المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 19 آذار/لسنة 2023

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2023/arabic.march19.23.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

Elias Bejjani/Click on the below link to subscribe to my youtube channel

الياس بجاني/اضغط على الرابط في أسفل للإشتراك في موقعي ع اليوتيوب

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

15 آذار/2023

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

الأحد الخامس من الصوم الكبير: أحد شفاء المخلّع

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

 

فيديو ونص/الياس بجاني: سيرة وفضائل مار يوسف البتول

لورا انطون/الدني كلها أم/روحها بالسما ومن فوق عم تصليلنا

نص وفيديو/الياس بجاني/شفاء المخلع وواجب الصلاة من أجل الآخرين

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة من صوت لبنان مع الكاتب السياسي سام منسى ورئيس مركز ديمومة للدراسات والبحوث في السعودية د. تركي القبلان

لبنان: لقاء سعودي – فرنسي قد يؤسس لحلحلة ملف انتخاب الرئيس

الراعي يدعو النواب المسيحيين إلى خلوة روحية وصلاة

أسرار الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 18 آذار 2023

 مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت 18 آذار 2023

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

فرنجية هو مرشح باريس… أم..؟

هذه ثوابت الفاتيكان "الرئاسية"

الإشتراكي سيسير بـفرنجية... إذا

"الشاباك" يحتكر معطيات "التسلل من لبنان": لا نذر حرب.. ولكن

مقاربة "عربية" جديدة للحزب…؟

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

روسيا تعلن اختتام تدريبات بحرية مع الصين وإيران في بحر العرب

منظمات حقوقية: إيران تعدم 7 أكراد بينهم سجين سياسي

غضب إيراني من البرلمان الأوروبي حيال «تسميم الطالبات»

عبداللهيان ينفي وجود تباين حول مهمة شمخاني الإقليمية

خطباء الجمعة يرحبون باتفاق السعودية وإيران... وإمام قم مع انفتاح طهران على التطبيع مع واشنطن «إذا اتخذت مساراً عقلانياً»

{الخارجية} الإيرانية: اتفاق طهران والرياض قد يدفع إلى استقرار المنطقة

شمخاني يلتقي كبار المسؤولين العراقيين اليوم... وتوقعات بعودة المفاوضات النووية

الحكم على شخصين بالإعدام في إيران على خلفية الهجوم على مرقد ديني بشيراز

عبداللهيان ينفي وجود «خلافات» حول السياسة الخارجية/شمخاني إلى بغداد لتوقيع اتفاقية أمنية

الإيرانيون محرومون من بهجة العام الجديد {نوروز} في ظل الأزمة الاقتصادية

مسؤولون كبار لنتنياهو: أنت تضر بالأمن القومي/مواجهات بين أتباع بن غفير ومتظاهرين لاحقوه إلى مكان إجازته

آلاف الإسرائيليين يحتجون للأسبوع الحادي عشر على مشروع إصلاح قضائي

قادة الاحتجاج في إسرائيل يطالبون زعماء العالم بمقاطعة نتنياهو/مظاهرات أمام بيته وبيوت بقية الوزراء: «الديكتاتوريون إلى الخارج»

الجيش الإسرائيلي: إطلاق صاروخ من قطاع غزة باتجاه إسرائيل

البيت الأبيض متمسك برفضه تسليم طائرات «إف - 16» لأوكرانيا وقادة البنتاغون يبحثون مخزونات الذخيرة مع كييف

ماذا تعني مذكرة أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية لاعتقال بوتين؟

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

طموح فرنسا ومصالحها يعززان خلافها مع السعودية حول لبنان/منير الربيع/المدن

رياض سلامة «الشريك» في منظومة الفساد!/د. توفيق هندي/جنوبية/

الأجزاء الثلاثة/مفاوضات سرية للغاية بين عون و14 آذار تسابق مفاوضات مار مخايل/د. توفيق هندي/النهار

إقتراح للإنقاذ: المداورة في الرئاسات/محمد السماك/أساس ميديا

اجتماع باريس: لا مقايضات ولا فرنجيّة/جوزفين ديب/أساس ميديا

كل شيء برغبة المرشد/طارق الحميد/الشرق الأوسط

النظام الدولي... التحديات والطموحات/عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط

تداعيات غير محسوبة لمذكرة توقيف بوتين/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

2023 عام الابتزاز والمقايضات: أردوغان وبوتين والصين/عماد الدين أديب/أساس ميديا

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

اليونيفيل باركت بحلول شهر رمضان: نعمل بالتنسيق مع الجيش لصالح سكان الجنوب

حزب الوطنيين الاحرار أكد تلبيته دعوة الراعي الى الخلوة الروحية

النائب مارك ضو:الاتفاق السعودي الإيراني لن يكون لصالح فرنجية بتاتا

هيئة قدامى القوات: الخطر الاكبر الذي يتهدد لبنان هو النزوح السوري الذي صار احتلالا مقنعا واستغلالا مكشوفا

الموسوي خلال لقاء لموظفي المؤسسات الرسمية في بعلبك: حزب الله ليس بديلا عن الدولة

خضر: لاستراتيجية إنقاذية للقطاع العام

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

الأحد الخامس من الصوم الكبير: أحد شفاء المخلّع

إنجيل القدّيس مرقس02/01-12/عَادَ يَسُوعُ إِلى كَفَرْنَاحُوم. وسَمِعَ النَّاسُ أَنَّهُ في البَيْت. فتَجَمَّعَ عَدَدٌ كَبيرٌ مِنْهُم حَتَّى غَصَّ بِهِمِ المَكَان، ولَمْ يَبْقَ مَوْضِعٌ لأَحَدٍ ولا عِنْدَ البَاب. وكانَ يُخَاطِبُهُم بِكَلِمَةِ الله. فأَتَوْهُ بِمُخَلَّعٍ يَحْمِلُهُ أَرْبَعَةُ رِجَال. وبِسَبَبِ الجَمْعِ لَمْ يَسْتَطِيعُوا الوُصُولَ بِهِ إِلى يَسُوع، فكَشَفُوا السَّقْفَ فَوْقَ يَسُوع، ونَبَشُوه، ودَلَّوا الفِرَاشَ الَّذي كانَ المُخَلَّعُ مَطْرُوحًا عَلَيْه. ورَأَى يَسُوعُ إِيْمَانَهُم، فقَالَ لِلْمُخَلَّع: «يَا ٱبْني، مَغْفُورَةٌ لَكَ خطَايَاك!». وكانَ بَعْضُ الكَتَبَةِ جَالِسِينَ هُنَاكَ يُفَكِّرُونَ في قُلُوبِهِم: لِمَاذَا يَتَكَلَّمُ هذَا الرَّجُلُ هكَذَا؟ إِنَّهُ يُجَدِّف! مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ الخَطَايَا إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ؟. وفي الحَالِ عَرَفَ يَسُوعُ بِرُوحِهِ أَنَّهُم يُفَكِّرُونَ هكَذَا في أَنْفُسِهِم فَقَالَ لَهُم: «لِمَاذَا تُفَكِّرُونَ بِهذَا في قُلُوبِكُم؟ ما هُوَ الأَسْهَل؟ أَنْ يُقَالَ لِلْمُخَلَّع: مَغْفُورَةٌ لَكَ خطَايَاك؟ أَمْ أَنْ يُقَال: قُمْ وَٱحْمِلْ فِرَاشَكَ وَٱمْشِ؟ ولِكَي تَعْلَمُوا أَنَّ لٱبْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَانًا أَنْ يَغْفِرَ الخَطَايَا عَلَى الأَرْض»، قالَ لِلْمُخَلَّع: لَكَ أَقُول: قُم، إِحْمِلْ فِرَاشَكَ، وٱذْهَبْ إِلى بَيْتِكَ!. فقَامَ في الحَالِ وحَمَلَ فِرَاشَهُ، وخَرَجَ أَمامَ الجَمِيع، حَتَّى دَهِشُوا كُلُّهُم ومَجَّدُوا اللهَ قَائِلين: «مَا رَأَيْنَا مِثْلَ هذَا البَتَّة!».

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

فيديو ونص/الياس بجاني: سيرة وفضائل مار يوسف البتول

جمع وتنسيق/الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/63277/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d9%88%d8%ac/

وُلد مار يوسف البتول في بيت لحم حوالي 25 ق.م.، هو ابن عالي بن متثاث. إنتقل مع أهله ليعيش في الناصرة، بالقرب من رجل وإمرأة طاعنين في السنّ لم يرزقا ولداً. ولما بلغ الخامسة من عمره، حملت الجارة وأنجبت ابنة دعتها مريم تعلّق قلبه بها ولمّا بلغ الثامنة عشرة من عمره، إقترن بها. وقبل أن يسكنا تحت سقف واحدٍ، وُجدت حاملاً من الرّوح القدس. همّ بتخليتها سرّاً لكنّ الربّ تدخّل في الحلم وطلب منه أن يأخذ مريم إلى بيته. فأنجبت يسوع الإبن الإلهي في بيت لحم. هرب به من وجه هيرودس إلى مصر ثمّ عاد وسكن في الناصرة. ولمّا بلغ يسوع سنّ الرّشد فارق يوسف الحياة مائتاً بين يدي يسوع ومريم. هو حارس الفادي ومربّيه، والمدافع عن بتولية مريم والبارّ الصدّيق الذي امتاز بصمته وتتميمه إرادة الله في كلّ مراحل حياته.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninews.com

 

فيديو ونص/الياس بجاني: سيرة وفضائل مار يوسف البتول

https://www.youtube.com/watch?v=jrUtGg0ln4Q&t=1758s

 

الدني كلها أم/روحها بالسما ومن فوق عم تصليلنا

https://www.youtube.com/shorts/F4M9bjybinI

 

نص وفيديو/الياس بجاني/شفاء المخلع وواجب الصلاة من أجل الآخرين

https://eliasbejjaninews.com/archives/17330/17330/

إن فرائض الصلاة من اجل الآخرين على مختلف أنواعها، خصوصاً من أجل الذين هم بحاجة إلى مساعدة وتعاضد ومعونة، أكانوا من الأهل والأقرباء، أم من البعيدين والغرباء، هي بالواقع طقوس دينية ووجدانية تحاكي حنان ورحمة ومحبة الخالق القادر على كل شيء. كما أنها تعبر بأسلوب عملاني وروحي عن قوة وصلابة وعمق إيمان ورجاء من يقوم بممارسة هذه الفرائض من أجل غيره لعلمه الأكيد أن الله أب للجميع وهو رحوم ومحب وغفور ويسمع ويستجيب لمن يلجأ إليه ويسعى إلى رحمته ويطلب معونته.

في الأحد الخامس من أحاد الصوم الكبير نقرأ في كنائسنا المارونية من إنجيل القدّيس مرقس (2/1-12) واقعة عجيبة شفاء المخلع: "ثم دخل كفرناحوم أيضا بعد أيام، فسمع أنه في بيت وللوقت اجتمع كثيرون حتى لم يعد يسع ولا ما حول الباب. فكان يخاطبهم بالكلمة وجاءوا إليه مقدمين مفلوجا يحمله أربعة وإذ لم يقدروا أن يقتربوا إليه من أجل الجمع، كشفوا السقف حيث كان. وبعد ما نقبوه دلوا السرير الذي كان المفلوج مضطجعا عليه فلما رأى يسوع إيمانهم، قال للمفلوج: يا بني، مغفورة لك خطاياك. وكان قوم من الكتبة هناك جالسين يفكرون في قلوبهم لماذا يتكلم هذا هكذا بتجاديف؟ من يقدر أن يغفر خطايا إلا الله وحده فللوقت شعر يسوع بروحه أنهم يفكرون هكذا في أنفسهم، فقال لهم: لماذا تفكرون بهذا في قلوبكم أيما أيسر، أن يقال للمفلوج: مغفورة لك خطاياك، أم أن يقال: قم واحمل سريرك وامش ولكن لكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطانا على الأرض أن يغفر الخطايا. قال للمفلوج لك أقول: قم واحمل سريرك واذهب إلى بيتك فقام للوقت وحمل السرير وخرج قدام الكل، حتى بهت الجميع ومجدوا الله قائلين: ما رأينا مثل هذا قط ثم خرج أيضا إلى البحر. وأتى إليه كل الجمع فعلمهم"

هذه العجيبة في جوهرها اللاهوتي تبين لنا بما لا يقبل الشك أن الشفاعة والصلاة والتضرعات من أجل الآخرين مقبولة عند الله ومستجابة لدية. فالمخلع كما جاء في إنجيل القديس مرقس لم يسعى للشفاء، ولا طلب المعونة والرحمة، ولا سأل المغفرة من خطاياه، مع أن المسيح كما يقول العديد من اللاهوتيين كان يأتي إلى بلدة كفرناحوم باستمرار حيث يعيش هذا الشخص المصاب بالشلل الذي يفتقر إلى الإيمان والرجاء وبعيداً عن الله. وما هو لافت أيضاً في هذه العجيبة أن أهل وأقرباء وأصحاب المخلع هذا، أو ربما بعض من تلاميذ المسيح نفسه هم من أمنوا أن الرب قادر على شفاء هذا المُقعد منذ 38 سنة بمجرد أن يلمسه، فحملوه ودفعهم إيمانهم القوي إلى اختراق الجموع والصعود إلى سقف البيت وفتح كوة فيه وإنزاله مربوطاً إلى فراشه من خلالها إلى حيث كان يجلس المسيح وطلبوا منه شفائه. إيمان هؤلاء القوي وثقتهم المطلقة بقدرة الرب وبرحمته دفعتهم للقيام بما قاموا به من أجل شفاء المخلع، فحقق لهم المسيح طلبهم مقدراً فيهم قوة إيمانهم.

وبما أن الخطيئة هي عذاب وموت أبدي في نار جهنم، ولأن آثامها ومغرياتها وفخاخها هي التي تُقعِد الإنسان في قيمه وأخلاقه وإيمانه، وتقتل فيه أحاسيسه وتخدر ضميره ووجدانه وتشله وتبعده عن خالقه وعن تعاليمه وطرقه القويمة، فقد غفر السيد المسيح خطايا المخلع أولاً، ومن ثم شفاه من علة الشلل وقال له: "قم أحمل فراشك وأذهب".

إن الله لا يرد خائباً من يطلب معونته بإيمان وثقة، وباهتمام كبير ومحبة أبوية خالصة يصغي لصلاتنا ولطلباتنا ويستجيب لها، وهو القائل: "اسألوا تعطوا. اطلبوا تجدوا. اقرعوا يفتح لكم، لأن كل من يسأل يأخذ، ومن يطلب يجد، ومن يقرع يفتح له" (متى 07/07-08).

من هنا فإن فرائض الصلاة من أجل الغير أحياء كانوا أم أموات، أحباء أم أعداء، قريبين أم بعيدين، هي فرائض مقبولة ومستجابة عند الله الذي هو محبة وأب حنون لا يرد سائلاً ولا يترك محتاجاً دون أن يسعفه.

جاء في إنجيل القديس متى (11/28): "وكل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه". وقال القديس يعقوب في رسالته (5/15): "وصلاة الإيمان تشفي المريض، والرب يقيمه، وإن كان قد فعل خطية تغفر له".

في الخلاصة، إن الصلاة لمن هو بحاجة لها فرض وواجب على كل مؤمن وتقي ومحب وغيور، وخصوصاً الصلاة من أجل خلاص الواقعين في التجارب الإبليسية وأفخاخ الخطيئة، ومن أجل غير القادرين عقلياً على استيعاب الأمور وتقدير عواقب الخطيئة، من مثل المرضى النفسيين والعقليين، وفاقدي القدرة على الحركة والنطق.

إن عجيبة شفاء المخلع ليست الوحيدة في الإنجيل التي يجترعها المسيح وتلاميذه والقديسين استجابة لطلب غير المعنيين بالأمر، إنما هناك عجائب أخرى كثيرة مماثلة منها استجابة يسوع لطلب قائد المئة في بلدة كفارناحوم حيث شفى غلامه من مرض الفالج (متى08/ 05-13 )، ويسوع أيضاً أقام ليعازر من القبر وأعاده إلى الحياة بناء لطلب شقيقتيه مريم ومرتا (يوحنا 11/1-44). من هذا المفهوم الإيماني الراسخ يمكن فهم طلب المؤمنين في صلواتهم شفاعة السيدة العذراء وبركات كل القديسين.

لنصلي من أجل شفاء كل ضعيف وعاجز أكان هذا الضعف جسدياً أو إيمانياً أو أخلاقياً، والله الذي هو محبة لا يرد لمن يسأله بإيمان أي طلب. لنصلي ونطلب من الرب يسوع أن يحررنا من مغريات الأرض الفانية، ومن أجل أن يساعدنا لنسعى إلى اكتساب القيم الروحية والإيمانية والثقافية والاجتماعية. لنصلي ونطلب من يسوع أن ينقي ضمائرنا وقلوبنا، ويحررنا من شرور أطماعنا ونزوات غرائزنا، وأن يعطينا نعمة التواضع لنكون رسل محبة وحرية وعدالة، ودعاة سلام ووئام. يا رب في هذا الأحد المقدس، أحد عجيبة شفاء المخلع، أعطنا القوة والصبر لنرتضي العار في هذه الدنيا الترابية الفانية، راجين منك ومستغفرين ألاّ يسود وجهنا الخجلُ في يوم الحساب الأخير.

إن الله يرانا ويسمعنا وموجود إلى جانبنا ومعنا دائماً، فلنتكل عليه ونخافه في كل أعمالنا وأقوالنا وأفكارنا.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

نص وفيديو/الياس بجاني/شفاء المخلع وواجب الصلاة من أجل الآخرين

https://www.youtube.com/watch?v=JU9rnl5vS9g&t=149s&ab_channel=EliasBejjani

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة من صوت لبنان مع الكاتب السياسي سام منسى ورئيس مركز ديمومة للدراسات والبحوث في السعودية د. تركي القبلان

https://www.youtube.com/watch?v=z2lVXR6SEio

 

لبنان: لقاء سعودي – فرنسي قد يؤسس لحلحلة ملف انتخاب الرئيس

الراعي يدعو النواب المسيحيين إلى خلوة روحية وصلاة

بيروت ـ من عمر البردان/السياسىة/18 آذار/2023

فيما تترقب الأوساط اللبنانية عودة السفير السعودي وليد البخاري إلى بيروت، لإطلاع المسؤولين على أبرز ما تمخض من نتائج لاجتماع المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا، ومستشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لشؤون الشرق الأوسط باتريك دوريل، بشأن الاستحقاق الرئاسي اللبناني والذي يأتي في توقيت لافت، بعد توقيع الاتفاق السعودي- الإيراني. وإذ كانت المعلومات شحيحة بخصوص الاجتماع، إلا أنه يمكن وصفه بأنه استكمال للمشاورات الفرنسية السعودية الرامية لإيجاد حل للمأزق الرئاسي، حيث شهد استعرض ما تحقق في الاجتماع الخماسي الذي عقد قبل فترة، وما يمكن القيام به من خطوات على صعيد مساعدة اللبنانيين لتقصير أمد الشغور الرئاسي وانتخاب رئيس جديد للجمهورية. واستناداً إلى ما توافر من معلومات، فإن وجهتي النظر الفرنسية والسعودية من الملف الرئاسي اللبناني، مازالتا متباينتين، ما يعني بوضوح أن باريس ليست على نفس الموجة مع الرياض، وتحديداً ما يتصل بخيار رئيس تيار المردة سليمان فرنجية المدعوم من “الثنائي الشيعي الذي مازال يواجه معارضة سعودية، إذ إن الجانب الفرنسي لا يمانع في انتخاب فرنجية، شريطة أن يحظى بغطاء عربي، وتحديداً سعودي خليجي، باعتبار أن باريس لن تغامر بدعم أي مرشح، سواء كان رئيس “المردة” أو سواه، ما لم يكن مرضياً عنه سعودياً، إدراكاً من المسؤولين الفرنسيين، أن أي رئيس لبناني لا يكون على وفاق تام مع المملكة والدول الخليجية، لن يكون قادراً على إنقاذ لبنان من الصعوبات التي يواجهها. وتشير المعلومات إلى أن الجانب الفرنسي لم ينجح في إقناع السعوديين بخيار فرنجية، بحكم أن الرياض لن تقبل بأي تغطية لمرشح “حزب الله”، بالرغم من اتفاقها مع إيران . في هذه الأثناء اعتبر النائب التغييري مارك ضو، أن الاتفاق السعودي الإيراني لن يكون لصالح فرنجية بتاتا، موضحا أن مواصفات فرنجية لا تنطبق على ما تريده الرياض، كاشفا عن جلسات حوار بين قوى المعارضة للاتيان باسم جديد للرئاسة.

ومن جهته، علّق رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع على الاتفاق الايراني- السعودي، مشيرا إلى أن الواضح من الاتفاق، وليس ما يحاك حوله، ان عنوانه العريض اعادة العلاقات الى سابق عهدها مع كل ما تحمل من فرص جديدة للمنطقة، استنادا الى مبدأين اساسيين، وهما احترام سيادة الدول وسلامة الجوار، والعمل بالاعراف الدولية والقانون الدولي. لافتا إلى ان الترجمة الفعلية الاولى تجلّت في اليمن من خلال وقف الامدادات الايرانية الى الحوثيين.

أما النائب السابق فارس سعيد، فأشار إلى أن تداعيات الاتفاق السعودي الإيراني، قد تحتاج الى أشهر للوصول الى لبنان، معتبراً أن الاتفاق نقل ملف الرئاسة اللبنانية من محلية سياسية، ووضعه على مستوى الانقسام الاقليمي الكبير الذي تشهده المنطقة.

في غضون ذلك دعا البطريرك بشارة الراعي، النواب المسيحيين إلى يوم خلوة روحيّة وصلاة في الخامس من أبريل المقبل في حريصا، وعلمت “السياسة” من مصادر كنسية أن ملف الانتخابات الرئاسية، سيكون حاضراً في هذه الخلوة، لناحية حرص بكركي على دعوة النواب للاسراع في انتخاب الرئيس العتيد، وإخراج البلد من هذه الأزمة التي تهدد بإغراق الكيان برمته.

على صعيد آخر، وفي وقت يسود الترقب لما ستسفر عنه نتائج التحقيق الأوروبي مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، على وقع الارتفاع الصاروخي لدولار السوق السوداء الذي تجاوز المائة وعشرة آلاف ليرة لبنانية، رأى “المرصد الأوروبي للنزاهة في لبنان”، أن حرفية ودقة عمل الوفد القضائي الأوروبي وتحديدا الفرنسي كانت واضحة، والجدية في تعاطي الاوروبيين مع ملف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة هي التي دفعته الى حضور جلسات الاستجواب في قصر عدل بيروت رغم محاولته التهرب عبر تقديم مذكرة إلى قاضي التحقيق الأول في بيروت شربل أبو سمرا حول تعارض حضوره أمام قضاة أجانب مع معاهدة الأمم المتحدة لمكافحة الفساد وخرق سيادة القضاء اللبناني”.

 

أسرار الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 18 آذار 2023

وطنية/18 آذار/2023

صحيفة البناء

ـ خفايا

قال مصدر حقوقي إن ملاحقة الحاكم رياض سلامة خارجياً وداخلياً مسرحية مصمّمة أطعمت للبنانيين لإعلان براءة سلامة قبل نهاية ولايته وتأمين خروجه نظيف اليدين محصناً ضد أي ملاحقة بعد أن يقدم سلامة بداعي موجب التحقيق ما يكفي من المعلومات المطلوبة للخارج من الوثائق المصرفية السيادية.

ـ كواليس

قال دبلوماسي مخضرم إن الشروط التي وضعها الرئيس بشار الأسد لعقد قمة مع الرئيس التركي رجب أردوغان عدا عن تعبيرها عن سيادية عالية تكسبه مزيداً من المكانة والاحترام لدى شعبه وفي الخارج هي ضربة معلم وضعت الشروط السورية السهلة والمحرجة قيداً على أي تطبيع سعودي ومصري مع تركيا.

صحيفة الجمهورية

ـ مرجع سياسي بارز، رغم الانتقادات التي توجه اليه بالتعطيل، يسعى إلى فك عقدة الإستحقاق الرئاسي، وهو سيزور عاصمة عربية قريباً لهذا الغرض.

ـ أبدى قطب سياسي إنزعاجا مما حمله اليه موفد إحدى المرجعيات في شأن إستحقاق دستوري.

ـ ديبلوماسي عربي توقع أن تحمل الأشهر القليلة المقبلة تطورات إيجابية للبنان.

صحيفة اللواء

ـ همس

ترددت معلومات عن أن قطباً يعمل في الخارج، لتسويق شخصية اقتصادية مالية لعبت دوراً وزارياً، وتعمل في مؤسسة نقدية دولية كبرى!

ـ غمز

لوحظ ان نائباً في تكتل معروف، يقوم بمفاوضات واتصالات خارجية مما يثير حفيظة الوزير المعني، وجهات رسمية وحزبية اخرى.

ـ لغز

لا يُبدي «الثنائي الشيعي» حماساً لأن يتسلم النائب الاول لحاكم المركزي صلاحياته، لذا يمانع من الاقدام على اية خطوة تؤدي الى فراغ قبل نهاية ولاية الحاكم الحالي.

صحيفة النهار

ـ نقابة المحامين تتّخذ إجراءً بشطب أحد المحامين

عمدت نقابة المحامين امس الى اتخاذ اجراء بشطب احد المحامين من سجلاتها اداريا بعدما تجاوز المعايير والدور التي تحددها المهنة وبالتالي لن يكون في وسعه ممارسة المحاماة لاحقا ما لم يتراجع عن كل ما يقوم به ويتقدم بطلب العودة.

ـ لا موعد جديد لاجتماع مجلس جمعية مصارف

لم يتحدد موعد جديد لاجتماع مجلس جمعية مصارف لبنان للنظر في قرار الاضراب قبل الاثنين المقبل.

ـ مساجلات سياسية

تحوّل ما حصل في مباراة كروية الى مساجلات سياسية في ظل مخاوف وحملات تطاول اتحاداً رياضياً بارزاً وانتماءات بعضه لقوى معروفة الاتجاهات.

صحيفة نداء الوطن

ـ يتردد أنّ بعض مقدمي الخدمات لصالح كهرباء لبنان يقومون باستيفاء المتأخرات في بعض المناطق على أساس سعر صيرفة + 20% فيما يقومون بتسديد تلك المتأخرات لكهرباء لبنان على أساس التعرفة القديمة.

ـ علم أنّ مسعى قام به أحد المرشحين في العاصمة الروسية بغية الدفع باسمه للرئاسة بعدما رشحته قوى بارزة، واجه خيبة أمل نتيجة الجواب الروسي ومفاده «لن نتدخل في الأسماء وندعم من يجمع عليه اللبنانيون».

ـ حاول بعض المتمولين الموارنة ادخال أسمائهم كمرشحين للرئاسة في لائحة كي تروّجها بكركي لكن البطريركية اوقفت بازار الأسماء غير الجديين وحصرت النقاش بمن لهم حظوظ.

الأنباء

*تعارض العواصم

تعارض في مقاربة عواصم معنية بلبنان للموقف الحالي وكيفية الخروج من الأزمة القائمة.

*تأخر الجباية

تأخّر كبير في عملية الجباية من قبل شركة كهرباء لبنان حتى أنها في بعض المناطق لم تبدأ بعد.

 

 مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت 18 آذار 2023

وطنية/18 آذار/2023

 مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

بالصوم والصلاةِ من أجلِ لبنان وبالرياضةِ الروحية في زمنِ الفصح المجيد وخَلوة ضمنَها غداء: إستعانَ البطريرك مار بشار بطرس الراعي موجِّهاً دعوةً الى النواب المسيحيين للمشاركة بهذه الصلاة والخَلوة نهارَ الأربعاء في الخامس من نيسان المقبل بَدءاً من التاسعةِ صباحاً.

وقد وجّهت البطريركية رسائل الدعوة الى النواب المسيحيين ممهورةً بتوقيع النائبِ البطريركي المطران أنطوان عوكر وذلك بعدما استشار الراعي أصحابَ الغبطة البطاركة في كل الكنائس المسيحية في لبنان.. وعلى ما يبدو أن البطريركَ الراعي وجد أنّ روحانيةَ الصلاة في الفصح هي أسمى عنوان لسياق الدعوة..بعضُ مواقف مرحبة بدأت تظهر أولها لحزب الوطنيين الأحرار...

في الغضون على مستوى الخارج وبإستثناء ما حُكي عن الإقتناع بوجوب أن يتلقف اللبنانيون أجواءَ التفاهم السعودي-الإيراني في بكين في العاشر من آذار والإسراعَ نحو انتخاب رئيس للجمهورية لم تتسرب حتى فجر اليوم معلوماتٌ شافيةٌ وكافية عن الإجتماع الفرنسي-السعودي في شأن لبنان والذي شهده قصر الاليزيه مساء امس وضمّ (2)المسؤولَين الفرنسيين: المستشار الرئاسي PATRICK DUREL  والموفد الرئاسي PIERRE DUKAN والمستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا والسفير وليد البخاري وقد رجّحت أوساطٌ سياسية أن يكون عدمُ نشر معلوماتٍ تفصيلية يعود الى أن مجرياتِ الإجتماع ستُرفع الى مراجع دول اللقاء الخماسي.. سواءٌ في ما يتعلّق بالمساعدات للبنانيين أو في ما يخصّ انتخابَ رئيس لجمهورية لبنان الذي يفتقد وجودَ رئيسٍ منذ مئةٍ وأربعين يوماً ولفتت الأوساط الى أن اللقاءَ الفرنسيَ-السعودي إنعقد بعد مرورِ أسبوع بالتمام على توقيع اتفاق بكين لعودة العلاقات السعودية-الإيرانية التي انقطعت منذ عام 2016...

من جهة ثانية أفادت أوساطٌ إعلاميةٌ مطّلعة أن ثمةَ عقوباتٍ غربية باتت جاهزةً في اتجاه معطّلي الإستحقاق ضمن مفهوم: إما انتخابات أو عقوبات.

حدودياً يحاول الإحتلالُ الإسرائيلي مدفوعاً بضغوطٍ داخلية على رئيس حكومتِه بنيامين نتانياهو تأليفَ فصلٍ آخر من العَربدة وإحداثَ الريبة العسكرية والتهويلَ بحرب على لبنان.

معيشيا" المعاناةُ الى مزيد من التفاقم وأبسط مؤشر: الدولار أكثر من مية وتمان تلاف ليرة وحبّة علقم  وتنكة البنزين 18 ليتر بمليونين.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

رغم انقضاء اكثر من اربع وعشرين ساعة على الاجتماع السعودي- الفرنسي في باريس، فان لا معلومات كثيرة حوله. التكتم عند الطرفين سيد الموقف. والدليل انه لم يصدر عن المجتمعين بيان يوضح ما حصل. مع ذلك المعلومات القليلة التي رشحت من الاجتماع، تؤكد ان الموقفين الفرنسي والسعودي لم يتغيرا، مع مرونة ابداها الجانب الفرنسي. وفي التفاصيل، انه وبعد البحث في ملف المساعدات الانسانية للشعب اللبناني عبر الصندوق السعودي- الفرنسي المشترك تم التطرق الى الوضع السياسي في لبنان، وتحديدا الى الملف الرئاسي. وقد حاول الجانب الفرنسي اعادة  تسويق طرحه المرتكز على انتخاب سليمان فرنجيه رئيسا للجمهورية مع تكليف السفير نواف سلام رئاسة الحكومة. لكن الجانب السعودي لم يدخل في لعبة الاسماء، بل اكتفى بالتذكير بالثوابت التي ينادي بها، وتقوم على انتخاب رئيس اصلاحي انقاذي سيادي لا يشكل جزءا من المنظومة الحاكمة، ولم ينغمس ولم يشارك يوما في الفساد الذي يتخبط به لبنان منذ سنوات طويلة. اللافت ان الجانب الفرنسي تفهم الموقف السعودي وان لم يسر به، فارتؤي استكمال الحوار في اجتماعات لاحقة. وقد تم الاتفاق على الاستمرار في المحادثات الثنائية، وعلى الاعداد لاجتماع خماسي جديد في الاسابيع المقبلة، قد تصدر عنه توصيات واضحة في ما يتعلق بالملف الرئاسي.

محليا، البطريرك الماروني فاجأ القيادات المسيحية بدعوته النواب المسيحيين الى يوم خلوة روحية وصلاة الاربعاء في الخامس من نيسان المقبل في بيت عنيا في حريصا. الدعوة تأتي في اسبوع الالام لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي، وفيه يعرف يوم الاربعاء باربعاء ايوب. فهل اراد البطريرك الراعي بتحديده موعد الخلوة، ان يقول للنواب المسيحيين ان صبر ايوب قد نفد لدى اللبنانيين، وان عليهم ان يتخذوا خطوة ما حتى لا يبقى لبنان يعيش زمن الالام، ليس اسبوعا فقط بل اسابيع واشهرا؟

ووفق تقرير اعدته ال"ام تي في" ويبث في سياق النشرة، فان التيار الوطني الحر والكتائب والمردة سيلبون دعوة البطريرك، فيما ينتظر ان تحدد القوات اللبنانية موقفها يوم الاثنين المقبل بعد اجتماع يعقده تكتل الجمهورية القوية في معراب.

في الاثناء، الاوضاع الاقتصادية على حالها. فالدولار يواصل تحليقه وقد تجاوز سعره اليوم 100 وأحد عشر الف ليرة قبل ان يعود ويتراجع قليلا، وترافق ذلك مع ارتفاع اضافي في اسعار المحروقات والخبز والدواء. اما المصارف فلا شيء يدل على انها ستعلق اضرابها، اذ تؤكد مصادرها ان الاضراب مستمر ما دامت وعود الرئيس ميقاتي لم تنفذ على الصعيد القضائي. ففي ظل حكومة فاشلة، ومجلس نواب عاجز، ورئيس جمهورية غير موجود، هل يستطيع اللبنانيون إلا ان يرددوا مع البطريرك الراعي: يا صبر ايوب؟!

 مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

في لبنان 2023، صار ارتفاع الدولار آلاف الليرات دفعة واحدة، او تجاوزه سقف المئة والعشرة آلاف ليرة، خبرا عاديا، أو مادة للتندر بين الناس… ليس لأن اللبنانيين مرتاحين، أو غير آبهين، بل ربما لأنهم باتوا أسرى التيئيس، بعد كل الذي حل بالبلاد.

فعلى المستوى الرئاسي، التيئيس يتمدد، فالنزاع بين ذهنية الفرض ومنطق التحدي، أفرز عقما في اجتراح الحلول، لا للرئاسة فحسب، بل لمجمل القضايا العالقة، التي يدور حولها الجميع تقريبا في حلقة مفرغة. أما اللقاءات الخارجية، أو عروضات الوساطات في الداخل، ومنها ما يفيض بالمديح والتملق، فلا يبدو حتى الآن أن لها أفقا، ما استدعى يوم صلاة في أربعاء أيوب، دعا اليه البطريرك الراعي النواب المسيحيين، الذين لم يلبوا دعوة البطاركة الى الحوار، ولم يتفقوا حتى الآن على مرشح بديل، او حتى مرشحين بدلاء، لمرشح حركة أمل وحزب الله سليمان فرنجية.

أما على المستوى الإصلاحي، فالتيئيس يتكرس، بفعل وقاحة غالبية السياسيين، الذين يكملون حياتهم كالمعتاد، وكأن البلد في أحسن حال، والمواطنين لا يعانون يوميا، من أزمات دواء واستشفاء وغذاء وتعليم، وسائر المتطلبات الأساسية للحياة، أو وكأن شعبنا العظيم يختصر بمليون مواطنة ومواطن يعيشون بترف، وهذا من حقهم، فيما المكتوب للثلاثة ملايين الآخرين أن يمضوا أيامهم مقهورين قلقين، وكأنهم بالنسبة الى السياسيين، غير موجودين، او مجرد زبائن سياسيين، عند الزعيم المقتدر، او الوجيه صاحب المال.

لكن، في مقابل مشهد التيئيس، نحن قوم نرقد تحت التراب على رجاء القيامة، فكيف نيأس ونحن أحياء؟ رسالة أمل سيكررها الرئيس العماد ميشال عون في عيد مار يوسف غدا من قلب حارة حريك، خلال مشاركته في القداس الذي تنقله الأوتيفي مباشرة على الهواء في تمام العاشرة والنصف صباحا.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

بانتظار لون الدخان الذي سيخرج من قصر الاليزيه وما ستؤول اليه نتائج الاجتماع المشترك الفرنسي- السعودي وخصوصا في ما يتعلق بالملف اللبناني وعلى رأسه الاستحقاق الرئاسي، كان لافتا اليوم الدعوة التي وجهها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى جميع النواب المسيحيين من مختلف الكنائس الى يوم اختلاء روحي قوامه صوم وصلاة في حاريصا بجوار سيدة لبنان استعدادا لعيد الفصح المجيد  والسؤال المطروح هل سيستفيد الراعي من اجتماع النواب المسيحيين ويبحث معهم في ملف الاستحقاق الرئاسي وجوجلة لائحة الاسماء المطروحة ام ان الخلوة ستقتصر على الصلاة والدعاء باخراج لبنان من ازماته.

داخليا ايضا وعلى مقربة ايام من بداية شهر رمضان الكريم لا يزال الدولار الاميركي على ارتفاعه في السوق السوداء ولامس اليوم عتبة ال 112 الف ليرة وبطبيعة الحال ارتفاع جديد في اسعار المحروقات والسلع الغذائية والمنزلية وتكاليف الفواتير الباهظة والتي لم يعد بمقدور المواطن اللبناني تحمل اعبائها.

وفي المشهد الاقليمي لا يزال الاتفاق السعودي - الايراني يرخي بظلاله على الساحة ولاسيما العربية منها اذ يزور امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني علي شمخاني العراق قريبا كوجهة ثانية بعد زيارته للامارات.

تطور لافت ايضا تمثل بزيارة وزير الخارجية التركي الى مصر بعد عشر سنوات من القطيعة وذلك بهدف استعادة وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.

إسرائيليا يتصاعد الانقسام في كيان الاحتلال الذي يعيش على وقع استمرار الاحتجاجات المناهضة للاصلاحات القضائية ووصول التظاهرات الى ابواب منازل وزراء حكومة نتنياهو  فيما هددت مجموعة الذئاب المنفردة كبار قادة الاحتلال الاسرائيلي بالقتل ردا على اعتداءاتها المتكررة بحق الشعب الفلسطيني.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

استباحة فوق الموصوفة لجيوب المواطنين ومعيشتهم ترتكبها منظومة الدولار واسواقه السوداء، وهناك من قرر الاجهاز نهائيا على ما تبقى من قدرة شرائية وقيمة لليرة اللبنانية بنحرها وتصفيتها امام مصالح المضاربين والتجار والمستثمرين في تجذر الازمات وافشال مسارات الحل.

وفي أقل من ثلاثة اشهر، ضرب سعر صرف الدولار ارقاما قياسية جنونية، من اثنين واربعين الف ليرة الى مئة وعشرة الاف ليرة ، في مشهد سوداوي ينذر بالاسوأ مع تمترس البعض في لبنان وراء اوهامهم ومصالح مشغليهم لابعاد الحلول وانتظار التسويات من الخارج.

ولان رائحة التنكيل السياسي بالعملة الوطنية عابقة بشدة من المضاربة الدولارية والمصرفية، تتاكد الحاجة الى الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية كمدخل موصل الى حل ازمات دستورية يؤمن حكومة جديدة تكبح الانهيار وهذا بعينه قاعدة ثابتة في الحكم وادارة شؤون الناس يتعامل معها البعض بالانكار والاستهداف والقاء الموانع امامها قاطعا الطريق الى حوار ضروري بمثابة اكسير للحلول.

وفي ما يبدو سعيا لجمع الساحات السياسية المسيحية على قلب واحد في الازمة الرئاسية من البوابة الكنسية، دعت البطريركية المارونية النواب المسيحيين الى خلوة في الخامس من نيسان تتخللها رياضة روحية، فهل يكون ذلك مقدمة لمضي البعض بانتخاب رئيس للجمهورية بروح رياضية؟

الحوار الذي يجرم عليه بعض اللبنانيين يفتح آفاق المنطقة على مصراعيها بعد سنوات عجاف، وهو نفسه الذي قلب المشهد بين السعودية وايران من بوابة الصين، واعاد اليوم تركيا ومصر الى علاقات معلقة منذ احدى عشرة سنة، ويجر دولا عربية واسلامية الى معاهدات تعاون جديدة كانت معطلة بمعاهدات التطبيع والترويض الاميركي الصهيوني للمنطقة.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "ال بي سي"

عَلِق الاجتماع الثنائي، الفرنسي - السعودي، في باريس، بين منطقين : منطق التسويات ومنطق المواصفات. منطق التسويات قدَّمه الجانب الفرنسي، وسمَّى المرشح سليمان فرنجيه ، ومنطق المواصفات الذي قدَّمه الجانب السعودي ، وواضح أن هذه المواصفات لا تنطبق أو لا يلبيها سليمان فرنجيه. توقف النقاش بعد ستين دقيقة ، رفعَت الجلسة وعاد كل فريق إلى مربَّعه، الأول، ولا اتفاق على اجتماعٍ ثان آخر .

لا انتخابات رئاسية في ظل هذه الأجواء ، وملء الوقت الضائع يتم بعدة وسائل قد تكون نافعة ومجدية وقد لا تكون .

بكركي دعت النواب المسيحيين إلى خلوة روحية، وهذه الدعوة هي الأولى من نوعها وهي سابقة. حصر الدعوة بالنواب يعني أن بعض مَن لا تشملهم معنيون مباشرة بالاستحقاق الرئاسي، في مقدَّمهم رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه المدعوم من ثنائي حزب الله وأمل ، ورئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ، المعنيّ الثالث رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، تنطبق عليه الدعوة بصفته نائبًا ، لكنه لن يجد سمير جعجع الذي سعى إلى لقائه منذ أعلن الورقة الرئاسية وجال بها على المرجعيات والأطراف .

موعد الخلوة الروحية في الخامس من نيسان المقبل، يعني أن لا شيء" على النار " قبل هذا التاريخ.

الموعد الثاني المنتظر هو الثلث الأول من أيار المقبل، موعد انتهاء مهلة الشهرين في الاتفاق السعودي الايراني، وهو اختبار الطرفين في ما تم الاتفاق عليه لجهة إعادة فتح السفارتين وغيرها من بنود الاتفاق. وهذا يعني أيضًا أن لا شيئ رئاسيًا " على النار" قبل أيار المقبل.

في المواقف التي يمكن لأن تحمل مؤشرًا أو أكثر، يتحدّث الامين العام لحزب السيد حسن نصرالله الأربعاء المقبل، في مناسبة حزبية.

في ملف النازحين، فجَّر محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر قنبلة الأَعداد وان ما يتقاضاه كل نازح أو أعلى من راتب المحافظ ن وردَّ على مَن ينتقدونه، وسنكون في سياق النشرة مع تقرير عن هذا الملف.

إقليميًا،  مزيد من التقاربات: وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو، أعلن من القاهرة "التحضير للقاء" بين الرئيسين التركي رجب طيب إردوغان والمصري عبد الفتاح السيسي، ويقول: "نريد استعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين على أعلى مستوى".

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

لا حلَّ إلا إلهياً وعن طريقِ الروح القدس فمنذُ شغورِ سُدّةِ الرئاسة، ورأسُ الكنيسةِ المارونية يطالبُ المسؤولينَ عموماً والمسيحيينَ خصوصاً بالقيامِ بواجبِهم وانتخابِ رئيسٍ للجُمهورية.. ولم تَخْلُ عظةٌ من هذا المطلَب لكنّ القادةَ الموارنة تَمترسوا خلفَ التهديد بتعطيلِ جلسةِ الانتخاب.. وعندما انتهت حلولُ الأرض فَوّضَ الراعي الأمرَ للسماء، ووجّهَ دعوةً لكلِ النوابِ المسيحيين إلى خلوةٍ وصلاة بجوارِ سيّدة لبنان في حاريصا أوائلَ الشهرِ المقبل وإذا كانت صلاةُ الغائب تجوز على الرئيسِ المغيّب.. فإنّ رجْمَ شياطينِ التعطيل يُشفي الغليل، ولو كانَ في الكنيسةِ القريبة والمَدعوون إلى الصلاة مَرؤوسين من المعطِّلينَ أنفسِهم.. وصلاتُهم غيرُ مُستجابة الراعي في واد والقِطعان السياسية في وادي جهنّم.. تنتظرُ عندَ ضَفّةِ النهر مرورَ مراكبِ التسوياتِ الخارجية، واجتماعاتِها الثنائية والثلاثية والرباعية والخماسية وآخِرُها اجتماعُ الإليزيه بالأمس.. حيث جرى تقييمُ الحَراكِ الدبلوماسي بأضلاعِه الثلاثة الأميركي والفرنسي والسُعودي على المسطّحِ اللبناني والعصفُ الفكري هذا لم يُؤدِّ إلى حلحلةِ العُقَد وتليينِ الموقفِ السُعودي من مرشّحِ الثنائي سليمان فرنجية وزعيمُ تيارِ المردة نفى معلوماتٍ أوردها على الجديد الصِحافي سركيس نعوم من أنه قامَ بزيارةٍ الى سوريا بمواكبةٍ رسمية، وسَمِعَ من الرئيس بشار الاسد أنه رئيس، وإذا لم يكُن رئيساً فإنّه صانعٌ للرؤساء وقالت بنشعي إنّ هذه الأنباء غيرُ صحيحةٍ على الاطلاق شكلاً ومضموناً وشكلُ الرئيس ومضمونُه أيضاً يبقى خبراً كاذباً حتى الساعة.. حيثُ لا تَقَدُّمَ في المساعي الا لمواقفِ الحزبِ التقدمي الاشتراكي بعرضِه أسماءً وسطية إذ قال النائب وائل أبو فاعور إننا انتقلنا من النقاشِ المجرّد الى نقاشِ الاسماء.. والأطراف بدأت بوضعِ أوراقِها على الطاولة بعدَ الاتفاقِ الإيراني السُعودي وموجةُ التقارب في المِنطقة كسرت حاجزَ الخلافِ المِصري التُركي فبعدَ جفاءٍ عمرُه من عمرِ الأزْمة السورية.. شَهِدت القاهرة لقاءً بينَ وزيرَي الخارجية سامح شكري ومولود جاويش أوغلو فَتَحَ صفحةً جديدة في العلاقات بينَ البلدين وسياسة "صِفر مشاكل" في المِنطقة انسحبت على المشهدِ الإيراني البحراني بلقاءٍ هو الأول جرى بينَ البلدين على هامشِ مؤتمرِ البرلمانات العالمي.. وأسفر الاتفاقُ عن إعادةِ مَدَّ جسورِ التواصل بين طِهران والمنامة أعادَ الاتفاقُ الإيراني السُعودي رسمَ الخرائطِ السياسية في المِنطقة بحبرٍ صيني.. معلناً ولادةَ شرق أوسط جديد وشَهِدت الدول هِجرةً معاكسة نحوَ تطبيعِ العلاقات معَ بعضِها البعض.. باستثناءِ لبنان الذي يَقِفُ موقِفَ المتفرج ويُديرُ ظهرَه صوبَ الشام، على أزْمةِ نزوحٍ تحوّلت قنبلةً موقوتة.. فَكَّ صاعقَها محافظُ بَعْلَبك الهرمل  بشير خضر وخلالَ لقاءٍ تنسيقي للجمعيات دعت إليه دارُ الفتوى في بَعْلَبك.. طالب منسقُ مخيماتِ النازحين في عرسال بزيادةِ التقديمات إلى النازحين، وحمّلَ المحافظ مسؤوليةَ أوضاعِهم الصَعبة، مُطالباً إياه بالعملِ على تحسينِها وهنا انفجرَ الخضر غضباً.. وقال: أنا كمحافظ، وهي أعلى وظيفةٍ إدارية في الدولةِ اللبنانية، راتبي أقلّ ممّا يَحصُلُ عليه النازحُ السوري في لبنان.. والتقديماتُ التي يَحصُلُ عليها النازحون أكبرُ بكثير ممّا يَحصُلُ عليه الموظفون اللبنانيون وعلى وقْعِ التصفيق أضاف: أنتم نازحون، هذه تسميتُكم القانونية في الدولةِ اللبنانية.. عليكم احترامُ البلد الذي يَستضيفُكم وقوانينِه نحنُ شعبٌ واحد في بلدين ولسنا شعباً واحداً في بلدٍ واحد وختمَ بالقول: لم يَبقَ أمامَنا إلا بيعُ كُليتِنا حتى نُكمِلَ العمل.

 

تفاصيل متفرقات الأخبار اللبنانية

فرنجية هو مرشح باريس… أم..؟

شادي هيلانة/وكالة أخبار اليوم/18 آذار/2023

ثمة رهانات لدى الكثيرين بأن رئيس تيّار المردة سليمان فرنجية قد يصل إلى الرئاسة بفعل موافقة اطراف فرنسيّة، غير انّهُ لا يزال في حالة من الانتظار ليعرف الجواب ان كان سلباً ام ايجابا كي يتحرك، في ضوء ما سينتج عن لقاءات ثنائية وخماسية التي تعقد في باريس وتضم المعنيين بالملف اللبناني ليبني على الشيء ومقتضاه، وبالتالي حسم خيارات الرئاسة الاولى. وفي هذا السياق، اتى الاجتماع الفرنسي - السعودي امس، في باريس، حيث كان الملف الرئاسي اللبناني الطبق الرئيسي على الـ"menu"، وقد وصفهُ احد الدبلوماسيين المطلعين بالمهم جداً لجهة الجديّة في طرح الامور طالما انّ لبنان لا يملك ترف الوقت. وكان ضم الاجتماع المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا وسفير المملكة في بيروت وليد البخاري، ومستشار الرئاسة الفرنسية باتريك دوريل. وتفيد مصادر مطلعة انه ليس صحيحا، ما يتم تداوله في الصحف واعلام قوى الممانعة، انّ باريس تحاول اقناع السعوديين للمضي بفرنجيّة، كما انّ الفرنسيين لم يقولوا يوماً انّ الاخير مرشحهم، فهو ليس ضمن الاولويات العربية والاوروبية، فهم يشددون على ضرورة إنتاج سلّة حلول كاملة حول لبنان ابرزها خروجه من لعبة المحاور والاصطفافات، لأن هناك رؤية جديدة، حول "بروفايل" الرئيس، حيث من أهم الشروط الا يكون محسوبا على ايّ جهة سياسيّة حزبيّة ولديه خلفية سيادية تكون محط ثقة. وسط هذه الاجواء، نقل مقربون من "حارة حريك"، انها ابلغت المعنيين في طهران، انّ ايّ تسوية ستُبرم سيكون فرنجيّة عنوانها، والبقاء عليه كمرشح ثابت لا يتزحزح. في حين ان الاجواء المحليّة والاقليمية، تقفل الباب على طموحات الحزب، علما أنّ المشروع الذي تحملهُ السعوديّة للمنطقة وللبنان سيكون الاقرب الى الواقع، وتحاول اقناع الدول المؤثرة، ومنها باريس، وستنقل وجهة نظرها الى طهران في المرحلة القادمة، وسط تطلعاتها وبرنامج عملها وخططها، لايصال شخص ليس محسوبا على اي طرف، ولا يكون استفزازيا ضد اي طرف آخر، يعني رئيسا محايدا يحسن ادارة الازمة.

 

هذه ثوابت الفاتيكان "الرئاسية"

المركزية/18 آذار/2023

لا يخفي البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قلقه على لبنان ومصير شعبه عموما والمسيحيين تحديداً في ظل التدهور الإنحداري الحاصل على كل الأصعدة ولا سيما الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية. وإن كانت دعوة الحوار التي دعا إليها النواب المسيحيين في بكركي قد أخفقت بفعل رفض بعض الكتل الكبيرة لأسباب تراها موجبة وأساسية، إلا أنه لم يلق عصاه ولا الحرم ولن...وعليه وجه اليوم دعوة إلى النواب المسيحيين لعقد خلوة روحية وصلاة في 5 نيسان المقبل في صرح سيدة لبنان – حريصا. مذ بدأ الراعي سلسلة إتصالات ولقاءات مع سفراء الدول المؤثرة والفاعلة في الساحة اللبنانية، إكتشف الحقيقة ومفادها أنّ لبنان ليس محور العالم مثلما يظنّ البعض، وأنّ العرب والغرب ليسا في وارد التدخّل في القضية اللبنانية، ليس محبّة أو رغبة في ترك القرار المستقلّ للبنانيّين، بلّ لأنهم مشغولون في الأزمات الكبرى، ولبنان تفصيل صغير. وفي كل مرة يزور فيها الراعي عاصمة دولة ما، يسمع الكلام نفسه حيث يُلقى اللوم على اللبنانيين الذين لم يعرفوا حتى الساعة الإتفاق على رئيس للجمهورية. وعندما يَطلب مساعدة هذه العواصم لحلّ المسألة التي باتت مستعصية، يكون الجواب: "إتّفقوا كلبنانيين ونحن نساعدكم". لكن كل عواصم العالم في كفة والفاتيكان في كفة أخرى. واللبنانيون مقتنعون بأنّ المرجعيّة المسيحيّة الأولى في العالم لن تترك لبنان. فهي خصّصته بسينودس بين عامي 1994 و1997، وأعطته مساحة مهمّة في السينودس الذي عقدته من أجل الشرق الأوسط. وهذا صحيح. إذا لبنان في صلب اهتمام الفاتيكان، أقلّه لسببين رئيسيَّين: الحضور المسيحي في لبنان والدور السياسي والاقتصادي والتربوي والاجتماعي للمسيحيّين الفاعل والمؤثر للحضور المسيحي في الشرق الأوسط، الذي هو بدوره مهمّ جداً في الحوار بين الأديان والثقافات وبين الغرب والشرق. أما السبب الثاني فمرده إلى موجة هجرة اللبنانيين بسبب الانهيار الحاصل في البلاد، وبخاصة المسيحيّين منهم. وما يزيد من قلق الفاتيكان أنّها هجرة كوادر لها حضورها ودورها في قطاعات التعليم والتربية والصحّة والهندسة وغيرها. وهو ما يؤدّي إلى خسارة هذه القطاعات الكفاءات والخبرات لإعادة بنائها والنهوض بالبلاد. آخر حراك على خط الفاتيكان جاء عن طريق رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الذي نقل اهتمام البابا فرنسيس بمسألة انتخاب رئيس جمهورية.

مصادر مواكبة عن قرب للديبلوماسية الفاتيكانية حرصت في حديث ل"المركزية" على التأكيد بأن البيان الرسمي الصادر عن حاضرة الفاتيكان وحده يُعبّر عن موقف الكرسي الرسولي من مقاربته للقاءات ميقاتي.

في السياق تضيف المصادر أن "الفاتيكان مدركٌ عميقاً تعرض الشعب اللبناني لجريمة ضد الإنسانية من سلب مقدراته، إلى جريمة تفجير مرفأ بيروت، وتعطيل التحقيق بما ينهي إمكانية تحقيق العدالة، وتدمير منطق الدولة واستباحة الخير العام، وانتهاك السيادة وتحويل لبنان إلى ساحة صراعات عابرة للحدود مع انخراط مكونٍ فيه في محور لا يمت بصلة إلى الهوية اللبنانية وثوابتها التاريخية، وتعميم الفساد، والإستقواء بالسلاح. وأي طرح لا يعالج هذه القضايا البنيوية ليس إلا ذراً للرماد في العيون". وعن دور المسيحيين في لبنان والشرق الأوسط يتابع المصدر:"الإرشاد الرسولي رجاء جديد للبنان، ووثيقة سينودس مسيحيي الشرق الأوسط أضف إليها وثائق المجمع البطريركي الأساس الموجودة في لبنان. أما حلف الأقليات، والإلتصاق بأنظمة ديكتاتورية، والتعمية على ميليشيات خارج الدولة من باب أنها تحمي المسيحيين وغيرهم، فهذه مسارات مدمرة، وثمة من يريد الإستمراربها بإسم الحوار والتوافق والحاجة الأبدية.وللأسف ثمة من يتولى تجميل هذه الحالة الإنقلابية من موقعه الدستوري الحالي كما كان سابقاً". واستطرادا يؤكد المصدر أن "العودة إلى الدستور والقرارات الدولية وروح لبنان الميثاقية السيادية هي الأساس، وكذلك الإصلاحات الشاملة". أما عن رئاسة الجمهورية شغوراً وانتخاباً فيكشف المصدر عن معادلة تأسيسية في الثابتة الديبلوماسية الفاتيكانية "إنتخاب رئيس أو رئيسة للجمهورية أساسي، لكن ليس على حساب هوية الجمهورية ومعنى القضية اللبنانية الحضارية. من هنا لا تقسيم ولا فدرلة ولا مثالثة، مع رصد محاولاتٍ شرسة باتجاه فرض هذه، وبالتالي من المُلِحّ أن ينتصر حلف المواطنة والأخوة الإنسانية على حلف الأقليات وشدّ العصبيات بما يناقض حقيقة لبنان الرسالة كما قال عنه البابا القديس يوحنا بولس الثاني، وهيكل الله كما قال عنه البابا بنديكتوس السادس عشر، وكلام سلامٍ لا بلوى كما قال فيه البابا فرنسيس".

 

الإشتراكي سيسير بـفرنجية... إذا

البناء/18 آذار/2023

دعا مصدر نيابيّ الى عدم الرهان على التطورات الخارجية لإنجاز تسوية في لبنان، مشيراً في حديث لصحيفة ”البناء” الى أن على القوى السياسية اللبنانية التفاهم والحوار للتوافق على مرشح يمتلك مواصفات مشتركة ويحظى بدعم أغلبية المجلس النيابي. وقالت أوساط نيابية في الحزب الاشتراكي لـ”البناء”، "لا زلنا على موقفنا الذي أعلنه رئيس الحزب وليد جنبلاط برفض مرشح التحدّي من كلا الطرفين والعمل على جوجلة المواصفات والأسماء للاتفاق على مرشح توافقي”، لافتة الى أننا لسنا ضد رئيس المردة سليمان فرنجية إذا كان لديه فرصة كبيرة بالفوز، لكن أطراف عدة تعتبره مرشح تحدّ ولم يتمكن الداعمون له من توفير النصاب لانعقاد الجلسة فضلاً عن المشكلة الأساسية التي تعترض وصوله حتى الساعة وهي التغطية المسيحية في ظل الانقسام الحالي بين القوى المسيحية”. وأشارت الأوساط الى أن “مبادرتنا قد تكون الحل من خلال الأسماء التي طرحها جنبلاط على الأطراف للتوافق ويمكن أن تتوسع سلة أو لائحة الأسماء لتشمل مرشحين آخرين يمكن أن يشكلوا نقطة تلاقٍ وتوافق داخلي وخارجي”.

 

"الشاباك" يحتكر معطيات "التسلل من لبنان": لا نذر حرب.. ولكن

أدهم مناصرة/المدن/18 آذار/2023

لعلّ الرواية الوحيدة بشأن موقعة اختراق الحدود من جهة لبنان، إلى قلب فلسطين المحتلة، هي إسرائيلية فقط، وتحديداً من قبل جهاز "الشاباك" الذي يقود مهمة التحقيق فيها.. وهو ما يعني اشتمالها على "الدعاية" والرسائل الموجهة أكثر من نشر معلومة واضحة قد تضر بدولة الاحتلال. وفيما ذهبت قراءات إلى اعتبار أن الهدف من عملية الاختراق هو جسّ نبض إسرائيل لفحص كيفية تصرفها في مثل هذه الحالة، أكثر من الرغبة في قتل إسرائيليين، لم يجد الإعلام العبري إجابات على الكثير من الأسئلة. والعجز عن تقديم الاجابات، عائد لسببين: أولاً، عدم امتلاك الأمن الإجابات المطلوبة للعديد منها، وثانياً استمرار جهاز الشاباك في سياسة التعتيم حتى بعد نشر البيان الأمني، وهو ما دفع المحللين العسكريين إلى القول إن البيان لم يمنع وجود علامات استفهام كثيرة بقيت مُخيّمة على القضية، وخصوصاً في ما يتعلق بكيفية تمكن المنفّذ من اختراق الحدود ثم السير مسافة سبعين كيلومتراً إلى العمق، ليبقى فيها أكثر من 24 ساعة قبل زرعه عبوة ناسفة على مفترق مجدو وتفجيرها. هذا الأمر فتح الباب أمام تساؤلات إعلامية عبرية عما إذا كان الحدث الأمني قد كشف تقصيراً أمنياً في تأمين الحدود، لكن الدوائر العسكرية حاولت التبرير بالقول إن السياج الحدودي مع لبنان غير مغلق بشكل كامل، وأن استكمال بناء الجدار العائق سيوفر الحماية اللازمة.. غير أنّ محللين في غرف أخبار محطات التلفزة الإسرائيلية اعتبروا هذه الردود العسكرية "غير كافية".

لا صور تؤكد قتل المنفّذ

بالرغم من تلميحات إسرائيلية رسمية بأن العملية مخطط لها، ومُركّبة، بدعوى أن أكثر من طرف قد "تورّط فيها"، في إشارة إلى فرضية وقوف "حماس" و"حزب الله" خلفها بشكل مشترك، إلا أن الرواية الأمنية لم تقدم دليلاً قاطعاً حتى اللحظة بشأن ذلك.

وهنا، يبرز السؤال عن إمكانية حسم الدليل طالما تم قتل المنفّذ، على الأقل بحسب رواية البيان الأمني.. وفي النهاية، لم ينشر الأخير صوراً تؤكد رواية قتله، وهو ما يثير استفهامات حول فرضية اعتقاله وخضوعه للتحقيق!

مخطّط ومُشترك

مراسل القناة العبرية "12" للشؤون العسكرية، نير دفوري، قال إن الشخص الذي تسلل من لبنان تم تأهيله وتدريبه جيداً لهذه المهمة، مدعياً أن اختيار مفترق مجدو لوضع العبوة الناسفة وتفجيرها ليس صدفة. وأضاف: "العبوّة أُعدت بشكل محترف جداً على يد حزب الله، والعملية مشتركة بين ذراع حركة حماس في لبنان وحزب الله". لكنّ دفوري قال إنه لا يُعرف حتى الآن كيف ومن أي مكان حصل التسلل!

بيانٌ..لوقف "الشائعات"!

اللافت في هذه الحادثة هو سهولة انتشار ما اعتُبرت "شائعات مُبالغاً فيها" في دولة الاحتلال على نحو غير مسبوق، وهو ما كان سبباً لتسريع إصدار بيان "الشاباك" رغبةً في وقف حالة الرعب التي أصابت الإسرائيليين نتيجة تداول "أنباء"، تارة عن أنفاق عابرة للحدود واختراقها من آخرين، وتارة أخرى عن اعتقال خمسة عناصر من "حزب الله" نجحوا في التسلل إلى عمق الدولة العبرية بهدف تنفيذ "عملية ضخمة". وأثارت "الشائعات" نقاشاً إسرائيلياً داخلياً حول جدوى سياسة التعتيم التي تفرضها الرقابة العسكرية، خصوصاً في ظل مثل الوضع الراهن الذي يُعدّ أكثر حساسية منذ نشوء إسرائيل. وبدا أن الهدف من البيان الأمني هو لجم "الشائعات" أكثر من أي شيء آخر.

غيوم تتجمع

بالرغم من الحدث غير الاعتيادي، اعتبر محلل الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس"، عاموس هارئيل، أن "تسلل لبنان قد لا ينذر بحرب حزب الله الوشيكة، لكن الغيوم تتجمع"، مشيراً إلى أن أحداث هذا الأسبوع لم تكن لتنذر بحرب جديدة مع "حزب الله" أو بقدوم متأخر لانتفاضة ثالثة في الأراضي المحتلة، لكنها تُؤشر إلى "تطورات مقلقة تشهد على رغبة العدو في ربط ساحات حملته المختلفة"، بحسب هارئيل. وتنشغل الدوائر الأمنية الإسرائيلية بالسؤال "الصعب"، كما يُستشف من صحيفة "إسرائيل اليوم" التي تفيد بأن التجاهل سيبدو ضعفاً بينما أي رد إسرائيلي سيؤدي إلى معركة، لتطرح السؤال "الصعب": كيف ستتصرف إسرائيل إزاء لبنان؟ كما تساءلت الصحيفة عن سبب تفجير المنفّذ لعبوة مجدو بشكل "هاوٍ"، ولماذا لم يستخدم الحزام الناسف الذي بحوزته ومعه سلاحه الرشاش في تنفيذ عملية أخرى؟ وتمنّت "إسرائيل اليوم" لو تم اعتقال المتسلل لمعرفة كامل المعلومات باعتبار أنها "مفيدة في تحصين الحدود" ومنع محاكاته في مرات لاحقة.

"فرصة لتصحيح الإخفاق"

تحاول انتقادات إسرائيلية أن تجعل الإخفاق فرصة للمعالجة، عبر الإشارة إلى أن ما جرى يعطي النظام الأمني الاسرائيلي "فرصة لتصحيح الإخفاقات في الأوقات المعقولة"، على حد قولها. لكن "التصحيح"، بحسب المراقبين، يعتمد على حجم المعلومات التي يمتلكها الأمن الإسرائيلي بشأن الاختراق الذي حصل، فهل يضطر إلى الإدعاء بالمعرفة للتغطية على جهله لكثير من المعطيات الضامنة لـ"تحصين" الحدود؟.. أم سيخفي المعلومة، حتى لو عرفها، لدواعٍ أمنية وسياسية؟ في المحصلة، التسلل حدث، لكنّ تداعياته لن تتوقف عند قتل المنفّذ ولا برواية وحيدة، كما يظهر من طريقة التعاطي الأمني والإعلامي مع الأمر، ولعلّ الأيام المقبلة كفيلة بتحديد حجم الحدث ومآلاته المستقبلية.

 

مقاربة "عربية" جديدة للحزب…؟

المركزية/18 آذار/2023

فيما لا يزال الثنائي الشيعي يؤكد أنه طرح اسم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية للسير به حتى النهاية لا لحرقه، وهو ما أعلنه اكثر من مسؤول في حزب الله وحركة امل في الأيام الماضية، لفت مضمون بيان كتلة الوفاء للمقاومة الخميس، ليس فقط لناحية دعمه لفرنجية بل لجهة تفنيده الأسباب والمواصفات التي دفعت بالضاحية الى تأييده، وقد بدت الكتلة من خلاله، ترد على رئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل الذي لطالما عيّر زعيم المردة بافتقاده صفة "التمثيل الشعبي" الاساسية في نظر "البرتقالي"، وفق ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ"المركزية". هذا من جهة. أما من جهة ثانية، فبرزت ايضا في موقف الوفاء للمقاومة، لغة "جديدة" في الحديث عن العرب، يبدو فرضها الاتفاق السعودي – الايراني. فجاء في البيان: ان إنجاز الاستحقاق الرئاسي هو الخطوة الأولى لوقف الانهيار المتدحرج في البلاد واستعادة التماسك الوطني وتنشيط القدرات والقطاعات ومعالجة الترهلات المختلفة وسد الفجوات التي كشفتها الأزمة الراهنة ومفاعيلها. إن الكتلة إذ تدعم ترشيح الوزير سليمان فرنجية لموقع رئاسة الجمهورية، فإنها تستند في ذلك إلى رؤية وطنية واقعية تلحظ في هذه المرحلة خصوصا، حاجة لبنان إلى رئيس له حيثيته الوطنية الوازنة متصالح مع نفسه ومع مكونات شعبه ومنفتح إيجابا على بناء أحسن العلاقات اللبنانية مع الدول العربية والإسلامية ومع دول الغرب والشرق في العالم، وتتوافر معه فرص واعدة لحل مشكلة النازحين السوريين، وتبني برنامج إنقاذي يعيد الفاعلية إلى مؤسسات الدولة وأجهزتها ويستنهض الاقتصاد الوطني ويطلق مشاريع حيوية تحقق الوفر في الأعباء والإنتاجية في مختلف القطاعات. الحزب اذا، وفق المصادر، رد على معايير باسيل قائلا له ان فرنجية "صاحب حيثية وطنية" ليس فقط مسيحية كما يريد رئيس التيار الوطني. كما انه بدا في سطور البيان، يُفهمه ان زعيم المردة قادر على التواصل مع كل اللبنانيين، وهي ميزة يفتقر اليها باسيل وقد بات على خصومة، كي لا نقول "عداوة"، مع معظم القوى السياسية المحلية. الى ذلك، بات الحزب يبحث عن رئيس منفتح على بناء أفضل العلاقات مع الدول العربية والاسلامية، علما انه كان حتى الامس القريب، يهاجم القيادات العربية والخليجية ويتهمها بالخيانة وحتى بالعمالة. وسبب هذا التبدّل في النبرة واضح: اتفاق بكين. وبعد، هل يمكن لليونة "الحزب" هذه ان تنسحب على خياراته الرئاسية عموما وعلى دعمه لفرنجية خصوصا؟!

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

روسيا تعلن اختتام تدريبات بحرية مع الصين وإيران في بحر العرب

الشرق الأوسط/18 آذار/2023

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس (السبت)، أن روسيا والصين وإيران اختتمت تدريبات بحرية ثلاثية في بحر العرب شملت إطلاق نيران مدفعية على أهداف في البحر والجو، حسبما أوردت «رويترز». وأجريت التدريبات قبالة ميناء جابهار الإيراني بينما يستعد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لاستضافة نظيره الصيني، شي جينبينغ، في موسكو، في زيارة تستغرق 3 أيام تبدأ غداً (الاثنين). وواصلت روسيا إجراء التدريبات العسكرية مع شركائها، خصوصاً الصين، رغم الضغط الواقع على قواتها المسلحة بسبب الحرب المستمرة منذ أكثر من عام في أوكرانيا، إذ فشلت في تحقيق أي تقدم كبير منذ الصيف الماضي. وقالت وزارة الدفاع إن الفرقاطة الروسية «أدميرال جورشكوف»، والمدمرة الصينية «نانجينغ»، شاركتا في التدريبات التي أُجريت يومي الخميس والجمعة. وشاركت جورشكوف المجهَّزة بأحدث جيل من صواريخ «زيركون» الروسية فرط الصوتية في تدريبات بحرية مشتركة، الشهر الماضي، مع الصين وجنوب أفريقيا.

 

منظمات حقوقية: إيران تعدم 7 أكراد بينهم سجين سياسي

باريس/الشرق الأوسط/18 آذار/2023

أعدمت السلطات الإيرانية، الجمعة، إيرانياً كردياً تعتبره منظمات حقوقية «سجيناً سياسياً»، لانتمائه إلى حزب محظور في إيران، بحسب ما أعلنت منظمتان مدافعتان عن حقوق الإنسان. وقالت منظمتا «حقوق الإنسان في إيران» و«هنكاو»، اللتان تتخذان من النرويج مقراً، إن محي الدين إبراهيمي أُعدم فجر الجمعة في سجن «أورميه» في شمال غربي إيران. كما أُعدِم 5 رجال آخرين صباحاً في السجن نفسه بتهمة تهريب مخدرات، بحسب ما نقلت وكالة «الصحافة الفرنسية» عن المصادر نفسها. وأشارت «هنكاو» إلى أن عائلة إبراهيمي أُبلغت أولاً بنقله إلى سجن آخر بعد تعليق عقوبته، قبل أن تتلقى اتصالاً يدعوها إلى تسلّم جثته. وأُدين إبراهيمي لانتمائه إلى الحزب «الديمقراطي الكردي الإيراني»، وهو مجموعة مسلّحة محظورة في البلاد حاربت من أجل إقامة حكم ذاتي في المناطق التي يقطنها الأكراد في إيران. ونفى إبراهيمي هذه التهم، مشيراً إلى أنه عمل كـ«مهرب» لبضائع قادمة من العراق، بحسب المنظمتين الحقوقيتين اللتين وصفتاه بـ«السجين السياسي». وأُلقي القبض على إبراهيمي في عام 2017 قبل أن يُحكم عليه بالإعدام في العام التالي. وتحدثت منظمة «حقوق الإنسان في إيران» عن مظاهرة حصلت في وقت متأخر، الخميس، أمام سجن «أورميه» بعدما عَلم أقرباء إبراهيمي أن عملية إعدامه أصبحت «وشيكة». من جهة أخرى، أُعدم سجين آخر، الخميس، في سجن «خرم آباد» في غرب إيران، بتهمة قتل شرطي، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا». ويتّهم نشطاء، طهران باستخدام عقوبة الإعدام أداة لقمع تحركات احتجاجية أعقبت وفاة الشابة أميني (22 عاماً) بعد أيام من توقيفها من جانب «شرطة الأخلاق» في طهران، على خلفية عدم التزامها بالقواعد الصارمة للباس في البلاد. وأُعدم حتى الآن 4 أشخاص لارتباطهم بالاحتجاجات، في حين أعلنت «منظمة حقوق الإنسان في إيران» إعدام 144 شخصاً منذ بداية العام الحالي. ووصف مدير المنظمة محمود أميري مقدّم، الأشخاص الذين تم إعدامهم بـ«ضحايا آلة إعدام الحكومة التي تهدف فقط إلى ترهيب الناس ووضع حدّ للاحتجاجات». وندّدت منظمة العفو الدولية (أمنستي)، الجمعة، بـ«تصعيد مروّع في تطبيق عقوبة الإعدام» في إيران، مشيرة إلى أن الإعدامات تستهدف بشكل خاص الأشخاص المنتمين إلى الأقليات الإثنية الكردية والبلوشية.

 

غضب إيراني من البرلمان الأوروبي حيال «تسميم الطالبات»

لندن - طهران/الشرق الأوسط/18 آذار/2023

انتقدت وزارة الخارجية الإيرانية أمس بشدة قرار البرلمان الأوروبي للمطالبة بتحقيق دولي في قضية تسميم المدارس في عشرات المدن الإيرانية. وأبدى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني استغرابه من موقف البرلمان الأوروبي، معرباً عن أسفه لـ«تحول البرلمان الأوروبي إلى مكان لبث الترهيب» ضد إيران. وقال كنعاني: «من المؤسف أن البرلمان الأوروبي تحول إلى مكان لوجوه مشبوهة ومتشددة، بهدف بث الكراهية ضد الشعب الإيراني، ومشروع الترهيب من إيران». وأضاف المتحدث أن «كبار المسؤولين في إيران أدانوا بشدة هذا العمل غير الإنساني، ووجّهوا أوامر بإجراء تحقيقات شاملة، وطالبوا بتحديد هوية المنفذين لهذا العمل غير الإنساني». وطالب البرلمان الأوروبي، الخميس، الأمم المتحدة بفتح تحقيق في تسميم آلاف التلميذات في إيران، متّهماً طهران بالسعي للتعتيم على تقارير حول الوقائع. ومنذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني)، يوماً بعد آخر، تتكرّر الظاهرة: تلميذات في مدارس الفتيات يستنشقن روائح «كريهة»، أو «غير معروفة»، ثمّ تظهر عليهن عوارض مثل الغثيان، وضيق التنفّس والدوار. وصادق أعضاء البرلمان الأوروبي بأغلبية ساحقة لصالح قرار غير ملزم، يحض مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة على فتح تحقيق في الوقائع، ويطالب «بمحاسبة المسؤولين».وجاء في النص أن «القرار يدين تقاعس النظام الإيراني منذ أشهر عن التحرك، وقمعه المتعمّد لتقارير ذات مصداقية، تفيد بتعرض تلميذات بشكل ممنهج لهجمات سامة». ودعا النص السلطات الإيرانية إلى السماح لبعثة دولية شكّلتها الأمم المتحدة بـ«الاطلاع الكامل على معلومات بشأن أوضاع حقوق الإنسان في البلاد». وقد أفادت وسائل إعلام حكومية ومسؤولون في إيران بأن 13 ألفاً من تلاميذ المدارس، معظمهم من الفتيات، أصيبوا بإعياء بعد ما يُعتقد أنها «عمليات تسميم»، وأشار بعض السياسيين بأصابع الاتهام إلى الجماعات الدينية المعارضة لتعليم الفتيات. وبدأت ترد تقارير عن عمليات التسميم بعد شهرين على الحركة الاحتجاجية التي انطلقت في أعقاب وفاة الشابة مهسا أميني في 16 سبتمبر (أيلول) الماضي، بعد أيام على توقيفها من قبل شرطة الأخلاق بدعوى «سوء الحجاب». وقالت وزارة الداخلية، في بيان الأسبوع الماضي إنه: «جرى تحديد أكثر من 100 شخص كانوا متورطين في الحوادث المدرسية الأخيرة؛ حيث جرى اعتقالهم وفتح التحقيق معهم». وقبل ذلك، قالت وزارة الداخلية إن «من بين الموقوفين» أشخاصاً «قاموا بذلك بدوافع عدائية، وبهدف بث الرعب والهلع في نفوس المواطنين والطلاب، وإغلاق المدارس، وخلق الشكوك تجاه الدولة». وقالت «لجنة حقوق الإنسان» التابعة للجهاز القضائي الإيراني في بيان الأسبوع الماضي إن «أقل من 10 في المائة من الطالبات أصبن بمادة مهيجة من نوع الغازات الحربية الخطيرة وغير القاتلة». وانتقد المتحدث باسم القضاء الإيراني، مسعود ستايشي، وسائل الإعلام بسبب استخدام وصف «التسميم» للهجمات، وطالب باستخدام مفردة «إعياء».

 

عبداللهيان ينفي وجود تباين حول مهمة شمخاني الإقليمية

خطباء الجمعة يرحبون باتفاق السعودية وإيران... وإمام قم مع انفتاح طهران على التطبيع مع واشنطن «إذا اتخذت مساراً عقلانياً»

لندن - طهران/الشرق الأوسط/18 آذار/2023

نفى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، أي خلافات حول السياسة الخارجية في إيران، مشدداً على وجود تنسيق تحت «إشراف الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، مؤكداً زيارة وشيكة لأمين مجلس الأمن القومي الإيراني إلى العراق»، وذلك بعدما ذكرت وسائل إعلام رسمية أن علي شمخاني يزور بغداد لتوقيع اتفاق أمني بين البلدين. وجاء حديث عبداللهيان عن وجود تنسيق بين دوائر الهيئة الحاكمة، بعد تساؤلات حول غياب الوزارة الخارجية من المحادثات مع دول الجوار، خصوصاً بعد توجه شمخاني إلى الإمارات بعد أسبوع من اتفاق السعودية وإيران على استئناف العلاقات الدبلوماسية. وقال عبداللهيان في تغريدة نشرها باللغة العربية على «تويتر»: «تأتي زيارة الأدميرال شمخاني إلى الإمارات والعراق في إطار العلاقات الأمنية القائمة، وليست ظاهرة جديدة». وأضاف: «يرافقه ممثل وزارة الخارجية في زياراته». وشدد الوزير الإيراني على أن «التنسيق في السياسة الخارجية قائم، وكل شيء يتم بنظام وتحت إشراف رئيس الجمهورية». وأنهى رسالته التي وجهها أيضاً باللغتين الإنجليزية والفارسية، قائلاً: «فليعرف الأعداء أنه لا يوجد خلاف». وقبل تغريدة عبداللهيان بساعات، ذكرت وكالات أنباء إيرانية أن شمخاني سيتوجه إلى بغداد الأسبوع المقبل؛ «لتوقيع اتفاقية أمنية»، من دون ذكر التفاصيل. وتزايد التقارب بين إيران ودول خليجية وعربية، في أعقاب اتفاق السعودية وإيران، بعد محادثات كانت غير معلنة مسبقاً واستمرت 4 أيام في بكين بين كبار مسؤولي الأمن من البلدين. ومثل فيها الجانب السعودي مساعد بن محمد العيبان وزير الدولة عضو مجلس الوزراء ومستشار الأمن الوطني السعودي، فيما ترأس شمخاني الوفد الإيراني.

بدوره، قال سبهر خلجي مسؤول العلاقات العامة في مكتب الرئيس الإيراني، إن «الرئيس الإيراني كلف أمين عام مجلس الأمن القومي بزيارة الإمارات لمواصلة سياسة الحكومة في دعم وتعزيز العلاقات والأواصر مع دول الجوار». وكتب خلجي على «تويتر» المحظور في إيران: «ستتواصل هذه الزيارات إلى دول أخرى في المنطقة بعد مهمة شمخاني في بكين كممثل للرئيس ومرافقة الجهاز الدبلوماسي». وكانت وكالة «رويترز» قد نقلت، الخميس، عن مسؤولين إيرانيين أن المرشد الإيراني علي خامنئي نفد صبره في سبتمبر (أيلول) الماضي، حيال بطء وتيرة المحادثات الثنائية بعد عامين من محاولة طهران استعادة العلاقات مع السعودية، ما دفع خامنئي لاستدعاء فريقه لمناقشة سبل تسريع العملية، وهو ما أفضى إلى تدخل الصين. وذكر مصدر ينتمي إلى الدائرة المقربة من خامنئي أن إيران اختارت مسؤولها الأمني الكبير لقيادة المفاوضات؛ لأنه ينتمي إلى أقلية العرب في إيران. في الأثناء، تناقلت قنوات «تلغرام» تابعة للإصلاحيين، أمس، رسالة واحدة تشير إلى دليل داخلي وآخر خارجي في تفسير مهمة شمخاني مع دول الجوار. وعن الدليل الداخلي أشارت إلى أن «المؤسسة الحاكمة توصلت إلى نتيجة أن فريق وزارة الخارجية لا يملك الفاعلية اللازمة للحصول على اتفاق مستدام». وعن الدليل الخارجي ذكرت أن «دول المنطقة لا ترى ضمانات حكومة رئيسي كافية؛ لأن ليست واثقة من استمرارها في فترة رئيس جديد».

- أهداف جولات شمخاني

أتت ردود المسؤولين الإيرانيين غداة زيارة خاطفة قام بها شمخاني إلى أبوظبي، حيث التقى رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان؛ إذ بحث «العلاقات الثنائية وسبل مد جسور التعاون بين البلدين». وبحسب وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية، فإن الشيخ محمد بن زايد أبلغ عبداللهيان بأن بلاده «تسعى لإزالة سوء التفاهم مع إيران». وأجرى شمخاني مباحثات مع مستشار الأمن الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان. ونقلت وكالة «إرنا» الرسمية عن شمخاني قوله، خلال اللقاء: «يجب أن يحل التعاون والتقارب محل العداء والتباعد في المنطقة». وأنهى المسؤول الإيراني زيارته بمشاورات مع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات وحاكم دبي. ونقلت وكالة «إرنا» الرسمية عن الشيخ محمد بن راشد قوله لعبداللهيان إن «سياسة بلاده الراسخة هي عدم السماح لأي دولة ثالثة بالتفرقة بين إيران والإمارات، أو استخدام الأراضي الإماراتية ضد إيران». وفي هذا السياق، دافعت وكالة «إرنا» الرسمية في مقال عن السياسة الخارجية للحكومة، وقالت إن «عُقد العلاقات مع الجيران تنفتح ببطء في ظل الدبلوماسية الديناميكية والمتوازنة للحكومة». وأضافت «إرنا» في المقال الذي لا يشير إلى اسم كاتبه، أن «حل التوتر المستمر منذ 7 سنوات مع المملكة العربية السعودية هو المفتاح لإنهاء العديد من التوترات والبدء في إزالة سوء التفاهم مع دول أخرى في المنطقة». وأضاف المقال أن «شمخاني مسؤول عن استقرار الدبلوماسية المتمحورة حول دول الجوار». ومع ذلك، قالت الوكالة إن «إنجازات الاتفاق رغم أنها لا محل لها من الإعراب حتى يتم تنفيذها، لكن إذا قمنا بتقسيم الإنجازات إلى مجموعتين ظاهرة وخفية، فيمكن أن نعدّ الدومينو الذي بدأ في تحسين العلاقات بالمنطقة من الإنجازات الخفية لاتفاق طهران والرياض». وحددت الوكالة عدداً من الأهداف لمهمة شمخاني الجديدة، وفي شرح الهدف الأول قالت إن «سياسة الحكومة في الدبلوماسية عدم التأخير والركود في هذا المجال، ومثلما قال الرئيس فإن المصالح الوطنية ستتم متابعتها في أي منطقة تتطلب ذلك». ومن هذا المنطلق قال: «في سياق هذه الاستراتيجية، فإن الأبواب في فيينا وبروكسل ونيويورك لن تبقى مغلقة». أما الهدف الثاني فقد تحدثت الوكالة عن إمكانية «تحقق السلوك العقلاني مع دول المنطقة، خصوصاً السعودية، عن طريق إزالة المتغيرات الدخيلة في العلاقات، وإعادتها مرة أخرى إلى مستوى المنطق وحسن والجوار وضمان المصالح الوطنية». ولفتت إلى أن رحلة شمخاني تقيم في هذا الاتجاه.

وعليه، فإن الوكالة توعدت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ«كأس السم» مع زيادة التعامل البنّاء بين دول هذه المنطقة من العالم. وجاء ظهور شمخاني في المناسبات الدبلوماسية الإيرانية، بعدما تردد معلومات عن احتمال تغيير وشيك في تركيبة فريق المفاوضين النوويين الإيرانيين، خصوصاً إبعاد كبير المفاوضين علي باقري كني. ورغم غياب باقري كني من مباحثات أجراها مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي في وقت سابق من هذا الشهر، لكنه زار مسقط لإجراء مباحثات تمحورت حول تبادل السجناء مع الولايات المتحدة على ما يبدو. ومع ذلك، فإن ظهور شمخاني قد يعزز احتمال إعادة صلاحيات التفاوض حول الملف النووي من وزارة الخارجية إلى مجلس الأمن القومي الذي يتخذ القرار النهائي حول الملف النووي. وهو خاضع لصلاحيات المرشد الإيراني.

- علاقات «عقلانية» مع أميركا

في شأن متصل، قال إمام جمعة مدينة قم، هاشم حسيني بوشهري إن بلاده لا مشكلة لديها في إقامة علاقات مع الولايات المتحدة بحال اتخذت مساراً «عقلانياً» مع طهران. وأضاف رجل الدين المحافظ، خلال خطبة الجمعة، أن بلاده مصممة على المصالحة مع الجيران، وقال: «لدينا استثناء واحد هو الكيان الصهيوني». وقال: «إذا أصبحت أميركا عقلانية، وخضعت لإرادة الشعب، مثلما قال المرشد (...)، فلا نمانع من إقامة العلاقات معهم؛ لأن سياستنا الخارجية فعاله وليست انفعالية»، حسبما أوردت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري». وفي تعليق ضمني، قال حسيني بوشهري: «إذا كان العمل جيداً فلا يهم إذا كان مبكراً أو متأخراً، يجب أن نكون معاً لتحقيق هذا التقارب مع الجيران»، في إشارة ضمنية إلى الأطراف الداخلية. وبدت تعليقات حسيني بوشهري محاولةً لتهدئة الردود السياسية داخل إيران بعد عودة مجلس الأمن القومي إلى واجهة الحراك الدبلوماسي الإيراني، في وقت تصر فيه حكومة إبراهيم رئيسي على أولوية تنشيط السياسة الخارجية مع دول الجوار. ودافع حسيني بوشهري عن توجهات الحكومة في السياسة الخارجية، وقال: «على المحافظين والإصلاحيين وجميع السياسيين أن يدعموا ما يخدم الأوضاع الحالية وأمن البلاد؛ لأن مشكلات الناس ليست مزحة». وأضاف أن «الوقت الآن ليس مناسباً لتصفية الحسابات السياسية». ودعا حسيني بوشهري السياسيين إلى تجنب المزايدات. وقال: «يجب ألا تقولوا لماذا لم نقدم على ذلك طيلة 7 سنوات، ولكننا توصلنا اليوم إلى تفاهم». ورحب أئمة الجمعة في أنحاء إيران بالاتفاق مع السعودية، وقال إمام جمعة طهران، علي حاج أكبري، إن الاتفاق مع السعودية جاء مع «حفظ الأصول، قائم على مبدأ العزة والحكمة والمصلحة». وبدوره، قال إمام جمعة بوشهر، غلام رضا هاشمي، إن الاتفاق «حدث كبير بالنسبة لإيران».

{الخارجية} الإيرانية: اتفاق طهران والرياض قد يدفع إلى استقرار المنطقة

شمخاني يلتقي كبار المسؤولين العراقيين اليوم... وتوقعات بعودة المفاوضات النووية

لندن - طهران: «الشرق الأوسط»/19 آذار/2023

قبل ساعات من توجه أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، إلى العراق، في ثاني زيارة إقليمية له بعد توقيع السعودية وإيران على اتفاق لاستئناف العلاقات بين البلدين، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، إن الاتفاق «قد يشكل القوة الدافعة لتحقيق الاستقرار الإقليمي ما يصب في مصلحة المنطقة بأسرها». ووصف كنعاني الاتفاق بأنه «واحد من أهم الأحداث فيما يخص دول الجوار خلال العام الإيراني الذي ينتهي الثلاثاء». وقال: «وستلعب هذه الاتفاقية دوراً مهماً في تقارب التعاون الإقليمي وتنميته». وكتب في مقال رأي نشرته وكالة «إرنا» الرسمية: «نأمل أن یحقق مستقبل غرب آسيا ومنطقة الخليج (...) بموقعهما الجيوسياسي البالغ الأهمية، وموارد الطاقة الغنية والثروة الطبيعية والموارد المالية الوفيرة، ازدهار الشعوب». وكتب في جزء من مقاله، أنه «لطالما كانت التفاعلات الحكومية والعلاقات بين الشعبين موجودة رغم بعض المشكلات والاختلافات». وقال في السياق نفسه إنه «لم يكن لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية قط نظرة إقصائية لدور المملكة العربية السعودية وموقعها، فهي تدرك دورها وفاعليتها في العالم الإسلامي». وعاد كنعاني وقال: «يمكن للاتفاق الإيراني - السعودي على إعادة استئناف العلاقات فيما بينهما... أن يخلق أساساً لتوجه جديد ودور متزايد في خدمة مصالح دول وشعوب المنطقة». وقال إن «استمرار المشكلات والصراعات بين دول الجوار وتحويلها إلى أزمات لم يخدما سوى مصالح القوى الخارجية». وإذ ألقى كنعاني باللوم على «التدخلات الأجنبية» في «سنوات طويلة من سوء التفاهم والأزمات وعدم الاستقرار والحروب المدمرة في المنطقة»، فقد قال: «حان الوقت لحل الخلافات والمشكلات القائمة، لِما فيه من مصلحة لدول المنطقة، عن طريق الحوار والاحترام المتبادل وحسن الجوار». ويشدد كنعاني على «حسن الجوار والتركيز على القواسم المشتركة وحل سوء التفاهم وتعزيز آليات محورها الحوار والتعاون والأمن الجماعي ومواجهة أسباب تزعج أمن المنطقة واستقرارها». جاء مقال كنعاني غداة تغريدة نشرها وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، رد فيها ضمناً على التساؤلات حول الدفع بأمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، لتولي ملف المفاوضات مع دول الجوار؛ خصوصاً بعدما زار الإمارات في أعقاب الاتفاق المبرم مع السعودية.

وكتب عبداللهيان في تغريدة على «تويتر» لدى زيارة شمخاني إلى الإمارات ولاحقاً إلى العراق «تأتي في إطار العلاقات الأمنية القائمة وليست ظاهرة جديدة». وأضاف: «التنسيق في السياسة الخارجية قائم وكل شيء يتم بنظام وتحت إشراف رئيس الجمهورية». وكالعادة وجه المسؤول الإيراني كلامه إلى الأعداء، وقال: «فليعرفوا أنه لا يوجد خلاف».

- شمخاني في بغداد

نشرت وكالة «إرنا» الرسمية أمس تفاصيل جديدة عن زيارة شمخاني إلى بغداد، وذكرت في موقعها أن «الحفاظ على العلاقات التجارية وتنميتها إلى أكثر من 10 مليارات دولار مع العراق بحاجة إلى رفع بعض التحديات الأمنية المفروضة على علاقات البلدين، وذلك للإسراع في تنفيذ الاتفاقيات الاقتصادية وتسهيل التعاون المصرفي». في الأثناء، نقلت وكالة «شفق نيوز» المحلية العراقية عن مصدر حكومي أن زيارة شمخاني إلى بغداد تهدف إلى إبرام مذكرة تفاهم تخص أمن الحدود بين بلاده والعراق. وقال المصدر إن شمخاني سيصل إلى بغداد تلبية لدعوة رسمية وجهتها له الحكومة العراقية، مبينا أنه سيلتقي خلال الزيارة رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد، ورئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي، مبينا أن المسؤول الإيراني سيعقد مشاورات في بغداد، مع رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني، ومستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي لبحث أمن الحدود، وسيتمخض عنها إبرام مذكرة تفاهم بهذا الشأن. ومن المقرر أن يشارك شمخاني في حوار بغداد الدولي الذي ينطلق اليوم، بمشاركة المسؤولين الأمنيين في السعودية وقطر والإمارات وتركيا وإيران وسوريا.

- مفاوضات نووية وشيكة

في الأثناء، قال نائبان إيرانيان في تصريحات صحافية إن المفاوضات المتعثرة بشأن إحياء الاتفاق النووي، قد تعود قريباً خلال الأيام المقبلة، بعد التحرك الإقليمي الأخير. ومن المقرر أن يبدأ فريق من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وعلى رأسه مسؤول ملف الضمانات في الوكالة، الدبلوماسي الإيطالي ماسيمو أبارو وهو نائب مدير الوكالة التابعة للأمم المتحدة، في زيارة طهران هذا الأسبوع لإجراء مباحثات في سياق تفاهم الوكالة وإيران على إجراء مباحثات حول وجود آثار اليورانيوم في ثلاثة مواقع سرية، فضلاً عن تفسير جزئيات اليورانيوم المخصبة بنسبة 83.7 في المائة التي عثر عليها المفتشون في منشأة فوردو مؤخراً. ولا تزال المفاوضات بهدف إحياء الاتفاق النووي، تراوح خلف خط النهاية بعدما تعثرت مرتين خلال العام المنصرم، وكانت أولاها في مارس (آذار)، قبل أن تفشل المحاولة الثانية للاتحاد الأوروبي في تجاوز خط النهاية سبتمبر (أيلول) الماضي. وتؤكد واشنطن أن العودة إلى الاتفاق لم تعد «مطروحة»، لكن الإدارة الأميركية ما زالت تعتقد أن هذا الاتفاق هو أفضل طريقة لمنع إيران من حيازة أسلحة ذرية. وكان مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، قد دعا إيران إلى تعديل سلوكها، وقال بوريل عبر حسابه على «تويتر» إنه أكد خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، ضرورة تعاون طهران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتنفيذ السريع لما تم الاتفاق عليه بشأن البرنامج النووي الإيراني. وكتب بوريل على «تويتر» الخميس: «طالبت إيران بتعديل سلوكها، في احترام حقوق الإنسان وإنهاء احتجاز مواطنين أوروبيين ووقف ما تقول أوكرانيا والغرب إنه دعم عسكري إيراني لروسيا في حربها ضد أوكرانيا». في هذا الصدد، قال عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، النائب جليل رحيم آبادي لصحيفة «دنياي اقتصاد»، «من المحتمل أن نرى انفراجة خلال الشهور المقبلة في المفاوضات النووية؛ نظراً لعدم وجود تحديات في التقرير الأخير للوكالة الدولية وتوصل الأطراف الغربية إلى نتيجة مفادها أن الحوار أفضل طريقة لحل الأزمة النووية الإيرانية». وقال العضو الآخر في اللجنة، شهريار حيدري، إن «ترميم العلاقات بالسعودية سيؤدي إلى التوصل لنتائج في الاتفاق النووي». وقال: «انطباعي - من التهديدات والتصريحات والمفاوضات المباشرة وغير المباشرة - أن مفاوضات الاتفاق النووي ستقام في بلد ثالث قريبا وستتوصل إلى نتائج».

 

الحكم على شخصين بالإعدام في إيران على خلفية الهجوم على مرقد ديني بشيراز

لندن/الشرق الأوسط/18 آذار/2023

حكمت محكمة إيرانية على شخصين بالإعدام في هجوم شُنّ في أكتوبر (تشرين الأول)، على مرقد ديني في مدينة شيراز الجنوبية، وأودى بحياة 13 شخصاً على الأقل، حسبما أفادت السلطة القضائية السبت. ونقل موقع «ميزان أونلاين» عن رئيس السلطة القضائية في محافظة فارس (جنوب) كاظم موسوي، قوله إنّ الشخصين دِينا بتهم «الفساد في الأرض والتمرّد المسلّح والعمل ضدّ الأمن القومي». وأضاف أنّهما «متورّطان بشكل مباشر في تسليح وإمداد، و(تأمين) اللوجيستيات وتوجيه المنفّذ الرئيسي للهجوم الإرهابي» على مرقد السيد أحمد بن موسى الكاظم (المعروف بـ«شاه جراغ») في 26 أكتوبر، الذي أسفر عن مقتل 13 شخصاً وإصابة 30 آخرين بجروح. وأشار إلى أنّه حُكم على 3 متّهمين آخرين في القضية بالسجن لمدة 5 و15 و25 عاماً، لكونهم أعضاء في تنظيم «داعش». وقال إنّ الأحكام الصادرة على الأشخاص الخمسة يمكن استئنافها أمام المحكمة العليا. وتوفي المنفّذ الرئيسي للهجوم متأثّراً بجروح أصيب بها أثناء اعتقاله. وعرَّفت عنه وسائل الإعلام الإيرانية على أنّه يُدعى حامد بدخشان. وفي نوفمبر (تشرين الثاني)، أعلنت إيران توقيف 26 «إرهابياً» من أفغانستان وأذربيجان وطاجيكستان، على صلة بالهجوم.

 

عبداللهيان ينفي وجود «خلافات» حول السياسة الخارجية/شمخاني إلى بغداد لتوقيع اتفاقية أمنية

لندن - طهران/الشرق الأوسط/18 آذار/2023

نفى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان وجودَ خلافات داخلية حول التطورات التي تشهدها السياسة الخارجية الإيرانية، بعدما تولى أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني ملف مباحثات إقليمية، خلال الأيام الأخيرة، وكان أبرزها التوصل إلى اتفاق مع السعودية لاستئناف العلاقات. وقام شمخاني بزيارة خاطفة إلى الإمارات، أول من أمس، بعد أيام من إعلان التوصل إلى اتفاق لاستئناف العلاقات بين السعودية وإيران، بعد جولات من المفاوضات في العراق وعمان على مدى عامين. وذكرت وسائل إعلام إيرانية، أنَّ العاصمة العراقية بغداد ستكون المحطة التالية لأعلى مسؤول أمني في إيران، على أن يوقع هناك على اتفاق أمني بين البلدين. وردَّ عبداللهيان أمس ضمناً على تساؤلات بشأن غياب وزارة الخارجية، وكتب في تغريدة على «تويتر»: «تأتي زيارة الأدميرال شمخاني إلى الإمارات والعراق في إطار العلاقات الأمنية القائمة وليست ظاهرة جديدة». وأضاف: «يرافقه ممثل وزارة الخارجية في زياراته»، مشدداً على أنَّ «التنسيق في السياسة الخارجية قائم وكل شيء يتم بنظام وتحت إشراف رئيس الجمهورية». وأنهى رسالته التي وجهها أيضاً باللغتين الإنجليزية والفارسية، بقوله: «فليعرف الأعداء أنَّه لا يوجد خلاف». وكانت وكالة «رويترز» قد نقلت الخميس عن مسؤولين إيرانيين أنَّ المرشد الإيراني علي خامنئي، استدعى مسؤولين إيرانيين في سبتمبر (أيلول) بعدما نفد صبره حيال بطء وتيرة المحادثات بين طهران والرياض. وطلب خامنئي مناقشةَ سبل تسريع العملية وهو ما أفضى إلى تدخل الصين.

 

الإيرانيون محرومون من بهجة العام الجديد {نوروز} في ظل الأزمة الاقتصادية

لندن - طهران: «الشرق الأوسط»/19 آذار/2023

رغم أن الأسواق الإيرانية تعج بالبضائع قبل بداية العام الفارسي الجديد، الأسبوع المقبل، ثمة إحساس بغياب البهجة رافق العطلات هذه المرة، بسبب ارتفاع أسعار اللحوم ومأكولات الأعياد المعتادة، ما جعل الناس عاجزين عن تحمله، بينما انتشر آخرون على الأرصفة لبيع البضائع لتغطية نفقاتهم المعيشية. أدت العقوبات الغربية التي أصابت مرافق الحياة بالشلل، وعقود من سوء الإدارة الاقتصادية، إلى إغراق البلاد في أزمة حادة، لتنخفض قيمة الريال الإيراني مؤخراً إلى مستوى قياسي، مما أتى على مدخرات الناس، ليجعلهم عاجزين حتى عن تحمل أسعار السلع الأساسية.

وبحسب وكالة «أسوشييتد برس»، فشلت الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي دامت لأشهر في الإطاحة بالمؤسسة الحاكمة، وأدت حملة القمع التي شنها النظام لإخماد الاحتجاجات إلى تضاؤل الآمال في أي عودة إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع القوى العالمية، الذي كان من المفترض أن يرفع العقوبات مقابل فرض قيود على البرنامج النووي الإيراني. وبينما يودع الإيرانيون عاماً صعباً، فإن أحداً لا يتوقع أن يكون العام المقبل أفضل من سابقه. قالت آزر، ربة منزل تبلغ من العمر 58 عاماً، لم تصرح سوى باسمها الأول فقط خوفاً من الملاحَقة: «الناس في الشوارع يتسوقون، لكن قلوبهم ليست سعيدة. ليست لي علاقة بالسياسة، لكن يمكنني إدراك هذا الشعور تماماً. أفهم هذا عندما ننظر إلى وجوه أطفالنا، وشبابنا». قال رضا، البالغ من العمر 33 عاماً ويعمل عاملاً باليومية، لكنه اضطر إلى التوقف بسبب الإصابة، والآن يبيع الملابس على الرصيف: «لقد أصبحت بائعاً بسبب الإحباط. وها أنا ذا أعمل في الطقس الحار والبارد وفي الهواء الطلق، لأنني مضطر لذلك»، مضيفاً: «هذا العام، السوق ليست على ما يرام بالمرة. كنا نأمل أن تكون الأيام الأخيرة من العام أفضل». انخفض الريال إلى أدنى مستوى له على الإطلاق، ليبلغ 600 ألف مقابل الدولار الشهر الماضي، مقارنة بـ32 ألفاً عند توقيع الاتفاقية النووية.

سحب الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، الولايات المتحدة من الاتفاق في عام 2018، وأعاد فرض عقوبات قاسية، بما في ذلك على صناعة النفط الحيوية في إيران. وردت إيران بتجاوز قيود الاتفاق على تخصيب اليورانيوم بشكل علني، وباتت الآن قادرة أكثر من أي وقت مضى على إنتاج سلاح نووي إذا أرادت ذلك. وأدى قرار إيران تزويد روسيا بطائرات «درون» مسلحة في حربها على أوكرانيا، وقمعها للاحتجاجات التي أشعلتها وفاة امرأة شابة اعتقلتها «شرطة الأخلاق» في سبتمبر (أيلول)، إلى إبعادها عن الغرب. ووصلت المحادثات بشأن إحياء اتفاق 2015 إلى طريق مسدود الصيف الماضي. وشهدت البلاد موجة غامضة من حالات التسمم المشتبَه بها بمدارس الفتيات، في جميع أنحاء البلاد، ما أسهم في تفاقم الأزمة؛ فبعد ما يقرب من 4 أشهر من الإبلاغ عن الحالات الأولى، لا يزال من غير المعلوم الجهة التي تقف وراءها أو حتى طبيعة المادة الكيميائية المستخدمة - إن وجدت. غير أن مسؤولين إيرانيون أشاروا إلى أن بعض الحوادث المبلَّغ عنها جاء نتيجة هستيريا جماعية. يعترف المسؤولون الإيرانيون بمعدل تضخم يتراوح بين 40 و50 في المائة، لكن بعض خبراء الاقتصاد يرون أن المعدل الحقيقي أعلى من ذلك، مما يجعل المكسرات والحلوى وغيرها من المواد الغذائية اللازمة لعطلة رأس السنة الجديدة، المعروفة باسم «النوروز»، لا يمكن تحملها من قبل الأعداد المتزايدة من الإيرانيين ذوي الدخل المتدني.

وألقت السلطات الإيرانية باللائمة في الأزمة على الحرب في أوكرانيا والتضخم العالمي و«حرب العملة التي يشنها أعداء البلاد». لكن الأزمة المالية الإيرانية بدأت قبل فترة طويلة من الغزو الروسي لأوكرانيا، ولم تكن العقوبات وحدها السبب في جر الاقتصاد إلى القاع. ولطالما كان لأجهزة الخاضعة للمرشد الإيراني علي خامنئي و«الحرس الثوري» الموازي للجيش النظامي دور كبير في الاقتصاد، مما يضغط على القطاع الخاص ويعيق النمو. تعتمد البلاد بشكل كبير على صادرات النفط، التي تقلصت إلى حد كبير بسبب العقوبات. وقالت ربة المنزل آزر: «لقد تضاعفت أسعار كل شيء عدة مرات، حتى السلع التي لا علاقة لها بالدولار. وكثير من الناس لا يستطيعون تحمل هذا العناء، لذلك باتوا الآن في ورطة حقيقية». يحتفل الإيرانيون، بعد غدٍ (الثلاثاء)، في تمام الساعة 00:54 و26 ثانية (21:24 بتوقيت غرينتش الاثنين) ببدء عام 1402 في التقويم الفارسي، في الساعة الفلكية الدقيقة للاعتدال الربيعي. وتتزامن احتفالات عيد النوروز هذا العام مع حلول شهر رمضان. وفي تقرير لها عن أجواء عيد النوروز في طهران، أكدت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن «بعض الإيرانيين يقولون إنهم لا يشعرون بروح احتفالية بعد عام صعب اتسم بتضخم مرتفع بلغ نحو 50 في المائة والحركة الاحتجاجية».

في بازار تجريش، شمال طهران، روت راضية، وهي ربة منزل في الخمسينات من العمر أنها تحدق في الأكشاك المليئة بالبضائع الملونة لنوروز، وقالت: «أسأل عن الأسعار لكنني لا أتمكن من شراء الكثير». وبدورها، قالت عفت البالغة 75 عاماً: «لطالما كنتُ متحمسة لعيد نوروز لكنني مستاءة جداً هذا العام لدرجة أنني لم أشترِ حتى سمكة ذهبية ووعاء من براعم القمح»، وهما من الأشياء الرمزية لهذا المهرجان. وقالت مهناز، وهي موظفة متقاعدة، لوكالة «أسوشييتد برس» إن تراجع قيمة العملة المحلية أدى إلى خفض المعاشات التقاعدية التي تعتمد عليها هي وغيرها، وتساءلت: «هل يتجمع الناس ويحتفلون؟ يجب على الجميع البقاء في المنزل؛ فليس لديهم ما ينفقونه، وليس بإمكانهم الذهاب لأي مكان. في الماضي كنا نسافر، ولكن الآن لم يعد بإمكاننا فعل ذلك لأننا لا نملك المال». وتساءلت: «ماذا عسانا أن نفعل بـ73 دولاراً شهريا؟ ماذا يمكنني أن أفعل؟ هل أستطيع شراء دجاج أو لحم؟».

 

مسؤولون كبار لنتنياهو: أنت تضر بالأمن القومي/مواجهات بين أتباع بن غفير ومتظاهرين لاحقوه إلى مكان إجازته

رام الله/الشرق الأوسط/18 آذار/2023

أرسل نحو 250 من كبار المسؤولين الأمنيين والدبلوماسيين السابقين في إسرائيل رسالة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اتهموه وأعضاء حكومته بإلحاق الضرر بالأمن القومي وتعزيز الانقسام والكراهية في المجتمع الإسرائيلي «بسبب المسار السيئ الذي تقوده الحكومة لتغيير النظام تحت اسم الإصلاح القانوني». كما أشار الموقعون على الرسالة إلى أن «الحكومة الإسرائيلية تخلق أزمة فعلية مع الإدارة الأميركية، ما قد يؤدي إلى عزلة إسرائيل سياسيا». وهاجم الموقعون نتنياهو، قائلين إنه يعرض الأمن القومي والاقتصاد في إسرائيل للخطر، ويحرف التركيز عن تهديدات إيران و«حزب الله» والفلسطينيين، وأضافوا في الرسالة أن نتنياهو خلق انقسامات مدمرة، كما زرع الخوف وثقافة الكذب، وألحق أضرارا جسيمة بالتماسك الاجتماعي. ومن بين الموقعين رئيس الشاباك السابق عامي أيالون، ورئيس مجلس الأمن القومي السابق عوزي أراد، ومدير عام وزارة الخارجية السابق نيسيم بن شطريت، ورئيسا الموساد الأسبقان داني ياتون، وتامير بردو، وسفراء ومسؤولون. ودعا الموقعون إلى «وقف الانزلاق الحكومي في الهاوية، والبدء في عملية تصحيح بتوافق قومي واسع يضمن أمن ومستقبل إسرائيل». واتهموا نتنياهو وحكومته بزرع عدم الثقة في الجهاز القضائي، وتعريض الاقتصاد الإسرائيلي لخطر حقيقي، وإلحاق ضرر جوهري بتسلسل القيادة في الجيش والشرطة، والوحدة الضرورية للمسؤولية والصلاحيات، وترك عناصر في القوات الأمنية في الحاضر والماضي أمام إجراءات قانونية دولية في المحكمة الجنائية في لاهاي وفي أماكن أخرى. وجاءت الرسالة في ذروة تصعيد مستمر ضد نتنياهو وحكومته بعدما أعلن رفضه خطة الحل الوسط التي طرحها الرئيس يتسحاك هرتسوغ، لإصلاح الجهاز القضائي وسخر منها، وهو تصعيد تجلى في اتساع المظاهرات. وتظاهر عشرات الآلاف من الإسرائيليين في الشوارع يوم الخميس في جميع أنحاء إسرائيل في إطار يوم «تصعيد المقاومة ضد الديكتاتورية»، وقاموا بإغلاق الطرق والاحتجاج على مضي الحكومة قدما في العملية التشريعية المثيرة للجدل لإصلاح النظام القضائي بشكل جذري وتقييد صلاحيات محكمة العدل العليا. وحاول أمس عشرات المحتجين محاصرة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بعدما علموا أنه يقضي يوم العطلة الأسبوعية في قرية أوريا القريبة من بلدة بيت شيمش. وردد المتظاهرون شعارات احتجاجية عبر مكبرات الصوت ضد بن غفير والحكومة، قبل أن يخرج مناصرون لبن غفير وتقع مواجهة بين الطرفين استخدم فيها أنصار بن غفير الغاز وألقوا كذلك وسط المحتجين قنابل دخانية. وقالت إذاعة «كان» إن الشرطة وجدت في المكان الذي تجمع فيه عدد من المحتجين الذين لم يستجيبوا لتعليمات الشرطة.

وكتب رئيس حزب «المعسكر الرسمي»، عضو الكنيست بيني غانتس، في تغريدة نشرها على حسابه في موقع «تويتر» أنه يخشى من «اندلاع حرب أهلية»، مضيفا: «إنني على قناعة بأن لا أحد هنا يسعى إلى مثل هذه الحرب، ولكن تدهور الأمور السريع يجعل مخاطرها قريبة جداً». وتابع غانتس «تلك ليست مجرد كلمات، وهي ليست تنبؤات غاضبة، بل أنا أعيش وسط شعبي وأتابع بنفسي كيف نتفكك إلى شظايا. ما من بالغ عاقل مسؤول في الحكومة ينهض ليوقف هذا التدهور».

 

آلاف الإسرائيليين يحتجون للأسبوع الحادي عشر على مشروع إصلاح قضائي

تل أبيب/الشرق الأوسط/18 آذار/2023

تظاهر آلاف الإسرائيليين في أنحاء البلاد السبت للأسبوع الحادي عشر على التوالي، احتجاجا على مشروع قانون مثير للجدل بشأن النظام القضائي يدعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. في ساحة ديزنغوف في تل أبيب، لوّح آلاف الإسرائيليين بأعلام البلد الزرقاء والبيضاء، فيما رفع آخرون أعلاما بألوان قوس قزح التي ترمز لمجتمع المثليين. ثم سارت حشود قاطعة حركة مرور السيارات في وسط المدينة، مرددة شعارات من بينها «أنقذوا الديمقراطية». وقالت نعمة مازور (64 عاما)، وهي متقاعدة جاءت من مدينة هرتسليا شمال تل أبيب، «أنا قلقة، ليس على نفسي، بل على بناتي وأحفادي... نريد أن تظل إسرائيل ديمقراطية وليبرالية، يهودية بالطبع، إنّما ليبرالية، نحن قلقون للغاية من أن تصبح ديكتاتورية». وأضافت: «نحن هنا للاحتجاج حتى النهاية، ونأمل أن ينتهي الأمر بشكل جيد». أما ساغيف غالان (46 عاما) فاعتبر أن الحكومة «تحاول تدمير الحقوق المدنية وحقوق المرأة وحقوق مجتمع الميم». وبحسب وسائل إعلام محلية، نُظمت احتجاجات في أكثر من 100 مدينة وبلدة، من بينها حيفا (شمال) والقدس وبئر السبع (جنوب). هذا هو الأسبوع الحادي عشر على التوالي من المظاهرات ضد مشروع القانون الذي تم الإعلان عنه مطلع يناير (كانون الثاني)، ويتضمن السماح للبرلمان بإلغاء قرارات المحكمة العليا بأغلبية بسيطة. يهدف المشروع إلى زيادة سلطة المسؤولين المنتخبين على القضاء. ويرى منتقدوه أنه يهدد الديمقراطية بدولة إسرائيل ويمكن أن يساعد في إلغاء إدانة محتملة لنتنياهو الملاحق بتهمة الفساد في عدة قضايا. يرى بنيامين نتنياهو وحلفاؤه المشروع ضروريا لإعادة توازن القوى بين المسؤولين المنتخبين والمحكمة العليا، التي يعتبرونها مسيّسة، واعتمد الكنيست حتى الآن العديد من أحكام المشروع في القراءة الأولى.

 

قادة الاحتجاج في إسرائيل يطالبون زعماء العالم بمقاطعة نتنياهو/مظاهرات أمام بيته وبيوت بقية الوزراء: «الديكتاتوريون إلى الخارج»

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط/18 آذار/2023

بعد أن أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، رفضه خطة الحل الوسط التي طرحها الرئيس يتسحاك هرتسوغ، لإصلاح الجهاز القضائي، أحاط آلاف المتظاهرين بمقره في القدس وبيته الشخصي في قيسارية وبيوت بقية الوزراء في شتى أنحاء البلاد، رافعين شعاراً موحداً يقول: «لا نريد أن يحكمنا ديكتاتور»، و«الديكتاتوريون إلى الخارج». وتوجه قادة حملة الاحتجاج بنداء إلى زعماء العالم يطالبونهم بمقاطعة نتنياهو ووزرائه، وأعلنوا أنهم يعدون لجعل مظاهرات السبت في الأسبوع الحادي عشر للمظاهرات «أكبر وأكثر حدة». وقررت مجموعة «ضباط الاحتياط في سلاح الجو» و«ضباط الاحتياط في الوحدات المختارة وقوات الكوماندوز المختلفة»، البدء برفض الاستجابة لطلبات التجنيد للخدمة، الأحد. وقد عاد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، ليعلن رفض إدارة الرئيس جو بايدن خطة حكومة نتنياهو للإصلاح، مؤكداً أنها تشكل تراجعاً صارخاً عن القيم والمبادئ الديمقراطية. وقال في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية من ميامي، فجر الجمعة (مساء الخميس بتوقيت واشنطن)، إن «أي إصلاح رئيسي يحتاج إلى إجماع. فهو (الإجماع)، أفضل طريق للمضي قدماً في ديمقراطية إسرائيل النابضة بالحياة». وأشار بلينكن إلى أن «أحد الأشياء التي تعلمناها من تجربتنا الخاصة بوصفها ديمقراطية هو أنه عندما تتطلع إلى إجراء تغييرات كبيرة – إصلاحات كبيرة – لقوانينك، ومؤسساتك، فربما يكون الإجماع هو الشيء الأكثر أهمية». وكان الرئيس الإسرائيلي يتسحاك هرتسوغ، قدم، الأربعاء، خطته التوفيقية الجديدة للإصلاح القضائي التي أطلق عليها اسم «خطة الشعب» في خطاب متلفز إلى الشعب الإسرائيلي. ومنذ ذلك الوقت، وهو يتعرض لهجوم من نتنياهو ووزرائه ونواب حزبه وحلفائه. ومع أن خطته، التي وضعها الرئيس قبلت عدداً من بنود خطة الحكومة، وقال إنها جاءت للجم الكراهية والعنف ولمنع حرب أهلية، فقد سخر منها نتنياهو. وقال: «هذه ليست خطة الشعب ولست متأكداً من أنها خطة نصف الشعب». وقال: «أتعرفون ما هو الدليل؟ الدليل أن قسماً يمثل أقلية الشعب من المعارضة قبل بها والقسم الأكبر الذي نمثله نحن، رفضها». وقام نشطاء اليمين في الشبكات الاجتماعية بحملة تحريض شخصية على هيرتسوغ، ما جعل المتظاهرين يتهمون الحكومة بالتخطيط للاعتداء عليه وتحطيم هيبته.

وبالمقابل، كتب مجهولون، أمس الجمعة، على سور منزل وزير العدل ياريف ليفين عبارة كراهية تقول: «ليفين أنت عدو الشعب»، علماً أن الوزير ليفين يمكث في بيته في حداد على وفاة والده، فيما شرعت الشرطة في التحقيق بحثا عن مرتكبي هذا العمل.

وأدان بيني غانتس، رئيس حزب «المعسكر الرسمي» المعارض، هذا العمل بتغريدة على صفحته على شبكة «تويتر»، قال فيها: «لدي خلاف عميق مع وزير العدل ليفين بخصوص الانقلاب السلطوي الذي يدفع به وسأفعل كل ما بوسعي لأمنعه من تحقيق ما يضرب الديمقراطية في مقتلها. ولكن حتى وإن كان البيت مشتعلاً، فعلينا وضع ضوابط. أنا أشجب الكتابات على سور منزل الوزير ليفين. الاحتجاجات حفاظا على الديمقراطية حرجة، ولكن كتابة كهذه عمل غير شرعي». وقال عضو الكنيست حيلي تروبر، من الحزب نفسه: «كم من القبح والكراهية يكمنان في نفس من أقدم على مثل هذا العمـل!».

يذكر أن استطلاعات الرأي التي نشرت ليلة الخميس وصبيحة الجمعة، دلت على أن 42 في المائة من المواطنين يؤيدون مقترح هرتسوغ، وعارضه 34 في المائة (24 في المائة قالوا: إنه لا رأي لديهم حول الموضوع)». من جهة ثانية، أقيمت في قرية كفر مندا، قرب الناصرة، أول مظاهرة في المجتمع العربي في إسرائيل ضد خطة الانقلاب على منظومة الحكم والقضاء. وشارك في المظاهرة مواطنون عرب ويهود، رددوا هتافات «نعم للسلام، لا للاحتلال» و«الفاشية لن تمر»، وأخرى ضد الوزيرين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش. وكان من بين المشاركين عضوا الكنيست أيمن عودة وأحمد الطيبي، وعضو الكنيست السابق، حنا سويد. وجرت الاحتجاجات بدعوة من الحراك العربي ضد التغييرات في جهاز القضاء.

 

الجيش الإسرائيلي: إطلاق صاروخ من قطاع غزة باتجاه إسرائيل

تل أبيب/الشرق الأوسط/18 آذار/2023

أُطلق صاروخ من قطاع غزة على إسرائيل، اليوم السبت، وفق ما أفاد الجيش الإسرائيلي بدون أن يذكر وقوع ضحايا. وبعد دوي صفارات الإنذار في كيبوتز ناحال عوز القريب من حدود قطاع غزة، أفاد بيان للجيش بأنّ «صاروخاً أُطلق من قطاع غزة على الأراضي الإسرائيلية». وأضاف البيان أنّ الصاروخ «سقط في أرض خلاء» وأنّه لم يتمّ إطلاق أنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية. وقال شهود في غزة لوكالة الصحافة الفرنسية إنّهم شاهدوا صاروخاً يُطلق من داخل القطاع الذي تسيطر عليه حركة «حماس».

ولم تعلن أي من الفصائل المسلّحة في القطاع مسؤوليتها عن إطلاق الصاروخ.

 

البيت الأبيض متمسك برفضه تسليم طائرات «إف - 16» لأوكرانيا وقادة البنتاغون يبحثون مخزونات الذخيرة مع كييف

واشنطن: إيلي يوسف/الشرق الأوسط/18 آذار/2023

قال البيت الأبيض، إن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، ومستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان، ورئيس هيئة الأركان المشتركة مارك ميلي، تحدثوا الجمعة عن «دعمهم الثابت» لأوكرانيا خلال مكالمة مع نظرائهم الأوكرانيين. وجاء في البيان أن الرئيس فولوديمير زيلينسكي، انضم إلى المكالمة في الجزء الأخير منها. من جهته، أعلن أندريه يرماك، مدير مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن المسؤولين ناقشوا تقديم المزيد من المساعدة الضرورية لأوكرانيا، لا سيما المركبات والأسلحة والذخيرة. ويرجّح أن تكون المناقشات قد تناولت الوتيرة العالية لاستنفاد الجيش الأوكراني القذائف المدفعية والذخائر الأخرى، والنقص الذي تعانيه مخزونات الولايات المتحدة ودول حلف الناتو، بعد التقارير التي تحدثت عن صعوبات إنتاج تلك المخزونات والذخائر. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» أخيراً عن مسؤولين أميركيين، قولهما إن القصف الأوكراني اليومي كان مكثفاً لدرجة أن البنتاغون أثار المخاوف مع كييف، ما يسلط الضوء على التوتر المرتبط بقرار أوكرانيا «الدفاع عن باخموت بأي ثمن»، وآمالها في استعادة الأراضي في الربيع. وقال أحد المسؤولين، إن الأميركيين حذروا أوكرانيا من إهدار الذخيرة في وقت حاسم. ومع الآمال الكبيرة المرتبطة بالهجوم المضاد الأوكراني المتوقع في الربيع، تستعد الولايات المتحدة وبريطانيا لشحن الآلاف من ذخائر المدفعية والصواريخ للمساعدة في دعم الإمدادات للهجوم الأوكراني المقبل. لكنّ مسؤولاً دفاعياً أميركياً كبيراً وصف ذلك بأنه «محاولة أخيرة»، لأن حلفاء أوكرانيا ليس لديهم ما يكفي من الذخيرة لمواكبة وتيرة القوات، ومخزوناتهم منخفضة للغاية.

وفي حين يعمل المصنعون الغربيون على زيادة الإنتاج، فإن الأمر سيستغرق عدة أشهر حتى تبدأ الإمدادات الجديدة تلبية الطلب. ورغم ذلك، تضيف الصحيفة، أنه في الوقت الحالي، لا تزال الإدارة الأميركية ترى أن باخموت لن تستنزف ذخيرة أوكرانيا وقواتها لدرجة قد تؤدي إلى إفشال هجوم مضاد في الربيع. لكن كلما طالت مدة المعركة، زاد احتمال تغيّر هذا الواقع. وتتلقى أوكرانيا مساعدات عسكرية غربية تشمل المدافع والصواريخ والدبابات والذخائر المختلفة. كما ستتلقى قريباً 17 مقاتلة من طراز «ميغ - 29» سوفياتية الصنع من كل من بولندا وسلوفاكيا، لتكونا أول دولتين في حلف الناتو توافقان على إرسال طائرات مقاتلة لكييف. وطلبت أوكرانيا عدة مرات من حلفائها الغربيين تسليمها مقاتلات وقاذفات حديثة، على أمل الحصول على مقاتلات «إف - 16» الأميركية. غير أن البيت الأبيض، أعلن الجمعة أن قرار بولندا وسلوفاكيا تزويد أوكرانيا بمقاتلات روسية الصنع لن يغير حسابات الولايات المتحدة المعارضة لإرسال الطائرات الأميركية إلى كييف. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي، إن «قرار بولندا وسلوفاكيا تزويد أوكرانيا بمقاتلات (ميغ - 29) لن يغير حساباتنا بشأن طائرات (إف - 16)». في المقابل، تعاني روسيا أيضاً من نقص كبير في مخزوناتها العسكرية، خصوصاً القذائف المدفعية التي تطلقها بوتيرة عالية في معركتها لاحتلال مدينة باخموت الأوكرانية. وتلجأ موسكو إلى دول أخرى، على رأسها إيران، لتوفير هذه المخزونات. وذكرت شبكة «سكاي نيوز» أن سفينتي شحن ترفعان العلم الروسي أبحرتا من إيران إلى روسيا في يناير (كانون الثاني) عبر بحر قزوين، تحملان ذخيرة مدفوعة نقداً. وتتكون الشحنات من حوالي 100 مليون طلقة من عيار 5.56 ملم و7.62 ملم و9 ملم و12.7 ملم و14.5 ملم، بالإضافة إلى حوالي 300 ألف ذخيرة أخرى. وحسب التقرير، تضمنت الشحنة أيضاً قنابل 40 ملم لقاذفات القنابل اليدوية، وصواريخ مضادة للدبابات عيار 107 ملم، وقذائف هاون بأحجام مختلفة، 60 ملم و81 ملم و120 ملم، بالإضافة إلى صواريخ مدفعية (130 ملم و122 ملم و152 ملم). وفيما تشكك مصادر عسكرية أميركية وغربية بأن تتمكن الإمدادات الإيرانية من إحداث فرق، في ظل قدرات طهران المحدودة في إنتاج قذائف المدفعية وصواريخ «غراد» التي تحتاجها موسكو بشدة، فمن المحتمل أن تضطر إلى الاعتماد على الصين وكوريا الشمالية. ويقول مسؤولون أميركيون، إن لا مؤشرات حتى الآن على حسم بكين موقفها من دعم جهود موسكو الحربية بمساعدة عسكرية، لكنها «كانت تفكر في ذلك»، حسب تصريحات مسؤولي الاستخبارات الأميركية أمام الكونغرس الأسبوع الماضي. ويعتقد المسؤولون الأميركيون أن اجتماع الرئيس الصيني شي جينبينغ بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأسبوع المقبل، في موسكو، يمكن أن يشهد مثل هذا الإعلان. وقال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، «إنه شيء سننتظره. من الواضح أن لروسيا مصالحها الخاصة في محاولة جرّ الدول الأخرى إلى هذا الصراع إذا استطاعت، لكن موقفنا هو نفسه، سواء اجتمعوا أم لا». وحسب المسؤولين الأميركيين، فإن قلقهم ليس نابعاً من أن الأسلحة الصينية يمكن أن تساعد روسيا في تحقيق فوز حاسم في أوكرانيا، بل من إطالة أمد الصراع، الأمر الذي يسعى إليه بوتين، حسب قولهم. فإطالة الحرب يمكن أن تفيد الصين أيضاً، إذا تم استنفاذ الموارد الأميركية في أوكرانيا، بدلاً من آسيا، خصوصاً بعدما عبرت الصين عن موقف أكثر حزماً عسكرياً وسياسياً تجاه تايوان. ويرى المسؤولون أن من شأن ذلك أن يهدد مخزونات واشنطن وحلف الناتو معاً، في أي مواجهة مع «دولة كبرى».

 

ماذا تعني مذكرة أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية لاعتقال بوتين؟

أمستردام/الشرق الأوسط/18 آذار/2023

قد لا نرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محتجزا في زنزانة في لاهاي في أي وقت قريب، ولكن مذكرة اعتقاله بشأن ارتكاب جرائم حرب قد تلحق الضرر بقدرته على السفر بحرية والالتقاء بزعماء العالم الآخرين الذين قد يشعرون بأنهم أقل ميلا للقاء رجل مطلوب للعدالة. ويعد بوتين ثالث رئيس دولة توجه له المحكمة الجنائية الدولية اتهامات وهو ما زال في السلطة. وفيما يلي نظرة على العواقب التي قد يواجهها زعيم الكرملين.

*ما هي القضية؟

تتهم المحكمة الجنائية الدولية بوتين بالمسؤولية عن ارتكاب جريمة حرب متمثلة في ترحيل أطفال أوكرانيين، مئات على الأقل وربما أكثر، إلى روسيا. وسارع الكرملين إلى رفض هذه الاتهامات، وقال وزير الخارجية الروسي إن قرارات المحكمة الجنائية الدولية «ليس لها معنى لبلدنا، بما في ذلك من وجهة نظر قانونية».

*السفر للخارج

تعد الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية، البالغ عددها 123، مطالبة باعتقال ونقل بوتين إذا وطئت قدمه أراضيها. وروسيا والصين والولايات المتحدة والهند ليست أعضاء في المحكمة الجنائية الدولية. وتستضيف الهند قمة في وقت لاحق من هذا العام لزعماء مجموعة العشرين التي تضم روسيا. وتم إنشاء المحكمة الدائمة لجرائم الحرب في العالم بموجب نظام روما الأساسي، وهي معاهدة صدقت عليها جميع دول الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى أستراليا والبرازيل وبريطانيا وكندا واليابان والمكسيك وسويسرا و33 دولة أفريقية و19 دولة في جنوب المحيط الهادي. ووقعت روسيا على نظام روما الأساسي في سنة 2000، ولكنها سحبت دعمها له في عام 2016 بعد أن صنفت المحكمة الجنائية الدولية ضم موسكو لشبه جزيرة القرم الأوكرانية على أنه صراع مسلح. وقالت أستاذ التاريخ المساعد في جامعة أوتريخت إيفا فوكوسيتش: «بوتين ليس غبيا. فهو لن يسافر إلى الخارج إلى بلد قد يُعتقل فيه». وأضافت: «لن يتمكن على الأرجح من السفر إلى أي مكان آخر بخلاف الدول التي هي إما حليفة بشكل واضح أو على الأقل متحالفة إلى حد ما (مع) روسيا».

* التجربة السابقة للمحكمة الجنائية الدولية

الرئيس السوداني السابق عمر البشير والزعيم الليبي الراحل معمر القذافي هما الزعيمان الوحيدان اللذان وجهت لهما المحكمة الجنائية الدولية اتهامات أثناء توليهما قيادة بلديهما. وتم إلغاء التهم الموجهة إلى القذافي بعد الإطاحة به وقتله في عام 2011. وظل البشير، المتهم عام 2009 بارتكاب إبادة جماعية في دارفور، في منصبه لعشر سنوات أخرى حتى أطيح به في انقلاب. ومنذ ذلك الحين، يحاكم في السودان على جرائم أخرى لكن لم يتم تسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية. وفي أثناء توليه منصبه، سافر البشير إلى عدد من الدول العربية والأفريقية، منها دول أعضاء في المحكمة الجنائية الدولية، مثل تشاد وجيبوتي والأردن وكينيا ومالاوي وجنوب أفريقيا وأوغندا التي رفضت احتجازه. ووبخت المحكمة تلك الدول أو أحالتها إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعدم امتثالها. وحاكمت المحكمة الجنائية الدولية رئيس دولة سابقا بعد أن ترك منصبه، وهو الرئيس الإيفواري السابق لوران جباجبو الذي تمت تبرئته من جميع التهم في عام 2019 بعد محاكمة استمرت ثلاث سنوات. ووجهت المحكمة اتهامات إلى الرئيس الكيني وليام روتو وسلفه أوهورو كينياتا قبل انتخابهما. ومنذ ذلك الحين تم إسقاط التهم الموجهة إلى كلا الرجلين. وكينياتا هو الزعيم الوحيد الذي مثل أمام المحكمة الجنائية الدولية بينما كان لا يزال في منصبه.

* محاكم أخرى

بصرف النظر عن المحكمة الجنائية الدولية، حوكم العديد من القادة السابقين أمام محاكم دولية أخرى. ومن بين الحالات البارزة، كان الزعيم الصربي الراحل سلوبودان ميلوسيفيتش أول زعيم دولة سابق يمثل أمام محكمة دولية منذ الحرب العالمية الثانية عندما حوكم أمام محكمة تابعة للأمم المتحدة بتهم ارتكاب جرائم خلال حروب البلقان في التسعينات. وتوفي في أثناء احتجازه عام 2006 قبل النطق بالحكم. وأدانت محكمة سيراليون الخاصة التي تدعمها الأمم المتحدة في لاهاي الرئيس الليبيري السابق تشارلز تيلور بارتكاب جرائم حرب في عام 2012، وهو أول رئيس دولة سابق يُدان بارتكاب جرائم حرب من محكمة دولية منذ محاكمات نورمبرغ للقادة النازيين بعد الحرب العالمية الثانية. وغادر رئيس كوسوفو السابق هاشم تقي، أحد خصوم ميلوسيفيتش في حروب البلقان في التسعينات، منصبه، بعد أن وجهت إليه محكمة جرائم الحرب في كوسوفو في لاهاي لائحة اتهام بارتكاب جرائم حرب. ومن

المقرر أن يمثل للمحاكمة الشهر المقبل.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

طموح فرنسا ومصالحها يعززان خلافها مع السعودية حول لبنان

منير الربيع/المدن/19 آذار/2023

تدفع المواقف الفرنسية في لبنان إلى اعادة قراءة محطات أساسية لفرنسا في المنطقة والعالم تنطوي على استمرار "النزعة الإستعمارية" لدى باريس. يبرز لدى فرنسا، برئاسة إيمانويل ماكرون، طموح متجدد لقيادة أوروبا.

بالإستناد إلى القراءات التاريخية، يتضح أن الفرنسيين إذا ما أعطوا "إشارة باتجاه اليمين" فحتماً سيتوجهون نحو اليسار. يبقى لبنان أحد أهم الإختبارات لهذه السياسة الفرنسية وتحديداً منذ العام 2020 وتقديم المبادرة. بمنطق الشعور العاطفي أو الشعبوي الذي استخدمه ماكرون خلال زيارته إلى بيروت بعد تفجير مرفأ بيروت وجولته في المناطق المتضررة والمدمرة، أظهر ماكرون نفسه كفاتح يريد الإقتصاص من المجرمين، وان على يديه خلاص العباد من الإستعباد.

مصالح الشركات اولا

تأمل اللبنانيون كثيراً بكلام الرجل حول محاسبة السلطة السياسية، وتقديم مبادرة كانت ستشكل منعطفاً على طريق تغيير سياسي كبير. ولكن سرعان ما تغيّر الجو كلياً في اجتماعه مع المسؤولين السياسيين في قصر الصنوبر. تقلّصت طموحات المبادرة، وتم التخلي عن بنودها تباعاً للعودة إلى العمل وفق الآليات المعروفة والتي يمكن تلخيصها بنشاط شركة توتال وشركة cma cgm، التي يصفها بعض العالمين بأنها أصبحت دولة داخل الدولة. كان الهمّ السياسي يتركز على ضرورة المجيء بمن يضمن مصالح هذه الشركات. وهذا المنطق لا يزال مستمراً في المقاربة الفرنسية الحالية لانتخاب رئيس للجمهورية.

تبنٍ علني لترشيح فرنجيه

هذا هو السبب الأساسي الذي يقف وراء الخلاف الفرنسي السعودي الكبير والآخذ بالإتساع أكثر فأكثر، من خلال تمسك باريس علانية وبشكل رسمي بتبني خيار سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، في مقابل نواف سلام لرئاسة الحكومة. تُغلف هذه المقايضة بكلام معسول يرتبط بالحصول على ضمانات أو صلاحيات موسعة للحكومة وهو ما يعرف الجميع أنه غير ممكن في ظل موازين القوى القائمة، وأنه عندما طرحت فكرة حكومة اختصاصيين مستقلين بمجوب المبادرة الفرنسية في 2020 بصلاحيات واسعة، سرعان ما تم الإنقلاب عليها وبمباركة فرنسية أيضاً. أما استعادة كلام الرئيس الفرنسي وغيره من المسؤولين سواء السفيرة في بيروت أم باتريك دوريل أم بيار دوكان عن لبنان والمسؤولين اللبنانيين فتظهر نزعة فوقية تحمل شكلاً من أشكال الإملاءات، أو نزعة امبريالية، وهو ما يحاول الفرنسيون تعميمه في تعاطيهم مع الدول الأخرى التي تهتم بالشأن اللبناني.

 تعميق الخلاف مع السعودية

بعد إجتماع باريس الخماسي في السادس من شباط، والإتفاق على مواصفات معينة لرئيس الجمهورية وللمرحلة المقبلة، تيقنت الدول الأربع أن باريس قد خرجت عن مجريات الإجتماع ولجأت إلى تسويق فكرة المقايضة، وبحسب ما يقول معارضون لهذه الآلية الفرنسية فإن أسبابها ترتبط بنشاط لوبيات لبنانية فرنسية جموحة الطموحات في بحار النفط والغاز. تجلى الإختلاف في وجهات النظر بين الفرنسيين والسعوديين أكثر في اجتماع باريس عصر السبت. إذ بقي الفرنسيون على تمسكهم بخيار المقايضة وبتبني ترشيح سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية فيما أصر السعوديون على رفض هذه المعادلة. انتهى الإجتماع على لا اتفاق. رفض كل طرف من الطرفين التنازل، فيما يفترض أن يبقى التواصل قائماً ولكن في حال عدم تحقيق أي تقدم يعني أن الأزمة ستكون طويلة.

منذ سنوات يسعى الفرنسيون إلى إظهار أنفسهم بأنهم على توافق تام مع حلفائهم، سواء مع السعودية أو مع الولايات المتحدة الأميركية، إلا أن هذا يبقى غير دقيق، فالمبادرة الفرنسية والتي سوّق الفرنسيون لها كإتفاق منجز يحظى برعاية هذه الدول، بينما الواقع لم يكن كذلك. يستذكر الجميع العقوبات الاميركية التي أسهمت في إطاحة المبادرة، بينما كان الموقف السعودي واضحاً في رفض معاييرها لأنها تنطوي على ازدواجية.

صراع المصالح والقيم

مثل هذه السياسة عبر عنها الفرنسيون في علاقتهم مع إيران سابقاً، من خلال الحماسة للإتفاق النووي من دون أي ثمن سياسي طمعاً بالدخول إلى السوق الإيرانية، وهو ما تكرر في العراق أيضاً من خلال مشاريع لشركة توتال بـ27 مليار دولار. الأمر نفسه ينطبق على لبنان وسوريا مستقبلاً، وهو ما يُعتمد في افريقيا. دفعت الإحتجاجات الإيرانية باريس إلى تصعيد موقفها من طهران، وهذا بحد ذاته مؤشر على صراع فرنسي فرنسي ما بين الهوية التاريخية القائمة على الحداثة وما بعدها وعلى الحرية ودعم القيم من جهة، وبين الطموحات المصلحية الإستعمارية، التي حتماً تتناقض مع ما سلف تقديمه من قيم وروحية الثورة الفرنسية ومرتكزات ثقافة التنوير وحقوق الفرد أو الشعوب. ما يجري مع فرنسا لبنانياً أو في علاقاتها مع السعودية مثلاً، له ما يماثله تاريخياً مع أبرز حلفائها الدوليين وخصوصاً الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا.

بين فرنسا بريطانيا وأميركا

في الصورة العامة تظهر بريطانيا بأنها التوأم لفرنسا منذ أيام التحالف في الحرب العالمية الأولى وسايكس بيكو إلى الحرب العالمية الثانية. إلا أن ذلك لم يكن صحيحاً على الإطلاق. الامر نفسه ينطبق على علاقة فرنسا بالولايات المتحدة الأميركية حيث كانت في الحرب العالمية الأولى تلتقي المصالح الفرنسية مع أميركا ضد بريطانيا. أما اليوم يبرز تضارب في المصالح الفرنسية عن الأميركيين الذين يتقاطعون بشكل أو بآخر مع البريطانيين. أوضح هذه الصراعات يأتي ما بعد بريكست وخروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي، وصولاً إلى تحالف بريطانيا مع أميركا واستراليا التي تم استقطابها من علاقة استراتيجية مع فرنسا.  يقول الباحث توم ماكتاج، وهو كاتب في مجلة "الأتلانتيك" مقيم في لندن، بأحد تعليقاته على معاهدة أوكوس بين بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية واستراليا، وهي المعاهدة التي ألغت أكبر صفقة بين فرنسا واستراليا لجهة تزويد الأولى للثانية بالغواصات:" إن بريطانيا تعتبر رد الفعل الفرنسي على اتفاقية "أوكوس" تعبيراً عن شوفينيتها المستترة المعادية لأميركا، وتشبُّثها بالعظمة الضائعة منذ زمن، وإستراتيجيتها الخبيثة لاستخدام الاتحاد الأوروبي وسيلة لتصل إلى هدفها باستعادة الأضواء العالمية."

مكائد السياسات

بالعودة في التاريخ إلى الوراء، يقول الكاتب البريطاني جايمس بار في كاتبه "خط في الرمال" والذي يحكي قصة صراع فرنسا وبريطانيا الذي شكل الشرق الأوسط في حقبة الحرب العالمية الأولى، إنه استند في ما قدمه إلى أرشيف وزارة الخارجية البريطانية. يشير بوضوح إلى ما كان يتم تصويره حلفاً لم يكن كذلك بواقع الحال، لا بل كان هناك صراع وخصومة. فالخلاف كان دائماً بين الطرفين، سواء في أوروبا او على ميراث السلطنة العثمانية أو في منطقة الشرق الأوسط. صراعات كثيرة وقعت بينهما أبرزها كاد أن يودي إلى حرب بين الطرفين إثر الصراع على نهر النيل منذ العام 1898.

ومما يشير إليه جيمس بار، هو دعم فرنسا للجماعات اليهودية المتطرفة لاستهداف المصالح البريطانية في المنطقة ولا سيما في فلسطين، مع فتح المجال واسعاً امام هذه الجماعات بالدخول إلى فلسطين، بهدف طرد البريطانيين منها، ويستند بار في ذلك إلى وثائق الخارجية البريطانية. وفي مقابلة مع التلفزيون العربي ببرنامج "وفي رواية أخرى" يقول جايمس بار إنه في العام 1944 وعندما كانت القوات البريطانية تتدخل لتحرير فرنسا من ألمانيا النازية، كانت حرب بريطانية فرنسية تدور في فلسطين من خلال هجومات يشنها اليهود المتطرفون المدعومون بأسلحة فرنسية ضد الجيش البريطاني والمصالح البريطانية. ومما يرويه جايمس بار عن الصراع الفرنسي البريطاني هو محاولة إرهابي يهودي تلقى دروسه وتدريباته في فرنسا وهو خريج معهد باستور، لدس الكوليرا في المياه وتسميمها في بريطانيا إلا أن المحاولة أفشلت.

مفاجأة الإتفاق السعودي-الإيراني

ويشير الباحث الاسرائيلي مائير زامير، وهو من يهود العراق في كتاب أصدره بعنوان "الحرب السرية بين بريطانيا وفرنسا في الشرق الأوسط" إلى كيفية دعم فرنسا للجماعات اليهودية المتطرفة ضد بريطانيا ومشروعها  الذي كان يدعم مجموعات عربية لقيام دولة. ومما يرد في الكتاب أن العرب المتحالفين مع بريطانيا كانوا يسعون إلى تقويض الإنتداب الفرنسي الذي كان مبنياً على دعم الأقليات والتحالف معها. كل هذه السياسة دفعت فرنسا للخروج من المنطقة، لصالح التقدم الأميركي البريطاني، وهو ما كانت باريس تسعى إلى تكراره في علاقتها مع إيران في السنوات الماضية على حساب العرب، لكنها وجدت نفسها مضطرة إلى إعادة العلاقات مع الدول العربية، فيما حتماً تفاجأت بالإتفاق السعودي الإيراني والذي لا بد أن يكون له تداعيات يفترض بباريس مراجعة سياستها بناء عليه.

 

رياض سلامة «الشريك» في منظومة الفساد!

د. توفيق هندي/جنوبية/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/116719/%d8%af-%d8%aa%d9%88%d9%81%d9%8a%d9%82-%d9%87%d9%86%d8%af%d9%8a-%d8%b1%d9%8a%d8%a7%d8%b6-%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b1%d9%8a%d9%83-%d9%81%d9%8a-%d9%85%d9%86%d8%b8%d9%88%d9%85/

هل رياض سلامة وحده مسؤولاً عن الفساد؟ للإجابة على هذا السؤال يتوجب التعريف عن منظومة الفساد. منظومة الفساد لها ثلاثة مكونات مترابطة متواصلة فيما بينها: أولها هي المنظومة السياسية، وهي مؤلفة من الطبقة السياسية المارقة القاتلة الفاسدة، وعلى رأسها ناظمها وحاميها، أقله منذ عام 2006، أي “حزب الله”. ثانيها هي الدولة العميقة، أي الإدارة والمؤسسات والأجهزة بما فيها القضاء، بأغلبية العاملين فيها من أسفل الهرم إلى أعلاه، حيث تشكل مرتعاً لمحاصصات الطبقة السياسية، وهي تدخل بشراكة دونية معها. ثالثها هي المنظومة المالية، التي يتربع على عرشها رياض سلامة، وتشاركه حاكمية مصرف لبنان، وأغلبية أصحاب المصارف والمسؤولين الكبار فيها. ثمة تداخل وتبادل خدمات ومصالح بينها، وبين المنظومتين الأولى والثانية. غير أن لسلامة دور محوري في إدارة وتسيير وتسهيل عمليات النهب، التي تقوم بها المكونات الثلاثة لمنظومة الفساد، وهو بالتالي على إطلاع كامل على هذه العمليات. لذا، فإن محاكمته تشكل خطراً ضخماُ على أعضاء المنظومة كافة، وبالتالي لن تدعه “يقع” في مخالب القضاء الأوروبي، وليس بمقدورها التخلص منه، لأنه أخذ كل إحتياطاته من هكذا إمكانية.

فالإدعاء عليه في المحاكم اللبنانية، يشكل السبيل لمنع محاكمته في المحاكم الأوروبية، ويسمح بتحويل مقاضاته إلى قضية مرفأ ثانية. إقرأ أيضاً: رئيس «العسكرية» يتراجع في ملف «احداث خلدة».. والخلافات بين «الوزير» و«القائد» تنذر بإنهيار «قوس المحكمة»! فالمشكلة في لبنان الذي يعيش حالة اللادولة، ليست مشكلة قضائية ولا إقتصادية ولا مالية ولا معيشية … فحسب، إنما مشكلة سياسية_وطنية في الأساس، وكل ما تبقى يشكل عوارض لهذه المشكلة الأساس.

فلبنان يعيش في حالة خطر وجودي. والمطلوب تشكيل تجمع من القوى الوازنة الصادقة، تكون عابرة للطوائف والمناطق، لتحقيق هدفين أساسين: الأول هو تحرير لبنان من الإحتلال الإيراني، الذي يمارسه “حزب الله”، والثاني هو التخلص من الطبقة السياسية المارقة القاتلة الفاسدة، التي تعمل تحت سطوته.

الإنقاذ

 

الأجزاء الثلاثة/مفاوضات سرية للغاية بين عون و14 آذار تسابق مفاوضات مار مخايل

د. توفيق هندي/النهار/18 آذار/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/116591/%d8%af-%d8%aa%d9%88%d9%81%d9%8a%d9%82-%d9%87%d9%86%d8%af%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%b2%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%88%d9%84-%d9%85%d9%81%d8%a7%d9%88%d8%b6%d8%a7%d8%aa-%d8%b3%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d9%84/

بمبادرة مني، أطلقت ب 23 كانون الأول 2005، أي بعد أكثر من خمسة أشهر من تشكيل حكومة فؤاد السنيورة الأولى، مفاوضات سرية للغاية بين التيار العوني وتيار المستقبل.

وللتحدث عن هذه المفاوضات لا بد في البداية من التذكير بالتطورات والأحداث التي دفعتني لإتخاذ مثل هذه المبادرة.

لم يكن يوما” الجنرال ميشال عون ممثلا” في النسخة الرسمية للقاء قرنة شهوان التي إنطلقت في 30 نيسان 2001. قبل هذا التاريخ ومنذ آب 2000، نشأ ما يمكن تسميته لقاء قرنة شهوان غير العلني الذي ضم 12 تنظيم وشخصية، تحت رعاية غبطة البطريرك مار نصر الله بطرس صفير بالتزامن مع نداء المطارنة الشهير لرفع الإحتلال السوري عن لبنان. وكان عون ممثلا” في هذا اللقاء بشخص صهره آنذاك سامي نادر.

عند إنشاء لقاء قرنة شهوان الرسمي، أصّر بعض أعضائه على ذكر إتفاق الطائف في البيان التأسيسي. لم أكن من هذا الرأي وحاولت عن ثنيهم عن ذكره كي لا يؤدي هذا الأمر إلى خروج التيار العوني منه لأني كنت من رأي أن يضم اللقاء أكبر مجموعة من القوى السيادية بالرغم من إختلافها حول إتفاق الطائف.

وكانت تجربة لجنة التنسيق الثلاثية (تيار القوات اللبنانية، التيار العوني والأحرار) التي كانت تجتمع في مقر الأحرار في السوديكو، قد برهنت عن إمكانية إصدار مواقف مشتركة وإحتفاظ كل طرف بقناعاته ومواقفه بالنسبة لإتفاق الطائف. وكان العميد نديم لطيف يمثل التيار العوني في هذه اللجنة وكنت ممثل تيار القوات فيها. وقد عاصرت هذه اللجنة لقاء قرنة شهوان غير العلني وأوقفت إجتماعاتها بعد رفض عون المشاركة في لقاء قرنة شهوان الرسمي.

منذ ذلك الحين، أصبحت القوى السيادية منقسمة بين لقاء قرنة شهوان والتيار العوني، والكل تحت مظلة بكركي، وإن كانت علاقات لقاء قرنة شهوان أوثق بها.

معرفتي بميشال عون قديمة جدا” وهي تعود إلى عام 1986 عندما كان قائدا” للجيش. وقد بدأت بعيد إنتفاضة 15 كانون الثاني التي أطاحت بالإتفاق الثلاثي وأصبح الدكتور سمير جعجع قائد القوات اللبنانية. ومنذ ذالك الحين أصبحت المستشار السياسي لقائد القوات اللبنانية. وبصفتي هذه، وبعلم جعجع ولكن بدون قناعة منه، كنت ألتقي عون أسبوعيا” خلال أكثر من سنتين لترتيب العلاقة بين الجيش والقوات والحؤول دون تفجرها كحد أدنى وتحويلها إلى علاقة تنسيقية ، وإذا أمكن إلى علاقة تحالفية كحد أقصى. كما إلتقيته مرارا” فيما بعد في منفاه الفرنسي. لذا، عندما تتالت إجتاعات لقاء قرنة شهوان في شهر نيسان 2005 لتحديد وجهة التعاطي مع التطورات المتلاحقة ولا سيما الموقف من الإنتخابات النيابية في أيار 2005، كنت من الأقلية التي إقترحت التعاطي المرن مع عون، رافضا” عزله ومخاصمته، محذرا” من إمكانية دفعه دفعا” نحو إرتكاب المحظور، وذلك بالرغم علمي وعلم جميع أعضاء قرنة شهوان بإجتماعاته المشبوهة مع كريم بقرادوني وأميل أميل لحود في باريس. وأذكر إني قلت حينها ما معناه “لست من المغرمين بعون ولست مِمَن هم متوجسون في عدائهم له، إنما أعرفه خير معرفة”

(Je ne suis pas aounophile, je ne suis pas aounophobe; je suis aounologue)

ولكن أغلبية أعضاء قرنة شهوان إسترسلوا في تناغمهم مع الأستاذ وليد جنبلاط الذي لعب عمليا” دور رئيس مجموعة 14 أذار، وذلك بهدف كسب أكبر عدد من النواب، ولاحقا” أكبر عدد من الوزراء في الحكومة العتيدة والتأهل لرئاسة الجمهورية بما يخص أغلبية الموارنة منهم. وتطابقت فوبيا عون لدى هؤلاء مع الفوبيا عينها لدى جنبلاط. والكل يذكر كلام جنبلاط بخصوص التسونامي العوني الآتي من باريس.

وبالتزامن، زار جنبلاط عدد من عواصم القرار في العالم، مصطحبا” معه بعض أعضاء قرنة شهوان، للطلب منهم عدم تنفيذ البند المتعلق بحّل الميليشيات في القرار 1559 بحجة أن ذلك سيتسبب بضرر جسيم للتركيبة الطوائفية اللبنانية ولوحدة اللبنانيين، مؤكدا” أن اللبنانيين قادرون على حل معضلة السلاح غير الشرعي من خلال الحوار.

ولكن سرعان ما إنكشفت أهداف هذه التحركات التي مّهدت إلى ما سُمي آنذاك بالتحالف الرباعي (جنبلاط، الحريري، بري، حزب الله) وإلى تشكيل حكومة فؤاد السنيورة الأولى بتاريخ 18 تموز 2005 حيث تمثل فيها حزب الله وحركة أمل وإستُثني التيار العوني. وللأسف، فقد أدت هذه السياسات الناتجة عن تبدية هدف الوصول إلى السلطة على هدف خلاص لبنان الشعب والكيان والدولة، إلى سلسلة تطورات أوصلت لبنان إلى جهنم التي يعيشه اليوم. والعتب هنا أكبر على مِمَن يعتبرون أنفسهم مدافعين عن لبنان من العتب على خصومه أو أعدائه.

وجرت إنتخابات أيار 2005 وفق قانون غازي كنعان المشؤوم دون أي تحسين لصحة التمثيل المسيحي بالحد الأدنى وخارج المعايير التي وضعها إتفاق الطائف لقانون الإنتخابات.

وحصد التيار العوني أكثر من 70% من أصوات المسيحيين، مما جعل البطريرك صفير، الممتعض من تصرف أغلبية أعضاء لقاء قرنة شهوان، يصرح بأنه بات للمسيحيين قائد، أي الجنرال عون بالرغم من علاقاته غير السوية معه في محطات سابقة.

ومنذ ذلك الحين، تكثفت الإتصالات والحوارات غير العلنية في البداية بين عون وحزب الله، مما أدى بتاريخ 6 شباط 2006 إلى ما سمي بتفاهم مار مخايل.

ما كنت توقعته حدث. فالجنرال عون له شغف في السلطة وتطغى حساباته الشخصية على حساباته الوطنية، كغيره من المتعاطين في السياسة، إنما ب”دوز” أعلى؛ وكماروني حلمه تبوؤ كرسي رئاسة الجمهورية.

لذا، عملية عزله من قبل مجموعة 14 آذار، ولا سيما بعد تشكيل حكومة السنيورة الأولى، دفعته إلى بدء حوار جدي مع حزب الله بهدف التحالف معه لعل الظروف تتغير ويصبح الحزب قادرا” على مساعدته للوصول إلى رئاسة الجمهورية.

بالمقابل، بعد أن أمنت مجموعة 8 أذار كتلة وازنة في البرلمان ومشاركتها في الحكومة، كان من مصلحة حزب الله الإتفاق مع التيار العوني، كونه الأقوى بأشواط شعبيا” في الوسط المسيحي.

فقررتُ التحرك للحؤول دون توجه عون لعقد تحالف مع حزب الله، إنطلاقا” من مفاوضات بينه وبين تيار المستقبل.

لماذا تيار المستقبل؟ لأنه أكبر مكونات 14 أذار والأكثر إقتدارا”. فإذا أفضت المفاوضات إلى إتفاق، يُعمم على باقي مكونات 14 أذار.

لذا، كان يتوجب أن تبقى هذه العملية التفاوضية طي الكتمان التام كما لو لم تكن لتأمين نجاحها. ولذا، سميتها بالفرنسية Processus Zinzano Mauve

فأعددت ما أسميتها “ورقة عمل لتحديد كافة مواضيع النقاش” (سوف تنشر في الجزء الثالث)، وهي عبارة عن المواضيع التي يجب مناقشتها والإتفاق عليها بين المتحاورين.

ومما جاء في آخر بند فيها:

آلية تنفيذ الاتفاق الخلاصي

• وضع النص النهائي للاتفاق وتوقيعه بأسرع وقت ممكن

يجب أن يظل هذا الاتفاق سريا” تماما” كما هي المفاوضات التي تكون قد أنتجته لكي لا يخلق هذا الأمر لدى الأطراف الحليفة شعورا” بأنها أمام اتفاق مطبوخ سلفا” وأنها لم تشارك في عملية صياغته

معالجة وضع الأطراف الحليفة أولا” بهدف إعادة العلاقات فيما بين أطراف 14 آذار إلى صفائها وتبنيها الاتفاق المعقود

التوجه مجتمعين لمعالجة وضع الأطراف الأخرى والسير قدما” موحدين نحو تنفيذ خطة الإنقاذ.”

بتاريخ 23 كانون الأول 2005 توجهت إلى الرابية وإلتقيت عون. حضر اللقاء جبران باسيل. قلت له أن 14 أذار أخطأت في التعاطي معه وأن تموضعه الوطني الطبيعي هو مع القوى السيادية وأن المستقبل لها وأنها الأقوى وبالتالي هي القادرة على تحقيق طموحاته وتأمين مصلحته الذاتية أيضا” وليس حزب الله.

وقلت له أني عازم على إصلاح علاقاته معها وأن هذا الأمر ممكن عبر مفاوضات سرية تجري بداية” بينه وبين تيار المستقبل ومن ثم تعمم، إذا وصلت إلى نتائج إيجابية، على كافة مكونات 14 أذار وأن المطلوب منه تعيين شخص موثوق منه لإجرائها. فإقترح جبران باسيل كمفاوض. وكوني كنت أعرف أن باسيل هو الأقرب إليه وأنه يثق به، إعتبرت أن الجنرال جدي بقبوله بالإنخراط في العملية التفاوضية.

في اليوم التالي، أي في 24 كانون الأول، ليلة عيد الميلاد، إلتقيت فؤاد السنيورة في منزله في شارع بليس الساعة 6 مساء”. فبادرته بالقول أن 14 أذار إقترفت خطء” جسيما” بتعاطيها مع الجنرال عون وأنه على قاب قوسين من عقد إتفاق مع حزب الله، مما سوف يحدث خللا” كبيرا” في ميزان القوى الإستراتيجي بين 14 و 8 أذار لصالح الأخيرة. فقال لي أنه مستعد فورا” لإجراء إتصال هاتفي معه. أجبته أن هذا بالضبط ما يجب أن لا يفعله، إذ أن الهواتف مراقبة ولأن ليس فقط لا مصلحة لحزب الله بهذا التقارب، إنما أغلبية أطراف 14 أذار ستتوجس منه أيضا”.

عندها، عرضت عليه الحديث الذي دار بيني وبين عون وأنه وافق على إجراء المفاوضات السرية التي عرضتها عليه، وأنه يتوجب علينا التحرك سريعا”. فطلبت منه تعيين شخص من قبله للمفاوضة. فبدأ يفكر لمن سوف يولي هذه المهمة. فإقترحت إسم نواف سلام الذي كنت أعرفه جيدا” منذ زمن بعيد وأعرف قربه منه. فقبل بذلك.

ولكن بعد أيام معدودة، إتصل بي نواف وقال لي أنهم سيعينون شخصا” آخر وأنه سوف يتصل بي لبدء المفاوضات. بعد بضعة أيام إتصل الدكتور محمد شطح لإبلاغي أنه كُلِف بالتفاوض. لم أن أكن أعرفه شخصيا” آنذاك. ولكن سرعان ما ربطتنا صداقة عميقة وتحولنا إلى توأم سياسي، وذلك حتى يوم إغتياله في 27 كانون الأول 2013.

فحددت مباشرة يوما” للتعارف وبدأت المفاوضات في منزلي وإستمرت فيه. وفي أول جلسة أُقرت ورقة العمل التي كنت قد أعددتها. وفي هذه الجلسة، أبلغنا باسيل أنه يجري مفاوضات موازية مع حزب الله.

وتتالت جلسات المفاوضات بوتيرة جلستين كل أسبوع. وأحرزنا تقدما” مقبولا” في الإتفاق على عدد من بنود ورقة العمل. ولم يكن دوري فيها حكما” فحسب، بل كنت أتعاطى معها كما لو كنت طرفا” ثالثا” فيها، وذلك بهدف إنجاحها.

آخر جلسة مثمرة كانت نهار الجمعة في 3 شباط 2006 حيث حددنا يوم الثلثاء والخميس في 7 و9 شباط. وكان بودي أن نبرم الإتفاق بنهاية هاتين الجلستين لحدثي أن المفاوضات مع حزب الله تتسارع وبات الإتفاق بين التيار والحزب وشيكا”.

ولكن الأحد في 5 شباط 2005، دخل إسلاميون سُنة إلى منطقة التباريس ليحتجوا أمام السفارة الدنماركية بحجة الإعتراض على كاريكاتور للنبي محمد. وقد أحدث هذا الدخول إلى الأشرفية “خضة” في الأوساط المسيحية وأتساءل حتى اليوم إن كانت هذه الأحداث مفتعلة، حركتها مجموعة من وطاويط الليل علمت أو أُعلمت بوجود العملية التفاوضية؛ فأرادت إحباطها من جهة وتغطية “تفاهم مار مخايل” وتبريره شعبيا”، من جهة أخرى.

لم يتصل بي شطح نهار الإثنين. إتصل بي الثلثاء الساعة الثالثة ليعلمني أنه لن يتمكن من الحضور الساعة السادسة بسبب إنشغاله الطارئ مع السينيورة. فقلت له “هذا غير صحيح”. فأجابني “شفت شو صار مبارح”. فطلبت أن ألتقيه الأربعاء. وهكذا تم.

الثلثاء الساعة السادسة وصل باسيل إلى منزلي كما لو أن شيئا” لم يحدث. فقلت له أن محمد إنشغل مع السنيوره، ولكن إجتماعنا الخميس لا يزال قائما”.

حاولت أن أقنع محمد بإستئناف المفاوضات نهار الخميس. فأجابني أنه مقتنع بعدم التسليم بفشل المفاوضات وبضرورة الوصول إلى إتفاق يكون بديلا” عن “تفاهم مار مخايل”. وأضاف “ولكن عندي بيعتبرو أنو ما حدث هو خطير. فبنظرهم تم ضرب أساس الصيغة اللبنانية القائمة على الثنائية المارونية-السنية وإستبدلوها بالثنائية المارونية-الشيعية.”.

فعرضت عليه أن يحضر نهار الخميس فقط لسماع ما لباسيل أن يقوله لنا وتكون هي الجلسة الختامية.

وهكذا كان. شرح باسيل مضمون التفاهم محاولا” إقناعنا بإيجابياته. لم نقتنع بطبيعة الحال وإنتهت الجلسة ومعها إنتهت المفاوضات.

هذا الجزء يكشف ورقة العمل لتحديد كافة مواضيع النقاش التي كنت قد أعددتها سلفا” وقد حظيت على قبول المتحاوين

1- اتفاق الطائف

2- لبنان والخارج

2-1- التعاطي مع الوضع الإقليمي :

• المربع الإستراتيجي : إيران – سوريا – حزب الله – المنظمات الفلسطينية التي تدور بفلكهم

• العلاقات مع القاهرة والرياض

• الموقف من إسرائيل

2-2- التعاطي مع المجتمع الدولي :

• الموقف من قرارات مجلس الأمن : 1559 ، 1595 ، 1614 ، 1636 ، 1644 والقرارات اللاحقة

الموقف من مسألة التعاطي مع المساعدة الدولية للبنان سياسيا” أمنيا” قضائيا” واقتصاديا” والموقف من المشككين بقبول لبنان بهذه المساعدة والمطالبة بها ووصفها على أنها وصاية بديلة عن الوصاية السورية

3 – العلاقات اللبنانية-السورية :

• ترسيم الحدود وضبط الحدود

إقفال الحدود

• مزارع شبعة

• التمثيل الدبلوماسي بين البلدين

• إعادة النظر بالاتفاقات المعقودة تحت الوصاية السورية

قضية المفقودين والمعتقلين في السجون السورية والمقابر الجماعية

• الموقف من اتهام سوريا باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وكافة الاغتيالات الأخرى . كيفية التعاطي مع سوريا إلى أن تظهر الحقيقة (التحقيق والمحاكمة) وعلاقة هذا الموضوع بشلل الحياة في لبنان

• العمالة السورية في لبنان

• الموقف اللبناني من قضية تغيير النظام في سوريا وربطا” مسألة عدم التدخل في الشؤون السورية الداخلية أو مسألة استخدام لبنان من قبل قوى خارجية لتحقيق هذا الهدف إن وجد ، وكيفية تعاطي لبنان مع هذه المسألة الخطيرة دون المس باستكمال مسيرة استعادة سيادته واستقلاله وقراره الحر

• مسألة إزالة التوتر في العلاقات اللبنانية-السورية في مرحلة التحقيق الدولي : إمكانية تحقيقها ، كيفية تحقيقها ، ثمنها

• محتوى العلاقات المميزة الوارد في اتفاق الطائف

4 – مسألة السلاح الخارج عن أطر المؤسسات الشرعية الأمنية والعسكرية اللبنانية:

4-1 بت الموقف من مبدأ حصرية السلاح في يد الدولة

4-2- الموقف من حزب الله والوضع الشيعي

• الاتفاق على تشخيص وضعية حزب الله وطبيعته : أصولي أم لا ، درجة تأثره بإيران وسوريا ، إمكانية تحوله إلى حالة لبنانية حقيقية وبأي ظروف إذا كان هذا الأمر ممكنا” ، الفرق ما بين ما يعلنه من إستراتيجية ومواقف لبنانية وما يضعه طي “الكتمان والتقية” من إستراتيجية ومواقف إسلامية “تورط” لبنان في مسارات إقليمية ليست في مصلحته ، حقيقة موقعه ودوره في النظام الأمني السوري-اللبناني ، علاقته اليوم مع النظام السوري ….

• “دولة حزب الله” : مقوماتها العسكرية والمالية والاجتماعية ومدى استفادتها من مقدرات الدولة اللبنانية

• تشخيص إمساكه بالوضع الشيعي

تشخيص الوضع الشيعي عامة ووضع أمل بشكل خاص وباقي القيادات الشيعية والنظر في إمكانية أن تلعب هذه القيادات دورا” على الساحة الشيعية أم أن هذا الدور غير ممكن في ظل هيمنة حزب الله على الوضع الشيعي

• بناء على ما تقدم ، الاتفاق على سياسة وسلوك تجاه حزب الله يسكرا عليه باب المناورة ويهدفا إلى دفعه للخلي عن “دولته” الخاصة لصالح الدولة اللبنانية

4-3 العلاقات اللبنانية-الفلسطينية :

• مسألة حصرية العلاقة الرسمية اللبنانية مع السلطة الشرعية الفلسطينية بالمبدأ والممارسة

التمثيل الدبلوماسي

• السلاح الفلسطيني في لبنان

آفاق الوجود الفلسطيني في لبنان بين تقدم مسيرة السلام على خط المسار الإسرائيلي-الفلسطيني ورفض لبنان لتوطينهم على أرضه

تنظيم الوجود الفلسطيني في لبنان من ناحية الحقوق الاجتماعية والإنسانية وعلاقة هذه المسألة مع تنظيم العمالة الفلسطينية في لبنان

4-4 السلاح في أيدي أفراد أو جماعات أو أحزاب

5- الموقف من توسيع التحقيق الدولي والمحكمة الدولية :

• المطلب الرئيسي هو كشف الحقيقة

• معالجة ارتباط هذه المسألة بالوضع الأمني في لبنان

• معالجة ارتباط هذه المسألة ب”استهداف” سوريا من قوى دولية إذا ما تبين ضلوعها بالجرائم ، وهذا أمر متوقع

• معالجة ارتباط هذه المسألة باستكمال مسيرة استعادة السيادة والاستقلال والقرار الحر

6- معالجة الوضع الأمني

• أسباب اختلال الوضع الأمني في لبنان : المخابرات السورية وبقايا النظام الأمني السوري-اللبناني ، السلاح غير الشرعي ، الأحزاب السورية الهوى ( القومي ، البعث ) ، الجزر الأمنية ( المخيمات الفلسطينية ، مناطق حزب الله ، بعض المناطق في الشمال حيث ثمة تواجد لأطراف أصولية …؟ )

• ضعف الأجهزة الأمنية اللبنانية وعدم إمكانية إعادة تأهيلها وهيكلتها وإعادة صياغة سياستها وأولوياتها . السبب : الخلل في السلطة السياسية ؟

• وضع سياسة سريعة لضبط الوضع الأمني الخطير والاتفاق على ترشيد الوضع الأمني لاحقا” في إطار خطة شاملة لقيام الدولة اللبنانية

7- الإصلاح

• هل هدف الإصلاح هو ترشيد وضع الدولة والمجتمع ( سياسيا” وإداريا” واقتصاديا” وماليا” واجتماعيا” …أم أنه أداة للمحاسبة والاقتصاص من بعض الفاسدين والمفسدين ، أم أن هدفه هو الاثنين معا” ؟

• ضرورة الاتفاق على عناوين ومعاني الإصلاح

• ضرورة بحث موضوع استعادة الأموال المسروقة من المافيا اللبنانية-السورية خلال مرحلة الوصاية السورية قدر الإمكان بهدف تخفيف حجم الديون اللبنانية

8- وضع الدولة والسلطة

• مناقشة أسباب تعثر مسيرة إستعادة السيادة والإستقلال وقيام الدولة اللبنانية لا للتباري على تحميل المسؤليات لبعضنا البعض بل لأخذ العبر ومعالجة الوضع وعدم تكرار الخطأ

• تشخيص وضع السلطة وما يعيق قيام الدولة الحقيقية على كافة المستويات : المؤسسات الدستورية ( رئاسة الجمهورية ، المجلس النيابي ، الحكومة ، القضاء ) والإدارة

• على ضوء النقطتين السابقتين ، الاتفاق على تصور عام لما يجب أن تكون عليه الدولة اللبنانية وكيفية إعادة تكوين السلطة وعلى خطة شاملة تحقق الأهداف المنشودة على قاعدة اتفاق الطائف والدستور اللبناني

9- خطة النهوض الاقتصادي والاجتماعي

10- آلية تنفيذ الاتفاق الخلاصي

• وضع النص النهائي للاتفاق وتوقيعه بأسرع وقت ممكن

يجب أن يظل هذا الاتفاق سريا” تماما” كما هي المفاوضات التي تكون قد أنتجته لكي لا يخلق هذا الأمر لدى الأطراف الحليفة شعورا” بأنها أمام اتفاق مطبوخ سلفا” وأنها لم تشارك في عملية صياغته

معالجة وضع الأطراف الحليفة أولا” بهدف إعادة العلاقات فيما بين أطراف 14 آذار إلى صفائها وتبنيها الاتفاق المعقود

التوجه مجتمعين لمعالجة وضع الأطراف الأخرى والسير قدما موحدين نحو تنفيذ خطة الإنقاذ

 

إقتراح للإنقاذ: المداورة في الرئاسات

محمد السماك/أساس ميديا/الأحد 19 آذار 2023

لا توجد خطة "ب" للبنان. فلبنان يكون رسالة الوحدة في التنوّع أو لا يكون. الباحثون عن صيغة للبنان آخر يبحثون في السراب. إنّ إسقاط لبنان أو تفشيله أو انهياره يشكّل خسارة للإنسانية، وكارثة للّبنانيين.

كثيرون يبحثون عن خطة "ب" تكون بديلاً للبنان الرسالة. إنّهم واهمون. وقليلون يعملون على الإفادة من سوء التطبيق أو من سوء أمانة الحكم لاختراع لبنان جديد. إنّهم واهمون أيضاً. عبثاً يحاولون. فلبنان يكون بصيغته أو لا يكون. وهو يكون برسالته أو لا تكون الرسالة. فشلت كلّ الاحتلالات الإلغائية لهذا اللبنان. وفشلت كلّ المحاولات الالتفافية عليه. صمد لبنان على الرغم من أنّه نسيج وحده لأنّه يمثّل أجمل رسالة إنسانية تحملها أسوأ قيادة سياسية. من أجل ذلك فإنّ المطلوب هو تغيير القيادة وليس تغيير الرسالة.

بحث في اللامعقول

يمكن وضع خطط بنّاءة عديدة لتغيير القيادة، لكن لا يمكن تصوّر أيّ أمر بنّاء في تغيير لبنان.

من هنا فإنّ البحث في إعادة النظر في لبنان الدولة والرسالة والكيان هو بحث في اللامعقول واللامجدي. وهو بحث لا يمكن أن يؤدّي إلى شيء بنّاء أو حتى إلى شيء معقول.

انفتاح الرئاسات الثلاث على كلّ الطوائف من شأنه تحصين البنيان اللبناني بحيث يصبح قادراً على الصمود في وجه الاهتزازات السياسية وارتداداتها المدمّرة

من أجل ذلك يجب أن يستهدف البحث القيادة السياسية لا الرسالة الإنسانية، ولا الصيغة التعدّدية. والمدخل إلى ذلك هو إعادة النظر في الانتماءات المذهبية للرؤساء وليس في انتماءاتهم الدينية. بمعنى أن يكون رئيس الجمهورية مسيحياً لكن ليس مارونياً بالضرورة. ويجب أن يكون كلّ من رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء مسلماً، لكن ليس شيعياً ولا سنّيّاً بالضرورة أيضاً.

إنّ انفتاح الرئاسات الثلاث على كلّ الطوائف من شأنه تحصين البنيان اللبناني بحيث يصبح قادراً على الصمود في وجه الاهتزازات السياسية وارتداداتها المدمّرة.

لبنان الواقع بين الفوالق

يعرف العلماء أنّه توجد تحت الأرض فوالق عائمة فوق الحمم يؤدّي تحرّكها إلى اصطدامها، فتقع الهزّات الأرضية. ولبنان يقع بين هذه الفوالق. فإسرائيل بنظامها الإلغائي للآخر تجد في نجاح لبنان الرسالة خطراً عليها، بل وإدانة لها. لم تعد تطمع إسرائيل لا بمياهه وقد جفّ نهر الليطاني، ولا بأرزه لبناء الهيكل، لكنّها تحتاج إلى أن لا يكون دولة الرسالة، بل إنّها تريده أن يكون نموذجاً مسيئاً في قيادته للرسالة، تشويهاً لها وتعطيلاً لمحاولات انتشارها وامتدادها إلى المجتمعات الأخرى.

في ذلك تتلاقى النوايا الإسرائيلية السيّئة بالقيادات اللبنانية السيّئة على غير موعد، ومن دون ترتيبات مسبقة، لتحقيق هدف مشترك هو تفشيل لبنان الرسالة.

أمران لا يمكن تحقيقهما:

الأمر الأوّل: هو تعطيل المساعي الإسرائيلية الهادفة إلى تدمير لبنان الرسالة بالاعتماد على قيادة لبنانية فاسدة وسيّئة وغير مؤمنة أصلاً بالرسالة.

الأمر الثاني: هو إنقاذ لبنان ممّا هو فيه على أيدي الذين تسبّبوا في انهياره، وبالنظام ذاته الذي استخدموه أداةً لتدميره وانهياره.

إنّ لبنان في أزمة استثنائية. وهو يحتاج إلى مبادرة استثنائية. والتعديل الدستوري الذي يفتح الرئاسات على الطوائف على النحو الذي سبقت الإشارة إليه، وتشكيل مجلس شيوخ ممثِّل للطوائف ومجلس نيابي عابر للطوائف وحكم إداري، ربّما يشكّلان باستثنائيّتهما الخطوة الأولى في طريق الألف ميل.

 

اجتماع باريس: لا مقايضات ولا فرنجيّة

جوزفين ديب/أساس ميديا/الأحد 19 آذار 2023

أوحى كثيرون بأنّ متغيّراً أساسياً سيحصل في موقف المملكة العربية السعودية بعد تقاربها مع إيران برعاية صينية، وأوحى كثيرون بأنّ هذا المتغيّر سيبدو في موقف المملكة في اجتماع باريس الأخير، إلا أنّ شيئاً من هذه التحليلات أو التمنّيات لم يحصل لأنّ السعودية ثابتة في موقفها، لا بل قفزت خطوة إلى الأمام باتجاه تشريح الموقف الفرنسي ومواجهة محاولة التسلّل المكشوفة بنظرها.

لا مرشّح معلناً لرئاسة الجمهورية لدى السعودية، لكنّ موقفها الثابت يدعو إلى عدم الالتفاف على الثوابت التي تمّ تحديدها سابقاً في اجتماع نيويورك الثلاثي بينها وبين الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، ثمّ في الاجتماعات الثلاثية اللاحقة والخماسية مروراً بورقة الكويت وبالاتفاق السعودي الصيني يوم زار الرئيس الصيني الرياض. ليست خلاصة هذه الاجتماعات مصادفات متكرّرة، بل هي تعبّر عن رؤية المملكة العربية السعودية للوضع في المنطقة، ولبنان بطبيعة الحال.

آخر الاجتماعات حصل بين المملكة وفرنسا في باريس على بعد أيام من وصول مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف. في الاجتماع كشف الطرفان أوراقهما في حوار صريح ومفتوح، بين نزار العلولا، المستشار في الديوان الملكي السعودي، ونظيره باتريك دوريل، مستشار الرئيس إيمانويل ماكرون لشؤون الشرق الأوسط في قصر الإليزيه، بعد زيارة رسمية قام بها الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي إلى باريس يوم الإثنين الماضي، والتقى خلالها وزيرة الخارجية كاترين كولونا. وبالتالي هو جزء من التنسيق الفرنسي – السعودي حول ملفات كثيرة، أبرزها لبنان.

لا مرشّح معلناً لرئاسة الجمهورية لدى السعودية، لكنّ موقفها الثابت يدعو إلى عدم الالتفاف على الثوابت التي تمّ تحديدها سابقاً في اجتماع نيويورك الثلاثي

السعوديّون للفرنسيّين: لا يعنينا تسويقكم للمقايضة

وصفت مصادر واكبت الاجتماع بأنّه كان "صاخباً"، نتيجة قيام الجانب السعودي بكشف ملاحظاته أمام المسؤولين الفرنسيين حول الماكينة الإعلامية التي يديرها رجل أعمال لبناني مقرّب من فرنجية، وتشمل منابر مختلفة إعلامية وسياسية، قامت خلال الأسابيع الماضية بشنّ حملة مركّزة كان هدفها تسويق مرشّح "الثنائي" حزب الله وحركة أمل، رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية.

في النقاش كان كلام صريح عن سعي رجل الأعمال إلى التأثير في مواقع القرار الفرنسية في الإليزيه انطلاقاً من نفوذه وعمله مع شركات النفط الفرنسية.

كان كلام الجانب السعودي واضحاً، وقد عبّر عن ملاحظات شديدة اللهجة إزاء ما اعتبره محاولات هذه الماكينة "التأثير على نواب في البرلمان للتصويت لفرنجية"، معتبراً أنّ هذه المحاولات "مكشوفة" ولن تنطلي عليه لجرّه إلى الموافقة على أيّ مخرج للرئاسة اللبنانية لا ينطلق من خلاصة المواصفات التي حدّدها أوّلاً اللقاء الثلاثي في نيويورك في أيلول الماضي، ثمّ الاجتماعات الأخرى الخاصة بلبنان. وأهمّ ما في خلاصة هذه الاجتماعات ضرورة انتخاب رئيس من خارج المنظومة السياسية اللبنانية، على أن يقود مساراً إصلاحياً هو وحده السبيل إلى عودة الانفتاح العربي الخليجي والدولي على لبنان.

من جهة أخرى، قدّم الجانب الفرنسي نتائج اتصالات السفيرة الفرنسية في بيروت وفريق عملها الدبلوماسي، واقترح خيارات تسووية ضمن إطار المحاولات الفرنسية للدفع باتجاه إجراء تسوية ليست بالضرورة ضمن المواصفات التي تحدّث عنها الجانب السعودي في كلّ المحطات الخاصة بلبنان.

بحسب معلومات "أساس"، كان "الثنائي الشيعي" قد عرض هذه المقترحات سابقاً أمام السفيرة الفرنسية في بيروت، وطلب منها أن تقوم بتسويقها لدى الجانب السعودي. إلا أنّ الجواب السعودي كان واضحاً، إذ أوضح أنّ المسألة ليست مبارزة مالية ولا سياسية مع أحد، وأنّ الموقف السعودي الحاسم من بعض الأسماء المطروحة، وفي مقدّمها فرنجية، "ينطلق من أنّ اللبنانيين بحاجة إلى مساعدة صادقة لإخراجهم من حالة الانهيار الكارثي الذي أوصلتهم إليه المنظومة الحالية، احتراماً للبنانيين، من دون السعي إلى كسب نفوذ سياسي في لبنان أو مع جهات في المنطقة على حساب حياة اللبنانيين ومستقبلهم".

بحسب معلومات "أساس"، كان "الثنائي الشيعي" قد عرض هذه المقترحات سابقاً أمام السفيرة الفرنسية في بيروت، وطلب منها أن تقوم بتسويقها لدى الجانب السعودي

علاقة باريس مع فرنجيّة برعاية رجل أعمال

منذ أشهر، وتحديداً في الخريف الماضي، كتبنا في موقع "أساس" عن لقاء جمع فرنجية بماكرون. يومها سارعت أوساط بنشعي إلى نفي الخبر. ثمّ نفاه فرنجية نفسه في مقابلة تلفزيونية.

بعد أشهر من ذلك المقال، وقبل حوالي أسبوعين، نشرت الزميلة صحيفة "الأخبار" خبراً عن لقاء ماكرون بفرنجية منذ أشهر، مع علامة استفهام.

ليس الخبر بعيداً عن الواقع. في معلومات "أساس" أنّ رجل الأعمال نفسه، المعروف أنّه مقرّب من فرنجية، يحاول منذ أشهر تقريب وجهات النظر بين الأخير وباريس، فعمل على ترتيب اجتماع فرنجية بماكرون. إلا أنّ الاجتماع لم يؤدِّ إلى أيّ نتيجة إيجابية عملية يومها.

استُكمل المسعى مع باريس، واقترح "الثنائي" على السفيرة الفرنسية القيام بالمسعى مع الطرف السعودي. وهكذا حصل.

هكذا انفرد الفرنسي، بعيداً عن السعودي والأميركي، بالمسعى الذي قام به من أجل فرنجية، قبل أن يصطدم برفض قاطع وثابت من السعوديين أولاً، والأميركيين ثانياً.

في المعلومات أيضاً أنّ تواصلاً مع الجانب الأميركي حصل بعد انتهاء الاجتماع بين الجانبين السعودي والفرنسي لإطلاعه على النتائج، فسجّل الجانب الأميركي موافقته على المقاربة السعودية.

لا يختلف المطّلعون على الشأن العام في أنّ الرئاسة اللبنانية دخلت مرحلة البحث عن اسم ثالث غير فرنجية ومعوّض.

متى يصبح الاسم الثالث جاهزاً؟

إنّها مسألة وقت فقط.

لكن لا خيار أمام اللبنانيين إلا الاعتراف بأنّ فشل أدائهم في السلطة أوصل البلاد إلى الإفلاس، وأيّ رئيس لا يتمتّع بمواصفات الاجتماعات الدولية الخاصة بلبنان لن يستطيع تغيير مسار الانهيار في البلاد.

لمتابعة الكاتب على تويتر: josephinedeeb@

 

كل شيء برغبة المرشد

طارق الحميد/الشرق الأوسط/19 آذار/2023

عودة العلاقات السعودية - الإيرانية تظهر أن كل شيء في إيران يدار بتوجيه المرشد، وهو وحده صاحب القرار هناك، إلى الآن، ولو رغب لاتخذ قراراً فورياً لإنهاء أزمة الاتفاق النووي شبه الميت الآن.

وكالة «رويترز» نقلت عن مسؤولين إيرانيين قولهما إن «الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي نفد صبره في سبتمبر (أيلول) الماضي، حيال بطء وتيرة المحادثات الثنائية (مع السعودية) واستدعى فريقه لمناقشة سبل تسريع العملية، وهو ما أفضى إلى تدخل الصين».

ونفاد الصبر هذا سببه العزلة والصعوبات التي تواجه النظام الإيراني داخلياً وخارجياً، ولذلك أنجز الاتفاق السعودي - الإيراني لاستئناف العلاقات من خلال مفاوضات مكثفة في بكين، وعلى مدى 5 أيام فقط، بينما الاتفاق النووي يراوح مكانه منذ 3 سنوات تقريباً.

والدليل على نفاد صبر المرشد والرغبة الملحة على عودة العلاقات مع الرياض، هو حضور وفد إيراني مختلف بالصين، وبحسب مصادر، فإن «من كانوا يمثلون طهران في بكين كانوا يمثلون السلطة الحقيقية، وليس أصحاب البدل المنمقة».

ومن ضمن الحضور أيضاً ممثل عن الحرس الثوري، ورغبة طهران أثناء الجولات الخمس بالتفاوض مع السعودية كانت أن يلتقي السعوديون ممثلاً عن الحرس الثوري. وهو الأمر الذي لم يحدث، لأن المفاوضات كانت بين دولتين، لا دولة وأجهزة.

وعندما نفد صبر المرشد وأراد الإسراع بعودة العلاقات، وتقديم التعاون المطلوب، استجابت إيران بالشكل المطلوب، بل إن جل التابعين لإيران في المنطقة تفاجأوا بعودة العلاقات.

وتقول المصادر إن حزب الله، مثلاً، قد تفاجأ.

وبشار الأسد نفسه قال بمقابلة أجريت معه في روسيا، إن خبر عودة العلاقات السعودية - الإيرانية يعد «مفاجأة رائعة»، بينما كانت السعودية تتصرف طبيعياً، حيث اطلاع الحلفاء عن الاتفاق «بالمواعيد المناسبة».

وعليه فإن السؤال الآن: لماذا تتلكأ إيران بإنجاز الاتفاق النووي، أو التجاوب مع فكرة مبادرة أفضل، بينما أنجزت اتفاقاً سريعاً مع السعودية؟ فهل هدف إيران الأخير هو الوصول إلى السلاح النووي؟ مما يعني أن طهران تقوم بمغامرة غير محسوبة العواقب على نفسها والمنطقة.

المفاوضات السعودية - الإيرانية لم تتطرق للملف النووي، وهذا مفهوم، لأن موقف الرياض واضح تجاه الملف النووي، حيث ترفض انتشار الأسلحة النووية في المنطقة ككل، وما زال موقف الرياض كما هو حتى بعد عودة العلاقات مع إيران.

وموقف الرياض هذا واضح، لأن هذه قضية يجب أن تعيها القوى الغربية، بحيث من الضرورة أن تكون دول المنطقة، وأولاها السعودية، ممثلة في أي خطوة لإحياء الاتفاق النووي مع إيران، إذا كان ذلك ممكناً الآن. والمعلومات أن هناك محاولات لإحياء الاتفاق.

خلاصة القول أن الاتفاق السعودي - الإيراني في بكين يقول إن المرشد هو صاحب القرار، ويستطيع إنجاز الاتفاق النووي بالسرعة المطلوبة، خصوصاً أن لا أحد يصدق «فتوى تحريم امتلاك القنبلة النووية» التي ترددها إيران.

ولذا فإن السؤال هنا: هل يفاجئ المرشد الجميع ويسمح بإنجاز الاتفاق النووي بسرعة، وكما حدث بالاتفاق مع السعودية؟ أم يبقى الخطر مستمراً على الجميع؟

 

النظام الدولي... التحديات والطموحات

عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط/19 آذار/2023

النظام الدولي عمرُه عقودٌ من الزمن، وهو نجح في إدارة صراعات العالم وحروبه الساخنة والباردة واستطاعَ تجاوزَها جميعاً، وما زال متماسكاً وجميع دول العالم حريصة على بقائه، ولكن الجديد أنه بات محل تساؤلات تزداد مع تزايد الأزمات الكبرى والصغرى حول العالم.

التساؤلات حول جدارة النظام الدولي آخذة في التصاعد، وهو نظام يخدم الجميع دون شكٍّ، ولكنَّه يراعي الدول الغربية وعلى رأسها أميركا أكثر من غيرها من دول العالم، والتغييرات التي بدأت تطرأ على السياسات الأميركية والأوروبية تجاه عدد من الأزمات الدولية والتوجهات الاستراتيجية منذ سنوات ليست بالقصيرة أجبرت الكثير من الدول حول العالم على طرح أسئلة ملحة عن انحيازاتٍ ما في هذا النظام وسوء استخدامٍ لمؤسساته ومنظماته وقوانينه وعدالته، والتساؤلات دليل تشكيك، والتشكيك يحرض على البحث عن البدائل.

الصين دولة كبرى، وقوتها في صعودٍ متنامٍ، وأداؤها الاقتصادي مذهلٌ تاريخياً حيث استطاعت الانتقال من الشيوعية إلى ثاني أقوى اقتصاد في العالم في عقودٍ فقط، وهي بدأت في محاولة عكس قيمتها الاقتصادية على قوتها الدولية في المجالات كافة، وأميركا والدول الأوروبية تحاول مقاومة هذا الصعود الصيني القوي، وهذا طبيعي ضمن الصراعات الدولية المستمرة منذ بدء البشرية، وهو يتم داخل النظام الدولي لا خارجه، ومع الصعود الصيني القوي والتذبذب في القوة الغربية على مستويات متعددة فإن دول العالم الحية تجد مخارج أكثر لأزماتها وأولوياتها.

لدى الدول الغربية حلفاء كبار حول العالم، ولكنها بدأت تخسر بعضهم أو تخفف من قوة تحالفاتها بناء على توجهات آيديولوجية أو سياسية تخرج على شكل منتجاتٍ ذات أبعاد شتى، وبالمقابل، فالصين لديها حلفاء أيضاً وهي تسعى لتوسيع تحالفاتها وزرع الثقة لديهم بقوتها وقدراتها، وضمن هذا السياق الدولي تجري الكثير من الأحداث المهمة.

من تلك الأحداث، الحرب الروسية الأوكرانية، والتشدد الغربي تجاهها الذي هدد النظام الدولي برمته، وما زال هذا مستمراً، وكم هو مثيرٌ أن تتجه «محكمة الجنايات الدولية» لإدانة الرئيس الروسي في جرائم حربٍ، ما يضع الكثير من المؤسسات الدولية محل تساؤلات حقيقية وتشكيك في التسييس المباشر والانحياز، وهذا ليس في صالح أحد وبالأخص ليس في صالح النظام الدولي.

الاتفاق السعودي الإيراني بضمان الصين هو اختراق دولي حقيقي لأزمة إقليمية طال أمدها وعجزت القوى الغربية عن إحداث أي اختراق فيها، وجاءت لحظة يمكن للصين أن تصنع الفارق، فكانت فرصة تاريخية وامتحاناً حقيقياً لقدرة الصين على التوسع من القوة الاقتصادية لتصبح قوة سياسية دولية قادرة على اجتراح الحلول وحمايتها، والاتفاق بنصه بانتظار التنفيذ والتطبيق والالتزام، ولكنه على كل الأحوال شكّل نقطة تاريخية مهمة لما يمكن أن يجري في العالم مستقبلاً.

روسيا وأهم منها الصين الصاعدة بقوة للمشهد الدولي بدأت تأخذ دوراً دولياً أكبر، والأهم أنه يلقى ترحيباً دولياً وتوافقاً على أهميته وفاعليته وضرورة وجوده، فالتذبذب في المواقف السياسية والتلكؤ في حل النزاعات الدولية ومحاولات ابتزاز دولٍ ومناطق حول العالم، وإن لم تكن صحيحة، تجبر الجميع على التفتيش عن مخارج عملية وفاعلة ومؤثرة، والمتقاعسون يخسرون.

الاتفاق السعودي الإيراني - كما تقدّم - هو اختراق سياسي حقيقي على الساحتين الإقليمية والدولية، وهو إذا استطاعت الصين ضمان الالتزام به سيشكل أهم حدث مؤثر على النظام الدولي منذ عقود، وسيكون له ما بعده من أحداث وتحالفات ومراكز قوى حول العالم.

في ساقية المنطقة جرت الكثير من المياه، فالمشروعات الثلاثة الكبرى التي كانت تصطرع في المنطقة لم تعد كما كانت عليه من قبل، فالمشروع الطائفي بدأ يخسر كثيراً على مستوياتٍ عدة؛ من أهمها المستوى الداخلي واللحمة الوطنية، وفشل مخططات التوسع وسياسات بسط النفوذ واضح وإن نجحت إلى أمدٍ معينٍ، ولكن كلفتها هددت المشروعَ برمته.

أما المشروع الأصولي فقد بدأ في اتخاذ خطواتٍ مهمة للتراجع وترك الطموحات غير العملية والالتفات لمشكلات داخلية كبيرة، وإعادة النظر في عداء الدول العربية والتدخل في شؤونها وحصيلة الأرباح والخسائر على مغامرات عقدٍ من الزمان ألزمت المشروع بالعودة إلى قواعده ومحاولات استدراك ما مضى وبناء علاقاتٍ مفيدة لكل الأطراف في المنطقة.

الناجح الأكبر بالحقائق والأرقام لا بالعواطف والرغبات كان مشروع الاعتدال العربي، وهذا حديث الواقع ومنطق الأحداث ولغة التطورات في المنطقة والعالم، وما تصنعه السعودية والإمارات ومصر ومن معها من الدول العربية اليوم، وما تبنيه على النجاحات السابقة لافتٌ للنظر في المنطقة والعالم، وما يفتحه ذلك نحو المستقبل مبهرٌ ويبشر بإمكانات هائلة يمكن أن تنقل المنطقة برمتها إلى مستوى جديد على الصعيد الدولي.

حديث ولي العهد السعودي عن أن المنطقة ستصبح «أوروبا الجديدة»، وأن هذا هو مشروع السعودية ومشروعه الشخصي لم يعد وعداً ورؤية فحسب، بل لديه من الإمكانات والفرص ما يسمح بتحوله لواقع ملموس في مدة أقصر مما يتوقع المراقبون والمحللون، وهذا سيحتاج إلى توظيف قدرات كل دول المنطقة، وتوحيد البوصلة ونزع فتيل الأزمات وتعظيم فرص التطور والتنمية والرخاء، وهو ما يدفع باتجاهه أحداثاً مهمة يقف على رأسها اليوم الاتفاق السعودي الإيراني.

ليس بعيداً في التاريخ، بل قبل عقدٍ من الزمان فقط، استطاعت الدول العربية قلب الطاولة على المشروعين الآخرين في المنطقة، وهما كانا يحظيان بدعمٍ أميركيٍّ غربيٍّ ضد الدول العربية خلافاً لما يوجبه التحالف القديم مع أميركا والغرب، واستحضار هذا النجاح اليوم يفتح الأمل على إمكانية صنع نجاحاتٍ أكبر مع تطور الرؤى الحاكمة والاستراتيجيات المعلنة والقيادات الشابة الطموحة التي تقود المنطقة.

رؤية السعودية 2030 معلنة، وسياسات السعودية الجديدة المؤثرة بعمقٍ في أحداث المنطقة وتوازنات العالم ظاهرة للجميع، فثمة تغييرات كبرى لتوازنات القوى في المنطقة والعالم في مجالات متعددة، ويمكن لصانع القرار حول العالم أن يرى هذه التغييرات ويراقب هذه التوازنات الجديدة ويستقرئ مستقبلها وأبعادها وتأثيراتها ليحدّد مواقفه وسياساته واستراتيجياته تجاهها، وهو ما صنعته فعلياً دولة مثل الصين استطاعت قراءة المشهد بدقة والتعامل معه بحذق.

أخيراً، فالعلاقات والتوازنات والأنظمة الدولية برسم التطور الدائم مع ترقي البشر وتعقّد المصالح وعلو الطموحات، والشرق الأوسط سيكون في قلب ذلك كله.

 

تداعيات غير محسوبة لمذكرة توقيف بوتين

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/19 آذار/2023

مذكرة التوقيف، التي أصدرتها بالأمس الدائرةُ التمهيديةُ للمحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والمفوضة الرئاسية الروسية لحقوق الطفل ماريا لفوفا بيلوفا، تطور مهم بالنسبة للحرب الأوكرانية. إلا أنها قد تكون أهم على صعيد الأحجام و«الخطوط الحمراء» في حقبة يعتبرها كثيرون آخر سنوات «الأحادية القطبية» الأميركية. التهم الموجهة إلى بوتين والمفوضة الرئاسية تتعلَّق بدورهما المفترض والمباشر عن الترحيل غير القانوني لآلاف الأطفال من الأراضي الأوكرانية التي تحتلها القوات الروسية إلى الداخل الروسي. وحسب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قد يزيد بكثير العدد الحقيقي للأطفال المرحّلين من دور أيتام ودور عناية - منذ 24 فبراير (شباط) 2022 - عن 16 ألفَ طفل. وتبعاً لتقارير مختلفة فإن هؤلاء سيُعرضون للتبني أو سيخضعون إلى «إعادة تأهيل».

فيما يلي ثمة أمور تستحقُّ الإضاءة عليها، منها:

أولاً، أنَّ موسكو، المتهمة غربياً بأنها لا تقيم وزناً لاستقلالية القضاء، والفصل بين السلطات، لا تعترف أصلاً بالولاية القضائية لهذه المحكمة ولا بصدقيتها ولا بحيادها. وأثبتت ذلك ردات الفعل الروسية الأولى بعد صدور المذكرة. إذ قال ديمتري بيسكوف، الناطق الرسمي باسم الكرملين، إنَّ روسيا لا تعترف بالاختصاص القضائي للمحكمة، وتعتبر أنَّ قراراتها باطلة ومرفوضة قانونياً. وطبعاً، صبّ تعليق ماريا زاخاروفا، الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، في الاتجاه نفسه، عندما رأت أنَّ قرارات المحكمة «لا معنى لها بالنسبة لبلدنا، بما في ذلك من وجهة نظر قانونية».

أما «وجه» سياسة موسكو عالمياً، أي المندوب لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، فاختار الذهاب أبعد، معتبراً أنَّ «المحكمة المنحازة والمسيّسة وعديمة الكفاءة والمستعدة لممارسة العدالة الزائفة، لكونها دميةً في يد الغرب، أثبتت دونيتَها». وواصل هجومه قائلاً: «من المثير للسخرية، خصوصاً، أنَّ القرارات غير المهمة من الناحية القانونية (أي مذكرة التوقيف بحق بوتين) أعلنت عشية الذكرى العشرين للغزو الأميركي غير القانوني للعراق». وأردف في هذا الصدد أنَّه «كان للمحكمة الجنائية الدولية الاختصاص القضائي، لكنَّها لم تفعل شيئاً لتقديم الجناة المسؤولين إلى العدالة».

ثانياً، أنَّ الحروب «القضائية»، بصرف النظر عما إذا كانت المحكمة الجنائية الدولية مستقلة سياسية بالكامل أم لا، تظل من وسائل الضغط السياسي الملازم للتصعيد العسكري والمقاطعة الاقتصادية. وراهناً، تؤمن القيادة الروسية بأنَّها تواجه «حرباً» من دول حلف شمال الأطلسي (ناتو)، تشمل مدَّ منطقة عملياته إلى حدود روسيا بعد ضم أوكرانيا إليه. وهذا هو المبرّر «القومي» للحرب الاستباقية «الدفاعية»، الذي يقدّمه الكرملين للشعب الروسي، ولا سيما، لأولئك الروس الذين لا يؤمنون أساساً بوجود فوارق إثنية أو لغوية أو ثقافية مع أوكرانيا.

ثالثاً، أن موضوع تهديد الطفولة وإلحاق الضرر بالأطفال يهزّ الضمير الإنساني. ومن ثم، يغدو تسويغ التحرك لحمايتهم ممن يلحق بهم الضرر، أو محاسبة الجهة المتسببة في هذا الضرر، مسألة ضرورية في أي مواجهة سياسية. غير أنَّ المشكلة هنا مع التحرك القضائي الدولي دفاعاً عن أطفال أوكرانيا... تكمن في تفاوت التعامل بين هذه الحالة وتلك. إذ إنَّ ما توفر الآن لأطفال أوكرانيا لم يتوفر دفاعاً عن حق أطفال سوريا بالحياة والأمان، وهذا مع أن العالم شاهد بأم العين مآسي المئات - بل الآلاف - الذين قضوا بالغاز أو تحت قصف البراميل المتفجرة أو غرقاً في البحر. ثم إنه في حالة أطفال سوريا، أزعم أن الرئيس بوتين ودبلوماسييه وضباطه يستحقون المساءلة... على الأقل. أما عن تهديد الطفولة وإيذاء الأطفال في المناطق الأخرى من العالم، فلم نسمع أن أياً من المتورطين في جرائم أخرى ضد الأطفال، قتلاً واستغلالاً وتجنيداً إلزامياً، واجه أي شكل من أشكال العدالة الدولية.

رابعاً، واستطراداً... هل يتجزّأ مبدأ العدالة؟ بل هل تخدم الدول الكبرى هذا المبدأ عندما يغدو الحق انتقائياً، والعدل استنسابياً، وتطبيق العقوبات مزاجياً ومصلحياً؟ إن المحكمة التي أصدرت مذكرة التوقيف بحق الرئيس بوتين ومفوضته لشؤون الأطفال، استطاعت بلا أدنى ريب أداء واجبها، لكن هل هي - ومعها القوى العالمية التي تدعمها - في وضع يتيح لها عملياً تنفيذ مشيئتها، وإحقاق ما ترى أنه الحق... أم أن «السيناريو»، الذي علينا توقعه لا يخرج عن تضييق وتصعيد يفضيان إلى تنازلات؟ القوى الغربية تعرف جيداً طبيعة القيادة الروسية الحالية، كما شاهدت غير مرة نماذج على عنادها ومكابرتها. ومن ثم، إذا كانت خطوة «التوقيف» القضائية ستكون مجرد خطوة للمساومة لا غير، فعلى هذه القيادات الغربية أن تقلل من تفاؤلها، وتجنب «تجربة المجرّب».

الواقع أن وضع فلاديمير بوتين وقدرته على التأثير في المناخ الأمني العالمي لا يقاسان بأوضاع - وأوزان - غيره من الساسة والقادة الذين هُددوا أو لوحقوا أو عوقبوا قضائياً، كالرئيس الليبي الراحل معمر القذافي والرئيس السوداني السابق عمر حسن والرئيس التشادي السابق حسين حبري والرئيس الصربي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش. فلاديمير بوتين حالة مختلفة، وروسيا حالة مختلفة. ومن ثم، فإن محاولة «الاستفراد» بموسكو وسط الأجواء الدولية الملبّدة، وتصاعد الهواجس من أوكرانيا غرباً إلى تايوان شرقاً، قد لا تأتي بالنتائج المرجوة. ولعلنا إذا ما ألقينا نظرة إلى ما يمكن أن تحمله الاصطفافات وردّات الفعل، سنجد أن الكل إما في مأزق أو أمام إشكاليات تحد من هامش حركتهم.

نعم، ثمة تعقيدات تعيشها الآن كل الدول الأوروبية الكبرى. فوضع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون غير مريح في وجه شارع تمرّس بالاعتراضات الصاخبة واللجوجة. والحكومة المحافظة في بريطانيا تدفع كل يوم فاتورة «دوغماتيتها» فتهرب من مواجهة إلى إضراب، ومن أزمة إلى فضيحة. وحالة الحكومة الائتلافية في ألمانيا بعيدة جداً عن المثالية رغم خروجها من كابوس «الشتاء المزعج» بالحد الأدنى من الخسائر، وتحاشيها إحراجاً أكبر في قضية تسليح أوكرانيا. أما عن إيطاليا فإن الأيام والتحديات تمرّ عليها ثقيلة وهي تجرّب مذاق حكم «الفاشية الجديدة».

ويبقى الكبيران الصين والولايات المتحدة. الرئيس الصيني شي جينبينغ سيلتقي بوتين قريباً في موسكو، ولدى الرجلين الكثير على بساط البحث، أما واشنطن، المتحسّبة أبداً، للتحدي الصيني، فها هي توسّع دائرة التهديد النووي مع بكين لتشمل أستراليا.

بناءً على كل هذا... هل يمكن الاستهانة بردة فعل فلاديمير بوتين؟

 

2023 عام الابتزاز والمقايضات: أردوغان وبوتين والصين

عماد الدين أديب/أساس ميديا/الأحد 19 آذار 2023

ثلاثة أنماط من السلوك السياسي هي المهيمنة الآن على الصراعات والعلاقات الدولية:

1- "المقايضة" لتبادل المصالح بين الأطراف المباشرة وغير المباشرة في الصراع.

2- الضغط بالعقوبات وكلّ أشكال الحصار والمنع.

3- التلويح بسياسات حافة الهاوية بدءاً من التصعيد بالحرب التقليدية إلى التلويح باستخدام السلاح النووي التكتيكي.

يسمّونها بشكل مهذّب "تبادل المصالح" وأحياناً "تسوية مقبولة"، وهي في حقيقة الأمر نوع من الابتزاز الذي يقوم به كلّ طرف للحصول على الحدّ الأعلى من المكاسب ومحاولة التوصّل إلى الحدّ الأدنى من التنازلات.

وتعريف هذا الأمر في معجم اللغة هو:

"تبادل الخدمات السياسية التي تؤتي بمنافع مرضية لطرفين أو أكثر بهدف إحداث تسوية لاهتمام مشترك".

خرج إردوغان عن خطط الكبار إقليمياً، وانتشر في العراق وسوريا وليبيا، وتجاوز حدود المياه الإقليمية في شرق البحر المتوسط طمعاً في الغاز

أردوغان وبوتين والصين

نتوقّف اليوم أمام 3 لاعبين يمارسون هذه اللعبة على مسرح السياسة الدولية بكلّ ما أوتوا من قوّة وبراعة.

الأوّل: هو الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي عاش منذ عام 2001 يحلم بأن تنضمّ بلاده إلى الاتحاد الأوروبي، وفي كلّ مرّة كانت محاولاته تبوء بالفشل.

حاول إردوغان استخدام كلّ أدواته، فتارة يقوم بالالتزام الحرفي بالـ14 شرطاً لدخول هذا الاتحاد. وتارة أخرى يستخدم أهميّته الجوهرية في حلف الناتو النابعة من كون القوات التركية تشكّل النسبة العظمى من عديد القوات البرية لهذا الحلف، إذ تبلغ 190 ألفاً، وتارة ثالثة يهدّد بإيقاف التسهيلات لأكبر قاعدة استراتيجية في أوروبا، وهي قاعدة إنجرليك.

تارة بالهدوء والسياسات الناعمة، وتارة أخرى بالتهجّم على زعامات فرنسا وألمانيا واليونان وهولندا.

خرج إردوغان عن خطط الكبار إقليمياً، وانتشر في العراق وسوريا وليبيا، وتجاوز حدود المياه الإقليمية في شرق البحر المتوسط طمعاً في الغاز.

أين ربح وأين فشل أردوغان؟

عرض إردوغان نفسه وسيطاً بين الروس والأوكران، وشكّل تحالفاً مع الروسي والإيراني للتنسيق في الشأن السوري.

وفّر إردوغان أكبر قدر من التعاون العسكري مع الصناعات العسكرية الإسرائيلية، وأصبح أكثر خطوط الطيران المدنية حركة مع إسرائيل هو ما يربط تركيا بالدولة العبرية.

كلّ ذلك من أجل الضغط أو تبادل المصالح أو خلق أدوات تحقّق له حلم "تركيا القويّة" تحت مظلّة "العثمانيين الجدد".

آخر ألعاب إردوغان السياسية هي اعتراضه على انضمام السويد وفنلندا إلى حلف الناتو، وتركيا كانت صاحبة الاعتراض الوحيدة، وهو ما يعيق انضمامهما بصفة قانونية لأن نظام تأسيس "الناتو" ينصّ على أنّ القبول بأيّ عضو جديد في الحلف يجب أن يكون "بإجماع" الأعضاء الدائمين.

حصل إردوغان أمس الأول على ما يريد، إذ قايض قبول عضوية فنلندا بالحصول على نوعية تسليح يحتاج إليها الجيش التركي.

بالنسبة لقبول عضوية السويد فقد رهن موافقته بضرورة قيام السلطات السويدية بتسليم لاجئين أكراد يعيشون على أراضيها.

هذا هو قانون اللعبة التي يجيدها إردوغان معتمداً على مبدأ "شيء مقابل شيء".

ولكن ها هو السحر ينقلب على الساحر عندما رفض الرئيس السوري بشار الأسد وساطة بوتين لعقد لقاء بينه وبين إردوغان.

أكّد بشار لبوتين أنّ الاتفاق مع إردوغان يجب أن يسبقه تعهّد واضح من الرئيس التركي بالانسحاب الكامل من الأراضي السورية.

إردوغان الذي يعبّئ كلّ قواه لمعركة الرئاسة الجديدة التي تبدأ مراحلها الأوّلية في أيار المقبل يحتاج إلى اتفاق لإعادة النازحين السوريين الذين يشكّل وجودهم أزمة وستصبح عودتهم مسألة ضاغطة على حكومته وسيكون لها تأثير لافت وقوي على ملفّات معركة الرئاسة، خاصة أنّ المعارضة أعلنت هذه المرّة تحالفاً قويّاً ضدّه.

بوتين والصين وأوكرانيا

المثال الثاني: هو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. هو الآخر يعزّز علاقاته على عدّة محاور للخروج من حصار العقوبات الغربية ضدّه.

تأمّلوا تحرّكات وزير خارجيته سيرغي لافروف في إفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط.

تأمّلوا تطوّر العلاقات الصينية – الروسية وإعلان الرئيس الصيني الدعم الكامل لروسيا في حربها في أوكرانيا.

يضع بوتين مسألة إيقاف الحرب والدخول في مفاوضات سلام في مقابل تعهّد أوكراني بعدم الانضمام إلى الناتو والقبول بضمّ روسيا الأراضي في القرم والجمهوريات المستقلّة.

شيء مقابل شيء مجدّداً

المثال الثالث هو الصين: ها هي تتحرّك بذكاء ومهارة وحكمة.

تقوم برعاية كاملة لاتفاق سعودي إيراني من 6 إلى 10 آذار وبضمانه، وبذلك تؤمّن استثماراتها مع البلدين التي تتعدّى 550 مليار دولار، وتفتح أبواب التعاون على مصراعيها مع دولتين من أكبر خزّانات الطاقة وتمتلكان عوائد نفطية أسطورية.

وها هي الصين على لسان رئيسها في مؤتمر الحزب الأخير تعلن أنّ تايوان أرض صينية، وأنّها حتماً ستعود إلى الوطن الأمّ مهما كانت النتيجة. وها هي تستعدّ لمناورات عسكرية شاملة في بحر الصين وُصفت بأنّها ستُنفّذ "بأسلحة حقيقية".

تردّ الصين على العقوبات الأميركية التجارية علبها بالتلويح بالمساس بودائعها التي تتجاوز تريليون دولار في الأسواق والصناديق الأميركية.

مرّة أخرى تهدّد بشيء مقابل أن تحصل على شيء.

باختصار، إنّه عالم "قوّة الضغط" في زمن "الابتزاز" بهدف المقايضة.

إنّها لعبة خطرة يتمّ فيها التهديد بكلّ شيء وأيّ شيء.

حتى الآن اللعبة مخاطرها محسوبة، لكن من الممكن أن تنفلت الأمور في أيّ لحظة.

المهمّ أن نفهم قانون اللعبة ونلعب أوراقنا بحكمة ومهارة.

لمتابعة الكاتب على تويتر: Adeeb_Emad@

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

اليونيفيل باركت بحلول شهر رمضان: نعمل بالتنسيق مع الجيش لصالح سكان الجنوب

وطنية/18 آذار/2023

نظمت قيادة القطاع الغربي في اليونيفيل لقاء في بلدة شمع الجنوبية، جمع المرجعيات الدينية ورؤساء اتحادات البلديات ورؤساء بلديات قضاء صور، لمناسبة قرب حلول شهر رمضان المبارك. وقال قائد القطاع الجنرال روبرتو فيرجوري في كلمة له في المناسبة: "لقاء اليوم هو لنبارك بحلول شهر رمضان المبارك، والذي نشعر به بعمق لأننا نعرف مدى أهميته في الدين الإسلامي، ولكونه شهر مقدس نختلط فيه مع الأهالي والأفراد، الذين نعمل معهم جنبا إلى جنب كل يوم". وأضاف "لطالما أظهرت قرى جنوب لبنان وأعطت مثالا حقيقيا وفريدا للتعايش المشترك والحوار بين المسلمين والمسيحيين، وأيضاً في حضور اليونيفيل وبالتعاون معها". وتوجه الى الحضور بالقول: "أنتم اليوم الشهادة الحية لهذه القدرة على التعايش المشترك، من أجل تطوير العلاقات وبناء المستقبل. واليونيفيل تعمل لصالح سكان جنوب لبنان، بالتنسيق مع شريكها الاستراتيجي، الجيش اللبناني، مع احترام الثقافة والعادات والتقاليد المحلية ". وانتهى اللقاء بغداء أقامه الجنرال فيرجوري على شرف الحاضرين والمشاركين في المناسبة.

 

حزب الوطنيين الاحرار أكد تلبيته دعوة الراعي الى الخلوة الروحية

وطنية/18 آذار/2023

رحب حزب الوطنيين "الاحرار"، في بيان، ب"المبادرة التي اطلقها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بدعوة النواب المسيحيين الى خلوة روحية وصلاة لتناول موضوع الانتخابات الرئاسية ويؤكد على تلبيته للدعوة".

 يذكر ان رئيس الاحرار وفي خلال زيارته الاخيرة الى بكركي يرافقه النائب السابق دوري شمعون، كان قد تمنى على البطريرك الراعي دعوة النواب المسيحيين، وخصوصا الموارنة، الى بكركي ووضعهم امام مسؤولياتهم.

 

النائب مارك ضو:الاتفاق السعودي الإيراني لن يكون لصالح فرنجية بتاتا

وطنية/18 آذار/2023

اعتبر النائب مارك ضو، أنه "لم يكن هناك نية لدى أحد لانتخاب رئيس ضمن المهل الدستورية وبتسوية وعندما وصلنا الى هذه المرحلة أصبح لدى التغييريين وجهتا نظر إما التفتيش عن 65 صوتا وهو ما سعينا اليه مع القوات والكتائب او التصويت لعصام خليفة والبقاء خارج الاصطفافات بانتظار التوافق".  ولفت في حديث الى "لبنان الحر" ضمن برنامج "بلا رحمة" الى ان "الصراع الحقيقي اليوم هو بين خيارين: جزء من التغييريين يتمسكون باسم عصام خليفة ويريدون البقاء خارج الاصفافات وجزء مع المقاطعة". واعتبر ان اعتصام النائبين ملحم خلف ونجاة صليبا لم يصل الى مكان وأوقف خيار المقاطعة . وقال: "فليعطنا رئيسا للجمهورية وليأخذوا رئيس الحكومة . لا يمكن السير بمعادلات مع فريق غدر. المطلوب اتفاق محلي مع ضمانات دولية لان لا ثقة بالمسؤولين اللبنانيين". ورأى ضو ان "مواضيع اللامركزية الإدارية واستقلالية القضاء والقطاع المصرفي وحجم الدولة ووجودها في كل المؤسسات تعطل ليس فقط انتخاب الرئيس انما تشكيل حكومة وكيفية تكوين ثروة في لبنان". واعتبر انه "من الواضح ان مواصفات الرئيس بالنسبة للسعودية لا تنطبق على فرنجية وحزب الله يحسب ألف حساب قبل النزول الى الجلسة وهو لا يعلم لمن سيصوت عشرة نواب مثلا وهو رشح سليمان فرنجية وسماه مرشحا طبيعيا بعدما تم التلويح بالعقوبات ولتعبئة الفراغ وتلبيك المعارضة على من يعطل انتخاب الرئيس في لبنان ليظهر ان المعارضة هي من تعطل لانها لن تؤمن النصاب لانتخاب فرنجية".   أضاف: "بنظري لا أحد يؤمن ال65 صوتا واذا وضع التغييريون امام سليمان فرنجية وميشال معوض فان ثلثهم يؤيدون ميشال معوض". وأردف: "الاتفاق السعودي الإيراني لن يكون لصالح فرنجية بتاتا فهل تقوم ايران بدعسة ناقصة او تقبل برئيس يرضي السعودية؟ الاتفاق هو لصالح السعودية فقط ويمكن ان تنقلب ايران بعد فترة عليه".  واعتبر ان "الصراع بين حزب الله وإسرائيل أصبح حدوديا وليس وجوديا، فسلاحه لم يستعمل منذ 16 سنة الى اليوم والحرب في سوريا انتهت ورسمنا الحدود وبقيت فقط 3 او 4 نقاط يتم التفاوض عليها".  ولفت الى ان "الاتيان برئيس بعقلية الذي سبق ومبدأ "دفاية الكرسي" يعني أننا أطلنا عمر الأزمة 6 سنوات اضافية. اذا أردنا حل الموضوع فلنبت موضوع قانون الكابيتال كونترول والimf وموازنة 2023 وإعادة هيكلة المصارف". وكشف عن جلسات حوار بين قوى المعارضة للاتيان باسم جديد للرئاسة كما عن وجود نقاش مع "التيار الوطني الحر". واعتبر انه "أصبح من الواضح اليوم ان هناك منطقا يفرضه الثنائي ان عسكرياً او من خلال إدارة الدولة". وختم ضو: "الأميركيون لا يصارعون في المنطقة ويناقشون الجميع والولايات المتحدة لا تعتبر ان لبنان يستطيع ان يقلب موازين القوى وليس ساحة الصراع الأساسية وبرأيها ان هناك معايير أي ان عدم انتخاب رئيس سيكون مكلفا".

 

هيئة قدامى القوات: الخطر الاكبر الذي يتهدد لبنان هو النزوح السوري الذي صار احتلالا مقنعا واستغلالا مكشوفا

وطنية/18 آذار/2023

اعلنت هيئة قدامى ومؤسسي القوات اللبنانية في بيان اصدرته اثر اجتماعها الدوري، انها "تقف مذهولة ومتألمة  كما سائر اللبنانيين امام حجم المعاناة المتمادية لشعبنا من جهة وامام حجم الجبن والعجز والتهرب من المسؤولية الذي تتسم به الطبقة الطغمة السياسية في مواجهة الاعصار الاقتصادي -الاجتماعي - المالي الذي يواجهه لبنان" .  واعتبرت  ان "الخطر الاكبر الذي يهدد لبنان بالزوال ليس الفساد والسلاح غير الشرعي وسقوط قطاع التعليم وانهيار العملة الوطنية فحسب  _ وهي كلها عوامل مدًمرة لقواعد البنيان والكيان اللبناني ، بل الخطر الاكبر هو النزوح السوري". 

 وقالت: "ان النزوح السوري صار احتلالا مقنًعا واستغلالا مكشوفا واستسهالا متماديا للقوانين اللبنانية . لقد بلغت الوقاحة بهؤلاء انهم باتوا يتصرفون وكأنهم اصحاب الارض والبيت تماما كما فعل من قبلهم الفلسطينيون وغيرهم ممن تسببوا في تدمير الوطن الذي استقبلهم وردًوا الجميل بالجحود".  ودعت الهيئة الى "التصدي لهذا التعًدي والتكاتف في وجه المخطط المجرم الوقح الذي يتم التحضير له بتغيير وجه لبنان وجعله وطنا بديلا لهؤلاء الذين لطالموا طمعوا بأرضنا وجبالنا وبحرنا وطريقة عيشنا وحريتنا وريادتنا في هذا الشرق المحكوم بالتخلف والتطرف".  وختمت الهيئة: "ان لبنان ومنذ العام ١٩٤٨ دفع غاليا ثمن مخطط الدولة البديلة تهجيرا وموتا وهجرة ودمارا وهو اليوم يراد له ان يكون الوطن البديل للنازحين السوريين بتواطؤ من المجتمع الدولي والدول العربية في تكرار لمأساة العام ١٩٧٥ مع فارق اعداد النازحين السوريين الذين سيتخطى عددهم سكان لبنان في سنوات قليلة وسيمحى لبنان عن الخارطة ويسود الظلام ويعود الانتقام الذي يتعطشون اليه منذ ١٤٠٠سنة".

 

الموسوي خلال لقاء لموظفي المؤسسات الرسمية في بعلبك: حزب الله ليس بديلا عن الدولة

خضر: لاستراتيجية إنقاذية للقطاع العام

وطنية - بعلبك/18 آذار/2023

عقد قسم العلاقات مع المؤسسات الرسمية في قيادة منطقة البقاع في "حزب الله" اللقاء السنوي الأول لمسؤولي الدوائر والمصالح والمؤسسات العامة في محافظة بعلبك- الهرمل، في قاعة مركز الإمام الخميني في بعلبك، برعاية النائب الدكتور ابراهيم الموسوي، وبالتعاون والتنسيق مع محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر.

فخر الدين

واعتبر مسؤول العلاقات مع المؤسسات الرسمية في المنطقة هاني فخر الدين أن "هذا اللقاء يأتي في ظل الانهيار شبه الكامل للدولة، وبعدما تفاقمت الأزمات الاقتصادية والمالية والمعيشية والحياتية في لبنان، ولنواجه معا الاستحقاقات والتحديات المقبلة، علينا جميعا أن نتعاون وتتشابك أيادينا مع بعض". وأكد أن "حزب الله منذ بداية الأزمة وضع خططا وبرامج اجتماعية وصحية وتربوية وانمائية وزراعية وخدماتية، وتصدى لمشاريع في كل هذه المجالات، وفي مجال الطاقة والمحروقات وغيرها، وجعلها في سلم أولوياته، وسخر جزءا كبيرا من كادره البشري وإمكاناته وقدراته المادية لمساعدة الناس والتخفيف من معاناتهم، ومواجهة الأزمات المتعددة التي يعيشونها بدءا من مواجهة وباء كورونا، مرورا بتأمين المحروقات للاستخدامات العامة وللتدفئة، وصولا إلى فتح الطرقات التي غمرتها الثلوج، وتقديم المساعدة للناس المحاصرين بسبب العاصفة الثلجية". وتابع: "ما قدمه الحزب في المجالات المختلفة تفوق أرقامه ومعطياته حدود المتوقع، مع أننا لسنا دولة ولا نقدم أنفسنا بديلا عن الدولة، ولا نعفي الدولة من القيام بمسؤولياتها، لا نقول هذا تبجحا او مباهاة او منة أو تفضلا لا سمح الله، بل هذه مسؤوليتنا تجاه الناس وشعبنا، وإننا سنواصل تحمل هذه المسؤولية، وسنكمل هذه المهمة، ولن نتوانى عن خدمة أهلنا في هذا الوضع المأزوم والمقلق الذي نعيشه في لبنان". وختم فخر الدين مشيرا إلى أن "مجموع ما قدمناه عبر قسم المؤسسات الرسمية عام 2021 بلغ 18680 دولارا و 373 مليونا و604 آلاف ليرة لبنانية، وخلال عام 2022 تم تقديم ما قيمته 53860 دولارا و 738 مليونا و 637 ألف ليرة، وخلال هذه السنة بلغت قيمة تقديماتنا للمؤسسات الرسمية حتى الآن 8911 دولارا".

خضر

بدوره تحدث المحافظ خضر، فقال: "نحن كموظفي قطاع عام ظروفنا الوظيفية والمعيشية صعبة جدا، ورغم ذلك نستمر في تأدية عملنا لخدمة الناس، لذا اتوجه إليكم بالشكر، لان كل معاناتكم لم تحل دون قيامكم بعملكم، رغم ان الراتب الذي يتقاضاه كل واحد منا لا يكفي لتغطية كلفة الانتقال إلى مركز العمل. واتمنى أن يكون هناك تقدير أكبر لعملكم، فنحن من أكثر فئات المجتمع معاناة، ونضطر إلى استيعاب الناس وأوجاعهم، لأننا عندما اخترنا أن نكون موظفين في القطاع العام، قررنا أن نكون في خدمة أهلنا وشعبنا، فكل التقدير والمحبة لكم، لأنكم لم تتركوا الوظيفة ولم تكن سوء الأحوال دافعا للفساد في إدارات ومؤسسات هذه المنطقة". وتوجه بالشكر إلى قيادة "حزب الله" في منطقة البقاع على "تقديماتها ومساعداتها للمؤسسات العامة والقطاع العام للاستمرار بتقديم ولو الحد الأدنى من الخدمات، خاصة وأنكم تعلمون بأن ميزانية الدولة ما زالت تحتسب على سعر صرف الدولار 1500 ليرة، وبالتالي ظروف ومستلزمات العمل غير مؤمنة لنا، ونعاني للحصول على الحد الأدنى من التقديمات". وسأل خضر: "كيف تستمر مؤسسة عامة من دون طاقة وكهرباء، ومن دون مازوت للمولد وللتدفئة، نحن نعمل في أصعب الظروف، كما اننا نعلم بأن الأخوة في حزب الله لا يريدون منا الشكر، لانهم يعتبرون هذا واجبهم تجاه اهلهم وتجاه هذه المنطقه، ولكن اسمحوا لي باسم كل الزملاء أن أتوجه اليهم بالشكر والتقدير على جميع العطاءات والمساعدات، لاسيما في مجال استمرار تشغيل القطاعات العامة، وخاصة الخدماتية الضرورية لأبناء بعلبك الهرمل". وأردف: "نشكر الصديق النائب الدكتور إبراهيم الموسوي على متابعته الدائمة معنا واستماعه لأوجاعنا، وحرصه على إيصال لهذا الصوت، وأتمنى اكثر من المساعدات التي يحصل عليها القطاع العام، أن يكون هناك تدخل أكبر على المستوى السياسي من أجل إيجاد الحلول لهذا القطاع حتى يستمر، لأنه المدماك الأخير الذي ما زال قائما في هذه الدولة، بالطبع إلى جانب الجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة وجميع الأجهزة الأمنية والبلديات. ونتمنى أن تصل هذه الصرخة ليكون هناك استراتيجية إنقاذية حقيقية للقطاع العام، حتى نستطيع الاستمرار في خدمة الناس".

الموسوي

ونوه الموسوي بدور فخر الدين في "المتابعة الميدانية للمؤسسات الرسمية، والشكر موصول للصديق العزيز المحافظ بشير خضر، فهو صاحب الفضل، فيما يتكبده في أكثر المناطق صعوبة في العمل، في بعلبك الهرمل التي لطالما كانت مع منطقة عكار على أطراف الوطن، وبمنأى عن الإنماء المتوازن". وأضاف: "نحن في أزمة غير مسبوقة على مستوى تاريخ لبنان، فلم يحدث أن تكون هناك ازمة مالية واقتصادية ونقدية واجتماعية وانهيار للقطاعات المختلفة بهذا الحجم المروع والمتفاقم خلال تاريخ لبنان. وأمام هكذا واقع مأساوي وكارثي، يجب أن يكون لدينا موقف، ونحن لا نقف موقف المتفرج، ولطالما كنا في موقع المتصدي في كل الاستحقاقات في لبنان، سواء في مقاومتنا ضد العدو الصهيوني والتكفيري، أو في تحمل المسؤولية تجاه أهلنا". وتابع: "لعل الناس يعرفون أكثر الوجه العسكري للمقاومة، ولا يعرفون مقدار تقديمات مؤسسات حزب الله، وهناك ظلم حقيقي لشق الوجه المدني لحزب الله، فالمقاوم مطمئن على الجبهة، لأنه يعلم بأن هناك من يهتم بعائلته. وتقديمات حزب الله للمؤسسات الرسمية ولأهلنا هي مكرمات نقدمها لأنفسنا، ورغم حجمها الكبير، فإن حزب الله لم يطرح نفسه يوما كبديل عن الدولة، ولن يكون بديلا عن الدولة، حزب الله يقف إلى جانب الدولة ليعزز صمودها ويدعم المؤسسات العامة، لكي تستمر في القيام بمهامها". وأكد أن "الذي قدم الدماء وخيرة شبابه دفاعا عن الوطن، لن يتوانى لحظة عن تقديم كل ما يمكن لخدمة الناس، وكلما ازدادت الأزمة وطأة، سنزيد من التقديمات، هذا وعدنا، وسنبقى متكافلين متضامنين مع بعضنا لنبقى مرفوعي الرأس".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 17-18 آذار/2023

رابط الموقع                                                                      

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

 

Elias Bejjani/Click on the below link to subscribe to my youtube channel

الياس بجاني/اضغط على الرابط في أسفل للإشتراك في موقعي ع اليوتيوب

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

15 آذار/2023

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 18 آذار/2023/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/116701/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1721/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For March 18/2023

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/116703/lccc-lebanese-global-english-news-bulletin-for-march-18-2023-compiled-prepared-by-elias-bejjani/