المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 11 آذار/لسنة 2023

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2023/arabic.march11.23.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

ولَوْ كُنْتُمْ تَعْرِفُونَ مَا مَعْنَى: أُريدُ رَحْمَةً لا ذَبيحَة، لَمَا حَكَمْتُم على مَنْ لا ذنْبَ عَلَيْهِم!

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/نص وفيديو: تأملات في مفاهيم عجيبة شفاء النازفة وفي نزفنا الإيماني القاتل

 

عناوين الأخبار اللبنانية

اتيان صقر ابو أرز:  رياض سلامة في قفص الإتهام

رابط فيديو مقابلة مع الصحافي علي حمادة محطة او تي في: قراءة معمقة ومفصلة وموضوعية وسيادية تتناول ترشيح نصرالله التحدي لفرنجية/ بطاقة حمراء عربية رُفعت بوجه فرنجية وهذه هي خطة المواجهة وهذا ما ينتظرنا امنياً

رابط فيديو مقابلة مع د. توفيق هندي من اذاعة صوت لبنان: ترشيح حزب الله لفرنجية لم يفيده/مطلوب وضع لبنان تحت وصاية دولية مؤقتة عملاً بالفصلين 12 و13 من شرعة الأمم المتحدة.

وزير الخارجية السعودي: لبنان يحتاج إلى تقارب لبناني وليس الى تقارب إيراني سعودي

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 10 آذار 2023

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 10/3/2023

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

الثنائي يحدد مَن هم المرشحون الصالحون للرئاسة؟!

ميقاتي إلى الفاتيكان... وهل سيزور بكركي؟

هل يتوافق “التيار” مع “القوّات” و”الكتائب” ويُقاطع

“تحديدُ عناوين المرحلة المقبلة”.. ترقبٌ لمواقف برّي الاثنين!

“الإستحقاق الرئاسيّ”… 3 سيناريوهات تتجاذبه

ميقاتي الى بكركي؟

الثنائي يحدد مَن هم المرشحون الصالحون للرئاسة؟!

قضاة أوروبيون يشاركون التحقيقَ اللبناني في ملفّ رياض سلامة ووفود من 4 دول في بيروت

لبنان: «الوطني الحر» يخوض معاركه من دون حلفاء وتفاهمه مع «حزب الله» مجمَّد وتعليمات بتفادي التصعيد

لبنان يسعى لتطويق ذيول «اشتباك» مع طلاب عراقيين

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

استئناف العلاقات بين طهران والرياض.. اليكم ما جاء في البيان الثلاثي

قتلى جراء إطلاق نار في كنيسة بألمانيا

للمرّة الأولى في تاريخ الفتاوى الإسلامية: حركة حماس الفلسطينية غير شرعيّة وفقاً للشريعة الإسلامية

البيان السعودي - الإيراني - الصيني... المفاجأة و«الصفحة الجديدة»

السعودية وإيران تتفقان على إعادة العلاقات الدبلوماسية

تطلُّع دوليٌّ لإسهام الاتفاق السعودي - الإيراني في استقرار المنطقة وتأكيد على دور الرياض المحوري ودبلوماسيتها الفاعلة إقليمياً وعالمياً

وزير الخارجية السعودي يؤكد ضرورة تشارك دول المنطقة لبناء الاستقرار وقال إن استئناف العلاقات مع إيران ينطلق من رؤية الرياض تفضيل الحوار

البيت الأبيض: واشنطن على علم بتقارير استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران

ترحيب واسع باتفاق الرياض وطهران

تركيا: التطبيع بين السعودية وإيران سيسهم في تحقيق أمن واستقرار وازدهار المنطقة

الخارجية المصرية: نأمل ان يسهم اتفاق التطبيع بين السعودية وإيران فى إزالة التوتر وتعزيز الاستقرار

روسيا هنأت إيران والسعودية والصين بوغدانوف: الاتفاق إيجابي للغاية ويأتي ضمن سياستنا الداعية إلى حسن الجوار واحترام السيادة والاستقلال

البابا فرنسيس: هناك مصالح إمبرطورية ضالعة في النزاع الأوكراني

غوتيريش في اليوم الدولي لمكافحة كراهية الإسلام: للتصدي لقوى التفرقة من خلال تأكيد تمسكنا بإنسانيتنا المشتركة

باخموت تقاوم السقوط وسط تكثّف الهجمات و«فاغنر» تفتح مراكز تجنيد في عشرات المدن الروسية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنان من الدولة الرهينة الى دولة التخوم المدمرة/شارل الياس شرتوني

3 عقبات في طريق فرنجية/الياس حرفوش/الشرق الأوسط

هل استكان المجتمع الدّولي لوعود طهران الأخيرة؟/علي حمادة/النهار العربي

ماذا عن حصّتنا من اتفاق إيران والسعوديّة؟/فارس خشان

مَن صاحب «بيضة القبان» الرئاسية؟/عماد مرمل/الجمهورية

في صبيحة اليوم ال1242 على بدء ثورة الكرامة/يتحولون إلى أرقامٍ في الرزنامة السنوية!/حنا صالح/فايسبوك

الرئاسي" حُسِم وينتظر "الحكومي"/طارق ترشيشي/الجمهورية

عودة إلى «نموذج» الياس الهراوي؟/طوني عيسى/الجمهورية

عظيم المجد والأخطاء/بقلم المحامي عبد الحميد الأحدب//فايسبوك

عودة الاغتيالات تُحوّل مخيّم عين الحلوة جزيرة أمنية/داود رمال/النهار

ترشيح “الثنائي” لفرنجية والمعركة المستحيلة/غادة حلاوي/نداء الوطن

التعطيل ليس بيد فرنجية… فلماذا يمنحهم ورقة الإنسحاب؟/كلير شك/نداء الوطن

“الرئاسي” حُسِم وينتظر “الحكومي”/طارق ترشيشي/الجمهورية

فرنسا تفاجئ لبنان بقضيّة عمرها 40 عاماً!/يوسف دياب/الشرق الأوسط

كهرباء لبنان… هدر وفساد وسوء إدارة/باتريسيا جلاد/نداء الوطن

تآكل موقع روسيا وإيران لدى الدّول الأوروبيّة وفي مجموعة العشرين/راغدة درغام/النهار العربي

العبثية الدولية لا تقدر أن تساعد دولة لبنان الفاشلة/د. ايلي أبو عون/الإسبوع العربي

الصين: منافس أم عدو؟/أمير طاهري/الشرق الأوسط

كيف يحصل الإصلاح؟ أهمية التاريخ الثقافي/رضوان السيد/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

ميقاتي: ملتزمون بمنع أي إساءة توجه لدول الخليج

سامي الجميّل أكد أن الأولوية لانتخاب رئيس وتأليف حكومة تنقذ الاقتصاد: لن نكون مواطنين درجة ثانية وسنعامل بالمثل

شيخ العقل زار مكارم في رأس المتن متضامنا واتصل بالبيسري مهنئا

نصر الله في تكريم أسد محمود صغير: لا حل أمام اللبنانيين من الخارج وإذا حصل إنفتاح وتعاون إيراني سعودي فأهلا وسهلا فيه وهو فقط مساعد

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

ولَوْ كُنْتُمْ تَعْرِفُونَ مَا مَعْنَى: أُريدُ رَحْمَةً لا ذَبيحَة، لَمَا حَكَمْتُم على مَنْ لا ذنْبَ عَلَيْهِم!

إنجيل القدّيس متّى12/من01حتى14/:”ٱجْتَازَ يَسُوعُ يَوْمَ السَّبتِ بَيْنَ الزُّرُوع. وجَاعَ تَلامِيذُهُ فَأَخَذُوا يَقْلَعُونَ سَنَابِلَ ويَأْكُلُون. ورآهُمُ الفَرِّيسِيُّونَ فَقَالُوا لِيَسُوع: «هُوَذَا تَلامِيذُكَ يَفْعَلُونَ مَا لا يَحِلُّ فِعْلُهُ يَوْمَ السَّبْت». فقَالَ لَهُم: «أَمَا قَرَأْتُم مَا فَعَلَهُ دَاوُدُ حِيْنَ جَاعَ هُوَ والَّذِينَ مَعَهُ؟ كَيْفَ دَخَلَ بَيْتَ الله، وأَكَلُوا خُبْزَ التَّقْدِمَةِ الَّذي لا يَحِلُّ لَهُ أَكْلُهُ، ولا لِلَّذِينَ مَعَهُ، بَلْ لِلْكَهَنَةِ وَحْدَهُم؟ أَوَ مَا قَرَأْتُم في التَّورَاةِ أَنَّ الكَهَنَة، أَيَّامَ السَّبْت، يَنْتَهِكُونَ في الهَيْكَلِ حُرْمَةَ السَّبْت، ولا ذَنْبَ عَلَيْهِم؟ وأَقُولُ لَكُم: ههُنا أَعْظَمُ مِنَ الهَيْكَل! ولَوْ كُنْتُمْ تَعْرِفُونَ مَا مَعْنَى: أُريدُ رَحْمَةً لا ذَبيحَة، لَمَا حَكَمْتُم على مَنْ لا ذنْبَ عَلَيْهِم! فَرَبُّ السَّبْتِ هُوَ ٱبْنُ الإِنْسَان!». وٱنْتَقَلَ يَسُوعُ مِنْ هُنَاك، وجَاءَ إِلى مَجْمَعِهِم. وإِذَا بِرَجُلٍ يَدُهُ يَابِسَة، فَسَأَلُوهُ قَائِلين: «هَلْ يَحِلُّ الشِّفَاءُ يَوْمَ السَّبْت؟». وكَانَ مُرَادُهُم أَنْ يَشْكُوه. فقَالَ لَهُم: «أَيُّ رَجُلٍ مِنْكُم يَكُونُ لَهُ خَرُوفٌ وَاحِد، فَإِنْ سَقَطَ يَوْمَ السَّبْتِ في حُفْرَة، أَلا يُمْسِكُهُ ويُقِيمُهُ؟ وكَمِ الإِنْسَانُ أَفْضَلُ مِنْ خَرُوف؟ فَعَمَلُ الخَيْرِ إِذًا يَحِلُّ يَوْمَ السَّبْت». حِينَئِذٍ قَالَ لِلرَّجُل: «مُدَّ يَدَكَ». ومَدَّهَا فَعَادَتْ صَحِيحَةً كاليَدِ الأُخْرَى. وخَرَجَ الفَرِّيسِيُّونَ فَتَشَاوَرُوا عَلَيْهِ لِيُهْلِكُوه.”

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/نص وفيديو: تأملات في مفاهيم عجيبة شفاء النازفة وفي نزفنا الإيماني القاتل

الياس بجاني/05 آذار2023

“فالتفت يسوع فرآها وقال: ثقي يا ابنتي، إيمانك شفاك، فشفـيت المرأة من تلك الساعة”. (متى9/22)

https://eliasbejjaninews.com/archives/73024/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d9%88%d8%ac%d8%af%d8%a7%d9%86/

http://www.eliasbejjaninews.com

رابط الموقع الألكتروني

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

الياس بجاني/نص وفيديو: تأملات في مفاهيم عجيبة شفاء النازفة وفي نزفنا الإيماني القاتل

https://www.youtube.com/watch?v=mIq3YvK0dHI&t=227s

الياس بجاني/05 آذار2023

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

اتيان صقر ابو أرز:  رياض سلامة في قفص الإتهام

10 آذار/2023

بيان صادر عن حزب حراس الارز - حركة القومية اللبنانية

https://eliasbejjaninews.com/archives/116407/%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%b5%d9%82%d8%b1-%d8%a7%d8%a8%d9%88-%d8%a3%d8%b1%d8%b2-%d8%b1%d9%8a%d8%a7%d8%b6-%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d9%82%d9%81%d8%b5-%d8%a7%d9%84%d8%a5/

حدّد قاضي التحقيق الأول في بيروت  يوم ١٥ آذار الجاري موعداً للتحقيق مع حاكم مصرف لبنان وشقيقه رجا ومساعِدته ماريان الحويك، بشبهة الإختلاس والإثراء غير المشروع وتبييض الأموال الخ... غير أن الشعب اللبناني لم  يتفاعل مع هذا الحدث القضائي ولم يأخذه على محمل الجد، والأسباب عديدة منها:

١- لأنه جاء متأخراً كثيراً وبعد "خراب البصرة"، أي بعد افلاس البلاد وسقوط النظامين المالي والمصرفي، وفي توقيتٍ ملتبس اي بعد انطلاق التحقيق القضائي الأوروبي بوقت قصير.

٢- يخشى اللبنانيون ان يكون الهدف من هذه اليقظة القضائية المفاجئة قطع الطريق على التحقيق الأوروبي من أجل حماية رياض سلامة، او ربما لجعله كبش محرقة لافتداء كبار اللصوص وتحميله لوحده مسؤولية كل الجرائم المالية التي ارتكبتها الحيتان السياسية الحاكمة على مدى الثلاثة عقود الماضية.

٣- انعدام ثقة اللبنانيين بكل ما يصدر عن هذه الدولة المفكّكة من قرارات همايونية، بعد ان اثبتت فشلها الكامل في كل الميادين، وبخاصةٍ الميدان القضائي الذي نخره الفساد واجتاحته عفونة السياسة.

٤- لأن كل الملفات الجِنائية الكبيرة بقيت مغلقة منذ السبعينات من القرن الماضي الى اليوم، ولم يتجرأ القضاء مرةً واحدة على فتح اي منها، ما يؤكد عدم ثقة الشعب بهذه الدولة على قاعدة: لا يُلدغ المؤمن من جحرٍ مرتين.

لا نظن أن احداً في هذا البلد المنكوب قد اعتبر أن ملاحقة رياض سلامة ستكون مقدّمة لورشة محاربة الفساد وملاحقة رؤساء المافيا الحاكمة، لسبب وحيد هو ان الفساد لا يحارب نفسَه بنفسِه، بل يحاربُه رجال دولة من طينة العمالقة لا رجال سياسة من طينة الأقزام.

 

رابط فيديو مقابلة مع الصحافي علي حمادة محطة او تي في: قراءة معمقة ومفصلة وموضوعية وسيادية تتناول ترشيح نصرالله التحدي لفرنجية/ بطاقة حمراء عربية رُفعت بوجه فرنجية وهذه هي خطة المواجهة وهذا ما ينتظرنا امنياً

10 آذار/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/116421/%d8%b1%d8%a7%d8%a8%d8%b7-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%85%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d8%ad%d8%a7%d9%81%d9%8a-%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%ad%d9%85%d8%a7%d8%af%d8%a9/

هل استكان المجتمع الدّولي لوعود طهران الأخيرة؟

علي حمادة/النهار العربي/10 آذار/2023

https://www.youtube.com/watch?v=8JmBw0rRYQ4

 

رابط فيديو مقابلة مع د. توفيق هندي من اذاعة صوت لبنان: ترشيح حزب الله لفرنجية لم يفيده/مطلوب وضع لبنان تحت وصاية دولية مؤقتة عملاً بالفصلين 12 و13 من شرعة الأمم المتحدة.

بعض عناوين مقابلة د. توفيق هندي

تلخيص وصياغة الياس بجاني بتصرف وحرية كاملين/10 آذار/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/116413/%d8%b1%d8%a7%d8%a8%d8%b7-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%85%d8%b9-%d8%af-%d8%aa%d9%88%d9%81%d9%8a%d9%82-%d9%87%d9%86%d8%af%d9%8a-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d8%b0/

*لبنان يعيش وضعية اللادولة.

*لبنان دولة تحتلها إيران بواسطة ذراعها العسكرية المسماة حزب الله.

*لا ديموقراطية بظل الإحتلال.

*أنا ضد اعطاء الناس آمال غير صحيحة.

*لا حلول قريبة للوضع اللبناني وانا متفائل على المدى المتوسط.

*اصدقاء لبنان من الدول لن يتركوه ينتهي وعلى الفاتيكان الإهتمام بالمساعدات الإجتماعية.

*سوريا لم تنسحب من لبنان لولا تهديد بوش العسكري للأسد.

*الميزان العسكري هو القادر على فرض الواقع.

*مواجهة الإحتلال تحتاج لتجمع سيادي ووطني وخطاب وطرح راديكالي، وعابر للطوائف، يسمي الإحتلال باسمه ويطالب بتطبيق القرارات الدولية وبوضع لبنان تحت الوصاية الدولية وبالتخلص من الطبقة السياسة المارقة.

*من ساوموا سنة 2016 وفرطوا 14 آذار وانتخبوا عون هم غير سياديين وحزب سمير جعجع في مقدم هؤلاء.

* العلاجات الترقيعية لا تفيد.

*مطلوب وضع لبنان تحت وصاية دولية مؤقتة عملاً بالفصلين 12 و13 من شرعة الأمم المتحدة.

*الفاتيكان الوحيد الذي يهمه لبنان كدولة وكيان والمطلوب منه العمل على خلاص وانقاذ لبنان.

*السلاح والفساد علل سرطانية ولكن التركيز الأولي يجب أن يكون على احتلال حزب الله الإيراني.

*البطريرك صفير كان شخصية وطنية مميزة ويختلف كثيراً عن البطريرك الراعي.

*هناك مشاورات جدية لقيام تجمع راديكالي سيادي عابر للطوائف.

*من غير الواقع والمنطق الطلب من الفاسدين من الطبقة السياسية المارقة القيام بإصلاحات.

https://www.youtube.com/watch?v=GIDhyEQGYFQ

 

وزير الخارجية السعودي: لبنان يحتاج إلى تقارب لبناني وليس الى تقارب إيراني سعودي

وطنية/10 آذار/2023

نشرت وزارة الخارجية  السعودية عبر حسابها على  "تويتر " حديثا للوزير الأمير فيصل بن فرحان  لـ"العربية" قال فيه ان: "لبنان يحتاج إلى تقارب لبناني وليس الى تقارب إيراني سعودي". اضاف :" على لبنان أن ينظر إلى مصلحته، وعلى السياسيين فيه أن يقدموا المصلحة اللبنانية على أي مصلحة أخرى".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 10 آذار 2023

وطنية/10 آذار/2023

 النهار

خبير اقتصادي ورجل أعمال من احدى بلدات صور يضاعف مساهماته المادية في مساعدة طلاب في المدارس والجامعات من دون ضجيج إعلامي.

تنشط مرشحة شيعية في الانتخابات النيابية السابقة على خط التلاقي والتواصل مع الجمعيات والمنتديات والمساهمة في كل ما يدعم المواطنين.

اشاد مرجع بأداء ادارة تساهم في رفد الخزينة بأرقام مالية كبيرة رغم كل الظروف الصعبة في البلد.

لوحظ أن رئيس كتلة نيابية وازنة، بدأ يشارك في الآونة الأخيرة في معظم اللقاءات التي يعقدها والده مع شخصيات لبنانية وخارجية.

تعمل محطات تلفزيونية على تخصيص ساعات لا بأس بها لعرض مشروع الفيديرالية، في وقت لا يبدي أكثر رجال الدين المسيحيين ترحيبهم بهذا الطرح.

فاعلية سنّية ناشطة في الحقل الاجتماعي في العاصمة طلبت في لقاء ضم فاعليات عدة من ممثلي اتحاد العائلات البيروتية عدم حصره بالسنّة. وردد ان "الدنيا تغيرت يا إخوان". ولاقى هذا الطرح ترحيبا من نائب تغييري.

لقاء يضم مجموعة من الوزراء والنواب السابقين واكاديميين أكثريتهم من المسيحيين، أعد وثيقة سياسية تقدّم حلولا للازمات المطروحة، التقى وفدا قياديا من "حزب الله" بعيدا من الإعلام وناقش معه شؤون الساعة.

قال مرجع مسيحي في مجالسه: "لن نعطي النائب جبران باسيل أي فرصة جديدة للخروج من "زنقته" لأنه سينقضّ علينا من جديد.

لعبت مكاتب حزبية تربوية دوراً بارزاً في عودة معظم الأساتذة إلى مدارسهم، ربطاً بوعود حاسمة قُطعت لهم لمتابعة مطالبهم.

الجمهورية

عبّرت مراجع ديبلوماسية عن قلقها من نقل الصراع في استحقاق بالغ الدقة من الساحة الداخلية الى الإقليمية.

 جمّد أحد السفراء من مجموعة غير عربية من حراكه على الساحة الداخلية وانتقل الى مرحلة المراقبة لانتظار لحظة لم يحن أوانها بعد

تبيّن أنّ غرض بعض الشخصيات غير السياسية التي أنفقت مبالغ طائلة لترشيح نفسها إلى الإنتخابات الرئاسية كان هدفها إضافة عبارة "مرشح سابق للجمهورية" على الـ cv الخاص بهم.

اللواء

فوجئ متابعون بموقف دولة خليجية كانت محسوبة على فريق 8 آذار من التشدّد بعدم قبول مرشح هذا الفريق.

يتخوف مطلعون من اضطرابات كبرى في الإقليم خلال شهر رمضان المقبل، تؤسس لمرحلة جديدة قاسية.

كشف خبير اقتصادي مطلع ان معركة المصارف ليست مع إجراءات قاضية معروفة، بل تهدف الى إسقاط خطة التعافي الاقتصادي التي تبنتها الحكومة.

نداء الوطن

ذُكر أن عشاء جمع سعد الحريري أثناء زيارته الأخيرة لبيروت مع شخصية مطروحة للرئاسة تسبّب للأول بـ "هزّات ارتدادية".

يقال إنّ نائباً بيروتياً يعتبر نفسه مرشحاً لرئاسة الحكومة طلب قبيل إطلالة إعلامية له، عدم حشره بزاوية السؤال عن سلاح "حزب الله".

لم تستبعد مصادر سياسية أن يتخذ "التيار الوطني الحر" موقفاً بعدم المشاركة في أي جلسة إنتخابية يستطيع في خلالها رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية الحصول على 65 صوتاً، لافتة إلى أنّ "التيار" سيكون متوافقاً في هذه الحال مع "القوات اللبنانية" و"الكتائب" وغيرهما في عدم تأمين نصاب الثلثين، وبالتالي لن يتكرر سيناريو عقد دورة أولى وتطيير النصاب في الدورة الثانية.

البناء

في لقاء مع الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين تحدّث السيد حسن نصرالله عن صاروخ إيراني جديد بمدى 1500 كلم يصيب أهدافاً بحرية متحركة وأن الإسرائيليين يعتبرون أنه صار بحوزة المقاومة أو في الطريق على قاعدة أن كل ما لدى إيران يصبح متاحاً للمقاومة دون أن ينفي أو يؤكد.

نقلت مصادر فلسطينية وقائع حوار هاتفي بين وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن والرئيس الفلسطيني محمود عباس يطلب فيها عباس الضغط على "إسرائيل" لضمان أي تهدئة فيجيب بلينكن بأن واشنطن لا تملك القدرة على أي ضغط على تل أبيب، وأن التهدئة مطلوبة من الفلسطينيين بعدم الردّ.

الأنباء

قوى سياسية تلجأ إلى الخطوة نفسها التي عابتها تاريخياً على جهات لبنانية.

لم تتمكن جهة مؤسساتية من وقف تصرفات خارجة عن القانون ترتكبها موظفة كبيرة تعمل في  السلطة المعنية.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 10/3/2023

وطنية/10 آذار/2023

 * مقدمة نشرة اخبار تلفزيون لبنان

مفاجأة اقليمية نوعية  باعلان كل من إيران والسعودية انهما اتفقتا على إعادة العلاقات وإعادة فتح السفارتين في غضون شهرين بمبادرة من الرئيس الصيني والاعلان عن اجتماع قريب بين وزيري خارجية البلدين بعد محادثات بين وفدي ايران والسعودية  في بكين من السادس الى العاشر من اذار  2023

الاتفاق السعودي الإيراني الذي حصل بعد قطيعة لسنوات وبمبادرة صينية  لتطوير علاقات حسن الجوار بين الرياض وطهران من شأنه  ان يفتح الباب  امام تسريع  ترتيب  مجمل العلاقات في المنطقة وما يستتبعها من انعكاسات مباشرة ايجابية..

وفي الداخل هو يوم صوم وصلاة على نية لبنان وشعبه بدعوة من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على خلفية التعقيد في الملف الرئاسي علما انه تحرك بعض الشئ مع  تبني الرئيس بري والسيد نصرالله دعم ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية في غير اتجاه داخليا واقليميا ودوليا

في الوقت الذي يراقب رئيس مجلس النواب ردود الفعل والمواقف في ظل تأكيده انه لن يدعو الى اي جلسة انتخابية الا اذا كانت مضمونة النتائج..

ومن السراي  جدد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الالتزام بحماية أمن الدول الشقيقة والصديقة ومنع اي اساءة توجه الى الاخوة الذين لم يتركوا لبنان يوما او تصدير الممنوعات اليهم والاساءة الى مجتمعاتهم، وفي  مقدمة هذه الدول المملكة العرببة السعودية.

اما على المسار المالي فحالة تخبط مع دولار مجنون متفلت فيما صيرفة تتعثر والليرة الى مزيد من الانهيار والمصارف تعود الى اضرابها بدءا من الثلاثاء المقبل.. تزامنا مع تلويح الهيئات الاقتصادية بالتصعيد في حال لم تعالج الأمور بما يضمن إستدامة العمل الإقتصادي والمصرفي.

البداية إذا من الاتفاق الايراني-السعودي على عودة العلاقات الثنائية بمبادرة صينية

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان

أطلبوا الإتفاق على كلمة سواء ولو في الصين.

هكذا نجحت مبادرة الرئيس الصيني (شي جين بينغ) بدعم تطوير علاقات حسن الجوار بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية  بعد رعاية المباحثات بين البلدين ورغبة كل منهما في حل الخلافات من خلال الحوار والديبلوماسية في إطار الروابط الأخوية التي تجمع بين السعودية وايران

واول غيث الإتفاق  كان الموافقة على استئناف العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح سفارتي البلدين وممثلياتهما خلال شهرين كحد أقصى  على أن يعقد وزيرا الخارجية السعودي والإيراني اجتماعا لترتيب تبادل السفراء ومناقشة سبل تعزيز العلاقات  "كإفتح ياسمسم".

من الدبلوماسية تمدد الإتفاق الى الأمن والإقتصاد مع تفعيل كل من اتفاقية التعاون الأمني والاتفاقية العامة للتعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة والشباب

هذا الحدث الكبير على مستوى المنطقة والعالم سيكون له الأثر الإيجابي على كل الملفات والقضايا فيما كان رئيس مجلس النواب نبيه بري  اول من كشف عنه خلال حفل افتتاح السفارة الإيرانية في بيروت قبل شهر بالتمام والكمال  عندما تحدث عن بارقة أمل ليست ببعيدة للاحتفال بعودة العلاقات الى سياقها الطبيعي بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية و محيطها العربي والإسلامي وخاصة مع المملكة العربية السعودية وهو الذي لطالما نادى بأهمية هذه العلاقات وضرورة تطبيعها وتطويرها بما يحفظ لكل دولة أمنها واستقلالها وسيادتها وخصوصيتها ومصالحها المشتركة

ومن جانبه أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن التحول المتعلق بالتقارب السعودي - الإيراني جيد ولن يكون على حساب شعوب المنطقة وإنما لمصلحتها  مشددا على أنه إذا سار هذا التقارب في المسار الطبيعي يمكن أن يفتح آفاقا في المنطقة وفي لبنان أيضا.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ام تي في

ما كان متوقعا حصل. فقد أعلن اليوم عن خطوة تاريخية بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الاسلامية في ايران. البلدان - القطبان، اللذان يتمتعان بقوة اقليمية مؤثرة، اتفقا على استئناف العلاقات الديبلوماسية بينهما بعد انقطاع استمر منذ عام 2016.

الخطوة، التي تمت بوساطة مباشرة من الصين، قد تكون مؤشرا الى فتح صفحة جديدة ليس بين البلدين فحسب، بل بين معظم دول  الاقليم .

فالسعودية وايران  في صراع حاد ، وهو صراع له تداعياته على كل المنطقة. والواضح ان عودة العلاقات الديبلوماسية بينهما قد تريح الاوضاع في دول الاقليم،  ولاسيما ان البيان المشترك السعودي - الايراني -الصيني تضمن تأكيدا على احترام الدول الثلاث سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. فهل يعني هذا ان ايران تخلت عن احلامها التوسعية، ولم تعد تنظر الى بعض الدول الموجودة فيها من خلال اذرعتها العسكرية،  على انها مجرد ساحة لتصفية الحسابات ولخوض المعارك ولتوسيع حدود الجمهورية الاسلامية؟

 الاتفاق، على اهميته الاستراتيجية،  يطرح اسئلة كثيرة ابرزها : ما موقف الولايات المتحدة منه، وخصوصا انه  تم برعاية صينية مباشرة؟

وايضا، ما موقف اسرائيل، وهل ستكون مرتاحة الى الانفتاح السعودي على ايران ؟

ثم، ما تداعيات الاتفاق على الواقع اللبناني، وخصوصا على الاستحقاق السياسي الابرز: رئاسة الجمهورية؟

في ردود الفعل اللبنانية، اللافت ان التعليقات الصادرة حتى الان من القادة والسياسيين ثمنت ما حصل معتبرة انه سيحدث موجة استقرار في لبنان والمنطقة.

أما على الصعيد الرئاسي فينبغي الانتظار بعض الشيء لمعرفة كيف سترسو الامور، واي اسم سيظهره  الواقع الجديد. علما ان الامين العام لحزب الله حسن نصر الله قال في كلمة القاها عصر اليوم ان الحزب لا يريد فرض رئيس للجمهورية على أحد ،

كما لا يريد لاحد ان يُفرض رئيس عليه، داعيا الى الحوار لاستنباط الخيارات والحلول والمخارج . فهل يعني هذا ان الاسماء المطروحة حاليا لرئاسة الجمهورية سقطت، وان البحث سيبدأ عن اسم توافقي يواكب التوافق الحاصل في الاقليم؟.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار

في ذكرى صالح من القادة المجاهدين، وشريك اساسي بصنع الانجازات وحماية الوطن واهله في اصعب الملمات، استفاض الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله عن الايام القادمة المليئة ببشائر النصر الاكيد للامة ومحورها وقبلة جهادها فلسطين..

في ذكرى اسبوع فقيد الجهاد القائد الحاج أسد محمود صغير (الحاج صالح)، حضرت الاولويات وتزاحمت المستجدات، ورأى من خلالها سماحة السيد فجرا جديدا، فما يجري في فلسطين المحتلة امر تاريخي، والخراب الثالث للكيان المزعوم فكرة تحوم في اروقة كبار القادة والمفكرين الصهاينة، وتترك اثرها الواضح في صفوف المستوطنين المقتنعين بفقدان الامن والامان، وان ما تعيشه عموم فلسطين من هبة المجاهدين وما تحشده من دعم المخلصين لحظة مهمة من تاريخ المقاومة..

وعن الايام العصيبة التي مرت على المنطقة، فهي لن تطول، بحسب السيد نصر الله، فالمعطيات الدولية تبشر ان الحصار على الدول الممانعة وشعوبها الى انكسار..

اما الكسر الذي استحكم في العلاقات السورية العربية، فقد جبره صمود دمشق وانتصارها واعاد العرب اليها كحاضنة للعروبة، وهو ما يسعد المقاومين الواثقين من ثباتها وقيادتها على خياراتها ..

ولان لبنان غير معزول عن تطورات المنطقة فقد امل الامين العام لحزب الله ان يناله من التطورات الاخيرة تداعيات ايجابية، فالاتفاق الذي تم توقيعه في الصين لاعادة العلاقات السعودية الايرانية وتحقيق الامن والسلام والاستقرار في المنطقة تحول جيد، ونحن سعداء لانه لن يكون على حساب شعوب المنطقة ولا مقاومتها، واذا مشى في مساره الطبيعي فيمكن ان يفتح آفاقا في كل المنطقة ولا سيما في لبنان. اما انعكاس هذا الاتفاق على الملف الرئاسي فمرحب به ان كان مساعدا للحل، اما الثابتة الواضحة التي لا تغيرها التطورات انه لا يحق لاحد من الخارج ان يفرض مرشحا رئاسيا ولا ان يفرض “فيتو” على اي مرشح رئاسي

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في

من الصين، إعلان ثلاثي، عن عودة المياه الى مجاريها بين كل من طهران والرياض.

ومن بيروت، تحليل جاهز، واستنتاج سريع التحضير، واسقاط رئاسي فوري، على ألسنة محللين كانوا حتى أمس القريب، غافلين عن التقدم الحاصل بين الجانبين، وجاهلين لمضمون المفاوضات التي بدأت قبل قبل عامين في كل من العراق وعمان.

فلان هو الرئيس. الى هذه الخلاصة توصل هؤلاء بتسرع، متجاوزين معطيات ثابتة على ثلاثة خطوط:

الخط الاول ميثاقي، فماذا يقدم التفاهم السعودي-الايراني للمرشح فلان اذا استمر الموقف المسيحي من ترشيحه على ما هو عليه… الا اذا اضطر أحد الافرقاء لاعتباراته الاقليمية المعروفة، الى النزول عن الشجرة، ليكرر تجارب الطائف والتحالف الرباعي والقانون الارثوذكسي والخروج على تفاهم معراب.

الخط الثاني دستوري، فماذا يقدم التفاهم السعودي-الايراني للمرشح فلان، اذا ظل الافرقاء المعنيون على مواقفهم المعلنة من تعطيل النصاب لمنع وصول رئيس من فريق الثامن من آذار، وإذا ظلت أكثرية النواب ممانعة لانتخابه، وفق ما يتكرر يوميا في التصريحات والتغريدات.

اما الخط الثالث، فمرتبط مباشرة بالموقف السعودي السلبي الواضح من ترشيح فلان، ذلك ان تسريبات اللقاء الباريسي الخماسي لم ينفها أحد، والموقف الذي نقله السفير وليد البخاري الى البطريرك الماروني وفق ما كشفت بعض الصحف لم ينكره أحد، والمقالات والصور المنشورة في صحيفة عكاظ تقطع الشك باليقين.

فعل تغير الرياض موقفها بعد تقاربها مع طهران؟

داعمو ترشيح فلان، يحسمون بالإيجاب، والمعارضون يؤكدون العكس. أما الواقعيون، فيعتبرون ان التقارب الحاصل لا بد ان يرخي بظله على الملفات المشتركة بين البلدين في المنطقة عموما، ومنها لبنان. أما القرار في شأن الرئاسة، فرهن مواقف الأفرقاء اللبنانيين، بدءا بحزب الله، وليس انتهاء بالأفرقاء المسيحيين، واحتمال تقاطعهم من عدمه على مرشح او اكثر. وفي هذا الاطار، صب تعليق رئيس التيار الوطني الحر حيث غرد قائلا: اخيرا حصل ما كان يجب ان يكون: اتفاق السعودية وايران، وقريبا سوريا، وهو ما سيحدث موجة استقرار في المنطقة تطال لبنان؛ قبل ان يستدرك ويضيف: اللهم نجنا من مخربيه…لكن ما من حل لأزماتنا سيأتي من الخارج إن لم نبادر في الداخل الى وضع الحلول دون مكابرة أو تحد، فاستقرار الخارج يساعد،و تفاهم الداخل يحل.

اما وليد جنبلاط، فغرد بالقول: ان رعاية الصين لعودة العلاقات السعودية الايرانية انجاز كبير في تخفيف التوترات في الشرق العربي، اما في الداخل اللبناني فانه يؤكد دور الحزب الاشتراكي المحوري، فالحزب تاريخيا له فرع كبير في الصين وراء السد العظيم بحماية الاسد الصيني وتحت اشراف تنين الموحدين.

فهل قصد زعيم الاشتراكي ان حجم تأثير الاتفاق على الواقع اللبناني هو كحجم حزبه في الصين؟

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي

في لحظة دولية واقليمية مهمة، عادت العلاقات السعودية الايرانية ومن بوابة الصين .

فاليوم أعلن في بيان ثلاثي صدر عن كل من الصين والسعودية وايران التوصل الى اتفاق على استئناف العلاقات الديبلوماسية بين الرياض وطهران، واعادة فتح السفارات بينهما خلال شهرين .

كما اكد البيان احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها وتفعيل اتفاقيات التعاون الامني والاقتصادي بين البلدين، على ان يعقد وزيرا خارجية المملكة وايران اجتماعا لتفعيل المقررات وتعزيز العلاقات .

اعلان الاتفاق جاء في وقت يشهد العالم سباقا شرسا على النفوذ بين الصين والولايات المتحدة التي تراقب تمدد بكين في كل من الشرق الاوسط وافريقيا.

كما  يشهد العالم حربا روسية على اوكرانيا، تدعم خلالها واشنطن كييف وتحاول بكين لعب دور الوسيط فيها فيما تمد طهران روسيا بسلاح الطائرات المسيرة الذي غير قواعد المعركة.

اما الملف النووي الايراني فبلغ حد الخطوط الحمر بين العودة الى مفاوضات فيينا وتمكن طهران من تخصيب اليورانيوم بنسبة 84%  واقترابها من تصنيع قنبلة نووية في غضون اسابيع قليلة  بحسب ما تقول اسرائيل  التي اعلن رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ان لبلاده الحق في توجيه ضربة استباقية الى ايران  دفاعا عن النفس...

 

تفاصيل متفرقات الأخبار اللبنانية

الثنائي يحدد مَن هم المرشحون الصالحون للرئاسة؟!

لارا يزبك/المركزية/10 آذار/2023

في اطار المواقف التي تسجّلها البورصة الرئاسية، غداة اعلان الثنائي الشيعي دعمَ ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، اعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه “لم يعد ثمة موجب لتأخير انتخاب رئيس الجمهورية، فالتأخير تترتّب عليه أكلاف يومية باهظة على البلد وعلى الناس، وهو ما شهدناه في الاشهر القليلة الماضية. وبالتالي، آن الأوان لأن نسير في اتجاه الانتخاب، وهذا بالتأكيد يستوجِب وقفة مسؤولة توقِف هذا الانحدار، والأمر الطبيعي في هذا السياق هو ان تتوالى الترشيحات من دون إبطاء، والتي في ضوئها أدعو الى جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية في جو من التنافس الديموقراطي، وبالتأكيد قبل ان ألمس وجود ترشيحات وتنافس لن أبادر الى توجيه الدعوة الى جلسة لانتخاب الرئيس”. هذا الكلام يدل، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية” على ان رئيس المجلس ليس في وارد الدعوة الى جلسة انتخاب في المدى المنظور، وانه لا يزال يماطل في هذه الدعوة، ربما في انتظار تأمين الـ65 صوتا لفرنجية والتي ليست في الجيب بعد. هذا اولا. غير ان ما قاله بري يوحي بأنه ينتظر ترشيح شخصيات يعتبرها هو مناسبةً ليتنافس معها فرنجية ، اي ان “الاستيذ” يريدها ان تكون مفصّلة على قياساته ومعاييره. على اي حال، هو التقى على هذه المقاربة مع حزب الله ايضا. فأمينه العام السيد حسن نصرالله دعا ايضا الفريقَ الآخر الى طرح اسماء مرشحيه للتحاور في شأنها، وبعد ذلك يصار الى غربلتها تمهيدا للنزول الى مجلس النواب والانتخاب. لكن ما ينساه او يتناساه “الثنائي”، هو ان هناك مرشحا للرئاسة معروفا بالاسم والمشروع، اسمه رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض. فلماذا لا ينظر اليه بجدية؟ تسأل المصادر. وتضيف “هناك ايضا مرشحون اخرون، أعلنوا اسماءهم وبرامجهم بوضوح على مر الاشهر الماضية”. وتسمّي مِن هؤلاء، المرشحة ترايسي شمعون والمرشحة مي الريحاني والمرشح زياد الحايك على سبيل المثالا لا الحصر. كما تلفت المصادر الى ان الكتل النيابية على مدى الجلسات الـ11 السابقة التي عُقدت منذ الشغور، سمّت مرشّحين ومنهم مثلا الباحث عصام خليفة. فهل الثنائي الشيعي هو من يحدد المرشحين الذين يصلحون لخوض المعركة الرئاسية وأولئك الذين لا يصلحون؟! هذا الشرط، يعني ان الحزب والحركة إما يريدان مزيدا من التريث والمماطلة، او انهما طرحا فرنجية لحرقه لا اكثر، أو انهما يريدان الحوار ليتفق الجميع على مرشحهما اي فرنجية، او على مَن يختارانه ويرتاحان اليه فقط.. هذا الامر لن يمر لدى الفريق الآخر والشغور مستمر، تختم المصادر.

 

ميقاتي إلى الفاتيكان... وهل سيزور بكركي؟

الجمهورية/10 آذار/2023

يواصل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي التحضير لزيارته المقبلة الأسبوع المقبل الى الفاتيكان للقاء قداسة البابا فرنسيس حاملاً الملف اللبناني بكل تشعباته وتعقيداته، على ان يطّلع من قداسته على ثمرة جهوده المبذولة لمساعدة لبنان في إطار الحملة الديبلوماسية الصامتة التي يجريها وانعكاساتها المحتملة على الوضع اللبناني والمواقف المحيطة باستمرار الفراغ الرئاسي. وتحضيراً لهذه الزيارة، واصَل ميقاتي جولاته على القيادات الروحية المسيحية التي بدأها قبل ايام مع بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي، قبل ان يزور امس بطريرك الأرمن الكاثوليك روفائيل بيدروس ميناسيان الذي شدد على «ان انتخاب رئيس الجمهورية هو المدخل للحل، لأن لا حياة بجسم من دون رأس. ونحن نشدّ على أيدي كل شخص ينسى نفسه لمصلحة الوطن». فيما قال ميقاتي انه «على تواصل دائم مع كل النسيج اللبناني على تعدديته، وهذا فخر لبنان واعتزازه». وأضاف: «من الطبيعي ان يكون الحديث محوره الاوضاع السياسية، وكانت لصاحب الغبطة أحاديث مطولة عن الأوضاع والمصاعب التربوية والصحية التي تعانيها الرعايا والمواطنون بشكل عام، وضرورة ايجاد حل سريع لها». وختم: «يبقى مفتاح الحل الاساسي هو الحل السياسي عبر انتخاب رئيس جديد للجمهورية في أسرع وقت». وفي الاطار عينه، كشفت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» ان ميقاتي، الذي التقى امس السفيرة الفرنسية آن غريو، يسعى الى زيارة البطريرك الماروني بداية الاسبوع المقبل وسط معلومات تتحدث عن اتصالات تمهيدية لإزالة الملاحظات التي سجلتها دوائر بكركي منذ حديثه عن عدد المسيحيين في لبنان والأردن ودول الشرق الاوسط، والتي نسبها الى بكركي.

 

هل يتوافق “التيار” مع “القوّات” و”الكتائب” ويُقاطع؟

نداء الوطن/10 آذار/2023

لم تستبعد مصادر سياسية أن يتخذ “التيار الوطني الحر” موقفاً بعدم المشاركة في أي جلسة إنتخابية يستطيع في خلالها رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية الحصول على 65 صوتاً، لافتة إلى أنّ “التيار” سيكون متوافقاً في هذه الحال مع “القوات اللبنانية” و”الكتائب” وغيرهما في عدم تأمين نصاب الثلثين، وبالتالي لن يتكرر سيناريو عقد دورة أولى وتطيير النصاب في الدورة الثانية

 

“تحديدُ عناوين المرحلة المقبلة”.. ترقبٌ لمواقف برّي الاثنين!

الجمهورية”/10 آذار/2023

أطلق إعلان “الثنائي الشيعي” دعمه ترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية مرحلة جديدة على مستوى الاستحقاق الرئاسي، وحرّك الاتصالات حوله في غير اتجاه داخلياً واقليمياً ودولياً، فيما تنشط اللقاءات هنا وهناك بعيداً عن الاضواء تمهيداً لحسم المواقف منه، في الوقت الذي يراقب رئيس مجلس النواب نبيه بري ردود الفعل والمواقف استعداداً لما يمكن ان يتخذه من خطوات في ظل تأكيدات القريبين منه انه لن يدعو الى اي جلسة انتخابية الا اذا كانت مضمونة النتائج مُنتظراً من الآخرين أن يعلنوا عمّا لديهم من مرشحين لتخاض المعركة الانتخابية ديموقراطية. الى ذلك، تترقّب المراجع السياسية والديبلوماسية اللقاء المنتظر بين الرئيس بري ووفد مشترك من نقابتي الصحافة والمحررين بعد ظهر الاثنين المقبل، حيث يتوقع ان يطلق خلاله مواقف تحدد عناوين المرحلة المقبلة ومصير قراره بتجميد الدعوات التي وجّهها الى أعضاء المجلس النيابي لانتخاب رئيس الجمهورية.

 

“الإستحقاق الرئاسيّ”… 3 سيناريوهات تتجاذبه

الجمهورية/10 آذار/2023

رسمت أوساط سياسية معارضة 3 سيناريوهات للاستحقاق الرئاسي والخروج من هذا الاستعصاء، هي:

ـ السيناريو الاول: هو سيناريو 2008 على أثر احداث 7 ايار واتفاق الدوحة، والذي حصل بموجبه اتفاق على رئيس جمهورية، حكومة، قانون انتخاب، ولسنا اليوم في ظرف تكرار سيناريو من هذا القبيل في اعتبار ان لا حداث مثل 7 ايار الا اذا حصلت، ولا تدخل دولياً في هذا الاتجاه لدعوة اللبنانيين الى مؤتمر خارجي.

– السيناريو الثاني: هو سيناريو 2016 حيث وضع «حزب الله» معادلة «عون أو لا أحد»، وكان عون طبعاً لديه حيثية مسيحية وأدّت في نهاية المطاف الامور وتعقيداتها وتطوراتها الى انتخابه في 2016، ولسنا اليوم في معرض تكرار هذا السيناريو مع سليمان فرنجية في اعتبار انّ فرنجية ليس لديه الاكثرية النيابية فهناك الاكثرية المسيحية، المُمانعة غير موحدة، النائب جبران باسيل هو حليف «حزب الله» ضد وصول فرنجية، موقف المملكة العربية السعودية أثّر على النواب السنّة، المعارضة متفقة على أمر واحد هو عدم وصول مرشح مُمانع، ميزان القوى الداخلي لا يسمح بوصول مرشح ممانع، فضلاً عن ان عامل الوقت هذه المرة ثمين خلافاً للـ 2014-2016 بسبب الانهيار المالي، وبالتالي لا يستطيع ان يتحمّل اي فريق مزيدا من الفوضى والانهيار والشلل.

– السيناريو الثالث: أن تصل المكونات السياسية على اختلافها الى اقتناع بأنّ هناك استحالة لوصول اي من المرشحين الثلاثة الاساسيين المطروحين ميشال معوض وسليمان فرنجية وجوزف عون، بسبب الفيتوات المتبادلة الموجودة. وبالتالي، للخروج من هذا الاستعصاء يجب الذهاب الى اسماء جديدة تتقاطع حولها الكتل النيابية وتكون قادرة على اخراج لبنان من ازمته، وإلّا سيُصار إمّا الى التمديد للأزمة بطريقة غير مباشرة وإمّا الى البقاء في مستنقع الشغور وفصوله المتمددة على كل المستويات.

 

ميقاتي الى بكركي؟

الجمهورية/10 آذار/2023

كشفت مصادر مطّلعة لـ”الجمهورية” أن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الذي التقى امس الخميس السفيرة الفرنسية آن غريو، يسعى الى زيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بداية الاسبوع المقبل وسط معلومات تتحدث عن اتصالات تمهيدية لإزالة الملاحظات التي سجلتها دوائر بكركي منذ حديثه عن عدد المسيحيين في لبنان والأردن ودول الشرق الاوسط، والتي نسبها الى بكركي.

 

الثنائي يحدد مَن هم المرشحون الصالحون للرئاسة؟!

لارا يزبك/المركزية/10 آذار/2023

في اطار المواقف التي تسجّلها البورصة الرئاسية، غداة اعلان الثنائي الشيعي دعمَ ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، اعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه “لم يعد ثمة موجب لتأخير انتخاب رئيس الجمهورية، فالتأخير تترتّب عليه أكلاف يومية باهظة على البلد وعلى الناس، وهو ما شهدناه في الاشهر القليلة الماضية. وبالتالي، آن الأوان لأن نسير في اتجاه الانتخاب، وهذا بالتأكيد يستوجِب وقفة مسؤولة توقِف هذا الانحدار، والأمر الطبيعي في هذا السياق هو ان تتوالى الترشيحات من دون إبطاء، والتي في ضوئها أدعو الى جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية في جو من التنافس الديموقراطي، وبالتأكيد قبل ان ألمس وجود ترشيحات وتنافس لن أبادر الى توجيه الدعوة الى جلسة لانتخاب الرئيس”. هذا الكلام يدل، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية” على ان رئيس المجلس ليس في وارد الدعوة الى جلسة انتخاب في المدى المنظور، وانه لا يزال يماطل في هذه الدعوة، ربما في انتظار تأمين الـ65 صوتا لفرنجية والتي ليست في الجيب بعد. هذا اولا. غير ان ما قاله بري يوحي بأنه ينتظر ترشيح شخصيات يعتبرها هو مناسبةً ليتنافس معها فرنجية ، اي ان “الاستيذ” يريدها ان تكون مفصّلة على قياساته ومعاييره. على اي حال، هو التقى على هذه المقاربة مع حزب الله ايضا. فأمينه العام السيد حسن نصرالله دعا ايضا الفريقَ الآخر الى طرح اسماء مرشحيه للتحاور في شأنها، وبعد ذلك يصار الى غربلتها تمهيدا للنزول الى مجلس النواب والانتخاب. لكن ما ينساه او يتناساه “الثنائي”، هو ان هناك مرشحا للرئاسة معروفا بالاسم والمشروع، اسمه رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض. فلماذا لا ينظر اليه بجدية؟ تسأل المصادر. وتضيف “هناك ايضا مرشحون اخرون، أعلنوا اسماءهم وبرامجهم بوضوح على مر الاشهر الماضية”. وتسمّي مِن هؤلاء، المرشحة ترايسي شمعون والمرشحة مي الريحاني والمرشح زياد الحايك على سبيل المثالا لا الحصر. كما تلفت المصادر الى ان الكتل النيابية على مدى الجلسات الـ11 السابقة التي عُقدت منذ الشغور، سمّت مرشّحين ومنهم مثلا الباحث عصام خليفة. فهل الثنائي الشيعي هو من يحدد المرشحين الذين يصلحون لخوض المعركة الرئاسية وأولئك الذين لا يصلحون؟! هذا الشرط، يعني ان الحزب والحركة إما يريدان مزيدا من التريث والمماطلة، او انهما طرحا فرنجية لحرقه لا اكثر، أو انهما يريدان الحوار ليتفق الجميع على مرشحهما اي فرنجية، او على مَن يختارانه ويرتاحان اليه فقط.. هذا الامر لن يمر لدى الفريق الآخر والشغور مستمر، تختم المصادر.

 

قضاة أوروبيون يشاركون التحقيقَ اللبناني في ملفّ رياض سلامة ووفود من 4 دول في بيروت

بيروت: يوسف دياب/الشرق الأوسط/11 آذار/2023

تعود الملفات المالية إلى دائرة الاهتمام القضائي بدءاً من الأسبوع المقبل، حيث يعقد قاضي التحقيق الأول في بيروت شربل أبو سمرا يوم الأربعاء أول جلسة تحقيق، في ادعاء المحامي العام الاستئنافي في بيروت القاضي رجا حاموش ضدّ حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وشقيقه رجا ومساعدته ماريان الحويك، بجرائم «الاختلاس وتبييض الأموال والإثراء غير المشروع والتهرّب الضريبي».

ويكتسب هذا التحقيق بعداً مهماً، بفعل مشاركة وفود قضائية من أربع دول أوروبية معنية بالملفات المالية اللبنانية، وأفاد مصدر قضائي لبناني لـ«الشرق الأوسط»، بأن النيابة العامة التمييزية «تلقت في الساعات الماضية استنابات من فرنسا ولوكسمبورغ وبلجيكا، بالإضافة إلى استنابة وصلت الأسبوع الماضي من ألمانيا، أبلغت فيها المراجع القضائية أن وفودها ستصل إلى بيروت يوم الاثنين المقبل (بعد غدٍ)، تحضيراً للمشاركة في التحقيقات التي يجريها أبو سمرا مع حاكم البنك المركزي وشقيقه ومساعدته، باعتبار أن التحقيق اللبناني يتقاطع مع التحقيقات الأوروبية».

وتأتي عودة الوفود الأوروبية إلى لبنان استكمالاً للتحقيقات التي أجريت أواخر يناير (كانون الثاني) الماضي، وشملت 11 شخصاً بينهم أصحاب ومديرو مصارف لبنانية ومسؤولون في البنك المركزي اللبناني، وما يميّزها هذه المرّة مشاركة القضاء البلجيكي، إذ إنه لم يسبق لفريق بلجيكي أن شارك في جلسات التحقيق السابقة، وقال المصدر القضائي الذي رفض ذكر اسمه، إن «وجود القضاة الأوروبيين مع القاضي أبو سمرا، يحلّ مكان المهمة المستقلة التي نفذها الأوروبيون في الجولة الأولى، التي تقرر استكمالها في النصف الأول من شهر مارس (آذار) الحالي»، مؤكداً أن قاضي التحقيق «وافق على حضور الفرق القضائية جلسات الاستجواب التي سيعقدها، وعلى تنفيذ الاستنابات القضائية، شرط ألا تتعارض مع القانون اللبناني». وأضاف: «سيطرح أبو سمرا ما يناسبه من الأسئلة التي يحملها القضاة الأجانب، والتي تتقاطع مع التحقيق اللبناني»، مشيراً إلى أن «لائحة الأسئلة الأوروبية يفترض أن تسلّم إلى القاضي اللبناني قبل يوم الأربعاء، ويفترض بالجانب الأوروبي أن يكون حاضراً ومستمعاً، ويحقّ له أن يدوّن مضمون الإفادات، ويمكنه أيضاً تقديم أسئلة جديدة في ضوء ما يدلي به المستجوبون».

وسبق للقضاء الأوروبي أن طلب من السلطة القضائية في لبنان تمكينه من الاستماع إلى ما يزيد على عشرة أشخاص في الجولة الثانية من التحقيق بينهم رياض سلامة وشقيقه، وأوضح المصدر اللبناني أن «استدعاء أشخاص آخرين رهن بما يقرره القاضي أبو سمرا، وبما يرد في إفادات المستجوبين»، لافتاً إلى أن القضاء اللبناني «سيتعامل بإيجابية مع القضاة الأوروبيين، انسجاماً مع ما تعهد به سابقاً لجهة تسهيل مهمتهم وبما يراعي سيادة القانون اللبناني». وفتحت النيابة العامة التمييزية في لبنان تحقيقاً مع الأخوين سلامة وآخرين، في ضوء التحقيق الذي بدأه القضاء السويسري، ولحقت به دول أوروبية أخرى، وبنتيجة تبادل الاستنابات والمعلومات بين كل هذه الدول. واستغرب المصدر القضائي اللبناني «إصرار الوفود الأوروبية على حضور جلسة الأربعاء المقبل، رغم علمهم بأن رياض سلامة قد لا يمثل أمام قاضي التحقيق لكون المرحلة الأولى ستقتصر على حضور وكلاء الدفاع عن المدعى عليهم، ويتبعها تقديم دفوع شكلية وإمكانية استئناف هذه الدفوع أمام أكثر من هيئة قضائية، ما يعني أن الأمر يحتاج إلى أسابيع طويلة قبل الشروع بالاستجوابات». ومهّد لوصول القضاة الأوروبيين، زيارات قامت بها وفود من سفارات ألمانيا وفرنسا ولوكسمبورغ وبلجيكا إلى قصر العدل في بيروت، والتقت أبو سمرا وقضاة في النيابة العامة التمييزية. وأوضحت مصادر في قصر العدل مواكبة لهذا الملفّ، أن «القضاة الأوروبيين باتت لديهم إحاطة بالمعلومات التي يتضمنها الملفّ اللبناني». وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه الإحاطة ناجمة عن اطلاع الفريق القضائي الألماني على الملفّ في مكتب القاضي رجا حاموش قبل ادعاء الأخير ونقل الملفّ إلى عهدة أبو سمرا»، مشيرة إلى أن «ثمة معلومات متقاربة بين الجانبين اللبناني والأوروبي، خصوصاً أنهما سبق وتبادلا المعلومات على مدى أشهر طويلة، سواء عبر الاستنابات الأوروبية التي وصلت إلى بيروت، أو عبر زيارات قضاة لبنانيين إلى الدول الأوروبية المعنية بهذا الملفّ». ويفتتح القضاء اللبناني أولى جلسات التحقيق في هذا الملفّ، على وقع الإضراب المفتوح الذي تبدأه المصارف اللبنانية اعتباراً من الثلاثاء المقبل، وذلك احتجاجاً على صدور حكم قضائي جديد طال «بنك البحر المتوسط» وألزمه بدفع مبلغ مالي نقداً لأحد المودعين تفوق قيمته الـ200 ألف دولار أميركي، تحت طائلة إقفاله وختمه بالشمع الأحمر.

 

لبنان: «الوطني الحر» يخوض معاركه من دون حلفاء وتفاهمه مع «حزب الله» مجمَّد وتعليمات بتفادي التصعيد

بيروت: بولا أسطيح/الشرق الأوسط/11 آذار/2023

لم يكن إعلان «حزب الله» دعم ترشيح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية مفاجئا لحليفه المفترض «التيار الوطني الحر»، الذي كان قد أبلغه في وقت سابق عدم مجاراته بهذا الترشيح؛ ما انعكس سلبا على علاقتهما. ولم تعلن قيادة «التيار» حتى الساعة عن مرشحها المفضل، بخلاف معظم القوى السياسية، وهي تدفع لتفاهم مسيحي - وطني تحت قبة البطريركية المارونية على اسم مرشح معين يتم التوجه لانتخابه في المجلس النيابي. ويخوض «التيار» حاليا معاركه السياسية وحيدا من دون حلفاء. وبحسب مصادر مطلعة فإن «التفاهم مع (حزب الله) بات مجمدا خاصة بعد قرار الحزب المشاركة بجلسات مجلس الوزراء في ظل الشغور الرئاسي، ما اعتبره (التيار) ضربا للشراكة بغياب وزراء يمثلون الأكثرية المسيحية». وتكشف المصادر لـ«الشرق الأوسط» عن أنه «بعد حديث أمين عام (حزب الله) حسن نصر الله الأخير تم التعميم على مناصري الطرفين بعدم الرد المباشر على بعضهما بعضاً وتفادي التصعيد، وهو ما يؤكد عدم رغبة الطرفين حاليا إعلان الطلاق النهائي لحاجة بعضهما للآخر». وتلاقى «التيار» مؤخرا مع «القوات» و«الكتائب» ونواب معارضين آخرين على رفض المشاركة في جلسات تشريعية في ظل الشغور الرئاسي، باعتبار أن الأولوية لانتخاب رئيس للبلاد. لكن حتى الساعة لم يتلاقَ مع أي من الفرقاء على مقاربة موحدة للاستحقاق الرئاسي. ويؤكد القيادي في «التيار الوطني الحر» الدكتور ناجي حايك، انفتاحهم على «إمكانية التفاهم الرئاسي مع أي طرف، لكن لا يمكنهم أن يختاروا شخصية ويفرضوا علينا التصويت لها»، لافتا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنهم «إذا أرادوا فتح كوة في جدار الأزمة، يفترض بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية إقرار اللامركزية الإدارية والمالية، عندها يكون أي نقاش جدي باعتبار اللامركزية هدفاً أساسياً لنا». ويضيف: «نحن منفتحون على أي تحالف يضمن مصلحة البلد ومستعدون أن نتفاهم مع قوى أخرى على اسم أي رئيس يمثل تطلعاتنا بعيدا عن منطق النكايات السياسية».

وينفي حايك أن تكون قيادة «التيار» تفضل خوض المعارك السياسية وحيدة «لكن بالنهاية لدينا خياراتنا ووجهات نظرنا بالتعاطي مع الأمور وبالتالي إذا لم يكن هناك من يشاركنا بهذه الخيارات عندها نكون وحدنا»، موضحا أنه «في كل فترة وعند كل استحقاق هناك من هو أقرب إلينا. حاليا نحن نتفق مع القوات وجزء من نواب الثورة على رفض فرنجية». ويشدد حايك على وجوب التفريق بين التفاهم والتحالف مع «حزب الله»، لافتا إلى أن «التحالف متوقف منذ زمن وبالتحديد حين أيد الحزب ترشيح سعد الحريري، وبعده ترشيح نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة، ولم يسر بأي خطة إصلاحية في السنوات الـ6 الماضية»، مشيرا إلى أن «التحالف الانتخابي مع الحزب كان تحالفا ظرفيا لأن قانون الانتخاب يحتم ذلك». ويضيف: «ورقة التفاهم لم ينفذ منها شيء ما يجعلها ساقطة مع مرور الزمن». وبينما اعتبر النائب في تكتل «لبنان القوي» سليم عون ‏مؤخرا أنه «أصبح جليّاً أن التيار الوطني الحر ليس مصطفّاً في أي محور»، قال زميله في التكتل، النائب آلان عون، إن «الاتفاق مع المعارضة وارد ونحن على تواصل مع الجميع». وبات «التيار» في المشهد الرئاسي الحالي أشبه بـ«بيضة القبان» باعتبار أن تمترسه في جبهة سياسية معينة قادر على أن يحسم الأمور لصالحها. فإذا قرر مقاطعة أي جلسة لانتخاب رئيس تفضي لفوز فرنجية، عندها يتمكن مع «القوات» و«الكتائب» ونواب معارضين آخرين من تعطيل النصاب الذي يتطلب تغيب 43 نائبا. بالمقابل، فإن سير «التيار» بترشيح فرنجية يعزز حظوظه ويجعله أقرب من أي وقت مضى من قصر بعبدا.

 

لبنان يسعى لتطويق ذيول «اشتباك» مع طلاب عراقيين

بيروت - بغداد/الشرق الأوسط/11 آذار/2023

سعت الحكومة اللبنانية أمس لتطويق ذيول «الاشتباك» الذي حدث في مبنى وزارة التربية اللبنانية بين قوى أمنية وطلاب عراقيين كانوا ينتظرون إتمام المصادقة على معادلة شهاداتهم. وانتشر شريط فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي أثار سخطاً شديداً لدى عراقيين ولبنانيين، يظهر فيه رجل أمن لبناني يحمل عصا، ويطلب من أحد الطلاب التراجع، في حين تظهر في مقاطع أخرى عمليات تدافع بين الطلاب العراقيين ورجال الأمن اللبنانيين. وفي إطار مساعي التهدئة التقى أمس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وفداً من وزارة التعليم العالي العراقية. وقال رئيس بعثة سفارة العراق في بيروت أمين النصراوي إن اللقاء عرض المشكلات التي يتعرض لها الطلاب العراقيون في لبنان، وتم التطرق إلى الحلول التي ستساعد على حلها. ووصفت الحكومة العراقية ما حدث بـ«الاعتداء»، وقررت تشكيل لجنة وزارية للتوجه إلى لبنان للاطلاع على تفاصيل ما حدث. كما أصدرت السفارة اللبنانية في بغداد اعتذاراً أوضحت فيه أن ما حدث «أمر مرفوض وموضع متابعة وتحقيق على أعلى المستويات». لبنان يسعى لاحتواء «الإشكال» بين رجال الأمن وطلاب عراقيين

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

استئناف العلاقات بين طهران والرياض.. اليكم ما جاء في البيان الثلاثي

وكالات/10 آذار/2023

صدر بيان ثلاثي مشترك لكل من المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية وجمهورية الصين الشعبية. وجاء فيه: "استجابةً لمبادرة كريمة من فخامة الرئيس شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية بدعم الصين لتطوير علاقات حسن الجوار بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبناءً على الاتفاق بين فخامة الرئيس شي جين بينغ وكل من قيادتي المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، بأن تقوم جمهورية الصين الشعبية باستضافة ورعاية المباحثات بين المملكة العربية السعودية، والجمهورية الإسلامية الإيرانية، ورغبة منهما في حل الخلافات بينهما من خلال الحوار والدبلوماسية في إطار الروابط الأخوية التي تجمع بينهما، والتزاماً منهما بمبادئ ومقاصد ميثاقي الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، والمواثيق والأعراف الدولية، فقد جرت في الفترة من 6-10 آذار 2023 في بكين، مباحثات بين وفدي المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية برئاسة معالي الدكتور مساعد بن محمد العيبان وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار الأمن الوطني في المملكة العربية السعودية، ومعالي الأدميرال علي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية".

وأضاف البيان: "لقد أعرب الجانبان السعودي والإيراني عن تقديرهما وشكرهما لجمهورية العراق وسلطنة عمان لاستضافتهما جولات الحوار التي جرت بين الجانبين خلال عامي 2021-2022، كما أعرب الجانبان عن تقديرهما وشكرهما لقيادة وحكومة جمهورية الصين الشعبية على استضافة المباحثات ورعايتها وجهود إنجاحها. وتعلن الدول الثلاث أنه تم توصل المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى اتفاق يتضمن الموافقة على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران، ويتضمن تأكيدهما على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، واتفقا أن يعقد وزيرا الخارجية في البلدين اجتماعاً لتفعيل ذلك وترتيب تبادل السفراء ومناقشة سبل تعزيز العلاقات بينهما، كما اتفقا على تفعيل اتفاقية التعاون الأمني بينهما، الموقعة في 17/4/2001 والاتفاقية العامة للتعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة والشباب، الموقعة بتاريخ 27/5/1998. وأعربت كل من الدول الثلاث عن حرصها على بذل كافة الجهود لتعزيز السلم والأمن الإقليمي والدولي".

 

قتلى جراء إطلاق نار في كنيسة بألمانيا

وكالات/10 آذار/2023

قتل سبعة أشخاص في إطلاق نار خلال حدث لطائفة “شهود يهوه” في هامبورج شمالي ألمانيا، وفقا لما ذكرته صحيفة “بيلد ” الألمانية. وقال التقرير، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية،  إن ثمانية أشخاص آخرين على الأقل أصيبوا خلال الحادث. وأعلنت الشرطة الألمانية امس الخميس مقتل عدة أشخاص في إطلاق نار في كنيسة في مدينة هامبورغ بشمال البلاد. وقالت الشرطة عبر تويتر: “تشير المؤشرات الأولية إلى إطلاق أعيرة نارية في كنيسة في شارع ديلبوغي بمنطقة غروسبورستيل. أصيب عدة أشخاص بجروح خطيرة بعضها قاتل”. وأضافت شرطة هامبورغ: “يوجد عدد كبير من قوات الأمن في المكان”، مرجّحةً أن يكون منفّذ العمليّة قد قُتل. لم تذكر الشرطة حصيلة دقيقة للقتلى لكن وسائل إعلام ألمانية قالت إن ستة أشخاص لقوا حتفهم. من جهتها، أوردت صحيفة بيلد اليومية الشعبية أن إطلاق النار وقع “في كنيسة شهود يهوه” بشمال المدينة. وقال المكتب الفدرالي للحماية المدنية “حوالى التاسعة مساء، أطلق شخص أو أكثر مجهولين النار على أشخاص في كنيسة”. وبحسب عدد من وسائل الإعلام، فقد تم تحذير سكان المدينة من “تهديد شديد” عبر تطبيق الإنذار من الكوارث، ودعتهم الشرطة إلى تجنب المنطقة المعنية. وجاء في الإنذار “احتموا على الفور في مبنى”. كما أوصى السكان باستعمال “الهاتف فقط في حالة الطوارئ القصوى، حتى لا يُثقل كاهل الخطوط”.

 

للمرّة الأولى في تاريخ الفتاوى الإسلامية: حركة حماس الفلسطينية غير شرعيّة وفقاً للشريعة الإسلامية

حركة حماس “غیر شرعیة” وفقا للشریعة الإسلامیة،

جنوبية/10 آذار/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/116447/%d9%84%d9%84%d9%85%d8%b1%d9%91%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%88%d9%84%d9%89-%d9%81%d9%8a-%d8%aa%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%ae-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%aa%d8%a7%d9%88%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d9%84%d8%a7/

أصدرت مجموعة من كبار رجال الدین المسلمین فتوى غیر مسبوقة نھار الخمیس تعلن فیھا أن حركة حماس "غیر شرعیة" وفقا للشریعة الإسلامیة، حسبما ذكرت مجلة لوبس الفرنسیة. ھذا وتحّمل الفتوى حركة حماس "المسؤولیة الكاملة حكماً، بسبب أفعالھا المتسمة بالفساد والإرھاب ضد المدنیین الفلسطینیین داخل غزة.“ كما حرّمت الفتوى ”الدعاء أو الانضمام أو الدعم أو التمویل لحركة حماس، كونھا كیان ملتزم بفكر جماعة الإخوان المسلمین.”أشار المجلس الاسلامي العالمي للفتوى والإرشاد، وھو ھیئة عابرة للطوائف ومقرھا النجف، إلى المقاطع الصوتیة والمرئیة تحت عنوان “وشوشات من غزة“ وھي تحتوي على شھادات من الفلسطینیین المقیمین في قطاع غزة، وقد دفعت إلى التحقیق الذي توج بإصدار الفتوى. وقال المتحدث بإسم المجلس، الشیخ محمد علي المقدسي، في بیان مسجل ُنشرعلى الموقع الالكتروني للمجلس: "رأینا الوضع الذي تتعرض له غزة تحت حكم حماس وما تفعله من فظائع نراها بحق الفلسطینیین الآمنين العزل الذين لا حول لهم ولا قوة . فرأينا أنه من الواجب الشرعي نصرة المظلومين, فمن الحِكم التي في ديننا تقول إنه ”كونوا للظالم خصماً وللمظلوم عونا“. من هذا المنطلق صدرت هذه الفتوى بحق حماس.”

في بیان مصور یوم الخمیس، قال آیة الله العظمى فاضل البدیري، رئیس المجلس الإسلامي العالمي للفتوى والإرشاد، إن دعم الفلسطینیین یجب أن یتجاوز رفض أفعال إسرائیل وأضاف: "لا نقبل بأیة إساءة إلى الشعب الفلسطیني، لا من الجانب الإسرائیلي ولا من الجانب الفلسطیني، أعني بھم المتنفذین في السلطة سواءاً كانت منظمة حماس، أم غیر منظمة حماس.” إن البدیري مرجع شیعي ومدير مدرسة دینية في النجف وھو أیضاً منتقد بارز لإیران وحزب الله. كما یضم المجلس الاسلامي العالمي للفتوى والإرشاد الشيخ المفتي عبدالله الذبيان عن أهل السنة والجماعة في محافظة واسط العراقیة، والنظیر سید مدثر نزار شاه وھو وصي ضریح صوفي في مقاطعة البنجاب الباكستانیة ورئیس مركز أبحاث في إسلام أباد، وفقاً للموقع الالكتروني للمجلس.

زار وفد من المجلس برئاسة البدیري مقر رابطة العالم الإسلامي السعودي في مكة المكرمة في كانون الثاني، والتقى أمینھا العام الشيخ الدكتور محمد العیسى. ولقد تلى الاجتماع بیان صحفي تناول نقاش الطرفين حول سبل تشكیل "الوحدة الإسلامیة في مواجھة الانقسامات الطائفیة المتزایدة في العالم الإسلامي" وكذلك "سبل التعاون.” كما قال غیث العمري وھو كبیر باحثي معھد واشنطن لسیاسات الشرق الأدنى لمجلة لوبس، إن الفتوى ضد حماس "تمثل تحدیاً مباشراً لشرعیة حركة حماس وتقوض ادعائھا بتمثیل الإسلام. وقد لا تؤثر بشكل مباشر على حكمھا في غزة كونها تحافظ على ھذا الحكم بالقوة, ولكن على المدى الطویل، یمثل ھذه الفتوى تحدیاً كبیراً لروایة حماس. وأوضح الشيخ المقدسي وھو المتحدث الرسمي بإسم المجلس، أن الفتوى صدرت رداً على ردود أفعال شعبية بعد إصدار سلسلة فیدیوھات ”وشوشات من غزة“ في كانون الثاني. وھي سلسلة مؤلفة من ٢٥ مقطع فیدیو مبني على شھادات سكان قطاع غزة الحالیین، كما تم إصدار المحتوى بسبع لغات حول العالم. ھذا وقال: ”ظهرت فيديوات رآها كل العالم المتابعين للشأن الفلسطیني, الذي هو ‘وشوشات من غزة’ أظهرت عدد من سكان غزة - من نساءها ومن أطفالها ومن رجالها - يذكرون ما يتعرضون له بسبب فساد حماس. وشھدوا أمام العالم بأنهم يتعرضون إلى الابتزاز وإلى التخويف, وهذه الشهادات لا بد على كل إنسان أن يأخذها بعين الإعتبار. زادت الشكوى من أفعال حماس بحق الشعب الفلسطیني الأعزل والفقیر، فهذا أعطانا الدافع الأكبر, وأعطانا الصورة الأوضح, لإصدار فتوى تناصر الناس الأبرياء والفقراء في غزة …  مهما كلّف الثمن.”وقد تمت مشاھدة مقاطع فیدیوھات وشوشات من غزة أكثر من خمسة ملایین مرة خلال الأسابیع الأربعة الأولى التي تلت إصدارھا، وخاصة في العالم العربي، بما في ذلك شوھدت أكثر من ٣٠٠٠٠٠ مرة في العراق، حیث يتخذ مجلس الفتوى مقراً له.

وقد اتصل عضو من وحدة الأبحاث في مجلس الفتوى بمنتجي مسلسل ”وشوشات من غزة“، طالباً التأكد من صحة مقاطع الفیدیو، وفقاً لرئیس شركة الإنتاج, (تم استخدام الرسوم المتحركة بالفیدیو بدلاً من وجوه المتحدثین لحمایة ھویتھم.) الذي قال: "لقد استجبنا من خلال تنظیم عرض آمن وخاص للقطات الأصلیة كي یشاھدھا الباحثون، وھو أمر قمنا به مع العدید من شركائنا في وسائل الإعلام.” تُعد مقاطع الفیدیو جزءاً من مجموعة كبیرة من المصادر المدرجة في الفتوى التي ترافق وثیقة الفتوى، والتي تقیّم مزاعم حركة حماس بالشرعیة من حیث معاییر الشریعة الإسلامیة فیما یتعلق بـ "الفساد" و"الصراع والحرب" و"حقوق الإنسان وكرامته". ووجھت ١٣ تھمة ضد حماس - من بینھا "عملیات الابتزاز والاحتیال" و"سرقة المساعدات الدولیة" و"استخدام الأطفال كجنود" و"اتھام الفلسطینیین زورا بالخیانة" - ثم یحكم على المنظمة بأنھا غیر مؤھلة للحكم. على الرغم من أنه تم تحريم جماعات إسلامیة مسلحة أخرى سابقاً بما في ذلك القاعدة وداعش وبوكو حرام من خلال الفتاوى، فإن ھذا الحكم یمثل المرة الأولى التي تُمنح فیھا حماس مثل ھذه المعاملة من قبل ھیئة شرعیة إسلامیة معتمدة. ھذا وتشیر الفتوى إلى موافقتھا على الأحكام السابقة الصادرة عن ھیئة كبار العلماء في المملكة العربیة السعودیة وھیئة الفتوى الإماراتیة التي تصنف جماعة الإخوان المسلمین، التي تنتمي إلیھا حماس، على أنھا "تشوه الإسلام وتعمل على خلاف الوحدة الإسلامیة والفقه الإسلامي."

 

البيان السعودي - الإيراني - الصيني... المفاجأة و«الصفحة الجديدة»

لندن/الشرق الأوسط/11 آذار/2023

في عالم يعيش على وقع تدهور العلاقات بين الدول الكبرى بفعل الحرب الروسية - الأوكرانية والخلاف المتصاعد بشأن مستقبل تايوان، فاجأت الصين العالم بصدور بيان مشترك مع السعودية وإيران يشكل بارقة أمل بالنسبة إلى استقرار الشرق الأوسط. وإذا كان البيان يعد بفتح صفحة جديدة في العلاقات بين الرياض وطهران، فإنه يشكّل بالتأكيد وعداً بفتح صفحة جديدة على مستوى الشرق الأوسط. وكان من البديهي أن يستوقف البيان الثلاثي المراقبين. لم تعتد الصين على وضع ثقلها في مبادرة علنية لحل أزمة إقليمية. كانت سياستها تقوم على تسجيل موقف من الأزمات عبر بيانات توضح موقفها، لكن من دون انخراط عميق في صناعة الحلول أو المساعدة في التوصل إليها. ولعل المدخل إلى فهم هذه المبادرة الصينية هو الالتفات إلى أهمية الشرق الأوسط بالنسبة إلى الصين واقتصادها. فالصين هي الشريك الاقتصادي الأول لإيران. وتربط الصين بالسعودية علاقات شراكة تبدت أهميتها في المحادثات الثنائية التي واكبت انعقاد القمة الصينية - العربية في الرياض. يضاف إلى ذلك، أن أمن ممرات النفط الوافد من الشرق الأوسط حيوي تماماً لاقتصاد الصين ولمبادرة «الحزام والطريق». أي انهيار واسع للأمن في الشرق الأوسط سيترك آثاره السلبية على الاقتصاد الصيني.

نقطة ثانية استوقفت المراقبين. نصّ البيان الثلاثي على موافقة السعودية وإيران على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما في مهلة لا تزيد على شهرين. لكنه نص أيضاً على تأكيد الدولتين «على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها». ومسألة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول هي من أبرز نقاط الخلاف بين الرياض وطهران، وهذا يصدق بالنسبة إلى اليمن، والعراق، وسوريا ولبنان. ويرى مراقبون، أن لا غرابة في أن يحمل البيان الثلاثي توقيع السعودية التي دعت دائماً إلى حسن الجوار واعتبار الحوار طريقاً وحيدة لتسوية الخلافات والنزاعات، وعلى قاعدة احترام ميثاقي الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي والمواثيق والأعراف الدولية. شددت السعودية دائماً على احترام سيادة الدول وبناء العلاقات على قاعدة المصالح المتبادلة واحترام شروط الاستقرار الإقليمي والسلام الدولي. ويلاحظ هؤلاء، أن السعودية تحدثت بأوضح لهجة في السنوات الأخيرة عن التحديات الكبيرة الاقتصادية والسياسية والأمنية التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط والتي زادت من صعوبتها الحرب الروسية - الأوكرانية. كما لفتت السعودية إلى حجم المشاكل الاجتماعية والإنسانية المتفاقمة في الدول التي ساهمت التدخلات الخارجية في زعزعة استقرارها وتبديد مواردها وحرمان مواطنيها من فرص العمل والتعليم والرعاية الصحية. سينهمك المحللون طويلاً في تفسير توقيع إيران على بيان من هذا النوع. بعضهم سيفسر ذلك بالمنحى الذي اتخذته في الآونة الأخيرة الأزمة المتعلقة بالملف النووي الإيراني والتي ترافقت مع تهديدات وتصعيد عقوبات. ويلتفت آخرون إلى عنصر مستجد هو الأوضاع الداخلية في إيران، فضلاً عن المأزق الواضح في الخرائط التي تنتشر فيها مجموعات مسلحة موالية لطهران. وثمة من يعتقد أن جملة مخاوف أمنية واقتصادية وسياسية قد تكون وراء تسلل قدر من الواقعية إلى حسابات إيران التي لا ينفك العالم يطالبها بالانتقال في التعامل معه من منطق الثورة إلى منطق الدولة. طرحت المفاجأة التي شكلها البيان الثلاثي أسئلة كثيرة في طليعتها ما إذا كان الشرق الأوسط سيختار مظلة الاستقرار للاحتماء من الاستحقاقات المقبلة، في وقت تراجعت فيه العلاقات بين الدول الكبرى وتدوي فيه أصوات المدافع والصواريخ على أرض القارة الأوروبية في حرب غير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية.

والأكيد، أن الأجيال الشابة في الشرق الأوسط تحلم بالتقدم والتنمية والاستقرار والازدهار بدلاً من الاستمرار في الغرف من القواميس القديمة التي تحض على التنازع والاشتباك وانتهاك القوانين والأعراف.

 

السعودية وإيران تتفقان على إعادة العلاقات الدبلوماسية

بكين/الشرق الأوسط/11 آذار/2023

أعلنت السعودية وإيران، اليوم (الجمعة)، الاتفاق على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما وإعادة فتح سفارتيهما خلال شهرين، وذلك بعد إجراء مباحثات بين وفديهما في بكين. وذكر بيان ثلاثي مشترك لكل من السعودية وإيران والصين، أن الجانبين أكدا احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وسيعقد وزيرا خارجية البلدين اجتماعاً لتفعيل الاتفاق وترتيب تبادل السفراء ومناقشة سبل تعزيز العلاقات بينهما. وفيما يلي نص البيان: «استجابةً لمبادرة من الرئيس الصيني شي جينبينغ، بدعم بكين، لتطوير علاقات حُسن الجوار بين السعودية وإيران، وبناءً على الاتفاق بين الرئيس شي جينبينغ وكل من قيادتَي السعودية وإيران، بأن تقوم الصين باستضافة ورعاية المباحثات بين السعودية وإيران، ورغبة منهما في حل الخلافات بينهما من خلال الحوار والدبلوماسية في إطار الروابط الأخوية التي تجمع بينهما، والتزاماً منهما بمبادئ ومقاصد ميثاقَي الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، والمواثيق والأعراف الدولية، فقد جرت في الفترة من 6 - 10 مارس (آذار) 2023 في بكين، مباحثات بين وفدَي السعودية وإيران برئاسة الدكتور مساعد العيبان وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار الأمن الوطني السعودي، والأدميرال علي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني.

وقد أعرب الجانبان، السعودي والإيراني، عن تقديرهما وشكرهما للعراق وسلطنة عمان لاستضافتهما جولات الحوار التي جرت بين الجانبين خلال عامي 2021 و2022، كما أعرب الجانبان عن تقديرهما وشكرهما لقيادة وحكومة الصين على استضافة المباحثات ورعايتها وجهود إنجاحها. وتعلن الدول الثلاث أنه تم توصل السعودية وإيران إلى اتفاق يتضمن الموافقة على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران، ويتضمن تأكيدهما على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، واتفقا على أن يعقد وزيرا الخارجية في البلدين اجتماعاً لتفعيل ذلك وترتيب تبادل السفراء ومناقشة سبل تعزيز العلاقات بينهما، كما اتفقا على تفعيل اتفاقية التعاون الأمني بينهما، الموقّعة في 17 أبريل (نيسان) 2001، والاتفاقية العامة للتعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة والشباب، الموقّعة بتاريخ 27 مايو (أيار) 1998. وأعربت كل من الدول الثلاث عن حرصها على بذل جميع الجهود لتعزيز السلم والأمن الإقليمي والدولي».

 

تطلُّع دوليٌّ لإسهام الاتفاق السعودي - الإيراني في استقرار المنطقة وتأكيد على دور الرياض المحوري ودبلوماسيتها الفاعلة إقليمياً وعالمياً

الرياض/الشرق الأوسط/11 آذار/2023

أعربت دول ومنظمات اليوم (الجمعة)، عن ترحيبها بالاتفاق السعودي الإيراني لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، معربةً عن تطلعها لأن تسهم هذه الخطوة في استقرار المنطقة. ورحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالاتفاق، وأشاد بالصين وسلطنة عمان والعراق لتشجيعها المحادثات. وأكد المتحدث باسمه، ستيفان دوجاريك: «علاقات حسن الجوار بين إيران والسعودية ضرورية من أجل استقرار منطقة الخليج»، منوهاً بأن «الأمين العام يؤكد من جديد استعداده لبذل مساعيه الحميدة من أجل دفع الحوار الإقليمي قدماً لضمان وجود سلام وأمن دائمين في منطقة الخليج».

وقال وانغ يي، كبير الدبلوماسيين الصينيين: «هذا نصر للحوار، ونصر للسلام، ويقدم أنباء طيبة عظيمة في وقت يشهد فيه العالم كثيراً من الاضطرابات»، لافتاً إلى مواصلة بلاده لعب دور بناء في التعامل مع القضايا الشائكة في العالم اليوم، وستظهر تحليها بـ«المسؤولية» بصفتها دولة كبرى، وأضاف: «العالم لا يقتصر فقط على قضية أوكرانيا». وعبّر حسين إبراهيم طه، أمين عام منظمة التعاون الإسلامي، عن أمله في أن يسهم هذا الاتفاق في تعزيز ركائز السلم والأمن والاستقرار في المنطقة، وأن يعطي دفعة جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، مشيداً بجهود العراق وسلطنة عمان والصين في استضافة المباحثات ورعايتها، ما مكّن من إنجاحها. وأعرب الدكتور محمد العيسى، أمين عام رابطة العالم الإسلامي، رئيس هيئة علماء المسلمين، عن أمله في أن يعود هذا الاتفاق بالخير على البلدين والشعبين، متطلعاً أن يسهم في تعزيز الاستقرار والازدهار الإقليمي والدولي.

وأكد جاسم البديوي أمين عام مجلس التعاون الخليجي، دعم المجلس لما ورد في بيان السعودية وإيران والصين بهذا الشأن، وترحيبه بجميع الخطوات التي تُسهم في تعزيز أمن وسلام المنطقة، ودعم استقرارها ورخاء شعوبها، مؤكداً أهمية الدور المحوري الذي تقوم به الرياض ودبلوماسيتها الفاعلة في المجالين الإقليمي والدولي. وتطلع البديوي إلى أن تُسهم هذه الخطوة في تعزيز الأمن والسلام العالميين، مؤكداً موقف دول مجلس التعاون تجاه دعم سياسة الحوار وحل الخلافات سياسياً، وفقاً لتوجيهات قادتها، بالالتزام بميثاق الأمم المتحدة، والقانون الدولي، ومبادئ حُسن الجوار، واحترام سيادة الدول، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وحل الخلافات بالطرق الدبلوماسية. وأعربت وزارة الخارجية العُمانية عن أمل السلطنة بأن تسهم هذه الخطوة في تعزيز ركائز الأمن والاستقرار في المنطقة، وتوطيد التعاون الإيجابي البنّاء الذي يعود بالمنفعة على جميع شعوب المنطقة والعالم. بينما تطلعت نظيرتها المصرية لأن يُسهم الاتفاق في تخفيف حدة التوتر في المنطقة، وأن يُعزز من دعائم الاستقرار والحفاظ على مقدرات الأمن القومي العربي، وتطلعات الشعوب في الرخاء والتنمية والاستقرار.

وأوضحت وزارة الخارجية العراقية أن المساعي التي بذلتها الحكومة في هذا الإطار، عبر استضافة بغداد جولات الحوار بين الجانبين، وما رسّخته من قاعدة رصينة للحوارات التي تلت عبر سلطنة عُمان والصين، وصولاً للحظة الاتفاق، الذي سينعكس على تكامل علاقاتهما، ويُعطي دفعة نوعيّة في تعاون دول المنطقة... تهدف إلى خلق إطار يحقق تطلعات جميع الأطراف، ويُؤذِن بتدشين مرحلة جديدة. فيما أعربت نظيرتها الأردنية عن أملها أن تسهم هذه الخطوة في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وبما يحفظ سيادة الدول وعدم التدخل بشؤونها الداخلية، ويخدم المصالح المشتركة.

وأَمَلت وزارة الخارجية البحرينية أن يشكل هذا الاتفاق خطوة إيجابية على طريق حل الخلافات وإنهاء النزاعات الإقليمية كافة بالحوار والطرق الدبلوماسية، وإقامة العلاقات الدولية على أسس من التفاهم والاحترام المتبادل وحسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، والالتزام بميثاقَي الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي والقوانين والأعراف الدولية، مشيدةً بالدور القيادي للسعودية في دعم الأمن والسلام والاستقرار، وانتهاج الدبلوماسية في تسوية النزاعات الإقليمية والدولية.

وأبدى الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، ترحيبهم بالاتفاق، وتثمينهم الدور الصيني بهذا الشأن، مؤكداً أن بلاده مؤمنة بأهمية التواصل الإيجابي والحوار بين دول المنطقة نحو ترسيخ مفاهيم حسن الجوار، والانطلاق من أرضية مشتركة لبناء مستقبل أكثر استقراراً للجميع.

وأكدت وزارة الخارجية الكويتية، دعم الدولة لهذا الاتفاق، معربة عن أملها أن يسهم في تعزيز ركائز الأمن والاستقرار بالمنطقة، وبناء الثقة وتطوير علاقات الصداقة بين كلا الطرفين بما يصب في مصلحة دول المنطقة والعالم.

وعبّر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، ومولود جاويش أوغلو وزير خارجية تركيا، خلال اتصالين هاتفيين مع الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي، عن ترحيب الدوحة وأنقرة باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران، وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران. وأبدت وزارة الخارجية الجزائرية ارتياحها للأجواء الإيجابية التي ميّزت المباحثات، مؤكدة أن الاتفاق سيمكّن البلدين والشعبين من تمتين علاقات التعاون والتضامن في إطار الالتزام بالمبادئ التي ينص عليها ميثاق الأمم المتحدة، وحل الخلافات عبر الحوار، مما سيُسهِم في تعزيز السلم والأمن بالمنطقة والعالم.

وأعربت الرئاسة الفلسطينية عن تقديرها للدور الصيني الإيجابي الذي أسهم في التوصل إلى هذا الاتفاق، معربةً عن أملها في أن يؤدي إلى استقرار وتعزيز المناخ الإيجابي في المنطقة. وأكد البرلمان العربي أهميةَ هذه الخطوة من أجل عودة الاستقرار بالمنطقة، والسعي الحثيث لحل الأزمات العالقة، معرباً عن أمله أن تسهم أيضاً في تخفيف حدة التوتر القائمة، وتحقيق الأمان لشعوب العالم أجمع.

وأوضحت وزارة الخارجية الباكستانية، أن هذا التطور الدبلوماسي المهم سيسهم في إحلال السلام والاستقرار بالمنطقة وخارجها، مضيفة أن إسلام آباد ستواصل دورها البنَّاء في الشرق الأوسط والمنطقة، وتأمل في أن تحدد هذه الخطوة الإيجابية نموذجاً للتعاون والتناغم الإقليمي. ووصف نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، التوصل إلى الاتفاق، بأنه خطوة إيجابية للغاية، وقال: «نعتقد أنه سينعكس إيجابياً على مجمل أوضاع المنطقة»، حسبما صرح لقناة «آر تي» (روسيا اليوم) التلفزيونية الحكومية.

 

وزير الخارجية السعودي يؤكد ضرورة تشارك دول المنطقة لبناء الاستقرار وقال إن استئناف العلاقات مع إيران ينطلق من رؤية الرياض تفضيل الحوار

الرياض: جبير الأنصاري/الشرق الأوسط/11 آذار/2023

شدد الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، وزير الخارجية السعودي، اليوم (الجمعة)، على ضرورة تشارك دول المنطقة في بناء ازدهارها واستقرارها. وقال وزير الخارجية السعودي على «تويتر»، إن استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إيران يأتي انطلاقاً من رؤية بلاده القائمة على تفضيل الحلول السياسية والحوار، مؤكداً حرصها على تكريس ذلك في المنطقة. وأشار إلى أن دول المنطقة يجمعها مصير واحد، وقواسم مشتركة «تجعل من الضرورة أن نتشارك معاً لبناء أنموذجٍ للازدهار والاستقرار لتنعم به شعوبنا». ولاحقاً، أوضح وزير الخارجية السعودي في تصريحات لقناة «العربية»، أن استئناف العلاقات مع إيران جاء نتيجة لمحادثات استمرت سنتين، «وصلنا في نهايتها إلى تفاهمات مبنية على حسن الجوار، واحترام سيادة الدول، ومعالجة كل تحديات الأمن الإقليمي من خلال هذا الحوار»، مضيفاً: «وهي قناعة المملكة بأن الحوار هو الأسلوب الأنجع لمعالجة كل الأمور». وواصل: «ننظر بتفاؤل إلى المستقبل، ونعمل على توطيد العلاقة، وخدمة مصالح جميع دول المنطقة، وحماية أمن المنطقة، وهذا ما نطمح إليه». وبشأن لبنان، أكد الأمير فيصل بن فرحان أن «لبنان يحتاج إلى أن يعمل على تقارب لبناني. وليس لبنانياً - إيرانياً - سعودياً»، داعياً إياه لأن ينظر إلى مصلحته، وأن يقدمها على أي مصلحة «ومتى ما حدث هذا واتُخذ قرار في لبنان لتقديم المصلحة اللبنانية، والعمل على بناء الدولة اللبنانية فسوف يزدهر، والمملكة ستكون معه». وحول الملف السوري، شدد على أن «الوضع القائم غير قابل للاستدامة، ولا بد أن نجد سبيلنا لتخطي التحديات التي تفرضها فيما يتعلق باللاجئين والوضع الإنساني داخل سوريا»، متابعاً: «لذلك لا بد أن نجد مقاربة جديدة، وهذا سيتطلب حواراً مع الحكومة في دمشق»، لافتاً إلى أن السعودية والدول العربية تعمل على الصياغات المناسبة بالتشاور أيضاً مع الشركاء في المجتمع الدولي. وبشأن التطورات الأخيرة في فلسطين، فقد وصفها بـ«المقلقة للغاية»، وقال: «أخشى أننا نقدم على دورة من التصعيد لن نستطيع إيقافها»، منوهاً بأن المسؤولية تقع على الجانب الإسرائيلي لوقف هذه الإجراءات المتتالية في الأراضي الفلسطينية، والعمل على تهيئة الأجواء المناسبة للعودة للحوار. وأكد عزمهم على «الدفع بمسار الحوار لحل هذه القضية التي طالت، وأن يكون ذلك عبر إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية».

 

البيت الأبيض: واشنطن على علم بتقارير استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران

واشنطن/الشرق الأوسط/11 آذار/2023

قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، اليوم (لجمعة): إن الولايات المتحدة على علم بالتقارير التي تفيد باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران.

وقال المتحدث لوكالة «رويترز» للأنباء: «بوجه عام، نرحب بأي جهود للمساعدة في إنهاء الحرب في اليمن وتهدئة التوترات في منطقة الشرق الأوسط. يعد خفض التصعيد والدبلوماسية جنباً إلى جنب مع الردع، من الركائز الأساسية للسياسة التي حددها الرئيس (جو) بايدن خلال زيارته للمنطقة العام الماضي».

 

ترحيب واسع باتفاق الرياض وطهران

الرياض/الشرق الأوسط/11 آذار/2023عبرت دول ومنظمات عربية وإسلامية، عن ترحيبها بالاتفاق الذي توصلت إليه السعودية وإيران بإعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين, وأكدت أن الاتفاق الثنائي سيسهم بشكل كبير في أمن واستقرار وازدهار المنطقة. وسارع كل من العراق وسلطنة عمان، إلى الترحيب بالاتفاق. واعتبرت وزارة الخارجية العراقية، أن الاتفاق يمهد لـ «صفحة جديدة من العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الجارين». وأعربت وزارة الخارجية العُمانية عن أمل السلطنة بأن تسهم هذه الخطوة في توطيد التعاون الإيجابي البنّاء الذي يعود بالمنفعة على جميع شعوب المنطقة والعالم. بدوره، أعلن جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، ترحيبه باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، آملاً أن يُسهم في تعزيز الأمن والسلام ودعم الاستقرار. كما رحبت كل من الإمارات ومصر والأردن وتركيا باتفاق استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، وأشارت إلى أن الاتفاق سيسهم بشكل كبير في أمن واستقرار وازدهار المنطقة. من جهته، أجرى الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، الجمعة، اتصالاً هاتفياً مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، عبر خلاله عن ترحيب بلاده باستئناف العلاقات بين السعودية وإيران، كما أجرى اتصالاً مماثلاً بوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، ضمنه ترحيب الدوحة بالاتفاق لاستئناف العلاقات وإحياء الاتفاقيات المعلقة. ومن جدة، رحبت منظمة التعاون الإسلامي بالاتفاق، وقالت على حسابها في «تويتر»، إن «المنظمة ترحب بالاتفاق على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الكبيرين».

ترحيب خليجي وعربي ودولي... وواشنطن تتساءل عن جدية طهران

 

تركيا: التطبيع بين السعودية وإيران سيسهم في تحقيق أمن واستقرار وازدهار المنطقة

وطنية/10 آذار/2023

رحبت تركيا باتفاق السعودية وإيران على تطبيع العلاقات، واعتبرت أن "هذه الخطوة ستسهم في تحقيق أمن واستقرار وازدهار المنطقة"، بحسب "روسيا اليوم".  وهنأت الخارجية التركية في بيان "طهران وأنقرة، على الخطوة المهمة" التي اتخذها البلدان "بما ينسجم مع مسارات الليونة والتطبيع التي تسود منطقة الشرق الأوسط منذ فترة". وأعربت أنقرة عن ثقتها بأن ذلك "التقدم في العلاقات بين البلدين سيسهم بشكل كبير في أمن المنطقة واستقرارها وازدهارها".

 

الخارجية المصرية: نأمل ان يسهم اتفاق التطبيع بين السعودية وإيران فى إزالة التوتر وتعزيز الاستقرار

وطنية/10 آذار/2023

أعربت القاهرة عن أملها في أن "يسهم اتفاق التطبيع بين السعودية وإيران فى إزالة التوتر، ويعزز الاستقرار والحفاظ على مقدرات الأمن القومي العربي، وتطلع شعوب المنطقة نحو الرخاء والتنمية"، بحسب "روسيا اليوم". وأعلنت وزارة الخارجية المصرية اليوم، أنها "تتابع باهتمام الاتفاق الذي تم الإعلان عنه باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران". وأعربت عن تطلعها لأن "يسهم الاتفاق فى تخفيف حدة التوتر فى المنطقة، وأن يعزز من دعائم الاستقرار والحفاظ على مقدرات الأمن القومي العربي، وتطلعات شعوب المنطقة فى الرخاء والتنمية".

 

روسيا هنأت إيران والسعودية والصين بوغدانوف: الاتفاق إيجابي للغاية ويأتي ضمن سياستنا الداعية إلى حسن الجوار واحترام السيادة والاستقلال

وطنية/10 آذار/2023

هنأ نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، في تصريح ل "روسيا اليوم"، "الأصدقاء في إيران والسعودية والصين على التوصل إلى اتفاق عودة العلاقات بين الرياض وطهران"، واشارالى أن" تطبيع العلاقات بين البلدين في منطقة هامة، يعتبر عاملا أساسيا في ضمان التطور الاجتماعي والاقتصادي".

وقال: "إن روسيا ساهمت في العملية السياسية جنبا إلى جنب مع دول أخرى مثل سلطنة عمان والعراق وغيرهما وقد كنت زرت البلدين مؤخرا وكان موضوع التطبيع بين إيران والسعودية في جدول أعمال زيارتنا". وأضاف: "إن عودة العلاقات تتماشى مع المبادرات الروسية الرامية إلى إنشاء منظومة للأمن في منطقة الخليج ذات الأهمية الاستثنائية على المستوى الاقتصادي العالمي". ووصف بوغدانوف التوصل إلى الاتفاق بأنه "إيجابي للغاية"، وقال: "يأتي في سياق سياسة روسيا الداعية إلى حسن الجوار وضمان واحترام السيادة والاستقلال". وتابع: "وعلى الأساس نفسه نشجع أصدقاءنا في أنقرة ودمشق على تطبيع العلاقات السورية التركية وفق مبادئ القانون الدولي. كما ونحيي التوجه نحو تطبيع العلاقات العربية السورية، ونعتقد أن تطبيع العلاقات الإيرانية السعودية سينعكس إيجابيا على مجمل أوضاع المنطقة التي تعتبر مناطق نفوذ للسعودية أو لإيران وهنا يمكن الإشارة إلى عدد من البلدان مثل سوريا ولبنان والعراق واليمن". وقال بوغدانوف: "نأمل بعودة إلى تنفيذ الاتفاقية الشاملة بشأن الملف النووي الإيراني الذي خرقته الولايات المتحدة أثناء ولاية ترامب بما في ذلك القرار الأممي ذي الصلة". وشدد على أن "روسيا ساهمت في التوصل إلى هذه النتيجة الإيجابية"، وأشار إلى أن "الاجتماع المزمع في موسكو بين وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران وسوريا قد يفتح الطريق أمام لقاءات قمة يتعين التحضير لها أعلى المستويات".

 

البابا فرنسيس: هناك مصالح إمبرطورية ضالعة في النزاع الأوكراني

وطنية/10 آذار/2023

أعرب البابا فرنسيس عن اعتقاده بأن "المصالح الإمبراطورية" لمختلف البلدان، وليس لروسيا فقط، تلعب دورا في الصراع الدائر في أوكرانيا،  بحسب "روسيا اليوم" . وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية نشرت اليوم ، أكد البابا استعداده للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي وصفه بـ"رجل الثقافة". وقال : "خلال ما يزيد قليلا عن 100 عام، اندلعت ثلاثة حروب عالمية: في 1914-1918، وفي 1939-1945، والحرب الحالية (في أوكرانيا) هي ايضا حرب عالمية . لقد بدأت على شكل أجزاء، لكن جميع القوى الكبرى باتت متورطة. وأصبحت أوكرانيا ساحة للمعركة، والجميع يتقاتلون هناك"، منددا بإنتاج الأسلحة والاتجار بها. أضاف: "المصالح الإمبراطورية متورطة هناك، ليس لروسيا فحسب، ولكن للإمبراطوريات الأخرى أيضا. إنه من طبيعة الروح الإمبريالية إبعاد الأمم إلى الخلفية". واستذكر  البابا فرنسيس كيف جاء شخصيا إلى السفارة الروسية لدى الكرسي الرسولي، فور بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، "ليقول إنه مستعد للذهاب إلى موسكو" إذا أتاحت له القيادة الروسية "نافذة للمفاوضات". وتابع : "كتب لي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف معربا عن امتنانه، لكنه أشار إلى أن الوقت الحالي ليس هو الوقت المناسب". وفي مقابلة أخرى في وقت سابق، أكد البابا أن تفاقم الوضع في أوكرانيا يرجع إلى حقيقة أن "الناتو ينبح على أبواب روسيا". وصرح مرارا بأن رحلته إلى كييف التي دعت القيادة الأوكرانية البابا أكثر من مرة لزيارتها، لن تحصل إلا بشرط قيامه بزيارة موسكو أيضا.

 

غوتيريش في اليوم الدولي لمكافحة كراهية الإسلام: للتصدي لقوى التفرقة من خلال تأكيد تمسكنا بإنسانيتنا المشتركة

وطنية/10 آذار/2023

وجه الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش رسالة في اليوم الدولي لمكافحة كراهية الاسلام، قال فيها: "إننا اليوم، بمناسبة اليوم الدولي لمكافحة كراهية الإسلام، نوجه الاهتمام إلى مشكلة الكراهية ضد المسلمين، وندعو للعمل على القضاء على سم هذه الكراهية. فالمسلمون الذين يُعدون بنحو بليونَـيْ نسمة في العالم يمثلون الإنسانية بكل تنوعها البديع، لكنهم كثيرا ما يواجهون التعصب والتحيز ضدهم، لا لشيء سوى لمعتقدهم الديني. وفوق التمييز الهيكلي والمؤسسي والوصم الشامل للمجتمعات المسلمة، يعاني المسلمون من التهجمات الشخصية وخطاب الكراهية ويُلامون على كل شيء. ونحن نرى بعضا من أسوأ ما يترتب على ذلك من آثار متجلية في التمييز ضد النساء المسلمات من ثلاثة أوجه: بسبب جنسهن وعرقهن وعقيدتهن". ورأى أن "الكراهية المتزايدة التي يواجهها المسلمون ليست تطورا معزولا، بل هي جزء من انبعاث القومية العرقية وأيديولوجيات النازيين الجدد المعتقدين بتفوق العرق الأبيض ومن العنف الذي يستهدف الفئات السكانية الضعيفة، بما في ذلك المسلمون واليهود وبعض الأقليات المسيحية وغير هؤلاء"، معتبرا أن "التمييز يحط من قدرنا جميعا. ومن واجبنا جميعا أن نهب لمواجهته. فواجب علينا أن نعزز أدوات دفاعنا من خلال الضغط من أجل وضع سياسات تحترم حقوق الإنسان احتراما كاملا وتحمي الهويات الدينية والثقافية، ويجب علينا أن نعترف بالتنوع باعتباره مصدر ثراء وأن نكثف من الاستثمارات السياسية والثقافية والاقتصادية بهدف تحقيق التماسك الاجتماعي، ويجب علينا مجابهة التعصب من خلال العمل على التصدي للكراهية التي تنتشر في الإنترنت انتشار النار في الهشيم".

وأشار الى أن "رسالة الإسلام الحاملة لمعاني السلام والرحمة والإحسان، ظلت منذ أكثر من ألف عام تُلهم الناس في جميع أنحاء العالم، وجميع الأديان والثقافات العظيمة تنادي بقيم التسامح والاحترام والوفاق"، وقال: "إننا من حيث الجوهر بإزاء قيم عالمية: قيم هي مناط ميثاق الأمم المتحدة وهي النبراس في مسعانا لإقامة العدل وإحقاق حقوق الإنسان وإحلال السلام. فلْنسعَ، في هذا اليوم وفي كل يوم، إلى إعمال هذه القيم، والتصدي لقوى التفرقة، من خلال تأكيد تمسكنا بإنسانيتنا المشتركة".

 

باخموت تقاوم السقوط وسط تكثّف الهجمات و«فاغنر» تفتح مراكز تجنيد في عشرات المدن الروسية

موسكو - كييف/الشرق الأوسط/11 آذار/2023

ما زالت باخموت الأوكرانية تقاوم السقوط في أيدي القوات الروسية ومجموعة «فاغنر» شبه العسكرية في مجابهات كلفت طرفي النزاع خسائر فادحة في التعداد والعتاد. وقال الجيش الأوكراني، أمس الجمعة، إن جنوده صدوا ما زاد على مائة هجوم على المدينة الواقعة في شرق أوكرانيا ويتركز عليها الهجوم الروسي منذ أغسطس (آب)، فيما أعلن رئيس مجموعة فاغنر، يفغيني بريغوجين، الجمعة، فتح مراكز للتجنيد في عشرات المدن الروسية، بينما يقف رجاله في الخطوط الأمامية للسيطرة على باخموت. وقال بريغوجين «في 42 مدينة في الاتحاد الروسي، فُتحت مراكز تجنيد لصالح (فاغنر) ويأتي مقاتلون جدد إلى هناك، سيرافقوننا للدفاع عن بلادهم وعائلاتهم»، مضيفا أنه «على الرغم من مقاومة القوات المسلحة الأوكرانية الهائلة، فإننا سنتقدّم. وعلى الرغم من العصي التي وضعت في طريقنا، فسنتغلب على ذلك معاً». وتقول موسكو إن باخموت تشكل أهمية؛ إذ تعتبرها خطوة لتأمين محيط منطقة دونباس وهي هدف أساسي للحرب. وبينت تقارير غربية أن المدينة التي أصبحت مدمرة ليست لها قيمة استراتيجية كبيرة وأن القوات الروسية تضحي بالأرواح لمنح الرئيس فلاديمير بوتين نصره الوحيد منذ أرسل مئات الآلاف من جنود الاحتياط للمعركة منذ نهاية العام الماضي. واشتكى بريغوجين مرات عدة في خضم توترات مع وزير الدفاع الروسي من أنه لم يعد قادراً على تجنيد مقاتلين من السجون الروسية؛ حيث جنّدت «فاغنر» عدداً كبيراً من السجناء مقابل تخفيف أحكامهم. إلى ذلك، اتفق خبراء عسكريون على أن جهود روسيا للتقدم في حربها ضد القوات الأوكرانية من المرجح أن تتعرقل بشدة جراء نقص الذخيرة. وأفاد التحديث الاستخباراتي اليومي، الذي أصدرته وزارة الدفاع البريطانية، أمس، بأن الصواريخ بدأت تنفد من روسيا. وأظهر تحليل للهجمات الصاروخية المتعددة التي وقعت الخميس على أوكرانيا اختيار مجموعة مختلفة من المقذوفات. وجاء في التقرير أن روسيا تحتاج الآن لجمع كتلة كبيرة من الصواريخ الحديثة قبل أن تتمكن من توجيه ضربة كبيرة بما يكفي للتغلب على الدفاعات الجوية الأوكرانية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنان من الدولة الرهينة الى دولة التخوم المدمرة  

شارل الياس شرتوني/10 آذارأ2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/116409/116409/

الجنرال اڤيڤ كوخافي، رئيس أركان الجيش الاسرائيلي: "الحرب القادمة سوف تدمر تدميرا شاملا البنية العسكرية لحزب الله، على المدنيين أخذ العلم والتصرف على هذا الاساس"

لقد انقضى ١٧ عاما على حرب ٢٠٠٦ التي انتهت الى القرار ١٧٠١ وتوسع عديد ومهمات القوات الدولية، ودخول الحدود الجنوبية في حال من السكون النزاعي، بعد انقضاء أربعة عقود من الصراعات المفتوحة التي ما لبثت أن ارتدت على الداخل اللبناني وشكلت المدخل للحرب اللبنانية التي قضت على الارث الميثاقي والديموقراطي والليبرالي ودولة القانون، لحساب نزاعات داخلية مفتوحة على كل سياسات النفوذ الاقليمية ومفارقاتها المدمرة. مما لا ريب فيه أن الديناميكية الانقلابية التي يتحرك من خلالها حزب الله هي الوريثة المباشرة للتحالف الانقلابي الذي جمع المنظمات الفلسطينية واليسار اللبناني، مع التنبه للفروقات في الاهداف الخاصة بكل منهما.

خلافا لبعض القراءات التي اعتبرت تسوية الطائف المدخل الى مرحلة بعد الحرب، بقيت هذه التسوية على مفارقاتها الدستورية والسياسية أسيرة لمراكز القوى المحلية والاقليمية واملاءاتها، والاوليغارشيات التي خرجتها أو تحالفت معها، وسياسات القضم والتآكل (Predatory Politics) التي اسست لاستملاك القرار المالي والاقتصادي من قبل الاوليغارشيات الحاكمة، بدءا من سياسة المقاولة وتوزيع شبكات المحاصصة التي بناها الحريري، الى سياسة النهب المنهجي التي  اعتمدها الثنائى الشيعي، في ظل سياسة النفوذ السورية والايرانية المتوالية على لبنان منذ بدايات جمهورية الطائف حتى يومنا هذا.

جمهورية الطائف ليست سوى غطاءًا اسميًا، وصبغة شرعية وهمية لواقع تناظم سياسات النفوذ الداخلية ومرجعياتها الإقليمية الناظمة. إن أية مقاربة منهجية تغمط الفروقات القائمة بين المسميات والاشياء، تطيح بالواقع وتضاريسه ومؤدياته المدمرة. لقد انتهت المحاولة الانقلابية الأولى (المنظمات الفلسطينية واليسار) بفعل مداخلتين خارجيتين مرحليتين (سورية واسرائيلية)، ولن تنتهي المحاولة الانقلابية الثانية (الثنائي الشيعي والنظام الاسلامي الإيراني) إلا بحرب اقليمية بين حزب الله واسرائيل، تأسست مع حرب ٢٠٠٦ وتركزت، منذ ذلك الوقت، مع سياسة تسلح تصاعدية ووهامات ايديولوجية، سوف تطيح بهذه الديستوپيا الإجرامية والارهابية وبما تبقى من لبنان الدولة-الرهينة، كما تؤشر له تصريحات مسؤولي حزب الله (حسن نصرالله، نعيم قاسم، محمد رعد ، نبيل قاووق)، وسيناريوهات الحرب الاستباقية والشاملة التي صرح عنها الجنرال اڤيڤ كوهاڤي.

إن الاستنكاف عن اجراء تسوية بشأن الانتخابات الرئاسية والتمسك بالمرشح-المستخدم، سليمان فرنجية، ومتابعة التعاطي مع الشأن اللبناني، كملف رديف لسياسة نفوذ النظام الاسلامي الايراني، ومتابعة تفكيك مرتكزات الاقتصاد اللبناني السوي، والتلاعب الاوليغارشي بما تبقى من النظام المصرفي اللبناني، تمهيدا لوضع اليد عليه من خلال السيطرة على المصرف المركزي وإتمام عملية انهيار نظام مصرفي متداعي، سوف يؤدوا الى القضاء على ما تبقى من الحيثية الوطنية والدولتية للبنان.

ان سياسة الانهيار الارادية التي تعتمدها الفاشيات الشيعية على كل المستويات (الاستراتيجية، السياسية، المالية، الاقتصادية، الاجتماعية …)  عبر الادعاءات العسكرية الواهمة، وتكسير الكيان المعنوي والدستوري للدولة اللبنانية، وتحويل اراضيها الى منصة صاروخية ليس الا، والى مهجع للجريمة الدولية المنظمة والارهاب، والتعبئة الايديولوجية المطبقة التي تضع الشيعة في لبنان في حالة قطيعة نفسية وعداء مع سواهم، كما تعبر عنها  الپارانويا الجارفة في أوساطهم.

حزب الله وملحقاته تنظيمات توتاليتارية تدين بالعنف مدخلا للنفوذ، وكل ما عدا ذلك تمويه وتحين لفرص، في وقت تتداعى فيها البلاد على وقع الساعات والأيام. علينا التبصر بالوقائع وفهم مدلولاتها قبل فوات الاوان، فالهدنة الطويلة التي أمنتها الامم المتحدة من خلال القرار ١٧٠١،  كان ينبغي استعمالها من اجل تثبيت السلام على التخوم الجنوبية، لا من أجل التسلح، والتشبث بوضعية الاستثناء السيادي، ومصادرة  القرار  السياسي اللبناني، كمرحلة أساسية في سياق انقلابي شيعي يديره النظام الاسلامي الفاقد الشرعية داخل ايران، والهارب الى نزاعات الخارج  الاقليمي والدولي كبديل وظيفي عن شرعية متهاوية، واسقاطات ايديولوجية ميتة.

أحوال لبنان في ظل جمهورية الموز التي اصطنعتها الفاشية الشيعية، تشبه طائرة طيران الشرق الاوسط التي كانت في مرمى نيران عصابات الضاحية التي أزاح عنها وزير الداخلية، بسام مولوي، أية شبهة استهداف، إمعانا في التنكر للواقع. مسكين هذا البلد الذي بقي حيا بالصدفة، ومستقبله رهن لوهامات الفاشيات الشيعية، ونهيليتها النافذة حتى العظم، وسرطاناتها المعممة.

 

3 عقبات في طريق فرنجية

الياس حرفوش/الشرق الأوسط/11 آذار/2023

لا يضيف دعمُ رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري ومعه «حزب الله» النائب السابق سليمان فرنجية شيئاً على طريق تسهيل أزمة رئاسة الجمهورية في لبنان. بالعكس يزيد طرح اسم فرنجية تعقيدَ هذه الأزمة المتمادية منذ شغور كرسي الرئاسة في آخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

في البداية، يجب التذكير بأنَّ فرنجية نفسه لم يعلن ترشيحه حتى الآن. رغم ما يتردَّد من أنَّه قد يفعل ذلك في الأيام المقبلة. ويمكن الافتراض أنَّ مبادرة بري و«حزب الله» إلى إعلان تبني ترشيح فرنجية بهذه الطريقة «أحرج» الرجل بقدر ما أسعده. فدعم هذين الطرفين ليس مفاجئاً، بل هو من باب تحصيل الحاصل. لكن ما يمكن أن يكونَ سبباً لإحراج فرنجية أنَّ الرجل سبق أن صرّح قبل أكثر من شهر، على أثر لقائه مع البطريرك الماروني بشاره الراعي أنه ليس مرشح «حزب الله»، وقال إنه عندما يقرر أن يترشح فسوف يعلن ذلك بنفسه. ثم أضاف، أنه يسعى ليكون مرشحاً «توافقياً» قادراً على الانفتاح على جميع الأطراف. وما يفهم من هذا الكلام الواضح، أنَّ فرنجية يدرك الثمن الذي يترتب على طرح اسمه كمرشح «حزب الله»، وما يتبع ذلك من صعوبة «تسويقه» داخلياً وإقليمياً.

أما الأسباب في رأيي وراء التعقيدات المرتبطة بطرح اسم فرنجية مرشحاً للرئاسة، فيمكن أن أحصرها في ثلاثة:

1 - يدفع هذا الطرح الكتل المناوئة لوصول فرنجية إلى الرئاسة، وفي مقدمتها «القوات اللبنانية» وحزب «الكتائب» والنواب السنّة المستقلون وعدد من النواب التغييريين، إضافة إلى ما يمكن أن يتوفر من انشقاقات داخل كتلة «اللقاء الديمقراطي» (الحزب الاشتراكي) و«التيار الوطني الحر»، إلى مقاطعة جلسة الانتخاب، وبالتالي حرمانها من النصاب القانوني، أي ضرورة حضور ثلثي أعضاء المجلس (86 نائباً). وكانت هذه القوى قد رفضت في السابق فكرة تعطيل الجلسات، لكنها تجد الآن أنه خيارها الوحيد أمام إصرار «حزب الله» ورئيس البرلمان على مرشح من فريق «الممانعة» يكرر تجربة الرئيس السابق ميشال عون.

2 – يطرح ترشيح فرنجية إشكالية أخرى تتعلق بالحجم الذي يمثله على الساحة المسيحية، بعدما سرى التعارف على أن يكون شاغلو المناصب الرئيسية (رئاسة الجمهورية والبرلمان والحكومة) ممثلين لطوائفهم أو مقبولين منها. والمفارقة، أن هذا العرف كان من بين التبريرات التي استند إليها «حزب الله» بدعمه الرئيس ميشال عون سنة 2016، انطلاقاً من أن عون كان يتمتع بصفة تمثيلية مسيحية واسعة، بعدما كسب دعم «القوات اللبنانية» في ذلك الحين، إضافة طبعاً إلى دعم «التيار الوطني الحر» الذي كان برئاسته.

أما وضع فرنجية على الساحة المسيحية اليوم فمختلف تماماً. إذ لا يتمثل تيار «المردة» الذي يرأسه سوى بنائب واحد في البرلمان هو ابنه طوني فرنجية. في حين يتقاسم حزبا «القوات اللبنانية» و«الوطني الحر» أكثرية المقاعد المخصصة للنواب المسيحيين. وبالتالي يعدّان أنهما الأحق باختيار رئيس الجمهورية، سواء من كتلهما أو ممن يمكن أن يحصل توافق عليه من قبلهما.

طبعاً، يمكن القول إن «حزب الله» لن يبالي كثيراً باعتبار التمثيل المسيحي، ففي اعتباره أن اختيار رئيس يطمئن إليه و«لا يطعن المقاومة في الظهر» يفوق كل اعتبار آخر، ولكن يبقى مثيراً للشك أن يسير الرئيس نبيه بري إلى النهاية بدعم مرشح لا يتمتع بتأييد مسيحي واسع.

3 - وهنا نصل إلى العقدة الثالثة التي يشكّلها دعم «حزب الله» وحركة «أمل» للنائب السابق سليمان فرنجية. هذه العقدة تتمثل بصعوبة الخروج من المأزق الذي بات يواجهه الاسمان المطروحان بشكل معلن اليوم: فرنجية والنائب ميشال معوض. ففي ظل الشروط أو الإملاءات التي فرضها «حزب الله» (كعادته) عندما أعلن تبني ترشيح فرنجية بات يصعب حتى البحث عن مرشح «توافقي» يمكن أن يوافق عليه الحزب. أمين عام الحزب حسن نصر الله قال بوضوح: نحن لا نضع اسم فرنجية للمناورة أو للمقايضة، والمواصفات التي نأخذها في الاعتبار تنطبق عليه. ثم ذكّر اللبنانيين ومن يحب أن يسمع «لقد تم تجريبنا سنتين ونصف السنة في الانتخابات الماضية»، وهو يقصد أنه في النهاية حقق ما يريد.

هذا يشير إلى استعداد الحزب لممارسة التعطيل هذه المرة أيضاً إلى أن يرضخ الجميع لخياره. وكان رئيس كتلة «حزب الله» النيابية محمد رعد هدّد أيضاً «بمائة سنة من الانتظار» إلى أن يقبل اللبنانيون بالمرشح الذي يختاره «حزب الله» لهم. غير أن كل ما يمكن أن يؤدي إليه تصلب «حزب الله» هذه المرة هو إطالة أمد الأزمة الرئاسية؛ إذ إن القوى الرافضة لخيار مرشح «حزب الله» تجد أن رضوخها لهذا الخيار هو أسوأ من استمرار الفراغ الرئاسي. ثلاث عقد لن يكون سهلاً على داعمي سليمان فرنجية أن يتجاوزوها: تأمين نِصاب جلسة الانتخاب صعب، وتأمين «الغطاء» المسيحي مستبعد في ظل معارضة القوتين المسيحيتين الأكبر، ورفض البطريرك الراعي الدخول في مسألة الأسماء والترشيحات أو تغطية أي من المرشحين. كما أن صورة المرشح «التوافقي» التي كان يطمح لها فرنجية لم تعد تنطبق عليه، بعدما بادر «حزب الله» إلى إعلان دعمه والتأكيد أن مواصفات الحزب للرئيس المقبل تنطبق عليه.

 

هل استكان المجتمع الدّولي لوعود طهران الأخيرة؟

علي حمادة/النهار العربي/10 آذار/2023

يوم غادر المدير العام لـ"الوكالة الدولية للطاقة الذرية" رافاييل غروسي طهران، وفي جيبه اتفاق مع السلطات الإيرانية، تلتزم فيه بإحياء التعاون مع الوكالة في مجال إعادة العمل بالقيود المفروضة على البرنامج النووي الإيراني، وفق نص الاتفاق النووي لعام 2015 مع ملاحقه، اعتبر بعض المراقبين أن خطر الانزلاق نحو حرب انتهى، لا سيما بعد نشر المعلومات الواردة من إيران حول برنامجها على لسان أرفع المسؤولين الأميركيين الذين أكدوا أن طهران وصلت في عملياتها لتخصيب اليورانيوم إلى مستوى الـ85 إلى 90 في المئة. وهذه نسبة تعني من الناحية العملية عسكرة البرنامج عسكرة مفضوحة وعملية من دون اكتراث بموجبات الاتفاق النووي لعام 2015. إن خطر الحرب حقيقي متى بلغت طهران ببرنامجها النووي مستويات العسكرة. وهنا ثمة تقاطع في المعلومات بين كبريات العواصم الغربية، وعواصم كبرى في الإقليم، تفيد أن طهران تسير قدماً في عملية عسكرة البرنامج بغية الإسراع في صنع قنبلتها النووية، وبالتالي فرض انضمامها إلى نادي الدول النووية كأمر واقع لا يمكن تفاديه، ويجب التعامل معه على هذا الأساس. كانت تصريحات غروسي متفائلة للغاية، لا سيما لناحية استئناف التعاون مع السلطات الإيرانية لضبط التفلت الكبير الذي حصل منذ عامين ونيف. وأعلن المدير العام للوكالة أن طهران وافقت على إعادة تشغيل كاميرات المراقبة التابعة للوكالة في جميع المنشآت النووية المعلنة.

لكن الغريب أن المسؤولين الإيرانيين نفوا هذا الخبر، ما يشير إلى أن ثمة مناورة تحصل لم يُعرف ما إذا كان مصدرها غروسي الذي أراد أن يحشر الإيرانيين، أو أن الأخيرين عادوا عن وعودهم بعدما تيقنوا ألا مصلحة لهم في تشغيل الكاميرات. طبعاً هناك بنود أخرى ملحة جداً على جدول أعمال الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتتعلق بمصير المخزون من اليورانيوم العالي التخصيب، ومصير الآلاف من أجهزة الطرد المركزي المتطورة التي جرى تركيبها في العامين الماضيين، بما يتنافى مع قيود الاتفاق النووي. كل هذا إضافة إلى الإجابات المطلوبة عن أسئلة الوكالة المتعلقة بعينات من اليورانيوم العالي التخصيب التي عُثر عليها في ثلاثة مواقع غير معلنة، وأسئلة تتعلق بعينات جديدة من اليورانيوم العالي التخصيب (85 في المئة) التي اكتُشفت قرب منشأة فوردو. ثم هناك جوانب أخرى تتعلق بالتفاصيل التقنية لاستئناف التعاون التام مع الوكالة، بدءاً من إطلاق حرية مفتشي الوكالة الذي يقومون وفق البروتوكول الملحق بالاتفاق لعام 2015 بعمليات التفتيش المباغت. هذه كلها عناوين للعودة إلى الطريق الصحيح. لكن ليس واضحاً ما إذا كان جرى الاتفاق حولها، ما أدى إلى تأجيل اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي كان سيصدر بيان إدانة للسلطات الإيرانية ويحول الملف إلى مجلس الأمن. لكن من اللافت للنظر أن الإدارة الأميركية عبر مسؤولين كبار فيها واصلت حملتها على السلطات الإيرانية، متهمة إياها بأنها في طور بلوغ نسبة تخصيب لليورانيوم تتجاوز الـ90 في المئة، ما ينذر باقتراب موعد استحواذ طهران على قنبلتها النووية الأولى. فما معنى هذه التحذيرات الأميركية في ظل تكثيف الثنائي تل أبيب – واشنطن مناوراتهما العسكرية تحاكي فيها ضربة على إيران تتبعها حرب معها؟ على ما يبدو أن واشنطن وضعت على الطاولة الخيار العسكري من دون أن تعلن عنه بوضوح. وهذا ربما ما يفسر تنامي التوتر في معسكر "محور المقاومة" في العراق، سوريا ولبنان. والكلام الذي يصدر على لسان أذرع إيران في المنطقة، مثل مسؤولي "حزب الله"، أن ثمة تهديدات بشن حرب واسعة على قوى المحور المذكور في المدى المنظور. الشيء المؤكد هو أن إيران لم تباشر من الناحية العملية في العودة إلى التزاماتها المنصوص عنها في الاتفاق النووي لعام 2015. وبالمقابل فإن إسرائيل وخلفها الولايات المتحدة يلتقيان حول تقييمهما للأهداف الإيرانية بالنسبة إلى البرنامج النووي، وتتلخص بصنع القنبلة النووية. والسؤال: هل سيواصل الأميركيون في ما يتعلق بأهداف البرنامج النووي الإيراني تمسكهم بسياسة دفن الرأس في الرمال؟

 

ماذا عن حصّتنا من اتفاق إيران والسعوديّة؟

فارس خشان/10 آذار/2023

نبارك لكلّ من المملكة العربيّة السعوديّة والجمهوريّة الإسلامية في إيران المصالحة التي توصلتا إليها برعاية جمهوريّة الصين الشعبيّة، لأنّ الوئام بين الدول هو الأمل والمرتجى. وهذا الحدث ليس مفاجئًا إلّا بتوقيته، فجميع المراقبين كانوا يعرفون أنّ المفاوضات “السريّة” قد تقدّمت جدًّا بين الرياض وطهران، كما هي تتقدّم، حاليًا بين الرياض والنظام السوري، إذ يُنتظر وصول موفد سعودي رفيع المستوى الى دمشق، بين يوم وآخر، وفق المعلومات الواردة من موسكو. وفي لبنان، لم نكن بعيدين عن انعكاسات “المفاوضات السريّة” التي جرى التحضير لها في العراق وسلطنة عمان قبل أن تنتقل الى الصين على مستوى دبلوماسي رفيع، إذ إنّ “حزب الله” كان قد أوقف، فجأة، ومنذ مدّة كلّ تهجم على المملكة العربيّة السعودية، على الرغم من أنّه لم يكف، ومنذ انتهاء اجتماع باريس الخماسي، عن التركيز على رفض “التدخّل الخارجي” في الانتخابات الرئاسيّة اللبنانيّة التي رشّح لها “مفضّله” رئيس “تيّار المردة” سليمان فرنجيّة، كما أنّه كان قد أتاح للجيش اللبناني أن ينفّذ عمليات “جريئة” ضد كبار تجّار المخدرات الذين يتّخذون من مناطق سيطرة الحزب مراكز لهم، في خطوة من شأنها أن ترضي المملكة العربيّة السعودية التي كانت قد رفعت مستوى غضبها من هؤلاء الى حدّ معاقبة لبنان بصناعيّيه وفلّاحيه وتجّاره.

ولم تكن الإشارات الواصلة إلينا من اليمن، من دون دلالات، إذ إنّ الحصار “الحوثي” على تعز كان قد رُفع، في الآونة الأخيرة، ممّا يعني إسقاط “الحوثيّين”-حلفاء إيران الخيار العسكري للسيطرة على هذه المنطقة الحيويّة والاستراتيجية.

ولكن، ماذا بعد هذا الإعلان؟

التدقيق في الإعلان المشترك الصادر عن كلّ من السعوديّة وإيران والصين يمرّر عبارة تنص على الآتي: “تأكيدهما (إيران والسعوديّة) على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية”. وهذا يعني، بكلام آخر، أنّ إيران يجب أن تكفّ عن التدخل في شؤون الدول التي سبق أن أعلنت السيطرة عليها، وهي تشمل كلًّا من لبنان وسوريا والعراق واليمن. وليس سرًّا أنّ الرياض تتّهم طهران بالتدخل في الشأن اللبناني الداخلي، من خلال “حزب الله” الذي تموّله وتسلّحه وتدعمه وتستتبعه. فهل هذا يعني أنّ إيران سوف تتخلّى عن “حزب الله”؟ طبعًا، هذا لن يحصل، فجلّ ما يمكن أن تفعله إيران، في مرحلة الشهرين التي تفصل عن ترجمة اتفاق المصالحة، هو أن تمنع “حزب الله” من القيام بأيّ خطوة تثير غضب السعوديّة. وهل يؤدّي ذلك الى انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان غير سليمان فرنجيّة الذي قيل إنّ المملكة العربية السعوديّة تضع عليه “فيتو”؟

نحن لا نظن ذلك، فمسارعة “الثنائي الشيعي” الى إعلان ترشيح فرنجيّة لم يكن بمنأى عن “كلمة سر” إيرانيّة لفرض أمر واقع، من أجل التفاوض لمصلحته وليس عليه، من خلال عرض “سخي” يقوم على معادلة المقايضة، بحيث يكون هناك رئيس للجمهوريّة يريح “حزب الله” في مقابل رئيس للحكومة يريح خصوم “حزب الله”. وهذا يفيد بأنّ لبنان، في أفضل أحواله، سوف يعود إلى المعادلة التي هدّمت دولته وأماتت شعبه، ليبقى في ثلاجة انتظار تدهور جديد في العلاقات السعوديّة-الإيرانيّة. وبيّنت التجارب الكثيرة في لبنان والإقليم والعالم أنّ فاتورة اجتماع الكبار يدفعها الصغار.

 

مَن صاحب «بيضة القبان» الرئاسية؟

عماد مرمل/الجمهورية/10 آذار/2023

بعد إعلان كل من الرئيس نبيه بري والامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله عن دعم ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى رئاسة الجمهورية، بَدا انّ القوى الداخلية والخارجية المعنية والرافضة لهذا الخيار اتجهت الى مراجعة حساباتها وتكتيكاتها لمواجهة موقف «الثنائي»، بعدما انتزع المبادرة وفرض إيقاعه على الآخرين. مع انّ قرار «الثنائي» بتأييد فرنجية مُتخذ منذ فترة طويلة، ومعروف لدى الجميع، الا ان المجاهرة به رسمياً عكست تبدّلاً في قواعد اللعبة، بحيث يصح القول ان مرحلة ما بعد دعم ترشيح فرنجية علناً هي غير ما قبلها. ومن الواضح انّ «الثنائي» توصّل بعد أربعة أشهر من الشغور الى اقتناع بأن الورقة البيضاء أدّت غرضها في كسب بعض الوقت لمحاولة إنجاز تفاهمات او تقاطعات حول اسم فرنجية، قبل طرحه على الملأ، من دون أن تُفضي تلك المحاولة خصوصاً مع التيار الوطني الحر الى نتيجة إيجابية، فكان لا بد بالنسبة إلى حركة امل و»حزب الله» من إحداث خَرق في الستاتيكو الجامد منذ انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، عبر البوح باسم المرشح المفضل والانتقال الى التفاوض فوق الطاولة بأوراق مكشوفة تُنهي لعبة «الغميضة» التي سادت خلال الأشهر الأربعة الأخيرة.

ويعلم «الثنائي» جيداً انّ وصول فرنجية الى قصر بعبدا ليس سهلاً وسط الفيتوات المسيحية عليه من جهة والرفض السعودي المرمّز له من جهة أخرى. وبالتالي، إنّ الاعلان عن دعمه لا يعدو كونه بداية مشوار طويل، في حين ان اختصاره يتطلب تعديلاً في موقف إحدى الكتلتين المسيحيتين (التيار والقوات) أو مرونة سعودية، وكلاهما غير وارد حتى إشعار آخر. ويبدو التيار الوطني الحر أقرب إلى «بيضة قبّان» في معادلة التوازنات الحالية، بمعنى انه إذا اتفق باسيل مع القوات اللبنانية وحزب الكتائب على انتخاب مرشح معيّن يكون قد قلب الطاولة ودفع الاستحقاق الرئاسي وأرقامه الحسابية في اتجاه، واذا تفاهم مع «حزب الله» وحركة امل على التصويت لفرنجية يكون قد أخذ الاستحقاق وأكثريته النيابية في وجهة مغايرة.

بطبيعة الحال فإنّ باسيل، الذي لم يقرر بعد الخروج كلياً من «التفاهم»، لا يستسهل الانخراط في «تحالف رئاسي» الى جانب خصوم الحزب وعلى حساب مصالحه الحيوية، الا انه يترك هذه الورقة ضمن احتياطه الاستراتيجي تحسّباً لأسوأ الاحتمالات.

وهناك من يلفت الى انّ باسيل لا يزال يتفادى تجاوز عتبة اللاعودة في علاقته مع الحزب، لكنه اذا اعتبر في لحظة ما انه عرضة للاستفزاز وأن «الثنائي» سيفرض انتخاب فرنجية من دون مراعاة الاعتراض البرتقالي، فإنه قد يذهب عندها بعيداً في التصعيد السياسي المفتوح على كل الاحتمالات.

ولئن كان الأمل في أن يغيّر باسيل رأيه حيال فرنجية شبه معدوم، غير ان اوساطاً في 8 آذار تتساءل: لماذا لا يحاول باسيل نسج تفاهم سياسي - إصلاحي مسبق مع فرنجية، يمكن أن يشكل قاعدة ارتكاز لدعمه في انتخابات رئاسة الجمهورية، تماماً كما أبرم تفاهماً مع القوات اللبنانية وتيار المستقبل من قبل لتسهيل وصول العماد ميشال عون الى قصر بعبدا؟ وبالنسبة إلى سلبية الرياض حيال خيار فرنجية، هناك من يفترض انّ معالجتها تتطلب على الأرجح مَنح السعودية ثمناً في اليمن، لا لبنان، لكن حصول ذلك من عدمه يرتبط بما سيؤول اليه مخاض الإقليم، لا الداخل.

 

في صبيحة اليوم ال1242 على بدء ثورة الكرامة/يتحولون إلى أرقامٍ في الرزنامة السنوية!

حنا صالح/فايسبوك/10 آذار/2023

بلغ عدد الذين قتلوا بدم بارد، قتلهم التحالف المافياوي المتسلط، وقيل زوراً أنهم إنتحروا، 139 مواطناً في العام 2022، و145 في العام الذي سبقه، وبلغ العدد 11 في كانون الثاني الماضي! وبالأمس سقط بيار صقر ضحية هذا الإجرام وذيّل سقوطه بعبارة: "بعد كم يوم بكون صرلي 3 سنين مسكر شغلي بسبب الأزمة وقاعد بالبيت ناطر الفرج. خلال شهرين بدي سلم المعمل وبالطبع ما معي جدد إيجار وعندي مشاكلي الصحية.. ما عم إتصور كب هال32 سنة تعب يروحوا ضيعان..قررت إنهي حياتي"! محمد إبراهيم إبن الوردانية سبق بيار يوم 5 أذار، وقبل بيوم واحد يوم 4 أذار أنهى حياته محمد مروة في بلدته الزرارية، وكان علي أبو حمدان قد أنهى حياته يوم 1 أذار في بلدة تعلبايا، وبنفس النهارترك موسى الشامي رسالة إلى قريب له للإهتمام بعائلته ووجدت جثته قرب منزله في دير الزهراني، وقبلهم جميعاً كان إيلي لحود قد سقط يوم 7 شباط! لم تعد جرائم القتل المتتالية، تثير أي إهتمام رسمي، وأصلاً لم تكن تثير أي إهتمام! حولوا البلد إلى مقبرة مفتوحة لا تشبع، ولا مكان لدى الطبقة السياسية لمفردات من نوع: القلق، الخوف، العوز، المرض، الجوع، الموت..، فالتحالف المتسلط على البلد الذي حدد أولويته المضي بالسرقة وحماية السارقين ومعاقبة المسروقين..و"معارضة" النظام القاتل ك"موالاته" في الإعراض عن مصالح الناس والوطن!

الهم الأوحد للتحالف الإجرامي هذه الأيام رعاية مصالح الكارتل المصرفي –السياسي الميليشياوي الناهب، وحماية فجوره المنفلت، الذي أخذ الناس رهائن، وأطبق على البلد متفجعاً بأن هناك بعد عدد من المودعين لم يستسلموا لخدعة العصر: "الودائع مقدسة"..فأصروا على إستعادتها، وهذا البعض كان يراهن على بعض القضاء، المدرك عمق الوجع لصدور الأحكامٍ العادلة ورفض ضغوطات السلطة الإجرائية ورئيسها البنكرجي نجيب، لتجميد الملاحقات القضائية ضد المصارف التي تحولت إلى مراكز ربى ومقامرة بالودائع!

كارتل الإجرام يعود للإضراب الثلاثاء والسبب المباشر رفضه لحكم قضائي مستعجل ضد بنك البحر المتوسط، ألزمه تسديد 228 ألف دولار، جزء من وديعة لديه، لمودعة مقيمة في دبي. فقد أصدررئيس دائرة تنقيذ بيروت القاضي فيصل مكي، بناء على قرار قاضي الأمور المستعجلة في بيروت كارلا شوّاح، قراره تحت طائلة ختم المصرف بالشمع الأحمر.. فاستأسدت جمعية المصارف المحمية من السلطة وأعلنت الإضراب في مواجهة ما إدعت أنه "قرارات قضائية تعسفية"، وحددت مطالبه ب"وقف سيرالدعاوى القضائية ضد البنوك بأي ثمن"!

هذا الكارتل المصرفي يواصل سياسة التعمية بضخ المزيد من الإعلانات التي تغطي شاشات صفراء حاقدة على الناس وحقوقها، وتزعم أن هذا القطاع المصرفي بالذات، يعمل لنهضة الإقتصاد الوطني(..) متجاهلة لوقائع الحقيقية عن المقامرة بالودائع لجني الأرباح وتهريبها إلى الخارج وتهريب أموال المحظوظين، والمضي في إنكار الخسائر والمكابرة في تعطيل إعادة الهيكلة والرسلمة! توازياً عاد الدولار إلى الإرتفاع ولامس أمس ال90 ألفاً، والمرجح أن يبلغ عتبة الخمسة أصفار في الأيام القليلة المقبلة، ويستمر مخطط تذويب الودائع وتبذل الجهود كل ثانية على كل مستويات السلطة لمنع أي شكلٍ من أشكال المساءلة والمحاسبة حتى تتبخر الودائع أكثر فأكثر مع سياسة الليرة الإجرامية! ومعها تستمر دوامة الإنهيار، طالما إستمرت سياسة طبع الليرة بلا حدود والدولرة بدون ضوابط، وإستنزاف المتبقي من الودائع يتصرف بها رياض سلامة الملاحق دولياً ومحلياً بتهم غسل الأموال والنهب، وتتركز كل تعاميمه وإجراءاته على تلبية المحظوظين أصحاب المصالح الخاصة! هنا نشير إلى أن جهات لبنانية سياسية وقضائية تلقت تحذيرات من مغبة الإتجاه الذي يتم العمل عليه لتبرئة سلامة من التهم المنسوبة إليه، وحملت الأخبار معطيات أن بعثات التحقيق الأوروبي عائدة إلى بيروت!

وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن.

 

"الرئاسي" حُسِم وينتظر "الحكومي"

طارق ترشيشي/الجمهورية/10 آذار/2023

خلافاً لكل التفسيرات التي تُعطى لإعلان «الثنائي الشيعي» دعمه ترشيح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، فإنّ الانطباع السائد هو انّ هذه الخطوة ستستعجل الخطى في اتجاه إنجاز الاستحقاق الرئاسي لأنها ضيّقت الخيارات امام الجميع تحت وطأة الانهيار المتتالي في الاوضاع الاقتصادية والمالية والذي باتَ لا تحمد عقباه. يستغرب المطّلعون على موقف الثنائي الشيعي تفسيرات البعض في انّ دعمه لترشيح فرنجية قد «أحرقه او سيؤدي الى إحراقه» لمصلحة «خيار ثالث» أو خطة B لديه، هي أصلاً غير موجودة في قاموسه السياسي. ويقول المطلعون ان هذه الخطوة أولاً لم تأت من فراغ وإنما بالاستناد الى معطيات تتصل بطبيعة ما يجري في شأن الاستحقاق الرئاسي داخليا وخارجيا. وثانياً هي لِحَض الآخرين على اعلان مرشحهم (او مرشحيهم)، لتحصل عندها معركة انتخابية ديموقراطية وليفز فيها من ينال تأييد الاكثرية النيابية سواء كانت مطلقة او موصوفة، ذلك انّ الوقائع أثبتت على مدى 11 جلسة انتخابية ان ليس هناك من إمكانية للتوافق على مرشح واحد، واذا استمر الوضع على ما هو عليه فسيطول أمد الفراغ الرئاسي الى فترة طويلة، خصوصاً اذا بقي كل فريق متمسّكاً بمرشحه الفاقِد تأييد الاكثرية، رافضاً النزول عن الشجرة التي أصعد نفسه اليها وبات أسير موقفه وشعاراته.

ويقول هؤلاء المطلعون ان المعطيات السائدة تؤكد ان سدة رئاسة الجمهورية ستؤول عاجلا ام آجلا الى فرنجية، لأنّ فريق المعارضة ليس بقادر حتى الآن على الاتفاق على مرشح جدي منافس له او على تأمين الاكثرية المطلوبة لتأمين فوز هذا المرشح سواء بقيَ النائب ميشال معوض او تم استبداله بمرشح آخر، علماً انه اذا لم يتأمّن نصاب أكثرية الثلثين في دورتي الاقتراع الاولى والثانية لا يمكن لمرشح المعارضة ولا لمرشح الموالاة ان يفوز بالاكثرية في الدورة الاولى اذا كان نصابها كاملاً، لأنّ عليه ان يفوز من الدورة الثانية في ظل توافر نصاب الثلثين نفسه.

ويرى المطلعون انّ دعم الثنائي الشيعي لفرنجية الذي سيعلن ترشيحه رسمياً قريباً، فتحَ معركة الانتخابات الرئاسية على مصراعيها، فالاكثرية المطلقة متوافرة للرجل ويمكنه ان يفوز بها في الدورة الاولى إن توافَر نصاب الثلثين، وكذلك في الدورة الثانية ان استمر هذا النصاب متوافراً، وهذه الاكثرية هي التي فاز فيها رئيس مجلس النواب نبيه بري يوم انتخابه في حزيران الماضي غداة انتهاء الانتخابات النيابية وتسلّم المجلس النيابي المنتخب مهماته. لكنّ الثنائي يعمل في اتجاه الآخرين من نواب وكتل على تأمين أوسع تأييد لفرنجية بما يفوق الـ 70 صوتاً.

ولذلك يقول المطلعون أنفسهم انّ الخطوة التالية التي يُعمَل عليها بعد دعم ترشيح فرنجية هي تأمين نصاب اكثرية الثلثين لانتخابه في دورتي الاقتراع، ولذلك تتركز الاهتمامات على تكتل «لبنان القوي» الذي لم يعلن حتى الآن اي موقف من دعم «الثنائي» لترشيح فرنجية وسط معلومات تؤكد انّ رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل عَمّم على اعضاء التكتل وعلى «التياريين» عدم التعليق لا سلباً ولا ايجاباً على هذا الامر، على ان يعلن هو الموقف المناسب في الوقت المناسب في ظل رجحان كفة انه لن يهدم كل الجسور بينه وبين الثنائي الشيعي عموماً، وتحديداً بينه وبين «حزب الله» الذي يربطه به «تفاهم مار مخايل» على رغم من اعتراف طرفيه بأنه يمر في «مرحلة حرجة».

وفي اعتقاد المطلعين انّ باسيل لن يندفع الى الخروج نهائياً من التفاهم مع «حزب الله»، خصوصاً في ضوء إعلان أمينه العام السيد حسن نصرالله في خطابه الاخير عن تمسّكه به حتى ولو كان لكلّ مِن طرفَيه خياره الرئاسي المختلف عن الآخر في الاستحقاق الرئاسي.

ولا يستبعد هؤلاء المطلعون ان يجد باسيل نفسه قريباً امام احد خيارين: إمّا ترشيح نفسه لينزل عن الشجرة والدخول في تسوية تضمن له ما يطمح إليه من مكتسبات سياسية وغيرها في ظل العهد الرئاسي الجديد، وإمّا ان يبقى على رفضه تأييد فرنجية مُنسجماً مع نفسه، ولكنه يترك لأعضاء تكتله النيابي حرية الانتخاب ليُدلوا بأصواتهم الى من يشاؤون، وبالطبع فإنهم سيصوّتون في هذه الحال على الأرجح لفرنجية. وثمة خيار ثالث هو ان يحضر التكتل جلسة الانتخاب ويؤمن نصابها في دورتيها الاولى والثانية ويقترع بورقة بيضاء، وفي هذه الحال يصبح حضور تكتل «الجمهورية القوية» من عدمه غير ذي نفع اذا أصرّت «القوات» على موقفها بمقاطعة جلسة الانتخاب، ما يعني انّ التسوية ستأتي على حسابها وكذلك على حساب التيار الوطني الحر، في حال بقي على رفضه هذه التسوية.

امّا على صعيد الشق الآخر من التسوية الرئاسية فإنّ الجهود منصبّة على إنجازه، خصوصاً انّ هناك اقتناعاً لدى الجميع في الداخل والخارج ان «الثنائي الشيعي» مع حلفائه لن يتخلوا عن ترشيح فرنجية، وانهم لم يطرحوه للمناورة على الاطلاق، فتجربة الرئيس ميشال عون ليست شبيهة بتجربة فرنجية، لأنّ «حزب الله» فقط هو من تمسّك بعون فيما حركة «أمل» لم تنتخبه، مع العلم انه لو لم يؤيّد الرئيس سعد الحريري وتياره «المستقبل» و»القوات اللبنانية» انتخاب عون لَما كان قد انتُخب يومها، ولربما كانت البلاد بقيت بلا رئيس الى زمن طويل.

ولذلك، فإنّ البحث يتركّز على اختيار الشخصية التي ستتولى رئاسة الحكومة الاولى في العهد الرئاسي الجديد، فبحسب التسوية المحكي عنها ان تأتي بالقاضي نواف سلام رئيساً للحكومة. لكنّ البعض يرى ان سلام ليس محسوماً وان مروحة الاسماء المطروحة تضم اليه الرئيس نجيب ميقاتي والرئيس تمام سلام والنائب فؤاد مخزومي، فيما يقول البعض ان تسمية رئيس الحكومة تبقى مرهونة بالموقف الخليجي الذي عادةً ما يكون له نَفَس في هذا الشأن تِبعاً للتجارب منذ استقلال لبنان وحتى اليوم.

 

عودة إلى «نموذج» الياس الهراوي؟

طوني عيسى/الجمهورية/10 آذار/2023

يقول سياسي مخضرم إنّ العناد الحاصل اليوم بين الخيارات الثلاثة: سليمان فرنجية وجبران باسيل (ينتظر اللحظة الأفضل للكشف عن دخوله المعركة) والعماد جوزف عون هو أفضل وصفة للفراغ الرئاسي. فالثلاثة يعانون صعوبات حقيقية في الوصول إلى الرئاسة.

يعتقد هذا السياسي أنّ الخيار «العميق» لبعض القوى السياسية هو العودة إلى ما قبل تجربة الرئيس ميشال عون في الرئاسة، أي إنهاء «التقليد» الذي أوحى عهد عون بتكريسه، والقائل إنّ على رئيس الجمهورية الماروني أن تكون له حيثية تمثيلية في طائفته، وأن ينطلق من هذه الحيثية، كما هو أمر الطائفة الشيعية في موقع رئاسة المجلس النيابي.

في فترة الفراغ الرئاسي السابق (2014 - 2016)، اجتمع الموارنة الأربعة الأكثر تمثيلاً مسيحياً (عون، جعجع، الجميّل الأب وفرنجية) في بكركي، وقرّروا أن يكون التمثيل المسيحي في رئاسة الجمهورية «حقيقياً». والمعادلة التي حاولوا إرساءها هي إقامة توازن بين الطوائف في مواقعها التمثيلية: فرئيس الجمهورية يجب أن يمثّل المسيحيين، كما يمثّل الرئيس نبيه بري الشيعة في المجلس النيابي، والرئيس سعد الحريري السنّة في رئاسة الحكومة. وأراد هؤلاء أن يكسروا النهج الذي تم اعتماده بعد الطائف، والقاضي بأن يكون رؤساء الجمهورية من غير الأقطاب الممثلين لطائفتهم.

يومذاك، كان هناك إجماع لدى الثنائي الشيعي والحريري وجنبلاط على أفضلية فرنجية بين الأربعة. لكن «حزب الله» كان ملتزماً أمام عون أن يسدِّد له «الدَيْن»، بعد كل الخدمات التي أدّاها له، فقرّر تبني انتخابه رئيساً، على أن يعود «الحق» في الرئاسة إلى فرنجية بعد 6 سنوات. لكن تحالف بري - الحريري - جنبلاط بقي يفضّل فرنجية. وجاهَر بري بمعارضته لعون في جلسة الانتخاب.

واليوم، يقاتل بري مجدداً لإيصال فرنجية، لأنه بين الأقطاب المسيحيين الأربعة هو الأكثر انسجاماً مع مناخات اللعبة السياسية التقليدية في لبنان. وفي الواقع، يخرج بري من تجربة تعايش مريرة وعسيرة مع عهد عون، شهدت تجاذبات حادة وصدامات سياسية، ودخل الوزير جبران باسيل على خطها، فتحولت أحياناً مواجهات في الشارع كادت ان تشعل اشتباكات أهلية على بعض «خطوط التماس» القديمة الباردة. ولكن، ثمة أمور حصلت في السنوات الأخيرة لا يمكن تجاهلها، وأبرزها خروج الحريري من المعادلة. وهذا الخروج أدى إلى خسارة القوى الشيعية «مفتاحاً» قوياً كانت من خلاله تدخل إلى الطائفة.

فتموضع الحريري خلال ترؤسه الحكومات كان يتّصِف بالإرباك. فهو من جهةٍ ورثَ الخصومة القديمة مع «حزب الله»، من زمن والده الرئيس رفيق الحريري. ومن جهة أخرى، هو متفاهم دائماً مع الرئيس نبيه بري، ومن خلاله يطبّع علاقاته بشكل غير مباشر مع «الحزب». وهذا ما شجع السعوديين على دفع الحريري إلى الخروج من المعادلة، لعل ذلك ينتزع مفتاح الطائفة السنّية من أيدي «الثنائي». فهل تَحقّقَ هذا الهدف فعلاً؟

لقد اعتمد «الثنائي» خطة جديدة للتعامل مع هذه الطائفة وضمان استيعابها بعد خروج الحريري، وهي تقضي باستمالة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والشخصيات السنّية «بالمُفرَّق». ولذلك، تلقّى ميقاتي دعم «الثنائي» بشكل واضح في نهايات العهد، على حساب عون، كما أنه يتلقى الدعم اليوم لعقد جلسات للحكومة في ظل الفراغ الرئاسي. وفي رأي بعض المطلعين أن بري، الذي كان يَعدّ الساعات لانتهاء ولاية عون «المُتعِبة»، لن يكرّر التجربة في أي شكل مع أي «قطب» ماروني في موقع الرئاسة، باستثناء فرنجية الذي يشكّل حالة منسجمة مع تحالف بري - ميقاتي - جنبلاط، والمقصود في الدرجة الأولى باسيل الذي سيشكل استكمالاً لعهد عون، ولكن بدرجة أعلى من التشنج.

ولكن، إذا تعذّر إيصال فرنجية، وإذا لم يكن قائد الجيش هو المرشّح المفضّل لدى «الحزب»، فالبديل الوحيد في هذه الحال هو مرشح ثالث من خارج نادي الأقطاب الموارنة. وثمة أسماء كثيرة «جاهزة». ويمكن للعديد منها أن يكون «غير استفزازي» وأن تُوافق عليه بكركي. ويعني ذلك عملياً العودة إلى نموذج الرئيس الياس الهراوي و»ستاتيكو» السلطة الذي كان سائداً في تلك المرحلة. وإذا حصل ذلك، فسيعود التمثيل المسيحي في رئاسة الجمهورية إلى ما قبل مرحلة عون، بل إلى ما قبل «تفاهم مار مخايل»، أي إلى النهج الذي تمّ اعتماده عندما كانت القوى المسيحية غائبة عن المسرح السياسي والسلطة.

والمفارقة في هذه الحال هي أن طائفتين - لا طائفة واحدة - ستكونان غير ممثلتين في السلطة على مستوى الأقطاب، وهما المسيحيون والسنّة. وسيتمتع الشيعة وحدهم بقوة التمثيل في رئاسة المجلس التي ستتلقى الدعم من «حزب الله»، وسيكونون مرتاحين في إدارتهم للسلطة 6 سنوات على الأقل.

ثمة مَن يقول إنّ قدرات «التيار الوطني الحر» قد تتراجع في هذه الحال، نتيجة ضغط سيمارَس لسحب العديد من النواب أعضاء «التكتل»، بأعذار مختلفة، وضمّهم إلى اصطفافات جديدة.

وثمة من يقول أيضاً إن القوى المسيحية ستتقارب بعدما «جمعتها المصيبة» مرَّة أخرى. وفي العادة، لا يكون اجتماع هذه القوى لِتجنُّب المصائب. يكون إمّا نِتاجاً لمصائب وقعت، أو إنتاجاً لمصائب ستقع. أمّا مَن المسؤول؟ فللحديث صلة.

 

عظيم المجد والأخطاء

بقلم المحامي عبد الحميد الأحدب//فايسبوك/10 آذار/2023

ليس الحق على اللبنانيين كأفراد، بل الحق على النظام، والذي لم يعرف العالم له مثيلاً!

كلُّ سياسيٍّ برأي، وسياسيّو المعارضة لا يجتمعوا ولا يتفقوا ولا يتوحدوا. وكل سياسي ينظر الى الخارج، والخارج يبحث عن مصالحه وليس عن مصلحة لبنان!

ويزداد الإنهيار ليؤدي الى ازدياد الإنتحار، بدأت نتائج الإنتحار قريبة من نتائج السرتيفيكا، اي النظام اصبح قنبلة ذرية!! وهو نظام عدم تطبيق اتفاق الطائف، وخطف الطائف ليفسره كل سياسي على هواه وعلى مصالحه!

وصار هناك 128 طائفاً!

"ولقد اندهش العالم، وفي طليعته اليابان، لمشهد انتحار الأديب الروائي الياباني يوكويو ميشيما يوم 25 نوفمبر 1970 عندما احتل هو وقلة من رفاقه مقر كلية الأركان العسكرية في قلب طوكيو، واحتجزوا قائدها، ثم صعد ميشيما الى شرفة الكلية المطلة على ساحة التدريب وألقى كلمة عصبية لم تستغرق اكثر من عشر دقائق في الجنود الشباب المندهشين لحديثه دعاهم فيها الى رفض خضوع اليابان لأمريكا، والى تغيير دستورها "السلمي" الذي فُرض عليها بعد الاحتلال الأمريكي عام 1945، والعودة الى تقاليد اليابان العسكرية وقيمها القومية التاريخية قبل أن ينجرف مجتمعها مع موجة التغريب والتآمر في العقود الأخيرة. وعلى الرغم من ان رد فعل الجنود كان اقرب الى السخرية، بل ان بعضهم اغرق في الضحك، لعصبية ميشيما وغرابة افكاره – بمعيار الجيل الجديد في اليابان- ولحركاته الدرامية المبالغ فيها. على الرغم من ذلك قرر ميشيما المضي في عملية الانتحار فغرز سيفه عميقاً في امعائه وأخرج رأسه من جانب بطنه الآخر، على طريقة انتحار فرسان اليابان القدماء (الساموراي) المسماة (هارا- كيري)؛ ثم قام احد رفاقه بحز عنقه، وفصل رأسه عن جسده، تخليصاً له من ذلك العناء الدموي ".

في لبنان، في 8 حزيران 1982، عندما بدأ الجيش الإسرائيلي زحفه نحو بيروت، فُجع العالم العربي بانتحار الشاعر اللبناني خليل حاوي! صارت السياسة في لبنان كلها امجاد كاذبة وكلها اخطاء صحيحة. البلد يتهاوى كل يوم والحلول كلها تحت الطاولة لا تنفع شيئاً! صار اتفاق ترسيم الحدود البحرية على استخراج النفط، عظيم المجد وعظيم الأخطاء لأن فيه اعترافاً بإسرائيل اسوة بأكثر الدول العربية التي طبّعت مع اسرائيل: مصر والأردن والبحرين والإمارات والمغرب والسودان...

كل مؤسسات الدولة سقطت من كثرة غباء وفساد الزعماء، وتهاوت الوزارات ومعها تهاوت العملة وانقطعت الكهرباء والماء، وأقفلت المدارس أبوابها ونشبت معركة بالأيدي بين القضاة! كيف الخروج من هذا الجحيم؟

كل الدول العربية حصلت فيها انقلابات عسكرية لتحرير فلسطين، الا المَلَكليات، وصارت الشرعية تؤخذ من تحرير فلسطين.

"وحزب الله" الذي استولى على الحكم في لبنان من تحت الطاولة وخرب لبنان من فوقها، استطاع ان يجمع الفساد الى الغباء فانهارت الدولة بكل مؤسساتها لتحرير فلسطين.

والغريب العجيب ان الشعب في لبنان من يأسه وبؤسه وجد طريقة جديدة للخروج من الجحيم، وهي الانتحار، الأمر الذي يعبّر عن وجع الناس، وصار الإنسان اللبناني ضحية الأغبياء الذين كلما حاولوا معالجة امر زادوا في تعقيده!! جرّب اللبنانيون التظاهرات والاعتصامات فلم تغير شيئاً. ثبت الفساد على الكثيرين، فنجحوا في تعطيل القضاء، ووسط لهيب هذا الجحيم وأوجاعه ظهرت لأول مرة طريقة احتجاج يابانية وهي الإنتحار. صار المنتحرون بالعشرات وكأن الإنتحار يحل المشاكل.

المجتمع الذي فيه حجم هذا الفساد المخيف والذي ينفجر مرفأه الذي هو باب رزقه، لا يحاسب أحد، والذي صار فيه الدستور مجرد وجهة نظر لم يعد يجد طريقاً للخلاص سوى الإنتحار على الطريقة اليابانية. انتحار جورج حاوي سنة 1982 كان طريقة استثنائية في الإحتجاج. يبدو انهم هذه المرة وجدوا طريقة جديدة للتغيير وهي الإنتحار على الطريقة اليابانية، عندما يشعر المجتمع بالجوع والعار! ولكن لبنان بلد صغير لا يمكنه ان يغير الفاجعة التي حلت به بالإنتحار.

تدخُّل الدول الكبرى سيبحث عن مصالح الدول الكبرى، ولكن لبنانيو الخارج الذين هم في نوعهم وكمّهم لهم وزنهم الثقافي والسياسي ويستطيعون ان يحركوا الدول الكبرى حيث يُقيمون لنجدة لبنان.

الإنتحارات تتوالى، وتساقط قيمة العملة يزداد، وانتخاب رئيس البلد مجمّد من اختلاف كل النواب وتنازعهم، والكهرباء مقطوعة والمياه، والمستشفيات وكذلك المدارس تقفل ابوابها، الدواء مفقود و... و... الإنتحار مفهوم ولكن ليس حلاً بل هرباً من المشكلة!

لبنانيو الخارج هم آخر دواء، وإلا فإن "الجورج حاوي" سيتكاثرون من اللبنانيين.

لعلّ... وعسى.

الى نظام جديد، الى تطبيق الطائف واصلاح ما فيه، بغير ذلك ليس هناك حلاً، وفي هذه الأثناء "الإنتحارات" ستتوالى وهي اول مرة يلجأ اليها اللبنانيون للإعتراض امام المافيات والميليشيات الحاكمة، الى هذا الإتجاه يجب ان نتجه وبسرعة وبحكمة، بجبران خليل جبران وليس بجبران باسيل، وبكل العبقريات التي تلمع خارج هؤلاء، الكرة في مرماهم ولكن يجب ان نعرف كيف نخاطبهم ونُفهمهم الأوضاع التي يرونها عن بعد.

لم يبقَ هناك حلّ سوى هذا الحل.

فاللبنانيون لجأوا لأول مرة في تاريخهم الى الإنتحار بهذا الشكل الجماعي.

النظام غريب علينا، ولا حل إلاّ بقوة المغتربين. فإليكم النداء.

شعبكم ينتحر، هبّوا الى نجدته بسواعدكم واتصالاتكم وعلاقاتكم السياسية والثقافية. لبنان الحقيقي في الخارج.

لبنان الداخل قضوا عليه! لم يبقَ لنا سوى لبنان الخارج، وهؤلاء الطاهرين الشرفاء العباقرة يجب ان ينظموا الضغط في الدول الكبرى التي يقيمون فيها لإصلاح وتغيير الجحيم في لبنان، اليهم كلنا نتجه ولكن يجب ان نعرف كيف نخاطبهم، كيف نستنجد بهم حتى لا يسبقنا الأشقياء الذين يحكمون لبنان الآن بفسادهم، فيعطلون حركة المغتربين ويقطعون الطريق وتستمر الإنتحارات الى آخر لبنان.

الى النجدة يا رجال ونساء لبنان في الخارج.

 

عودة الاغتيالات تُحوّل مخيّم عين الحلوة جزيرة أمنية

داود رمال/النهار/10 آذار/2023

من يريد إعادة عقارب الساعة الى الوراء عبر تحويل مخيّم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين المسمّى “عاصمة الشتات” الى جزيرة أمنية تؤوي كل الإرهابيين وعصابات الجريمة المنظمة والهاربين من وجه العدالة؟

هذا السؤال طُرح بقوة مجدداً، مع عودة الأحداث الأمنية إلى مخيم عين الحلوة، في ظل تتبع لأسباب ودوافع وتوقيت تحريك الساحة الفلسطينية من زاوية أمنية ترتكز على سفك الدماء وأخذ الأمور الى تطورات دراماتيكية خطيرة.

تاقطعت المعلومات عند الجهات الرسمية اللبنانية والفلسطينية على تأكيد أن “أمير ما يُسمّى “عصبة الأنصار الإسلامية” أحمد عبد الكريم السعدي، الملقب بـ”أبو محجن”، والمفترض أن يكون مثل منذ سنوات أمام القضاء اللبناني المختص وينفذ عقوبته خلف القضبان بجرائم القتل والتخطيط والتنفيذ لأعمال إرهابية، هو ذاته الذي أعاد تحريك طابور الفتنة والإجرام، بحيث ثبَت أنه يقف وراء ما يجري داخل مخيم عين الحلوة، إذ إن لجوء المدعو خالد علاء الدين الملقب بـ”الخميني” الى القتل العمد للمغدور محمود زبيدات، ليس إلا بداية دموية بنيّات إجرامية، هدفها إعادة إحياء المخطط القديم – المتجدد بتحويل المخيم الى ملاذ آمن للملاحقين بجرائم وجنايات القتل والإرهاب والخطف والسطو والمخدرات وكل أنواع الجريمة المنظمة من المطلوبين للعدالة والصادرة بحقهم مذكرات إحضار وتوقيف وبحث وتحرّ”. ويسأل مصدر متابع لهذا الملف الخطير: “هل عاد مخيم عين الحلوة ليشكل مأوى للمطلوبين من المتطرفين والإرهابيين وبؤرة أمنية تهدّد الأمن والاستقرار في لبنان بعدما نعم خلال الفترة السابقة بالهدوء خاصة في التحذيرات من أن لبنان قد يشهد توترات أمنية؟”. وعبّر المصدر عن خشيته “من أن تكون عملية التوتير التي بدأت فوراً بتنفيذ الاغتيال المتعمّد وعن سابق تصميم وتصور، بداية لأحداث يُراد لها أن تتصاعد انطلاقاً من مخيم عين الحلوة عبر قيام “أبو محجن” بإعادة تجميع كل الأفراد والمجموعات الخطيرة، مع وصول تقارير عن سعي حقيقي لإدخال إرهابيين من مناطق في سوريا إلى المخيم للمشاركة في عمليات تفجير واغتيالات وأعمال أمنية، قد تتجاوز المخيم الى المناطق اللبنانية، عبر الاستفادة من الانهيارات المتتالية في مؤسسات وإدارات الدولة، وفي ظل تفاقم الأزمة المعيشية نتيجة الانهيار الاقتصادي والمالي والنقدي، على أن تكون نقطة التحول دخول لبنان في حالة من الفوضى المجتمعية”.

ولم يستبعد المصدر “لعب “أبو محجن” هذا الدور التخريبي خاصة أن سجله الدموي حافل بالقتل والتفجير، وهو وما زال ملاحقاً من قبل السلطات اللبنانية لتوقيفه وجلبه أمام قوس العدالة بجريمة اغتيال رئيس جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية الشيخ نزار الحلبي في عام 1995 وجريمة اغتيال القضاة الأربعة في صيدا في عام 199، بحيث سبق أن أصدرت هيئة المجلس العدلي، وهي أرفع محكمة جزائية، حكماً باسم الشعب اللبناني في جريمة اغتيال القضاة الأربعة على قوس محكمة الجنايات في صيدا، وأنزلت عقوبة الإعدام بحق أحمد عبد الكريم السعدي الملقب بـ”أبو محجن” وأربعة من رفاقه ومحاكمتهم غيابياً لتواريهم عن الأنظار في مخيّم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان. وغيرها الكثير من الجرائم التي ما زالت ماثلة في أذهان ووجدان اللبنانيين والفلسطينيين، فضلاً عن احتضان ودعم العديد من الإرهابيين الذين نفّذوا أعمالاً إرهابية في لبنان والعديد من الدول العربية ودول العالم، إذ ثبت أن معظم من انتسبوا إلى تنظيم “القاعدة” وغيره من المجموعات الإرهابية وفّر لهم “أبو محجن” الملجأ والاحتضان والتدريب”.

وأكد المصدر “حرص القيادتين اللبنانية والفلسطينية على سلوك كل السبل من أجل وأد محاولة إشعال الفتنة مجدّداً انطلاقاً من مخيم عين الحلوة، على قاعدة عدم التسليم بترك من نفذ جريمة الاغتيال الأخيرة هارباً من وجه العدالة، حتى لا يتمكن “أبو محجن” وأمثاله من فرض أمر واقع جديد، وإعادة المخيم الى زمن الاغتيالات وردات الفعل وبالتالي تحويله الى جزيرة أمنية تؤوي كل أنواع الإرهابيين والمجرمين”.

وأوضح المصدر أنه “جرت وتجري اجتماعات ولقاءات مكثفة بين القوى الفلسطينية والفصائل الفلسطينية، بحيث يعقد سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور سلسلة من الاجتماعات لاحتواء الموقف، كما تُعقد اجتماعات مع الأجهزة العسكرية والأمنية اللبنانية لتدارك الموقف ومنعه من التمدّد والانفلات، وما يريح السلطات الرسمية اللبنانية هو الإجماع الفلسطيني على منع تحويل الساحة الفلسطينية الى عنصر توتير، والحفاظ عليها عامل استقرار، إذ أثبتت منذ اندلاع الحرب السورية أنها كانت وما زالت أداة أساسية في تثبيت الأمن والاستقرار، وبذلت جهود كبيرة أثمرت إفشال محاولات ربط المخيّمات الفلسطينية في لبنان بتطوّرات الحرب في سوريا”. وحذر المصدر “من وجود محاولات لتنفيذ أجندات خارجية معينة، هدفها فرض أمر واقع يغيّر الأداء الفلسطيني كعامل استقرار الى أداة توتير، والمهم أن كل الحريصين يشعرون بخطورة ما يحصل ويتعاملون من هذا المنطلق، مع الإشارة الى استياء السلطة اللبنانية من إخلال الجهة المعتدية بتعهّدها الذي قطعته بتسليم القاتل حقناً للدماء”.

 

ترشيح “الثنائي” لفرنجية والمعركة المستحيلة

غادة حلاوي/نداء الوطن/10 آذار/2023”

كان يفترض أن يطلق إعلان الثنائي دعم ترشيح رئيس «تيار المرده» سليمان فرنجية دينامية في ملف رئاسة الجمهورية ونقله من حيز المراوحة وجلسات الرتابة النيابية إلى حيز البحث الجدي، لكن الوقائع تفيد أنّ الخطوة أربكت صاحب العلاقة بالمقدار الذي عقّدت فيه المشهد الإنتخابي بالنظر إلى تضارب المعطيات. حتى الساعة لم تتناسب حسابات الحقل مع حسابات البيدر بالموضوع الرئاسي. مرتاحاً يظهر الثنائي لخطوته وتقول أوساطه إنّه بصدد المباشرة بمروحة مشاورات تعزز حظوظ مرشحه الرئاسية. أجاب الثنائي على تساؤل الدول الغربية حيال توقيت إعلان اسم مرشحه وأقفل الباب على التخمينات، من دون أن يسقط من إعتباره الشق المتعلق بالعقوبات والمتداول به في المحافل الدولية. ومن المتوقع أن يقود رئيس مجلس النواب نبيه بري مشاورات داخلية مع أطراف وكتل نيابية أساسية لزيادة عدد الأصوات المؤيدة لفرنجية قبيل الدعوة إلى جلسة إنتخاب نيابية قريبة. لكن عين الجميع على السعودية وموقفها وإمكانية نجاح مساعي فرنجية في الإنفتاح عليها لإقناعها بجدوى ترشيحه. وفي حال لم يحصل الخرق المأمول في علاقة فرنجية مع السعودية يعني أنّ الإستحقاق الرئاسي سيكون عالقاً بين مرشحيْن معلنيْن وثالث غير معلن هو العماد جوزاف عون، مع تأكيد الثنائي على وجوب أن يكون ترشيحه مريحاً للمملكة وليس مستفزاً لها.

وبتأكيد الثنائي لن يكون «التيار الوطني الحر» بعيداً عن المشاورات، وتقول مصادره إن «حزب الله» كان أبلغه بعزمه على إعلان ترشيح فرنجية على لسان السيد نصر الله. وتقرأ في حديثه عن الحاجة إلى الثلثين في جلسة الإنتخاب وهو ما أكد عليه فرنجية، إشارة إيجابية باتجاه «التيار» لحرص الطرفين أي «حزب الله» وفرنجية على أن تكون العملية الإنتخابية من بوابة «التيار الوطني الحر» ورئيسه جبران باسيل وليس على حساب العلاقة معه. وهذا ما يؤكد بحسبها أنّ العلاقة بين «حزب الله» و»التيار» مفتوحة على تحسن، وشرطها أن يكون «التيار» شريكاً في الموضوع الرئاسي، وقد تشهد الأيام القليلة المقبلة لقاءات بين الطرفين تصب في هذا السياق.

يصر الثنائي على صوابية خطوته بإعلان ترشيح فرنجية قبل أن يعلن صاحب العلاقة موقفه، لكن توقعاته الإيجابية لا تعني أن طريق فرنجية سالكة باتجاه بعبدا. فالرجل وإن كان ينتظر حسم حليفه موقفه من ترشيحه علانية إلا أنّه كان المفضل له لو تمهل الثنائي إلى حين إعلان ترشحه بنفسه، قبل أن يظهر وكأنه مرشح «حزب الله» أو الثنائي الشيعي عموماً. وبهذا المعنى ليس معروفاً إذا كان إعلان الترشيح خدمه أم العكس. محرجة جاءت المسارعة إلى تبني ترشيحه وهي خطوة ستجعله عاجزاً عن التراجع ومصراً على خوض المعركة أياً كانت الصعوبات.

وتنقل معلومات موثوقة أنّ فرنجية الذي لم يكن مرتاحاً إلى إعلان الثنائي قبل إعلان موقفه بنفسه، صار عقب ذلك مصراً على إكمل مسار خوضه المعركة إلى نهايتها، وهو أبلغ المستفسرين أن لا تراجع عن ترشحه للرئاسة وهذا حقه الطبيعي ومن سبقه إلى الرئاسة لم يكن في أفضل حال منه خاصة وأنه رئيس تيار سياسي ويملك حيثية تمثيلية. ولذا فهو يرفض حضور أي إجتماع لا يعترف به ولا يؤيد ترشيحه للرئاسة. ومثل هذا الموقف كفيل بوضع العصي في دواليب مساعي بكركي للقاء مسيحي ويثبت حراجة موقف فرنجية الذي ظهر وكأنه مرشح محور مقابل محور آخر في معركة رئاسية يعتبرها كثيرون مستحيلة رغم إطمئنان الثنائي الشيعي لخوضها. في عملية حسابية أجراها حديثاً ظهر للثنائي وجود 43 صوتاً مضمونة لصالح فرنجية ويتم العمل لتأمين أصوات إضافية يمكن أن ينالها من خلال نواب في «التيار» والإشتراكي والمستقلين من نواب السنة لكنه رهان غير مضمون النتائج. ذلك أنّ خروج بعض النواب عن خيار «التيار» غير مضمون لاختلاف المصالح وتضارب المحلي منها مع الدولي ولا يمكن ضمانة ولو قلة قليلة منهم، أما لناحية موقف وليد جنبلاط الذي يعوَّل على بري لتليينه، فإن أجواء الإشتراكي تستبعد القبول بخيار فرنجية، فيما يُستبعد خروج النواب السنة بغالبيتهم من تحت عباءة الموقف السعودي. المطلعون على موقف المملكة عن قرب يؤكدون إستحالة تغيير موقفها بدليل أن ممثل سياستها في لبنان يتجنب الحديث عن اسم فرنجية بالمباشر، ويستخلص هؤلاء إستحالة التواصل بين الطرفين رغم المحاولات الكثيرة التي يبذلها الأصدقاء المشتركون.

 

التعطيل ليس بيد فرنجية… فلماذا يمنحهم ورقة الإنسحاب؟

كلير شك/نداء الوطن/10 آذار/2023”:

في البحث عن حيثيات توقيت اندفاعة رئيس مجلس النواب نبيه بري لترشيح رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، لا يجوز إهمال الواقع الاستفزازي الذي كان يتعرّض له رئيس المجلس من جانب الكتل المعارضة، من باب حشره في زاوية فكّ أسر البرلمان والدفع باتجاه عقد جلسات انتخابية بعدما توقّف عدّادها عند الرقم 11. بري أطلق المعركة. الأكيد أنّها ليست من باب حرق سليمان فرنجية أو إنهاكه. فالرجل لم يُسقط اسمه في الصندوقة الرئاسية ولم يعلن بعد أنّه مرشح، ولو أنّه كذلك منذ ما قبل انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، ويتصرف الثنائي الشيعي مع هذا الواقع على أنّ رئيس «تيار المردة» هو الأكثر الأسماء جدية، وقرباً من نصاب الـ65 صوتاً. ولكن الأكيد أيضاً، أنّه بحدفة رئيس المجلس، من خلال الإشهار الواضع والصريح لورقة القطب الزغرتاوي، أصاب أكثر من عصفور بحجره. والأرجح أنّ واحداً من تلك العصافير المستهدفة بحجر بري، هو حماية موقعه من تصويب المعارضين الذين يحمّلونه مسؤولية إقفال البرلمان والإحجام عن استئناف الجلسات الانتخابية. نجح رئيس المجلس في استفزاز الآخرين من خلال تسريع وتيرة عمل ماكينة سليمان فرنجية والدفع باتجاه تأمين الـ65 صوتاً «حتى من دون مشاركة الكتلتين المسيحيتين» كما قال مساعده النائب علي حسن خليل.

وبالفعل، ما كادت أصداء مساعي بري في استقطاب الكتل والنواب المترددين، لضمّهم إلى ضفّة مؤيدي فرنجية، تصل إلى مسامع الآخرين حتى سارعت الكتل المسيحية إلى إشهار سلاح التعطيل. رئيس حزب الكتائب سامي الجميل كان أول من لوّح باستخدام هذا السلاح، ثم انضم رئيس حزب القوات سمير جعجع إلى الجبهة المقاطعة… هكذا، باتت كرة التعطيل في ملعب الكتل المسيحية، ومع إطلاق سراح ترشيح فرنجية، يقول بري لمتهميه بإقفال المجلس: نحن جاهزون، وأنتم تعطلون!

ومع ذلك، يحتلّ هذا الاعتبار واحداً من جدول أعمال العوامل التي سرّعت في إعلان بري ترشيح فرنجية خصوصاً وأنّ الاتفاق بين الثلاثي أي بري، فرنجية و»الحزب» محسوم ومبرم ولا تراجع عنه أو حوله. ثمة اتفاق مسبق لكيفية إدارة المعركة، لكن يبدو أنّ بري هو الذي تحكّم بالتوقيت. ومع ذلك، لم تعد الأسباب أو حيثيات هذا التوقيت مهمة لأنّ الإعلان من جانب الثنائي فرض أيقاعاً جديداً وواقعاً جديداً، له تبعاته وتداعياته. بالتوازي، يقوم فرنجية بـDevoir من دون ضجيج أو ضوضاء. هو بالأساس ليس من متقني فن الاستعراضات ولا يحبها، وهو من عاشقي الوقوف خلف الكاميرات وليس أمامها. ولهذا يخوض معركته على طريقته الخاصة. ولا يشغل باله بأي لقب سيقدم نفسه: «مطروح للرئاسة» أم «مرشح طبيعي» أم مرشح فقط؟ لا يهم. المهم بنظره النتيجة، وبأنّ معركته تقوم على أساس مشروع انقاذي لا لإدارة الأزمة وانهياراتها. وعلى هذا الأساس يسعى لتسوية تأتي به رئيساً ضمن جلسة ميثاقية يؤمنها أكثر من 86 نائباً، سيشارك فيها بالحدّ الأدنى 22 نائباً مسيحياً، ما يعني تمتعها بغطاء الميثاقية. قد تكون مبادرة الثنائي أضرّت «في الشكل» بالمعركة، خصوصاً وأنّها كانت موضع انتقاد في الأوساط المسيحية، لكن في المضمون، جاءت لتؤكد المؤكد: سليمان فرنجية مرشّح جدي، ولتقطع الشك باليقين، ولو أنّه يتصرف منذ مدّة على أنّ دعم الثنائي له مطلق، لا التباس حوله. فعلياً، ليست المرة الأولى التي يكون فرنجية أكثر المرشحين جدية. في العام 2004 بلغت الرئاسة حلقه قبل ان يسحبها التمديد للرئيس اميل لحود. في العام 2014، بدا «رئيساً غير منتخب» لكنه رفض المشاركة في الجلسة الانتخابية انسجاماً مع موقف «حزب الله» فآلت الرئاسة إلى العماد ميشال عون. وفي كلا المرتين، لم تقارب ردة فعله حافة التمرّد على حلفائه أو الخروج من «خطّه» السياسي. هذه المرة مقتنع أنّه لا يُفترض أن تحول موانع حلفائه دون دعمه المطلق.

بهذا المعنى، لا تراه يترك للانفعال مطرحاً. ترك للإعلان المتتالي من جانب بري ونصر الله يأخذ مداه. له توقيته واعتباراته التي تملي عليه تحديد ساعة الاعلان. هذا لا يعني أبداً أنه يترك خطاً لاحتمال الانسحاب ربطاً بالسيناريوات المشككة التي وضعت مبادرة الثنائي في إطار حرقه بحثاً عن مرشح ثالث. على ما يبدو، هذا الاحتمال ليس وارداً في حسابات فرنجية، فهو بالأساس لم يعلن بعد ترشيحه ليعلن انسحابه، وليس على استعداد لوضع هذه الورقة على الطاولة، واذا تأمن النصاب القانوني ونجحت أكثرية 65 نائباً في الاتفاق على انتخاب رئيس، فأهلاً بالرئيس الجديد. كما أنّ حيثية فرنجية النيابية لا تسمح له بأن يكون معطلاً لهكذا اتفاق. ما يعني أنّ كرة التعطيل ليست عنده، فلماذا يمنحهم ورقة الانسحاب؟ رسمياً، انطلقت معركة فرنجية حتى لو لم يقف بعد على المنبر ليعلنها. لا «خطة ب»، ولا «خطة ج». راهناً هو الشغور الطويل، والطويل جداً. ومن بعدها لكل حادث حديث.

 

الرئاسي” حُسِم وينتظر “الحكومي”

طارق ترشيشي/الجمهورية/10 آذار/2023

خلافاً لكل التفسيرات التي تُعطى لإعلان «الثنائي الشيعي» دعمه ترشيح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، فإنّ الانطباع السائد هو انّ هذه الخطوة ستستعجل الخطى في اتجاه إنجاز الاستحقاق الرئاسي لأنها ضيّقت الخيارات امام الجميع تحت وطأة الانهيار المتتالي في الاوضاع الاقتصادية والمالية والذي باتَ لا تحمد عقباه. يستغرب المطّلعون على موقف الثنائي الشيعي تفسيرات البعض في انّ دعمه لترشيح فرنجية قد «أحرقه او سيؤدي الى إحراقه» لمصلحة «خيار ثالث» أو خطة B لديه، هي أصلاً غير موجودة في قاموسه السياسي. ويقول المطلعون ان هذه الخطوة أولاً لم تأت من فراغ وإنما بالاستناد الى معطيات تتصل بطبيعة ما يجري في شأن الاستحقاق الرئاسي داخليا وخارجيا. وثانياً هي لِحَض الآخرين على اعلان مرشحهم (او مرشحيهم)، لتحصل عندها معركة انتخابية ديموقراطية وليفز فيها من ينال تأييد الاكثرية النيابية سواء كانت مطلقة او موصوفة، ذلك انّ الوقائع أثبتت على مدى 11 جلسة انتخابية ان ليس هناك من إمكانية للتوافق على مرشح واحد، واذا استمر الوضع على ما هو عليه فسيطول أمد الفراغ الرئاسي الى فترة طويلة، خصوصاً اذا بقي كل فريق متمسّكاً بمرشحه الفاقِد تأييد الاكثرية، رافضاً النزول عن الشجرة التي أصعد نفسه اليها وبات أسير موقفه وشعاراته.

ويقول هؤلاء المطلعون ان المعطيات السائدة تؤكد ان سدة رئاسة الجمهورية ستؤول عاجلا ام آجلا الى فرنجية، لأنّ فريق المعارضة ليس بقادر حتى الآن على الاتفاق على مرشح جدي منافس له او على تأمين الاكثرية المطلوبة لتأمين فوز هذا المرشح سواء بقيَ النائب ميشال معوض او تم استبداله بمرشح آخر، علماً انه اذا لم يتأمّن نصاب أكثرية الثلثين في دورتي الاقتراع الاولى والثانية لا يمكن لمرشح المعارضة ولا لمرشح الموالاة ان يفوز بالاكثرية في الدورة الاولى اذا كان نصابها كاملاً، لأنّ عليه ان يفوز من الدورة الثانية في ظل توافر نصاب الثلثين نفسه.

ويرى المطلعون انّ دعم الثنائي الشيعي لفرنجية الذي سيعلن ترشيحه رسمياً قريباً، فتحَ معركة الانتخابات الرئاسية على مصراعيها، فالاكثرية المطلقة متوافرة للرجل ويمكنه ان يفوز بها في الدورة الاولى إن توافَر نصاب الثلثين، وكذلك في الدورة الثانية ان استمر هذا النصاب متوافراً، وهذه الاكثرية هي التي فاز فيها رئيس مجلس النواب نبيه بري يوم انتخابه في حزيران الماضي غداة انتهاء الانتخابات النيابية وتسلّم المجلس النيابي المنتخب مهماته. لكنّ الثنائي يعمل في اتجاه الآخرين من نواب وكتل على تأمين أوسع تأييد لفرنجية بما يفوق الـ 70 صوتاً.

ولذلك يقول المطلعون أنفسهم انّ الخطوة التالية التي يُعمَل عليها بعد دعم ترشيح فرنجية هي تأمين نصاب اكثرية الثلثين لانتخابه في دورتي الاقتراع، ولذلك تتركز الاهتمامات على تكتل «لبنان القوي» الذي لم يعلن حتى الآن اي موقف من دعم «الثنائي» لترشيح فرنجية وسط معلومات تؤكد انّ رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل عَمّم على اعضاء التكتل وعلى «التياريين» عدم التعليق لا سلباً ولا ايجاباً على هذا الامر، على ان يعلن هو الموقف المناسب في الوقت المناسب في ظل رجحان كفة انه لن يهدم كل الجسور بينه وبين الثنائي الشيعي عموماً، وتحديداً بينه وبين «حزب الله» الذي يربطه به «تفاهم مار مخايل» على رغم من اعتراف طرفيه بأنه يمر في «مرحلة حرجة».

وفي اعتقاد المطلعين انّ باسيل لن يندفع الى الخروج نهائياً من التفاهم مع «حزب الله»، خصوصاً في ضوء إعلان أمينه العام السيد حسن نصرالله في خطابه الاخير عن تمسّكه به حتى ولو كان لكلّ مِن طرفَيه خياره الرئاسي المختلف عن الآخر في الاستحقاق الرئاسي.

ولا يستبعد هؤلاء المطلعون ان يجد باسيل نفسه قريباً امام احد خيارين: إمّا ترشيح نفسه لينزل عن الشجرة والدخول في تسوية تضمن له ما يطمح إليه من مكتسبات سياسية وغيرها في ظل العهد الرئاسي الجديد، وإمّا ان يبقى على رفضه تأييد فرنجية مُنسجماً مع نفسه، ولكنه يترك لأعضاء تكتله النيابي حرية الانتخاب ليُدلوا بأصواتهم الى من يشاؤون، وبالطبع فإنهم سيصوّتون في هذه الحال على الأرجح لفرنجية. وثمة خيار ثالث هو ان يحضر التكتل جلسة الانتخاب ويؤمن نصابها في دورتيها الاولى والثانية ويقترع بورقة بيضاء، وفي هذه الحال يصبح حضور تكتل «الجمهورية القوية» من عدمه غير ذي نفع اذا أصرّت «القوات» على موقفها بمقاطعة جلسة الانتخاب، ما يعني انّ التسوية ستأتي على حسابها وكذلك على حساب التيار الوطني الحر، في حال بقي على رفضه هذه التسوية.

امّا على صعيد الشق الآخر من التسوية الرئاسية فإنّ الجهود منصبّة على إنجازه، خصوصاً انّ هناك اقتناعاً لدى الجميع في الداخل والخارج ان «الثنائي الشيعي» مع حلفائه لن يتخلوا عن ترشيح فرنجية، وانهم لم يطرحوه للمناورة على الاطلاق، فتجربة الرئيس ميشال عون ليست شبيهة بتجربة فرنجية، لأنّ «حزب الله» فقط هو من تمسّك بعون فيما حركة «أمل» لم تنتخبه، مع العلم انه لو لم يؤيّد الرئيس سعد الحريري وتياره «المستقبل» و»القوات اللبنانية» انتخاب عون لَما كان قد انتُخب يومها، ولربما كانت البلاد بقيت بلا رئيس الى زمن طويل.

ولذلك، فإنّ البحث يتركّز على اختيار الشخصية التي ستتولى رئاسة الحكومة الاولى في العهد الرئاسي الجديد، فبحسب التسوية المحكي عنها ان تأتي بالقاضي نواف سلام رئيساً للحكومة. لكنّ البعض يرى ان سلام ليس محسوماً وان مروحة الاسماء المطروحة تضم اليه الرئيس نجيب ميقاتي والرئيس تمام سلام والنائب فؤاد مخزومي، فيما يقول البعض ان تسمية رئيس الحكومة تبقى مرهونة بالموقف الخليجي الذي عادةً ما يكون له نَفَس في هذا الشأن تِبعاً للتجارب منذ استقلال لبنان وحتى اليوم.

 

فرنسا تفاجئ لبنان بقضيّة عمرها 40 عاماً!

يوسف دياب/الشرق الأوسط/10 آذار/2023

تلقى لبنان مراسلة جديدة من القضاء الفرنسي تحمل في الشكل مطلباً قانونياً وتنطوي في المضمون على رسالة سياسية حساسة ودقيقة، إذ تطلب من القضاء اللبناني استجواب شخصين توفرت لديها «شبهات عن تورطهما في عملية تفجير مقر كتيبة المظليين الفرنسيين قرب مطار بيروت الدولي بواسطة شاحنة مفخخة» الذي وقع في 23 تشرين الأول من العام 1983، وأسفر عن مقتل 54 جندياً من عناصر الكتيبة. الرسالة التي أدرجتها السلطات الفرنسية في سياق تعاون قضائي بين البلدين تستدعي تقديم المساعدة في إطار التحقيق الذي يجريه القضاء الفرنسي في هذا التفجير الانتحاري، وتطلب استجواب شخصين، هما يوسف خليل وسناء خليل، مشتبه بهما بالتورط في جريمة التفجير المذكورة، لكن الجانب اللبناني الذي فوجئ بهذه الاستنابة وتوقيتها يتريث بالرد عليها، خصوصاً أنها تتناول جريمة مر عليها أربعون عاماً وسقطت بمرور الزمن، وأكد مصدر مطلع لـ«الشرق الأوسط» أن الاستنابة «لم تسجل بعد في قيود النيابة العامة التمييزية، حتى أنها لم تترجم إلى اللغة العربية بانتظار ما يقرره النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات بشأنها». ولا يفصل المصدر بينها وبين «الهجمة الفرنسية على الملفات القضائية اللبنانية، بدءاً من الانخراط الفرنسي بالتحقيق في الملفات المالية، ومروراً بقضية انفجار مرفأ بيروت، ولا ينتهي مع الملاحقات التي تطال المدير التنفيذي السابق لشركة «نيسان ـ رينو» كارلوس غصن ورجل الأعمال اللبناني زياد تقي الدين، وغيرها من القضايا التي أوفدت فرنسا قضاة إلى لبنان لإجراء تحقيقات بشأنها بالتنسيق مع القضاء اللبناني»، مشيراً إلى أن الاستنابة الفرنسية «تحتاج إلى توضيحات، لا سيما أن الشخصين المعنيين فيها مجهولان كامل الهوية، وليس معروفاً إذا كانا لبنانيين أو يحملان جنسية أخرى».

وكان تفجير مقر كتيبة المظليين الفرنسيين وقع بعد لحظات من عملية انتحارية نفذت بواسطة شاحنة مفخخة اقتحمت مقر قوات «المارينز» الأميركية القريب جداً من مقر الكتيبة الفرنسية، والذي أوقع 241 جندياً أميركياً، وقد تبنتهما يومها جماعة أطلقت على نفسها اسم «حركة الجهاد الإسلامي»، وأعلنت أن العمليتين تهدفان إلى «إخراج القوات المتعددة الجنسيات». ورغم أن القضاء اللبناني أصدر قراراً في أواخر تسعينيات القرن الماضي، أعلن عبره «سقوط الجريمة بمرور الزمن، بسبب مرور أكثر من 15 عاماً على وقوعها»، إلا أن الأميركيين احتجوا يومها على هذا القرار باعتبار أنه «اتخذ تحت وطأة تأثير النفوذ السوري الذي كان ممسكاً بمفاصل السلطة في لبنان بما فيها المؤسسة القضائية».

وفيما ترجح مصادر متابعة في قصر العدل أن «يتجه القضاء إلى حفظ هذه الاستنابة، وعدم اتخاذ أي إجراء بشأنها بسبب تقادم الزمن»، اعتبر رئيس مؤسسة «جوستيسيا» الحقوقية المحامي بول مرقص أن «جريمة تفجير مقر الكتيبة الفرنسية سقطت بمرور الزمن وفق القانون اللبناني، لكن ربما اعتمد القضاء الفرنسي إجراءات تمنع سقوط مرور الزمن عن هذه الجريمة». ورأى في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه «في غياب اتفاقية قضائية بين البلدين لا شيء يلزم لبنان بالتجاوب مع هذا الطلب من الناحية القانونية، لكن سياسياً قد يكون مضطراً للتعاون أو تقديم معلومات لتجنب عقوبات قد تفرض على لبنان جراء هذه القضية».

وقد يكون مصير المذكرة الفرنسية شبيهاً بالقرار الذي اتخذ بجريمة تفجير مقر «المارينز» باعتبار أن لبنان لا يحتمل فتح ملفات الحرب الأهلية من جديد التي قد تبدأ بهذا الملف وربما تمتد إلى حقبة خطف الرهائن الأجانب والسفراء ما يضع البلاد تحت وصاية قضائية جديدة. لكن المصدر إياه يربط بين هذا التطور و«المؤشرات التي برزت مؤخراً مع مشاركة فرنسا ودول أوروبية أخرى بالملفات المالية، ومن ثم الدخول مباشرة على ملف التحقيق بانفجار مرفأ بيروت، والتلميح إلى رغبة أوروبية بالمشاركة في التحقيق المرتبط باستهداف دوريات (اليونيفيل) العاملة في جنوب لبنان، وآخرها إطلاق النار على دورية تابعة للكتيبة الإيرلندية في بلدة العاقبية في جنوب لبنان، وقتل أحد جنودها».

 

كهرباء لبنان… هدر وفساد وسوء إدارة

باتريسيا جلاد/نداء الوطن/10 آذار/2023

الإتجاه الذي يجب أن تسلكه الحكومة كحلّ لمعضلة الكهرباء هو اعتماد الطاقة المتجدّدة وتحديداً الطاقة الشمسية والتي تكون كلفتها أقلّ و»أنظف» على البيئة. الكلام لمديرة قسم الشرق الأوسط في «هيومن رايتس ووتش» لما فقيه خلال حديثها الى «نداء الوطن».

وأشارت الى أنه «صحيح أن الدولة أنفقت أموالاً على البنية التحتية للكهرباء، لكن سوء الإدارة أوصلنا الى مكان جعلنا نعتمد على الفيول أويل والذي يعتبر مكلفاً ومسيئاً للبيئة. ولغاية اليوم لا يزال الإعتماد على الطاقة المتجدّدة ضئيلاً وتبلغ نسبته 8% في لبنان، وليس هناك ما يحول دون وصولها الى 100% ولكنه يتطلّب استثمارات». وعن مصدر التمويل في ظلّ الأزمة، أشارت الى أنها «تبدأ بالإتفاق مع صندوق النقد الدولي وإطلاق سراح الأموال المخصصة للبنان، وذلك بعد إقرار القوانين الإصلاحية مثل الـ»كابيتال كونترول» ولكن لغاية اليوم فشلت الحكومة في البدء بالإصلاحات. من هنا ضرورة اتخاذ القرار السياسي للتمكّن من الحصول على الدعم الدولي وبالتالي توفير التمويل للطاقة المتجدّدة». مؤكّدة أن «مشكلة الكهرباء في لبنان ليست مادية، إذ لا شيء يمنع الحكومة من توفير الكهرباء للشعب اللبناني بطريقة صحيّة».

تقرير صادم

وكانت أعلنت «هيومن رايتس ووتش» في تقرير أطلقته أمس تحت عنوان «كأنك عم تقطع الحياة»، إنّ السلطات اللبنانية تقاعست عن ضمان الحق في الكهرباء بسبب سوء إدارتها القطاع على مدى 30 عاماً تقريباً. وأدى ذلك إلى تكرار انقطاعات واسعة النطاق في التيار الكهربائي تنتهك حق سُكان لبنان في الحصول على الكهرباء، وكذلك حقوقهم الأخرى في الحصول على مستوى معيشي لائق، في التعليم، والصحة، وحرية التنقل، وبيئة صحية. حضر وتحدث خلال حفل الإطلاق كلّ من الباحثة الأولى في الفقر وعدم المساواة لينا سيميت، ومحلّل كمي في «هيومن رايتس ووتش» براين روت، ونائب مدير منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في «هيومن رايتس ووتش» آدم كوغل. ولفت التقرير الى أن «هذه العقود من الإهمال الكبير والسياسات غير المستدامة التي اعتمدتها السلطات في قطاع الكهرباء، والتي كانت نتيجة لسيطرة النخبة على موارد الدولة والفساد والمصالح الخاصة، تسبّبت في انهيار القطاع بالكامل في خضمّ الأزمة الاقتصادية المستمرّة، ما ترك البلاد بلا كهرباء معظم أوقات اليوم». واستندت «هيومن رايتس ووتش» في إعداد تقريرها بالتعاون مع «مؤسسة البحوث والاستشارات»، الى مسح تمثيلي لأكثر من 1,200 أسرة ومقابلات مع خبراء في الطاقة ومراجعة لتقارير تقنية، تبيّن فيه كما أعلنت فقيه أن السياسيين والأشخاص المرتبطين بالطبقة السياسية استخدموا قطاع الكهرباء لتعزيز أهدافهم السياسيّة، بما في ذلك من خلال توزيع الوظائف في الشركة التي تديرها الدولة لجني أرباح هائلة من العقود المربحة، غالباً على حساب الدولة، وجني الأرباح من قطاع المولّدات الخاصّة.

كهرباء لبنان

وأظهرت نتائج هذا المسح مدى مساهمة أزمة الكهرباء في تفاقم عدم المساواة، ودفع الناس إلى الفقر، وعرقلة حصولهم على حقوقهم الأساسية، مثل الحق في الغذاء والماء والصحة، والتسبب في تلوث واسع للهواء يؤثر في البيئة والصحة ويساهم في تفاقم أزمة المناخ. وقالت تسع من كل عشر أسر شملها المسح إنّ تكلفة الكهرباء أثرت في قدرتها على دفع تكاليف الخدمات الأساسيّة الأخرى. كما أن الحصول على الكهرباء من مولّد خاص أو تجاري لسدّ الفجوة الحاصلة في كهرباء الدولة يعتمد على الدخل. في فئة الـ20% من الأسر الأكثر فقراً، هناك أسرة من كل خمس أسر لا تحصل على الكهرباء من مولّد. بالإضافة إلى ذلك، تنفق الأسر ذات الدخل المنخفض حصّة أكبر بكثير من دخلها على فواتير المولّدات مقارنة بالأسر الأكثر ثراءً، ما يفرض ضغوطاً على ميزانيات الأسر ويجعلها أكثر عرضة للتخلّف عن سداد النفقات الأساسية الأخرى.

ترك كهرباء لبنان ضعيفة

وجاء في التقرير الذي يتألف من 113 صفحة أن قطاع الكهرباء يعاني الفساد والإهمال وسوء الإدارة، إذ عملت الأحزاب السياسية في الحكومة على ترك مؤسسة كهرباء لبنان في حالة ضعف، حيث عيّنت مجالس إدارتها على أساس الانتماء الحزبي بدلاً من الكفاءة، ورفضت تعيين أعضاء «الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء» على النحو المنصوص عليه في القانون، فالتدخّلات السياسية… تعيق اتخاذ القرارات وتطوير القطاع». بدلاً من ذلك، استخدم السياسيون قطاع الكهرباء من خلال توزيع الوظائف في مؤسسة الكهرباء كشكل من أشكال المحسوبية بغية تحقيق أرباح هائلة من العقود المُربِحة، غالباً على حساب الدولة، وجني الأرباح من سوق المولّدات في القطاع الخاص.

الكهرباء حق من حقوق الإنسان

ووجّه التقرير جملة من التوصيات وأوصى بتكريس الحق في الكهرباء في جميع القوانين والأنظمة الوطنية ذات الصلة؛ التعجيل في إصدار بعض القوانين التي وافق عليها لبنان في الاتفاق على مستوى الخبراء مع صندوق النقد الدولي، ما سيُتيح مليارات الدولارات من المساعدات للبنان ويضعه على طريق التعافي المستدام، وهو ما من شأنه أن يُشجع الاستثمار في القطاعات الأساسية، بما فيها الكهرباء. وتمرير مشروع قانون إنتاج الطاقة المتجددة الموزعة، وقانون كفاءة الطاقة الذي من شأنه أن يقلّل من استهلاك الطاقة عبر فرض استخدام تدابير كفاءة الطاقة في القطاعين العام والخاص. وتوسيع الحيّز المالي للحماية الاجتماعية من خلال إصلاح النظام الضريبي التنازلي في لبنان لإنشاء نظام تصاعديّ للضريبة على الدخل، وطرح ضريبة على الثروة؛ وإنشاء نظام حماية اجتماعية شامل مثل منح الأطفال وإعانات البطالة ومعاشات الشيخوخة.

إلى مجلس الوزراء

أوصى التقرير إلى مجلس الوزراء بالتعجيل بتنفيذ القانون 462/2002، الذي ينظم قطاع الكهرباء، ويُنشئ هيئة ناظمة ويفصل أنشطة الكهرباء، وإصدار أي مراسيم تنفيذية لازمة لإنفاذه. والتعجيل بإصدار مرسوم تعيين أعضاء هيئة تنظيم قطاع الكهرباء في إطار عملية اختيار شفافة قائمة على الجدارة، مع ضمان قيام الهيئة بعملها بطريقة ذاتية ومستقلة؛ والقيام فوراً بزيادة قدرة إنتاج الكهرباء من الطاقة الكهرومائية وطاقة الرياح والطاقة الشمسية. كلما كان الانتقال إلى الطاقة المتجددة أسرع، ازدادت الوفورات المالية التي سيحقّقها لبنان وازدادت فرص العمل التي تُنشَأ وعدد الأرواح التي تُنقَذ جرّاء خفض تلوّث الهواء. وصرّح البنك الدولي مراراً عن عزمه تمويل الانتقال من الوقود الأحفوري إلى الطاقة المتجدّدة ويتعيّن على الوزراء طلب التمويل لهذا الغرض من البنك الدولي ومن مصادر أخرى. وبين التوصيات ضرورة توافق أيّ عقود جديدة يتم توقيعها بقطاع الطاقة، مع قانون الشراء العام لسنة 2021… واتخاذ القرارات اللازمة للوفاء بـ»مساهمة لبنان المحدّدة وطنيّاً» لبلوغ نسبة 18% من دون قيد أو شرط، ونسبة 30% المشروطة، من طلبه على الطاقة من مصادر الطاقة المتجددة في 2030. قبل رفع تعرفة الكهرباء، ينبغي التأكد من قدرة مؤسسة الكهرباء على توفير تغذية كهربائية مستقرة للأسر، ومن وجود نظام حماية اجتماعية شامل لدعم حق جميع السكان في الحصول على الخدمات الأساسية، بما في ذلك الكهرباء. واعتماد تعرفات تصاعدية، تسمح للأقلّ استهلاكاً بدفع تعرفات منخفضة.

إلى وزارة الطاقة

وحثّ التقرير وزارة الطاقة والمياه على تنفيذ القانون 462/2022؛ وتحديث خطّة الكهرباء 2022 بغية تحديث الأطر الزمنية للإجراءات اللازمة بناء على التطوّرات التي حدثت خلال العام الماضي، وإنشاء قسم تخطيط خاص بالبنية التحتية في الوزارة ووضع إطار تخطيطي يُعيد تعريف أدوار أهم الجهات المعنية في مختلف مراحل عملية التخطيط. ينبغي أن تكون عملية التخطيط شفافة وتشاركية، ويجب أن تغطّي البنية التحتية الهيدروكربونية، ومشاريع إنتاج الطاقة، والاستثمارات في شبكة الكهرباء، وتشكيل إدارة فنيّة للطاقة المتجددة تابعة لهيئة تنظيم قطاع الكهرباء لتقديم المشورة للهيئة بشأن المسائل الفنية المتعلقة بتنفيذ التقنيات المتجددة؛ وإنشاء هيئة بالاشتراك مع وزارة البيئة تكون مسؤولة عن وضع متطلبات البيئة والصحة العامة والسلامة لمعدّات التوليد الخاصة.

إلى «البيئة»

ويجب التأكد من أنّ أجهزة مراقبة جودة الهواء شغّالة وأنها قادرة على رصد الجسيمات الدقيقة التي يبلغ قطرها 2.5 ميكرون أو أقل (بي إم 2.5)، التي تعتبر من الملوثات الرئيسية المثيرة للقلق؛

إنشاء هيئة مشتركة مع وزارة الطاقة تكون مسؤولة عن وضع المتطلبات المتعلقة بالبيئة والصحة العامة والسلامة للمعدّات الخاصة لتوليد الكهرباء، بما في ذلك مولّدات الديزل والألواح الشمسية، والتأكد من أنّ الهيئة مخوّلة مراقبة انتشار معدّات لتوليد الكهرباء الخاصة، وضمان التزامها بالمعايير المطلوبة، وأنها قادرة على اتّخاذ إجراءات ضدّ المخالفين، سواء بالغرامات أم الإحالة على القضاء.

إلى «الشؤون الاجتماعية»، إنشاء نظام حماية اجتماعية شامل يضمن الحق في الضمان الاجتماعي والحق في مستوى معيشي لائق لكل فرد في لبنان.

وللمصرف المركزي أوصى التقرير بإعادة العمل بالآلية الوطنية لكفاءة الطاقة والطاقة المتجدّدة لتسهيل الحصول على قروض مدعومة للمستهلكين والشركات الذين يرغبون في الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة.

أمثلة على الفساد

في تموز 2020، ذكر تحقيق قضائي لبناني أنّ الحكومة اشترت منذ 2005 بمليارات الدولارات وقوداً ملوثاً ومغشوشاً نتيجة مخطط تزوير مزعوم واختبارات جودة مزوّرة مزعومة. بحسب لائحة اتهام صادرة عن السلطات اللبنانية، تلقّى مسؤولون في وزارة الطاقة وأفراد في المختبرات رشاوى لإصدار تقارير كاذبة تؤكد أنّ الوقود الذي يتمّ تسليمه مطابق للمواصفات الدولية. واحتوى هذا الوقود الملوث على مواد كيميائية محظورة تسببت في أضرار لمحطات الطاقة في لبنان وشكّلت مخاطر صحيّة وبيئية جسيمة.

الحالة الثانية البارزة التي أدت إلى تحقيق قضائي وتدقيق حكومي آخر بسبب سوء الإدارة المزعوم كانت متعلقة بعقد أبرمه لبنان مع شركة تركيّة، «كارباورشيب»، لتوفير حوالى 370 ميغاوات من الكهرباء من باخرتَين عائمتَين راسيتَين في مرفأي الجيّة والذوق – أي ما بين 20 و25% من القدرة الإنتاجية للطاقة في للبنان. وجد «التفتيش المركزي» في لبنان، الجهاز الحكومي المسؤول عن مراقبة الإدارات العامة، أنّ بعض جوانب العقد قد انتُهكت وأن بعض البنود بدت أنها تصبّ لصالح «كارباورشيب» على حساب مؤسسة كهرباء لبنان والدولة اللبنانية.

وانتقد الخبراء الذين تحدثوا إلى «هيومن رايتس ووتش» أيضاً الصفقة لأنها كلّفت الدولة اللبنانية أكثر من 1.5 مليار دولار، من دون احتساب تكلفة الفيول الذي توفره الدولة لتشغيل الباخرتَين. وقدّر الخبراء أنّ توفير مبلغ مالي أكبر بقليل كان سيُمكّن لبنان من بناء ثلاث محطات طاقة جديدة.

إصلاحات صندوق النقد

أوصى تقرير «هيومن رايتس ووتش» بتطبيق الإصلاحات وفقاً للاتفاق مع إصلاحات صندوق النقد، والإصرار على الإصلاحات الرئيسية المتعلّقة بالحوكمة ومكافحة الفساد ومكافحة غسل الأموال و تمويل الإرهاب، والضغط لإصلاح قطاع الكهرباء كإحدى الركائز الأساسية لأي حزمة إنقاذ. وحثّ الدولة اللبنانية على عدم زيادة التعرفة قبل أن تتمكن من ضمان تزويد السكان بالكهرباء بشكل موثوق وقبل تطبيق نظام الحماية الاجتماعية وإعطاء الأولوية لاعتماد مصادر الطاقة المتجددة كطريقة لخفض تكاليف شراء الوقود الأحفوري الباهظ وضبط ميزانية كهرباء لبنان، فضلاً عن تعزيز أمن الطاقة في لبنان. وأوصى التقرير صندوق النقد بالامتناع عن تمويل أي مشاريع طاقة جديدة تعتمد على الوقود الأحفوري، بل مشاريع الطاقة المتجددة. ومن»الجهات المانحة للبنان»، طلب التقرير ضمان عدم تبديد أي أموال تُمنح للدولة اللبنانية واستخدامها لتحقيق إصلاحات هيكليّة، ودعم تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد وتعزيز مجلس الخدمة المدنيّة لتحسين النزاهة في القطاع العام.

 

تآكل موقع روسيا وإيران لدى الدّول الأوروبيّة وفي مجموعة العشرين

راغدة درغام/النهار العربي/10 آذار/2023

وقع شرخ عميق في مجموعة العشرين G20 التي تجمع الحكومات ومحافظي البنوك المركزية من 20 دولة والاتحاد الأوروبي لمناقشة السياسات المتعلقة بتعزيز الاستقرار المالي والدولي بين الدول الصناعية الكبرى السبع ودول نامية كبرى، تمثّل معاً ثلثي سكان العالم ونحو نصف مساحة اليابسة في العالم.

 عنوان هذا الشرخ هو الحرب الأوكرانية وروسيا، ونتيجته العمليّة هي انزلاق خطير لمجموعة العشرين وارتفاع كبير في أسهم مجموعة السبع للدول الصناعية الغربية التي استقبلت لفترة روسيا عضواً فيها عام 1997، فأصبحت تُعرّف بمجموعة الثماني، ثم علّقت عضويتها لأجل غير مسمّى بسبب ضمِّها للقرم عام 2014. لماذا الأمر مهم؟ لأن تداعياته على الاقتصاد العالمي وعلى النظام العالمي كبيرة ودلالاته واسعة، ليس فقط من زاوية انحسارٍ آخر لمكانة روسيا على الخريطة العالمية، بل أيضاً لناحية اهتزاز أسس العلاقات الدولية وآليات اتخاذ القرارات الدولية.

مجموعة السبع تضم كلاً من الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان وكندا، وأُسِّست عام 1975. هذه الدول السبع تُعتبر أغنى الأنظمة الديموقرطية الليبرالية، وتستأثر بنسبة 60 في المئة من صافي الثروة العالمية لنحو 10 في المئة من سكان العالم. وبحسب "ويكيبيديا"، معظم أعضاء هذه المجموعة هم قوى عالمية على مسرح الشؤون العالمية، يرتبطون بعلاقات وثيقة متبادلة على الصُعد الاقتصادية والعسكرية والدبلوماسية.

 مجموعة العشرين تأسست سنة 1999 بمبادرة من مجموعة السبع، لتضم الاقتصادات العالمية الكبرى استجابة لسلسلة أزمات الديون التي انتشرت عبر الأسواق الناشئة، واحتياطاً لما تتطلبه العولمة والمنافسة والتنمية الاقتصادية. الدول التي تنتمي إلى المجموعة تم تحديدها على أساس جغرافي وليس فقط بسبب حجم اقتصادها. فمن القارة الآسيوية، كل من الصين والهند وإندونيسيا واليابان وكوريا الجنوبية والسعودية. ومن أفريقيا، جنوب أفريقيا. ومن أميركا الجنوبية، الأرجنتين والبرازيل. ومن أوروبا، بريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي، إضافة إلى روسيا وتركيا. أما أميركا الشمالية فإن الدول التي تمثلها هي الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. ثم هناك أستراليا من قارة أوقيانيا.

ما حدث هذا الأسبوع هو انتهاء الاجتماع الوزاري في الهند بخلافات منعت التوافق على بيان مشترك، بسبب معارضة روسيا والصين صدور بيانات تندّد بالحرب في أوكرانيا. الهند، رئيسة المجموعة الحالية، قالت إن معظم الدول الأعضاء ندّدت بالحرب وأصدرت "وثيقة ملخّص ونتيجة" لاجتماع وزراء الخارجية باللغة ذاتها التي استُخدمت في بيان صدر بعد اجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية للمجموعة مطلع الأسبوع. دلالة هذا هي، أولاً، تشرذم مجموعة العشرين وعجزها عن اتخاذ القرارات العالمية، في الوقت الذي تتمتع مجموعة السبع وحدها بوحدة القرار والقدرة على اتخاذ القرار. هذا مهم لأن هاتين المجموعتين كانتا الوحيدتين الجديتيّن على الساحة الدولية، وليس تجمّع "البريكس" مثلاً الذي نشأ كمجموعة دول معارِضة ويضم روسيا والهند والصين والبرازيل وجنوب أفريقيا. وطأة هذا التطوّر ستكون اقتصادية وأمنية. وستؤثر على عملية بناء النظام العالمي الآتي.

ثانياً، خسرت روسيا منبراً فائق الأهمية لها بسبب الشرخ الذي وقع في مجموعة العشرين. ثم إن الرئيس فلاديمير بوتين كان يأمل حضور قمة مجموعة العشرين التي ستستضيفها الهند في أيلول (سبتمبر) المقبل، فخاب أمل الطرفين، الهند وروسيا، بأن تكون القمة مناسبة تتطلع إليها الدولتان، وخسرت روسيا منبراً رئيسياً كانت أعطته الكثير من تطلعاتها. الأسوأ لروسيا، هو أن ما حدث في نيودلهي كان مؤشراً ومنبِّهاً لمواقف الدول من حرب أوكرانيا. فالسعودية مثلاً اتخذت خطوات لافتة قبل اجتماع نيودلهي عندما توجّه وزير خارجيتها، الأمير فيصل بن فرحان، إلى أوكرانيا ووقّع اتفاقية بـ400 مليون دولار في زيارة كانت الأولى من نوعها لمسؤول سعودي وعربي أطلقت زخماً جديداً بين البلدين.

والرسالة السعودية إلى روسيا هي الحرص على بذل الجهود لحل الأزمة الأوكرانية - الروسية سياسياً، والامتناع عن الظهور بأن السعودية تدعم روسيا في حربها الأوكرانية. موسكو كانت تأمل الحياد السعودي بحسب تعريفها للحياد. الرياض بعثت برسالة مهمة إلى موسكو من نيودلهي ومن كييف ومن نيويورك.

وهكذا، مع التصويت في الأمم المتحدة في نيويورك على قرار سجّل وقوف 141 دولة ضد روسيا، بما فيها صربيا، في حربها الأوكرانية، ومع ما حدث في نيودلهي، دخلت روسيا مرتبة أخرى من العزلة الدولية وخسرت دورها في عملية صنع القرار العالمي. فالدول الغربية عازمة على حرمان روسيا من مكانتها العالمية وطردها من آليات صنع القرار الدولي. وما حدث في نيودلهي كان قد بدأ في ميونيخ أثناء انعقاد مؤتمر ميونيخ للأمن، بالذات على مستوى وزيرة الخارجية الألمانية.

لكن التطورات الميدانية هي التي أتت بالأنباء الأكثر قلقاً لموسكو، واستفزتها كثيراً. الثلثاء الماضي، شنّت جهة مجهولة هجمات بمسيّرات درونز داخل الأراضي الروسية، واحدة منها على بُعد أمتار من محطة لضخّ الغاز الطبيعي في مدينة كولومنا البعيدة من وسط العاصمة الروسية بـ110كيلومترات يملكها عملاق الطاقة الروسية، شركة غازبروم. يوم الأربعاء وقعت هجمات بالطائرات المسيّرة على مناطق أخرى داخل روسيا وفي القرم.

يوم الخميس وقع هجوم مسلّح في مقاطعة بريانسك داخل روسيا المتاخمة للحدود الأوكرانية، قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، ديمتري ميدفيديف، عنه إنه "أظهر أن الغرب يدعم النازيين، ما يجعل زعماء الولايات المتحدة وبريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي مشاركين مباشرين للإرهابيين". وزارة الدفاع الأميركية نفت أن تكون قدّمت إلى أوكرانيا معلومات استخبارية لشن ضربات داخل الأراضي الروسية. هذه تطورات ذات مؤشرات إلى عناصر جديدة في الحرب الأوكرانية تأتي مع بدء الشهر الحاسم، شهر مارس، شهر العمليات الهجومية المنتظرة، من ضمنها التحضير لعملية هجومية نوعيّة لأوكرانيا ضد روسيا. لكن الوضع يبقى وضعاً لا يمكن التنبؤ به. فهذا شهر المفاجآت التي تقلق كل اللاعبين. أوروبا متأهّبة سياسياً وعسكرياً من خلال إمداداتها بالأسلحة إلى أوكرانيا لأنها تعتبر الحرب الأوكرانية مصيرية لها. تدرك أنها هي ساحة توسّع الحرب وتداعياتها وليس الساحة الأميركية؛ ولذلك إنها قلقة. إنها أيضاً ليست في مزاج التهاون مع حلفاء روسيا في حربها الأوكرانية، وهذا الأمر أدّى إلى مواقف أكثر غضباً واستعداداً لمعاقبة إيران من المواقف الأميركية نحو الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

تحالف إيران مع روسيا في الحرب الأوكرانية أغضب أكثر الدول تفهّماً وتعاطفاً مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، تقليدياً. والكلام عن ألمانيا. فألمانيا لطالما كانت في طليعة المدافعين عن إيران إلى درجة التحامل على مَن وقف ضدها ومَن انتقد سلوكها الإقليمي. كانت ألمانيا في طليعة الذين رفضوا الاستماع إلى الذين حذّروا من سياسات طهران النووية والإقليمية والداخلية. أما اليوم، فإن ألمانيا خرجت من سرب الانبطاح الأوروبي أمام طهران، بل أصبحت في القيادة الأوروبية الغاضبة والجاهزة لعقوبات على إيران، بسبب تحالفها مع روسيا في الحرب الأوكرانية.

بالأمس كانت ألمانيا تعتقد أن في وسعها إبقاء إيران تحت السيطرة. اليوم، ومع انهيار محادثات فيينا النووية ودخول إيران طرفاً مباشراً في الحرب الأوكرانية، انهار الجدار الرادع والعائق أمام المفاجآت الإيرانية. أوروبا استدركت، بل أصبحت أكثر حزماً من الإدارة الأميركية.

هناك اليوم تباين أميركي - أوروبي في شأن طبيعة الرد على تخصيب إيران لليورانيوم، بنسبة تسمح لها بإنتاج أسلحة نووية بتقدمٍ غير مسبوق، بعدما أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالعثور على جزئيات من اليورانيوم المخصب بنسبة تزيد عن 80 في المئة. إيران تقول إن هذا "تراكم غير مقصود" بسبب صعوبات تقنية في أجهزة الطرد المركزي، بحسب رسالتها إلى الوكالة، وتنفي أن تكون نيتها حيازة السلاح النووي.

الأسبوع المقبل سيكون هناك اجتماع للوكالة الدولية للطاقة الذرية. صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلت عن مصادرها أن إدارة الرئيس جو بايدن متردّدة في إلقاء اللوم على إيران علناً في الاجتماع، بينما تفضّل ألمانيا وبريطانيا وفرنسا توجيه اللوم رسمياً لطهران في الاجتماع. وهذا حقاً أمر لافت حتى ولو لم تدفع الدول الأوروبية في اتجاه إصدار قرار من دون دعم واشنطن.  كل هذا بسبب الحرب الأوكرانية. حتى في العلاقة الروسية - الإسرائيلية حدث شرخ كان يأمل الكرملين تفاديه مع وصول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الحكم، رهاناً على العلاقة الشخصية بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. اليوم، دخلت إسرائيل حلبة الحرب الأوكرانية مع الغرب وضد روسيا، جزئياً بسبب التحالف بين إيران وروسيا. وقد تترتب على ذلك تطورات إقليمية ليست بعيدة من حرب بين البلدين تستدعيها التطورات النووية... والحرب الأوكرانية.

 المناورات العسكرية الإيرانية الأخيرة تعمّدت كشف القدرات الهائلة لدى طهران، تلك في الأجواء وتلك في الأنفاق. فإيران في تأهب وفي مزاج الغضب والاستعداد للاستباق. كذلك موسكو. إنها في مزاج الرفض القاطع للهزيمة. وكلتاهما متأهب للمفاجآت.

 

العبثية الدولية لا تقدر أن تساعد دولة لبنان الفاشلة

د. ايلي أبو عون/الإسبوع العربي/10 آذار/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/116443/116443/

هناك واجب سياسي وأخلاقي مطلق لحماية السكان المدنيين اللبنانيين من خلال إجراءات ملموسة مثل العقوبات الفردية التي تقوم بها النخبة السياسية والتجارية.

ارتفع معدل الفقر المتعدد الأبعاد في لبنان من 53٪ قبل 2019 إلى 82٪ في 2019، بسبب ما وصفه البنك الدولي بأنه ركود متعمد دبرته النخبة في البلادالذي يعتبر واحد من أكبر ثلاثة انهيارات اقتصادية على مستوى العالم منذ خمسينيات القرن التاسع عشر.

علاوة على ذلك، فقد مر أكثر من عامين حيث أعاقت هذه النخبة نفسها التحقيق في واحدة من أكبر الانفجارات غير النووية (تفجير مرفأ بيروت) في التاريخ الحديث والتي أودت بحياة أكثر من 200 شخص وجرح 7000 وتسببت في خسائر تقدر بنحو 15 مليار دولار. ومع ذلك ، يستمر المجتمع الدولي طوال الوقت في توجهه الإجرامي "اللطيف اللطيف" تجاه لبنان.

إن تحميل المجتمع الدولي المسؤولية الكاملة عن الفوضى في لبنان ليس فقط أمرًا غير عادل ، ولكنه في الأساس مناف للعقل. من الواضح الآن أن بعض المواطنين اللبنانيين يمكن تصنيفهم بسهولة كجناة، في حين أن البقية إما غير مستعدين أو غير لائقين ليكونوا جزءًا من الحل، أو محتجزين كرهائن من قبل النخبة الحالية ، أو مجرد الثرثارين العاطلين ، غير الناضجين سياسياً لتصور وتنفيذ الطريق للخروج من المستنقع.

على الرغم من عدم وجود تعريف قانوني دقيق لمصطلح "الدولة الفاشلة" ، إلى جانب الجدل حول استخدام المصطلح ، فقد أصبح هذا المفهوم ، منذ ظهوره في التسعينيات، ذا أهمية متزايدة في القانون الدولي، حيث يمكن أن يكون له تداعيات كبيرة على المستوى الدولي. التدخل الأمني والإنساني. وعادة ما يشير إلى دولة فقدت السيطرة الفعلية على أراضيها وحكومتها وسكانها وغير قادرة على توفير الخدمات الأساسية والحفاظ على القانون والنظام وحماية حقوق مواطنيها وحرياتهم.

مع مرور الوقت، تم تطوير أطر لتحديد الدول الفاشلة والتعامل معها من قبل المنظمات الدولية التي تلتقط مجموعات مختلفة من مؤشرات فشل الدولة، ومعظمها ينطبق على لبنان.

مع أكبر عدد من اللاجئين بالنسبة للفرد الواحد، لبنان بلد يعاني من ضغوط ديموغرافية كبيرة وهجرة بشرية وهجرة عقول بالإضافة إلى مظالم اجتماعية جماعية. تواجه البلاد فقرًا متزايدًا وتدهورًا اقتصاديًا مستمرًا، إلى جانب تآكل شرعية الدولة وتضاؤل الخدمات العامة، فضلاً عن سجل ضعيف في حقوق الإنسان وسيادة القانون. الأجهزة الأمنية الفئوية غير قادرة على ردع الجريمة وحماية الجمهور وهي لا تحتكر استخدام القوة.

معظم الأصول المالية السائلة للسكان عالقة في نظام مصرفي بالكاد يعمل وبالتالي لا يمكن الوصول إليه ، في حين تخلفت الدولة عن سداد ديونها السيادية منذ مارس 2020. بعد انتهاء الولاية الرئاسية للعماد ميشال عون في أكتوبر 2022 وفشل انتخاب مجلس النواب لخليفة الرئيس المنتهية، لا تزال حكومة تصريف الأعمال مشلولة بسبب الخلافات السياسية والغموض الدستوري حول شرعية اجتماعاتها. وإلى أن يتم انتخاب رئيس جديد ، إلى جانب إعاقة السلطة التنفيذية ، فإن نشاط البرلمان مقيد بموجب الدستور ليكون مجرد "هيئة انتخابية"، مما يحرم البلاد من النشاط التشريعي والرقابي الذي تشتد الحاجة إليه.

لطالما تم استخدام القضاء اللبناني من قبل النخب السياسية ورجال الأعمال. ومع ذلك ، فإن الانهيار الداخلي في نظام العدالة الجنائية في الأشهر القليلة الماضية هو غير مسبوق، ولا حتى في ظل الاحتلال السوري للبنان بين عامي 1990 و 2005. وتُظهر التصنيفات المختلفة لبنان كواحد من أكثر 30 دولة فسادًا في العالم. في ظل وجود إطار تنظيمي شديد القصور للمساءلة القضائية، يواجه لبنان عواقب عقود من الإفلات من العقاب.

باختصار، لبنان بلد يتفشى فيه الفساد والسلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية المختلة، حيث يصعب الوصول إلى الخدمات وتكون معدلات الفقر مقلقة. بما أن حماية شعبها هي جزء أساسي من ممارسة السيادة الوطنية للدولة، فمن الواضح أن السلطات اللبنانية لا تملك الإرادة السياسية ولا القدرة على إنجاز هذه المهمة الحاسمة. ومع ذلك ، فقد فشل المجتمع الدولي في استهداف النخبة السياسية الإجرامية في البلاد بما يتجاوز مجرد الخطاب والتهديدات الفارغة المتفرقة بفرض عقوبات فردية لم يتم تطبيقها أبدًا، مع استثناءات نادرة.

لقد ولت منذ زمن بعيد الوقت الذي كانت تعتبر فيه القوى العالمية وضعًا مشابهًا مثيرًا للقلق بدرجة كافية لسن مبدأ "مسؤولية الحماية" وإحداث نوع من الوصاية الدولية على دولة معينة. قد لا يكون لبنان محظوظًا مثل ناميبيا (1968) وكمبوديا (1992) وكرواتيا الشرقية (1996) وكوسوفو (1999) أو تيمور الشرقية (1999) وقد يكون من السذاجة جدًا توقع إحياء آلية مجلس الوصاية الخاملة للأمم المتحدة ، غير نشط منذ 1994.

بل إن بعض النقاد في لبنان يفكرون، منذ فترة، في إمكانية المطابقة بين ما يحدث في لبنان والتعريف القانوني الدولي لـ "الإبادة الجماعية" أو "الجرائم ضد الإنسانية" ويتفق الخبراء القانونيون بشكل عام على أن توصيف الأحداث في لبنان على أنها "فظاعة" على النحو المحدد في القانون الدولي هو أمر خيالي إلى حد ما من منظور قانوني بحت.

ومع ذلك، فإن الإطار المعياري لـ "مسؤولية الحماية" يتطلب من جميع الدول حماية شعب دولة أخرى عندما تكون حكومتها غير قادرة أو غير راغبة في القيام بذلك. لقد طعنت اللجنة الكندية الدولية للتدخل وسيادة الدولة (ICISS) في الطبيعة المطلقة لسيادة الدولة، واعتبرت الدولة إلى جانب السيادة ليس المجموع المطلق لأجزائها، ولكن على أنها مشروطة بالوفاء بالالتزامات تجاه جميع أجزائها. علاوة على ذلك، صرحت اللجنة الدولية المعنية بالدراسات الأمنية الإستراتيجية أن مفهوم السيادة مشروط بأمن السكان. يفترض هذا المفهوم، المسمى بالسيادة "المتمركزة حول الدولة"، أن الدولة تفعل وستستمر في تمثيل إرادة شعبها وأن إرادة جميع شعبها تُحترم، إما من خلال نوع من التمثيل الخاص أو الحكم الخيري، أو من أجل ترتيب ديمقراطي متفق عليه.

من الناحية العملية، لا تسمح الوقائع الجيوسياسية الحالية وقيود المجتمع الدولي بمعاملة لبنان على أنه "دولة فاشلة" ولا وضعه تحت وصاية دولية. لكن لا مبرر سياسي ولا أخلاقي للتخلي عن اللبنانيين. لذا فإن السؤال هو ما إذا كان يمكن أن تكون هناك إجراءات أخرى من شأنها حماية اللبنانيين من النخبة السياسية والتجارية، على الرغم من أن هذه النخبة نفسها قد تبناها جزء من السكان.

تم تطبيق مجموعة من الإجراءات، مثل حظر التأشيرات والسفر، وتجميد الأصول، والمقاطعة الدبلوماسية وغيرها، لتحديد ومعاقبة الأفراد أو المنظمات الفاسدة في العالم. من الواضح أن تأثير هذه التدابير يعتمد على السياق والتوقيت. لكن بالنظر إلى الانهيار التدريجي للبنان، وعلى الرغم من أن كل إجراء لن يؤدي إلى النتيجة المرجوة  فمن المؤكد أنه من المناسب تطبيق بعضها. وهذا صحيح بشكل خاص، نظرًا لأن النخب اللبنانية معروفة بأنها تعامل تمامًا ومهووسة بالحفاظ على أي مزايا يمكنهم الوصول إليها. علاوة على ذلك ، لا يزال غالبية هؤلاء الجناة يتمتعون بحرية الحركة ويمتلكون مؤسسات عقارية وتجارية في العديد من دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وكندا وأستراليا ومواقع أخرى.

تتضمن معظم أنظمة العقوبات في هذه البلدان، من بين معايير أخرى، أحكامًا لمعاقبة الأفراد المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المعترف بها دوليًا أو المتواطئين فيها (مثل إعاقة العدالة في قضية انفجار الميناء) أو أولئك المسؤولين عن التواطؤ في أعمال الفساد بما في ذلك الرشوة واختلاس الأصول الخاصة أو العامة لتحقيق مكاسب شخصية أو أعمال فساد أخرى.

عند سؤالهم عن سبب استمرار بلدانهم في نهج "العمل كالمعتاد" مع النخب السياسية والتجارية في لبنان، ذكر بعض الدبلوماسيين الغربيين ديناميكيات القوة الحالية في العالم ومدى استحالة الحصول على قرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يتم التصويت عليه دون استخدام حق النقض من قبل أحد الدول الخمس دائمة العضوية، أو قرار الاتحاد الأوروبي الذي يتطلب الإجماع بين الدول الأعضاء الـ 27 فيه.

لكن ما لا يذكره هؤلاء وغيرهم هو سبب استمرار حكوماتهم في منح الوكالة للجناة، وعدم فرض حظر السفر والمقاطعات الدبلوماسية والعقوبات المالية الأخرى على السياسيين اللبنانيين وعلى نخب رجال الأعمال الفاسدين المعروفين بأنهم تجاريون تمامًا، كما هو منصوص عليه في التشريعات الوطنية الخاصة بها. ما يجب أن يحدث أيضًا قبل أن يدرك المجتمع الدولي أنه على الرغم من أن مأزق لبنان هو في الغالب من صنع الذات، فإن مقاربته للبلد عبثية وأن هناك واجبًا سياسيًا وأخلاقيًا مطلقًا لحماية السكان المدنيين اللبنانيين، من خلال إجراءات ملموسة مثل العقوبات الفردية على أعمال النخبة السياسية والتجارية الخاصة بها؟

* الدكتور إيلي أبو عون هو مدير برامج شمال إفريقيا والمحور الإقليمي في معهد الولايات المتحدة للسلام.

*ترجمة موقع المنسقية ع كوغل

 

الصين: منافس أم عدو؟

أمير طاهري/الشرق الأوسط/11 آذار/2023

منذ أكثر من أربعة عقود، عندما أصبح دنغ شياوبنغ أول زعيم للصين الشيوعية يقوم بزيارة رسمية للولايات المتحدة، لم يَدُر بخلد أحد أنه كان يصعد درجات سلم يقود أمته لأن تتحول من «شريك مهم»، حسب وصف الرئيس جيمي كارتر، إلى منافس وخصم يتحدى مكانة واشنطن بوصفها «قوة عظمى».

في وقت سابق من الشهر الجاري، دفع الكونغرس الأميركي بالصين إلى درجة أعلى في هذا السلم بدق أجراس الإنذار بشأن «الطموحات الصينية». صحيح أن «اللجنة المختارة بمجلس النواب المعنية بالمنافسة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والحزب الشيوعي الصيني» لم تصنِّف مباشرةً الصين عدواً، لكنّ رئيس اللجنة مايك غالاغر اقترب من ذلك بوصفها بأنها مصدر «تهديد».

وإذا استمر الاتجاه الحالي، فقد يجري قريباً تغيير مصطلح «مصدر التهديد» إلى «العدو»، إذ تُظهر استطلاعات الرأي العام أن الصين اليوم واحدة من أكثر الدول التي تفتقر إلى الشعبية في الولايات المتحدة إلى جانب روسيا، وجمهورية إيران الإسلامية.

فوق كل ذلك، تحتل الصين موقعاً فريداً لأن افتقارها إلى الشعبية يتجاوز الخطوط الحزبية في واشنطن. على سبيل المثال، تتمتع روسيا ببعض حسن النية بين الجمهوريين من أنصار حركة «لنجعل أميركا عظيمة مجدداً»، بينما يميل بعض الديمقراطيين من أنصار أوباما بقوة لنظام الملالي في طهران. حتى إن بعض النقاد الأميركيين يرون أن الاتجاه الحالي يدفع باتجاه حرب باردة جديدة مع الصين، بدلاً من الاتحاد السوفياتي البائد، بوصفها «عدواً».

ومع ذلك، هناك اختلافات جوهرية بين الحرب الباردة القديمة والحرب الجديدة التي يتخيلها بعض المحللين. شكّل الاتحاد السوفياتي تهديداً آيديولوجياً ليس للولايات المتحدة فحسب، بل لجميع الديمقراطيات الرأسمالية، في حين أن الصين، على الرغم من الإيحاءات النظرية الأخيرة للرئيس شي جينبينغ، لا تقوم بتسويق الـ«يوتوبيا» الخاصة بها كنموذج للبشرية جمعاء.

كذلك تورط الاتحاد السوفياتي في التحريض ضد الولايات المتحدة، والغرب أيضاً، بدعم أكثر من 40 حزباً شيوعياً في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك ديمقراطيات أوروبية مثل فرنسا وألمانيا والبرتغال.

ودأب السوفيات على تأجيج نيران التمرد المسلح ضد الحكومات الموالية للغرب في أكثر من اثنتي عشرة دولة في آسيا، وأفريقيا، وأميركا اللاتينية، ودعموا عدداً من ديكتاتوريي «العالم الثالث»، تحديداً في أفريقيا و«العالم العربي».

نادراً ما انتاب القادة السوفيات أي مخاوف بشأن استخدام القوة لفرض إرادتهم، فسحق المعارضة بالقوة في بولندا والمجر وتشيكوسلوفاكيا، والابتزاز الصاروخي في كوبا، وغزو أفغانستان لفرض النظام الشيوعي، أظهر أن المكتب السياسي للحزب الشيوعي، في تحديه للنظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة، لا يتوانى عن السير لأبعد مدى في هذا الاتجاه.

والأهم من ذلك، أن التحدي السوفياتي جذب الولايات المتحدة إلى أكبر سباق تسلح في التاريخ، وهو السباق الذي انتهى بخسارة السوفيات. وحتى اليوم، يرى فلاديمير بوتين أن روسيا خليفة للاتحاد السوفياتي، وتتبع أجندة انتقامية على نحو متزايد.

ويعد غزو جورجيا عام 2008 ومن بعدها أوكرانيا عام 2022 أحدثَ مظاهر هذه الأجندة الانتقامية.

في المقابل، أوقفت الصين التحدي الآيديولوجي الخيالي إلى حد كبير للرأسمالية الغربية بقيادة الولايات المتحدة في سبعينات القرن الماضي، وذلك بإنهاء دعمها للمتمردين في أنغولا، وموزمبيق، وجنوب اليمن، وتخلّت عن حلفاء مثل أنور خوجة في ألبانيا وتنظيم «مجاهدين خلق» الإيراني المسلح الذين كانوا يقاتلون ضد الشاه في إيران.

بالمقارنة مع روسيا السوفياتية، نادراً ما دخلت الصين الشيوعية في مغامرات عسكرية لتعزيز أهدافها. في عام 1960 خسرت الصين أجزاء كبيرة من أراضيها لصالح الاتحاد السوفياتي في حرب حدودية. كما خاضت حرباً قصيرة مع الهند، وضمّت أجزاء من الأراضي الهندية على طول حدودها. وبصرف النظر عن القصف العَرَضي لجزيرتي «كيموي» و«ماتسو» –وكان الغرض الأكبر من وراء ذلك جذب الانتباه- لم تستخدم جمهورية الصين الشعبية القوة العسكرية. وكانت آخر مرة غَزَت فيها دولة أخرى عام 1979 عندما ضمت جزءاً من الأراضي الفيتنامية في حرب قصيرة.

ومع ذلك، فإن الشكاوى الأميركية تجاه الصين لا تقتصر على القلق بشأن حشودها العسكرية الهائلة، إذ تحاول الصين بناء قوات بحرية قادرة على العمل على نطاق دولي لتأكيد الهيمنة في «بحر الصين الجنوبي»، وتحديث ترسانتها من الأسلحة العتيقة.

إذا استمر الاتجاه الحالي دون تغيير، مع تساوي الكفتين في الأمور الأخرى، فقد تصبح الصين بحلول عام 2035 قوة عسكرية كبيرة مثل الولايات المتحدة اليوم. لكن من يدري ما إذا كانت الاتجاهات الحالية ستستمر على حالها وأن الأمور الأخرى ستبقى متكافئة.

للصين بعض نقاط الضعف، لم تكن لدى الاتحاد السوفياتي، فالصين يُنظَر إليها بقدر من الريبة، بل ربما الكراهية، من جميع جيرانها تقريباً، باستثناء باكستان. وعلى عكس الاتحاد السوفياتي الذي كان مصدراً رئيسياً للطاقة، تعتمد الصين بشكل كبير على واردات الطاقة والأسعار في السوق العالمية. وبينما تعلّم الصينيون كيف يُطعمون أنفسهم على نحو أفضل، باتت جمهورية الصين الشعبية الآن أكثر اعتماداً من ذي قبل على واردات الغذاء.

كل ما سبق يعني أنه على عكس الاتحاد السوفياتي أو روسيا التي يمكن أن تتوافق مع نظام الاكتفاء الذاتي، وإن كان بصعوبة شديدة، فإن جمهورية الصين الشعبية تعتمد بشكل كبير على التجارة العالمية، وهو ما يعيدنا إلى الولايات المتحدة التي لا تزال تمثل أكبر سوق للصين وشريك تجاري لها.

عام 2021 صدّرت الصين سلعاً وخدمات قاربت قيمها نحو 3.5 تريليون دولار، أكثر من سدسها للولايات المتحدة، بينما صدرت الولايات المتحدة ما قيمته أقل من 200 مليار دولار إلى الصين، بعجز تخطى 300 مليار دولار.

ورغم أنه كثيراً ما يجري اتهام الصين بمحاولة شراء كل شيء في الولايات المتحدة لسرقة التكنولوجيا والمهارات الأميركية، فإن الواقع يقول إن جمهورية الصين الشعبية ليست من بين كبار المستثمرين الأجانب في الولايات المتحدة، حيث تسبقها حتى آيرلندا وفرنسا. وبدلاً من ذلك، ظهرت الصين كواحدة من أكبر أصحاب احتياطيات الدولار، مما ساعد على دعم الأرقام المتذبذبة دائماً للمدخرات الوطنية في الولايات المتحدة.

ومن ضمن المزاعم المنتشرة في واشنطن أن الصينيين يكرهون الولايات المتحدة، لكننا لم نرَ أي بحث جاد يعزز هذا الادعاء. على العكس، فإن الأدلة الشفاهية التي جرى جمعها خلال اثنتي عشرة زيارة للصين بين عامي 1970 و2014 تشير إلى خلاف ذلك، فالولايات المتحدة تعد الوجهة الأولى للسياح والطلاب الصينيين بينما يجتذب ما يسمى «نمط الحياة الأميركي» عدداً متزايداً من الصينيين في المناطق الحضرية.

ومع ذلك، ما من شك في أن القيادة الصينية لم تلعب دائماً لعبة القوة وفق قواعد مقبولة، ومن المؤكد أنها كانت كتومة بشأن حقيقة أصول «كوفيد - 19» ومارست الخداع من خلال منظمة الصحة العالمية.

قد تكون التقارير التي تفيد بأن الصين متورطة في التجسس الصناعي صحيحة أيضاً، وإن كانت مبالغاً فيها. ومع ذلك، لا ينبغي أن يدفع كل ذلك الصين إلى أعلى السُّلم لتصبح على بُعد درجة واحدة من مرتبة التهديد الذي يمثله وضع «عدو»، فالصين تعاونت بشكل وثيق مع الولايات المتحدة لإصدار سبعة قرارات لمجلس الأمن الدولي ضد الجمهورية الإسلامية في إيران. كذلك فعّلت الصين عقوبات فرضها الرئيس السابق دونالد ترمب، فيما كانت تستفيد من أسعار النفط الإيراني المخفضة. ولم تعترف الصين بضم بوتين «أوسيتيا الجنوبية» و«أبخازيا» وشبه جزيرة القرم و«دونيتسك» و«لوهانسك»، ولم تؤيد الاجتياح الروسي لأوكرانيا. لقد وضعت أسطورة «الخطر الأصفر» القوى الغربية على مسار خاطئ تجاه الصين لعدة عقود. قبل وصف الصين بـ«العدو»، يتعين على الغرب أن يفكر ملياً في رؤيتها كمنافس للتأثير العالمي، مع الأخذ في الاعتبار دائماً أن المنافس قد يجبرك على تطوير قدراتك الخاصة.

 

كيف يحصل الإصلاح؟ أهمية التاريخ الثقافي

رضوان السيد/الشرق الأوسط/11 آذار/2023

توماس باور، أستاذ ألماني يعمل منذ ثلاثة عقودٍ ونيف على التاريخ الفكري والأدبي للحضارة العربية والإسلامية بطرائق مختلفة عما اعتاده المستشرقون، وعما اعتاده المفكرون العرب في الأزمنة الحديثة. المستشرقون الذين أدان إدوارد سعيد مقارباتهم الشاملة للحضارة الإسلامية باعتبارها انحيازاً لوجهات نظر غربية تخدم السيطرة والسطوة في الزمن الاستعماري، يرى فيها باور تفسيراً ناقصاً أو بدءاً من الموقع الخطأ؛ ولذلك لا بد من البدء من الرؤية الغربية نفسها للحضارة الغربية. ودليله على ذلك، أنّ المستشرقين ذوي الثقافة الغربية بالطبع توصلوا إلى وجود حقبة انحطاطٍ طويلة في الحضارة الإسلامية بعد القرن الثاني عشر الميلادي وحتى الأزمنة الحديثة. وهي الفكرة نفسها للانحطاط الذي نزل بالحضارة الغربية فيما بين القرنين الخامس والخامس عشر، فيما سُمّي بالعصور الوسطى، عصور الانحطاط والظلام. ولذلك لا بد من البدء بفحص رؤية العصور الوسطى تلك فحصاً نقدياً، وهو الأمر الذي بدأته مدرسة «الحوليات» الفرنسية منذ عشرينات القرن العشرين، وتوصلت من خلال إعادة قراءة مجريات ومنتجات القرون العشرة إلى أنّ البعث الحضاري أو النهوض بعد القرن الخامس عشر إنما بدأ وتطور في «العصور الوسطى» نفسها المتهمة بالانحطاط.

ولهذا؛ فإنّ المستشرقين عندما قالوا بالانحطاط في الحضارة الإسلامية إنما كانوا ينقلون أو يقلّدون التصور الغربي لحضارتهم هم في الأزمنة ذاتها. ولذا؛ فالذي ينبغي إدانتهم به أو الأخذ عليهم بشأنه (وإدوارد سعيد يعتبرهم سطحيين أيضاً بالمقاييس النهضوية الغربية) أنهم وهم يكتبون مقارباتهم «العلمية» عن حضارة الإسلام ما لاحظوا الحراك التاريخي الكبير الذي كان يجري باتجاه إعادة قراءة العصور الوسطى الأوروبية، بحيث يصيرون وأمامهم النتاجات الفكرية والعلمية الكبيرة للحضارة الإسلامية إلى تأويلاتٍ أخرى للوجود الحضاري العربي والإسلامي وتأويلاته. ولهذا؛ فإنّ الرؤية الإصلاحية التي ينبغي أن يصير إليها المفكرون العرب من أجل الإصلاح الحديث والمعاصر، لا تكون بضرورات القطيعة مع حضارة الإسلام القديمة؛ بل بالمراجعة وتجديد الفهم، كما فعل الغربيون مع عصورهم الوسطى، وليس من أجل التقليد، بل من أجل التجديد تطلباً لفهم التأزم الحاصل اليوم، وكيفيات الخروج منه.

بدأ توماس باور دراساته بتجديد الفهم للظواهر الأدبية العربية فيما سُمّي بعصور الانحطاط بعد القرن الثاني عشر الميلادي. ثم تقدم لبحث الرؤى الفكرية والعقدية في الحضارة الإسلامية الكلاسيكية. بعد الظواهر والتيارات الأدبية في الشعر والنثر، صار باور إلى تأليف كتابه الذي صار شهيراً بعنوان «ثقافة الالتباس». فالحضارة العربية الإسلامية في أزمنتها الكلاسيكية (فيما بين القرنين الأول والخامس للهجرة) حافلة بالتيارات المتعددة التي تعرفها الثقافات المزدهرة، ولا فرق في ذلك بين الفكر الديني والفكر الفلسفي والفكر الأدبي. في الحقبة ذاتها تطورت العلوم البحتة والتطبيقية ذات الأصول الإغريقية والفارسية والهندية، وصارت هائلة الانتشار والإنجاز والإبداع وظلّت على النحو نفسه حتى أنّ الأوروبيين في جامعاتهم توصلوا إلى نتاجات ابن سينا والرازي وابن الشاطر في القرن السابع عشر الميلادي. فلماذا يقال بالانحطاط في الفكر الديني والأدبي في الحقبة ذاتها؟ الالتباس - كما في عنوان الكتاب - ليس آتياً من الصراع بين المحافظين والمتحررين - كما ذهب إلى ذلك غولدزيهر - بشأن علوم القدماء؛ بل لأنّ الاختلاف بين التيارات العقدية والفكرية، كان قد جرى تجاوزه باتجاه تعدديات الازدهار حتى في تفسير القرآن، وفي صنع الجديد والمتقدم.

وبعد ثقافة التعدد المزدهرة في تلك الحضارة الكبرى، جاء كتابه الصغير «لماذا لم تكن في الإسلام (عصور وسطى؟)» بالمعنى الذي صار إليه المستشرقون ومن ورائهم مؤرخو الحضارة الأوروبيون. قامت الرؤية الغربية (والاستشراقية) على أنّ قطيعة حصلت بداخل الحضارة الإسلامية بعد القرن الخامس الهجري مع الحضارات الكلاسيكية بسبب سيطرة المحافظين بداخل ثقافات الإسلام وحضاراته. والحقيقة، أنّ الاستمرار الحضاري ظلَّ سائداً في زمن النشوء وفي الزمن الكلاسيكي في كل شيء، وليس في العلوم البحتة والتطبيقية فقط؛ بل وفي الثقافة والعمران وتيارات التفكير الديني والفلسفة والأخلاق. والفرق في الفهم، أنه في مرحلة معينة ما عاد المسلمون في حاجة إلى التقليد والاقتباس، بل كما في كل الحضارات الكبرى، وبعد الاستيعاب والتمثل - ومن جانب المحافظين وغيرهم – استتبّت مسارب ومسالك الثقافة بالإنتاج الخاصّ والإبداع وليس في العلوم وحسْب؛ بل في الفكر الفلسفي والكلامي واتجاهات التفكير الديني في التفسير علوم القرآن والحديث وعلوم الكلام، ومن قبل وبعد علوم اللغة ونظريات الشعر والنثر والبلاغة واللسانيات.

يتشارك المثقفون العرب مع المستشرقين والكُتاّب الغربيين في رؤاهم إلى انحطاط التقليد الديني والفكري بعد التمدح بازدهار القرن الرابع الهجري المستند إلى الإغريقيات! ثم ينتهون إلى أنّ الخروج من الانحطاط يكون بالقطيعة مع الموروث الانحطاطي، والالتفات إلى حضارة العصر وعصر العالم! وتوماس باور - وقد صارت توجهاته تياراً – يعتبر أنّ هذا التصور خطأ محض، ويخضع لرؤى الصحويين والمتشددين في الحضارتين؛ بل لا بد لتجاوز التأزم من العودة لقراءة وقائع الحضارة ومجرياتها. معظم المستشرقين وبعض مؤرخي الحضارة يذهبون إلى أنّ الخروج من انحطاطنا يكون بالمصير، كما صار الأوروبيون والغربيون بعامة إلى مغادرة عصورنا الوسطى، كما غادروا عصورهم الوسطى. وهم لم يفعلوا ذلك إلا جزئياً في القرنين السابع عشر والثامن عشر. وحتى عندما كانوا لا يزالون في الرؤية القديمة لزمانهم الحضاري، انصرفوا لبعث الحضارتين الإغريقية والرومانية لتكونا أساساً في النهوض وإعادة تعريف الهوية والإطلال على مستجدات القرون وتأصيلها. التطور الثقافي والحضاري مثل التطور العلمي. ربما لا يكون ضرورياً استعادة تاريخ الطب أو الهندسة (رغم أنه يحصل)، أما التاريخ الثقافي والحضاري فهو ضروري من أجل فهم الذات الإنسانية، والذاكرة الثقافية والإنسانية. لقد حاول ذلك على سبيل المثال محمد عابد الجابري، وقد خطا خطوات، إنما ظلت غالبة عليه نزعة القطيعة التي استعارها من الأبستمولوجيا الفرنسية. إنّ التجاذب في أوساطنا الدينية والثقافية أنتج تيارات قطيعة وتشدداً. لكن كما أعاد الغربيون النظر ويعيدون، وكذلك اليابانيون والصينيون والهنود؛ فإنّ إعادة النظر من خلال تاريخٍ ثقافي جديد، يظل أمراً ضرورياً للحاضر والمستقبل. لا عودة للماضي، وهي عودة غير ممكنة على أي حال. لكن لا بد من إعادة قراءة ليس الماضي، بل التاريخ من أجل الحاضر والمستقبل.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

ميقاتي: ملتزمون بمنع أي إساءة توجه لدول الخليج

صحف/10 آذار/2023

أشار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى ”أن علاقات لبنان مع الكثير من الدول، لا سيما منها دول مجلس التعاون الخليجي، تعرضت على مدى السنوات الماضية للاهتزاز بسبب اساءات بالغة الخطورة دفع ثمنها غاليا ولن نسمح بتكرارها”.

وأكد “الالتزام بحماية أمننا وامن الدول الشقيقة والصديقة ومنع أي إساءة توجّه الى الاخوة الذين لم يتركوا لبنان يوما ، او تصدير الممنوعات اليهم والإساءة الى مجتمعاتهم، وفي مقدمة هذه الدول المملكة العربية السعودية”.

ورأس ميقاتي طاولة مستديرة بشأن تفعيل أمن سلسلة التوريد في لبنان من خلال برنامج الرقابة على الحاويات، وفي إطار خطة الحكومة لمكافحة تهريب المخدرات والممنوعات عبر المرافئ.

وعقد الاجتماع في السرايا بتنظيم من الحكومة اللبنانية ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة وشارك فيه وزراء، المالية يوسف خليل، الأشغال العامة والنقل علي حمية، الداخلية والبلديات بسام مولوي، الاقتصاد أمين سلام، سفير استراليا أندرو بارنز، سفير النروج مارتن يرتفيك، نائبة السفير الماني كاترينا لاك، الممثلة الإقليمية لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا كريستينا البرتين، المنسق الإقليمي لبرنامج مراقبة الحاويات في الشرق الأوسط وشمال افريقيا ولفغانغ اغنير، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، المدير العام للأمن العام بالوكالة العميد الياس البيسري، رئيس المجلس الأعلى للجمارك العميد أسعد الطفيلي، مدير عام الجمارك بالإنابة ريمون خوري، المدير العام للطيران المدني فادي الحسن، المدير العام للنقل البري والبحري أحمد تامر، المدير العام لإدارة الاستثمار في مرفأ بيروت عمر عيتاني وعدد من ممثلي السفارات والمؤسسات المعنية.

وقال رئيس الحكومة في كلمته، “لقاؤنا هنا اليوم لمناقشة التقدم الذي تم إحرازه حتى الآن في إطار برنامج UNODC/CCP وللانتقال به إلى المستوى التالي وفق رؤية واضحة لدينا وأهداف طموحة خلاصتها اتخاذ كل الإجراءات لجعل سلسلة التوريد التجارية الخاصة بنا أكثر أماناً. فمن خلال فحص الحاويات المصدّرة والمستوردة والتأكد من سلامتها وخلوها من الممنوعات سيتمكن لبنان من استعادة حركة صادراته الكاملة، لا سيما منها الفواكه والخضراوات إلى الأسواق العربية وبشكل خاص دول الخليج”.

وأضاف: “من خلال مبدأ التعاون بين الوكالات الذي يعنى به البرنامج، فان لبنان يبعث برسالة واضحة مفادها أنه يعطي الأولوية لمكافحة الفساد وأن التزامنا بتحسين الامن الحدودي والمساهمة في الاستقرار في المنطقة سيرسل إشارة قوية إلى المجتمع الدولي، من شأنها ان تساعدنا في السعي للنهوض الاقتصادي عبر المفاوضات مع صندوق النقد الدولي والشركاء الدوليين .

ولفت الى أنه، “اجتماعنا اليوم بحضور السادة الوزراء المعنيين، يعطي اشارة قوية على توسيع التعاون ببن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة والوزارات المعنية والاتاحة لوكالات تنفيذ القانون بالانضمام إلى هذا البرنامج الناجح. وقد عيننّا نقطة اتصال في رئاسة الحكومة لتنسيق أنشطة البرنامج مع كل وكالات إنفاذ القانون ذات الصلة ولتوفير الإشراف على عمل البرنامج ونتائجه. والشكر ،كل الشكر، لجميع الدول التي قدمت لنا مساعدات مشكورة لمراقبة المرافق العامة كفرنسا وبريطانيا وايطاليا. كما نشكر اليوم خصوصا سفراء أستراليا وألمانيا والنرويج على دعمهم للمشروع الذي نطلقه اليوم. أعلم أنكم كنتم صبورين للغاية معنا حتى الآن وآمل أن تستمروا في الاستثمار في هذا البرنامج المهم للبنان والشرق الأوسط بأكمله. كونوا مطمئنين أن لديكم دعما كاملا من قبلنا لإنجاح هذا البرنامج”.

وأشار الى أن “هذا البرنامج يمكن أن يعزز ثقة المستثمرين ويساهم في النمو الاقتصادي ويعزز توفير فرص العمل، إنه باختصار خطوة يمكن أن تساعد لبنان على إعادة وضع نفسه كمركز تجاري في شرق البحر الأبيض المتوسط والتغلب على الازمات الطويلة المعقّدة والطويلة الأمد”.

والقت الممثلة الإقليمية لمكتب الأمم المتحدة المعني بالجريمة والمخدرات في الشرق الأوسط البرتين كلمة اعتبرت فيها ان لقاء اليوم يكتسب أهمية كبيرة بفعل حجم حركة الحاويات البحرية مع حوالي 750 مليون حاوية يتم شحنها سنوياً في سلسلة التوريد التجارية، والمصحوبة بمسارات معقدة ووسائل تهريب يعتمدها تجار المخدرات وغيرهم من المهربين مما يجعل وسائل الاعتراض صعبة.

ولمواجهة هذا الخطر يسعى برنامج مراقبة الحاويات لبناء قدرات الدول الأعضاء لتحسين قدرتها على إدارة المخاطر وحفظ أمن سلسلة التوريد وتسهيل التجارة في المرافئ البحرية والمطارات والمعابر الحدودية من أجل الوقاية من الجريمة العابرة للحدود والأنظمة ومنع تهريب البضائع غير الشرعية عبر الحدود، ولهذه الغاية يعتمد البرنامج مقاربة شاملة متعددة القطاعات من خلال توفير الرقابة المستمرة المحددة وتعزيز التعاون بين وكالات الدولة والقطاع الخاص. وتنسجم هذه المقاربة مع الإطار اإاقليمي UNDOC – الدول العربية الذي يحدد مهمة المنظمة التي تقضي بالاسهام في السلام والأمن وحقوق الانسان وتطوير منطقة خالية من المخدرات والجريمة والفساد والإرهاب من خلال تخفيض معدلات العنف وانعدام المساواة ضمن المجتمع، وهذا يمكننا من أن ندعم الدول الأعضاء بما فيها لبنان في مجالات مثل برامج مراقبة الحاويات.

اما المنسق الإقليمي لبرنامج مراقبة الحاويات أغنير فألقى الضوء على المراحل المتقدمة لبرنامج التعاون مع لبنان واستعرض ما تم انفاذه مع الجمارك اللبنانية، في المرفأ والمطار وعلى الحدود البرية، لافتاً الى ان البرنامج يتكلم عن حدود أمنة ويحلل المخاطر ويمكن ان يوصل إلى رؤية جديدة للبنان في هذا المجال.

واعتبر سفير النروج يرتفيك ان هذا البرنامج يؤثر على استقرار لبنان وازدهاره، فنحن نرى بأن أزمات إدارة الحدود في لبنان مثال على ما يمكن أن يواجهه لبنان من صعوبات في مجال التجاري.

وأعلن السفير بارنر اته يتوجب على الدول ان تعتمد اجراءات فعالة لمراقبة حدودها وهذا البرنامج الذي نفذ يمكّن لبنان من إجادة العمل بشكل أفضل ويقلل من الأخطار في تجارة السلع وفي تقديم الخدمات.

واعتبرت ممثلة السفارة الألمانية لاك ان المشروع يساهم بتعزيز الالتزام بالمهام وتحمل المسؤوليات وتمويل توريد السلع ودعم سيادة لبنان وقدرته على مراقبة حدوده مما بحسن سير العمل في المرفأ والمطار وعلى الحدود وهذه كلها كانت نقاط تركيز المجتمع المدني.

 

سامي الجميّل أكد أن الأولوية لانتخاب رئيس وتأليف حكومة تنقذ الاقتصاد: لن نكون مواطنين درجة ثانية وسنعامل بالمثل

وطنية/10 آذار/2023

أكد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل أن "المواجهة مفتوحة مع حزب الله لكن الخط الأحمر لدينا أننا لن نلعب لعبة الدم والسلاح".

وقال في حديث الى برنامج "صار الوقت" مع الاعلامي مارسيل غانم عبر محطة MTV: نعيش في بلد حر ولن نقبل بان يفرض علينا حسن نصرالله أو بشار الأسد والنظام الايراني نمط حياة ويقرّر عنا مستقبلنا ويحتل بلدنا بقوة السلاح،  ولن نخضع وفي الأصل ما من مرة خضعنا".

أضاف: "مارسنا دورنا الديم,قراطي، ولكن البلد مقسوم فقد كان يجب على الفريق الآخر أن يعلن مرشحه والذهاب الى جلسات مفتوحة. الاسم الذي طرحناه للرئاسة ليس فقاعة أبدًا، وقد قدمنا المرشح الافضل الذي يمثل قناعاتنا وكان على الفريق الأخر أن يقوم بالأمر نفسه. كنا نعلم انه من الصعب الاتيان بالمرشح الأفضل فالبلد مقسوم ولا احد قادر على الوصول الى 65 صوتا لكن علينا ان نطرح المقبولين من الجميع والقادرين على تأمين الـ65 صوتا لكن الفريق الآخر رفض تطبيق اللعبة الديموقراطية. إننا في حزب الكتائب اتخذنا قرارًا بالمعاملة بالمثل ولا قدرة لأحد على أن يخطف البلد ويأخذه رهينة ليفرض المعادلة التي يريدها. ان تطبيق الدستور يبدأ باحترام المهل وكان من المفترض أن تجري الانتخابات الرئاسية منذ 5 أشهر. لذلك، لا يمكن تعليق الدستور إلى أن تناسب الظروف الفريق الآخر. نريد الوصول الى رئيس إنقاذي، ولا يمكن أن يكون محسوبًا على فريق قام بكل ما قام به واي مرشح يكمل بنفس السياسة سيستمر بتدمير المؤسسات ونحن مضطرون للجوء الى وسائل لعدم تكرار التجربة السابقة. نريد الوصول الى رئيس قادر على جمع اللبنانيين لأنه يجب خلق معادلة متوازنة. وطرح الكتائب في المؤتمر العام خلق توازنا على صعيد المعركة الرئاسية فهم كانوا مطمئنين بأن ما من تعطيل للنصاب وانه يكفيهم 65 نائبا".

وأشار الى أنه "قبل الحديث عن طرح تعطيل النصاب كانوا مقتنعين بأن ما من 43 نائبا للتعطيل"، وقال: "لكن عندما اتخذنا هذا الموقف والفضل كبير للكتائب لأنها بدأت بهذا المسار، بدأ التوازن في البلد ولم يعودوا قادرين على الاتيان برئيس بـ65 صوتا وصرنا مجبرين على انتخاب رئيس إنقاذي".

وإذ لفت الى أن "الدولار بـ 90 ألف ليرة والمدارس الرسمية مقفلة وعناصر القوى الأمنية تزاول مهنة أخرى لتستطيع العيش"، قال: "نحن أمام مشهد انحلال الدولة. ومشهد إطلاق النار على الطائرة المدنية في الضاحية يظهر ان لبنان دولة لم تعد موجودة. من هنا نحن نحتاج لمن ينتشلنا من هذه الكارثة".

واعتبر انه "إذا انتخب النواب الـ65 مرشح حزب الله فهذا يعني استمرار عزل لبنان وبقاءنا تحت وصاية الحزب وفي المسار الذي رأيناه على مدى 6 سنوات ولن تعود مقومات النهوض موجودة".

وعن ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه، أوضح الجميل أن "ما من مرة كان هناك تقارب في السياسة إنما علاقة احترام، وإعلانه انه تابع لمحور معيّن جعل الكتائب ترفض التصويت له سابقًا وكذلك اليوم". وقال: "نحن نحتاج لمن يجمع اللبنانيين ويستعيد السيادة. الخط الذي يعلن انتماءه له يناقض كل ما يتحدث به. فكيف تنتمي لخط الممانعة وتقول أنك مستعد لتطبيق ال1559من ضمنها تجريد المليشيات من سلاحها ومن بينها حزب الله. لا يمكن أن تكون مؤمنا بدور المقاومة وفي الوقت نفسه مع تطبيق الـ1559. لا يمكن أن يقنعنا بالخروج من المسار وهو لا يقوم بما يجب للخروج منه، المشكلة ليست لأن المطروح فرنجيه بل لأنه ينتمي الى خط سياسي يناقض خط سيادة لبنان واستقلاله".

أضاف: "إننا لا نتلقى أوامر من أحد. نحن حزب حر ومستقل بقراره وعندما دعمت كل دول العالم التسوية في 2016 رفضناها. لسنا معنيين إلا بالموقف الذي نأخذه انطلاقا من المصلحة الوطنية. ونقول أن من يساوم على حق الشعب بتقرير مصيره وحصرية السلاح بيد القوى الشرعية لا يكون سياديا. ان السيادة مُطلقة: إما أن الدولة سيّدة على أرضها وقرارها أو ما من سيادة. منطق نصف السيادة مرفوض وهو ضرب للدستور، وكل مرشح يتبنى منطق وجود سلاحين سنرفضه ليس لشخصه بل للخط السياسي الذي يسير به وهذا لا ينطبق فقط على فرنجية بل كل من لديه الموقف نفسه. إن كان سيخضع البلد كما خضع في الـ2016  فهذه المرة سينتهي وسيأخذونه الى المجهول ولا أحد يريد الذهاب الى المجهول، إمكانية الخروج باسم يجمع المعارضة وصلت الى نسبة مرتفعة، والموفد  البطريركي المطران انطوان بو نجم اتى بمجموعة أسماء جيدة ولكن المطلوب ان يكون هناك نية بالوصول الى حل والالتفاف على رئيس يبدأ بإصلاح البلد". وردا على سؤال، قال: "بما يتعلق  بالعلاقة مع الوزير جبران باسيل والتيار هناك موقف مستجد أي الخلاف بينه وبين حزب الله وبالنسبة لي نتمنى أن يعود التيار الى تيار الـ2005". ووضع الجميل شرطا للتوافق مع التيار الوطني الحر بـ"أن يكون قد اتخذ قرار تغيير خياره السياسي أي استراتيجيا بموقفه تجاه سلاح حزب الله، أما إن كان يريد الدفاع عن المقاومة فالأمر مختلف".

وقال: "لسنا معنيين إلا بالموقف الذي نأخذه انطلاقا من المصلحة الوطنية ونقول إن من يساوم على حق الشعب بتقرير مصيره وحصرية السلاح بيد القوى الشرعية لا يكون سياديًا. لا نصوت ضد سليمان فرنجية من أجل جبران باسيل وقلت لن نصوّت لأي مرشح يحمل مشروع 8 آذار. أعلنت هذا الموقف في 2016 وأكرّره اليوم. ونحن واعون لكل الأسماء ونعمل لنحصّن الثلث. إن كان فرنجية مقتنعًا بمشكلة اسمها سلاح حزب الله، فلماذا لم يبدأ هذا المسار قبل أن يترشح على الرئاسة وهذه علامة الاستفهام".

وفي ما يتعلق بترشيح النائب نعمة افرام، قال: "لديه مؤهلات مهمة وصديق عزيز". وحدّد شروط نجاح عمل الرئيس المقبل بأربع نقاط، فقال: "النقطة الأولى: مفاوضة حزب الله والعمل على فكفكة الملفات التي يضرب فيها الحزب سيادة البلد من الحدود الى الضغط على القضاء الى التهريب والاقتصاد الموازي وإن فشل الرئيس فعليه ان يستقيل. النقط الثانية: على الرئيس ان يكون لديه القدرة على إعادة العلاقات مع الدول العربية والمجتمع الدولي. النقطة الثالثة: ان يترأس مجلس الوزراء للبحث في الخروج من الازمة الاقتصادية لذلك يجب أن تكون لديه المؤهلات. النقطة الرابعة: الرئيس مؤتمن على الدستور ومقتنع ان الدستور يرعى علاقات اللبنانيين في ما بينهم. إذا استمرينا بالحديث في الأسماء للرئاسة من دون البرامج فلن ننجح في الوصول الى رئيس لأن الأهم هو البرنامج". وبالنسبة إلى رأيه بقائد الجيش العماد جوزاف عون، قال رئيس "الكتائب": "ما قام به عظيم في المؤسسة العسكرية لكننا لا نعرف برنامجه السياسي وهو لا يعلن ترشيحه وهذا ينطبق على كل الأسماء التي تطرح من دون أن تعلن ترشيحها".

وفي سؤاله عن الوزير السابق جهاد أزعور، قال: "لديه المؤهلات، فإن طرح البرنامج الذي تحدثنا عنه يصبح مرشحا مقبولًا".

وكشف أنه طرح على المطران بو نجم "الذهاب الى المشروع وليس الأسماء"، مشددا على أن "لبنان رهينة ومخطوف وبكركي تقوم بمسعى لأن "قلبها على البلد" وهي تقوم بواجبها". وقال: "إن رفض حزب الله كل ما طرحناه، أي رئيس يفاوضه على كل ما ذكرناه، فمعنى ذلك انه يريد البلد له ويدفع اللبنانيين الى ردات الفعل التقسيمية وغيرها".

وإذ أشار الى أن "حظوظ ميشال معوض لم تعد كما كانت"، قال: "كلنا نفكر سويًا بالخطوات اللاحقة التي تبدأ بخلق توازن سياسي لم يكن موجودًا قبل طرح موضوع نصاب الجلسة واليوم صار يمكن طرح أفكار تجمع الجميع. نحاول بناء الثقة التي ضربت عندما اتفقت القوات مع باسيل وعون وورّطونا في الورطة التي ما زلنا فيها اليوم. أنا لا أقول إنني أفاوض مع باسيل، لكن ما قلته إنه عندما يغيّر باسيل موقفه السياسي ليس فقط نحن نستقبله كمعارضة بل القوات من ضمنها. أتمنى ان نهدئ الأجواء لنرى كيف نتقدم لأن الحمل علينا كبير جدا". وردًا على سؤال، قال الجميّل: "نحن بلد حر ولن نقبل بأن يفرض علينا نصرالله أو الأسد والنظام الايراني نمط حياة ويقرر عنا مستقبلنا. ما من مرة خضعنا، ولن نخضع. وفي الوقت نفسه يدنا ممدودة عندما يقبل من يخالف مبدأ المساواة بين اللبنانيين بالخضوع للدستور والقانون. نريد العيش أحرارًا بالشراكة مع "حزب الله" شرط القبول بالمساواة وان يكون تحت سقف القانون". وتابع: "نرفض أي وصاية أميركية أو عربية او ايرانية وبرهنّا ككتائب بكل مسارنا السياسي عندما أبرمت كل الدول تسويات وباركتها، بقينا وحدنا. نحن نواجه منذ 8 سنوات اتفاقا داخليا يضم الكل في الداخل والخارج لأننا كنا مقتنعين بأنه سيوصلنا الى هنا. الثقافة اللبنانية قائمة على الحب والفرح والحياة وهذه ليست القيم التي يقوم حزب الله بنشرها اليوم، فلا يجوز ان يمس حزب الله بحرية اللبنانيين، فخلق مجتمع مبني على العنف مرفوض".

الأزمة الاقتصادية

وبالنسبة إلى الأزمة الاقتصادية، قال: "المسؤولية الأولى تقع على الدولة فهناك فلتان اقتصادي الى جانب الفلتان في البلد، والمصارف لم تعد تلعب دورها كما هو في كل دول العالم. طالما ما من سلطة تقوم بالإصلاحات المطلوبة فالانهيار الاقتصادي لن يتوقف وسيستمر الشح في الدولار. علينا تنفيذ الخطوات الاصلاحية مع صندوق النقد ولكن المطلوب انتخاب رئيس وتشكيل حكومة لإنقاذ الاقتصاد من الفجوة المالية وإعادة الرسملة وتوحيد سعر الصرف. لا بد من خطة شاملة للإنقاذ وبناء عليها تقرّ قوانين متفرعة ليعود الاقتصاد ويبنى على أسس متينة. ولا بد من إعادة الانفتاح على الأسواق العربية وجذب الاستثمارات وهذا يستوجب وجود سلطة وقضاء".

ولفت الى أن "هناك مصادر كثيرة للإتيان بالمال ومنها: الاستثمارات وهي متوقفة، الودائع وهي غير موجودة بتعثر البنوك، التصدير إلى الخارج للاتيان بالدولار وهو يواجه مشكلات، وعبر السياحة...". ورأى أن "مجلس النواب مسؤول في تحديد المسؤوليات في موضوع المصارف والودائع وليس القضاء في هذه المرحلة  والأمر يحتاج الى حل شامل فالتخبط الحاصل يشبه الوضع في المدارس حيث يضعون الأساتذة بوجه الأهالي والآن وضعوا القضاة بوجه المصارف والمودعين". وقال: "المودع من خلال "الهيركات" بنسبة وصلت الى 80 في المئة على مدى 3 سنوات، قدّم قسطه إلى العلا. وعليهم النظر في الخسائر ووضع القواعد لإعادة هيكلة القطاع المصرفي والأهم هو المحاسبة وأول من يجب محاسبته هو حاكم مصرف لبنان". وردا على سؤال، قال: "نعي محاولات حزب الله السيطرة على البلد ولكن التغيير البنيوي قمنا به منذ 14 أيلول 2022 وأتخذنا القرار بالمعاملة بالمثل وهذا يترجم بموضوع المقاطعة. في حال أراد حزب الله السيطرة وفرض رئيس يريده، المواجهة مفتوحة والخط الأحمر هو عدم لعب لعبة الدم والسلاح".

وتابع في الموضوع المصرفي قائلا: "حذّرنا المصارف منذ 2017 بضرورة وقف إقراض الدولة واستمرت بإقراضها المال، والمسؤولية أن المصارف خاطرت بودائع الناس. وقد نبهناها من انها تُقرض دولة مفلسة لن تتمكن من رد المال والمصارف بدورها لن تتمكن من رد المال للناس. تحذيرنا  للمصارف منذ 2017 بضرورة وقف إقراض الدولة قلته لجوزف طربيه وهو موقف موثق ونكرر المطالبة بإعادة هيكلة القطاع المصرفي".

المعلمون ضحية

أما عن وضع المدارس، فأجاب: "أعايد المعلمين وهم ضحية إفلاس الدولة ككل القطاعات الأخرى فالقاضي لا يمكنه الاستشفاء وإدخال أولاده الى المستشفى والناس "تتبهدل" ووصلنا الى القضاء على الشعب اللبناني. أوجه رسالة الى كل المعنيين بضرورة إنقاذ الشعب فهناك فريق واحد يأتيه الدولار لاستكمال حياته بشكل عادي". وقال ردا على سؤال: "لسنا متفقين على كل المواضيع مع القوات، وهناك تلاقٍ في عدد من الملفات".

وفي ما يتعلق بالحوار، قال: "نحن لا نرفض أي حوار لكن شرط ألا يكون للاستعراض بل يوصل الى نتيجة. وقد رحّبنا بأي دعوة من بكركي لأننا لا نخشى شيئًا وما لم نوافق عليه لن نوافق عليه".

وختم الجميّل حديثه بكلمة وجدانية قائلا: "اليوم فقدت صديقًا عزيزًا هو بيار صقر الذي انتحر لأنه لم يعد باستطاعته تحمّل ثقل الحياة التي نعيشها بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الناس التي تموت على ابواب المستشفيات. وقد سمعنا ما يحصل في الضنية وكل لبنان. "صار الوقت" نعم، لكن لم يعد لدى اللبنانيين وقت، فلا بد من طرح أسماء معتدلة بأسرع وقت ونبدأ الحديث جديًا وننتخب رئيسًا للجمهورية لنُنقذ البلد من الكارثة التي هو واقع فيها. المسألة لا تكون بالتحدي ولا بفرض فريق إرادته على فريق آخر بل بأن نقبل جميعًا ببناء البلد وإن لم يتم التجاوب مع هذا المطلب فالبلد ذاهب نحو المزيد من الكوارث التي لن يعود بإمكان أحد تحمّلها".

 

شيخ العقل زار مكارم في رأس المتن متضامنا واتصل بالبيسري مهنئا

وطنية/10 آذار/2023

زار شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى اليوم، قاضي المذهب الدرزي الشيخ غاندي مكارم، في منزله، في رأس المتن، في زيارة تضامنية، بعد الحملة التي استهدفته. ورافق أبي المنى وفد ضم: رئيس محكمة الاستئناف الدرزية العليا القاضي فيصل ناصر الدين ومشايخ وأعضاء في المجلس المذهبي، بحضور الشيخ أبو فايز أمين مكارم ومشايخ ووجهاء من البلدة. وأثناء اللقاء، قال أبي المنى: "نأسف أشد الأسف لهذا التدني الأخلاقي لدى قلة قليلة من البشر من صغار النفوس وعديمي المسؤولية ممن باعوا أنفسهم وضمائرهم للشيطان فاستسهلوا اختلاق الأكاذيب وتلفيق الأخبار بحق نخبة المجتمع الشرفاء أمثال فضيلة القاضي الشيخ غاندي مكارم الذي يشهد له بالتضحية والاندفاع والأخلاق العالية والحرص على الكرامة العامة، وهو من مثل مشيخة العقل منذ زمن وما زال يمثلها بجدارة وأريحية وكفاءة في أكثر من منبر ومنتدى، وعاد بالأمس من روما بعد أن شارك أخيرا في مؤتمر حواري وزار قداسة البابا في الفاتيكان مع فريق المؤتمر". أضاف: "نزور اليوم فضيلة القاضي برفقة سماحة رئيس المحكمة الاستئنافية العليا وإخوانٍ لنا في المجلس المذهبي ومشايخ وأصدقاء لتهنئته بالعودة من السفر وللتضامن معه في مواجهة حملة التجني عليه ولنقول له: سر مرفوع الرأس، مطمئن البال. لا تعبد إلا ربك ولا تخش إلا ذنبك، فالشجرة المثمرة ترمى بالحجارة، لكن ثمارها تظل طيبة. أما الشجرة الردية فلا قيمة لها والنار أَولى بها، كأولئك الفاسدين الذين يخططون للشر ويتطاولون على كرام القوم فمصيرهم إلى هلاك إن لم يرتدعوا ويتوبوا ويتقوا الله".

اتصال

وكان شيخ العقل أجرى اتصالا بالمدير العام للأمن العام بالوكالة العميد الياس البيسري، مهنئا بتوليه منصب المديرية بالوكالة.

قصقص

واستقبل أبي المنى في دار الطائفة في بيروت مسؤول العلاقات العامة في منظمة فرسان مالطا في لبنان خالد قصقص، بحضور عضو المجلس المذهبي الشيخ سامي عبد الخالق.

 

نصر الله في تكريم أسد محمود صغير: لا حل أمام اللبنانيين من الخارج وإذا حصل إنفتاح وتعاون إيراني سعودي فأهلا وسهلا فيه وهو فقط مساعد

وطنية/10 آذار/2023

أعلن الأمين العام لـ "حزب الله"، السيد حسن نصر الله، في الاحتفال التكريمي للقائد الحاج أسد محمود صغير (الحاج صالح)، في مجمع الامام المجتبى أننا "... معنيون بالدول المجاورة، أولًا بالمسؤولية الإنسانية، بالمسؤولية الأخلاقية، بالمسؤولية القومية، بالمسؤولية الدينية، وأيضًا بالمسؤولية الوطنية اللبنانية، لأن هذا كله له انعكاس على بلدنا. مؤسف أننا نحتاج إلى استدلال، يعني مثلًا لو بهذه الحرب الكونية سوريا سقطت بيد داعش وجبهة النصرة والمتطرفين والإرهابيين والمتشددين، الذباحين، المدمرين، المهدمين، أين كان لبنان وشعب لبنان وكيان لبنان ودولة لبنان والناس في لبنان وكل شيء في لبنان؟ أصبح لنا عشر سنوات نتحدث بذلك، ويبدو أنه سنظل نتحدث به".

الموضوع السوري

وأضاف: "سوريا آمنة مستقرة، وضعها صحيح، وضعها سليم، غير محاصرة، تنمو اقتصاديًا، هذا كم له تأثيرات عظيمة على لبنان، بالأمن وبالإقتصاد وبالحياة. سوريا محاصرة له تأثير على لبنان، سوريا غير آمنة له تأثير على لبنان، أيمكن لأحد أن يناقش بهذه الحقيقة، الذي يناقش بهذه الحقيقة هو خارج الجغرافيا وخارج التاريخ وخارج الماضي والحاضر والمستقبل، يعيش بمكان آخر. وفلسطين نفس الشيء، كل ما يجري في فلسطين له تأثير على بلدنا وعلى سيادة لبنان وأمن لبنان ومستقبل لبنان وحاضر لبنان. تصوروا إسرائيل مقتدرة وقوية وعظيمة وقادرة أن تفرض شروطها على كل المنطقة، ماذا يكون وضع لبنان؟ أيحصل شيء؟ كل يوم يكون هنالك قتل ودمار وخطف مثل ما كان يحصل بعد 48، أكان اللبنانيون يحلمون بنفط وغاز؟ أيحلمون حتى بالماء؟ تصوروا مثلًا هناك بجوارنا فلسطين بدون "إسرائيل"، تصوروا! لبنان في جواره فلسطين بدون "إسرائيل"، هناك بعض الناس يُخمنون أن هذا حلم، هذا ليس حلمًا، هذا حقيقة آتية وقريبة إن شاء الله. هذا ما انعكاسه على لبنان؟ تصوروا مثلًا لبنان وليس في جواره دولة إسمها "إسرائيل"، أكتفي بهذا المقدار لأنه سنتحدث كلمتين بالملفات"...

وتابع: "... الكل يعرف ما أهمية سوريا تاريخيًا وجغرافيًا وبالواقع المعاصر هذا لا يحتاج إلى استدلال، من أجل أن نحتصر الكلام، أهميتها بما هي هي وأهميتها الإقليمية وأهميتها بالمنطقة. أيضًا كلنا نعرف موقع سوريا منذ بدء الصراع العربي الإسرائيلي وخصوصًا في الخمسين سنة الماضية، حيث هناك موقع أساسي في الصراع العربي الإسرائيلي، موقع حاسم، حيث هناك جبهة صمود وتصدي، حيث هناك رفض للإستسلام هناك سوريا، والآن حيث هناك جبهة مقاومة ومحور مقاومة هناك سوريا. لذلك سوريا دائمًا كانت أساسًا في جبهة الصراع مع العدو وأساس في جبهة المقاومة ومحور المقاومة وهي ما زالت كذلك رغم الحرب الكونية وستبقى هكذا إن شاء الله. لماذا أتحدث بهذه النقطة، لأنه أُريد أن أعالج شيئًا يُعمل عليه كل مدة ومدة بالإعلام وبالتحليل السياسي. عندما نشاهد أن الجبهة هدأت في سوريا، الأوروبيون بدأوا يصبحون قليلًا أقل سلبية، بعض الدول العربية بدأت بالإنفتاح على سوريا وبدأت بإرسال وفود إلى سوريا، يخرج كثر من المحللين السياسيين والمعلقين السياسيين يبدأون بالحديث عن أن سوريا سيتم إستعادتها إلى الحضن العربي وستخرج من محور المقاومة، طبعًا هذه مغالطة، هذا غير صحيح، ولذلك أنا مُضطر أن أتحدث بهذا الموضوع بالإعلام لأنه هذا عادة يُطرح بقوة وفي مفاصل متعددة بالإعلام، لأقول لكل قوى محور المقاومة لكل شعوب محور المقاومة لكل مؤيدي محور المقاومة لا تُصغوا إلى هذه التحليلات الضعيفة والسخيفة، سوريا هي في قلب محور المقاومة، سوريا في السنة الثانية للحرب الكونية عليها وعندما كان القتال في قلب دمشق وفي قلب حمص وفي قلب حلب، يعني في المدن الكبرى والأساسية، في قلب المدن كانت الحرب، عُرض على سوريا أن تتخلى عن موقعها التاريخي في الصراع مع العدو الإسرائيلي وعن موقعها في محور المقاومة، والقيادة السورية رفضت ذلك بشكل قاطع وتحملت كل تبعات الحرب، وبعد ذلك أُعيد هذا العرض بمغريات طويلة عريضة ورفضت سوريا، القيادة السورية والدولة السورية عندما كان السكين على رقبتها رفضت أن تُغادر موقعها التاريخي فكيف الآن وهي منتصرة، هذا ليس واردًا على الإطلاق. القراءة الصحيحة هي من ناحية أخرى، إنّ مجيء وفود عربية وانفتاح عربي أو انفتاح أجنبي على سوريا هو اعتراف بإنتصار سوريا، هو إعلان عن اليأس، هؤلاء الذين كانوا يجتمعون باسم مؤتمر أصدقاء سوريا، 124 دولة من دول العالم، هو تعبير عن اليأس أن هذه الدولة باقية وهذه القيادة باقية وهذه سوريا باقية، تعالوا وتعاطوا معها بشكل طبيعي، طبعًا نحن في حزب الله وبقية القوى من أحبائنا وأخواننا وأصدقائنا في محور المقاومة، عندما نَرى وفودًا عربية رسمية أو وفودًا غربية رسمية في دمشق نَشعر بالسعادة، هناك أناس ماذا يُخمنون؟ أننا نخاف أو نقلق، لا، لا، علاقة الثقة القائمة بهذه القيادة وبموقفها وبموقعها والذي تَعمّد بالدم في محور  المقاومة، محور المقاومة قاتل في سوريا، ليس فقط اللبنانيون، فصائل فلسطينية قاتلت في سوريا، فصائل عراقية قاتلت في سوريا، إخوة آخرون جاءوا، الإخوة من إيران جاءوا، هذه المعركة عزّزت أواصر الثقة، نحن نعرف بعضنا أكثر من أي زمن مضى، ولذلك لا تسمحوا لأي محلل سخيف ولأي أحد أو أحد يريد أن يشن حربًا نفسية أو أحد يريد أن يُنشئ تصدع أو تشكيكات أو مشاكل وهذا يعملون عليه بالمناسبة، في شبكات التواصل الاجتماعي، في الجيوش الالكترونية، في بعض الفضائيات. لا، نحن سعداء بعودة العالم العربي إلى سوريا. البعض يستخدم مصطلح إعادة سوريا إلى العالم العربي، إعادة سوريا إلى الحضن العربي، الآن بمعزل ما هو الحضن العربي، وكم هناك من شعوب في المنطقة عانت من الحضن العربي، أقصد الحضن الرسمي، بكل الأحوال، الصحيح هو عودة العرب إلى سوريا، عودة العالم العربي إلى سوريا، سوريا لم تثغادرهم بل هم غادروها، سوريا لم تغادر الجامعة العربية، هم أخرجوا أنفسهم والجامعة العربية معهم، ولذلك عندما يَعودون إلى سوريا بالعكس كل محور المقاومة سيكون سعيدًا جدًا، من الجمهورية الإسلامية في إيران إلى آخر مقاوم في فلسطين، إلى اليمن، إلى العراق، إلى لبنان، إلى كل جبهة المقاومة في منطقتنا، هذه نقطة أحببت أن أحسمها، ولذلك بالأيام القادمة، بالأشهر القادمة، بالسنوات القادمة، والله العرب أكملوا باتجاه سوريا أهلًا وسهلًا، طبعًا هناك مشكلة بهذا الموضوع أيضًا كمعلومات أحب أن أقولها لكم، تعرفون بمرحلة من آخر سنة من رئاسة ترامب، بعض الدول العربية خصوصًا الخليجية أقبلت على سوريا وجاءت تريد أن تفتح سفاراتها في دمشق، وقتها اضطر وزير خارجية ترامب بومبيو اضطر أن يأتي ويعمل "برمة" على كل دول الخليج والدول العربية لِيمنع العلاقة وفتح السفارات وإعادة العلاقات مع سوريا، وحتى الآن الإنسان يشعر بأن لدى الكثير من الدول العربية بِمعزل عن الأسباب، لدى الكثير من الدول العربية رغبة بإعادة العلاقات مع سوريا وفتح سفاراتها في سوريا وتطبيع العلاقات مع سوريا، ولكن المانع هو المهيمن والمستكبر الأميركي، وحتى بعد الزلزال شاهدتم الأميركي، وزارة الخارجية والبيت الأسود عندما شاهدوا إقبال وفود عربية، وزراء خارجية عرب ورؤساء مجالس عرب تحدثوا بصراحة أن هذا مسموح فقط بسقف التعاطف الإنساني، أنه موضوع الزلزال، أكثر من ذلك انتبهوا غير مسموح لأحد أن يُكمل، لأن المشكلة بسوريا مع أميركا ما زالت قائمة، أعود لها لاحقًا".

واستطرد: "النقطة الثانية، لها علاقة بما يمكن أن يجري من تطبيع علاقات في المنطقة، أوسع من المدى العربي، حتى في الموضوع التركي، بالعكس أنا أعرف من أنفسنا وبقية محور المقاومة سنكون سعداء، لأنه أي جبهة يتم إغلاقها جبهة قتال داخلي في الأمة، يجب أن نكون سعداء لإغلاقها، إذا يمكن معالجة ما يجري في شمال سوريا من خلال التفاوض، من خلال اللقاءت الروسية الإيرانية السورية التركية يكون أفضل، إذا يُعالج من دون دم يكون أفضل، كم يكون مدى الأزمة قصير يكون أفضل، ولذلك أيضًا هذه النقطة هي ليست نقطة قلق عند أحد بالعكس، والأهم بالعنوان الأول وبالعنوان الثاني أننا نتحدث هنا عن سوريا منتصرة، عن سوريا قوية، عن سوريا غير مهزومة، عن سوريا غير ضعيفة بالرغم من المعاناة، وعن سوريا التي هي جزء من محور مقاومة قوي في المنطقة ومتقدم في المنطقة، وعندما تكون قويًا لا تخاف لا من حوار ولا تخاف من تطبيع مع خصوم طبيعيين، ليس مع عدو مثل "إسرائيل" ولا تخاف من أي خطوات سياسية أو دبلوماسية، عادة من يخاف من الحوار؟ الضعيف، يخاف من الحوار الذي حجته ضعيفة، الذي منطقه ضعيفًا، الذي منطقه قويًا ودليله قويًا وحجته قوية يقول تفضلوا فلنتحاور، قولوا ماذا عندكم ونقول ماذا عندنا ونرى إلى أين نصل".

وأضاف: "النقطة الثالثة، بموضوع إيران وسوريا، لأن هذه الجيوش الالكترونية التي يعملون عليها خصوصًا على سوريا وعلى الشعب السوري وأيضًا الجيوش الالكترونية التابعة لدول الخليج ووسائل إعلام المعارضة السورية وبعض شخصياتها، الذين اليوم لم يعودوا مسموعين كثيرًا بالعالم، ليس مثل السنوات الأولى، لكن ما زالوا مستمرين بمعزل عن كم هم مسموعين أو لا، هناك محاولة دائمة خصوصًا بالسنوات الأخيرة وهذا جزء من العمل على إيجاد التباسات أو إشكالات في داخل جبهة ومحور المقاومة، محاولة القول أن إيران جاءت ساعدت سوريا وهي الآن تُسيطر على سوريا، هذه طبعًا أكبر نكتة، لكن هذا يقولوه، أنا لا أظن أنهم مصدقين، هم يعرفون أنفسهم يكذبون، لكن يقولوه بجدية وبألم... أن إيران تُهيمن على سوريا وتسيطر على سوريا وتمسك بالقرار السوري، وأن القيادة السورية لا تقدم على أي خطوة سياسية أو أمنية أو عسكرية أو علاقاتية أو دبلوماسية إلا بعض أخذ الموافقة من طهران وما شاكل، طبعًا هذا كذب وهذا تزوير وهذا تضليل، وهذا طبعًا محاولة لتحريض بعض الشعب السوري الذي طبعًا حريص على سيادة وطنه وسيادة دولته وعلى قيادته، باختصار أنا من موقع القريب جدًا من العلاقة، يعني أنا لست جالساً بعيدًا وأحلل وأقرأ التقارير، أنا في قلب هذه العلاقة، بين حزب الله والقيادة السورية وبين القيادة السورية والقيادة في الجمهورية الإسلامية، وبين الدولة السورية والدولة الإيرانية، أنا في قلب وعمق هذه العلاقة وأنا أقول لكم بكل صدق، طبعًا هناك أناس الذين عقولهم استعمارية لا يمكن أن يستوعبوا هذا الكلام، أقول لكم بكل صدق سوريا والقيادة السورية تُمارس كامل سيادتها وكامل حريتها وهي التي تأخذ كل القرارات التي تريد، أحيانًا الإخوة في إيران إذا عندهم اقتراح يطرحوه على القيادة السورية ولكن هي التي تقرر، إذا القيادة السورية أحبّت أن تستشير أحد من أصدقائها تستشير، ولكن هي التي تأخذ القرار وهي المعنية بالصغيرة والكبيرة، وأي كلام عن هيمنة لإيران في سوريا، عن تسلط لإيران في سوريا، عن تدخل إيراني في سوريا، بالقرار السياسي أو الحكومي أو الإقتصادي أو المالي، أبدًا ليس له أي أساس من الصحة، هنا عندما أقول بعض الناس الذين عقولهم استعمارية لا يستوعبوا هذا الموضوع، لأنهم معتادين في العالم إذا جاءت دولة تساعد دولة يعني تريد أن تصبح لاحقًا جزءًا من القرار، جزء من الحاكمية، جزء من السلطة، هذا موجود في العالم، الجمهورية الإسلامية لا تمارس هذا السلوك على الإطلاق، على الإطلاق لا تمارس هذا السلوك، يعني قربة إلى الله؟ نعم قربة إلى الله، هذه هي التي لا يستطيع أحد فهمها، ماذا يعني قربة إلى الله؟ الجمهورية الإسلامية وقيادة الجمهورية الإسلامية، عندما رأت الحرب الكونية على سوريا  وأخذت هذا الموقف التاريخي إلى جانب سوريا من أجل الحفاظ على سوريا، من أجل منع سقوط سوريا في دائرة الهيمنة الأميركية أو التدمير الداعشي، من أجل تبقى سوريا لشعبها، من أجل أن تبقى سوريا للأمة العربية في الصراع العربي الإسرائيلي، من أجل أن تبقى سوريا لشعب فلسطين وللمقدسات في فلسطين، من أجل أن تبقى سوريا لكل محور المقاومة، هذه أهداف عظيمة إلى حد لا تستاهل أن تقف إيران إلى جانب سوريا دون أن تتطلع إلى أن تصبح أو أن تتدخل لا في تشكيل حكومة ولا في انتخاب وزراء ولا في تدخل بالقانون ولا بالدستور ولا بالانتخابات الرئاسية ولا بما يقوم به الرئيس الأسد أو القيادة السورية، هذا حقيقة الأمر. وأنا أقول لكل من يستمع إلى سخافات وشائعات وتحليلات من هذا النوع، كذبوها واحملوها على سوء الظن. الآن مثلًا واحدة من الحجج العربية أنه فلنذهب إلى سوريا لنستنقذها من إيران، يا أخي أهلًا وسهلًا بكم تعالوا إلى سوريا، بعض الأنظمة العربية تخوض معارك وهمية، تضع أهداف وهمية، تفترض جبهات وهمية، هناك هدف وهمي مثل المعركة التي تخوضها الآن أميركا وإسرائيل الذي إسمه السلاح النووي بإيران، إيران لو تريد أن تخترع سلاحًا نوويًا كانت اخترعته منذ زمن، إيران أصلًا لا تريد اختراع سلاحًا نوويًا، تأتي أميركا وإسرائيل والغرب ويفتحون جبهة طويلة وعريضة لمنع إيران من صنع سلاح نووي الذي لا تريد أن تصنعه إيران، هذا ما إسمه؟ هذه معركة خيالية، بعض العرب في سوريا عاملين معركة خيالية، استنقاذ سوريا، يا أخي أهلًا وسهلًا بكم تعالوا وانفتحوا على سوريا، رتبوا العلاقات معها وافتحوا سفاراتكم في دمشق وفكوا الحصار عنها واستنقذوها من إيران، وأنا أقول لكم سلفًا الإيرانيين فرحين ولن يكونوا حزينين، تمام؟ هذه أيضًا نقطة لها علاقة بسوريا".

وقال نصر الله: "من النقاط التي لها علاقة بسوريا، النقطة الأخيرة، التي هي استمرار المواجهة، اليوم بالحد الأدنى بالعقود التي عشناها نحن، يعني أنا وإياكم وعاصرناها لسوريا، سوريا خارج دائرة الهيمنة الأميركية، خارج دائرة النفوذ الأميركي، خارج دائرة السيطرة الأميركية، سوريا ليست فاتحة حرب مع أميركا ولكن ليست خاضعة لأميركا، تشتغل مصلحتها وهي تقدر الموقف، بزمن الرئيس الراحل حافظ الأسد كانت هكذا وبزمن الرئيس الحالي الدكتور بشار الأسد هي هكذا، هذا واقع سوريا، لكن دائمًا سوريا كانت محط نظر الولايات المتحدة الأميركية والمشروع الأميركي لأهميتها ولأنها عقبة أمام كل المشاريع الأميركية الموجودة في المنطقة، لولا صمود سوريا التسوية كانت انتهت منذ زمن و"إسرائيل" أخذت ما تريد من المنطقة العربية منذ زمن، من بعد مدريد، لكن صمود سوريا هو الذي عطّل، دعم سوريا لحركات المقاومة هو الذي غَيّر كل المعادلات في المنطقة، بالتسعينات وبعام 2000 وعام 2010 والآن، ولذلك سوريا أصبحت هدفًا، كُلنا نعرف، الموضوع هنا ليس موضوع ديمقراطية وتغيير وربيع عربي، هذا أصبح من الواضحات، ووثائقه موجودة بالبنتاغون والمسؤولين الأميركيين أعلنوا عنه بوضوح، مشروعهم لإحتلال سبع دول، هذا بزمن جورج بوش الابن، واحدة من الدول التي كان من المفترض احتلالها هي سوريا، وكان مشروع احتلال سوريا قادم لو هُزمت المقاومة في لبنان 2006، لو هُزمت المقاومة في لبنان وانتصرت أميركا و"إسرائيل" في حرب 2006 كانت الخطوة التالية هي إحتلال سورية عسكريا من قبل الأميركيين والاسرائيليين، ولكن هذا سقط وفشل، جاءت النسخة الأخيرة الماضية والتي هي إستخدام الأنظمة العربية وأنظمة المنطقة والجماعات التكفيرية والإرهابية وحصل الذي حصل في سورية في السنوات الماضية، ولكن هل الأمريكيين تراجعوا عن الأمر؟ كلا، لم يتراجعوا، الاميركيين إلى الان فشلوا، كل الإعترافات والتصريحات لمسؤولين عرب ولمسؤولين أميركيين وللسفير الأميركي الذي تقاعد اليوم ويعمل بمركز أبحاث ويكتب مقالات ويجري مقابلات، هو يعترف  وكتب بخط يده أنه هو الذي كان يقود اللجنة التي تدير ما سمي بالمعارضة وبالثورة في سورية، تَخيلوا أنه السفير الأميركي هو يدير الثورة السورية بين هلالين، هم الأميركيون من قاموا بإدارة المعركة، نعم من مَوّل، الأميركيون لم يدفعوا من جيبهم، لأن الصناديق العربية كانت كلها جاهزة ومولت، بايدن هو يتكلم وموجود على الأنترنت صورة وصوت يخطب، هو بصوته يعترف عن حجم مليارات الدولارات التي انفقتها الدول العربية في الحرب على سورية، حسنا، الأميركيون يكملون المعركة بأدوات مختلفة نعم، واحد من الأشكال التي يُكملون فيها، هي القواعد الأميركية في شرق الفرات، وهذا هو الذي يمنع تحرير شرق الفرات، بكل صراحة أقول لكم، الدولة السورية والجيش السوري وإذا إحتاج إلى حلفائه وأصدقائه أيضا هو قادر على تحرير شرق الفرات، إما عسكريا وإما سياسيا من خلال التفاهم مع القوى الكردية الموجودة هناك، والتي لِطالما جاءت لتتفاهم مع النظام ثم تدخل الاميركيون ومنعوا هذا التفاهم، القاعدة الأميركية في منطقة التنف على الحدود الاردنية العراقية السورية، ماذا يفعل الأميركيون هناك؟ هناك الأميركيون لديهم مجموعات من داعش والتكفيريين والإرهابيين لكي يعتدوا على الناس في الصحراء هم ويفتشون عن الكمأة، ويقتلونهم بالعشرات، وهنا بين هلالين رأيتم أنه في مذبحة حقيقية من أسابيع قليلة حصلت، أربعين إلى خمسين مواطن سوري مدني في بادية الشام يفتشون عن الكمأة، لأنها تنبت في الصحراء، جاءت داعش وذبحتهم وقتلتهم كلهم، هل تكلم أحد في العالم؟ هل نطق أحد في العالم؟ حدا توقف في العالم عند هذه المذبحة؟ هذا لا يعني لأحد شيء، هؤلاء من أين أتوا؟ ومن يرعاهم؟ أميركا التي تصنف العالم منظمات إرهابية، هي من ترعاهم وتحميهم وتسلحهم وتمولهم، حسنا، قاعدة التنف، ما زالت رعايتها للجماعات المسلحة في شمال سورية، أيضاً في الموصوع السياسي ما زالت تمنع التطبيع مع دمشق، والأخطر من هذا كله، قانون قيصر، الحصار والعقوبات الشديدة على سورية، وإستخدام هذا السلاح المر والمؤلم من أجل إخضاع الشعب السورية والقيادة السورية والدولة السورية، الخصم الحقيقي هناك هم الأميركان، الآن تتبدل أدواتهم وتتبدل أساليبهم وتتبدل برامجهم، لكن هذا التحدي ما زال قائما، ولذلك سورية وشعب سورية ما زالوا يحتاجون إلى مواصلة الصمود  وإلى كل تعاون من قبل كل صديق وحليف وحريص ومخلص وصادق في العالم العربي والعالم الإسلامي وفي كل العالم، ونحن على ثقة بأن القيادة السورية والدولة السورية والجيش السوري والشعب السوري الذي تغلب على الحرب الكونية هو سيكون قادراً إن شاء الله وسيكونوا قادرين بالصبر والوعي وبالتمسك وبالتعاون وبالبحث عن حلول وبمساعدة كل صديق وكل حليف على تجاوز هذه المرحلة والخروج منها إن شاء الله دون خضوع ودون إستسلام، لأن التحولات في المنطقة والتحولات الدولية أيضا كلها تؤشر في هذا الإتجاه المتفائل، هنا لا نتكلم فقط أمانة، كلا، بل المعطيات، المعطيات الدولية والإقليمية، هذا الحصار وهذه الصعوبات وهذه المخاطر على سورية وعلى لبنان واليمن وإيران وفلسطين وعلى كل المنطقة، هذا لن يستمر، هذا سيكسر إن شاء الله".

الموضوع القلسطيني

حسنا، كلمة في الموضوع الفلسطيني وأخرى بالموضوع الإسرائيلي، بإعتبار هذه معركتنا الاولى منذ العام 1982، ويوجد من هو قبلنا وقبل ال1982، نحن نحسب أنفسنا منذ العام 1982، هذه معركتنا الأولى، معركتنا الأساسية منذ تأسيس حزب الله، اليوم ما يجري في فلسطين أيضا يجب أن يُتابعه اللبنانيون جيدا، لانه في التأكيد ينعكس على بلدنا، ينعكس بكل شيء على بلدنا، مهما يكن التحليل وتقدير الموقف، بالتأكيد له تأثير بالنسبة للبنان وله تأثير بالنسبة للمنطقة، لكن لأننا أصبحنا قريبين من نهاية الخطاب سأقوله بكلمات مختصرة، ما يجري في الكيان الإسرائيلي في فلسطين المحتلة هو تاريخي ومهم جدا، لست أنا من أوصف هكذا، انا خلال هذه الفترة كلها كنت أقرأ، تقريبا لم يبقى رئيس وزراء إسرائيلي سابق إلا وأدلى بدلوه، ورئيس أركان للجيش الإسرائيلي إلا وأدلى بدلوه، رئيس موساد سابق إلا ما أدلى بدلوه، رئيس شاباك سابق إلا ما أدلى بدلوه، مثقفين ومؤرخين وجوائز نوبل التي يحصلون عليها وأصحاب الجوائز، رجال أعمال كبار وشركات، الرئيس الحالي للكيان، ورؤساء سابقين ووزراء الدفاع ووزراء سابقين في مواقع مختلفة، بتعابير متفاوتة، لكن ترى إجماعاً، بالحد الأدنى عند من يعارض الحكومة الحالية، الحكومة الحالية أيضا تتكلم في بعض اللغات، مثلاً الذي تكلمنا به سابقا وأنه إذا أكملنا هكذا ليس معلوما هذا الكيان يبقى ثمانين سنة، لأنهم يعتقدون انه كان لديهم كيانين في التاريخ الماضي، الكيان الأول في زمن نبي الله داوود ونبي الله سليمان عليهما السلام، يعتبرون أنه لم يبقوا ثمانين سنة، وبعد ذلك إنتهى، الكيان الثاني في زمن الرومان أيضا لم يكمل إلى الثمانين سنة وإنتهى، والآن يتكلمون بنفس هذه المخاوف، طبعا هذا الحديث له أيضا خلفيات دينية، وثقافية، هذا من يتكلم به؟ ليس رجال دين يهود، هذا يتكلم به رئيس حكومة سابق ووزير دفاع سابق ورئيس أركان سابق، ورئيس كيان سابق، ورؤساء علمانيين هؤلاء، ولكن يستحضرون هذا التاريخ ويتكلمون به، وعندما يتكلمون عن التجربة التاريخية يقولون، أن الانقسام والصدام الداخلي والعامل الخارجي، حصل صدام داخلي بالتجربة الأولى بالخراب الأول، جاء بعد ذلك نبوخذ نصر من العراق ومسحهم، والمرة الثانية حصل صدام داخلي جاء الرومان ومسحوهم، والآن يقول لك بأن العامل الخارجي موجود، وهو صحيح موجود، والعامل الخارجي هو محور المقاومة الذي سيكون من أسباب سعادته وفخره أن يأتي اليوم الذي يخوض فيه كل هذا المحور معركة تحرير فلسطين من البحر إلى النهر، العامل الخارجي موجود، وهذا هو اليوم مشكلتهم مع محور المقاومة، انا قبل عدة أيام في لقاء داخلي قُلت: أن ميزة ما نحن فيه الآن أنه في المنطقة محور للمقاومة جاد جدا وصادق جدا ومخلص جدا ومستعد لأعلى مستوى من التضحيات وليس مستعدا للتنازل أو الخضوع، وهدفه واضح هو تحرير فلسطين من البحر إلى النهر، وإستعادة كل المقدسات الإسلامية والمسيحية، إذا هو يرى، العالم الخارجي موجود، الآن أتى العامل الداخلي، عندما ينظر إلى العامل الداخلي فإنه يستحضر  التاريخ، حسنا يتكلمون بلغة الـ80 سنة أنه لا نستطيع أن نصل إلى الـ80 سنة، سأقول لكم الأدبيات، هناك ناس كُثر آخرين يتكلمون عن الخراب الثالث، يعتبرون أنه يوجد خراب أول، ويوجد خراب ثاني، الخراب الاول على زمن نبوخذ نصّر، ثم الخراب الثاني، الان الخراب الثلث آتٍ، طبعا أحد أسباب خوفهم من الشرق وخوفهم من الشرق الذي هو إيران وخوفهم من الشرق الذي هو العراق، لديهم عقدة نبوخذ نصّر، وأنا قرأت تذكرون مرة قبل عدة سنوات تكلمت لكم، أنا قرأت الكثير من الدراسات اليهودية والإسرائيلية في أميركا، كانت تشجع جورج بوش على تدمير العراق وتدمير الجبش العراقي والمجتمع العراقي بخلفية ماذا؟ بخلفية أنه من هنا سوف يأتي الخراب الثالث مثلما أتى الخراب الأول، يعني يوجد خلفية عقائدية ودينية في هذا الصراع، بكل الأحوال، يتكلمون بأدبيات الخراب الثالث، أنك انت يا نتنياهو تأخذنا إلى الخراب الثالث، وأيضا قرأت عن سقوط وإنتهاء الحلم الصهيوني، طبعاً هذه حقائق، الأمور صعبة جداً، الداخلية فيما بينهم، أحد الأسباب الرئيسية لهذه الوفود الأميركية، مستشار الأمن القوي ووزير الخارجية ورئيس الأركان، ووزير الدفاع الذي لم يستطع أن يدخل إلى تل أبيب وجلس في المطار وهناك قام بلقاءاته، لا أعرف بعد ذلك إذا تمكن من الدخول إلى تل أبيب، واليوم بحسب معلوماتي إلى الآن، كلهم أتوا من أجل ماذا؟ جاءوا في محاولة  لِلملمة الوضع داخل الكيان، وأن يعالجوا هذا الشرخ الداخلي الهائل الذي يمكن أن يوصل إلى صدام دموي، بالأمس رأينا كيف أن الشرطة تقمع المتظاهرين وبقسوة وبشدة، هذا طبيعي لأن هذه  هي طبيعتهم الحقيقية، بكل الأحوال الأميركيون آتين ليتدخلو بقوة، أولاً لِلم الوضع الداخلي، وثانياً لإقناع هذه الحكومة الغبية بأن لا تذهب إلى الصدام حتى النهاية مع الفلسطينيين، ولا أعرف إذا كانوا يتكلمون معهم بشيء له علاقة بالمنطقة، بكل الأحوال، يجب ان يُواكب هذا الموضوع، وهذا الموضوع طبعا بفتح آمالا كبيرة، النقطة التي أُريد أن أؤكد عليها هنا، أن ما وصل إليه الكيان اليوم، هذا ليس أسبابه وجذوره الخلافات الداخلية، بل الصمود في المنطقة، يعني منذ 75 سنة الشعب الفلسطيني يقاوم وصامد ويرفض الإحتلال في الداخل وفي الخارج، المقاومة في فلسطين والمقاومة في لبنان وصمود سورية ومحور المقاومة الذي نشأ والجمهورية الإسلامية في موقع أساسي منه، تطور محور المقاومة في المنطقة، الإنسحاب من لبنان عام 2000، الهزيمة 2006، الإنسحاب من قطاع غزة، يعني مثلما كُنا نتكلم دائما، إسرئيل الكبرى سقطت، وإسرائيل العظمى سقطت، حسنا، هذا التراكم إلى أين وصل؟ وصل أنه لا ثقة بالجيش ولا بالقيادات السياسية ولا بالقيادات العسكرية، ومع إنتشار الفساد قيادات تاريخية لم يعد هناك في هذا الكيان، ولم يعد هناك أمن، ولم يعد هناك استقرار،  ولم يعد هناك ضمانات في المستقبل، المعسكر الدولي الحامي لإسرائيل ليس معلوما إذا كان بإستطاعته أن يظل يحميها، هذا الكيان على ماذا قائم؟ قائم على الأمن والوعد بالأمن، هو قائم على هذا الأساس، حسنا تجربة التطبيع لم تحميه، النسخة السابقة منذ العام 2000 وصاعداً للحروب الأميركية في المنطقة فشلت، النسخة التي هي بين هلالين الربيع العربي فشلت، التطبيع مع الدول لا يستطيع أن يحمي هذا الكيان، إذهب وطيع مع كل الدول العربية إذا كنت تريد ان تطبع معها، هل هذا يحميك من الاخ الفلسطيني الشاب الذي عمره 13 سنة أو 15 أو 20 في القدس وتل أبيب وبقية فلسطين في الداخل؟ لا يحمي الإسرائيلي، عندما يرى أن الأرض تهتز من تحته، مع كل هذه التراكمات، طبيعي أن يبدأ النقاش أنه نحن موجودين في المكان الخاطىء، هذا هو التحول المهم، التحول المهم اليوم في الكيان أنه هناك ثقافة نشأت، كيف حصل الإنسحاب من لبنان؟ لأنه نشات ذهنية وتحول، أنه اصبح وجودنا في لبنان عبء علينا، وخسائرنا كبيرة، وليس له أفق ولا مستقبل، تأخذون أولادنا وتقتلونهم و ..و.. و.. و..، هذا شكل جو شعبي ضغط على حكومتهم وإنسحبوا، وإلا العسكر لوحده لا يريد أن ينسحب، وبدأت كما تذكرون الأمهات الأربعة، حسنا اليوم عندما يصلون المستوطنون، لأن الكل الشعب الذي إسمه بين هلالين "الشعب الإسرائيلي" كلهم مستوطنين، ليس فقط من هو بالضفة، أين يوجد إسرائيلي في فلسطين المحتلة هو مستوطن، هو محتل، هو غازي، ٍ كائنا من كان، عندما يبدأوا بالوصول إلى قناعة المثقفين والنخب والخبراء والعسكريين والأمنيين والسياسيين ورجال الأعمال والإقتصاديين وعامة الناس، أنه هنا لا يوجد أمن ونحن موجودين في المكان الخطأ، ولِنعمل جوازات سفر غير جواز السفر الإسرائيلي، هذا يعني أن التحول بدأ بإتجاه النهاية، هنا لا نتكلم عن مغيبات، هنا نتكلم عن وقائع موجودة أمام أعيننا، لذلك اليوم المقاومة المنطلقة في الضفة الغربية نُسميها مقاومة، أعمال مقاومة، إنتفاضة، ثورة، نسميها قِيام، لا مشاحة في الإصطلاح، فلتسموها ما شئتم، ما يجري اليوم في الضفة الغربية وفي أجزاء من 1948 هو على درجة عالية من الاهمية التاريخية في مشروع المقاومة ومسار المقاومة، وفي لحظة مهمة جدا، ولذلك نجد بان الفلسطينيين مصرون على أن يواصلوا العمل، وطبعا إذا واصلوا العمل في لحظة الضعف والوهن والتفكك الإسرائيلي واليأس الإسرائيلي، هم سيعززون هذا التحول الذي إسمه نحن موجودون في بلد غير آمن ولا يوجد أمن ولا يوجد مستقبل أمن ولا يوجد معاهدات سلام ولا يوجد تطبيع ولا يوجد شيء يأتي لنا بالأمن، فلنوضب حقائبنا ونمشي، هذا ما يغير ويصنع مستقبل فلسطين ويصنع مستقبل المنطقة، لذلك الأولوية اليوم يجب أن تكون لدى الشعوب العربية والإسلامية، لدى دول المنطقة وشعوبها، لدى محور المقاومة، الجميع يجب أن يُفكر كيف يمد يد العون لهذا الفلسطيني المقاوم والمجاهد، الذي بلحظة مصيرية وتاريخية يدفع هذا الكيان إلى الهاوية، هذا أهم مسؤولية مطروحة على الجميع اليوم، كيف يحصل هذا؟ هذا بحاجة إلى نقاش، وهذا ليس موضوع خطابي، أصل الدعوة هي التي أحببت اليوم أنا أن أطلقها في ذكرى قائد فقيد هو جزء من هذا الملف وجزء من هذه المعركة".

الموضوع اللبناني

وقال نصر الله: "في الموضوع اللبناني كلمة، طبعاً اليوم قبل أن أدخل إلى الأستديو بدأت الاخبار العاجلة، سمعنا خبراً وهذا له علاقة لبنان، أخبار عاجلة أنه تم توقيع إتفاق في الصين لممثلين عن إيران وعن السعودية وعن الصين لإعادة العلاقات الطبيعية بين البلدين، وأن البلدين سيتعاونان من أجل تحقيق الأمن والإستقرار والسلام الإقليمي في المنطقة، هنا نَأتي لبنانياً، يوجد أناس من سيفرح، ويوجد أناس من سيحزن، وهناك أناس من سيحكون قرعتهم، وهناك أناس من سيحكون لحيتهم، ويوجد أناس من سيبدأون بالتحليل، لكن البعض لا يعرف شيئا من شيء، يعني واحدة من مشاكلنا في لبنان، يعني الآن طلع خبر عاجل ولا أحد يعرف شيء من شيء، ماذا يحصل بين إيران والسعودية في الصين؟ عندما أخبركم أنه الليلة في لبنان، وغدا في الصحف اللبنانية ومواقع التواصل يطلع ثلاث أرباع المحللين كانوا كلهم جالسين في الصين ولديهم علم بما حصل من تفاصيل هناك، ونحن لا نعرف شيئاً، حسنا، هذا تحول جيد، نحن لماذا نكون سعداء؟ لأنه لدينا ثقة بأن هذا لا يكون على حساب شعوبنا في المنطقة، أكيد، هذا يكون لمصلحة شعوب المنطقة، إذا تعاونوا وإنفتحوا على بعضهم بالتأكيد هذا يساعد، يساعد في لبنان وفي اليمن وسورية والمنطقة، وثقتنا مطلقة بأن هذا لا يكون على حسابنا، ولا على حساب الشعب اليمني، ولا على حساب سورية ولا على حساب المقاومة، لأن الطرف الثاني، الطرف الأول لا نُريد أن نفتح مشكلاً لأنه يجب أن يتصالحوا، الطرف الآخر نحن واثقون لا يخلع صاحبه، يعني الجمهورية الاسلامية في إيران، ولا تقوم مقام الشعوب وتأخذ قرارات بالنيابة عنها، نحن على علاقة معها منذ أربعون عاما، التي طبعا هناك أناس لا تستطيع أن تستوعبها، يعني الجمهورية الإسلامية تدعم المقاومة في لبنان والمقاومة في فلسطين وحركات المقاومة في المنطقة ولا تتدخل في قراراتهم ولا تُملي عليهم قرارات، هناك من لا يستطيع إستعاب هذا الموضوع، ماذا نفعل لكم، نحلف اليمين ونأتي بشواهد ونُطالبهم بشواهد، يعني ماذا تريدون؟ كيف تريدوننا أن نُقنعكم؟ بكل الأحوال، على كل حال هذا تطور مهم، بالتأكيد إذا سار في مساره الطبيعي من أجل أن لا نبالغ ولا نستعجل الأمور، لا زال خبرا أوليا، خبرا عاجلا، هذا طبعا ممكن أن يفتح آفاقاً بكل المنطقة ومن جملتها في لبنلن، انا أحببت أن اتكلم عنه في موضوع لبنان فثط من أجل نقطة، أمس تكلمنا عن المدارس وتكلمنا عن امور كثيرة، وأول أمس وفي يوم الاثنين، لكن بموضوع الرئاسة، فقط أُريد أن أختم بِكلمتين، نحن يعني يوجد أناس إستخدموا لغة بعد كلامي في يوم الاثنين وبعد إعلان الرئيس بري في الصحيفة عن دعمنا جميعاً لترشيح الوزير سليمان فرنجية، يوجد أناس خرجوا  وتكلموا بلغة أنه نحن نُريد أن نفرض رئيساً على اللبنانيين، أو نريد أن نفرض رئيساً على المسيحيين، الموضوع ليس كذلك، بدليل أنه نحن قُلنا أنه يوجد مرشح طبيعي ونحن أتينا لِندعم هذا المرشح، وأنتم يا أخي فلترشحوا من تشاؤون، وتعالوا لكي نتعاون ونتحاور ونتحادث، هذه ليست لغة أحد يُريد أن يَفرض على الآخرين، في النهاية عندنا نحن نفتح الأبواب ونقول فلندع العملية الإنتخابية والديمقراطية تأخذ مسارها الطبيعي، هذا لا يعني أن هذه هي روحيتنا على الإطلاق، طبعا لا يستطيع أي أحد أن يمنع أي أحد من أن يُرشح، يعني دستورياً لا يوجد شيء إسمه أن رئيس الجمهورية أو رئيس الحكومة او رئيس المجلس حصرياً لطائفته حق ترشيحه، في الدستور لا يوجد هذا الأمر، يوجد من يحب أن يصبح هناك عرف من هذا النوع، لكن لا يوجد حتى أعراف من هذا النوع، أي نائب اليوم في البرلمان اللبناني يستطيع أن يُرشح من يريد، وأي كتلة نيابية تستطيع أن تُرشح من تريد، ونحن كتل نيابية ونواب وحلفاء وأصدقاء وتبين لنا أن هناك مرشح طبيعي إسمه الوزير سليمان فرنجية، أخذنا قراراً بدعمه، كل ما قمنا به هو عمل طبيعي وقانوني ودستوري ومنفتح، ولا أحد أتى لِيهدد أحد ولا أحد وضع المسدس في رأس أحد، ولا أحد يُرعد ولا أحد يُزبد، أبداً، ولذلد نقول ولا زلنا نقول وكنا نقول تفضلوا أن نَأخذ ونُعطي ونَرى ما هي الحلول وما هي الخيارات وما هي المخارج، واليوم نَرجع ونُجدد نفس هذه الدعوة".

وختم: "لا حل أمام اللبنانيين مثلما كُنا دائما نقول أنه لا نتنظروا الخارج، الخارج المطلوب أن يساعد أهلاً وسهلاً به ليساعد، الآن إذا حصل إنفتاح وتعاون إيراني سعودي أهلاً وسهلاً فيه مُساعد، إنتبهوا مُساعد، لكن لا أحد يحق له أن يضع ولا دولة خارجية، قبل قليل عندما تكلمت عن وجود عقلية معينة، أنه والله إذا قام أحد بدعم لبنان أو ساعد لبنان، أو يريد أن يساعد لبنان، هل هذا يُخوله الحق أن يضع فيتو على هذا المرشح أو ذاك المرشح؟ على هذا الحزب السياسي أو ذاك الحزب السياسي؟ أين هذا يعني؟ بأي حق؟ وبأي دستور؟ وبأي قانون؟ نحن هنا نتكلم عن الحق، سلبطة وهيمنة واستكبار، هذا أمر آخر، هذا أصبح باطلاً، أي مساعدة خارجية للبنانيين نحن نُرحب بها، لكن لا نقبل فيتوات مثلما تكلمت في يوم الإثنين ولا نقبل الفرض من أياً كان، لا من خصم ولا من صديق ولا من عدو، اللبنانيين معنيين أن يكونوا بمستوى وطنهم ومستوى قرارهم ومستوى سيادتهم، وأن يذهبوا هم لحل هذا الموضوع وأن يفتحوا الأبواب لبقية الحلول الآتية".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 10-11 آذار/2023

رابط الموقع                                                                      

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 10 آذار/2023/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/116400/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1714/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For March 10/2023

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/116402/lccc-lebanese-global-english-news-bulletin-for-march-10-2023-compiled-prepared-by-elias-bejjani/

 

 

بعض جديد موقعي الألكتروني

New Posts on my LCCC website

 اتيان صقر ابو أرز:  رياض سلامة في قفص الإتهام

10 آذار/2023

بيان صادر عن حزب حراس الارز - حركة القومية اللبنانية

https://eliasbejjaninews.com/archives/116407/%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%b5%d9%82%d8%b1-%d8%a7%d8%a8%d9%88-%d8%a3%d8%b1%d8%b2-%d8%b1%d9%8a%d8%a7%d8%b6-%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d9%82%d9%81%d8%b5-%d8%a7%d9%84%d8%a5/

رابط فيديو مقابلة مع د. توفيق هندي من اذاعة صوت لبنان: ترشيح حزب الله لفرنجية لم يفيده/مطلوب وضع لبنان تحت وصاية دولية مؤقتة عملاً بالفصلين 12 و13 من شرعة الأمم المتحدة.

بعض عناوين مقابلة د. توفيق هندي

تلخيص وصياغة الياس بجاني بتصرف وحرية كاملين/10 آذار/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/116413/%d8%b1%d8%a7%d8%a8%d8%b7-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%85%d8%b9-%d8%af-%d8%aa%d9%88%d9%81%d9%8a%d9%82-%d9%87%d9%86%d8%af%d9%8a-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d8%b0/

*لبنان يعيش وضعية اللادولة.

 

رابط فيديو مقابلة مع الصحافي علي حمادة محطة او تي في: قراءة معمقة ومفصلة وموضوعية وسيادية تتناول ترشيح نصرالله التحدي لفرنجية/ بطاقة حمراء عربية رُفعت بوجه فرنجية وهذه هي خطة المواجهة وهذا ما ينتظرنا امنياً

10 آذار/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/116421/%d8%b1%d8%a7%d8%a8%d8%b7-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%85%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d8%ad%d8%a7%d9%81%d9%8a-%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%ad%d9%85%d8%a7%d8%af%d8%a9/

هل استكان المجتمع الدّولي لوعود طهران الأخيرة؟

علي حمادة/النهار العربي/10 آذار/2023

 

سارعَ لترشيح فرنجية!: نصرالله يخشى “قرار 1559 مكرّر”؟

كمال ريشا/موقع الشفاف/09 آذار/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/116394/%d9%83%d9%85%d8%a7%d9%84-%d8%b1%d9%8a%d8%b4%d8%a7-%d9%85%d9%88%d9%82%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%81%d8%a7%d9%81-%d8%b3%d8%a7%d8%b1%d8%b9%d9%8e-%d9%84%d8%aa%d8%b1%d8%b4%d9%8a%d8%ad-%d9%81%d8%b1%d9%86/

 

لبنان من الدولة الرهينة الى دولة التخوم المدمرة  

شارل الياس شرتوني/10 آذارأ2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/116409/116409/

الجنرال اڤيڤ كوخافي، رئيس أركان الجيش الاسرائيلي: "الحرب القادمة سوف تدمر تدميرا شاملا البنية العسكرية لحزب الله، على المدنيين أخذ العلم والتصرف على هذا الاساس"

 

نحن أمام اشتراكات مميتة، لبنان الحاضر انتهى ولا بد من التفتيش عن البدائل

شارل الياس شرتوني/09 آذار/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/116397/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d9%86%d8%ad%d9%86-%d8%a3%d9%85%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d8%b4%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d9%85%d9%85/

/10 آذار/2023

 

العبثية الدولية لا تقدر أن تساعد دولة لبنان الفاشلة

د. ايلي أبو عون/الإسبوع العربي/10 آذار/2023

International absurdity cannot help Lebanon’s failed state

Dr. Elie Abouaoun/The Arab Weekly/March 10/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/116443/116443/

/10 آذار/2023

 

السيد حسن نصرالله .. كل منجزاته كانت هدم وتشريد الأهل ومن ثم تخريب الدولة والاقتصاد وتعميم اللادولة وتشجيع الفساد والمتاجرة بالممنوعات والعمالة للغريب. …. وكلما احتاج اعلامه الغوبلزي لتبرير يوقف أحد الجنوبيين الشرفاء ويتهمه بالعمالة ويضع فيه كل ما في حعبته هو من أخطاء

الكولونيل شربل بركات/09 آذار/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/116387/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%af-%d8%ad%d8%b3%d9%86-%d9%86%d8%b5%d8%b1%d8%a7%d9%84%d9%84/

/10 آذار/2023

 

للمرّة الأولى في تاريخ الفتاوى الإسلامية: حركة حماس الفلسطينية غير شرعيّة وفقاً للشريعة الإسلامية

حركة حماس “غیر شرعیة” وفقا للشریعة الإسلامیة،

https://eliasbejjaninews.com/archives/116447/%d9%84%d9%84%d9%85%d8%b1%d9%91%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%88%d9%84%d9%89-%d9%81%d9%8a-%d8%aa%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%ae-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%aa%d8%a7%d9%88%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d9%84%d8%a7/

جنوبية/10 آذار/2023