المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 30 حزيران/لسنة 2023

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2023/arabic.june30.23.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

Elias Bejjani/Click on the below link to subscribe to my youtube channel

الياس بجاني/اضغط على الرابط في أسفل للإشتراك في موقعي ع اليوتيوب

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

15 آذار/2023

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

فَلا تَخَافُوهُم! لأَنَّهُ مَا مِنْ مَحْجُوبٍ إِلاَّ سَيُكْشَف، ومَا مِنْ خَفِيٍّ إِلاَّ سَيُعْرَف

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/نص وفيديو: الحوار مع حزب الله عبثي ولا يؤدي لغير الاستسلام والخضوع

الياس بجاني/حزب الله المأزوم يحيي اعلامياً أوباش اليسار المدمر والحاقد والبوقي

 

عناوين الأخبار اللبنانية

تذكار الرسولين المعظمين بطرس وبولس/29 حزيران

الحل هو بالعودة للمقاومة من اجل ال ١٠٤٥٢ كلم٢.  … الفدرالية هي حل الجبناء يلي ما بدن يكافحوا منشان كل لبنان/ادمون الشدياق

رابط فيديو مقابلة مع الصحافي طوني بولس من موقع سبوت شوط

صندوق النقد الدولي: استمرار الوضع على ما هو عليه يشكل الخطر الأكبر على استقرار لبنان الاقتصادي والاجتماعي ويقود البلاد الى طريق لا يمكن التنبؤ به

مقايضة حزب الله الجديدة: رئاسة الجمهورية أو "ضمانات مكتوبة"/منير الربيع/المدن

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس 29 حزيران 2023

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

صندوق النقد الدولي يحذّر: استمرار الوضع الراهن في لبنان يمثل الخطر الأكبر

توقع ارتفاع الدين العام إلى 550 في المائة... وخسارة المودعين 10 مليارات دولار

تحالفٌ دوليّ ضدّ أنشطة "الحزب": أيّ انعكاس على الرئاسة؟

ريفي: محور الممانعة وظّف داعش في خدمة مشروعه

بلومبيرغ: مصرف لبنان أغرق لبنان والمودعين في أزمة كارثية .... كان يُنشئ أصولاً من فراغ

"الحملة الوطنية لإعادة النازحين": سنستمر في مواجهة المؤامرة وسنصعّد تحركنا

ما بعد زيارة لودريان... وسؤال يطرح نفسه

تطبيع العلاقة بين "القوات" و"المردة"؟

لا جدوى مضمونة للحراك الفرنسي

إسمان بجعبة لودريان في تموز

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

من قلب إيران... الموساد يخطف هذه الشخصية

تسريبات أميركية عن "داعمي فاغنر" في الجيش الروسي ولوكاشينكو يروي كيف منع اغتيال بريغوجين

الجنرال سوروفيكين ، ربما يكون حليفا لقائد مجموعة فاغنر وفقا للاستخبارات الأمنية

تسريبات أميركية عن "داعمي فاغنر" في الجيش الروسي ولوكاشينكو يروي كيف منع اغتيال بريغوجين

الجنرال سوروفيكين ، ربما يكون حليفا لقائد مجموعة فاغنر وفقا للاستخبارات الأمنية

البنتاغون: لم نقرر إرسال صواريخ طويلة المدى لأوكرانيا

صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلت عن مسؤولين أميركيين وأوروبيين قولهم إن الولايات المتحدة على وشك الموافقة على منح أوكرانيا نظام صواريخ طويلة المدى

قائد فاغنر يروي القصة الكاملة: لهذه الأسباب حاولت اقتحام موسكو

الكرملين: لا نملك معلومات حول مكان يفغيني بريغوجين حالياً

الموساد يكشف تفاصيل إحباط مؤامرة لاغتيال رجل أعمال إسرائيلي في قبرص

عملاء المخابرات الإسرائيلية نشطوا في إيران للقبض على مشتبه به

واشنطن تتمسك بالضغط الدبلوماسي لتقييد سلوك طهران

بلينكن نفى طرح اتفاق جديد مع إيران... وأنباء عن انتقادات أميركية لتسريبات إسرائيل

أوروبا تخطط لإبقاء عقوبات برنامج «الباليستي» الإيراني

كبير مفاوضي طهران تلقّى رسالة الكتلة في محادثات الدوحة

الأمم المتحدة تؤكد أهمية المعابر الحدودية لنقل المساعدات إلى سوريا

ألمانيا تسعى لإحياء الحوار التركي الأوروبي خلال قمة الاتحاد وترقب واسع لـ«حركة الكوادر» في حزب كليتشدار أوغلو

مخاوف رسمية من تمدد أعمال الشغب والعنف في فرنسا

الحكومة تريد وأد الحركة الاحتجاجية في المهد وتجنب سيناريو العام 2005

انفجار عنيف بمحيط قيادة الجيش بالخرطوم.. واتفاق لوقف القتال بولاية شمال دارفور

والي شمال دارفور: "توصلنا إلى أننا لن نربح من القتال بل خسرنا، وكانت النتيجة أننا اتفقنا على وقف القتال بالولاية"

تبادل إطلاق نار بالقرب من مبنى القنصلية الأميركية بجدة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة
الحزب يمهّد: فرنجيّة أو النظام/جوزفين ديب/أساس ميديا

من يقرّر مصير لبنان؟/محمد السماك/أساس ميديا

مواجهة الإصلاح.. بالإهتمام بالرسوم وإهمال للضرائب/عماد الشدياق/أساس ميديا

من "ماكنزي" إلى "ألفاريز"/طوني فرنسيس/نداء الوطن

إدارة الركام اللبناني/سناء الجاك/نداء الوطن

“الحزب” يربط موقفه من الرئاسة بالمفاوضات الإيرانية الأميركية/محمد شقير/الشرق الأوسط

هل وضعت فرنسا العربة قبل الحصان في رئاسية لبنان؟/وسام أبو حرفوش وليندا عازار/الراي الكويتية

ردود الفعل الإيرانية على المواجهة التي قامت بها مجموعة "فاغنر" في روسيا/فرزين نديمي/معهد واشنطن

موت غرناطة والسينما.. في بغداد/فاروق يوسف/أساس ميديا

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

مفقودو سوريا: لبنان امتنع عن التصويت...

الأمم المتحدة والبحث عن المفقودين بسوريا: امتحان صعب للبنان/منير الربيع/المدن

"ايران تتحضّر لحرب مع اسرائيل".. سعيد يكشف: أمامنا خياران!

لودريان «يُريح» بري وحزب الله «غير مستعجل».. والرئيس «ينتظر» الدول الخمس+ إيران!

رابطة المودعين: لحماية المجتمع والتصدي لجرائم التزوير في ميزانية مصرف لبنان

ماجدة الرومي في احتفال من جامعة سيدة اللويزة: القرار الحر مصادر والهدف ضرب أي تفوق في لبنان

هل ظهّرت جلسة 14 حزيران "الحزب" كأقلّية في البرلمان؟

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

فَلا تَخَافُوهُم! لأَنَّهُ مَا مِنْ مَحْجُوبٍ إِلاَّ سَيُكْشَف، ومَا مِنْ خَفِيٍّ إِلاَّ سَيُعْرَف

إنجيل القدّيس متّى10/من21حتى26/:"قالَ الربُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: «سَيُسْلِمُ الأَخُ أَخَاهُ إِلى المَوْت، والأَبُ ٱبْنَهُ، ويَتَمَرَّدُ الأَوْلادُ عَلى وَالِدِيْهِم ويَقْتُلُونَهُم. ويُبْغِضُكُم جَمِيْعُ النَّاسِ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِي، ومَنْ يَصبِرْ إِلى المُنْتَهَى يَخْلُصْ. وإِذَا ٱضْطَهَدُوكُم في هذِهِ المَدِينَة، أُهْرُبُوا إِلى غَيْرِهَا. فَٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: لَنْ تَبْلُغُوا آخِرَ مُدُنِ إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَأْتِيَ ٱبْنُ الإِنْسَان. لَيْسَ تِلْميذٌ أَفْضَلَ مِنْ مُعَلِّمِهِ، ولا عَبْدٌ مِنْ سَيِّدِهِ. حَسْبُ التِّلْمِيذِ أَنْ يَصِيْرَ مِثْلَ مُعَلِّمِهِ، والعَبْدِ مِثْلَ سَيِّدِهِ. فَإِنْ كَانَ سَيِّدُ البَيْتِ قَدْ سَمَّوْهُ بَعْلَ زَبُول، فَكَمْ بِالأَحْرَى أَهْلُ بَيْتِهِ؟ فَلا تَخَافُوهُم! لأَنَّهُ مَا مِنْ مَحْجُوبٍ إِلاَّ سَيُكْشَف، ومَا مِنْ خَفِيٍّ إِلاَّ سَيُعْرَف".

 

”تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/نص وفيديو: الحوار مع حزب الله عبثي ولا يؤدي لغير الاستسلام والخضوع

الياس بجاني/27 حزيران/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/119512/119512/

إن فقط الجاهلين لطبيعة حزب الله الإيديولوجية، وللمشروع الملالوي التوسعي والاستعماري والإرهابي اللاغي لكل ما هو لبنان ولبناني، وكذلك الأغبياء والذميين والراضين  بذل واقع الاحتلال الإيراني-اللاهي التدميري لكل دول الشرق الأوسط، فقط هؤلاء قد ينخرطون في أي حوار مع الحزب.

الحوار مع الآخرين في ثقافة ومفاهيم وقواميس حزب الله وأسياده الملالي، هو مجرد تقية بكل ما المصطلح من معاني، وخداع وكذب ونفاق، هدفه تمرير الوقت والإلهاء لا أكثر ولا أقل، وهو حوار يمارس على خلفية قواعد دار الإسلام ودر الحرب كما يفسرها الملالي.

هؤلاء يحاورون ويعقدون الاتفاقيات الآنية والمصلحية، وهم ولا يحترمونها ولا يتقيدون بها، وينقلبون عليها عندما يستقوون وتتغير ميازين القوة والسلطة لمصلحتهم. وهذا تماماً كان مصير “اتفاق تفاهم مار مخايل”، الذي ابرمه الحزب سنة 2006 مع عون وصهره وجماعة الطرواديين والانتهازيين وتجار الهيكل. الحزب أعطى عون الرئاسة وأخذ الدولة، وهو اليوم لم يعد بحاجة للغطاء المسيحي الذي قدمه عون للحزب، ولهذا رمى الاتفاق في سلة النفايات ليتبين كم أن عون وربعه هم كتبة وفريسيين وجهلة أو متجاهلين عن سابق تصور وتصميم لمفاهيم وثقافة وطبيعة الحزب وأسياده الملالي الإديولجية والمذهبية.

من هنا فإن كل دعوات الحوار التي يطلقها حالياً حزب الله على لسان كبار قادته من نواب ورجال دين وإعلاميين، في مقدمهم، نصرالله وقاووق وقاسم وقبلان وغيرهم، هي دعوات للاستسلام والخنوع ومرفقة بالتهديد والوعيد وكل مفردات التخوين والإستقواء والاستكبار والفوقية.

مطلوب من كل لبناني في أي موقع كان، أن يرفض علناً وبوضوح تام كل دعوات الحوار هذه، ويجاهر بوصف الواقع الإحتلالي الذي يفرضه الحزب بقوة التسلبط والتخويف والإرهاب والإفقار والتهجير والعنف بكل أشكاله وأنواعه.

مطلوب الاقتناع بأن لا حلول كبيرة أو صغيرة، وفي أي مجال وعلى أي مستوى، لا أمنية ولا اقتصادية ولا معيشية، بظل الاحتلال، وبأن لا مجال لتحرير لبنان من داخل النظام ومؤسساته ومنها مجلسي والنواب والوزراء حيث الحزب ممسك بها ويسيطر عليها ويسخرها خدمة لتنفيذ مشروعه الإيراني.

الحل من داخل لبنان ومن ضمن النظام والمؤسسات هو صفر مكعب، ولهذا من واجب كل قادة البلد السياديين أن يطالبوا بتنفيذ القرارات الدولية وبوضع لبنان تحت سلطة الأمم المتحدة وإعلانه دولة فاشلة ومارقة.. وكل ما عدا هذا هو استسلام وخنوع وتقوية للمحتل وتسريع في تنفيذ مشروع الملالي.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

الياس بجاني/نص وفيديو: الحوار مع حزب الله عبثي ولا يؤدي لغير الاستسلام والخضوع

https://www.youtube.com/watch?v=LHOcglrkF_Q

27 حزيران/2023

 

حزب الله المأزوم يحيي اعلامياً أوباش اليسار المدمر والحاقد والبوقي

الياس بجاني/21 حزيران/2023

مقابلة رافي مادايان الذمي والمأجور ع ال MTV تؤكد أن حزب الله المأزوم بدأ يُظهّر أوباش اليسار المدمر والمعادي للبنان وللمسيحيين السياديين والإستقلاليين

رابط مقابلة رافي مادايان ع ال ام تي في اليوم

https://www.youtube.com/watch?v=H-wjcf4OzUw

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط   https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

تذكار الرسولين المعظمين بطرس وبولس/29 حزيران

موقع قديس اليوم

https://eliasbejjaninews.com/archives/119563/%d8%aa%d8%b0%d9%83%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%b3%d9%88%d9%84%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b9%d8%b8%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d8%b3-%d9%88%d8%a8%d9%88%d9%84%d8%b3-29-%d8%ad%d8%b2/

أما بطرس فهو سمعان بن يونا وهو اخو اندراوس. ولد في بيت صيدا في الجليل. وكانت مهنته صيد السمك. ولما جاء به اخوه اندراوس الى يسوع ابتدره الرب قائلاً:" انت تدعى، من الآن، كِيفَا اي الصخرة". ثم دعاه يسوع ثانية واخاه قائلاً: اتبعاني فأجعلكما صيادَي الناس. وللوقت تركا الشباك وتبعاه. وبعد هذه الدعوة الثانية لازم بطرس يسوع ولم يفارقه الى النهاية. ولما أعلن السيد المسيح جسده مأكلاً حقيقياً، ودمه مشرباً حقيقياً، مشيراً بذلك الى سر القربان الاقدس، استصعب الرسل كلامه ورجعوا الى الوراء، فقال لهم: ألعلكم انتم ايضاً تريدون ان تمضوا؟ فأجاب سمعان بطرس: الى من نذهب يا رب وكلام الحياة الابدية عندك؟ سأل بطرس معلمه: كم مرة اغفر لأخي، يومياً، اذا خطئ اليّ، أإِلى سبع مرات؟ أجابه يسوع: لا أقول لك سبع مرات، بل سبعين مرة سبع مرات. وهذا تبيان للضعف البشري الصادر من الانسان، وواجب ان نغفر له دائماً ما زالت نيته سليمة صافية.

وكم كان متحمساً للدفاع عن معلمه عندما اعلن يسوع عن كيفية ميتته، فقال له سمعان بطرس: اني مستعد ان أمضي معك الى السجن وحتى الى الموت. فقال له يسوع: ان الروح مستعد وأما الجسد فضعيف. وستنكرني ليلة آلامي ثلاث مرات قبل صياح الديك مرتين. وهكذا كان. ولكن عاد بطرس فندم على خطيئته بذرف الدموع مدة حياته كلها. ومَن يتصفح النصوص الواردة في العهد الجديد، يتضح له جلياً ان بطرس هو اول من تبع المسيح واعترف به. وكان اميناً لاسراره وقد رافقه في جميع مراحل حياته. وقد جعله الرب زعيماً للرسل ورئيساً على كنيسته. وكان يترأس اجتماعات الرسل قبل صعود الرب وبعده ويرشدهم بسلطته المطلقة دون منازع. وقد خطب في اليهود بعد حلول الروح القدس وصنع العجائب. وبدأ غير هيّاب، بالتبشير في السامرة، وطاف مدن سواحل فلسطين ولبنان، وعمّد كرنيليوس القائد برؤيا عجيبة مؤثرة جداً. وهو مَن خرج مِن اورشليم، قبل الرسل.

وبعد صعود الرب، بشر بطرس في فلسطين وفينيقية وآسية خمس سنوات، ثم اقام كرسيه في انطاكية سبع سنين، وخلفه فيها اوديوس. وذهب الى روما حيث اقام كرسيه سنة 44 للميلاد. ثم عاد الى اورشليم في السنة نفسها، فألقاه هيرودس اغريبا في السجن وخلصه ملاك الرب. فاستأنف التبشير، وعقد المجمع الاول مع الرسل وكتب رسالته الاولى. ثم رجع الى روما حيث اسقط سيمون الساحر من الجو واخزاه هو وخداعه، وكان سيمون عزيزاً على نيرون الملك. غضب الملك على بطرس، فأخذ يترقبه وبوحي الهي عرف بدنو أجله، فكتب رسالته الثانية.

وما لبث ان قبض نيرون عليه وسجنه، ثم امر بصلبه، ولعمق تواضعه، ابى ان يُصلَب إِلا منكَّساً. وقد اثبت القديسون: ديونيسيوس وايريناوس واوسابيوس وايرونيموس، كما تبين ايضاً من الآثار التاريخية المكتشفة حديثاً في رومة. ان بطرس ذهب الى روما بالاتفاق مع بولس. وبعد ان اسس كنيستها استشهد في عهد نيرون عام 67. صلاته معنا. آمين.

 أما الرسول العظيم بولس الذي جُنَّ بمحبة المسيح، فبعد ان كان اشد مضطهد للكنيسة، قد حمل لواء الانجيل عالياً وطاف به العالم مقتحماً الاخطار، براً وبحراً، لا يهاب الموت في سبيل مَن بذل نفسه لاجله. فكان آية عصره وسيبقى على الاجيال، بأعماله الجبارة ورسائله الرائعة أسطع دليل على مفعول النعمة الالهية في ارض الارادة الجيدة. ولد شاول في مدينة طرطوس، نحو السنة العاشرة للميلاد، من ابوين يهوديين اصلهما من الجليل. درس الفلسفة والفقه على العالم الشهير جملائيل في اورشليم. ودعي فيما بعد بولس. كان يمقت ويضطهد كل من يخالف شريعة آبائه. لذلك ساهم في رجم اسطفانوس رفيقه اول الشهداء. وكان يلاحق المسيحيين ويسوقهم الى السجون. وفيما هو ماضٍ الى دمشق في هذه المهمة، اذا نور من السماء قد سطع حوله فسقط على الارض وسمع هاتفاً يقول له:" شاول، شاول، لِمَ تضطهدني؟". فقال: " من انت، يا سيدي؟". قال:" انا يسوع الذي انت تضطهده. فقم وادخل المدينة، فيقال لك ما يجب عليك ان تفعل". فنهض شاول عن الارض ولم يكن يبصر شيئاً، وعيناه مفتوحتان. فاقتادوه بيده وادخلوه دمشق. فلبث ثلاثة ايام، مكفوفَ البصر، لا يأكل ولا يشرب (اعمال 9: 1-10).

وارسل الرب اليه تلميذاً اسمه حننيا فوضع عليه يديه فأبصر واعتمد. وكان اهتداؤه العجيب سنة 35 للميلاد. وما لبث ان اخذ يكرز في المجامع بأن يسوع هو ابن الله. فتآمَر اليهود على قتله. ولكنه نجا بسعي المؤمنين. وعاد الى اورشليم واتصل بالرسل. وراح يبشر في الهيكل بجرأة. فصمم اليهود على قتله. ولكنه سافر الى طرطوس وطنه مارّاً بسوريا وكيليكيا بصحبة برنابا ويوحنا مرقس. وفي قبرص آمن على يده الوالي سرجيوس بولس واعتمد هو وأهل بيته. واستأنف البشارة حيث أبرأ مقعداً من جوف أمه في لسترة. وعندها رفع الجمع الحاضر ايديهم هاتفين: ان الآلهة تشبهوا بالناس ونزلوا الينا! وارادوا ان يذبحوا لهما، فمنعهم بولس قائلاً:" نحن بشر مثلكم". غير ان اليهود تمكنوا من اثارة الجموع عليه، فرجموه خارج المدينة. وفي الغد، شفاه الله وأقامه فانطلق مع برنابا، يثبتان المؤمنين في المدن ويرسمان لهم كهنة لخدمتهم. وعاد الى انطاكية حيث مكث أياماً وانطلق منها يصحبه سيلا ولوقا الى آسيا الصغرى وكيليكيا وليكاونية وغلاطية وتراوس وسائر بلاد اليونان. واستصحب تيموتاوس الذي اقامه فيما بعد أسقفاً على أفسس. وفي آثينا قام خطيباً امام فلاسقتها في الاريوباغوس، فرد كثيرين الى الايمان ومنهم ديونيسيوس الاريوباغي. ثم عاد الى اورشليم حيث مكث سنتين، ثم جال في مدن آسيا الصغرى وجاء الى كورنتس حيث تراءى له الرب وشجعه واجرى على يده آيات باهرة. وطاف في غلاطية وفريجية، يثبت التلاميذ في الايمان، حتى وصل الى افسس، حيث اقام ثلاث سنوات يبشر ويعمد باسم يسوع المسيح، عاملاً بيده لكسب معاشه. وسار يبشر في جزر بحر الروم، حتى بلغ صور وعكا وقيصرية. وحاول الاخوة ان يمنعوه من الصعود الى اورشليم، ملحين عليه بالدموع، فقال لهم: ما بالكم تبكون وتكسرون قلبي: اني مستعد، لا للوثاق فقط بل للموت ايضاً في اورشليم لاجل اسم الرب يسوع (اعمال 21: 7-13). هناك حاول اليهود قتله فمنعهم قائد الجند. وخاطب الشعب باللغة العبرانية مبيناً عن اهتدائه. فصرخوا قائلين: ارفعه، اصلبه. فإِرضاءً لهم اراد الوالي ان يجلده، فاعترض بولس بأنه ذو جنسية رومانية. وارسله قائد الالف الى الوالي في قيصرية، مركز الولاية الرومانية حيث مكث اسيراً سنتين. ولكان الملك اغريبا اطلق سراحه لو لم يكن رفع دعواه الى قيصر. فأقلع بولس مع اسرى آخرين الى روما يصحبه لوقا رفيقه الامين واسترخوس المكدوني. وبعد النظر الى دعواه، لم يجد القضاة ما يوجب الحكم عليه، فأخلي سبيله. فأقام في روما سنتين يبشر بالانجيل. ثم عاد يبشر ايضاً في جزيرة كريت ويزور كنائس آسيا وتروادا وكورنتس. ويقال انه مضى الى اسبانيا مجتازاً فرنسا – ثم رجع الى روما فقبض عليه نيرون وألقاه في السجن، وحكم بقطع رأسه كما حكم على بطرس الرسول بالصلب. وكان ذلك سنة 67 للميلاد. أما رسائله الرائعة وعددها اربع عشرة رسالة، فهي آية في البلاغة وتحفة الآثار الكتابية في الكنيسة. صلاته معنا.آمين.

 

الحل هو بالعودة للمقاومة من اجل ال ١٠٤٥٢ كلم٢.  … الفدرالية هي حل الجبناء يلي ما بدن يكافحوا منشان كل لبنان

ادمون الشدياق/29 حزيران/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/119566/119566/

الفدرالية هي حل الجبناء يلي ما بدن يكافحوا منشان كل لبنان. كل ما لقينا شوية مصاعب او انتفاء الرؤية والحلول عند القادة اللبنانيين منتخلى عن ال ١٠٤٥٢كلم٢ ومنصير بدنا نتقوقع بعالمنا يلي محاط بعالم عربي، من ميلي فيه إسرائيل مش عارفي كيف بدها تخلص بحالها وعم تعمل دولة يهودية عنصرية ضد الكل، ومن ميلة ثانية عالم إسلامي متطرف بدو يبلعك وخصوصي انك لح بتكون بكونتونك من دين واحد وما عندك قوة إسرائيل تتقاوم ٣٠٠ مليون مسلم. انا بفضل جرب حظي مع المسلم اللبناني والتعايش معه ولو صعب. ومثل ما قال المؤرخ جواد بولس الجغرافيا مع الوقت بتحل كل المسائل وبتطبع كل الشعوب المتفرقة بطابعها ويوم من الايام وبفعل الجغرافيا منصير شعب واحد لبناني قبل كل شي. دولة عنصرية ما بيمشي الحال. اول يوم بالفدرالية لح يطالب الشيعة بضم كونتونهم للاتحاد الايراني، والسنة لسوريا او مصر او السعودية، ولح يتقسم البلد بسبب حق الاستفتاء الشعبي ( referendum ) يلي موجود باي نظام فدرالي، وساعتها لح منضل نحنا والاخوة الدروز عم منصارع محيط واسع وشاسع من المسلمين السنة المختلفين والمأدلجين، والعنصرية الايرانية، والتعصب ونظرية التفوق اليهودي، والضعيف من هالافرقاء الثلاثة اقوى منا والدروز مجتمعين. والانكي من هيك انه نحنا بكل تاريخنا كنا مفرقين بالداخل المسيحي، وكل قريع عنده كم خاروف لاحقه بدو يعمل زعيم. وخدلك على تخوزق من جوا ومن برا منكون بمشكل واحد منصير بالف مشكل. الحل هو بالعودة للمقاومة من أجل ال ١٠٤٥٢ كلم٢ مع المسلم يلي بيقول لبنان اولاً ومع الوقت منقدر نحنا واياه نقنع الباقيين.

المهمة صعبة وشاقة وطويلة ولكن برأيي الخيار الوحيد للخلاص.

 

رابط فيديو مقابلة مع الصحافي طوني بولس من موقع سبوت شوط

 عملاء داخل الجيش”.. طوني بولس يفجّر مفاجأة عنوانها الدولار ويكشف: فكرة اسرائيلية تُراود المسيحيين!

موقع سبوت شوط/29 حزيران/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/119575/119575/

رأى الصحافي طوني بولس أن الملف الرئاسي اللبناني دخل في غيبوبة بعد جلسة الإنتخاب الأخيرة وهو بإنتظار تدخل خارجي في وقت يحاول فيه الفرنسي التفلت من اللجنة الخماسية وثوابتها". وفي مقابلة عبر "سبوت شوت" ضمن برنامج "وجهة نظر" قال بولس: "يتمسك الثنائي الشيعي بترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لأسباب لها علاقة بإتفاق كاريش، فالحزب يمسك بالمنظومة ويديرها وهي بحاجة إلى تمويل، ورأى أن النفط يؤمن لها هذا التمويل، وفرنجية هو الأكثر ولاء بالنسبة للحزب لتنفيذ هذا المشروع". وتابع، "الطريق صعب على مرشح ثالث إذ أن الثنائي يرفض الإقرار بأن التغيير قادم والتركيبة العربية اليوم متقدمة على الإيرانية، وهو يراهن على تعب الآخرين ويعتبر نفسه وريث النظام السوري في تسمية رئيس الجمهورية اللبناني". وأشار إلى أن "قائد الجيش هو مرشح التوازن، والجيش هي المؤسسة الوحيدة التي لا زالت صامدة وتحظى بثقة خارجية، رغم إختراق حزب الله لبعض مؤسساتها، وعلى القيادة أن تتحرى وتحاسب، فالإنتماء الى المؤسسة العسكرية يمنع الإنتماء إلى أي فريق آخر". كما ابدى بولس تخوفه من "مشروع حزب الله بالشكل الذي يتحدث عن المثالثة في الحكم، في حين يهدف في الواقع إلى إبتلاع لبنان والإستقواء على مسيحييه عددياً مما يؤدي بهم إلى إستدعاء مليون مسيحي لبناني في الإغتراب، وفي حال الكل هدد الكل سنصل حتماً إلى الحرب الأهلية". واردف، "حزب الله تاجر يسلم الفرنسيين مرافق البلاد، بأبخس الأسعار، ووزير الأشغال علي حامية سمسار فرنسا في لبنان ومستعد لتسليم أي شيئ خدمة لمصالحه، وعلى النواب طرح الثقة به".  وختم بولس بالقول أن "أفضل طريقة لحل الأزمة المصرفية هي بدخول مصارف أجنبية الى السوق اللبنانية والعمل على إعادة الهيكلة بطريقة غير مباشرة علماً أنه من الواجب إيجاد مخرج لمسألة الودائع المحتجزة".

 

صندوق النقد الدولي: استمرار الوضع على ما هو عليه يشكل الخطر الأكبر على استقرار لبنان الاقتصادي والاجتماعي ويقود البلاد الى طريق لا يمكن التنبؤ به

وطنية/29 حزيران/2023

حذّر صندوق النقد الدولي الخميس من أن حالة عدم اليقين السائدة في لبنان تُشكّل "الخطر الأكبر" على الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في البلاد التي انهكتها أزمات متعددة، في غياب تطبيق إصلاحات ضرورية ومع استمرار الشلل السياسي. وشدد تقرير نشره الصندوق الخميس في ختام مشاورات أجراها المجلس التنفيذي مع لبنان خلال الأشهر الفائتة، على أن "استمرار الوضع الراهن على ما هو عليه يشكل الخطر الأكبر على استقرار لبنان الاقتصادي والاجتماعي، ويقود البلاد الى طريق لا يمكن التنبؤ به". واعتبر أن "من شأن التنفيذ الحاسم لخطة شاملة للتعافي الاقتصادي أن يحد بشكل تدريجي وثابت من الاختلالات، وأن يشكل ركيزة للسياسات للمساعدة في استعادة الثقة وتسهيل العودة إلى مسار النمو". وقال رئيس بعثة الصندوق إلى لبنان ارنستو راميرز ريغو في إيجاز عبر الانترنت مع صحافيين في بيروت إن استمرار الوضع الراهن "يشكّل أكبر المخاطر". ومع الاستمرار في إرجاء تطبيق الإصلاحات، توقع أن يكون هناك "نقص في الاستثمارات الأجنبية، وأن يبقى البلد في وضعية غير مستدامة"، في وقت "لا يريد أحد أن يقرض دولة تعجز حكومتها عن الوفاء بالتزاماتها الخارجية"، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

 

مقايضة حزب الله الجديدة: رئاسة الجمهورية أو "ضمانات مكتوبة"

منير الربيع/المدن/30 حزيران/2023

لا يسقط حزب الله من حساباته مسألة الضمانات التي يطالب بها في أي تسوية مقبلة. يكثر الحزب من الحديث عن هذه الضمانات بصيغ مختلفة. فتارة يقولها صراحة، وطوراً يعتبر أنه لا يمكن القبول بانتخاب رئيس يطعن المقاومة من الظهر. تختلف التقديرات حيال هذه المواقف. فالبعض يعتبر أن الحزب يطالب بهذه الضمانات للتمكن أكثر من السيطرة على الدولة اللبنانية وقراراتها. فيما البعض الآخر يرى أن هناك حالة من القلق الدائم تعيشه الطائفة الشيعية، وأنه في خلفية تفكير الحزب وعموم أبناء الطائفة يستشعرون تهديداً مستمراً، أو يتخوفون من العودة إلى "طائفة المحرومين والمهمشين". وهو ما لا يمكن للحزب أن يرتضيه بعد كل ما حققه سياسياً، وعسكرياً.

"الحرمان" والتضخم

تلك النظرة لدى حزب الله، يردّ عليها خصومه بالقول إن الحزب هو الذي يستضعف الجميع، وطالما هو لم يلتحق بركب الميزات التي كان عليها لبنان سابقاً، فقد تمكن من جعل اللبنانيين كلهم محرومين، أو أنه أقام اقتصاد الحرمان "لتحقيق التوازن". وهذا ما يدفع الآخرين لرفع شعارات تتعلق بالانفصال عن حزب الله، وعدم الارتباط في أي تسوية معه. في كل الأحوال وبعيداً عن هذه السجالات، لا بد من التوقف عند كل ما يفكّر فيه الحزب في مقاربة الاستحقاقات الأساسية والاستراتيجية، وخصوصاً في المرحلة الحالية. بداية، كان أمين عام حزب الله، السيد حسن نصرالله، حريصاً كما غيره من المسؤولين البارزين في الحزب على التأكيد بأنهم لا يسيطرون على الدولة اللبنانية، ولا على قراراتها. تأتي هذه المواقف رداً على من يقولون إن الحزب قد أخضع الدولة اللبنانية وسلطتها وسياستها الداخلية والخارجية له. ولكن فعلياً، يعتبر حزب الله أن كل التضخم الشعبي والسياسي والعسكري والأمني والمالي الذي حققه في لبنان وخارج لبنان بالسنوات الماضية، لم يكن قابلاً لاستثماره عملياً في لبنان. إذ نجح في تحصين نفسه سياسياً، من خلال تحالفات متعددة مع طوائف وقوى مختلفة، مستفيداً من ضعف الخصوم وانعدام الإنسجام فيما بينهم على مشروع سياسي واضح. كل هذه المقومات هي التي منحت الحزب منعة أساسية، كانت تجلياتها البارزة ماثلة للعيان منذ الإنقلاب على حكومة سعد الحريري في العام 2010، وصولاً إلى انتخاب ميشال عون في العام 2016.

المخاوف..

بعض من هذه الأوراق السياسية تسرّب من بين يدي الحزب بعد الانتخابات النيابية الأخيرة، وبعد انتهاء ولاية ميشال عون، والدخول في اختلاف كبير مع الحليف الاستراتيجي، التيار الوطني الحرّ. وما زاد القلق لدى الحزب، هو اجتماع القوى السياسية المسيحية الكبرى على موقف واحد ضد خياراته. أمام هذا الواقع، تستفيق داخل الحزب مخاوف كثيرة، يعبّر عنها بوضوح بأنه لا يمكن عزله ولا استثناءه. خصوصاً من قبل الذين يدعون إلى إعادة إحياء منطق "الجبهة اللبنانية". علماً أن ذلك كان لمواجهة الشركاء في الوطن، وجاء في الأساس بدافع معارضة الوجود الفلسطيني المسلح في لبنان، ودعم جزء من القوى اللبنانية للفلسطينيين. اليوم بالنسبة إلى حزب الله فالصورة مختلفة. إذ أن الشيعة يشكلون شريحة كبيرة من المجتمع اللبناني، وبالتالي لا يمكن عزلهم ولا تجاوزهم.

مقايضة جديدة

كل هذه الهواجس تحضر في خلفية عقل حزب الله، خلال مقاربة الملف الرئاسي وكيفية إنجازه. ومن هنا، تبرز معادلة واضحة لا لبس فيها بالنسبة إلى الحزب، وهي تخيير اللبنانيين بين انتخاب رئيس للجمهورية يثق به الحزب، مقابل تقديم تسهيلات وتنازلات بملف تشكيل الحكومة وغيرها. أو أن الخيار الآخر سيكون فراغاً طويلاً، لا يمكن حلّه إلا بالذهاب إلى حوار موسع تُطرح على طاولته ملفات كثيرة، من بينها الحصول على تلك "الضمانات" التي يجري التداول بها كثيراً في الكواليس. وهذه الضمانات ستكون بلا شك سياسية ودستورية مكتوبة. فالحزب يعتبر أنه على الرغم من كل ما قدّمه ليس لديه ما يحميه سياسياً سوى قوته. تستمد هذه الرؤية قراءتها منذ قرار الحزب الدخول إلى الحياة السياسية اللبنانية في العام 1992. فبعدها حصلت أحداث العام 1993 والاشتباك مع الجيش على طريق المطار. وبعدها جاءت مسألة إدخال الجيش إلى الجنوب، والتي كانت حسب اعتبار الحزب تهدف إلى تطويقه ونزع سلاحه. وبالمنظار ذاته ينظر إلى حرب تموز، وبعدها الإجراءات التي دفعته إلى اجتياح بيروت والجبل في 7 أيار 2008. ويعتبر أن مثل هذه المسارات ستبقى مستمرة في المرحلة المقبلة من خلال رئاسة الجمهورية وغيرها. وهذا ما يريد هو الإلتفاف عليه، إما من خلال رئيس للجمهورية يثق به أو من خلال الذهاب إلى البحث عن ضمانات فعلية ومكتوبة.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس 29 حزيران 2023

وطنية/29 حزيران/2023

مقدمة تلفزيون "أل بي سي"

الحدث من نيويورك. الامين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش فوض إلى الدول الاعضاء إقرار مشروع قانون لكشف مصير المفقودين في سوريا. مشروع سيتم التصويت عليه هذه الليلة في الجمعية العمومية للأمم المتحدة. في مستهل هذه النشرة سيكون معنا وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب ليحدثنا عن هذا الموضوع.

في الشأن النقدي والاقتصادي، حدثان: الأول، تقرير صندوق النقد الدولي عن لبنان، والذي يشير إلى المعطيات التالية:

نسبة البطالة تسجل نحو 30 بالمئة، 58% من هذه النسبة هم من الشباب.

الليرة اللبنانية فقدت 98 في المئة من قيمتها، والغلاء والتضخم في مستوى قياسي.

الدولة مفلسة

الحدث المالي الثاني: أين استقر تقرير الفاريز أند مارسال؟ التقرير الأولي لا يزال في وزارة المال. حاكم مصرف لبنان تلقى نسخة منه باعتباره المعني الأول به. يتولى الحاكم الرد وإرسال الردود عبر وزارة المال إلى Alvarez&Marshall منتظرا إجابات منها. نسخة من التقرير يفترض ان تبلغ للحكومة ونسخة ستذهب للرئيس بري. ليس هناك من مؤشر ان التقرير سينشر.

مقدمة تلفزيون "المنار"

تبت يدا متطرف ستوكهولم الذي خرج لاحراق ورفس كتاب الله أمام العالم، وتبا لديموقراطية غربية تأذن بحرق أقدس مقدسات المسلمين ، القرآن الكريم. والعار كل العار على حكام وولاة يرضون بأن تنتهك حرمة دينهم بالتزامن مع العيد الكبير ، عيد الاضحى المبارك. والخزي لالسنة خرست عن ادانة فعل معتوه ودولة تشرع الاساءة لمشاعر وعقل وروح ووجدان أكثر من مليار ونصف مليار مسلم تحت شعار الكذبة الاكبر في التاريخ الغربي الحديث وهي حرية التعبير. وتبا لامم متحدة لا تدين جريمة كبرى كهذه، وتستثني مجددا ”اسرائيل” الكيان المجرم المارق من قائمة العار في تقريرها السنوي حول قتل وجرح الاطفال في الصراعات المسلحة والحروب.

ما أشبه فعلة مجرم ستوكهولم بالامس بجرائم عصابات المتطرفين من المستوطنين قبل أيام في قريتي عوريف وترمسعيا الفلسطينيتن من تدنيس للمساجد وحرق للقرآن الكريم. فكلهم تخرجوا من مدرسة الحقد التي تؤجج الحروب والعداوة لكل ما يمت الى الاسلام الصحيح . والصحيح أن تنتصر الامة لمقدساتها، وأضعف الايمان باللسان. ”ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”، وان الله لا يعز أمة ارتضت ان تعيش الذل والهوان على اعتاب طغاة هذا العالم.

فتكرار التعدي على القرآن الكريم في السويد وغيرها من الدول جريمة لا يمكن السكوت عنها، وعلى حكومة هذا البلد وقف هذا المسار الانحداري السيىء أكد حزب الله في بيان له، داعيا المرجعيات والمؤسسات الاسلامية العليا والحكومات العربية والاسلامية إلى القيام بكل الخطوات المناسبة التي تدفع هذه الدول لمنع تكرار هذه الحماقات ووقف نشر ثقافة الكراهية والبغضاء.

مقدمة تلفزيون "أو تي في"

زحمة طائرات في مطار بيروت وعدد وافدين غير مسبوق يفاجىء المعنيين… تكاد هذه المعلومة ان تكون الخبر السعيد الوحيد في لبنان هذه الايام، على وقع الازمة المستفحلة، عسى الا تقع تطورات تطيح بها، كي يستفيد منها جميع الناس. لكن، اذا كان خبر زحمة الطائرات وعدد الوافدين المفاجئ سعيدا، فالاخبار الحزينة تبدأ بالفراغ الرئاسي المستدام، ولا تنتهي باستدامة تهرب المنظومة من العدالة والحساب، وتمر بالتحذيرات الجديدة من صندوق النقد الدولي.

فتحت العنوان الرئاسي، سكون داخلي، في غياب المبادرات، باستثناء الدعوات الشكلية اليومية الى حوار، يهدف حتى اللحظة الى تكريس مرشح الفرض خيارا وحيدا، غصبا عن ارادة الكتل المسيحية الاساسية، وغالبية اللبنانيين الذين يسألون عن رئيس اصلاحي، لا عن مرشح للمنظومة.

وتحت عنوان التهرب من العدالة والحساب، تخبط في وزارة المال، وصمت مريب عند غالبية الطبقة السياسية، باستثناء التيار الوطني الحر من جهة، والمزايدين على التيار من جهة اخرى، بالنسبة الى معرفة مصير التدقيق الجنائي عامة، وسبب اخفاء التقرير الاولي، او مسودة التقرير الاولى عن الرأي العام بشكل خاص.

اما على خط صندوق النقد الدولي، فبيان جدد التحذير من ان لبنان يواجه أزمة مالية ونقدية سيادية غير مسبوقة لا تزال مستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، كاشفا ان الاقتصاد شهد منذ بداية الازمة انكماشا ناهز الاربعين بالمئة، فيما فقدت الليرة اللبنانية أكثر من ثمانية وتسعين بالمئة من قيمتها، ليسجل التضخم معدلات غير مسبوقة، كما خسر المصرف المركزي ثلثي احتياطاته من النقد الاجنبي.

وفي غضون ذلك، احتلت صدارة الاخبار العالمية اليوم، ردود الفعل الشاجبة لما اقدم عليه المتطرفون في السويد من حرق للقرآن الكريم، وهو ما اعاد لبنانيا الى الاذهان التخوف من تكرار مشهد 5 شباط 2006، المدان من جميع اللبنانيين، تماما كالتعرض للمقدسات.

مقدمة تلفزيون "أن بي أن"

تحت سقف هدوء سياسي واسع ينعم لبنان حاليا وذلك بنعمة عيد الأضحى المبارك.

لكن الهموم السياسية حضرت في الخطب التي ألقيت اليوم من على منابر العيد مشددة على ضرورة إستعادة المؤسسات الدستورية عملها وإنجاز الإستحقاقات الوطنية والحض على انتخاب رئيس للجمهورية إستنادا إلى التفاهم والحوار والتلاقي.

وفي خطب العيد أيضا دعوات إلى التكافل بين اللبنانيين الغارقين في وحول أوضاع إقتصادية ومعيشية واجتماعية قاسية. في موسم عيد الأضحى المبارك لدى المسلمين  إعتداء صارخ أرتكبه متطرف أرعن على كتابهم العزيز: القرآن عندما أقدم على إحراق نسخة منه أمام مسجد ستوكهولم على مرأى ومسمع من السلطات الرسمية السويدية. لا شك في أنه تعد سافر وعمل تحريضي وعنصري جبان لا يمكن السكوت عليه.

من هنا جاءت حملات الإدانات الواسعة على مستوى البلاد العربية والإسلامية والدعوات إلى التصدي لمثل هذه الأفعال ونبذ التطرف والتعصب والتحريض على الكراهية. ولعل من أولى واجبات الحكومة السويدية وقف هذا المسار السيىء بدل التلطي خلف شعارات حرية التعبير والديمقراطية وإلا فإنها شريكة ومتواطئة في هذه الجريمة.

وفي لبنان رأت حركة أمل في الإعتداء على القرآن مسا بكل الرسالات السماوية ودعت إلى وقفة جادة ومسؤولة لوضع حد لمثل هذه الجرائم المتمادية، مشددة على محاسبة المرتكبين.

في مقابل التجرؤ على المصحف الشريف في السويد، إسترعت الإنتباه مبادرة لطيفة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي بدا في مقاطع فيديو على مواقع التواصل الإجتماعي وهو يحتضن نسخة من القرآن الكريم بعد تقديمها إليه هدية خلال زيارة قام بها إلى مسجد في داغستان.

وبالمناسبة قال بوتين أن روسيا تكن إحتراما شديدا للقرآن ولمشاعر المسلمين الدينية مشيرا إلى أن عدم إحترام هذا الكتاب المقدس يعتبر جريمة في بلاده.

مقدمة تلفزيون " ام تي في"

لبنان من جديد على اجندةِ دول العالم، لكن ليسَ من زاويةِ الاستحقاقِ الرئاسي هذه المرة، بل من بوابةِ حزب الله وأنشطتِه. وزارةُ  الخارجية الاميركية اعلنت في بيانٍ نشرتهُ على موقعِها الالكتروني ان اكثرَ من خمسٍ وثلاثينَ حكومة من دول العالم اجتمعتْ والتقتْ على ضرورةِ مكافحة الشبكاتِ الارهابية والمالية لحزبِ الله.  الاجتماعُ الذي انعقدَ في lahey لاهاي بدعوةٍ من مجموعةِ تنسيقِ انفاذِ القانون لم يقتصرْ على خمسٍ وثلاثينَ دولة، بل شاركَ فيه ايضا الانتربول واليوروبول والمعهد الدولي للعدالةِ وسيادةِ القانون، ووَفقَ بيانِ الخارجية الاميركية فقدْ تطرقَ البحثُ الى كيفيةِ مواجهةِ شبكاتِ تهريبِ النِفط التابعة للحزب ومؤسسة القرض الحسن المرتبطة به. اللافتُ ان ايَّ ردَ فعلٍ لم يصدرْ حتى الان عن الحكومةِ اللبنانية ولا عن اي وَزارة من الوَزارات المعنية بما بحثَهُ اجتماعُ لاهاي. فكيفَ يمكنُ تفسيرُ الصمتِ اللبناني؟ وهل مسموحٌ ان "يتشرشح " لبنان بهذه الطريقة في المحافلِ والاجتماعاتِ الدولية من دون ان يكون للحكومةِ اللبنانية ردٌ على الموضوع، او توضيحٌ على الاقل؟

هذا في لاهاي . اما في بيروت فحزب الله هو من  يمنع مع حلفائه انتخابَ رئيس جديد للجمهورية منذ ثمانية اشهر  . فهو يرفض انتخابَ سوى مرشحِه سليمان فرنجية ، في حين يدرك تماما ان  الاخير غير قادر على تأمين الاكثرية المطلوبة . لذلك يوعز لنوابِه ولحلفائه ان يخرجوا من مجلس النواب في الدورة الثانية حتى لا ينتخب رئيسٌ للجمهورية . وهذا ما حصل تماما في الجلسة الاخيرة ، حيث نال جهاد ازعور تسعةً وخمسين صوتا ، فيما لم ينل مرشح الحزب ومحور الممانعة اكثر من واحد وخمسين صوتا . فهل سيكون للمجتمع الدولي موقف من تعطيل الانتخابات على يد الحزب وحلفائه ، تماما كما اتخذ موقفا وتدابير مما سماه واعتبره انشطةً ارهابيبة لحزب الله ؟ دوليا ، اعمال العنف مستمرة وتتوسع في عددٍ من المدن الفرنسية على خلفية مقتل فتى من اصول جزائرية على يد شرطي فرنسي . وقد استدعى الامرُ تشكيلَ خلية ازمة في وزارة الداخلية الفرنسية لمتابعة الوضع ساعة بساعة . فهل تتمكن السلطاتُ الفرنسية من وقف التدهور بسرعة ،  ام ان حالةَ الغضب ستتصاعد لتهدد الاستقرار في فرنسا على ابواب فصل سياحي منتظر ؟

مقدمة  تلفزيون "الجديد"

عيدية من مقام الصفعة وصلت الى الحكم اللبناني، مغلفة بصندوق دولي وضع النقاط الاقتصادية على الحروف المالية والسياسية، ومن ثقل عباراته، كاد بيان صندوق النقد الدولي أن يصرخ ألما على مواطنين يحكمون عبر "دورة مياه" اسمها السلطة اللبنانية، ستكتفي بتصريف البيان العنيف وخلطه بالمياه الآسنة والبيان المطول قد لا يقرأ.. وإذا تمت قراءته فلن تطبق اصلاحاته وهي من التقاليد اللبنانية المتبعة حيث التعاطي مع تقرير التدقيق الجنائي لم يكن بأفضل حال، والذي عثر عليه في البريد الالكتروني لوزارة المال. لكن بيان صندوق النقد اليوم لا يحتاج الى تدقيق, فالوارد على متنه يعكس صورة حكم "نتن" لا مبالي بمعالجة أصول الأزمات ولن يتأثر ما تبقى من السلطة اذا قال لهم معنيون من الصندوق ان بلادكم تواجه: أزمة مصرفية ونقدية سيادية غير مسبوقة، وانكماشا بنسبة اربعين بالمئة.. الليرة فقدت ثمانية وتسعين بالمئة من قيمتها.. التضخم سجل مئتين وسبعين بالمئة.. المصرف المركزي خسر ثلثي احتياطياته من النقد الأجنبي.. المودعون فقدوا عشرة مليارات دولار، وتجلى الصندوق في صياغة المفردات السود لإسقاطها على وضع لبناني أكثر سوداوية، من الانكماش الى الانهيار وفقدان الثقة، والعجز، والركود، وعدم اليقين، والتضخم.

وأعرب المديرون التنفيذيون لخبراء الصندوق عن بالغ قلقهم إزاء الأزمة العميقة متعددة الأبعاد، وعن الاسف حيال الإجراءات المحدودة التي تم اتخاذها على مستوى السياسات للتصدي للأزمة، وأشاروا إلى المخاطر والتكلفة المتزايدة الناجمة عن مواصلة إرجاء الإجراءات اللازمة، ودعوا إلى ضرورة التنفيذ الحاسم لخطة إصلاح شاملة لحل الأزمة وتحقيق التعافي المستدام، وتطلعوا إلى تعميق التعاون مع الصندوق لدعم جهود الإصلاح والاحتياجات الإنسانية العاجلة.

وأكد المديرون على ضرورة ضبط أوضاع المالية العامة على المدى المتوسط مصحوبا بإعادة هيكلة الدين العام، وأشاروا إلى أن استعادة ثقة الرأي العام تستلزم اتخاذ خطوات لتعزيز الحوكمة، ووضع معايير وممارسات لمكافحة الفساد وغسل الأموال وتمويل الإرهاب، والأبرز هو اعتبار صندوق النقد أن الازمة المالية تفاقمت بسبب التقاعس عن اتخاذ إجراءات متعلقة بالسياسة والمصالح الخاصة مما أدى الى مقاومة الاصلاحات المطلوبة، واذا استمر الوضع الراهن فقد يصل الدين العام في لبنان الى 547 بالمئة من الناتج المحلي، وما لم يلحظه البيان انه يقرأ مزاميره على سلطة لا تعنيها الانهيارات وليست مستعدة لأن تذرف دمعة واحدة على خسارات اللبنانيين، فالصندوق انما يحدث نفسه.. وطبقة سياسية منكمشة وراكدة وعاجزة طوعا وخسرت احتياط الثقة.. ورأسمالها اليوم هو حرب النكايات حول الصلاحيات ترفض عن سابق فراغ وتصميم انتخاب رئيس جمهورية في مجلس النواب ثم تحارب لانتخابه في جلسات مجلس الوزراء، والعجز في الميزان السياحي يقودها حاليا الى فوضى المطار، والتي تشهد على حالات ازدحام غير مسبوقة من دون تنظيم، والتنظيم الوحيد المتوافر حاليا هو فرز القوى الرئاسية وتسيير رحلات المطالبة بالحوار مع انتظار عودة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الشهر المقبل الى بيروت. لكن فرنسا الموكلة اطفاء النيران الرئاسية "ولعت" نيران غضبها بعد مقتل قاصر بنيران الشرطة، وبات على الرئاسة الفرنسية اولويات تشغلها حاليا في ضبط الشارع المتفجر والاكثر تفجرا في العالمين الاوروبي والاسلامي هو القرار السويدي الرسمي بالسماح لمتطرفين حرق القرآن الكريم.. والخطير في تفاقم الازمة انها فتنة مرخصة من الحكومة السويدية تعدت كل حدود وضربت عمق المقدسات الاسلامية.

 

تفاصيل متفرقات الأخبار اللبنانية

صندوق النقد الدولي يحذّر: استمرار الوضع الراهن في لبنان يمثل الخطر الأكبر

توقع ارتفاع الدين العام إلى 550 في المائة... وخسارة المودعين 10 مليارات دولار

بيروت/الشرق الأوسط/29 حزيران/2023

حذّر صندوق النقد الدولي من أن استمرار الوضع الراهن في لبنان يمثل الخطر الأكبر، متوقعاً ارتفاع الدين العام إلى 550 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2027 إذا استمر الوضع القائم، وأشار في المقابل إلى «أن إجراءات الإصلاحات لا تزال دون التوقعات، كاشفاً أن تأخير إعادة هيكلة القطاع المالي في لبنان أدى إلى خسارة المودعين 10 مليارات دولار من أموالهم منذ 2020. وقال الصندوق في بيان له إن لبنان «يُواجه أزمة مالية ونقدية سيادية غير مسبوقة لا تزال مستمرة لأكثر من 3 سنوات. ومنذ بداية الأزمة شهد الاقتصاد انكماشاً ناهز 40 في المائة، وفقدت الليرة اللبنانية أكثر من 98 في المائة من قيمتها، وسجّل التضخّم معدلات غير مسبوقة، كما خسر المصرف المركزي ثلثي احتياطاته من النقد الأجنبي». وفيما لفت إلى أن الاقتصاد شهد بعضاً من الاستقرار عام 2022، لكنه أكد أنه لا يزال يعاني من ركود حاد، مشيراً إلى أن التدهور الكبير في سعر الصرف خلال الربع الأول من عام 2023 زاد دولرة النقد، وتسارعت نتيجة وتيرة التضخم لتصل إلى 270 في المائة في أبريل (نيسان) 2023. وشدد على أن التنفيذ الحاسم لخطة شاملة للتعافي الاقتصادي من شأنه أن يحد بشكل تدريجي وثابت من الاختلالات، وأن يشكل ركيزة للسياسات للمساعدة في استعادة الثقة، وتسهيل العودة إلى مسار النمو، لكنه أكد «أن استمرار الوضع الراهن يمثل الخطر الأكبر، وستظل مستويات الثقة متدنية، وستزداد الدولرة النقدية للاقتصاد في حال الاستمرار في إرجاء الإصلاحات، كذلك سيواصل سعر الصرف تراجعه لتظل معدلات التضخم مرتفعة. وسيتحول النشاط الاقتصادي إلى القطاعات غير الرسمية، ما سيزيد من صعوبة تحصيل إيرادات المالية العامة، كما سيواصل مصرف لبنان، المثقل نتيجة الخسائر غير المعالجة وفقدان الثقة، خسارة احتياطياته الخارجية، ولن تتمكن المصارف من أداء دورها المهم في توفير الائتمان، وسيستمر تباطؤ النمو الحقيقي، متوقعاً أن تكون قدرة الدولة محدودة على توفير الخدمات، حيث إن تدني الإيرادات وغياب التمويل سيزيدان من الضغط على النفقات، وستزداد الأوضاع الاجتماعية هشاشة بمرور الوقت». ونتيجة ذلك، أعرب المديرون التنفيذيون للصندوق عن بالغ قلقهم إزاء الأزمة العميقة متعددة الأبعاد التي تواجه لبنان لأكثر من 3 سنوات، وتوقّع صندوق النقد، «ارتفاع الدين العام اللبناني إلى 550 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2027 إذا استمر الوضع القائم مشيراً إلى أنّ «إجراءات الإصلاح دون التوقعات، ولم يجرِ الالتزام بما نصحنا به». وكشف في المقابل أنّ «تأخير إعادة هيكلة القطاع المالي في لبنان كلف المودعين 10 مليارات دولار منذ 2020»، داعياً إلى اتخاذ إجراءات مسبقة لمواجهة الخسائر الضخمة، مؤكداً ضرورة توفير أقصى حماية ممكنة لصغار المودعين، مشيراً إلى أن استخدام الموارد العامة ينبغي أن يكون محدوداً، وأن يتناسب مع هدف استدامة الدين، كما شدد على ضرورة معالجة مواطن الضعف في قانون السرية المصرفية، وتعزيز الإطار المؤسسي للمصرف المركزي. وأكد المديرون أن توحيد أسعار الصرف الرسمية سيساعد في تنظيم السياسة النقدية بدرجة أكبر، والحد من الضغوط على احتياطيات المصرف المركزي، وزيادة إيرادات المالية العامة، مشددين على ضرورة ضبط أوضاع المالية العامة على المدى المتوسط، مصحوباً بإعادة هيكلة الدين العام، كما دعوا إلى التعجيل بإقرار ميزانية العام 2023 على أن تتسم بالمصداقية، وتقوم على إجراءات إدارة الضرائب والإيرادات لدعم الإنفاق الاجتماعي والإنمائي الضروري، وأوصوا باتخاذ إجراءات لتحسين الحوكمة ودعم استمرارية العمليات في المؤسسات العامة وإصلاح نظام التقاعد، وشددوا على أن استعادة ثقة الرأي العام تستلزم اتخاذ خطوات لتعزيز الحوكمة، ووضع معايير وممارسات لمكافحة الفساد وغسل الأموال وتمويل الإرهاب.

 

تحالفٌ دوليّ ضدّ أنشطة "الحزب": أيّ انعكاس على الرئاسة؟

لارا يزبك/المركزية/29 حزيران/2023

مكافحة حزب الله وأنشطته تابع... الملف لا يزال يحظى بأولوية قصوى غربيا ودوليا، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، في معطى لا بد من أخذه "لبنانيا" في الاعتبار لدى اختيار رئيس الجمهورية الجاري البحث عنه اليوم. فقد افادت وزارة الخارجية الأميركية الثلاثاء، أن أكثر من 35 حكومة من دول العالم التقت على ضرورة مكافحة الشبكات الإرهابية والمالية لـ"حزب الله". وشاركت في التحالف الدولي دول من الشرق الأوسط وأميركا الجنوبية وأميركا الوسطى وأوروبا وإفريقيا والهند والمحيط الهادئ وأميركا الشمالية، إلى جانب الشركة الدولية (الإنتربول)، و"اليوروبول" والمعهد الدولي للعدالة وسيادة القانون. وركّز الاجتماع الحادي عشر للمجموعة الدولية، الذي نظّمته وزارتا الخارجية والعدل الأميركيتان، لـ"مجموعة تنسيق إنفاذ القانون"، وعُقد يومي 22 و23 من حزيران الجاري في مقر وكالة تطبيق القانون الأوروبية (يوروبول) في لاهاي، على "مواجهة شبكات حزب الله الإرهابية والمالية والمشتريات العالمية". ووفق البيان الذي نشره موقع الخارجية الأميركية، امس، فإنّ المشاركين "ناقشوا كيفية تطوير التخطيط الإرهابي العالمي لحزب الله والمخططات المالية وشراء الأسلحة، منذ الاجتماع العالمي الأخير للمجموعة عام 2022". وبحثوا في "الطريقة التي يعمل بها "حزب الله" عبر مناطق مختلفة، وأشكال إنفاذ القانون أو الأدوات المالية التي تعدّ الأكثر فعالية في مكافحة عمليات الحزب داخل أراضيهم"... واستعرضت المجموعة دراسة "الحالات الأخيرة لأنشطة "حزب الله" الإرهابية وغير المشروعة"، والإجراءات الحكومية للتصدّي لهذه الأنشطة، بما في ذلك شبكات تهريب النفط التابعة للحزب، ومؤسسة "القرض الحسن" المرتبطة به، إضافة إلى عدد من المحاكمات الأميركية والدولية الأخيرة لأعضاء في الحركة، وفقاً للخارجية الأميركية. وشارك في الاجتماع مسؤولون من وزارة الخارجية ووزارة الخزانة ووزارة الأمن الداخلي ومكتب التحقيقات الفيدرالي والمركز الوطني لمكافحة الإرهاب وإدارة مكافحة المخدرات. وكشفت الوزارة أنّ مجموعة تنسيق إنفاذ القانون ستعقد اجتماعها التالي في عام 2024. من هنا، تشير المصادر الى استحالة أن توافق الولايات المتحدة الاميركية على اي مقاربة او حل رئاسيين تطرحهما باريس اليوم للازمة اللبنانية، اذا ما كانا يعطيان الموقع الأول في البلاد لحليف حزب الله ويقومان على مسايرة الضاحية ومهادنتها، وهي السياسة التي كانت تعتمدها فرنسا في المرحلة السابقة. بعد استلام عميد الدبلوماسية الفرنسية جان ايف لو دريان الملف، لا بد ان يكون أدرك هذه الحقيقة واخذها في الاعتبار، تتابع المصادر. وكي تنجح مهمّته اكان لدى "الخماسي الدولي" او لدى اللبنانيين، لا بد ايضا من ان يكون في صدد طرح رئيس غير منحاز لأي طرف لبناني، خصوصا لحزب الله...

 

ريفي: محور الممانعة وظّف داعش في خدمة مشروعه

الوكالة الوطنية للإعلام/29 حزيران/2023

أشار النائب أشرف ريفي الى أن حلقة الإعلامي سامي كليب عبر قناة "الجديد" تضمنت "إعترافات مذهلة، فقد كشفت إحدى الناشطات أن حزب الله عالج مصابي داعش في أحد المستشفيات التابعة له". وتساءل: "هل ما زال لدى أي كان شك عن العلاقة بين داعش وحزب الله الذي يشكل جزءاً من الحرس الثوري الإيراني؟ إنّهم وجهان لعملة واحدة، واللبنانيون لم ينسوا بعد قصّة الباصات الخضراء المكيّفة التي نقلت عناصر داعش من الجرود الشرقية إلى الحدود السورية - العراقية". أضاف: "محور الممانعة وظّف داعش في خدمة مشروعه، وما قيل إذا لم يوضَّح، فهو يكشف الحقائق. فالممانعة المتآمرة دمّرت وما زالت تدمّر لبنان"، مردفاً: "هذه المعلومات نضعها بتصرّف اللبنانيين والسلطة القائمة، كما أدعو النواب الأحرار للمطالبة بلجنة تحقيق برلمانية، وأنا جاهز للبدء بالتواصل مع جميع الزملاء النواب للتحقيق بهذه الوقائع".

 

بلومبيرغ: مصرف لبنان أغرق لبنان والمودعين في أزمة كارثية .... كان يُنشئ أصولاً من فراغ

نداء الوطن/29 حزيران/2023

أغرق مصرف لبنان البلاد في أزمة مالية منعت ملايين المودعين من الوصول إلى مدّخراتهم. ويتّجه البعض إلى اتّباع أساليب متطرّفة في الحصول على أمواله، فيصبح بطلاً شعبياً! جاء ذلك في تقرير لوكالة بلومبيرغ أمس. وجاء في التقرير ما يلي:

كانت عائلة حافظ يائسة وتريد استعادة أموالها من بلوم بنك، إذ كانت بحاجة الى مبلغ 20 ألف دولار، من حساب التوفير العائلي لعلاج نانسي حافظ من سرطان الدماغ، لكن البنك لم يسمح لهم بسحبه. وعندما مرضت نانسي، تولّت أختها سالي المسؤولية. «أرجوك، توسّلت سالي، أختي ينفد منها الوقت». قال مدير البنك إنه يمكن أن تسحب من الحساب ما يعادل 200 دولار شهرياً بالليرة اللبنانية، فكّرت سالي في بيع كلية. وبدلاً من ذلك، قرّرت هي وشقيقتها الثالثة إكرام، أن تهجما على البنك بمسدس مزيّف وعلبة بنزين.

هجوم «مسلّح»

واتّجهت سالي في أيلول الماضي نحو فرع «بلوم» في بيروت، ملوّحة بمسدس لعبة بلاستيكي لابن أخيها. صرخ الموظفون واحتموا. صرخت سالي وهي تقف على طاولة، وتضع السلاح الوهمي في حزام الخصر من بنطالها «الجينز» الأسود كما لو كانت تفعل ذلك كل يوم: «جئت إلى هنا اليوم للحصول على نقود أختي». لإظهار الجدية، سكبت إكرام البنزين على رأسها وهدّدت بإضرام النار في نفسها إذا لم يسلّم الموظفون النقود. بعد فترة وجيزة، وضعت الأختان 13000 دولار في أكياس - وهو ما يكفي لبدء علاج نانسي - وهربتا من مكان الحادث، وتخلّصتا من السلاح المزيّف في الخارج. في وقت لاحق من ذلك الأسبوع، ظهرت والدتهما، هيام حافظ، في الأخبار المحلية، لكنها لم تطلب من ابنتيها تسليم نفسيهما. قالت: «لم نأخذ نقوداً ليست لنا». «كانت هذه أموالنا التي وضعناها في البنك».

وبرزت سرقة الأختين حافظ واحدة من ثماني حوادث من هذا القبيل في شهر واحد في لبنان، حيث تحوّل المودعون اليائسون إلى السطو على البنوك لاستعادة مدّخراتهم. دفعتهم سلسلة من الكوارث المتداخلة إلى هذه النقطة، بما في ذلك انفجار المرفأ في آب 2020، والذي أسفر عن مقتل 218 شخصاً على الأقل.

مصرف لبنان مركز الزلزال

ولفتت التقرير الى أن مركز الزلزال هو مصرف لبنان، فحاكم مصرف لبنان رياض سلامة يدير البنك المركزي منذ 30 عاماً، ما يجعله الأطول في خدمة محافظ البنك المركزي في العالم. خلال معظم ذلك الوقت، ادّعى أنه يناصر فلسفة مستقرة ومحافظة للسياسة النقدية وترأس ما بدا أنه ازدهار، حيث تحوّلت أجزاء من العاصمة من ساحات معارك مزّقتها الحرب الأهلية إلى شوارع أنيقة تصطفّ على جانبيها مطاعم راقية. لسنوات عديدة، كانت شوارع بيروت الفاخرة مزدحمة بالسيارات الرياضية، والسكان يشربون الشمبانيا.

كان وراء عصر المال السهل ما وصفه البنك الدولي والقادة بمن فيهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنه «مخطط بونزي احتيالي». وعندما أصبحت الأوقات أكثر صعوبة، بدأ مصرف لبنان يكافح من أجل سداد ديونه، وبدأت البنوك التجارية في البلاد تتأرجح أيضاً. لكسب الوقت، اعتمد سلامة على البنوك التجارية نفسها لسدّ ثغرات في احتياطياته النقدية. عندما بدأ الناس يشعرون بالألم من ارتفاع تكاليف المعيشة، توقّف هذا النظام، وانهار النظام المالي.

إقتصاد لبنان في حال من الفوضى

اليوم، اقتصاد لبنان في حال من الفوضى، إذ تجاوز معدّل التضخم نسبة 170% العام الماضي، وتقول وكالات التصنيف الائتماني إن هذا العام قد يكون أسوأ. ويمكن للمواطن اللبناني العادي الذي لديه أموال في البنك أن يتوقع صفقة مثل عرض عائلة حافظ: سحب زهيد من مدّخراتهم. ما يعني أن أفراد الطبقة الوسطى السابقين في بيروت يتسوّلون في الشارع وأمام البنوك. تتزايد عمليات السطو على الأغذية والأدوية الأساسية وحليب الأطفال وحفاضات الأطفال. يقول إبراهيم عبد الله، عضو جمعية صرخة المودعين، وهي مجموعة احتجاجية ساعدت الشقيقتين حافظ في التخطيط للسرقة: «شرعوا في سرقة أموالنا». «الناس يريدون فقط البقاء على قيد الحياة.»

الأزمة بدأت في 2011

بعد العام 2011، عندما تحوّلت الانتفاضة الشعبية في سوريا المجاورة إلى حرب أهلية وحشية، بدأ المستثمرون الأجانب في الابتعاد عن المنطقة، وانخفضت بشكل حاد تدفّقات الدولار الأميركي التي دعمت الاقتصاد اللبناني، ما أدّى إلى إغراق البلاد في الديون. كان الحل الذي قدّمه سلامة هو هندسات مالية للبنوك المتعثرة، بدءاً من أواخر العام 2015 مع بنك ميد وبنك عودة. كلاهما كانا مؤسستين ماليتين وطنيتين رئيسيتين، وعائلة رئيس الوزراء الأسبق الحريري، الذي اغتيل عام 2005، سيطرت على الأولى وكانت لها مصلحة في الأخير. (رفض كلا البنكين التعليق، رغم أن بنك عوده قال إن معاملته كانت تتناسب مع حجمه). وحذت البنوك الأخرى حذوها.

أبقى مصرف لبنان الدولار الأميركي يتدفق عبر القطاع المالي في البلاد من خلال تقديم أسعار فائدة سخية للغاية للمؤسسات المالية المتعثرة، لكن هذا كان حلاً قصير الأجل.

بداية مؤشرات الإنهيار

في العام 2018، كان مصرف لبنان ينشئ أصولاً من فراغ، كما كشف تقرير تدقيق من ذلك العام، تم تسريبه لاحقاً على نطاق واسع.

وتسرّب الشعور بعدم الاستدامة إلى بيروت. في الوقت الذي كانت فيه حشود من اللعوبين يقترضون لشراء سيارات وساعات فاخرة، كانت إجراءات التضخم والتقشف تدفع بتكلفة المعيشة الأساسية إلى ما هو أبعد من متناول الكثيرين. في العام 2019، عندما اقترحت الحكومة ضرائب جديدة باهظة، تدفّق المتظاهرون إلى الشوارع، وتجمّعوا وسط سحب من الغاز المسيل للدموع أمام مبنى البرلمان للمطالبة بتنحّي قادة البلاد. ردّاً على ذلك، أغلق سلامة البنوك لمدة أسبوعين، وعندما أعيد فتحها، كانت الطوابير الطويلة من المودعين لا تعرف مدى سوء الأمور. على مدى الأشهر التالية، فرضت البنوك قيود سحب أكثر صرامة. أغلقت الشركات، وارتفعت معدلات البطالة، وفي آذار 2020، أعلن رئيس الوزراء حسان دياب أن البلاد ستتخلّف عن سداد سندات بقيمة 1.2 مليار دولار.

السطو الخيار الأقلّ سوءاً!

يقول متظاهرون إن النجاح النسبي لعمليات السطو، مثل فعل الشقيقتين حافظ، جعل عمليات السطو المسلح تبدو وكأنها خيارهم الأقل سوءاً. ومن بين هؤلاء باسكال راسي، وهو طبيب باع عيادته في الأيام الأولى من الأزمة المالية ووضع 100 ألف دولار بالكامل في عائدات البنك. («كنت ساذجاً»، كما يقول). لقد حاول الإضراب عن الطعام. في إحدى المرات، ربط نفسه بكابل على كرسي في فرعه المحلي. الآن لم يعد مسموحاً له بالدخول الى البنك. «إن البنوك هي اللصوص، الشخص الذي يأخذ أمواله ليس لصًا!».

وسيم منصوري يستعدّ

بينما يستعد نائب سلامة، وسيم منصوري، لتولي مصرف لبنان على أساس موقت، يستهدف المتظاهرون بشكل متزايد رؤساء البنوك التجارية، ويقول عبد الله إنه يخشى أن يعتبر بعض المودعين الاغتيالات عقوبة عادلة. يجب أن يقلق بعض المديرين التنفيذيين أيضاً من الانجراف في التحقيق الذي يستهدف سلامة. في نيسان، وجه المدعون العامون الفرنسيون لائحة اتهام إلى رئيس بنك الموارد مروان خير الدين بتهمة غسل الأموال والتآمر الإجرامي.

في منتصف أيار، اتهم المدعون الفرنسيون على سلامة غيابياً بالتآمر الإجرامي وغسيل الأموال المنظم والتهرب الضريبي. بعد أسبوع، أصدر المدعون الألمان مذكرة توقيف بتهم مماثلة.

من جهتها ذكرت وزارة الخزانة الأميركية مصرفاً، عندما فرضت عقوبات على تاجر عملة قالت إنه «يؤدي دوراً رئيسياً» في السماح لـ»حزب الله» باستغلال الأزمة اللبنانية.

باسيل: الأميركيون منعونا من إقالة سلامة

لكن لبنان قد لا يكون آمناً لسلامة أيضاً بعد تقاعده. في هذه المرحلة، لا يحظى بشعبية كبيرة لدرجة أنه يمكن أن ينتهي به الأمر كبش فداء بالنسبة الى بقية الطبقة الحاكمة في البلاد وهم، بعد كل شيء، الذين أبقوه في منصبه.

وعوقب جبران باسيل كبير مستشاري رئيس الجمهورية آنذاك، ميشال عون، شخصياً من قبل وزارة الخزانة الأميركية في العام 2022 بسبب مزاعم بالفساد، والتي وصفها بأنها ذات دوافع سياسية. ويقول الآن إنه وعون أرادا التخلص من سلامة في نهاية ولاية الحاكم الأخيرة قبل ست سنوات، قبل وقت طويل من إغلاق البنوك، لكنّ المسؤولين الأميركيين منعوهم من ذلك. «سلامة يخدم مصالح النظام السياسي»، يقول باسيل، متكئاً على كرسي بذراعين جلديين في دوبلكس واسع مع إطلالات بانورامية على بيروت. منفضة سجائر تحمل علامة كوهيبا تجلس على طاولة القهوة، رغم أن باسيل يقول إنه لم يعد رجل سيجار. ويقول: «لا أستطيع أن أتنبّأ بما سيكون عليه مستقبله». «كل ما يمكنني قوله هو أنه سيكون سيئاً للغاية.»

بالنسبة الى العديد من اللبنانيين العاديين، الأمور سيئة بالفعل وتزداد سوءاً. لم تعد مصابيح شوارع بيروت مضاءة ليلاً، لأن مرافق الكهرباء الحكومية تحتاج الى الوقود والأموال. ولبنان بلا رئيس منذ خروج عون من بعبدا في تشرين الأول، والحكومة مشلولة. هذه الفوضى تركت أيضاً مجالاً للأبطال الشعبيين: استخدمت نانسي حافظ مدّخرات عائلتها التي أخذتها عنوة من البنك لبدء علاج سرطان الدماغ في تركيا، وعلى عكس سلامة، تبدو نانسي وأختاها غير خائفات من إظهار وجوههن في الأماكن العامة.

 

"الحملة الوطنية لإعادة النازحين": سنستمر في مواجهة المؤامرة وسنصعّد تحركنا

الوكالة الوطنية للإعلام/29 حزيران/2023

عقد المنسق العام لـ"الحملة الوطنية لإعادة النازحين السوريين" النقيب مارون الخولي مؤتمراً صحافياً، في حضور مدير عام رئيس تحرير "وكالة الانباء الدولية" هيثم ابو سعيد وعدد من مسؤولي الحملة في المحافظات اللبنانية. وقال الخولي: "نحن هنا اليوم لإلقاء الضوء على حقيقة التعقيدات والتحديات التي تواجه لبنان في ما يتعلّق بملف النازحين السوريين، هذا الملف الذي فتحناه وحرّكناه منذ شهرين بيّن لنا حجم فضاحة الارقام المرتبطة بهذا النزوح وانعكاسها وتأثيرها على الازمة الاقتصادية والاجتماعية والمالية ومدى ارتباطها بالانهيار، وتبيّن لنا بأنّ هذا النزوح ليس مجرّد قضية إنسانيّة، بل هو قضيّة سياسيّة تهدّد وجود لبنان وتركيبته الديموغرافية في اقل من عقد بفعل مؤامرة دولية اصبحت مكشوفة الاهداف وتلكؤ حكومي ونيابي وتواطؤ حزبي ومصلحي ضيق". أضاف: "مؤتمر بروكسل السابع الذي انعقد منذ اسبوعين لمتابعة شؤون اللاجئين في دول جوار سوريا كان واضحاً لجهة رفض ورقة لبنان لعودة النازحين السوريين الى بلدهم والكلام الذي أدلى فيه مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي جوزف بوريل تجاه رفضه عودة النازحين السوريين من لبنان، يدلّ على قرار نهائي بتوطين النازحين السوريين في لبنان اضافة الى حركة ومواقف المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في لبنان وآخرها رفض اعطاء الداتا الخاصة بالنازحين السوريين الا بشرط وافق لبنان على اعطائهم مليون و600 الف اقامة للنازحيين السوريين وقرارها بدولرة المساعدات رغم عدم موافقة وزارة الشؤون الاجتماعية، كلّها مؤشرات تدل على حجم الاصرار على تنفيذ خطة توطين النازحين السوريين".

وتابع: "ملف النازحين السوريين لم يعد نزوحا بل أصبح توطينا واضحا وفاضحا. هو ابادة عرقية واستبدال شعب بآخر وهو في جزء منه استكمال لمخطط تهجير المسيحيين من البلدان العربية والذي بدأ بالعراق مروراً بسوريا وصولاً للبنان، وهو يهدف لاضعاف الحضور الشيعي وانهاء الدور الدرزي وهو بالتالي لا يعني تغليب الطائفة السنية اللبنانية على كامل الطوائف بقدر ما هو جعل لبنان ولاية سورية، وبالتالي ان هذا التوطين هو ابادة عرقية لكل مكونات لبنان دون استثناء. وهو مرتبط ايضا بحسابات سياسية قديمة تتعلق باعادة توطين الفلسطنيين في لبنان كما ان هذا التوطين في جزء منه يتعلق بمصالح غربية سياسية واقتصادية تتعلّق بملف إعادة اعمار سوريا من جهة اخرى، وعلينا ان نشهد للحقيقة كما هي وأن نسمّيها بالرغم من بشاعتها وتفصيلها الطائفي وليتحمل الجميع مسؤولياتهم امام التاريخ خصوصاً ونحن على مسافة سنين معدودة امام مسار التوطين وتغيير وجه لبنان الحضاري والثقافي لمصلحة تحقيق اجندات ومصالح اجنبية واقليمة في المنطقة ضحيّتها الاولى الشعب اللبناني". وقال: "على اللبنانيين ان يدركوا وبشكل نهائي بأن قرار توطين النازحين السوريين اتّخذ دولياً، وهناك ادوات دولية تعمل في لبنان على تمكين هذا التوطين بدءا من السفارات والمنظمات الدولية والانسانية وبتمرير المعاهدات والاتفاقات التي تصبّ في تنفيذ هذا التوطين يقابلها ادوات محلية رسمية وحزبية وجمعيات اهلية تعمل على تنفيذ هذه الاجندة كل بحسب موقعه وخبثه ومكره السياسي على حساب لبنان ووحدته وكيانه".

وشدد على أن "قرار توطين النازحين السوريين لن يمر، وعلى لبنان دعوة الاتحاد الأوروبي إلى مراجعة سياساته والتعاون البناء معه، وعلى المجتمع الدولي وجميع الدول المعنية التراجع عن قرار التوطين الخطير والتوقف عن المساهمة في هذه المؤامرة السياسية المشؤومة. وعلى المسؤولين اللبنانين بمختلف مواقعهم رفض التوطين قولا وفعلا بدءا بالحكومة". ونوّه "بجهود الجيش اللبناني في ملاحقته للسوريين الداخلين خلسة وعملية اعادتهم وبموقف وزارة الخارجية خصوصا لجهة افصاحها عن حقيقة الكلفة السنوية للنزوح السوري والتي قدرتها بخمسة مليارات دولار ووزارة الشؤون الاجتماعية لجهة موقفها الواضح من ملف النازحين وقرارها برفض دولرة المساعدات للنازحين ووزارة المهجرين لجهة مقاربتها لهذا الملف مع الحكومة السورية وقرار المديرية العامة للامن العام لجهة تعديل رسوم الاقامة واجازات العمل والامور المرتبطة فيها". ودعا النواب الى "الوقوف ضد مؤامرة توطين النازحين بتشريع قوانين تنسجم مع احكام الدستور اللبناني لجهة رفض التوطين، وذلك عبر تشريع قوانين تمنع النازحين السوريين من حق الملكية العقارية وحق انشاء الجمعيات أو تشكيل نقابات أو امتلاك وسائل إعلام أو حقّ التظاهر والاعتصام السلميّ للتعبير عن الرّأي في القضايا الاجتماعية والسياسية والثقافية والمهنية والاقتصادية والعمل على تعديل مواد في قانون العمل تمنع النازحين السوريين من ممارسة مهن معينة وإضافة شروطٍ خاصّة للحصول على إجازة عملٍ وتعديل الرّسوم والغرامات المالية والعقوبات على أصحاب العمل الذين لا يستوفون الشروط القانونية الخاصة بالسوريين، وعلى الشعب اللبناني الحكم على ممثليه في هذا البرلمان لجهة حماية لبنان. وأعلن عن "حملة مع هيكلية ادارية تتألف من المكتب الرئيسي يشرف عليه المنسق العام ويدير العمليات ويتولى اتخاذ القرارات الإستراتيجية". وختم: "سنستمر في مواجهة هذه المؤامرة وسنصعّد حركتنا وسنتصدى لأي جهة تسعى لتنفيذ هذا القرار الظالم بحق الشعب اللبناني بدون ان ننسى او نعتبر بأن النازحين السوريين ضيوفنا وسنتعهّد بمساعدتهم حتى يتمكّنوا من العودة إلى وطنهم بأمان وكرامة". وكانت كلمة لأبو سعيد تحدّث فيها عن ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي أقرّته الجمعية العامة في 10 كانون الأول 1948، اللذين أكدا مبدأ تمتع جميع البشر بدون تمييز بالحقوق والحريات الأساسية.

الحملة الوطنية لإعادة النازحين.

 

ما بعد زيارة لودريان... وسؤال يطرح نفسه

الأنباء الكويتية/29 حزيران/2023

رأى النائب أديب عبد المسيح، أن مرحلة ما بعد زيارة المبعوث الفرنسي الخاص جان ايف لودريان الاستطلاعية الى لبنان، ستكون حتما مرحلة الحوار بين اللبنانيين، الا ان السؤال الذي يطرح نفسه: تحت أي عناوين سيقام الحوار في ظل سياسة الفرض والتعطيل والتسويف التي يعتمدها الفريق الممانع بقيادة حزب الله؟ خصوصا انه سبق لرئيس مجلس النواب نبيه بري ان دعا الى حوار تحت عنوان مبطن، الا وهو «التفاهم على انتخاب فرنجية»، مؤكدا ان أي حوار سيدعو إليه لودريان، لن تجلس جبهة المعارضة الى طاولته، الا اذا أقيم وفقا لشروطها الداعية الى التفاهم على مادتين لا ثالثة لهما، الأولى معنية بالمشروع الوطني الذي سيحمله الرئيس، والثانية اسم الرئيس وهويته السياسية، وما عدا هاتين المادتين، على الحوار الف تحية وسلام. وعليه، أكد عبد المسيح في تصريح لـ«الأنباء» الكويتية، انه امام لودريان مهمة تفكيك الألغام للوصول الى إنجاح الحوار، لأنه في حال تعذر او تعثر التفاهم بين المعارضة والممانعة حول المادتين الحواريتين المشار اليهما أعلاه، يعني اعلان الممانعة رسميا اغلاق الباب بالكامل امام الاستحقاق الرئاسي، بحيث لن يعود امام اللبنانيين، سوى الذهاب الى إعادة النظر بالنظام اللبناني، وذلك ضمن مؤتمر عام لا قاعدة له سوى اتفاق الطائف كركيزة أساسية ووحيدة لإنجاحه، معتبرا ان ما لم يفهمه بعد حزب الله من نتائج الانتخابات النيابية، هو ان سياسة فرض الرئيس والحكومات وشل المؤسسات الدستورية، ما عادت تنفع في تحقيق مآربه، وعليه بالتالي ان يترجل عن حصانه، لملاقاة الآخرين وسط الطريق، تماما كما حاولت المعارضة ملاقاة الثنائي الشيعي عبر تخليها عن ترشيح جعجع او الجميل او غيرهما من الأسماء النافرة لرئاسة الجمهورية، وتبنيها في المقابل ميشال معوض ومن ثم جهاد ازعور كمرشحين وسطيين انما سياديين بامتياز. وردا على سؤال، لفت عبد المسيح الى ان المبعوث الفرنسي لودريان، تولدت لديه على اثر اجتماعه مع اقطاب المعارضة وبعض المستقلين والتغييريين، قناعة باستحالة تمرير معادلة «فرنجية سلام»، وهو ما حمله في عودته الى الإليزيه، كمسلمة راسخة لدى المعارضة، لا يمكن لا كسرها ولا حتى استبدالها بمعادلة اقل نفورا، علما ان المعارضة لم ترفض ترشيح الثنائي الشيعي لسليمان فرنجية، انما جل ما طالبت به هو ان تكون معركة ديموقراطية بينه وبين مرشح المعارضة جهاد ازعور وقبله ميشال معوض، الا ان المزامير كانت تقرأ على الفريق الخطأ. وختم عبد المسيح مشيرا الى ان استحقاق حاكمية مصرف لبنان، سيشكل من دون ادنى شك، منعطفا ساخنا امام الاستحقاق الرئاسي، لأنه كلما اقتربنا من نهاية ولاية الحاكم الحالي رياض سلامة، كلما ازدادت المخاطر الناتجة عن الشغور في موقع رئاسة الجمهورية، فهل سيتعظ حزب الله ويقي لبنان واللبنانيين شر العبث بأمنه الاقتصادي والسياسي والاجتماعي؟

 

تطبيع العلاقة بين "القوات" و"المردة"؟

 موقع ليبانون ديبايت/الاربعاء 28 حزيران 2023

لم يكن اللقاء الذي يجمع النائبين ملحم الرياشي وطوني فرنجية الاوّل، ولن يكون الاخير، وهو لقاء دوري يهدف الى تطبيع العلاقة بين "حزب القوات اللبنانية" و"تيار المردة"، وفق ما أفادت معلومات "الجديد". وأكدت المعلومات، أنه "لا علاقة للقاء الرياشي - فرنجية بالملف الرئاسي، طالما مواقف الفريقين معروفة من الاستحقاق".

 

لا جدوى مضمونة للحراك الفرنسي

الأنباء الكويتية/29 حزيران 2023

لا ترى بعض الاوساط اللبنانية أي جدوى مضمونة للحراك الفرنسي، رغم التنسيق والتشاور المستمر مع دول «اللقاء الخماسي» المهتمة بالشأن اللبناني، في ضوء مراعاة باريس الواضحة لمصالحها الذاتية مع طهران، وهذا من شأنه تمديد عمر الفراغ المقيم في قصر بعبدا الجمهوري.

 

إسمان بجعبة لودريان في تموز

جريدة الأنباء الإلكترونية/29 حزيران 2023

تشهد البلاد حالة من الاسترخاء السياسي مع دخول لبنان والعالمين العربي والاسلامي اجازة عيد الأضحى المبارك، أعاده الله على اللبنانيين بتجديد الأمل في انتهاء عذاباتهم وازاحة كابوس الأزمات المخيّمة فوق رؤوسهم، وأبرزها أزمة انتخاب رئيس الجمهورية التي تحاصرها الاصطفافات السياسية والمواقف المتعنتة لبعض القوى التي لا تبغي من الرئاسة الا النفع الخاص وعقد الصفقات والسمسرات. لم يُسجل في الساعات الماضية أي جديد بانتظار عودة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان مع بداية النصف الثاني من الشهر المقبل بعد الانتهاء من الاحتفالات بالعيد الوطني الفرنسي في الرابع عشر من تموز.

مصادر سياسية مواكبة لتحركات الدبلوماسي الفرنسي كشفت لـ”الأنباء” عن أن لودريان قد يحمل معه اسمين لمرشحين يريد أن تتوافق القوى السياسية عليها، الاول يُرجح أن يكون قائد الجيش العماد جوزاف عون، والثاني يُعتقد بأنه الوزير السابق زياد بارود. لكن لا يبدو وفق المصادر أن هناك بارقة أمل تجعل فريقي المعارضة والممانعة يتخليان عن مرشحيهما جهاد أزعور وسليمان فرنجية، لكن من الواضح أن رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ومنذ خروجه من جلسة الانتخاب الأخيرة يعمل على ارسال اشارات لحزب الله مفادها أنه ليس متمسكاً بترشيح الوزير أزعور وأنه على استعداد للتخلّي عنه شرط أن يعلن الثنائي الشيعي تخلّيه عن دعم فرنجية، وأنه يصرّ على لقاء الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله ليضع بين يديه اسم المرشح البديل عن فرنجية الذي هو على الأرجح الوزير بارود. لكن حتى الساعة ما زال طلب باسيل يصطدم بالرفض من قبل حزب الله، واستبعدت المصادر أي لقاء مرتقب بين نصرالله وباسيل إلا على قاعدة تبني باسيل ترشيح فرنجية لكسر مرشح المعارضة أيا يكن. لكن باسيل يرفض ذلك ويريد أن يبحث عن ثمن للعودة الى أحضان حزب الله الذي لا يبدو انه مستعجل لتلقف تلك العودة. هذا يعني ان المواقف ستبقى على حالها بانتظار الجديد الذي يحمله معه لودريان. فإذا كان الموفد الفرنسي لا يحمل أي مبادرة انقاذية فإن أزمة الاستحقاق الرئاسي مرشحة لأن تطول لعلّ هذه الاطالة قد تجبر اللجنة الخماسية للتحرك وفرض تسوية ما.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

من قلب إيران... الموساد يخطف هذه الشخصية

د.ب.أ/29 حزيران 2023

عرض الموساد الإسرائيلي ما قال إنها تفاصيل العملية التي فككت خلية إرهابية، حسب تعبيره، كانت تستهدف مجموعة إسرائيليين في قبرص، مع الكشف عن رئيس الخلية "الإيرانية" يوسف شهابزي عباساليو. وذكر الموساد أنه تم "إرسال رئيس الخلية الإيرانية عباساليو، من إيران إلى قبرص، من أجل تنفيذ هجوم كان يستهدف رجال أعمال إسرائيليين هناك". ولفت نفس المصدر إلى أنه ألقى القبض على رئيس الخلية، “في مهمة جريئة فريدة داخل الأراضي الإيرانية، وقد أعطى محققيه اعترافا مفصلا، أدى إلى تفكيك الخلية الهجومية في قبرص، وذلك في إطار ما سماه "عملية مكافحة الإرهاب على الأراضي الإيرانية". من جهته، قال مسؤول كبير في الموساد "سنصل إلى كل من يثير الإرهاب ضد اليهود والإسرائيليين حول العالم بما في ذلك على الأراضي الإيرانية". وقال الموساد إن المدعو عباساليلو "تلقى تعليمات مفصّلة وأسلحة من كبار ضباط الحرس الثوري في إيران"، حيث اعترف أثناء الاستجواب "بتورطه في محاولة هجوم ووصف كيف حاول تنفيذها"، كما تم "تفكيك الخلية في عملية قامت بها أجهزة الأمن القبرصية في أعقاب المعلومات التي قدّمها للمحققين". ونشر الموساد الإسرائيلي مقطع فيديو قال إنّه لرئيس الخلية الإيراني يوسف شهابزي. وكانت صحيفة “فيليليفثيروس” القبرصية قد ذكرت، يوم الأحد الماضي، أن قوات الأمن في البلاد أحبطت الهجوم، بناء على معلومات من إسرائيل والولايات المتحدة. ونقلت عن مصادر حكومية قولها إنه تم ضبط متفجرات. ووفقاً للتقرير، كان “الحرس الثوري” الإيراني وراء هذه الخطط. وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن الهدف كان إسرائيليين في مدينة ليماسول الساحلية.

 

تسريبات أميركية عن "داعمي فاغنر" في الجيش الروسي ولوكاشينكو يروي كيف منع اغتيال بريغوجين

الجنرال سوروفيكين ، ربما يكون حليفا لقائد مجموعة فاغنر وفقا للاستخبارات الأمنية

تسريبات أميركية عن "داعمي فاغنر" في الجيش الروسي ولوكاشينكو يروي كيف منع اغتيال بريغوجين

الجنرال سوروفيكين ، ربما يكون حليفا لقائد مجموعة فاغنر وفقا للاستخبارات الأمنية

الشراع/29 حزيران 2023

نقلت نيويورك تايمز (The New York Times) عن مسؤولين أميركيين أن الجنرال سيرغي سوروفيكين نائب قائد العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، كان على علم مسبق بأن يفجيني بريغوجين قائد مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة يخطط للتمرد على قادة وزارة الدفاع.

 وقال المسؤولون -الذين اطلعوا على تقارير الاستخبارات الأميركية في هذا الشأن- إن ما وصفوه بالتحالف بين سوروفيكين وبريغوجين قد يفسر سبب بقاء قائد فاغنر على قيد الحياة ، على الرغم من سيطرته على مقر عسكري رئيسي جنوبي روسيا وتحركه نحو موسكو يوم السبت الماضي

 ووفقا لما نقلته نيويورك تايمز،  فإن المسؤولين الأميركيين يحاولون معرفة ما إذا كان سوروفيكين -الذي كان سابقا أعلى قائد للقوات الروسية في أوكرانيا- قد ساعد في التخطيط لتحركات بريغوجين. وقالوا إن ثمة مؤشرات على أن جنرالات آخرين في الجيش الروسي ربما دعموا محاولة بريغوجين لتغيير قيادة وزارة الدفاع بالقوة.  وأشاروا إلى أن بريغوجين ما كان ليتحرك ضد وزارة الدفاع لو لم يعتقد أنه سيحصل على مساعدة آخرين في السلطة.

عقوبات أميركية على فاغنر

وفي تلك الأثناء، استهدفت الولايات المتحدة مجموعة فاغنر بعقوبات جديدة فرضتها على كيانات تتهمها بالتورط في تعاملات غير مشروعة بالذهب لتمويل المجموعة. وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية، الثلاثاء، فرض العقوبات على 4 شركات وفرد واحد على صلة بفاغنر وقائدها ومالكها يفغيني بريغوجين.

وقالت الوزارة -في بيان- إن الكيانات المستهدفة توجد في جمهورية أفريقيا الوسطى والإمارات وروسيا، وإن هذه الكيانات شاركت في تعاملات غير مشروعة بالذهب لتمويل فاغنر من أجل دعم وتوسيع قواتها المسلحة. في الوقت نفسه، قال مسؤولون أميركيون إن واشنطن تعكف على دراسة مدى تأثير تمرد فاغنر في روسيا على عمليات المجموعة في الشرق الأوسط وأفريقيا. ونقلت وكالة رويترز عن أحد المسؤولين أن من بين الاحتمالات التي يدرسها المحللون الأميركيون تراجع رغبة قادة الدول الأفريقية في الاستعانة بخدمات فاغنر ،بعدما شاهدوا بريغوجين ينقلب على رعاته. وقال المسؤول -الذي طلب عدم نشر اسمه- إنه "إذا تم استيعاب قوات فاغنر في الجيش الروسي بين عشية وضحاها فقد تكون هناك مشكلة. العديد من هذه الدول لم تكن تطلب وجودا عسكريا روسيا ،عندما طلبت قوات فاغنر".

بريغوجين في بيلاروسيا

 وقد أعلنت بيلاروسيا  وصول قائد فاغنر إلى العاصمة مينسك على متن طائرة قادمة من روسيا. وتضمّن الاتفاق الذي توسط فيه رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو السبت الماضي ،وأنهى تمرد فاغنر في روسيا، أن يتوجه بريغوجين إلى مينسك، بينما مُنح رجاله خيار الانضمام إليه أو الاندماج في القوات المسلحة النظامية الروسية. وقبيل وصول بريغوجين، أكد الرئيس البيلاروسي أنه طلب من نظيره الروسي فلاديمير بوتين عدم اغتيال قائد فاغنر خلال تمرده. وقال لوكاشينكو أمام مسؤولين بيلاروس وفقا لفيديو نشرته قناة شبه رسمية للرئاسة على تطبيق تليغرام

 ":قلت لبوتين يمكننا قتله، ليست مشكلة.

 إما في المحاولة الأولى أو الثانية.

 لكنني قلت: لا تفعلوا ذلك".

 وعرض الرئيس البيلاروسي استضافة قوات فاغنر في إحدى القواعد العسكرية المهجورة في بلاده، مما أثار مخاوف لدى الغرب من اقترابها جغرافيا من حدود أوروبا.  وقال لوكاشينكو أيضا إن وزير دفاعه فيكتور خرينيكوف أخبره أنه لا يمانع في وجود وحدة مثل فاغنر في جيش بيلاروسيا. وأصدر الرئيس البيلاروسي تعليمات لوزير الدفاع بالتفاوض مع بريغوجين بشأن هذه المسألة.

 

البنتاغون: لم نقرر إرسال صواريخ طويلة المدى لأوكرانيا

صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلت عن مسؤولين أميركيين وأوروبيين قولهم إن الولايات المتحدة على وشك الموافقة على منح أوكرانيا نظام صواريخ طويلة المدى

العربية.نت/29 حزيران/2023

قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الخميس، إنها ليست لديها علم بأن هناك أي قرارات وشيكة بشأن تخصيص صواريخ طويلة المدى من طراز أتاكمز لأوكرانيا، وذلك بعد أن نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا يفيد بأن واشنطن على وشك أن تزود أوكرانيا بتلك الصواريخ. وتسعى كييف للحصول على نظام الصواريخ التكتيكي العسكري الأمريكي (أتأكمز)، قائلة إن الصواريخ من شأنها مساعدتها في شن ضربات على القوات الروسية يتجاوز مداها خطوط المواجهة. ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال"، الخميس، عن مسؤولين أميركيين وأوروبيين قولهم إن الولايات المتحدة على وشك الموافقة على منح أوكرانيا نظام صواريخ طويلة المدى، في خطوة من شأنها ترجيح كفة كييف في قتالها ضد روسيا. وفي وقت لاحق، أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الأميركية، باتريك رايدر، أنه لم يتم اتخاذ قرار بإرسال صواريخ أتاكمز لأوكرانيا، نقلا عن وكالة "تاس" الروسية. وقال رايدر للصحافيين: "ليس لدينا ما نعلنه بشأن صواريخ أتاكمز. وأنا بالتأكيد لست على علم بأي قرارات وشيكة بشأن إرسالها". يأتي هذا بينما أعلنت أوكرانيا، اليوم، أن قواتها تحرز مكاسب بطيئة حول باخموت في قتال "شرس" مع القوات الروسية، فيما أكّدت روسيا من جهتها أنها قتلت جنرالَيْن أوكرانيين في ضربة على كراماتورسك قبل يومين. وقال قائد القوات البرية الأوكرانية أولكسندر سيرسكي في منشور على شبكات التواصل الاجتماعي "نتقدم قرب باخموت ونحن مستمرون". وتحقق القوات الأوكرانية منذ عدة أسابيع تقدماً بطيئاً عند أطراف باخموت التي تشكّل مركز القتال في منطقة دونباس، بعدما باشرت هجوماً مضاداً في وقت سابق من هذا الشهر. من جهتها، أكّدت نائبة وزير الدفاع الأوكراني غانا ماليار، الخميس، أن "هجوم قواتنا في اتجاه ميليتوبول وبرديانسك (جنوب شرق) وباخموت متواصل". وقالت في بيان "تقضم قواتنا كل متر من أرض العدو في هذه المعركة الشرسة"، مضيفة: "إنهم يحرزون تقدماً". وأعلنت أوكرانيا استعادة عشرات البلدات منذ بدء هجومها المضاد في مطلع يونيو، لكنها تواجه دفاعات روسية مجهزة منذ أشهر بخنادق وحقول ألغام. من جهتها، أعلنت روسيا، الخميس، أن قواتها قتلت جنرالَيْن أوكرانيَيْن و"ما يصل إلى 50 ضابطاً" في ضربة على مدينة كراماتورسك على بعد 50 كيلومترًا من الجبهة. ووفق السلطات الأوكرانية، تسببت ضربة روسية على مطعم في كراماتورسك قبل يومين بمقتل 12 شخصاً وإصابة 65 آخرين. وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان "نتيجة لضربة يوم 27 يونيو على كراماتورسك، تمّت تصفية جنرالَين اثنين وما يصل إلى 50 ضابطاً في الجيش الأوكراني.. و20 من المرتزقة والمستشارين". لم تحدد الوزارة الروسية ما إذا كانت الضربة التي تتحدث عنها هي نفسها الضربة على المطعم، في وقت ذكرت فيه السلطات الأوكرانية وجود "مدنيين بشكل أساسي" في مطعم "ريا بيتزا" الذي استُهدف الثلاثاء والذي يرتاده عادة صحافيون وعاملون إنسانيون وعسكريون.

 

قائد فاغنر يروي القصة الكاملة: لهذه الأسباب حاولت اقتحام موسكو

الكرملين: لا نملك معلومات حول مكان يفغيني بريغوجين حالياً

العربية.نت/29 حزيران/2023

قال قائد فاغنر، يفغيني بريغوجين، الخميس، إن قواته "تعتبر الأكثر خبرة في روسيا وقد تكون الأكثر في العالم"، مضيفاً أن "مجموعتنا تنفذ العديد من المهام لمصلحة روسيا". وأضاف في تسجيل صوتي: "مجموعتنا تنفذ مهامَّ في إفريقيا والدول العربية ومناطق مختلفة في العالم.. حققنا نتائج جيدة في أوكرانيا ونفذنا مهام جدية للغاية". يأتي ذلك فيما صرح الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أنه لا يملك معلومات حول مكان وجود مؤسس شركة فاغنر العسكرية الخاصة حالياً. وقال بيسكوف للصحافيين، ردا على سؤال ذي صلة: "ليس لدي مثل هذه المعلومات". كما امتنع بيسكوف عن التعليق على سؤال حول وجود خطط لإقالة عناصر وضباط قوات الأمن والجيش الذين كانوا على اتصال مع بريغوجين أو تربطهم علاقة وثيقة به، وقال: "هذا السؤال ليس من اختصاصي على الإطلاق". وعودة إلى تصريحات قائد فاغنر، فقد تابع بالقول: "لم يرغب أي مقاتل من مجموعتنا التوقيع مع الدفاع الروسية لمعرفتهم مسبقاً من سير العملية العسكرية أنهم سيخسرون قدراتهم.. وعدد من وقع لا يتعدى 2%.. كنا دوما ضد العمل تحت لواء وزارة الدفاع". وقال قائد فاغنر قبل الإعلان عن التمرد: "تم استهدافنا بضربة صاروخية وبسلاح المروحيات بالرغم من أننا لم نقم بأي مقاومة.. وقتل قرابة 30 شخصاً من مجموعتنا وأصيب آخرون.. توجهت برسالة حول عدم نيتنا القيام بأعمال عدائية وأننا لن نرد إلا في حالة استهدافنا". وأضاف أن "عملية التمرد استمرت 24 ساعة وقافلتنا الأولى توجهت إلى روستوف والأخرى نحو موسكو.. وخلال يوم التمرد قطعت قافلتنا 780 كم ولم نقتل أي جندي على الأرض". وأبدى أسفه "لأننا اضطررنا خلال التمرد لتوجيه ضربات لسلاح الجو الذي ألقى القنابل وأطلق الصواريخ علينا.. وصلنا لمشارف موسكو خلال التمرد وكانت تفصلنا عنها 200 والقليل من الكيلومترات.. أغلقنا كافة المباني العسكرية على الطريق نحو موسكو خلال التمرد.. الخسائر البشرية خلال عملية سيرنا نحو موسكو وصلت لعسكريين ممن انضم إلينا وعدد من الجرحى من قواتنا.. توقفنا عن التمرد في اللحظة التي أصبح فيها من الواضح أن الكثير من الدماء ستراق.. اكتفينا بعرض قوتنا ولم يكن لدينا هدف للإطاحة بالحكومة الحالية أو الرئيس.. نحن أردنا العدالة فقط". وتابع قائد فاغنر: "لوكاشينكو مد يده إلينا واقترح إيجاد حل لعمل مجموعتنا في المستقبل".

يشار إلى أن قائد فاغنر كان أعلن قبل أسبوع تقريبا بشكل مفاجئ، دخول قواته الأراضي الروسية وتوجههم نحو العاصمة موسكو، معلناً رفضه التراجع أو الاستسلام. إلا أنه بعد ما يقارب الـ 24 ساعة دخلت بيلاروسيا على خط الوساطة بين بريغوجين وموسكو، لتنتهي تلك المغامرة المفاجئة والقصيرة بـ"نفي" قائد فاغنر إلى الأراضي البيلاروسية. وليعلن من هناك أن هدفه لم يكن الإطاحة بالحكومة الروسية أو حكم الرئيس فلاديمير بوتين بل حماية مجموعة فاغنر. فيما خيّر بوتين عناصر فاغنر إما بالخروج إلى بيلاروسيا، أو الانضمام للقوات الروسية، أو العودة إلى بيوتهم.

 

الموساد يكشف تفاصيل إحباط مؤامرة لاغتيال رجل أعمال إسرائيلي في قبرص

عملاء المخابرات الإسرائيلية نشطوا في إيران للقبض على مشتبه به

لندن-تل أبيب/الشرق الأوسط/29 حزيران/2023

قالت إسرائيل اليوم الخميس إن عملاء من جهازها المخابراتي الموساد ينشط في إيران للقبض على مشتبه بكونه قائد ما قالت إنها خطة إيرانية لشن هجوم على إسرائيليين في قبرص. وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الأحد إحباط هجوم خطط له «الحرس الثوري» الإيراني ضد إسرائيليين في قبرص. وأحجمت قبرص وإيران عن التعليق عما إذا كان قد تم إحباط هجوم. ونقلت وكالة «رويترز» عن بيان للموساد أن المشتبه به هو يوسف شهبازي عباساليو الذي «تلقى تعليمات مفصلة وأسلحة من (مسؤولين) كبار في (الحرس الثوري) الإيراني» لتنفيذ هذا الهجوم. بدوره، ذكر تلفزيون «آي 24 نيوز» الإسرائيلي أن جهاز (الموساد) استطاع إحباط محاولة إيرانية لقتل رجل أعمال إسرائيلي في قبرص وتمكن عملاؤه داخل إيران من الحصول على اعتراف مصور من القاتل المفترض، حسبما أوردت وكالة أنباء العالم العربي. ووفق «آي نيوز 24» فقد أجرى شهبازي المكلف بمهمة القتل اتصالات مع مساعدين ومرشدين إيرانيين وباكستانيين ومحليين ساعدوه في الحصول على الأسلحة ووسائل الاتصال ونقله إلى المنطقة التي يعيش فيها رجل الأعمال المستهدف. وأضاف التلفزيون أنه حين كشفت الأجهزة الأمنية المحلية أمر الناشط الإيراني، تخلص من البندقية في مكان بعيد في ليماسول وبعدها فر عائدا إلى إيران، مشيرا إلى أن عملية الموساد لإحباط المؤامرة تمت بالتعاون مع جهاز المخابرات القبرصي وأجهزة مخابرات أخرى. وقال البيان «في مهمة جريئة فريدة داخل الأراضي الإيرانية، تمكن الموساد من القبض على العقل المدبر للخلية الإرهابية، الذي اعترف بعد ذلك بمؤامرة الإرهاب بالتفصيل أثناء استجوابه، مما أدى إلى كشف الخلية الإرهابية ومشاركته في عملية قبرص»، بحسب الموقع الإلكتروني لصحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية. وقال مسؤول كبير في الموساد: «سنصل إلى كل مسؤول يسعى لممارسة الإرهاب ضد اليهود والإسرائيليين في أي مكان في العالم، بما في ذلك داخل الأراضي الإيرانية».كانت صحيفة «فيليليفثيروس» القبرصية قد ذكرت يوم الأحد الماضي أن قوات الأمن في البلاد أحبطت الهجوم بناء على معلومات من إسرائيل والولايات المتحدة. ونقلت عن مصادر حكومية قولها إنه تم ضبط متفجرات. ووفقا للتقرير، كان «الحرس الثوري» الإيراني وراء هذه الخطط. وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أن الهدف كان إسرائيليين في مدينة ليماسول الساحلية. وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2021، اتهمت إسرائيل إيران بتدبير محاولة هجوم على إسرائيليين في قبرص بعدما قالت الشرطة القبرصية إنها فككت «عصابة إرهابية» على اتصال بإيران. وألقي القبض على ستة رجال من أذربيجان وباكستان.

 

واشنطن تتمسك بالضغط الدبلوماسي لتقييد سلوك طهران

بلينكن نفى طرح اتفاق جديد مع إيران... وأنباء عن انتقادات أميركية لتسريبات إسرائيل

لندن - طهران/الشرق الأوسط/29 حزيران/2023

أكدت واشنطن أنها تمضي قدماً مع الحلفاء والشركاء، بما في ذلك دول المنطقة، بشأن المخاوف المتعلقة بإيران، مشددة على أن المباحثات غير المباشرة التي بدأت في الآونة الأخيرة بين واشنطن وطهران لا تهدف إلى إبرام «اتفاق جديد» بشأن البرنامج النووي الإيراني. وقال نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية، فيدانت باتيل، إن واشنطن تواصل الضغط الدبلوماسي، والتنسيق الوثيق مع الحلفاء والشركاء، وخطوات خفض التصعيد فيما يتعلق بتقييد سلوك إيران المزعزع للاستقرار. ورداً على سؤال بشأن آخر تطورات الوساطة العمانية لإبرام صفقة تنهي محنة المحتجزين الأميركيين في طهران، قال باتيل إن الإدارة الأميركية تواصل العمل «بلا كلل». وأضاف: «احتجاز إيران، غير المشروع، للمواطنين الأميركيين، بسبب استخدام النفوذ السياسي، أمر شائن للغاية، وسنواصل التزامنا بتأمين حرية المواطنين الأميركيين جميعاً».

اكتشاف المسارات الدبلوماسية

وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إن أي اتفاق «ليس مطروحاً على الطاولة، وإن كنا ما زلنا مستعدين لاستكشاف المسارات الدبلوماسية». وأضاف، خلال ندوة في مركز أبحاث «مجلس العلاقات الخارجية» في نيويورك، أن واشنطن ستحكم على طهران «من خلال أفعالها»، داعياً إيران إلى «عدم الإقدام على خطوات قد تصعّد من التوترات» مع عدوها اللدود الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». يأتي ذلك، بعد أسبوع من وصف بلينكن التقارير عن التوصل إلى اتفاق مع طهران حول المسائل النووية، أو المحتجزين، بأنها «غير دقيقة، وغير صحيحة». أميركا وإيران «تقتربان» من «تفاهمات» محدودة غير رسمية لخفض التصعيد

وأبرمت طهران عام 2015 اتفاقاً مع القوى الكبرى بشأن برنامجها النووي، أتاح تقييد أنشطتها وضمان عدم امتلاكها سلاحاً نووياً، في مقابل رفع عقوبات اقتصادية عنها.

إلا أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، انسحب من الاتفاق في مايو (أيار) 2018؛ سعياً للتوصل إلى اتفاق شامل يلجم الأنشطة الإقليمية الإيرانية المتمثلة بـ«الحرس الثوري»، ويقيّد تطوير الصواريخ الباليستية. وبذلك أعاد فرض عقوبات قاسية على طهران، ما دفع الأخيرة للتراجع تدريجياً عن التزاماتها النووية.

ومع دخول جو بايدن، الذي تعهد بإحياء الاتفاق النووي، باشرت طهران تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المائة في يناير (كانون الثاني) 2021، ورفعت نسبة التخصيب إلى 60 في المائة لأول مرة منذ امتلاكها برنامجاً نووياً، بالتزامن مع انطلاق المحادثات بين طهران والقوى الكبرى بمشاركة غير مباشرة مع الولايات المتحدة في فيينا؛ بهدف إحياء الاتفاق النووي. ووصلت المحادثات إلى طريق مسدودة في مارس (آذار) 2022، وفشلت آخر محاولات الاتحاد الأوروبي للعودة إلى المسار الدبلوماسي في سبتمبر (أيلول). وما زاد الأمور تعقيداً، اندلاع احتجاجات مناهضة للحكام في إيران، اعتباراً من سبتمبر من العام ذاته على خلفية مقتل شابة بعد توقيفها من قبل شرطة الأخلاق، ما أدى إلى توتر إضافي مع دول الغرب التي أبدت دعمها للاحتجاجات، وفرضت عقوبات إضافية على إيران على خلفية «قمع» التحركات. إلا أن مصادر دبلوماسية أكدت أخيراً أن واشنطن وطهران شرعتا في الأشهر الماضية في مباحثات غير مباشرة بضيافة سلطنة عمان التي سبق لها أن استضافت مباحثات سرية بين الطرفين مهّدت الطريق لإحياء اتفاق عام 2015. وأكدت المصادر أن المباحثات تتطرق بشكل أساسي لاحتمال تبادل سجناء بين طهران وواشنطن، إضافة إلى قضايا متعلقة بالنووي، وأصول إيرانية بمليارات الدولارات مجمّدة في الخارج. وأشار الوزير الأميركي إلى أن بلاده شاركت في مباحثات إحياء الاتفاق النووي «بنيّة حسنة»، وأن نجاحها «بدا ممكناً» في مرحلة معينة، إلا أن «إيران لم تتمكن أو لم تقُم بما هو ضروري للعودة إلى الامتثال» لبنود الاتفاق. من جهتها، كانت طهران تحمّل غياب «الإرادة السياسية» لواشنطن، مسؤولية عدم التفاهم لإحياء اتفاق 2015.

استياء من تسريب المحادثات

في الأثناء، أوردت «وكالة أنباء العالم العربي» نقلاً عن موقع «أكسيوس» الإخباري أن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان عبّر قلقه من تسريب إسرائيل معلومات للإعلام حول محادثات غير مباشرة بين واشنطن وطهران. وذكر الموقع الإخباري نقلاً عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، الذين لم يسمهم، أن ذلك جاء خلال مكالمة هاتفية «شديدة اللهجة» بين سوليفان ونظيره الإسرائيلي تساحي هنغبي أُجريت الأسبوع الماضي. ونسب الموقع لمسؤول إسرائيلي كبير القول إن سوليفان عبّر في مكالمته الهاتفية مع هنغبي عن إحباطه من تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكنيست بأن الولايات المتحدة تعمل على التوصل إلى «اتفاق مصغر» مع إيران.

 

أوروبا تخطط لإبقاء عقوبات برنامج «الباليستي» الإيراني

كبير مفاوضي طهران تلقّى رسالة الكتلة في محادثات الدوحة

الشرق الأوسط/29 حزيران/2023

تلقت إيران بلاغاً من الاتحاد الأوروبي بخطة الإبقاء على عقوبات الصواريخ الباليستية المقرر أن تنقضي في أكتوبر (تشرين الأول) بموجب الاتفاق النووي لعام 2015 في خطوة قد تستفز طهران وتدفعها للرد. ونقلت «رويترز» عن 4 مصادر، أن إبقاء العقوبات يعود إلى 3 أسباب: استخدام روسيا طائرات إيرانية مسيّرة في حرب أوكرانيا، واحتمال نقل إيران صواريخ باليستية إلى روسيا، وحرمان إيران من المزايا التي يمنحها لها الاتفاق النووي بالنظر إلى انتهاكها الاتفاق. ودعا القرار 2231، الذي تبنى الاتفاق النووي، إيران إلى عدم اتخاذ خطوات لتطوير صواريخ باليستية يمكنها حمل أسلحة نووية، وهي عبارة لا تتضمن أي منع إلزامي. كما حظر القرار على أي طرف التعامل مع إيران في شراء أو بيع أو نقل الطائرات المسيّرة القادرة على التحليق لمسافة تزيد على 300 كيلومتر أو مكوناتها دون موافقة مسبقة من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وهي موافقة لم يمنحها المجلس قط.

بند الغروب

ووفق المواعيد التي يحددها بند «الغروب (Sunset)» المنصوص عليه في الاتفاق النووي، فإنه من المفترض أن ترفع الأمم المتحدة القيود المفروضة على أبحاث إيران وتطويرها وإنتاجها الصواريخ الباليستية مع حلول 18 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. ولم تلتزم إيران البنود المتعلقة بالحد من تطوير الصواريخ الباليستية، ومنذ الأسابيع الأولى على دخول الاتفاق النووي حيز التنفيذ، اختبرت إيران عدداً من الصواريخ الباليستية وأطلقت عدة أقمار صناعية رغم القرار، وفي وقت سابق من هذا الشهر، أزاحت طهران الستار عن «صاروخ فرط صوتي» يصل مداه إلى 1400 خلال مراسم رسمية. وأطلقت في مايو (أيار) صاروخاً قد يصل مداه إلى ألفي كيلومتر. وتراجعت إيران عن الكثير من التزامات الاتفاق النووي منذ 2019 بعد عام من انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب من الاتفاق النووي، لكنّ الانتهاكات الإيرانية شهدت قفزة بعد تولي الرئيس الأميركي جو بايدن. ومع إخفاق بايدن في إحياء الاتفاق النووي، اقتربت طهران من مستويات في تخصيب اليورانيوم تلامس النسبة اللازمة لتطوير أسلحة نووية. وتشير تقديرات أميركية إلى احتمال أن تتمكن إيران من صنع المادة الانشطارية اللازمة لقنبلة واحدة خلال 12 يوماً تقريباً. وتدهورت علاقات إيران مع الغرب على مدى العام الماضي مع انهيار المحادثات الهادفة إلى إحياء الاتفاق النووي فعلياً، مما دفع واشنطن وحلفاءها إلى البحث عن سبل للتهدئة والسعي إذا نجحت في ذلك لإعادة فرض أحد أشكال القيود النووية. وتنفي إيران السعي لحيازة أسلحة نووية. ويعد الغرب حصول إيران على مثل تلك الأسلحة تهديداً لدول المنطقة خصوصاً إسرائيل. وأثارت العلاقات العسكرية المتزايدة بين طهران وموسكو قلق القوى الأوروبية، إذ يقول مسؤولون غربيون إن روسيا تستخدم الطائرات المسيّرة الإيرانية الصنع في ضرب أوكرانيا، ويشيرون إلى احتمال أن تتمكن إيران من تزويد روسيا بصواريخ باليستية. أساس قانوني

ومن شأن الإبقاء على عقوبات الاتحاد الأوروبي أن يعكس رغبة الغرب في منع إيران من تطوير الأسلحة النووية وحرمانها من سبل تحقيق ذلك في ظل انهيار الاتفاق النووي. ولم يتضح إن كانت الدول الأوروبية الثلاث الموقِّعة على الاتفاق (بريطانيا وفرنسا وألمانيا)، قد أبلغت إيران بعزمها على الإبقاء على عقوبات الاتحاد الأوروبي عندما التقى مسؤولون كبار من تلك الدول كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين علي باقري كني في 12 يونيو (حزيران) في أبوظبي. وقال مسؤول إيراني لـ«رويترز» شريطة عدم نشر هويته، إن إنريكي مورا، مبعوث الاتحاد الأوروبي الذي ينسق المحادثات المتعلقة باتفاق 2015، أثار مسألة الإبقاء على عقوبات الاتحاد عندما التقى باقري كني في الدوحة في 21 يونيو لكن المسؤول الإيراني رفض مناقشة الأمر. وقال دبلوماسي أوروبي إن مورا بدأ في وضع الأساس القانوني للإبقاء على العقوبات، وهو قرار يتطلب موافقة كل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وعددها 27. وأفاد مصدران بأن الأمر لم يُطرح للنقاش بين كل دول الاتحاد حتى الآن. وقال الدبلوماسي الأوروبي إن «رفع العقوبات كان مؤسساً على مبدأ احترام القرار 2231... لم يحدث ذلك وبالتالي هناك نقاش مع الإيرانيين لإيضاح أننا لن نرفع تلك العقوبات». ولم تعلق وزارة الخارجية البريطانية على ما إذا كانت الدول الأوروبية الموقِّعة على الاتفاق النووي تعتزم الإبقاء على العقوبات أو إن كانت قد أبلغت إيران بأي قرارات. لكنّ متحدثاً باسم الخارجية البريطانية قال إن محادثات 12 يونيو التي جرت في أبوظبي «تطرقت إلى عدد من الأمور التي تثير قلقنا بشأن سلوك إيران بما في ذلك تصعيدها النووي المستمر». وصدرت تصريحات مماثلة حول تلك المحادثات من وزارتي الخارجية الفرنسية والألمانية.

 

الأمم المتحدة تؤكد أهمية المعابر الحدودية لنقل المساعدات إلى سوريا

الشرق الأوسط/29 حزيران/2023

دعت الأمم المتحدة، الخميس، إلى تمديد فتح عدة معابر بين تركيا وسوريا لإيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان في مناطق سيطرة المعارضة، شمال غربي سوريا، مشيرة إلى أنهم أكثر عرضة للخطر منذ الزلزال في فبراير (شباط). وقال منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، مارتن غريفيث، لمجلس الأمن بعيد عودته من دمشق، إن «الشعب السوري يعاني اليوم أكثر مما ندرك». وأضاف: «تزداد معاناته كل عام»، مشيراً إلى أن ما لا يقل عن 90 في المائة من السوريين يعيشون تحت خط الفقر. وشدّد على أن «هذه الصعوبات تحدث في وقت تمتلك فيه الأمم المتحدة وشركاؤنا في المجال الإنساني وسائل محدودة لمساعدة السكان الأكثر حاجة في سوريا»، لافتاً إلى عدم كفاية التمويل ومشكلات الوصول. في يناير (كانون الثاني)، مدّد مجلس الأمن لـ6 أشهر آلية نقل المساعدات عبر الحدود من طريق معبر باب الهوى إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعات المتطرفة والمعارضة من دون المرور عبر مناطق سيطرة نظام الرئيس بشار الأسد. والآلية التي تم إنشاؤها عام 2014 شملت 4 معابر، لكن بعد سنوات من الضغط من بكين وموسكو، بقي معبر باب الهوى فقط قيد التشغيل، وتم خفض مدة التفويض إلى 6 أشهر قابلة للتجديد، ما يعقد العمل الأممي الإنساني. ينتهي التفويض في 10 يوليو (تموز)، وقال مارتن غريفيث: «أوضح الأمين العام (أنطونيو غوتيريش) ضرورة تجديده لفترة 12 شهراً، وأن يشمل جميع المعابر الأخرى لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى الشمال الغربي». لكن المفاوضات داخل مجلس الأمن تبدو معقّدة. وقال السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا، الخميس، إن «آلة الدعاية الغربية المنافقة تتحرك». وأضاف: «قيل لنا مرة أخرى إنه من دون هذه الآلية العابرة للحدود، سيموت ملايين السوريين جوعاً وبرداً، ولا خيار سوى تمديدها، حتى لو كانت تنتهك سيادة سوريا ووحدة أراضيها»، داعياً إلى نقل المساعدات عبر دمشق. ودخلت قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة مناطق في الشمال الغربي الأسبوع الماضي من المناطق التي تسيطر عليها دمشق، هي الأولى منذ يناير. وأكد مارتن غريفيث أن طريقة الإيصال هذه «لا يمكن أن تغطي الحجم الضروري» للآلية العابرة للحدود. وكان الأسد قد أذن بعد الزلزال بفتح معبرين حدوديين آخرين مع تركيا لمدة 3 أشهر، تم تمديدها في مايو (أيار) 3 أشهر أخرى. في هذا الصدد، قال المسؤول الأممي، الذي التقى بشار الأسد في دمشق هذا الأسبوع: «ليس لدي سبب للاعتقاد أنه لن يتم تمديدها مجدداً».

 

ألمانيا تسعى لإحياء الحوار التركي الأوروبي خلال قمة الاتحاد وترقب واسع لـ«حركة الكوادر» في حزب كليتشدار أوغلو

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/29 حزيران/2023

تسعى ألمانيا إلى إحياء الحوار السياسي بين تركيا والاتحاد الأوروبي خلال قمة التكتل، التي انطلقت في بروكسل الخميس، ولمدة يومين، والتي ستبحث العلاقات التركية الأوروبية والتعاون مع أنقرة بعد إعادة انتخاب الرئيس رجب طيب إردوغان، من بين ملفات أخرى.

وقالت مصادر حكومية ألمانية إن القمة تبحث العلاقات الأوروبية - التركية ضمن كثير من الملفات المعروضة عليها، منها الوضع في أوكرانيا والتطورات الأخيرة في روسيا بعد محاولة العصيان التي قامت بها مجموعة «فاغنر» وجهود إيجاد حل للقضية القبرصية وغيرها من القضايا.

تقييم العلاقات

وبحسب ما نقلته وكالة «الأناضول» التركية، الخميس، عن تلك المصادر، ستطلب ألمانيا خلال القمة إطلاق عملية تقييم جديدة للعلاقات مع تركيا، وتكليف المفوضية الأوروبية والممثل الأعلى للاتحاد للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل، بإعداد مقترحات جديدة بشأن خيارات التعاون مع أنقرة وتقديمها إلى القادة. وعشية القمة، أجرى إردوغان اتصالاً هاتفياً مع المستشار الألماني أولاف شولتس، بحثا خلاله العلاقات بين بلديهما وعلاقات تركيا والاتحاد الأوروبي والتطورات في روسيا وملف انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو). وقالت الرئاسة التركية، في بيان، الأربعاء، إن إردوغان وشولتس اتفقا على تعزيز التعاون بشأن التحديات الإقليمية والعالمية. وذكرت المصادر الألمانية أن العلاقات مع تركيا تحظى بأهمية بالنسبة لألمانيا، كونها كانت وستبقى شريكاً جيواستراتيجياً مهماً، خاصة على الصعيدين التجاري والأمني وفي سياسات الهجرة. ولفتت إلى أن هناك فرصة لإحياء العملية التي تقودها الأمم المتحدة بشأن قضية قبرص بعد الانتخابات في تركيا واليونان، وأن القضية القبرصية ستدرج في الإعلان النهائي لمجلس أوروبا. كما ذكرت أن ألمانيا ستعيد طرح العلاقات الأوروبية التركية بعد الانتخابات الأخيرة في تركيا، وسيتم دعم الخطوات التي من شأنها إحياء العلاقات بين الجانبين في حال أبدت جميع الأطراف المعنية إرادة سياسية بشأن هذه القضية. وأضافت أن تركيا تقع في منطقة مهمة للغاية بجوار سوريا وإيران والعراق وأرمينيا، وسيكون من الضروري إجراء حوار رفيع المستوى ووثيق مع تركيا، ليس فقط على المستوى الثنائي، ولكن أيضاً على المستوى الأوروبي.

وتوترت العلاقات بشدة بين تركيا والاتحاد الأوروبي في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة التي نسبتها السلطات التركية إلى حركة «الخدمة» التابعة لفتح الله غولن، التي صنفتها منظمة إرهابية، بسبب ما وصفته أنقرة بالموقف «البارد والنقدي» للاتحاد تجاه منظمة غولن. لكن أوروبا تنتقد ما تصفه بـ«التوجه الاستبدادي» المتزايد للرئيس رجب طيب إردوغان. وجاء في التقرير الأخير للمفوضية الأوروبية حول تركيا للعام 2022 أنه «لم يتم الالتفات إلى المخاوف الجدية بشأن تدهور الديمقراطية وسيادة القانون وحقوق الإنسان واستقلالية القضاء في تركيا».

وعلق الاتحاد الأوروبي عملياً، عام 2018، مفاوضات انضمام تركيا إلى عضويته التي بدأت عام 2005، من دون إلغائها، ولم تعقد أي قمة بين تركيا والاتحاد الأوروبي بعد القمة التي عقدت في بلغاريا قبل 5 سنوات.

ويرى الاتحاد الأوروبي أنه على الرغم من الملفات التي تتسبب في توتر مع تركيا، فإنها تبقى شريكاً استراتيجياً مهماً في قضايا الهجرة وحماية المناخ وأمن الطاقة، وبحكم أنها عضو في حلف الناتو ولديها جيش مجهز بشكل جيد، تلعب دوراً مهماً في الوساطة بشأن اتفاقية الحبوب بين روسيا وأوكرانيا.

أزمة «الشعب الجمهوري»

على صعيد آخر، يسود ترقب واسع على الساحة السياسية في تركيا لما ستسفر عنه عملية تجديد القيادة في حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، مع انطلاق عملية انتخاب مندوبي المقاطعات عقب عطلة عيد الأضحى. وكشفت مصادر بالحزب عن نشوء «جبهة للتغيير»، تضم رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، ورئيس المجموعة البرلمانية للحزب أوزجور أويل، وإنجين ألطاي، وبولنت تيزجان، وولي أغبابا. وقال الكاتب في صحيفة «سوزجو»، أيتونتش أركين، إن هذه الأسماء ترفع لواء تغيير قيادة الحزب، وتتحدث عن التغيير منذ خسارة رئيس الحزب كمال كليتشدار أوغلو انتخابات الرئاسة في 28 مايو (أيار) الماضي، لكنهم لم يتخذوا أي خطوات للاتحاد أو الشراكة بينهم حتى الآن.في المقابل، أكد كليتشدارأوغلو أن حزب الشعب الجمهوري «لا يقدم الرئاسة إلى أي شخص على طبق من ذهب». وعندما سئل عما إذا كان يضع خططاً للتقاعد، قال كليتشدار أوغلو، في مقابلة صحافية، الخميس، إن «حزب الشعب الجمهوري يختار رئيسه في مؤتمراته العامة، يخرج المرشحون ويتنافسون، لا يقدم الحزب الرئاسة لأي شخص على طبق من ذهب، هذا السلوك ليس من تقاليد حزب الشعب الجمهوري... بالطبع، يمكن لكل عضو في حزب الشعب الجمهوري، بما في ذلك السيد أكرم إمام أوغلو، أن يكون مرشحاً لمنصب رئيس الحزب بغض النظر عن السن، ليس لديّ شك في هذا». وعن سيناريوهات حزب الشعب الجمهوري للانتخابات المحلية للعام 2024، خصوصاً في المدن الكبرى، قال كليتشدار أوغلو: «نحن حازمون بالنسبة لهذه الانتخابات، وسنحصل على بلديات حضرية جديدة، يعرف الناس أيضاً أن رؤساء البلديات الذين انتخبوا من الحزب اجتازوا اختبارات ناجحة للغاية». وقال الكاتب أركين إن التركيز على «حركة الكوادر» في حزب الشعب الجمهوري أمر مهم، وسيتجسد هذا الوضع بعد 3 يوليو (تموز)، حيث ستحدد أصوات ما يصل إلى 1200 مندوب مصير الحزب في هذه المرحلة. وتبدأ انتخابات مندوبي المناطق في الحزب في 3 يوليو، وتستمر حتى 30 يوليو، وستعقد مؤتمرات الأحياء في الفترة ما بين 5 أغسطس (آب) و10 سبتمبر (أيلول). وستعقد مؤتمرات الولايات من 16 سبتمبر (تشرين الأول) إلى 15 أكتوبر (تشرين الثاني). وستكون لإسطنبول التي يبلغ عدد المندوبين بها 196 مندوباً أهمية كبيرة، وستشهد «صراعاً قوياً» بين رئيسة فرع الحزب في إسطنبول جانان قفطانجي أوغلو، التي أعلنت دعمها لكليتشدار أوغلو، ورئيس البلدية أكرم إمام أوغلو، الذي سينظر إلى ما سيفعله في المؤتمرات بدعم من الناخبين الذين فقدوا آمالهم بعد 28 مايو.واعتبر أركين أن الاختبار الحقيقي يتعلق بالانتخابات المحلية في مارس (آذار) 2024، وهل سيفوز الحزب في الانتخابات المحلية عندما يتم تغيير القادة؟ مشيراً إلى أن أحداً منهم لا يمكنه الإجابة عن هذا السؤال.

 

مخاوف رسمية من تمدد أعمال الشغب والعنف في فرنسا

الحكومة تريد وأد الحركة الاحتجاجية في المهد وتجنب سيناريو العام 2005

باريس: ميشال أبونجم/الشرق الأوسط/29 حزيران/2023

تسعى باريس لخنق الحركة الاحتجاجية التي ترافقها أعمال شغب، احتجاجا على مقتل فتى في السابعة عشرة من عمره بالرصاص على يدي رجل شرطة بسبب عدم انصياعه لأوامره بوقف محرك سيارته والترجل منها. وفي الليلتين الماضيتين، شهدت مدينة نانتير الواقعة على مدخل باريس الغربي، حيث حصلت الحادثة صباح الثلاثاء، أعمال شغب واشتباكات وإحراق سيارات وإغلاق طرق قبل أن تمتد إلى ضواحي العاصمة الأخرى وإلى مدن رئيسية منها، ليون وتولوز وليل وديجون. وأفاد جيرالد درامانان، وزير الداخلية، بأن ليلة الأربعاء إلى الخميس شهدت توقيف 150 شخصا في أنحاء مختلفة من البلاد، وأن عشرات منهم تم سوقهم أمام القضاء للمثول المباشر.

ويبدو أن الرئاسة والحكومة قلقتان من تطوّر الأحداث وأن تكون هذه المرة نسخة عما شهدته فرنسا، في ظروف مشابهة، في العام 2005 حيث أفضت وفاة مراهقين كانت تلاحقهما الشرطة، إلى ثلاثة أسابيع من أعمال العنف والشغب. ومن أجل احتوائها، عمدت السلطات وقتها إلى إعلان حالة الطوارئ في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) في 25 مقاطعة، وأبرزها الضواحي والمدن المحيطة بالعاصمة باريس والمعروفة بـ«إيل دو فرانس». وثمّة ثلاثة مؤشرات تدلّ على قلق الحكومة وخطورة الوضع، أولها دعوة الرئيس إيمانويل ماكرون إلى اجتماع طارئ لخلية الأزمات في وزارة الداخلية صباح الخميس لتدارس الوضع واتخاذ القرارات المناسبة. وثانيها قرار رئيسة الحكومة إليزابيث بورن إلغاء زيارة رسمية داخل فرنسا وطلبها من الوزراء عدم مغادرة البلاد إلا في حالة الضرورة. وثالثها، تأكيد وزير الداخلية قرار الحكومة نشر 40 ألف رجل شرطة في أنحاء البلاد مساء الخميس، منهم خمسة آلاف في المنطقة الباريسية وحدها لـ«إبراز حزم الدولة» في التعاطي مع المشاغبين، ما يعني أن وزير الداخلية سينشر أربعة أضعاف أعداد القوى الأمنية التي نشرت مساء الأربعاء والتي لم يزد عديدها على تسعة آلاف رجل. ويمكن فهم أن الغرض الحقيقي الذي تسعى إليه الحكومة، وهو وأد الحركة الاحتجاجية في المهد ومنع تمدّدها إلى كافة أنحاء البلاد، علما أنها عرفت انتشارا سريعا ليل الأربعاء إلى الخميس، حيث لم يتردد المتظاهرون والمشاغبون في إغلاق بعض الطرق والاشتباك مع القوى الأمنية وإطلاق المفرقعات باتجاهها وإحراق عشرات السيارات ومهاجمة سجن قريبا من باريس وإحراق مقر للشرطة.

ولعل أحد أبرز معالم التشدد لجوء القوى الأمنية في مدينة نانتير، بعد ظهر الخميس، إلى إطلاق الغاز المسيل للدموع على متظاهرين كانوا يشاركون في «مسيرة بيضاء» دعت إليها والدة الشاب القتيل تكريما لذكرى ابنها «نائل م» الذي قضى برصاص رجل شرطة أطلق النار عليه من مسافة قريبة. وقد شارك في المسيرة التي أريد لها أن تكون سلمية حوالي ستة آلاف شخص. وبدأ عدد من المتظاهرين برشق الشرطة بمقذوفات أمام المبنى الرئيسي للإدارة المحلية في نانتير، التي ردت بإطلاق الغاز المسيل للدموع لغرض تفريقهم.

بيد أن الحدث الأبرز حصل ظهر الخميس مع المؤتمر الصحافي الذي عقده ممثل النيابة العامة في مدينة نانتير، حيث كذّب فيه رواية الشرطي مطلق النار ورفيقه الشرطي الثاني. وقال باسكال براش، النائب العام في المدينة المذكورة، في إعلان للصحافة قبيل ظهر الخميس، إن «الشروط القانونية المفترضة لإطلاق النار لم تكن متوافرة»، ما يعني تكذيب رواية الشرطيين اللذين أكدا أنهما شعرا بالخطر معتبرين أن السائق يشكل تهديدا لهما وللسلامة العامة. وأكثر من ذلك وصف النائب العام ما حصل بأنه «عملية قتل غير متعمد». وبسبب هذه الخلاصة التي توصل إليها النائب العام، فقد أمر بفتح تحقيق قضائي عهد به إلى قاضيين سارعا لاستجواب أولي لمطلق النار ولزميله. وأفاد براش بأنه طلب وضع الأول قيد التوقيف الاحتياطي.

وتفيد التفاصيل التي كشف عنها المدعي العام أن الشاب المراهق الذي لم يكن قد بلغ سن الرشد القانونية (18 عاما) كان يقود سيارته بسرعة عالية في نانتير صباح الثلاثاء، يرافقه راكبان. وفشلت محاولة أولى قام بها رجلا شرطة على دراجتين ناريتين في إيقافه عند إحدى إشارات المرور، وأن السائق واصل الفرار على الأرصفة. وما أثار شكوك رجلي الأمن أن السيارة، وهي من نوع مرسيدس رياضية مسجلة في بولندا، يقودها سائق لا يحترم إشارات السير ولا يصغي لأوامر الشرطة. وبعد أن تمكن الشرطيان من اللحاق بالسيارة وأوقفاه، طلبا منه إيقاف محركها، لكنه، بدل ذلك، عمد فجأة للانطلاق بها مجددا، ما دفع أحد الشرطيين إلى إطلاق رصاص. وبعكس رواية الأخيرين، أكّد المدعي العام أن حياتهما لم تكن أبدا مهددة وبالتالي فإن ادعاءاتهما بأن السائق حاول دهسهما غير صحيحة. ومن الواضح أن المدعي العام استند إلى صور الفيديو التي انتشرت سريعا منذ الاثنين، وتظهر تماما كيف انطلق السائق، وكيف أطلق أحد الشرطيين وعمره 38 عاما النار عليه من مسافة قريبة. ومن التفاصيل التي أوردها النائب العام أن مطلق النار حاول إسعاف الضحية بعد أن توقفت السيارة المسروقة عقب ارتطامها بحاجز. ورغم وصول الإسعاف سريعا، فإن الشاب نائل توفي في مكان الحادث. وأفاد النائب العام بأن الشرطي الثاني أخلي سبيله بعد أن كان قد أوقف مع مطلق النار. وبينت الفحوص المخبرية أن الأخير لم يكن، عند حصول الحادثة، تحت تأثير المخدرات أو الكحول. ووفق تصريحات براش، فإن الشاب القتيل الذي لم يكن قد بلغ سن الرشد وفق القانون الفرنسي، أصيب برصاصة واحدة اخترقت ذراعه اليسرى ووصلت إلى القفص الصدري وقد تسببت بوفاته.

وكان جيرالد درامانان قد كتب في تغريدة صباح الخميس، أن الأمن أوقف 150 شخصا خلال الليلة المنقضية، منددا بأعمال العنف التي تستهدف «رموز الجمهورية الفرنسية» من بلديات ومدارس ومراكز شرطة. وصباحا أيضا، سارع رئيس الجمهورية إلى الدعوة إلى اجتماع للخلية الأمنية عقد في مقر وزارة الداخلية المقابل للقصر الرئاسي بحضور رئيسة الحكومة إليزابيث بورن ووزير الداخلية والوزراء المعنيين وقادة الأجهزة الأمنية، لتقييم الوضع واتخاذ الإجراءات الضرورية لمواجهة موجة العنف الجديدة.

وبعد أن كان إيمانويل ماكرون قد عد الأربعاء أن مقتل الشاب نائل «عمل لا يمكن تفسيره» أو «التسامح إزاءه»، تغيرت لهجته صباح اليوم حيث اعتمد لغة متشددة. ووفق ما نقل عنه، فإنه ندد بأعمال العنف والشغب التي «لا يمكن تبريرها»، وأعرب عن «شجبه» لما جرى في الساعات الماضية التي تميزت بـ«مشاهد عنفية» استهدفت «مؤسسات الجمهورية». إلا أنه دعا كذلك إلى «الهدوء الكامل» ووضع حد لأعمال العنف، بيد أن هذه الدعوة لم تلق ولن تلقى على ما يبدو آذانا مصغية، والدليل ما حصل إبان «المسيرة البيضاء» التي شهدت، كما في الليلة السابقة في نانتير، اشتباكات مع الشرطة وأعمال عنف.

ويبدو أن التخوف الحكومي يتجاوز أعمال العنف إلى ما تعده السلطات «محاولة لتسخيرها لأغراض سياسية». وبالفعل، لم تتأخر الحكومة في التنديد بمن يسعون لهذا الغرض، فيما شنت قوى اليمين التقليدي واليمين المتطرف هجوما واسعا على اليسار، وتحديدا على حزب فرنسا المتمردة. وكما في كل مرة، أدلى السياسيون بدلوهم وثار الجدل بين اليمين بجناحيه التقليدي والمتطرف وبين اليسار، خصوصا حزب «فرنسا المتمردة» الذي يقوده المرشح الرئاسي السابق جان لوك ميلونشون. ومن جانب آخر، أثارت الحادثة الأخيرة الجدل بشأن القانون الذي يتيح لرجال الأمن إمكانية إطلاق النار عند «الشعور بالتهديد أو رفض الانصياع». وخلال العام الماضي، قتل 12 شخصا من السائقين لرفضهم الانصياع، وفق الشرطة.

 

انفجار عنيف بمحيط قيادة الجيش بالخرطوم.. واتفاق لوقف القتال بولاية شمال دارفور

والي شمال دارفور: "توصلنا إلى أننا لن نربح من القتال بل خسرنا، وكانت النتيجة أننا اتفقنا على وقف القتال بالولاية"

العربية.نت، وكالات، مراسلو العربية/الجمعة 30 حزيران 2023

أفاد مراسل "العربية" و"الحدث"، ظهر الخميس، بسماع دوي انفجار عنيف بمحيط القيادة العامة للجيش في الخرطوم. وانتهت صباح اليوم الخميس، هدنة اليوم الواحد في السودان رغم ما شابها من اشتباكات متفرقة في أول أيام عيد الأضحى، وأفاد مراسل "العربية" و"الحدث" بأن طيران الجيش نفّذ عدة غارات على مواقع قوات الدعم السريع في الخرطوم. وتزامنا، أفادت مصادرنا بتعرض مدينة زالنجي عاصمة ولاية وسط دارفور لهجمات مستمرة من قبل قوات الدعم السريع والمجموعات المسلحة الموالية لها، فيما تفيد الأنباء بسيطرة قوات الدعم الدعم السريع علي الولاية وجميع المرافق الحيوية هناك، كما خلفت المعارك هناك انفلاتا أمنيا كبيرا أدى إلى نهب جميع أقسام الشرطة والمراكز الخدمية. يأتي ذلك فيما أعلن والي شمال دارفور بالسودان، نمر محمد عبدالرحمن، الاتفاق على وقف القتال في الولاية. وقال عبدالرحمن في كلمة له بمناسبة عيد الأضحى، نشرها على صفحته بموقع "فيسبوك"، اليوم الخميس: "نحن في حكومة ولاية شمال دارفور وبمبادرات طيبة من أطراف عديدة جلسنا مع بعضنا كأبناء للولاية وحكومة وإدارة أهلية وأعيان مجتمعية وطرفي القتال والشرطة والأمن والشباب ومنظمات المجتمع المدني.. وتوصلنا إلى أننا لن نربح من القتال بل خسرنا، وكانت النتيجة أننا اتفقنا على وقف القتال بالولاية". وأضاف: "الوطن ينزف نتيجة لهذه الحرب العبثية، وهذا النزيف ربما يستمر ويؤدي إلى مزيد من القتل والتشريد ما لم نتحرك وبسرعة لننقذ الشعب السوداني والوطن". وعبر عبدالرحمن عن أمله في أن يحذو الإقليم وباقي مدن السودان حذو ولاية شمال دارفور بالمحافظة على السلم الاجتماعي في وقت الحرب. وكان القتال العنيف قد تجدّد يومي الثلاثاء والأربعاء، فيما طالب قائد الجيش عبدالفتاح البرهان الشباب بالانضمام للجيش. وأفاد سكّان أن الضربات الجوّية والنيران المضادّة للطائرات هزّت أجزاء من العاصمة السودانية الخرطوم، على الرغم من إعلان كل من الفصيلين العسكريين المتحاربين منذ منتصف أبريل عن هدنة بمناسبة عيد الأضحى. وكانت البعثة الأممية في السودان اتهمت، أمس الأربعاء، الجيش وقوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات مختلفة خلال هدنة عيد الأضحى. فقد حملت البعثة، قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها مسؤولية جرائم العنف والاغتصاب، كما حملتها مسؤولية العنف المستند على أساس عرقي بدارفور. فيما اتهمت الجيش السوداني بالمسؤولية عن الهجمات بالمناطق المأهولة بالسكان والقصف الجوي الذي يطال المدنيين. وبعد ساعات من إعلان الجيش السوداني هدنة، حلقت طائرات حربية وسمع إطلاق نار متقطع من أسلحة ثقيلة، الأربعاء، في العاصمة الخرطوم وجنوب أم درمان، في أول أيام عيد الأضحى. ونفذ الطيران الحربي ضربات جوية على أهداف متفرقة في الخرطوم بالتزامن مع سماع دوي مضادات أرضية، من دون أن تتكشف طبيعة هذه الأهداف. واندلع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع على نحو مفاجئ في منتصف أبريل بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دوليا. وكان من المفترض أن تنتهي تلك العملية بإجراء انتخابات في غضون عامين. لكن الطرفين كانا قد اختلفا حول خطط دمج قوات الدعم السريع في الجيش، ليندلع الصراع لاحقاً. فيما لم تفلح حتى الآن عدة مبادرات إقليمية وعربية وإفريقية في إطلاق حوار مباشر بين قائدي القوتين العسكريتين المتصارعتين، كما فشلت عشرات الهدن في الاستمرار والصمود. ومنذ أبريل فر أكثر من 170 ألف شخص من دارفور إلى تشاد المجاورة، وفق مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين. ومنذ اندلاع الحرب نزح قرابة مليوني شخص داخل السودان، ولجأ أكثر من 600 ألف شخص إلى دول مجاورة، خصوصا إلى مصر شمالا وتشاد غربا، وفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة.وبحسب ممثلة مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين لاورا لو كاسترو "تعبر كل ثلاثين ثانية خمس أسر (سودانية) الحدود إلى تشاد عبر بلدة أدري".

 

تبادل إطلاق نار بالقرب من مبنى القنصلية الأميركية بجدة

دبي - العربية.نت/الجمعة 30 حزيران 2023

أعلنت شرطة مكة المكرمة، الأربعاء، توقيف شخص يستقل سيارة قرب القنصلية الأميركية بجدة حاملاً سلاحاً نارياً.وأضافت في بيان، أن الجهات الأمنية تحركت وتبادلت النار مع حامل السلاح ما أدى إلى مقتله. كما تابعت أن أحد العاملين في الحراسات الخاصة من الجنسية النيبالية قد تعرّض إلى إصابة أدت لوفاته.

ولفتت إلى أن الحادث وقع عند الساعة 45 : 6 من مساء الأربعاء. إلى ذلك، أكدت أن التحقيقات مستمرة لمعرفة ملابسات الحادث الذي وقع قرب القنصلية الأميركية بجدة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الحزب يمهّد: فرنجيّة أو النظام

جوزفين ديب/أساس ميديا/الجمعة 30 حزيران 2023

خرج النقاش إلى العلن. فها هو تمسُّك الثنائي، وتحديداً الحزب، بترشيح سليمان فرنجية يفتح الباب على الكلام الجدّيّ عن "ضمانات" الحزب. في الأشهر الماضية، كثرت التساؤلات عن ماهيّة الضمانات التي يريدها الحزب، فيما يغطّي نفوذه الدولة اللبنانية في الأساس. إلا أنّه مع الأيام بدأ النقاش الجدّي لطرح معادلة "فرنجية أو النظام". هل هو تهويل فقط للقول إنّ القبول بفرنجية هو أهون الشرور، وبالتالي استخدام هذه الورقة للضغط لصالح فرنجية؟ أم هو طرح جدّي ينطلق من أنّ فرنجية وحده يحفظ للحزب المكتسبات التي حصل عليها منذ دخوله الفعليّ لعبة السلطة بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وإلا فإنّ الحزب مستعدّ للتوافق على رئيس شرط تثبيت مكتسبات طائفته في اتفاق مكتوب جديد يُضاف إلى اتفاقَيْ الطائف والدوحة؟

يخفي كلّ هذا النقاش في الظاهر الخلاف الحقيقي الذي امتدّ من الداخل إلى الخارج. فكما هي مواقف القوى المحلّية مختلفة على شخص الرئيس، كذلك هي قوى اللجنة الخماسية وإيران. وبالانتظار، سنستمع إلى نقاشات مختلفة في الصالونات السياسية قبل أن يتّفق المعنيون على إطلاق الدخان الأبيض.

بارود وعون والحسابات الخارجيّة

بعدما صُنّف المرشّحان سليمان فرنجية وجهاد أزعور مرشّحَيْ "مواجهة" بعد الجلسة الأخيرة، يبرز اليوم اسمان متقدّمان في الداخل والخارج، الوزير السابق زياد بارود وقائد الجيش جوزف عون. في معلومات "أساس" أنّ الخلاصة التي قدّمها الموفد الفرنسي لودريان للرئيس الفرنسي تتحدّث عن خلافات عميقة بين القوى اللبنانية لا تساعد في طرح الحوار الذي اعتقد لودريان أنّه يستطيع أن يمهّد له كما نقل عنه الرئيس برّي. الواقع أنّ لودريان عاد باسمين إضافيَّين للرئاسة لطرحهما على اللجنة الخماسية مع التسليم بأنّ فرنسا فقدت دورها الأحاديّ في حلّ الأزمة الرئاسية، وأنّ أيّ حلّ يحتاج إلى مقاربة جامعة. غير أنّ مواقف اللجنة الخماسية ما يزال بعضها غير منسجم مع البعض الآخر. ومع استمرار العجز عن إحداث أيّ خرق داخلي في ما يتّصل بفرنجية وأزعور، تتحدّث مصادر دبلوماسية عن تباينات بين باريس وبين واشنطن ودول الخليج، إذ تفضِّل الأولى زياد بارود، فيما هناك تفضيل أميركي وخليجي لقائد الجيش جوزف عون.

في معلومات "أساس" أنّ الخلاصة التي قدّمها الموفد الفرنسي لودريان للرئيس الفرنسي تتحدّث عن خلافات عميقة بين القوى اللبنانية

من جهتها، ما تزال إيران تولي الحزب إدارة هذا الملفّ، وتنأى بنفسها عن هذه التسميات بانتظار نتائج حوارها مع الأميركيين عبر عُمان. وبالانتظار تعجّ الصالونات السياسية بالكلام عن الحصص والنظام والرئاسة ومدى قدرة الحزب على فرض أيّ تعديل، فيما الأثمان الحقيقية ستُدفع في الحسابات الدولية.

تقاطعات بين الخصوم

داخلياً ينشط الكلام عن تغيير في الحصص الطائفية انطلاقاً من التغيّر الحاصل في موازين القوى على مرّ السنوات الماضية. يدرك الحزب أنّ اللعب بالصيغة شبه مستحيل في الوقت الحاضر، لكنّه يبحث عن أمرين أساسيَّين هما المحافظة على دور المقاومة وعدم تقييدها بـ"قرار الحرب والسلم" ووضع سلاحها على طاولة البحث، ووجود الطائفة الشيعية في الدولة ودورها فيها. هذا النقاش الداخلي يقوم به الحزب انطلاقاً من اصطدامه بعقبات تمثّلت بالحسابات الداخلية التي منعت صرف انتصاراته الخارجية، لكنّه سيطرحه بالصيغة المناسبة والوقت المناسب وفق ما ستؤول إليه التطوّرات الإقليمية. هل يكون مطلبه تعديل النظام أم تثبيت مكتسبات الأعوام الماضية في وثيقة مكتوبة؟ يدرك الحزب أنّ صيغة تعديل النظام غير مطروحة حالياً دولياً ومحلّياً، إلا أنّه يتمسّك بالاحتمال الأسهل، وهو البحث في تثبيت المكتسبات. وما زاد من تمسّكه بهذين المطلبين هو:

- أوّلاً: عدم رغبته بتكرار تجارب سابقة حصلت في عهد الرئيس ميشال سليمان.

- ثانياً: التجربة التي يعيشها مع حليفه "الاستراتيجي" جبران باسيل الذي لم يتردّد في الانفصال عن الحزب بناء على حسابات رئاسية. الطريق مسدود بين الحزب وباسيل فيما تُسجَّل لقاءات دورية بين النائبين طوني فرنجية وملحم الرياشي المكلّفين من قبل رئيسَيْ حزبَيْهما "التطبيع بين القوات اللبنانية وتيار المردة"

أمّا باسيل فقد سبق أن أعرب عن رغبته بالعودة إلى تحالفه مع الحزب شرط التخلّي عن فرنجية والاتفاق على اسم آخر للرئاسة. من جهته أبلغ الحزب باسيل استعداده لاستقباله لكن تحت عنوان انتخاب سليمان فرنجية، وأنّ أيّ كلام آخر ليس وارداً لدى الأمين العام للحزب الذي لن يتخلّى عن فرنجية من أجل الاتفاق مع باسيل على رئيس آخر. إذاً الطريق مسدود بين الحزب وباسيل فيما تُسجَّل لقاءات دورية بين النائبين طوني فرنجية وملحم الرياشي المكلّفين من قبل رئيسَيْ حزبَيْهما "التطبيع بين القوات اللبنانية وتيار المردة". يحلو للبعض أن يضع هذه اللقاءات تحت عنوان الرئاسة تماماً كما حصل قبل انتخاب الرئيس ميشال عون. غير أنّ مصادر المجتمعين تؤكّد لـ"أساس" أنّ الظروف مختلفة ومواقف كلّ من الفريقين معروفة وثابتة في الملفّ الرئاسي ولا حاجة إلى إسقاطات لا وجود لها.

هكذا تبدو الساحة الداخلية غارقة في تناقضاتها الثابتة على لاءات تمنع انتخاب أيّ رئيس للجمهورية، فيما الساحة الخارجية تترقّب نتائج جهود سلطنة عُمان بين الأميركيين وإيران، وإذا تعذّر الوصول إلى تقاطعات خارجية فإنّ النظام اللبناني الذي تحوّل نظاماً طائفياً بفعل الممارسة، سيوضع على طاولة النقاش من بوّابة تعزيز وجود الطائفة الشيعية في الدولة مقابل التخلّي عن "ضمانة رئاسة الجمهورية".

 

من يقرّر مصير لبنان؟

محمد السماك/أساس ميديا/الجمعة 30 حزيران 2023

في لبنان اليوم فريقان يغامران بالمستقبل والمصير.

فريق يملك كلّ شيء، المال والسلطة (بالحلال والحرام)، وهو مستعدّ أن يغامر بكلّ شيء حتى يحتفظ بما لديه لتجنّب التعرّض لتشويه سمعة أو لمحاكمة وإدانة.

وفريق لا يملك أيّ شيء من المال والسلطة (بالحلال أو الحرام)، وهو مستعدّ أن يغامر بكلّ شيء ممّا بقي لاسترجاع ما خسره (أو بعض ما خسره) لإنقاذ الدولة وسمعتها ممّا تعرّضت له من تشويه سمعة وإدانة بتهمة التخلّي عن الدور والرسالة.

في الشكل الدستوري، البوّابة إلى حلبة هذا الصراع ليست الشارع ولا السراي أو القصر الرئاسي. البوّابة هي مجلس النواب. ولكنّ المجلس تحوّل إلى طرف في الصراع بين الذين يملكون كلّ شيء، والذين لا يملكون شيئاً، بين المتسلّطين والمهمّشين. وأصبح بذلك حَكَماً وخصماً في الوقت ذاته. هو حكَم في الواقع الشرعي الدستوري، وهو خصم في الواقع السياسي الوطني.

مرّات عديدة تعهّد لبنان بضبط لسان السوء ضدّ الأهل والأصدقاء، لكنّه لم يلتزم. ومرّات عديدة أيضاً تعهّد الالتزام بضوابط وبأخلاقيات رسالة العيش المشترك، ونكث بتلك التعهّدات

السلطة أمسكت بالمجلس مجدّداً

كان يؤمَل أن ينقلب المجلس على ذاته عبر الانتخابات البرلمانية الأخيرة وأن يعكس في نتائجه سلسلة تحرّكات الشارع من تظاهرات وإضرابات ومسيرات. ولكنّ ذلك لم يحدث. الذي حدث هو أنّ الذين يملكون كلّ شيء كرّسوا ملكيّتهم أيضاً لإدارة اللعبة السياسية داخل المجلس وأمسكوا بتلابيبها. ولو حدث العكس لكان ذلك بمنزلة إدانة ذاتية أو حُكم بالإدانة، ولكان هذا الحكم مدخلاً إلى التغيير الإصلاحي المنشود.. أو المفقود بالتي هي أحسن. ولكنّ صاحب سلطة إصدار الحكم كُفّت يده، ولُويت ذراعه، واضطرّ إلى أن يبتلع لسانه بقوّة التهييج الطائفي أو المذهبي، أو الاثنين معاً.

خرج لبنان من الانتخابات ليجد نفسه فوق خشبة المسرح ذاته، يؤدّي الدور ذاته، بالسيناريو ذاته، وبالممثّلين أنفسهم مع بعض التلوين، وأمام الجمهور ذاته، الذي هو نفسه.

التلوين ليس تغييراً. إنّه تجديدٌ للقديم. لا يمكن التحرّر من الغرق في الرمال المتحرّكة بمزيد من الحركة الإغراقية في هذه الرمال. لا بدّ من يد تمتدّ من الخارج للمساعدة. الأيدي كثيرة. ولكنّ بعضها يدفع إلى المزيد من الغرق وهو يحاول أن يُحسن صنعاً.

لا ينظر الغريق إلى هويّة اليد الممدودة أو لونها أو شكلها. الغريق يتلقّف اليد أيّاً كانت بهدف الخروج من محنة الغرق والموت اختناقاً. ولكن في حسابات لعبة الأمم لا توجد مساعدة مجّانية. كلّ شيء له ثمن. الغريق لا يجادل في الثمن. وصاحب اليد أو أصحاب الأيدي تعلّموا من التجارب العديدة الماضية، وكلّها غير مشجّعة على الاطمئنان إلى الوفاء بتسديد الثمن، حتى أصبحوا يمارسون سياسة "النفخ على اللبن" بعدما أحرقت ألسنتهم حرارة حليب الوعود والتعهّدات اللبنانية السابقة.

"حلاوة" الفساد

مرّات عديدة تعهّد لبنان بضبط لسان السوء ضدّ الأهل والأصدقاء، لكنّه لم يلتزم. ومرّات عديدة أيضاً تعهّد الالتزام بضوابط وبأخلاقيات رسالة العيش المشترك، ونكث بتلك التعهّدات. ومرّات عديدة كذلك التزم بالضوابط الأخلاقية لإصلاح نظامه السياسي والمالي، لكنّ "حلاوة" الفساد ظلّت هي الطاغية.

لبنان شبيه بالإنسان الذي لا يستطيع أن يعطي ما لا يملك، أو أحسن ممّا يملك. فالفساد السياسي والمالي تحوّل من ظاهرة عابرة مع أشخاص عابرين إلى أساس ثابت في نظام مقيم. حتى إنّ المسّ بالأشخاص أصبح مسّاً بالدولة والنظام وأقدس المقدّسات!!

إذا امتدّت يد مسؤول إلى جيب الدولة فهو شاطر وابن مهنة. وإذا اكتُشف بالجرم المشهود فإنّ مساءلته تتحوّل إلى مساءلة لطائفته ( شو.. ما في غيرو!!). من أجل ذلك يعرف لبنان كثيراً عن السرقات، لكنّه لم يتعرّف قضائياً على سارق واحد. الدولة منهوبة، لكنّ جميع المسؤولين في الدولة من خيرة الأوادم، من رئيس الجمهورية حتى ناطور الأحراش! فلا الأوّل مسؤول عن خرق الدستور، ولا الثاني مسؤول عن حريق يأكل الأخضر واليابس.

في الأساس لا سلطة من دون مسؤولية. ولا مسؤولية من دون محاسبة. في لبنان المسؤول يحاسب نفسه، ولذلك هو بريء دائماً.. ولن تُثبَت إدانته، بل إنّه يذهب إلى حدّ إدانة متّهميه.. لمجرّد سوء الظنّ به.. حتى وإن كان غاطساً في الرذيلة حتى أذنيه.

يلتزم لبنان بالقاعدة الحقوقية الذهبية التي تقول إنّ المتّهم بريء حتى تثبت إدانته. ويلتزم لبنان أيضاً بثقافة "الثبوت المستحيل".

من أجل ذلك نشير إلى المتّهم الخارجيّ وأيدينا تقطر دماً.

 

مواجهة الإصلاح.. بالإهتمام بالرسوم وإهمال للضرائب

عماد الشدياق/أساس ميديا/الجمعة 30 حزيران 2023

لم تعُد الدولة "مأزومة" كما بعد الأزمة، وتعكف منذ مدّة على تحسين إيراداتها منذ اتخاذ القرار برفع الدعم، ثمّ إطلاق منصّة "صيرفة"، واعتماد سعرها مرجعاً لاحتساب رسوم الخدمات التي تقدّمها الدولة وتتمسّك بها على الرغم من رداءتها.

في المقابل تُهمل الضرائب على أنواعها، ولا توليها الاهتمام المطلوب. وهذا ما يُفتّق في الأذهان سؤالاً مفاده: أهذا هو الإصلاح المنشود؟ الجواب: قطعاً لا. فلا يكفي أن ترفع الدولة من إيراداتها فحسب. ومن أجل مقاربة طريقة الحصول عليها لا بدّ من الدخول في بنية إيراداتها: هل هي من الرسوم أم من الضرائب؟ هل تلبّي شروط الإصلاح أم هي لمزيد من تقطيع الوقت و"الترقيع

"الترقيع" مستمرّ

يوجد في علم الماليّة العامّة اختلافٌ بين الرسم والضريبة.

- الضريبة هي "مساهمة ماليّة" تفرضها الحكومات على الأفراد والشركات عند تحقيقهم دخلاً محدّداً أو نتيجة اقتناء أصول أو عقارات أو غيرها. وتُفرض الضرائب عليها بشكل مباشر أو غير مباشر (ضريبة الدخل، الأملاك المبنيّة... إلخ)، وذلك من أجل تحقيق مصالح الدولة العليا. وبمعنى آخر، تُدفع الضريبة من المواطنين بلا مقابل وتنفقها الدولة على التخطيط والتطوير.

- الرسم هو مبلغ تتقاضاه الدولة من الأفراد والشركات مقابل خدمة تقدّمها للمواطنين (رسم الكهرباء، رسم الاتصالات...). هذه الخدمات تركتها الدول منذ زمن أو أشركت القطاع الخاص في إدارتها باعتبار أنّ القطاع الخاص أكفأ وأكثر تنافسية من الدولة التي ما عادت مضطرّة إلى تحمّل أعباء الخدمات، خصوصاً بعد ظهور مفاهيم "دولة ما بعد العولمة".

تركّز الدولة على فرض رسوم على هذه الخدمات وترفعها إلى أقصى ما يمكن لرفد ميزانيّاتها بالأموال، وذلك على حساب الضرائب

أمّا في لبنان فالأمر معكوس. إذ تركّز الدولة على فرض رسوم على هذه الخدمات وترفعها إلى أقصى ما يمكن لرفد ميزانيّاتها بالأموال، وذلك على حساب الضرائب التي هي غالباً ما تكون مخصّصة للتخطيط، وذلك بخلاف التوجّهات العامّة المعروفة عن صندوق النقد الدولي وعن طموحات الدول المانحة، بل بخلاف توجّهات الدول الحديثة. وهذا إذا دلّ على شيء، فهو يدلّ على التالي:

1- ضعف الدولة في تحديث بياناتها الضريبية نتيجة الفوضى والفساد المستشريَيْن في كلّ الإدارات، ونتيجة المحسوبيّات والمحاصصة المدفوعة بالانقسام السياسي حول كلّ الملفّات أفقياً وعمودياً.

2- غياب الحماسة لدى الكادر الوظيفي في القطاع العامّ للعمل، مع تحوّله إلى "عبء" بحيث باتت وظيفته المطالبة بزيادة الرواتب من دون إظهار أيّ إنتاجيّة تُذكر.

3- ارتفاع منسوب "اقتصاد الكاش" (يفوق 50% من حجم الاقتصاد) الذي يمنع أجهزة الدولة من تحديد المداخيل الحقيقية، المباشرة وغير المباشرة، وربّما السلطة لا تريد "فضح" أزلامها وجماعاتها المنتفعة من التهرّب الضريبي.

4- تهافت السلطة بالشكل الذي نراه على تحصيل الإيرادات بشكل "سريع" و"عشوائي".

لهذا تعوّل على الرسوم بدل الضرائب، وهذا الأمر بدوره مؤشّر ساطع إلى غياب التخطيط، بل غياب كلّي للإصلاح الذي تطالبنا به جميع الهيئات الدولية والجهات المانحة، بدءاً من صندوق النقد الدولي ووصولاً إلى أصغر دولة مانحة في أبعد قطر من أقطار العالم.

الرسوم تتضاعف وترهق المواطنين

خلال الجلسة التي أقرّت فيها الحكومة الزيادات للقطاع العام، أجّلت الحكومة بتّ ملفّ الاتصالات إلى أجل غير معروف، لكن على ما يبدو لا مفرّ من إقرار هذه الزيادات، خصوصاً أنّ الاعتمادات التي فتحتها الحكومة من خارج الموازنة لا تكفي لسدّ الزيادة في الرواتب لأكثر من 3 إلى 4 أشهر فقط، بحسب مصادر نيابية شاركت في الجلسة وأسرّت بهذه المعلومات لـ"أساس".

وفق الدراسة التي يضعها وزير الاتصالات، سيوفّر رفع تعرفة التخابر الأرضي والإنترنت إيرادات للدولة بنحو 15 تريليون ليرة لبنانية سنوياً (قرابة 175 مليون دولار على سعر منصّة "صيرفة").

- على مستوى الخطوط الأرضيّة: يبدو أنّ وزارة الاتصالات تتهيّأ لرفع بدل الاشتراك الشهري من 9,000 ليرة إلى 200 ألف ليرة، مقدِّمة للمواطن مقابل ذلك نحو 100 دقيقة تخابر مجّانية أو ربّما أكثر.

بهذه الطريقة تكون وزارة الاتصالات قد حوّلت الهاتف الأرضي إلى "هاتف مسبق الدفع"، وحصلت على "رسوم" قبل أن تقدّم الخدمة، خصوصاً أنّ خدمات التخابر من خلال مواقع التواصل الاجتماعي مثل "واتساب" أو "تلغرام" وغيرهما من التطبيقات حرمت خزينة الدولة بشكل شبه كلّي من مليارات الليرات بعد تراجع المواطنين عن فكرة استخدام الهاتف الأرضي، الذي ما عدنا نلجأ إليه بتاتاً أو إلّا نادراً.

ترى الوزارة أنّ هذا الأسلوب سيدفع بالمواطنين إلى استخدام الهاتف الأرضي مجدّداً ما دامت 100 دقيقة متوفّرة مجّاناً لكلّ خطّ، وهذا قد يحفّز الناس على العودة إلى تلك الخطوط وربّما تخطّي الدقائق الـ100، خصوصاً أنّ تعرفة الدقيقة الواحدة بعد انتهاء الدقائق الـ100 ستصبح 300 ليرة لبنانية بحسب خطة وزارة الاتصالات (التخابر من أرضي إلى خلوي أرخص بكثير من خلوي إلى خلوي خصوصاً عبر الهواتف المسبقة الدفع).

وفق الدراسة التي يضعها وزير الاتصالات، سيوفّر رفع تعرفة التخابر الأرضي والإنترنت إيرادات للدولة بنحو 15 تريليون ليرة لبنانية سنوياً

يقول المدير العام لهيئة أوجيرو عماد كريدية لـ"أساس" إنّ "عدد الهواتف الأرضية العاملة اليوم هو قرابة 814 ألفاً". ونتيجة لذلك وبحسبة بسيطة، يمكن الاستدلال من هذا الرقم إلى أنّ هذه الهواتف ستدرّ على خزينة الدولة من بدل الاشتركات فقط، ومن دون الخوض برسوم التخابر، ما يقارب 163 مليار ليرة.

- على مستوى الإنترنت: قرّرت وزارة الاتصالات رفع التعرفة بين 6 إلى 7 أضعاف، وذلك من خلال رفع سعر صرف "دولار الإنترنت" من 3,700 ليرة إلى 26 ألفاً، وهي زيادة قابلة للتعديل وصولاً إلى سعر منصة "صيرفة" مستقبلاً (82,600 ليرة)، أي أنّ الحكومة تملك هامشَ زيادة إضافيّاً، يُقدّر بنحو 56,600 ليرة، في حال قرّرت بلوغ سقف سعر "صيرفة" كلّه.

من بين الخطوط الأرضية الـ814 ألفاً، ثمّة 470 ألفاً تستفيد من خدمة الإنترنت الخاص بهيئة "أوجيرو" (DSL)، بحسب أرقام "أوجيرو"، أي نحو 57% منها... وهذا بحسب كريدية كفيل برفد خزائن الدولة بما يقارب 15 ألف مليار ليرة لبنانية سنوياً.

لا يتوقّع كريدية أن يتراجع اللبنانيون عن استخدام إنترنت "أوجيرو" أو غيره نتيجة رفع التعرفات، بل على العكس من ذلك، يُتوقّع أن ترتفع أعداد المشتركين لدى الهيئة، وذلك نتيجة حاجة الناس إلى المزيد من التواصل والتخابر، خصوصاً إذا استطاعت "أوجيرو" تطوير خدماتها مستقبلاً، نتيجة تحسّن الإيرادات.

يذكّر كريدية بأنّ سعر التخابر وخدمة الإنترنت في لبنان ما زال مقبولاً نسبياً حتى بعد رفع التعرفة.

هذه "النسبية" في أسعار الاتصالات التي تتحدّث عنها هيئة "أوجير"، قد تبدو منطقية إذا ما احتُسبت على سعر صرف الدولار وقورن بين ما كان يدفعه المواطن في السابق وما يدفعه اليوم، لكنّ المزيد من التدقيق يُظهر كم هي صورة مشوّهة لناحية احتساب رسوم الخدمات نسبة إلى الدولار وليس نسبة إلى الحدّ الأدنى للأجور، الذي يقارب اليوم 9 ملايين ليرة.

رسوم الأمن العامّ ترتفع 28 ضعفاً

أمّا رسوم الأمن العام فتلك قصّة أخرى. ففي الوقت المستقطَع بين جلسة الحكومة الأخيرة والحديث عن طرح مسوّدة الموازنة أعلنت مديرية الأمن العامّ بقرار منها أو ربّما بإيعاز من الحكومة (غير معروف)، رفع الرسوم التي تتقاضاها عن الخدمات التي تقدّمها، مقترفة بذلك الخطأ نفسه.

رفع الأمن العام رسومه بنحو 28 ضعفاً، من غير أن يحتسب رسومه نسبة إلى الحدّ الأدنى للأجور، بل اقتطعها بالنسبة والتناسب مع سعر صرف الدولار الحالي، ومع ما كان يتقاضاه قبل الأزمة.

على سبيل المثال، رُفعت رسوم الحصول على جواز سفر لخمس سنوات 6 أضعاف من 1 مليون إلى 6 ملايين ليرة، بينما رُفع رسم الجواز لعشر سنوات 5 أضعاف من 2 مليون إلى 10 ملايين ليرة.

أمّا رسوم الإقامات بكلّ فئاتها، فارتفعت بنحو 40 ضعفاً، وارتفعت رسوم الإقامة للعمّال المصريين 65 ضعفاً، وإقامة الطلاب الأجانب 20 ضعفاً. ارتفعت رسوم نقل الكفالة 40 ضعفاً، ورسم الإقامة للّبناني الذي يحمل جنسية أجنبية 20 ضعفاً... وهذا كلّه يشير إلى أنّ الهدف ليس تعديل الأسعار لتتماشى مع التضخّم، وإنّما للحصول على أكبر قدر ممكن من الأموال، ومن دون أيّ مقاربة علمية واقعية منصفة.

يشي كلّ هذا بأنّ تسيير أمور الدولة اليوم يعتمد على الترقيع. بل يعتمد على تحصيل أكبر قدر من الإيرادات بلا أيّ أفق عمليّ قادر على النهوض بالاقتصاد مجدّداً من خلال خطط طويلة الأجل وفعّالة... ثمّ تأتي السلطة لتحدّثنا عن الإصلاح!

 

من "ماكنزي" إلى "ألفاريز"

طوني فرنسيس/نداء الوطن/29 حزيران/2023

التدقيق المفترض إجراؤه في حسابات مصرف لبنان هو تدقيق مالي جنائي تترتّب عليه محاسبة قضائية لاحقة. ولذلك تعثّر  منذ انطلاق فكرته وها هو الآن يتعثّر مجدداً بعد ما قيل عن إنجاز شركة "الفاريز ومارشال" تقريرها بشأنه و"احتجازه" في وزارة المالية. ومع الأخذ في عين الاعتبار البيان التوضيحي الصادر عن الوزير وقوله إنّ التقرير مجرّد "مسودّة" تحتاج تنقيحاً، ثمّ نفيه القاطع لورود اسماء مسؤولين فيه (سمّى في بيانه إثنين من كبار القوم)، فإن دواعي التشكيك بالتوضيحات تستمر قائمة، لسببين على الأقل، الأوّل تاريخ التعاطي الرسمي مع فكرة التدقيق، والثاني أن أي تدقيق مالي جنائي تقوم به شركة معروفة من وزن "الفاريز ومارشال" لا بدّ وأن يقود إلى تحديد المسؤوليات بالأسماء والكيانات والمؤسسات. أُثير موضوع التدقيق بقوّة بعد اندلاع احتجاجات تشرين وبدء مسلسل سرقة الودائع، وصار لا مفرّ منه بعد تفجير بيروت في آب ٢٠٢٠، لكن الإقرار بحتميّته تأخّر حتى تشرين الأول ٢٠٢١ عندما حضر المدير العام للشركة المدقّقة لإبلاغ الرئيس ميشال عون أنّ العمل سيبدأ والتقرير عن نتائجه سيادة بعد ثلاثة أشهر اي في مطلع ٢٠٢٢. تعثرت الأمور مرة أخرى. حدّد موعد للتقرير في أيلول ٢٠٢٢، شاملاً نشاط البنك المركزي من ٢٠١٥ إلى ٢٠٢١، وغابت اخباره عن السمع. عارفون بالأمور يقولون إن "الفاريز" قدّمت تقريرها ضمن المهلة المحددة في العقد مع وزارة المالية، وإنها تقاضت ٩٠ في المئة من اتعابها البالغة ٢،٧ مليون دولار. يضيفون أن وزير المالية يؤخر دفع ال ١٠ في المئة المتبقية لتجنب الإقرار بتسلمه التقرير النهائي. لكن إلى متى يمكن مواصلة الإنكار؟ تحدّث الوزير عن مسودّة، وطالبه نوّاب بالاطلاع على ما لديه، لكن سير المطالبة وردود الفعل لا يبشّران سوى بفصلٍ جديد من التهرّب لتغطية الحقيقة. هدف التدقيق المالي الجنائي لا يمكن أن يهضمه الممسكون بتلابيب البلد. انه الكشف عن عمليات غير شرعية، عن الغش والتزوير واختلاس الأموال العامة وعن التحويلات غير القانونية إلى الخارج.  ونتيجة ذلك تتكوّن ملفات قضائية جزائية...كلّ ذلك لن يناسب الفاسدين والمختلسين. سارعوا اصلاً إلى شلّ القضاء، وهم الآن بصدد تمييع التدقيق وإنهاء أثره، علّ الجماهير الغفورة تنسى كما نسيت من قبل تقرير ماكنزي الذي دفعوا ثمنه من ودائعهم.

 

إدارة الركام اللبناني

سناء الجاك/نداء الوطن/29 حزيران/2023

بين استحالة معادلة «رئيس لا يطعن بالمقاومة ورئيس يجيد نحر الفساد»، يتهاوى لبنان، ولا ينفع الرهان على خلاص ربما سيهب على البلاد بتأثير موجة وعي ويقظة ضمير لدى المعطلين للاستحقاق الرئاسي بعد تحذير الموفد الفرنسي جان إيف لو دريان بأن «الوقت يلعب ضد مصلحة لبنان».

الواضح أنّ التعقيدات إلى ازدياد لأنّ المعطلين لا يملكون إلا اللعب بالوقت بغية تأمين مصالحهم على حساب المصلحة اللبنانية. وهم لن يسمحوا بأي تطور من شأنه الإخلال بتوازن المنظومة. هكذا يجب أن تبقى الأمور، ربما وصولاً إلى الانهيار الشامل. حينها يضاف إلى الاستعصاء في انتخاب رئيس للجمهورية استعصاء آخر، وذلك بإخراج لبنان نهائياً من إمكانية وقف الانهيار وإيصاله إلى مرحلة استحالة ترميم الوضع المالي. ولعل هذا هو المغزى الفعلي من الخطة الممنهجة والرامية إلى إخفاء وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف خليل، التقرير الأولي لشركة «ألفاريز أند مارسال» الخاص بالتدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان، وما يتضمّنه من اتهامات قد تشمله مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وحاكم البنك المركزي رياض سلامة، وما يتسرّب من معلومات عن تحويل مبالغ هائلة إلى «دين عام يستحيل معه قبول صندوق النقد بأي اتفاق مع لبنان، ولا ينفع معها أي برنامج انقاذي من أي نوع كان». وفي انتظار هذا الانهيار، يلجأ الحزب للإضاءة على «أهدافه السامية». وليست الضجة المثارة بشأن إسقاط مسيرة إسرائيلية إلا ورقة من أوراق التذكير بهذه الأهداف، ولن يتنازل عنها ويعرّضها للخطر من خلال التراجع عن تمسكه بفرنجية ليفرضه قسراً وإرغاماً رئيسا للجمهورية... بحجة تبديد هواجسه. وكأنّ واجب اللبنانيين ووظيفتهم الوحيدة تقديم شهادات حسن سلوك إلى الحزب المصادر السيادة، من خلال الإذعان إلى إملاءاته، وإلا لن يحصلوا على براءة ذمة تسمح لهم بالاستمرار مواطنين من الدرجة الثانية في ملكوت دولته.

أكثر من ذلك، «الحزب» يرفض الإقرار بتغيير في الرؤية الفرنسية للملف اللبناني، ويصر على أنّ الأمور لا تزال تصب في مصلحته، أو أنّه يوحي بذلك، لأنّ هذه المصلحة، واليوم أكثر من أي وقت مضى، تفرض عليه ضمان مصيره في ظل التغييرات الإقليمية والدولية المستجدة، لجهة الاتفاق الإيراني- السعودي ومدى انعكاسه على أذرع إيران في المنطقة، المطلوب منهم ربما ترسيخ حضورهم السياسي حيث هم، واكتساب مشروعية دستورية. هذا عدا الاهتزاز الذي تعرضت له هذه الأذرع في اليومين الماضيين مع تداعيات ما حصل في روسيا، وشكل تهديداً لرئيسها فلاديمير بوتين، ومدى انعكاس مثل هذا التهديد على محور الممانعة. لذا يتمترس «الحزب» خلف أهداف يبتكرها أو يعيد إحياءها، وصولاً إلى أولوية تحرير مزارع شبعا وكفرشوبا، في هذه المرحلة تحديداً، ليبرر رفضه لرئيس يمكن أن يطعنه في ظهره. ومعذور «الحزب» في تخطيطه الجهنمي هذا، فهو، وعلى الرغم من امتلاكه مئات الآلاف من الصواريخ والمقاتلين، لا يشعر بالأمان، ويعتبر أنّ تراجعه عن فرنجية ضعف في معركته بمواجهة من يفترض أنهم شركاء في الوطن. بالتالي، أي ضعف يصيبه، وفي ظل المعطيات الإقليمية والدولية الراهنة، قد يهدد نفوذه، لذا سيبقى متمسكاً بكل معالم الانحطاط المتمثلة بسياسات الفاسدين المطلوبين للعدالة الدولية والمشمولين بعقوبات بتهم الاستيلاء على المال العام. فأمثال هؤلاء وحدهم يضمنون أمانه واستمرارية نفوذه، حتى يضمن بدوره سكة سلامته التي تبقيه مصادراً القرار اللبناني، وبإحكام يدفع مرجعيته في إيران إلى دعمه أكثر. ليتمكن من إدارة الركام اللبناني، ودائماً وفق مصالحه...

 

“الحزب” يربط موقفه من الرئاسة بالمفاوضات الإيرانية الأميركية

محمد شقير/الشرق الأوسط/29 حزيران/2023

يدخل انتخاب رئيس للجمهورية في مرحلة من الانتظار المديد، إلا إذا عاد الموفد الرئاسي الفرنسي وزير الخارجية السابق جان إيف لودريان إلى بيروت ممسكاً عصا سحرية تدفع باتجاه فتح الباب أمام البحث عن مرشح رئاسي ثالث من غير المتنافسين التقليديين: الوزير السابق جهاد أزعور، ورئيس «تيار المردة» النائب السابق سليمان فرنجية، وهذا يتوقف على تسهيل الحوار بمنأى عن تبادل الشروط، والمناورات التي لن تبدّل من الخيارات الرئاسية. فهل يعود لودريان إلى بيروت، وفي جعبته ورقة عمل سياسية تأخذ بعين الاعتبار الأسئلة التي طرحها في زيارته الأولى على الكتل النيابية والمرشحين لرئاسة الجمهورية، أكانوا من المعنيين والمحتملين، والأجوبة التي تلقّاها منهم؟ أم أنه سيتقدم بخلطة سياسية استمدَّها من مشاوراته مع أعضاء اللجنة الخماسية من أجل لبنان، وتواصله بالقيادة الإيرانية؛ لما لديها من تأثير على «حزب الله»، كونه لا يزال وحليفه رئيس المجلس النيابي نبيه بري، يتمسكان بترشيح فرنجية، وضرورة إدراج اسمه في عداد لائحة المرشحين للرئاسة؟ ويقود تمسك «الثنائي الشيعي» بترشيح فرنجية، إلى السؤال عن مدى جاهزية «حزب الله» للتخلي عنه لمصلحة البحث عن مرشح ثالث؟ وما مدى صحة ما يتردد على لسان مرجع حكومي سابق بأن الحزب يتعاطى مع انتخاب رئيس للجمهورية من زاوية إقليمية، بخلاف معظم القوى السياسية التي لا تربط انتخابه بالتحولات التي تشهدها المنطقة؟وينقل عن المرجع الحكومي السابق، الذي يفضّل عدم ذكر اسمه، أن الحزب لن يفرّط مجاناً بورقة انتخاب رئيس للجمهورية، وهو يُودِعها حالياً لدى إيران لتحسين شروطها في مفاوضاتها غير المباشرة مع الولايات المتحدة، بوساطة تتولاها سلطنة عمان، خصوصاً أن محور الممانعة، الداعم لفرنجية، يبدي تفاؤله باقتراب وصولها إلى بر الأمان.

ويؤكد المرجع أن المعارضة، على اختلاف انتماءاتها، ليست في وارد إقصاء «حزب الله»، وصولاً إلى استبعاده بصفته شريكاً، إلى جانب حليفه الرئيس بري في انتخاب رئيس للجمهورية، بشرط أن ينطبق على المعارضة ما ينطبق على الثنائي الشيعي لئلا يبقى انتخاب الرئيس يدور في حلقة مفرغة، ويقول إن قول لودريان، أمام الذين التقاهم، إنه لا يحمل معه مبادرة وأنه ليس لدى باريس اسم أي مرشح يعني أن هناك ضرورة للانتقال إلى الخطة «ب»، للتوافق على الاسم القادر على جمع غالبية اللبنانيين. ويلفت المرجع الحكومي السابق إلى أن الموفد الرئاسي الفرنسي تخلَّى طوعاً عن المبادرة الفرنسية، حتى لو لم يعلن طيه صفحة دعم باريس لترشيح فرنجية، ويقول، لـ«الشرق الأوسط»، إن المهمة الأولى له تكمن في وقف تصدّع العلاقات الفرنسية المسيحية في ضوء رفض الكتل المسيحية ذات الحضور الفاعل في الشارع المسيحي، محاولات فرض مرشح عليها لا يتمتع بالتأييد النيابي المطلوب. وفي هذا السياق ينقل عن فريق فاعل في المعارضة أن السير بدعم ترشيح فرنجية يعني الاستسلام وصولاً للانتحار السياسي، وأن لا حل إلا بالتوافق على بديل يتموضع في منتصف الطريق ولا يشكل تحدياً لأي فريق، خصوصاً أنه ثبت أن لا قدرة لفريق على فرض مرشحه على فريق آخر. وفي المقابل يراهن الفريق المؤيد لفرنجية على دور محور الممانعة في أن تؤدي المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن إلى تعديل ميزان القوى في المنطقة، وهذا ما ينعكس على لبنان ويؤدي إلى تعبيد الطريق أمام إيصال فرنجية إلى القصر الجمهوري، وينقل عن جهات عربية نافذة على تحالف مع إيران أن المفاوضات تدخل حالياً في مرحلة حاسمة، وستنتهي حتماً إلى تحقيق انفراج في العلاقات الإيرانية الأميركية.

لكن الفريق نفسه لا يزال يعوّل على موقف عدد من الدول الأعضاء في اللجنة الخماسية، رغم أنها لا تضع «فيتو» على ترشيح فرنجية، ولا تدعم أي مرشح لرئاسة الجمهورية، وإن كان يعتقد أن هناك صعوبة في إقناعها بتأييد فرنجية، على خلفية أن انتماءه لمحور الممانعة يلقى معارضة من قِبل كبرى الكتل النيابية المسيحية، و«اللقاء الديمقراطي»، برئاسة تيمور وليد جنبلاط. ويعترف هذا الفريق بأن الدول الأعضاء في اللجنة الخماسية ليست في وارد الضغط على الذين يعارضون انتخاب فرنجية لدفعهم إلى تعديل موقفهم، في حين يسأل مصدر في المعارضة: من قال لكم إن الاتفاق الإيراني الأميركي في حال قدّر له أن يرى النور سيؤدي إلى تعديل في ميزان القوى لمصلحة فرنجية؛ لأنه لا مجال للعودة عن ترشيح أزعور إفساحاً في المجال أمام إخلاء الساحة لفرنجية؟ ويؤكد المصدر في المعارضة أن «حزب الله» لا يزال يناور في دعوته للحوار، ويقول، لـ«الشرق الأوسط»، إنه لا يزال يربط موقفه النهائي من إنجاز الاستحقاق الرئاسي، بالمفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن، ومن ثم يضع ورقته الرئاسية في السلة الإيرانية، وإلا فلماذا يبادر عدد من قياداته إلى توزيع الأدوار في مقاربتهم الاستحقاق الرئاسي التي أقل ما يقال فيها إنهم لا يقرأون رئاسياً في كتاب واحد، ويبقى اختبار نياتهم في تأييدهم للخيار الثالث. لذلك لا يزال الاستحقاق الرئاسي مدرجاً على لائحة الانتظار يترقب عودة لودريان لعلَّه ينجح في إحداث خَرق لوقف تعطيل انتخاب الرئيس، لئلا يطول أمد الفراغ.

 

هل وضعت فرنسا العربة قبل الحصان في رئاسية لبنان؟

وسام أبو حرفوش وليندا عازار/الراي الكويتية/29 حزيران/2023

عيداً بعد عيد، وساريةُ العَلَم في باحة القصر الجمهوري «المهجور» منكَّسة كما عيون اللبنانيين الذين تحوّلوا مجرد «حَطَب» في مشاريع جعلتْ الوطنَ الصغير مستودع أزمات يشتدّ اشتعالُها منذ أعوام. وكلما بدا أن طَرْدَ الفراغ الساكن في القصر الكئيب، بانتخاب رئيسٍ جديد، اقترب كلما ابتعد هذا الاستحقاق الذي استحق منذ نحو 10 أشهر، والسبب: فَتِّش عمّن بيدهم «الحل والربط» في بلاد تحْكمها موازين القوى وفقدان الوزن.

ولم يكن أدلّ على هذا المصير العَبَثي من الجلسة التي عقدها البرلمان في 14 الجاري لانتخابِ رئيسٍ لم يُنتخب رغم وجود مرشّحيْن جدييْن هما زعيم «تيارالمردة» سليمان فرنجية مدعوماً من فريق «الممانعة» بقيادة «حزب الله»، والوزير السابق للمال جهاد أزعور مرشح تقاطُع غالبية المعارضة مع التيار الوطني الحر، وحضورِ 128 نائباً وصندوق الاقتراع وكامل عُدّة اللعبة الديموقراطية.

وفي قراءةٍ لأوساط سياسية تتابع عن كثب تطورات المواقف المحلية والخارجية من الاستحقاق الرئاسي، أجرتْها بعد المحادثات التي عقدها الوزير السابق للخارجية الفرنسية جان – ايف لودريان في بيروت بصفته موفداً شخصياً للرئيس ايمانويل ماكرون، أن ما سَبَق جلسة 14 حزيران الانتخابية في البرلمان من تَقاطُع داخلي على ترشيحه، كما ما أفرزتْه هذه الجلسة من نتائج جاء ليكرّس متغيّرات من نوع «أول مرة» أقله منذ فترة طويلة ولها تأثيرٌ عميقٌ على ما بدا إيقاعاً وحيداً جرى الاعتقاد أنه تم فرْضه في الاستحقاق الرئاسي وعليه. وبحسب الأوساط نفسها فإن المعادلةَ التي سادت الانتخابات الرئاسية في المرحلة الأولى كان عنوانها الأساسي أن المسار الخارجي هو الذي سيحدّد مصير هذا الاستحقاق واتجاهاته كما رُسمتْ ممّن اعتقدوا في لبنان أنهم ضبطوا ايقاعه كما يريدون وبما يجعل العنصر الداخلي هامشياً أو غير مؤثّر فيه.

وقد تَعَزَّزَتْ هذه المعادلة مع دخول فرنسا الواضح على قاعدة تسهيل العملية الانتخابية وفق الخيار الذي اعتمده «حزب الله»، إلى أن برزتْ وللمرة الأولى منذ فترة طويلة مقاربةٌ داخليةٌ قامتْ على التلاقي على مرشّحٍ لم يفرضه الخارج ولا جاء السيرُ به نتاج تطورات إقليمية بل وليد عمل ودينامية محلية.

ويستحضر باحث خبير في تاريخ الانتخابات الرئاسية محطات نادرة في التاريخ اللبناني تَقدَّم فيها البُعد الداخلي على الخارجي في الانتخابات الرئاسية، وبينها انتخاب الرئيس كميل شمعون (1952) بعد تقاطُع مع كمال جنبلاط، ووصول الرئيس سليمان فرنجية في 1970 حين كان المسارُ الداخلي فاعلاً في الملف الرئاسي، وهذه المرة الأولى منذ تلك الحقبة تبرز دينامية لبنانية عكْس كل الاعتقاد بأن الداخل فَقَدَ أي قدرة على دور مُقَرِّر في الانتخابات الرئاسية. ويلاحظ الخبير نفسه المتغيرات التي عبّر عنها التلاقي الذي جرى على ترشيحه لجهة انها المرة الأولى يحصل توافق مسيحي شامل، برعاية من بكركي والفاتيكان، على مرشح ليس رئيس حزب أو رئيس تيار، بل اسم هو من الأكثر انفتاحاً على الطوائف الأخرى وعلى المنطقة، وعروبيّ. وهذا أمر نادر، إذ عندما حصل الحلف الثلاثي في 1968 – 1970 ذَهَبَ أكثر في اتجاه مقاربةٍ مارونية تقليدية.

ولكن اليوم، وللمرة الأولى ترتسم مقاربة وإجماع مسيحي على هذا المستوى على شخصية لا تمثّل «بروفايل» التقليد الماروني السياسي، أي مرشح ليس ابن زعامة سياسية، أو تيار حزب. وفي إطار معاينة المفارقات التي طبعتْ مسار ترشيحه، تُثار مسألة أن أول مَن سمى أزعور كان الزعيم الدرزي وليد جنبلاط مع كل وضْعه الخاص والعلاقة الخاصة التي تربطه بالرئيس نبيه بري، من دون أن يقلّ دلالةً تبنّي رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل هذا الترشيح، وهو من أبرز حلفاء «حزب الله»، مع توقُّفٍ عند أن هذا المسار بُني فيما كان الخارج وخصوصاً فرنسا تسير بمعادلة أن هناك مرشحاً يدعمه الحزب، وهو سليمان فرنجية، الذي تم العمل بكل الوسائل لإيصاله إلى حدّ أنه طُلب من السعوديين وآخَرين الوقوف جانباً لتسهيل مرور هذا المرشح، وإذ فجأة برزت الدينامية التوافقية الداخلية التي لم تبدأ بالأحزاب المسيحية الكبرى، بل من خلال مبادرة لبعض النواب المستقلين مثل غسان سكاف وغيره، وارتكزتْ على الأسماء التي سبق لجنبلاط أن طَرَحها، إلى أن أخذت هذه الدينامية مداها وكوّنتْ إجماعاً مسيحياً كبيراً ثم تلاقياً واسعاً مع أحزاب أخرى وشخصيات من مستقلين وتغييريين.

وتذكّر الأوساط السياسية العليمة بكواليس الملف الرئاسي ببُعديْه الداخلي والخارجي بأن هذه الدينامية وخلال أقلّ من شهر أفضت الى قيام منافسة متكافئة وحتى متفوّقة، وفق نتائج جلسة 14 حزيران، على المرشح الذي يدعمه حزب الله وتعمل له فرنسا وطُلب من قوى خارجية عدة أن تفسح له المجال ليمرّ، وهذا أدى أيضاً إلى ارتسام مشهدية لم يعهدها لبنان منذ اتفاق الطائف لجهة قدرة البرلمان على لعب دور في الانتخابات الرئاسية، إذ كان هذا الاستحقاق يتم إما على قاعدة تسويات أو اتفاقات بين الأحزاب الكبرى في ترجمةٍ لموازين خارجية. وهذه المرة بات ليس فقط لمجلس النواب، بل لكل نائب دور وتأثير في مجريات الانتخابات الرئاسية، ومن دون الجزم بما إذا كان هذا الأمر سيستمر بحال حصلت تسوية من الخارج.

ومن «الجديد» أيضاً الذي ظهّرتْه جلسة 14 حزيران، وفق ما يتم تداوُله، أنه لم يحصل استعمال كبير للمال السياسي إلا في بعض الحالات حين كان ثمة محاولة لرفْع «سكور» فرنجية، وهو ما يجعل أن هذه الجلسة في المسار الذي أَوْصَل إليها وسياقها شكّلت مسرحاً لمجموعة سوابق. وثمة مَن يستنتج بين هذه الأوساط أنه قبل شهرين كان الكلام عن أن فرنجية لديه ما لا يقلّ عما بين 63 و65 صوتاً، وبمجرّد انعقاد جلسة سيُنتخب رئيساً، وإذ بعد كل المناورات وعملية الضغط والترهيب وتخويف بعض النواب على قاعدة أن الانتخاب لن يحصل في جلسة 14 حزيران وبالتالي لا حاجة لحرْق الجسور، ودخول الفرنسيين على الخط عبر تعيين موفد ومفاوض جديد في إشارة إلى أن جلسة الانتخاب لن تشهد دورة ثانية، رغم كل ذلك لم يتمكنوا من أن يحصدوا إلا 51 صوتاً، وبينهم 4 أو 5 لم يتجرأوا أن يقولوا إنهم انتخبوا فرنجية، بما يؤشر إلى أن الالتزام بانتخاب زعيم المردة لم يكن سياسياً في جانبٍ منه بقدر ما كان تجميع أصوات، وإلى أن ما قيل سابقاً كان أقرب الى عرض العضلات والتهويل.

وتستوقف مَن تابعوا عن كثب مجريات جلسة 14 حزيران مقاربةٌ مفادها أن رقم 51 الذي ناله فرنجية، وهو الحدّ الأقصى الذي كان يمكنه بلوغه في تلك الجلسة، في مقابل رقم الـ 60 وهو الحد الأدنى الذي كان يمكن لأزعور بلوغه، اعتبره داعمو زعيم «المردة» إنجازاً كبيراً، وذلك في إطار محاولة التهويل والتأثير نفسها والتي تعكس حال الإرباك التي كانوا فيها والتي جعلتْهم يرفعون سقف الضغط، من دون أن يمنع ذلك من تسجيل درجة حرية في حركة النواب هي من الأعلى في الانتخابات الرئاسية، ودائماً من دون إمكان الجزم بما إذا كان هذا المسار – بكل مفارقاته التي جعلت جلسة 14 حزيران سابقة في العمل السياسي والنيابي – سيستمر، باعتبار أنه عندما يبدأ التدخل الخارجي تعود المقاربات التسْووية التي تردّ الانتخابات الرئاسية إلى إطارها المعلَّب بعيداً من الدينامية المجلسية، وبحيث يتحوّل البرلمان ما يشبه كاتب عدل يصادق على تعيين الرئيس. وتوقفت الأوساط إياها عند «أمرٌ استثنائي» غير مألوف في العمل السياسي اللبناني منذ فترة طويلة، شكّله التوافق المسيحي مع أحزاب أخرى وشخصيات مستقلة وتغييرية، على شخصية يمكنها أن تكون على قدر المرحلة والعنوان الإنقاذي الملحّ وذات صدقية خارجية كفيلة بجعل لبنان يستردّ ثقة المجتمعين العربي والدولي به، وذلك من دون أن يرتكز هذا التوافق على أي التزامات، وهذا ما يجعل هذه المحطة التي خالفتْ حتى الساعة التوقعات، وبمعزل عن النتائج، مميزة مقارنةً مع الانتخابات الرئاسية وحتى التي كانت تحصل قبل الحرب الأهلية.

وعن تكليف الإليزيه لودريان وزيارته لبيروت وهل الأمر خطوة فرنسية إلى الوراء في سياق مبادرتها المعروفة، وهل الدعوة إلى الحوار هي في إطار الرغبة بتعزيز الدينامية الداخلية أم أن هذا مؤشر إلى أن إخفاقَ البرلمان بانتخاب رئيسٍ وفق ما عبّرت عنه جلسة 14 حزيران سيُعْطي دفعاً أكبر للمسار الخارجي، تبرز مقاربةٌ لدى من يتابعون عن كثب تطوّر المواقف الخارجية من الاستحقاق مفادها أن الحركة الفرنسية كانت مُسانِدة للمقاربة التي وضعها حزب الله لإيصال فرنجية، مع كلام فرنسي (بعدها) ارتكز على 5 نقاط: ضرورة تَوَجُّه القوى السياسية بكتلها إلى البرلمان والانتخاب، وجوب أن يحصل ذلك قبل نهاية حزيران، وليكن الاختيار بين مرشحين، وأنه إذا لم يُنجَز الاستحقاق ستكون هناك عقوبات، مع تأكيد أن باريس ليس لديها مرشح. علماً أن فرنسا كانت تتبنى بدايةً معادلة فرنجية مع رئيس حكومة هو نواف سلام. ويتردد بين العارفين بتفاصيل الاتصالات والتحركات أنه حين وصلت الأمور الى مرحلة وجود مرشحٍ ثانٍ جاء وليد تفاهم داخلي، من حلف عريض مسيحي مضافاً اليه كتلة وازنة لاسم معنوي كبير هو وليد جنبلاط، مع جزء من النواب التغييريين والمستقلين، ذهب البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الى الفاتيكان بعدما كان التلاقي حصل (على أزعور) وتبلّغه سيد بكركي، ثم إلى باريس وقال للرئيس ماكرون إنه بات هناك مرشّح (ثانٍ غير فرنجية)، وعندما استوضح الرئيس الفرنسي عن الإسم، أبدى ترحيبه مباشرة بعدما أبلغه البطريرك به.

إذاً الفرنسيون وحتى تاريخ زيارة البطريرك الراعي للإليزيه كانوا يسيرون بوجوب أن تتم عملية الانتخاب وليفُز مَن يفُز بين المرشحيْن، وكان هذا ايضاً رأي الدول المعنية الأخرى. وفجأة تُعَيِّن باريس مستشاراً مفوّضاً الملف الرئاسي في الوقت الذي كان الجميع ذاهبين إلى جلسة انتخابية، ما اعتُبر إشارة إلى أن فرنسا ترى أنه لن يتم انتخاب رئيس في 14 حزيران وهو ما سهّل تالياً التفلت من إنجاز العملية الانتخابية في هذا التاريخ، بينما كان البطريرك والرئيس ماكرون اتفقا على أن تحصل الانتخابات ما دام هناك مرشحان جديان ولديهما إمكانية الوصول.

ولا يمكن للأوساط نفسها أن تفسّر سرّ تبديل باريس موقفها والمسار الذي كانت قررت اعتماده وأن تعطي إشارة إلى أن طريق الانتخاب الرئاسية ليست سالكة قبل جلسة 14 حزيران ثم دعوتها إلى الحوار بعدها، مع توقُّفٍ عند ما تضمّنتْه هذه الجلسة من مخالفات فاضحة جرى القفز فوقها، وتذكيرٍ بأنه في انتخابات 2016 حصل خطأ بين عدد المغلفات وعدد الأصوات (للعماد ميشال عون) فتمت إعادة الاحتساب ثم إعادة الاقتراع في الدورة الأولى، وهو ما لم يَجْرِ في جلسة 14 حزيران، علماً أن حجم المخالفات الذي سُجِّل هذه المرة في العملية الانتخابية غير مسبوق. من وجود صوت ضاع، والعثور على مغلف فارغ ثم تغيير الاسم الذي فيه، وقطْع البث من البرلمان واحتساب أصوات خطأ، ناهيك عن التطيير المعهود لنصاب الدورة الثانية.

ويستعيد هؤلاء البيانَ شديد اللهجة الذي أصدره الأميركيون والبريطانيون بعد الجلسة، من دون الفرنسيين، مع استشعارٍ بأن باريس ليست على الحياد وموقفها يُعطي إشارة إلى أنه أقرب لأي تسويةٍ تراعي حزب الله وذلك بسبب بعض المصالح أكثر منه لاعتبارات اقليمية، بدليل انه بعد نحو سنة من إدارة هذا الملف يأتي الموفد الشخصي لرئيس فرنسا للاستطلاع، وهذا يفترض أن يحصل في أول مسار الاستحقاق وليس بعد سنة وبعد أن تكون انغمستَ في هذا الملف وتفاصيله.

وحين يُطرح سؤال: إلى أين؟ يعتقد هؤلاء أن الثنائي (حزب الله والرئيس نبيه بري) حصل على وقت إضافي لمعاودة ترتيب أوضاعه بعدما تفاجأ بالمعادلة التي ارتسمت في البرلمان وأربكتْه. فلو أعيد التصويت في الدورة الأولى، لكانت كل الأصوات التي هُرّبت كُشفت وكانت الكتل التزمت بالكامل، ولكان الرقم (لأزعور) تجاوز 65 صوتاً. وكل الكلام الذي قيل عن انقلاب كان يُعدّ وتم تجنيب البلاد قطوعاً هو غير صحيح. فهم منعوا عن البلد انتخابات حقيقية وديموقرطية وكان يمكن أن تعطي روحاً جديدة للعمل السياسي في لبنان مع مجلس النواب الجديد بتنوّعه، وأيضاً مشروعية أكبر للعبة السياسية في البلاد وزخماً جديداً للبرلمان. أي هم سيجعلون البرلمان مجرّد غرفة مصادقة، والنواب عاجزين عن الانتخاب. فإذا دُفعت الأمور الى الحوار وتسوية خارجية كما يقترح الفرنسيون – أقله تكون شبيهة بتسوية الدوحة (2008) أو تسوية من نوع آخَر – فإن هذه المبادرة تكون عطّلت واقعياً عمل مجلس النواب.

وحين تثار مسألة الصبر الاستراتيجي التي ينتهجها «حزب الله» في الملف الرئاسي ورهانه على إنهاك الآخَرين في الداخل والخارج لجرّهم إلى خياره الرئاسي، على أن يكون الحوار بمثابة تقطيع وقت لإنضاج ظروف معينة بينها تغيير دول إقليمية موقفها وربما فكفكة الغالبية النيابية التي وُلدت بوجه الحزب، تُستشفّ مقاربة تقوم على ان الحزب اليوم أقلية نيابية محصورة سياسياً وعددياً ووصلت الى سقفها الأعلى بـ 51 نائباً بعد عمليات ترهيب وترغيب وتهريب أصوات من بعض الكتل.

ومن هنا، انتقلوا إلى مرحلةٍ ثانية يطلقون عليها اسم الحوار من دون أن تتبدّل مقاربتهم، بحيث يربحون وقتاً سيحاولون خلاله قدر المستطاع إضعاف الدينامية الداخلية بأبعادها العميقة وما انطوت عليه من سوابق وتفتيت أطرافها والقيام بمفاوضاتٍ جانبية مع بعض التيارات ريثما يكونوا أمّنوا النصاب لتفاهم إقليمي – دولي كفيل بأن يمرر خيارهم الرئاسي. وتلاحظ أوساط المتقاطعين على ترشيح أزعور أن الحوار بالنسبة إلى «حزب الله» يقوم على أن مرشحنا هو سليمان فرنجية أولاً وثانياً وثالثاً وفق ما تبلّغ موفد البطريرك الراعي، وهذا الموقف هو نفسه للرئيس بري.

وتستغرب الأوساط نفسها أن ثمة مَن يعتبر أزعور أو سيتعاطى معه في المرحلة المقبلة على أنه مرشّح الأميركيين، مؤكدة أن هذا غير صحيح، فالعلاقة بين داعمي فرنجية وبين الأميركيين جيدة جداً منذ اتفاق ترسيم الحدود البحرية، وسليمان فرنجية كانت تعمل له في واشنطن وحتى مرحلة قريبة جداً شخصيات لبنانية عدة، وبعضها لها صفة رسمية في الدولة اللبنانية، سعت لدى الإدارة الأميركية لتسويق فرنجية، وان السفيرة الأميركية في بيروت قالت للرئيس بري إن واشنطن ليس لها مرشح ولا تدعم أي مرشح، ومن هنا موقف الولايات المتحدة الذي يقوم على ضرورة إتمام الانتخابات، ناهيك عن أنه إذا كان لا بد من الكلام من هذه الزاوية فإن الرئيس بري بنفسه قال إن مرشح واشنطن هو قائد الجيش. وتالياً إذا كان هناك مرشح لديه دعم خارجي فهو سليمان فرنجية، الذي يحظى بدعم فرنسي وإيراني وسوري صريح، ولا ينفكّ مؤيّدوه في الداخل عن المفاخرة بأنه يتم تمييزه في هذا الفطور أو ذاك الغداء، في تعبيرٍ عن تعلُّقهم بالمسار الخارجي الذي يراهنون عليه في الملف الرئاسي.

 

ردود الفعل الإيرانية على المواجهة التي قامت بها مجموعة "فاغنر" في روسيا

فرزين نديمي/معهد واشنطن/29 حزيران/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/119580/119580/

يدرك المسؤولون الإيرانيون تماماً أن أزمة بوتين توازي نقاط ضعفهم، لذلك من المرجح أن يكثفوا جهودهم لتعزيز العلاقات الأمنية الثنائية والحصول على الأسلحة والتكنولوجيا الروسية.

بينما كانت وحدات من مجموعة "فاغنر" بقيادة يفغيني بريغوزين تتجه عبر الطريق السريع "أم 4" نحو موسكو في 24 حزيران/يونيو، تابعت وسائل الإعلام الإيرانية الأحداث بقلق، بحيث لم تنفك تتساءل عمّا إذا كانت جهات فاعلة أجنبية هي التي تدير هذا التحرك، وما إذا كان المتعاقدون العسكريون المتمردون سيتمكنون فعلاً من الوصول إلى موسكو وما إذا كان عهد فلاديمير بوتين سيصمد في وجه المذلة. وقد سارعت وسائل الإعلام المتشددة مثل "وكالة تسنيم للأنباء" التابعة "للحرس الثوري الإيراني" إلى تسليط الضوء على وجه التشابه بين تمرد "فاغنر" وما يسمى بـ"الحرب الهجينة التي يشنّها الغرب وحلف 'الناتو' المتآمران" ضد النظام الإيراني، مما يشير إلى أن الحروب الأهلية كانت مفتعلة في البلدين. وطرحت وسائل الإعلام التابعة "للحرس الثوري الإيراني" سيناريوهات موسعة لدعم هذه النظرية، تضمّن أحدها خداع "الناتو" لأفراد مجموعة "فاغنر" عبر "فخ إعلامي قائم على معلومات مضللة" أقنعهم بتوجيه أسلحتهم ضد حكومتهم. وبالفعل، أعربت عدة منافذ إعلامية عن خوفها من أن يكون هذا التحرك يصب أساساً في مصلحة أوكرانيا والغرب. واتهم المتشددون أيضاً الإصلاحيين المحليين في إيران ومؤيديهم في وسائل الإعلام بالوقوف منذ البداية في صف بريغوزين ضد بوتين. وقد وجّه مدير التحرير في صحيفة "كيهان" - حسين شريعتمداري، الذي عينه المرشد الأعلى علي خامنئي في ذلك المنصب - أصابع الاتهام إلى الإصلاحيين، فأمطرهم بوابل من الانتقادات اللاذعة بأنهم أضعفوا النظام الإيراني بسبب "دعمهم" لزحف بريغوزين نحو موسكو الذي لم يدم طويلاً. والجدير بالذكر أنه شبّه ما يحصل بتأييدهم الاتفاق النووي عام 2015.

ويبدو أن المتشددين قلقون جدياً من قدرة مسلحين روس على طرح تحدٍ مفاجئ وسريع نجح لفترة قصيرة بتهديد الحكومة المركزية الروسية التي كات تبدو في الظاهر أنها لا تهزم، وكذلك من احتمال حياكة مؤامرات في الداخل الروسي مع بريغوزين. فبرأيهم، قد تحرّك مثل هذه الأحداث رغبة الشعب الإيراني وعناصر الجيش والأمن الخائبين، فيقرروا انتهاج تكتيكات مماثلة لإشعال فتيل صراع طويل الأمد مع النظام في طهران. وعليه، بعد تصوير تمرد "فاغنر" على أنه مؤامرة غربية لتحجيم بوتين واحتواء قدرة موسكو العسكرية، أعربت معظم وسائل الإعلام التابعة للنظام عن ارتياحها لنجاح بوتين "بمهارة" في درء التهديد والخروج من المأزق سليماً. لقد بالغ المعلقون المتشددون في دعم بوتين ضد "المتآمرين بقيادة حلف 'الناتو' " لدرجة أن بعض المحافظين حتى طالبوهم باعتماد نهج أكثر توازناً. على سبيل المثال، وجّه النائب السابق الذي يتكلم بجرأة، علي مطهري، انتقادات لاذعة إلى الإيرانيين الذين "يربطون مصالح الأمة بمصالح روسيا" ودعا إلى العودة إلى السياسة الثورية السابقة القائمة على عدم الاصطفاف والتي يعكسها الشعار القديم "لا للغرب، لا للشرق".

لكن في الوقت الراهن، يتحدث القادة الإيرانيون صراحةً عن رغبتهم في الانحياز إلى روسيا والصين في إطار "نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب" على حساب الولايات المتحدة. كما يريدون تحقيق مكاسب جيدة من استثمارهم السياسي في روسيا خلال عهد بوتين، الذي يظهر من خلال تزويدها بطائرات مسيّرة انتحارية من نوع "شاهد" وذخائر كي تستخدمها ضد أوكرانيا. وبشكل خاص، هم يريدون من روسيا مساعدتهم على تحسين برامج الأسلحة التي تطورّها إيران وتسليمها أسطولاً من مقاتلات "إس يو 35" المتطوّرة كان قد تم الوعد بها سابقاً.

وبالتالي، ليس من المفاجئ أن يكون الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان قد اتصلا بنظيريهما الروسيين بعد يوم واحد من انطلاق "المسيرة الاحتجاجية" لمجموعة "فاغنر" من أجل الإعراب عن دعم طهران "لسيادة روسيا الوطنية" وسط التهديدات بالتمرد. وعلى نحو مماثل، اتصل رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري بوزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في 28 حزيران/يونيو ليبلغه بتأييده ويأخذ منه تطمينات حيال الوضع الراهن في روسيا ويدعوه لزيارة طهران - على الرغم من أن هذه الزيارة قد لا تحدث في أي وقت قريب.

أما على المدى البعيد، ليس هناك شك بأن الحادثة ستذكّر طهران بأن وجود حليف خارجي قوي مثل روسيا لا ينبغي أن يؤخذ على أنه أمر مسلم به. ومن المرجح أن يزيد المسؤولون الإيرانيون وتيرة مطالباتهم بالأسلحة والتكنولوجيات التي وعدتهم بها روسيا. وفي هذا الإطار، قد تم أساساً إرسال العميد أحمد رضا رادان، القائد العام "لقوى الأمن الداخلي"، في زيارة نادرة إلى موسكو لمناقشة التعاون الأمني بين البلدين. وفي 28 حزيران/يونيو، ناقش مع قائد "الحرس الوطني الروسي" الذي يتمتع بنفوذ قوي فيكتور زولوتوف مسائل "الأسلحة والذخائر ومكافحة الإرهاب وتجارة المخدرات والتهديدات الأمنية المزعزعة للاستقرار". تجدر الملاحظة أن "الحرس الوطني الروسي" تأسس عام 2016 بهدف قمع الاحتجاجات المتزايدة التي كانت تعّم شوارع البلاد، لذا يُعتبر اجتماع رادان وزولوتوف مؤشراً إضافياً على أن النظامين سيتعاونان بصورة أكثر لضمان صمودهما المتبادل. وكما كتب محرر عمود في صحيفة "كيهان" في 27 حزيران/يونيو "الضربة التي تفشل في قتلك ستجعلك أقوى بَعْد".

*فرزين نديمي هو زميل أقدم في معهد واشنطن.

 

موت غرناطة والسينما.. في بغداد

فاروق يوسف/أساس ميديا/الجمعة 30 حزيران 2023

قبل أن يتمّ قتله قريباً من غرناطة عام 1936، كان فيديريكو غارثيا لوركا قد كتب مرثيّات كثيرة للمدينة التي شهدت تلويحة العربي الأخير.

يقول:

"ما الذي غاب عن أسوارك يا غرناطة؟

اختفى العطر القويّ لسلالتك الرائعة

التي، مخلّفة لفيض من ضباب، رحلت عنك

أو ربّما أنّ حزنك هو حزن خلقي

وما زلت منذ وجدت مشغولة البال، مسربلة أبراجك بالزمن الذي راح؟".

كانت غرناطة لوركا بعيدة. غير أنّنا كنّا وسط أبخرة تيهنا نجلس على مصاطب خشبية في حديقة الأمّة في صيف يشبه ذلك الصيف الذي قُتل فيه لوركا ونردّد "غرناطتي غرناطة"، وكنّا نقصد الذهاب إلى السينما التي تحمل اسم المدينة التي ما تزال تضمّ قصر الحمراء. لن يكون عبد الله الصغير في انتظارنا. كان هناك مَن يهبنا لحظات رخاء وترف استثنائية ستكون دائماً أشبه بمقطع من فيلم خيالي. المبنى الذي كنّا نتأمّله بذهول كلّما وقفنا أمامه كان يحلّق بنا حين ندخله بعيداً عن الواقع قبل أن يبدأ العرض السينمائي. كانت رومي شنايدر تنزل على السلّم بثوب طويل أبيض. كم تمنّينا أن يطول ذلك السلّم. ألا يحرّك الشعر الزمن في مكان خفيّ كما لو كان هواء يلعب بعشبة؟

دار السلام.. غرناطة.. سينما ريو

يُقال إنّ اسمها كان سينما دار السلام حين أُسّست عام 1941، ثمّ تحوّل مطلع الستّينيات إلى سينما ريو، غير أنّنا عرفناها باسم "غرناطة"، وهو الاسم الذي أُطلق عليها عام 1971. لم نكن نعرف ذلك. كانت غرناطة سبعينيّة مثلنا. حين رأينا زوربا هناك صرنا نرقص في حديقة الأمّة مثله. غير أنّ رقصة زوربا كانت قد خرّبت علاقتنا بالشرطة. دفعتنا فكرة أن يكون الشعر العراقي سبعينيّاً إلى أن نشعر بالغرور المفعم بالمراهقة. جرّنا انتصارنا غير مرّة إلى مراكز الشرطة بتهمة الإخلال بالأمن العامّ لأنّنا كنّا نرقص على طريقة زوربا في الشارع.

كانت غرناطة لوركا بعيدة. غير أنّنا كنّا وسط أبخرة تيهنا نجلس على مصاطب خشبية في حديقة الأمّة في صيف يشبه ذلك الصيف الذي قُتل فيه لوركا ونردّد "غرناطتي غرناطة"

أوقعتنا غرناطة في المحظور. وكم مرّة تساءلنا: "لمَ كان الفيلم قصيراً؟" على الرغم من أنّ وقت العرض تجاوز ساعتين. كنّا نفكّر في عرض يستمرّ العمر كلّه. من مارلين جوبير إلى القبر. كان الذهاب إلى غرناطة مناسبة لنسيان الواقع. قبلها كنّا نذهب إلى قاعة كولبنكيان المجاورة لها. هناك نرى لوحات جواد سليم وفائق حسن وحافظ الدروبي وشاكر حسن آل سعيد ومحمود صبري. كم كان نوري الراوي بشعره الأسود المتموّج بعيداً عن العناق. فيما كان يكلّمني بالهاتف قبل أن يموت عام 2014 تذكّرت تلك اللحظة التي شعرت فيها أنّ من الصعب إلقاء التحيّة عليه بسبب الهالة التي تحيط به.

كنت هناك دائماً لأنّ غرناطة كانت هناك. لم يكن الحنين يجرّنا إلى ماضٍ لم نعِشه. كان هناك جمال وحشيّ في انتظارنا. فالقاعة التي كُسيت بأثاث إيطالي بالغ الأناقة كانت تعرض أحدث الأفلام الفرنسية. كانت شوارع باريس تظهر بين فيلم وآخر. وكنّا نمنّي النفس بتتبّع أثر أرتور رامبو وقد التحق بكومونة باريس أو وهو يبحث في المقاهي عن صديقه فرلين. أمّا أنا فقد كنت أبحث عن مقهى فلور، هناك حيث يجلس جان بول سارتر وسيمون دو بوفوار وجياكومتي. كانت سينما غرناطة جزءاً من حكايتنا الثقافية. هو الجزء الذي لم يروِه أحد.

لم أكن أشعر بالحاجة إلى روايته لولا أنّني رأيت صورة لمبنى سينما غرناطة وقد التهمته الرثاثة. صرخت حينها "غرناطتي غرناطة". هناك عشنا وحلمنا وكتبنا وحلّقنا وسبحنا في مياه المحيطات البعيدة ورقصنا من أجل زوربا. أما تزال رومي شنايدر تنزل بثوبها الأبيض السلّم؟

سنبحث عن أحلامنا بين ثنيات ثوبها. سيرفع هواء رقصة زوربا أذرعنا لنضمّ أشباحنا. يفصلني عن آخر فيلم رأيته في غرناطة زمن طويل، كلّما حاولت اختراقه تخونني عيناي المبتلّتان بالدموع. ذلك لأنّ أبطال ذلك الفيلم هم أهلي الذين غادروا من غير تلويحة وداع. تركوا غرناطة مرّة أخرى للصمت. تُرى كم غرناطة يحتاج المرء إلى مغادرتها لكي يتأكّد من موته الذي ينذر بموت مدينة كان اسمها بغداد؟

*كاتب عراقي

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

مفقودو سوريا: لبنان امتنع عن التصويت...

وطنية/29 حزيران/2023

امتنع لبنان عن التصويت على مشروع القرار الخاص بإنشاء آلية جديدة للمفقودين في الجمهورية العربية السورية المطروح على التصويت في الجمعية العامة للامم المتحدة. وكان وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب قد كشف في وقت سابق لـ"LBCI" أنَّ، "لبنان سيمتنع عن التصويت على مشروع قرار لإنشاء هيئة مستقلة ترعاها المنظمة الدولية مهمتها توضيح مصير المفقودين والمخفيين قسرًا في سوريا". وأشار بو حبيب الى أنَّ، "معظم الدول العربية ستمتنع عن التصويت".

 

الأمم المتحدة والبحث عن المفقودين بسوريا: امتحان صعب للبنان

منير الربيع/المدن/29 حزيران/2023

امتحان جديد يخضع له لبنان في المعيار الدولي يوم الخميس المقبل. الامتحان يرتبط بموقف تسعى بعض الدول إلى اتخاذه بخصوص سوريا، ويرتبط بالتصويت على مشروع قرار في الأمم المتحدة، حول إنشاء مؤسسة جديدة خاصّة بقضية المفقودين والمخفيين قسراً في سوريا. إذ تقدّمت بعثة اللوكسمبورغ، ومعها البعثات الدائمة في الأمم المتحدة لكلّ من ألبانيا وبلجيكا وكابو فيردي، وجمهورية الدومينيكان، ومقدونيا الشمالية بمشروع القرار الخاص بإنشاء آلية البحث والكشف عن مصير معتقلين ومفقودين ومخفيين قسراً في سوريا. ووفق ما يأتي في متن نص القرار، أنه لا يهدف إلى تصويب أو توجيه أصابع الاتهام إلى أي جهة. إنما غايته إنسانية بحتة، وهي الكشف عن مصير عشرات آلاف المخفيين قسراً. سواء كان هؤلاء المخفيون من الجنسية السورية أم من جنسيات أخرى.

النظام السوري والموقف اللبناني

لا يتضمن القرار أي مهلة زمنية تتعلق بفترة اختفاء أي شخص، بمعنى أنه غير محصور في سنوات الحرب السورية فقط، إنما يشمل حقبات طويلة، وهذا ما سيطال لبنان بشكل مباشر. إذ من المعروف أن هناك جهات لبنانية متعددة تسعى إلى الكشف عن مصير المعتقلين في السجون السورية. ويحاول مشروع القرار أن يتجنب أي انقسامات سياسية، مع التأكيد على مبدأ سلامة ووحدة الأراضي السورية، بمعنى أنه يُقدّم بصيغة لا تظهر أنه يستهدف النظام أو غيره من الأطراف، إلا أن دمشق تنظر إلى هذا القرار بأنه محاولة للتدخل في شؤونها الداخلية، وبالتالي ستعارضه.

إنطلاقاً من ذلك، يطرح سؤال أساسي حول موقف لبنان من هذا المشروع، وكيف ستكون جهة التصويت. بلا شك أن لبنان سيكون محرجاً في ذلك، فالموقف الرسمي حريص على ترتيب العلاقة مع النظام السوري، وبالاتساق مع وقع الانفتاح العربي على دمشق، وسط توجهات لدى مسؤولين سياسيين وقوى أساسية فاعلة بعدم التصويت لصالح القرار، والامتناع عن التصويت أو التحفظ بدلاً من التصويت ضده. ولكن ذلك سيتسبب للحكومة بالإحراج، نظراً لأن هناك الكثير من اللبنانيين هم في عداد المفقودين أو المخطوفين أو المعتقلين في سوريا، وهناك أصابع اتهام لبنانية موجهة إلى دمشق. وبالتالي، ستكون الحكومة في موقف حرج، مع ترجيحات بأنها ستمتنع عن التصويت. وهذا سيؤدي إلى بروز مواقف اعتراضية من قبل قوى داخلية على أدائها.

الضغط الأميركي

اللافت أن مثل هذا القرار يأتي بالتزامن مع مجموعة أمور، اولها الإنفتاح العربي على دمشق. ثانيها البحث الأميركي في تشديد العقوبات على النظام السوري، واتخاذ إجراءات عقابية ضد تطبيع العلاقات معه، بالإضافة إلى إقرار قانون وإنفاذه يتعلق بمحاربة ومكافحة تهريب الكبتاغون. ثالثها، المفاوضات الأميركية السورية التي عقدت في سلطنة عمان، وبعدها في الأردن، بين الأميركيين ومسؤولين من النظام السوري للبحث في الإفراج عن مفقودين أميركيين في سوريا، وأبرزهم الصحافي الأميركي أوستن تايس. أي قد يكون هذا القرار مرتبطاً بهذا السياق، ويندرج في إطار الضغط على دمشق للكشف عن مصير تايس. إذ يرفض النظام السوري البحث بهذا الأمر قبل تحقيق مكاسب سياسية ينالها من الأميركيين، وقبل تخفيف العقوبات. هذا المشروع من قبل الأمم المتحدة يشبه قراراً اتخذ قبل فترة في العراق، وفي حينها عارضته الحكومة العراقية بداية، وفيما بعد عادت للتعاون مع اللجنة المكلفة بمتابعة ملف المفقودين. وحسب ما تقول مصادر متابعة، فهو ذات تأثير وضغط معنوي، ولن يكون له أثر فعلي. إذ لا قدرات لوجستية وأمنية قادرة على الذهاب إلى سوريا والتحقيق، في سبيل كشف مصير المفقودين.

 

"ايران تتحضّر لحرب مع اسرائيل".. سعيد يكشف: أمامنا خياران!

الكلمة اولاين/29 حزيران/2023

غرد رئيس "المجلس الوطني لرفع الاحتلال الايراني عن لبنان" النائب السابق فارس سعيد عبر حسابه على "تويتر": "يستخدم حزب الله مقولة "لا احد يستطيع فرض مرشحه على الآخر" من اجل رشوة الجميع بموقف متوازن لاستدعائهم حول طاولة حوار…الارجح خارج لبنان وهناك البكاء وصرير الاسنان".

وقال في تغريدة ثانية: "على اللبنانيين إنهاء إجازتهم من التاريخ والعودة الى التفكير بمستقبل لبنان. امامنا خياران: استقبال احداث المنطقة من مربعاتنا الطائفية وننقسم هذا مع ايران وذاك مع اسرائيل وتلك مع فلسطين والآخر مع تركيا… امّا استقلال احداث المنطقة من مساحة وطنية مشتركة. انا من الفريق الثاني". أضاف: "تتحضّر ايران لحرب مع اسرائيل: أولاً انفجار الضفّة ودفع ناتانياهو نحو المغامرة، ثانياً نفوذ ايران العسكري المتنامي في لبنان وسوريا والعراق، ثالثاً تفاهم مع اميركا لتحرير ودائع مالية تعود لايران مقابل وعود نووية، ورابعاً إختبار نوايا مع المملكة واستقرار الخليج. حمى الله لبنان". وتابع: "على بعد 9 اشهر من انتخابات ايران المتوقعة في 1 اذار 2024 يستخدم النظام العنف والخشونة مجدداً ضد النساء اللواتي ترفضن ارتداء الحجاب. من سطوح بيروت الى سطوح طهران نتضامن معكم ضد الظلم". وختم: "ماجدة الرومي من اللويزي، نجوى كرم من الكويت، كل التقدير. عائدات حفلاتهم لطلاب الجامعة ولمرضى السرطان. الابداع في لبنان فنّي وليس سياسياً".

 

لودريان «يُريح» بري وحزب الله «غير مستعجل».. والرئيس «ينتظر» الدول الخمس+ إيران!

 جنوبية/29 حزيران/2023

دخل لبنان في فلك عطلة عيد الأضحى، على وقع حالة من الترقّب والهدوء الحذر، تركها خلفه الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، بعد جولته الإستطلاعية الأولى على القوى السياسية المعنية بإنتخاب رئيس للجمهورية. وبحسب الأجواء السائدة، فإن معظم القوى السياسية، إنصرفت نحو ترتيب بيتها الداخلي، وإعادة “تكتيكات” المعركة بما يتناسب مع تصور كل فريق للمرحلة المقبلة، التي من المفترض أن تبدأ مع عودة لودريان الى بيروت بعد منتصف تموز، والى حين عودته ستبقى جبهة الرئاسة مبرّدة مع تسخين ملفات أخرى.

وفي هذا السياق، تتخوّف مصادر متابعة لحركة الموفد الفرنسي ل “جنوبية”، من أن “يمتد الشغور الرئاسي، أقله، الى العام 2024 بعد تسريب معلومات أن المبعوث الفرنسي سمع كلاما واضحا وصريحا ومفاجئا من “حزب الله”، أنه غير مستعجل وغير مستعد لتقديم أي خدمات مجانية، وهو لن يتردد من تكرار تجربة الفراغ الذي سبق انتخاب الرئيس السابق ميشال عون، في حال غياب ضمانات تحفظ سلاحه وظهره، وتشركه في أي محاصصة وصفقات إقتصادية ومالية”. تتخوّف مصادر متابعة لحركة الموفد الفرنسي ل “جنوبية” من أن “يمتد الشغور الرئاسي أقله الى العام 2024 بعد تسريب معلومات أن المبعوث الفرنسي سمع كلاما واضحا وصريحا ومفاجئا من “حزب الله” انه غير مستعجل ورغم بدء الحديث عن خيار ثالث والتقدّم الحذر لإسم قائد الجيش جوزف عون الى واجهة المرشحين للمرحلة المقبلة، أشارت مصادر مقربة من “عين التينة” ل”جنوببة”، الى “أن الموفد الفرنسي عاد على مضض، فارغ اليدين من الاسماء، ولا يملك كلمة سر أو مبادرة أو خارطة طريق للخروج من النفق، بل إستقى أفكاره واستوحى أسئلته من رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي افتتح معه مهمته المستحيلة”. ولفتت المصادر عينها الى أن “بري هو أكثر المستفيدين من مهمة لودريان، فهي أزاحت عن كاهله مسؤولية ومشقة الدعوة لجلسات انتخاب الرئيس، وأنهت ضجيج الجولة الثانية عشرة التي خرج منها “مدوّر الزوايا” بأقل الخسائر رغم وابل الإتهامات المحلية والخارجية التي لاحقته وطوابير الإزعاج والسهام، التي دكّت حصنه على مدار فترة الشغور الرئاسي”. مصادر مقربة من “عين التينة” ل”جنوببة”: الموفد الفرنسي عاد على مضض، فارغ اليدين من الاسماء ولا يملك كلمة سر أو مبادرة أو خارطة طريق للخروج من النفق ولفتت المصادر الى أن “برّي خرج منتصرا من حلبة الصراع، وهو لن يدعو الى جلسة رقم 13 قبل إنتهاء مهمة المبعوث الفرنسي، إلا في حال الإتفاق على رئيس تتقاطع عليه الدول الخمس زائد إيران، وهذا غير وارد في غياب أي مؤشرات على أن دور لبنان فيما يجري في المنطقة قد حان”.في المقابل نقلت المصادر عينها عن “الثنائي الشيعي”، أن “مبادرة فرنسا “الأم الحنون”، إنتهت بخروج مرشحها المدلل رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ضمنيا من السباق الرئاسي، وهيبتها أصبحت على المحك امام اللاعبين المحليين، كما أنها لا تتجرّأ أن تزعج الصقر الأميركي الذي يراقب من بعيد حركة المنطقة”. ورأت أن فرنسا “عاجزة عن ايجاد حل للازمة وغير مؤهلة لدعوة كل القوى السياسية للتوافق، فهي اتخذت من نفسها طرفا الى جانب الثنائي في دعم فرنجية، وخسرت بالتالي حليفها التاريخي المسيحي الذي يرفض مرشح الممانعة”. وخلصت المصادر الى إن “كل ما يقوم به لودريان، هو إدارة حوار غير مباشر بين القوى السياسية، للتخفيف من حدّة الإحتقان الرئاسي، خصوصا أن الملف اللبناني هو أحد إفرازات الإتفاق السعودي الإيراني، والمفاوضات غير المباشرة بين أميركا وإيران، وكلاهما في بداية الطريق الإقليمي الذي ينتهي في لبنان المحطّة الأخيرة، ما يدل على أن الأزمة قد يطول أمدها الى ما بعد الإنتهاء من حلّ الازمات، التي تحمل أبعادا استراتيجية بالنسبة للدول المعنية بالملف اللبناني”.

 

رابطة المودعين: لحماية المجتمع والتصدي لجرائم التزوير في ميزانية مصرف لبنان

وطنية/29 حزيران/2023

أعلنت "رابطة المودعين"، في بيان، أنه "فيما تستعيد أحزاب النظام السياسية الانقسامات الطائفية لمرحلة التأسيس للانهيار، تقوم أدوات النظام المالية بالانقضاض على الناس والمجتمع، في محطة حاسمة من مسار الصراع الحقيقي، حول ما يزيد عن 73 مليار دولار من خسائر القطاع المصرفي. فخلال الأيام الماضية، قام رياض سلامة، المطلوب دوليا والمتهم باختلاس المال العام، بالتلاعب والتزوير الوقح بميزانيات مصرف لبنان، لتسجيل ما يزيد عن 58.74 مليار دولار من الخسائر المصرفية، كديون على الدولة اللبنانية، أي على المال العام وعلى كاهل دافعي الضرائب. وهذه الخطوة تضع نقاش تحميل الخسائر تحت أمر واقع جديد، وهو إعفاء المصارف من كلفة هذه الخسائر، مقابل تحميل جيوب دافعي الضرائب وأملاك الدولة وأصولها وثروات الاجيال المستقبلية مسؤولية التعويض عن سرقة العصر، التي قام بها اصحاب المصارف وشركاؤهم من الطغمة السياسية الحاكمة".

وأشارت الى أن "قيمة الدين الجديد، الذي سجله حاكم مصرف لبنان على حسابنا دون أي وجه حق، توازي وحدها 1.72 مرات قيمة الديون الموجودة أساسا، كما توازي نحو ثلاثة أضعاف حجم الاقتصاد المحلي برمته. ويعرف القاصي والداني أن حيلة من هذا النوع من شأنها إحباط أي محاولة لنهضة الاقتصاد والمجتمع والقطاع العام، لعقود طويلة من الزمن، كما من شأنها الإطاحة أيضا بأي إمكانية لإعادة الودائع، إذ لن تستطيع الدولة في أي حال من الأحوال تسديد الدين هذا. وفوق كل ذلك، ترقبنا بكثير من الحذر خطوة مجلس شورى الدولة، الذي قبل شكلا طعن جمعية المصارف على نقطة "إعفاء الدولة نفسها من موجب رد الودائع"، من خطة الحكومة للتعافي المالي. مع الإشارة إلى أن هذه النقطة المطعون فيها تعكس توجه صندوق النقد الدولي، ومصلحة الناس في نفس الوقت، والتي تقضي بتحميل المصارف واصحابها للمسؤوليات والخسائر عن الانهيار المالي، وتجنيب المجتمع أكلافا إقتصادية إضافية. وإننا نخشى أن تكون هذه الخطوة، وفي هذا التوقيت المريب المتزامن مع أعمال التزوير في ميزانية المصرف المركزي، وبعد أكثر من سنة وشهر على إقرار الخطة المالية، مقدمة لقبول الطعن والتسليم بخطة جمعية المصارف لتحميل المجتمع كلفة خسائرها".

ودعت الرابطة "مجتمع التغيير والقوى الحية من تنظيمات ونقابات وهيئات طلابية ومجموعات مناطقية ومهنية واعلاميين"، الى "التحرك والوقوف بصف الدفاع الأخير عن المجتمع بوجه حرب النظام ومصارفه على الناس. فلا معركة أهم من معركة رفض تحميل الخسائر للمجتمع والناس، ومواجهة طروحات جمعيات المصارف برهن إيرادات واصول الدولة واملاكها وثرواتها النفطية، لتعويض الودائع التي تعرضت لسطو عصابة أصحاب المصارف وشركاؤهم من احزاب النظام".

 

ماجدة الرومي في احتفال من جامعة سيدة اللويزة: القرار الحر مصادر والهدف ضرب أي تفوق في لبنان

وطنية/29 حزيران/2023

أحيت السيدة ماجدة الرومي احتفالا غنائيا لدعم طلاب جامعة سيدة اللويزة، في حرم الجامعة تحت عنوان "من أجل مستقبل لبنان وشبابه". والسيدة الرومي سفيرة الثقافة اللبنانية والفن اللبناني والتي تسعى من خلال رسالتها الفنية للمساهمة في بناء مستقبل زاهر لوطنها وللشباب اللبناني. بداية ألقت الرومي التي تألقت بفستان أحمر ملوكي كلمة وطنية انتقدت فيها الأزمات الاقتصادية والسياسية والمالية التي تعصف بالبلاد. ووجهت كلمة إلى المسؤولين في لبنان: "يقول مار بولس في رسالته الأولى إلى أهل كورنتوس: "كنت أنطق بألسنة الناس والملائكة، ولم تكن في المحبة، فإنما أنا نحاس يطن، أو صنج يرن". كم جميل هذا الكلام، فالإنسان لا يكون إنسانا إلا بالمحبة، ولكن في بلد النحاس يطن والصنج يرن من الصعب أن تحكي فيه محبة". تابعت: "عندما نتكلم عن علاقتنا مع مسؤولين، وأحدد المتورط منهم بدمنا ودموعنا، وهم يسمعون صريخ وجعنا ولا يهمهم من الصعب أن نحكي محبة، والأصعب أن نفهم كيف الناس تخلوا من إنسانيتهم، وكيف خانوا الشعب". أضافت: "معاناة الشعب ليست بالصدفة. لم نصل إلى هنا بالصدفة، يوجد سيناريو سياسي محكم يطبق علينا من أول الحربز القرار اللبناني الحر مصادر، والهدف ضرب أي تفوق في لبنان". وختمت: "لبنان عمره أزلي، ولا تخافوا على الأرض ولدينا الوقت لاسترجاع قرارنا الحر المصادر". وبعد كلمتها الوجدانية، غنت الرومي باقة من أجمل أغانيها فانتقلت من الحب والجمال الى ست الدنيا "بيروت"، وعبرت عن عشقها لوطنها لتجسد لوحة جميلة للفن والثقافة. بدوره، رحب رئيس جامعة سيدة اللويزة الأب بشارة الخوري بالـ"ماجدة" قائلا: " في لقاء هذا المساء، تلقانا سيدة هي كالمحبة في نبي جبران، لا تعرف إلا ذاتها ولا تعطي إلا ذاتها...كثير عطاؤك سيدتي ومقدر بل غال وثمين... ومبادرتك ليست غريبة ولا مستغربة فإناء العطر ينضح عطرا، والكبار أمثالك لا يقدمون إلا الكبائر". وقدم لها الأب الرئيس في نهاية الاحتفال هدية تذكارية تمثل وجه العذراء مريم، الملتحم مع صخرة الإيمان.

 

هل ظهّرت جلسة 14 حزيران "الحزب" كأقلّية في البرلمان؟

الراي الكويتية/29 حزيران/2023

عيداً بعد عيد، وساريةُ العَلَم في باحة القصر الجمهوري «المهجور» منكَّسة كما عيون اللبنانيين الذين تحوّلوا مجرد «حَطَب» في مشاريع جعلتْ الوطنَ الصغير مستودع أزمات يشتدّ اشتعالُها منذ أعوام. وكلما بدا أن طَرْدَ الفراغ الساكن في القصر الكئيب، بانتخاب رئيسٍ جديد، اقترب كلما ابتعد هذا الاستحقاق الذي استحق منذ نحو 10 أشهر، والسبب: فَتِّش عمّن بيدهم «الحل والربط» في بلاد تحْكمها موازين القوى وفقدان الوزن. ولم يكن أدلّ على هذا المصير العَبَثي من الجلسة التي عقدها البرلمان في 14 الجاري لانتخابِ رئيسٍ لم يُنتخب رغم وجود مرشّحيْن جدييْن هما زعيم «تيارالمردة» سليمان فرنجية مدعوماً من فريق «الممانعة» بقيادة «حزب الله»، والوزير السابق للمال جهاد أزعور مرشح تقاطُع غالبية المعارضة مع التيار الوطني الحر، وحضورِ 128 نائباً وصندوق الاقتراع وكامل عُدّة اللعبة الديموقراطية.

وفي قراءةٍ لأوساط سياسية تتابع عن كثب تطورات المواقف المحلية والخارجية من الاستحقاق الرئاسي، أجرتْها بعد المحادثات التي عقدها الوزير السابق للخارجية الفرنسية جان - ايف لودريان في بيروت بصفته موفداً شخصياً للرئيس ايمانويل ماكرون، أن ما سَبَق جلسة 14 حزيران الانتخابية في البرلمان من تَقاطُع داخلي على ترشيحه، كما ما أفرزتْه هذه الجلسة من نتائج جاء ليكرّس متغيّرات من نوع «أول مرة» أقله منذ فترة طويلة ولها تأثيرٌ عميقٌ على ما بدا إيقاعاً وحيداً جرى الاعتقاد أنه تم فرْضه في الاستحقاق الرئاسي وعليه. وبحسب الأوساط نفسها فإن المعادلةَ التي سادت الانتخابات الرئاسية في المرحلة الأولى كان عنوانها الأساسي أن المسار الخارجي هو الذي سيحدّد مصير هذا الاستحقاق واتجاهاته كما رُسمتْ ممّن اعتقدوا في لبنان أنهم ضبطوا ايقاعه كما يريدون وبما يجعل العنصر الداخلي هامشياً أو غير مؤثّر فيه.

وقد تَعَزَّزَتْ هذه المعادلة مع دخول فرنسا الواضح على قاعدة تسهيل العملية الانتخابية وفق الخيار الذي اعتمده «حزب الله»، إلى أن برزتْ وللمرة الأولى منذ فترة طويلة مقاربةٌ داخليةٌ قامتْ على التلاقي على مرشّحٍ لم يفرضه الخارج ولا جاء السيرُ به نتاج تطورات إقليمية بل وليد عمل ودينامية محلية.

ويستحضر باحث خبير في تاريخ الانتخابات الرئاسية محطات نادرة في التاريخ اللبناني تَقدَّم فيها البُعد الداخلي على الخارجي في الانتخابات الرئاسية، وبينها انتخاب الرئيس كميل شمعون (1952) بعد تقاطُع مع كمال جنبلاط، ووصول الرئيس سليمان فرنجية في 1970 حين كان المسارُ الداخلي فاعلاً في الملف الرئاسي، وهذه المرة الأولى منذ تلك الحقبة تبرز دينامية لبنانية عكْس كل الاعتقاد بأن الداخل فَقَدَ أي قدرة على دور مُقَرِّر في الانتخابات الرئاسية. ويلاحظ الخبير نفسه المتغيرات التي عبّر عنها التلاقي الذي جرى على ترشيحه لجهة انها المرة الأولى يحصل توافق مسيحي شامل، برعاية من بكركي والفاتيكان، على مرشح ليس رئيس حزب أو رئيس تيار، بل اسم هو من الأكثر انفتاحاً على الطوائف الأخرى وعلى المنطقة، وعروبيّ. وهذا أمر نادر، إذ عندما حصل الحلف الثلاثي في 1968 - 1970 ذَهَبَ أكثر في اتجاه مقاربةٍ مارونية تقليدية.

ولكن اليوم، وللمرة الأولى ترتسم مقاربة وإجماع مسيحي على هذا المستوى على شخصية لا تمثّل «بروفايل» التقليد الماروني السياسي، أي مرشح ليس ابن زعامة سياسية، أو تيار حزب. وفي إطار معاينة المفارقات التي طبعتْ مسار ترشيحه، تُثار مسألة أن أول مَن سمى أزعور كان الزعيم الدرزي وليد جنبلاط مع كل وضْعه الخاص والعلاقة الخاصة التي تربطه بالرئيس نبيه بري، من دون أن يقلّ دلالةً تبنّي رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل هذا الترشيح، وهو من أبرز حلفاء «حزب الله»، مع توقُّفٍ عند أن هذا المسار بُني فيما كان الخارج وخصوصاً فرنسا تسير بمعادلة أن هناك مرشحاً يدعمه الحزب، وهو سليمان فرنجية، الذي تم العمل بكل الوسائل لإيصاله إلى حدّ أنه طُلب من السعوديين وآخَرين الوقوف جانباً لتسهيل مرور هذا المرشح، وإذ فجأة برزت الدينامية التوافقية الداخلية التي لم تبدأ بالأحزاب المسيحية الكبرى، بل من خلال مبادرة لبعض النواب المستقلين مثل غسان سكاف وغيره، وارتكزتْ على الأسماء التي سبق لجنبلاط أن طَرَحها، إلى أن أخذت هذه الدينامية مداها وكوّنتْ إجماعاً مسيحياً كبيراً ثم تلاقياً واسعاً مع أحزاب أخرى وشخصيات من مستقلين وتغييريين.

وتذكّر الأوساط السياسية العليمة بكواليس الملف الرئاسي ببُعديْه الداخلي والخارجي بأن هذه الدينامية وخلال أقلّ من شهر أفضت الى قيام منافسة متكافئة وحتى متفوّقة، وفق نتائج جلسة 14 حزيران، على المرشح الذي يدعمه حزب الله وتعمل له فرنسا وطُلب من قوى خارجية عدة أن تفسح له المجال ليمرّ، وهذا أدى أيضاً إلى ارتسام مشهدية لم يعهدها لبنان منذ اتفاق الطائف لجهة قدرة البرلمان على لعب دور في الانتخابات الرئاسية، إذ كان هذا الاستحقاق يتم إما على قاعدة تسويات أو اتفاقات بين الأحزاب الكبرى في ترجمةٍ لموازين خارجية. وهذه المرة بات ليس فقط لمجلس النواب، بل لكل نائب دور وتأثير في مجريات الانتخابات الرئاسية، ومن دون الجزم بما إذا كان هذا الأمر سيستمر بحال حصلت تسوية من الخارج.

ومن «الجديد» أيضاً الذي ظهّرتْه جلسة 14 حزيران، وفق ما يتم تداوُله، أنه لم يحصل استعمال كبير للمال السياسي إلا في بعض الحالات حين كان ثمة محاولة لرفْع «سكور» فرنجية، وهو ما يجعل أن هذه الجلسة في المسار الذي أَوْصَل إليها وسياقها شكّلت مسرحاً لمجموعة سوابق. وثمة مَن يستنتج بين هذه الأوساط أنه قبل شهرين كان الكلام عن أن فرنجية لديه ما لا يقلّ عما بين 63 و65 صوتاً، وبمجرّد انعقاد جلسة سيُنتخب رئيساً، وإذ بعد كل المناورات وعملية الضغط والترهيب وتخويف بعض النواب على قاعدة أن الانتخاب لن يحصل في جلسة 14 حزيران وبالتالي لا حاجة لحرْق الجسور، ودخول الفرنسيين على الخط عبر تعيين موفد ومفاوض جديد في إشارة إلى أن جلسة الانتخاب لن تشهد دورة ثانية، رغم كل ذلك لم يتمكنوا من أن يحصدوا إلا 51 صوتاً، وبينهم 4 أو 5 لم يتجرأوا أن يقولوا إنهم انتخبوا فرنجية، بما يؤشر إلى أن الالتزام بانتخاب زعيم المردة لم يكن سياسياً في جانبٍ منه بقدر ما كان تجميع أصوات، وإلى أن ما قيل سابقاً كان أقرب الى عرض العضلات والتهويل. وتستوقف مَن تابعوا عن كثب مجريات جلسة 14 حزيران مقاربةٌ مفادها أن رقم 51 الذي ناله فرنجية، وهو الحدّ الأقصى الذي كان يمكنه بلوغه في تلك الجلسة، في مقابل رقم الـ 60 وهو الحد الأدنى الذي كان يمكن لأزعور بلوغه، اعتبره داعمو زعيم «المردة» إنجازاً كبيراً، وذلك في إطار محاولة التهويل والتأثير نفسها والتي تعكس حال الإرباك التي كانوا فيها والتي جعلتْهم يرفعون سقف الضغط، من دون أن يمنع ذلك من تسجيل درجة حرية في حركة النواب هي من الأعلى في الانتخابات الرئاسية، ودائماً من دون إمكان الجزم بما إذا كان هذا المسار - بكل مفارقاته التي جعلت جلسة 14 حزيران سابقة في العمل السياسي والنيابي - سيستمر، باعتبار أنه عندما يبدأ التدخل الخارجي تعود المقاربات التسْووية التي تردّ الانتخابات الرئاسية إلى إطارها المعلَّب بعيداً من الدينامية المجلسية، وبحيث يتحوّل البرلمان ما يشبه كاتب عدل يصادق على تعيين الرئيس. وتوقفت الأوساط إياها عند «أمرٌ استثنائي» غير مألوف في العمل السياسي اللبناني منذ فترة طويلة، شكّله التوافق المسيحي مع أحزاب أخرى وشخصيات مستقلة وتغييرية، على شخصية يمكنها أن تكون على قدر المرحلة والعنوان الإنقاذي الملحّ وذات صدقية خارجية كفيلة بجعل لبنان يستردّ ثقة المجتمعين العربي والدولي به، وذلك من دون أن يرتكز هذا التوافق على أي التزامات، وهذا ما يجعل هذه المحطة التي خالفتْ حتى الساعة التوقعات، وبمعزل عن النتائج، مميزة مقارنةً مع الانتخابات الرئاسية وحتى التي كانت تحصل قبل الحرب الأهلية.

وعن تكليف الإليزيه لودريان وزيارته لبيروت وهل الأمر خطوة فرنسية إلى الوراء في سياق مبادرتها المعروفة، وهل الدعوة إلى الحوار هي في إطار الرغبة بتعزيز الدينامية الداخلية أم أن هذا مؤشر إلى أن إخفاقَ البرلمان بانتخاب رئيسٍ وفق ما عبّرت عنه جلسة 14 حزيران سيُعْطي دفعاً أكبر للمسار الخارجي، تبرز مقاربةٌ لدى من يتابعون عن كثب تطوّر المواقف الخارجية من الاستحقاق مفادها أن الحركة الفرنسية كانت مُسانِدة للمقاربة التي وضعها حزب الله لإيصال فرنجية، مع كلام فرنسي (بعدها) ارتكز على 5 نقاط: ضرورة تَوَجُّه القوى السياسية بكتلها إلى البرلمان والانتخاب، وجوب أن يحصل ذلك قبل نهاية حزيران، وليكن الاختيار بين مرشحين، وأنه إذا لم يُنجَز الاستحقاق ستكون هناك عقوبات، مع تأكيد أن باريس ليس لديها مرشح. علماً أن فرنسا كانت تتبنى بدايةً معادلة فرنجية مع رئيس حكومة هو نواف سلام. ويتردد بين العارفين بتفاصيل الاتصالات والتحركات أنه حين وصلت الأمور الى مرحلة وجود مرشحٍ ثانٍ جاء وليد تفاهم داخلي، من حلف عريض مسيحي مضافاً اليه كتلة وازنة لاسم معنوي كبير هو وليد جنبلاط، مع جزء من النواب التغييريين والمستقلين، ذهب البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الى الفاتيكان بعدما كان التلاقي حصل (على أزعور) وتبلّغه سيد بكركي، ثم إلى باريس وقال للرئيس ماكرون إنه بات هناك مرشّح (ثانٍ غير فرنجية)، وعندما استوضح الرئيس الفرنسي عن الإسم، أبدى ترحيبه مباشرة بعدما أبلغه البطريرك به.

إذاً الفرنسيون وحتى تاريخ زيارة البطريرك الراعي للإليزيه كانوا يسيرون بوجوب أن تتم عملية الانتخاب وليفُز مَن يفُز بين المرشحيْن، وكان هذا ايضاً رأي الدول المعنية الأخرى. وفجأة تُعَيِّن باريس مستشاراً مفوّضاً الملف الرئاسي في الوقت الذي كان الجميع ذاهبين إلى جلسة انتخابية، ما اعتُبر إشارة إلى أن فرنسا ترى أنه لن يتم انتخاب رئيس في 14 حزيران وهو ما سهّل تالياً التفلت من إنجاز العملية الانتخابية في هذا التاريخ، بينما كان البطريرك والرئيس ماكرون اتفقا على أن تحصل الانتخابات ما دام هناك مرشحان جديان ولديهما إمكانية الوصول.

ولا يمكن للأوساط نفسها أن تفسّر سرّ تبديل باريس موقفها والمسار الذي كانت قررت اعتماده وأن تعطي إشارة إلى أن طريق الانتخاب الرئاسية ليست سالكة قبل جلسة 14 حزيران ثم دعوتها إلى الحوار بعدها، مع توقُّفٍ عند ما تضمّنتْه هذه الجلسة من مخالفات فاضحة جرى القفز فوقها، وتذكيرٍ بأنه في انتخابات 2016 حصل خطأ بين عدد المغلفات وعدد الأصوات (للعماد ميشال عون) فتمت إعادة الاحتساب ثم إعادة الاقتراع في الدورة الأولى، وهو ما لم يَجْرِ في جلسة 14 حزيران، علماً أن حجم المخالفات الذي سُجِّل هذه المرة في العملية الانتخابية غير مسبوق. من وجود صوت ضاع، والعثور على مغلف فارغ ثم تغيير الاسم الذي فيه، وقطْع البث من البرلمان واحتساب أصوات خطأ، ناهيك عن التطيير المعهود لنصاب الدورة الثانية. ويستعيد هؤلاء البيانَ شديد اللهجة الذي أصدره الأميركيون والبريطانيون بعد الجلسة، من دون الفرنسيين، مع استشعارٍ بأن باريس ليست على الحياد وموقفها يُعطي إشارة إلى أنه أقرب لأي تسويةٍ تراعي حزب الله وذلك بسبب بعض المصالح أكثر منه لاعتبارات اقليمية، بدليل انه بعد نحو سنة من إدارة هذا الملف يأتي الموفد الشخصي لرئيس فرنسا للاستطلاع، وهذا يفترض أن يحصل في أول مسار الاستحقاق وليس بعد سنة وبعد أن تكون انغمستَ في هذا الملف وتفاصيله.

وحين يُطرح سؤال: إلى أين؟ يعتقد هؤلاء أن الثنائي (حزب الله والرئيس نبيه بري) حصل على وقت إضافي لمعاودة ترتيب أوضاعه بعدما تفاجأ بالمعادلة التي ارتسمت في البرلمان وأربكتْه. فلو أعيد التصويت في الدورة الأولى، لكانت كل الأصوات التي هُرّبت كُشفت وكانت الكتل التزمت بالكامل، ولكان الرقم (لأزعور) تجاوز 65 صوتاً. وكل الكلام الذي قيل عن انقلاب كان يُعدّ وتم تجنيب البلاد قطوعاً هو غير صحيح. فهم منعوا عن البلد انتخابات حقيقية وديموقرطية وكان يمكن أن تعطي روحاً جديدة للعمل السياسي في لبنان مع مجلس النواب الجديد بتنوّعه، وأيضاً مشروعية أكبر للعبة السياسية في البلاد وزخماً جديداً للبرلمان. أي هم سيجعلون البرلمان مجرّد غرفة مصادقة، والنواب عاجزين عن الانتخاب. فإذا دُفعت الأمور الى الحوار وتسوية خارجية كما يقترح الفرنسيون - أقله تكون شبيهة بتسوية الدوحة (2008) أو تسوية من نوع آخَر - فإن هذه المبادرة تكون عطّلت واقعياً عمل مجلس النواب.

وحين تثار مسألة الصبر الاستراتيجي التي ينتهجها «حزب الله» في الملف الرئاسي ورهانه على إنهاك الآخَرين في الداخل والخارج لجرّهم إلى خياره الرئاسي، على أن يكون الحوار بمثابة تقطيع وقت لإنضاج ظروف معينة بينها تغيير دول إقليمية موقفها وربما فكفكة الغالبية النيابية التي وُلدت بوجه الحزب، تُستشفّ مقاربة تقوم على ان الحزب اليوم أقلية نيابية محصورة سياسياً وعددياً ووصلت الى سقفها الأعلى بـ 51 نائباً بعد عمليات ترهيب وترغيب وتهريب أصوات من بعض الكتل.

ومن هنا، انتقلوا إلى مرحلةٍ ثانية يطلقون عليها اسم الحوار من دون أن تتبدّل مقاربتهم، بحيث يربحون وقتاً سيحاولون خلاله قدر المستطاع إضعاف الدينامية الداخلية بأبعادها العميقة وما انطوت عليه من سوابق وتفتيت أطرافها والقيام بمفاوضاتٍ جانبية مع بعض التيارات ريثما يكونوا أمّنوا النصاب لتفاهم إقليمي - دولي كفيل بأن يمرر خيارهم الرئاسي. وتلاحظ أوساط المتقاطعين على ترشيح أزعور أن الحوار بالنسبة إلى «حزب الله» يقوم على أن مرشحنا هو سليمان فرنجية أولاً وثانياً وثالثاً وفق ما تبلّغ موفد البطريرك الراعي، وهذا الموقف هو نفسه للرئيس بري.

وتستغرب الأوساط نفسها أن ثمة مَن يعتبر أزعور أو سيتعاطى معه في المرحلة المقبلة على أنه مرشّح الأميركيين، مؤكدة أن هذا غير صحيح، فالعلاقة بين داعمي فرنجية وبين الأميركيين جيدة جداً منذ اتفاق ترسيم الحدود البحرية، وسليمان فرنجية كانت تعمل له في واشنطن وحتى مرحلة قريبة جداً شخصيات لبنانية عدة، وبعضها لها صفة رسمية في الدولة اللبنانية، سعت لدى الإدارة الأميركية لتسويق فرنجية، وان السفيرة الأميركية في بيروت قالت للرئيس بري إن واشنطن ليس لها مرشح ولا تدعم أي مرشح، ومن هنا موقف الولايات المتحدة الذي يقوم على ضرورة إتمام الانتخابات، ناهيك عن أنه إذا كان لا بد من الكلام من هذه الزاوية فإن الرئيس بري بنفسه قال إن مرشح واشنطن هو قائد الجيش. وتالياً إذا كان هناك مرشح لديه دعم خارجي فهو سليمان فرنجية، الذي يحظى بدعم فرنسي وإيراني وسوري صريح، ولا ينفكّ مؤيّدوه في الداخل عن المفاخرة بأنه يتم تمييزه في هذا الفطور أو ذاك الغداء، في تعبيرٍ عن تعلُّقهم بالمسار الخارجي الذي يراهنون عليه في الملف الرئاسي.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 29-30 حزيران/2023

رابط الموقع                                                                      

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins

 

Elias Bejjani/Click on the below link to subscribe to my youtube channel

الياس بجاني/اضغط على الرابط في أسفل للإشتراك في موقعي ع اليوتيوب

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 29 حزيران/2023/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/119557/119557/

 

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For June 29/2023/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/119560/119560/