الأخير تبني سياسة جديدة داعمة لحزب «العدالة والتنمية» ورئيسه رجب طيب إردوغان في أعقاب الانتخابات المبكرة في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2015، بعد أن فشل «العدالة والتنمية» للمرة الأولى في انتخابات 7 يونيو (حزيران) من العام ذاته في الحصول على الأغلبية، وفقد القدرة على تشكيل الحكومة، فسانده بهشلي في الدعوة للانتخابات المبكرة، ورفض تشكيل حكومة ائتلافية؛ لتتوتر العلاقة مع بهشلي، ولينضم بعد ذلك إلى حزب «النصر»، الذي أسسه أوزداغ بعد انشقاقه عن حزب «الجيد» الذي تتزعمه ميرال أكشنار. المفارقة التي كشفت عنها الانتخابات الرئاسية بشأن أوغان، هي أنه لم يحصل في مسقط رأسه، ولاية إغدير، التي كان نائباً عنها في البرلمان سوى على نسبة 12 في المائة، بينما حصل كليتشدار أوغلو على أكثر من 60 في المائة من أصوات الناخبين فيها. لكن تبقى أصوات أوغان التي وصلت إلى نحو مليونين و800 ألف ناخب كفيلة بترجيح كفة إردوغان أو كليتشدار أوغلو.

 

مباحثات سعودية - ألمانية تتناول جهود إرساء السلام بالمنطقة

الشرق الأوسط»/15 آيار/2023

عقد الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي، ونظيرته الألمانية أنالينا بيربوك، اليوم (الاثنين)، جلسة مباحثات رسمية تطرقا خلالها إلى أهمية بذل جميع الجهود على جميع المستويات والأصعدة لتحقيق الرؤى المشتركة، كما بحثا سبل تعزيز جهود البلدين في إرساء دعائم السلام بالمنطقة والعالم، بما يحقق الأمن والسلم الدوليين. كان الأمير فيصل بن فرحان، استقبل في جدة، الوزيرة بيربوك، واستعرضا العلاقات السعودية الألمانية المتينة، وسبل تعزيزها وتطويرها بما يخدم المصالح المشتركة، وناقشا تكثيف التنسيق الثنائي في العديد من القضايا الإقليمية والدولية، لا سيما في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية منها.

 

واشنطن: طهران زوّدت موسكو بأكثر من 400 مسيرة انتحارية في أغسطس

واشنطن/الشرق الأوسط/15 آيار/2023

قال البيت الأبيض، الاثنين، إن إيران تزوّد روسيا بطائرات مسيرة هجومية انتحارية، منها أكثر من 400 طائرة منذ أغسطس (آب)، في إطار التعاون القائم بينهما. وذكر مستشار الأمن القومي جون كيربي، في إفادة صحافية نقلتها وكالة «رويترز»، أن واشنطن لا تزال ترى مؤشرات على توسيع موسكو وطهران شراكة دفاعية غير مسبوقة ستساعد روسيا على إطالة أمد حربها في أوكرانيا كما تشكل تهديداً على جيران إيران. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن كيربي قوله: «نستخدم الأدوات المتوافرة لنا للتنديد بهذه الأنشطة وتقويضها ونحن مستعدون للقيام بالمزيد». كما أشار إلى أن الولايات المتحدة ستعلن عقوبات جديدة «في الأيام المقبلة» على مَن يسهل التعاون بين موسكو وطهران. وكانت إيران قد نفت في مارس (آذار) الماضي، اتهامات سابقة للولايات المتحدة بشأن إمداد موسكو بطائرات مسيرة. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، حينها، إن هذه الاتهامات تفتقر إلى أدلة، وإن الغرض منها «افتعال المشكلات».

كما اشار كنعاني إلى أن العلاقات بين بلاده وروسيا تمتد إلى جميع المجالات ولا تقتصر على المجال العسكري.

 

«مراسلون بلا حدود» تتقدم بشكوى ثامنة لـ«الجنائية الدولية» بسبب حرب أوكرانيا

باريس/الشرق الأوسط/15 آيار/2023

تقدمت منظمة «مراسلون بلا حدود» بشكوى أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب «جرائم حرب» في أوكرانيا تتعلق خصوصاً بمقتل الصحافي أرمان سولدين من وكالة الصحافة الفرنسية، علماً بأنها الشكوى الثامنة منذ بدء الغزو الروسي لهذا البلد. وأعلن الأمين العام لـ«مراسلون بلا حدود» كريستوف دولوار رفع الشكوى خلال فعالية أقيمت الاثنين في كييف، تكريماً لأرمان سولدين الذي قُتل الثلاثاء في قصف صاروخي شرق البلاد، بحضور رئيس مجلس إدارة «فرانس برس» فابريس فريس ومدير الأخبار في الوكالة فيل شيتويند. وأعلنت النيابة الفرنسية لمكافحة الإرهاب، الأربعاء، فتح تحقيق في جريمة حرب، عهد به إلى المكتب المركزي لمكافحة الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الكراهية، لكشف ملابسات مقتل الصحافي البالغ 32 عاماً. وأوضح كريستوف دولوار أنه «حتى لو لم يكن هناك استنتاج حتى الآن، نذكر بالطبع اسم أرمان سولدين» في شكوى «مراسلون بلا حدود» التي رُفعت أيضاً لدى المدعي العام في أوكرانيا. وتتعلق بشكل عام، حسب قوله، بـ«الصحافيين المستهدفين بشكل واضح مثل بوغدان بيتيك» المراسل الأوكراني الذي عمل لصحيفة «لا ريبوبليكا» الإيطالية وقُتل بنيران قناص نهاية أبريل (نيسان). كما تدين «الاختفاء القسري للصحافيين كما حصل مع دميترو كيليوك»، مراسل وكالة الأنباء الأوكرانية المستقلة (UNIAN)، الذي ذكرت المنظمة أن «القوات الروسية خطفته (العام الماضي) وما زال محتجزاً منذ ذلك الحين في روسيا، رغم نفي موسكو المتكرر».كما تتعلق «بقصف أبراج تلفزيونية» وانتهاك «الحق في الحصول على معلومات»، على قول دولوار. في المجموع رفعت المنظمة غير الحكومية «8 شكاوى بخصوص 53 حدثاً و121 صحافياً و 14 من معدات عائدة إلى وسائل إعلام إذاعية وتلفزيونية، وكلها جرائم حرب»، بحسب «مراسلون بلا حدود». وتقول المنظمة إنها تتعاون مع المحققين في قضيتي بيار زاكروزوسكي، المصور الفرنسي الآيرلندي الذي كان يعمل في قناة «فوكس نيوز» وقُتل في مارس (آذار) 2022، وفريديريك لوكليرك-إيمهوف الصحافي في «بي إف إم تي في» BFMTV الذي قُتل في مايو (أيار) 2022. وقد «تقدمت بشكويين في فرنسا» وتنوي التقدم بشكوى ثالثة في قضية أرمان سولدين. والأخير هو الصحافي الحادي عشر على الأقل الذي يقتل في أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي في 24 فبراير (شباط) 2022، وفقاً لتعداد «مراسلون بلا حدود» و«لجنة حماية الصحافيين».

 

بيلاروسيا في حالة «تأهب» بعد إسقاط طائرات في روسيا

موسكو/الشرق الأوسط/15 آيار/2023

أعلن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو، الاثنين، أن بلاده في «حالة تأهب» منذ «إسقاط أربع طائرات» خلال نهاية الأسبوع في روسيا، وهو ما لم تعترف به موسكو رسمياً. فقد أوردت وكالات الأنباء الروسية أن مروحية تحطمت السبت في منطقة بريانسك على الحدود مع أوكرانيا، متحدثة عن «حريق في المحرك». لكن مصادر أخرى أشارت إلى أن أوكرانيا أسقطت 4 طائرات في أجواء بريانسك (مروحيتان وطائرتان)، الأمر الذي لم يؤكده الجيش الروسي كما لم ينفه. لكن خلال زيارة إلى مركز قيادة الجيش البيلاروسي، أشار لوكاشنكو الحليف الرئيسي للكرملين إلى تطورات «مثيرة للقلق» دفعت مينسك إلى وضع نفسها في «حالة تأهب أعلى». وقال الرئيس البيلاروسي، في بيان نشرته الرئاسة: «أتحدث عن منطقة بريانسك حيث تم إسقاط 4 طائرات». تأتي هذه التصريحات التي نسبتها الرئاسة إلى لوكاشنكو فيما أثار غيابه عن عدة مناسبات عامة في الأيام الماضية تكهنات حول الوضع الصحي للرئيس البيلاروسي البالغ 68 عاماً. ونشرت الرئاسة البيلاروسية 3 صور للوكاشنكو في إطار جهود واضحة لوقف هذه التكهنات. غير أنه يظهر في اللقطات متعباً ويده اليسرى ملفوفة بضمادات. يعود آخر ظهور علني مصور للوكاشنكو إلى 9 مايو (أيار)، حين توجه إلى موسكو لحضور احتفالات النصر على ألمانيا النازية في 1945.

وأكد صحافيون روس آنذاك أنه بدا متعباً. بالإضافة إلى ذلك، لم يحضر غداء أقامه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ولم يتوجه بكلمة إلى قدامى المحاربين البيلاروسيين في 9 مايو في مينسك خلافاً للتقاليد، كما غاب عن احتفالات وطنية في بيلاروسيا، الأحد. الاثنين، أكدت زعيمة المعارضة البيلاروسية في المنفى سفيتلانا تيخانوفسكايا «العديد من الشائعات المتداولة حول الوضع الصحي للديكتاتور لوكاشنكو»، داعية مواطنيها إلى «أن يكونوا جاهزين لأي سيناريو». ورداً على سؤال حول الوضع الصحي لرئيس بيلاروسيا، دعا الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف الصحافيين إلى «الوثوق فقط بالمعلومات الرسمية». يحكم لوكاشنكو بيلاروسيا منذ 1994 بقبضة حديد. وبعد حركة احتجاجية واسعة على إعادة انتخابه المثيرة للجدل التي شابتها، بحسب منظمات غير حكومية، أعمال تزوير واسعة النطاق في 2020، أطلق نظامه حملة قمع مشددة متواصلة حتى اليوم. في موازاة ذلك، وبينما توترت علاقته مع أوروبا، تقارب مع بوتين وساند غزوه أوكرانيا فور إطلاقه في 2022.

 

زيلينسكي يحصل من لندن على تعهد بتسليم «مئات» الصواريخ والمسيّرات الهجومية

الرئيس الأوكراني يبحث في بريطانيا الحصول على طائرات حربية مقاتلة

لندن/الشرق الأوسط/15 آيار/2023

حصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الاثنين، من بريطانيا، على تعهد بتسليم جيشه «مئات» الصواريخ المضادة للطائرات والمسيّرات الهجومية قريباً، وعبر عن «تفاؤل» بتسلم مقاتلات تطالب بها كييف الغربيين لمواجهة الغزو الروسي. وتأتي زيارة زيلينسكي في إطار جولة أوروبية قادته إلى روما وبرلين وباريس، يسعى فيها إلى تعهد عسكري إضافي من حلفائه استعداداً للهجوم المضاد الذي يحضره الجيش الأوكراني في مواجهة القوات الروسية. واستقبل رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، زيلينسكي، لدى نزوله من المروحية التي أقلته إلى المقر الصيفي لرئيس الوزراء في تشيكرز، شمال غربي لندن. وقال زيلينسكي للصحافيين في ختام لقائه رئيس الوزراء البريطاني: «نريد إنشاء تحالف للطائرات وأنا متفائل جداً بهذا الشأن، لقد بحثنا هذا الأمر وأعتقد أن هذا الأمر سيحصل قريباً جداً». ويطالب الرئيس الأوكراني منذ أشهر، حلفاءه الغربيين، بتزويده مثل هذه الطائرات التي تتيح للجيش الأوكراني ضرب القوات الروسية في العمق، لكن من دون أن يشكل ذلك حلاً سحرياً للنزاع. من جهته، قال سوناك إن بريطانيا ستؤدي «دوراً أساسياً في هذا التحالف من الدول التي ستقدم هذا الدعم» لأوكرانيا، مضيفاً أن تدريب طيارين أوكرانيين سيبدأ «في وقت قريب نسبياً». وحتى قبل لقائه زيلينسكي، أعلن ريشي سوناك أن بريطانيا ستسلم أوكرانيا «مئات» الصواريخ المضادة للطائرات والمسيرات الهجومية التي يصل مداها إلى أكثر من 200 كيلومتر.وأوضحت رئاسة الحكومة في بيان، أن هذه التجهيزات سيتم تسليمها «خلال الأشهر المقبلة، فيما تستعد أوكرانيا لتعزيز مقاومتها للغزو الروسي الجاري». ستضاف هذه المعدات إلى صواريخ «ستورم شادو» بعيدة المدى، التي كانت بريطانيا أعلنت تزويد كييف بها الأسبوع الماضي، لتكون أول دولة تزودها بهذا النوع من الأسلحة التي يصل مداها إلى أكثر من 250 كيلومتراً.

صواريخ «ستورم شادو» محملة على طائرة «إف.18»

ولطالما أبدى الغربيون تردداً في تزويد كييف أسلحة بعيدة المدى تخوفاً من أن تؤدي ضربات على الأراضي الروسية إلى تصعيد «طويل الأمد». وقال زيلينسكي: «هذه فترة صعبة»، مرحباً بتعزيز المساعدة البريطانية، ومؤكداً «تحضير» أعمال على الأرض من دون تحديد جدول زمني. وكرر أن كييف «بحاجة لمزيد من الوقت». وشدد سوناك على واقع أن المساعدة البريطانية «طويلة الأمد» بما يشمل «الترتيبات الأمنية» اللازمة بمجرد استعادة أوكرانيا أراضيها. وفيما يتعلق بالمعدات العسكرية وحدها، تُعد لندن أول الداعمين وثاني أكبر مزود لكييف، مع تقديم أو منح مساعدات بقيمة 4.6 مليار جنيه إسترليني (5.3 مليار يورو) في عامي 2022 و2023. وقدمت بريطانيا بشكل خاص صواريخ مضادة للدبابات وأسلحة مدفعية وأنظمة دفاع جوي ومدرعات قتالية. كما زودت أوكرانيا بدبابات «تشالنجر» البريطانية ودربت الجنود الأوكرانيين على تشغيلها. والأحد، تعهدت فرنسا، حيث التقى زيلينسكي الرئيس إيمانويل ماكرون، بتدريب عدد من الكتائب الأوكرانية وتجهيزها بعشرات المركبات المدرّعة والدبابات الخفيفة من طراز «AMX-10RC» التي تُستخدم غالباً في مهام الاستطلاع. وفي برلين، أكد المستشار الألماني أولاف شولتس، الأحد، دعم بلاده لكييف «ما دام ذلك ضرورياً»، وأعلن عن خطة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 2.7 مليار يورو، تشمل كثيراً من الدبابات والعربات المدرعة ومنظومات الدفاع المضادة للطائرات. وقال شولتس إن دعم برلين لكييف بلغ 17 مليار يورو، وهي أكبر مساهمة بعد الولايات المتحدة. في المقابل، لم تتحدث أي عاصمة عن تسليم الطائرات المقاتلة التي تلح كييف في طلبها.

 

«الكرملين» يحذر: الأسلحة البريطانية الجديدة لأوكرانيا ستسبب «المزيد من الدمار»

الشرق الأوسط/15 آيار/2023

حذّر «الكرملين»، اليوم الاثنين، من أن شحنات الأسلحة البريطانية الجديدة لأوكرانيا، التي أعلنتها لندن، قبل اجتماع بين رئيس الوزراء ريشي سوناك، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ستتسبب في «المزيد من الدمار». وقال الناطق باسم «الرئاسة الروسية» دميتري بيسكوف، لصحافيين، إن «بريطانيا تطمح لوضع نفسها في مقدّمة الدول، التي تواصل إغراق أوكرانيا بالسلاح». وأضاف أن عمليات التسليم هذه «لن يكون لها تأثير كبير على مسار» الصراع، لكنها «ستتسبب في المزيد من الدمار». كما أكد بيسكوف أن العلاقات بين موسكو وأنقرة ستستمرّ في «التعمّق»، بغض النظر عن الفائز في الانتخابات الرئاسية التركية، التي تتجه إلى جولة ثانية غير مسبوقة، في 28 مايو (أيار)، بعد دورة أولى جَرَت، أمس. وقال: «نتابع المعلومات، الصادرة من تركيا، بانتباه واهتمام كبيرين. سنحترم خيار الشعب التركي، لكن على أية حال، نتوقّع استمرار تعاوننا وتعميقه وتطويره». ولم يتمكن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، ولا منافِسه المعارض كمال كليتشدار أوغلو، فيما يبدو، من الفوز بأكثر من 50 في المائة من أصوات الناخبين، في الانتخابات التي جرت، أمس، وهي النسبة المطلوبة للفوز بالانتخابات من الجولة الأولى.

 

بايدن إلى اليابان الأربعاء للمشاركة في «قمة السبع» وسط مخاوف غربية من تصاعد التوترات مع روسيا والصين وكوريا الشمالية

واشنطن: هبة القدسي/الشرق الأوسط/15 آيار/2023

بغض النظر عما سيخرج من اجتماع الرئيس الأميركي جو بايدن يوم الثلاثاء، مع المشرعين في الكونغرس حول رفع سقف الدين، فإن خطط بايدن للسفر إلى هيروشيما باليابان يوم الأربعاء، للمشاركة في اجتماعات مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، لم تتغير. فقد سرت تخوفات من إلغاء الرحلة بسبب الخلافات بين السلطتين التنفيذية والتشريعية حول سقف الديون الأميركي، إلا أن البيت الأبيض أكد جدول السفر في الرحلة التي تستغرق 8 أيام، وتشمل زيارة 3 دول في منطقة المحيطين الهادي والهندي. وتبدأ رحلة بايدن بالتوجه إلى اليابان لحضور «قمة السبع» التي تستمر 3 أيام، ثم زيارة قصيرة وتاريخية إلى بابوا غينيا الجديدة، حيث يركز بايدن على تحسين العلاقات مع دول جزر المحيط الهادي، وسط القلق من النفوذ العسكري والاقتصادي المتزايد للصين في المنطقة، ثم إلى أستراليا للقاء قادة «الكواد» وعقد قمة رباعية تضم رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، في إطار الاهتمام بتعزيز الأمن بمنطقة المحيط الهادي.

ذكرى هيروشيما

تستضيف مدينة هيروشيما اليابانية اجتماعات قمة «مجموعة السبع» التي تضم بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة، والتي ستناقش الغزو الروسي المستمر لأوكرانيا والتهديدات الصينية والمناورات العسكرية الصينية في مضيق تايوان وقضايا التغير المناخي والاقتصاد العالمي.

وتولي قمة مجموعة السبع في هيروشيما مخاطر الأسلحة النووية اهتماماًكبيراً، خصوصاً مع تزامن القمة مع الذكرى الـ75 لقصف الولايات المتحدة مدينة هيروشيما بالقنبلة الذرية، بأوامر من الرئيس الأميركي هاري ترومان في 6 أغسطس (آب) 1945، وهو الانفجار الذي دمر المدينة وأدى إلى مقتل أكثر من 100 ألف شخص، وأنهى الحرب العالمية الثانية. ومدينة هيروشيما مسقط رأس رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، الذي صرح للصحافيين أن عقد القمة في مسقط رأسه سيمنحه فرصة لتوضيح تصميمه على بناء عالم خالٍ من الأسلحة النووية. ويشارك بايدن في إحياء ذكرى إسقاط القنبلة الذرية على مدينة هيروشيما، محذراً من أضرار الأسلحة النووية، وهو ما يحمل رمزية كبير لدولة استخدمت هذه الأسلحة النووية - دون أن تعتذر عنها - وتتحكم في أقوى ترسانة نووية في العالم. وقال بايدن للصحافيين إن «صور الدمار في هيروشيما تذكرنا بالضرر البغيض الذي يمكن أن تحدثه الأسلحة النووية، ومسؤوليتنا الجماعية ضمان عدم استخدام هذه الأسلحة مجدداً». وتتصاعد التوترات النووية بوتيرة أعلى من أي وقت منذ نهاية الحرب الباردة؛ إذ كثف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من تهديدات باستخدام أسلحة نووية تكتيكية في أوكرانيا، وأجرت وزارة الدفاع الروسية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، اختبارات لصاروخ باليستي عابر للقارات كجزء من التدريبات النووية الروسية. وتزداد هوة التوترات بين واشنطن وموسكو، مما يثير التساؤلات حول مصير «معاهدة نيو ستارت»، وهي أحدث معاهدة للحد من الأسلحة النووية بين البلدين، وينتهي أجلها في عام 2026، وتثير كثيراً من التساؤلات حول إمكانية تجديد هذه المعاهدة في ظل الحرب الروسية بأوكرانيا، والمساعدات العسكرية والدعم المستمر من الولايات المتحدة والدول الأوروبية لأوكرانيا. وتواصل الصين تحديث ترسانتها النووية، وتسعى للحصول على أسلحة نووية، كما تواصل إيران خطواتها في برنامج أسلحتها النووية. كما تهدد كوريا الشمالية جارتها الجنوبية بسلسلة متوالية من التجارب الصاروخية وتلوح بتطوير أسلحة نووية، وهو ما دفع بايدن إلى التحذير من أن هجوماً نووياً من قبل كوريا الشمالية ضد الولايات المتحدة أو حلفائها، سيؤدي إلى نهاية أي نظام يتخذ مثل هذا الإجراء. وقد وجهت اليابان دعوة إلى كوريا الجنوبية للمشاركة في القمة، رغم أنها ليست عضواً في مجموعة السبع. وفي الأسابيع الأخيرة، اتخذ رئيس الوزراء الياباني كيشيدا والرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، خطوات رئيسية لتعزيز التعاون الأمني والاقتصادي ولتجاوز المظالم التاريخية الناجمة عن استعمار اليابان لشبه الجزيرة الكورية في الفترة من 1910 إلى 1945. ولم يوضح مسؤولو البيت الأبيض تفاصيل حول خطاب بايدن خلال القمة، وما إذا كان سيتحدث، أم لا، عن السياسة النووية الأميركية وكيفية وقف التهديدات النووية المزدادة التي يواجهها العالم. وقلل متحدث باسم مجلس الأمن القومي من احتمال إلقاء خطاب يركز بشكل كبير على المخاطر النووية، وقال إن بايدن يخطط لتقديم احترامه للأبرياء الذين فقدوا حياتهم في هيروشيما، وسيؤكد التزام الولايات المتحدة بمنع انتشار الأسلحة النووية، لكنه سيركز في اجتماعات مجموعة السبع الصناعية على قضايا الاقتصاد والتوترات الجيوسياسية، وقضايا الطاقة والأمن الغذائي وتغير المناخ والصحة والتنمية.

الصين وروسيا

ومن المقرر أن يجتمع بايدن مع رئيس كوريا الجنوبية ورئيس وزراء اليابان على هامش «قمة السبع»، لمناقشة إجراءات التعاون بين الدول الثلاث للرد على التهديدات النووية والصاروخية لكوريا الشمالية، وطموحات الصين ونفوذها المزداد في بحر الصين الجنوبي ومضيق تايوان. ويقول محللون إن قادة الدول السبع يعملون في هذه القمة على تشكيل جبهة موحدة ضد التهديدات الصينية لتايوان وحرب روسيا على أوكرانيا. وتتمتع دول المجموعة بعلاقات سياسية واقتصادية معقدة مع الصين وروسيا. وتركز اليابان بشكل خاص على تحديث النظام الدولي لمواكبة صعود الصين، وتعكس أجندة قمة هيروشيما جهوداً ليس لاحتواء الصين، ولكن لتوسيع التحالف الدولي الذي يدافع عن معايير سلوك الدولة المنضبط. وفي محاولة لتضييق الخناق على روسيا، تخطط مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي لفرض حظر جديد على واردات الغاز الروسي عبر دول مثل بولندا وألمانيا، حيث أوقفت روسيا عمليات تسليم الغاز. وإذا أقرت مجموعة السبع هذا القرار، فستكون هذه القيود هي الأولى التي تفرض على صادرات خطوط الأنابيب في موسكو منذ بداية الحرب الروسية ضد أوكرانيا. ومن المعروف أن الاتحاد الأوروبي يعمل حالياً على الحزمة الحادية عشرة من العقوبات ضد روسيا.

8 دول ضيوف شرف

وجرى استدعاء 8 دول للمشاركة في قمة السبع بهيروشيما، باعتبارها ضيفة شرف؛ هي كوريا الجنوبية وأستراليا والهند والبرازيل وفيتنام وإندونيسيا وجزر القمر وجزر كوك. وتعمل اليابان على تعزيز علاقاتها الأمنية والاقتصادية مع 18 دولة في منتدى المحيط الهادي، لمواجهة النفوذ الصيني المزداد هناك. ويقول مراقبون إن دعوة جزر كوك تعبير عن احترام اليابان لكل دول منطقة المحيط الهادي. ويأمل كيشيدا في أن يساعد هذا المزيج من الدول في الجهود المبذولة للتصدي لنفوذ الصين ومعالجة غزو روسيا لأوكرانيا، كما يريد علاقات أقوى مع حلفاء الولايات المتحدة ومع الدول النامية.

 

الإمارات تدعو الأسد لحضور مؤتمر المناخ “كوب 28” في نوفمبر ومصر تؤكد العمل الوثيق لرفع المعاناة عن السوريين

دمشق، ابوظبي، عواصم – وكالات/15 آيار/2023

 دعت الإمارات الرئيس السوري بشار الأسد، لحضور مؤتمر المناخ المقرر إقامته العام الجاري، حيث أعلنت وكالة الأنباء السورية “سانا” أن الرئيس الأسد تلقى دعوة رسمية موجهة من رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد، خلال لقاء جمعه بالقائم بأعمال سفارة الإمارات في دمشق عبد الحكيم النعيمي، وينطلق مؤتمر المناخ (كوب 28) يوم 30 نوفمبر المقبل، ويستمر حتى 12 ديسمبر في الإمارات. في غضون ذلك، شارك وفد النظام السوري برئاسة وزير الاقتصاد محمد سامر الخليل أمس، في اجتماع تحضيري يسبق القمة العربية المقررة الجمعة في جدة، في أول مشاركة لسورية في اجتماعات جامعة الدول العربية بعد نحو 11 عاما من قرار تعليق عضويتها، حسب مشاهد بثّتها قناة “الإخبارية” السعودية الرسمية. وفي مستهل اجتماع أعمال المجلس الاقتصادي والاجتماعي التحضيري للقمة في جدة، قال وزير المالية السعودي محمد الجدعان “أنتهز الفرصة للترحيب بعودة الجمهورية العربية السورية إلى جامعة الدول العربية، متطلعا للعمل مع الجميع لتحقيق ما نصبو إليه قيادات وشعوبا”، بينما أظهرت مشاهد بثّتها قناة “الإخبارية” السعودية الرسمية من داخل الاجتماع، الوفد السوري الديبلوماسي برئاسة وزير الاقتصاد محمد سامر الخليل يشغل مقعد سورية للمرة الأولى في اجتماع للجامعة العربية منذ 16 نوفمبر 2011، فيما ستكون مشاركة الرئيس بشار الأسد في قمة الجمعة، هي الأولى منذ ظهوره الأخير في قمة سرت في ليبيا في 2010 قبل نحو عام من اندلاع النزاع في بلاده. في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أهمية الدور الذي تضطلع به الدول العربية حاليا لإنهاء الأزمة السورية، وضرورة العمل بشكل وثيق مع الأمم المتحدة والشركاء الدوليين لرفع المعاناة عن الشعب السوري.وبحث شكري مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية غير بيدرسون هاتفيا، تطورات الوضع في سورية وقرار جامعة الدول العربية باستئناف مشاركة وفود الحكومة السورية في اجتماعات مجلس الجامعة، والتأكيد على ضرورة اتخاذ خطوات فاعلة نحو حلحلة الأزمة وفقا لمقاربة خطوة مقابل خطوة وبما يتوافق مع قرار مجلس الأمن رقم (2254). كما تناول الاتصال تشكيل لجنة وزارية بعضوية مصر والأردن والسعودية والعراق ولبنان وأمين عام جامعة الدول العربية، لمتابعة تنفيذ بيان عمان والتواصل المباشر مع الحكومة السورية، وأكد الدور الذي تضطلع به الدول العربية حاليا نحو العمل لإنهاء الأزمة الممتدة، مشددا على أن ذلك يقتضي العمل بشكل وثيق مع الأمم المتحدة ممثلة في المبعوث الخاص إلى سورية والشركاء الدوليين لتضافر الجهود لرفع المعاناة عن الشعب السوري. من جانبه، أكد المبعوث الأممي التطلع للعمل بشكل وثيق مع اللجنة الوزارية العربية للدفع نحو الحل المتدرج للأزمة السورية، مجددا كامل تقديره لدور مصر الداعم لتحقيق تلك الغاية وللتنسيق المستمر مع الأمم المتحدة. على صعيد متصل، بحث بيدرسون مع كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية الخاصة علي أصغر خاجي في طهران، نتائج الاجتماع الرباعي بين وزراء خارجية سورية وتركيا وإيران وروسيا في موسكو الشهر الماضي، حيث رحب خاجي بالتطورات الإيجابية على صعيد علاقات الدول العربية مع دمشق، معتبرا أنها “تصب في مصلحة الشعوب والأمن بالإقليم، بينما قدم بيدرسون عرضا حول بعض الإجراءات المتخذة حول سورية بما في ذلك مبادرة “خطوة مقابل خطوة” لحل الأزمة. على صعيد آخر، جددت سورية دعمها لنضال الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة في العودة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وقالت الخارجية السورية في بيان بمناسبة مرور 75 عاماً على ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني، “تُحيّي سورية صمود الشعب الفلسطيني المقاوم في وجه آلة القتل والإرهاب الإسرائيلية”.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هل يعطي «حزب الله» فرنجية في ملف سلاحه ما لم يعطه لعون؟

بولا أسطيح/الشرق الأوسط/15 آيار/2023

يعتبر رئيس تيار «المردة» والمرشح لرئاسة الجمهورية اللبنانية سليمان فرنجية، أن عامل القوة الذي يُفترض أن يقدم حظوظ ترشيحه على باقي المرشحين هو أنه قادر على أن يأخذ من «حزب الله» في ملف السلاح ما لا يستطيع أن يأخذه غيره؛ لأنه كما يقول دائماً يحظى بـ«ثقة» الحزب.

ويرى فرنجية أن الحل لموضوع السلاح هو أن «نتحاور لنصل إلى حل يرضي الجميع عبر طريقة يشعر فيها اللبنانيون بأن هذا السلاح غير موجه تجاههم». ولا شك أن رؤية رئيس «المردة» للحل لا تلحظ نزع هذا السلاح وتسليمه للدولة، كما تُطالب قوى المعارضة وما كان يُعرف بقوى «14 آذار». ولعل ما يجعل بعض قوى الداخل الرافضة لانتخاب فرنجية متمسكة بقرارها، هو قناعتها بأن الحزب لن يعطي رئيس «المردة»، في حال انتخابه رئيساً، ما لم يعطه لحليفه الرئيس السابق العماد ميشال عون. وتعتبر هذه القوى أن الحزب سيكون قد أعطى فرنجية رئاسة الجمهورية، وبالتالي سيكون على الأخير أن يرد له الدين وليس العكس. وكان الرئيس عون أعلن في فبراير (شباط) 2018 أن الاستراتيجية الدفاعية الوطنية ستكون موضع بحث بين القيادات اللبنانية بعد الانتخابات النيابية التي حصلت في العام نفسه وبعد تشكيل حكومة جديدة، وذلك رداً على أكثر من استفسار بهذا الخصوص من قبل الأمم المتحدة، إلا أنه لم يتمكن من الدعوة ولو لطاولة حوار واحدة تبحث ملف السلاح طوال عهده، خاصة بعد انفجار الأزمة المالية عام 2019 وما تلاها من أزمات على الصعد كافة، وأبرزها انفجار مرفأ بيروت.

وتؤكد مصادر «الثنائي الشيعي» (حركة «أمل» و«حزب الله»)، أن الحزب كان ليلبي دعوة الرئيس عون لطاولة حوار تجدد البحث بالاستراتيجية الدفاعية، لكنها تعتبر أن «خلافه مع حزب (القوات اللبنانية) الذي قرر مواجهة العهد بعد عام 2018 ورفض المشاركة في أي حوار كان عون يخطط للدعوة إليه، هو الذي جعل رئيس الجمهورية متردداً بالدعوة لحوار حول الاستراتيجية الدفاعية؛ لأنه كان يعي أنه لن يصل إلى نتيجة». وتعتبر المصادر في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «مهمة فرنجية في هذا الملف أسهل بكثير مما كانت عليه مهمة عون، لـ3 أسباب: أولاً، الوضع الداخلي الذي لا يحتمل تعقيدات ومزيداً من شد الحبال. ثانياً، التفاهمات الإقليمية والدولية الناشطة في هذه المرحلة. وثالثاً، الواقعية التي يُفترض أن الجميع باتوا يقاربون فيها هذا الملف بأن السلاح باقٍ بيد المقاومة حتى حل القضية الفلسطينية، ولمنع توطين الفلسطينيين كما السوريين في لبنان». وتشير المصادر إلى أن فرنجية «لا يملك رؤية وحلاً لملف السلاح وكيفية مقاربته، لكنه ينطلق من وجوب العمل على تحديد وظيفته ودوره».

ويهزأ مدير معهد «الشرق الأوسط للشؤون الاستراتيجية»، الدكتور سامي نادر، من محاولة البعض تصوير ملف سلاح «حزب الله» كأنه ملف يمكن حله لبنانياً، مشدداً على أنه «عندما تصبح اللعبة لعبة أمم ومقايضة بين قوى إقليمية، فلاعبو الداخل يصبحون عملياً بلا دور أساسي يلعبونه، عندها تقتصر مهامهم على (تناتش) حصص صغيرة؛ لأن تقاسم الحصص الكبيرة يكون تم نتيجة التسوية بين الكبار». ويضيف نادر لـ«الشرق الأوسط»: «أصلاً في الملف الرئاسي سلّم لاعبو الداخل أمرهم للخارج وتخلوا عن دورهم، فماذا يمكن أن نتوقع منهم بملف بحجم ملف سلاح (حزب الله)؟!».

«الثنائي الشيعي» لن يتراجع عن دعم فرنجية لرئاسة لبنان

أما بريجيت خير، الدبلوماسية السابقة في الأمم المتحدة، فلا تبدو على الإطلاق مقتنعة بوعود فرنجية، معتبرة أنه «لو كان قادراً على تحقيقها لكان بدأ بالقيام بخطوات عملية قبل انتخابه». وتذكّر خير في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، بأنه «عندما طُرح اسم فرنجية عام 2016 من قبل رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، لم يسر به (حزب الله)، وسار بعون الذي كان وقتها حليفه المفضل، وبالتالي من المستبعد أن يعطي فرنجية اليوم ما لم يعطه لعون بوقتها». وتضيف: «لذلك لا يمكن للمعارضة اليوم أن تتخلى عن موقع الرئاسة بناء على وعود وأوهام اختبرناها كثيراً في ما مضى، ولم نرَ أي نتائج لها على أرض الواقع». وقد توقف البحث بالاستراتيجية الدفاعية مع انتهاء ولاية رئيس الجمهورية الأسبق ميشال سليمان في عام 2014، بعدما كان يتم من خلال طاولة حوار تضم الأقطاب اللبنانيين، لكن هؤلاء لم يتمكنوا على مر أكثر من 8 سنوات من التوصل إلى أي اتفاق بخصوص مصير سلاح «حزب الله»، علماً أنهم تفاهموا في عام 2012 على عدد من البنود بإطار ما عُرف بـ«إعلان بعبدا». ونص البند الثاني عشر في الإعلان على «تحييد لبنان عن سياسة المحاور والصراعات الإقليمية والدولية وتجنيبه الانعكاسات السلبية للتوترات والأزمات الإقليمية». ومع قرار «حزب الله» إرسال عناصره للقتال في سوريا، تنصل الحزب من «إعلان بعبدا»، وقال رئيس كتلة الحزب النيابية محمد رعد، إن «إعلان بعبدا»، «وُلد ميتاً ولم يبقَ منه إلا الحبر على الورق».

 

فرنسا في كرسي إعتراف بكركي

طوني كرم/نداء الوطن/15 آيار/2023

ترك الحراك الرئاسي الفرنسي وقعه على الساحة اللبنانية، وتحديداً بين القوى المسيحيّة والرأي العام العريض الذي وجد في دعم مرشّح «الثنائي الشيعي» رئيس «المردة» سليمان فرنجيّة تخلّياً واضحاً لفرنسا «الأم الحنون» عنهم؛ الأمر الذي استعجل دوائر الإليزيه لتوجيه دعوة رسميّة لرأس الكنيسة المارونية في لبنان البطريرك بشارة الراعي بغية شرح موقف فرنسا الواضح من الرئيس إيمانويل ماكرون، وذلك في الثاني من شهر حزيران المقبل.

الراعي الذي سيُستقبَل أسوة برؤساء الدول الذين يزورون الإليزيه، سيحمل معه من بيروت العديد من الملفات السياسيّة والمعيشيّة والتربوية والصحيّة والماليّة التي تخصّ اللبنانيين، كما رغبة اللبنانيين في حثّ الدول الأوروبيّة على تسريع وتيرة عودة النازحين السوريين إلى بلدهم تفادياً للإنفجار الإجتماعي والمعيشي، وذلك إلى جانب الموضوع الذي يشكّل جوهر الدعوة الفرنسيّة والمتمثل بوجوب الإسراع في إنهاء الشغور في سدّة الرئاسة الأولى وانتخاب رئيسٍ للجمهوريّة.

التحديات والمطالب التي يرزح تحت أثقالها اللبنانيون، من شأنها أن تشكّل عاملاً مساعداً للموقف والحراك الفرنسيين الهادفين إلى إنهاء الشغور والعمل على تطبيق الإصلاحات والإلتزامات مع صندوق النقد الدولي والتي تتطلب إعادةً لانتظام عمل المؤسسات الدستوريّة في أسرع وقتٍ ممكن بعيداً عن «النفور المسيحي» من المقاربة الفرنسيّة لهذا الإستحقاق.

ووفق معطيات «نداء الوطن»، فإنّ «الدعوة الرئاسيّة» التي تلقّاها البطريرك الراعي من الرئيس ماكرون تندرج في سياق تأكيد الموقف الفرنسي المرتكز على 3 معطيات:

1- لا إنحياز فرنسياً للفريق «الشيعي» أو «حزب الله»، إنما الإنحياز أو الهم الفرنسي الأساسي يكمن في حثّ القوى السياسيّة على انتخاب رئيس من أجل الحفاظ على الجمهورية والدفاع عن الدستور، وذلك إنطلاقاً من قناعتهم (الفرنسيين) أنّ التمادي في الشغور، يساهم في الإنتقال من أزمة رئاسة إلى أزمة نظام والإطاحة باتفاق الطائف أي الدستور... الأمر الذي لا يلقى قبولاً بين أصدقاء لبنان.

2- «الموازييك النيابي» الناخب، وموازين القوى السياسيّة كما ميزان القوة الذي يفرضه «الثنائي الشيعي» («أمل» – «حزب الله»)، لا يخوّل معارضي سليمان فرنجية انتخاب رئيس لا يرضى عنه «حزب الله».

3- ترجيح كفّة سليمان فرنجيّة الرئاسيّة لا يقطع الطريق أمام المعترضين على هذا الإختيار، ويترك الباب مفتوحاً أمامهم من أجل التفاهم على مرشّح قادرٍ على كسب تأييد «حزب الله»، ليكون بديلاً رئاسياً يشكّل انتخابه مدخلاً لإعادة انتظام عمل المؤسسات الدستوريّة.

تجربة 2015

ووسط الأوساط المتابعة لموقف القوى الإقليميّة والدوليّة الفاعلة على الساحة اللبنانيّة، فإن التقاطع الأميركي – السعودي – الفرنسي حول طرح سليمان فرنجيّة لرئاسة الجمهورية في العالم 2015 خلال ولاية الرئيس الفرنسي الأسبق فرنسوا هولاند، شكّل دافعاً لانطلاقة ماكرون في حراكه الرئاسي الراهن، وذلك بالتزامن مع تراجعه عن الدعوة إلى وجوب البحث في عقد اجتماعي جديد، أي تعديل أو تطوير النظام في لبنان، بعد لقائه القوى السياسيّة في قصر الصنوبر عقب تفجير مرفأ بيروت في صيف العام 2020. الموقف الذي أعاد التأكيد عليه عبر التشديد على مرجعيّة «الطائف» واحترام المهل الدستورية لانتخاب رئيس الجمهورية من خلال البيان الثلاثي الأميركي – السعودي – الفرنسي الصادر على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة – نيويورك في أيلول 2022 بعد اجتماع وزراء خارجية الدول الثلاث المعنية.

المستجد في الزيارة، أنها تأتي بعد تغاضي الرئيس ماكرون خلال زيارتيه إلى بيروت في آب وأيلول 2020 عن زيارة بكركي رغم محاولة المقرّبين من الصرح البطريركي الحفاظ على «العُرف» المُتّبع من رؤساء فرنسا، واستُعيض عن ذلك باستقبال البطريرك الراعي في قصر الصنوبر على غرار لقاءات ماكرون مع رؤساء الأحزاب والكتل النيابيّة، من بينهم رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد الذي وصفه ماكرون باللقاء المميّز.

في سياق متصل، رأت أوساط مراقبة أن دعوة الراعي إلى فرنسا تعدّ تراجعاً من دوائر الإليزيه والتفاتة من «الأم الحنون» لهواجس القوى المسيحيّة واعتراضها على تحميلها تغليب مصلحة «حزب الله» على مصلحة المسيحيين... الأمر الذي دفع المطلعين إلى التساؤل عن مصلحة المسيحيين في استمرار الشغور الرئاسي والتهويل بـ»الطلاق» وتغيير النظام وغيرها من الطروحات التي دفعت الكرسي الرسولي في الفاتيكان إلى تبليغ بكركي موقف روما الرافض الإنجرار وراء تلك الطروحات.

الأمر الذي فرمل اندفاعة الراعي ورعايته بعض اللقاءات المطالبة بالفدراليّة، قبل أن يعيد ويشدّد في 13 نيسان 2023 على «أننا مع تطبيق اتفاق الطائف نصاً وروحاً، وهذا لا ذكر فيه للفدرالية، بل للامركزية الإدارية، فلنطبق هذه اللامركزية، ولنعتبر الفدرالية طرحاً أو مقولة ساقطة، وتم التداول بها من قبل البعض خلال الحرب اللبنانية، وانتهى الموضوع».

أمّا عن «إنحياز» فرنسا إلى خيار «الثنائي الشيعي» خلافاً لإرادة بعض المسيحيين، فتشير الأوساط المتابعة إلى أنّ مصالح الدول الكبرى هي التي تحدّد سياستها، وذلك بعدما استعاضت فرنسا عن الضمانة التي شكلها المسيحيون لها أو لمصالحها في المنطقة ما بين 1920 – 1975، بالضمانة «السنيّة» التي جسّدها الرئيس رفيق الحريري منذ 1990 حتى استشهاده في العام 2005، الأمر الذي يتطلب منها راهناً ضمان مصالحها التوسعيّة أو الإستثماريّة بكسب ودّ إيران – «حزب الله».

وهذا ما يعزّز موقعها التفاوضي كـ»قائد السياسة الخارجيّة الأوروبيّة» بين الولايات المتحدة وإيران، وبالتالي لعب دور الوسيط في الملفات العالقة كانتخاب رئيسٍ للجمهورية في لبنان بعد أن أسقط إتفاق بيكين (السعودية – إيران) إمكانية استخدام الفيتو بوجه أيٍّ من المرشحين. الأمر الذي سيتبلّغه الراعي من ماكرون بحزم، بالتوازي مع حثّه على دعوة القوى السياسيّة للتوافق على مرشحٍ رئاسي لا يعارضه «حزب الله» تجنّباً لتهديد «الجمهورية» والنظام، أو البحث عن تأمين ظروف انتخاب سليمان فرنجيّة وقطع الطريق أمام رهان البعض على إطالة أمد الشغور من أجل الإطاحة بالدستور وبما تبقّى من الجمهورية...

 

بطاقة حمراء أو صفراء... حيال التطبيع مع الأسد؟

وليد شقير/نداء الوطن/15 آيار/2023

خرق اقتراح القانون الأميركي الذي تقدّم به بعض النواب الأميركيين بفرض عقوبات على الدول التي تطبّع العلاقة مع نظام الرئيس بشار الأسد أجواء الانفراجات التي سادت خلال الأسبوع الماضي، والناجمة عن قرار الجامعة العربية المتّخذ يوم 7 أيار القاضي باستئناف سوريا حضورها اجتماعات الجامعة والذي أعقبته دعوة بشار الأسد إلى القمة العربية بعد خمسة أيام في جدة.

بات السؤال: كيف سيتأثر لبنان بهذا التطور لا سيما من زاوية حسابات الفرقاء للإفادة من التسويات الإقليمية لإنهاء الفراغ الرئاسي؟ وهل يزيد الاعتراض الأميركي على التطبيع مع الأسد الأمور تعقيداً في البلد، أم يعجّل في مساعي الاتفاق الداخلي على انتخاب رئيس، للنأي بالبلد عن موجات التأزيم؟ وكيف ينعكس هذا الاقتراح على العلاقة الأميركية السعودية؟

الأسد يتّجه إلى الاستعاضة عن حضور القمة العربية بزيارة خلال اليومين المقبلين إلى المملكة العربية السعودية، على أن يوفد وزير خارجيته لتمثيل دمشق في القمة وفق أوساط مواكبة لمستجدات العلاقة بين دمشق والرياض. بذلك يتفادى أي إحراج للسعودية، التي كانت أخذت على عاتقها تسريع استعادة سوريا مقعدها في الجامعة بهدف إنجاح قيادتها القمة، إذا ظهر أي موقف سلبي حياله من دولة تتحفظ على حضوره مثل قطر. كما أنّ هذا الخيار ينسجم مع تفضيله العلاقة الثنائية مع كل من الدول العربية، على العضوية في الجامعة العربية.

في وقت أشارت المعطيات إلى أنّ تسريع التطبيع مع الأسد كان إحدى نتائج اتفاق بكين بين المملكة وإيران، وبتمنٍّ من الأخيرة، مقابل تسهيل طهران مسار الحل السياسي في اليمن، بدا أنّ لواشنطن موقفاً متعدّد الأوجه حيال الخطوة. من جهة تبلّغ بعض المسؤولين العرب أنّها (ودول الغرب) تترك للدول الساعية إلى التطبيع مع الأسد أن تحاول الحصول على تنازلات منه، طالما الانفتاح عليه يجري على أساس تطبيق القرار الدولي 2254 الذي ينصّ على الحل السياسي للأزمة السورية، بقيام حكم انتقالي تشترك فيه المعارضة، مع شكوكها في أن تنجح في ذلك.

ومن جهة ثانية تجري اتصالات أميركية مع النظام السوري في عُمان حول مساعٍ لكشف مصير الصحافي الأميركي المختفي منذ 2012 في دمشق أوستن تايس، وغيره. وتسلّحت الدول العربية الساعية إلى التطبيع مع الأسد بحجة وجود هذه الاتصالات التي لم تخلُ من التداول في العلاقة السياسية. فلماذا يُمنع على الدول العربية ما تقوم به الولايات المتحدة؟ ومن جهة ثالثة تعلن وزارة الخارجية الأميركية رفضها التطبيع مع النظام...

وفي وقت تدين الأوساط اللبنانية والعربية المتعاطفة مع فصائل المعارضة السورية الساعية لتغيير المعادلة في بلاد الشام، التخلّي الغربي والأميركي عن الشعب السوري منذ إدارة الرئيس باراك أوباما، وترى أنّ واشنطن غير جادة في موقفها ضد نظام الأسد ومستعدة لتسوية معه ومع إيران، فإنّ اقتراح القانون الجديد في الكونغرس يشكّل بالنسبة إلى هذه الأوساط، تلويحاً أميركياً برفع البطاقة الصفراء لفرملة بعض الخطوات، تمهيداً للبطاقة الحمراء، حيال الانفتاح العربي على الأسد في سياق الخلافات الأميركية العربية ولا سيما السعودية، وليس لمصلحة الشعب السوري أو المعارضة.

كما أنّ مسار اقتراح القانون هذا ما زال أمامه مشوار طويل لإقراره في الكونغرس، ولن يسبق خطوات التطبيع الجارية... فهو ينص على بدء الإدارة في تطبيق الإجراءات ضد التطبيع، بعد 6 أشهر من صدوره.

في المقابل تلفت أوساط مراقبة إلى أنّ اقتراح القانون يهيّئ، في خمس فقرات منه، لتدابير بعيدة المدى ضد التطبيع مع الأسد، تمتدّ لخمس سنوات، وتستند أيضاً إلى قانون قيصر المتشدد في العقوبات على التعامل مع نظام الأسد، خاصة التعاملات في شأن إعادة الإعمار في مناطق سيطرة النظام. الجديد فيه أنّه يعدّد هذه المرة بالاسم، الدول التي على الإدارة الأميركية تقديم تقرير عن تعاملها ليس فقط المالي والاقتصادي مع النظام، بل الدبلوماسي والسياسي أيضاً. فهو يطلب من الإدارة «لائحة كاملة بكافة الاجتماعات الدبلوماسية على مستوى سفير فما فوق بين نظام الأسد وأي ممثل عن حكومات الإمارات، والبحرين، والسعودية، وتركيا، والعراق، والأردن، وعمان، وتونس، والجزائر، والمغرب، وليبيا، ولبنان»، ولائحة أخرى بـ»الاستثمارات والمنح والعقود والهبات والقروض التي تتجاوز مبلغ 50 ألف دولار، في المناطق التي تخضع لسيطرة النظام».

وزع الاقتراح مجالات استثماره على الصعيد السياسي، فاستثنى قطر والكويت ومصر من قائمة الدول العربية التي يُخضعها للمراقبة، وشمل معها تركيا، فيما تضمنت اسم لبنان الذي يطمح كثر فيه إلى دور في إعادة الإعمار، فضلاً عن توبيخ الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصر الله يوم الجمعة الماضي المسؤولين فيه، لتأخرهم وتردّدهم في التواصل على المستوى السياسي مع الحكم في دمشق. وخصّ روسيا وإيران بفقرة تتعلّق بـ»انتهاك حقوق الإنسان والقانون الدولي»...

 

نصرالله... وضع اليد على المواقع المسيحية

أحمد الأيوبي/نداء الوطن/15 آيار/2023

يمكن اعتبار كلمة الأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصرالله في ذكرى مصطفى بدر الدين الجمعة الماضي محطة لتكريس قوّته وهيمنته عبر وضع اليد على المواقع المسيحية في الدولة بدءاً من تكريس التحكّم برئاسة الجمهورية، مروراً باعتبار منصب المدير العام للأمن العام موقعاً متقدّماً للشيعة في الدولة، وليس انتهاءً بإعطاء الإشارة لاحتلال منصب حاكمية مصرف لبنان، مع الرفض المعلن لأيّ تغيير في منطلقات ومسالك الحزب في ضوء الاتفاق السعودي الإيراني. تحدّث نصرالله عن أنّ «الأبواب ما زالت مفتوحة للنقاش والحوار والتلاقي في ملف رئاسة الجمهورية، ونحن لا نفرض مرشحاً على أحد وليرشّح كلّ طرف أي اسم يريد ولنذهب إلى المجلس لانتخاب رئيس، والوزير السابق سليمان فرنجية ليس مرشح صدفة بالنسبة إلينا بل هو مرشح طبيعي وجدّي. إلا أنّ هناك تقاطعات واضحة توحي بأنّ الموقف الإيراني يعمل على اتجاهين:

ــ الأول: نزع فتائل التفجير الأمني والميداني، داخلياً وخارجياً لتأمين الهدوء الإقليمي، وهنا يمكن فهم تحييد الجبهة الجنوبية عن اشتباك غزة.

ــ الثاني: ممارسة أقصى درجات التصلّب في سبيل الحصول على الحدود القصوى من المكتسبات الداخلية بعد الاتفاق الإيراني السعودي.

يمكن فهم هذه التوجّهات من جملة إشارات أطلقها نصرالله، أهمّها تشغيل الدولة بشكل شبه طبيعي حتى لو كان رئيس الجمهورية (المسيحي) ممنوعاً من أن يُنتخب، وذلك من خلال دعوة نصرالله حكومة تصريف الأعمال إلى مواصلة مهامها وتحمّل مسؤولياتها، وإلى تشكيل وفد وزاري لبحث إشكالية النزوح السوري مع المسؤولين في دمشق، وكذلك دعوة مجلس النواب إلى أن «يكمل التشريع بشكل طبيعي وليس فقط تشريع الضرورة».

الأخطر هنا كشفُ نصرالله عن موقف «حزب الله» من إشكالية الشغور المحتمل في منصب حاكم مصرف لبنان عندما قال إنّه ليس مع «تعيين حاكم لمصرف لبنان، فلا تعيين ولا تمديد لحاكم مصرف لبنان، وعلى الجميع تحمّل مسؤولياته وعدم التخلي عنها».

وفي ذلك إشارة إلى أنّه يريد أن يتولّى النائب الأول للحاكم (الشيعي) وسيم منصوري الحاكمية، تماماً كما حصل لدى شغور منصب المدير العام للأمن العام مع تقاعد اللواء عباس إبراهيم فتولى مكانه العميد الياس البيسري، «رغم أنّه موقع شيعيّ متقدّم» في الدولة وهذا تعبير يحمل الكثير من الأبعاد لجهة تصنيف المواقع طائفياً، خاصة أنّ لمديرية الأمن العام تاريخاً ارتبط بالحضور المسيحي قبل أن يسيطر عليها الشيعة وتصبح «مكتوبة باسمهم» والحال نفسه مع وزارة المال.

موقف نصرالله يعاكس ما دأب برّي على إعلانه وتسريبه في هذا المجال ويؤكّد أنّ القرار لدى الحزب يقضي بتولّي منصوري الحاكمية لتسجيل سابقة بتولّي شيعي هذا المنصب في إطار مراكمة الاختراقات والهيمنة على مواقع الدولة في قلب الصراع الدائر على لبنان المنتظر.

 

إستراحة محارب... أم "استراحة سفير"؟

جان الفغالي/نداء الوطن/15 آيار/2023

لم يهدأ السفير السعودي في لبنان وليد البخاري، منذ لحظة عودته من عطلة عيد الفطر من المملكة، إلى لحظة مغادرته بيروت إلى المملكة مجدداً، لمواكبة أعمال القمة العربية. أجرى السفير البخاري مروحة واسعة من اللقاءات لإيصال الرسالة التي تريد المملكة إيصالها إلى مَن يهمهم الأمر، وهي: المملكة على مسافةٍ من الجميع، لا مرشح رئاسياً لديها، هي تدعم مواصفات أكثر مما تدعم شخصاً بذاته. السفير بخاري التقى الجميع من دون استثناء، باستثناء «حزب الله» طبعاً. حصيلة لقاءات السفير البخاري يمكن إيجازها بما يلي:

يعني المملكة أن يكون المرشح من ضمن «الخط التاريخي للمفاهيم اللبنانية»، والمقصود بهذا التعريف أو هذا التعبير، ان يكون المرشح من «البيئة العربية الحاضنة»، وليس من البيئة المخاصِمة للطرح العربي.

يعني المملكة أن يلتزم الرئيس الجديد اتفاق الطائف نصاً وروحاً، لا أن يرفعه شعاراً ويطبِّق عكسه.

يعرف جميع مَن التقاهم السفير البخاري أنّ المملكة قالت كلمتها وتتعاطى مع النتائج، فإذا جاءت هذه النتائج وفق التطلعات التي تتلاءم مع مصلحة اللبنانيين، تكون المملكة إلى جانب لبنان: قيادةً وشعباً ومؤسسات.

بهذا المعنى، لا شيء قبل انتهاء القمة العربية، وما على اللبنانيين سوى الإنتظار لِما بعد التاسع عشر من هذا الشهر، اي إلى ما بعد انتهاء أعمال القمة.

ما هو السيناريو المرتقب؟

لا يستطيع رئيس مجلس النواب نبيه بري الانتظار إلى ما لا نهاية لتحديد موعد الجلسة الثانية عشرة لانتخاب رئيس، وهذه المرة لن يكون الإقتراع بالورقة البيضاء بل لإسمين، فإذا شعر «الأستاذ» بأنّه غير مسيطِر على الجلسة، يعمد إلى تطيير النصاب، في هذه الحال يصل السيناريو إلى خواتيمه من خلال التوافق على مرشحٍ ثالث تُحدَّد له الجلسة الثالثة عشرة، وقد تكون الاخيرة. ما لم يحدث هذا السيناريو، يكون البلد عملياً قد دخل في المجهول، أي في سيناريو استمرار الفراغ والانهيار، فهل هذا هو المطلوب إلى حين الإنتهاء من كل ملفات المنطقة؟

هناك طرحٌ متكامل عنوانه «الفراغ وما بعده»، ويقوم على «تفريغ كل المواقع من شاغليها بالاصالة»: من رئاسة الجمهورية إلى رئاسة الحكومة (بالأصالة) إلى حاكمية مصرف لبنان إلى المديرية العامة للأمن العام، وصولًا لاحقاً إلى قيادة الجيش، فهل هذا ما يمكن تسميته «المؤامرة»؟

يترافق كل ذلك مع تصاعد ضغط النازحين السوريين وعبئهم، خصوصاً بعد الحديث عن أن الحدود البرية بين لبنان وسوريا والتي تمتد على طول 387 كيلومتراً، باتت حدوداً مفتوحة على التهريب اليومي من سوريا في اتجاه لبنان. هذان الانهيار والانحدار لا يوقفهما سوى إعادة تكوين السلطة، فهل يتآمر

 

نصرالله يثير قدراً كبيراً من الاستفزاز ينفجر في وجوهنا

بارعة علم الدين/ عرب نيوز/ 15 آيار 2023

ترجمة غوغل

https://eliasbejjaninews.com/archives/118255/118255/

في يوم آخر ، حدث "شهداء" آخر يتشبث فيه حسن نصرالله بجهد واستفزاز في كل قضية يمكن تخيلها - بينما كان خجولًا بشكل لا يمكن تفسيره بشأن مناقشة المآزق الداخلية الرهيبة في لبنان.

لبنان أصغر من غرور السيد نصرالله. إنه لا يرى نفسه مجرد زعيم عالمي. في عقله المتغطرس هو بطل تاريخي قهر العالم - ربما خالد بن الوليد أو صلاح الدين الأيوبي.

مرة أخرى ، كان زعيم حزب الله يسعى لإدخال لبنان في الشؤون الفلسطينية. أعلن نصرالله ، الذي تبنى بحماسة إضفاء الطابع الإقليمي على الصراع ، وأخذ على عاتقه من جانب واحد الحق الإلهي في تقرير مسائل الحرب والسلام للأمة اللبنانية بأكملها: "إن معركة غزة مهمة لأن تأثيرها لن يقتصر على غزة فحسب ، بل سيقتصر على تؤثر على المنطقة بأكملها ... لن نتردد في تقديم أي مساعدة في أي وقت ". وصرح بأن "العدو يدرك جيدًا أن أي اغتيال لن يمر دون رد ، وسيؤدي إلى مواجهة أوسع" - بينما فشل في الاعتراف بكيفية حدوث مثل هذه المواجهة الأوسع نطاقًا لا محالة.

لا تخطئوا ، فلسطين هي أم كل الخير وتستحق تضامننا بالكامل. في الواقع ، بينما يستعد الفلسطينيون لإحياء ذكرى النكبة ، كانت هناك بالفعل انتهاكات لهدنة هشة في غزة. لقد قُتلت نساء وأطفال وعائلات بأكملها في غارات جوية ، حيث فرضت إسرائيل مرة أخرى حساباتها القاسية بأن أكثر من 20 ضعفًا من الفلسطينيين يجب أن يموتوا انتقاما لأي إسرائيلي يقتل. إن جهود نصرالله الساخرة لجر اللبنانيين المعطوبين ونصف الجوع إلى صراع مباشر مع إسرائيل هي عمل من أعمال الجنون الإجرامي. هناك نتيجة واحدة محتملة لجهوده لاستمالة واستغلال هذه الأجندة ؛ قوة النيران الإسرائيلية الأكبر بشكل غير محدود ، المدعومة بالأسلحة والدعم الغربيين ، ستقلل لبنان وسوريا والدول العربية الأخرى المحاصرة في مرمى النيران إلى رماد في غضون أيام قليلة ، بينما يختبئ نصر الله في مخبئه ، على أمل السيطرة على تداعيات ذلك.

وحث نصر الله على مزيد من التقدم نحو "غرفة عمليات مشتركة لجميع فصائل المقاومة". هذه التعليقات لا تأتي من فراغ ، لكنها تأتي في أعقاب جهود طهران لتوحيد هذه المجموعات تحت قيادتها. خلال شهر أبريل ، عقد قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني سلسلة من الاجتماعات السرية لتحقيق هذه الغاية ، بما في ذلك لقاء مع حزب الله في السفارة الإيرانية في بيروت. وأعقب ذلك زيارة لوزير الخارجية الإيراني ، الذي أثار التوتر بزيارة استفزازية إلى حدود إسرائيل. يبدو أن الإجراءات الحازمة المتزايدة من قبل كيانات مثل الجهاد الإسلامي ، مع إطلاق حماس أيضًا صواريخ على إسرائيل من جنوب لبنان ، هي نتيجة جزئية لتشجيع إيران على زيادة التوترات في جميع أنحاء المنطقة.

كان إحجام نصرالله عن مناقشة لبنان مفهوماً. لم يسبق أن واجه حزب الله من قبل جمهورًا مستعدًا بلا خوف للتنديد بالحزب على التلفزيون أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي. حتى أن القاعدة الشعبية لحزب الله تنهار وسط الفقر والانهيار الاقتصادي والفوضى السياسية وعدم اليقين بشأن المستقبل. يمكن لحزب الله بسهولة أن يعرقل تعيين الرؤساء والوزراء والمسؤولين - لكن إخفاقه في تنفيذ أي رؤية إيجابية يجعله يبدو وكأنه بطل الرواية العاجز وغير الكفء والفاسد الذي حطم الأمة.

أمراء الحرب الثيوقراطيون مثل نصر الله وقاآني وقيس الخزعلي في العراق موجودون فقط لأغراض التصعيد المستمر وإدامة الانقسامات الطائفية.

قدم نصر الله رواية مشوهة من جانب واحد للتطورات السورية ، مشيدًا بعودة الأسد إلى جامعة الدول العربية باعتبارها انتصارًا. لاحظ العديد من المعلقين اللبنانيين أن نصر الله أغفل ذكر أن حزب الله كان بطلًا رئيسيًا في الصراع ، وأن مثل هذه "الانتصارات" الجوفاء تحققت بالسباحة في أنهار الدم السوري. وقد تم إبراز انزعاجه من خلال إنكاره المحدد لعرقلة حزب الله عودة اللاجئين السوريين في لبنان إلى المناطق الخاضعة لسيطرة حزب الله. إذا كان هذا صحيحًا ، فلماذا يتردد آلاف السوريين في العودة؟ هل لأنهم خائفون مما سيفعله بهم حزب الله والأسد؟ أم لأن حزب الله سرق أراضيهم الزراعية وعقاراتهم لتحقيق مكاسب شخصية؟

والأكثر إزعاجًا هو أن نصر الله اضطر إلى إنكار أي علاقة بزعيم المخدرات مرعي الرمثان ، الذي قُتل الأسبوع الماضي في غارة جوية أردنية ، باعتباره "ظلمًا وافتراءًا". كما استهدف الأردن منشآت مخدرات مرتبطة بحزب الله في سوريا. وأكد نصر الله: "لو كنا نجني مليارات الدولارات" من تجارة المخدرات ، "لكان ذلك ملحوظًا". أوه ، لكن تم ملاحظته. لقد لوحظ تورط حزب الله العميق في تجارة المخدرات الإقليمية والدولية ، مصحوبًا بانزلاق سوريا إلى دولة مخدرات ، على نطاق واسع كمسألة وقائع - كما أبرزه تحقيق جديد ممتاز من قبل عرب نيوز ، من بين العديد من المصادر الأخرى. في الآونة الأخيرة ، ظهر تقرير مذهل في صحيفة صنداي تايمز في المملكة المتحدة يوم الأحد ، يقدم تفاصيل جديدة حول تورط حزب الله وإيران مع شبكات إجرامية دولية ، بما في ذلك كارتل إيرلندي كبير للمخدرات استفاد من شبكات تحويل الأموال التابعة لحزب الله ، وتعاون في ذلك. اغتيال المعارضين الإيرانيين.

مع سعي الأسد لتنظيف عمله بشكل تجميلي لتليين عودته إلى جامعة الدول العربية ، من المرجح أن تعود العديد من مصانع الكبتاغون إلى جانب وادي البقاع من الحدود حيث نشأت - لذا توقع أن يوسع حزب الله أنشطته المربحة للغاية في مجال المخدرات.

فهل من المفاجئ أنه في الوقت الذي تسعى فيه الدول العربية إلى معالجة القضية السورية وتطبيع الاتصالات الدبلوماسية مع طهران ، فإن حزب الله وفصائل "المقاومة" المدعومة من فيلق القدس تبذل قصارى جهدها لإشعال صراعات جديدة؟ لكي يتطور الانفراج الدبلوماسي بين طهران والأسد مع العالم العربي إلى أي شيء أكثر أهمية ، يجب ممارسة ضغط حاسم عليهم للانفصال عن أيديولوجيتهم في المواجهة الدائمة ، وتعبئة قوات شبه عسكرية واسعة وترسانات صواريخ كخناجر محتفظ بها بشكل دائم في المنطقة. حلق المنطقة.

أمراء الحرب الثيوقراطيون مثل نصر الله وقاآني وقيس الخزعلي في العراق موجودون فقط لأغراض التصعيد المستمر وإدامة الانقسامات الطائفية. بالتعريف ، لا يمكن للمنطقة أن تعيش السلام حتى يتم تشويه عيون هؤلاء وجيوشهم المرتزقة بشكل دائم.

لقد بعثت الدول العربية برسالة واضحة مفادها أنها ترغب في طي صفحة صراعات العقد الماضي. لكن إذا كانوا يرغبون حقًا في تحييد الكيانات التي غذت هذه الصراعات وزادتها ، فإن الرفع الدبلوماسي الثقيل الحقيقي بدأ للتو.

• باريا علم الدين صحفية ومذيعة حائزة على جوائز في الشرق الأوسط والمملكة المتحدة. وهي محررة في نقابة الخدمات الإعلامية وقد أجرت مقابلات مع العديد من رؤساء دوائر الدولة.

 

وضع اللاجئين الكارثي الحالي في لبنان قد يصبح أسوأ

نديم شحادة/عرب نيوز/15 آيار/2023

ترجمة موقع غوغل

https://eliasbejjaninews.com/archives/118250/118250/

قال الطفل الصغير ، وهو لاجئ سوري ، كان قد اعترضني في رأس بيروت بعد أن كذبت عليه قائلاً: "إن شاء الله في طريق العودة" ، عندما أمسك بي: "كنت أعلم أنك ستعود". بينما كان يلمع حذائي ، كان يخجلني أكثر بعبارة "أستطيع أن أخبرك أنك رجل طيب". قال الغلام: رجل من كلمته ؛ قلت إنك ستعود وعدت. الرجل الصالح يحافظ على كلمته ، حتى مع شخص مثلي. كلمتك هي كلمتك ، من تعطيها له ".

ثم أخبرني الفيلسوف الشاب قصة ، بنبرة جادة ، عن طبيب أعطاه 1000 ليرة (في ذلك الوقت 66 سنتًا). ما هو 1000 ليرة بالنسبة له؟ من الطبيعي أن نعطي 2000 ، وهذا أمر عادل. "هذا ليس ما أستحقه ، إنه ينعكس عليه. عندما تعطي ، فإنك تعطي قيمتك الخاصة ". لقد فعل أكثر من حديثي عن تلميع حذائي ؛ بما أنني رجل صالح ، قال الصبي إنه يعلم أنني سأعطيه 5000. كان على يقين من أنني سأفعل ذلك. بعد كل شيء كنت قد أوفت بكلمتي وعدت. تركته يفكر "يا إلهي ، تخيل شخصًا مثله يحمل شهادة في القانون."

كان ذلك في نهاية تشرين الأول (أكتوبر) 2012. سيكون الآن أكبر من 21 عامًا وربما لا يزال في لبنان ، حيث يتوقف مستقبله على ميزان العديد من القرارات التي اتخذها الآخرون ، ليس فقط في بيروت ولكن أيضًا في أماكن بعيدة مثل واشنطن العاصمة ، مدينة نيويورك وبروكسل وموسكو وبكين وطهران. في ذلك الوقت ، كان هناك 50،000 لاجئ سوري في لبنان. يعتقد الناس الآن أن هناك ما يقرب من 2 مليون. يعتبر هذا الشاب الآن جزءًا من أكبر تهديد وجودي في تاريخ البلاد.

يستخدم البيروقراطيون في الأمم المتحدة مصطلح "مطول" لوصف أزمة اللاجئين السوريين. هذا يترجم إلى "ليس لدينا حل وهم موجودون ليبقوا". إنها كارثية بكل المقاييس ، خاصة بالنسبة للبنان ، وإذا تم التعامل معها بشكل سيئ يمكن أن تصبح أسوأ بكثير.

اندلع التصعيد الأخير لأزمة اللاجئين السوريين في لبنان بسبب إضراب لمعلمي المدارس الحكومية ، والذي أدى إلى بقاء الطلاب اللبنانيين في منازلهم بينما كان الطلاب السوريون اللاجئون يسافرون إلى المدرسة. بدأ الأمر بدعوة لمنع جميع الطلاب من حضور الفصول الدراسية ، ثم خرج عن نطاق السيطرة بمزيج من المعلومات الكاذبة والمبالغة حول الانتهاكات التي يرتكبها بعض اللاجئين ، والتي تضخمت من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ، مما أدى إلى زيادة تسميم الجو.

لا يمكن التقليل من حجم المشكلة. في العقد الماضي ، أجبر حوالي 14 مليون سوري على ترك ديارهم ، نصفهم تقريبا خارج البلاد. فشل المجتمع الدولي في حماية الشعب السوري ويتحمل الكثير من المسؤولية عن خلق المشكلة.

لوضع الأمور في نصابها ، يبلغ عدد اللاجئين من سوريا المستضافين في أوروبا أقل من نصف واحد بالمائة (0.5 بالمائة) من السكان. حتى هذه النسبة الضئيلة تسببت في حدوث أزمة ، حيث اكتسبت الأحزاب اليمينية المتطرفة أرضًا وتفكر العديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في ترك الاتحاد بشكل أساسي بسبب تأثير اللاجئين. تركيا لديها 10 أضعاف هذه النسبة مع أزمة أكبر بكثير من سوريا تؤثر على العلاقات مع عدد سكانها الأكراد. تبلغ حصة لبنان 60 ضعف حصة أوروبا ، حيث يصل عدد اللاجئين من سوريا إلى أكثر من ثلث سكانها ، أي ما يعادل خمسة عشر مليون روسي ينتقلون إلى أوكرانيا.

يُعتقد أن العبء الاقتصادي ساهم في انهيار البلاد وهناك قلق مبرر بشأن الآثار الديموغرافية طويلة المدى. منذ الحرب العالمية الأولى ، تساءل الناس عما إذا كان لبنان دولة مستقلة ذات سيادة أو ما إذا كانت القوى الاستعمارية قد اقتطعت من سوريا الكبرى بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية. معظم اللاجئين هم من المسلمين السنة وفي بلد يقوم نظامه السياسي على أساس تقاسم السلطة الطائفية ، فإن هذا لا بد أن يخل بالتوازن بين المجتمعات.

ربما بسبب ضخامة القضية ، تم التعامل معها بشكل غير كفء من قبل جميع المعنيين. لا توجد استراتيجية لدى الحكومة اللبنانية ، وقد ردت بإجراءات سريعة وغير مستدامة. المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية تتصرف بطريقة غير مسؤولة ، وتضع نفسها في مواجهات مع المجتمعات المضيفة. وبدلاً من إيجاد حلول ، فإنهم يجعلون الوضع أسوأ من خلال الإشارة إلى البلد واتهامه بالعنصرية وكراهية الأجانب.

يتم تضخيم مزيج من المعلومات الكاذبة والمبالغة حول الانتهاكات التي يرتكبها البعض من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ، مما يسمم الجو. لدرجة أنه ، كرد فعل على السلوك السيئ للبعض ، هناك دعوات لحرمان اللاجئين من التعليم والترحيل الجماعي لأولئك الذين لا يستطيعون تبرير تعرضهم للخطر إذا عادوا إلى سوريا. كما كانت هناك دعوات لوقف تقديم المساعدة للاجئين على أساس أن بعضهم كان هناك فقط بسبب الإعانات.

بالمعدل الحالي لإعادة التوطين في بلد ثالث من قبل الأمم المتحدة ، سيستغرق الأمر أكثر من 100 عام حتى يتم التعامل مع حالات اللاجئين المسجلة ، وهي تشكل أقل من نصف العدد الإجمالي. النظام الذي طردهم يستخدمهم الآن كورقة مساومة ، مما يحد من دخولهم. وهذا يعني أن أربعة أو خمسة أجيال تسبب تغييرات ديموغرافية وثقافية لا رجعة فيها والتي تسبق التحولات السياسية في كثير من الأحيان.

بالمعدل الحالي لإعادة التوطين في بلد ثالث من قبل الأمم المتحدة ، سيستغرق الأمر أكثر من 100 عام حتى يتم التعامل مع حالات اللاجئين المسجلين.

نادرًا ما يمكن عكس اتجاه تحركات السكان ؛ كان هذا منذ بداية الوقت. يمكن للناس المضي قدمًا لكنهم في الغالب لا يعودون إلى الوراء وكلما مر الوقت قل احتمال عودتهم ، خاصة إلى الأماكن التي تركوها خوفًا. في الوقت نفسه ، يغادر اللبنانيون ، ولا سيما الشباب منهم ، البلاد. بعض مناطق البلاد لا يمكن التعرف عليها وأجزاء أخرى من بيروت مليئة بالمسنين والمباني نصف الفارغة ، مما يعطي إحساسًا بأن المدينة تحتضر. قد يعني هذا أن الغالبية العظمى من الشباب في البلاد سيكونون لاجئين سوريين في غضون عقدين من الزمن.

في غضون ذلك ، هناك بالفعل أشخاص يدعون إلى التعاون مع الناشطين اللاجئين ويضغطون بقوة من أجل مبدأ "تقاسم الأعباء والمسؤوليات" كما تروج له الأمم المتحدة للحصول على دعم من المجتمع الدولي والدول العربية الأخرى.

ما يجب تجنبه بأي ثمن هو زيادة التوتر بين المجتمعات المضيفة واللاجئين. في أفضل السيناريوهات وفي المستقبل المنظور ، ما يقرب من نصف اللاجئين موجودون هنا ليبقوا. إن الاعتراف بهذا الأمر يتطلب الكثير من الشجاعة والحكمة ، ومهما يفعل اللبنانيون ، عليهم أن يأخذوا ذلك في الحسبان. سيناريو خلق جيل من الشباب المنعزلين والغاضبين والمحبطين ، الذين ولدوا في البلاد دون أي ذنب من جانبهم ، يمكن استغلاله من قبل جميع أنواع الفاعلين السيئين.

 

السّودان: اتّفاق جدّة بوابة عبور إلى تسوية أم إلى نزاع بوتيرة منخفضة؟

علي حمادة/النهار العربي/15 آيار/2023

شكل اتفاق جدة بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان و"قوات الدعم السريع" بقيادة أحمد حمدان دقلو "حميدتي"، برعاية سعودية – أميركية، بداية ولو متواضعة من أجل دفع طرفي الصراع إلى تأطير اتفاقات خفض وتيرة النزاع تدريجياً، من خلال إبداء استعدادهما لقبول هدن إنسانية جديدة، وربما لمدد أطول من ذي قبل.  كما أنّ قبول الطرفين علناً، بحضور سعودي – أميركي، التزام تنفيذ إجراءات ميدانية لحماية المدنيين للتمييز بينهم وبيين المقاتلين، وبين منشآت أو أهداف عسكرية وأخرى مدنية، والتعهّد بحماية حرية المدنيين خلال تنقلاتهم من مكان إلى آخر، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالخروج من مناطق تشهد قتالاً بين الطرفين، نقاط تدعو عموماً إلى التفاؤل بإمكان الانتقال التدريجي إلى مرحلة أخرى من التفاوض، وإن يكن الطرفان قد أبديا عدم استعدادهما لتقبّل أي تبعات سياسية جرّاء هذا الاتفاق.  وشدّد السعوديون، من جهتهم، على أن الاتفاق هو "خطوة أولى" قد تليها خطوات أخرى. لكنهم حافظوا على سقف منخفض من التفاؤل، وتواضعوا في ما يتعلق بالآفاق المستقبلية، نظراً إلى تعقيدات الصراع الدائر في السودان، وإلى محدودية التأثير الإقليمي الساعي إلى حل سياسي في مجريات، ونظراً بالتحديد إلى صعوبة فرض وقف مستدام لإطلاق النار، من أجل الشروع بعملية سياسية تنهي الصراع الدموي.

فواقعية الوسيط السعودي دفعته إلى موقف متحفظ جداً في خضم تشابك مصالح خارجية، إقليمية ودولية في الصراع الدائر، من شأنها أن تجهض أي محاولة جدية لفتح ثغرة في الجدار السميك بين الطرفين. من هنا كان اتفاق جدة محاولة مدروسة من السعوديين في سياق وساطة متدرجة ومتأنية ومنخفضة الوتيرة، في وقت يبدو فيه الطرفان أسيري منطق التصعيد ومحاولة تحقيق مكاسب على الأرض، أو ربما إنهما لا يزالان يراهنان على تحقيق انتصار، الواحد على الآخر.

 ولكن اتفاق جدة، على تواضعه، خطوة جيدة، لأنه يشرك الإقليم والمجتمع الدولي (عبر الولايات المتحدة) في عملية ميدانية يمكن أن تمهد لخطوات تفضي إلى حوار فتفاوض سياسي. لكن في الوقت الحاضر يبقى هذا الاحتمال ضعيفاً للغاية، في وقت تبرز فيه تدخلات دولية وإقليمية، كتعاظم دور مرتزقة "ڤاغنر" الروسية بعد نشوب الحرب، وتبلور مصالح متعارضة بين قوى إقليمية على الساحة السودانية. فليس سراً أن لكل من البرهان و"حمديتي" عناصر دعم في الإقليم وخارجه. فالسودان بلد كبير وغني ومحوري في شرق القارة الأفريقية، وهو أيضاً محط أطماع القوى الدولية الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين، وهذا وحده كاف لكي يتوقع المراقب تفاقم الصراع جراء التدخلات والدعم الذي تفيد المعلومات بأنه بدأ يتدفق على الطرفين.  وغني عن القول أن طرفي الصراع يتصرفان في اللعبة الداخلية بأسلوب الأطراف المافيوية الذي يذكر بالأطراف المافيوية اللبنانية إبان الحرب الأهلية بين 1975 و1990. فلكل من الطرفين شبكات مصالح اقتصادية ومالية مافوية معطوفة عليها طموحات سلطوية. وفي هذا السياق، تختفي العملية السياسية كالاتفاق الإطاري تماماً، وتصبح من الماضي في انتظار حسم الصراع إما بغلبة فريق على آخر، أو بتسوية سياسية بضمانات إقليمية ودولية، أو، وهنا الأخطر، بتفكك الدولة تدريجياً، ومن بعدها تفكك وحدة الكيان السوداني تحت ضغط القتال وبروز صراعات هويات ذات طابع إثني، قبلي وديني، تعيد خلط كل الأوراق داخلياً وخارجياً.  خلاصة القول أن اتفاق السودان خطوة في الاتجاه الصحيح، فهل يكون باباً لتسوية أم لاستمرار الصراع بوتيرة منخفضة، تنسي العالم الصراع كما حصل مراراً في السابق، أكان في السودان أم في القارة الأفريقية؟     

 

حتى تضع نفسها في قلب المشروع الأميركي... طهران تتّجه نحو القاهرة!

يوسف بدر/النهار العربي/15 آيار/2023

المضي مع إيران يشبه المضي في حقل ألغام هي من افترشته، فلا شيء مضمون ولا ثابت معها، والسبب يعود إلى أن العقلية المسيطرة على الدولة الإيرانية أكبر من مجرد حزب أو سلطة سياسية يُمكن تغييرها بتبدل الحكومات أو الأحزاب. فالعقل الشمولي والطبيعة المراوغة شكلتهما تركيبة النظام القائمة على مزيج من أفكار عقائدية غيبية تتعلق بعودة المهدي المنتظر وفكرة الدولة التي تستعد لهذه العودة. ولذلك، ليس من السهل أن يتقبل هذا النظام النقد أو المعارضة، إذ بينما يغوص في ازدواجية العدالة، نجده يعطي للآخرين دروساً في العدالة والديموقراطية، لكنه يكشف لنا عن عقليته صراحة بقوله: "تحت توصيات الإمام المرشد ومبادئ الجمهورية الإسلامية!". وأيضاً أينما ذهب رجال هذا النظام أو التقوا أحداً، قدموا الوعود وتعهدوا التعاون والشراكة والدعم؛ لكن بعدها لا شيء مما قالوا! لأنهم يفتشون عمَن يخدم أيديولوجيتهم وليس مجرد مَن يتعاون مع حكومتهم أو يشاركها طموحاتها الاقتصادية!

ولذلك عرفنا الإيرانيين بالوعود أكثر من التنفيذ، وهذا ما يجعلنا ننظر إلى المصالحة الإيرانية مع السعودية أو غيرها، على أنها محفوفة بالمخاطر، ويكفي أنها جاءت في شكل القاعدة الإيرانية (خطوة تقابلها خطوة)؛ لنقول إنها تعبر عن صفقة تجارية أكثر مما تعبر عن رغبة في التغيير لدى هذا النظام الذي أساساً يخشى عواقب التغيير وتأثيره.  وعلى سبيل المثال، فإن مسألة تخلي إيران عن الحوثيين دفعة واحدة من أجل كسب ثقة السعودية مسألة مشكوك فيها؛ والسبب يتشكل في طبيعة نظامها، حتى أن المبعوث الأميركي إلى اليمن، تيم ليندركينغ، اتهم طهران بالاستمرار في دعم الحوثيين رغم المصالحة مع الرياض!

أزمة أكبر من لافتة!

كشفت صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية يوم 8 أيار (مايو) أنه تم عقد جولتين من محادثات منخفضة المستوى بين طهران والقاهرة في ضيافة بغداد، في آذار (مارس) ونيسان (أبريل) الماضيين. وقد حملت تصريحات مساعد وزير الخارجية الإيراني مهدي شوستري في حواره مع صحيفة "خراسان"، الخميس 11 أيار، تأكيداً لهذه اللقاءات، إذ قال إن طهران تبعث برسائلها مباشرةً إلى القاهرة، وإن هناك قضايا مختلفة على الطاولة أوسع من مسألة "لافتة" في طهران. وتأتي أحاديث كهذه بينما هناك داخل إيران مَن يعتقد أن الأزمة مع الدولة المصرية يُمكن اختزالها في تسمية طهران أحد شوارعها باسم خالد الإسلامبولي المتورط في عملية اغتيال الرئيس أنور السادات، والذي تم إعدامه في 15 نيسان 1982، وأن بمجرد رفع اسمه وصوره من شوارع طهران، تتم إعادة العلاقات بين البلدين؛ على غرار رفع اسم الشيخ باقر النمر من أمام القنصلية السعودية في مشهد. مع العلم أن طهران لطالما تعهدت رفع اسم الإسلامبولي من شوارعها، لكنها لم تنفذ، وكأنها تريد مقايضة القاهرة بمدفن الشاه محمد رضا في مسجد الرفاعي، ومعالجتها للأزمة يجب أن تأتي في إطار "خطوة تقابلها خطوة" التي لا تنفع مع سياسة تريد الانفتاح على إقليمها وحل مشاكلها معه. إذاً، الطريق طويل؛ وإن كانت تحكمه المصالح الوطنية والتبادل النفعي للعلاقات؛ لكن إذا نظرنا إلى علاقات إيران بحلفائها في العالم العربي؛ مثلاً مع سلطنة عُمان أو سوريا أو العراق أو لبنان؛ نجدها علاقة غير مثالية ولم تصل إلى مستوى الكمال بعد؛ بل تحكمها الرؤية الاستراتيجية التي تنبع من أصوليات النظام الديني في إيران، الذي يجتهد في ممارسة الوصاية على حلفائه أو يعاملهم بوصفهم قُصراً!

ومع ذلك لم يصل مستوى التبادل التجاري أو حجم الاستثمارات مع هؤلاء الحلفاء بالصورة التي ترضي هذا النظام؛ لأن طبيعته تنعكس بوضوح على علاقاته الخارجية؛ ولهذا الأمر يقول البعض إن مصير إيران ما زال رهينة بمستقبل العلاقات مع الغرب، بل حتى دولة حليفة مثل الصين ما زالت تتلكأ في تنفيذ اتفاقيتها الاستراتيجية مع إيران، لأنها تنتظر وتتريث!

هذا الوضع بالنسبة إلى الحلفاء، فما بالنا بالنسبة إلى دول تجرب حظها مع إيران مثل السعودية أو مصر؟!

إن باقر النمر أو الإسلامبولي ليسا مجرد لافتة علقها النظام الإيراني في أحد شوارعه؛ بل هي طريقة تفكيره، ولذلك وجدنا مساعد مكتب القائد العام للقوات المسلحة الإيرانية رسول سنائي راد يقول في حوار مع وكالة "فارس"، في 17 تموز (يوليو) 2022، إن "هناك داخل الجيوش العربية مَن يرفض فكرة تشكيل الناتو العربي بمشاركة إسرائيل، وإن هناك الكثير من أمثال خالد الإسلامبولي داخل الجيوش العربية!".  وهذا التصريح، وإن كان يسبق المصالحة الإيرانية-السعودية؛ لكنه يعبر عن طبيعة العقل الإيراني في ظل نظام ولاية الفقيه الذي يتخذ قاعدة الغاية تبرر الوسيلة، وإن كان لا غبار في ذلك؛ لكن يبقى السؤال: أي غاية؟!

تريّث وترقّب!

يبدو أن القاهرة تتريث ولم ترفع من مستوى تمثيلها في محادثاتها مع طهران؛ لأنها تبحث عن علاقة دائمة ومتبادلة المصالح، غير مرهونة بالرؤية الأيديولوجية التي تغلب على الساسة الإيرانيين تجاه العلاقات مع القاهرة؛ بخاصة أن مصر تمر بفترة تاريخية حرجة تتعلق بحصار أمني يحيط بها في ليبيا والسودان وسوريا والبحر المتوسط، إلى جانب أزمة اقتصادية تعيشها في خضم أزمات اقتصادية عالمية متعلقة بارتفاع مستوى التضخم والحرب في أوكرانيا والصراعات بين القوى الدولية. فهي تقلق من فتح علاقة بطهران بما يثمر مزيداً من الاضطرابات أو السقوط في فخ الأهداف الإيرانية، بخاصة أن إيران لم تبد تغييراً داخلياً بما ينعكس على سياستها الخارجية؛ فمثلاً صحيفة "جامجم" الإيرانية، صوّرت القاهرة في 9 أيار بأنها تلهث وراء العلاقات بطهران من أجل التكنولوجيا النووية الإيرانية، وأن علاقاتها بتل أبيب لم تفدها بشيء، وأنها تحتاج إلى هذه العلاقة من أجل تأمين حركة السفن في منطقة باب المندب تجاه قناة السويس ودول الشرق الأوسط.

وأيضاً في صحيفة "مردم سالاري"، في 8 أيار، كتب الأكاديمي السياسي، سيف الرضا شهابي، متوهماً على أساس ما لديه من تصورات حول اتفاق السلام مع إسرائيل؛ أن هناك لوبي صهيونياً داخل الحكومة المصرية يمنع إقامة علاقة بين القاهرة وطهران.

وهذه التصورات أو غيرها لا تقدم أي نقد للنظام الحاكم نفسه في كونه السبب في استمرار الأزمة مع مصر؛ لأنها تحاول إيجاد مبررات لاستمرار هذه القطيعة، وهو ما تدركه القاهرة بسبب خبرتها في مراقبة سلوك طهران على مدى أكثر من أربعة عقود. وتدرك أن الساسة في إيران محاصرون في الرؤية التي نسجها النظام منذ ثورة 1979، وأن أي مقاربة براغماتية للسياسة الخارجية ستظل أسيرة لتلك الرؤية. ولذلك حين نسمع رؤية مختلفة من شخص مثل الملحق الثقافي الإيراني الأسبق في القاهرة، حجة الله جودكي الذي قال لصحيفة "اعتماد" في 9 أيار، إن حوار إيران مع إقليمها يكشف أن قوى الظل في النظام أدركت أنها وصلت إلى طريق مسدود، وأنه يجب التخلي عن بعض السلوكيات غير الحكيمة في الخارج من أجل إخراج إيران من عزلتها.   وهذه الرؤية بالطبع لم تكن تتشكل لولا أن جودكي عايش المصريين وانفتح عليهم؛ لكن بالطبع الدولة المصرية لن تراهن على أصدقاء فُرادى داخل النظام الإيراني، وتكرار تجربة عهد الرئيسين أكبر هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي اللذين أطيحت مساعيهما للتقارب مع العالم العربي من قِبل صقور النظام المحافظ، شاهد على فشل هذا النوع من الرهان.

ربط آسيا بالشّرق الأوسط

تزامنت مع إعادة طهران النظر في علاقاتها الإقليمية، زيادة وتيرة حديثها عن النظام العالمي الجديد، وكانت زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي دمشق بمثابة إعلان أن الوجود الإيراني استراتيجي في سوريا، ثم التشديد على الممر البري وسكك الحديد بين إيران والعراق وسوريا. وكذلك باركت طهران عودة دمشق إلى الجامعة العربية بوصفها خطوة تجاه رفع عراقيل التقارب بين إيران ومصر. إلى جانب أن طهران تعمل على تحقيق تقارب مع الأردن بوصفه حلقة الوصل البري بين إيران ومصر. إذاً، يبدو أن إيران تحاول أن تجعل من نفسها مركزاً في قلب المشروع الأميركي الذي يهدف إلى ربط آسيا بالشرق الأوسط، في إطار مشروع الشرق الأوسط الكبير.  وهذا ما يجعل القاهرة تتريث وتتمهل في محادثاتها مع طهران، لأن المسألة أكبر من خلاف على "قبر ولافتة"؛ فإيران لديها طموحات في الوصول إلى شرق المتوسط وأفريقيا، وألا تقل أهمية عن الدول العربية في الاستراتيجية الأميركية، ولديها تجربة مع دول مثل سلطنة عمان وإمارة قطر اللتين تتمتعان بعلاقات جيدة مع واشنطن وطهران في آن واحد، وهذا يعني أن طهران لا مشكلة لديها في الوجود الأميركي، وأنها تدرك أن الشرق الأوسط لا يمكن أن يخلو من الوجود الأجنبي؛ ولكنها تبحث عن موقعها في المعادلة الإقليمية والدولية. ولذلك تقول مصر لا بد، أولاً، من تحديد كيف ستدير إيران الثورة سياستها الخارجية في مدار العالم الجديد الذي يبحث عن الاستقرار والتعاون الإقليمي؟!

 

اعتراف إسرائيلي بـ"وحدة السّاحات" الإيرانيّة

عبدالوهاب بدرخان/النهار العربي/15 آيار/2023

أصبحت القضية الفلسطينية تُختصر في قول أحد أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية "لسنا طرفاً في ما يجري في غزّة من ردٍّ على العدوان الإسرائيلي"، وإعلان فصائل القطاع أن "قتالنا مستمر مهما كلّفنا من ثمن". وأصبح الموقف العربي يُختزل في الدور المصري لترتيب وقف لإطلاق النار، بمشاركة أردنية أو قطرية أو غيرها أحياناً. ومع انعدام وسائل ضغط على إسرائيل، حين تكون واشنطن غير حاسمة والدول الأوروبية غير مؤثّرة كما باتت دائماً، يقع الضغط على "فصائل المقاومة" كي توافق على هدنة "بشروط العدو" حتى عندما يكون العدو هو مَن بادر إلى العدوان، كما حصل في القصف الأخير الذي استهدف اصطياد قادة "حركة الجهاد الإسلامي" وقتلهم في منازلهم واحداً تلو الآخر مع أفراد عائلاتهم. 

عادةً لا تعرض إسرائيل شيئاً غير "الهدوء مقابل الهدوء"، وحين تطرح الفصائل شروطاً للهدنة، بغية تحقيق مكسب ما أو ضبط "قواعد الاشتباك"، فإنها تُرفض فيتواصل التصعيد، وإذا حصلت هدنة وانطلق بعدها صاروخ واحد من غزّة، تصرّ إسرائيل على الردّ وعلى أن تكون آخر من يقصف من دون ردّ غزّي، لتوحي بذلك أن "الردع" في يدها. ومع أن الهدنة الجديدة نصّت على أن وقف إطلاق النار يشمل وقف استهداف المدنيين وهدم المنازل "وأيضاً استهداف الأفراد"، وقد عنت العبارة الأخيرة بالنسبة إلى "الجهاد" "تعهّداً بوقف اغتيالات المجاهدين" (وهو الشرط الذي أخّر الهدنة) إلا أن إسرائيل وافقت على النص ولا تعتبره تعهّداً، فهي تمارس الاغتيالات على الدوام وقد جعلتها زمر المتطرفين في حكوماتها ترخيصاً بـ"الإعدامات الميدانية".    

هاجس "مَن يملك الردع؟" كان ولا يزال حاضراً في نقاش الطبقة السياسية الإسرائيلية، وهي تعتبر أنها ردعت/ طوّعت المنطقة العربية وأجبرتها على التخلي عن "خيار الحرب" ثم سحبت منها امتياز المشاركة في إدارة "خيار السلام"، ثم تلاعبت مع الولايات المتحدة بما سمّي "سلام أوسلو" لتفرض الاستعاضة عنه باتفاقات تطبيع مع العرب، ولا تزال تلحّ على واشنطن لتوسيع رقعة هذا التطبيع، رغم أن ممارساتها حيال الشعب الفلسطيني لا تشجّع عليه. 

في الأثناء كانت قد أمعنت في تهميش السلطة الفلسطينية، أي أنها ردعتها ودفعتها إلى خيارين بائسين: إما أن تحلّ نفسها وتذهب إلى المجهول، أو تستمرّ من دون أي فاعلية أو تأثير في ما يحصل للقضية الفلسطينية. بل إن انسحاب إسرائيل من قطاع غزّة (2005)، بلا أي تنسيق مع السلطة، كان نواة انقسام فلسطيني - فلسطيني توقّعته وغذّته وعمّقته وشجّعت فصائل القطاع على تكريسه بسلطة منفصلة عن "سلطة رام الله" المعترف بها دولياً/ وغير المعترف بها عملياً من جانب إسرائيل. 

لكن العمل الإسرائيلي المبرمج أولاً لإبقاء الضفة الغربية تحت الاحتلال وجعلها مناطق آيلة للضمّ، وأيضاً لإبقاء القطاع تحت الحصار وسلطة الفصائل وخارج القانون الدولي، وكذلك لوقف أي تفاوض بحجّة أن ليس هناك "شريك فلسطيني للسلام"... كل ذلك دفع ويدفع الفلسطينيين إلى استعادة خيار المقاومة، سواء كانوا منخرطين في الفصائل أم متعاطفين معها أم حتى غير مطمئنّين إلى أهدافها وارتباطاتها، إذ يكفي أن انتهاجها الانقسام قصم ظهر المشروع الوطني الفلسطيني.

عملياً كانت إسرائيل هي التي قدّمت قطاع غزّة إلى إيران التي تلقّفته مرحّبة وجاهزة للاستثمار في فصائله، آخذة في الاعتبار أن اسرائيل قتلت "اتفاق أوسلو" نصّاً وروحاً ولم يعد هناك أي "سلام" يُرتجى منه أو يُبنى عليه. وخلال ستة عشر عاماً، منذ انقلاب "حماس" على السلطة (2007)، استطاعت إيران أن تجعل من القطاع "ساحة مقاومة"، وأن تفرض أجندة نفوذها عليه، باندفاع فصائلي وبثمن باهظ يدفعه القطاع وأهله، من دون أي أفق مستقبلي. ومع انكفاء "سلطة رام الله" وتخبّطها بين العجز العربي والتواطؤ الإسرائيلي - الأميركي، راح "خط المقاومة" يصنع بنيته المسلّحة في الضفة الغربية بعلمٍ من الإسرائيليين وبمراوحتهم بين توجّهين: الأول يرى في تعاظم نفوذ "حماس" و"الجهاد" خطراً ينبغي التصدّي له في ما يمكن استخدامه لتبرير الوحشية الإسرائيلية، سواء في اقتحامات المسجد الأقصى أم في خطط ضمّ الصفة، والآخر يقدّر أن هذا الخطر يضاعف من تهميش حركة "فتح" والسلطة معاً. ورغم أن كُثراً اعتبروا تهميش السلطة "خطأً استراتيجياً"، فإن ثمة رأياً ثالثاً يجد مصلحة في تشظّي الولاءات وزيادة عوامل الانقسام في الساحة الفلسطينية.

 هذه الساحة تغيّرت واقعياً بعد حرب غزّة 2021، وبدا واضحاً أن التخطيط الإيراني استفاد من دروس الحروب الثلاث السابقة، وتضاف إليها حرب صيف 2006 بين "حزب إيران/ حزب الله" وإسرائيل. إذ كان التحليل السياسي - الاستخباري لكلٍّ من هذه المحطات يفيد بأنها واقعياً مواجهة "إيرانية - إسرائيلية"، ومنها استنبطت إيران استراتيجية "وحدة ساحات المقاومة" وانكبّت على تفعيلها حتى أصبحت سياسة علنية لطهران لا يتردد إبراهيم رئيسي في تظهيرها باجتماعه مع "قادة الفصائل" في دمشق، ويؤكّدها وزيره حسين أمير عبد اللهيان بزيارته الجبهة في جنوب لبنان برفقة كوادر من "حزب إيران" اللبناني، وذلك بعد أيام على الترخيص لـ"حماس" بإطلاق صواريخ من بلدة القليلة اللبنانية على إسرائيل.

عملت إيران على إبراز "وحدة الساحات" في هذا التوقيت، بمعزل عمّا إذا كانت واقعية وفاعلة أو لا، لتكريس استلامها المبرم للملف الفلسطيني بالتزامن مع الانفتاح العربي عليها. وفي الأساس تستند طهران إلى "منطق" فرضته سلطة الاحتلال نفسها وشجّعت عليه واشنطن بدعمها الضمني لإدامة الاحتلال. فالوضع القائم لم يترك للفلسطينيين سوى خيار المقاومة، كما قبل "اتفاق أوسلو"، بالحجارة وبأي وسائل أخرى متاحة، سواء جاءت من إيران أم من سواها، ولا أحد سواها يستطيع حالياً أن يقدّم الصواريخ والقدرة على تطويرها، بحيث تخترق "القبة الحديدية" وتضطر إسرائيل لاستخدام منظومة "مقلاع داود" ولو بكلفة باهظة.

 للمرّة الأولى تخرج إسرائيل من التلميح إلى التصريح، فمع إعلان بنيامين نتنياهو أنه وجّه الجيش "لمعركة متعدّدة الجبهات، إذا لزم الأمر" كانت إسرائيل تعترف عملياً بأن "وحدة الساحات" أصبحت واقعاً استراتيجياً وتهديداً جديداً لأمنها يمكنها استخدامه دولياً لابتزاز الغرب واستدراج الدعم أو التضامن معها في الحدّ الأدنى حتى عندما يكون واضحاً أنها معتدية، لكن معتدية على "حركة الجهاد"، أي على إيران، وإيران شريكة روسيا في حرب أوكرانيا، إذاً فلإسرائيل ضوء أخضر كي تقتل مدنيين وغير مدنيين وتدمّر ما تشاء من الأبنية السكنية. ومن جانبها أشادت إيران بأن فصيلها الخاص ("الجهاد") صمد وخاض المعركة وحده، وبدا تحييد "حماس" نقطة تقاطع إسرائيلية - إيرانية... في انتظار المواجهة المقبلة. 

 

إردوغان... ليس مقدّساً سياسياً

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/15 آيار/2023

ونحن في خضمّ أهمّ انتخابات تركية في العقدين الأخيرين، نجد استنفاراً إخوانياً وأصولياً عالمياً لـ«نصرة» رجب طيب إردوغان، حتى من إخوان غزّة الذين يُفترض بهم الانشغال بالحرب الرهيبة في قطاعهم! هذه الصورة المُصّممة لإردوغان بعناية، من قبل مكائن الإسلاميين الدعائية ومريدي «الخلافة العثمانية» الجديدة، آيلة للشحوب، بعد مرور 20 عاماً من إمساك إردوغان وحزبه بمقاليد الحكم وتغيير الدستور نحو سلطات أكثر للرئيس. حول هذا السأم وخطورته على بريق الصورة الإردوغانية قال عمدة بلدية «باهتشاجيلار» في إسطنبول التابع للحزب الحاكم «هاكان بهادير» حسبما نشرت صحيفة «زمان» التركية: «فلنكن متحدين، فلنكن واحداً، ونلتقي بأمر من رئيسنا رجب طيب إردوغان، دعونا نتحد، أيّها الأصدقاء. أريدك أن ترى هذا، ربما تكون غاضباً لأنّنا حكمنا منذ (20) عاماً، قد يكون هذا خطأنا، لكن إذا غادر إردوغان، فلن تخسر تركيا وحدها، ستخسر الأمّة، ويخسر العالم، ويخسر المسجد الأقصى، وستخسر فلسطين».

نعم، صدّق أو لا تصدّق، تلك مشكلتك، هذا السياسي التركي صاحب الخطاب الشعبوي الإسلامي، هو محطّ آمال المسلمين - كل المسلمين - وهو الذي بسببه سيتم تحرير الأقصى، وكل فلسطين، وهو الخليفة الجديد، ومن يعارضه فهو يعارض ضمير المسلمين... كل المسلمين، حسب عضو الحزب الإردوغاني عمدة بلدية باهشتاجيلار التركية. قد يُقال إنَّ هذا تصعيد مفهوم من فاعل سياسي من حزب الرجل، لكن انظر اليوم إلى تعليقات «الإخوان» وأشباه الإخوان من خليجيين وشوام ومصريين وهنود وباكستانيين ومغاربة وجزائريين وليبيين الخ، ستجد هذا الاصطفاف الديني السياسي خلف انتخابات تركيا.

لا يُذكر طبعاً في هذا السياق علاقات إردوغان العلنية والدافئة بدولة إسرائيل، وهنا استعرض نشطاء بالسوشيال ميديا استقبال رجب طيب إردوغان للرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ مطلع شهر آذار (مارس) الماضي، وتصريحاته التي أشارت إلى أفق التعاون مع إسرائيل، وإلى رغبته في إقامة علاقات معها على أرضية مستدامة. تقارير جمعية المصدّرين الأتراك والبنك المركزي تتحدَّث عن صورة اقتصادية خاصة بين أنقرة وتل أبيب، وهي تزايد التبادل التجاري بين تركيا وإسرائيل في عهد إردوغان أكثر من العهود السابقة! هذه الصورة التقديسية لشخص إردوغان تمّ العمل عليها طويلاً في تركيا عبر الـ25 سنة الأخيرة، داخل وخارج تركيا. في هذا الإطار كشف الكاتب محمّد أوجاكتان في مقال له بصحيفة «قرار» التركية عن طرق تقديس إردوغان. مستعرضاً، مثلاً، تصريحات النواب ورؤساء البلديات ورؤساء المقاطعات لحزب العدالة والتنمية بأن «حتى لمس رئيس وزرائنا العزيز هو عبادة» (حين كان إردوغان رئيساً للوزراء) أما من عارض الرجل، حتى ولو كان من رفاق دربه وقادة حزبه، مثل علي باباجان وأحمد داود أوغلو، حين انفصلا عن حزب العدالة والتنمية وأسسا أحزاباً منفصلة، فهؤلاء: «يريدون تدمير المسجد الأقصى داخلنا». حسب أدبيات الإردوغانيين.

ربما لو انحصر الأمر بصراعات الساسة والقوى التركية الداخلية، قلنا: ونحن ما شأننا بالقوم؟! لكنه سلوك خطير وتربية معتلّة، تربّى وتتربّى عليها اليوم أجيال قديمة وجديدة من العرب والمسلمين... لذلك يجب كسر صنم القداسة.

 

السودان... كارثة سوء الفهم

مأمون فندي/الشرق الأوسط/15 آيار/2023

المشكلة التي يعاني منها السودان اليوم هي غياب تصور شامل أو مؤقت للحل، وبناء ورسم ملامح هذا التصور أساسي للمرحلة الانتقالية، وربما عدم الرغبة في نظرة أعمق وأوسع لإعادة بناء الدولة في السودان بعد ما أصاب دولة ما بعد الاستعمار من تشوهات.

ولكن قبل الحديث عن تصور للحل لا بد من تنقية العدسات التي تشوه الصورة في المشهد السوداني. وأبدأ هنا من مصالح قوى الخارج قبل الداخل، ولا يكن عندك شك في أن أمر السودان اليوم مرهون بالخارج أكثر من الداخل، وكيف أن هذه العدسات تساهم في تعقيد الحل في السودان. فمثلاً إذا كان همك الأكبر هو جماعات الإسلام ودورها في الحكومة القادمة في السودان ومنع سيناريو الترابي والبشير من إعادة إنتاج نفسه، فلا بد أنك تقف مع محمد حمدان دقلو (حميدتي) ضد عبد الفتاح البرهان ومؤسسة الجيش المملوءة بـ«الإخوان».

وإذا لبست هذه النظارة، فإنك سترى حميدتي هو الحل، وتتغاضى عن كل عيوب الرجل وأصله وفصله، وتنسى أن حميدتي قائد «الجنجويد» الذي أحدث خراباً في دارفور نيابة عن حكومة البشير، وتنسى أن حميدتي هو الذي حارب البشير عام 2008 عندما لم يحصل على ما يريد من البشير، وتنسى أيضاً أن الرجل ذاته هو الذي قبل صفقة البشير عام 2013 لإعادته إلى الحظيرة مقابل المال وتعيينه جنرالاً لقيادة «الدعم السريع» التي تم ضمها كفرع رديف للجيش رغم اعتراضات رئيس الأركان وقيادة الجيش، وقد تتغاضى أيضاً عن أن هذه العملية كانت صفقة لشراء ميليشيا عائلية يقودها حميدتي.وأقول عائلية هنا؛ لأنها ليست كالجيش الذي قد يطيح بالبرهان ويأتي برتبة أخرى بديلة لقيادة الجيش؛ ففي حالة حميدتي ابن قبيلة «الرزيقات» الذي قاد انقلاباً داخلها ليجعل السلطة في يد الفخذ التابع له، وهو «المهارة»، لن تخرج قيادة «الدعم السريع» منهم حتى لو مات حميدتي نفسه... تنسى كل هذا لأن حربك مع الإسلام السياسي، وأن تحول بينهم وبين السلطة في السودان، ومن أجل هذا تقبل رجلاً بديلاً مثل حميدتي فقط لأنك لا تحب فلاناً. وفي هذا من وجهة نظري تشوّه وتلوث للرؤية نتائجهما كارثية.

أما إذا كانت عدسات نظارتك تركز على الحفاظ على الجيش الوطني كعمود فقري للدولة السودانية، فلا بد أن ترى حميدتي و«الدعم السريع» كما يرى اللبنانيون «حزب الله» وسلاحه، ولا بد من نزع هذا السلاح من أجل استقرار الدولة، وهذا هو الموقف المصري وبعض دول الجوار حسب رؤيتي لما يدور، وهو موقف لا يرى مستقبلاً لدولة بجيشين ورأسين. إذا وضعت هذه النظارة وحاولت أن ترى من خلالها الشأن السوداني، فلا بد أن ترى أن البرهان هو الحل، وهذا المنظور سيوصلك إلى نتائج سيئة مبنية على معلومات ملوثة ومشوشة. وهنا لا بد أن تعرف أن النظارة التي تلبسها هنا أيضاً تؤكد مركزية الخرطوم ضد الخصومات الإقليمية من دارفور إلى جبال النوبة. وفي هذا كارثة لإعادة بناء الدولة في السودان، وتلك قصة يطول شرحها وتأخذنا بعيداً. ومع ذلك نبقى مع فكرة تشوّه الرؤية قبل أن ندلف في التحليل.

مهم هنا أن أذكر أن هناك نظارات أخرى جانبية تساهم في سوء الفهم، مثل أن حميدتي يمثل مظالم المنطقة الغربية ودارفور، أو أنه يمثل مصالح الأطراف مقابل المركز في الخرطوم الذي يمثله الجيش والبرهان. وهذه أيضاً قراءة خاطئة؛ لأنه كما ذكرت فإن حميدتي لا يمثل سلاطين دارفور أو «الفور» أو القيادات التقليدية في الغرب عموماً، والتي تمثل جبهة عبد الواحد نور بعض مصالحها، رغم أن نور ليس من السلاطين. نعم حميدتي له أفضال كبيرة في الغرب، مثل إنشاء مطارات كبرى ومدن، كما له الفضل الكبير في توطين أهالي الحدود، ولكن هذا التوطين هو الذي ظلم «الفور» وجعلهم ناقمين على حميدتي الذي سلم أراضيهم الخصبة للمستوطنين الجدد. إذن، لا شرعية محلية لحميدتي في الغرب السوداني كما يتصور البعض. كما أنه بعد الكوارث التي أحدثتها قوة «الدعم السريع» في مدن كبرى مثل الخرطوم من سلب ونهب وتخريب، فرصيد حميدتي الآن هو غضب الناس لا دعمهم. مهم هنا أن نذكر أن آخر مرة في التاريخ تم فيها تدمير مدينة الخرطوم بالشكل الذي تقوم به قوات «الدعم السريع»، كانت عام 1885 حين اجتاحت ميليشيات الحركة المهدية المدينة ودمرت القوة المصرية الموجودة هناك تحت إمرة الجنرال غوردون. ربما سيبقى عدوان حميدتي على الخرطوم في الذاكرة التاريخية السودانية بنفس الطريقة، مع الفارق بين وطنية المهدي وانتهازية قوات «الدعم السريع». إذن، بداية رسم التصور تكمن في التخلي عن هذه النظارات وضبابيتها، والنظر إلى المشهد بالعين المجردة كي ترى الهيكل العظمي للأزمة، ثم بعدها نبحث عن حلول مؤقتة أو طويلة الأجل. وللحديث بقية.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

بو حبيب بحث في التحضيرات للقمة العربية مع السفير بخاري وفي التحضير لمؤتمر بروكسل 7  مع فرونتسكا والتقى وفدا من أهالي الموقوفين في الامارات بحضور البيسري

وطنية/15 آيار/2023

 بحث وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال الدكتور عبدالله بوحبيب مع السفير السعودي وليد بخاري في التحضيرات للقمة العربية والعلاقات الثنائية بين البلدين. كما اجتمع الوزير بو حبيب مع وفد من أهالي الموقوفين في الامارات العربية المتحدة، في حضور المدير العام للأمن العام بالإنابة العميد الياس البيسري، وتم البحث في الجهود التي تُبذل لحل قضية الموقوفين، علما" ان جهود وزارة الخارجية والأمن العام مستمرة سعيا" لحل هذه القضية. كما التقى بوحبيب المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان جوانا فرونتسكا، وتناول البحث تحضيرات لبنان لمؤتمر بروكسل 7  منتصف الشهر المقبل ، والإتفاق السعودي الإيراني وانعكاساته على دول المنطقة ، كذلك تم التطرق الى القضايا الاقليمية والتقارب العربي باتجاه سوريا.

 

أهالي اللبنانيين الموقوفين في الإمارات طالبوا الدولة بمتابعة قضية أبنائهم

وطنية/15 آيار/2023

نفذ أهالي اللبنانيين الموقوفين في الإمارات العربية المتحدة وقفة أمام السرايا الحكومية ومقر وزارة الخارجية في وسط بيروت، مطالبين "الدولة بمتابعة قضية أبنائهم". ورفعوا لافتات حملت أسماء الموقوفين ودعت إلى كشف مصير أبنائهم وصور الراحل غازي عز الدين، معتبرين أن "السكوت عن هذا الملف جريمة، في ظل غياب أي معلومات تتحدث عن أوضاعهم داخل السجون الإماراتية". وأشار بيان للأهالي إلى أن "هذا التحرك يأتي بعد أيام على إعلان وفاة المغترب اللبناني الموقوف في الامارات غازي عز الدين في الإمارات"، لافتا إلى أن "وفدا من الأهالي توجه للقاء وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب في الوزارة، كما التقى وفد آخر مستشار رئيس الحكومة في السرايا الحكومية". وأعلن رئيس لجنة أهالي الموقوفين في الإمارات عفيف شومان "استمرار التحركات حتى التوصل إلى حل في هذه القضية".

 

اعلام القوات: جعجع لم يفكِّر بالترشُّح وتأييده لمرشّح سيادي-إصلاحي مرده إلى أنّ الانقاذ يستحيل أن يتحقّق عن طريق الممانعة

وطنية/15 آيار/2023

استغربت الدائرة الإعلامية في حزب "القوات اللبنانية"في بيان" أشدّ الاستغراب تخلّي صحيفة "الجمهورية" عن موضوعيتها التي كانت تتحلّى بها وموصوفة فيها، وانحرافها إلى دعاية سياسية بعيدة من الوقائع والحقائق، وذلك بدلاً من أن تبقى وسيلة إعلامية كما عهدناها، حيث إنّ ما ورد في افتتاحيتها اليوم يحمل مجموعة مغالطات نسلِّط الضوء على أبرزها:

- أولاً، ما نقلته الصحيفة عن أنّ الدكتور سمير جعجع في "موقع المربَك والمرتبِك" لا أساس له من الصحة إطلاقًا، إنما الواقع هو عكس ذلك تمامًا بدليل دعوته الواضحة والصريحة للرئيس نبيه بري من أجل عقد جلسة انتخابات رئاسية هذا الأسبوع لانتخاب رئيس للجمهورية، فكيف يكون مربكًا مَن يدعو إلى جلسة انتخابات رئاسية الآن؟وكيف يكون مربكًَا مَن دعا إلى جلسات مفتوحة؟

وكيف يكون مربَكًا من حمّل الممانعة ويحملها مسؤولية تعطيل جلسات الانتخابات، كما مسؤولية الشغور الرئاسي؟

- ثانيًا، لا يحتمل الموقف السعودي أي تأويل كما تحاول الممانعة تأويله، فهذا الموقف شديد الوضوح لجهة أنّ الاستحقاق الرئاسي شأن سيادي لبناني، وذلك خلافًا لرهان الممانعة على مباركة سعودية لمرشّحها الرئاسي.

- ثالثًا، إنّ ما أوردته افتتاحية "الجمهورية" عن تدرُّج موقف الدكتور جعجع من "الترشُّح لرئاسة الجمهورية، إلى طرح رئيس سيادي، وصولاً إلى تبنيه مرشّح النائب جبران باسيل وخسارته تحالفه الاستراتيجي مع السعودية"، وبالتالي ما ورد عارٍ من الصحة تمامًا، وهو من نسج خيال الممانعة التي عودتنا عليه في سياق ترويجها غير المستند إلى أي وقائع حقيقية، فرئيس "القوات" لم يفكِّر ولو للحظة واحدة هذه المرة بالترشُّح، وتأييده لمرشّح سيادي-إصلاحي مرده إلى أنّ الانقاذ يستحيل أن يتحقّق عن طريق الممانعة، كما أنّ الحوار بين المعارضة و"التيار الوطني الحر" يجري على أسماء مطروحة، وليست بخانة أي فريق سياسي، وتتمتّع بالصفات المطلوبة السيادية والإصلاحية كشرط لتأييد تكتل "الجمهورية القوية" لها، وأما المضحك فهو حرص الممانعة على علاقة "القوات" مع السعودية".

 

لقاء سيدة الجبل: لبنان تحت الإحتلال الإيراني وسنواجهه مهما كانت الظروف

وطنية/15 آيار/2023

 عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الدوري إلكترونيا بمشاركة أنطوان قسيس، أحمد فتفت، أحمد عياش، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أمين محمد بشير، إدمون رباط، أنطونيا الدويهي، إيصال صالح، بهجت سلامة، بسام خوري، بيار عقل، توفيق كسبار، جوزف كرم، حبيب خوري، حسن عبود، خالد نصولي، خليل طوبيا، رالف غضبان، رالف جرمانوس، رودريك نوفل، سامي شمعون، سناء الجاك، سعد كيوان، سيرج بو غاريوس، سوزي زيادة، طوني حبيب، طوني خواجا، طوبيا عطالله، عبد الرحمن بشيناتي، فارس سعيد، فيروز جوديه، فتحي اليافي، ماجد كرم، مأمون ملك، مياد حيدر، منى فياض، نيللي قنديل، ونبيل يزبك واصدر المجتمعون بيانا اشاروا فيه انه في ظل المتغيرات التي تحصل في المنطقة وبعد عودة نظام الأسد إلى جامعة الدول العربية، أطل السيد حسن نصرالله من موقع المرشد العام للجمهورية اللبنانية مسديا النصائح في كل اتجاه، ومحاولا القول إن "خط إيران" إنتصر في المنطقة وإن الدولة اللبنانية ستتشكل وفق شروطه تبعا لهذا الانتصار". واكد اللقاء لجميع اللبنانيين "أن مهما كانت التطورات الإقليمية موقفنا واحد، أن لبنان تحت الإحتلال الإيراني وسنواجه هذا الإحتلال مهما كانت الظروف". واشار ان "مضمون خطاب نصرالله الأخير ،يؤكد أن الرئيس المقبل سيكون من صنعه، وهو رئيس سيعمل لتثبيت مصلحة "حزب الله" على حساب مصلحة اللبنانيين". وختم البيان: "إن لقاء سيدة الجبل يؤكد أن من يريد مواجهة مبدأ تشكيل الدولة وفقا لمصلحة "حزب الله"، عليه أن يواجه الاحتلال الإيراني للبنان. وأما المواجهات الفرعية ضد هذا المرشح لرئاسة الجمهورية أو ذاك المرشح لرئاسة الحكومة أو ضد هذه الحكومة أو تلك، هي مواجهات لا تفيد ولا تؤدي إلى تغيير للوضع القائم".

 

رعد من عدلون: لنفكر بمصالحنا الوطنية وننتهز الفرصة في استثمار التغيرات الجديدة لمصلحة بلدنا  لا نريد أن نستأثر لا بسلطةٍ ولا بدولة بل أن نتشارك مع الآخرين لصنع دولة عادلة

وطنية/15 آيار/2023

 أكد رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، خلال حفلٍ تأبيني نظّمه "حزب الله" في بلدة عدلون، في الذكرى السنوية لكل من محمد علي قاسم طحان ومحمد حسن شحادة، انه "عندما تصدّينا للغزوة التكفيرية ورفضنا أن تسقط سوريا وأن يسقط موقعها ودورها المناهض للشروط الإسرائيلية والإحتلال والعربدة الإسرائيلية في منطقتنا ، كنا ندفع بذلك الضرر والخطر عن لبنان بكل مناطقه وطوائفه ومذاهبه.  وقيل لنا أنتم ماذا تفعلون، أنتم تغامرون.  لذا اصطفّ العالم كله واصطف معهم من اصطف من اللبنانيين ليُعيبوا علينا وقفتنا بوجه التكفيريين لماذا، لأنهم تابعون لحكام دول في المنطقة كانوا يدعمون التكفيريين". اضاف:  "الآن، ننظر الى وجوه هؤلاء، بعد أن استدارت الدنيا وتغيرت مواقف وحكام الدول في المنطقة، راحوا يلهثون لمصافحة السوري ولإعادته في الجامعة العربية.  كيف بدت وجوه هؤلاء، لقد بدت مذعورة قلقة. لكن مكابرتهم لم تسمح لهم حتى الآن بأن يراجعوا مواقفهم والتزاماتهم.  بدأوا يستكينون ويرفعون شعار "لا غالب ولا مغلوب". عندما يُغلبون يرفعون هذا الشعار ، لكن عندما يرون أنفسهم غالبين لا يسمعون من أحد لا إستعطافاً ولا مناشدةً  ولا تذكيراً ولا نُصحاً ويذهبون إلى ما يشاؤون". وتابع: "نحن لسنا مثلهم، عندما ننتصر نتواضع . انتصرنا على التكفيريين وقلنا لنجمع شمل اللبنانيين رغم عنت بعضهم، وعندما ننتصر في مواجهتنا مع الإسرائيليين "لا نربّح أحدا جميلاً" نصنعه، لا في الدفاع عنهم وعن أمنهم، إنما نقوم بواجبنا الإنسانيّ والشرعيّ والقوميّ والجهاديّ"، مؤكدا "اننا منسجمون مع التزاماتنا ومع ثباتنا على الحقّ الذي نؤمن به، وأن إلتزام هذا الطريق هو الذي سيوصل إلى النصر وإلى العزّة والكرامة". وقال رعد : "ربّما يخوض البعض نقاشاً ماذا حصل في غزة ومن انتصر؟ الذي انتصر هو الذي لم يستطع العدو الصهيوني أن يغيّر المعادلة في التعاطي مع الشعب الفلسطيني، وكلّ اعتداء من الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني في غزة أو القدس أو الضفة سوف يرتدّ عليه ردّ مقاومةٍ ثابتةٍ قادرةٍ على التصدي".

واردف:  "المقاومة إذا لم تقدم التضحيات لا تكون مقاومة، لكن عندما تقدم التضحيات من أجل أن تثبت المعادلة معنى ذلك أنها نجحت في تحقيق ما أرادته في المواجهة". ولفت رعد إلى "أنّ العدوّ الإسرائيلي بطبيعته العدوانية لن يلتزم لا باتفاقات ولا بتفاهمات وسيحاول تكرار ما فعله عندما يتوهّم أنه يملك القدرة على ارتكاب العدوان". وقال|: "على الشعب الفلسطيني وقواه وفصائله أن يتوحدوا جميعاً ويتجهزوا لمواصلة الرد على الإعتداء وهذا قدرهم، ونحن عندما نؤيدهم أو نقف إلى جانبهم في الدفاع عن أنفسهم رغم عدم تكافؤ التسلّح بينهم وبين العدو إنما ننتصر للحق الذي يعبّر عنه المستضعفون والمظلومون والمحتلة أرضهم. ولو سكتنا وتركنا الإسرائيلي يفعل ما يفعل دون أن ننتصر للحق لما بقي نورٌ للحق على وجه هذه الارض" .وقال: "ما شاهدناه خلال الأيام الماضية في غزة كان فعل بطولة ورجولة وشهامة ، صحيح أننا خسرنا قيادات في الصف المقاوم، لكن من قال أن المقاومة يقتصر فعلها على وجود القيادات، فالقيادات تُنشئ أجيالاً من المقاومين وتستمر. وهكذا علّمنا التاريخ ممّا مضى من تجارب وتعلمنا الحياة في حاضرنا ومستقبلنا أيضاً". وعن الاستحقاق الرئاسي قال رعد: "نحن دعمنا مرشّحاً طبيعياً للرئاسة، وعلى الآخرين أن يرشّحوا من يشاؤون. وإذا أرادوا التفاهم فنحن جاهزون لإقناعهم ولدينا الحجج والبراهين والأدلة التي نتوسّم فيها أن تُقنع الآخرين إذا كانوا أهل منطق"، مضيفا: "إذا أرادوا خوض معركة إنتخابية فهذا شأنهم، لكن ليس من المفترض أن يُعيب علينا أحد أننا دعمنا مرشّحاً لأنّ من الطبيعي أن ندعم مرشّحا".

وتابع: "حتى الان لم يرشّحوا أحداً، يحاولون أن يتفقوا لكن هناك صعوبات أمام اتفاقهم ، ولا ندري هل يتفقون أو لا يتفقون فيما البلد ينتظرهم". وأكد رعد  "أنّ قناعتنا هي المُضيّ في الاتجاه الصحيح وسيشهد لبنان إنفراجاً يتوازى مع الإنفراجات القادمة إلى منطقتنا، خصوصاً بعد الإتفاق السعودي الايراني، وبعد الإستدارة العربية من حكام المنطقة وأنظمتها نحو سوريا". وقال: "علينا ان ننتهز الفرصة ونُحسن استثمار هذه التغيرات الجديدة لمصلحة بلدنا. نحن لا نريد أن نستأثر لا بسلطةٍ ولا بدولة، بل نريد أن نتشارك مع كلّ شركائنا الآخرين لصنع دولة عادلة تحكمها المؤسسات والقوانين، وعلينا أن نخجل لأننا لا نزال بلا هكذا  دولة".

وسأل: "ماذا نقول لأجيالنا المقبلة، ماذا نقول لأصحاب التضحيات من شعبنا، ماذا نقول لمن آمن بنا بأن نوطّد الأمن ونحكم بالعدل لا بالاستنسابية.  والعدل المقصود هو قدر المستطاع، ولن نقيم دولة المهدي في لبنان، لكن علينا أن نقلل ما أمكننا من الظلم والقوانين الظالمة وأن لا نحكم ونقضي باستنسابية في كل المشاكل".وأشار رعد إلى أن "هناك مجموعة مخالفات تطال مناطق بأكملها، ونأتي ونلقي القبض على ٤ أو ٥ مخالفين والبقيّة ماذا ؟ أم انه لنعرض رجولتنا أنّنا ألقينا القبض على ٤ أو ٥ مخالفين ، هؤلاء صحيح انهم مخالفون، لكن يجب ان يلقى القبض على الآخرين ونجد حلاً حتى لا يخالف الناس". وقال: "نحن مدعوون الى أن نفكر بمصالحنا الوطنية على حساب مصالحنا الخاصة. وحفظ المصلحة الوطنية يضمن مصالحنا الخاصة. أمّا إذا اتجه كل فريق لحفظ مصالحه الخاصة فان المصلحة الوطنية تضيع برمّتها.

وختم : "هذا هو عقل المقاومة وهذا هو هدفها وخطها، وعلى هذا نمضي ونعاهد شهداءنا على أن نلتزم نهجهم ويقينهم ونحفظ تضحياتهم" .

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 15-16 آيار/2023

رابط الموقع                                                                      

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins

 

Elias Bejjani/Click on the below link to subscribe to my youtube channel

الياس بجاني/اضغط على الرابط في أسفل للإشتراك في موقعي ع اليوتيوب

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 15 آيار/2023/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/118239/118239/

 

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For May 15/2023/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/118242/118242/