المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 23 آذار/لسنة 2023

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2023/arabic.march23.23.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

Elias Bejjani/Click on the below link to subscribe to my youtube channel

الياس بجاني/اضغط على الرابط في أسفل للإشتراك في موقعي ع اليوتيوب

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

15 آذار/2023

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مَرْتا، مَرْتا، إِنَّكِ تَهْتَمِّينَ بِأُمُورٍ كَثِيرَة، وَتَضْطَرِبِين إِنَّمَا ٱلمَطْلُوبُ وَاحِد! فَمَرْيَمُ ٱخْتَارَتِ ٱلنَّصِيبَ ٱلأَفْضَل، وَلَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

فيديو ونص/ دور ادارة الرئيس الفرنسي مكارون في أزمات لبنان هي ملالوية أكثر من ملالي إيران

فيديو ونص/الياس بجاني: سيرة وفضائل مار يوسف البتول

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رابط مقابلة من موقع سبوت شوط مع د. الفراد ماضي رئيس اكادمية الشهيد بشير الجميل/بشير الجميل موجود في ذاكرة الشعب كلّه وقد أسسنا الأكادمية ليبقى الشعب يتذكّر هذا الإنسان الذي كان يتميّز عن كل الزعماء وهو يتمتّع بكل صفات القائد بحسب دراسة أجريت عليه

رابط مقابلة من "او تي في"، مع النائب السابق مصطفى علوش: الحريري حاول اسكاتي، انصح الحزب بأن يختفي.. وانا مع تحويل رئيس الجمهورية الى فخري

رابط فيديو مقابلة من اذاعة صوت لبنان مع د. مكرم رباح/الرئاسة .. مبادرات و"تأمل" بانتظار مفاعيل التحولات في المنطقة

رابط فيديو كلمة السيد نصرالله اليوم ألربعاء 22 آذار/2023

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 22 آذار 2023

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 22/3/2023

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

الجيش الإسرائيلي يبحث عن بقايا قدم الجندي عند الحدود!

انحدار الليرة يخرج لبنانيين إلى الشوارع ويغلق المؤسسات

الأمن اللبناني يستخدم قنابل الغاز لتفريق محتجين في بيروت

لبنان: مواجهات في رياض الصّلح ومحاولات لاقتحام السراي الحكومي

المفتي دريان: إما انتخاب رئيس للجمهورية وإما الفوضى... والبخاري يلتقي وفد "النقد الدولي"

العودة الخليجية إلى لبنان و"التطبيع" مع الأسد: الفارق كبير/منير الربيع/المدن

 هل يعطي "الحزب" لفرنجية ما لم يعطه لعون؟/بولا أسطيح/الكلمة أونلاين

لماذا تدعم فرنسا سليمان فرنجيّة للرئاسة؟/خالد البوّاب/أساس ميديا

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إسرائيل تستهدف مطار حلب..للمرة الثانية هذا الشهر

ضربة إسرائيلية تُخرج مطار حلب عن الخدمة

واشنطن توسع عقوباتها على شبكة دعم المسيّرات الإيرانية

وزارة الخزانة «تصنّف» 4 كيانات و3 أفراد... بعضهم في تركيا

إيران مهتمة بتطوير تعاون نووي «سلمي» مع روسيا

طهران تعتمد على «كميات ضخمة» من مبادلات النفط والغاز مع موسكو

خامنئي يلوم الغرب في الاحتجاجات ويرفض تغيير الدستور ودعا في خطاب رأس السنة إلى «كبح التضخم» وأشاد بتقدم العلاقات مع دول آسيوية ونفى أي تدخل بحرب أوكرانيا

واشنطن تفرض عقوبات جديدة على برامج مسيّرات وأسلحة إيران

الأوروبي” يعاقب إماماً وثلاثة قضاة في إيران لانتهاكهم حقوق الإنسان

الآلاف طالبوا في بروكسل بتصنيف "الحرس" إرهابياً... والأمم المتحدة: طهران أعدمت 140 هذا العام

دول الخليج تأمل حل الخلافات مع إيران وإنهاء النزاعات الإقليمية

الاجتماع الـ155 لوزراء خارجية "التعاون" شدّد على العمل المشترك وتعزيز العلاقات الستراتيجية مع العالم

العراق يُحقق مع 44 وزيراً فاسداً ويتفق مع الإمارات لاسترداد الأموال المُهرَّبة

الإمارات تُهدِّد إسرائيل بوقف الاستثمارات وتدرس خفض التمثيل الديبلوماسي

رئيس الدوما الروسي: تزويد أوكرانيا بقذائف اليورانيوم المنضب قد يفضي إلى مأساة عالمية

قمة بوتين وشي... اتفاق على تعميق الشراكة/الرئيسان الروسي والصيني أشادا بتطبيع العلاقات السعودية ـ الإيرانية

غوتيريش دعا إلى استلهام قيم شهر رمضان لإقامة عالم أكثر عدلا

زيلينسكي زار خط المواجهة قرب باخموت

ريابكوف: موسكو وواشنطن لا يمكن أن يتعاونا كالمعتاد لانهما بحكم الواقع في حالة صراع مفتوح

بوتين: روسيا ستضطر للرد على استخدام أسلحة ذات مكون نووي في الأزمة الأوكرانية

مبادرة أردنية لـ «حل سياسي» في سوريا وأعلن عنها الصفدي وتتحدث عن دور عربي

رئيس الوزراء العراقي في تركيا لبحث قضايا المياه والأمن/إردوغان استقبل السوداني بمراسم رسمية في أنقرة

ترحيب أممي ودولي باتفاق تبادل دفعة من الأسرى والمحتجزين في اليمن وترقب لاجتماعات جديدة وتوافق على زيارات أماكن الاحتجاز

المستقبل السياسي لترمب على المحك وترقب واسع لتوقيفه المحتمل وتوجيه اتهامات له

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

«حزب الله» يتسلل إلى إسرائيل (الجزء الأول): خطوة أخرى نحو تغيير قواعد اللعبة/ماثيو ليفيت/معهد واشنطن

ديبلوماسيون: أمامكم انهيارات إضافية قبل الحل!/طوني عيسى/الجمهورية

تأثيرات الاتّفاق السّعودي - الإيراني على لبنان... غموض في انتظار الساحات الأخرى/النهار العربي/مجد بومجاهد

عن تَبِعات أزمة النازحين نماذج!!!/جورج يونس/فايسبوك

في صبيحة اليوم ال1254 على بدء ثورة الكرامة/حنا صالح/فايسبوك

ماذا يخطط باسيل؟ ماذا يريد جعجع؟/طوني عيسى/الجمهورية

فرنجية .. والحالمون بالرئاسة/نبيل هيثم/الجمهورية

مملكة الصبر بين الحرير الصيني والسجاد الإيراني/جان فغالي/موقع السهم

بل هو محمّد بن عبد العزيز/غسان العياش/النهار

"موارنة في جبل عامل" كتاب نحتاجه هذه الايام/بيار عطاالله/فايسبوك

هل تُفرج “خلوة المسيحيين” عن الاستحقاق الرئاسي؟/كارولين عاكوم/الشرق الأوسط

ترمب... مَن المتضرر والمستفيد؟/طارق الحميد/الشرق الأوسط

الاتفاق السعودي ـ الإيراني: وجهة نظر واقعية/عبد الغني الكندي/الشرق الأوسط

الاتفاق السعودي الإيراني والإقليمية الجديدة/عبد المنعم سعيد/الشرق الأوسط

عشرينية بغداد... ثلاثينية أوسلو/بكر عويضة/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

الراعي استقبل وزير الصحة ووفد جمعية "التجدد للوطن" الابيض: للتحلي بالمسؤولية ووضع مصلحة المريض فوق المصالح الاخرى عربيد: نرحب بمبادرة الراعي للحاجة الماسة إلى الحوار

بري إستقبل خرازي ووفدا مقاصديا

 كرامي: الحل يبدأ بإعادة دعوة رئيس البرلمان للحوار ودونه لا حلول

امين الجميل استقبل وفداً من "الجبهة السيادية" شمعون: لبنان ليس ساحة حرب ويجب ان يتجه الى السلام

قبلان في رسالة رمضان: لتسوية رئاسية سريعة ولن نتنازل عن الشراكة الوطنية والأخوة الإسلامية - المسيحية

ريفي طالب المقاصد بالعودة فوراً عن كل قرار يتناقض مع عقيدتنا وثقافتنا وتاريخنا

وفد العسكريين المتقاعدين التقى ميقاتي ووعد بطرح مطالبهم خلال الجلسة المقبلة للحكومة

دريان في رسالة الصوم: إما انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة أو الفوضى التي بدأت معالمها تظهر ويدفع الثمن المواطن

السيد نصر الله: العدو الإسرائيلي مأزوم.. وليست مسؤوليتنا الإجابة على ما يربكه

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

مَرْتا، مَرْتا، إِنَّكِ تَهْتَمِّينَ بِأُمُورٍ كَثِيرَة، وَتَضْطَرِبِين إِنَّمَا ٱلمَطْلُوبُ وَاحِد! فَمَرْيَمُ ٱخْتَارَتِ ٱلنَّصِيبَ ٱلأَفْضَل، وَلَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا

إنجيل القدّيس لوقا10/من38حتى42/«”فيمَا (كَانَ يَسوعُ وتلاميذهُ) سَائِرين، دَخَلَ يَسُوعُ إِحْدَى ٱلقُرَى، فٱسْتَقْبَلَتْهُ في بَيتِهَا ٱمْرَأَةٌ ٱسْمُها مَرْتا. وَكانَ لِمَرْتَا أُخْتٌ تُدْعَى مَرْيَم. فَجَلَسَتْ عِنْدَ قَدَمَي ٱلرَّبِّ تَسْمَعُ كَلامَهُ. أَمَّا مَرْتَا فَكانَتْ مُنْهَمِكَةً بِكَثْرَةِ ٱلخِدْمَة، فَجَاءَتْ وَقَالَتْ: «يَا رَبّ، أَمَا تُبَالي بِأَنَّ أُخْتِي تَرَكَتْنِي أَخْدُمُ وَحْدِي؟ فَقُلْ لَهَا أَنْ تُسَاعِدَنِي!».فَأَجَابَ ٱلرَّبُّ وَقَالَ لَهَا: «مَرْتا، مَرْتا، إِنَّكِ تَهْتَمِّينَ بِأُمُورٍ كَثِيرَة، وَتَضْطَرِبِين! إِنَّمَا ٱلمَطْلُوبُ وَاحِد! فَمَرْيَمُ ٱخْتَارَتِ ٱلنَّصِيبَ ٱلأَفْضَل، وَلَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا».

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

فيديو ونص/ دور ادارة الرئيس الفرنسي مكارون في أزمات لبنان هي ملالوية أكثر من ملالي إيران

الياس بجاني/21 آذار/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/116793/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d9%86%d8%b5-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%af%d9%88%d8%b1-%d8%a7%d8%af%d8%a7%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d8%b3/

*من المحزن أن إدارة الرئيس الفرنسي مكارون هي راهناً عدوة للشعب اللبناني الحر والسيد والاستقلالي، وداعمة للاحتلال الإيراني للبنان ولزراعه العسكرية الإجرامية المسماة كفراً “حزب الله”، كما أنها تتملق باستمرار ملالي إيران الإرهابيين والمذهبيين، وكل ذلك على خلفيات لا أخلاقية ولا وطنية، بل مصلحية ونفعية وتجارية، لا تمت لدور فرنسا ولأخلاقيات ووفاء شعبها التاريخي تجاه لبنان واللبنانيين.

*إدارة الرئيس مكارون تمنع الإتحاد الأوربي من تصنيف حزب الله بكامل كيانه كمنظمة إرهابية وإجرامية، بحجة أن للحزب جناحين واحد عسكري وآخر مدني، وتكتفي باللعب على هذه الكذبة السمجة والسخيفة، بوضع جناحه العسكري على قوائم الإرهاب، في حين أن حزب الله نفسه يسخر من هذا الفصل ويصر بأنه جسم واحد.

*أما آخر هرطقات إدارة الرئيس مكارون لتعزيز احتلال حزب الله للبنان، وتسليمه البلد بالكامل فهي هرطقة تقول بأن لبنان غير قادر حالياً على حكم نفسه بواسطة أهله المختلفين على كل شيء، ولذلك مطلوب إعطاء حزب الله دور الناظم للحكم كما كان دور الاحتلال السوري البعثي والستاليني والمجرم خلال حقبة احتلاله للبنان.

*إدارة الرئيس مكارون تسوّق لرئاسة سليمان فرنجية للجمهورية بقوة، ولنجيب ميقاتي كرئيس للوزراء، أو لنواف سلام. علماً أن ميقاتي فاسد ومطلوب بعشرات القضايا القضائية داخل لبنان وفي الكثير من البلدان، كما أنه تبعي وأداة طيعة بيد حزب الله وسوريا ونظام الأسد، أما نواف سلام فذمي ولا مواقف سيادية واستقلاليه له، ولا خبرة له في الحكم.

*إدارة الرئيس مكارون حولت قوات اليونيفل في الجنوب اللبناني إلى رهينة بيد حزب الله وتغض الطرف عن كل ممارساته المخالفة لبنود القرار الدولي 1701.

*إدارة الرئيس مكارون تدعي أنها تريد إصلاح النظام اللبناني، ولكن ليس بواسطة لبنانيين شرفاء وسياديين، بل عن طريق الطبقة الحاكمة السياسية والحزبية الفاسدة والذمية والمفسدة من أمثال نجيب ميقاتي وبظل احتلال حزب الله.

*إدارة الرئيس مكارون بواسطة سفيرة فرنسا في لبنان تلتقي مسؤول العلاقات الخارجية في حزب الله باستمرار وتنسق معه مواقف بلادها اللبنانية.

*في الخلاصة، فإن دور أو أدوار إدارة الرئيس مكارون في لبنان هي عدوة للبنان ولشعبه وداعمة لاحتلال حزب الله وللطبقة السياسية والحزبية الفاسدة والمفسدة والمارقة، وبالتالي دورها غير مفيد ومعه فالج لا تعالج.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninews.com

 

فيديو ونص/ دور ادارة الرئيس الفرنسي مكارون في أزمات لبنان هي ملالوية أكثر من ملالي إيران

الياس بجاني/21 آذار/2023

https://www.youtube.com/watch?v=zIVDS2ZMstQ

 

فيديو ونص/الياس بجاني: سيرة وفضائل مار يوسف البتول

جمع وتنسيق/الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/63277/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d9%88%d8%ac/

وُلد مار يوسف البتول في بيت لحم حوالي 25 ق.م.، هو ابن عالي بن متثاث. إنتقل مع أهله ليعيش في الناصرة، بالقرب من رجل وإمرأة طاعنين في السنّ لم يرزقا ولداً. ولما بلغ الخامسة من عمره، حملت الجارة وأنجبت ابنة دعتها مريم تعلّق قلبه بها ولمّا بلغ الثامنة عشرة من عمره، إقترن بها. وقبل أن يسكنا تحت سقف واحدٍ، وُجدت حاملاً من الرّوح القدس. همّ بتخليتها سرّاً لكنّ الربّ تدخّل في الحلم وطلب منه أن يأخذ مريم إلى بيته. فأنجبت يسوع الإبن الإلهي في بيت لحم. هرب به من وجه هيرودس إلى مصر ثمّ عاد وسكن في الناصرة. ولمّا بلغ يسوع سنّ الرّشد فارق يوسف الحياة مائتاً بين يدي يسوع ومريم. هو حارس الفادي ومربّيه، والمدافع عن بتولية مريم والبارّ الصدّيق الذي امتاز بصمته وتتميمه إرادة الله في كلّ مراحل حياته.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninews.com

 

فيديو ونص/الياس بجاني: سيرة وفضائل مار يوسف البتول

https://www.youtube.com/watch?v=DNUj3tgb95M&t=11s

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

رابط مقابلة من موقع سبوت شوط مع د. الفراد ماضي رئيس اكادمية الشهيد بشير الجميل/بشير الجميل موجود في ذاكرة الشعب كلّه وقد أسسنا الأكادمية ليبقى الشعب يتذكّر هذا الإنسان الذي كان يتميّز عن كل الزعماء وهو يتمتّع بكل صفات القائد بحسب دراسة أجريت عليه

https://eliasbejjaninews.com/archives/116820/116820/

22 آذار/2023

"ماضي/معراب لا تحتاج إلى 100 ألف مقاتل لإسقاطها"... الصديق الأقرب لبشير الجميل: مصير لقمان سليم قد يتكرر!

أكّد رئيس أكادمية بشير الجميّل ألفرد ماضي, أن "الرئيس الشهيد بشير الجميل موجود في ذاكرة الشعب كلّه وقد أسسنا الأكادمية ليبقى الشعب يتذكّر هذا الإنسان الذي كان يتميّز عن كل الزعماء وهو يتمتّع بكل صفات القائد بحسب دراسة أجريت عليه".

وفي حديث إلى "سبوت شوت" عبر برنامج "وجهة نظر", قال ماضي: "لم أسعَ لتشكيل حزب ولا أريد التعاطي بالسياسة, إلا أن هناك تلاميذ بالأكادمية يرغبون بالإستمرار وتشكيل حزب "البشيريين" ومن الممكن أن نقدم على أمر ما, إلا أنه لن يكون حزباً أو تياراً."

وتحدّث عن مبادئ الأكادمية, بالقول: "هناك أهداف وضعت داخل الأكادمية ونطبّقها, فالأول هو تعليم نهج وفكر وحياة بشير, والثاني ليكون المجتمع مقاوم في معناه الواسع, فنحن لا نعلّم على السلاح, فالقاومة هي مقاومة إجتماعية سياسية إقتصادية ومالية, إنّما إذا دعت الحاجة فسنعلّم عليه ".

وأشار أن "اليوم هناك مشكلة في لبنان اسمها حزب الله إلا أننا لسنا في حالة حرب معها لنقوم بالتدريب ولا نية لنا بذلك, أما في حال أقدم أحد بالتعدي علينا فمن الطبيعي أن ندافع عن أنفسنا".

وتابع, "يجب أن نقتنع أن الحرب لا تجدي في لبنان إنّما الحوار, وما نقوم به هو تعليم الحوار وليس الحرب وهو ضروري في بيئة تعدّدية مثل بيئتنا, إضافة إلى أخلاق بشير".

ورأى أن رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل, "يسعى لخلق أمر ما جديد, فنحن من مدرسة تقول أن الكتائب والقوات هما واحد وكان يجب أن يبقيا كذلك, إنما أستعبد أن يتوحّدا من جديد", مشيراً إلى أنه "مع دمج الحزبين في حزب واحد غير أن الآوان قد فات, فلا تناغم بين الطرفين".

ورأى أن "حزب الله هو وراء الأزمة في لبنان, فلو قرر وضع حد للفساد لفعَل لأنه صاحب القوّة". وعن أداء رئيس حزب الكتائب اللبنانية؟ أجاب: "لست راضٍ عنه, فأنا مع أن تبقى الذاكرة الكتائبية مثال لكل شخص منا تعلمنا كيف نتصرّف في المستقبل".

 

رابط مقابلة من "او تي في"، مع النائب السابق مصطفى علوش: الحريري حاول اسكاتي، انصح الحزب بأن يختفي.. وانا مع تحويل رئيس الجمهورية الى فخري

https://eliasbejjaninews.com/archives/116826/116826/

22 آذار/2023

 

رابط فيديو مقابلة من اذاعة صوت لبنان مع د. مكرم رباح/الرئاسة .. مبادرات و"تأمل" بانتظار مفاعيل التحولات في المنطقة

https://www.youtube.com/watch?v=pq3ItJr9t8A

22 آذار/2023

 

رابط فيديو كلمة السيد نصرالله اليوم ألربعاء 22 آذار/2023

https://www.youtube.com/watch?v=b8Hcu3rH6lY

22 آذار/2023

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 22 آذار 2023

وطنية /22 آذار/2023

النهار

في اجتماع بين مرجع كبير وسفيرة الولايات المتحدة في لبنان قالت الأخيرة “إذا أردتم سليمان فرنجية فنحن قد لا نعترض ولكن اعتبار أننا نستطيع أن نمون على السعودية لتأييده أمر غير صحيح

استرعى ما كُتب في إحدى الصحف الخليجية بعد زيارة زعيم سياسي لإحدى دولها من انتقادات للطبقة الحاكمة في لبنان، متسائلة كيف لنا أن نعطي أموالاً لهذا البلد في ظل الفساد الذي نشهده

لوحظ مدى اتساع الهوة بين حزبين حليفين على خلفية انتقادات لاذعة من رئيس أحد الحزبين وتفاقم التباينات بينهما حول أكثر من ملف.

عدد كبير من اهالي القرى الجبلية الغى المازوت من قاموس التدفئة المنزلية ما زاد الطلب على الحطب والتخوف من قطع عشوائي للاشجار

تم امس اطلاق ستة من الصرافين المتهمين بالمضاربة على الليرة اللبنانية لقاء كفالات مالية

يقول احد الصيادلة ان ارتفاع الاسعار زاد قيمة الربح لكن تراجع الطلب اعاد الوضع الى ما كان عليه

الجمهورية

مرجع حكومي قال خلال اجتماع مع مستشاريه إنّ تصريحات بعض الوزراء كانت متسرعة وهي التي أدت الى ارتفاع سعر صرف الدولار بهذه الطريقة الهستيرية.

أبدى مرجع كبير إستغرابه من أن التحقيقات مع مرجع مالي لم تتطرق الى الهندسات المالية ومواضيع الفساد إنما التحقيق اقتصر على موضوع شخصي بحت.

تجري اتصالات من أجل تنظيم تحركات سياسية في اتجاه هيئات أممية ودولية للتعاطي مع ملف النازحين بجدية أكبر.

اللواء

يتساءل مواطنون عن السبب الذي يمنع مؤسسة كهرباء لبنان من وضع جدول زمني بالتغذية بالتيار، الذي عاد الى غالبية المناطق والمحافظات، منعاً للاستنسابية، والكيل بأكثر من مكيال!

عممت جهات حزبية نافذة التزام التهدئة مع عواصم الاعتدال العربي، والاكتفاء بما يصدر عن المواقع القيادية العليا..

وضع مسؤول مالي كبير خطة لا تقف عند حدّ المواجهة أمام القضاء، بل تخطته إلى ما لا يمكن وصفه بمواجهة سائر الاحتمالات في غضون الأشهر الثلاثة المقبلة.

نداء الوطن

تبيّن أن موجة انتقادات شعبية طالت رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بعد الإعلان عن إنشاء مبنى جديد للمسافرين في بيروت، لم يسلم منها نواب عكار ورئيس لجنة الأشغال والنقل النائب سجيع عطية الذي كان يضع افتتاح مطار القليعات في أولويات برنامجه قبل الانتخابات.

يتردد أنّ نصيحة تلقاها رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل من مسؤولين في «حزب الله» تقضي بعدم رفع سقف مواقفه التي سيطلقها خلال العشاء التمويلي لـ»التيار»، بشكل يقطع خطّ الرجعة مع «الحزب».

تفيد المعلومات أنّ بعض الجهات السياسية تغطي البناء في المشاعات بشكل واسع بالتنسيق مع وزارة سيادية بحجة الظروف الاقتصادية وتهيئة الأرضية الشعبية للإنتخابات البلدية.

البناء

قال مصدر سياسي إن حجم الحضور في ساحة رياض الصلح اليوم سوف يكشف حجم الزيادة أو الانخفاض في تمويل جمعيات المجتمع المدني من الغرب، وبالتالي حجم الاستثمار في الفوضى أو الاستقرار، وليس كما يعتقد البعض زبادة او تراجع الغضب الشعبي أو زيادة او تراجع شعبية نواب التغيير.

قال مصدر دبلوماسي خليجي إن الدولة السورية كانت شريكاً في المساعي التمهيدية للحل في اليمن ولا تزال حاضرة في كواليس الاتصالات وإن التقدير الإيجابي المتبادل بين اليمنيين والسوريين ملموس لدى كل الجهات العربية والأممية التي تعاملت مع ملفات التفاوض حول الحل في اليمن.

الأنباء

الاجراءات المؤقتة هي سمة السياسة المعتمدة من قبل مرجعية معنية بالأزمة القائمة ما يعني أن النتائج ستبقى مرحلية.

مصير خطوة مرتقبة الاسبوع المقبل لا يزال غير مضمون بفعل المواقف التي تصدر بهذا الخصوص.

الأخبار

ينوي الوزير السابق محمّد شقير خوض الانتخابات البلدية والاختياريّة في بيروت عبر تشكيل لائحة تردّد أنّها ستكون برئاسة عضو مجلس بلدية بيروت السابقة رولا العجوز صيداني. علماً أنّ الأخيرة تنقّلت في السنوات الأخيرة بين أكثر من موقع، إذ طُرح اسمها في الانتخابات البلدية السابقة كمقرّبة من تيار المستقبل، وكذلك في الانتخابات النيابية التي أجريت في أيار الماضي مكان النائبة السابقة رولا الطبش قبل أن يقرر الرئيس سعد الحريري الاعتكاف، فحاولت الترشح على لوائح منظمات المجتمع المدني، ثم مع رجل الأعمال بهاء الحريري، قبل أن تسحب ترشيحها.

يشكو ضباط وعسكريون من تدفيعهم نحو 300 ألف ليرة شهرياً لاستلام المساعدة الغذائيّة (حليب وأرز وزيت...) التي يتم توزيعها عليهم، علماً أنّها مساعدات خارجيّة مقدّمة كهبات، وأن عسكريين يتولون توضيبها ونقلها في آليات عسكريّة!

كذلك استغرب ضباط دفع قيادة الجيش مبالغ بالدولار الفريش لشركات تأمين للتأمين على نحو 80 صيدليّة تابعة لمستوصفات عسكرية ضد الحريق والسرقة، متسائلين كيف تؤمن الأجهزة الأمنية المولجة حماية المواطنين ومكافحة الجريمة على نفسها من السرقة!

على رغم المصالحة التي تولاها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بين وزير الدفاع موريس سليم وقائد الجيش العماد جوزيف عون، إلا أن الأمور ما زالت على حالها من دون أن يتراجع أي منهما عن قراراته على عكس ما تردد سابقاً. إذ إنّ حرّاس وزارة الدّفاع منعوا ضابطين متقاعدين كانا يزوران وزير الدفاع من ركن سيارتيهما في الموقف المخصّص لزوار الوزير.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 22/3/2023

وطنية/22 آذار/2023

 * مقدمة نشرة اخبار تلفزيون لبنان

إذا كانت العوائق لا تزال كثيرة أمام الوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية إلا أن أوساطا" سياسية واسعة الاطلاع على مجريات السياسية الداخلية والخارجية تؤكد أن المشاورات لم تتوقف و هي مستمرة خصوصا" عبر اتصالات أبرزها تجريها بكركي في خلال الأيام الأربعة عشر التي تسبق خلوة "أربعاء أيوب" في الخامس من الشهر المقبل في بيت عنيا-حاريصا حيث سيلتقى النواب المسيحيون برعاية البطريرك الراعي على صلاة روحية وتأملات فخلوة وغداء انطلاقا" من روحانية الفصح والقيامة.

وفي الداخل أيضا" وعلى رغم بعض الصد لمبادرة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط إلا أنه مستمر في اتصالاته بشكل أو بآخر تهيبا" لمخاطر استمرار الفراغ الرئاسي على كل المستويات وفي كل المجالات المعيشية والاقتصادية ولا سمح الله الأمنية وتشديدا" على وجوب اغتنام إيجابيات الأجواء الإقليمية الناتجة من اتفاق بكين وسواه.

على المقلب الخارجي أكدت الأوساط استمرار الاتصالات الفرنسية-السعودية والفرنسية-الأميركية والقطرية-اللبنانية وكذلك الاتصالات بين عدد من النواب وضمنهم من المكون السني مع الرياض.

معيشيا" الجحيم مستمر ويتخبط فيه ثلاثة أرباع اللبنانيين والدولار فوق المئة والعشرة آلاف ليرة لبنانية والأسعار نار والمستغلون كثر ولبنان هو البلد المتنافس مع أفغانستان بأكثر البلدان تعاسة أي في المرتبة ال 136 ما قبل الأخيرة في العالم..

حكوميا جلسة مجلس الوزراء أرجئت الى مطلع الاسبوع المقبل، في انتظار الدراسة التي تعدها وزارة المال بشأن تحسين رواتب القطاع العام لضمان العمل الاداري.

إقليميا" cap أول مرة منذ اربعة عقود تم الإعلان في الرياض وفي طهران بتزامن الوقت نفسه عن بدء شهر رمضان المبارك في اليوم نفسه أي غدا الخميس.

دوليا-إقليميا برز في الساعات الأربع والعشرين الماضية لقاء الرئيسين الروسي والصيني في موسكو حيث أكدا أن أي حرب نووية لن تكون في مصلحة أي أحد في العالم كما توصلا الى اتفاقات اقتصادية بين البلدين تصل قيمتها الى مئة وثلاثين مليار دولار.

تفاصيل النشرة نبدأها ميدانيا" محليا".

تظاهرتان احتجاجيتان كبيرتان : الأولى للعسكريين المتقاعدين في ساحة رياض الصلح بين مجلس النواب والسراي حيث تواجهوا مع زملائهم الموجودين في الخدمة. والثانية للقطاع العام في بشارة الخوري أمام مبنى المالية.

المتقاعدون اوقفوا التظاهرة في الثالثة والنصف وأعلنوا انهم عائدون الاثنين المقبل.العميد المتقاعد جميل داغر اصيب بجروح بليغة في التظاهرة.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان

لا مستجدات طرأت على ملف الإنتخابات الرئاسية وبقيت الأمور تراوح مكانها في وقت تم التداول فيه بمعلومات تقول إن الأميركيين أبلغوا جهات لبنانية عدة بأن واشنطن تنتظر حصول انتخابات رئاسية في أسرع وقت وأنها رغم تفضيلها مرشحين على آخرين إلا أنها ملتزمة التعامل مع أي رئيس منتخب.

وفي هذا الشأن كانت السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا أجابت ثلاثة مسؤولين لبنانيين قبل أسابيع لدى سؤالها عن سليمان فرنجية بالعبارة نفسها: "إذا تم انتخابه سنتعامل معه كرئيس شرعي للجمهورية اللبنانية.

هذا في حين تحط في بيروت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط باربرا ليف في اطار جولتها على عدد من دول المنطقة تشمل مصر والاردن وتونس، ولبنان حيث تستمر يومين تعقد في خلالها لقاءات مع عدد من المسؤولين.

الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله رأى ان للتقارب السعودي – الايراني عامل مساعد في ملف الاستحقاق الرئاسي لكن القرار يبقى داخلي بالدرجة الأولى  السيد نصر الله تطرق الى ما يكتب من مقالات وتحليلات عن ملحق سيصدر عن الاتفاق الثنائي الايراني السعودي حول لبنان مؤكدا انه غير صحيح ولا اساس له من الصحة وان كلمة لبنان لم تذكر في اللقاء لا من قريب ولا من بعيد.

السيد نصر الله اكد ان لا مبرر على الاطلاق اليوم لعدم الدعوة الى طاولة حوار لانقاذ الوضع الاقتصادي.

وفي الشارع تحركات مطلبية على وقع الأزمة المستفحلة التي تعتصر حياة المواطن اللبناني فيما لم تخرج اللجان المشتركة بآليات عملية لضبط سعر الدولار الذي بقي في ارتفاع متذبذب حيث لا معدل ثابتا له منذ أيام حتى بعد اصدار حاكم مصرف لبنان  بيانه بإمكانية شراء العملة ما انعكس على اسعار المحروقات التي بات يصدر أكثر من جدول لها في اليوم الواحد مع مطالب بدولرة الأسعار.

وفي الجوار لم تمر ليلة سوريا من دون عدوان حيث أغارت طائرات اسرائيلية على مطار حلب ما ادى إلى حدوث أضرار مادية بالغة فيه.

وفي الاردن صوت مجلس النواب على طرد السفير الاسرائيلي احتجاجا على تصريحات وزير المال التابع لحكومة العدو.

فلسيطينا المقاومة تنفذ سلسلة هجمات ضد قوات الاحتلال في مناطق مختلفة بالضفة الغربية تزامنا مع حملة اعتقالات ومداهمات واسعة  فيما بدأ اليوم الاسرى عصيانهم تحت شعار بركان الحرية او الشهادة.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ام تي في

جلسة فولكلورية بامتياز، وبلا نتيجة للّجان المشتركة في مجلس النواب ! فالبرلمان العاجزُ عن الإنعقاد لإنتخاب رئيس، قرّر فجأة أن يتحرك وفق مبدأ : أنا هنا. عددٌ كبيرٌ من النواب حضروا، لكنَّ حضورَهم لم يُحقّق أيَّ فرق. فتقاذف المسؤوليّةِ بين الحكومةِ ومجلسِ النواب كان سيّدَ الموقف، والنوابُ الذين طرحوا أسئلةً لم يتلقّوا أيَّ جوابٍ شافٍ لا من الحكومة ولا من مصرف لبنان.

هكذا انتهت الجلسةُ كما بدأت: كلامٌ بكلام، و"تيتي تيتي متل ما رحتي جيتي". في الخارج لم يكن المشهدُ أفضل. ففي ساحة رياض الصلح إعتصم عسكريون متقاعدون ومحتجون على تردّي الأوضاع المعيشيّة، وقد حصلت مواجهةٌ بينهم وبين القوى الامنية، حتى قبل أن يحاول بعضُهم اقتحامَ السراي الكبير. فما هذه السلطةُ التي لا تنتصر لكرامتها وهيبتِها إلا أمام رجال أفنوا عُمرَهم من أجلها؟ وما هذه السلطةُ التي لا تتمرجل إلا على من سرَقت عمرَهم ثم جنى عمرِهم، وجعلت آخِرَتَهم محكومةً بالعوز والحاجةِ والذُل؟

رئاسيا، انتظار وترقب، والحراك الداخلي لم يواكب حتى الان التغيرات الاقليمية  الناتجة من الاتفاق السعودي- الايراني. في السياق، كشفت مصادر مطلعة ان الاجتماع السعودي - الفرنسي الاخير في باريس أكد ان لفرنسا اجندة خاصة في لبنان،  تختلف عن رؤية الاعضاء الاخرين في مجموعة الدول الخمس. فباريس تسعى الى تسوية  ب "التي هي احسن"  ويهمها  ارضاء حزب الله، فيما السعودية والدول الاخرى تريد تسوية حقيقية وبالعمق تؤدي الى اعادة بناء الدولة والى مصالحة لبنان مع محيطه العربي ومع المجتمع الدولي. والتناقض في الرؤية بين  باريس والرياض هو ما ادى الى ارتطام اجتماع باريس بالحائط المسدود. على صعيد آخر،  ترددات فضيحة المطار التي كشفتها ال "ام تي في"  امس لا تزال تتفاعل. واللافت ان ميقاتي حاول، كالعادة،  التنصل من مسؤوليته ، واضعا  الامر في خانة وزير الاشغال. وقد تناسى ميقاتي انه مسؤول عن كل اعمال الوزارات، ولا سيما انه تبنى  توسعة المطار من خلال احتفال تهليلي في السراي الحكومي. فهل ميقاتي رئيس حكومة للاحتفالات والتهليل  فقط؟ لا. انه المسؤول الاول عن  فضيحة تخطي القوانين وتهريب توسعة المطار من دون استدراج عروض، وغير مستغرب ان يكون  هو وراءها! فجسمه "لبّيس" وتاريخه حافل!

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار

من وجع الناس المتروكين لقوانين النقد والتسليف البالية، ولمضاربات الاسواق السوداء الظالمة، كانت صرخة الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله للحكومة اللبنانية وكل المسؤولين للتحرك السريع من اجل انقاذ المواطنين المظلومين وما تبقى من اقتصاد لبناني من ايدي هؤلاء، والعمل على طاولة نقاش للانقاذ الاجتماعي والاقتصادي قبل فوات الاوان ..

ومن ذكرى احد مؤسسي حزب الله والضليعين في انشاء مؤسساته الاجتماعية والمالية – الفقيد الكبير الحاج حسين الشامي، أطل الامين العام لحزب الل على الحلول السريعة والممكنة، ومنها الاستفادة من التطورات الايجابية التي تحكم المنطقة، والسير بمنطق ما اقدمت عليه العديد من الدول العربية والخليجية لا سيما السعودية بالتوجه شرقا، مستعرضا من جديد العروض الصينية بمليارات الدولارات المقدمة للبنانيين، والتي يمكن ان تحدث فرقا سريعا في واقعنا المأزوم، فضلا عن بناء امكانياتنا الذاتية على الصعد الزراعية والاقتصادية، ورفع مستوى التكافل والتكاتف الاجتماعي والتراحم والتساند بين اللبنانيين مستفيدين من بركة الشهر الكريم .. اما الاستفادة سياسيا من التطورات الايجابية التي تحكم المنطقة فممكنة، الا ان الحلول داخلية بالدرجة الاولى ..

تهديدات العدو الواقفة عند الحدود ردها سماحة السيد نصر الله الى الكيان المربك المأزوم، الذي يعاني تحديات وجودية باعتراف قادته ومستوطنيه وكبار مفكريه.

فحزب الله عند صمته من حادثة مجدو وهو جزء من ادارة المعركة التي تزيد من ارباك العدو، اما ما يهدد به قادة هذا الكيان من فتح حرب على لبنان فيعرفون انها ستؤدي الى حرب في المنطقة لا يريدونها، وان المقاومة عند وعدها بالرد القاطع والسريع على اي اعتداء يطال اي منطقة او اي انسان موجود على الاراضي اللبنانية ..

ما يجري على الاراضي اليمنية من افشال للعدوان مصحوبا بالمناخات الايجابية في المنطقة يعزز الامل الكبير بالتوصل الى حل يوقف العدوان على الشعب اليمني بحسب الامين العام لحزب الله وهو ما يرغب به حزب الله من انهاء هذه الحرب وعودة اليمن الى اهله ودوره ..

* مدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي

في لبنان, لا شيء يبنى عليه لاحداث خرق في ملف رئاسة الجمهورية وهذا هو مختصر اليوميات السياسية,مع كل ما تحمله من تداعيات على الازمة الاقتصادية والمالية .

فعمليا لا مبادرات في الموضوع الرئاسي, سوى مبادرة بكركي.

 وفي هذا الاطار, علمت الLBCI ان مبادرة البطريرك الراعي مستمرة  للايام الخمسة عشرة المقبلة, وستشمل جميع الافرقاء ومن كل الطوائف .

وبحسب ما نقل عن الصرح البطريركي, فان بكركي تعرب عن تفاؤلها بامكان التوصل في نهاية هذه الفترة, الى التوافق على اسماء ثلاثة مرشحين , يمكن الذهاب بهم الى مجلس النواب .

المصادر التي كشفت وجود لائحة تضم خمسة عشر اسما, اضافة الى خمس خانات فارغة, يستطيع كل من يرغب من الافرقاء زيادة اسماء عليها , ابدت ارتياحها لتجاوب النواب المسيحيين مع دعوة البطريرك لهم للصلاة ,مؤكدة ان لا فخ سياسيا سينصب لهم , لان اللقاء لا ارتباط له بالسياسة .

مبادرة بكركي, لكي تنجح, لا بد ان تعتمد على مبدأ المصالحة الحقيقية, شرط ان لا تحصر هذه المصالحة بفئة او طائفة من دون اخرى.

فهل يريد اللبنانيون فعلا التصالح ؟ ام سينتظرون كعادتهم, تداعيات مصالحات المنطقة,وابرزها المصالحة السعودية الايرانية على الداخل اللبناني؟

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد

هلال الصين جمع السعودية وايران في خيمة رمضانية واحدة وللمرة الأولى، يهل نور الشهر الفضيل على الدول الإسلامية التي أعلنت إنضمامها إلى زمن الصوم على توقيت موحد بخلاف التباعد التاريخي السابق فمن المرجعيات الروحية العليا في إيران والنجف إلى المملكة العربية السعودية تبدأ أولى أيام شهر رمضان: غدا الخميس أما التوقيت السياسي فيعود ريعه الى الصين.. الدولة الشيوعية التي آمنت بها دول إسلامية ومشت على تعاليمها كراعية متينة  للاتفاق السعودي الإيراني.

ومع المسحراتي الصيني.. وليالي القدر السياسية، تصوم هذه الدول أيضا عن وضع لبنان على أولوية جدول الأعمال في الإتفاق الكريم وبمحضر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله فإنه لم يأت على ذكر لبنان في هذا الإتفاق لا من قريب ولا من بعيد معتبرا أن الخارج عامل مساعد، أما القرار فهو مسألة داخلية بالدرجة الأولى لكن الخارج أيضا يختلف على لبنان وقد بات واضحا التباعد السياسي بين فرنسا والسعودية، بعد إصرار باريس على طرح إسم سليمان فرنجية وحمل لوائه على سن ورمح وهو ما يعقد التوافق في لبنان وتمضي فرنسا في طرحها على الرغم من تدوين المملكة في أكثر من مناسبة أنها تبحث عن مواصفات وخيار ثالث ينأى عن الأسماء الصدامية المفتوحة على تصلب وتحدي فالخيار الثالث غير الاصطفافي سواء بفرنجية أو ميشال معوض قد يفتح الباب على النقاش بين القوى المسيحية القوية أولا ثم مع بقية المكونات.

ولا تبدو الساحة المسيحية حاضرة للتوافق في ما بينها وهي تختلف ضمنا على لائحة بكركي التي سيصلى على جثمانها الطاهر في بيت عنيا الشهر المقبل فإذا كان الصرح البطريركي هو الضامن ومنبع الثقة.. ولم يوحد المسحيين فهل سيكون من الاجدى رفع الأمر إلى البابا فرنسيس؟ وهل يتولى الفاتيكان رعاية القضايا السياسية المعقدة كالرئاسة اللبنانية أم أنه يكتفي بأن يتلو عليها الصلاة من ساحة القديس بطرس في الفاتيكان.

لكن لا الرئاسة اللبنانية تجوز عليها الرحمات.. ولا التظاهرات..  التي اختبرت السلطات كيفية ضربها وتفريغها والمفارقة اليوم.. أن العسكر الذي لا يربو راتبه على خمسين دولارا.. يضرب عسكرا متقاعدا يقل  راتبه ببضع دولارات. 

ومن فوق السرايات ..هدايا مسيلة للدموع على المتظاهرين واسلاك  حكومية شائكة بين العسكريين والقوى الامنية  .

 ساعات  من الاضطرابات والاختناق والمطاردات على وقع اجتماع لجان نيابية اشتركت في الجرم وابدعت في المراوغة والتصريحات المتناقضة.

سبعون نائبا تعاقبوا على التمويه واطلاق  منصات المواقف...

نواب  بلا قرار... يسألون حكومة تحتضر!.

 

تفاصيل متفرقات الأخبار اللبنانية

الجيش الإسرائيلي يبحث عن بقايا قدم الجندي عند الحدود!

صحف/22 آذار/2023

يواصل الجيش الإسرائيلي البحث عن بقايا قدم الجندي الاسرائيلي المصاب بإستخدام الجرافات بعدما أوقف الأشغال الهندسية أمس الثلثاء، وإبقاء تحرك الجنود خارج منطقة العمل الملوثة بالألغام. ويعتقد الجيش الإسرائيلي أن بقايا القدم تطايرت إلى الجانب اللبناني، وهو يجري تحقيقا ميدانيا بالحادث.

 

انحدار الليرة يخرج لبنانيين إلى الشوارع ويغلق المؤسسات

بيروت: نذير رضا/الشرق الأوسط/22 آذار/2023

أخرج الارتفاع القياسي لسعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، الناس إلى الشارع غضباً، قبل أن يحتوي المصرف المركزي الارتفاع المفاجئ لسعر الصرف، الذي خرج من معدلات تدهوره المعهود يومياً، إلى مستويات قياسية، للمرة الأولى منذ انطلاق الأزمة المالية في خريف عام 2019.

وبعدما كان الدولار يصعد بمستويات تراوح بين 2 في المائة و3 في المائة يومياً، وتنحسر إثر تدخلات من «المركزي»، أو بفعل تدابير سياسية تهدئ سوق القطع، ارتفع سعر الصرف من 110 آلاف ليرة للدولار الواحد، الاثنين، إلى حدود الـ140 ألف ليرة قبل ظهر أمس (الثلاثاء)، ما يعني تدهوره بنحو 12 في المائة يومياً، وذلك في أعنف موجة انحدار تعززت بحالة عدم اليقين السياسي القائمة، وإضراب المصارف المتواصل منذ أسبوعين، وانشغال «المركزي» بتداعيات التحقيقات القضائية التي تجريها وفود أوروبية، واستمعت إليه الخميس والجمعة الماضيين بصفة شاهد في بيروت.

وخرج سعر الصرف من كل الضوابط، ما انعكس على إمكانات المواطنين الشرائية، حيث لوحت شركات توزيع الغاز والمحروقات بإقفال أبوابها، فيما أقفلت بعض الصيدليات، وأحجمت محال توزيع المواد الغذائية عن بيع موادها بالليرة اللبنانية، حيث اشترطت البيع بالدولار الأميركي النقدي، وذلك لتجنب الخسائر. هذا الواقع، رفع وتيرة الاحتجاج في صفوف اللبنانيين الذي نزلوا إلى الشوارع، وأقفلوا الطرقات تعبيراً عن غضبهم من مآلات الأمور، وامتدت التحركات الميدانية على سائر الأراضي اللبنانية من الجنوب إلى الشمال، وشملت بطبيعة الحال العاصمة بيروت، والضاحية الجنوبية لبيروت، التي خرج سكانها إلى الشارع في واحدة من المرات النادرة. ففي مدينة صور في جنوب لبنان، قطع محتجون على تردي الأوضاع المعيشية وارتفاع سعر صرف الدولار، الطريق على خط الناقورة، فيما تم قطع الطريق السريع على أوتوستراد بيروت – صيدا عند نقطة الجية. وفي بيروت، قطع طريق البربير، وتجمع المواطنون عند نقطة كورنيش المزرعة اعتراضاً، فيما أظهرت مقاطع فيديو مجموعة من الشبان الغاضبين يجبرون أصحاب المحال التجارية على إقفال أبوابها.

وفي ضاحية بيروت الجنوبية، قطعت طريق مخايل - الشياح عند طريق صيدا القديمة، فيما سجلت تحركات ميدانية في أكثر من موقع في الشمال، حيث قطع مواطنون الطريق عند مستديرة العبدة في عكار، وطرقات أخرى في طرابلس، أما في شرق لبنان، فقطعت طريق سعدنايل وبريتال وغيرها. وخلط الارتفاع القياسي لسعر الصرف، الأوراق المالية في البلاد، وسط انغلاق سياسي داخلي يزيد الضغوط على مصرف لبنان المركزي بالتدخل، تعويضاً عن غياب الدولة. وتقول مصادر مالية لبنانية لـ«الشرق الأوسط»، إنه منذ انطلاق الأزمة، تم تحميل المصرف المركزي كافة الأعباء، حيث «تطالبه السلطة التنفيذية بتأمين الدولارات لتغطية أسعار الكهرباء والاتصالات ورواتب القطاع العام على سعر منصة (صيرفة)، فضلاً عن تأمين الأموال اللازمة لاستيراد الأدوية المستعصية، في وقت لا توفر السلطة السياسية الاستقرار اللازم لجذب الاستثمارات وتحسين الإنتاج ورفع المؤشرات الاقتصادية». وعليه، «يضطر (المركزي) للاستحواذ على الدولار النقدي من مصادر متعددة بغرض توفيرها لدفع المستحقات المتوجبة على الحكومة»، في إشارة إلى المرافق العامة التي تأتي عائداتها بالدولار، والتحويلات من الخارج عبر شركات تحويل الأموال.

قبل الأزمة المالية الأخيرة، كانت الحكومات تصدر سندات خزينة للبيع، ويسوقها مصرف لبنان لدى المصارف الدولية، وكانت تلك الآلية إحدى أبرز عائدات الدولة اللبنانية من العملة الصعبة، وهي سندات ممتدة على قروض حتى عام 2037، وتقول مصادر مالية إن العجز بدأ يتفاقم في لبنان في خريف عام 2017 إثر إقرار السلطة السياسية لسلسلة الرتب والرواتب التي ضاعفت الإنفاق في خزينة الدولة، حيث ارتفعت المدفوعات لموظفي القطاع العام نحو 2.6 مليار دولار سنوياً. أما الضربة الكبيرة، فجاءت حين أعلنت حكومة الرئيس حسان دياب التخلف عن سداد الديون، حيث «توقف لبنان عن الدفع، مما هزّ ثقة الأسواق المالية بلبنان، وفي الوقت نفسه طالبت الحكومة بصرف الاحتياطي في خزينة (المركزي) على دعم المستوردات، في مقدمها المحروقات، ما أفقد (المركزي) احتياطاته». أمام هذا الواقع، لم يعد أمام «المركزي» إلا الحصول على الدولار من السوق السوداء، بغرض تغطية العجز والمطلوب منه من الحكومة لتأمين مصاريفها، وهي اتهامات لم يصدر «المركزي» توضيحاً أو نفياً حولها، في وقت لا يزال يوفر المدفوعات للحكومة، علماً بأن مدفوعاتها بالليرة ارتفعت ثلاثة أضعاف بعد رفع الرواتب، فيما ارتفعت قيمة المدفوعات بالدولار لتغطية مصارفات السلك الدبلوماسي وغيرها من المدفوعات بالدولار، نحو 70 مرة طالما أنها مطلوبة بالعملة الصعبة. ومع تدخّل المصرف «المركزي» الذي هدأ الطلب إلى حد ما على العملة الصعبة، ما أسفر عن تراجع سعر الصرف، تقول مصادر مالية إنه «لا مؤشرات الآن على أن هناك استقراراً في سعر الصرف، طالما أن الحلول السياسية مقفلة، ولا إصلاحات يطلبها صندوق النقد الدولي تُنفذ، ولا ثقة مالية دولية بلبنان، ولا ملفات حُسمت لتعزيز الثقة»، في إشارة إلى التحقيقات القضائية التي تهز الثقة بحاكم المصرف المركزي، والدعاوى القضائية المحلية على المصارف التي دفعتها للإضراب. وتؤكد المصادر أن «الشأن السياسي الذي يحول دون الاستقرار بسعر الصرف، ارتفع على الشأن المالي والنقدي، وباتت الخلافات السياسية أبرز عثرة أمام أي محاولات لتحسين الأوضاع ووضع لبنان على سكة الاستقرار».

 

الأمن اللبناني يستخدم قنابل الغاز لتفريق محتجين في بيروت

بيروت/الشرق الأوسط/22 آذار/2023

وقعت مواجهات، اليوم الأربعاء، بين قوات الأمن اللبنانية ومحتجين تجمعوا في بيروت للمطالبة بحقوقهم المعيشية. وفيما حاول محتجون الدخول إلى السراي الحكومي، ألقت القوى الأمنية المولجة حماية المكان، القنابل المسيلة للدموع عليهم مما أدى إلى حالات إغماء في صفوفهم، وتفرقوا في الشوارع المحيطة.

واعتصم موظفو الإدارة العامة أمام مبنى وزارة المالية في بيروت مطالبين الحكومة بـ«إعطاء موظفي القطاع العام حقوقهم بعدما خسر الموظف راتبه نهائيا» نتيجة انهيار سعر صرف الليرة. ودعا المعتصمون إلى «تصحيح الرواتب وبدل النقل وتأمين الاستشفاء ومنح التعليم».

وتجمع العديد من المواطنين والعسكريين المتقاعدين في ساحة رياض الصلح بوسط العاصمة تزامناً مع انعقاد جلسة مشتركة للجان المشتركة في مجلس النواب. ورفع المعتصمون الأعلام اللبنانية وأعلام الجيش وطالبوا برحيل الطبقة السياسية وبالحصول على حقوقهم المعيشية. ودعوا النواب لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، مهددين باللجوء إلى العنف إذا لم تنفذ مطالبهم. وكان عدد من النواب المصنَّفين تغييريين، قد وجهوا أخيراً دعوات للبنانيين للتوجه إلى ساحة رياض الصلح والمشاركة في الاعتصام. يذكر أن لبنان يعاني من أزمة مالية واقتصادية منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2019 انعكست على مختلف القطاعات وعلى الأوضاع المعيشية للبنانيين، بالإضافة إلى الأزمة السياسية التي تمثلت بعدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية منذ نهاية أكتوبر الماضي.

 

لبنان: مواجهات في رياض الصّلح ومحاولات لاقتحام السراي الحكومي

المفتي دريان: إما انتخاب رئيس للجمهورية وإما الفوضى... والبخاري يلتقي وفد "النقد الدولي"

بيروت ـ من عمر البردان/السياسة/22 آذار/2023

في تعبير عن الاستياء العارم لما وصلت إليه الأمور، وبعد اتساع موجة الانهيارات الاقتصادية والمالية والمعيشية، نزل المئات من المواطنين وعدد كبير من العسكريين المتقاعدين إلى ساحة رياض الصلح وسط بيروت، أمس، بالتزامن مع انعقاد جلسة اللجان النيابية المشتركة التي خُصصت لمناقشة الوضع المعيشي والاقتصادي والمالي الراهن من زاوية تفلّت سعر صرف الدولار. وسرعان ما تطور الحراك إلى فوضى بين المتظاهرين والقوى الأمنية بعدما عمد عدد من المحتجين إلى التدافع وقطع الأسلاك الحديدية محاولين اقتحام السراي الحكومي، فتدخلت عناصر مكافحة الشغب بصد المتظاهرين وإلقاء القنابل المسيّلة، في مواجهة المتظاهرين الذي رفعوا رايات الجيش اللبناني، مطلقين صرخات الاستغراب حول طريقة تعامل القوى الأمنية معهم، لاسيما وأن الانتماء إلى المؤسسة العسكرية والأمنية اللبنانية يجمعهم. كما رفض المتظاهرون، مشاركة النواب في تحركهم، تنديدًا بالوضع المعيشي الذي وصل إليه اللبنانيون من دون أن يحرك المسؤولون ساكنًا، وعمد عددهم إلى طرد رئيس المرصد الشعبي، المحامي واصف الحركة من ساحة رياض الصلح، وذلك بعد ساعة من طرد النائبة بولا يعقوبيان.وكشف مراسلنا في بيروت عن سمعت صفارات سيارات الاسعاف في المحيط مع سقوط إصابات في صفوف المتظاهرين، وحالات إغماء من الطرفين، وسط إصرار من المحتجين على الدخول إلى السرايا ومفاوضات من قبل ضابط في قوى الامن معهم لإعادة الهدوء إلى الساحة.

وبالتزامن أعلنت رابطة موظفي نقابة أطباء لبنان في بيروت، الإضراب المفتوح بدءاً من صباح أمس وحتى تحقيق مطالبها بتحسين أوضاعها المعيشية ورواتبها. وأوضحت الرابطة، في بيان، أنّ رواتب الموظفين أصبحت “لا تكفي بدل نقل للوصول إلى مكان العمل. وفي كلمته بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، حذر مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان، من الفوضى بالبلاد في حال عدم انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة، داعيا السياسيين إلى عدم اضاعة المزيد من الوقت،وتحديد رؤيتهم في مصير البلد، الذي وصل إلى المراحل الأخيرة من الانهيار.

ودعا مفتي لبنان إلى التصدي لكل من يعمل على تمزيق وحدة الوطن، فالبعض ينادي ويعمل على تقسيم بلدية بيروت العاصمة، التي هي رمز وحدة اللبنانيين في عيشهم الواحد”. ولفت إلى أن “بيروت بمسلميها ومسيحييها لن ترضى بالتقسيم، ونحن سنقف سدا منيعا في مواجهة المس بوحدة بيروت وبوحدة مؤسساتها”. وطالب “الساعين لهذه الأفكار أن يفكروا مليا بالأولويات التي تهم المواطنين، وتخفف عنهم المعاناة، وتضع حدا للبطالة، وأزمة الماء والكهرباء والاستشفاء، وحالة الضياع الذي يعيشه الوطن والمواطن”. في الاثناء، بحث السفير السعودي وليد البخاري، مع وفد صندوق النقد الدولي الذي يزور لبنان حاليا برئاسة ارنستو ريغو راميريز، مجمل المستجدات على الساحة اللبنانية وشروط التعافي التي يحتاجها لبنان، للخروج من الازمة السياسية والاقتصادية التي يعيشها بالإضافة إلى القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك. إلى ذلك، أكّد وزير الداخليّة والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي، أن “موضوع أمن المطار مهمّ بالنسبة إلينا ونتحمّل المسؤولية كي نؤمّن الأمان في البلد”. وبعد اجتماع مجلس الأمن المركزي، قال مولوي: “جاهزون لقمع مخالفات البناء ومنعها ولا يمكن لأحد أن يتذرّع بغطاء، فلن يكون هناك أي غطاء سياسي أو أمني من أجل التعدّي على الأملاك العامة”. وأضاف، “أمان البلد مسؤولية مشتركة بين القوى الأمنية والعسكرية من جهة والمواطنين من جهة أخرى ونمرّ بظروف حساسة، وبالتّالي أي تفلّت أو طابور خامس قد يؤدي إلى نتيجة سيئة”.

 

العودة الخليجية إلى لبنان و"التطبيع" مع الأسد: الفارق كبير

منير الربيع/المدن/23 آذار/2023

من أكبر المجانبات للصواب، هي بعض التحليلات التي تذهب بعيداً في ربط آلية التعاطي الخليجي مع لبنان وفق الآلية نفسها المتبّعة مع النظام السوري. فعلى الرغم من الترابط الجوهري والتأثر الحتمي بين البلدين، إلا أن المقاربات السياسية تبقى مختلفة، نظراً لحيثيات ووقائع وقواعد اجتماعية وسياسية مختلفة جذرياً.

تخوّف وترقّب

ما يدفع إلى هذا الكلام، الإكثار من التحليلات أو التمنيات التي يتحمّس إليها البعض حول أن "تطبيع" العلاقات مع النظام السوري، أو الانفتاح العربي عليه، سيؤدي إلى تعويم نفوذه في لبنان، وأنها ستقود إلى استعادته التأثير على المسارات اللبنانية. فيما يذهب آخرون إلى الاقتناع بوجود توجه بأنه لا يمكن للبنان أن يُحكم إلا من خلال سوريا، ولا بد من تقوية النظام السوري لضبط الساحة اللبنانية. كثرة الضخ في هذا المجال، تدفع الكثيرين إلى التخوف والترقب والتحسب، لما يمكن أن ينتج عن مرحلة ما بعد الاتفاق السعودي الإيراني، وإمكانية انعكاسه على تقوية نظام بشار الأسد ومنحه هدايا سياسية في بيروت. كما تدفع آخرين إلى التخوف من أن الاتفاق السعودي الإيراني والذهاب إلى انهاء حرب اليمن، سيقود إلى "تسليم" السعودية بالنفوذ الإيراني في لبنان، أو ما يحب البعض تسميته بتسليم لبنان إلى إيران. وهذا أيضاً من الأخطاء الجوهرية.

العودة إلى المسرح

بداية، كل هذه التطورات السعودية هي عبارة عن استراتيجية جديدة بالعودة إلى مسرح الشرق الأوسط، واستعادة الدور في لبنان وسوريا، بناء على شروط أصبحت واضحة ومعروفة. فالعودة إلى لبنان ترتبط باتفاق واضح المعالم، تستند فيه السعودية على قوى متحالفة معها، لها وجودها السياسي وحضورها. كما أن الساحة اللبنانية ككل تحتاج إلى أي تدخل خليجي إيجابي للمساعدة على الإنقاذ، وبوابة هذا التدخل تبقى السعودية التي تنسق مع دول خليجية أخرى، لا سيما قطر التي تشارك في الاجتماعات وتضطلع بادوار أساسية، بالإضافة إلى الكويت مثلاً، والتي باسمها تم تسليم مبادرة خليجية للدولة اللبنانية.

أما العودة إلى سوريا فتبدو مختلفة، وإن كانت تخضع لشروط مشابهة. ولكن لا بد من تسجيل فارق أساسي، وهو أن في سوريا لم يعد هناك قوة أساسية للدخول إلى ميدانها سوى النظام السوري، فيما المعارضة لم تتفق مع بعضها البعض، ومشتتة وموزعة على عواصم مختلفة. بخلاف لبنان الذي تبدو المعارضة فيه قائمة وحاضرة، ولديها قوتها وتمثيلها ورؤيتها، على الرغم من الاختلاف بين مكوناتها.

فوارق في النفوذ والسلطة

بالعودة إلى الواقعية أيضاً، فإن التمدد الإيراني في سوريا أصبح أمراً واقعاً. وبالتالي، أي عودة سعودية إلى سوريا لا بد لها أن ترتبط بالتعاطي مع هذه الواقعية. ولكن على قاعدة التوازن السياسي الذي لا بد من تكريسه اجتماعياً وسياسياً، من خلال الحل السياسي المقترح والذي هو حتماً مؤخر أو مؤجل إلى فترة بعيدة. وهذا يعني أن العودة السعودية إلى دمشق ستقوم على القبول بنفوذ إيراني من خلال النظام، أو من خلال السيطرة الإيرانية على مرافق أساسية ومناطق استراتيجية، وفي صلب الدولة السورية العميقة. الأمر يختلف في لبنان. إذ أن السعودية ذات فعالية عالية في بنية الدولة العميقة، وفي علاقات تحالفية مع قوى سياسية مختلفة. وهذا لا يعني الذهاب إلى إلغاء أي طرف، إنما أيضاً استعادة التوزان السياسي في السلطة وفي آلية تكوينها. وهنا تظهر الشروط السعودية المنسقة خليجياً أيضاً، وسط انسجام كامل قطري سعودي حيال الملف اللبناني. وهذا الانسجام لا بد له أن يظهر أيضاً في سوريا مستقبلاً، خصوصاً أنه لا يمكن الذهاب إلى تطبيع العلاقات أو الدخول في مرحلة الحل السياسي بمعزل عن الأميركيين والأوروبيين، الذين يعتبرون أن أي أسس للحل لا بد أن تكون على قاعدة القرار الدولي 2254، والذي يقضي بالذهاب إلى مرحلة إنتقالية وتشكيل هيئة حكم انتقالية، تبقى فيها مسألة وجود رئيس النظام أمراً تفصيلياً وهامشياً.

السياسة قبل الاستثمار

من هنا ترتكز دول الخليج على نقاط قوة أساسية، أبرزها أنها القوى الوحيدة القادرة على المشاركة في عمليات إعادة الإعمار. وهذا ما لا يمكن أن يحصل من دون توفر ظروف الحل السياسي ومن دون تحصيل مكاسب سياسية. وهو الأمر نفسه الذي ينطبق على الواقع اللبناني أيضاً. لا سيما أن دول الخليج تنطلق في مقاربتها للملفين السوري واللبناني من خلفية سياسية وليس من خلفية استثمارية الغاية منها البحث عن أرباح أو إفادة مالية بحتة، بخلاف وضع فرنسا مثلاً التي تفكر من لبنان إلى سوريا والعراق وإيران بمنطق البحث عن فتوحات استثمارية. أما الولايات المتحدة الأميركية فاهتماماتها مختلفة. وهي قد تثبتت مسبقاً من أنها قادرة على تحصيل ما تريد وبرضى الجميع، من تجربة عامر الفاخوري، إلى تجربة ترسيم الحدود، والتي بكل ارتياح يمكن وصفها بأنها اتفاقية حصلت في العمق جدياً بين الولايات المتحدة الأميركية وحزب الله، وصولاً إلى تجربة إطلاق سراح موقوفي المرفأ، وتهريب مسؤول الأمن والسلامة حامل الجنسية الأميركية، محمد زياد العوف.

باريس-الرياض

تحت كل هذه السقوف السياسية لكل طرف، لا يزال لبنان يسارع بمسار الانهيار واحتمال الانفجار الاجتماعي. وهو أمر يسعى من في السلطة إلى تفاديه كما سعوا سابقاً إلى تفادي أي تصعيد على الحدود. فيما يمكن لحركة الشارع أن تتعاظم وتكبر في المرحلة المقبلة، في حال استمرت دورة الانهيار بتسارعها.

يحصل ذلك، فيما الخلاف لا يزال قائماً بين الفرنسيين والسعوديين حيال المقاربة للملف اللبناني، والرفض السعودي القاطع لمبدأ المقايضة الذي تطرحه باريس. وعليه، لا بد من انتظار أي تطور داخلي أو خارجي يعيد الدفع إلى التواصل بين الرياض وباريس، وربما يفتح الطريق أمام إعادة عقد الاجتماع الخماسي. هنا لا بد من انتظار المؤشرات التي سيتلقاها لبنان من زيارة مساعدة وزير الخارجية الأميركية باربارا ليف، بالإضافة إلى حراك ديبلوماسي خليجي ستشهده الساحة اللبنانية بداية الأسبوع المقبل. وهو سيسهم في مساندة السعودية أيضاً.

 

 هل يعطي "الحزب" لفرنجية ما لم يعطه لعون؟

بولا أسطيح/الكلمة أونلاين/22 آذار/2023

رغم عدم خروج رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية لاعلان ترشيحه رسميا لرئاسة الجمهورية بعد اكثر من شهر على اعلان "الثنائي الشيعي" ترشيحه، من دون اتضاح الهدف من ذلك، الا انه يعتمد سياسة اعلامية محكمة بتسويق نفسه داخليا وخارجيا انطلاقا من ٣ نقاط اساسية: اولا، تأكيده على انه ليس مرشح طرف انما مرشحا توافقيا. فرغم طلبه اكثر من مرة من حزب الله الخروج لاعلان دعم ترشيحه الا انه يرفض مصطلح مرشح الحزب او الثنائي لعلمه بأن ذلك من شأنه ان يقلص حظوظه وفي افضل الاحوال في حال وصل الى بعبدا سيجعل ذلك من عهده مجرد امتداد لعهد ميشال عون، ان لم نقل اسوأ منه بعد مع تفاقم كل الازمات. اما النقطة الثانية التي يعمل عليها فرنجية فهي التصدي لمحاولة نزع الغطاء المسيحي عنه من خلال اختصار القوى المسيحية ب"التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية"، والتشديد على ان هناك نحو ٢٧ نائبا مسيحيا لا ينتمون للتكتلين والتذكير بأن لقاء بكركي الشهير عام ٢٠١٤ كرس احقية القادة الموارنة ال٤ بتبوؤ سدة الرئاسة. ولعل النقطة الابرز التي يعتمد عليها فرنجية وستشكل لا شك بندا رئيسيا في برنامجه الرئاسي، في حال قرر الاعلان عنه، فهي التأكيد على قدرته بخلاف باقي المرشحين على تحقيق خرق في ملفين رئيسيين هما سلاح حزب الله واعادة النازحين السوريين الى بلادهم… ما يدفعنا للتساؤل المشروع عما اذا كان الحزب سيعطي فرنجية ما لم يعطه لعون في هذين الملفين، خاصة انه بدا متلكئا بملف النازحين معتبرا انه كان على عون نفسه المبادرة باتجاه النظام السوري، كما كان غير متعاون على الاطلاق بملف الاستراتيجية الدفاعية التي اعلن عون مع انطلاقة عهده انه سينكب على العمل عليها فانتهى العهد من دون مجرد عقد اجتماع واحد بهذا الخصوص بحجة ان ازمات كثيرة عصفت بالعهد وقذفت بالملف الى اسفل سلم الاولويات. وتؤكد مصادر قريبة من جو حزب الله ان "الحزب لن يقدّم لفرنجية اكثر مما قدم لعون لاعتباره انه قدّم له اقصى ما يمكن تقديمه لكن الرئيس عون كان مترويا ولم يبادر خاصة بما يتعلق بالعلاقة مع الدولة السورية..لذلك وفي حال نجح فرنجية بتبوؤ سدة الرئاسة، لا شك انه قادر على ان يحقق الكثير بملف النزوح السوري لان توجهه الى دمشق مباشرة سيكون طبيعيا والاعتبارات الكثيرة التي منعت عون من ذلك لن يعر لها فرنجية اي اهتمام، هو لم يكن ليعرها انتباها في السنوات الماضية فكيف الحال مع المتغيرات الكبيرة التي تشهدها المنطقة"، لافتة الى ان "الدولة السورية التي لم تقفل ابوابها امام عودة النازحين ورحبت وتعاونت لاعادتهم طوال السنوات الماضية، لا شك انها ستتمكن مع فرنجية من صياغة خطط اعادة اكثر فعالية خاصة بعد عودة دمشق الى الجامعة العربية والتعويل على تمويل العودة من قبل بعض الدول العربية على ان يترافق ذلك مع بعض الليونة الاميركية". وتشير المصادر الى ان "التوصل لصياغة استراتيجية دفاعية والذي لم ينجح به الرئيسان ميشال سليمان وميشال عون منذ العام ٢٠٠٦، الارجح انه سيكون ممكنا في عهد فرنجية خاصة في ظل المتحولات الاقليمية الكبيرة المفترض ان تسهل مهمة مماثلة". وتضيف المصادر:"لم يعد خافيا ان كل الظروف عاكست عهد الرئيس عون وبالتالي ليس حزب الله من يتحمل مسؤولية فشل العهد. فما اعطاه لعون سيعطيه لفرنجية لكن المسألة مرتبطة في كيفية استثمار الاوراق لصالحه وما اذا كانت الظروف تسمح بذلك". ويُدرك الحزب تماما ان تجربة فرنجية ستكون مماثلة لتجربة عون في حال لم يتم انتخابه بضوء اخضر اقليمي- دولي وبالتالي لن يحقق شيئا على اي صعيد في حال فرضه رئيس تحد، لذلك ينكب بالتعاون والتنسيق مع الفرنسيين لتسويقه مرشح تسوية معولا على ان يخدم الاتفاق الايراني- السعودي هذا التوجه، وان تطلب ذلك، بحسب المصادر "المزيد من الوقت لاقناع الرياض بتسوية للملف اللبناني يقودها رئيس "المردة"، ولتليين الموقف الاميركي واسقاط الno التي ترفعها واشنطن امام حل الازمات سواء في لبنان او اليمن او اوكرانيا وكل الملفات العالقة، لحد بات يصح ببايدن توصيف Mr.No!"

 

لماذا تدعم فرنسا سليمان فرنجيّة للرئاسة؟

خالد البوّاب/أساس ميديا/الخميس 23 آذار 2023

ليس من جواب سياسي عن سبب تمسّك فرنسا بخيار سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية اللبنانية. وأشدّ ما يحرج الدول أن تتّخذ قراراتها في السياسة الخارجية بناء على منظور ضيّق، يرتبط بشخص أو بمشروع. فهذا يحيلها إلى شركة طامحة إلى الاستثمار، بدل أن تكون دولة تصنع سياسات وتحوّلات.

في مقابل غياب الجواب عن غاية باريس السياسية في ترئيس فرنجية على لبنان، يحضر جواب آخر: "المركنتيلية" (أو الزبائنية بلغتنا) التي تشير إلى أنّ فرنسا مرتبطة باستثمارات وحسابات تجارية في لبنان، وانطلاقاً منه تمتدّ إلى سوريا مستقبلاً، وتودّ إرضاء إيران طمعاً بالاستثمار في أسواقها.

النفط والفرنكوفونيّة والفشل

الجواب التجاري الأوضح يقضي البحث عن دور يقوم به رجال أعمال، بينهم رجل الأعمال المعروف جيلبير الشاغوري. فهو يعرض على الفرنسيين، ولا سيما شركة توتال، خدمات في لبنان وخارجه. وهذا مقابل تحقيق ابن مزيارة المقرّب من سليمان فرنجية أهدافاً سياسية. فالشاغوري اجتمع 3 مرّات بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في المدّة الأخيرة. وفي إحداها زار ماكرون الشاغوري في منزله. وهو الصديق الحميم للرئيس النيجيري المنتخب حديثاً أحمد تينوبو. لذا يُعتبر مدخلاً فرنسياً لشركة توتال إلى نيجيريا من خلال الإتاحة لها تنفيذ مشاريع استثمارية هائلة. ويُحكى عن أنّ الشاغوري يبدي استعداده لتحمّل أعباء وتكاليف أنشطة شركة توتال في عملية التنقيب عن النفط والغاز في لبنان. لم يعد لدى باريس سوى خيار واحد: أن يلجأ الرئيس الفرنسي إلى الطلب مباشرة من وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أن يرضيه بالانتخابات الرئاسية في لبنان والموافقة على سليمان فرنجية

وفق منظور اقتصادي أوسع، تبدو الاستثمارات في لبنان ضعيفة نسبياً لدولة مثل فرنسا. لكنّ هناك بعداً أساسياً رمزياً لعلاقة فرنسا بلبنان:

- الحفاظ على وجودها في مرفأي بيروت وطرابلس صاحبَيْ الامتداد السوري.

- رغبتها في الحفاظ على لبنان الفرنكوفوني على الرغم من ضعفه في هذا المجال.

كلّ هذا يدفع باريس إلى السعي لتحقيق نجاح ولو بسيطاً وتفصيلياً في السياسة: القول إنّها حقّقت انتخاب رئيس جمهورية، هي طرحته وتبنّته ونسّقت مع الثنائي الشيعي حول توقيت ترشيحه، وتمسّكت به في تفاوضها مع السعودية. لكنّها مجدّداً اصطدمت بالجدار. وهذا ليس الاصطدام الأوّل من نوعه.

في السابق، انحدرت المبادرة الفرنسية من ورقة إصلاحية شاملة في السياسة والاقتصاد إلى الغرق في دوّامة "المداورة" في الوزارات والتخلّي عنها لصالح الضغط على سعد الحريري لإبقاء وزارة المال لدى الطائفة الشيعية، ثمّ جاء الضغط الفرنسي لأجل تمرير حكومة نجيب ميقاتي. فكانت النتائج كارثية ومخيّبة. مشكلة فرنسا - ماكرون تتمثّل في أنّها تصرّ على تكرار الخطأ أو الفشل. وفق منظور اقتصادي أوسع، تبدو الاستثمارات في لبنان ضعيفة نسبياً لدولة مثل فرنسا. لكنّ هناك بعداً أساسياً رمزياً لعلاقة فرنسا بلبنان

تصلّب السعوديّة

لم يعد لدى باريس سوى خيار واحد: أن يلجأ الرئيس الفرنسي إلى الطلب مباشرة من وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أن يرضيه بالانتخابات الرئاسية في لبنان والموافقة على سليمان فرنجية.

ترجّح مصادر متابعة أن يتقدّم ماكرون بهذا الطلب المباشر، على غرار محاولات كثيرة قام بها سابقاً:

- توفير دعم سعودي لسعد الحريري لتشكيل حكومته ولم يوفّق.

- بذل جهود مضنية لتوفير الدعم السعودي لحكومة حسان دياب، لكنّه لم ينجح.

- محاولة ماكرون الاستفادة من لقائه مع الأمير محمد بن سلمان لإجراء اتصال بين الأخير ونجيب ميقاتي. وفيما بعد سعى إلى أن تستقبله الرياض. لكن لم يخرج عن سياق اللقاءات ولم يؤدِّ إلى أيّ تغيير في الجوهر السياسي. والعارفون يؤكّدون أنّ ذاك الاستقبال كان سلبياً على ميقاتي أكثر من ذي قبل.

وسط كلّ هذه التفاصيل، يبرز سؤال أساسي عن حقيقة الموقف الأميركي:

- البعض يعتبر أنّ واشنطن غير مهتمّة بمن يأتي رئيساً.

- هناك من يشير إلى أنّ واشنطن تتوافق مع الرياض على مواصفات الرئيس على نحو كامل.

- فريق ثالث يعتبر أنّ واشنطن قد تجد طريقة للردّ على الاتفاق السعودي - الإيراني في ساحات مختلفة، ومن بينها لبنان. وهذا قد يكون بمنح الغطاء لفرنسا للمضيّ قدماً في خيار فرنجية وحزب الله. وفي هذا السياق ثمّة من يقول إنّ هذا المسار لن ينفع. فهو ما عملت عليه باريس وواشنطن مع حكومة حسان دياب بتوفيرهما له الغطاء الكامل والشامل في البداية. وهذا ما تكرّر في المبادرة الفرنسية لدى طرحها، فلم توافق عليها السعودية ووجّهت لها واشنطن ضربة قاصمة من خلال خطوة فرض العقوبات.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

إسرائيل تستهدف مطار حلب..للمرة الثانية هذا الشهر

المدن/الأربعاء 22 آذار/2023

قالت وزارة دفاع النظام السوري الأربعاء، إن "عدواناً إسرائيلياً" استهدف مطار حلب الدولي شمالي سوريا وألحق "بعض الأضرار المادية". وقالت الوزارة في بيان إن اسرائيل أطلقت "عدة صواريخ من اتجاه البحر المتوسط غرب اللاذقية مستهدفة محيط مطار حلب الدولي مما تسبب في أضرار مادية للمطار"، مضيفة أن الهجوم وقع في الساعة 3:55 فجراً بالتوقيت المحلي، ولم يتضح على الفور ما إذا كانت هناك إصابات في المطار. وكانت وسائل إعلامية سورية معارضة، قد قالت في وقت سابق إن القصف استهدف أيضاً محيط مطار النيرب العسكري، وهما في الأصل مطار واحد يقع على بعد قرابة 10 كيلومترات شرق حلب. وبحسب ما قالت فإن القصف الذي طاول مطار حلب أدى إلى وقوع انفجارات سمع دويّها في أنحاء المدينة. وهذه هي المرة هي الثانية التي تستهدف فيها إسرائيل المطار في شهر آذار/مارس، إذ أطلقت صواريخ إسرائيلية من البحر الأبيض المتوسط تجاه المطار في السابع من الشهر الحالي، ما أدى لإخراجه من الخدمة. كما كان المطار قد تعرض إلى قصف إسرائيلي في أيلول/سبتمبر، أخرجه من الخدمة أيضاً. وكثفت إسرائيل عام 2022 ضرباتها الجوية المتكررة ضد مواقع مختلفة في سورية، تزعم إسرائيل أنها تستهدف تعطيل استخدام طهران لخطوط الإمداد الجوية لإيصال الأسلحة إلى حلفاء في سورية ولبنان، أدت إلى مقتل عدد من المدنيين والعسكريين السوريين. يشار إلى أن المساعدات التي تصل للنظام السوري منذ الزلزال المدمر مطلع شباط/ فبراير، تأتي نسبة كبيرة منها إلى مطار حلب الدولي، لقربه من مناطق الزلزال. ويذكر أن النظام السوري أعاد تشغيل مطار حلب عام 2016، بعد إغلاقه لسنوات بسبب الحرب التي اندلعت بعد الثورة السورية عام 2011.

 

ضربة إسرائيلية تُخرج مطار حلب عن الخدمة

دمشق: «الشرق الأوسط»/22 آذار/2023

قالت وزارة الدفاع السورية، في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأربعاء، إن غارة جوية إسرائيلية استهدفت مطار حلب الدولي «ما أدى إلى وقوع بعض الأضرار المادية في المطار». وأضافت الوزارة في بيان على «فيسبوك»: «نفذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً بعدد من الصواريخ من اتجاه البحر المتوسط غرب اللاذقية، نحو الساعة 3:55 من فجر اليوم». وذكر التلفزيون الرسمي السوري في وقت لاحق أن الضربة الإسرائيلية أدت إلى خروج مطار حلب عن الخدمة جراء الأضرار التي وقعت به. من جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «طائرات إسرائيلية استهدفت حرم مطار حلب الدولي ومستودع أسلحة تابع للميليشيات الإيرانية في محيط المطار ما أدى لتدميره بالكامل». وتحدث المرصد عن «خروج المطار عن الخدمة بشكل مؤقت» جراء الهجوم، دون ورود معلومات عن إصابات بشرية. واستقبل مطار حلب الدولي منذ الزلزال الذي ضرب البلاد في السادس من فبراير (شباط) 82 طائرة مساعدة إغاثية وفق وزارة النقل. وتشن إسرائيل منذ سنوات هجمات على ما تصفها بأهداف مرتبطة بإيران في سوريا؛ حيث تنامى نفوذ طهران منذ أن شرعت في دعم الرئيس بشار الأسد، في الحرب الأهلية التي بدأت عام 2011. وهذا ثالث هجوم على مطار حلب خلال 6 أشهر. وفي 12 مارس (آذار)، قُتل ثلاثة أشخاص جراء قصف شنته إسرائيل على مواقع عدة في وسط سوريا وغربها، وفق المرصد. ونادراً ما تؤكّد إسرائيل تنفيذ ضربات في سوريا، لكنّها تكرّر أنّها ستواصل تصدّيها لما تصفها بمحاولات إيران لترسيخ وجودها العسكري في سوريا. وتشهد سوريا نزاعا داميا منذ 2011 تسبّب بمقتل حوالى نصف مليون شخص وألحق دمارا هائلا بالبنى التحتيّة وأدّى إلى تهجير ملايين السكّان داخل البلاد وخارجها.

 

واشنطن توسع عقوباتها على شبكة دعم المسيّرات الإيرانية

وزارة الخزانة «تصنّف» 4 كيانات و3 أفراد... بعضهم في تركيا

واشنطن: علي بردى/22 آذار/2023

أعلن «مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (أوفاك)» في وزارة الخزانة الأميركية أنه فرض عقوبات جديدة، بالتنسيق مع «مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)»، على 4 كيانات و3 أفراد في إيران وتركيا، لمشاركتهم في شراء معدات؛ منها محركات أوروبية الأصل، لدعم برامج الطائرات المسيّرة والأسلحة الإيرانية. وتفيد وزارة الخزانة الأميركية بأن شبكة المشتريات هذه تعمل نيابة عن وزارة الدفاع الإيرانية ولوجيستيات القوات المسلحة الإيرانية، التي تشرف على كثير من الشركات المشاركة في تطوير الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية. وقال وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، بريان نيلسون، إن «تقديم إيران؛ الموثق جيداً، الطائرات المسيّرة والأسلحة التقليدية إلى وكلائها يواصل تقويض الأمن الإقليمي والاستقرار العالمي»، مضيفاً أن بلاده «ستواصل فضح شبكات المشتريات الأجنبية في أي ولاية قضائية تدعم المجمع الصناعي العسكري الإيراني». يأتي هذا الإجراء أمس بعد العقوبات التي فرضت في 9 مارس (آذار) ضد شبكة مقرها الصين فيما يتعلق بجهود شراء الطائرات المسيرة الإيرانية، بالإضافة إلى كثير من الإجراءات السابقة. وتشمل العقوبات الجديدة «مركز أبحاث العلوم والتكنولوجيا الدفاعية» التابع للوجيستيات القوات المسلحة الإيرانية، ومديره التجاري أمان الله بيدار، وشركة «فرازان للهندسة الصناعية» التي استخدمت للحصول على معدات دفاعية لمركز الأبحاث هذا. وكذلك تضم العقوبات مراد بوكي بصفته وكيل مشتريات يدعم بيدار. وأوضحت وزارة الخزانة الأميركية أن بوكي استخدم شركته «النائمة» «أوزون سبور في هوبي أورونليري» لتسهيل شراء مجموعة متنوعة من السلع ذات التطبيقات الدفاعية؛ بما فيها أجهزة الكشف الكيميائية والبيولوجية. وأضافت أن بوكي حاول أيضاً تزويد كل من بيدار و«فرازان» محركات أوروبية الأصل للطائرات المسيرة وتطبيقات لصواريخ «أرض - جو»، وباع بشكل منفصل أكثر من 100 محرك. كما تشمل العقوبات «شركة أصغر محمودي» و«سيلين تكنيك» بسبب تسهيل توريد العناصر؛ بما في ذلك الإلكترونيات البحرية، إلى بيدار و«مركز الأبحاث الدفاعي الإيراني».

 

إيران مهتمة بتطوير تعاون نووي «سلمي» مع روسيا

طهران تعتمد على «كميات ضخمة» من مبادلات النفط والغاز مع موسكو

لندن: «الشرق الأوسط»/22 آذار/2023

عبّر وزير الاقتصاد الإيراني إحسان خاندوزي عن استعداد طهران لتوسيع تعاونها مع روسيا في قطاع الطاقة، بما في ذلك الطاقة النووية «السلمية»، وفقاً لوكالة «رويترز». وقال في مقابلة مع وكالة الإعلام الروسية «آفاق التعاون في مجال الطاقة الجديدة ومصادر الطاقة المتجددة، وكذلك في أنواع أخرى من الطاقة، بما في ذلك الطاقة النووية السلمية، تثير بالتأكيد اهتماما ودافعا كبيرا لتوسيع العلاقات الاقتصادية مع روسيا». وتتعاون إيران وروسيا لبناء محطة بوشهر النووية الإيرانية. وبدأت روسيا شحن الوقود النووي لبوشهر في أواخر 2007، وهي خطوة قالت كل من واشنطن وموسكو إنها أزالت أي حاجة لإيران أن يكون لديها برنامج تخصيب اليورانيوم خاص بها. كما وقال خاندوزي  إن طهران تعتمد على «كميات ضخمة» من مبادلات النفط والغاز من روسيا هذا العام. ونقل عن خاندوزي قوله في تصريحات نُشرت اليوم (الثلاثاء) «هذا العام سيشهد كميات ضخمة من إمدادات التبادل. نحن سعداء للغاية لأن طهران وموسكو بدأتا التعاون في مسألة تبادل إمدادات النفط والغاز». ولم ترد تفاصيل عن حجم النفط والغاز الذي تتوقعه إيران. وقالت روسيا في أكتوبر (تشرين الأول) إن صفقة التبادل مع إيران قد تشمل مبدئيا خمسة ملايين طن من النفط وعشرة مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا.

 

خامنئي يلوم الغرب في الاحتجاجات ويرفض تغيير الدستور ودعا في خطاب رأس السنة إلى «كبح التضخم» وأشاد بتقدم العلاقات مع دول آسيوية ونفى أي تدخل بحرب أوكرانيا

لندن - طهران: «الشرق الأوسط»/22 آذار/2023

ألقى المرشد الإيراني علي خامنئي في خطابه السنوي، باللوم على الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين، متهماً إياهم بالوقوف وراء الاحتجاجات الشعبية التي هزّت البلاد على مدى أشهر، وأغلق في الوقت نفسه، دعوات التغيير في الداخل، مشدداً على أن الاقتصاد أهم القضايا التي تواجه البلاد. ورفض أن تكون طهران طرفاً في الحرب الأوكرانية، وإذ رحّب بتنمية العلاقات الدبلوماسية آسيوياً، ترك الباب مفتوحاً أمام العلاقات مع الأوروبيين، شرط أن يتجنبوا «التبعية العمياء» لسياسة الولايات المتحدة. وبعد ثلاث سنوات من تفشي جائحة كورونا، كان هذا أول خطاب يلقيه خامنئي بمناسبة النوروز أمام حشد من أنصاره، خارج مقره في طهران، حيث توجه إلى ضريح الإمام الثامن لدى الشيعة، مدينة مشهد مركز محافظة خراسان شمال غربي البلاد. وهي المدينة التي ينحدر منها خامنئي، وكذلك الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ورئيس البرلمان محمد باقر قاليباف. ودفع خامنئي بروايته عن الاحتجاجات التي عصفت بأنحاء البلاد بعد وفاة الشابة الكردية مهسا أميني، في سبتمبر (أيلول) الماضي. وانتقد خامنئي الولايات المتحدة، متهماً إياها بإثارة الحركة الاحتجاجية. قال خامنئي: إن «الرأي العام يجب أن يكون على دراية بالقضايا الأساسية للبلاد والمشاركة فيها»، وأضاف «إذا لم يرحب الرأي العام بفكرة ما، فإنها لن تتحقق عملياً». ونوّه صاحب كلمة الفصل في البلاد في خطابه الذي بثه التلفزيون الإيراني، بأن «التطور والانتقال الذي يريده الأعداء هو النقطة المقابلة للنقطة التي نعتقد بها»، متهماً هؤلاء بالسعي لتغيير «هوية إيران الإسلامية عندما يتحدثون عن الانتقال في الهيكل والثورة». وقال «غايتهم حذف جميع الأشياء التي تذكر الناس بهويتهم» وقال، إنهم «يعارضون ذكرى المرشد الإيراني الأول (الخميني) وولاية الفقيه (...)». ونقلت وكالات رسمية إيرانية عن خامنئي قوله «غاية العدو هي تغيير الحكومة القائمة على السيادة الشعبية الدينية، إلى حكومة موالية لهم، على ما يبدو في شكل ديمقراطية غربية وهمية». وقال أيضاً: إن «من يتحدث في الداخل عن تغيير الدستور يكرر ما يقوله الأعداء». وكان خامنئي يشير ضمناً إلى دعوات الاستفتاء التي طرحها الزعيم الإصلاحي ميرحسين موسوي، وأبرز رجل دين سني في إيران، وإمام جمعة زاهدان، عبد الحميد إسماعيل زهي. وقال خامنئي في نبرة تحذير «إذا لم نكن يقظين، من الممكن أن نضر نقاط قوتنا باسم التغيير». وألقى باللوم على من سماهم «الحريصين على النظام والمحبين للثورة لأنهم لا يتوخون الحذر بعض الأوقات من أجل القيام بحركة إيجابية ويضرون بذلك نقاط القوة».

مؤامرة دولية

كما اتهم «الأعداء» بشنّ حرب هجينة والسعي وراء حرب داخلية. وتحدث عن «خطط معقدة للأعداء» وقال «الشعب الإيراني وقف بوجه الانقلاب والعقوبات والحرب الإعلامية والمؤامرات الأمنية». وأضاف «الحرب والرهاب من إيران التي أطلقوها كانت غير مسبوقة». وأضاف «في أعمال الشغب الأخيرة، الكل دخل المشهد، رئيس بلد مثل الولايات المتحدة دخل أيضاً». وقال «الجمهورية الإسلامية أظهرت أنها قوية وليست ضعيفة، في هكذا أعمال شغب ومؤامرة عالمية تفوقت وأظهرت للعالم أنها قوية». كما أوصى خامنئي بتجنب الشجار بسبب خلافات صغيرة. وقال «بعض المرات التسامح والتغاضي مطلوب... من الممكن أن يختلف شخصان حول قضية سياسية؛ ما يؤدي إلى اختلافات وازدواجية (قطبية) في المجتمع». ودعا المسؤولين وأصحاب المنابر إلى خلق التفاؤل، وقال «الأعداء يسعون لإحباط الشباب، القضايا التي تدعو للتفاؤل ليست قليلة، على الجميع أن يخلق التفاؤل»، وأضاف «خلق التفاؤل، لا يعني أننا نخدع أنفسنا». وقال «نواجه أوضاعاً مختلفة في المنطقة، عن عدوتنا اللدود أميركا، سياستنا واضحة، لكن الأميركيين حائرون ماذا يفعلون». وقال خامنئي: إن «الأميركيين كانوا يقولون إنهم يمارسون ضغطاً اقتصادياً غير مسبوق على إيران، رغم كل أكاذيبهم فإن ما يقولونه هنا صائب». وأشار خامنئي ضمناً إلى التطورات الأخيرة في السياسة الخارجية الإيرانية. وقال «ضغط (الأوروبيون والأميركيون) لعزل إيران وقطع العلاقات معها، لكن ما حدث فعلياً خلاف ذلك». وأقرّ خامنئي بتراجع العلاقات بين إيران والدول الأوروبية، لكنه قال «علاقاتنا مع جزء مهم من الدول الآسيوية زادت بنسبة 100 في المائة، وسنواصل هذا المسار». وقال خامنئي في هذا الصدد «لم ننعزل إنما على خلاف ذلك، أصبحنا مطروحين» وقال «إقامة علاقات قوية مع أفريقيا وأميركا اللاتينية ضمن خططنا، وسنتابعها». ومع ذلك، قال «لسنا في قطيعة مع الدول الأوروبية، مستعدون لإقامة علاقات مع أي دولة تتجنب التبعية العمياء لسياسات أميركا». ونفى خامنئي تدخل بلاده في حرب روسيا على أوكرانيا. وقال «نعلن بوضوح أننا ندعم جبهة المقاومة، لكننا نرفض بشدة المشاركة في الحرب في أوكرانيا ونرفضها». وتابع «إن الأسلحة من صنع أميركا، وحتى الآن هي المستفيد الوحيد من الحرب». وعلى حد تعبير خامنئي، فإن الشعب الأوكراني «في ورطة بينما تستفيد مصانع الأسلحة الأميركية».

الاقتصاد أهم القضايا

وتطرق خامنئي في كلمته إلى الوضع الاقتصادي في البلاد، حيث قال: إن ارتباط اقتصاد إيران بالدولار الأميركي من أهم المشاكل التي تواجهها البلاد، وإن على حكومة بلاده استخدام العملة المحلية في التصدير والاستيراد. وأضاف «على الحكومة الحالية أن تراقب بدقة، وتسلّم الإدارة الاقتصادية للشعب... الشركات الحكومية يجب ألا تنافس القطاع الخاص». وتابع «من المعيب أن يكون اعتمادنا على تصدير النفط الخام... يجب أن نهتم بالنشاطات غير الاقتصادية؛ وهناك توجه نحو زيادة الصادرات غير النفطية». وكان التلفزيون الإيراني قد بث في وقت مبكر الثلاثاء، خطاباً مسجلاً لخامنئي بمناسبة حلول رأس السنة الفارسية أو عيد النوروز. وألقت الأزمة الاقتصادية مرة أخرى بظلالها على خطاب خامنئي، الذي أطلق مرة أخرى شعاراً اقتصادياً على العام، في سياق السياسة التي اتبعها السنوات الأخيرة؛ بهدف وضع إطار عام لأجهزة الدولة، خصوصاً الحكومة خلال العام الجديد. وأخفقت شعارات الأعوام السابقة في تحسين الوضع الاقتصادي في ظل تراجع المبيعات النفطية جراء العقوبات الأميركية. وهيمنت الشعارات الاقتصادية على كل خطابات خامنئي في عيد النوروز منذ فرض الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على إيران، حتى قبل التوصل للاتفاق النووي لعام 2015. وقال خامنئي: إن «الاقتصاد كان أهم قضية» في البلاد، لافتاً إلى قضايا سلبية وإيجابية فيما يخص الوضع الاقتصادي. عن الجوانب السلبية، أشار خامنئي إلى التضخم وغلاء المعيشة، خصوصاً في أسعار السلع الغذائية والمستلزمات الأساسية للعيش. وقال «هو أمرٌ مرير حقاً... عندما ترتفع أسعار الأطعمة والمواد الأساسية للعيش، يكون الثقل الأكبر على كاهل الطبقات الأشد فقراً في المجتمع».

 

واشنطن تفرض عقوبات جديدة على برامج مسيّرات وأسلحة إيران

واشنطن، طهران، عواصم – وكالات/22 آذار/2023

 فرضت الولايات المتحدة الأميركية عقوبات جديدة على العديد من الشركات والأفراد، لدعم شراء إيران مواد من أجل برامج الأسلحة الخاصة بها، حيث استهدفت العقوبات الجديدة التي تم الإعلان عنها ليل أول من أمس، أربع شركات وثلاثة أفراد في إيران وتركيا. وقال بيان لوزارة الخزانة الأميركية إن المعدات التي يتم الحصول عليها تشمل محركات أوروبية المنشأ للطائرات بدون طيار لدعم برامج الطائرات بدون طيار والأسلحة الإيرانية، فيما أكد نائب وزير الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية بريان نيلسون أن نشر إيران الموثق جيدا للطائرات بدون طيار والأسلحة التقليدية إلى وكلائها، لا يزال يقوض الأمن الإقليمي والاستقرار العالمي، موضحا أنه نتيجة للعقوبات، سيتم تجميد أي أصول في الولايات المتحدة خاصة بالشركات والأشخاص الذين استهدفتهم العقوبات، كما سيتم منع المواطنين الأميركيين من القيام بأي أعمال تجارية معهم. من جانبه، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن الطائرات المسيرة الإيرانية تزعزع استقرار الشرق الأوسط، مشيرا في تغريدة عبر حسابه على “تويتر” إلى العقوبات التي طالت ثلاثة أفراد وأربع شركات مقرهم في إيران وتركيا. في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد أن التحول في العلاقات بين إيران والسعودية، تطور إيجابي يصبّ في مصلحة المنطقة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا”، حيث قالت الوكالة أن وزير خارجية الإمارات أجرى اتصالا مع نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان، تناول آخر مستجدات العلاقات الثنائية وبعض القضايا على الساحتين الإقليمية والدولية، ناقلة عن الشيخ عبد الله بن زايد القول إنه يأمل في أن تتحسن العلاقات بين سورية والإمارات إلى المستوى المنشود، بما يخدم إرساء الاستقرار والأمن في المنطقة ومصالح الدول الإسلامية. وقالت الوكالة إن عبداللهيان أشار خلال الاتصال إلى الاتفاق الأخير بين إيران والسعودية، واصفا إياه بأنه يندرج في سياق تعزيز التعاون والتقارب بين دول المنطقة، كما أعرب عن ارتياحه لتعزيز العلاقات بين سورية والإمارات، بحسب الوكالة الإيرانية.

 

الأوروبي” يعاقب إماماً وثلاثة قضاة في إيران لانتهاكهم حقوق الإنسان

الآلاف طالبوا في بروكسل بتصنيف "الحرس" إرهابياً... والأمم المتحدة: طهران أعدمت 140 هذا العام

بروكسل، طهران، عواصم – وكالات/22 آذار/2023

 فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات ضد إمام ورجل دين وثلاثة قضاة في إيران، متهما إياهم بانتهاك حقوق الإنسان، وذلك وفقا لعقوبات جديدة نشرت أول من أمس، حيث قرر مجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الاوروبي فرض عقوبات جديدة على ثمانية أشخاص وكيان واحد، لارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الانسان في إيران. وذكر المجلس في بيان أنه يستهدف بالقرار أعضاء السلطة القضائية المسؤولين عن إصدار أحكام الاعدام في محاكمات جائرة وتعذيب المدانين، مضيفا أنه يستهدف أيضا رجال الدين المحافظين الذين يقوضون حرية الفتيات والنساء أو ينشرون الكراهية ضد المرأة. وأشار إلى أن العقوبات شملت أيضا عبدالحسين خسرو بناه، وهو رجل دين كان رئيسا وأمينا للمجلس الأعلى للثورة الثقافية منذ يناير الماضي، وإمام الجمعة في مشهد أحمد علم الهدى، وعضو البرلمان الإيراني أحمد رستينة، والناطق باسم قيادة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر حجة الإسلام علي خان محمدي. كما شملت العقوبات رئيس الشؤون الثقافية وتطور السياسات في إذاعة ايران وحيد جليلي، إضافة إلى كيان واحد وهو المجلس الاعلى للثورة الثقافية، حيث أوضح البيان ان العقوبات تشمل تجميد الاصول وحظر السفر الى الاتحاد الاوروبي وحظر إتاحة الأموال او الموارد الاقتصادية لأولئك المدرجة أسماؤهم في القائمة. من جانبهم، وبالتزامن مع اجتماع الاتحاد الأوروبي، نظم آلاف الإيرانيين مسيرة كبيرة وتظاهرة في بروكسل للمطالبة بتصنيف “الحرس الثوري” منظمة إرهابية، كما حضوا الاتحاد الأوروبي على تبني سياسة حاسمة ضد إرهاب نظام الملالي وابتزازه واحتجازه الرهائن. وحمل شبان إيرانيون صورا لأطفال وشبان استشهدوا نتيجة قمع حكومة الملالي للاحتجاجات، فيما أشادت الرئيسة المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة مريم رجوي في رسالة لها عبر الفيديو بالإيرانيين المجتمعين في بروكسل في رأس السنة الجديدة بمشاركة شخصيات أوروبية وأميركية بارزة وأعضاء في البرلمان البلجيكي، حيث سافر عضو الكونغرس الأميركي السابق

باتريك ج.كينيدي، ابن شقيق الرئيس الأميركي الراحل جون كينيدي إلى بروكسل لحضور المسيرة، قائلا “اليوم يجب أن نقف في وجه الفاشية وغرف التعذيب وفرق الموت التابعة لنظام نازي آخ، معتبرا “الحرس الثوري ليس أكثر من جستابو حديث”، مؤكدا أن إيران أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم وأكبر راعي للإرهاب ضد شعبها أيضًا. من جانبه، أكد عضو مجلس الشيوخ البلجيكي مارك ديميسماكر أن النظام في إيران خطر على أمن أوروبا، وأن الملالي يشاركون بنشاط في العدوان الروسي على أوكرانيا، مشددا على أن النظام الإيراني الراعي الأول للإرهاب في العالم ويستخدم سفاراته في أوروبا ومن يسمون بالديبلوماسيين للإرهاب ضد أوروبا وضد خصومه، وخاصة حركة المعارضة الرئيسية ومنظمة مجاهدي خلق، مؤكدا أنه يجب على الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه اتخاذ موقف حازم ضد النظام الإيراني من خلال إدراج “الحرس الثوري” في قائمة الإرهاب، محذرا من أن إظهار أي ضعف سيدفع الملالي ليصبحون أكثر عدوانية. وخلال المؤتمر، قدم فنانون ونشطاء إيرانيون عروضاً مسرحية ومعرضاً كبيراً في الشارع وأقاموا أجواء نوروز تقليدية في موقع التجمع. في غضون ذلك، كشف المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحالة حقوق الإنسان في إيران جاويد رحمان، أن إيران أعدمت حتى الآن 143 شخصا هذا العام، قائلا: إنه “تمت إدانتهم جميعا في محاكمات غير عادلة بالمرة”، مضيفا أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أنه تم في العام الماضي تنفيذ 500 حكم بالإعدام. وأشار رحمان إلى أنه يمكن اعتبار الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ارتكبتها إيران، منذ وفاة الفتاة الإيرانية مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق والتي فجر موتها انتفاضة واسعة، ومن بينها القتل والتعذيب والاغتصاب، جرائم ضد الإنسانية.

 

دول الخليج تأمل حل الخلافات مع إيران وإنهاء النزاعات الإقليمية

الاجتماع الـ155 لوزراء خارجية "التعاون" شدّد على العمل المشترك وتعزيز العلاقات الستراتيجية مع العالم

الرياض، عواصم – وكالات/22 آذار/2023

أكد الاجتماع الـ155 لوزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي أمس، مواصلة العمل الخليجي المشترك وحل الخلافات مع إيران بالطرق السلمية. وشدد الوزراء في البيان الختامي للاجتماع الذي عقد في العاصمة السعودية “الرياض” برئاسة وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، على ضرورة تنفيذ رؤية العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، بشأن خطة تعزيز العمل الخليجي المشترك التي تم إقرارها في 2015. ورحب المجلس باتفاق عودة العلاقات بين السعودية وإيران، وأعرب عن أمله في أن يكون خطوة على طريق حل الخلافات وإنهاء النزاعات الإقليمية عبر الحوار. وثمن المجلس جهود سلطنة عمان والعراق لتسهيل الحوار بين الرياض وطهران واستضافتهما العديد من جولات التفاوض، وأكد ضرورة التزام إيران بوقف تخصيب اليورانيوم أكثر من الدرجة اللازمة للاستخدام السلمي للطاقة النووية، والتزامها بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية فيما يتعلق ببرنامجها النووي، لافتاً إلى استعداد دول الخليج للتعاون الكامل في هذا الملف.

وجدد الوزراء التأكيد على رفض مواصلة استمرار احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث، طنب الكبرى والصغرى وأبوموسى، وتمسكهم بسيادة الإمارات عليها، وأدان المجلس تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة ضد الشعب الفلسطيني، بما فيها الجرائم التي ارتكبت مؤخراً في مدينة ومخيم جنين، وفي منطقة نابلس خاصة في بلدات حوارة وبورين وعصيرة القبلية وغيرها. كما أكد المجلس الوزاري دعمه الكامل لمجلس القيادة الرئاسي والكيانات المساندة له في تحقيق الأمن والاستقرار في اليمن، ودعا الحوثيين للاستجابة إلى الدعوة التي وجهها مجلس القيادة الرئاسي للتفاوض تحت إشراف الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي، وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية. كما جدد المجلس موقفه الثابت من وحدة الأراضي السورية واحترام سيادتها ورفض التدخلات الخارجية في شؤونها، وجدد دعمه حل أزمتها سياسياً وفق قرارات الأمم المتحدة، وشارك في الاجتماع وزراء خارجية دول الخليج الست. وكان الأمين العام للمجلس جاسم البديوي قال في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السعودية “واس”، إن الاجتماع سيبحث عدداً من التقارير بشأن متابعة تنفيذ قرارات المجلس الأعلى لمجلس التعاون التي صدرت عن القمة الـ(43) بالرياض”. كما تناولت الاجتماعات المذكرات والتقارير المرفوعة من اللجان الوزارية والفنية والأمانة العامة، والموضوعات ذات الصلة بالحوارات والعلاقات الستراتيجية بين دول الخليج والدول والتكتلات العالمية، وناقش الاجتماع أيضاً آخر التطورات الإقليمية والدولية والمستجدات التي تشهدها المنطقة، حسب البديوي.

 

العراق يُحقق مع 44 وزيراً فاسداً ويتفق مع الإمارات لاسترداد الأموال المُهرَّبة

بغداد، عواصم – وكالات/22 آذار/2023

 كشفت هيئة النزاهة التحادية العراقية أن الأجهزة القضائية تحقق مع 44 وزيرا ومن هم بدرجتهم، و244 من أصحاب الدرجات الخاصة والمدراء العامين في الدولة بشأن قضايا الفساد، واسترداد نحو 32 مليارا و859 مليون دينار عراقي ومبالغ كبيرة بالعملات الأجنبية، فيما أعلنت توقيف رئيس ديوان الوقف السني السابق سعد كمبش، على خلفية اتهامات بارتكاب خروقات مالية والإضرار بالمال العام. وقال رئيس الهئية القاضي حيدر حنون إن الهيئة توصلت إلى تفاهمات مع عدد من الدول العربية والأجنبية، مشيرا إلى انها ستوقع قريبا اتفاقية مع الإمارات بشأن استرداد الأموال المهربة وتسليم المتهمين، مؤكدا أن النزاهة ماضية في كسر هامة الفساد وإحالة المتورطين إلى القضاء بالتعاون مع خبراء المنظمات الدولية والأمم المتحدة. واشار حنون إلى أن الهيئة أحرزت خلال المرحلة الماضية تقدما كبيرا في مكافحة الفساد بالتعاون مع الحكومة العراقية ومجلس القضاء والبرلمان وسنحقق خلال المرحلة المقبلة نجاحات وتغييرات جوهرية في مكافحة الفساد وتقليص مساحته”. متعهدا “للشعب العراقي بمضاعفة الجهود لتكون انجازات 2023 مختلفة وكبيرة”. واضاف، ان الهيئة العليا لمكافحة الفساد حققت انجازات جيدة وحصيلتها 63 قضية، تمت احالة 7 الى الصالات القضائية والباقي جار العمل عليها، اذ تم تشكيل فريق تحقيقي ميداني يعمل مع الجانب الاعلامي واجبه الانتقال الى القضائية في حال طرح ملفات الفساد”. لافتا الى ان “مكافحة الفساد لاتحتاج الى تنظير وانما الى حب العراق وارادة وادوات صالحة وعمل في الميدان”، منوها الى “دور السفير العراقي بالامارات في اعادة الاموال المهربة”. وحول سرقة الامانات الضريبية، أكد حنون ان “التحقيقات في سرقة الامانات الضريبية جارية”، لافتا الى ان “اخر المتهمين هو ضياء الموسوي”. ميدانيا، أعلنت خلية الإعلام الأمني في العراق، القبض على 10 إرهابيين من الخلايا النائمة. وقالت خلية الإعلام، في منشور عبر حسابها بموقع “فيسبوك” اليوم، إن وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية في وزارة الداخلية تمكنت من إلقاء القبض على إرهابيين مطلوبين، مشيرة إلى أن اثنين منهم عملا بما يسمى كتيبة الانتحاريين وهما ضمن الخلايا النائمة وارتدا الأحزمة الناسفة”. ووفق الخلية، فقد عمل ماتبقى من المقبوض عليهم في نصب السيطرات الوهمية وزرع العبوات الناسفة لاستهداف القوات الأمنية والمواطنين في كركوك قبل أيام التحرير، لافتة إلى أن عمليات القبض تمت وفق معلومات استخباراتية ومذكرات قبض أصولية. في سياق آخر دعا ناشطون ومتظاهرون عراقيون إلى الاحتجاج في العاصمة بغداد ومدن في وسط وجنوب البلاد، رفضاً لتمرير البرلمان الجزئي قانون الانتخابات المثير للجدل، والمقرر استكمال التصويت على باقي فقراته السبت المقبل، واصفين القانون بأنه احتيال على الشعب. وقالت اللجنة المركزية للاحتجاجات العراقية، في بيان، أن الخاسرين اتفقوا على تمرير قانون سانت ليغو سيئ الصيتدون مبالاة لكل الدماء والتضحيات ورأي المرجعية. وأضاف البيان أن عودة القانون القديم بالتعديلات الكارثية المطروحة هي إنعاش للفاسدين والمتورطين بالدم والخراب، بعد فشلهم الكبير في الانتخابات الأخيرة، ومصادرة واضحة لإرادة الجماهير واختياراتهم.

 

الإمارات تُهدِّد إسرائيل بوقف الاستثمارات وتدرس خفض التمثيل الديبلوماسي

أبوظبي، عمان، واشنطن، عواصم – وكالات/22 آذار/2023

 فيما تتواصل تداعيات زلزال تصريحات وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش والتي قال فيها إنه لا يوجد شعب فلسطيني، كشفت صحيفة عبرية عن زيارة سيقوم بها وفد إماراتي برئاسة وزير الخارجية الشيخ عبدالله بن زايد إلى إسرائيل للتنديد، وسط أنباء عن اعتزام أبوظبي تقليص تمثيلها الديبلوماسي لدى تل أبيب. وقالت صحيفة “هآرتس” العبرية نقلاً عن مصدر ديبلوماسي إماراتي، إن بن زايد سيزور إسرائيل لمقابلة الرئيس يتسحاق هرتسوغ، للتعبير عن الإدانة الرسمية لتصريحات وزير المالية التحريضية التي أدانتها أبوظبي ودول عربية وغربية، وبحسب الصحيفة لم يتضح ما إذا كان الوفد سيلتقي أيضاً رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أو وزير الخارجية إيلي كوهين. من جانبها، ذكرت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية أن الخارجية الإماراتية طلبت من السفير الإماراتي لدى إسرائيل محمد الخاجة عدم مقابلة أي مسؤول حكومي إسرائيلي، واشارت إلى أن الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد قال للمسؤولين الإسرائيليين: “إلى أن نتأكد من أن نتانياهو لديه حكومة يمكنه السيطرة عليها، فلن نتمكن من العمل بشكل مشترك”. في سياق متصل، هددت الإمارات إسرائيل بوقف الاستثمارات فيها، إن استمر العمل في قانون الاصلاح القضائي الذي يتمسك به نتانياهو للتملص من محاكمته بتهم الفساد، وقالت مصادر عبرية ان المسؤول الإماراتي خلدون المبارك سينقل رسالة للحكومة الإسرائيلية يحذر فيها من قانون الإصلاح القضائي الذي تروج له الحكومة، وسيبلغ نتانياهو أن القانون المقترح سيصعب من مواصلة الإمارات الاستثمار في إسرائيل. وفي عمان، وافق مجلس النواب الأردني على توصية للحكومة بطرد السفير الإسرائيلي، على خلفية تصريحات وتصرفات وزير مالية الاحتلال العنصرية تجاه الأردن وفلسطين، وطالب رئيس المجلس أحمد الصفدي الحكومة بإجراءات فاعلة ومؤثرة تجاه استخدام وزير مالية إسرائيل خريطة مزعومة تضم حدود المملكة والأراضي الفلسطينية المحتلة،على منصة كان يتحدث عليها في باريس، معتبرا ما قام به وزير الاحتلال ينمّ عن غطرسة إسرائيلية لا تحترم المعاهدات والمواثيق الدولية، مطالبا الحكومة بالتحرك لمواجهةا التصرفات الرعناء. وفي ردّه على مداخلات النواب، أكد وزير الإدارة المحلية توفيق كريشان أن هذه المواقف توحِّد الأردنيين، وأن خريطة الأردن لا يرسمها إلا الأردنيون، مشددا على أن الأردن عصيّ على المؤامرات كافة بقيادته الهاشمية. وفي واشنطن، وفي خطوة استثنائية في العلاقات بين البلدين، استدعت الخارجية الأميركية السفير الإسرائيلي لديها مايكل هرتسوغ للاحتجاج على قرار الكنيست الإسرائيلي السماح لمستوطنين العودة إلى أربعة مستوطنات في شمال الضفة الغربية تم إخلاؤها عام 2005. وأوضحت الهيئة العامة للبث الإسرائيلي أن الاستدعاء يأتي لـ”محادثة توبيخ في أعقاب إقرار الكنيست إلغاء قانون الانفصال في شمال الضفة الغربية”، مضيفة ان التوبيخ آلية ديبلوماسية نادرة للغاية في العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة. وبحسب هيئة البث، فقد اجتمع هرتسوغ مع نائبة وزير الخارجية الأميركية ويندي شرمان، التي أعربت عن قلق واشنطن العميق من الخطوة الإسرائيلية التي تجيز بناء مستوطنات شمال الضفة الغربية. من جهتها، استنكرت وزارة الخارجية الفرنسية تصريحات سموتريتش “غير المسؤولة”، وقالت في بيان “ندعو الأشخاص المُعيّنين في مناصب رفيعة في الحكومة الإسرائيلية إلى التحلي بالوقار المطلوب واحترام كرامة الآخرين، والامتناع عن أي أعمال أو تصريحات تسهم في تصعيد التوتر”. وفي الداخل الإسرائيلي، أعرب مسؤولون أمنيون إسرائيليون عن تخوفهم من تأثير أقوال سموتريتش على التعاون الأمني مع مصر والأردن.

 

رئيس الدوما الروسي: تزويد أوكرانيا بقذائف اليورانيوم المنضب قد يفضي إلى مأساة عالمية

وطنية/22 آذار/2023

علق رئيس مجلس الدوما الروسي، فياتشيسلاف فولودين، على تزويد أوكرانيا بقذائف اليورانيوم المنضب بأنه سيجلب مأساة عالمية سوف تؤثر على الدول الأوروبية، كما ذكرت "روسيا اليوم". وقال  عبر قناته الرسمية على تطبيق "تليغرام":  "إن الحرب حتى آخر أوكراني يمكن أن تصبح حربا حتى آخر أوروبي"، في إشارة لما أعلنته بريطانيا بتزويد نظام كييف النازي بذخيرة اليورانيوم المخصب. وتابع: "بالمناسبة، فقد استخدمت واشنطن قذائف مماثلة في يوغوسلافيا والعراق، ما أدى إلى تلوث المنطقة، فضلا عن زيادة حادة في الإصابة بالسرطان بين المواطنين". وأكد فولودين على أن هذا القرار يقود إلى "مأساة عالمية ستؤثر بالدرجة الأولى على الدول الأوروبية". وشدد على أنه إذا ما تم إمداد أوكرانيا بأسلحة ذات مكون نووي، "فلن يكون هناك عودة إلى الوراء"، حيث سيتبع هذا القرار، وفقا له، استخدام "القنبلة القذرة" أو "أسلحة نووية تكتيكية" من قبل نظام كييف. وكانت نائبة وزير الدفاع البريطاني أنابيل غولدي قد تعهدت بنقل ذخيرة اليورانيوم المنضب إلى كييف في بيان نشر على موقع البرلمان البريطاني على شبكة الإنترنت يوم أمس.

 

قمة بوتين وشي... اتفاق على تعميق الشراكة/الرئيسان الروسي والصيني أشادا بتطبيع العلاقات السعودية ـ الإيرانية

موسكو - كييف/الشرق الأوسط/22 آذار/2023

بينما كانت الأنظار متجهةً إلى قمة الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جينبينغ في الكرملين، أمس الثلاثاء، وصلَ رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا إلى كييف للقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في خطوة تشير إلى مخاطر تبلور معسكرين على المستوى الدولي. وأكَّد الرئيس الصيني أمس أنَّه وقّع مع نظيره الروسي اتفاقاً يهدف لإدخال العلاقات بين بلديهما «حقبةً جديدة» من التعاون. وقال شي بحضور بوتين «وقعنا إعلاناً حول تعميق الشراكة الاستراتيجية وعلاقات ثنائية تدخل حقبة جديدة». وأضاف الزعيمان في بيان مشترك أنَّ العلاقات بين بلديهما بلغت أعلى مستوى لها على الإطلاق، لكنَّها ليست موجهة ضد أي دولة أخرى. واتَّفق الرئيسان على تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي حتى عام 2030. وأكَّد بوتين أنَّه تمَّ الاتفاق على شحنات غاز إضافية للصين وأنَّ البلدين يعتزمان توسيعَ خطوط النقل بينهما من خلال بناء الطرق والجسور. وتطرَّق البيان المشترك إلى قضايا دولية، إذ رحَّب الرئيسان الروسي والصيني بالاتفاق على تطبيع العلاقات بين السعودية وإيران. كما قال الرئيس الصيني إنَّ الصين تدعم «تسوية سلمية» للنزاع في أوكرانيا. وأوضح أنَّ الصين التي اقترحت خطة سلام للنزاع في أوكرانيا «تسترشد دائماً بمبادئ الأمم المتحدة (...) وتسعى لتسوية سلمية». وبدوره، قال بوتين إنَّه لا يرى أي «استعداد» لدى أوكرانيا لإيجاد حل للنزاع على أساس الخطة الصينية.

 

غوتيريش دعا إلى استلهام قيم شهر رمضان لإقامة عالم أكثر عدلا

وطنية /22 آذار/2023

 نشرت الأمم المتحدة عبر حسابها على "تويتر" رسالة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ضمنها "أحر تمنياته إلى المسلمين حول العالم بمناسبة حلول شهر رمضان الفضيل". وأكد غوتيريش أن "رمضان شهر للتدبر و التعلم ويمثل وقتا نجتمع فيه بروح من التفاهم والرحمة، تربطنا أواصر إنسانيتنا المشتركة" وشدد  على أن "رسالة الأمم المتحدة تهدف أيضا لتعزيز الحوار ووحدة الصف والسلام". أضاف: "في هذه الأوقات العصيبة، يفيض فؤادي بمشاعر المواساة وبالدعاء لأولئك الذين يقاسون ويلات النزاع والتشرد ويكابدون الآلام. وأضم صوتي إلى كل من يحتفلون بشهر رمضان داعياً إلى السلام والاحترام المتبادل والتضامن". ودعا إلى "الاستلهام بقِيم هذا الشهر المبارك لإقامة عالم أكثر عدلا وإنصافا للجميع". كما أشار الأمين العام أيضا إلى إعلان "الأخوّة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك" - الذي صدر عن قداسة البابا فرنسيس وفضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر – وقال إنه نموذج للتعاطف والتضامن الإنساني. ورأى أن "كل الأديان والأعراف العظيمة تنادي بحتمية التسامح والاحترام والتفاهم. وفي الجوهر، نحن بصدد قيم عالمية: فهذه القيم هي روح ميثاق الأمم المتحدة، وهي في صميم سعينا لإعمال العدل وحقوق الإنسان وإحلال السلام".

 

زيلينسكي زار خط المواجهة قرب باخموت

وطنية/22 آذار/2023

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم، انه زار مواقع عسكرية قرب مدينة باخموت الواقعة على خطّ المواجهة في شرق أوكرانيا، والتي تشهد أطول معركة وأكثرها دموية منذ بداية الغزو الروسي، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية". وكتب زيلينسكي على وسائل التواصل الاجتماعي "منطقة دونيتسك، المواقع الأمامية للجيش الأوكراني في منطقة باخموت". وأضاف "أشعر بالاعتزاز لوجودي هنا لمكافأة أبطالنا. لمصافحتهم وشكرهم على حماية سيادة بلادنا". وفي مقطع فيديو نشره مكتبه، ظهر زيلينسكي خلال لقائه جنودا في مستودع حيث كان يقلّدهم أوسمة

 

ريابكوف: موسكو وواشنطن لا يمكن أن يتعاونا كالمعتاد لانهما بحكم الواقع في حالة صراع مفتوح

وطنية/22 آذار/2023

قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف إن "مواصلة العمل كالمعتاد مع الجانب الأميركي أمر مستحيل، لأن موسكو وواشنطن بحكم الواقع في حالة صراع مفتوح"، بحسب وكالة "تاس".  واضاف خلال مشاركته في لقاء حواري في نادي فالداي الدولي: "الزملاء الأميركيون يمزحون عند الحديث عن "العمل كالمعتاد" لأن هذا لم يعد موجودا بين الولايات المتحدة وروسيا منذ أمد بعيد، نحن لا نستطيع أن نستعيد التعاون كما كان في السابق، لا سيما أننا حاليا وجدنا أنفسنا في حالة صراع مفتوح بحكم الواقع مع الولايات المتحدة". ورد على تصريحات أميركية بأن روسيا لا تملك الحق القانوني في تعليق مشاركتها في اتفاقية الاسلحة الاستراتيجية الهجومية وقال: "إن اتفاقية فيينا الخاصة بالمعاهدات، تعطي الحق لروسيا بأن تقرر تعليق المشاركة في معاهدة الحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية".  وختم: "التعليق من جانبنا يأتي لتأكيد رفضنا البقاء كما كنا.  وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن في وقت سابق أن روسيا تعلق مشاركتها في المعاهدة لكنها لن تنسحب منها"..

 

بوتين: روسيا ستضطر للرد على استخدام أسلحة ذات مكون نووي في الأزمة الأوكرانية

وطنية/22 آذار/2023

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن "روسيا ستضطر للرد إذا بدأ الغرب الجماعي في استخدام أسلحة ذات مكون نووي، في الأزمة الأوكرانية"، بحسب وكالة "نوفوستي".  وقال بوتين بشأن المبادرة البريطانية لتزويد كييف بأسلحة تحتوي على اليورانيوم منضب: "قرر الغرب خوض حرب مع روسيا حتى آخر أوكراني ليس بالكلمات بل بالأفعال".  ووجه هذا التحذير بعد ظهور معلومات عن خطط بريطانية لتزويد أوكرانيا بقذائف تحتوي على اليورانيوم المنضب. وقال بوتين: "علمنا اليوم أن بريطانيا، من خلال نائب رئيس وزارة الدفاع في البلاد، لم تعلن فقط عن إمداد أوكرانيا بالدبابات، ولكن أيضا بقذائف اليورانيوم المنضب. ويبدو أن الغرب قرر حقا محاربة روسيا حتى آخر أوكراني ليس بالقول فقط بل بالأفعال". وفي وقت سابق، قالت نائبة وزير الدفاع البريطاني أنابيل غولدي إن "بريطانيا ستنقل ذخيرة تحتوى على اليورانيوم المنضب إلى أوكرانيا".

 

مبادرة أردنية لـ «حل سياسي» في سوريا وأعلن عنها الصفدي وتتحدث عن دور عربي

عمان/الشرق الأوسط/22 آذار/2023

أعلن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أمس، عن وجود مبادرة أردنية لإيجاد «حل سياسي» للأزمة في سوريا. وأوضح الصفدي، بعد لقائه المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا غير بيدرسن في عمّان، أنَّ المبادرة الأردنية تنطلق من دور عربي مباشر (...) وحوار سياسي لحل الأزمة وتفرعاتها الأمنية والسياسية»، مضيفاً أنَّ الأردن «ينسق مع الأمم المتحدة لإطلاعها على المبادرة وتفاصيلها»، وأنَّ ذلك «يشمل تنسيق جهود تقديم المساعدات الإنسانية اللازمة بعد الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا». وأشار إلى أنَّ اللقاء بحث في المبادرة «من زاوية التنسيق مع الأشقاء العرب، وتفاصيلها، وموعد إطلاقها بهدف التحرك العربي الجاد لحل الأزمة السورية، والتحرك وفق مبدأ خطوة مقابل خطوة». وشدَّد على أنَّ هناك «قناعة راسخة بأنَّ الأزمة في سوريا لا يمكن أن تستمر، وأنَّ الحل السياسي هو مفتاح إنهائها، ونحن كعرب أولى من يتصدّر طاولة الحوار لأنَّ سوريا بلد عربي، وتبعات الأزمة تؤثّر علينا أكثرَ من غيرنا». ووضع بيدرسن، من جهته، الصفدي في صورة الجهود التي يبذُلها للوصول إلى حلٍّ سياسي، مشيداً «بالدور الإنساني الكبير» الذي يقوم به الأردن في تقديم المساعدات إلى سوريا بعد الزلزال الأخير.

  

رئيس الوزراء العراقي في تركيا لبحث قضايا المياه والأمن/إردوغان استقبل السوداني بمراسم رسمية في أنقرة

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/22 آذار/2023

بحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني العلاقات بين بلديهما في مختلف المجالات، والخطوات المشتركة التي من الممكن اتخاذها للتعاون في مكافحة الإرهاب ونشاط حزب العمال الكردستاني، وإعادة إعمار العراق، وتعزيز التعاون في مجالات المياه والتجارة والطاقة. كما تبادل إردوغان والسوداني، الذي وصل إلى أنقرة أمس في زيارة رسمية على رأس وفد عراقي كبير تستغرق يومين وفق ما أعلنت الرئاسة التركية، الآراء حول عدد من الملفات والقضايا الإقليمية والدولية. وأقام إردوغان مراسم استقبال رسمية للسوداني بالقصر الرئاسي في أنقرة، قبل أن يعقدا جلسة مباحثات ثنائية تلتها جلسة موسعة لوفدي البلدين، جرى خلالها مناقشة كثير من الموضوعات الخاصة بالعلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية، وأعقبها توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وبروتوكولات التعاون بين البلدين. وفي إفادة حول زيارته لتركيا، كتب السوداني لصحيفة «صباح» القريبة من الحكومة التركية، عشية لقائه إردوغان أنه سيبحث في أنقرة كيفية التعاون والتنسيق لضمان حصول العراق على احتياجاته من المياه، والتعاون المشترك خصوصاً في الجانب الاستخباري وتبادل المعلومات. ويعاني العراق من انخفاض منسوب مياه نهري دجلة والفرات، وصدرت اتهامات متكررة لتركيا وإيران ببناء سدود تتسبب بخفض مستوى المياه الذي يصل العراق من النهرين. ويعد ملف المياه من الملفات الأكثر تعقيدا في العلاقات العراقية التركية، فقد قلت حصص العراق المائية الواردة من تركيا، بسبب بناء تركيا عددا من السدود على نهري دجلة والفرات، وقطع إيران قرابة 40 رافدا من المياه ما هدد أراضي العراق بالجفاف.

واعتبر السوداني أن زيارته لتركيا تكتسب أهمية خاصة في هذا التوقيت تحديدا مع التطورات الإيجابية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على صعيد تعزيز التعاون بين دوله، وحشد الجهود من أجل تحقيق التكامل الاقتصادي ودفعه قدما، وحل الخلافات استنادا إلى منهجية الحوار المتعقل الذي يغلب المصلحة ويعلي من شأن التعاون بين الجيران بغية تحقيق مصالح الشعوب. وقال إن مباحثاته مع الجانب التركي «تركز على تعزيز العلاقات العراقية التركية في جميع المجالات، وخصوصا المجال الاقتصادي، لا سيما ونحن نتطلع إلى تنفيذ مشروعات اقتصادية في قطاعي الطاقة والنقل، وتحويل العراق إلى مركز للتجارة العالمية بين آسيا وأوروبا من خلال مشروع ميناء الفاو الكبير، وما يرتبط به من مناطق اقتصادية وتجمعات سكنية ونقاط للجذب السياحي».

وأشار إلى أن مشروع ميناء الفاو الكبير سيشمل ممر القناة الجافة التي سيشكلها وجود طريق سريع وخط للسكك الحديدية يمتد إلى الحدود التركية، ما يتيح الوصول إلى ميناء مرسين (جنوب تركيا) وأوروبا عبر إسطنبول، وأن تفاصيل هذه المشروعات ستناقش مع المسؤولين الأتراك في إطار مساع لتعزيز الشراكة الاقتصادية والتجارية مع تركيا، التي وصل ميزان العراق التجاري معها إلى نحو 20 مليار دولار تتمثل في واردات تركية من المنتجات الكيماوية والبذور والحبوب والبقوليات، والمفروشات والأدوية والمستلزمات الطبية، وصادرات عراقية إلى تركيا تتركز في مجال الطاقة.

واحتل ضبط الحدود بين تركيا والعراق جانبا مهما من مباحثات السوداني والوفد المرافق له في أنقرة إلى جانب ملف المياه، الذي عبر السوداني بشأنه عن الامتنان للجانب التركي ومساعيه لزيادة حصص المياه التي انطلقت من خلف السدود للعراق، مشيرا إلى أن المباحثات تستهدف كيفية التعاون والتنسيق لضمان حصول العراق على احتياجاته من المياه شريان الحياة للتنمية والتوسع الزراعي. بدوره، قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، في تصريحات خلال زيارته الحالية لبروكسل، إن ملفي المياه وسنجار، (التي هددت تركيا بشن عملية عسكرية فيها قبل عامين تستهدف حزب العمال الكردستاني)، ضمن أهم ملفات زيارة السوداني لتركيا. وقبيل بدء المباحثات بين إردوغان والسوداني ووفدي البلدين، التقى وزير الدفاع التركي خلوصي أكار نظيره العراقي ثابت محمد سعيد العباسي. وأكد أكار خلال اللقاء، الذي عقد بمقر وزارة الدفاع التركية، أن حزب العمال الكردستاني يشكل تهديدا مشتركا لتركيا والعراق. وشدد أكار على أن تركيا تحترم وحدة أراضي دول الجوار وفي مقدمتها العراق، مؤكدا تصميم القوات التركية على دحر الإرهاب وحماية حدود البلاد، لافتا إلى أهمية التعاون والتنسيق في مكافحة التنظيمات الإرهابية، وضرورة تعزيز التعاون بين الجيشين التركي والعراقي. وتناول الوزيران، خلال اللقاء، عددا من الملفات الإقليمية والدولية وسبل تعزيز التعاون في مجال الصناعات الدفاعية بين البلدين. وشكر أكار الجانب العراقي على المساعدات التي قدمها للمتضررين من الزلزال الذي ضرب تركيا في 6 فبراير (شباط)، بحسب وزارة الدفاع التركية.

ويثير الوجود العسكري التركي في العراق، لا سيما معسكر بعشيقة الذي أسس في ناحية زلكان قرب جبل مقلوب في بعشيقة شمال شرقي الموصل، خلافاً بين البلدين يعلو أحيانا ويخبو أحيانا أخرى. وتنفذ تركيا عمليات عسكرية مستمرة ضد مواقع حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، آخرها عملية «المخلب - القفل» المستمرة منذ أشهر، بعد أن دفع الصراع بين تركيا وحزب العمال الكردستاني لعقد اتفاقية أمنية مع العراق عام 1994، يُسمح بموجبها للقوات التركية بتنفيذ ضربات جوية ضد معاقل الحزب، والتوغل البري لمطاردته إلى عمق 25 كيلومتراً على طول الشريط الحدودي، تم تمديدها عام 2007.

وبرز التعاون العراقي التركي في مجال التدريب وتقديم المساعدات العسكرية وتبادل المعلومات الاستخباراتية، كنتيجة لزيارة رئيس الوزراء العراقي الأسبق، حيدر العبادي لأنقرة أواخر عام 2014، حيث كان الجيش العراقي في مرحلة انهيار بسبب تصاعد نشاط «تنظيم داعش» الإرهابي. واستجابة لطلبه لتدريب قوات البيشمركة التي تقوم بأعمال قتالية على الأرض بدعم جوي من التحالف الدولي، تم تأسيس معسكر «دوبردان» قرب ناحية بعشيقة في مارس (آذار) 2015 لبدء برنامج التدريب التركي للمتطوعين العراقيين. وطالبت الحكومات العراقية اللاحقة تركيا، مرارا، بسحب قواتها خصوصاً المتمركزة في معسكر بعشيقة. وينتشر نحو 20 من القواعد والمقرات العسكرية التركية موزعة على محافظتي أربيل ودهوك، في إقليم كردستان العراق، وتقع أكبر تلك القواعد في بامرني شمال دهوك، وهي قاعدة عسكرية لوجيستية يوجد بها مهبط للطائرات. وتقول تركيا إن هدفها من الوجود العسكري في تلك المناطق هو ردع خطر حزب العمال الكردستاني الذي يشكل خطرا عليها وعلى العراق في الوقت ذاته، وتأمين حدودها وشعبها من هجماته. ووقع العراق وإيران، الأحد، محضرا أمنيا يتضمن التنسيق في حماية الحدود المشتركة بين البلدين، وتوطيد التعاون في مجالات أمنية عدة. وجرى التوقيع على المحضر في بغداد بحضور كل من مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، بحضور رئيس الوزراء العراقي. وسبق أن اقترحت تركيا التوصل إلى آلية ثلاثية للتنسيق مع كل من العراق وإيران لمواجهة الخطر المشترك لحزب العمال الكردستاني على الدول الثلاث.

 

ترحيب أممي ودولي باتفاق تبادل دفعة من الأسرى والمحتجزين في اليمن وترقب لاجتماعات جديدة وتوافق على زيارات أماكن الاحتجاز

عدن: علي ربيع/الشرق الأوسط/22 آذار/2023

وسط ترقب لعقد اجتماعات مقبلة بين مفاوضي الحكومة اليمنية والميليشيات الحوثية بخصوص استكمال ملف الأسرى والمحتجزين، لقي الاتفاق الأخير بين الطرفين في سويسرا (الاثنين) ترحيباً أممياً ودولياً، خاصة مع التوافق على زيارات متبادلة لمراكز الاحتجاز.

وكان ممثلو الشرعية والحوثيين أنجزوا بعد 10 أيام من النقاش في سويسرا، برعاية من الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، اتفاقاً على تبادل إطلاق سراح 887 شخصاً، منهم 181 شخصاً لصالح الحكومة والتحالف الداعم لها، و706 من عناصر الميليشيات الحوثية الذين أسر أغلبهم في جبهات القتال.

وتضمن الاتفاق إطلاق اثنين من المشمولين بقرار مجلس الأمن 2216، وهما وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي، وناصر منصور هادي شقيق الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي، واثنين من أقارب عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح، هما شقيقه محمد ونجله عفاش، إضافة إلى الصحافيين الأربعة المحكوم عليهم حوثياً بالإعدام، و19 من قوات تحالف دعم الشرعية. وقال المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، في بيان، إن الأطراف اتفقوا على خطة تنفيذية للإفراج عن 887 محتجزاً لأسباب مرتبطة بالنزاع من كل جانب. كما اتفق الأطراف على معاودة الاجتماع في منتصف شهر مايو (أيار) لمناقشة المزيد من عمليات الإفراج، والتزموا بتبادل زيارات مشتركة إلى مرافق الاحتجاز التابعة لكل منهم، وتمكين الوصول إلى جميع المحتجزين خلال هذه الزيارات.

وعبر غروندبرغ عن شكره للفريقين لانخراطهما في حوار بنّاء، والتفاوض بحسن نية، وتقديم التنازلات اللازمة للتوصل إلى هذه النتيجة، وحثهم على تيسير التنفيذ العاجل لعملية الإفراج، ومواصلة البناء على ما تم تحقيقه، والاتفاق على المزيد من عمليات الإفراج في المستقبل القريب.

وشجع المبعوث الأطراف اليمنية على اتخاذ مبادرات فردية للإفراج عن المزيد من المحتجزين بشكل مستمر. ووصف ما تم التوصل إليه بأنه «تطور مرحب به، وتقدم إيجابي نحو وفاء الأطراف بالتزاماتهما عملاً باتفاقية ستوكهولم لإطلاق سراح كافة المحتجزين المرتبطين بالنزاع، عملاً بأساس الإفراج عن الكل مقابل الكل». وأضاف: «اليوم، تستطيع مئات العائلات اليمنية أن تتطلع إلى لم شملها مع ذويها. لكن من المهم أن نتذكر أنه عندما التزمت الأطراف باتفاقية تبادل المحتجزين فإنهم قطعوا وعداً، ليس فقط لبعضهم البعض، ولكن لآلاف العائلات اليمنية التي احتملت ألم الفراق عن أحبائها لفترة طالت كثيراً».

وأشار غروندبرغ إلى أنه «لا يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به»، وأنه من الضروري وضع نهاية للنزاع بشكل شامل ومستدام، مؤكداً أنه سيواصل عمله مع الأطراف والدول الأعضاء في المنطقة والمجتمع الدولي لإحراز تقدم نحو عملية سياسية جامعة بقيادة يمنية تضع الأسس لمستقبل أفضل لليمن، بحسب ما جاء في بيانه. من جهتها، أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في بيان، أنه بعد 10 أيام في سويسرا تم الانتهاء من وضع الخطة التنفيذية لإطلاق سراح 887 من المحتجزين اليمنيين لأسباب تتعلق بالنزاع. إلى ذلك رحبت الولايات المتحدة بالاتفاق الجديد، وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي، آدريان واتسون، في بيان، إن هذا الاتفاق، الذي يشمل الإفراج عن 887 أسيراً، يمثل خطوة للبناء على المناخ الإيجابي الذي خلقته الهدنة التي استمرت 11 شهراً. وجددت المتحدثة الأميركية التزام بلادها بالبناء على هذا الإنجاز من أجل التوصل إلى تسوية مستدامة للنزاع في اليمن. وضمن ردود الفعل الدولية، رحب الاتحاد الأوروبي بالاتفاق، وقال إنه يحث الأطراف على ضمان التنفيذ والإفراج عن جميع السجناء، والبناء على هذا الزخم باتجاه السلام. وفيما يرتقب أن تتولى الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر الترتيب لعملية التبادل، رحبت الحكومة اليمنية بالاتفاق الذي سينفذ خلال 3 أسابيع والذي سيتبعه جولات أخرى لاستكمال النقاشات لإطلاق بقية الأسرى والمحتجزين على قاعدة «الكل مقابل الكل». وكان اتفاق سابق في العاصمة الأردنية عمان خلال الجولة السادسة من التفاوض، نص على إطلاق سراح نحو 2200 شخص من الجانبين، غير أن تعنت الحوثيين حال دون تنفيذ الاتفاق دفعة واحدة، وفق ما تقوله الحكومة اليمنية. على صعيد آخر، أفادت المصادر الرسمية اليمنية بأن رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي استقبل في الرياض سفيري الاتحاد الأوروبي جبرائيل فيناليس، ومملكة هولندا بيتر ديرك هوف. ونقلت وكالة «سبأ» أن السفيرين أطلعا العليمي «على نتائج اتصالاتهما مع الحلفاء الإقليميين والشركاء الدوليين، وعلى التدخلات المطلوبة لاستعادة مسار السلام، والتخفيف من المعاناة الإنسانية التي صنعتها الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني».

 

المستقبل السياسي لترمب على المحك وترقب واسع لتوقيفه المحتمل وتوجيه اتهامات له

واشنطن: رنا أبتر/الشرق الأوسط/22 آذار/2023

يحبس الأميركيون أنفاسَهم بانتظار ما ستحمله الأيام المقبلة في حال صدقت توقعات الرئيس السابق دونالد ترمب بأنَّه سيتم توقيفه، على خلفية قضية الممثلة الإباحية ستورمي دانييلز في نيويورك. فتداعيات هذه القضية قد تحدّد معالمَ المرحلة المقبلة في الولايات المتحدة اجتماعياً وسياسياً، في ظل تخوفات من اندلاع أعمال عنف بعد دعوة ترمب مناصريه للتظاهر. وتضع هذه القضية المستقبل السياسي للرئيس السابق على المحك، خصوصاً في ظل إصراره على المضي في حملته الانتخابية. ولا يزال ترمب يتمتَّع بدعم غالبية الجمهوريين، إذ أظهرت استطلاعات الرأي أنَّه يتقدَّم على حاكم ولاية فلوريدا الجمهوري رون ديسنتس بـ15 نقطة. كما أنَّه بدأ بجمع التبرعات لحملته بعد إعلانه عن احتمال توقيفه، على منصته «تروث سوشال». وهو يواجه احتمالَ اتهامه بتزوير بيانات أو خرق قوانين تمويل الحملات الانتخابية، عبر دفع مبلغ مالي (من خلال محاميه السابق) لـ«ستورمي» في الأسابيع التي سبقت انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) 2016. ولا يمنع الدستور الأميركي ترشّح شخص تمت إدانته للرئاسة، بل يضع شروطاً أخرى للترشح، هي أن يكون مولوداً في الولايات المتحدة، ويتخطى 35 من العمر، وأن يكون مقيماً في الولايات المتحدة لفترة 14 عاماً. وكلّها شروط يستوفيها الرئيس السابق.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

«حزب الله» يتسلل إلى إسرائيل (الجزء الأول): خطوة أخرى نحو تغيير قواعد اللعبة

ماثيو ليفيت/معهد واشنطن/22 آذار/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/116832/116832/

على الرغم من أن حادث تسلل عميل إرهابي من لبنان إلى إسرائيل يمثل تصعيداً كبيراً، إلا أنه يُعدّ أيضاً استمراراً لنمط من السلوك قائماً منذ فترة طويلة يهدف إلى إعادة تشكيل التفاهمات غير الرسمية القائمة منذ حرب عام 2006.

في وقت سابق من هذا الشهر، تسلل عميل إرهابي من لبنان إلى إسرائيل باختراقه "الخط الأزرق" الذي رسمته الأمم المتحدة ومتجنباً الدوريات الحدودية وأنظمة الكشف عن بُعد. وبعد أن قطع مسافة ستين كيلومتراً جنوباً باتجاه مفترق "مجيدو"، قام بزرع عبوة ناسفة متطورة من النوع الذي يستخدمه «حزب الله» عادةً، مما أدى إلى إصابة مواطن عربي إسرائيلي بجروح خطيرة عند تفجيرها. ثم استقل سيارة عابرة بينما كانت قوات الأمن تشنّ عملية مطاردة. وعندما أوقفت السلطات السيارة بالقرب من بلدة يعراه الحدودية، خرج السائق منها لكن الإرهابي رفض الإذعان. وحيث كان متسلحاً بحزام ناسف وأسلحة أخرى، سرعان ما قُتل رمياً بالرصاص.

ولم تنشر السلطات الإسرائيلية بعد النتائج التي توصلت إليها بشأن هوية المشتبه فيه، إلا أن الجيش وجهاز مخابرات الـ "شاباك" مقتنعان بأنه كان ينفذ عملية من قبل «حزب الله»، في حين أعلنت جماعة غير معروفة سابقاً تطلق على نفسها اسم "قوات الجليل - الذئاب المنفردة" مسؤوليتها عن الهجوم عبر منصة "تلغرام"، كما نشرت صوراً لمواقع إسرائيلية مختلفة ولمسؤولين إسرائيليين مرفقة بعبارة "الأهداف التالية". ومع ذلك، يبدو أن السلطات تجد في هذا الادعاء دعاية تهدف إلى تحويل الأنظار عن دور «حزب الله». ففي النهاية، هناك القليل الذي يمرّ عبر الحدود دون موافقة الحزب، كما أن نوع الجهاز المستخدم في الهجوم مرتبط بـ «حزب الله» وليس بالجماعات الفلسطينية.

ولعل الأهم من ذلك أن هذه الحادثة هي الأخيرة ضمن سلسلة طويلة من مساعي «حزب الله» المتزايدة لتغيير التفاهمات والخطوط الحمراء التي تحكم صراعه مع إسرائيل. ويركز الجزء الأول من هذا المرصد السياسي على هذه المساعي لإعادة صياغة قواعد اللعبة، بينما سيعمد الجزء الثاني إلى تقييم حسابات إسرائيل وخيارات ردها.

تحريك الأهداف

عندما نشر «حزب الله» الجزء الأكبر من قواته للدفاع عن نظام الأسد خلال الحرب الأهلية في سوريا، كان يسعى لكسب الوقت فيما يتعلق بقتاله ضد إسرائيل. وكان ذلك يعني التركيز على مشاريع طويلة الأجل من شأنها تحسين قدرته على مهاجمة إسرائيل في وقت لاحق، كالاستثمار في أنفاق الهجوم عبر الحدود واستيراد صواريخ دقيقة التوجيه وتطويرها. وأمضى «حزب الله» سنوات طويلة وأنفق مبالغ كبيرة على المشروع الأول، حيث قام ببناء الأنفاق التي كشفتها إسرائيل في كانون الأول/ديسمبر 2018 ودمرتها على مدار الأشهر القليلة التي أعقبت ذلك. ولا يزال المشروع الثاني يشكل اليوم تهديداً، على الرغم من الجهود التي بذلتها إسرائيل لمنع عمليات نقل الصواريخ عبر سوريا والكشف علناً عن منشآت الصواريخ العاملة في المناطق الحضرية المكتظة بالسكان في لبنان.

وفي الآونة الأخيرة، ومع عودة الغالبية العظمى من قوات «حزب الله» إلى لبنان، كان الحزب يطمح إلى استعادة مصداقيته بصفته "المقاومة" - وإن كان ذلك بطريقة تقلل من احتمالية حدوث رد عسكري إسرائيلي واسع النطاق. وفي الفترة التي سبقت حرب عام 2006 أخطأ الأمين العام للحزب حسن نصر الله في تقدير ردّ إسرائيل على اختطاف جنودها عبر الحدود. ومع ذلك، فوفقاً لمحللين إسرائيليين، يعتقد الآن أن بإمكانه التنبؤ بسلوك العدو بمزيد من الدقة، الأمر الذي دفعه إلى زيادة حدة لهجته والموافقة على سلسلة من الإجراءات الأكثر عدائية على مدى السنوات الثلاث الماضية.

سابقاً، كان التفاهم غير الخطي يتمثل بعدم قيام «حزب الله» بمهاجمة إسرائيل طالما كانت عمليات القوات الإسرائيلية تقتصر على استهداف شحنات أسلحته في سوريا - ولن يتم تجاوز الخطوط الحمراء للحزب إلا إذا قامت إسرائيل بقصف أهداف على الأراضي اللبنانية أو بقتل عناصر تابعة له في أي بلد. على سبيل المثال، في 1 أيلول/سبتمبر 2019، أطلق «حزب الله» صواريخ مضادة للدبابات على سيارة إسعاف عسكرية إسرائيلية كانت تمرّ بين المجتمعات الحدودية في أفيفيم وييرون، في ردّ واضح على هجومين إسرائيليين، تمثل الأول بقصف جوي أدّى إلى مقتل عنصرين من «حزب الله» في سوريا، والثاني بهجوم طائرة بدون طيار في بيروت استهدف خلاطاً للوقود يُستخدم لصناعة الصواريخ دقيقة التوجيه.

لكن في الوقت نفسه، بدأ «حزب الله» باتخاذ خطوات لتغيير قواعد اللعبة. فبعد غارة الطائرة المسيّرة في بيروت عام 2019، تعهد نصر الله باستهداف طائرات الاستطلاع الإسرائيلية في سماء لبنان - سواء كانت قد شاركت في الهجمات أم لا. وبحلول شباط/فبراير 2022 كان يتفاخر بأن قدرات «حزب الله» المضادة للطيران أرغمت إسرائيل على الحد بشكل كبير من تحليق طائراتها المسيّرة فوق جنوب لبنان والامتناع عن إطلاق مثل تلك الطائرات فوق وادي البقاع طوال أشهر. ويبدو أن بعض هذه المزاعم حظيت بتأكيد قائد سلاح الجو الإسرائيلي، عميكام نوركين، في نيسان/أبريل، الذي اعترف بالدفاعات الجوية العدائية لـ «حزب الله»، وأشار إلى أن الحزب كاد أن يُسقط طائرة إسرائيلية مسيّرة في عام 2021، ووصف ما نجم عن ذلك من تقليص رحلات التحليق الجوي لجمع المعلومات الاستخباراتية، وخلص إلى أنه "لم يعد لدى إسرائيل الحرية الكاملة في التصرف في لبنان".

وبالمثل، خلال الخطاب نفسه الذي ألقاه نصر الله في آب/أغسطس 2019 وهدد فيه بإسقاط الطائرات الإسرائيلية المسيّرة، حذر الجنود الإسرائيليين المتمركزين على طول الحدود للبقاء على أهبة الاستعداد بقوله "بدءاً من اليوم، قفوا على رجل ونصف وانتظروا ردّنا". وفي تموز/يوليو 2020، أفادت التقارير أن الجيش أحبط هجوماً لعناصر مسلحين من «حزب الله» دخلوا الأراضي الإسرائيلية.

ولكن سرعان ما أدى انفجار مرفأ بيروت في آب/أغسطس 2020 إلى صرف انتباه «حزب الله» عن التوترات المتصاعدة (على الأقل فيما يتخطى زيادة نقاط المراقبة التابعة له على طول "الخط الأزرق")، لكن خطاب التهديد عاد مجدداً في عام 2021. فعندما أرسلت إيران شحنة من الوقود إلى لبنان في آب/أغسطس، حذر نصر الله علناً من أن أي هجوم على الناقلة سيعتبر هجوماً على الأراضي اللبنانية وبالتالي سيؤدي إلى قيام «حزب الله» بالرد على ذلك - وهو تصريح محفوف بالمخاطر وسط تصعيد متبادل بين إسرائيل وإيران ضد مصالح الشحن الخاصة ببعضهما البعض.

وفي تموز/يوليو 2022، رفع نصر الله سقف التحدي بتهديده استهداف منصات الغاز الطبيعي البحرية الإسرائيلية إذا باشرت إسرائيل باستخراج الغاز من حقل كاريش قبل التوصل إلى اتفاق حدودي بحري مع لبنان. وبعد ذلك بوقت قصير، أُسقطت ثلاث طائرات مسيّرة تابعة لـ «حزب الله» كانت في طريقها إلى منصة كاريش. وعلى الرغم من أن التحقيقات اللاحقة أشارت إلى أنها لم تكون مسلحة، إلا أن الرسالة كانت واضحة؛ فقد حذر نصر الله من أن هذه الطائرات المسيّرة هي "مجرد البداية" وتعهد بخوض حرب بشأن مسـألة الغاز إذا لزم الأمر. وتابع «حزب الله» ذلك بـ فيديو دعائي يظهر لقطات بطائرة بدون طيار لحقل كاريش يتم استهدافه بسلاح ما على ما يبدو.

وكان استعداد نصر الله للمخاطرة بمواجهة إسرائيل مدفوعاً جزئياً بالضغوط الاقتصادية والسياسية المحلية - ولا شك أنه استمتع بفرصة إخبار الشعب اللبناني بأن أسلحة «حزب الله» قد وفرت حماية لنقل النفط من إيران وأمّنت التوصل إلى اتفاق أفضل حول الحدود البحرية وحقل الغاز. ومع ذلك، بدا أنه يعتقد أيضاً أنه من غير المرجح أن ترد إسرائيل على تهديداته بطريقة جادة نظراً لترسانة «حزب الله» من الصواريخ الدقيقة وأنظمة الدفاع الجوي الكبيرة، بل قدّر أن إسرائيل ستقلص رحلات طائراتها المسيّرة وستمتنع عن مهاجمة شحنة النفط الإيرانية، وستؤجل استخراج الغاز إلى أن يتم إبرام الاتفاقية البحرية - وفي كل حالة كان تقييمه صحيحاً. إلا أن السؤال الذي يتداوله محللو الاستخبارات الإسرائيليون الآن هو ما إذا كانت هذه السلسلة من التقييمات الدقيقة قد شجعت نصر الله على القيام بمخاطر أكبر.

سوء التقدير نتيجته التصعيد

في 6 آذار/مارس، أي قبل أسبوع من تفجير مجيدو، ادّعى نصر الله أن «حزب الله» قد قيّد حرية إسرائيل في التصرف لمهاجمة الحزب، من خلال استعادة عملية "توازن الردع". وفي إشارة إلى الاضطرابات السياسية المستمرة في البلاد، أعلن أن إسرائيل على شفا حرب أهلية، وخلص إلى أن "جميع المؤشرات تشير إلى نهاية" الدولة اليهودية.

وبالإضافة إلى التفجير، شهد هذا الشهر تقارير متزايدة عن مضايقات عبر الحدود ضد الإسرائيليين، مثل توجيه أشعة الليزر على السائقين والمنازل، وإطلاق انفجارات مدوية على الحدود اللبنانية، وصب مياه الصرف الصحي باتجاه البلدات الإسرائيلية. كما عطّل «حزب الله» الجهود الإسرائيلية لتعزيز الحاجز الأمني في عدد من المواقع على طول "الخط الأزرق".

وتشير هذه العدائية المتسللة - إلى جانب إحساس نصرالله بردع إسرائيل وإضعاف موقفها العسكري - إلى أن «حزب الله» سيستمر في محاولة تحريك الأهداف. ومن الجانب الإسرائيلي، تعهد وزير الدفاع، يوآف غالانت، بأن "المسؤول عن الهجوم سيندم على فعلته. سنجد المكان والزمان المناسبين وسنضربهم". ويمكن أن يتأثر القرار بشأن هذا الرد ليس بالاعتبارات الأمنية فحسب، بل بتشكيلة الحكومة المتشددة ورغبتها في تخفيف حدة الأزمة الداخلية في إسرائيل أيضاً. بعبارة أخرى، توفر عوامل متعددة على كلا الجانبين فرصاً كبيرة لسوء التقدير والتصعيد غير المقصود.

*ماثيو ليفيت هو "زميل فرومر ويكسلر" ومدير "برنامج راينهارد للاستخبارات ومكافحة الإرهاب" في معهد واشنطن، ومصمم أداة الخريطة التفاعلية التابعة للمعهد، والتي تغطي أنشطة «حزب الله» في جميع أنحاء العالم.

 

ديبلوماسيون: أمامكم انهيارات إضافية قبل الحل!

طوني عيسى/الجمهورية/22 آذار/2023

أخطر ما يُسمع في بعض الأوساط الديبلوماسية، هو أنّ الأزمة في لبنان ما زالت في بداياتها، وأنّ أمام اللبنانيين مزيداً من الإقامة في «جهنم» قبل الوصول إلى الحل. طبعاً، يرفض كثيرون أن يصدّقوا ذلك، كما لم يصدّقوا أنّ الدولار سيرتفع من الـ1500 ليرة إلى الـ10 آلاف، فإذا به يتجاوز الـ100 ألف. وبعض خبراء البورصة البارعين توقّع يوماً أن يبلغ المليون ليرة في السنوات القليلة المقبلة، إذا بقي المسار على حاله، لكنه ربما يكون أسرع بكثير مما توقّعوا! إنشغل المحلّلون في تفسير طبيعة الخلاف الفرنسي- السعودي حول لبنان. وانحازت القوى السياسية لهذا التفسير أو ذاك، وفقاً لمصالحها. فالقوى الداعمة لترشيح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية أنحت باللوم على السعودية، فيما انطلقت سهام النقد من جبهة القوى المعارضة نحو فرنسا، بتهمة التنازل لمصلحة إيران. الديبلوماسيون الذين يواكبون الملف يقولون: من حظ لبنان أنّه ما زال يتمتع بدعم فرنسا والسعودية على حدّ سواء، فكلتاهما تريدان مصلحة لبنان، ولو من زوايا مختلفة: فرنسا تعتبر أنّ التسوية المرحلية، وإن لم تكن مثالية، تبقى أفضل من الكارثة الآتية حتماً. فيما السعوديون يعتبرون أنّ الأوان قد حان لوقف مسار «الترقيع» الذي أوصل إلى الكارثة الحالية وسيقود إلى الأسوأ بالتأكيد. إذاً، وعلى رغم من هذا التباين، الطرفان متفقان على أنّ ما ينتظر لبنان في ظل «الستاتيكو» الحالي هو اكتمال الكارثة ووصول الوضع إلى انهيار لا يمكن تصوُّره. ويقول هؤلاء الديبلوماسيون: الجميع يتلهّى بالبحث عن التسويات في السياسة، وفي تسمية رئيس للجمهورية، فيما السقوط يتسارع في مكان آخر، في المال والنقد والاقتصاد والإدارة العامة.

ولذلك، على اللبنانيين أن يخرجوا من وَهْمِ الأسماء في الملف الرئاسي. فماذا يمكن أن يفعل رئيس الجمهورية إذا تمّ انتخابه اليوم، في ظلّ هذا الانهيار؟ وأي أدوات وصلاحيات يمتلكها، ولو كان «سوبرمان» زمانه، ولو حظي بدعم القوى السياسية كلها؟ ومن أين سيأتي بعشرات المليارات من الدولارات إذا كانت القوى السياسية التي جاءت به إلى السلطة هي نفسها التي ترفض أي إصلاح سياسي أو مالي وتتهرّب من كشف خفايا الانهيار؟ يقول أحد هؤلاء الديبلوماسيين: الحل سيأتي في النهاية. لكن أمام اللبنانيين مزيداً من الانزلاق في مهاوي الانهيار قبل ذلك. وسواء كان هذا الانهيار مقصوداً، من صنع إرادات خارجية، أو هو نتيجة بديهية لفشل القوى السياسية، فمن الواضح أنّ الجميع يستثمر هذا الانهيار لمصالحه السياسية وتحقيق غايات معينة. وقد يكون من سوء أقدار اللبنانيين أن تتقاطع القوى السياسية على هذا الاستثمار. وكل منها يعتقد أنّ الآخر سيقول «آخ» أولاً.

عند وقوع الأزمة، كان يقول خصوم «حزب الله»: لا حلّ في لبنان قبل أن يتبدّل طاقم السلطة ويرحل الرئيس ميشال عون عن بعبدا. ومع أنّ الانتخابات النيابية حملت إلى المجلس نسبة وافية من «التغييريين» (المفترضين)، فإنّ شيئاً لم يتغيّر على مستوى السلطة. ولا تبدو الحكومة الميقاتية في صدد ابتكار المخارج من الأزمة، لا قبل الفراغ الرئاسي ولا بعده.

إذاً، ما هو المتوقع اليوم؟ وأي انهيارات ما زالت منتظرة لكي تنضج التسويات؟ يقول الديبلوماسيون: في الأساس، ظواهر الانهيار مالية ونقدية واقتصادية وإدارية وقضائية. وهذه الظواهر تعمّقت بسرعة فائقة منذ انتهاء ولاية عون في نهاية تشرين الأول. فسعر صرف الدولار كان آنذاك في حدود 36 ألف ليرة. وخلال أقل من 5 أشهر تضاعف 3 مرات تقريباً، على رغم ما تمّ استنفاده من احتياطات مصرف لبنان المركزي في محاولة لإبطاء الانهيار. وعند انتهاء الولاية، كانت الإدارة العامة تمارس مهامها في الحدّ الأدنى، لكنها اليوم مشلولة. وكانت المصارف تفتح أبوابها على الأقل، لكنها اليوم مقفلة وتهدّد بالذهاب إلى خيارات أكثر صعوبة. وكانت مؤسسات التعليم العام تستعد لممارسة دورها، لكنها اليوم متوقفة تماماً. وأما القضاء فأصبح في أسوأ أوضاعه، فيما القوى العسكرية والأمنية تحاول بذل المستحيل للحفاظ على الأمن، على رغم من الظروف المالية السيئة. ومع دخول حاكم مصرف لبنان رياض سلامة مراحل جديدة من مأزقه القضائي، سيتسارع انهيار الليرة بلا ضوابط. وحتى عمليات الترقيع التي كان يمارسها سلامة ستتوقف. وإذا نجح الأوروبيون في استدعائه إلى جلسات استماع خارج لبنان، فسيكون الفلتان النقدي أسرع وأشرس بكثير. وسيترك الرجل كل شيء ويتفرّغ للدفاع عن نفسه، ويقول للجميع: أرأيتم ماذا يحصل لكم من دوني؟

أي، ستبلغ الليرة قعراً لم يكن يتصوَّره أحد، ما سيدفع الناس إلى الجوع الحقيقي. وبالتأكيد، سيستفيد القطاع المصرفي من هذا الوضع ليعلن عن خيارات أكثر صعوبة، فيما الإدارة العامة ومؤسسات التعليم والقضاء ستصاب بالشلل التام، وسيرتفع الضغط على المؤسسات العسكرية والأمنية.

يعتقد الديبلوماسيون أنّ حالة من هذا النوع ستولّد انفجاراً اجتماعياً، وهم ما زالوا يعتقدون أنّ ذلك سيُترجَم بنزول الناس إلى الشارع مجدداً. وعلى نار الفوضى يمكن أن تنضج الحلول، لأنّ الجميع سيجدون أنفسهم عاجزين عن فرض الخيارات فيستسلمون. والقوى الخارجية، الإقليمية والدولية، هي التي ستعدُّ التسوية الجديدة، وما على اللبنانيين إلّا التنفيذ. ولكن يبقى السؤال: كم سيستغرق هذا العبور في نار جهنم، وكم سيكلف اللبنانيين؟

 

تأثيرات الاتّفاق السّعودي - الإيراني على لبنان... غموض في انتظار الساحات الأخرى

النهار العربي/مجد بومجاهد/22 آذار/2023

لبنان ينتظر مفاعيل الاتفاق السعودي - الايراني

تبدو الأوساط السياسية اللبنانية في حال استطلاع ومراقبة لمفاعيل الاتفاق بين المملكة العربية السعودية وإيران خلال الأسابيع المقبلة. ولا يزال من السابق لأوانه، بالنسبة إلى القراءات السياسية المحلية، الحديث عن تأثيرات على المستوى اللبناني، فيما يتمثّل المعيار الأول في انتظار إذا كانت طهران ستلتزم فعلاً مندرجات الاتفاقية خلال الشهرين المقبلين. وهناك من يلفت إلى ضرورة تلقّف بيروت التطورات المتسارعة عن طريق انتخاب رئيس للجمهورية يتمتع بالمؤهلات السيادية والإصلاحية الضرورية للإنقاذ، واستعادة الثقة ودفء علاقات لبنان العربية والدولية.

وثمة من يركّز على تصريح وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان حول لبنان باعتباره "البوصلة"، في إشارته إلى أن "لبنان يحتاج إلى تقارب لبناني وليس إلى تقارب إيراني سعودي، وعليه أن يقدّم المصلحة اللبنانية على أي مصلحة، ومتى حصل هذا سيزدهر". وأكّد أنه "في النهاية والبداية على لبنان أن ينظر إلى مصلحته، وعلى الساسة أن يقدموا المصلحة اللبنانية على كل مصلحة، ومتى ما حدث هذا واتخذ قرار في لبنان لتقديم المصلحة اللبنانية والعمل على بناء الدولة، فسيزدهر لبنان بالتأكيد والمملكة ستكون معه".

إلى ذلك، تشير معلومات "النهار العربي" إلى أنّ تفاصيل "الترياق" للوضع اللبناني أشار إليه "الاجتماع الخماسي" في باريس، وينطلق من أهمية انتخاب رئيس للجمهورية ينطلق بدوره من تطبيق "ورقة عمل" قائمة على أساس المبادرة الكويتية وبيان نيويورك الثلاثي ونقاشات الاجتماع الخماسي الباريسي. وعُلم أن هذه العناوين تشكّل مبادئ أساسية حصل التركيز عليها، مع تأكيد أولوية اختيار فريق متجانس لإدارة مرحلة الحكم المقبل، يعمل على بلورة الإصلاحات الضرورية.

وتنفّذ الإصلاحات من خلال إجراءات اقتصادية وسياسية إصلاحية شاملة، وانتخاب رئيس للجمهورية يبدأ عهده بمهمة إعادة بناء مؤسسات الدولة وتطوير علاقات بيروت الخارجية وعودة لبنان إلى حاضنته العربية. ويعني ذلك أن "بيت القصيد" يتمثل في تأكيد الأولويات الهامة والمهمات الأساسية المنتظرة من العهد الرئاسي المقبل.

فياض: ليتوقّف "حزب الله" عن المكابرة

بحسب قراءة الباحثة والأكاديمية الدكتورة منى فياض، فإن "لبنان ليس في الضرورة أن يكون على جدول أعمال البلدين اللذين وقّعا الاتفاق، لكن ذلك لا يلغي ضرورة إدراك كيفية الإفادة من الاتفاق الذي سيغيّر الكثير في المنطقة. وإذا قرأت بيروت الاتفاقية السعودية الإيرانية بالشكل الصحيح، فستلاحظ أن هناك طرفاً محاصراً ويعاني انهياراً في وضعه الاقتصادي وعزلة دولية ويتعرض للمضايقات. وقد جعلت الأوضاع المأزومة النظام الإيراني يتّجه إلى التبريد لفرملة الانهيار وتجميده، والعمل في سبيل تحسين القليل من الأزمة المالية". وتقرأ فياض، في حديث إلى "النهار العربي"، أن "السعودية تعمل بذكاء وحكمة، وتقرأ الأوضاع العالمية وأهمية تطوير الأوضاع الاقتصادية، ما يعكس رفاهية على المستوى الشعبي. فلا انخراط في الصراعات، بل سعي إلى الحفاظ على الأمن ومتانة في الأوضاع الاقتصادية، بما يعاكس الصورة الإيرانية، ما جعلها تقدّم التنازلات. وتناقض الوقائع الإقليمية البروباغندا التي يعتمدها "حزب الله" في تأكيده دعم ترشيح فرنجية والقول بما ليس بديهياً، فيما التحولات ليست لمصلحته على نطاق المنطقة". ووفق مقاربة فياض، فإن "هذه البروباغندا ليست نافعة ويستوجب حفظ الحدود وإدراك كيفية استعادة لبنان دوره الطبيعي من خلال المباشرة في الإصلاحات وتقديم الطبقة السياسية التنازلات. وعلى لبنان قراءة التطورات السياسية والاستراتيجية بموضوعية، والالتزام بالمندرجات التي تضمنتها ورقة المبادرة الكويتية، وانتخاب رئيس للجمهورية يصالح بيروت مع العالم العربي، إضافة إلى ضرورة توقّف "حزب الله" عن اعتماد أسلوب المكابرة والعودة إلى الداخل اللبناني، وتأكيد حصرية السلاح في يد الدولة اللبنانية، وإلا تتضاءل التوقعات بمتغيرات في الوضع اللبناني".

شديد: الاتفاق لم يتجلَّ لبنانياً حتى الآن

يلاحظ سفير لبنان السابق في واشنطن أنطوان شديد أن "تأثيرات الاتفاق السعودي الإيراني بدأت تتظهر وتتطور بخطوات سريعة، فيما يحاول كلّ الأفرقاء السياسيين اللبنانيين إعادة ترتيب أوضاعهم في انتظار معرفة تأثير الاتفاقية على المستوى اللبناني. ولم يتجلَّ الاتفاق بطريقة واضحة على النطاق اللبناني، والمشاورات القائمة لم تبحث قضية لبنان حتى اللحظة، لكن نتائج الاتفاق ستحدّد التطورات اللبنانية". واستناداً إلى المؤشرات التي يعبّر عنها شديد لـ"النهار العربي"، فإن "المواقف السياسية اللبنانية على حالها، ما يعني أن السعودية وإيران لم تبحثا الموضوع اللبناني حتى الآن. وهذا ما يفسّر بقاء مواقف القوى السياسية في لبنان كما هي. وليست معروفة كيفية بلورة الاتفاق والجهة اللبنانية التي ستتنازل، فيما كل من الأفرقاء السياسيين يقرأ الاتفاق من موقعه ويرفع سقف المواقف بغية تحسين الواقع التفاوضيّ الخاص بالفريقين".

علوش: التأثير مؤكّد

وبالنسبة إلى الأمين العام لـ"المجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني عن لبنان" مصطفى علوش، فإن "تأثير الاتفاق الإقليمي على الوضع اللبناني مؤكّد، لكنه لن يكون سريعاً بل يرتبط بمدى جدية إيران في التزامها مع السعودية. وينتظر تظهّر مفاعيل الاتفاق في اليمن أولاً؛ وإذا تبيّن أن هناك إيجابيات على المستوى اليمني، فستنتقل الإيجابيات حينذاك إلى العراق فسوريا ثم لبنان. ويبقى التفاهم قيد التجربة لمدة شهرين راهناً". وفي استنتاج علوش عبر "النهار العربي"، أن "ثمة من يقارب الموضوع في لبنان انطلاقاً من تصغير المسألة والإصرار على ترشيح اسم واحد للرئاسة، لكن الأسماء لا تعود لها أي أهمية، فيما الرؤية ليست واضحة راهناً في انتظار تبلور تطورات خلال الشهرين المقبلين ومعرفة كيفية انعكاس الاتفاق على إدارة المنطقة، وهي مسائل أبعد من اسم رئيس الجمهورية. ويتظهر أن طرح محور الممانعة اسم فرنجية غايته المساومة عليه، فيما يبقى الأساس تطبيق جملة الإصلاحات المطلوبة من لبنان".

 

عن تَبِعات أزمة النازحين نماذج!!!

جورج يونس/فايسبوك/22 آذار/2023

لمن يعلم ولمن لا يعلم بعد، هذا غيض من فيض عما نحن في خضمه بسبب أزمة النازحين.

> ٧٢٠ سيدة حامل في منطقة واحدة فقط

> عدد الأطفال المسجلين منذ ٢٠١١ هو ٢٢١ من اصل ٨١٤ (يندرج الغير مسجلين تحت خانة مكتومي القيد)

> ٤٨% من إجمالي الولادات تعود للنازحين

> استمرار منسقي مخيمات النازحين بطلب زيادة التقديمات من الأمم والجمعيات على الرغم من أن معدل الفقر بين اللبنانيين تجاوز ال ٧٠%

> تتولى مفوضية شؤون اللاجئين تكاليف الولادة النازحات، في حين أن عدم ذهابهن إلى المستشفيات هو لتفادي تسجيل المواليد الجدد واي تكاليف إضافية فتتم اغلب الولادات في المنازل

> ٢٠٠ الف طفل بعمر أقل من ١٤ عام انخرطوا في سوق العمل

> تراجع غير مسبوق للطلب على اليد الحرفية والمهنية اللبنانية لصالح النازحين

> تدمير تلقائي وفي الكثير من الأحيان ممنهج لكافة البنى التحتية اللبنانية

> زيادة السرقات والجرائم الغريبة عن المجتمع اللبناني بنسبة غير طبيعية

> حيازة اغلب الموقوفين من النازحين، في جرائم مرتكبة على الاراضي اللبنانية، على المخدرات والسلاح والسكاكين

> امتلاك مجمل الرجال من النازحين للخبرة العسكرية الاساسية نظراً لخضوعهم للتجنيد الالزامي في بلدهم

> توقيف عدد من النازحين لقيامهم بحفريات مجهولة الهدف والمعنى في عدد من المناطق اللبنانية

> تواجد غريب وغير بريء لتجمعات النازحين على مختلف مفاصل الطرقات الأساسية في لبنان

> معرفة عميقة، لم نشهدها ايام الاحتلال العسكري والمخابراتي السوري للبنان، لأسماء افراد المنزل وتفاصيل أسراره بسبب قيامهم بأعمال مختلفة داخل بيوت المواطنين المحليين

< ابقاء التواصل الدائم للنازحين مع النظام عبر زيارتهم المتكررة لبلدهم الام ومشاركتهم الكثيفة في العمليات الانتخابية وفي حركة الاقتصادية لوطنهم

> ارتفاع القدرة الشرائية للنازح مقابل تراجع قدرة المستهلك اللبناني وإلى ما هنالك...

لكل ذلك، ولأنني لم انسى يوماً، جدران الابنية وهي تتهاوى علينا في حرب المئة يوم، لأني لم انسى ماذا فعل جيشهم زمن الاحتلال بشبابنا واعراضنا ونسائنا وبيوتنا، لأن قوافل رفاقي الشهداء لا تزال تقض مضاجع وجعي وذكرياتي، لأنني لم انسى موجات هجرة ابنائنا بسبب إرتكاباتهم، لأنني لم انسى اجتياح ١٣ تشرين للمناطق الحرة، لأنني لم انسى حجم العملاء الذين تركوهم خلفهم بموجب المبدأ الميكيافيبي، لأنني لم انسى معاناة شبابنا في معتقلات نظامهم، لأنني لم انسى فظائعهم في وطني، لأنني أرى في الجرائم المرتكبة حديثاً على أيدي النازحين فظاعة غريبة عن بيئتنا، ولأن وقوفنا مع الشعب السوري استمر على حسابنا لأكثر من اثني عشر عاماً، انا قلق مما هو قادم ومن مستقبل داكن، وهذا في طبيعة الانتماء الصلب والولاء الوطني والحَدْثٍ الفطري لما هو بعد متأتي. انا ايضاً قلق على مصير مجهول لوطن طالما تغنى به العالم اجمع، ليبقى شعوري اقرب الى كرامة وعنفوان جبال الصوان من العنصرية العمياء.

اللهم اني بلغت. هلقد بحبك يا لبنان

 

في صبيحة اليوم ال1254 على بدء ثورة الكرامة

حنا صالح/فايسبوك/22 آذار/2023

سعر صرف الدولار خارج السيطرة، والخراب يتسع، مع إلتهام المزيد من القدرة الشرائية لدى اللبنانيين!

الجنون هو المسيطر وأبرز عناوينه بيان رياض سلامة نيابة عن سلطة الإستبداد! سلامة الذي لم تنحيه السلطة بعد إدعاء وزارة العدل عليه وطلب توقيفه وإحالته إلى محكمة الجنايات، وجد مروجين ومطبلين ومادحين له في عناوين من نوع سلامة: الأمر لي!

ميقاتي وبري وسلامة، تحت رعاية حزب الله وموافقة كل أطراف نظام الحاصصة الزبائني، ماضون في تبديد المتبقي من الودائع، بهدف شراء الوقت لحماية السلبطة على البلد واللبنانيين التي تستنزف بشدة الودائع خدمة لمصالح الكارتل الإجرامي المصرفي السياسي والميليشياوي!

القفزة الفلكية في سعر صرف الدولار إلى 145 ألف ليرة والناجمة أصلاً عن نهج الإمتناع عن أي إصلاحٍ أو تدبير، دفع ثلاثي السلطة بالأمس ل"علاجها" بنفس الألاعيب المعروفة، القائمة على ضخٍ كبير لدولارات المودعين علّ ذلك يرجيء تفجراً شعبياً يلوح في الأفق وتمثل ببدايات قطع الطرق في الكثير من المناطق، والدعوة إلى إعتصام كبير اليوم في ساحة رياض الصلح! الأمر الخطير برز في بيان رياض سلامة الذي أعلن أنه "بعد موافقة رئيس مجلس الوزراء ووزير المالية، (وزير بري وسلامة) أطلق "عملية مفتوحة ومستمرة لشراء الأوراق النقدية اللبنانية وبيع الدولار على سعر صيرفة الذي حدد ب90 ألف ليرة"! فتراجع سعر الصرف إلى حدود 105 آلاف ليعود ويرتفع إلى نحو 120 ألفاً! "علاج" رياض للإنهيار تكرار ممل لكل ما سبقه، ولن يخدم إلاّ لأيام قليلة لأنه هو هو النهج الذي تم إعتماده منذ إعلان سعر صيرفة على 3900 ليرة فأصبح اليوم 90 ألفاً، والأمر خارج السيطرة،  طالما أن عملية طبع النقد لم تتوقف، وحكومة البنكرجية ممتنعة عن القيام بأي خطوة ذات سمة وطنية إنقاذية! وقد بدا لكل المتابعين أن مخطط تجفيف السوق من الليرة يتطلب ما بين 750 مليون دولار إلى مليار دولار لكنه لن يؤمن لهم السيطرة، بل هو قمة في الرعونة والإستخفاف بالعقول عندما يزعم رياض أن تنفيذ هذا القرار يهدف إلى "المحافظة على قيمة الودائع بالدولار المحلي"! فكيف تكون هذه المحافظة مع هدر المتبقي من ودائع هي للناس وليست للمتسلبطين على الرقاب؟

وما لفت الإنتباه أيضاً، أن الحملة السابقة على الصرافين وتحميلهم وزر هبوط سعر الليرة، تبخرت عندما دعا رياض عامة الناس لبيع دولاراتهم إلى الصرافين فئة "1"، وتسجيل شراء الدولار على سعر "صيرفة"، وبالفعل تم أمس إطلاق عدد من الصيارفة الذين أوقفوا بتهمة المضاربة على الليرة(..) وعلى الفور سارع الكارتل المصرفي الناهب إلى إعلان تعليق إضرابه التعسفي لإقتناص فرص جني العمولات الهائلة المنتظرة وعدم تركها للصرافين وحدهم! إشارة واجبة. كانت مصارف النهب قد أعلنت أنها مضربة حتى وقف الملاحقات القضائية ضدها، وإسقاط كل الدعاوى! الأكيد أنهم "قابرين الشيخ زنكي سوا"!

وبعد، عندما تشكلت حكومة "الثورة المضادة" التي جيءَ ببنكرجي إلى رئاستها، نالت ثقة البرلمان على بيان حمل الكثير من الوعود الإصلاحية التي لم ينفذ منها شيء. قالت حكومة "الثورة المضادة" أنها ستبدأ "التحقيق الفوري بالتحويلات إلى الخارج التي جرت بعد 17 تشرين ونشر نتائجها، بالإضافة إلى مساءلة المصارف عن إستنسابية التعامل مع المودعين"! وقالت أنها ستعتمد "سياسة جريئة إدارة سعر الصرف"، وأنها ستصدر "مرسوماً إشتراعياً ينظم عملية ضبط حركة رأس المال ( كابيتال كونترول)"، وقالت بالحرف أنها ستعتمد "هيكلة شاملة للدين العام الخارجي والداخلي، ومنع أي هندسة مالية مستقبلية لتعويض نقص الربح وتحميل أصحاب المصارف وكبار المودعين العبء الأكبر، الذين إستفادوا من السياسات المالية في الماضي"! كان البيان ذراً للرماد في العيون، فكل ما جرى هدف إلى تذويب الودائع الصغيرة التي تراجعت نحو 40 مليار دولار، وقد دفع المودع الصغير الثمن "هيركات" وصل إلى حد ال85%! وكل ما جرى كان مبرمجاً لحماية الناهبين ولم يرف جفن متسلبط متسلط وهو يلمس إتساع الإنهيارات الدراماتيكية التي تضرب لبنان واللبنانيين!

وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن.

 

ماذا يخطط باسيل؟ ماذا يريد جعجع؟

طوني عيسى/الجمهورية/22 آذار/2023

ذات يوم من العام 2016، عندما عون وجعجع وضعا اليد في اليد، وأبرما الاتفاق في معراب، كانت لكل منهما أهداف مختلفة. وفي الظاهر، كان سليمان فرنجية هو نقطة التقاطع: عون الحائز دعم «حزب الله» أراد اكتمال النصاب لانتخابه رئيساً، لأنّ الرئيس نبيه بري وآخرين تمسّكوا بخيار فرنجية. وكذلك، أراد جعجع إحباط انتخاب فرنجية. لقد اختار 8 آذار «التقليد» لئلا يصل «الأصلي». هذا في الظاهر، ولكن، في العمق، كان كل من عون وجعجع يخبئ أهدافاً أخرى. إعتبر عون أنّ إبرامه اتفاقاً مع جعجع قوامه إشراك «القوات اللبنانية» في الحكم من شأنه أن يحبط أي محاولة لإقامة جبهة معارضة من فريق 14 آذار ضدّ العهد. ومن شأنه أيضاً أن يُضعف حال الاعتراض «القواتية» التي يمكن أن تستقطب الشعبية المسيحية ضدّ هذا العهد، على خلفية تحالفه مع «حزب الله». وثمة من يعتقد أنّ «الحزب» ارتأى أنّ تحقيق هذا الهدف يناسبه، فشجع عون على إبرام الاتفاق مع جعجع.

لكن جعجع كان يعرف مخاطر الاتفاق مع عون وعواقب منحِه التغطية التي يحتاج إليها ليستقوي. والعديد من أركان «القوات» شرحوا هذه العواقب بالتفصيل بين الجدران الأربعة. لكن جعجع ذهب إلى الاتفاق «مرغماً لا بطلاً». فأركان 8 آذار والرئيس سعد الحريري كانوا على استعداد للتوافق على فرنجية، على رغم معارضة القوى المسيحية الأخرى. واستنتج جعجع أنّ المغامرة مع عون تبقى «أقل خطراً» من المغامرة مع فرنجية.

ولكن، في العمق، كان جعجع يفكر في جعل الاتفاق مع عون مدخلاً إلى تحقيق «خرق تاريخي» في الحالة العونية. وفي رأيه أنّ المصالحة بين القوتين المسيحيتين تسمح للقواعد العونية بتغيير نظرتها إلى الحالة «القواتية». فيتمكن جعجع من استيعاب جزء كبير منها، على امتداد 6 سنوات. وفي العادة، عندما يتولّى طرف سياسي مقاليد السلطة يقع في الأخطاء ويصبح مسؤولاً عنها ويدفع الثمن. وهذا الاستيعاب «القواتي» لبعض القواعد العونية، وللقواعد المسيحية عموماً، يمكن أن يسمح لـ»القوات» بأن تصبح الأقوى في نهاية العهد، وتكون هي المؤهلة تلقائياً لتمثيل المسيحيين في الحكم، متقدمةً على «التيار الوطني الحر»، خصوصاً إذا نجح الرهان على تراجع نفوذ «حزب الله» في البلد نتيجة تبدّل التوازنات الإقليمية والدولية. في أي حال، فرح المسيحيون باتفاق معراب، لأنّ فيه سالت الشمبانيا هذه المرّة، بعدما سالت الدماء في بعض المراحل. لكن الطرفين اعتمداه لغايات تكتيكية: كلاهما أرادا كسب الوقت والتوسع على حساب الآخر. وعند وصول عون إلى بعبدا، سارع إلى تذكير الجميع بأنّ «حزب الله» هو حليفه الأول والأخير. ومن هذه المسلَّمة، يمكن الانطلاق إلى أي تفاهم آخر.

ولكن، في الواقع، تمكّن جعجع من كسب الرهان على خرق الحالة العونية خلال السنوات الـ6. فتيار عون تراجع شعبياً نتيجة فشل العهد. وأظهرت ذلك الانتخابات النيابية الأخيرة، فيما تقدّمت «القوات» وقوى الاعتراض المسيحية والمستقلون. وساهمت انتفاضة 17 تشرين الأول 2019 في ذلك.

لكن بقاء المبادرة في يد «حزب الله» أطاح المكاسب التي حققها المعارضون. واليوم، إذ يخسر عون معركة التجديد لعهده من خلال النائب جبران باسيل، فإنّ «الحزب» نفسه لم يخسر، وهو في صدد السعي إلى إيصال المرشح الذي يريده إلى بعبدا، كما فعل في العام 2016.

اليوم، المعادلة المطروحة على جعجع وباسيل هي نفسها: كيف نمنع وصول سليمان فرنجية؟ وفيما يريد باسيل تكرار السيناريو الذي اعتمده عون للوصول إلى بعبدا في العام 2016، قرّر جعجع عدم الدخول في اللعبة من جديد، لأنّها عبثية وفيها من الخسائر ما يفوق الأرباح.

ومع عودة حجارة «الداما» إلى المواقع التي كانت فيها قبل 6 سنوات، يصبح منطقياً توقُّع وصول المرشح الذي يريده «الحزب» مرة أخرى. ويشكّل فرنجية مصلحة مؤكّدة لـ»الحزب»، لكنه ليس المصلحة الوحيدة على الأرجح، إذ يمتلك خيارات أخرى مضمونة، وأبرزها: الفراغ حتى إشعار آخر والرئيس «التوافقي».

ثمة من يقول: قد يفضّل جعجع استمرار الفراغ على تكرار نموذج عون، وقد يناور باسيل في الفراغ لعلّ الظروف التي تناسبه تتوافر. لكن الفراغ لا يزعج «حزب الله».

وكذلك، قد يكون مريحاً للجميع أن يختاروا شخصاً آخر، غير فرنجية، ومن خارج دائرة الأقطاب المتنافسين. فزعماء الموارنة أنفسهم يفضّلون أي اسم آخر على أن يأتي فرنجية ويمضي 6 سنوات في السلطة، يتمكن خلالها من توسيع حجمه السياسي.

وكذلك، إنّ بري وميقاتي وجنبلاط يفضّلون «التوافقي»، وقد يقتنع «حزب الله» بذلك أيضاً إذا تولَّد إجماع عليه. وعلى الأرجح، لن يمانع ما دام ممسكاً بزمام اللعبة في أي حال. لكن، المهم ألّا يأتي التخلّي عن فرنجية من جانبه، لئلا يُقال إنّه ينكث بوعوده للحلفاء.

إزاء هذا الحسابات، لم ييأس باسيل. وزيارة عون لحارة حريك بشفاعة مار يوسف، محاطاً بباسيل وكوادر «التيار»، بدا المقصود منها عدم قطع الخيط الرفيع بين «التيار» و»الحزب».

وما دام كرسي الرئاسة شاغراً، فإنّ باسيل لن يتعب من المحاولة، وسيواصل مساعيه لإقناع «الحزب» باختياره حصراً، وهو لن يوافق على دعم أي مرشح رئاسي آخر، قطباً كان أم شخصية توافقية، ومن داخل «التيار» كان أم من خارجه. بل سيواصل التصعيد والمزايدة برفض أن يسمّي «الآخرون» رئيس الجمهورية المسيحي. عند هذه النقطة، يبرز الاختلاف جذرياً بين باسيل وجعجع الذي سيكون مستعداً للموافقة على أي شخصية يتمّ التوافق عليها، لأنّ لا حظوظ له شخصياً في الرئاسة، ولا لأي مرشح من 14 آذار. ولذلك، هو يكتفي بدعم المرشح التوافقي الأقرب إلى هذا الفريق، أي إنّه سيحاول البحث عن أهون الشرور، مرة أخرى. وفي انتظار أن تتبلور الاتجاهات، قد ينتظر باسيل وجعجع وسائر القادة المسيحيين في خانة الفراغ، أكثر مما يتوقعون.

 

فرنجية .. والحالمون بالرئاسة

نبيل هيثم/الجمهورية/22 آذار/2023

عندما اعلن الرئيس نبيه بري دعمه ترشيح الوزير سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، ولاقاه بذلك الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله، قامت قيامة بعض من ضاع حلمهم الرئاسي، واعتبروا أنّ هذا الدعم، تطاولٌ على ما سمّوها شرعيّة الحقّ المسيحي والماروني الحصري في تسمية رئيس الجمهورية المقبل، سواء بنسخته السيادية التي يريدها سمير جعجع، لكسر سطوة ما يسمّيها «الممانعة»، وإنهاء ما يعتبرها حقبة تحكّم «حزب الله» وهيمنته. او بنسخته المستنسخة من عهد ميشال عون التي يريدها جبران باسيل مكرّرة لما يعتبره عهد الصفاء والنقاء والإصلاح والتغيير والأمل، فيما يعتبره آخرون عهد الرئيسين، وقلة الوفاء، والفساد والإفساد، وتضييع الفرص والتأسيس للانهيار.

هذا التطاول، وكما يعنيه هؤلاء، يُدرج ترشيح فرنجية خارج تلك الشرعية، وهو أمر لا شك مستفز لمريدي رئيس تيار «المردة»، الذين يعتبرون انّ شرعية ترشيحه مستمدة من تاريخه، وتاريخ عائلته السياسية، وبيته السياسي وبعده الوطني، ولا تحتاج بالتالي إلى مظلّة بلا تاريخ او حتى جغرافيا، تغطّيه.

فرئيس تيار «المردة»، يقول مريدوه، ليس طارئاً على العمل السياسي، فقد خَبِر السياسة حين كان بعض خصومه الحاليين، ومدّعو العفّة السياسية، لا يزالون في «اللفافة» ولم يبدأوا الحبو السياسي بعد، كما انّه ليس طارئاً على رئاسة الجمهورية التي عاشها مع جدّه الرئيس الراحل سليمان فرنجية، قبل أن يولد الكثير من الحالمين برئاسة الجمهورية، والرافضين لوصوله الى سدّة الرئاسة، والتي كانت أيضاً، على وشك أن يتربّع على عرشها في انتخابات الـ2016 لولا أنّ ظروف تلك المرحلة، حكمت بانتخاب العماد ميشال عون.

من هنا، يؤكّد مريدو فرنجية، أنّ الفارق كبير جداً بين الدعم والترشيح، فالترشيح أمر متروك له يقرّره في اللحظة التي يراها مناسبة، وأما دعم وصوله إلى رئاسة الجمهورية، سواء الذي جاء على لسان الرئيس بري او على لسان السيد حسن نصرالله، فتعبير عن موقف منطلق من قناعة راسخة بأنّ انتخاب رئيس الجمهورية في لبنان هو استحقاق وطني، ليس من حقّ احد أن يصادره، او يمنع أحداً من أن يبدي الدعم، او ان يجادل فيه من يبديه. وخصوصاً انّ الدعم قائم على قاعدة ثابتة بأنّ الكلمة الفصل في هذا الاستحقاق هي لصندوقة الاقتراع.

أيّ مراقب، على ما يقول مواكبون لتطورات الملف الرئاسي، لا يتكبّد كثير عناء لتتكشف امامه حقيقة أنّ من يعتبرون أنفسهم أصحاب الحق الشرعي بالتسمية والترشيح، مصابون بانفصام عن الواقع، ولا يزالون تحت تأتير النشوة العددية التي أفرزتها الانتخابات النيابية، وزرعت في أذهانهم اعتقاداً وهمياً بأنّها ملّكتهم مفتاح رئاسة الجمهورية، رافضين أن يصدّقوا ما أكّدته الأيّام التالية بأنّها لم تكن أكثر من نشوة خادعة، نفد رصيدها في انتخابات رئاسة المجلس النيابي وما تلاها، وعلى ما هو واضح ومؤكّد، لا مؤونة لها للصّرف في البنك الرئاسي.

في رأي هؤلاء، انّ الابتعاد عن هذا الواقع بات حالة مرضية غير قابلة للشفاء، تُحقن عمداً بما قد يجعلها تتفاعل أكثر لفرض وقائع جديدة على المسرح الرئاسي، فلا ينازع أحد المبتعدين عن الواقع في حقهم في أن يبنوا قصورهم الرئاسية على أرض الواقع، او في عالم الأحلام والأوهام، ولكن هذا لا يعني التسليم في ان يعطوا لأنفسهم الحق في أن يبالغوا في قفزهم فوق الواقع والوقائع، ويطوّبوا لأنفسهم شرعية تسمية واختيار رئيس الجمهورية، وفق المواصفات التي لا تنطبق سوى على أشخاصهم وحزبياتهم وحساباتهم، ومن هو خارج شرعية التسمية هذه، لا شرعي.

من هنا، يتابع أصحاب هذا الرأي، فإنّه من حق سمير جعجع وجبران باسيل أن يترشّحا للرئاسة الأولى، فكلاهما يعتبر نفسه متحلّيا بكلّ الصفات والمواصفات التي تؤهّله لرئاسة الجمهورية، ولكن هل ثمة من يستطيع أن ينفي حقيقة انّ طريقهما إلى القصر الجمهوري مسدود؟ وهل ثمة من هو مسلّم بأنّهما المالكان الحصريان لشرعية الحق بالتسمية والترشيح، لينتزعا من خلال هذه الملكية من سليمان فرنجية حقه في أن يترشح، أو أن يؤيّد احد ترشيحه، أو يُنتخب رئيساً للجمهورية؟

فجعجع، يتابع هؤلاء، جرّب حظه في سلسلة جلسات انتخابية عقدها مجلس النواب في الانتخابات السابقة، قبل يتحوّل موقفه 180 درجة ويؤيّد ترشيح خصمه اللدود العماد ميشال عون. وامام هذا الإنسداد، فكّر في ان يترشح في الاستحقاق الحالي، لكنّه لم يُقدِمْ للموانع ذاتها السياسية وغير السياسية، التي تقطع عليه طريق الوصول إلى القصر الجمهوري. بل غطّى عجزه عن الترشّح شخصياً، تارة بترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون، ثم التخلّي عن هذا الترشيح، وتارة أخرى بالتسلية بترشيح ميشال معوض، رغم إدراكه استحالة انتخابه. وأقصى ما استطاعه هو ان يؤمّن لمعوض اصوات كتلته النيابية، إضافة إلى أصوات «مسايرة له» من بعض من يسمّون انفسهم تغييريين وسياديين ومستقلين، ولا ننسى هنا شراكة وليد جنبلاط الذي تبرّع بأصوات «اللقاء الديموقراطي»، قبل أن يقرّر أن يسحب هذا التبرّع بعد 11 جلسة انتخابية فاشلة، أشعرته بأنّه يضع أصواته في سلّة «مفخوتة».

واما باسيل، والكلام لمواكبي تطورات الملف الرئاسي، فليس خافياً أنّه يريد رئيساً مكمّلاً للعهد السابق بمواصفات برتقالية صافية، وليس خافياً أيضاً على القاصي والداني، أنّه كان أول من راوده الحلم الرئاسي منذ ما قبل نهاية ولاية عمّه، ولكنه منذ ذلك الحين فشل في تسويق نفسه، بل اعتمد منذ البداية، نهجاً لم يترك فيه للصلح مطرحاً مع أحد، حيث لم يترك طرفاً داخلياً إلّا وشيطنه، كما لم يترك ساحة اشتباك الّا وكان طرفاً اول فيها، من دون ان يوفّر ما كان يوماً حليفه الأقرب، أي «حزب الله»، الذي أصاب باسيل بخيبة كبرى بتبنّيه ترشيح الوزير فرنجية. ومع ذلك، يستمر باسيل في التلويح بترشيح نفسه، دون أن يُقْدِم على ذلك حتى الآن. وليس سرّاً أنّ خصومه المتوزّعين على مختلف التلاوين السياسية، يتمنون له أن يُستدرج إلى الفخّ ويرشّح نفسه، بالتأكيد ليس من باب المحبة والتعاطف معه، أو لأنّ مواصفات الرئيس تنطبق عليه، أو لأنّه كما قال عمّه أهل للرئاسة، بل من موقع الشماتة والتشفي به، لأنّهم يفترضون انّ النتيجة محسومة سلفاً بسقوط هذا الترشيح.

خلاصة هذا الرأي، انّ جعجع وباسيل، وعلى الرغم من نبرة الصوت العالية التي يرفعانها باستمرار على الخط الرئاسي، الّا انّهما مأزومان، صحيح انّهما يمتلكان الكتلتين المسيحيتين (المارونيتين) الكبريين، لكنهما لم يستطيعا أن يقدّم كلّ منهما مرشّحاً جدّياً، بوزن سليمان فرنجية، كما انّهما، وهنا الأساس، لا يستطيعان أن يسيّل كلّ منهما أصوات كتلته النيابية في صندوقة الاقتراع الرئاسية، على نحو ما يشتهيه كل منهما، كقوة أساسية مرجّحة وحاسمة للاستحقاق، تميّل الدفة الرئاسية في اتجاه أي مرشح، والمثال على ذلك، يتبدّى في عدم مبادرة «التيار الوطني الحر» إلى تقديم مرشح معيّن، وكذلك في رحلة الإحدى عشرة جلسة فاشلة التي قادها جعجع في ترشيح ميشال معوّض. وتبعاً لهذا الواقع المسدود ترشيحاً وانتخاباً، فإنّه في موازاة التسييل الصّعب في صندوقة الانتخاب، لم يبق سوى التسييل السهل في صندوقة تعطيل نصاب جلسة الانتخاب، إن كانت فيها حظوظ فرنجية عالية. ويتناغم مع هذا التوجّه بعض التغييريين والسياديين.

ولكن، هل انّ تعطيل النصاب الملوّح يمكن أن يصمد؟ ثمة من يقرأ في هذا المشهد، خشية جدّية لدى الملوّحين بتعطيل نصاب جلسة الانتخاب، من ان يكون أمر ما يجري من تحت أرجلهم، ومن ان تتمظهر على الساحة الرئاسية إن عاجلاً او آجلاً، تداعيات ومفاجآت مرتبطة بالاتفاق السعودي- الايراني، وما تبعه من تطورات اقليمية نوعية، ومرتبطة ايضاً بالحراك الجاري بين باريس والرياض، والتي يُقال إنّ فرنجية في قلب هذا الحراك. ويضيف صاحب هذه القراءة: يوحي موقفا جعجع وباسيل ومن خلفهما كتلتا «لبنان القوي»، و»الجمهورية القوية» ومن معهما من مستقلين وتغييريين وسياديين، انّ قرار تعطيل جلسة لانتخاب فرنجية او اي مرشح يرفضونه، هو قرار حاسم ونهائي لا رجعة عنه، ولكن التجربة اللبنانية التاريخية، تؤكّد أنّ السياسة في لبنان ليست ثابتة، بل هي متحركة تبعاً للظروف التي تستجد سواء في الداخل او من الخارج. وبالتالي، فرشة المواقف اليوم من الملف الرئاسي تبدو عالية، ولكن هذه المواقف، قد لا تكون هي نفسها غداً. فثمة مقولة معبّرة ودالّة أسقطها بعض السياسيين على الخط الرئاسي، مفادها أن لا مكان للبنانيّين في ملعب الكبار، وبالتالي اعتاد لبنان دائماً أن يكون ساحة للتلقّي والتنفيذ، وليس ساحة للقرار، وعندما يُتخذ القرار بين الكبار في شأن رئاسة الجمهورية، سيجد خلفه أنصار كثيرون، وتلحس كل الشعارات وتُطفأ المماحكات، وتمحى كل العراضات والفيتوات. وإنّ غداً لناظره قريب.

 

مملكة الصبر بين الحرير الصيني والسجاد الإيراني

جان فغالي/موقع السهم/22 آذار/2023

على الطريق البحرية بين أنطلياس والضبيه، شمال بيروت، يرتفع مبنى ضخم تم بناؤه بسرعة قياسية، المبنى هو المركز الرئيسي للمعهد الوطني للموسيقى، «الكونسرفاتوار» الذي يتم بناؤه بهبةٍ صينية، وزاره متفقدًا رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بمرافقة سفير الصين في لبنان ، ما يدفع إلى السؤال: لماذا تستثمر الصين في قطاع الثقافة الموسيقية في لبنان؟وما مصلحتها في تقديم هبة للمعهد الوطني للموسيقى؟ الجواب صعبٌ وسهل في آن: صعبٌ لأن ليس من السهولة بمكان استشراف ما تريده الصين من لبنان، من خلال هذه الهِبات، وقد قدَّمت أكثر من هبة في غير مجال ، وسهل حين نُدرِك أن الصين تتصرف على اساس أنها دولة عظمى شأنها شأن الولايات المتحدة الأميركية ، التي تبني أكبر سفارة لها في المنطقة ، في لبنان ، ومقر السفارة لا يبعد رمية حجر عن مبنى الكونسرفاتوار الذي تبنيه الصين.

الصين ليست طارئة على الشرق الاوسط، تعرفه منذ الفي عام منذ ايام «طريق الحرير»، حين كانت تصدِّر إليه العطور والتوابل والحرير. اليوم تحاول إحياء هذه الطريق بأكثر من العطور والتوابل، بفتح الطرق بين العواصم وتعبيدها، من طهران إلى الرياض، ويكفي ان تكون الطريق بين القوتين العربية والاقليمية قد فُتِحَت، حتى تكون الصين قد حققت أحدث خرقٍ ، عجزت عن تحقيقه الولايات المتحدة الاميركية. قررت الصين أن تكون لاعبًا اقليميًا ودوليًا، منذ سبعة أعوام ، وتحديدًا عام 2016، حين نشرت الحكومة الصينية وثيقة تحت عنوان «سياسة الصين تجاه الدول العربية»، وهي تقع في اثنتي عشرة فولسكاب تتضمن رؤيتها إلى منطقة الشرق الأوسط ، والتـي تلخّـص رؤيـة الصيـن للمنطقة ، على كل المستويات، بعد أن تقدِّم عرضًا للواقع المشترك بين الصين والدول العربية.

وللمفارقة أن مَن يقرأ في الصفحة 3 من الوثيقة، يجد مقطعًا يكاد يكون منسوخًا وموضوعًا في الاتفاق السعودي الإيراني، حيث ورد حرفيًا في هذا المقطع ، في الصفحة الرابعة من الوثيقة : «تلتزم الصين بتطوير علاقاتها مع الدول العربية على أساس المبادئ الخمسة المتمثلة في الاحترام المتبادل للسيادة ووحدة الأراضي، وعدم الاعتداء، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، والمساواة والمنفعة المتبادلة، والتعايش السلمي.» «ديبلوماسية الخطوة خطوة» التي ابتكرها وزير الخارجية الأميركي الاسبق هنري كيسنجر، طبقتها الصين، الوثيقة صدرت عام 2016 ، فباشرة بتطبيقها عام 2023 ، الصين تستثمر في الوقت ولا تحرق المراحل، تراقب خصمها ، تستفيد من أخطائه ، وربما من هفواته ، وتتعلَّم منها . راقبت كيف تعاطى الرئيس الرئيس الأميركي جو بايدن مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، حين زار بايدن المملكة في تموز الفائت، لم يصافحه بل سلَّم عليه بقبضة يده في ما يُعرَف ب«سلام كورونا»، علمًا أن بايدن صافح الملك سلمان مصافحة عادية. وفي المحادثات الثنائية بين الوفدين الأميركي والسعودي، تطرق الوفد الأميركي إلى قضية خاشقجي ، فردَّ الوفد السعودي بإثارة قضية الصحافية الفلسطينية شيرين ابو عاقلة. علاقة المملكة بالولايات المتحدة تراوح بين باردة مع الرؤساء من الحزب الديموقراطي ، من باراك أوباما إلى جو بايدن ، وأكثر حرارة مع الرؤساء الجمهوريين ولاسيما مع الرئيس السابق دونالد ترامب ، ومع ذلك فقد شعرت المملكة بأنها مستفزَّة حين حمل ترامب لائحة الأسلحة وأسعارها وعرضها على ولي العهد، في مشهدٍ كأنه بين بائعٍ وشارٍ ، وتضمنت اللائحة قائمة بأنواع الأسلحة من الدبابات الأمريكية والطائرات المروحية وغيرها من المعدات العسكرية التي ستشتريها السعودية ضمن صفقات عسكرية تصل قيمتها إلى 12.5 مليار دولار أميريكة. لم تستسِغ المملكة هذا الأداء الفوقي، بدأت الاستدارة المتوازنة والمتوازية، ففُتِحَت الخطوط بين الرياض وبكين ، تلقف التنين الصيني اللحظة الاستراتيجية: روسيا والولايات المتحدة الاميركية وأوروبا منهمكون بالحرب الأوكرانية. لم يحصل التوافق الأميركي السعودي على أسعار النفط، ربطًا بالأزمة العالمية إثر اندلاع الحرب الأوكرانية .

تراكُم معطيات الأزمة بين واشنطن والرياض، فَتَح الطريق بين بكين والرياض .

ماذا بعد ؟

تعرف المملكة التوازنات، بمعنى ان الاقتراب من بكين لا يعني بالضرورة الابتعاد عن واشنطن، فالعلاقة بين البلدين تاريخية بكل المجالات: العسكرية والأكاديمية والصحية والتكنولوجية وغيرها، كل هذا لا يُمحى بشطبة قلم، كل ما تهدف إليه السعودية ، أن تقول للعالم ولاسيما للولايات المتحدة الأميركية، ان لديها مروحة من الخيارات تبدأ بواشنطن ولا تنتهي ببكين ، فالمملكة هي من أكبر الأسواق سواء لوشنطن أو لبكين. الصين تُحيي طريق الحرير. إيران تستعير المثابرة في حياكة السجاد، والسعودية تستعيد عنوان «مملكة الصبر» التي تأخذ من شقاء الصحراء وقساوتها ، لتحويلها إلى مساحة حياة.

 

بل هو محمّد بن عبد العزيز

غسان العياش/النهار/22 آذار/2023

في غمرة الأزمة الاقتصادية التي تجتاح العالم والمخاوف من الانزلاق إلى حرب عالمية، أظهرت تقارير مؤسّسات التصنيف العالمية قوة الاقتصاد السعودي ومتانة النتائج التي حقّقها في السنوات الأخيرة. وعكست نجاح المملكة في الحفاظ على دورها القيادي في الاقتصاد الإقليمي والدولي.

فقد رفعت مؤسّسات التصنيف الدرجة الائتمانية للمملكة، بالاستناد إلى الإصلاحات التي طوّرت اقتصادها وحسّنت مركزها المالي وإدارة الديون، بما يعكس نجاح الإدارة الاقتصادية للبلاد والبرنامج الذي يقوده ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وقد أجمع محلّلو "إس أند بي غلوبال" و"فيتش ريتينغز" و"موديز" على الإشادة بالإصلاحات التي دفعت النموّ الاقتصادي في القطاع غير النفطي بدعم من الاستثمارات غير النفطية التي يقودها الصندوق السيادي للسعودية. حسب التوقّعات المالية للحكومة في الشهر الأخير من العام الماضي، فإن المالية العامّة للدولة ستحقّق فائضا يتجاوز الأربعة مليارات دولار خلال العام الجاري، ما يقارب ضعف التقديرات السابقة. واستشهدت وكالة "موديز" بالإصلاحات التي ستقلل من اعتماد المملكة العربية السعودية على الهيدروكربونات الذي يعرّضها لمخاطر دورات النفط الخام.

هذه النتائج الاقتصادية الباهرة تبقى، رغم أهمّيتها وتحقيقها في الزمن الصعب، إنجازات اقتصادية عادية يمكن أن تحصل في أي بلد من بلدان العالم، ومن المبالغ فيه اعتبارها إنجازات تاريخية. لكن ولي العهد السعودي يحقّق منجزات تاريخية في مكان آخر. فهو على أبواب تغيير حقائق التاريخ في الخليج العربي من خلال تنويع العلاقات الخارجية لبلاده. فإذا استمرّ هذا الاتّجاه وتجذّر يقلب الأمير محمّد 78 عاما من العلاقات الأميركية السعودية كما أرساها جدّه الملك عبد العزيز والرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت في شباط 1945.

في ختام مؤتمر يالطا الذي عقده المنتصرون الكبار في الحرب العالمية الثانية، همس الرئيس روزفلت في إذن رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل وأبلغه بخبر نزل عليه مثل الصاعقة. فقد أعلمه بأنه مسافر إلى مصر لكي يجتمع ببعض قادة المنطقة وبينهم الملك السعودي عبد العزيز آل سعود، فأدرك تشرشل أن الأميركيين يسعون إلى السيطرة على نفط السعودية والخليج الذي كانت بريطانيا تعتبره منطقة نفوذ خاضعة لها.

في الاجتماع الذي عقد بين الزعيمين الأميركي والسعودي على متن الطراد كوينسي تمّت الصفقة التي حكمت علاقات بلديهما طيلة ثمانية عقود، والتي أدّت إلى توفير الولايات المتحدة الحماية غير المشروطة للسعودية، مقابل ضمان السعودية لإمدادات الطاقة للأميركيين. وقد استقرّت علاقات البلدين وتعزّزت بفعل تحالفهما في وجه الشيوعية السوفياتية التي شكّلت خطرا على المصالح الأميركية والإسلام السعودي في نفس الوقت. على مرّ الزمن اعتاد الأميركيون على التعامل بتعال مع ملوك السعودية وكثيرا ما جرّبوا فرض إرادتهم السياسية عليهم، وقلّما وجدوا ملكا مثل فيصل بن عبد العزيز يواجه سياساتهم وإملاءاتهم في اللحظات الحاسمة. وبالطبع، لم يعرفوا مثيلا لعبد العزيز، الحاكم العنيد والداهية المحنّك الذي قضى حياته منذ طفولته يتنقّل إلى جانب والده عبد الرحمن، من حرب إلى حرب ومن موقعة إلى موقعة حتى تمكّن من توحيد المملكة شرقا وغربا تحت سلطة آل سعود. 

لا نعرف المسار الذي ستسلكه علاقات الأمير محمد بن سلمان مع الأميركيين، لكن إرهاصاتها الأولى تشير إلى أنه، على خطى جدّه عبد العزيز، ميّال إلى التمرّد على إملاءاتهم التي لا تناسب مصالح المملكة، كما حصل في مشاحناته معهم حول كمية انتاج النفط وقضايا أوبك وعندما غامر بقبول مصالحة إيران برعاية الصين حتى لا تكون بلاده مرتهنة لإرادة دولية وحيدة الجانب.  في محادثاته مع روزفلت على متن الطراد كوينسي، منح الملك عبد العزيز الأميركيين امتيازات تاريخية في مجال صناعة النفط وأرسى معهم علاقات مديدة، لكنه تشدّد حيال مطالب روزفلت بشأن زيادة عدد المهاجرين اليهود إلى فلسطين. وقال لروزفلت من الأجدر بالأوروبيين أن يستوعبوا اليهود في البلاد الأوروبية التي طردوا منها. ومن غير المستبعد أن تكون العلاقات مع إسرائيل موضع توتّر مستتر بين الأمير وحكام واشنطن. فأسياد البيت الأبيض الذين أهملوا مبادرة الملك عبد الله للسلام منذ سنة 2002، يضغطون بكل قوّتهم لتحقيق المصالحات الإسرائيلية الخليجية، في وقت تستفحل فيه العنصرية في إسرائيل وتسيطر على الحكومة أكثر الأحزاب تعصّبا ويمينية في تاريخ إسرائيل.

 

"موارنة في جبل عامل" كتاب نحتاجه هذه الايام

بيار عطاالله/فايسبوك/22 آذار/2023

"موارنة في جبل عامل من زمن فخر الدين الثاني حتى لبنان الكبير" كتاب جديد عن "دار سائر المشرق" للعقيد الركن في الجيش ريمون جوزف فرحات، الذي يتحدث بإسهاب عن موارنة بلدات رميش، عين إبل، دبل والقوزح مقدماً تواريخ الاجتماع الماروني في هذه البلدات كنموذج عن الانتشار المسيحي في كل الجنوب. وتنبع اهمية الكتاب وعنوانه في هذه المرحلة بالذات من توتر الطروحات لدى البعض واصرارهم على تقديم مشاريع بديلة غير واقعية، تتناقض مع القضية الاساس التي قامت عليها هذه البلدات لجهة تعزيز الفكرة اللبنانية الجامعة ضمن حدود لبنان الطبيعية التي ارساها الامير فخر الدين المعني الثاني، صاحب المشروع الرؤيوي الاستقلالي، لا بل النهضوي للبنان في القرن السادس عشر يوم كان الشرق وشمال افريقيا برمتها تخضع لسلطان بني عثمان وبطشهم.

الكتاب ممتاز لمن يرغب في التعرف على أصالة الحضور المسيحي جنوب جنوب لبنان،  والملاحظات عليه ليست إلا من قبيل التمني بالحصول على المزيد من هذه المعلومات الرصينة، وخصوصاً لجهة الإضاءة على الوجود المسيحي جنوباً قبل مرحلة فخر الدين والتي أشار اليها المؤلف بشكل عابر  (وهذا امر مبرر لأنه كتب عن مرحلة محددة) مقارباً حال مسيحيي صور الذين كان لهم حضورهم في تلك الانحاء منذ أيام البشارة الانجيلية، والكتاب المقدس وخصوصاً اعمال الرسل تذكر وجود المسيحيين هناك ومرور الرسل عليهم في غدوهم ورواحهم الى الاراضي المقدسة. وعندما تنصرت القبائل الآرامية لاحقاً وحملت لقب القبائل السريانية فإنها لم تتخلى عن مسيحيتها بل ازداد رسوخاً فيها، وعندما وصلت الديانة الاسلامية  كان الامر مرهوناً بمبدأ الرضوخ والخضوع للغزاة العرب واحكام الدين الجديد واملاءاته علماً انه لم يدخل اراضي واقطاعات مهجورة مثل صحراء الربع الخالي، بل انتقل الى الاسلام قسم وبقي هناك مسيحيون بدليل اسماء القرى الجنوبية السريانية. ولم يختفي هذا الوجود مع سيطرة الامويين والعباسيين ولا الفاطميين وكانت صور مثلاً مسرحاً لثورة دموية مسيحية مدعومة من البيزنطيين مع الامير علاقة. وخلال فترة الحكم الصليبي كانت اجزاء واسعة من تلك الانحاء الجنوبية تابعة لمملكة القدس (1099 ميلادية) التي لم تنتهي الا مع صلاح الدين، لكن الشعب لم ينتهي. وفي كل الاحوال فإن النقاط  التي اتحدث عنها تصلح كتاباً او بحثاً أخر لتأكيد المؤكد ووضع الامور في نصابها.

كنت اتمنى ان تشمل الدراسة الحضور المسيحي في انحاء وادي التيم ومرجعيون وخصوصاً عاصمة المسيحيين في الجنوب والمقصود بلدة القليعة وجاراتها العيشية وكوكبا (خصوصاً ان الحفريات الآثرية في كوكبا بيّنت اثاراً رومانية وهيلينية). هذا دون ان ننسى الكثير من البلدات المسيحية الاخرى من غير اتباع المذهب الماروني، وفي بلدة راشيا الفخار – الخريبة ظهرت اثار مملكة القدس الصليبية وهي تعود الى ما قبل فترة الامير فخر الدين المعني الثاني الكبير بكثير. ويذكر البطريرك الدويهي في كتابه الشهير "تاريخ الازمنة" ان  التتر وخلال غزوهم سوريا ولبنان العام 1193 ميلادية، لم يعترضوا على وجود المسيحيين لأن هؤلاء كانوا قد أرسلوا الى ملكهم هولاكو هدايا فأمّنهم، لكّنه امرهم بهدم جميع الأسوار والقلاع التي بيدهم، فلم يهدموا شيئًا وانتشر دين النصرانّية في بلاد الشام ورفعوا الصليب في دمشق ومارسوا ديانتهم علنًا في سوريا ولبنان وفلسطين.

احسن المؤلف في التأكيد على رغبة فخر الدين الاقتصادية-الاجتماعية في خلق وجود مسيحي ثابت عند تخوم امارته الجنوبية بعيداً عن المنطق الحربي، او الخلاف الذي كان مستحكماً بينه وبين زعماء جبل عامل ووصل الى درجة الاقتتال في المعارك المعروفة بين الجانبين. فأمير لبنان ما كان ليرسل جنوده وعائلاتهم وعشائرهم ليسكنوا في وسط مجتمع معاد له واستطراداً لهم، بل استند الامر الى تعزيز حضور هذه الجماعة الموجود اصلاً ولو بنسب قليلة مقارنة مع المحيط. كما يتحدث الكتاب عن المجاعة التي ضربت جبل عامل خلال الحرب العالمية الاولى واصابت الجميع في البلدات المارونية والشيعية حد سواء ودون استثناء، وان التجنيد الاجباري طال الجميع شيعة ومسيحيين رغم محاولات العثمانيين المستميتة لإشعال الفتنة بين الجانبين. كما ويقدم المؤلف تفاصيل مهمة عن نشؤ دولة لبنان الكبير، وموقف اهالي جبل عامل منها، ولجنة كينغ-كراين لتقصي الحقائق واستطلاع رغبات السكان في تقرير مصيرهم. والجيد ان الكاتب يكسر الصورة النمطية التي تقول ان المسلمين ارادوا الاتحاد مع سوريا والمسيحيين ارادوا اعلان قيام دولة لبنان والانتداب الفرنسي، فهناك قسم مهم من الشيعة اراد الانضمام الى لبنان وتشكلت وفود دينية اسلامية ومسيحية من مناطق صور ومرجعيون تفوض البطريرك الحويك بالتعبير عن رغبتها في الانضمام الى لبنان، في الوقت الذي كان فيه رياض غلمية (من مرجعيون) يشارك في "المؤتمر السوري العام" مطالباً بالانضمام الى سوريا. يعالج الكتاب ملف الهجوم على عين ابل وصور في ايار 1920 والاسباب والنتائج بطريقة موضوعية عارضاً وجهة نظر الطرفين، وارتدادات هذه الحادثة على العلاقة بين الموارنة والشيعة في جنوب جبل عامل وصولاً الى مؤتمر وادي الحجير الذي يعرض المؤلف مختلف المواقف منه سواء اكانت ايجابية ام سلبية، كما ويتوقف عند الصراع ما بين فرنسا وبريطانيا على ترسيم الحدود الجنوبية ورغبة اهالي القرى المارونية العارمة في رفض الانضمام الى فلسطين ويكشف عن المذكرة التي ارسلها كهنة البلدات المسيحية في جبل عامل الجنوبي الى البطريرك للمساعدة على التصدي للرغبات البريطانية، وفيها: "نسمع اشاعات تنذرنا ان قسماً من لبنان الجنوبي سيلحق بفلسطين فنكون نحن اول من هدده الخطر، ان المسيحيين هنا لا يطيقون الانفصال عن لبنان وتربطهم به اوثق العلاقات ولا يشوقنا الان ان نستعيض عن حريتنا الوطنية بالاسترقاق الاسرائيلي وعن قوميتنا اللبنانية بالاستعمار الفلسطيني". ولا يغفل الكتاب عن عرض ارقام واحصاءات عن اعداد السكان في البلدات الاربع نهاية القرن 19 ومطلع القرن 20 ، ومسار هذه الديموغرافيا المارونية في حلها وترحالها وهجراتها وتزايد عدد سكانها في مراحل مهمة من تاريخ لبنان وجبل عامل.  وفي الخلاصة، كتاب ممتاز سلمت يدا العقيد الركن فرحات الآتي من صغبين في البقاع الغربي على إنجازه، وننتظر منه المزيد في التأريخ فمن لا ماضي له، لا حاضر ولا مستقبل له...

 

هل تُفرج “خلوة المسيحيين” عن الاستحقاق الرئاسي؟

كارولين عاكوم/الشرق الأوسط/22 آذار/2023

تتجه الأنظار إلى ما ستكون عليه نتائج «الخلوة» التي دعا لها البطريرك الماروني بشارة الراعي النواب المسيحيين لـ«الصلاة من أجل لبنان» في 5 نيسان المقبل، بعد اكتمال نصابها مع إعلان حزب «القوات اللبنانية» توجهه للمشاركة على غرار الكتل النيابية المسيحية الأخرى ومعظم النواب المسيحيين، وذلك بعدما كان قد رفض دعوة بكركي السابقة للحوار. وبينما لم تحمل دعوة الراعي عنواناً سياسياً، بل كانت دعوة لـ«رياضة روحية»؛ يكاد يدرك الجميع أن أزمة انتخاب رئيس الجمهورية ستكون حاضرة بشكل مباشر أو غير مباشر في الخلوة، لا سيما أنها تأتي بعد جولتين قام بهما المطران أنطوان أبو نجم، مكلفاً من الراعي، على القيادات المسيحية؛ إذ تسلّم من الكتل أسماء مرشحين للرئاسة، لكن النتيجة كانت غير إيجابية لجهة التباعد وعدم وجود أسماء مشتركة بين الأفرقاء، وبالتالي صعوبة التوافق.

من هنا، وبينما تعتبر مصادر «القوات» أن الخلوة لن تلامس القضايا السياسية مباشرة، إنما من زوايا لها علاقة بدور المسيحيين وأهمية التواصل فيما بينهم وعدم القطيعة، وبالتالي البحث فقط عن مخارج ممكنة للأزمة؛ يعتبر عميد المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، المقرب من بكركي، أنه لا بد أن تكون السياسة حاضرة في اجتماعات كهذه، واصفاً إياها بالمحاولة الأخيرة للبطريرك الماروني بشارة الراعي للمّ الشمل وحثّ المجتمعين للتشاور والحوار والتوصل إلى نتيجة في الانتخابات الرئاسية.

وتقول مصادر «القوات» لـ«الشرق الأوسط»: «اعترضنا سابقاً على اللقاء الرباعي (الذي كان يفترض أن يجمع القيادات المسيحية)، وشددنا على أن لقاء الـ64 نائباً إذا حصل، لا بد أن يكون وفق آلية معينة تفضي إلى مرشح واحد منعاً لتحميل المسيحيين مسؤولية الفراغ»، وتضيف: «اليوم مع دعوة الخلوة تغيّر الوضع ولم يعد حواراً مسيحياً – مسيحياً، كما أنه ليس له علاقة بالاستحقاقات الدستورية، بل هو لقاء يحمل أبعاداً مرتبطة برسالة لبنان والدور المسيحي والشراكة والتعايش»، معتبرة أنه حتى لو طرح الاستحقاق الرئاسي فستكون المناقشة على ضفافه؛ بمعنى الثوابت وأهمية إنجازه.

لكن في المقابل، ومع تأكيده على أن الاستحقاق الرئاسي سيكون حاضراً في اجتماع الـ64 نائباً مسيحياً، يشدد الخازن على أن البطريرك بشارة الراعي، لن يدخل في الأسماء. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «جولة المطران أبو نجم على القيادات المسيحية التي تركزت على البحث في الملف الرئاسي، لم تصل إلى النتيجة المرجوة، لكن البطريرك الراعي لم يفقد الأمل، وهو سيحاول مجدداً في دعوته النواب المسيحيين لإعادة تصويب المسار وحث الكتل المسيحية، لا سيما الكبرى منها التي لها تأثير في الاستحقاق، للاتفاق». وبينما يلفت الخازن إلى أن المطران أبو نجم حمل 13 اسماً مرشحاً من قبل الكتل النيابية المسيحية التي التقاها، يشير إلى أن المشكلة تكمن في عدم وجود أي أسماء مشتركة فيما بينها، وهو ما عكس صعوبة في مهمته، «من هنا أتت دعوة الراعي إلى حاريصا علّهم النواب يستلهمون من السيدة العذراء، وينجحون في الاتفاق على رئيس الجمهورية».

ويعتبر الخازن أنه قد يتم طرح الأسماء التي جمعها المطران أبو نجم، كما طرح أسماء أخرى، ويقول في رد على سؤال عما إذا كان اتفاق المسيحيين، إذا حصل، سيؤدي إلى اتفاق وطني شامل حول رئيس الجمهورية: «لطالما نادى رئيس البرلمان نبيه بري إلى الحوار والتشاور، ولا سيما لجمع المسيحيين، وبالتالي إذا اتفق هؤلاء سنكون وصلنا إلى مرحلة متقدمة، وستسهّل المهمة التالية».

 

ترمب... مَن المتضرر والمستفيد؟

طارق الحميد/الشرق الأوسط/22 آذار/2023

بينما تتأهب السلطات المحلية، في عدد من الولايات، لاحتمالية خروج احتجاجات لمناصري الرئيس السابق دونالد ترمب على خلفية «توقيفه المحتمل» بسبب رشوة مزعومة لـ«شراء صمت» نجمة أفلام إباحية عام 2016، تعجّ وسائل الإعلام الأميركية بتساؤلات عن الرابح والخاسر في هذه المعركة. وحتى كتابة المقال لم يُصدر المدعي العام في نيويورك، ألفين براغ، إدانة بحق ترمب، وأعتقد في حال صدور قرار الإدانة، وبالتالي الاعتقال، فإن الخاسر الأكبر ليس الحزب الديمقراطي أو الجمهوري، وإنما العملية الديمقراطية نفسها في الولايات المتحدة، وخارجها. توقيت الإدانة، في حال تمت وبالطبع الاعتقال، وفي أثناء الاستعداد لتدشين الحملة الانتخابية الرئاسية في الولايات المتحدة، يعطي انطباعاً بأن العملية مسيسة. ولا يهم هنا التفاصيل القانونية، بالنسبة إلى جزء كبير من الرأي العام الأميركي، وحتى الدولي. وعلينا أن نتذكر أن معركة الانطباعات، إن جاز التعبير، أعقد بكثير من المعارك القانونية أو الصراعات السياسية، وهذا ما يجيده ترمب بالطبع ويلعب عليه منذ ظهوره على المسرح السياسي. رئيس مجلس النواب، الجمهوري، كيفين مكارثي، يقول إنه «أصدر تعليمات إلى اللجان المختصة بالبدء فوراً في التحقيق فيما إذا كانت الأموال الفيدرالية تُخصص للتدخل بالانتخابات عبر شن ملاحقات قضائية مسيّسة». كما اتّهم مدعي عام نيويورك باستغلال منصبه لـ«تنفيذ عملية انتقام سياسي بحق الرئيس السابق». وهذا التصريح لن يكون رأياً جمهورياً، بل إنه انطباع كل مراقب ومهتم بالعملية السياسية في الولايات المتحدة، والديمقراطية فيها. الديمقراطية التي يقول جُلّ المفكرين والساسة الأميركيان إن أفضل طريقة للحفاظ عليها هي ممارستها بشكل جاد في الداخل الأميركي. وبالطبع فإن ظهور ترمب نفسه على المسرح السياسي كان أكبر تحدٍّ للديمقراطية، ومثله التيار الشعبوي دولياً، وبالتالي فإن طريقة التعامل مع ترمب والشعبويين من أمثاله ستكون بمثابة الاختبار الحقيقي للعملية الديمقراطية. وهنا لا نناقش ما يتعلق بالداخل الأميركي، بل كيف ينظر العالم إلى القوة العظمى التي تريد ربط «القيم الديمقراطية» بسياستها الخارجية، خصوصاً أن الرئيس بايدن أعلن، أوائل حكمه، عن مؤتمر دولي للديمقراطيات في العالم. إلا أن ما حدث ويحدث في عهده، وبسوء تصرف من إدارته، كان بمثابة ضربة للديمقراطية، حيث الانسحاب المخزي من أفغانستان، وتسليمها لـ«طالبان» بطريقة ستلاحق مصداقية الولايات المتحدة. وكذلك تعامل بايدن مع الاحتجاجات الإيرانية، وقبله تعامل أوباما مع الثورة السورية. والآن، وفي حال تم توجيه الاتهام إلى ترمب واعتقاله، فإن صورة الديمقراطية هذه، وربط قيمها بالسياسة الخارجية الأميركية، ستتعرض لضربة حقيقية، وسيصبح من المثير للضحك أن يتحدث مسؤول أميركي في المنطقة، مثلاً، عن الديمقراطية، وأهميتها. ومرة أخرى، نحن هنا لا نتحدث في نقاش أكاديمي أو قانوني، بل عن صورة نمطية باتت تترسخ في العالم، ومفادها أنه ما الفرق بين الديمقراطية الأميركية، وصراعاتها السياسية، وبين ما يحدث في بعض دول منطقتنا؟

وعليه فقد سدد الصراع الديمقراطي الجمهوري في الولايات المتحدة ضربة حقيقية لمفهوم الديمقراطية، وأكثر مما فعل خصومها، وتحديداً في عهد الإدارة الحالية.

 

الاتفاق السعودي ـ الإيراني: وجهة نظر واقعية

عبد الغني الكندي/الشرق الأوسط/22 آذار/2023

بعد نهاية الحرب العالمية الأولى في 1918 تحيرَّ الحلفاء أو الدول المنتصرة في الحرب، حول الاستراتيجيات المثلى للتعامل مع ألمانيا (المارقة) لعقلنة سياستها وضمان عدم لجوئها للحروب. ولأن معظم الطبقة الاستشارية في ذلك الوقت كانوا من خلفيات عسكرية والتي تميل بطبعها في الغالب إلى التسرع والاندفاع نحو استخدام القوة، فكانت تفضيلاتها الاستراتيجية تميل إلى لعبة (win - lose situation)، أو لعبة (الفوز كامل لك والخسارة كلها لغيرك)، والشهيرة بمسمى المعادلة الصفرية، والتي بمقتضاها يستحوذ اللاعب المنتصر على كل شيء في حين أن اللاعب الخاسر يخسر كل شيء (كالمباريات النهائية في الألعاب الرياضية). وكانت نتيجة هذه المقاربة أنْ أرغم الحلفاء ألمانيا على توقيع معاهدة فرساي «المذلة» والتي شملت دفع تعويضات هائلة، واستقطاع أراضٍ ألمانية، وتجريدها من السلاح الثقيل، وغير ذلك من العقوبات المهينة. ولم يمضِ على الحرب عقدان ونصف حتى بدأ الكساد العالمي في 1939 فعجزت الحكومة البافارية عن سداد التعويضات، ورافق ذلك ارتفاع نسب البطالة والفقر والتضخم بشكل غير مسبوق وانهيار للطبقة الوسطى. وقد أفضت كل تلك المتغيرات مع أسباب أخرى إلى انبثاق العقيدة النازية وبزوغ هتلر الذي أقحم ألمانيا في الحرب العالمية الثانية التي كانت كوارثها وضحاياها أكبر بملايين المرات من الحرب العالمية الأولى. وكان ذلك يعني أن التفاهمات والمفاوضات بقواعد لعبة «win - lose situation» غير مجدية، وأن فرص السلام وفق معادلة الألعاب الصفرية محدودة جداً، وأن الهدف الذي كانت تريد أن تتجنبه هذه اللعبة بشكل مقصود، وهو منع ألمانيا من إشعال فتيل الحرب، كانت نتيجته عكسية، ومخرجاته غير مقصودة. وبعد الحرب العالمية الثانية، تغيرت الطبقة الاستشارية وبدلاً من الاستعانة بالبيروقراطية العسكرية تمَّت الإفادة من خبراء العلوم السياسية والاقتصاد والذين يميلون بطبيعتهم إلى التدبر بعمق وروية في قراءة كل الخيارات والبدائل المتاحة، أو خلق فرص وسيناريوهات جديدة غير متوقعة، والتفنن في سياسات تحويل هوية الخصم من «عدو» إلى «صديق» أو في أسوأ الحالات إلى «منافس». ومن هذا التوجه تخلى هؤلاء الخبراء عن لعبة «الفوز كامل لك والخسارة كلها لغيرك» أو المعادلات الصفرية، وتبنوا بدلاً من ذلك لعبة «win - win situation»، أي الفوز لجميع الأطراف، وتوزيع المكاسب على الكل. وتمّ التوصل إلى قواعد هذه اللعبة الجديدة بعد أن اكتشف خبراء السياسة والاقتصاد أن معظم الحروب تنشأ لسبب وحيد، ألا وهو «غياب الثقة بين اللاعبين». ففي اعتقادهم أن غياب الثقة يأتي من دور عنصر استراتيجي في غاية الأهمية للعلاقات بين الدول، وهو «نقص المعلومات». وافترضوا بناءً على ذلك بأنه كلما زادت المعلومات عند اللاعبين ازدادت معدلات الثقة وحل السلام والاستقرار بين الدول، وعلى العكس كلما كانت المعلومات ناقصة، أو مشوهة، تشوه تصور صانع القرار عن الخصم المنافس، وبالتالي ازدادت فرص الحرب وغياب السلام، وإن اكتملت المعلومات عند كل اللاعبين ستنتهي لعبة الحرب.

ومن هذا الافتراض تم تشكيل النسق التنظيمي أو الملعب المحكوم بالشروط والقواعد الحاكمة لسلوك اللاعبين والمتجسدة في منظمات إقليمية تبلورت صيغتها النهائية على شكل الاتحاد الأوروبي، والناتو، وتشكيلات مؤسساتية أخرى. وتُدارُ هذه المؤسسات في الغالب بواسطة شبكة معقدة من العلاقات الاقتصادية والتجارية والثقافية والعسكرية، وأجهزة قضائية تحل المشكلات بين الدول الأعضاء، والأهم من ذلك أنها تتكون من مرافق جيوستراتيجية تضمن عملية الحوار البناء بين الأطراف، وتسهيل تدفق كمٍّ هائل من المعلومات بين اللاعبين الأعضاء بما في ذلك أخطر المعلومات العسكرية والاستخباراتية الحساسة. وبموجب ذلك أصبح من حق فرنسا وألمانيا وباقي اللاعبين الآخرين في المنظومة الإقليمية امتلاك المعلومات كافة عن الدول الأخرى، والحق في الزيارات المتبادلة غير المعلنة بهدف التفتيش والتحري عن مصداقية المعلومات ودقتها، وتبادل الإخباريات الأمنية والاستخباراتية، ناهيك بحق امتلاك الأعضاء المعلومات الديمغرافية، والثقافية والاقتصادية الأخرى بعضهم عن بعض.

وبسبب امتلاك هذا الكم الهائل من المعلومات البينية، والعلاقات الاستراتيجية بينهم، ازدادت الثقة بين اللاعبين، وقلّت نسب احتمالات الحروب داخل أوروبا بين الدول الأعضاء، وعمَّ السلام بين أعضاء الاتحاد الأوروبي لأكثر من سبعين عاماً. وبسبب تعميق روابط ألمانيا بشبكة معقدة من المصالح الاستراتيجية مع أوروبا، ازدادت قناعة الساسة الألمان بأن تأثير تكلفة الحرب عليهم ستكون أكبر من الآخرين. ومن هنا تمَّت عقلنة السياسة الألمانية تحت مظلة لعبة الفوز للجميع وتوزيع المكاسب المتبادلة، وبذلك تحوّلت ألمانيا من أكثر اللاعبين المعادين للسلام، والمزعزعين للاستقرار والأمن الدوليين، إلى أكثر الدول سلمية في العالم. والأهم من ذلك أن الثقافة الألمانية بدلاً من الارتهان لثقافة المظلومية، والتشرنق داخل صندوق هزائم التاريخ، والانشغال بحكايات بطولات أمجاد الماضي وقيمه الرمزية، والرغبة بإعادة إنتاجه من أجل الانتقام من الآخر المحتل أو المستعمر، انطلق العقل الألماني إلى مفاهيم القطيعة معها والانطلاق نحو مستقبل صناعي وتكنولوجي ساد العالم.

وبيت القصيد من هذا الاستدلال التاريخي، أيُّ المعادلتين أكثر ملاءمة للتعامل مع إيران؟ وهل يمكن عقلنة السياسة الإيرانية وتحويلها إلى دولة غير معادية للمجتمع الدولي، ولاعب أساسي يسهم في الحفاظ على أمنه واستقراره؟ وهل هناك منظومة إقليمية تضمن تدفق وتبادل المعلومات وتحقيق الحوار البنّاء بين إيران والسعودية أو اللاعبين الآخرين؟ طبعاً الإجابة عن هذه الأسئلة في غاية التعقيد، لا سيما إذا أخذنا بعين الاعتبار أن عقلنة السياسة الألمانية أو حتى اليابانية وتحويلهما من دول فاشية باتجاهات عدائية حيال الأمن والاستقرار الدوليين إلى أكثرهما دعماً لهما، كانت نتيجة هزيمة عسكرية قاسية، وتغيير كلي للنخبة السياسية والآيديولوجيات الفاشية والنازية. أضف إلى ذلك أن الدولتين امتلكتا بنية تحتية صناعية متقدمة قبل الحرب، وثقافة رأسمالية واسعة. وكل هذه الشروط الموضوعية المسبقة مرفوعة وغير منطبقة على الوضع الإيراني. فإيران ما زالت تفاوض بنخبتها السياسية التقليدية، وما زال تصدير شعارات الثورة، ومعاداة الغرب من أهم أدوات سياستها الخارجية، كما أن مشروعها السياسي القائم على التدخل في الشؤون الداخلية للنظم السياسية واستغلال ساحة الدول الهشة والفاشلة لدعم وتسليح ميليشيات وأحزاب وفصائل معادية لحكوماتها مكوّن أساسي في أجندتها السياسية. وهذا الأمر يعني أن الإدارة الإيرانية كلاعب أساسي في المنطقة كانت لا تلعب بقواعد لعبة توزيع المكاسب والأرباح مع الدول الأخرى. بالإضافة إلى ذلك أن السياسات الإيرانية ترتكز على توظيف حالات الفراغ السياسي التي تنشأ من الحروب والفوضى لتحقيق مصالحها الاستراتيجية، عبر دعم القوى والفصائل الموالية لها كالحال في العراق، وفلسطين، ولبنان، وسوريا، واليمن، وبالتالي تهدد توازن القوى الإقليمي بتغيير شروط اللعبة بالمنطقة.

في المقابل فإنَّ السياسات السعودية، تدعم في الغالب شرعيات الحكومات القائمة، ومناوئة لعمليات ملشنة الفصائل والقوى التي تهدد شرعية النظم القائمة، حفاظاً على مكتسبات وبقاء توازن القوى الإقليمي القائم. وبطبيعة الحال، فإن هذه التناقضات الواضحة في السياسات العليا بين البلدين، جعلت من معادلة الربح والخسارة الصفرية معياراً لرسم مشهد العلاقة بينهما، وأدَّى انغلاق كل أشكال قنوات التواصل والحوار التي تسهم في تدفق المعلومات عند صناع القرار إلى تقويض الثقة بشكل كبير بينهما. وازدادت حدة تلك التناقضات والصراع بين البلدين بعد تدخل إيران في اليمن وتوظيفها ميليشيات الحوثي كمخلب قط في خاصرة السعودية، وتمدد نفوذها في المناطق اليمنية والتي تعدها السعودية عمقها الاستراتيجي وحديقتها الخلفية الجنوبية، واتخذ هذا المنحى اتجاهاً أكثر خطورة بعد الاعتداء العسكري - الإيراني على محطات «أرامكو» بالمنطقة الشرقية، والذي قابله موقف أميركي ودولي متراخٍ وغير متسق مع التزام المجتمع الدولي الحفاظَ على استقرار سوق الطاقة العالمية.

بيدَ أنه ورغم تراكم الأرباح والمكاسب التي حصدتها إيران من نفوذها الإقليمي وتغلغلها في مناطق الدول الفاشلة والمنهارة، فإنها تعرضت في الآونة الأخيرة لخسائر فادحة أسهمت ربما في تَطلُّع نظامها إلى البقاء، وبالتالي تغيير قواعد لعبتها الصفرية، وتحوّل دبلوماسيتها من مقاربة «الفوز كامل لك والخسارة كلها لغيرك» إلى منطق «الفوز لجميع الأطراف وتوزيع المكاسب على الكل». فلربما قد يكون تغيرها على هذا النحو بسبب أزماتها الداخلية الحادة كالانتفاضة الشعبية الواسعة الممتدة لشهور جراء مقتل مهسا أميني، ورفع هتافات مناوئة لحكومة الملالي والمرشد العام، بل وإحراق صوره في الشوارع، واعتداء المتظاهرين على رجال الأمن وأصحاب العمائم. ورافق ذلك انهيار للعملة الإيرانية وازدياد حالات الفقر والبطالة وتضخم هائل للأسعار بسبب الحصار الاقتصادي القاسي المفروض عليها. وتفاقمت أيضاً الخسائر الإيرانية بسبب فقدان كثير من الدول الأوروبية ثقتها بالسياسات الإيرانية الناتجة من دعم إيران للحرب الروسية ضد أوكرانيا وتسليح الجيش الروسي بطائرات درون الإيرانية، علاوة على استخدام الشرطة للقوة المفرطة والعنف ضد المتظاهرين الإيرانيين. وفي المقابل، أعادت الحكومة السعودية ترتيب أوراق لعبتها السياسية خارج مظلة الوسيط الأميركي بسبب غياب جدّية الدور الأميركي في حل قضايا الشرق الأوسط، ووضوح عجزه عن إيقاف مشاكسات إيران في المنطقة وتهديداتها الأمنية لتوازن القوى الإقليمي، وانشغال الحكومة السعودية بقضاياها التنموية الداخلية التي لن تزدهر إلا في ظل مناخ إقليمي سلمي، بعيداً عن أي مشاريع للحرب. ومما عزَّز من رغبة السعودية في إعادة ترتيب أوراقها، هو إحجامها عن التورط في إقحامها في أي عملية عسكرية مستقبلية ضد إيران، لا سيما في ظل التهديدات العسكرية الإسرائيلية الجدية بضربة ضد منشآت إيران النووية، وهو الأمر الذي قد يدفع الإيرانيين إلى الانتقام المضاد باستهداف مصالح السعودية لرفع تكلفة الحرب على المجتمع الدولي.

ولذلك يبدو أن كل تلك العوامل أسهمت في إنتاج هذا الاتفاق. وربما يكون الاتفاق بمثابة مشروع بداية طريق لترتيب قواعد لعبة «الفوز للجميع win - win situation» والتي جاءت نتيجة لتقاطع واضح في قناعة كِلا اللاعبين الإيراني والسعودي في ارتفاع تكلفة الخسائر لكليهما عند الاستمرار في عملية العداء والمعادلة الصفرية، ورغبة النظام الإيراني في الانعتاق من أزماته الداخلية والدولية، وإرادة صانع القرار السعودي الانشغال بقضاياه التنموية التي يعكّر صفوَها حربُ اليمن، ودعم إيران لميليشيات الحوثي أو سيناريوهات إشعال حرب مقبلة على إيران. والأهم من كل ذلك التقاطع المشترك في غياب ثقة اللاعبين الإيراني والسعودي في الدور الأميركي لقيادة المنطقة. ونظراً لانعدام أي منظومة إقليمية تعزز الثقة بين البلدين، وغياب الوسيط الأميركي، ومحدودية قدرات الوسيط العراقي أو العماني في إرغام إيران على الوفاء بالتزاماتها مما يعزز من ثقة اللاعب السعودي بالتعهدات الإيرانية، كانت الصين هي البديل الاستراتيجي. فالصين تمتلك أوراق ضغط هائلة ضد إيران، فهي أكبر شريك تجاري لها، والمستورد الأول لمشتقاتها النفطية، ووقّع البلدان اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة المبرمة لمدة 25 عاماً والتي بموجبها تستثمر الصين 400 مليار دولار في الاقتصاد الإيراني، مقابل أن تمد إيران الصين بالنفط وبأسعار ثابتة ومنخفضة للغاية، وشراء مشتقات النفط الإيراني بالين الصيني بدلاً من الدولار الأميركي. وبهذه الاتفاقية ومصالح مشتركة أخرى هيمنت الصين على القرار الإيراني، وامتلكت أوراق ضغط ضخمة ضد إيران للوفاء بتعهداتها. وفي المقابل نشطت العلاقات الصينية - السعودية الاستراتيجية مؤخراً في المجالات التجارية والتكنولوجية، وقادت الأخيرة مؤتمر العلاقات العربية - الصينية، وفتحت الأسواق العربية للمستثمر الصيني. كما أبدت الصين، في المقابل، رغبتها في الاستثمار الاقتصادي في الأسواق العربية بشكل عام والخليجية بشكل خاص. كل هذه العوامل كرّست الدور الصيني كلاعب أساسي في الصراع السعودي والإيراني وكبديل عن الوسيط الأميركي، والنظر إلى الصين بوصفها أولاً مرجعاً نهائياً لكِلا اللاعبين السعودي والإيراني في حل الصراعات التي قد تنشب بينهما، وثانياً بوصفها لاعباً مهماً في تعزيز عوامل الثقة بين الطرفين. ومن أهم عوامل تعزيز هذه الثقة برعاية اللاعب الصيني هو تبادل المعلومات بين السعودية وإيران، والانخراط في الحوار البنّاء بينهما، والذي تبلورت بواكير بعض إرهاصاته في إعادة فتح السفارات والقنوات الدبلوماسية، والإحجام عن التدخل في الشؤون الداخلية، وربما يعقب ذلك تدشين علاقات اقتصادية وثقافية بينهما. ومن المحتمل أن تتوسع دائرة الثقة في الدور الصيني كمرجع تحكيمي لتشمل بقية اللاعبين في منظمة مجلس التعاون الخليجي، أو إنشاء منظومات إقليمية موازية تُعنى بملفات استراتيجية أخرى سواء بين السعودية وإيران أو بين إيران وبقية الأطراف الأخرى بهدف تعزيز الثقة في السياسات الإيرانية، وضمان الوفاء بالتزاماتها. ولكن ورغم أهمية كل ذلك، فإن توقيع معاهدة «عدم الاعتداء» برعاية وضمانة صينية بين إيران وبقية اللاعبين يُعدُّ مطلباً استراتيجياً في المرحلة الحالية لا سيما في ضوء التهديدات الإسرائيلية الجدية بالحرب الاستباقية ضد إيران، وحتى لا ينزلق اللاعبون في الخليج إلى صراع عسكري في حال تعرضت إيران لأي هجوم مستقبلي.

وختاماً، ستبقى الأسئلة التالية مفتوحة للاختبارات القادمة: هل من الممكن للاتفاق المبرم بين الدولتين عقلنة السياسة الإيرانية وتخليها عن طموحاتها الاستراتيجية بدعم وتسليح حركات ما دون الدول الوطنية، وإلزامها احترام قواعد القانون الدولي في ظل عقلية نظام حكم الملالي؟ وإلى أيِّ مدى ستنجح السياسة الصينية في الضغط على إيران للوفاء بتعهداتها، وإرغامها على الإحجام عن الاعتداء على المصالح السعودية والخليجية في حال تعرضت منشآتها النووية لهجوم عسكري من إسرائيل أو أميركا؟ وهل من الممكن ربط إيران بشبكة معقدة من المصالح الاستراتيجية، أو العوامل الجيوستراتيجية، أو إخضاعها لترتيبات إقليمية عليا وشروط موضوعية أخرى ترفع تكلفة إشعالها للحروب أو تدخلها في الشؤون الداخلية للدول؟ وهل الانفتاح الثقافي لحكم الملالي على العالم وتحديث بنية النظام الإيراني ممكن أن يؤدي لانهيار نظامها الثيوقراطي؟ والأهم من ذلك كله، هل من الممكن أن تنجح قواعد لعبة «win - win situation» مع نظام الحكم الإيراني القائم، وبالتالي الإسهام في تخفيف تصعيد التوترات والأزمات السياسية في المنطقة، أم أن الاتفاق مجرد هدنة لاكتساب مزيد من الوقت لا أكثر؟

 

الاتفاق السعودي الإيراني والإقليمية الجديدة

عبد المنعم سعيد/الشرق الأوسط/22 آذار/2023

وقت نشر هذا المقال سوف يكون أسبوعان قد مضيا منذ توقيع الاتفاق السعودي الإيراني، وخلالهما لم تتوقف تصريحات السياسيين، والكتابات والتعليقات والتحليلات من قبل المراقبين. لم تكن غائبةً عن أحد الأهمية التاريخية والاستراتيجية لطرفي الاتفاق (السعودية وإيران)، وكلاهما يساهم بكثير في أقدار العالم والمنطقة، سواء في التاريخ القديم أو الحديث. لكن العراقة ليست قضيتنا، على الأقل في هذا المقال، فما يهمنا هو كيف تكون خطوة تاريخية بمثل هذا الحجم دافعة للواقع في منطقة الشرق الأوسط التي عانت طوال العقود الماضية من تطورات سلبية مؤسفة، أو هكذا بدت بعد ثورات وتجارب وحدوية وانفصالية وحروب أهلية. خلال العقد الأخير، بدت بارقة أمل، تجسدت أولاً في تعضيض وجود الدولة الوطنية في عدد من الدول العربية، بإعادة الاعتبار لماضيها وأصولها التأسيسية؛ وثانياً السعي للتنمية بخطوات منظمة غير مسبوقة ومستمرة وساعية بقوة للاستدامة؛ وثالثاً احتضان العصر بأبعاده التنموية والحضارية والتكنولوجية والاستفادة من حقيقة تميز «القادمون الجدد» في اللحاق بعالم بات متغيراً كل يوم، ومرتقياً كل ساعة إلى آفاق لم تعرفها البشرية من قبل.

جملة ما قيل هو السعي الإصلاحي لداخل دول عربية، أعياها التخلف عن المسيرة العالمية، ولم يكن ممكناً أن يستبعد منها ضرورة وجود «إقليمية جديدة» تتخلص من الآيديولوجيات والمنافسات العقيمة. ولعل ميلاد هذه المسيرة قد جرى أثناء انعقاد قمة مجلس التعاون الخليجي عندما صدر «بيان العلا» الداعي إلى السعي نحو «التهدئة» وتخفيف حدة التوتر داخل المنطقة من خلال الحديث المباشر، والتفاوض حول المسائل المعلقة حتى يمكن استعادة علاقات تقوم على مصالح دائمة، ومن بينها إدارة الخلافات بين الدول. اختيار «العلا» للقمة والبيان لم يكن من قبيل الصدفة، فقد كانت الإشارة إلى واحدة من زهرات الإصلاح السعودي الهامة في شمال غربي المملكة حيث التماس مع الشام ومن ورائها البحر المتوسط، والنظر عبر خليج العقبة، ومن ورائه البحر الأحمر وقناة السويس ومصر.

ما حدث بعد بيان العلا في 5 يناير (كانون الثاني) 2021 بات معلوماً الآن، ويظهر من اختفاء أخبار تحالفات جرت، ومن بعدها مباحثات ولقاءات، بعضها كان تعميقاً لما فات من اتفاقيات إقليمية، وما جرى استحداثه من جسور وطرق. واحدة من هذه النتائج كانت المفاوضات السعودية الإيرانية التي مهدت لها وساندتها العراق الذي يتحسس طريقه هو الآخر نحو الإصلاح والخروج من فترة دامية في تاريخه. عُمان كانت في مكانها المرصود من الدبلوماسية والوساطة في جنوب شرقي الجزيرة العربية حيث الجوار مع دولة الإمارات الفتية وإيران الثورية في ناحية، واليمن والمحيط الهندي في ناحية أخرى. الشائع في الكتابات هو أن الصين حلت إلى المسرح التفاوضي لكي تنجز الاتفاق، وعلى مدى عامين ورغم الجهد الدبلوماسي الفائق، فإنه حسب ما صرح وقتها، لم يقد الحوار إلى شيء. والحقيقة أن ذلك لم يكن دقيقاً فأحياناً قد لا تنجح المفاوضات، ولكنها على الأقل تضع جدولاً بالقضايا المختلف عليها، ورؤية كل طرف لها، والأهم من ذلك كله تعريف كل طرف لمصالحه القومية الدقيقة التي طرفها ما لا يمكن التنازل عنه، وطرفها الآخر ما يكون فيه الأخذ والعطاء.

وكانت هذه هي اللحظة الذهبية التي عندها جاءت اليد الصينية الساحرة في لحظة ممتلئة بإثارات الحرب الأوكرانية، ومعها مبادرة السلام الصينية التي لا يوجد غيرها على طاولة العالم السياسية. وقبل شهور وخلال قمم عقدت في الرياض كان واضحاً أن الصين والسعودية باتتا على وفاق سياسي ومعه مصالح استراتيجية متوافقة قوامها النفط السعودي والمشاركة في أكبر عملية استثمار إصلاحي عرفتها الجزيرة العربية في التاريخ المعاصر. إيران هي الأخرى عقدت توافقاً مع الصين لا يقل أهمية فتقوم الثانية بإعفاء الأولى من آثار العقوبات الأميركية؛ وتقوم الأولى بإمداد الثانية بالنفط بعقود ميسرة مع فرص استثمارية إيرانية. اللحمة الصينية على الجانبين السعودي والإيراني سمحت للصين بإقناع كل طرف أن هناك ما يكفي وفق الظروف السائدة في العالم، أنه من الممكن تحقيق مصالحه الرئيسية، وفوقها تحقيق عدد من المنافع، ودفع عدد من الأخطار، وتجاوز كثير من المزالق الخطيرة.

دخول الصين على هذا المنوال جعل الاتفاق من حيث الاهتمام الإعلامي ظاهرة عالمية، في وقت بدا فيه أن القوى العالمية الثلاث (الولايات المتحدة وروسيا والصين) متداخلة بالفائدة أو بالأسف فيما تحقق نتيجة الوجود والمصالح المتنافسة المعروفة على المستويين العالمي والإقليمي. ولكن ما يهمنا هنا هو أن الاتفاق مثل خطوة كبيرة في بناء «الإقليمية الجديدة» في الشرق الأوسط الساعية إلى الإصلاح والتنمية والأمن الإقليمي في آن واحد، في لحظة يبدو فيها العالم أكثر اضطراباً من أي وقت مضي. الاتفاق خلق إضافة في التهدئة والتفاوض من ناحية، وفتح الأبواب لحل كثير من المعضلات الكبرى، ربما كان أهمها أنها كسرت حواجز كثيرة مع دولة إقليمية كبرى مثل إيران، التي إذا أضيفت إلى ما حدث مع تركيا تأخذ الإقليم كله إلى آفاق إيجابية بعيدة. وفي بعض الأحيان، فإن المصادفات التاريخية تلعب دوراً غير قليل، فرغم الخسائر الجبارة التي نجمت عن الزلازل في الجوار التركي السوري، فإن الدول العربية قفزت بمحركات إنسانية عميقة نحو تقديم العون والنجدة من الجو والبحر، وحتى ساعة كتابة هذا المقال كان الجسر الجوي السعودي لا يزال مستمراً؛ ورغم الظروف الاقتصادية الصعبة في مصر، فإن القاهرة استفادت كثيراً من خبراتها في الإغاثة والنجدة. ثورة الطبيعة كثيراً ما تخفض حجم ومدى خلافات الدول والبشر.

باختصار، أصبح الاتفاق السعودي الإيراني لبنة إضافية لما جرى في الإقليم الشرق أوسطي من قبل في شكل اتفاقيات للسلام، إبراهيمية كانت أم لم تكن، والتعاون التنموي المتعلق بالنفط والغاز في منتدى شرق البحر المتوسط، أو ذلك المستفيد من التماس الجغرافي والتوافق «الجيوسياسي». الاتفاق من جانب آخر يفتح أبواباً لحل معضلات مستعصية، يقع في مقدمتها «الأزمة اليمنية» بجوانبها المعقدة التي هددت الأمن القومي لدول عربية، وساهمت في قسمة غير نبيلة بين المسلمين سنة وشيعة، وجعلت من «الهلال الخصيب» قليل الخضرة والنماء، ومرتعاً للتطرف والإرهاب. المؤكد أن كل ذلك يشير إلى أن طريق «الإقليمية الجديدة» لا يزال طويلاً، والاختبارات كثيرة، ولكن السؤال المهم هو عما إذا كانت هذه التطورات المثيرة كافية لتحقيق الكتلة الحرجة التي تحقق السلام والأمن الإقليمي بين العرب وجيرانهم أم لا، مثل ذلك ليس عنوانه كاتباً أو محللاً، وإنما هو من صميم عمل الساسة، وإذا كانت دول عربية تعيش لحظة نهضة استثنائية تتطلع إلى أن تكون منطقتنا ممثلة لأوروبا الجديدة في تاريخ العالم، فإن هناك كثيراً من الساسة سوف يطل علينا باحثاً عن دور ورسالة، ربما يكون الغموض بشأنهما من الأمور البناءة!

 

عشرينية بغداد... ثلاثينية أوسلو

بكر عويضة/الشرق الأوسط/22 آذار/2023

أحياناً، يبدو الزمن لك كما لو أنه جامد، في حين أنه يمر سريعاً، مَرَّ السحاب، فإذا بعشرين عاماً تبدو كأنها مخاض ليل أمس قريب، وضعت حملها المريب، ثم ولّت الأدبار، مثل برق خطف الأبصار ما بين طرفة عين وانتباهتها، تبعه رعد مخيف زلزل الأرض، وحين أفاق أهلها أدركوا أنهم كما النيام وقد فاجأهم الموت، فانتبهوا. سلام عليك بغداد في عشرينية غزوك. ها أنت ما تزالين للصمود في مواجهة نعيق بوم الخراب عنواناً، كما أثبت أنك بئس المهاد لأولئك الذين زعموا زوراً للناس أنهم آتون كي يبعثوا «دولة الخلافة» من جديد. عما قريب، بعد ستة أشهر، تقريباً، تتبعك ثلاثينية اتفاق أوسلو، ذلك حمل آخر، بدا غريباً هو الآخر عندما زعم محتل جزء من أرض غيره، ومغتصب معظمها، أنه راغب في سلام عادل يعيد بعض الحقوق إلى أهلها، فإذا بمسار التطبيق العملي يثبت أن الحمل كاذب من الأساس.

هل ثمّ ما يجمع بدء حملة غزو العراق قبل عشرين عاماً، مع يوم توقيع اتفاق أوسلو في واشنطن نهار الثالث عشر من سبتمبر (أيلول) سنة 1993؟ نعم، بالطبع. إنما، في حسابات الزمن، ليس ثمة مفرٌّ من الرجوع إلى الثاني من أغسطس (آب) 1990، يوم غزا صدام حسين، الرئيس العراقي زمنذاك، جاره الكويتي. ذلك نهار زلزال عربي، وبالتأكيد عالمي، سوف يظل وقع ارتدادات تأثيراته يظلل مُجريات ما جرى من بعده في منطقة الشرق الأوسط ذاتها، وفي الإقليم المحيط بها، ثم في المناطق الأبعد منها، لكن ذات الارتباط الاقتصادي الوثيق الصلة بكل دولها. غزو صدام حسين للكويت، هو أساساً الذي فتح كل الطرق التي أوصلت العراق ذاته، أولاً، ثم جواره الإقليمي، ثانياً، إلى ما اشتعل من حرائق جهنمية. صحيح أن إخماد بعضها تمّ ظاهرياً على الأرض، فيما لم يزل جمرها يستعر في الخفاء، كما هو الأمر المتعلق بتنظيم «داعش»، مثلاً. أما بعض تلك الارتدادات، الشديد الخطر حاضراً، وكذلك مستقبلاً، فواضح لكل ثاقب نظر أنه مستعص على الإطفاء التام، خصوصاً منها ذاك الذي يخص شبح انقسامات طائفية بغيض، كان مجتمع العراق المدني نجح في تجاوزها منذ زمن بعيد. لو أن صدام حسين لم يصر على رفض الانسحاب من الكويت، بعدما أقدم على ارتكاب الكارثة في حد ذاتها، لما كانت هناك ضرورة لاستعانة بعض دول الجوار بقوات تحالف دولي تشكل تحديداً لغرض إرغام الرئيس العراقي على الامتثال لقرارات مجلس الأمن، خصوصاً أنه أطلق العنان لتهديدات بدا واضحاً أنها تستهدف بعضاً من جيران العراق، ومن ثم فإن إطلاق صفة «المحافظة التاسعة عشرة» على الكويت، أوحى أنها ستكون المنطلق نحو غيرها. أبعد من ذلك، وأسوأ، أن صدام حسين أقحم فلسطين، القضية والشعب، الحاضر والمستقبل، في جحيم كارثة غزو الكويت، حينما أعلن ما سُمي «مبادرة الربط» بين انسحاب العراق من الكويت، وانسحاب إسرائيل من الضفة الغربية وقطاع غزة. هو كان يدرك أن ذلك وهمٌ مستحيل التحقيق، وقيل يومها إن قيادياً بين القيادات الفلسطينية، ذا ارتباط بحزب البعث، كان صاحب تلك الفكرة الوهم، التي سبقها وهمٌ آخر، سبق الغزو، تمثل في تهديد صدام حسين أن «يحرق» نصف إسرائيل باستخدام صواريخ مزودة برؤوس «كيماوي مزدوج». بعد هذا كله، ماذا كان يتوقع كل الذين نفخوا في صور عدم خروج العراق من الكويت؟ في الواقع هم كانوا يعرفون أنهم ينفخون في بوق مثقوب، ولم يكن يعنيهم أن التاريخ سوف يوثق كيف أن النتيجة كانت الوصول إلى «أم المعارك»، وما انتهت إليه من كوارث، للعراق، والمنطقة، وبالتأكيد لفلسطين، القضية والناس. بسبب «أم الكوارث» تلك، ذهب فريق التفاوض الفلسطيني إلى مؤتمر أربعاء مدريد (30 - 10 - 1991) وهو يفتقد إلى وضع عربي متماسك يشد الأزر في مواجهة صلف إسحق شامير. أعني هنا التماسك العربي في أرقى درجات تضامن العرب مع الفلسطيني، خصوصاً بعد ما أثار الموقف الرسمي للقيادة الفلسطينية من عواصف في مجتمعات عربية عدة. لكن المؤازرة توفرت، في حدها الأدنى المُتوقع، من قبل أكثر من طرف عربي شارك في المؤتمر. ثم، بعيداً عن مدريد، جرى الالتفاف في أوسلو، وصولاً إلى حفل التوقيع في حديقة البيت الأبيض بواشنطن. هي حلقات تكمل بعضها البعض. هل انتهى المسلسل تماماً. كلا، الأرجح، ليس بعد.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

الراعي استقبل وزير الصحة ووفد جمعية "التجدد للوطن" الابيض: للتحلي بالمسؤولية ووضع مصلحة المريض فوق المصالح الاخرى عربيد: نرحب بمبادرة الراعي للحاجة الماسة إلى الحوار

وطنية/22 آذار/2023

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور فراس الابيض، في حضور نقيب الاطباء السابق الدكتور شرف أبو شرف.

 وقال الوزير الابيض، بعد اللقاء:" الزيارة اليوم لغبطته للبحث في مواضيع عدة وبخاصة موضوع صحة المواطن، حيث ان غبطته يحمل دائما هم المواطنين. واطلعناه على برنامج التقديمات الصحية للمواطنين والخدمات المطلوبة،لا سيما في هذه الظروف الصعبة جدا، والجميع يعلم اننا نعاني في القطاع الصحي والسبب يعود الى الاوضاع الاقتصادية والمالية جراء سعر صرف الدولار ولكن على قدر المستطاع ننظم هذه الخددمات عبر برامج عدة نقوم بها في الوزارة وبخاصة موضوع تتبع الدواء الذي سمح لنا بتنظيم أكثر لادوية السرطان المدعومة وتوزيعها على المواطنين المرضى. وكذلك اطلعناه على بعض المشاريع الاستشفائية التي نعمل عليها لنستطيع بالتالي دعم التعرفات الطبية اكثر من اجل مساعدة المرضى وخصوصا مرضى الكلى والحمد الله اننا استطعنا الوصول الى حل مع المستشفيات والاطباء من اجل الاستمرار في هذه الخدمات من دون ان يدفع المريض اي فروقات".

 أضاف الابيض:" نحن في زمن الصوم وأقرب الى ربنا. ونكرر، صحيح أننا في أزمة صحية وسياسات ومالية ولكن كذلك نرى أزمة اخلاقية كبيرة جدا، لذلك ندعو جميع المسؤولين والنقابات التحلي بالمسؤولية التي تحتمها عليهم مراكزهم لنضع مصلحة المريض فوق المصالح الاخرى.

 وردا على سؤال، قال:"ان موضوع أدوية السرطان وموضوع غسيل الكلى هو من صلب اولوياتنا والاموال الموجودة في ال SDA كافية وبحسب رايي لفترة لاباس بها، هذا اضافة الى ان الدولة تعمل من أجل ايجاد تمويل لهذا الموضوع، وزيارتي منذ فترة الى واشنطن وفرنسا كانت من اجل ايجاد حلول للتمويل من اجل الاستمرار وبدعم المرضى، ولكن في النهاية اذا لم نجد حلا سياسيا ينعكس ايجابيا على الاوضاع المالية لنستطيع الحصول على القروض من صندوق النقد او غيره. فالاكيد ان الوضع الصحي سيكون صعبا جدا، وهذه دعوة من اجل تسريع ايجاد الحلول التي تسمح للبلد البدء في مرحلة التعافي.

جمعية "التجدد للوطن"

واستقبل البطريرك الراعي وفدا من الهيئة التنفيذية لـ"التجدد للوطن" برئاسة شارل عربيد، وتم عرض لآخر التطورات والمشاورات التي تجري بين بكركي والأحزاب السياسية.

 وأشار الوفد في بيان الى انه وضع البطريرك الراعي في "جو العمل على تحضير ورقتين سياسية واقتصادية برؤية متجددة، على أن يتم عرضها ومناقشتها مع غبطته فور إنجازها. وشجع الراعي أعضاء "التجدد" على الاستمرار في تحركهم لمصلحة الوطن. كما أبدى استعداد الكنيسة المارونية ومؤسساتها للتعاون في سبيل إخراج البلد من هذا الانهيار الحاصل".

 عربيد

ورحب عربيد بالمبادرة التي يقوم بها البطريرك، سيما دعوة النواب المسيحيين إلى لقاء صلاة وتوبة للحاجة الماسة إلى حوار ونقاش وطني أكثر من أي وقت مضى"، آملا من القوى السياسية "العودة إلى صوابها حتى نستطيع كلبنانيين إيجاد الحلول لوطننا ولا نبقى ننتظر الحلول من الخارج".

 وردا على سؤال، قال عربيد :" عند سيدنا هناك تفاؤل وإيمان ورجاء دائم، فهذه هي قوة بكركي ونحن إلى جانبها".

ومن زوار البطريرك الراعي: المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير.

 

بري إستقبل خرازي ووفدا مقاصديا

 كرامي: الحل يبدأ بإعادة دعوة رئيس البرلمان للحوار ودونه لا حلول

وطنية/22 آذار/2023

 إستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، رئيس المجلس الإستراتيجي للسياسات الخارجية في ايران الدكتور كمال خرازي ووفد مرافق، في حضور السفير الإيراني مجتبى أماني حيث، وتم عرض للاوضاع العامة في لبنان والمنطقة وللعلاقات الثنائية بين البلدين.

وفد مقاصدي

واستقبل الرئيس بري، وفدا من جمعية "المقاصد الخيرية الاسلامية" ضم اعضاء هيئتها برئاسة الدكتور فيصل سنو، وتناول اللقاء عرض للاوضاع العامة ولشؤون انمائية.

كرامي

وبعد الظهر، عرض الرئيس بري مع النائب فيصل كرامي لتطورات الاوضاع وآخر المستجدات السياسية ولشؤون تشريعية.

وتحدث كرامي خلال اللقاء، فقال: "زيارتي لدولة الرئيس نبيه بري هي طبعاً للمعايدة بشهر رمضان المبارك ولعرض مشروع القانون الذي اعلنت عنه بالامس في طرابلس وتقدمت به اليوم الى مجلس النواب، وهذا القانون بإختصار للتكافل الإجتماعي، إنما بشكل قانوني ومدروس وعلمي، وبالمختصر هو يأخذ من الذي يستطيع أن يستهلك ويعطي الذي لا يستطيع أن يعيش في هذه الظروف. وطبعاً طلبت من دولة الرئيس عرض القانون في أول جلسة تشريعية، ولاقيت منه الحماسة الكافية، ووعدني بعرضه بشكل عاجل على اللجان المشتركة واستمع الى تفاصيل كاملة عنه، وأتمنى من السادة النواب ان يأخذوا هذا الموضوع على محمل الجد لما فيه خير للناس، وهو يشكل "سندة" لهم في ظل هذه الظروف التي نمر بها وهذا الإنهيار العام الذي نعاني منه وشلل السلطة التنفيذية ووجود الحكومة التي للأسف الشديد حتى هذه اللحظة لا تعالج شيئا، وكأن "شغلتها" ليس تصريف الاعمال إنما تصريف الناس من لبنان".

أضاف: "شرحت أيضا لدولة الرئيس صعوبة الوضع الاقتصادي والمعيشي وإنعكاساته الاجتماعية والامنية على المجتمع بشكل عام وخصوصا في طرابلس، وكان هناك توافق على ان الحل الوحيد هو بإعادة إنتظام العمل الدستوري والمؤسسات عبر إنتخاب رئيس للجمهورية، وبرأيي حتى هذه اللحظة لا يوجد ثغرات في طريق الحل لهذا الموضوع، لكن أدعو الى حله لأنه المنطلق لحل كل المشاكل"، معتبرا أن "الحل يبدأ بإعادة الدعوة التي وجهها دولة الرئيس نبيه بري بالاساس، وهي الدعوة الى الحوار ودون ذلك لا يمكن ان ننتظر الخارج لكي يأتي على لبنان بالحلول".

واردف: "كما وضعته في جو لقاء النواب الذي يتشكل الآن والذي نحن فيه على تواصل، وأعطيته رأينا بموضوع رئاسة الجمهورية وما يحكى عن أن هناك دولاً غربية تطرح فكرة السلة المتكاملة. ونحن كتجمع النواب نرفض هذه السلة ونحن مع إنتخاب رئيس للجمهورية، ولتأخذ باقي الأمور مسارها الدستوري لانه من دون ذلك، دخول في ثغرات دستورية وإرهاصات تبدأ ولا نعرف كيف تنتهي، خصوصاً أننا جربنا هذا الشيء بإتفاق الدوحة ولم ينجح وجربناه بالتسوية الرئاسية عام 2016 وأيضاً لم تنجح".

 

امين الجميل استقبل وفداً من "الجبهة السيادية" شمعون: لبنان ليس ساحة حرب ويجب ان يتجه الى السلام

وطنية/22 آذار/2023

استقبل الرئيس أمين الجميّل في "بيت المستقبل" في بكفيا وفداً من "الجبهة السيادية من أجل لبنان "برئاسة النائب كميل شمعون والنائب السابق ادي ابي اللمع وعدد من الأعضاء. وكانت مناسبة لمناقشة عمق الأزمة السياسية وتداعياتها الاجتماعية والاقتصادية. ,بعد اللقاء، دعا شمعون الى "الوحدة لمواجهة "المصيبة"  التي تضرب كل البلد والطوائف"، وشدد على ان "لبنان ليس ساحة حرب ويجب ان يتجه الى السلام وان يكون ملتقى الاديان والحضارات". ولفت الى "وجود ظرف اقليمي مساعد لانقاذ البلد"، آملا ب"انتخاب رئيس للجمهورية يجسد آمال اللبنانيين".

 

قبلان في رسالة رمضان: لتسوية رئاسية سريعة ولن نتنازل عن الشراكة الوطنية والأخوة الإسلامية - المسيحية

وطنية/22 آذار/2023

وجه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، اليوم، رسالة إلى اللبنانيين عموماً والمسلمين خصوصاً، هنأهم فيها بحلول شهر رمضان المبارك، وجاء فيها: "في سياق قول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)، أعلن الله تعالى لخلقه وناسه بداية أكبر مواسم رحمته وأعظم دعواته، فقال جلّ وعلا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، علّ الخليقة تؤوب إليه، وعلّ أهلَ الأرض يتحسسون لطف الأزلية وعطفها، وذلك في لحظة فاصلة تتلاقى فيها بطنان السماوات بوجوه أهل الأرض وناسها".

وقال: "بكل صراحة يتحيّر المرء من أين يبدأ، والألم يعتصر القلب، والنار تستعر بالأضلاع، ونحن على باب أعظم شهور الله وهو شهر رمضان، الذي اختصه الله بنفسه، ودعا خليقته إلى ضيافته، وقرنهم بأعظم كرامته، وعينه سبحانه وتعالى على أهل الأرض وما يجري فيها وما يطرأ عليها. والصوم وظيفة روح وقلب وسلوك وميزان عدل وإغاثة شعوب مظلومة، وأمم محرومة، وتفريج كرب وبلاء وعناء، وإصرار على الحق بكافة نواحيه التربوية والأخلاقية والسياسية والاجتماعية والمعيشية وغيرها. وكما ترون نحن في قلب ضياع عالمي، وتشتت أممي، وانحراف بشري خطير، ومن بين تلك الحروب الظالمة هناك حرب عالمية تخاض على لبنان، بأخطر وسائل نقدية ومالية واقتصادية ومعيشية فتّاكة، وسط طاحونة سياسية حوّلت لبنان إلى خطوط تماس سياسية وكوارث شعبية، وما نحن فيه الآن أسوأ من حرب عسكرية، وهذه الحرب بكل أدواتها الفتّاكة ليست مفصولة عن معارك العالم، وأهدافه السياسية، والمطلوب إنقاذ البلد، ولا إنقاذ من دون تسوية وطنية رئاسية، واليوم البلد في ملعب القوى السياسية، والبلد والأسواق وأنين شعبنا والعملة الوطنية والكارثة الاجتماعية وطواحين الدولار والأسواق كلها في ملعب القوى السياسية، ولذلك نؤكّد أن المطلوب هو تسوية رئاسية سريعة إنقاذاً لوجود لبنان".

واضاف: "هنا أتوجه للشعب اللبناني مسلمين ومسيحيين: يا أهلنا وناسنا ويا شعب لبنان، البلد يعيش كارثة كبرى مرتبطة بوجوده، واللعبة الدولية خطيرة تهدد وجودَه، وأدواتها الداخلية أخطر، ومنها الأدوات التي تتستر العمل الإنساني في سياق تفخيخ البلد، بالشراكة مع مفوضية اللاجئين التي تعمل بكل إمكاناتها لتطيير البلد ولنسف التركيبة السكانية والاستقرار الأمني والاجتماعي فيه. وواضح جداً أن المشروع الدولي يريد لبنان بصيغة "خيم وتهجير وفوضى وفلتان وجرائم"، والجمعيات الملوّنة جزء من هذه الترسانة غير النظيفة، والمخاطر الأمنية عالية، والغرف السوداء أصبحت بقلب الهيكل، وسط بلد يتآكل من الداخل، واقتصاد يلفظ أنفاسه، وبطالة أشبه بسرطان، وأسواق تمارِسُ عملية القتل علناً، وفقر ويد أجنبية ونكبة معيشية لا سابق لها، وعملة وطنية تتعرض لمجازر دولية محلية بسياق حرب نقدية مالية معيشية تريد لبنان بلا حول ولا قوة".

وتابع: "أعود وأقول الحلّ بيد القوى السياسية، ودون التضامن السياسي وجود لبنان مهدّد. وهنا أقول للإخوة المسيحيين ولأخينا غبطة البطريرك هناك من يريد تفجير البلد، واللعبة الدولية جدية للغاية، وإمكاناتها الداخلية كبيرة، وفتيل الأزمة قصير وخطير، والتاريخ مرّ، والآتي أمرّ، وحماية شراكتنا الوطنية من أوجب الواجبات، فالحذر الحذر، لأن الكوارث على الأبواب ومشروع الدولة مهدد، والإسرائيلي وغيره بقلب اللعبة الدولية الإقليمية، والداخل مفتوح على الشياطين، وعينه على الفتنة الداخلية، ومن أخذ سوريا للحرب هو المسؤول عن إغراق الدول بالنازحين وهو نفسه مسؤول عن لعبة القتل النقدي والمالي والمعيشي، فيما الصراع محموم على الغاز في شرق البحر المتوسط، والأميركي يريد محيط الكيان الصهيوني قاعاً صفصفاً، ولا يمكن السكوت عن القطيعة السياسية المقصودة وسط بلد يتدحرج نحو أمّ الكوارث".

واردف: "لن نتنازل عن الشراكة الوطنية، وعن الأخوّة الإسلامية - المسيحية، وعن وحدة لبنان، وعن حماية القرار السياسي اللبناني، والمطلوب تفعيل الحكومة الحالية، وتزخيم العمل التشريعي، لأن الأساس عندنا هو حماية لبنان لا دفنه؛ والسياسة الوطنية لا زواريب فيها، ولا طموحاً شخصياً، وإنقاذ مالية الدولة ضرورة وجود للدولة، ولكن من خلال حماية الأسواق والليرة واليد اللبنانية العاملة، وتفعيل العمل الاجتماعي وإغلاق أبواب جمعيات السفارات التي تريد نسف الهيكل وتدميره. وهنا أقول للحكومة اللبنانية: حماية اليد اللبنانية العاملة ضرورة لقيامة الوطن، وإلا انتهى الشعب اللبناني، والخوف من السفارات أمر معيب وعار، ومراعاة جانب واشنطن وبروكسل تضييع للبلد، والخيار الشرقي ضرورة للبنان كضرورة الماء والهواء، وكفانا بكاءً على الأطلال، وكل الشكر للأجهزة الأمنية، والخوف كل الخوف من الطيش والغرور السياسي ولعبة الارتزاق، والحذر الحذر من موجات سقوط متتالية".

وقال: "نعود ونؤكّد أن الحلّ بتسوية رئاسية سريعة، وهي بيد القوى السياسية، والباب لها مجلس النواب، والوقت قارب على الانتهاء، ووجود لبنان على المِحك، والتعويل على الوعود الدولية لا طائل منه، والأمل كبير على الاتفاق السعودي – الإيراني، ولبنان بحاجة ماسة إلى تسوية الإخوة، والقطيعة السياسية أسوأ خطر يتهدد لبنان".

وختم: "أخيراً، البوصلة فلسطين، والخريطة الدولية التي تعيد توزيع ترسانتها المالية والنقدية والاقتصادية والنفوذية على طريقة سحق محيط فلسطين ترتكب أسوأ المجازر الوجودية بخلفيات صهيونية، والحلّ بإغاثة فلسطين، وكما بدأت كارثة الشرق أوسطية من هناك، يجب أن تنتهي هناك ليعود الأوسط سالماً آمناً ولا محنة للعرب والمسلمين أكبر من محنة القدس وفلسطين. كل عام وأنتم بخير، وحمى الله لبنان وشعبه من أسوأ كارثة تضرب صميم هذا البلد الذي تتسابق إليه سكاكين العالم".

 

ريفي طالب المقاصد بالعودة فوراً عن كل قرار يتناقض مع عقيدتنا وثقافتنا وتاريخنا

وطنية/22 آذار/2023

اعلن النائب اللواء أشرف ريفي في بيان، انه "تأسست "جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية" على يد نخبة من أهالي العاصمة عام 1878م، وانطلقت من مدينة بيروت أم الشرائع إلى كل أنحاء الوطن، حاملةً رسالة وقِيم الدين الإسلامي الحنيف". واكد انها "صرحٌ راسخ وأساسٌ ثابت من معالم العاصمة وتاريخها، ولا يحق لأي مسؤول أو إدارة أن تجري أي تعديل على تلك الأسس والأهداف التي قامت عليها، فهي ملكٌ للمسلمين اللبنانيين، كان دورها وسيبقى الحفاظ على تاريخهم وثقافتهم وعقيدتهم، وهي وقفٌ خيري أسّسه الأجداد وطوّره الأبناء وصانَه الأحفاد، فلا يجوز تغيير شخصيتها وتشويه رسالتها وتاريخها مهما كانت الأسباب والدوافع".  وقال:"نحن نفخر بديننا ونعتز به وبرسالته الإنسانية، كما نحترم أديان الآخرين، وعليه، إننا نطالب بالعودة فوراً عن كل قرار يتناقض مع عقيدتنا وثقافتنا وتاريخنا. حفِظ الله لبنان وبيروت و"جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية".

 

وفد العسكريين المتقاعدين التقى ميقاتي ووعد بطرح مطالبهم خلال الجلسة المقبلة للحكومة

وطنية/22 آذار/2023

افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" ان وفدا من العسكريين المتقاعدين من ضباط ورتباء يمثلون  الأسلاك العسكرية كافة اجتمعوا مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وتم عرض مطالبهم كما صدر البيان الذي وزع أثناء الاعتصام. ووعد الرئيس ميقاتي الوفد على ادراج مطالبهم على الجلسة الاولى التي يعقدها مجلس الوزراء الاسبوع المقبل. وكان تم استقدام اعداد اضافية من عناصر مكافحة الشغب لتعزيز مداخل السرايا  ومحيط مجلس النواب وذلك لاستمرار العسكريين المتقاعدين في تحركهم.وتشهد الساحة الان هدوءا بعد الاشكالات التي حصلت بين القوى الأمنية والمتظاهرين

 

دريان في رسالة الصوم: إما انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة أو الفوضى التي بدأت معالمها تظهر ويدفع الثمن المواطن

وطنية/22 آذار/2023

وجه مفتي الجمهورية  الشيخ عبد اللطيف دريان رسالة الى اللبنانيين بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك الآتي نصها:

 "الحمد لله الذي شرع لعباده الصيام لتهذيب نفوسهم وتطهيرهم من الآثام، أحمده تعالى وهو المستحق للحمد ، وأشكره على نعمه التي تزيد عن العد .

وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له في عبادته، كما أنه لا شريك له في ملكه. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، أتقى من صلى وصام، وحج واعتمر، وأطاع ربه في السر والجهر، صلى الله عليه  وعلى آله وأصحابه ، ومن سار على نهجه، وتمسك بسنته إلى يوم الدين ، وسلم تسليما كثيرا . وبعد: يقول المولى تعالى في محكم تنزيله :﴿شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، فمن شهد منكم الشهر فليصمه، ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر، يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر، ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون﴾ .

أيها المسلمون

يحضر شهر رمضان، وهو موعد سنوي للصوم والعبادة، وقد أخبرنا سبحانه وتعالى في كتابه الكريم عن فضائل الشهر واستحقاقاته. فهو الشهر الذي بدأ فيه إنزال القرآن، وهو نعمة كبرى، لأن فيه الهدى للناس، وآيات الفرقان بين الحق والباطل. وهو شهر فيه الفسحة للمريض والمسافر، لأن الدين يسر، فليحتف المسلمون به بالتكبير والإصغاء لدعوة الخير، وهذا هو مقتضى الشكر لرب العالمين، الهادي إلى أقوم السبل.

وقال رسول الله صلوات الله وسلامه عليه: الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه. مع تكليف الله لرسوله بتبليغ القرآن الموحى لهداية البشرية، بدأ النبي الكريم دعوته التي نذر لها نفسه، ورغم صعوبة المهمة، فقد بشره سبحانه وتعالى بإرادته أن يكون الدين، وأن يكون الصوم يسرا لا عسر فيه. ولماذا يكون الصوم يسرا شأن الدين، لأنه محفوف برحمة الله عز وجل وأفضاله. كل مؤمن يخالجه الإحساس بالراحة في رمضان، الراحة بأداء العبادة، والراحة بالإقبال على عمل الخير للأقربين وللبعداء. والمؤمن الصائم القائم محتسب، لأنه يعمل الخير المأجور عليه لنفسه ولأسرته، وللناس أجمعين.

أيها المسلمون

يمر وطننا، ويمر شعبنا بسنوات عجاف، حيث تطبق المصاعب على الناس، صغيرهم وكبيرهم. وهي الظروف التي لا يستطيع الصمود فيها غير الكبار بإيمانهم وعملهم، وقبل ذلك وبعده، بإرادتهم العازمة أن يقدموا كل ما يستطيعون للإنقاذ الوطني والإنساني. وقد أخبرنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي، أن كل عمل ابن آدم له إلا الصوم، فإنه لي، وأنا أجزي به. نحن مأمورون بأن يكون عملنا دائما في مستوى إيماننا بالله ورسالاته، واليوم، اليوم هو يوم الاحتساب والمغفرة، وهو يوم المجاهدة، لاختراق المشقات وتجاوزها. يقول الله تعالى لرسوله: وذكرهم بأيام الله، أي أيام البلاء، وأيام رحمة الله الواسعة. قليلة هي الأوطان التي أصيبت بما أصيب به وطننا، وقليلة هي الشعوب التي أصيبت بما أصيب به شعبنا. والله سبحانه وتعالى يقول: بما كسبت أيديهم ويعفو عن كثير.

أيها المسلمون، أيها اللبنانيون

نحن بالفعل في زمن البلاء الأعظم، ولا نتوقع الخروج منه إلا برحمة الله. لكن في الحياة العامة، هناك مسؤولون ومسؤوليات. ونحن نقول بدون تردد، وبعد صبر طويل وإعفاء أطول: إن المسؤولين عن الحياة العامة، ما تحملوا مسؤولياتهم، ولا راعوا آلام شعبهم، وعز لديهم الإحساس والإحسان. قرأت قبل أيام أن ما نزل بلبنان ما عرفه بلدنا من أكثر من قرن. وقد عبر شعبنا في عام 2019 عن إرادته الخلاص من كل هؤلاء الناس، الذين ما راعوا الحرمات، ولا تحملوا المسؤوليات، كيف يفرغ منصب رئاسة الجمهورية؟ وتتصدع المؤسسات؟ وكيف تتعاظم الجرائم، وتتصاعد وتيرة المجاعة؟ لو كان هناك مسؤولون من أي نوع كان. تقول الأدبيات السياسية العالمية: إن إدارة الشأن العام، هي من أشرف الأعمال؛ لأنها لخدمة الناس: فكيف يخدم سياسيونا الناس؟ لم يكد يبقى شيء من رئاسة الجمهورية أقلها، ومع ذلك، فإنه الصراع ناشب عليها، وما بقي من المال العام شيء، ومع ذلك، ما يزالون يلاحقوننا على الليرة وعلى اللقمة.

وبصراحة، وبدون مواربة: إما انتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة، أو الفوضى التي بدأت معالمها تظهر شيئا فشيئا في الوطن، ويدفع الثمن المواطن.

المطلوب الاحتكام إلى الدستور، وانتخاب رئيس للبلاد، اليوم قبل الغد، لا نستطيع الانتظار أكثر من ذلك،  والاستجابة لمطالب الناس وحاجاتهم، الذين بدأوا يفقدون الحد الأدنى من مقومات الحياة، ومن المؤسف أن الطبقة السياسية في مكان، والشعب في مكان آخر.

يا ساسة لبنان، كفى بالله عليكم تضييع الوقت، أصبحنا في المراحل الأخيرة من الانهيار، وحدوا رؤيتكم في مصير بلدكم، اتقوا الله في هذا الشعب الصابر الصبور المتألم. نريد حلا للخروج من النفق المظلم، إلى متى الانتظار لانتخاب رئيس للجمهورية؟ هل المطلوب الانهيار الشامل ليبنى على الشيء مقتضاه؟

إن العملة الوطنية انهارت، فماذا أنتم فاعلون؟ ماذا تنتظرون والناس تعاني الجوع والفقر وارتفاع كلفة الاستشفاء، أي نوع من البشر أنتم؟ وأي نوع من المسؤولين أنتم؟ لا يجوز بعد اليوم السكوت والتهاون بمصير لبنان واللبنانيين، فالساكت عن الحق شيطان أخرس في الجريمة التي ترتكب بحق اللبنانيين.

إن دار الفتوى كانت وستبقى الحريصة على وحدة اللبنانيين، وترسيخ عيشهم المشترك، وتوحيد صفوفهم، والتصدي لكل من يعمل على تمزيق وحدة الوطن، فالبعض ينادي ويعمل على تقسيم بلدية بيروت العاصمة، التي هي رمز وحدة اللبنانيين في عيشهم الواحد، فبيروت بمسلميها ومسيحييها لن ترضى بالتقسيم، ونحن سنقف سدا منيعا في مواجهة المس بوحدة بيروت، وبوحدة مؤسساتها، وعلى الساعين لهذه الأفكار، أن يفكروا مليا بالأولويات التي تهم المواطنين، وتخفف عنهم المعاناة، وتضع حدا للبطالة، وأزمة الماء والكهرباء والاستشفاء، وحالة الضياع الذي يعيشه الوطن والمواطن، بيروت هي الوجه المشرق لدور لبنان ورسالته، وهي مقياس الوطنية والعروبة والإيمان في لبنان الجريح، وكلنا مدعوون لمداواة هذا الجرح الذي طال وقته، وآن لنا أن نلتقي لبناء الدولة الوطنية الجامعة لكل أبنائها.

أيها المسلمون، أيها اللبنانيون

وسط الهموم الكبيرة على لبنان، وعلى فلسطين وعلى سورية، هناك بشرى خير تلوح في الأفق، بعد الاتفاق بين المملكة العربية السعودية وإيران، على استعادة العلاقات الدبلوماسية، وعلى التحاور لحل المشكلات. نحن نأمل أن يكون التوافق داعية سلام والتفات إلى الاستقرار، وخير الناس الذين تعذبوا كثيرا بسبب الفرقة والانقسام والتقاطع، فقد جاء في القرآن الكريم، في سورة قريش: ﴿لإيلاف قريش، إيلافهم رحلة الشتاء والصيف، فليعبدوا رب هذا البيت، الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف﴾. في الأمن والكفاية بقاء للإنسان والعمران. وفي الإيلاف والائتلاف إقبال على الاستقرار، ومتابعة مصالح الناس بالعناية والمسؤولية. ونحن نتطلع إلى أن يكون الاتفاق بين البلدين الكبيرين، خيرا كبيرا، وتوجها للعمل، متحدين على مصالح العباد والبلاد، والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿والصلح خير﴾.

 أيها المسلمون، أيها اللبنانيون

كما فجعتنا الزلازل في تركيا وسورية، داخلنا السرور على تضامن الجميع من حول البلدين المنكوبين. وفي فلسطين المحتلة، تحدث أهوال على البشر والحجر. ونحن نأمل أن يكون هناك تضامن بين العرب، على كف عادية المحتل وعدوانه. قالت الأمم المتحدة: إنها قصرت في إغاثة الشعب السوري، فماذا تفعل الأمم لإغاثة الشعب الفلسطيني؟

أيها المسلمون

رسالة رمضان رسالة خير، وصنع للجديد والمتقدم. وإذا كان السياسيون في لبنان قد أهملوا وما قاموا بواجباتهم، فعلينا جميعا أن لا نهمل ولا نتغافل. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : تصدقوا ولو بشق تمرة، وما يكفي الثلاثة يكفي العشرة. فأهلا برمضان، شهر الصدقات وأعمال الخير، والمودة التي تصنع الكثير: ﴿قل لمن ما في السموات والأرض قل لله، كتب على نفسه الرحمة، ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه. الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون﴾. فنسأله سبحانه وتعالى برحمته، أن يكون صوم رمضان وعبادته، مناط نجاح لا خسران، وأن يوفقنا للأعمال الصالحة.

وكل رمضان وأنتم بخير. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

 

السيد نصر الله: العدو الإسرائيلي مأزوم.. وليست مسؤوليتنا الإجابة على ما يربكه

 موقع المنار/22 آذار/2023

قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إن “الحادثة في شمال فلسطين المحتلة أربكت العدو الاسرائيلي بمختلف مستوياته وكثر علقوا على صمت حزب الله وصمتنا هو ضمن المعركة الإعلامية النفسية مع العدو”، وتابع “ليست مسؤوليتنا الإجابة على ما يربك العدو وأحيانا يكون جوابنا في عدم تعليقنا على الحادثة”، واضاف “تهديدات العدو بأنه إذا ثبت مسؤولية حزب الله عن عملية مجدو سيفعلون كذا وكذا وأنا أقول له: روح بلّط البحر”. وأوضح السيد نصر الله الاربعاء في كلمة له خلال الاحتفال التأبيني للقائد المؤسس الراحل الحاج حسين الشامي ان “الإسرائيليين قالوا أمرا صحيحا بالتقدير أن حزب الله إذا كان مسؤولا عن العملية فهو ليس خائفا من الذهاب إلى المعركة وهو جاهز لها”، وأكد ان “الاسرائيلي اليوم مأزوم ولم يمر في تاريخ هذا الكيان الغاصب المؤقت وهن وضعف ومأزق وأزمة وارتباك وصراع داخلي ويأس وعدم ثقة كما يحدث الآن”، وسأل “هل هناك وزير في حكومة تريد بناء علاقات مع الدول العربية يقول ليس هناك شعب فلسطيني أو يريد مسح حوارة؟”. واشار الى انه “عندما يصبح في قيادة العدو حمقى بهذا المستوى ندرك أن النهاية اقتربت”. وتوجه للعدو “ما تُهددنا به يمكن ان يكون سبب نهايتك وزوالك ويجعلك لا تصل الى عامك الثمانين”.

وشدد على ان “المقاومة في لبنان عند عهدها وقرارها بأن أي اعتداء على أي إنسان متواجد على الأراضي اللبنانية سواء كان لبنانيا أو فلسطينيا أو من جنسية أخرى أو الاعتداء على منطقة لبنانية وسنرد عليه ردا قاطعا وسريعا وهذا يجب أن يكون مفهوما”.

وعن الوضع الاقتصادي في لبنان، قال السيد نصر الله “بالوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب وحركة الدولار الدولة لا تستطيع القول انها لا تستطيع أن تفعل شيئا، هناك تدابير يجب أن تتخذ وتستطيع أن تخفف”، ورأى ان “مصير البلد متروك وكل ما تحدث أحد يقولون قانون النقد والتسليف والموضوع عند الحاكم وهذه مسؤولية كل القوى السياسية في البلد”، واضاف “لطالما دعونا في البلد الى وضع الخلاف السياسي جانبا واقامة طاولة حوار اقتصادية لأجل سلاح المقاومة كلهم جاهزون لطاولة ولكن طاولة حوار لانقاذ الوضع المعيشي والاقتصادي فهذا كلام لا أحد يقف عنده أصلا”، واعتبر انه “لا مبرر على الإطلاق لعدم الدعوة إلى طاولة حوار لانقاذ الوضع الاقتصادي”، ولفت الى ان “إنقاذ الوضع والليرة بحاجة لخطة شاملة حقيقية متعددة الأبعاد، وأنا بانتظار هذه الخطة التي لا علم متى ستخرج”.

وبالسياق، قال السيد نصر الله “لا خلاف أن أحد أسباب تقوية الاقتصاد هو بجلب الاستثمارات وها هو الصيني جاهز ومستعد للبدء بمشاريع بدون أن يدفع اللبناني أي فلسٍ بدون خوف من الأميركي أو الصعوبات الاقتصادية وهذا بالتأكيد سيحسّن الوضع الاقتصادي”، وتابع “اليوم منطقة الخليج كلها تتجه شرقًا وها هي السعودية قد دعت الرئيس الصيني للرياض وأقامت ثلاثة قمم لاجله وتتحدث الأرقام عن استثمارات بمئات ملايين الدولارات”، وسأل “لماذا في لبنان الى هذه الدرجة هناك خوف وبطء؟”، وتابع “هذا الموضوع ليس فقط عند رئيس الحكومة بل عنجه وعند القوى السياسية”، وتساءل “هناك دولة اقتصادية ضخمة كبيرة جاهزة للاستثمار في لبنان لماذا الأبواب موصدة؟”، وأكد ان “هذا لا يحتاج سنوات من الجدل البيزنطي بل الى قرار وشجاعة سياسية”، ورأى ان “ما نراه في الانهيارات البنكية الآن هو بعض رأس جبل الجليد ونجدد الدعوة للتعاون والتكافل والتراحم والستاند بين الناس”.

وعن الاستحقاق الرئاسي اللبناني، قال السيد نصر الله “بموضوع رئاسة الجمهورية المساعي مستمرة ونأمل أن ينعكس الهدوء الاقليمي والاتفاق الايراني السعودي بالمساعدة على انجاز هذا الاستحقاق”، وتابع “لكن هذا الامر يعتمد بالمقام الأول على الداخل أما الخارج فهو فقط يخلق مناخا لذلك”.

وعن العدوان على اليمن، قال السيد نصر الله “من اليوم الأول للعدوان على اليمن وقفنا إلى جانب الشعب اليمني وهذا موقف نفتخر به ودونا لوقفه واليوم بسبب العوامل الاقليمية قد يتم التوصل إلى حل وهذا ما ندعو إليه”، وتابع “نأمل أن تمشي الأمور في اليمن بمسار إنهاء العدوان والحصار وعودة اليمن إلى الشعب اليمني”. وفي الذكرى الـ20 لاحتلال العراق من قبل الاميركيين، قال السيد نصر الله “في مثل هذه الأيام الذكرى الـ20 للغزو الأمريكي للعراق وكان مطلوبا من هذا الغزو أن يكون مقدمة لغزو 6 دول أخرى منها سوريا ولبنان وإيران والصومال وليبيا”، واضاف “تحرر العراق ببركة المقاومة العراقية الباسلة التي كانت تقاتل الغزاة والمحتلين الذي جاء ليبقى في العراق خرج بعد 8 سنوات باستنزافها اليومي لقوات الاحتلال الأميركي وليس بجهود التكفيريين الذين زرعوا الموت في المساجد والجامعات”، وأكد ان “المقاومة العراقية وصمود إيران هو ما أدى إلى فشل المشروع الأمريكي في المنطقة وهناك تحديات ما زالت قائمة أمام الشعب العراقي في مواجهة النفوذ الأميركي”.

وبخصوص تأبين الحاج حسين الشامي، قال السيد نصر الله “أتوجه لعائلته بأحر التعازي وان يلهمهم الصبر وان يمن على الفقيد بالاجر”، وتابع “أعزي إخواني الحاضرين في هذا اللقاء وهم رفاق دربه، العزاء واحد وفقدنا واحد”، واضاف السيد نصر الله “عندما أتحدث عن الراحل أتحدث عن جيل مؤسس لهذه المسيرة، بينهم قادة اسسوا أطر حزب الله ووجوده ومؤسساته، كان الراحل احد القادة المؤسسين”، وتابع “هو متدين منذ الصغر وابن عائلة عاملة في سبيل الله”.

وأوضح السيد نصر الله ان “الحاج حسين الشامي كان من اوائل الذين التحقوا بقيادة الامام الخميني وأمنوا بالثورة الاسلامية، وعمل مع اخوانه واتخذوا قرار الاندماج وشكلوا حزب الله”، وتابع “هم تخلوا عن كل شيء والاسماء والحيثيات الشخصية وتطلعوا الى المستقبل من خلال صنع الحاضر، هؤلاء كان قرارهم مخلصا لله”، وأكد “هي مسيرة اسست على التقوى منذ اول يوم، كانوا يحملون دماءهم على اكفه وكانوا معرضين للقتل والاعتقال”.

ولفت السيد نصر الله الى ان “الحاج حسين الشامي كان عضوا في شورى حزب الله لسنوات وتولى العديد من المسؤوليات التي كان في أغلبها مؤسسا لها”، وتابع “الحاج حسين كان أول مسؤول لمنطقة بيروت في أول تشكيل للمناطق وتولى وأسس الإدارة المالية في حزب الله ووضع الضوابط والأسس والقواعد المالية التي لا زلنا نستخدمها مع التطوير طبعا”، واضاف ” تولى الحاج حسين المسؤولية الاجتماعية المركزية وكان له عقل مؤسساتي وعلمي وكان له الدور المؤثر والكبير في ايجاد مؤسسات حزب الله إلى جانب إخوانه”، واشار الى انه “ساهم في إنشاء مؤسسة جهاد البناء التي حظيت باهتمام السيد عباس الموسوي وساهم في تأسيس العديد من المستشفيات والمراكز الصحية وهو من أسس مركز الدراسات الإنمائية وتحول لاحقًا لمركز الدراسات الإنمائية”.

واشار السيد نصر الله الى ان “الحاج حسين الشامي اختار منذ البداية هذا المسار الاجتماعي وكل ما يرتبط بخدمة الناس والمقاومة والجرحى وهذا المسار هو ما صرف كل شبابه وعمره المبارك في خدمته وكان دائما موفقا فيما أسس وأنجز وعمل”، واوضح ان “الحاج حسين شارك في تأسيس هيئة دعم المقاومة وتحمل مسؤولية رئاستها بعد الشيخ حسين كوراني”، وتابع “أيضا ساهم الحاج حسين في تأسيس مؤسسة القرض الحسن إلى جانب إخوانه وكان له دور أساسي في إدارة هذه المؤسسة ووضع ضوابطها وقوانينها”، واضاف “هاتان المؤسستان كانتا في عُهدة هذا الرجل الأمين والمخلص والمدير والخبير والحريص والمتشدد بالموضوع المالي وكان يعتبر أنه مسؤول أمام الله عن هذا المال”.

وقال السيد نصر الله “مؤسسة القرض الحسن التي نمت وصمدت خلال كل هذه السنوات فالفضل بعد الله للحاج حسين الشامي”، وتابع “بعض إخواننا المتمولين أو التجار بسبب قربهم منا أُخرجت أموالهم من المصارف بسبب العقوبات الأميركية فأتوا بهذه الأموال للقرض الحسن ما جعل مالهم مباركًا حيث تُقرض هذه الأموال لقضاء حوائج الناس”، واضاف “لم يكن هناك مال لحزب الله في المصارف ولا مال لتجميعه وهذا المال يُصرف من الأيام الأولى لاستلامها”.

واكد السيد نصر الله ان “الحاج حسين الشامي لم يجامل أحدا وأقام قوانين ولم يقبل في يوم أن يدخل أموال هيئة دعم المقاومة أو القرض الحسن في الاستثمار لأنها أموال الناس”، وتابع “كنت أعتبر أن الإخوة والأخوات في هيئة دعم المقاومة مُؤتمنون على هذا المال لأن هذا السبيل للناس للجهاد بأموالهم وستستمر الهيئة بعد الحاج حسين وستحمل خبرته”، واضاف “مؤسسة القرض الحسن من المؤسسات الكبيرة والمهمة والمتينة والمحسودة والمستهدفة”.

واوضح انه “في مسألة مؤسسة القرض الحسن نحن حريصون على أن تكون هذه المؤسسة للجميع فهي لا تميز بين خط سياسي وآخر لا بين طائفة وأخرى ولا منطقة وأخرى”، وذكر انه “عندما تريد مؤسسة القرض الحسن أن تفتح مركزا في مكان ما فيخرج بعض الفرقاء ويعترضون نحن نقول لهم نحن سنتواجد حيث يريد الناس”، وقال “نحن قررنا افتتاح المراكز خدمةً للناس ولكن لا نريد أن نفرض أنفسنا على أحد بل نريد أن نكون بين من يرغب ويرحب بنا وهذا متروك للناس”، وشدد على ان “مؤسسة القرض الحسن لا تأخذ فوائد وربا ولا تأخذ أرباحا من الناس بل تقدم الخدمات للناس”، واكد “نشجع كل الجهات على إنشاء مؤسسات مشابهة للقرض الحسن ونحن جاهزون لنقل الخبرة لهم فهي مناسبة جدا للمرحلة الصعبة التي تواجهها الناس”.

وعاهد السيد نصر الله “الحاج حسين الشامي أننا سنواصل الطريق الذي بدأناه سويا حتى تتحقق كل الأهداف التي قُدّمت التضحيات من أجلها ونؤكد أننا لن نبدّل مهما كانت التحديات والمخاطر وانجازاتك ستبقى وتكبر وتستمر”.

ومن جهة ثانية، قال السيد نصر الله “أبارك للجميع قدوم شهر رمضان المبارك شهر الفرصة الالهية والرجوع إلى الله وأدعو إلى الاستفادة القصوى منه على المستوى الروحي والإيماني والاجتماعي”، وتابع “مبارك لكل الأمهات وكل السيدات الجليلات العزيزات لمن الجنة تحت أقدامهن وخصوصا أمهات الشهداء وأسأل الله لهن جميعا طول الله والصحة والسلامة”.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 22-23 آذار/2023

رابط الموقع                                                                       

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

 

Elias Bejjani/Click on the below link to subscribe to my youtube channel

الياس بجاني/اضغط على الرابط في أسفل للإشتراك في موقعي ع اليوتيوب

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

15 آذار/2023

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 22 آذار/2023/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/116807/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1724/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For March 22/2023

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/116809/lccc-lebanese-global-english-news-bulletin-for-march-22-2023-compiled-prepared-by-elias-bejjani/

 

حزب الله» يتسلل إلى إسرائيل (الجزء الأول): خطوة أخرى نحو تغيير قواعد اللعبة

ماثيو ليفيت/معهد واشنطن/22 آذار/2023

Hezbollah Infiltrates Israel (Part 2): Potential Responses/Nadav Pollak/Washington Institute/March 22/2023

Hezbollah Infiltrates Israel (Part 1): Another Step Toward Changing the Rules of the Game/Matthew Levitt/The Washington Institute/March 22/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/116832/116832/

على الرغم من أن حادث تسلل عميل إرهابي من لبنان إلى إسرائيل يمثل تصعيداً كبيراً، إلا أنه يُعدّ أيضاً استمراراً لنمط من السلوك قائماً منذ فترة طويلة يهدف إلى إعادة تشكيل التفاهمات غير الرسمية القائمة منذ حرب عام 2006.