المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل كانون الثاني 23

لسنة 2023

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2023/arabic.january23.23.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

قَالَ يَسُوع للمشلول: «قُمِ ٱحْمِلْ فِرَاشَكَ وٱمْشِ». وفِي الحَالِ شُفِيَ الرَّجُل، وحَمَلَ فِرَاشَهُ، وصَارَ يَمْشِي

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/نص وفيديو: برمة جنبلاط، وأرانب وبرانيط بري، واعتصام النواب التغيريين، ورفع حزب الله سقوف شروطه، هي مؤشرات تدل على أن نصرالله أمر بتعيين رئيس للجمهورية

الياس بجاني/غباء المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جوانا ورونيك، التي وجهت شكر لمسؤول في حزب الله الإرهابي/مع مقالات ورسائل وتغريدات باللغة الإنكليزية تستنكر وتدين فعلتها

الياس بجاني/فيديو وبالصوت وبالنص/ذمية دور"محامي الشيطان" في الإعلام اللبناني عموماً والمسيحي منه خصوصاً

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو القداس الذي ترأسة البطريرك الراعي اليوم 22 كانون الثاني/2023 في كنيسة بكركي/مع نص عظته ونص عظة المطران عودة/

رابط فيديو تعليق على خزعبلات نصرالله/تفاعلكم : نصر الله يتسول من السعودية ويقارن نفسه برونالدو

رابط فيديو مقابلة مع النائب وائل أبو فاعور من تلفزيون أم تي في

رابط فيديو تقرير من الجديد/تفاصيل لقاء نجيب ميقاتي مع "الخليلين" مع الزميلة راوند بوضرغم

رابط فيديو مقابلة من تلفزيون أم تي في مع الصحافي وليد شقير

ريموت كونترول واحد يدير الجميع/زينة منصور/فايسبوك

 مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 22 كانون الثاني 2023

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

انضمام مصر إلى "اجتماع باريس": كثرة طهاة الطبخة اللبنانية/منير الربيع/المدن

تحركات إسرائيلية على الحدود.. وانتشار واسع للجيش!

إلقاء قنبلة على مبنى قناة الـ"ال بي سي"... ومواقف مستنكرة!

إعلاميون من أجل الحرية: كل التضامن مع ال LBC والزملاء العاملين فيها

 نادي الصحافة طالب القوى الأمنية بالكشف السريع عن المعتدين على ال LBCI ومحاكمتهم

لقاء مرتقب بين صفا وباسيل

قنبلة داخل مجمّع في الكورة!

البترون تتعرض لعمليات سرقة

سيناريوهات عدّة للجلسات الرئاسية

الاستحقاق الرئاسي معلَّق

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

نتنياهو يُقيل وزير الداخلية والصحة

الإيرانيون يواصلون تحدي النظام ويصعِّدون الاحتجاجات رغم القمع

طهران تلوّح بالانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية وتهدد أوروبا: سنعتبر جيوشكم إرهابية

إيران تهدد بوضع الجيوش الأوروبية على قائمة الإرهاب رداً على تصويت بشأن «الحرس الثوري»

الريال الإيراني ينخفض إلى مستوى قياسي في ظل العزلة

رياضية إيرانية نزعت الحجاب تأمل ألا يتعرض أقاربها لرد فعل انتقامي

محللون: بوادر انقسامات داخل إيران حول التعامل مع الاحتجاجات

فضيحة اعتداء جنسي على قاصرين تقلق طهران والمخرج السينمائي بناهي يترقب قرار القضاء في حقه

مشرّعون أميركيون يحضون الإدارة على إرسال دبابات «أبرامز» إلى أوكرانيا

بوريس جونسون يزور كييف ويتعهد بالمساعدة ولندن تأمل تزويد القوات الأوكرانية بدبابات «ليوبارد 2»

فرنسا وألمانيا ستواصلان دعم أوكرانيا «في المجالات كافة» طالما دعت الحاجة

«فاغنر» تتساءل عن «الجريمة» التي ارتكبتها لكي تُصنف منظمة «إجرامية عابرة للحدود»

مشرّعون أميركيون يحضون الإدارة على إرسال دبابات «أبرامز» إلى أوكرانيا

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

مسرح برلمان المدينة: الوجه الآخر لمفاوضات "حزب الله"/مريم مجدولين اللحام/موقع لبنان الكبير

اعتصام النواب يُنذر بمزيد من التأزم… ونتائج عكسية؟/كارولين عاكوم/الشرق الأوسط

المساعدات تستهدف 225 ألف أسرة… هل يصمد الشعب؟/نذير رضا/الشرق الأوسط

استياء في بكركي من ميقاتي!/سعد الياس/القدس العربي

تناقضات إيران وظروف نشأتها قبل الثورة/منى فياض/الحرة

قراءة في تفاهم مار مخايل (2): الدويلة تلتهم الدولة/أيمن جزيني/أساس ميديا

قراءة في تفاهم مار مخايل (1): تدمير الحريريّة ولبنان/أيمن جزيني/أساس ميديا

لبنان يمتهن «الفرص الضائعة» غير آبه بتداعيات السقوط الاقتصادي الحر والتحوُّل إلى دولة فاشلة/رلى موفّق/القدس العربي

دليل خرق الانسداد/الياس الزغبي/فايسبوك

يا غيرة الدين.. فَقَدنا حقّنا بالتصويت/نديم قطيش/أساس ميديا

نهاية "الغارة القضائيّة" الأوروبيّة: متى يبدأ ابتزاز الساسة؟/جوزفين ديب/أساس ميديا

الحزب: تواضع وواقعية... وإلّا/قاسم قصير/أساس ميديا

الدولار... ذلك السيد الآخر في لبنان/فـــؤاد مطـــر/الشرق الأوسط

موسم الرياض... ونصر الله/طارق الحميد/الشرق الأوسط

إيران... ثورة الشعب الحلوة/عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط

الخوف... سبب ثلاثة أرباع آفات السياسة/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

البطريرك الراعي: يُخطئ من يَظنُّ أنهُ يستطيعُ خطفَ رئاسةِ الجمهورية اللبنانيّةِ وأخْذَها رهينةً ويطلب فديةً لإطلاقِ سراحها. لسنا شعبَ الفِدْياتِ بل نحن شعبُ الفداء

الراعي للنواب والوزراء: مسؤولون عن وصمة العار الجديدة التي تلحق بلبنان من خلال أدائكم غير المقبول وفقدان لبنان حق التصويت في الامم المتحدة

الراعي في ختام اسبوع الصلاة من اجل وحدة المسيحيين: في مسيرتنا نحو تحقيق الوحدة نحن مدعوّون لنكون يدًا واحدة

المطران عوده: يفتقر الشعب ويموت ليغتني المسؤولون ويحيون

الرئيس الجميل بعد لقائه الراعي: نحذر من مخطط يهدف الى تعطيل مسيرة الوطن

الجيش: عمليات دهم في بلدة الكنيسة - بعلبك ومقتل 3 من المطلوبين وإصابة أحدهم

جعجع أمام وفد صناعي بقاعي: جميع الخيارات السياسية مطروحة أمامنا من أجل تحرير البلاد من سطوة حزب الله وحلفائه

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

قَالَ يَسُوع للمشلول: «قُمِ ٱحْمِلْ فِرَاشَكَ وٱمْشِ». وفِي الحَالِ شُفِيَ الرَّجُل، وحَمَلَ فِرَاشَهُ، وصَارَ يَمْشِي

إنجيل القدّيس يوحنّا05/من01حتى16/:"كَانَ عِيدٌ لِليَهُود، فَصَعِدَ يَسُوعُ إِلى أُورَشَليم. وفي أُورَشَليم، عِنْدَ بَابِ الغَنَم، بِرْكةٌ يُقَالُ لَهَا بِٱلعِبْرِيَّةِ بَيْتَ حِسْدا، ولَهَا خَمْسَةُ أَرْوِقَة، يَضْطَجِعُ فِيهَا حَشْدٌ مِنَ المَرْضَى، مِنْ عُمْيَانٍ وعُرْجٍ ومَشْلُولِين، وهُمْ يَنْتَظِرُونَ فَوَرَانَ المَاء، لأَنَّ مَلاكَ الرَّبِّ كَانَ يَنْزِلُ إِلى البِرْكَةِ أَحْيَانًا، فَيَتَحَرَّكُ مَاؤُهَا. وكَانَ الَّذِي يَنْزِلُ أَوَّلاً، بَعْدَ تَحَرُّكِ المَاء، يُشْفَى مَهْمَا كَانَتْ عِلَّتُهُ. وكَانَ هُنَاكَ رَجُلٌ مَرِيضٌ مُنْذُ ثَمَانٍ وثَلاثِينَ سَنَة. ورَآهُ يَسُوعُ مُضْطَجِعًا، وعَلِمَ أَنَّ لَهُ زَمَنًا طَويلاً عَلى تِلْكَ الحَال، فَقَالَ لَهُ: «أَتُرِيدُ أَنْ تُشْفَى؟». أَجَابَهُ المَرِيض: «يَا سَيِّد، لَيْسَ لِي أَحَدٌ يُلقِينِي في البِركَةِ عِنْدَمَا يَتَحَرَّكُ المَاء. وفيمَا أَنَا أُحَاوِلُ النُّزُول، يَنْزِلُ قَبْلي آخَر». قَالَ لَهُ يَسُوع: «قُمِ ٱحْمِلْ فِرَاشَكَ وٱمْشِ». وفِي الحَالِ شُفِيَ الرَّجُل، وحَمَلَ فِرَاشَهُ، وصَارَ يَمْشِي. وكَانَ ذلِكَ اليَومُ سَبْتًا. فَقَالَ اليَهُودُ لِلْمُعَافَى: «إِنَّهُ سَبْت، فَلا يَجُوزُ لَكَ أَنْ تَحْمِلَ فِرَاشَكَ». فَأَجَابَهُم: «ذَاكَ الَّذي شَفَانِي قَالَ لِي: إِحْمِلْ فِرَاشَكَ وٱمْشِ». سَأَلُوه: «مَنْ هُوَ الإِنْسَانُ الَّذي قَالَ لَكَ: إِحْمِلْ وٱمْشِ؟». وكَانَ المُعَافَى لا يَعْلَمُ مَنْ هُوَ، لأَنَّ يَسُوعَ قَدِ ٱبْتَعَدَ عَنِ الجَمْعِ المُحْتَشِدِ فِي ذلِكَ المَكَان. بَعْدَ ذلِكَ، وَجَدَهُ يَسُوعُ في الهَيْكَل، فَقَالَ لَهُ: «هَا أَنْتَ قَدْ شُفِيت، فَلا تَعُدْ إِلى الخَطِيئَةِ لِئَلاَّ يُصِيبَكَ مَا هُوَ أَسْوَأ». مَضَى الرَّجُلُ وأَخْبَرَ اليَهُودَ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الَّذي شَفَاه. ولِذلِكَ صَارَ اليَهُودُ يَضْطَهِدُونَ يَسُوع، لأَنَّهُ كَانَ يَفْعَلُ ذلِك يَوْمَ السَّبْت.

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

نص وفيديو: برمة جنبلاط، وأرانب وبرانيط بري، واعتصام النواب التغيريين، ورفع حزب الله سقوف شروطه، هي مؤشرات تدل على أن نصرالله أمر بتعيين رئيس للجمهورية

الياس بجاني/22 كانون الثاني/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/115140/115140/

وليد جنبلاط بارم انتالاتو ع الضاحية وبلش البيك  يحضر ل غزلي وبرمي صوب حزب الله، وانتخاب مرشحه كائن من يكون.

كل خطواته الأخيرة تشير إلى هذا الأمر... ربنا يحمي لبنان من ساعات تجلياته وتخلياته.

إن زخم اجتماعات البيك المكثفة مع ممثلين لحزب الله خلال الأيام القليلة الماضية، وطرحه أسماء للرئاسة، وإعلان حزبه عدم المشاركة بجلسات انتخابات الرئيس قبل الحوار والتوافق، هذه  كلها تغيرات ومواقف تدل بوضوح على أن البيك زبط انتالاته على موجة الضاحية، مما يذكرنا ببرمته الأكروباتية ضد الحريري وحكومته، ودخوله حكومة القمصان السود وانقلابه ع 14 آذار والمساهمة بفرطها في عهد الرئيس سليمان.

في نفس سياق برمات البيك، وبرانيط عمنا بري، وعدم تعينه جلسة انتخاب رئاسية الخميس المقبل، ودعوته لاجتماع لجان نيابية لإقرار مشاريع قوانين، وكذلك رفح السيد نصرالله وقيادات حزبه السقوف، في هذا السياق كله يندرج اعتصام النواب التغييرين المسرحي في مجلس النواب، وفشلهم في استقطاب دعم شعبي فاعل.

وهنا لا بد من التذكير بعلاقة النائب ملحم خلف الوثيقة بالسيد بري، ومفاخرة زميلته النائبة نجاة عون بأنها تلميذة في مدرسة الإستيذ نبيه، مما يترك الكثير من علامات الاستفهام حول قرارهما الاعتصام في بناية المجلس دون أي تنسيق مسبق مع أي مجموعة نيابية أخرى.

برأينا المتواضع وبالتحليل، نرى أن كل هذه المواقف الإنقلابية والمسرحية والإحتيالية الخادعة، تشير إلى أن حزب الله وبري ومعهم جنبلاط، وكثر من التغيريين والمستقلين، وكل ربع 8 آذار يستعدون لانتخاب رئيس ممانع، تلبية لفرمان من السيد نصرالله، وها هي أكثرية 65 صوتاً أصبحت مؤمنة للدورة الثانية... وكاسك يا وطن

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

الياس بجاني/نص وفيديو: برمة جنبلاط، وبرانيط بري، واعتصام النواب التغيريين، ورفع حزب الله سقوف شروطه، هي مؤشرات تدل على أن نصرالله أمر بتعيين رئيس للجمهورية

https://www.youtube.com/watch?v=lrHwsP9KPZc&t=2s

الياس بجاني/22 كانون الثاني/2023

 

غباء المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جوانا ورونيك، التي وجهت شكر لمسؤول في حزب الله الإرهابي/مع مقالات ورسائل وتغريدات باللغة الإنكليزية تستنكر وتدين فعلتها

الياس بجاني/20 كانون الثاني/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/115107/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ba%d8%a8%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%a7%d8%b5%d8%a9-%d9%84%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%85/

من الضرورة الوطنية استنكار غباء وجهل المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جوانا ورونيك، التي علناً، وعلى صفحتها ع التويتر وجهت شكر لحزب الله هذا هو نصه باللغتين العربية والإنكليزية:

Joanna Wronecka/Tweeter/January 16/2023

I thank Mr. Ammar Moussawi of Hizullah for a tour d’horizon on issues of priority for # Lebanon, including the election of a new president, the functioning of state institutions and the impact of regional and international developments on the country

اشكر السيد عمار الموسوي من حزب الله على جولة بحث حول قضايا ذات أولوية للبنان، بما في ذلك انتخابا رئيس جديد للجمهورية وعمل مؤسسات الدولة وتأثير التطورات الإقليمية والدولية على البلاد.

هذه الجاهلة والغبية، ضربت دور ومصداقية وقوانين الجهة الدولية التي تمثلها (الأمم المتحدة) عرض الحائط، واستُدرِّجت على خلفية جهلها والغباء لشكر مسؤول في منظمة إرهابية، هي حزب الله التي تحتل لبنان، والتي كانت حاكمتها الأمم المتحدة من خلال افراد مسؤولين أمنيين كبار فيها لإرتكابهم جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ومرافقيه وكثر من القيادات اللبنانية، واصدرت (المحكمة الخاصة بلبنان) احكام تدينهم.  أن تصرف هذا السيدة مرفوض ومستنكر، وأقل ما يقال فيه بأنه لا قانوني وغبي، وبالتالي لا يجب أن يمر دون مساءلة وعقاب من قبل الأمين العام للأم المتحدة، باعفائها من منصبها وابعادها عن لبنان.

 

الياس بجاني/فيديو وبالصوت وبالنص/ذمية دور"محامي الشيطان" في الإعلام اللبناني عموماً والمسيحي منه خصوصاً

الياس بجاني/20 كانون الثاني/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/91019/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%82-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d9%8a%d9%84%d9%82%d9%8a-%d8%a7%d9%84/

إن دور محامي الشيطان الذي يمارسه الإعلاميون عموماً والمسيحيون منهم خصوصاً في الإذاعات والتلفزيونات في لبنان خلال اجرائهم المقابلات هو دور ذمي فاقع ومرضِّي ومراقبة ذاتية.

هذا الدور الإعلامي المرّضي هو من بقايا عهر وإرهاب ثقافة عنجر الإحتلال السوري البغيض، وقد ورثه وطوره للأسوأ الإحتلال الإيراني الإرهابي والمجرم من خلال جماعة مرتزقته اللبنانيين المعروفين باسم حزب الله.

في دول العالم الحر وخصوصاً في دول الغرب كافة لا وجود بالمرة لهذه الظاهرة الإعلامية المرّضية. فعندما يتم استضافة أي كان تعطى له الحرية المطلقة للتعبيرعن وجهات نظره وعن أرائه دون ترهيب ومقاطعة ونقطة على السطر.

في الخلاصة، هذه الظاهرة الإعلامية الذمية في الغالب هي مخزنة في لا وعي كثر من الإعلاميين وتمارس على هذه الخلفية، إلا في الحالات التي يتم فرضِّها على الإعلاميين من جانب أصحاب الوسائل الإعلامية.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

 الياس بجاني/فيديو وبالصوت وبالنص/ذمية دور"محامي الشيطان" في الإعلام اللبناني

عموماً والمسيحي منه خصوصاً

الياس بجاني/20 كانون الثاني/2023

https://www.youtube.com/watch?v=eXQIRQ874_E_E&ab_channel=EliasBejjani

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو القداس الذي ترأسة البطريرك الراعي اليوم 22 كانون الثاني/2023 في كنيسة بكركي/مع نص عظته ونص عظة المطران عودة/

البطريرك الراعي: يُخطئ من يَظنُّ أنهُ يستطيعُ خطفَ رئاسةِ الجمهورية اللبنانيّةِ وأخْذَها رهينةً ويطلب فديةً لإطلاقِ سراحها. لسنا شعبَ الفِدْياتِ بل نحن شعبُ الفداء

الراعي للنواب والوزراء: مسؤولون عن وصمة العار الجديدة التي تلحق بلبنان من خلال أدائكم غير المقبول وفقدان لبنان حق التصويت في الامم المتحدة

المطران عوده: يفتقر الشعب ويموت ليغتني المسؤولون ويحيون

https://eliasbejjaninews.com/archives/115154/115154/

وطنية/الأحد 22 كانون الثاني 2023

 

رابط فيديو تعليق على خزعبلات نصرالله/تفاعلكم : نصر الله يتسول من السعودية ويقارن نفسه برونالدو

https://www.youtube.com/watch?v=cZkC8k0XPAA&t=327s

 

رابط فيديو مقابلة مع النائب وائل أبو فاعور من تلفزيون أم تي في

https://www.youtube.com/watch?v=Ni8Elx_Veaw

 

رابط فيديو تقرير من الجديد/تفاصيل لقاء نجيب ميقاتي مع "الخليلين" مع الزميلة راوند بوضرغم

https://www.youtube.com/watch?v=XXirel_S6Ik

 

رابط فيديو مقابلة من تلفزيون أم تي في مع الصحافي وليد شقير

https://www.youtube.com/watch?v=Q5KWAXYO_Cs

 

ريموت كونترول واحد يدير الجميع..

زينة منصور/فايسبوك/22 كانون الثاني/2023                                                                             

ريموت كونترول واحد يدير الجميع.. دائرة الدعم لنواب التغيير ضيقة لأنهم كذّبوا على الناس وعقدوا صفقات وتحالفات من تحت الطاولة. فبرغم الدعم الإعلامي لا يتواجد على الأرض الا العشرات لتأييدهم ممن هم أصلا وفصلاً محسوبون على الأحزاب والزعماء والمنصات المشبوهة علناً او سراً.

وجوه  كثيرة داعمة تتحرك على الRemote control  والكل يعلم إمتدادتها الحزبية والزعماتية والسفاراتية. هؤلاء النواب هم ودائع إما عند شين_شين أو عند الإشتراكي أو عند هذه السفارة أو تلك او هذا المصرف$ او ذاك او عند المنصات المشبوهة الممولة$$. أتت التعليمات الداخلية ضمن الخيوط التي يحركها الثنائي الشيعي فتحرك جزء. وسترون بقية النواب الموظفين ينقلبون ويتحولون ضمن التعليمات من السفارات او ضمن العتالة السياسية والتقلبات والبورصة السياسية. راقبوا وترقبوا.. ريموت كونترول واحد يحرك الجميع ويضغط على الأزرار.

 

 مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 22 كانون الثاني 2023

وطنية/22 كانون الثاني/2023

 مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

الامور لا تزال تدور في حلقة مفرغة، فالتأزم السياسي ثابت والاعتصام النيابي في مجلس النواب قائم وانهيار الليرة اللبنانية في السوق السوداء صارخ. وفي المواقف من الواقع الراهن  تشير مصادر سياسية الى ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري مصر على أهمية اي حوار يمكن أن يشكل مدخلا للحل لملاقاة الحراك الخارجي  تجاه لبنان.

وفي اطار تنسيق المرحلة المقبلة  اشارت معلومات الى ان وفدا من حزب الله سيزورغدا رئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل في ميرنا الشالوحي فيما يعقد الحزب التقدمي الإشتراكي ظهر الغد مؤتمرا صحافيا في مقره الرئيسي في وطى المصيطبة.

ومن بكركي رفع اليوم  البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي  الصوت عاليا في عظته مشيرا إلى استمرار مهزلة جلسات انتخاب رئيس للجمهوريةو مشددا على انه يخطئ من يظن أنه يستطيع خطف رئاسة الجمهورية اللبنانية وأخذها رهينة  ويطلب فدية لإطلاقها.

بدوره سأل متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده ألا يخجل من يدعون أنهم مسؤولون مما أوصلوا البلد وشعبه إليه؟

أما على المسار الحكومي فقد استأنف الرئيس نجيب ميقاتي مشاوراته بشأن المرحلة المقبلة وعقد جلسة جديدة لمجلس الوزراء. ومن المقرر ان يشهد السراي الحكومي الاسبوع الطالع سلسلة اجتماعات للجان الوزارية.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي"

يوم رابع على الإعتصام النيابي في القاعة العامة في مجلس النواب، وكل المؤشرات تدل على أن الاعتصام مستمر، ولكن كيف سيكون عليه المشهد يوم الخميس المقبل، مع الدعوة التي وجهها رئيس المجلس، فهل يبقي النواب على اعتصامهم فيما الجلسة ستنعقد؟

حكوميا، بعد الجلستين لمجلس الوزراء، هل من جلسة ثالثة قريبة في الأفق؟ المعطيات تشير إلى أن لا جلسة على الأرجح، لكن التحضيرات جارية لأعداد الملفات الملحة ولاسيما منها ما حاول بعض الوزراء طرحه في الجلسة السابقة التي اقتصرت على بند الكهرباء. على مستوى ملف الانتخابات الرئاسية، لا جديد حتى الساعة، وكان لافتا اليوم ما قاله البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من أن "مهزلة جلسات انتخاب رئيس للجمهورية لا تزال مستمرة، وقرار عقدها،  وفقا للدستور، مسلوب".

وليس بعيدا من الملف الرئاسي، يلتقي بعد ظهر غد وفد من حزب الله قوامه حسين خليل ووفيق صفا، رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في ميرنا شالوحي.

ويأتي اللقاء المرتقب عقب التباينات الكبيرة بين الحزب والتيار والتي ساهم في تعميقها، مشاركة حزب الله في جلستَيْ مجلس الوزراء، وهذا ما أثار حفيظة باسيل، ووصلت العلاقة بين حارة حريك وميرنا شالوحي إلى تباعد هو الأكبر منذ توقيع ورقة التفاهم.

لكن البداية من واحد من أخطر الملفات على لبنان والذي يبدو أن لا إجراء يوقفه، وهو ملف تهريب السوريين إلى لبنان.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

بعد واقعة مشابهة قبل أشهرٍ قليلة تجرأ متطرف على إحراق نسخة من القرآن الكريم في العاصمة السويدية. الاعتداء المشين حصل تحت أعين قوات الأمن اما موقف الحكومة السويدية- المتلطي خلف شعارات حرية التعبير - فقد وصل إلى حد التواطؤ مع هذا المهووس السياسي راسموس بالودان. هذه الفعلة لم تمر مرور الكرام اذ استفزت واستنفرت الملايين في إداناتٍ واسعة على مستوى الدول العربية والاسلامية حكوماتٍ وهيئاتٍ وجمعيات ومجاميع دينية وفكرية وثقافية. الأمر انسحب على لبنان حيث وصف رئيس مجلس النواب نبيه بري ما أقدم عليه (بالودان) بأنه اعتداء على مشاعر ومقدسات أكثر من مليار ونصف مليار مسلم في العالم وهو أيضا اعتداء على كل الرسالات والكتب السماوية محذرا من التغاضي عن مثل هذه الأعمال المشينة.

على المستوى السياسي ركود ظاهر واستحقاق رئاسي على الرف رغم كثرة الضجيج على ضفافه والوصفة السحرية لتحريك جموده هي: الحوار ثم الحوار ثم الحوار. أما المراهنون على العوامل الخارجية فهم كمن يتعلق بحبال الهواء ومما لا شك فيه أنهم اصيبوا بخيبة عندما استمعوا الى المسوؤل الفرنسي في وزارة الخارجية السفير الأسبق في بيروت باتريس باولي وهو ينفي علمه بأي إجتماع رباعي أو خماسي حول لبنان كان قد تردد ان باريس ستستضيفه أوائل الشهر المقبل.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

لبنان بلا رئيس، والكتل النيابية عاجزة حتى اللحظة عن خلق مساحة مشتركة، تتيح المجال لانجاز الاستحقاق. لبنان بلا حكومة مكتملة المواصفات، والاستفزاز مستمر من خلال كلام بدأ يُتداول في الكواليس عن تحضير لجلسة ثالثة، رغماً عن موقف بكركي والقوى السياسية الممثلة للمسيحيين. لبنان بلا سلطة تشريعية فاعلة، والقوانين الضرورية والاصلاحية في مهب الريح. لبنان بلا قضاء فاعل، ما سمح لقضاء خارجي بالتدخل… على وقع مزايدات في السيادة لا تعني شيئا طالما العدالة منقوصة. لبنان بلا تصور اقتصادي ومالي واضح، والمعنيون يكدسون الثروات ويتفرجون على تآكل أموال الآوادم من المودعين.

على وقع هذا المشهد، تستقطب زيارة وفد من حزب الله لقيادة التيار الوطني الحر في ميرنا الشالوحي غدا كل الاضواء السياسية، خصوصا انها تأتي بعد التباين المعروف الذي طبع الساحة المحلية في الاشهر الاخيرة. هذا في الوصف، اما النتائج فمتروكة للمعنيين، بعيدا عن أي استنتاجات او تحليلات او حتى تمنيات.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

أسبوع ينتهي وأسبوع يبدأ، ولا شيء يتغير سوى سعر صرف الدولار. وفيما الوضع العام في دائرة المراوحة القاتلة، وحدها العملة الخضراء تتخطى الأرقام وتسبق التوقعات متجاوزة كل سقف وكل حد. اليوم ، راوح سعر الدولار بين 51200 ليرة للمبيع و51400 ليرة للشراء، ما يعني أن الدولار ثبت موقعه فوق الخمسين ألف ليرة، ولا مؤشر إلى أنه سيتوقف عن صعوده الوهمي. في المقابل السلطات السياسية والمالية تبدو غائبة كليا عن المعالجة، بدءا برئيس الحكومة وصولا إلى وزير المال. صحيح أن الدولة مهترئة، والمؤسسات العامة شبه متوقفة عن العمل نتيجة الأوضاع والظروف الصعبة، لكن هل هذا يعفي المسؤولين من محاولة إيجاد حلول للأزمة المالية، أو الحد من استفحالها وتمددها على الأقل؟

سياسيا، لا جلسة لمجلس النواب ولا لمجلس الوزراء في الأسبوع الطالع. فاعتصام نواب التغيير لتحريك الملف الرئاسي، أدى إلى نتيجة عكسية عند رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي تعمد عدم دعوة البرلمان إلى جلسة لانتخاب رئيس الأسبوع الطالع، وذلك ردا على اعتصام النائبين ملحم خلف ونجاة صليبا داخل القاعة العامة لمجلس النواب. وعليه، ماذا سيفعل خلف وصليبا؟ هل يواصلان اعتصامهما المبدئي والمحق، أم يعلقانه بعدما لم يحقق الإختراق المطلوب على الصعيد العملي؟

حكوميا، المعلومات تشير الى ان الرئيس نجيب يمقاتي يتريث في دعوة مجلس الوزراء الى الانعقاد بعد الموقف الحاد الذي اتخذه مجلس المطارنة الموارنة من جلسات الحكومة. وهو موقف كرره اليوم، ولو بصيغة مخففة، البطريرك الراعي. ففي عظته، رأى سيد بكركي أن الحكومة الحالية مستقيلة ومهمتها تصريف الاعمال، وعملها محصور بالحفاظ على الحد الادنى من شؤون الموظفين، وعليه فان من واجبها التفاهم حول تفسير تصريف الاعمال تجنبا لاشكاليات، الوطن بغنى عنها. فهل يستجيب ميقاتي، ام يواصل تعنته مع ما لهذا التعنت من آثار سلبية على الوضع العام في البلد؟ وسط هذا الانسداد برز خبر لافت. فوفد من حزب الله يضم المعاون السياسي للامين العام لحزب الله حسين خليل ومنسق وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا يزوران عند الثالثة من بعد ظهر غد الاثنين رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في المقر العام للتيار في ميرنا الشالوحي. فما سر هذا الاجتماع الذي لم ينعقد منذ فترة طويلة؟ وهل يؤدي الى ازالة التشنج الذي يحكم العلاقة بين الفريقين منذ مدة؟ وما تداعيات الاجتماع المذكور على المعركة الرئاسية؟ وهل يؤدي الى خلط الاوراق من جديد؟ كلها اسئلة تطرح، والاجابة لن تطول، طالما ان غدا لناظره قريب!

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

"قَدُّنا ميّاس" في دبي.. حيث تَمايلت بيونسيه على استعراضِ الفِرقةِ العالمية وأنغامِ فيروز، وهي تُرسِلُ سلامَها لبيروت، وفي لبنان سياسيونَ عاشُوا المَهزلةَ وأَتقنوها حدَّ الملل، وتَركوا البلادَ رهينةَ الفراغَيْن والمصالحِ الضيقة،، اللَعِبُ على حافةِ الهاوية مستمر.. وانتظارُ الخارج لم تَظهَرْ علاماتُه بعد، إذ لم تؤكّدْ دوائرُ الخارجيةِ الفرنسية أو الإليزيه حتى الآن موعدَ الاجتماعِ الرباعي المقرّر عقدُه تحتَ المِظلّةِ الفرنسية، وفي الغد تَتّضحُ المواعيد.. والغدُ محلياً أيضاً لِناظِرِه قريب: فإما الاستمرارُ في التحالف وإما الاتفاقُ على الخروجِ من اتفاق مار مخايل.. "ويا دار ما دخلِك شر"، وبحسَبِ معلوماتِ الجديد، وبناءً على طلبٍ من رئيسِ التيارِ الوطني الحر جبران باسيل، سيُعقَدُ غداً لقاءٌ بينَ باسيل ووفدٍ من حزبِ الله، وسيَتبيّنُ من خلالِ هذا اللقاء مصيرُ تفاهم مار مخايل ومَسارُه، في ظِلِّ انسدادِ الأفُقِ الرئاسي بينَ حارة حريك وميرنا الشالوحي، حيث باسيل يُقيمُ الحدَّ على ترشيحِ سليمان فرنجية، أو مجرّدِ التلفُّظِ باسمِ قائدِ الجيش.. ولا يَرضى بنصيبِ التوافق معَ القواتِ البنانية، أما حزبُ الله فلم يُغادِرْ مِنطقةَ التوافقِ والحوار للخروجِ باتفاقٍ على اسمِ الرئيسِ العتيد، معَ الاحتفاظِ بورقةِ فرنجية كالمرشّحِ الأوفرِ حظّاً، وتَرْكِه هامشاً للتحرّكِ في مِنطقةِ "الخُطة باء" الرمادية، التي ظَهرت بوادرُها في اللقاءِ الأخير بينَ وفدٍ من الحزب ورئيسِ التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.

وإلى أنْ يَتِمَّ ترسيمُ الخطوطِ السياسية بينَ الحلفاءِ والخصوم على حدٍّ سَواء.. فإنّ ساحةَ النجمة ولليومِ الرابع لا تزالُ مَحجّةً للنوابِ المتضامنين معَ زملائِهم التغييريين المُعتصمينَ في المجلس.. على وَقْعِ اعتصامٍ في محيطِ المجلس لم يَرْقَ إلى مستوى الحشدِ الشعبي. لسانُ حالِ النوابِ المعتصمين في الهيئةِ العامة للمجلس يقول: صامدونَ هنا ولن نَترُكَ الخَندق، حتى تحقيقِ الغاية وفتْحِ دوراتٍ متتالية لانتخابِ رئيسٍ للجُمهورية عملاً بما تَنُصُّ عليه موادُّ الدُستور، ورداً على خُطوةِ النوابِ المعترضين فإنّ رئيسَ مجلسِ النواب نبيه بري أَخرجَ أرنبَ التحدّي ورَمى المعتصِمين بورقةِ الضمانِ الاجتماعي.. ودعا الهيئةَ العامة إلى الاجتماعِ الخميسَ المقبل على مشروعِ قانونِ نظامِ التقاعد والحمايةِ الاجتماعية،، وأيُ حمايةٍ تلك، في وقتٍ ضاعتْ فيه التعويضاتُ والودائعُ والحقوق وأكلتْها نِيرانُ جَهنّم.

وقبلَ طالِعِ الأسبوع على اللقاءاتِ ومَصائرِها المعلّقة على الأنانيةِ والبِدَعِ الميثاقية المُغلّفةِ بالطائفية والمذهبية، فإنّ عِظاتِ الأحد باركتْ خُطوةَ النوابِ المعتصِمين، وفي عِظتِه أَمَلَ متروبوليت بيروت وتوابعِها للرومِ الأرثوذكس المِطران الياس عودة أن تَصحُوَ ضمائرُ مَن ضَمائرُهم نائمة، وأن يَنضمَّ عددٌ كبيرٌ من النواب إلى رِفاقِهم المعتصمين داخلَ المجلس، مطالبينَ بعقْدِ جلسةٍ انتخابية لا تُغلَقُ إلا بانتخابِ رئيس.. وسأل عودة: كيفَ يُبرِّرونَ وضْعَ مصالحِهم قبلَ المصلحةِ العامة، وتقديمَ حِساباتِهم الضيّقة على كلِ حساب؟ كيفَ يَستطيعُونَ أن يَضحَكوا ويَهزأَوا وشعبُهم يَدمَعُ ويَبكي؟ متى يَخرُجُ هؤلاء من أوهامِهم بأنّهم مِحورُ الكون، وأنّ العالَمَ لا يُفكِّرُ إلا فيهم؟ ما هذه المَهزلة؟ قليلٌ من التواضعِ ومن الواقعية، وأضاف عودة: ألا يَخجل مَن يَدّعون أنهم مسؤولون ممّا أَوصلوا البلدَ وشعبَهُ إليه؟ ألا يَخجلون من أنفسِهم عندما يَتحدّثون عن الكرامةِ وعن السيادة وعن الحقوق؟ وكلُها ضاعت بسببِ مواقفِهم العَبَثية.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

لان الاسلامَ شجرة ٌمثمرة ٌبالفضيلة ِوبرسالة ِالقرآن ِالسماوية، فانه محل َاستهداف ٍدائم ٍعلى يدِ مريديِ خرابِ البشريةِ من انظمةٍ متشددة ٍوحكومات ٍمتطرفة ٍومجموعات ٍمن الحاقدين َوالمجرمين . القول هذا للتاريخ السحيق ِالذي شهد َعلى اعتلالات ٍكبرى في التعامل ِمع المسلمين والمُصحَف ِالشريف ِمن دون ان يبدلَ ذلك حرفا ًواحدا ًفيه ولا ان يؤثر َعلى ثباتِ تعاليمِه الحقة، وعلى هذا المنوال ِستكون نتائج ُجريمة ِحرق ِنُسخةٍ من القرآن الكريم بالامس ِفي السويد..

هذه الاساءةُ الكبرى التي تنذر ُبالاسوأ في مسار ِالتطرف ِضد َالمسلمين تحديدا ًفي اوروبا، تجعل ُمحاولات الغرب ِللنيل ِمن دستور ِالمسلمين في اعلى مستويات الجرأة ِوالوقاحة باساليبَ عدة ٍتبدأ ُبالحربِ الكونية ضدَ الدين ِالحنيف عبر َالاعلام ِوخلق ِالارهاب وفرضِ الحصارِ واشعالِ الحروب ، ولا تنتهي بذوبانِ انظمة ٍتحسبُ نفسَها على الاسلام ِفي احضان ِاعداء ِالاسلام…

ورفضا ًلحرق ِالمصحف ِالشريف في السويد، خرجت المواقف ُمن معظم ِالدول ِالاسلامية، وفي لبنان اكدَ حزب ُالله ان هذه الخطوة َهي إساءة ٌبالغة ٌلأمة ِالإسلام على امتداد ِالعالم من شرقه إلى غربه ولا يمكنُ السكوتُ عنها على الاطلاق، محملا ًالحكومة َالسويدية َالمسؤولية َالكاملة َعن هذا الفعل القبيح.

كما كان قبح ُالتعدي على حرمة ِالقرآن محل َادانة ادانة في مواقف الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي ومروحة واسعة من الشخصيات الرسمية والدينية والاعلامية ، وكذلك كان الحال ُفي فلسطين َواليمن َوايران وغيرِها من الدول ِوالبلدان.

الى الازمات ِاللبنانيةِ التي تستفحلُ مع تغييب الحلول، يُسجَل ُما يخرجُ على السنة ِالبعض ِمن مواقفَ تصعيديةٍ على انها خلاصة ٌلما يدورُ في افكارِهم التقسيمية التي تعقّد ُالطرق َالى انتخاب ِرئيس للجمهورية ومنه الى تشكيل ِحكومة ٍمهمتُها اخراج ُالبلد ِمن اوحاله ِالاقتصادية والمعيشية.

ولضرورة ِالحوار ِفي هذه المرحلة، يزور ُعصر َيوم ِالغد المعاون ُالسياسيُ للامينِ العام لحزب الله حسين الخليل ومسؤولُ وحدة ِالارتباط والتنسيق وفيق صفا ميرنا الشالوحي للقاء ِرئيسِ التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل.

 

تفاصيل أخبار المتفرقات اللبنانية

انضمام مصر إلى "اجتماع باريس": كثرة طهاة الطبخة اللبنانية

منير الربيع/المدن/23 كانون الثاني/2023

لدى سؤال القوى السياسية المختلفة عن رؤيتها للخروج من الفراغ الرئاسي، يأتي الجواب سريعاً أنه لا بد من انتظار ما يمكن أن يخرج به اجتماع باريس، والذي كان رباعياً ويمكن أن يصبح خماسياً. تقدّم الشخصيات السياسية إجابتها، وترفقها بأنه لا يمكن التعويل كثيراً على هذا الاجتماع، لأن هناك اختلافات بوجهات النظر، ولا تزال هذه الاختلافات مستمرة. إذ لم يتم إيجاد صيغة لتقديم رؤية مشتركة. من هنا يتضارب الموقف اللبناني بين من ينتظر الخارج، على الرغم من قناعته بأن ما يمكن أن يأتي منه لن يكون سريعاً وسيكون الانتظار طويلاً، وبين من يسعى إلى بلورة ما يشبه التفاهم الداخلي وإنجاز تسوية تقود الخارج إلى الموافقة عليها، أو تستغل انشغال الخارج لتمريرها داخلياً.

المواعيد المتضاربة

حزب الله ورئيس مجلس النواب نبيه برّي من الذين يعتبرون أنه لا بد من القيام بحركة داخلية بحثاً عن تسوية، لأن انتظار الخارج سيطول. وهذا ما يؤكده الطرفان في لقاءاتهما، لا سيما أن برّي كان قد قال في اليومين الماضيين: لا يمكن الرهان على أي تحرك خارجي لحل الأزمة اللبنانية، ولذلك لا بد من البحث عن تسوية بين الأفرقاء في الداخل. الموقف نفسه يكرره حزب الله في لقاءاته، على الرغم من معرفة الطرفين بأنه لا يمكن الولوج إلى تسوية من دون توفر عناصر إقليمية ودولية دافعة لها. انطلاقاً من وجهة النظر هذه، فإن الجميع ينتظر تحديد موعد اجتماع باريس وتثبيته، لا سيما أن الكثير من المواعيد المتضاربة قد ضربت له. هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية ينتظر اللبنانيون الجهات التي ستتمثل في هذا الاجتماع، خصوصاً أن المعلومات تشير إلى أن المساعي تتركز على مشاركة مصر في هذا الاجتماع إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية، فرنسا، المملكة العربية السعودية ودولة قطر. فيما تقول مصادر متابعة، إن الاختلافات في الآراء والمقاربات لا تزال قائمة، وسط استشعار لبناني من مسؤولين ديبلوماسيين بأن لا حماسة سعودية حتى الآن للانخراط بشكل مباشر وتفصيلي في الملف اللبناني، إنما الاكتفاء بالعناوين الأساسية التي رفعتها السعودية منذ فترة. وهذا الأمر سمعته شخصيات لبنانية قد زارت الرياض مؤخراً.

الثوابت السعودية والمشاركة المصرية

حسب المعلومات، فإن السعودية لا تريد الانخراط بشكل تفصيلي بالملف اللبناني، ولكنها منفتحة على البحث في الأزمة، وتفضل أن تنتظر لترى ما يمكن أن يقدمه اللبنانيون، على قاعدة أن المكتوب يُقرأ من عنوان الرئيس الذي سيتم التوافق حوله. هذا الأمر تعتبره جهات ديبلوماسية غربية أنه لم يخرج عن ثوابت الموقف السعودي، بخلاف ما كانت باريس تسعى إلى تحقيقه، وهو جعل السعودية تنخرط بشكل تفصيلي أكبر. في هذا السياق برز الكلام عن مسؤول فرنسي حول السعي لإشراك مصر بالاجتماع. وهنا ثمة قراءتان مختلفتان لهذا الأمر. القراءة الأولى، تعتبر أن باريس تحبذ أن تكون القاهرة شريكة في الاجتماع، باعتبارها متقاربة في القراءة السياسية والموقف من الأزمة اللبنانية، ويمكن للقاهرة أن تؤثر على الموقف السعودي في تقديم مقاربة ذات سقف منخفض عن السقف الذي ترفعه الرياض. أما القراءة الثانية، فتعتبر أن الرياض وبعد القمة التي عقدت بين وزيري خارجية السعودية ومصر قبل أيام، وتم خلالها البحث في كل ملفات المنطقة، ومن بينها الملف اللبناني، عبّرت في بيان مشترك عن الموقف السعودي الثابت من لبنان، وهي أصبحت تريد دخول القاهرة على الخط، على قاعدة الالتزام بنقاط البيان المشترك. وبذلك ستكسب السعودية موقفاً إلى جانبها. في كل الأحوال، فإن ذلك يشير إلى عدم جهوزية الخارج لإنضاج التسوية حول لبنان، فيما تشير مصادر متابعة إلى أن كل الاطراف التي ستشارك في الاجتماع ستقدم رؤيتها للوضع السياسي، وآلية حل الأزمة القائمة، وصولاً إلى البحث في الأسماء حول رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة بعدها، وحتى أسماء الوزراء، ربطاً بالبحث عن سبل الوصول إلى خطة إصلاحية شاملة. هذا إذا لم تسهم الاختلافات في الرؤى والمقاربات بتأجيل اللقاء مجدداً.

 

تحركات إسرائيلية على الحدود.. وانتشار واسع للجيش!

صحف/22 كانون الثاني/2023

انتشر الجيش اللبناني بشكل واسع قبالة التحركات الإسرائيلية في وادي هونين، لمنع أي خرقٍ للخط الأزرق، بعدما تجاوزت جرافة تابعة للجيش الإسرائيلي السياج التقني في تلك المنطقة، أثناء قيامها بأشغال هندسية، تؤازرها حفارة بوكلن، من دون أن تتخطيا الخط الأزرق، وذلك بحماية عربة مدرعة وقوة مشاة إسرائيلية. كما حضرت قوة مرللة من الـ”يونيفيل” ومن فريق المراقبين الدوليين، ولجنة الارتباط، التي أجرت اتصالات بالجانبين لتهدئة الوضع، وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه.وفي السياق، أكدت القوات الدولية العاملة في الجنوب، أن “الوضع الحدودي جنوباً هادئ”، وجنود حفظ السلام موجودون على الأرض، والاتصالات دائمة مع كلا الطرفين، لاحتواء أي توتر قد ينشأ.

 

إلقاء قنبلة على مبنى قناة الـ"ال بي سي"... ومواقف مستنكرة!

الكلمة اولاين/22 كانون الثاني/2023

أقدم مجهولون، مساء اليوم الأحد، على إلقاء قنبلة باتجاه مبنى الـ "ال بي سي" ما أدى الى انفجارها والتسبب بأضرار مادية. وعلى الفور، حضر عناصر من مخابرات الجيش وقوى الأمن وشعبة المعلومات إلى المكان وباشروا بالتحقيقات. هذا الاعتداء، يأتي تزامنًا مع مقطع تمثيلي اعتبر "استهزاءاً" باللهجة الشيعية في لبنان من بطولة الثنائي الكوميدي محمد دايخ وحسين قاووق، والذي أثار حالة من الغضب والاستنكار في أوساط الطائفة الشيعية بلبنان. وعرضته قناة الـ"ال بي سي" ضمن برنامجها "تعا قلو بيزعل" في حلقة بعنوان "تعلم اللغة الشيعية من تمثيل محمد دايخ وحسين قاووق". وتجدر الاشارة، الى أنّ هذا الاعتداء ليس الأول من نوعه، فكانت قد تعرّضت قناة "الجديد"، لاعتداء مماثل، بعد الجدل الكبير الذي أثارته حلقة "فشة خلق" التي بُثت على القناة على لسان الممثلة جوانا كركي بشخصية "بتول". مواقف مستنكرة: على الفور، توالت المواقف المنددة بالاعتداء. أجرى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إتصالًا برئيس مجلس ادارة المؤسسة اللبنانية للإرسال بيار الضاهر, مطمئنا بعد الاعتداء الذي استهدف مبنى المحطة مساء اليوم الأحد, بالقاء قنبلة من قبل مجهول. وقد أكد الرئيس ميقاتي للضاهر, أن "التحقيقات الأمنية ستتكثف لجلاء ملابسات الحادث، وأن حرية الاعلام المسؤول ستبقى مصانة ولن يرهبها اعتداء". كما اطمأن ميقاتي من الضاهر الى سلامة العاملين في المحطة بعد القاء القنبلة التي تسببت بأضرار مادية. من جهتها، استنكرت أمانة الإعلام في حزب الوطنيين الأحرار التعدي على محطة المؤسسة اللبنانية للارسال إنترناشيونال. أضافت في بيان: "كما نؤكد تمسكنا بحرية الإعلام لأنها من الأسس التي بني عليها لبنان. نتمنى السلامة لكل العاملين في المحطة". بدورها، دانت مفوضية الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي ما حصل من اعتداء على lbci، ودعت القوى الأمنية والقضاء إلى وقف هذا المسلسل المتكرر من الاعتداءات على الوسائل الإعلامية والاعلاميين، ومعاقبة المرتكبين، حرصًا على ميزة أساسية في لبنان تتمثل بالحريات الإعلامية. وأضافت في بيان: "إن كل عمل تخريبي ضد الإعلام مرفوض ومستنكر ولا مبرر له. وأي أمر يصدر في الإعلام، يُرَدّ عليه بالإعلام وبالاحتكام للقانون ولا شيء سواه".

 

إعلاميون من أجل الحرية: كل التضامن مع ال LBC والزملاء العاملين فيها

وطنية/22 كانون الثاني/2023

أصدرت جمعية "إعلاميون من أجل الحرية" البيان الآتي: "إن إلقاء قنبلة قرب مبنى ال lbc  يشكل تهديداً مباشراً لوسيلة إعلامية، بل تهديداً للحرية الإعلامية، لكن الأخطر أن يمر الاعتداء من دون الكشف عن المعتدين ومحاسبتهم، تماما كما حصل في الاعتداء على قناة الجديد". واعتبرت "أنه لأغرب من الوصف أن تتعرض مؤسسات إعلامية للاستهداف الأمني، في وقت تستمر الاجهزة المعنية في حالة السبات العميق، وتستمر السلطة في الهرب من تحمل المسؤولية. كل التضامن مع ال lbc والزملاء العاملين فيها".

 

 نادي الصحافة طالب القوى الأمنية بالكشف السريع عن المعتدين على ال LBCI ومحاكمتهم

وطنية /22 كانون الثاني/2023

دان نادي الصحافة "الاعتداء الآثم على ال LBCI المحطة التلفزيونية الرائدة في العمل الاعلامي". ورأى في بيان "ان الفاعلين لن يتمكنوا من النيل من الحريات الاعلامية التي تشكّل أبرز مميزات لبنان". وقد أبدى نادي الصحافة "تضامنه مع كل الزملاء في المحطة وبينهم أعضاء في الهيئة الادارية للنادي، وبعد تهنئتهم بالسلامة يطالب النادي القوى الامنية بالكشف السريع عن المرتكبين ومحاكمتهم ليكونوا عبرة لكل من تسوّل له نفسه التعرض للاعلام ولرسالة الحريات".

 

لقاء مرتقب بين صفا وباسيل

المؤسسة اللبنانية للإرسال/22 كانون الثاني/2023

كشفت معلومات الـLBCI، عن أن لقاء سيجمع غدًا الإثنين، مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في “حزب الله” وفيق صفا، ورئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل.

 

قنبلة داخل مجمّع في الكورة!

الوكالة الوطنية للإعلام/22 كانون الثاني/2023

عُثر على قنبلة داخل مجمع جعارة وإيعالي في منطقة ضهر العين – الكورة مرمية على جانب الطريق، وحضرت قوة من الجيش إلى المكان وضربت طوقًا أمنيًا حولها ومنعت المواطنين من الإقتراب. ويعمل الخبير العسكري في الجيش للكشف عليها وتفجيرها ومتابعة القضية لمعرفة ملابسات رميها.

 

البترون تتعرض لعمليات سرقة!

 الوكالة الوطنية للإعلام/22 كانون الثاني/2023

شهدت منطقة البترون خلال اليومين الماضيين عدة عمليات سرقة ومحاولات سرقة متنقلة بين بلدات تحوم، راشانا ومحلة بسبينا، حيث طالت أثاث ومحتويات منازل وسيارات تقدم أصحابها بشكاوى لدى مخفر درك البترون ضد مجهولين.

وناشد أهالي المنطقة المسؤولين المعنيين العمل فورا على اتخاذ الإجراءات العملية لحماية أرزاقهم وممتلكاتهم.

 

سيناريوهات عدّة للجلسات الرئاسية

'جريدة الأنباء الكويتية/22 كانون الثاني/2023

وصف النائب غسان حاصباني، قيام بعض النواب التغييريين بالاعتصام داخل المجلس النيابي للمطالبة بإبقاء جلسات الانتخاب مفتوحة حتى انتخاب رئيس للجمهورية بالخطوة الرمزية، معتبرا أنها مسار معاكس لمسار المعارضة ولا يمكن الرهان على فعاليتها. وقال: كنا نتمنى أن يكون هناك مسار منسق أكثر مع باقي النواب مع وضع خارطة طريق. واعتبر أنه ليس بإمكان مثل هذه الخطوة أن تخلق ديناميكية معينة. وتمنى لو ان المعتصمين اتفقوا على اسم رئيس قبل البدء بهذه المقاربة “لكان عدد كبير من النواب التحق بهم، فمن اعتصم داخل المجلس كان مازال يصوت للدكتور عصام خليفة ولشعار معين، ويستبعد المرشح الذي تؤيده أكثرية المعارضة”. ورأى حاصباني في حديث لـ”الأنباء” الكويتية، أن تلويح البعض بتعليق المشاركة بجلسات الانتخاب هو شبيه بمقاطعة النواب الذين يغادرون الجلسة بالدورة الثانية، التي لا تؤدي إلى نتيجة، بل إلى جمود أكبر في الملف الرئاسي. وأشار إلى أن أي توجه تحت حجة أخذ الانتخابات إلى خارج جلسات مجلس النواب، هو توجه لخلق مسار بديل عن المسار الدستوري الديموقراطي، فلا شيء اسمه حوار حول رئيس الجمهورية، بل هناك انتخاب رئيس. وأوضح أن الحوار أو التوافق على رئيس هو بمنزلة عملية إعادة صياغة لمقاربة الحكم في البلاد قبل الانتخاب، وهي محاولة لشراء الوقت، لأنه حين يتضح اسم مرشح معين لدى أكثرية معينة عندها يتم انتخابه في يوم واحد ويفرض على الجميع. لذلك فإن أي مسار خارج مسار جلسات الانتخاب المفتوحة أمر مرفوض. فما الفرق بين الجلوس على طاولة مستديرة أو في الهيئة العامة والتصويت للمرشحين والتشاور بين الكتل في جلسات متتالية قد نصل من خلالها إلى التفاهم على اسم رئيس يجسد تطلعات غالبية المجلس النيابي وليس بالضرورة بالإجماع، وإلا يصبح مجلس النواب هيئة للمصادقة على قرار الصفقات السياسية.

وشدد حاصباني، ردا على سؤال، على أن الدستور واضح، إنما تطبيقه وطريقة مقاربة العمل السياسي هي غير الواضحة من قبل جهات سياسية مختلفة على مبدأ لبنان أولا، فالالتزام بالدستور وتطبيقه يمنع التعطيل، وعدم تطبيقه واحترامه لا يعتبر خللا بالنظام السياسي، بل خلل بالنهج المطبق بعدم احترام الدستور وآلياته. وعن حديث رئيس “القوات” سمير جعجع الأخير بتعطيل الجلسات في حال انتخاب مرشح يدعمه حزب الله، وكذلك طرحه إعادة النظر بالتركيبة اللبنانية، أكد حاصباني أن القوات اللبنانية ملتزمة بالدستور وبحضور الجلسات، والتعطيل لن يكون بشكل مستمر، إنما الانسحاب من جلسة أو اثنتين، انما هو لإعادة التموضع والتشاور مع قوى المعارضة وليس لتعطيل الجلسات. أما من يعتبر نفسه أنه خارج السلطة القائمة ويسمي نفسه معارضة، فهو غير قادر على اتخاذ القرار. أما إذا كانت هناك مقاربة فيها مصلحة للبنان وليس تسوية، والمقصود الانفتاح على أسماء مختلفة إذا توافقت المعارضة والسياديون على اسم للرئاسة.

أما في حال حصل دفع كبير وضغط لإيصال مرشح يدعمه حزب الله أو ما يسمى 8 آذار رغما عن القوى المعارضة التي ليس بإمكانها تأمين الأكثرية، فمن هنا كان القول إن مقاربة تطبيق الدستور هي مقاربة خاطئة، ونحن مع إعادة النظر بطريقة إدارة الحكم وفي كل المواقف التي كانت تتخذ تجاه بعض نقاط السماح بالتعامل كما كان يحصل في السابق حفاظا على الاستقرار وعدم الانهيار، كما إعادة النظر بالطريقة التي يطبق بها الدستور والقوانين وهي مسؤولية مجلس النواب. وفيما يخص دستور الطائف الذي انتج حلولا لكثير من المعضلات، كنا في كل مرة نفسح المجال لتطبيقه تدريجيا، وإذ بنا نرجع إلى الوراء. فالدساتير هي التي تحكم البلاد وليس الاجتهادات والتفسيرات. وأشار حاصباني إلى أن لبنان ليس على سلم أولويات الخارج الذي لديه هواجسه وتحدياته. والأهم أن يكون هناك تفاعل مع العالم العربي والدول الصديقة لمساعدة لبنان في استعادة سيادته، وهذا ما يحصل من خلال الحوار بين بعض الدول العربية ودول أوروبا بهدف مساعدة لبنان في الملف الرئاسي من خلال تطبيق الدستور والالتزام بآلياته وربط هذا الأمر بالمساعدات الدولية لإعادة النهوض بالاقتصاد اللبناني، إنما حتى الآن لا من خطوات عملية في هذا الاتجاه.

 

الاستحقاق الرئاسي معلَّق

جريدة الأنباء الإلكترونيّة/22 كانون الثاني/2023

يبقى الاستحقاق الرئاسي معلّقاً حتى إشعار آخر، رغم المبادرات التي تشهدها كواليس المشهد السياسي لكسر المراوحة وإيجاد خرق ما على خط إنجاز الانتخابات في أقرب وقت والوصول إلى حل توافقي. ويواصل النواب المعتصمون في ساحة النجمة تحرّكهم، في ظل زيارات تضامن تشهدها ساحة النجمة من قبل عدد من زملائهم، وإن كانت لا تزال خجولة كما حراك الشارع الذي لم يواكب حتى اللحظة هذه الخطوة. في حين لا يزال أفق هذا التحرك غير واضح. واعتبر النائب مارك ضو، أن زملاءه النواب المعتصمين يدرسون خطواتهم لاتخاذ القرار اذا كانوا سيكملون في اعتصامهم الاسبوع المقبل أم لا، وهذا الأمر يبقى رهن التشاور والاتصالات التي تتم في الساعات المقبلة، لا سيما وأن رئيس المجلس قد ألغى الدعوة لانتخاب الرئيس يوم الخميس المقبل واستعاض عنها بدعوة اللجان المشركة للاجتماع في اليوم عينه، وهو لن يتردد بتأجيل جلسة الانتخاب أسبوعاً آخر، خاصة وأن الاعتصام لم يواكَب بضغط شعبي كما كان متوقعاً. وكشف ضو في حديث لـ”الأنباء”، عن أن قرار الاعتصام اتخذه النائب ملحم خلف بمفرده من دون التنسيق معهم كنواب تغيير، لكنهم متفقون في ما بينهم على تبني أي خطوة يتخذها أي نائب من تكتلهم انطلاقا من حرصهم على تضامنهم وعدم السماح لأية جهة باختراقهم وزرع الخلافات بينهم، مبرراً عدم تعاطف الاحزاب المعارضة معهم الى عدم التنسيق وهم بدورهم تفاجأوا بقرار خلف. ورغم ذلك فإن أحزاب المعارضة تضامنوا معهم خصوصاً الكتائب والقوات، آملا أن ينضم إليهم نواب اللقاء الديمقراطي أيضاً بدل التلويح بتعليق الحضور الى المجلس. واعتبر أن الاستحقاق الرئاسي بحكم المؤجل في هذه الفترة، متوقعاً أن يسهم الاعتصام بتحريك المياه الراكدة للخروج من المأزق القائم، كاشفاً عن نقاش جدّي مع المعارضة للوصول الى نتيجة مرضية.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

نتنياهو يُقيل وزير الداخلية والصحة

وكالات/22 كانون الثاني/2023

كشفت وسائل إعلام عبرية، عن أن “رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أقال وزير الصحة والداخلية أرييه درعي، من منصبيه”. وأضافت أنه “تم الاتفاق بين نتنياهو ودرعي على تعيين نائبين عن حزب شاس في وزارتي الداخلية والصحة خلفاً له، لكن بصفة نائب وزير لمدة ثلاثة أشهر، وخلال هذه الفترة، ستمرر الحكومة قانوناً يتيح لدرعي الالتفاف على قرار المحكمة، والعودة إلى منصبه”.

 

الإيرانيون يواصلون تحدي النظام ويصعِّدون الاحتجاجات رغم القمع

طهران تلوّح بالانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية وتهدد أوروبا: سنعتبر جيوشكم إرهابية

طهران،عواصم – وكالات/الأحد 22 كانون الثاني 2023

بالرغم من انحسار التظاهرات في ظل حملة القمع الدامية التي يتبعها نظام الملالي، ما زال المتظاهرون يتحدّون سلطات طهران بعد أربعة أشهر من انطلاق انتفاضة الغضب، التي أطلقتها وفاة الشابة مهسا أميني في منتصف سبتمبر الماضي بعد توقيفها لمخالفتها قواعد لباس المرأة الصارمة في إيران. واتخذت الاحتجاجات أشكالاً مختلفة، من بينها الإضرابات، والتظاهرات المستمرة في بعض المناطق، كما ظهرت بوادر انقسام داخل صفوف النظام، ولا يزال الغضب الشعبي يشكل تهديدا محتملا للنظام الإيراني في ظل الأزمة الاقتصادية في البلد. وأكدت مصادر محلية أن الانتفاضة في أنحاء البلاد ما زالت حيّة رغم تغيّر الطريقة التي يعبّر من خلالها الناس عن معارضتهم بسبب حملة القمع الدامية التي شنّتها السلطات في الخريف. ووفق منظمة “حقوق الإنسان في إيران” غير الحكومية ومقرها النرويج، قُتل نحو 481 شخصاً في حملة القمع، ويواجه نحو 109 أشخاص عقوبة الإعدام في قضايا تتعلق بالاحتجاجات، إضافة إلى الأربعة الذين أعدموا حتى الآن. ويرى الخبير في الشؤون الإيرانية علي فتح الله نجاد أنه مع التراجع الكبير في قيمة الريال الإيراني منذ مطلع العام، يمكن توقع احتجاجات مدفوعة بالوضع الاقتصادي قد تتحول بسرعة إلى تظاهرات سياسية كما حصل سابقا. من جهته، أكد موقع “انقلاب.انفو” الذي يتابع حجم النشاط الاحتجاجي أنه في حين تراجع عدد الاحتجاجات في الشوارع، زاد عدد الإضرابات وغيرها من الأنشطة المعارضة مثل كتابة الشعارات وإتلاف لافتات حكومية، مشددا على أن “الانتفاضة في أنحاء البلاد ما زالت حية رغم تغير الطريقة التي يعبّر من خلالها الناس عن معارضتهم بسبب حملة القمع الدامية التي شنتها السلطات”. كما شددت الناشطة رؤيا بوروماند على أن الاحتجاجات لم تتوقف في مواجهة القمع العنيف، قائلة “لقد انحسرت بالتأكيد… نشهد أيضا حالات قتل خارج نطاق القضاء، وبطبيعة الحال يتوخى المواطنون المزيد من الحذر”.لكنها أكدت أن الأنشطة الاحتجاجية مستمرة، ومن بينها التظاهرات المنتظمة في شوارع منطقة سيستان بلوشستان الشاسعة والفقيرة في جنوب شرق البلاد، وإضرابات عمال النفط والاحتجاجات أثناء جنازات متظاهرين وأربعينياتهم.

في غضون ذلك، أثارت مصادقة البرلمان الاوروبي على إدراج قوات “الحرس الثوري” على قائمة الارهاب، موجة من الرعب في اوساط نظام الملالي في ايران، سرعان ما انتقلت الى المنابر والوسائل الاعلامية التابعة له، وربط الرئيس ابراهيم رئيسي قرار البرلمان الاوروبي بالانتفاضة الشعبية المستمرة للشهر الرابع على التوالي، قائلا انه جاء بعد محاولات فاشلة لضرب النظام في الشارع. من جانبه، وصف وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان القرار بالانفعالي والحاد وغير المهني، مشيرا الى ان الحرس مؤسسة رسمية و سيادية، وهدد بالانسحاب من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية إذا لم يصحح الاتحاد الأوروبي موقفه تجاه طهران. وأكد الوزير الايراني عقب حضوره جلسة مغلقة لمجلس الشورى أن البرلمان يعتزم وضع عناصر من جيوش الدول الأوروبية على قائمة الإرهاب، وهو الأمر الذي اكده رئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف، الذي اشار إلى أن بلاده ستعتبر جيوش الدول الأوروبية منظمات إرهابية، مشددا في الوقت ذاته على أنه إذا أرادت أوروبا التوصل إلى اتفاق نووي عليها أن تفصل بين طريقها وطريق معارضي هذا الاتفاق. وفي السياق نفسه، أعلن نواب البرلمان في بيان لهم، أنه في حال إدراج “الحرس الثوري” الإيراني في قائمة الجماعات الإرهابية في أوروبا، فإنهم سيوافقون على خطة ستكون لها “عواقب سلبية على المؤسسات التابعة للمنظمات العسكرية التابعة للدول الأوروبية”. بدوره، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني ان الحرب الهجينة والمعرفية الحالية للغرب ضد إيران، هي استمرار لحربهم العسكرية والاقتصادية والسياسية والنفسية ضد بلاده، ومحكوم عليها بالفشل كما في الماضي.

وفي تغريدة على “تويتر” قال كنعاني: “رغم التظاهرات والاحتجاجات والاشتباكات والعنف في باريس ولندن وتل أبيب، لكن وسائل إعلامهم تتحدث عن الاحتجاجات في إيران، والتي رغم كل الجهود التي يبذلها الغرب لخلقها وتكثيفها واستدامتها، صمتت منذ نحو شهر”.

 

إيران تهدد بوضع الجيوش الأوروبية على قائمة الإرهاب رداً على تصويت بشأن «الحرس الثوري»

لندن/الشرق الأوسط/الأحد 22 كانون الثاني 2023

حذّرت إيران من الرد بالمثل على تصويت البرلمان الأوروبي لإدراج «الحرس الثوري» على القائمة السوداء للمنظمات «الإرهابية» والدعوة لفرض عقوبات عليه، وفق ما أكد وزير خارجيتها حسين أمير عبد اللهيان، اليوم الأحد. وكتب أمير عبد اللهيان على «تويتر» إن مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني «يعتزم وضع أطراف من جيوش الدول الأوروبية على قائمة الإرهاب». وشدد على أن «الرد (سيكون) بالمثل»، مكرراً بأن «البرلمان الأوروبي أطلق النار على نفسه» بالتصويت ضد «الحرس»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وأتت هذه التصريحات في يوم بحث البرلمان الإيراني الخطوة الأوروبية في جلسة مغلقة شارك بها وزير الخارجية وقائد «الحرس» اللواء حسين سلامي. وطلب البرلمان الأوروبي، الخميس، من التكتل القاري إدراج الحرس على قائمة «المنظمات الإرهابية»، بما يشمل فيلق القدس الموكل بالعمليات الخارجية، وقوات التعبئة (الباسيج). وأتى التصويت في فترة من التوتر المتزايد بين طهران وبروكسل على خلفية الاحتجاجات التي تشهدها إيران، واتهام الغربيين لطهران بتزويد روسيا بطائرات مسيّرة استخدمتها خلال الحرب على أوكرانيا. ودعا النصّ غير الملزم الذي أقره النواب الأوروبيون، إلى حظر «أي نشاط اقتصادي أو مالي» مع «الحرس» من خلال شركات أو مؤسسات قد تكون مرتبطة به.

وحذّر رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف، الأحد، من أنه «في حال اتخاذ أي إجراءات ضد الحرس الثوري الإيراني، فإننا سنعتبر جيوش الدول الأوروبية جماعة إرهابية». وسبق للولايات المتحدة أن أدرجت «الحرس» على قائمة المنظمات «الإرهابية» عام 2019. وأوروبياً، يعود هذا الإجراء المعقّد قانونياً إلى المجلس الأوروبي، المخول الوحيد بتطبيق العقوبات. وأيّد عدد من الدول الأعضاء نص البرلمان، بينما بدا آخرون أكثر حذراً. ويبحث الاجتماع المقبل لوزراء الخارجية في 23 يناير (كانون الثاني) فرض حزمة رابعة من العقوبات على إيران على خلفية «قمع» الاحتجاجات التي أعقبت وفاة الشابة مهسا أميني بعد توقيفها من قبل شرطة الأخلاق، ودعم إيران لروسيا بالمعدات العسكرية.

 

الريال الإيراني ينخفض إلى مستوى قياسي في ظل العزلة

طهران - لندن/الشرق الأوسط/الأحد 22 كانون الثاني 2023

تراجعت العملة الإيرانية المضطربة إلى مستوى قياسي منخفض مقابل الدولار الأميركي، أمس (السبت)، وسط عزلة متزايدة للبلاد وعقوبات محتملة من الاتحاد الأوروبي على «الحرس الثوري» الإيراني أو بعض أعضائه. وجرى تداول الدولار بما يصل إلى 447 ألف ريال في السوق الإيرانية غير الرسمية أمس، مقارنة مع 430500 في اليوم السابق، وفقاً لموقع «بونباست دوت كوم» لأسعار الصرف. وفقد الريال 29 في المائة من قيمته منذ الاحتجاجات التي عمّت أرجاء البلاد عقب وفاة مهسا أميني. وتدهورت العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وطهران في الأشهر الأخيرة، مع تعثر جهود إحياء المحادثات النووية. واحتجزت إيران عدة مواطنين أوروبيين، وأصبح الاتحاد ينتقد بشكل متزايد المعاملة العنيفة للمتظاهرين واستخدام عمليات الإعدام.

 

رياضية إيرانية نزعت الحجاب تأمل ألا يتعرض أقاربها لرد فعل انتقامي

مدريد/الشرق الأوسط/الأحد 22 كانون الثاني 2023

أعربت لاعبة شطرنج إيرانية، انتقلت إلى إسبانيا بعد مشاركتها في بطولة دولية من دون وضع الحجاب، عن أملها ألا يتعرض أقاربها في إيران «لردّ فعل انتقامي» بعدما قررت عدم العودة إلى البلاد. وظهرت سارا خادم الشريعة (25 عاماً)، في ديسمبر (كانون الأول)، من دون غطاء للرأس في بطولة العالم للشطرنج المقامة في كازاخستان. واعتبرت هذه الخطوة تأييداً للاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ 16 سبتمبر (أيلول)، في أعقاب وفاة الشابة مهسا أميني بعد توقيفها من قبل شرطة الأخلاق في طهران بدعوى «سوء الحجاب». وانتقلت سارا خادم الشريعة، مطلع يناير (كانون الثاني)، إلى إسبانيا مع زوجها المخرج أردشير أحمدي وابنهما سام البالغ 10 أشهر. وأبلغت خادم الشريعة صحيفة «إل بايس» الإسبانية أنها تأمل ألا يتعرض أقاربها في إيران «لرد فعل انتقامي، إن كان يتعين على أي شخص شرح أفعالي فهو أنا، وليس هم، فهذا القرار قراري». وأشارت إلى أنها كانت تنوي مغادرة بلدها بعد ولادة طفلها. وأوضحت خادم الشريعة، في أول تصريح علني لها منذ انتقالها إلى إسبانيا، أنها قبل بطولة ألماتي لم تكن ترتدي الحجاب إلا «بوجود كاميرات، لأنني كنت أمثل إيران». وأضافت: «لكن مع الحجاب، لم أكن أشعر بالارتياح... لذلك قررت عدم وضعه». وأشارت الصحيفة إلى أن المقابلة جرت في «مكان سري لأسباب أمنية». وتحدد السلطات الإيرانية سلسلة من القواعد التي على الرياضيّات التزامها لدى تمثيل بلادهن في بطولة خارجية، منها تغطية الرأس بالكامل. وقالت خادم الشريعة: «بدأت أفكر في العيش في مكان يسمح بخروج (الطفل) سام إلى الشارع واللعب من دون الاكتراث إلى أمور من هذا القبيل. بدت إسبانيا الخيار الأفضل». وأضافت أنها تود الاستمرار في تمثيل إيران في بطولات الشطرنج، وتنوي الآن تقديم برامج الشطرنج عبر الإنترنت. وقالت: «راودتني هذه الفكرة منذ عدة سنوات، لكنني لم أرغب في القيام بها من إيران مع الحجاب».

 

محللون: بوادر انقسامات داخل إيران حول التعامل مع الاحتجاجات

لندن/الشرق الأوسط/الأحد 22 كانون الثاني 2023

رغم انحسار التظاهرات في ظلّ حملة القمع الدامية، ما زال المتظاهرون الإيرانيون يتحدّون سلطات الدولة بعد 4 أشهر من انطلاق حركة الاحتجاج، وفق ما يرى مراقبون. وتراجع عدد التظاهرات اليومية في الشوارع على مستوى البلاد منذ نوفمبر (تشرين الثاني)، فيما تسعى السلطات إلى قمع الاحتجاجات بأساليب، من بينها تسليط عقوبة الإعدام وتنفيذها حتى الآن في 4 مدانين على خلفية أحداث مرتبطة بالتظاهر. لكنّ الغضب الذي أطلقته وفاة الشابة مهسا أميني في منتصف سبتمبر (أيلول)، بعد توقيفها لمخالفتها قواعد لباس المرأة في البلاد، لا يزال يشكل تهديداً محتملاً للنظام الإيراني في ظل الأزمة الاقتصادية بالبلد. واتخذت الاحتجاجات أشكالاً مختلفة، من بينها الإضرابات، والتظاهرات المستمرة في بعض المناطق، كما ظهرت بوادر انقسام داخل صفوف النظام. ويرى الخبير في الشؤون الإيرانية علي فتح الله نجاد، أنه «مع تراجع عدد التظاهرات منذ منتصف نوفمبر 2022، يبدو أن حالة جمود بدأت، إذ عجز كلّ من النظام والمحتجين على فرض إرادته. ويضيف الباحث في معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية بالجامعة الأميركية في بيروت: «رغم الانخفاض النسبي في عدد الاحتجاجات منذ ذلك الحين، تجدر الإشارة إلى أن المسارات الثورية عادة ما تنطوي على مراحل متعاقبة من الهدوء النسبي والزّخم». ويتابع في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية: «الآن، مع التراجع الكبير في قيمة الريال الإيراني منذ مطلع العام، يمكن توقع احتجاجات مدفوعة بالوضع الاقتصادي قد تتحول بسرعة إلى تظاهرات سياسية، كما حصل سابقاً».

من جهته، يورد موقع «انقلاب.إنفو» الذي يتابع حجم النشاط الاحتجاجي، أنه في حين تراجع عدد الاحتجاجات في الشوارع، زاد عدد الإضرابات وغيرها من الأنشطة المعارضة، مثل كتابة الشعارات وإتلاف لافتات حكومية. ويؤكد القائمون على الموقع في بيان لوكالة الصحافة الفرنسية، أن «الانتفاضة في أنحاء البلاد ما زالت حيّة رغم تغيّر الطريقة التي يعبّر من خلالها الناس عن معارضتهم بسبب حملة القمع الدامية التي شنّتها السلطات في الخريف». ووفق منظمة «حقوق الإنسان في إيران» غير الحكومية ومقرها النرويج، قُتل 481 شخصاً على الأقل في حملة القمع، ويواجه ما لا يقل عن 109 أشخاص عقوبة الإعدام في قضايا تتعلق بالاحتجاجات، إضافة إلى الأربعة الذين أعدموا حتى الآن. وتشدّد الناشطة رؤيا بوروماند على أن «الاحتجاجات لم تتوقف في مواجهة القمع العنيف». وتضيف المؤسِّسة المشاركة لمركز عبد الرحمن بوروماند الحقوقي ومقره الولايات المتحدة: «لقد انحسرت بالتأكيد... نشهد أيضاً حالات قتل خارج نطاق القضاء، وبطبيعة الحال يتوخى المواطنون مزيداً من الحذر». لكنها تؤكد أن الأنشطة الاحتجاجية مستمرة، ومن بينها التظاهرات المنتظمة في شوارع منطقة سيستان بلوشستان الشاسعة والفقيرة بجنوب شرقي البلاد، وإضرابات عمال النفط والاحتجاجات أثناء جنازات متظاهرين وأربعينياتهم.

أحد الأمثلة البارزة على تواصل التحركات كان الاحتجاج هذا الشهر خارج جدران سجن رجائي شهر في كرج قرب طهران، بعدما سرت إشاعات عن قرب تنفيذ حكم الإعدام شنقاً في السجينين محمد غباديو ومحمد بوروغاني على خلفية الاحتجاجات. لكن ما زال كلاهما على قيد الحياة. وتابعت بوروماند: «هذه الاحتجاجات، سواء تراجعت أم لا على المدى القصير، لم تنتهِ». وهي ترى أن الاحتجاجات «غيّرت السرديّة التي فرضتها إيران على مدى عدة عقود فيما يتعلق بمن هم الإيرانيون وماذا يريدون».

وفي مواجهة التظاهرات، لم تظهر مؤشرات تذكر على استعداد السلطة بقيادة المرشد علي خامنئي لتقديم تنازلات ذات مغزى، بل إنّها قد تعمد إلى تشديد القمع أكثر. وفي خطوة لقيت تعليقات على نطاق واسع هذا الشهر، عيّن خامنئي قائد شرطة طهران السابق أحمد رضا رادان قائداً لقوة الشرطة الوطنية. ورادان متشدد يعرف عنه أنه لعب دوراً رئيسياً في قمع التظاهرات إثر انتخابات عام 2009 المتنازع على نتيجتها. في غضون ذلك، فاقمت حملة قمع الاحتجاجات عزلة إيران، مع تعثّر المحادثات مع الغربيين بشأن إحياء اتفاق 2015 حول برنامجها النووي. كما أن إيران مستاءة من إنشاء الأمم المتحدة، بطلب من الدول الغربية، مهمّة للتحقيق في حملة القمع. في الوقت نفسه، تعمد إيران إلى التقارب بشكل مزداد مع روسيا، الدولة المعزولة أيضاً من الغرب منذ أن غزت أوكرانيا، لا سيما بتزويدها بمئات الطائرات المسيّرة المتدنية التكلفة التي تستخدمها موسكو لشن هجمات على الأراضي الأوكرانية. لكنّ بعض المحللين يرون بوادر انقسامات ناشئة داخل السلطة حول كيفية التعامل مع الاحتجاجات، في وقت لم تستخدم فيه السلطات بعد ترسانتها القمعية الكاملة رغم إراقة كثير من الدماء. وفي تطور غير عادي في هذا السياق، أعدمت إيران هذا الشهر نائب وزير الدفاع السابق علي رضا أكبري، الذي حصل على الجنسية البريطانية بعد ترك منصبه، لإدانته بتهمة التجسس لصالح لندن. ويرى الباحث في مركز «كارنيغي أوروبا» كورنيليوس أديبهر، أن «الحكم غير المتوقع» قد يشير إلى «صراع قوى» داخل صفوف السلطة حول كيفية التعامل مع الاحتجاجات. وكان أكبري يعد مقرباً من أمين المجلس الأعلى للأمن القومي، علي شمخاني، وشخصيات أخرى دافعت عن اتخاذ خطوات إصلاحية لمعالجة مطالب المحتجين. ويعد فتح الله نجاد أنه «رغم غياب تصدّعات واضحة في السلطة بعد أربعة أشهر من الاحتجاجات، فإنّ هناك مؤشرات على حدوث انقسامات»، واصفاً الإعدام بأنه «علامة أخرى على انعدام الثّقة داخل صفوف النظام».

 

فضيحة اعتداء جنسي على قاصرين تقلق طهران والمخرج السينمائي بناهي يترقب قرار القضاء في حقه

طهران - لندن/الشرق الأوسط/الأحد 22 كانون الثاني 2023

وسط الاحتجاجات الواسعة التي تعم إيران، أجبرت فضيحة جنسية، وزير الرياضة الإيراني حميد سجادي على فتح تحقيق في مزاعم تعرض قاصرين للاعتداء الجنسي في أكاديمية لكرة القدم في شمال شرقي البلاد، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي، أمس (السبت). وأوردت وكالة «إرنا» أن «مسؤولاً إعلامياً سابقاً لنادي (شهر خودرو) قال عبر مواقع التواصل الاجتماعي إن ذوي 15 لاعباً من الفريق وأكاديميته، تقدموا بشكوى ضد النادي والمدربين لاعتدائهم جنسياً على أولادهم». ويتخذ نادي كرة القدم من مشهد، ثاني كبرى مدن إيران، مقراً له. وأشارت الوكالة الرسمية إلى أن الوزير «أمر قبل أسبوعين بفتح تحقيق في أعقاب معلومات تتحدث عن اعتداءات جنسية في أكاديمية لكرة القدم للمراهقين في مشهد»، ودعا إلى إظهار «حزم» ضد من يظهر تورطهم في القضية. وكانت صحيفة «شهرآرا» الصادرة عن بلدية المدينة، أشارت في عددها ليوم الجمعة إلى أن «عائلات اللاعبين» تجمعوا أمام الفرع المحلي لاتحاد كرة القدم «احتجاجاً على هذه الفاجعة».

وأضافت الصحيفة أنه نظراً لأن التجمع لم يؤدِّ إلى نتيجة تذكر، قررت العائلات طرح المسألة في وسائل الإعلام. وفي عام 2017، أثار مسؤول في لجنة الأخلاقيات التابعة لاتحاد كرة القدم، جدلاً في البلاد بعدما كشف معطيات عن تعرض «أكثر من عشرة مراهقين» للاعتداء الجنسي في فريق محلي.

من جهة أخرى، يتخذ القضاء الإيراني، خلال الأيام القليلة المقبلة، قراراً بشأن الإفراج المحتمل عن المخرج المعارض جعفر بناهي الموقوف منذ أشهر، بعدما ألغت المحكمة العليا حكم السجن الصادر بحقه، وفق ما نقلت أمس وكالة الصحافة الفرنسية عن محاميه. ويعد بناهي (62 عاماً)، أحد أبرز الأسماء في السينما الإيرانية المعاصرة. وأكد القضاء بعيد توقيفه في يوليو (تموز) الماضي، إيداعه السجن ليمضي عقوبة بالحبس ستة أعوام صدرت في حقه قبل أكثر من عقد من الزمن. وقال المحامي صالح نيكبخت: «صباح يوم السبت، أبلغني مسؤولون قضائيون أنهم سيتخذون قراراً بشأن جعفر بناهي من الآن وحتى نهاية الأسبوع». وأشار إلى أن «المحكمة العليا ألغت في 15 أكتوبر (تشرين الأول) الحكم الصادر بحق موكّلي، وأعادت القضية إلى محكمة أخرى»، موضحاً أن الملف «بقي عالقاً منذ منتصف أكتوبر، إلا أنه انتقل في نهاية المطاف، يوم الاثنين إلى محكمة الاستئناف». وأوضح المحامي أنه «بموجب القانون، يجب أن يتم الإفراج عن بناهي بكفالة فوراً، وأن تتم دراسة ملفه مجدداً». وعُرفت عن بناهي مواقفه المعارضة للسلطات، وأدانه القضاء الإيراني في 2010 بتهمة «الدعاية ضد النظام» السياسي للبلاد، وحُكم عليه بالسجن ستة أعوام والمنع من إخراج الأفلام أو كتابتها لفترة طويلة، أو السفر والتحدث إلى وسائل الإعلام، وذلك في أعقاب تأييده التحركات الاحتجاجية التي تلت إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد في عام 2009. ويعد بناهي من أبرز المخرجين الإيرانيين، ونال جوائز دولية عدة؛ أهمها جائزة «الدب الذهبي» لأفضل فيلم في مهرجان برلين السينمائي عام 2015 عن «تاكسي طهران»، وتشارك جائزة أفضل سيناريو في مهرجان «كان» السينمائي في عام 2018 عن فيلمه «ثلاثة وجوه». والأسبوع الماضي، دعت نقابة «بيت السينما» الإيرانية السلطات للإفراج عن بناهي، مبدية قلقها على صحته. وأوضح المحامي نيكبخت أن بناهي «كان يعاني من مشكلات صحية قبل توقيفه، وأصيب في الحبس بمرض جلدي خطر»، مشدداً على أن الأطباء أكدوا وجوب خضوعه للعلاج «خارج السجن». وكان الإعلام المحلي قد أفاد بأن بناهي أوقف في يوليو لدى حضوره إلى النيابة العامة في طهران لمتابعة ملف مخرج آخر هو محمد رسول آف، الذي أوقف قبله بأيام لمساندته تحركات احتجاجية شهدتها مناطق إيرانية بعد انهيار مبنى بجنوب غربي إيران في مايو (أيار).

 

مشرّعون أميركيون يحضون الإدارة على إرسال دبابات «أبرامز» إلى أوكرانيا

واشنطن/الشرق الأوسط/الأحد 22 كانون الثاني 2023

حض مشرعون أميركيون الأحد إدارة الرئيس جو بايدن على تصدير دبابات (أبرامز إم 1) القتالية إلى أوكرانيا، قائلين إن إرسال حتى عدد رمزي إلى كييف سيكون كافياً لتشجيع الحلفاء الأوروبيين على فعل الأمر نفسه. وقال مايكل مكول، عضو الحزب الجمهوري المنصب حديثاً رئيساً للجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، لبرنامج «ذيس ويك» (هذا الأسبوع) الذي تبثه شبكة «إيه.بي.سي» إن دبابة «واحدة فحسب» من دبابات أبرامز ستكون كافية لتشجيع الحلفاء، وخصوصاً ألمانيا، على إرسال دبابات دعماً لأوكرانيا في قتالها ضد روسيا. وأضاف: «حتى قول إننا سنقدم دبابات أبرامز سيكون كافياً».

ودأب مسؤولون أوكرانيون على مناشدة الحلفاء الغربيين لأشهر لإمدادهم بالدبابات الحديثة في ظل تصدي بلادهم لغزو روسي شامل. وأعلنت بريطانيا في الآونة الأخيرة أنها ستمد أوكرانيا بما إجماليه 14 دبابة «تشالينجر 2»، ولكن الجائزة الحقيقية هي دبابات «ليوبارد 2» الألمانية الثقيلة، التي يرتب حلفاء أوكرانيا لتوريدها. وتتزايد الضغوط على برلين منذ أسابيع لإرسال بعض دبابات ليوبارد الخاصة بها إلى أوكرانيا، أو على الأقل الموافقة على نقلها من دول أخرى. ولكن يبدو أن ألمانيا ربطت أي تقديم لتلك الدبابات بتحرك الولايات المتحدة لإرسال دبابات أبرامز الخاصة بها، وهو ما رفضه مسؤولون أميركيون لأن المركبات معقدة الصيانة. وقال السيناتور الديمقراطي كريس كونز لشبكة «إيه.بي.سي» إنه آن أوان تنحية هذه المخاوف جانباً. وأضاف: «إن تطلب الأمر إرسالنا بعض دبابات أبرامز لإتاحة الحصول على دبابات ليوبارد من ألمانيا ومن بولندا ومن حلفاء آخرين، فسأدعم ذلك». وأردف: «أحترم أن قادتنا العسكريين يعتقدون بأن أبرامز (صيانتها) معقدة للغاية و(تشغيلها) مكلف جداً لتكون بنفس فائدة دبابات ليوبارد، ولكننا نحتاج إلى مواصلة العمل مع حلفائنا المقربين والمضي قدما في تلك الخطوة المستعصية».

 

بوريس جونسون يزور كييف ويتعهد بالمساعدة ولندن تأمل تزويد القوات الأوكرانية بدبابات «ليوبارد 2»

كييف - لندن/الشرق الأوسط/الأحد 22 كانون الثاني 2023

زار رئيس الوزراء البريطاني السابق، بوريس جونسون، كييف بشكل مفاجئ، الأحد، واجتمع مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وتعهد بأن بريطانيا «ستساند أوكرانيا ما دام لزم الأمر» ذلك. وكان جونسون، الذي استقال من منصبه في سبتمبر (أيلول) الماضي في أعقاب سلسلة من الفضائح، رئيساً للوزراء حينما غزت روسيا أوكرانيا في فبراير (شباط) الماضي، وسعى إلى جعل لندن أكبر حليف لكييف في الغرب. وخلال هذه الجولة، زار جونسون بوروديانكا وبوتشا بضواحي العاصمة الأوكرانية التي يُضرب بها المثل في الفظائع التي ارتُكبت فيها، حينما كانت القوات الروسية تتجه نحو كييف في المرحلة الأولى من الغزو، قبل صد الأوكرانيين هذا الهجوم. وقال جونسون لحاكم بوتشا: «يمكنني إخبارك بأن المملكة المتحدة ستساند أوكرانيا ما دام لزم الأمر» ذلك. وأضاف متحدثاً بالاستعانة بمترجم فوري: «ستنتصرون وستطردون جميع الروس من بلادكم، لكننا سنظل هنا لأطول أمد (للمساعدة). ونريد أيضاً مساعدتكم في إعادة الإعمار». ونفى جونسون إشارات إلى أن تحركاته في أوكرانيا ربما يُنظر إليها على أنها إضعاف لرئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك. وخلال توليه المنصب، زار جونسون كييف مرات عدة، ودأب على الاتصال بزيلينسكي. وبينما تورط في فضائح ببريطانيا، اكتسب جونسون شعبية جارفة في أوكرانيا حيث أصبح معروفاً باسم «بوريس جونسونيوك». وأطلقت المقاهي اسمه على كعكات في كييف، ورُسمت صورته على لوحات في الشوارع وعلى الجدران. بدوره؛ أعرب وزير الخارجية البريطاني، جيمس كليفرلي، عن أمله في توريد دبابات «ليوبارد2» ألمانية الصنع إلى أوكرانيا. وقال كليفرلي في تصريحات لمحطة «بي بي سي» البريطانية، الأحد: «ليس هناك شيء أحب أن أراه أكثر من أن أرى الجنود الأوكرانيين مزودين بدبابات (ليوبارد2)، وليس هناك شيء أحب أن أراه أكثر من أن أرى أوكرانيا مزودة بأحدث المركبات المدرعة سواء بالدبابات وبالمدفعية أيضاً». وأضاف الوزير البريطاني أن «دبابات (ليوبارد) قطعة من المعدات العسكرية ذات فاعلية لا يمكن تصديقها». وتجنب كليفرلي الرد على سؤال حول ما إذا كان يشعر بخيبة أمل حيال ألمانيا. وقال إنه أجرى العديد من المحادثات مع رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك ووزير الدفاع البريطاني بن والاس. وتابع كليفرلي أن «رئيس الوزراء قرر، وهو محق تماماً في هذا، أن أكثر الأشياء إنسانية هو العمل على إنهاء هذه الحرب سريعاً، وأن يوفَّق الأوكرانيون في الدفاع عن وطنهم»، مشيراً إلى أن هذا هو السبب في أن بريطانيا زادت مرة أخرى من دعمها العسكري لأوكرانيا وأنها ستزودها بدبابات «تشالنجر2» القتالية. يذكر أن كليفرلي كان قد أشاد سابقاً مراراً بالدور الذي تقوم به ألمانيا في ملف أوكرانيا.

 

فرنسا وألمانيا ستواصلان دعم أوكرانيا «في المجالات كافة» طالما دعت الحاجة

باريس: ميشال أبو نجم/الشرق الأوسط/الأحد 22 كانون الثاني 2023

رغم أن ألمانيا ما زالت مترددة في توفير دبابات القتال ليوبارد 2 للقوات المسلحة الأوكرانية، متجاهلة الضغوط التي تمارس على حكومتها في الداخل والخارج، فإن المستشار أولاف شولتس أكد اليوم (الأحد) في باريس، بمناسبة الاحتفال بمرور ستين عاماً على التوقيع على «معاهدة الإليزيه» (معاهدة الصداقة بين ألمانيا وفرنسا)، أن بلاده وفرنسا «ستواصلان تقديم كل أنواع الدعم الذي تحتاجه أوكرانيا»، ولكن من غير أن يشير إلى «ليوبارد 2». وأضاف المستشار الألماني الذي كان يتحدث في جامعة السوربون التاريخية في باريس، وإلى جانبه الرئيس إيمانويل ماكرون، أن البلدين الجارين اللذين يشكلان «الرافعة» الأوروبية، «عازمان على القيام بذلك (تقديم كل أنواع الدعم لأوكرانيا)، بوصفهما بلدين أوروبيين، من أجل الدفاع عن السلام في أوروبا». ورداً على ذلك، تحدث ماكرون عن «الدعم الذي لا يلين، وفي الميادين كافة»، للشعب الأوكراني، مؤكداً أن وحدة الموقف بين برلين وباريس لم تتعرض أبداً للاهتزاز من شهر فبراير (شباط) الماضي، أي منذ انطلاق العملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا. ووفق مصادر الإليزيه، فإن الملف الأوكراني وأيضاً ملف الأمن في أوروبا، سيكونان موضع بحث بين ماكرون وشولتس إن في اجتماعات قصر الإليزيه، في إطار الاجتماع المشترك بين حكومتي البلدين، أو في إطار العشاء المغلق الذي سيجمع المسؤولين والمنتظر أن يتناول القضايا الحساسة، ومنها الحرب في أوكرانيا وتبعاتها، وكيفية التعامل معها وتتماتها. ومن بين الرجلين، لا شك أن شولتس هو الذي يتعرض لأكبر قدر من الضغوط من داخل حكومته، وبالتحديد من الوزراء المنتمين إلى حزب الخضر مثل وزيرة الخارجية، أو حتى من الحزب الليبرالي، وهو الشريك الثالث في الحكومة الائتلافية التي يرأسها شولتس. تضاف إلى ذلك الضغوط المتزايدة من بولندا ودول البلطيق الثلاث، فضلاً عن الرئيس الأوكراني ووزيري الخارجية والدفاع في حكومته، وكلهم يدفعون به لقبول تصدير الدبابات الألمانية (ليوبارد 2) لأوكرانيا، وهو الأمر الذي يقاومه شولتس حتى اليوم. وقد ربط شولتس قراره (بتصدير الدبابات الألمانية) بالتشاور مع الجانبين الأميركي والفرنسي. والمعلوم أن الخط الذي ينتهجه المستشار الألماني يقوم على ألا تكون برلين وحدها في الميدان. وخلال اجتماع أصدقاء أوكرانيا الخمسين في قاعدة رامشتاين الأميركية في ألمانيا، على مستوى وزراء الدفاع، اشترطت برلين أن تقوم الولايات المتحدة بالخطوة الأولى من خلال تقديم دبابات «أبرامز» لأوكرانيا. وتفيد تقارير موثوق بها أن ما لا يقل عن ألفي دبابة «ليوبارد 2» موجودة لدى الدول الأوروبية، وبعض هذه الدول مستعد لتقديم أعداد من هذه الدبابات إلى القوات الأوكرانية إذا أعطت برلين الضوء الأخضر الضروري لذلك. ومن جانبها، تصنع فرنسا دبابات «لوكلير». إلا أنه لا ضغوط فعلية عليها حتى اليوم لإرسال (أو السماح بإرسال) هذه الدبابات إلى أوكرانيا. وكان وزير الدفاع الألماني الجديد بوريس بيستوريوس، قد أشار إلى أنه سيعلن موقف برلين من ملف إرسال الدبابات الثقيلة إلى أوكرانيا، في الأيام القريبة القادمة. ومن المنتظر أن يتطرق ماكرون وشولتس، خلال مؤتمرهما الصحافي المشترك بعد ظهر اليوم من قصر الإليزيه، إلى هذه المسألة.

 

«فاغنر» تتساءل عن «الجريمة» التي ارتكبتها لكي تُصنف منظمة «إجرامية عابرة للحدود»

واشنطن: إيلي يوسف/الشرق الأوسط/الأحد 22 كانون الثاني 2023

بعد يوم من تصنيف الولايات المتحدة، مجموعة «فاغنر» الروسية «منظمة إجرامية دولية»، على أن يتم الأسبوع المقبل الإعلان عن عقوبات إضافية ضدها، ردّ رئيس المجموعة يفغيني بريغوجين، في رسالة قصيرة باللغة الإنجليزية، نشرها على قناته على تطبيق «تليغرام»، سأل فيها عن الجريمة التي اتُّهمت شركته بها. وصنّفت الولايات المتحدة مجموعة المرتزقة الروسية بأنها «منظمة إجرامية دولية»، منددة بتجاوزاتها في أوكرانيا واستخدامها أسلحة توفرها كوريا الشمالية وتجنيدها سجناء. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي إن «فاغنر منظمة إجرامية تواصل ارتكاب فظائع وانتهاكات لحقوق الإنسان على نطاق واسع». ولفت إلى أن مجموعة المرتزقة تنشر نحو «خمسين ألف شخص» في أوكرانيا، معظمهم سجناء صدرت في حقهم أحكام في روسيا. وأضاف كيربي: «لا نزال نعتبر أن لدى مجموعة فاغنر حالياً نحو خمسين ألف شخص ينتشرون في أوكرانيا، هم عشرة آلاف من المرتزقة وأربعون ألف سجين»، إلى درجة أن لدى وزارة الدفاع الروسية «تحفظات» عن «طرق التجنيد» التي تعتمدها المجموعة. وأعلن المسؤول أن واشنطن لن تكتفي بإعلان المجموعة منظمة إجرامية، بل ستفرض عليها عقوبات أخرى. وقال بريغوجين في رسالته: «عزيزي السيد كيربي، هل يمكنك توضيح الجريمة التي ارتكبتها (فاغنر)؟».

وقال البيت الأبيض، الشهر الماضي، إن «فاغنر» تسلمت شحنة أسلحة من كوريا الشمالية للمساعدة في تعزيز القوات الروسية في أوكرانيا. غير أن وزارة الخارجية في بيونغ يانغ، نفت ذلك، وقالت إن الاتهام لا أساس له من الصحة. في حين نفى بريغوجين أيضاً تلقيه شحنة كهذه، واصفاً التقرير بأنه «ثرثرة وتكهنات». وعرض كيربي على الصحافيين صوراً ملتقطة بالأقمار الصناعية قال إنها تظهر قطارات روسية تتجه إلى كوريا الشمالية لنقل معدات مخصصة لمجموعة فاغنر وتعود منها إلى الأراضي الروسية مع عتاد عسكري يشمل صواريخ للمجموعة في أوكرانيا. والتقطت الصور في 19 نوفمبر (تشرين الثاني)، على ما أوضح المسؤول الأميركي، مضيفاً أن الولايات المتحدة نقلت هذه المعلومات إلى مجلس الأمن الدولي في إطار العقوبات المفروضة على بيونغ يانغ.

ويدير هذه المجموعة المسلحة يفغيني بريغوجين، وهو رجل أعمال روسي يبلغ الحادية والستين ومقرب من الرئيس فلاديمير بوتين. وتنشط المجموعة للغاية في المعركة الشرسة التي تخاض في شرق أوكرانيا للسيطرة على مدينة باخموت. وللمجموعة وجود في دول أخرى في العالم ولا سيما في أفريقيا. وأكد جون كيربي: «سنعمل دونما هوادة لتحديد الأطراف التي تساعد فاغنر وفضحها واستهدافها». وتفيد واشنطن بأن نفوذ المجموعة يتنامى وباتت تنافس القوات الروسية. وكانت واشنطن قد فرضت بالفعل قيوداً على التجارة مع مجموعة «فاغنر» في عام 2017، ومرة أخرى في ديسمبر (كانون الأول)، في محاولة لتقييد وصولها إلى الأسلحة. وفرض الاتحاد الأوروبي عقوباته الخاصة في ديسمبر 2021 على «فاغنر» التي تنشط في سوريا وليبيا وأفريقيا الوسطى والسودان وموزمبيق ومالي، وكذلك أوكرانيا. ووصف بريغوجين «فاغنر»، بأنها قوة مستقلة تماماً لها طائراتها ودباباتها وصواريخها ومدفعيتها. وقال كيربي: «لدينا معلومات من أجهزة الاستخبارات تشير إلى تفاقم التوتر بين فاغنر ووزارة الدفاع الروسية». ورأى المسؤول الأميركي أن «فاغنر باتت مركز سلطة ينافس الجيش الروسي ووزارات روسية أخرى» مشدداً على أن «بريغوجين يعزز مصالحه الخاصة في أوكرانيا». وأضاف: «فاغنر تتخذ قرارات عسكرية مستندة عموماً إلى ما قد تدر عليها من منافع لا سيما على صعيد الدعاية».

وبرزت الانقسامات بين الجيش الروسي و«فاغنر»، التي أشار إليها مراقبون عدة، إلى العلن خلال المعركة للسيطرة على مدينة سوليدار الصغيرة في شرق أوكرانيا. فعندما أعلن بريغوجين السيطرة على سوليدار، سارعت وزارة الدفاع الروسية إلى تكذبيه معلنة بعد يومين الاستيلاء على المدينة، الأمر الذي نفته كييف.

منذ الصيف الماضي، تحاول قوات «فاغنر» والجيش الروسي، السيطرة على مدينة باخموت الواقعة في منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا رغم أهميتها الاستراتيجية المتواضعة. لكنها باتت الآن ترتدي أهمية رمزية. إلا أن الكرملين نفى، الاثنين، أن يكون ثمة توتر بين الجيش الروسي والمجموعة المسلحة، وأكد الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، وجود «تلاعب». وتشكلت مجموعة «فاغنر» عام 2014، وقد جنّدت آلاف السجناء للمحاربة في أوكرانيا، في مقابل وعد بخفض عقوباتهم. وبعدما اعتمد لفترة طويلة التكتم، بات بريغوجين يفرض نفسه طرفاً أساسياً في النزاع في أوكرانيا.

وبريغوجين مطلوب في الولايات المتحدة بتهمة التدخل في الانتخابات الأميركية، وهو أمر أكده بريغوجين بنفسه في نوفمبر، وقال إنه سيواصل فعله. وجنّدت مجموعة «فاغنر» التي تأسست عام 2014، آلاف السجناء للقتال لصالح روسيا لقاء خفض عقوباتهم. وفي مؤشر إلى تصاعد نفوذه، أقر بريغوجين في سبتمبر (أيلول) الماضي، بأنّه مؤسس «فاغنر»، بعدما أنكر ذلك لسنوات. وبات بريغوجين القريب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يزور بانتظام الجبهة الأوكرانية ويدلي بتصريحات بشكل نشط.

وأعرب البيت الأبيض عن قلقه بشأن تورط «فاغنر» المتزايد في الحرب، حيث كان نشطاً بشكل خاص في منطقة دونباس الشرقية. وقال كيربي في ذلك الوقت، إن المسؤولين العسكريين الروس كانوا في حالات معينة «خاضعين لقيادة فاغنر». وأضاف كيربي أن الولايات المتحدة تقدر أن «فاغنر»، المملوكة من قبل بوتين، تنفق نحو 100 مليون دولار شهرياً في القتال. كما اتهمت الدول الغربية وخبراء الأمم المتحدة مرتزقة «فاغنر» بارتكاب الكثير من انتهاكات حقوق الإنسان في جميع أنحاء أفريقيا، بما في ذلك جمهورية أفريقيا الوسطى ومالي. وفي ديسمبر الماضي، أعلن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أنه وقع على قرار يعتبر مجموعة «فاغنر»، «كياناً ذا أهمية خاصة» لأنشطته في جمهورية أفريقيا الوسطى.

 

مشرّعون أميركيون يحضون الإدارة على إرسال دبابات «أبرامز» إلى أوكرانيا

واشنطن/الشرق الأوسط/الأحد 22 كانون الثاني 2023

حض مشرعون أميركيون الأحد إدارة الرئيس جو بايدن على تصدير دبابات (أبرامز إم 1) القتالية إلى أوكرانيا، قائلين إن إرسال حتى عدد رمزي إلى كييف سيكون كافياً لتشجيع الحلفاء الأوروبيين على فعل الأمر نفسه. وقال مايكل مكول، عضو الحزب الجمهوري المنصب حديثاً رئيساً للجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، لبرنامج «ذيس ويك» (هذا الأسبوع) الذي تبثه شبكة «إيه.بي.سي» إن دبابة «واحدة فحسب» من دبابات أبرامز ستكون كافية لتشجيع الحلفاء، وخصوصاً ألمانيا، على إرسال دبابات دعماً لأوكرانيا في قتالها ضد روسيا. وأضاف: «حتى قول إننا سنقدم دبابات أبرامز سيكون كافياً».

ودأب مسؤولون أوكرانيون على مناشدة الحلفاء الغربيين لأشهر لإمدادهم بالدبابات الحديثة في ظل تصدي بلادهم لغزو روسي شامل. وأعلنت بريطانيا في الآونة الأخيرة أنها ستمد أوكرانيا بما إجماليه 14 دبابة «تشالينجر 2»، ولكن الجائزة الحقيقية هي دبابات «ليوبارد 2» الألمانية الثقيلة، التي يرتب حلفاء أوكرانيا لتوريدها. وتتزايد الضغوط على برلين منذ أسابيع لإرسال بعض دبابات ليوبارد الخاصة بها إلى أوكرانيا، أو على الأقل الموافقة على نقلها من دول أخرى. ولكن يبدو أن ألمانيا ربطت أي تقديم لتلك الدبابات بتحرك الولايات المتحدة لإرسال دبابات أبرامز الخاصة بها، وهو ما رفضه مسؤولون أميركيون لأن المركبات معقدة الصيانة. وقال السيناتور الديمقراطي كريس كونز لشبكة «إيه.بي.سي» إنه آن أوان تنحية هذه المخاوف جانباً. وأضاف: «إن تطلب الأمر إرسالنا بعض دبابات أبرامز لإتاحة الحصول على دبابات ليوبارد من ألمانيا ومن بولندا ومن حلفاء آخرين، فسأدعم ذلك». وأردف: «أحترم أن قادتنا العسكريين يعتقدون بأن أبرامز (صيانتها) معقدة للغاية و(تشغيلها) مكلف جداً لتكون بنفس فائدة دبابات ليوبارد، ولكننا نحتاج إلى مواصلة العمل مع حلفائنا المقربين والمضي قدما في تلك الخطوة المستعصية».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

مسرح برلمان المدينة: الوجه الآخر لمفاوضات "حزب الله"

مريم مجدولين اللحام/موقع لبنان الكبير/22 كانون الثاني/2023

فتح نائبا "كلنا إرادة" نجاة صليبا وملحم خلف الباب الخلفي أمام نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب ليدخل منه متذرّعاً، ومطالباً بـ"الحوار". بعدها بساعات، صدفة ربانية، جمعت بين مشهدية الاعتصام في مسرح برلمان المدينة تلك، وبين اللقاء المسائي الذي جمع وفداً قيادياً من "حزب الله" بالنائب السابق وليد جنبلاط لمقاربة الاستحقاق الرئاسي. بعيداً عن حقيقة الحسابات والدوافع التغييرية، فإن أمراً واحداً ثابتاً، مفاده بأن لا الممانعة بقيادة "حزب الله"، ولا المعارضة السيادية بمرشح لحزب المصارف (المتناغم ضمناً مع "كلنا إرادة" كمنصة تمويل)، صاحبا قرار في ما يجري، مع ضرورة التنبيه أن كلاهما مستفيد من حركة نواب التغيير البعيدة عن سياق قواعد الانتفاضة التي توّجتهم ممثلين لها.

تأمين النصاب

وبعيداً عن غرض نواب التغيير من وراء خطوتهم التصعيدية، سواء أكانت إعلامية دعائية بالدرجة الأولى أم أنهم منطلقون من قلق وحرص على "مسار الديموقراطية الملزم للمجلس النيابي" كما قال النائب ملحم خلف، إلا أن الوقائع تعكس مراهقة سياسية مُفرطة، وخطأ يخدم مصالح المنظومة السياسية.

المسألة أعمق من مجرد "مخيّم مشرعين في مجلس الشعب"، وأكثر من مجرّد إرهاصات صراع مبكر على خلافة الرئيس ميشال عون. أولاً، إن "تأمين نصاب الجلسات النيابية" كمطلب اعتصم لأجله التغييريون، ليس بالضرورة في صلب اهتمامات الناس ليلة وصول الدولار إلى ما فوق الـ50 ألف ليرة... والمفارقة أنها تأتي في خضم محاولات الثنائي التسويق لحوار جامع ينتج عنه ما يُشبه النموذج العوني "المقاوم"، في مواجهة أي رئيس محتمل يؤسس لممكن مدني.

ثانياً، من المفيد أن نُذكّر نواب التغيير بأن الأولوية التي انتُخبوا على أساسها، إن لم تكن استعادة الأموال المنهوبة، فهي إيقاف النهب، وأن المجهود الذي يستثمرونه بمعركة رئاسية لا تعني القسم الأكبر من المواطنين، كان من الممكن أن يُصبّ في محاربة الفساد ومساءلة الوزراء.

فملامسة وجع الناس هو ملامسة للشارع. الشارع الذي من خلاله يتم التفاوض سياسياً. أما حصر الأجندة بالاستعراض داخل المجلس فنتيجته رئيس توافقي بين كتل متصارعة وإعادة لتجديد النظام ذاته.

ثالثاً، إن التزامهم بالتواجد في "صالة الانتخابات" تلك، ضمن لـ "حزب الله" وذويه أبطال الورقة البيضاء، تأمين النصاب البرلماني المطلوب لمرشحهم غير المعلن رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية... وألغى من جهة أخرى قوّة المعارضة السيادية التي كان بإمكانها فرض تعطيل ما في وجه مرشح الحزب، بغض النظر عن أن المعارضة السيادية كانت قد نجحت في استمالة بعض منهم للتصويت لمرشحها، ميشال معوّض، فيما فشل الأخير في جمع الأصوات الاجمالية اللازمة.

خدمة مجانية للميليشيا

تتقدّم مساعي "حزب الله" خطوتين أو نصف خطوة وترجع خطوة إلى الوراء، إلا أنها مع اعتصام خلف - صليبا تحقق أهدافها شيئاً فشيئاً بغض النظر عن "نية النواب" المعتصمين في المجلس النيابي.

نفض نواب التغيير الغبار عن نصف مأزق "حزب الله" مع خياره الرئاسي الفاقد للميثاقية المسيحية والذي كان يمكن ألا يؤمن "النصاب". ووضعوا المعارضة السيادية أمام تحدي اختيار مرشح آخر غير ميشال معوّض يستطيع تأمين النصف زائد واحد. وفي تناحر 8 و14، أمّن قادة النضال الشعبي التغييري ذاك "النصاب" لمن يسبق الآخر من الفريقين، وجرّدوا أنفسهم من أهم ورقة تفاوضية تعطّل احتمال وصول رئيس "يحمي ظهر المقاومة" وحلفائها في ملف التحقيق بانفجار مرفأ بيروت، أو وصول رئيس كميشال معوّض خطته الاقتصادية العلنية لاعادة أموال المودعين هي بتحميلها بصورة غير مباشرة للشعب.

ككتلة من 13 نائباً، كانت "نظرياً" قادرة على فرض شروط جوهرية تمكنها فعلياً من التحكم بالجميع، 8 أو 14، في ضوء عدم قدرة الفريقين على تأمين العدد المطلوب لانتخاب رئيس. ولم يكن هناك من داعٍ لتشريع أبواب المجلس أمام "حزب الله" بشكل يمكّنه من إبرام صفقته السياسية في منزل جنبلاط. فأتت خطوتهم الهزلية تاجاً ذهبياً على رأس إخفاقاتهم المتتالية منذ تعيينهم ممثلين للشعب. وضربت مناورتهم المحدودة أول ما ضربت وتر الحياة السياسية لقوى 17 تشرين بدل أن تضرب على وتر تناقضات الحسابات الايرانية - السعودية.

درس قاس

غالبية نواب "كلنا إرادة"، فوضويّة بطبيعتها، ومن لا يلمع اسمه إلا بالفوضى لا يمكن التعويل على انضباطه.

لا شك في أن معظم من انتخب نواب التغيير، الناشط منهم وغير الناشط، لم يستطيعوا الانتظام في أحزاب سياسية وازنة تشكّل حاضنة لنوابهم يعودوا لتشاركيتها قبل اتخاذ خطوات وتكتيكات مصيرية كالمنامة تحت قبة البرلمان. لهذا، وكنواب "الثورة"، افتقروا إلى الانضباط المطلوب في سدة قيادة مشروع دولة، وعجزوا عن استيعاب فكرة أنهم انتخبوا ليُحاسبوا ويؤسسوا إصلاحاً في نظام مهترئ يحتاج الى أسلوب حكم صحيح... فبلا أسس وخطة محكمة متفق عليها لهذا الحُكم المنشود، تشرذموا ولم يعودوا في قراراتهم إلى رافعاتهم من الناس ولا عادوا بخطواتهم إلى القواعد الشعبية، فخدموا الدولة العميقة لاإرادياً.

إذا كان من درس يمكن أن نستفيد منه مما يُحاك قبيل الانتخابات البلدية وبعدها الاستحقاقات النقابية، واستنباط خلاصة تهم كل من يشعر أن صوته مخطوف ونائم في أروقة برلمانيات التهريج: فهو تجنّب إسباغ أي شرعية على خطوات بلا منطق كخطوة النواب هذه، وعدم التورّط في دعم تصرفات كهذه، والذوبان في تنظيم سياسي موحّد وازن يستعد للمواجهة في أي استحقاق، ولمحاسبة من انتخبناهم من نواب لاستعادة القرار.

 

اعتصام النواب يُنذر بمزيد من التأزم… ونتائج عكسية؟

كارولين عاكوم/الشرق الأوسط/22 كانون الثاني/2023

خرق الاعتصام المفتوح الذي ينفذه عدد من النواب «التغييريين» في البرلمان منذ الخميس، الجمود السياسي لكن من دون أن يؤدي حتى الساعة إلى نتائج، لا سيما على خط رئاسة البرلمان، حيث كان الرد غير المباشر من رئيسه نبيه بري بعدم تحديد جلسة جديدة الخميس المقبل على غرار ما جرت عليه العادة، وعمد إلى دعوة اللجان المشتركة إلى الاجتماع في الموعد نفسه. وفي مقابل تعويل البعض على هذه الخطوة في تحريك الجمود وتسريع عملية انتخابات الرئاسة والاتفاق على رئيس للجمهورية، هناك مَن يتخوّف من أن تؤدي إلى نتائج عكسية لا سيما في ظل عدم التجاوب معها من قبل الفريق الآخر ووضعها في خانة الضغط عليه، وبالتالي تعقيد الأمور أكثر وأكثر، وهذا ما أشار إليه أمس، النائب في حزب «القوات اللبنانية» جورج عقيص، مبدياً تخوفه من أن يكون الاعتصام باباً إلى مزيد من التأزم وتعنت بري في عدم الدعوة إلى جلسات انتخابية، واستغرابه من عدم الدعوة لجلسة جديدة.

من جهتها، اعتبرت النائبة حليمة قعقور، من داخل مجلس النواب، أن «عدم دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى جلسة جديدة لانتخاب رئيس يعني أنه لا يهمه الاعتصام وما يريده يحصل». وقالت، في حديث تلفزيوني: «لنقم بحوار منطقي ونحن نطالب بتطبيق الدستور والتعاون داخل وخارج المجلس النيابي لانتخاب رئيس ولا مكان للحوار أفضل من المجلس».

لكن لا ترى النائبة نجاة صليبا التي تعتصم منذ يوم الخميس في البرلمان، في خطوة بري تحدياً، وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «على النواب ألا ينتظروا دعوة بري لجلسة انتخاب، بل عليهم تطبيق الدستور والبقاء في المجلس إلى حين انتخاب رئيس»، مؤكدة: «نحن تحت الدستور ونعمل لتطبيقه ومستعدون لمواجهة الجميع وليتفضل النواب وليقوموا بعملهم». وترى صليبا أن التضامن معهم كان لافتاً، مشيرة إلى أن 28 نائباً حضروا داعمين لهم إلى البرلمان، مشددة على أن «هذا ليس تفصيلاً ونأمل أن تتوسع الدائرة في الأيام المقبلة». في المقابل، ينفي النائب علي خريس من كتلة «التنمية والتحرير» التي يرأسها بري، أن يكون عدم تحديد الأخير لجلسة الخميس المقبل هو رد منه على اعتصام النواب. ويقول خريس لـ«الشرق الأوسط»: «السؤال المطروح اليوم هل نريد انتخاب رئيس أم سنبقى على ما نحن عليه؟»، مضيفاً: «الرئيس بري يدرك جيداً أنه لو عقدنا مائة اجتماع النتيجة ستكون ذاتها، لأن الانقسام في لبنان عمودي والبلد محكوم بالتوافق، وهو لذلك دعا إلى حوار للتوصل إلى نتيجة والاتفاق على عدد من الأسماء ومن ثم الذهاب إلى المجلس وانتخاب الرئيس، وكل كلام خارج هذا الاتفاق لا يؤدي إلى نتيجة لأن لبنان محكوم بالتوافق، ولا بد لنا من المحافظة على العيش المشترك».

وفي حين رفض خريس اعتبار عدم تحديد بري لجلسة الخميس المقبل رداً على اعتصام النواب، واعتبر أن مطالبة البعض بحوار بين 128 نائباً في البرلمان لن يجدي نفعاً والمطلوب الحوار بين ممثلين عن الكتل، أقرّ أنه «حتى هذه اللحظة ووفق المعطيات السياسية ليس هناك من أفق للحل في الوقت القريب».

وبانتظار ما سيؤول إليه اعتصام نواب التغيير الذي يلقى دعماً من عدد من نواب معارضين، يعتبر حزب «القوات اللبنانية»، بلسان مسؤول الإعلام والتواصل شارل جبور، أنه إذا لم تتوحّد المعارضة حول مرشح واحد فهو لن يوصل إلى نتيجة. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «ما يعنينا هو مواصلة الضغوط وتكثيفها وتنويعها على الفريق الذي يعطل جلسات الانتخاب أي فريق 8 آذار (حزب الله وحلفاؤه) ويمنع انتخاب رئيس»، مضيفاً: «أي حراك على المستويين الشعبي والنيابي مطلوب للضغط على المعطل لكشفه أكثر أمام الرأي العام». ويقول جبور: «نحن كنا واضحين مع النواب المعتصمين أن الاعتصام كي يؤدي إلى نتائج مرجوة يجب أن يواكب من قبل المعارضة بموقف موحد حول الاتفاق على مرشح، الذي هو بالنسبة إلينا ميشال معوض»، ويضيف: «نرى أنه لن يؤدي إلى النتائج المطلوبة إذا لم يتم توحيد صفوف المعارضة بأكثرية الـ65 نائباً على مرشح واحد ووضع الفريق الآخر أمام الأمر الواقع أنه باتت هناك إمكانية لانتخاب رئيس». ورأى النائب ميشال دويهي أن «للاعتصام داخل المجلس وظيفتين؛ الأولى بديهية وهي حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية حسب المواد 49 و74 و75 من الدستور، والثانية سياسية وهي بأهمية الأولى: الاتفاق على اسم سيادي إنقاذي إصلاحي تتقاطع حوله كل كتل المعارضة».

من جهته، اعتبر النائب عبد الرحمن البزري أن هناك فرصة حقيقية داخلية بعيدة عن المراهنة على أي حسابات خارجية وإقليمية، مشيراً في حديث تلفزيوني إلى أن النواب الموجودين في المجلس ليسوا معتصمين، بل في موقعهم الطبيعي ويقومون بواجباتهم، وأضاف: «ما نشهده في المجلس النيابي صرخة حقيقية ديمقراطية، الهدف منها إظهار أن دور المجلس انتخاب رئيس. واعتبر أن هذه الخطوة حرّكت المياه»، لافتاً إلى أنه من الواضح أن الوضع استثنائي والهدف الأساسي حماية النظام البرلماني الرئاسي.

 

المساعدات تستهدف 225 ألف أسرة… هل يصمد الشعب؟

نذير رضا/الشرق الأوسط/22 كانون الثاني/2023

يسعى لبنان لرفع عدد المستفيدين من برامج المساعدات الاجتماعية في العام الحالي إلى 225 ألف عائلة، ما يقارب ربع عدد اللبنانيين المقيمين، وذلك من خلال برنامجين للمساعدات تنفذهما وزارة الشؤون الاجتماعية، وبرنامج ثالث تعثّر تمويله حتى الآن، بموازاة مساعدات دولية لدعم الأسر اللبنانية الأشد فقراً، ودعم قطاع التعليم. وتتدفق المساعدات الدولية في اتجاهين، أولهما لتمويل البرامج الغذائية والمساعدات الشخصية للأسر الأشد فقراً منذ بدء الأزمة اللبنانية في عام 2019 وتراجع القدرات الشرائية للمواطنين، وثانيهما باتجاه التعليم، وكان آخره ما أعلنه المدير الإقليمي لدائرة الشرق الأوسط في البنك الدولي جان كريستوف كاريه، لدى لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أخيراً، ويتمثل في مساعدات لقطاع التعليم تبلغ قيمتها نحو 25 مليون دولار تخصص للأساتذة في التعليم الرسمي، وتتعلق بالإنتاجية وحضور المعلمين إلى المدارس. وسبق هذا الإعلان بيومين، إعلان مماثل من الاتحاد الأوروبي عن إطلاق مبادرتين جديدتين بقيمة 25 مليون يورو لدعم الفئات المعوزة في لبنان، ومكافحة انعدام الأمن الغذائي فيه. وتوفر هذه الأموال مساعدات مباشرة لـ7245 عائلة لبنانية فقيرة (أكثر من 41 ألف فرد) مسجلة في البرنامج الوطني لدعم الأسر الأكثر فقراً الذي يمثل شبكة الأمان الاجتماعي في البلاد وتنفذه الحكومة بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي، ويقوم على دعم المنظومات الزراعية والغذائية، بما يمكّن اللبنانيين من تلبية احتياجاتهم الغذائية.

ويعيش قسم من العائلات اللبنانية على المساعدات، على خلفية الأزمات الاقتصادية والمالية والمعيشية التي طاولت مصدر عيش اللبنانيين، وأفقدتهم جزءاً أساسياً من قدراتهم الشرائية، وتتنوع المساعدات من منظمات محلية وجمعيات أهلية، ومنظمات دولية، إضافة إلى الدعم الحكومي.

وعلى الرغم من أن مسار الدعم بدأ قبل 11 عاماً عبر «البرنامج الوطني للأسر الأكثر فقراً»، فإن الدعم تصاعد في عام 2021 بعد أزمة «كورونا»، مع الإعلان عن برنامجين يتم التسجيل فيهما في منصة «دعم».

ودخل برنامج «أمان» حيّز التنفيذ في آذار 2022، أما برنامج «البطاقة التمويلية» فتعثر إطلاقه؛ لأن لبنان لم ينجح في إيجاد تمويل له. وقالت مصادر وزارية لبنانية لـ«الشرق الأوسط» إن برنامج «أمان» كما برنامج «البطاقة التمويلية» يتم تمويلهما من قبل الحكومة اللبنانية بموجب قروض من البنك الدولي، أما «البرنامج الوطني للأسر الأكثر فقراً» فتموله جهات مانحة دولية على شكل هبات، مؤكدة أن مساعدات البرنامجين «تُصرف نقداً بالدولار الأميركي». أما مشروع «البطاقة التمويلية» فلم ينفذ؛ لأن البنك الدولي الذي يفترض أن يوفر التمويل على هيئة قرض للحكومة اللبنانية، «ربط صرف القرض بخطة الإصلاح الشامل والاتفاق مع صندوق النقد، وهو أمر لم يُنجز بعد». وتحصل العائلات في البرنامجين على مبلغ شهري قدره 20 دولاراً عن كل فرد في الأسرة (6 أفراد حداً أقصى)، بالإضافة إلى مبلغ ثابت بقيمة 25 دولاراً للأسرة الواحدة. ويسعى برنامج «أمان»، إضافة إلى مساعدة العائلات، لمساعدة 87 ألف تلميذ تتراوح أعمارهم بين 13 و18 سنة (من الأسر المستفيدة)، مسجلين في المدارس الرسمية بمساريها، العام والمهني، بالإضافة إلى الرسوم المدرسية التي تُدفع مباشرة للمدرسة، ونفقات المواصلات. وقالت مصادر مواكبة لبرامج المساعدات في وزارة الشؤون الاجتماعية التي تنفذ البرنامجين، إن هناك برنامجين حالياً لدعم الأسر الأكثر فقراً بلبنان، لافتة إلى أن العمل مستمر على تنفيذهما، أولهما 150 ألف أسرة ستستفيد من برنامج «أمان» (لسنة واحدة)، و75 ألف أسرة ستستفيد من «البرنامج الوطني للأسر الأكثر فقراً»، ما يعني أن هناك نحو 225 ألف أسرة فقيرة في لبنان ستحصل، أو حصلت، على دعم مادي شهري بالدولار.

وفي حال احتُسب معدل وسطي لكل عائلة بنحو 6 أفراد، فذلك يعني أن هناك نحو مليون و300 ألف شخص استفادوا أو سيستفيدون من المساعدات، وتقارب نسبة هؤلاء ربع اللبنانيين المقيمين.

وحتى تشرين الثاني الماضي، بلغ عدد الأسر المستفيدة من الحوالات الشهرية من برنامج «أمان» 75 ألف أسرة، أما المبلغ الإجمالي فبلغ 77 مليون دولار. وقالت المصادر إن برنامج «أمان» هو عبارة عن قرض بقيمة 246 مليون دولار تستفيد منه بالمجمل 150 ألف أسرة، موضحة أن من استفاد منه لمدة عام، لن يستفيد في العام المقبل، ويشمل كل الفئات الأكثر فقراً وكل المناطق اللبنانية، ويستثني العسكريين وموظفي القطاع العام الذين يستفيدون من برامج ومساعدات أخرى. أما «البرنامج الوطني للأسر الأكثر فقراً»، الذي انطلق قبل 11 عاماً، فكان عدد المستفيدين منه حتى عام 2021، نحو 36 ألف عائلة، لكن التسجيل تفعل في عام 2022، «حيث بُذل جهد كبير في عهد الوزير هيكتور حجار لرفع العدد، ووصل العدد حالياً لـ66 ألفاً، ومستمرون للوصول إلى صرف المساعدات لـ75 ألف أسرة». وأوضحت المصادر أن «130 ألف أسرة كانت مسجلة في مراكز وزارة الشؤون للاستفادة من هذا البرنامج»، ويتم اختيار الأسر ضمن آلية محددة لاختيار الأسر الأكثر فقراً بعد الزيارة المنزلية. وأشارت إلى أن صرف المساعدات في البرنامجين هذا العام «سيكون أسرع، كون البرامج باتت ممكنة، وأُنجزت الزيارات المنزلية لتقييم الوضع والتأكد من المعلومات الواردة في الاستمارات»، حسب ما تؤكد المصادر المطلعة على البرنامجين في وزارة الشؤون. في هذا الوقت، قدم الاتحاد الأوروبي مساعدة لتعزيز الأمن الغذائي المحلي. وفي المديين المتوسط إلى الطويل، يرغب الاتحاد الأوروبي في «المساهمة في تعزيز المنظومتين الزراعية، والغذائية الزراعية»، كما يسعى لزيادة القدرة الإنتاجية للمزارعين اللبنانيين، فضلاً عن دعم قطاع زراعي أقل تطلباً وأكثر تلاؤماً مع الظروف المناخية؛ مما يساعد لبنان على تنويع إنتاجه الغذائي، والكف عن الاعتماد على واردات المحاصيل والحبوب. وسيجري تنفيذ هذا المشروع بالشراكة مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، وبرنامج الأغذية العالمي.

 

استياء في بكركي من ميقاتي!

سعد الياس/القدس العربي/22 كانون الثاني/2023

إذا كان موقف كل من البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي المحذّر من إفراغ المناصب المارونية والمسيحية لانتزاعها بالأمر الواقع وموقف رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بإعادة النظر بتركيبة الدولة للتخلّص من «سلبطة» حزب الله خدشا الشعور الوطني لبعض الفئات اللبنانية التي ردّ بعض قادتها السياسية والروحية بنفي أي تهديد للوجود المسيحي وللشراكة الوطنية، إلا أن أوساطاً مسيحية لفتت إلى أن موقفي الراعي وجعجع كانا أصدق تعبير عن النقطة التي أفاضت الكأس وهي تعطيل الاستحقاق الرئاسي والاجتهادات التي تحصل حول نصاب الانتخاب بالثلثين لإفشال الانتخاب واستدراج الكتل النيابية السيادية والمعارضة إلى انتخاب الرئيس المدعوم من قوى الممانعة أو في أحسن الأحوال انتخاب رئيس تسوية يشكّل امتداداً للأزمة. وتستغرب الأوساط أن تُطرَح دائماً التسوية في انتخابات رئاسة الجمهورية وأن يُقال إن رئيس الجمهورية يجب أن يكون له بُعد وطني إسلامي وليس فقط مسيحياً، بينما في انتخابات رئاسة مجلس النواب لا يتكلم أحد عن رئيس للمجلس له بُعد وطني وليس فقط شيعياً فيُنتخب بالنصف زائداً واحد من أصل 128 نائباً، كذلك في تسمية الرئيس المكلّف بتشكيل الحكومة لا يطعن أحد بالنتيجة التي آلت إليها استشارات التكليف لتسمية الرئيس نجيب ميقاتي مثلاً بـ54 صوتاً فقط أي بأقل من نصف عدد أعضاء مجلس النواب وفي غياب أصوات الكتل المسيحية الوازنة. وما يدعو إلى الاستغراب في بكركي وغيرها من المواقع المسيحية هو الانقلاب على الوعود بعدم استفزاز المكوّن المسيحي بعد انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون وخصوصاً من قبل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مدعوماً من الثنائي الشيعي، ومبادرته إلى دعوة مجلس الوزراء للانعقاد أكثر من مرة في ظل الشغور الرئاسي بحجة تلبية مطالب وحاجات الناس في وقت لم يبادر هو نفسه إلى دعوة مجلس الوزراء إلى الانعقاد قبل انتهاء ولاية عون.

والمثير للاستغراب أكثر هو كيف تخلّى الرئيس ميقاتي عن «ثوب الحمل» الذي كان يزور به بكركي لطمأنة البطريرك الراعي حول مرحلة ما بعد انتهاء الولاية وإلى عدم وجود مصلحة بتأليف حكومة أولاً لأن الأولوية هي لانتخاب الرئيس، وثانياً بذريعة أن الفريق العوني يريد الاستئثار بمقاعدها الوزارية المسيحية، وأنه أبعد ما يكون عن الطائفية ولن يسمح بأي شرذمة وأي استفزاز للمسيحيين من خلال عقد جلسات لمجلس الوزراء إلا في حالات استثنائية. لكن ميقاتي نسي وعوده والتزاماته ليس فقط أمام البطريرك بل أمام الكتل النيابية في ساحة النجمة لدى تلاوة ومناقشة رسالة الرئيس السابق ميشال عون، فدأب بعد مرور شهر فقط على الفراغ الرئاسي على دعوة مجلس الوزراء رغم الشغور في سدة الرئاسة وغياب الشريك الدستوري. الأمر الذي جعل البعض يقتنع متأخراً بما ورد في رسالة الرئيس عون إلى مجلس النواب بإعلانه «أن الرئيس المكلف الذي يرفض تأليف حكومة جديدة بقرار سياسي منه، يؤبّد حالة التصريف ويفاقم الفراغ فراغاً ويسطو على رئاسة الجمهورية، وهي معقودة بميثاق العيش المشترك لسواه، مراهناً على ممارسة صلاحياتها في حين ان المادة 62 من الدستور تنيطها وكالة بمجلس الوزراء حين خلو سدتها لأي علّة كانت، وحكومة تصريف الأعمال بالمعنى الضيّق تستحيل عليها هذه الممارسة وهي التي لا تمارس أصالة كامل اختصاصها الدستوري!». وفي ضوء ما تثيره جلسات مجلس الوزراء من فوضى دستورية وميثاقية وأعراف في غير محلها، تمنى البعض لو لم يلتزم الرئيس عون بنصوص الدستور ولم يغادر قصر بعبدا في نهاية ولايته طالما أنه قادر بحسب الاجتهادات الدستورية على الاحتفاظ استثنائياً بموقعه، ليدير المرفق العام بما أن مجلس الوزراء غير قائم ليتولى صلاحيات الرئيس وكالة وطالما لا يجري احترام الالتزامات والميثاق والشراكة الوطنية وطالما يمارس رئيس حكومة مستقيلة غير مكتملة الأوصاف الدستورية صلاحيات لا يستطيع توليها مَن انحصرت دائرة اختصاصه بالمعنى الضيّق لتصريف الأعمال. وهذا يفسّر بيان مجلس المطارنة الموارنة غير المسبوق الذي رغم العلاقة الطيبة بين بكركي والرئيس ميقاتي وجّه سهامه في اتجاهه قائلاً «لا يحق لرئيس الحكومة المستقيلة أن يدعو المجلس للانعقاد من دون موافقة الوزراء، ولا يحق له أن يصدر مراسيم ويوقعها من دون توقيع جميع الوزراء، عملًا بالمادة 62 من الدستور». واللافت أن الرئيس ميقاتي لم يتوان عن الرد على بيان بكركي من خلال موقعه الإلكتروني، سائلاً «هل دور بكركي أن تطلق شرارة حرب التفسيرات الدستورية التي ستفتح أبواب جهنم على الجميع وستستتبع حتماً بردات فعل مقابلة وتفسيرات دستورية مضادة» منتقداً «التباكي على الفراغ في سدة الرئاسة وفي المناصب المارونية خصوصاً» واعتبر «أن رمي المسؤولية على الآخرين، لم يعد يفيد، والمشكلة الأساسية في الموضوع الرئاسي مارونية بامتياز، وتتحمل مسؤوليتها القيادات المارونية المتخاصمة كافة والمنقسمة على نفسها». وعلى هذا الكلام، لا ترغب مصادر كنسية بالرد لكنها تستهجن التناقض في الحديث تارة عن إلقاء مسؤولية الفراغ الرئاسي على القيادات المارونية بسبب عدم اتفاقها على مرشح من جهة والحديث طوراً أن الانتخابات الرئاسية ليست استحقاقاً مارونياً ينحصر بالموارنة فقط بل هي استحقاق وطني يشارك فيه جميع اللبنانيين.

 

تناقضات إيران وظروف نشأتها قبل الثورة

منى فياض/الحرة/22 كانون الثاني/2023

يتصرف ملالي طهران على غرار المثل القائل "إن الله خلقهم وكسر القالب". يحكمون بتكليف من الخالق نفسه. وثورتهم مختلفة عن كل الثورات التي سبقتها، لن تعرف لها نهاية. فهم لا يخضعون لقوانين لا التاريخ ولا الاجتماع. إذن هم باقون إلى أبد الآبدين. أوجدوا نظاما إلهيا لا يقهر. وكل من يعترض عليه تنتظره المقصلة. فالإعدامات أصبحت عادة لهم منذ بداية تسلمهم الحكم. أليس إحدى شعاراتهم: القتل لنا عادة؟

منذ أن قام هذا النظام والعالم لا يعرف كيف يتعامل معه. فهو نظام متفلت من جميع الضوابط سواء كانت قانونية أو دينية أو أخلاقية. عندما يعجزون عن الوصول إلى من يتهمونه، يعاقبون أقرباءه. مع أن كتابهم، أي  القرآن نهاهم عن ذلك بوضوح : "ولا تزر وازرة وزر أخرى".

إيران الدولة المارقة، وإيران الدولة الراعية للإرهاب، وإيران قائدة محور الشر. إيران تستدعي الضيوف لتسجنهم وقد تعدمهم، وتخطف الرهائن خلف واجهة من عملاء أغلبهم من حاملي جنسيات دول عربية تحتقرها. إيران تخوض جميع الحروب، سواء الإعلامية أو الفعلية، بالوكالة، وبواسطة أدوات محلية أوجدتها لتقوم مقامها. من اليمن إلى العراق وخصوصا سوريا. أما أدواتها اللبنانية، فتعفيها حتى من الظهور في إطار الصورة، إلا لماماً. لأنهم يستبقون حاجاتها ويقومون مقامها في المهمات الصعبة. لذا باستطاعتها أن تمارس عبرهم إرهابها وسلوكياتها الخارجة عن القانون في جميع بلدان العالم. مؤخراً، اركبت الخطأ المميت، فوسّعت بيكار تدخلاتها وأوصلت مسيّراتها (المسروقة تقنياتها من الشيطان الأكبر) إلى تخوم أوروبا عبر  حليفتها روسيا.

إيران الدولة المعزولة عن معظم دول العالم، لديها الآلاف من السجناء السياسيين، ولديها النسبة الأعلى عالمياً من الإعدامات. لا تسبقها الصين إلا بسبب ملايينها الهائلة من السكان.

عملت منذ البداية تحت شعار "تصدير الثورة" وطموحها أن تؤدي دور قائد عالمي لثورتها الإسلامية. وباسم "الجامعة الشيعية" لم تتكفل فقط بالتنسيق بين الطوائف الشيعية، بل استحوذت عليها. إيران تريد تشييع العالم.

لكن إيران هذه تفشل في إقناع مواطنيها برسالتها العظيمة تلك. فتواجه ثورتهم بأقسى أنواع القمع للجم الشابات والشبان. جيل الألفية الثالثة، المتعلم والذي يريد أن يعيش كبقية الخلق، يتمتع بالحقوق والحريات على أنواعها وعلى رأسها الحريات الشخصية والسياسية. لكن الملالي العجائز الذين يحكمون بأفكار بائدة، يظنون أنهم سينجحون باستخدام العنف وباستغلال التكنولوجيا الحديثة وأدواتها الرقمية للقضاء بالتحديد على من هم أكثر أهلية منهم لاستخدامها وتطويرها من الأجيال المحتجة.

في هذا الوقت تتفرج الدول الغربية وتتمهل في مساندة هذا الشعب الثائر ومعاقبة المنظومة الحاكمة في إيران وأشباحها المندسة بين ظهرانيهم.

لقد أخطأت تلك الدول منذ البداية في تعاملها مع إيران، حاربت الإرهاب السني، وتغاضت عن الإرهاب الشيعي. تجاهلت طويلاً خصوصية النظام الإيراني الذي يتبع سياسة خارجية خاصة منذ قيام الثورة. فهناك إيران الدولة وإيران الثورة. إيران الدبلوماسية وإيران الأيديولوجيا. لقد استمرت سياستها التقليدية كدولة لها تمثيلها الديبلوماسي ومصالحها. لكنها بنت في نفس الوقت  أجهزتها الثورية الموازية التي تنافس مؤسسات الدولة وتعزلها او تعطلها.

تساهل الغرب وقبل التعامل مع أجهزة الحرس الثوري والعناصر المشبوهة؛ قبل أن يضعه بعضها على لائحة الإرهاب. بينما لا يزال بعضها الآخر يتردد في ذلك. كما أنها تسمح بنشاط سفاراتها غير الرسمية كمستشاريات وجمعيات مشبوهة وغيرها. هذه الدول الغربية (من دول أوروبا إلى أميركا وكندا...) لا تزال الملاذ الآمن لشخصيات نافذة في النظام ولبناتهم وأبنائهم، بهدف الدراسة والطبابة والترفيه.

الشعب الثائر عميل. يحركه الغرب. لكن هل الوضع الداخلي الإيراني منسجم ومستتب؟ هل يحصل المواطن الإيراني على حاجاته الأساسية في دولة توزع مغانمها على امتداداتها العسكرية الداخلية والخارجية؟ وهل نجحت سياساتها في مواجهة أنواع المشكلات التي طالما كانت في جوهر الوجود الإيراني؟

فإيران تتخبط على عدة مستويات وتعاني من تناقضات على مستوى الهوية القومية\ والهوية الدينية وعلى مستوى الدولة\ الثورة او الدولة\ الحزب والمخابرات. وما يبرز بقوة مؤخرا: ازدواجية هوية فارسية \ إسلامية .

الإشكالية الأولى التي تعاني منها إيران هي إشكالية الهوية القومية التي كانت دائما متنافرة؛ فهي كبلد متعدد الإثنيات واللغات (في إيران 75 لغة حية) عانت دائماً من صعوبة في استيعاب مختلف هذه الهويات. ومن أجل استقرارها عليها أن تبحث عن المشترك عبر هوية وطنية جامعة، لكنها ستواجه عندها بهيمنة الثقافة والعنصر الفارسيين، خصوصاً بعد أن سقط الخطاب الإسلامي المثالي الذي كانت تتذرع به بعد لجوئها إلى الخطاب الفارسي والحلم باسترجاع مجد الإمبراطورية البائد.

فعلى مدار القرن العشرين أدى بروز الخطاب الإسلامي إلى جانب الخطاب القومي، إلى تجاذب في الهوية. ذلك أن جزءا من الخطاب القومي في الحقبة البهلوية، الذي أراد تمكين النظام الملكي، بني على أساس من تمجيد التراث ما قبل الإسلامي واعتبرت الثقافة واللغة الفارسية كجزء أصيل من الهوية الإيرانية.

تاريخياً، هناك توافق على أن إيران المعاصرة تأسست في أوائل القرن السادس عشر الميلادي، على يد الشاه إسماعيل الصفوي. قبل ذلك كانت إيران بلدا متعدد الممالك والأقاليم والدويلات والإمارات، وتضم قوميات غير متجانسة ومستقلة عن بعضها وتعيش ارتباطات عضوية.

إذن يبدأ تاريخ إيران الحديث مع الصفوية (1501)، حيث قام الشاه إسماعيل الصفوي بتوحيد القبائل التركية الآذرية وشكل منها جيشا منظما بقيادة واحدة واتجه بهذا الجيش إلى مختلف الأقاليم وأخضعها لحكمه.

ثم تبعت الصفوية عدة سلالات حتى وصل الحكم إلى سلالة القاجار التي مكنت في عام 1770 القبائل التركية الآذرية في مناطق أذربيجان، لتبسط سلطتها بعد ذلك على عموم إيران.

لقد أسس القاجار نظاما جديدا عرف باسم «الممالك المحروسة الإيرانية» وهو نظام فيدرالي تقليدي حافظ على التعدد القومي والثقافي واللغوي والديني بشكل رسمي. واكتفى بإرسال ممثل واحد، «والٍ»، لجمع الضرائب.

في العهد القاجاري أيضا انطلقت مبادئ الحركة الدستورية (ثورة المشروطة)، وجاء في مقدمة الدستور المقترح استقلال الأقاليم «الفيدرالية»، عبر تشكيل مجالس الأقاليم والولايات وفقاً للدستور الذي صاغته القوى الثورية الديمقراطية عام 1906.

يجمع الباحثون أن الدولة القومية الفارسية، أو الدولة الأمة الحالية، أقيمت في إيران في نهاية الربع الأول من القرن العشرين على أنقاض الدولة القاجارية. اسم إيران أطلق في مارس 1935.

رضا خان، شارك في انقلاب  22 فبراير 1921. وبعد الانقلاب، أصبح رضا بهلوي الشاه في 1925. قام بتعريف الدولة القومية بأنها "دولة ذات لغة واحدة وقومية واحدة وبلد واحد"، منتهكاً بذلك دستور ثورة المشروطة (1906- 1909)، الذي ينص على تعدد الممالك والقوميات في إيران، ويمنحها نوعاً من الحكم الذاتي.

رسخ رضا شاه، مؤسس حكم آل بهلوي (1925-1979) الوطنية المستندة إلى الهوية مع تشييد الدولة الحديثة. ومن أجل التوحيد الثقافي لإيران المتعددة الإثنيات واللغات، أصبحت اللغة الفارسية إجبارية في الإداره ومؤسسات التعليم. ثم تم حظر استعمال اللغات غير الفارسية. وكان الهدف المنشود هو محو الهويات الإثنية لصالح الفارسية.

لكن مشكلة هذا الخطاب القومي أنه عمل على تأكيد القيم الثقافية لماضٍ يفترض أنه مشترك، وفي نفس الوقت يقدم نفسه على أنه مشروع حديث من شأنه أن يلغي الروابط التقليدية لصالح هويات جديدة.

 

قراءة في تفاهم مار مخايل (2): الدويلة تلتهم الدولة

أيمن جزيني/أساس ميديا/الأحد 22 كانون الثاني 2023

شملت ورقة التفاهم 10 بنود بقيت حبراً على ورق منذ 2005، فيما حال لبنان كانت تتدهور على مختلف الصعد. سنحاول في الجزء الثاني استعادة تلك البنود ومقارنتها بالوقائع:

- البندان الأول والثاني يتحدّثان عن "الحوار والديمقراطية التوافقية".

- البند الثالث يتحدّث عن قانون انتخابي عصري "يمكن أن يكون النظام النسبيّ". وهذا هو البند الوحيد الذي طبّقه الفريقان من بنود اتفاق مار مخايل. لكنّ القانون، الذي فرضه حزب الله كرمى لعيون باسيله، لم يكن عصرياً بل شديد المذهبية. وإن حقّقا أرباحاً في البداية، فإنّ القانون أنتج مجلساً خارج الأكثريّات في النهاية بعد تغيّر المزاج الشعبي غداة ثورة 17 تشرين 2019. وإن حافظ حزب الله على قوّته وجمهوره، بدا التيار العوني كأنّه يشحذ النوّاب. ففي الكواليس كثيراً ما يُحكى عن تسليف حزب الله خمسة نواب للتيار العوني بـ"الفان الشيعيّ". في المقابل حقّقت القوات اللبنانية مكاسب جمّة من هذا القانون بـ"التاكسي السنّيّ".

- البند الرابع هو بند "بناء الدولة" الذي طالما تغنّى به جبران باسيل الذي أوكل إلى حليفه كلّ ما يتعلّق بالمواضيع "الاستراتيجيّة" بدءاً من حرب تموز 2006 إلى الحرب على المحكمة الدولية إلى الحرب السورية، فانتهى الحال إلى تدمير الدولة اللبنانية.

ربح حزب الله سياسياً من خلال الحصول على غطاء مسيحيّ لمرحلة كانت شديدة الوطأة عليه. وأوهم المسيحيين بأنّ داعش كان سيصل إلى جونيه لو لم يواجهه، وتماهى باسيل مع هذه الشعارات

أ - بند "مكافحة الفساد" درّة الدعاية العونيّة لم ينجم عنه سوى استشراء الفساد. التدقيق الجنائي في ملفّات مصرف لبنان والمال لم يسلك طريقه. حزب الله لم يسانده وربّما كان مع الواقفين ضدّه. كان باسيل يتوهّم أنّ حزب الله معه في مواجهة نبيه برّي وحلفائه. لكنّ حصاد الحقل يختلف عن حصاد البيدر. باختصار، بناء الدولة فازت به الدويلة، أو الدويلة أطاحت بالدولة.

ب - بند "استقلالية القضاء التامّة"، تجلّت طامته الكبرى في ظاهرة غادة عون. ثمّة عناوين في هذا البند تبدو كوميديّة الآن إذا تأمّلنا عناوينها ومسارها، ومَن ربح فيها ومَن خسر: "احترام عمل المؤسّسات الدستورية، معالجة الفساد من جذوره، تشريع قوانين محاربة الفساد، والعمل على إصلاح إداري شامل مع وضع مهل زمنية لمعالجة هذه القضايا". وهنا حدّث ولا حرج عن التدمير الممنهج للدولة كلّها: من الجامعة إلى المؤسّسات الطبّية إلى الاقتصاد، من دون أن ننسى الكهرباء والجسور. لم يبقَ شيء على حاله في لبنان. وهكذا ربح حزب الله المزيد من تمدّد الدويلة. وبدا تكتّل لبنان القوي مجرّد حالة باسيليّة ربحت في حشو المؤسّسات بمواليها من الموظّفين. والنتيجة المزيد من الهدر والإفلاس.

اللحديّون والمفقودون والأمن

- البندان الخامس والسادس يتحدّثان عن "المفقودين خلال الحرب وعن اللبنانيين في إسرائيل". عن هذين البندين تحدّث العماد عون باستمرار قبل اتفاق مار مخايل. لكنّهما اختفيا كليّاً عن أجندة الفريقين. لم يعد التيار العوني يطالب بالمفقودين، ولم يعد يهتمّ باللحديّين الهاربين إلى إسرائيل ولا بالمعتقلين في السجون السورية، وأكثرهم من العونيين. إثر زيارة عامر فاخوري لبنان وتوقيفه، بدا أنّ التيار العوني خسر هذه المعركة. فلا أحد يستطيع أن يُلغي الألم الذي سبّبه جيش لحد في الجنوب: الماضي الذي لا يمضي. لكنّ فاخوري خرج من لبنان بطائرة أميركية وبمباركة من الحزب والعونيّين معاً.

- البند السابع: يتطرّق إلى "المسألة الأمنيّة"، ويأتي ضمن فقراته الحديث عن "الاغتيالات السياسية وإصلاح الأجهزة الأمنيّة وتحييدها عن المحسوبيّات السياسية". من يتأمّل حال أمن الدولة وتبعيّته العونية يغصّ بالضحك. ومن يتذكّر الاغتيالات السياسية التي طالت قوى 14 آذار يغصّ بالبكاء. ربّما يقول إنّ الأشباح قتلتهم.

- البند الثامن يتناول "العلاقات اللبنانية السورية". لم يكن سوى حبر على ورق. وتساوى لبنان مع سوريا بخرابه.

- البند التاسع يتحدّث عن "العلاقات اللبنانية الفلسطينية" وعن حقّ العودة ورفض التوطين وسحب السلاح خارج المخيّمات. كانت مفاعيله عكسية: استغلّه حزب الله من خلال استعماله الفصائل الفلسطينية الموالية له "حماس" في خدمة أغراضه ومآربه.

- البند العاشر، وهو البند الأهمّ في الاتفاق بالنسبة إلى حزب الله، ينصّ على أنّ "حمل السلاح ليس هدفاً بذاته وإنّما وسيلة شريفة مقدّسة... وهي تشكّل مكامن قوّة للبنان ويجب الإبقاء عليه طالما إسرائيل تشكّل خطراً على لبنان". هذا إضافة إلى "تحرير مزارع شبعا وتحرير الأسرى والاستراتيجية الدفاعية". هنا لبّ الاتفاق وكلّ ما حوله كان زينةً وحسب. حزب الله جعل الآخرين يتلهّون بأمور أخرى فتناسوا السلاح ودوره.

استفاد التيار من السلطة التي حصل عليها ومن مقاعد وزارية ونيابية وتعيين مديرين عامّين ومراكز عسكرية، وصولاً إلى رئاسة الجمهورية

تمدّد الحزب مسيحيّاً وسنّيّاً

ربح حزب الله سياسياً من خلال الحصول على غطاء مسيحيّ لمرحلة كانت شديدة الوطأة عليه. وأوهم المسيحيين بأنّ داعش كان سيصل إلى جونيه لو لم يواجهه، وتماهى باسيل مع هذه الشعارات.

استغلّ حزب الله شهوة السلطة لدى الحليف الجديد لكي يحصل على غطاء مسيحيّ لم يكن يحلم به بعد عزلته عن المكوّنات اللبنانية الأخرى. استغلّ الحزب الفرصة فتمدّد جغرافياً داخل المناطق المسيحية ولاحقاً السنّيّة.

استفاد التيار من السلطة التي حصل عليها ومن مقاعد وزارية ونيابية وتعيين مديرين عامّين ومراكز عسكرية، وصولاً إلى رئاسة الجمهورية. ومقابل فوز التيار بهذه المناصب الزائلة بانتهاء مدّتها، حقّق حزب الله الفوز الاستراتيجي: التغييرَيْن الديمغرافي والأيديولوجي اللذين تسلّلا ونخرا بيئات ومجتمعات لبنانية. وهذا ستبقى آثاره موقّعة باسمَيْ موقِّعَيْ التفاهم المشين واللعين: نصر الله وعون.

ربّما لم يعد يجدي الكلام عن النقيضين اللذين اجتمعا في حلف واحد: حزب الله الذي يحلم بالجمهورية الإسلامية وولاية الفقية، والتيار العوني الذي يريد العودة إلى الجمهورية الأولى والنظام الرئاسي. لكن لا حزب الله قادر على ترسيخ دولته، وإن كان مرشده يواظب على إطلالات متلفزة لتوجيه السياسة اللبنانية، ولا العوني استطاع أن يعيد الزمن الرئاسي على الرغم من محاولات ميشال عون طوال رئاسته.

تجلّى الحصاد الأكبر، الذي نتج عن مار مخايل، في تعطيل مؤسّسات الدولة وتخريبها. وتحوّل التعطيل نهجاً سائداً امتدّت مفاعيله حتى اليوم.

لمتابعة الكاتب على تويتر: Jezzini_ayman@

                                     

قراءة في تفاهم مار مخايل (1): تدمير الحريريّة ولبنان

أيمن جزيني/أساس ميديا/السبت 21 كانون الثاني 2023

في 6 شباط 2006 وفي "احتفالية" نقلتها جميع الوسائل الإعلامية من كنيسة مار مخايل في الشيّاح، جرى توقيع ورقة تفاهم بين الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله ورئيس التيار الوطني الحرّ ميشال عون.

النفايات تحت السجّادة

عكس مسار الاتّفاق جانباً من السياسات والتناقضات في لبنان تحت مسمّيات مختلفة، وكلّها قائمة على البراغماتية السياسية، أي "الزواج المصلحيّ"، الذي يقوم على رمي النفايات تحت السجّادة المنزلية إلى أن يحصل الخلل فتظهر الفضيحة.

خاض الحزب أشرس حرب في 2006، فكانت نتيجة هذه الحرب إرهاق البلد، والمساهمة جذرياً في تعميق الشرخ الطائفي والمذهبي

لقد قام اتفاق مار مخايل ردّاً على فورة 14 آذار، وفي لحظة كان لبنان يعيش فيها تداعيات هجوم بعض المحتجّين الإسلاميين على السفارة النروجية على خلفية رسوم مسيئة للنبيّ. وخدمةً للبراغماتية السياسية دفن حزب الله خطابه السابق بحقّ العونيين، ودفن العونيون كلّ مبادئهم السابقة كرمى للتحالف الجديد:

- حزب الله الذي كان يعتبر ميشال عون حالة صهيونية في أواخر الثمانينيّات، صار يعتبر التيار العوني شبه مقدّس.

- التيار العوني الذي اتّهم حزب الله باغتيال الحريري وبخروجه على الدولة، سرعان ما دفن كتابه البرتقالي وكلّ الشعارات الطنّانة التي يرفعها، وأصبحت حارة حريك مربط خيله. وبعد ذلك رفع كتاباً آخر باللون الأزرق، هو "الإبراء المستحيل"، ليدين به الحريرية السياسية والوطنية.

ربّما لم يعد يجدي الكلام عن النقيضين اللذين اجتمعا في حلف واحد: حزب الله الذي يحلم بالجمهورية الإسلامية وولاية الفقيه، والتيار العوني الغارق في النوستالجية إلى الجمهورية الأولى والنظام الرئاسي الماروني.

طرفا الشرّ المتبادل

لا شكّ أنّ شطراً من التحالف كان نتاج أخطاء اقترفها فريق 14 آذار وخياراته ورهاناته وأنانيّات بعض قادته.

نجمت عن التحالف أمور كثيرة صبّت في مصلحة حزب الله، ولم تكن في مصلحة التيار العوني حتى مع وصول قائده إلى رئاسة الجمهورية:

- حصل حزب الله على غطاء مسيحي من التيار الذي شكّل "تسونامي" انتخابياً في 2005.

- خاض الحزب ما لم يخُضه طوال مسار حياته السياسية: فهو كان طوال مرحلة ما بعد اتفاق الطائف بعيداً عن الحكومات، لكنّه بعد 2005 بدأ بمشاركات خجولة وتحوّل تدريجياً إلى أن يصبح هو المقرّر في الحكومة.

- خاض الحزب أشرس حرب في 2006، فكانت نتيجة هذه الحرب إرهاق البلد، والمساهمة جذرياً في تعميق الشرخ الطائفي والمذهبي.

- قام بغزوة 7 أيار 2008 بغطاء من التيار العوني.

- بالتكافل والتضامن مع التيار وكرمى لصهر الجنرال عطّل حزب الله الحكومات والانتخابات الرئاسية. وتحوّل التعطيل نهجاً سائداً امتدّت مفاعيله حتى اليوم.

في 6 شباط 2006 وفي "احتفالية" نقلتها جميع الوسائل الإعلامية من كنيسة مار مخايل في الشيّاح، جرى توقيع ورقة تفاهم بين الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله ورئيس التيار الوطني الحرّ ميشال عون

أمّا ما حقّقه التيار العوني فيتجلّى في:

- توهّمه أنّ التحالف أبديّ.

- إيصال عون إلى رئاسة الجمهورية.

- توهّمه أنّ الصهر سيكون وريثاً رئاسياً برعاية حزب الله.

- خسارة العونيين أنفسهم. فالرئاسة التي أتت بجميل من حزب الله، بقيت أسيرة هذا الجميل، وأسيرة اتفاق مار مخايل. فلم يجرؤ الرئيس على تجاوز ما يقوله حسن نصرالله في خطاباته. وكان أن قال نواف الموسوي داخل قبّة البرلمان: عون جاء ببندقية المقاومة.

- دفن التيار كلّ شعاراته السابقة، وصار رئيسه على عداء مع معظم الزعماء اللبنانيين، وإن حصلت لقاءات بينه وبين بعضهم.

- وقعت على جبران باسيل عقوبات أميركية.

- حقوق المسيحيين التي يزعم أنّه حقّقها، جعلته أسير الناخب الشيعي في الكثير من الأقضية.

- بات باسيل "العدوّ رقم واحد" لمعظم الشعب اللبناني.

تدمير الحريريّة ولبنان

قد يكون أهمّ ما حقّقه التحالف هو: قيام التيار العوني، بعد اغتيال الحريري، بالمشاركة في جهود تدمير الحريرية السياسية، بالوكالة والنيابة، وبالتعاضد والتكاتف، مع حزب الله. وزعم التيار الثأري من الحريرية واتفاق الطائف أنّهما سبب المشكلات والآثام كلّها، وعندما غادر الحريري الابن كان قد بدأ يتحقّق تدمير لبنان برعاية وليّ الفقيه. بصرف النظر عما إذا كان الحريري الوريث قادراً على رد الهجمة الدولية.

والحال أنّ الاتفاق أو التفاهم أو التحالف (لا فرق) قام في الأساس ردّاً على فورة قوى 14 آذار الخلّبيّة بعد انسحاب الجيش السوري من لبنان.

 

لبنان يمتهن «الفرص الضائعة» غير آبه بتداعيات السقوط الاقتصادي الحر والتحوُّل إلى دولة فاشلة

رلى موفّق/القدس العربي/22 كانون الثاني/2023

لم تُبدِّل الطبقة السياسية اللبنانية الحاكمة والمتناقضة مع بعضها البعض حرفاً واحداً في أدائها بعد الانهيار الاقتصادي المالي والنقدي الذي تمرُّ به البلاد. ما زالت تـتَّـبعُ الأسلوب ذاته في إدارة الأزمة رغم معرفتها العميقة بـ«خارطة طريق» الخروج من النفق. فثمة مساران لا ثالث لهما: إما البقاء على النهج المتَّـبع، ما يعني انهيار الهيكل على رؤوس الجميع، أو التسليم بضرورة تصويب المسار الحالي واتّباع نهج آخر يؤول إلى إعادة بناء دولة القانون وسلوك درب الإصلاح والمحاسبة. هذا يعني أنَّ الطبقة الحاكمة قرَّرت ربط حبل المشنقة على عنقها والذهاب برجيلها إلى مقصلة الإعدام. فهل يُعقل أن يذهب سياسيو لبنان إلى التخلّي عن لعبة المصالح والامتيازات الخاصة في الدولة والصفقات المشبوهة وعدَّة الشغل القائمة على «مرِّقلي تـا مرِّقْـلَـك» عند الاتفاق، و«عرقِلِّي تـا عرقِـلَّـك» عند الاختلاف، و«دَافْـنِـينُو سوا» عند الشعور بالخطر على المكاسب أو «الكارتيلات» و«المافيات» المتحكمة بالبلاد، أو محاولةُ أحدٍ من المنظومة الخروج عن خط الاتفاقات المبرمة فوق الطاولة وتحتها؟

وأهمٌ مَن يعتقد أن الممسكين بالقرار سوف يتخلّون عن مصالحهم بهذه السهولة. فـ«تحالف الميليشيا والمافيا» بغض النظر عما إذا كان نتاج ترغيب أو ترهيب، يحاول بشتى الطرق إطالة أمده عبر مقاومة المسار الإصلاحي، وإن وجد نفسه مضطراً تحت وقع ضغوط شعبية داخلية أو سياسية خارجية، فإنه يلجأ إلى تفريغ أي خطوة، كبيرة كانت أم صغيرة، مِن مضمونها الهادف إلى وقف الانهيار ووضع البلد على طريق الإنقاذ.

فلبنان يمضي في سياسة «الفرص الضائعة» بملء إرادة قادته. هكذا فعل حين أخذت حكومة حسان دياب – التي أتى بها «حزب الله» – قراراً بتعليق سداد السندات اللبنانية الخارجية (اليورو بوند) من دون تفاوض مع الجهات الدائنة على خطة إيفاء، وهي المرة الأولى التي يتخلّف فيها لبنان عن السداد، ما أَفقدَه الثقة به، وعزله عن الأسواق المالية، وصعَّبَ دخول الدولارات إلى لبنان. ما قبل ذلك التاريخ، كان البحث مع البنك الدولي وصندوق النقد يتمحور حول إمكانية تقديم مساعدة فنية للبنان في صياغة خطة لإنقاذ الاقتصاد من أزمته. وما زال صندوق النقد هو العنوان إلى يومنا هذا.

بات واضحاً أن حالة الاستعصاء اللبنانية باتت تتطلب نوعاً من وصاية دولية اقتصادية. في واقع الأمر، هذا يعني اللجوء إلى صندوق النقد الدولي. كانت مجموعة الدعم الدولية والدول المانحة للبنان والتي نسَّقت من قبل سلسلة مؤتمرات دعم للبنان منذ زمن رفيق الحريري إلى زمن سعد الحريري وما عُرف بـ«مؤتمرات باريس» وآخرها كان مؤتمر «سيدر» الذي لم تُصرف أمواله نتيجة عدم إيفاء لبنان بما تعهد به من إصلاحات مالية، ونقدية، وإدارية، واقتصادية، وقضائية. وما زالت المطالب القديمة هي نفسها تتجدّد في كل مناسبة، فيما السلطتان التنفيذية والتشريعية، كل مِن موقعه، يعمل على ابتكار طرق التفافية علّه يُفلح في التذاكي على الخارج الراغب بمساندة لبنان إنما ليس بأي ثمن ومن دون شروط.

يقول الخبير الاقتصادي جان طويلة لـ«القدس العربي» إن «المنظومة الحاكمة اختارتِ البقاءَ على نهجها القديم في إدارة الأزمة، بدل سلوك مسار الإصلاح على صعيد الاقتصاد ليعود لبنان إلى خارطة دول العالم وليكون جزءاً من بيئته. فهي أضاعتْ فرصة صندوق النقد والإصلاحات الهيكلية على صعيد السياسات المالية والنقدية وإصلاح القطاع العام. ما يفعلونه هو تفريغ القوانين من البنود الإصلاحية، على غرار ما حصل مع رفع السرية المصرفية، ويحصل اليوم مع «الكابيتال كونترول» وبدلاً من سياسة مالية تؤمِّن الاستقرار النقدي، لجأوا إلى سياسة الدعم العشوائي من جيوب المودعين، وبدلاً من هيكلة القطاع العام، ذهبوا في موازنة 2022 إلى فرض مزيدٍ من الضرائب، وتحميل القطاع الخاص العبء الأكبر لتمويل الزيادات التي أقرّتها الموازنة للقطاع العام. والأخطر أنهم بهذه السياسات يدفعون الاقتصاد الشرعي إلى اللجوء للاقتصاد الموازي لجهة التهرّب من الضرائب وعدم التصريح عن الأرباح وتسجيل الأُجَراء في المؤسسات الضامنة، واعتماد «الأبواب الخلفية» في استيراد المواد الأولية التي ستحرم الجمارك من الرسوم، والخزينة من الضرائب والإيرادات الشرعية، إذ إن القاصي والداني يعلم علم اليقين أن «حزب الله» هو المسيطر على الاقتصاد الموازي والمستفيد منه، وصاحب المصلحة الأولى في ضرب أي اقتصاد مُستدام في لبنان. فاضطرار القطاع الخاص إما إلى الإقفال أو اللجوء إلى الطرق الملتوية، وإلى الاقتصاد الموازي بديلاً للاقتصاد الشرعي، سيؤدي إلى تدمير ما تبقّى من مؤسسات الدولة، وبالتالي سيتحوَّل لبنان إلى دولة فاشلة».

فما أن أكّد مصرف لبنان، قبل أيام، أنه سيبدأ في الأول من شباط/فبراير المقبل، بتطبيق سعر صرف 15 ألف ليرة للدولار الواحد في ما خص تعاملات البنوك وفق تعاميم خاصة بالسحب للمودعين ودفع القروض المصرفية غير التجارية، حتى التهبتِ السوقُ السوداء (تجاوز الدولار في 19 كانون الثاني/يناير الحالي عتبة الخمسين ألف ليرة). وللمفارقة كانت الخمسين ألف ليرة في كانون الثاني/يناير 2019 تساوي 33.3 دولاراً، وتراجعت في كانون الثاني/يناير 2020 إلى 23.8 دولاراً، وهبطت في كانون الثاني/يناير 2021 إلى 5.95 دولارات، وتدنّت في 2023 إلى 1.8 دولار لتبلغ قيمتها اليوم دولاراً واحداً، والحبل على الجرّار، في ظل الاعتقاد الراسخ بأن مصرف لبنان لن يَقوى في المستقبل على لجم انهيار العملة الوطنية بعدما أضحت قوة المتحكمين في السوق السوداء أقوى من قوته مالياً ونقدياً. في الأغلب، إننا على أبواب الدخول في مدار السقوط الحرّ لليرة اللبنانية ومعه سيدخل البلد في دوامة التضخم.

فالتضخم سيأكل قيمة الدولار البنكي الذي حدده مصرف لبنان، وستتآكل زيادات رواتب القطاع العام بثلاثة أضعاف، والتي هي في واقع الأمر زيادات خجولة أمام الانهيار الاقتصادي، مع العلم أن كلفة المعيشة التي تحتاجها العائلة شهرياً تصل إلى 23 مليون ليرة على الأقل، فيما الحد الأدنى لا يتخطى بضعة ملايين ستذوب مع الغلاء الفاحش للأسعار في بلد يستورد غالبية سلعه الغذائية وغير الغذائية. وأمام الوضع المهترئ، سيعود موظفو القطاع العام إلى الإضراب، وستتعطل مؤسسات الدولة من جديد، وستضطر السلطة إلى رفع الرواتب والأجور من جديد، وإلى فرض ضرائب جديدة لتمويلها، ما سيؤدي إلى موجة جديدة من التضخم وإلى انهيارات متتالية في مؤسسات القطاع الخاص، التي سيلجأ بعضها – حكماً – إلى الإقفال، وسيعمد بعضها الآخر إلى الانخراط أكثر في الاقتصاد الموازي على حساب الاقتصاد الشرعي. إنها الحلقة المقفلة التي سيدور فيها لبنان إلى أن يحصل «حدث ما» يمكنه أن يكسر الحلقة أو يخرق الانسداد.

فقد بدأت التحذيرات من تداعيات السقوط الاقتصادي الحر المعطوف على الأزمة السياسية المتمادية مع تعطل الآلية الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية، وبدء تسرُّب الفراغ إلى المواقع العليا في مؤسسات الدولة إذا ما أُرفقت بتصدع الركيزة الأمنية. فحتى الآن، ما زالت الدوائر الدبلوماسية تعتبر أن الوضع الأمني مقبول مقارنة مع حجم الضغوط الاقتصادية والمالية التي يُواجهها لبنان وعبء اللجوء السوري إلى أراضيه، وبالتالي يمكن الانطلاق منها نحو إعادة إحياء الركيزتين السياسية والاقتصادية. غير أن مراقبين يرون أن ما أبقى الركيزة الأمنية قوية هو المساعدات المالية التي تأتي من الخارج للمؤسسات الأمنية، وهذه يمكن أن تتوقف في أي لحظة، ما يعني انهيار المنظومة الأمنية مباشرة، أو اضطرارها للانجرار إلى اللعبة السياسية، كما حصل مع الناشط وليم نون شقيق شهيد فوج الإطفاء جو نون الذي سقط في عداد تفجير مرفأ بيروت في 4 آب/أغسطس 2020 حيث جرى توقيفه قبل أيام ما أحدث غلياناً سياسياً، وشعبياً، ودينياً، كان يمكن أن يُشكِّل شرارة اضطرابات داخلية لو لم يتم تراجع «القضاء المسيَّس» و«جهاز الأمن المسيَّس» عن المغامرة التي كانا يخوضانها فيما البلاد برمتها تعيش كالجمر تحت الرماد بانتظار لحظة الانفجار.

ما هو لافت، أنّ مؤشرات تحرُّك الشارع تُطلّ برأسها من جديد وسط الانسداد السياسي الداخلي وضبابية المشهد الإقليمي الذي لا يمكن فصل نتائجه عن مسار التطورات اللبنانية. في الواقع، هناك مَن يرى أن صمت اللبنانيين عن المآسي التي يُفترض أنهم يعيشونها ويدفعون ثمنها تراجعاً في نوعية الحياة والقدرات الشرائية وتلاشي الطموحات والأحلام أضحى «لغزاً» يبحث السياسيون عن إجابات ناجعة له من دون أن يُوفّقوا.

يذهبُ البعض إلى القول إن تحويلات المغتربين – التي تُشكِّل راهناً وفق تقديرات مصرف لبنان بحدود 6.5 إلى 7 مليارات دولار سنوياً، وتفوق هذا الرقم وفق تقديرات اقتصادية – هي التي أسهمتْ في مدِّ العائلات اللبنانية بعوامل الصمود، فضلاً عن سياسات الدعم التي كانت متّخذة على مستوى المحروقات والطاقة وحتى بعض المواد الغذائية قبل أن تصبح اليوم وفق سعر السوق وتضغط على جيوب المواطنين، كما أنّ المساعدات الإنسانية، خلال السنوات الماضية قبل الحرب الروسية على أوكرانيا، شكَّلت عاملاً مساعداً في تخفيف انعكاسات الأزمة، فضلاً عن أنّ مآثر الاقتصاد الموازي والتهريب عبر الحدود وتجارة المخدرات والممنوعات، كلها ساهمت في تأمين الأموال لـ«كارتيلات» و«مافيات» وميليشيات، وفي مقدمها «حزب الله» الأقدر من الجميع على إدارة شبكاته ضمن الحدود وخارجها، ولا سيما في ما يتعلق بمناطق وجود النفوذ الإيراني في لبنان مروراً بسوريا والعراق واليمن وصولاً إلى إيران حيث الحرس الثوري الإيراني هو «المايسترو» والمحرِّك لكل الشبكات. لا شك أن العقوبات الأمريكية و«قانون قيصر» ضيَّـقا الخناق على النظام السوري، وكذلك على «لبنان الرهينة» بوصفه «حديقة خلفية» لنظام بشار الأسد و«محور إيران». ولا شك أن قرار عدم إمداد لبنان بأي أوكسجين مالي قبل الشروع بإصلاحات جدية وقبل ضمان قدر مُعيّن من توازن سياسي في البلاد، يُلقي بظلاله على المشهد الداخلي، ما يمكن معه فهم السقف العالي في كلام الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله عن الحاجة لسلطة سياسية لا تخاف الأمريكيين في رؤيتها الاقتصادية وهباتها واستثماراتها، خصوصاً إذا ما فعلتِ الإجراءاتُ الأمريكية الأخيرة حيال العراق فعلها لمنع تسرُّب الدولار من بلاد الرافدين إلى إيران. فصحيح أن تبدّل المسار في لبنان يحتاج إلى قرار جريء من الطبقة السياسية، لكن الصحيح أيضاً أن هذا القرار لا يمكن أن يأتي بضغط خارجي من دون أن يستعيدَ اللبنانيون مشهد 17 تشرين أول/أكتوبر 2019 من جديد، ويتوحدوا تحت عنوان واضح وهو القضاء على «منظومة السلاح والمافيا» شرطاً لاستعادة دولة ترتضي الدستور والقانون معياراً للحكم والإصلاح والمحاسبة طريقاً للعدالة وتنتهي من سردية «أي لبنان نريد»، ذلك أنه من غير الممكن أن يُطرح هذا السؤال كل بضعة عقود فندخل في دوامة من الحروب الساخنة أو الباردة وما لها وعليها من نتائج وانعكاسات، من بينها الانعكاسات الاقتصادية التي أضحتْ تُهدد كيان لبنان ووحدته وتركيبته المجتمعية.

 

دليل خرق الانسداد

الياس الزغبي/فايسبوك/22 كانون الثاني/2023

لم يبقَ أمام المأزق المتعاظم في لبنان سوى سؤال واحد:

كيف نخرج من هذا المأزق؟

هل بالاعتصام في مجلس النواب؟

هل في انتظار حل يهبط من الخارج اللاهي عنّا بمآزقه وأزماته؟

هل بتكرار الجلسات العقيمة لانتخاب رئيس للجمهورية، وقد باتت أمام ذهول اللبنانيين وتحت تندّر العالم وسخريته؟

هل بحوار فولكلوري أثبتت سوابقه وتجاربه فشله وخواءه؟

هل بارتفاع صرخات الإدانة والاستغاثة من المرجعيات الروحية؟

هل بحكومة مأزومة مشكوك في تمثيلها وصلاحياتها وحسن نيّاتها؟

هل بغلبة فريق على فريق بفعل السلاح وفائض القوة؟

إذا تفحّصنا كل هذه التساؤلات نجد أنها لا تؤدي إلى تشكيل مخرج أو تسوية نحو الحل. فبعضها غير واقعي، وبعضها الثاني غير ممكن، وبعضها الثالث يؤجج الأزمة.

فتعالوا نتصارح:

كل ما يحصل يدفع الأمور نحو الاصطدام، ليس فقط السياسي، بل تحديداً الاجتماعي والطائفي.

أليس تعطيل موقع الرئاسة الأولى يشكّل ضرباً للتوازن الوطني القائم على التكافؤ بين المكوّنات، أي الطوائف؟

ومّن هو الفريق الذي يعطّل الرئاسة والتوازن؟ أليس فريقاً طائفياً أيضاً بقيادة "الشيعوية العسكرية السياسية" التي يجسّدها "حزب اللّه"؟

وإذا رمينا نظرة على الخارج، ألا نرى أن حدثين حرّكا المشاعر الطائفية والدينية، من كاريكاتور مجلة "شارلي آيبدو" في باريس إلى حادثة إحراق المصحف في السويد، مع ارتداداتهما الواضحة أو المكتومة على النسيج اللبناني؟

ولنتصارح أكثر:

ألا يبني "حزب اللّه" حالة طائفية خاصة به،

في كانتوناته الثلاثة من الضاحية إلى الجنوب وبعلبك الهرمل، بماليته وسلاحه وتربيته وثقافته وصحته، ومنها يمد يده المسلّحة إلى سائر البيئات والمكوّنات، ثمّ يسارع إلى اتهام سواه بالتقسيم أو الفدرلة؟

ألا تزيد "حكومته" التي يرعاها ويديرها الاحتقانَ الطائفي بضربها عرض الحائط نداءات وتمنيات ومشاعر المراجع الروحية والسياسية المسيحية؟ تماماً كما يضرب مواقف الأكثريتين السياديتين لدى السنّة والدروز، ويحاول امتصاص فعلته بحوارات طاحونية متنقلة وهوائية ذات هدير بلا طحين؟

إذاً، كيف يمكن الخروج من هذا الانسداد الذي يتفاقم وطنياً وطائفياً؟

هل ب "٧ أيّار" جديد أوسع وأشمل؟

أم بترويض المعارضة ومضاعفة تشتيتها للانقضاض عليها؟

أم بالامعان في إقفال مجلس النواب لاستعادة تجربته السوداء بين ٢٠١٤ و ٢٠١٦؟

أم بالرهان على انتصار إيران، في داخلها وخارجها، ومجيء عصر "الممانعة" الكامل غير المنقوص؟

العقلاء يدركون أنها رهانات عاجزة وأحلام يقظة.

كما أن الرهان على يقظة لبنانية لديه، خائب كذلك، قياساً على كل التجارب المتراكمة منذ سنة ٢٠٠٥ إلى اليوم.

وإذا كانت مخططاته غير نافذة،

وإذا كان التعويل على يقظته غير واقعي،

وإذا كانت حالة الانسداد والتعطيل مفتوحة إلى أمد غير منظور،

فما هي الحيلة الباقية في يد سائر اللبنانيين؟

لنضع انتظار رعاية او حضانة دولية خارج الحساب الآن، طالما أنها مجرد احتمال.

ولننظر في إمكانات "سائر اللبنانيين" هؤلاء لمواجهة المأزق الوطني، السياسي والطائفي.

من البديهي أن نعترف بأن "حزب اللّه" أخرج نفسه عملياً من النسيج اللبناني، فلم يعُد هناك شراكات فعلية عفوية ومفتوحة وسمحة بينه وبين كل الطوائف الأخرى، لا في العاصمة بيروت، ولا في الجبل والشمال، ولا في مساحات جغرافية وديمغرافية واسعة في الجنوب والبقاع، بل أكثر، هناك علاقة حذرة بينه وبين شرائح أخرى داخل البيئة نفسها.

هذه الانعزالية باتت واضحة، ولا تسترها زيارات وفود بروتوكولية هنا، ولا حوار بارد وفوقي هناك، ولا خطابات تطمينية او تخديرية هنالك، ولا حتّى "أوراق تفاهم" صفراء أصبحت رثّة لشدّة تجاذبها.

فعلى المستوى الشعبي، فضلاً عن السياسي، لم يبقَ له حضور مؤثر، كما في السابق، في كل تلك المناطق والبيئات، باستثناء "ذئاب منفرة" تشكّل أرقاماً جافة، ولا تعبّر عن الوجدانات العميقة لهذه البيئات، ونقصد بوضوح هنا السنّة والدروز والمسيحيين.

لذلك، لا بدّ من بلورة حالة وطنية عابرة للمناطق والطوائف، من بيروت إلى الشمال، ومن الجبل إلى صيدا وجزين، ومن بعض الجنوب إلى بعض البقاع بغربه وشرقه ووسطه وشماله، تضغط على مشروع "حزب اللّه"، وتطوّق قدرته على التعطيل والتخريب، وتجعله يسلّم بإعادة التوازن الوطني الذي كسره، فلعلّه يستطيع الافلات من المخطط الإيراني الذي أسره، ويستعيد الهوية اللبنانية التي سلبها من الشيعة، الطائفة الكيانية العريقة، ويلتزم وصايا أئمتها التاريخيين الكبار الذين أوصوا بعدم التورط في مشاريع سياسية خارج أوطانهم العربية.

هذه الحالة الوطنية الضاغطة ليست نظرية أو من باب سياسة الأُمنيات، بل يمكن تجسيدها عملياً وبسهولة في الأكثرية النيابية التي أنتجتها الانتخابات الأخيرة، وبالسلاسة التي ترعى العلاقات بين ناسها.

والجميع يعلم أن هؤلاء النواب أجمعين، سواء انتموا إلى أحزاب سيادية أو كانو تغييريين أو مستقلين، إنما نجحوا في لوائح مناقضة ومواجهة للوائح "الممانعين" بزعامة "الحزب" وتحت عنوانَي مكافحة الفساد واستعادة السيادة.

وعليهم توحيد العنوانين في حركتهم المستجدة، عبر اعتصامهم في مجلس النواب، فلا يبقى الاعتصام طلقة في الهواء أو ضربة سيف في الماء.

إنها فرصة ثمينة لكل أطياف المعارضة، من خارج التسميم الطائفي، لتسجيل الخطوة الأولى في مسار هدم جدار التعطيل، ووضع الحجر الأساس في إعادة بناء الدولة عبر انتخاب رئيس إنقاذي إصلاحي سيادي.

لا، ليس إنقاذ لبنان أمراً يائساً أو بائساً أو مستحيلاً.

بل إن تعطيل التعطيل، وخرق الانسداد، باتا في متناول أيدي أحراره.

 

يا غيرة الدين.. فَقَدنا حقّنا بالتصويت!!!

نديم قطيش/أساس ميديا/الأحد 22 كانون الثاني 2023

وماذا لو فقد لبنان حقّه بالتصويت* في الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة؟ فعلاً مضحكة مبكية تلك النخوة السيادية التي ملأت فضاء الإعلام والسياسة ومواقع التواصل الاجتماعي، حتى يخال المرء أن لا قضيّة من قضايا الكوكب تتقدّم قيد أنملة نحو الحلّ أو الحصانة بغير صوت الجمهورية اللبنانية. أتفهّم أن يغرق شطر من اللبنانيين في موجة حزن على ما آلت إليه أوضاع بلدهم، أو أن تندلع، كما تندلع دوماً، نوبات نوستالجيا الزمن الجميل، من شارل مالك، وعبره دور لبنان المؤسّس في الأمم المتّحدة، إلى آخر علامة مضيئة من علامات الماضي الذي مضى. أمّا أن يُستنفر السياسيون بتلك النخوة لضمان حقّ لبنان في التصويت في الجمعية العامّة فهذا ممّا يستدعي، لدراسته، الإحالة على اختصاصيّي الطب النفسي لِما فيه من سلوكيّات انفصام خطيرة.

يحدث في نفس اليوم، الذي ثار فيه خبر فقدان حقّ التصويت، أن يُصادَر في مجلس النواب اللبناني حقّ النواب بالتصويت لاختيار رئيس للجمهورية، عبر "نصبة" نصاب الثلثين، المفترض لجلسة الانتخاب في الدورات التي تلي الدورة الأولى، وعبر تفسير دستوري يُبقي مصير جلسات مجلس النواب معلّقاً بيد رئيسه إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا.

إنّما بعيداً عن الفقه الدستوري، فإنّ من بالغ السخف والادّعاء، الحرص على تصويت لبنان في الجمعية العامّة للأمم المتحدة، لإيجاد مخارج لمئات القضايا الأممية التي يُطرح شأنها على التصويت، بالتوازي مع إفقاد اللبنانيين، عبر إفقاد نوّابهم، الحقّ في التصويت لانتخاب رئيس للجمهورية، لإيجاد مخارج للبلد، تخرجه من قعر الجحيم إلى جحيم أقلّ سعيراً.

حقيقة الأمر أنّ لبنان، وهو مجرّد بقعة جغرافية تحتلّها ميليشيا مسلّحة من بابها إلى محرابها، فَقَدَ مسمّاه كدولة قبل أن يفقد حقوقه ووظائفه على المستوى الأمميّ

ثمّ كيف لبلد اعتاد العيش في ظلّ فراغات دستورية متتالية، يفوق مجموعها سبع سنوات، ووصل إلى ذروة الفراغ الآن، عبر خلوّ الرئاسة وحكومة تصريف أعمال معاً، ويخطو سريعاً نحو فراغات إضافية محتملة في حاكمية مصرف لبنان، ولاحقاً قيادة الجيش، لو طال أمد التعطيل، أن يذكِّر الأمم المتحدة بعضويّته فيها؟ إذا بُليتم باللادولة فاستتروا! فقبل الحديث عن حقّ لبنان بالتصويت في الجمعية العامّة للأمم المتحدة، يجوز طرح عضويّة لبنان برمّتها في الهيئة الدولية من باب عدم مطابقته لمواصفات الدول الأعضاء.

مسرحية نواب التغيير

حقيقة الأمر أنّ لبنان، وهو مجرّد بقعة جغرافية تحتلّها ميليشيا مسلّحة من بابها إلى محرابها، فَقَدَ مسمّاه كدولة قبل أن يفقد حقوقه ووظائفه على المستوى الأمميّ. أمّا من يتذرّعون اليوم بأنّ لميليشيا حزب الله حدوداً، فهي الحدود التي لا تريد الميليشيا تخطّيها عمداً، بما تتمتّع به من هيمنة رشيدة. فهي تعرف تماماً حجم اللقمة التي تقضمها، وتعرف كيف توحي، إلى من ينبغي الإيحاء إليه، بأنّها لا تمسك زمام الأمور تماماً.

من أوجه التسالي التي تسمح الميليشيا وحلفاؤها بممارستها، مسرحية اعتصام نواب التغيير في مجلس النواب، بشكل بائس، خالٍ من أيّ أفق سياسي، أو عصب نضالي، أو رؤية رزينة لإدارة مصالح اللبنانيين. كان الأحرى بهؤلاء أن يقاطعوا جلسات مجلس النواب منذ أن انتهت الدورة الأولى، أي المرّة الأولى التي اجتمعوا فيها لانتخاب رئيس للجمهورية، وأن لا يقبلوا المشاركة في الدورات التي تلت، وفق تفسير رئيس المجلس للدستور، بما يناسبه وبما يخدم قدرته على الإمساك التامّ بمجلس النواب. وكان الأجدر بهم خوض معركة سياسية دستورية تحترم الدستور ومصالح اللبنانيين بدل أن تتحوّل الجلسات إلى مناسبة لمزايدة بعضهم على البعض الآخر، كما تحوّل اعتصامهم مادّة للاستعراض التافه.

من سوء حظّ العاملين في الشأن السياسي في لبنان أن تأتيهم المثالات المحرجة لهم، والفاضحة لرداءة أدائهم السياسي، من كلّ حدب وصوب. آخر وجوه المقارنة استدعته استقالة رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن، وقرارها عدم خوض الانتخابات العامّة المقرّرة العام الجاري.

وسط دموع غالبتها، قالت هذه السيّدة البالغة من العمر 42 عاماً والتي قادت بلادها في ظروف حالكة شملت الكوارث الطبيعية، وجائحة كوفيد وأسوأ هجوم إرهابي في بلادها على الإطلاق، قالت إنّها لم يعد لديها "ما يكفي في جعبتها للقيام بعملها بإنصاف". وفي تصريحات أخرى قالت جاسيندا، وكأنّها تُفشي سرّاً عظيماً: "السياسيون بشر أيضاً"، في إشارة إلى حدود القدرة البشرية على دوام النجاح ودوام القدرة على فعل الصواب.

بتواضع شديد أضافت: أترك منصبي لأنّني أدرك تماماً أنّه مع مثل هذا الدور المميّز، تأتي المسؤولية. مسؤولية أن تعرف متى تكون الشخص المناسب للقيادة، ومتى لا تكون أيضاً.

كم من السياسيّين الجدد والقدماء عليهم التعلُّم من دروس جاسيندا أنّ السياسة مسؤوليّة هائلة قبل أن تكون أيّ شيء آخر.

تماماً كما أنّ عضويّة الأمم المتحدة مسؤوليّة وليست امتيازاً. والادّعاء أنّنا نعيش في دولة هو مسؤوليّة وليس معطىً ثابتاً لا يقبل التغيير.

* بتاريخ 17 كانون الثاني 2023 فقد لبنان حقه في التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة المكونة من 193 عضواً، ومعه 6 دول، من بينها فنزويلا وجنوب السودان، بسبب عدم سدادها المستحقات المترتبة عليهم. وقد بلغت المتأخرات على لبنان عن العامين الماضيين: مليون و835 ألف و303 دولارات.

لمتابعة الكاتب على تويتر: NadimKoteich@

 

نهاية "الغارة القضائيّة" الأوروبيّة: متى يبدأ ابتزاز الساسة؟

جوزفين ديب/أساس ميديا/الأحد 22 كانون الثاني 2023

الوفد القضائي الأوروبي، الذي وصل إلى لبنان من فرنسا وألمانيا ولوكسمبورغ، أنهى الجزء الأوّل من مهمّته، وسيعود في الأسابيع المقبلة ليحقّق مع 18 شخصية جديدة وردت أسماؤها في الاستنابة القضائية سيكون حتماً من بينهم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وشقيقه رجا سلامة.

غادر الوفد لبنان أمس. أنهى أعماله واستمع إلى من أراد الاستماع إليهم، واطّلع على ما طلب الاطّلاع عليه، وركب القضاة ومرافقوهم الطائرات، وغادروا الأراضي اللبنانية، ومعهم "أسلحة" ربّما تكون عنوان المرحلة المقبلة في لبنان.

توحي خلاصةُ عملهم في غرف التحقيق في قصر العدل بانفجارٍ قريبٍ هو انفجار حقيقة التحويلات الماليّة التي جرت في الأعوام الماضية ودخلت مصارف أوروبية تكبّدت غرامات مالية عقاباً لها على تمنّعها عن التأكّد من مصادر الأموال المرسَلة إليها وفق ما تنصّ عليه القوانين الأوروبية.

أمّا لبنان الذي ارتاح جسمه القضائي بعد أسبوع حافل بالتحقيقات مع شهود سُجّل لهم تعاونهم مع الوفد الأوروبي، فلا يزال يترقّب عاصفة نتائج التحقيق.

يدرك القاصي والداني أنّ حاكم مصرف لبنان رياض سلامة "لن يسكت" عن القوى السياسية التي شاركته في التحويلات المالية إذا ما كُشف أمره وتمّت ملاحقته أوروبيّاً، فيما كلّ شيء يشير إلى أنّ العاصفة آتية لا محالة.

تفيد المعلومات أنّ القضاء الأوروبي يملك إثباتات تبيّن حقيقة المبالغ المالية المحوَّلة من مصرف لبنان إلى حساب الشقيقين سلامة في المصارف الخمسة المعروفة

في الجزء الأول من مهمّة الوفد، حقّق القضاة مع عدد من نوّاب حاكم مصرف لبنان السابقين ومصرفيّين، وأمّا المشتبه به الوحيد نبيل عون فغاب عن التحقيق بسبب وجوده خارج لبنان، وسيخضع له في لوكسمبورغ لاحقاً.

عويدات: حصلوا على كلّ شيء

يقول مدّعي عام التمييز القاضي غسان عويدات لوسائل الإعلام وأمام زوّاره إنّ الوفد القضائي، خصوصاً القضاة من لوكسمبورغ، أصبح يملك ما يكفي من أدلّة وإثباتات على حجم التحويلات المالية وتبييض الأموال الحاصل عبر شركة "فوري"، وكان طلب التعاون القضائي اللبناني فقط ليطابق المعلومات التي يملكها أصلاً.

إذاً ليست هذه الزيارة نزهة. فالقضاء الأوروبي يعمل منذ فترة على كشف حركة الأموال من وإلى لبنان وأوروبا. وهو يملك ما يكفي من الأدلّة لإدانة المرتكبين.

تفيد المعلومات أنّ القضاء الأوروبي يملك إثباتات تبيّن حقيقة المبالغ المالية المحوَّلة من مصرف لبنان إلى حساب الشقيقين سلامة في المصارف الخمسة المعروفة، ومن بينها تحويلات إلى حسابات سلامة تفوق 220 مليون دولار تمّ تبييضها بوسائل مختلفة ومن دون مبرّرات قانونية بالنسبة إلى المصارف الأوروبية.

أصبح ملفّ التحقيقات مكتملاً، خصوصاً بعد التحقيق مع الشهود، إذ بات يتضمّن معلومات مفصّلة عن التحويلات المالية وصلاحيات المصرف المركزي. وكانت مهمّة الوفد قد ركّزت على معرفة طرق التعامل بين المصرف المركزي والمصارف في ما يتّصل ببيع سندات اليوروبوندز، والجهات التي تتقاضى العمولة، والأساليب المعتمدة لبيع اليوروبوندز.

نشرت صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية خريطة حركة الأموال من المصرف المركزي اللبناني إلى شركة فوري والمصارف اللبنانية والأوروبية، وبيّنت عمليّات شراء ممتلكات في أوروبا، وذلك بناء على التحقيقات الأوروبية المثبتة. وعلى هذا الأساس، يدرك أهل السياسة والمال في لبنان أنّ زوبعة مقبلة عليهم ستهدّد مواقعهم وحساباتهم ونفوذهم، وستضعهم في خانة المرتكبين، لكن هذه المرّة بقرار أوروبي جامع.

في المعلومات أيضاً أنّ القوى السياسية تعتقد أنّه في حال ادّعاء القضاء اللبناني على حاكم مصرف لبنان، فإنّ ذلك سيبطئ سير التحقيق الأوروبي

فما هو هدف الوفد؟

في قراءة خلفيّات عمل الوفد ثمّة نظريّتان مطروحتان:

الأولى تقول إنّ الغاية من هذه التحقيقات هي إثبات حصول تبييض أموال من أجل وضع يد العواصم الأوروبية على الأموال والعقارات الناتجة عن هذا الجرم في الخارج.

الثانية تشير إلى أكثر من ذلك ربطاً بتصويت مجلس النواب البلجيكي بالإجماع على قرار ينصّ على دعم مكافحة الفساد وتفعيل العقوبات على الملاحَقين بجرائم ماليّة في لبنان وأوروبا.

اعتبر "المرصد الأوروبي للنزاهة" هذا القرار سابقة في برلمان أوروبي لأنّه يحمل صفة "القانون"، مشيراً إلى أنّه "في الأسباب الموجبة للقرار تمّ ذكر حاكم مصرف لبنان رياض سلامة."

اللافت في الخطوة هذه كلامٌ صدر عن النائب البلجيكي ماليك بن عاشور، الذي تقدّم بالقرار في تشرين الأول من عام 2021، قال فيه: "يجب أن تتوقّف السرقة الممنهجة للمال اللبناني من قبل طبقة سياسية مالية"، لافتاً إلى أنّ "لجنة الخارجية في البرلمان البلجيكي تصوّت على نصّ القرار الذي تقدّمتُ به لتمهيد الطريق أمام عقوبات أوروبية ضدّ المرتكبين".

يمكن وضع هذا الكلام في سياق التشديد الدولي في دعوة الطبقة السياسية اللبنانية إلى وقف الهدر والسرقة وتنفيذ الإصلاحات. يقول أحد المراقبين: "متى أرادت إحدى القوى القبض على زعيم أو رئيس حزب يجب أن تقبض على من يتولّى حساباته، فهل بدأ القبض على السياسيين اللبنانيين من بوّابة رياض سلامة؟".

ماذا في التداعيات اللبنانيّة؟

في كواليس السياسة اليوم بحث معمّق في كيفيّة الحدّ من تأثيرات عمل الوفد القضائي، وكلام عن ادّعاء القضاء اللبناني على سلامة. وقد وردت معلومات تفيد بأنّ القاضي رجا حاموش سيدّعي على سلامة.

في المعلومات أيضاً أنّ القوى السياسية تعتقد أنّه في حال ادّعاء القضاء اللبناني على حاكم مصرف لبنان، فإنّ ذلك سيبطئ سير التحقيق الأوروبي لأنّ دخول الملفّ مسار القضاء المحلّي يمنع القضاء الأوروبي من إصدار أيّ أحكام فيه. غير أنّ هذا السيناريو سيمنع الطبقة السياسية من التجديد لرياض سلامة بعد انتهاء ولايته، وهو أمر لا يزال قيد الدرس.

تتحدّث المعلومات المرافقة لسير عمل التحقيق الأوروبي عن إصدار مذكّرات توقيف في أوروبا بحقّ "المرتكبين"، بحيث يتحوّل ملفّهم إلى الإنتربول، وبالتالي لن يكون الأمر إجراءً محدود الأثر وحسب، بل سيكون فضيحة محليّة دولية.

تقول مصادر قضائية إنّ لبنان دخل نفق المحاسبة المالية، والعودة عن ذلك مستحيلة. إلا أنّ من يعرف المصالح الدولية، وخصوصاً الأميركية، التي تحمي رياض سلامة، يدرك أنّ هذا الملفّ يمكن أن يتحوّل إلى مضبطة اتّهام للطبقة السياسية اللبنانية كلّها، الأمر الذي يسهّل ابتزازها وخضوعها للشروط الدولية، بدءاً من الملفّ الرئاسي وصولاً إلى الملفّات الأخرى.

أمّا التحقيق في تفجير مرفأ بيروت فكان بدوره مدار بحث بين القضاة الفرنسيين، وسط معلومات عن تحريك ملفّ الموقوفين قريباً عبر قاضي التحقيق نفسه طارق البيطار.

لمتابعة الكاتب على تويتر: josephinedeeb@

 

الحزب: تواضع وواقعية... وإلّا

قاسم قصير/أساس ميديا/الأحد 22 كانون الثاني 2023

يلحظ بوضوح المراقب لخطاب مسؤولي حزب الله ومن يلتقيهم في لقاءات خاصة أنّ الحزب يعتمد هذه الأيام سياسة واقعيّة جدّاً تجاه التطوّرات الداخلية، ويحرص على دعم الاستقرار الداخلي والاهتمام بشؤون الناس، ويرفض الانجرار إلى السجالات الداخلية أو الردّ على بعض الأصوات الداعية إلى مواجهة الحزب والتصدّي له. لقد حرص الحزب على دعم انعقاد جلسات مجلس الوزراء لاتخاذ قرارات تهمّ الناس على الرغم من أنّ ذلك أدّى إلى خلاف جذري مع حليفه التيار الوطني الحر. وفي المعركة الرئاسية يطرح الحزب شروطاً واقعية لانتخاب الرئيس المقبل، ويبدي الاستعداد للحوار والنقاش في كلّ الخيارات، ولا يلتزم بمرشّح نهائي وحاسم. من جهة أخرى، يرفض المسؤولون في الحزب كلّ الدعوات إلى تغيير النظام السياسي الحالي، ويؤكّدون الالتزام باتفاق الطائف طريقاً للإصلاح، والاستعداد للحوار في كلّ الملفّات بما فيها الاستراتيجية الدفاعية. وفي الشأن الخارجي كان لافتاً في خطابات الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله الأخيرة غياب الهجومات القاسية على الدول العربية التي هو على خلاف معها، وبروز الدعم الواضح للتسوية في اليمن وأيّ حوار عربي - إيراني. يرفض المسؤولون في الحزب كلّ الدعوات إلى تغيير النظام السياسي الحالي، ويؤكّدون الالتزام باتفاق الطائف طريقاً للإصلاح، والاستعداد للحوار في كلّ الملفّات بما فيها الاستراتيجية الدفاعية

أسباب "واقعية" الحزب

فما هي الأسباب التي تقف وراء واقعية الحزب وتواضعه في هذه المرحلة؟ وهل يستمرّ ذلك إلى فترة طويلة؟

يشير المطّلعون على أجواء الحزب الداخلية إلى عدّة أسباب وراء هذه الواقعية والتواضع في خطاب الحزب وأدائه اليوم، ومنها:

أوّلاً: حجم التحدّيات الداخلية التي يواجهها الحزب في لبنان، وحرص المسؤولين فيه على إيلاء القضايا الداخلية والمعيشية والاقتصادية الأولويّة، والاستعداد للتعاون في هذا المجال، لأنّ الحزب لا يستطيع معالجة هذه التحدّيات لوحده مهما بلغت قوّته وقدراته.

ثانياً: قناعة المسؤولين في الحزب بأنّ الانقسام الداخلي اليوم وتوازن القوى يفرضان على الجميع التواضع والواقعية، لأنّه لا خيار أمام الجميع سوى الحوار والتعاون للوصول إلى تسوية داخلية ترضي الجميع.

ثالثاً: على الرغم من استمرار الأزمات في المنطقة والمخاوف من تصعيد إسرائيلي، تتّجه العلاقات بين الدول العربية والإسلامية نحو الحوار والتسويات، وهذا ما يجري بين سوريا وتركيا وبعض الدول العربية، وبين إيران والدول العربية، إضافة إلى استمرار الهدنة في اليمن واحتمال الوصول إلى تسوية هناك، واستقرار الوضع في العراق. يجعل كلّ ذلك أولويّة الحزب التركيز على الوضع اللبناني من دون التخلّي عن دوره الإقليمي.

رابعاً: قناعة المسؤولين في الحزب أنّه مهما بلغ التصعيد في لبنان فلا خيار إلا التسويات التي ستأتي عاجلاً أو آجلاً، سواء بترتيب داخلي أو خارجي، وأنّ لبنان محكوم بنظرية "لا غالب ولا مغلوب".

خامساً: بعد نقاشات مطوّلة داخل مؤسّسات الحزب تبيّن أن لا مجال للتغيير إلا من داخل المؤسّسات، وأنّ اتفاق الطائف هو الطريق الأفضل إلى ذلك. ومن هنا التمسّك به ورفض كلّ الدعوات إلى تغيير النظام أو الانقلاب عليه.

في ضوء هذه الأجواء يؤكّد المسؤولون في الحزب استعدادهم للحوار والنقاش في كلّ القضايا والوصول إلى تسوية رئاسية تسمح بوصول رئيس قادر على إنقاذ لبنان والدفاع عنه في وجه الضغوط. وهم يؤكّدون استعداد الحزب للصمود والصبر مهما بلغت الضغوط الخارجية والداخلية، وسيظلّون يمدّون الأيدي إلى حين الوصول إلى تسوية داخلية أو توافق خارجي على حلّ الأزمة اللبنانية.

لكن إلى متى سيبقى هذا الهدوء والتواضع في خطاب الحزب وأدائه؟

من يعرف أسلوب عمل الحزب واستراتيجيّاته يدرك أنّ ذلك لا يمكن أن يستمرّ لفترة طويلة، وأنّ الحزب سيكون قادراً على مواجهة أيّة تغييرات قد لا تكون لصالحه. وفي حال عدم التجاوب مع دعوات الحوار والتسوية فهو قادر على الصمود والمواجهة، وسيبقى ينتظر اللحظة المناسبة لاعتماد سياسات جديدة تنقذ البلد من أزماته ولن يبقى مكتوف اليدين.

لمتابعة الكاتب على تويتر: kassirKassem@

 

الدولار... ذلك السيد الآخر في لبنان

فـــؤاد مطـــر/الشرق الأوسط/الأحد 22 كانون الثاني 2023

لا حديث إلا عن الدولار بين اللبنانيين من كبراء القوم إلى صغار الشأن، وبينهم ما تبقَّى من الطبقة الوسطى في الدولة، التي كانت من خلال عناصر خلاقة في ميادين العِلْم والتجارة والطبابة والبناء، ومن ذوي الشمائل المحترمة سياسياً تشكِّل توازناً بين غيلان الثروة وغليان اليسار بمختلف تنظيماته وأحزابه.

كانت الليرة اللبنانية بالقليل منها تطمئن المواطن وموضع الرضا. وحتى بعدما صارت الورقة هذه تحمل ثلاثة أصفار، وباتت بالتالي الورقة ذات الألف ومعها ورقة بخمسمائة، فإنها تقف بمهابة أمام الدولار وكما لو أنها تقول إن دولارك لا يتجاوز ورقة الألف وخمسمائة ليرة، فلا تتشاوف كثيراً علينا.

دارت الدوائر الصعبة على لبنان... مناكفات ثم صراعات، ثم استضافات ثورية بدءاً بالمقاومة العرفاتية والمسلحين الفلسطينيين جاءوا بموجب صفقة الواجب الوطني القومي وتعويضاً من جانب لبنان عن دور لم يؤده كما يجب مع الجمع الذي حارب من أجل فلسطين. ولقد تقبَّل اللبنانيون الاستضافة بداية بالترحيب إكراماً للخاطر الناصري، وخصوصاً أن رئيسهم الماروني بامتياز وقائد جيشهم الذي يندرج في التميز الماروني نفسه كانا على درجة من المسايرة لزعيم تلك المرحلة من العالم العربي جمال عبد الناصر، فقابلوا تمنياته باستضافة المقاومة الفلسطينية بنسبة من الترحاب قضَّت مضاجع بعض ذوي الشأن السياسي الماروني الذين ما لبثوا أن سلَّموا بالأمر الواقع الذي بعد بضع سنوات صار فيها الضيف يمارس دور الشريك المضارب في القرار السياسي اللبناني، وأدى دوره هذا إلى بداية داحس وغبراء - طبعة لبنانية قابلة للتجدد في أي جولة سوء تصرُّف.

ما جعل الاستضافة موضع قبول مقرون بالمضض المستتر، أن الوجود الفلسطيني المقاوم بدأ ينفق في لبنان دولارات أميركية تأتيه من مساعدات خليجية. وهذه الألوفات من الدولارات تحولت إلى ورقة في اليد العرفاتية التي كانت سخية مع زعامات حزبية من كل الأنواع. بل إن مرجعيات حزبية نالت حصتها من هذا السخاء فسايرت، إلى درجة أنه عندما كان سيد المقاومة، أبو عمار، يعلن عن سقوط أحد المقاومين شهيداً، فإن أجراس بعض الكنائس كانت تُقرع كبادرة مشاركة في الحزن.

جاءت الحرب المزدوجة في لبنان في السبعينات، حرب لبنانيين ضد لبنانيين، وحرب لبنانيين ضد الضيوف المقاومين الذين نضبت بنسبة غير متوقعة النجدات الدولارية لهم، تفتحُ بازار الدخول الليبي والعراقي كفرسان في الميدان اللبناني. وحيث إن الله أعطى الجانبيْن الثورييْن البترولييْن وزاد العطاء، فإن الدولار بدأ يشق الطريق إلى جيوب القيادات الحزبية والسياسية، غير سائلين هؤلاء ضمائرهم لمَ هذا الفعل المبغوض الذي يوفر في نهاية الأمر توتير علاقات بين أبناء الوطن الواحد وقد يتسبب كذلك، مع ارتفاع منسوب التوتر، في احتراب وتدمير وقتلى؟

غلبت بهرجة الدولارات التي كانت تأخذ طريقها إلى المصارف بفِعل فتوى «سرية المصارف» فانتفخت هذه إلى درجة التورم والإكثار من التوسع وإنشاء فروع في بعض عواصم الله الواسعة. ها هي الآن تدفع ثمن الاكتناز والجشع من سمعتها، ويشمل الثمن المودعين، وخصوصاً النظيفي السلوك والذمة منهم.

راقت حالة الازدهار هذه للشقيق السوري، فقرر أن يأخذ النصيب الأوفر من هذا الازدهار الدولاري، فوظف نفوساً سياسية وحزبية لبنانية أمَّارة بالتطلع إلى حظوة زعامة (وزارة، نائب، محافظ، قائمقام)... أي مكسب من هذه المكاسب جيد، وكان الدور السوري إنقاذاً شكلاً من أجْل وقْف اقتتالات يضرمها، من جانبه وبتنوع أساليبه ودهاء أجهزة مخابراته، ناراً وتحفيزاً.

وانتهت المكاسب وفيرة جداً، إلى درجة أن البعض من ذوي الشأن السياسي السوري لهم في لبنان كثير من الأملاك إنما بأسماء مقامات لبنانية ذات شأن، وعلى أساس أنها برسم الأمانة تُسترد في حالات طارئة كأن تتغير طبيعة الحُكْم. كنه هذا في علم الغيب كما في ذاكرة المقامات ذات الشأن.

جاءت لاحقاً التطورات الدرامية السورية التي أودت ببضعة ملايين سوري إلى التهجير لتشمل لبنان بمليون ونصف المليون سوري باتوا في حُكْم التوالد النشيط مليونين. ربما الرقم ليس دقيقاً بما فيه الكفاية. بقدْر ما إن هؤلاء تسببوا في أزمة خلل معيشي لقطاعات عريضة من اللبنانيين، فإنهم أفادوا من جهة أُخرى من خلال المعونة الأممية بالدولار. في البداية أنفقوا العائد الدولاري الآتي من «نعمة التهجير» في لبنان فكان السكوت عن وجودهم. وبعدما بدأت دولارات هؤلاء أو النسبة الآملة في العودة إلى الديار تذهب إلى سوريا من أجْل ترميم بيوت تهدمت أو عوائل بقيت متحملة الضيم، فإن صرخة المطالبة بترحيل السوريين إلى من حيث أتوا بدأت تُسمع من خلال تصريحات ومقابلات في وسائل الإعلام المرئي والمكتوب تركز على الخشية من تجنيس يتم خفية، أو استقرار بفعل تمديد الإقامة يتحول مع الوقت إلى خلل سكاني مذهبي، أوجبت التضحية بالألوف الدولارية فلا يحدث خلل بالتركيبة السكانية.

هذه التضحية عوَّضها الدولار الأميركي الآتي من ديار إيرانية، خفف من عبء التزامات «حزب الله» إزاء جيشه المقاوم وإدارته ومسؤوليه. ومن هنا فإن الضاحية الجنوبية التي هي «جمهورية الحزب» منتعشة دولارياً وبقيت على هذه الحال إلى أن بدأ الحديث الأميركي حول ظاهرة التبييض يأخذ مداه الرحب، ما يعني أن محاصرة الظاهرة لا بد ستُحدث خللاً، وفي هذه الحال لا يعود في استطاعة الحزب نجدة الحليف السوري في المحنة المعيشية التي بدأ يواجهها النظام، وتأمين رفده بحقائب منتفخة بالدولارات. هذا مع تواصُل الشحن العدائي من «سيد حزب الله» للولايات المتحدة وأصدقائها وحلفائها من الدول العربية.

من المألوف أن التحادث بين اللبنانيين حول الأمور المعيشية لم يعد كما المألوف. هنالك دائماً حضور للدولار في الحديث بعدما باتت السلع تُحسب بالدولار وبعدما باتت الليرة اللبنانية كما حال شقيقتها السورية وشقيقها الجنيه المصري وصولاً إلى الشقيق الجنيه السوداني، والبقية آتية من العملات التي ذبل شأنها. حتى فنجان القهوة في المقهى الشعبي بات يُحسب بالدولار، وكذلك الخبز المهدد بالتقتير والسندويش ومنقوشة الزعتر. كل هذه الأسعار تُحسب بالدولار. الدواء كذلك هذا في حال وُجد.

الازدهار اللافت هو ازدهار الصرَّافين. وفي الضاحية الجنوبية حيث «جمهورية حزب الله» أعدادهم تتزايد. كما تزايدت أعدادهم في مناطق الجنوب، وذلك لأن القوات الأممية تنفق ما يمكن إنفاقه بالدولار. وبهذا الإنفاق لا تنتكس ظاهرة الانتعاش في القرى والبلدات الجنوبية الحدودية. وهذا الانتعاش سيتأثر إذا، لا سمح الله، أنشأ «حزب الله» ظروفاً تجعل القوات الأممية تغادر لبنان. لكن مصلحة «دولة الحزب» قبل حتى مصلحة الدولة الرسمية تقتضي بقاء هذه القوات عنصر حماية للثروة الغازية والنفطية المأمولة من بحر الجنوب، التي لا بد سيكون عائدها بالدولار، وإن كان «سيد الحزب» بدأ التلميح إلى التعاون مع شركات متنوعة.

كل هذه الظواهر في المشهد اللبناني تحدُث بينما لا قدرة لكل الأطراف الزعامية على اختيار رئيس للجمهورية. وتلك ظاهرة غير محترمة في نظر العالم شأنها شأن ظاهرة أن رئيس الجمهورية الذي انقضى ترئيسه كان يُشتم من بني قومه ومع ذلك لا يعيد النظر، كما شأن أن رئيس الدولة وأطراف زعامات سياسية وحزبية كانت تشتم من بيده قرار جعل الدولار يحترم الليرة اللبنانية، واستمر المشهد إلى أن بات مقام مدير البنك المركزي عرضة للشتم من جانب مَن يريد. منتهى قلة الاحترام كما أنه ابتذال ما بعده ابتذال، كتابة عبارات شتائمية مهينة وبالمفردات غير المستحب ذكرها تملأ جدران شوارع بيروت، بما في ذلك شارع مطارها وجدران مبنى البنك المركزي، المؤسسة التي يعتبر استقرار الدولة والشعب من استقرارها. في ظل هذه الحالة المبكية وبينما الوضع من السيئ إلى الأسوأ، فالأكثر سوءاً، ولا أمل يرتجى إلا إذا استعادت العملة اللبنانية قيمتها واستعاد أهل الحل والربط شيئاً من القيم، سيبقى الدولار حديث الناس ومصدر همومهم. ولا يستبعد المرء أن يكون تعليق الناس هؤلاء في مجالسهم على الحملة المتواصلة من جانب «سيد حزب الله» على أميركا صاحبة الدولار سيد العملات المتحكمة في طبعه كما في طباع المتعاملين به هو: إذا كانت تلك هي الحقيقة، فلماذا لا يؤتى برئيس للجمهورية يكون لصاحبة الدولار دور أو كلمة في اختياره؟ وبذلك لا يعود مستمراً هذا التضييع لإنجاز استحقاق واجب. هَدى الله خلْقه وبالذات اللبناني من هذا الخلْق.

 

موسم الرياض... ونصر الله!

طارق الحميد/الشرق الأوسط/الأحد 22 كانون الثاني 2023

خرج حسن نصر الله بخطاب تلفزيوني، حاول فيه تأليب أتباعه واللبنانيين على السعودية، حيث يقول إن بمقدور الرياض أن تدفع مبلغاً مالياً لإخراج لبنان من أزمته، ولو بمقدار ما يصرف على دوري كرة القدم السعودي، أو جلب اللاعب كريستيانو رونالدو لنادي النصر. كلام نصر الله يظهر أنه لم يستوعب المتغيرات من حوله، ويعتقد أن المنطقة، وتحديداً السعودية، لا تزال تعيش مرحلة المزايدات، أو التأثر بالخطاب الشعبوي، بينما الجميع، ومنهم اللبنانيون، باتوا يلمسون التغييرات، ويرونها بأعينهم مثل شعوب المنطقة، إضافة إلى الإيرانيين. وما لا يستوعبه نصر الله وأمثاله، أنه نعم كرة القدم أهم؛ لأنها تعني أن هناك منظومة متكاملة، اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً، وصحياً، تعمل من أجل مصلحة المواطن والوطن... منظومة حياة وعمل واستثمار ورفاهية، لا منظومة تخلف كما يفعل نصر الله وأتباع إيران. كرة القدم، مثلاً، ذكّرتنا وعرّفت الأجيال الشابة، وعبر دورة كأس الخليج العربي في العراق، بأن العراقيين توّاقون لعمقهم الخليجي. وأن العراقيين أهل كرم وحفاوة، وكل من يتابع الفيديوهات القادمة من البصرة لا يملك إلا أن يظهر حبه للعراق والعراقيين.

وما شاهدناه من العراقيين، وتحديداً في البصرة، وصل إلى القلوب والعقول، رغم عقدين من الخطاب المتطرف للميليشيات، وكل دعاة التأزيم الطائفي، خصوصاً الماكينة الإيرانية الإعلامية، وأهم فروعها في الضاحية الجنوبية، حيث يقيم نصر الله. الحقيقة أن حديث نصر الله يذكر اللبنانيين وغيرهم، بأننا نسير في الطريق الصحيح. والعدو قبل الصديق يرى ذلك، حيث كسبت وتكسب السعودية العقول والقلوب من خلال العمل على إصلاح الداخل. نجحت السعودية في أن تكون محط أنظار العالم عبر العمل والمثابرة، والإصلاح الاجتماعي، والاقتصادي، والعقلانية السياسية المشهودة، وكل ذلك النجاح لا يتأتى من قطاع واحد، بل من خلال منظومة متكاملة أساسها وجوهرها أن تعمل على تطوير بلادك، ولا تنشغل بالخارج. ولذلك، مثلاً، يوم مباراة موسم الرياض بين نجوم الهلال والنصر وفريق باريس سان جرمان كانت أنظار شباب العالم كله على الرياض، ومن خلال كرة القدم، وليس عبر أخبار سياسية، وخلافه، وهذا نتاج اهتمام القيادة بتطوير البلاد. وكما قال الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، في منتدى «دافوس»: «نشعر بقوة بأن ما نقوم به في المملكة، وما يفعله الآخرون بالمنطقة، وخاصة دول مجلس التعاون الخليجي بمواجهة التحديات الاقتصادية والاستثمار في بلدانهم بالتركيز على التنمية، هو مؤشر قوي لإيران وغيرها في المنطقة، بأن هناك طريقاً لتجاوز النزاعات التقليدية نحو الازدهار المشترك». وانطلاقاً من هذا التصريح السعودي العقلاني، والصحيح تماماً، هنا النصيحة لحسن نصر الله... أولاً، واصل استمتاعك بموسم الرياض، والدوري السعودي. ثانياً، تستطيع مساعدة لبنان ومن دون أن تدفع دولاراً واحداً، أو تتسول مائة مليون دولار. كل ما على نصر الله، وبالتالي «حزب الله»، فعله هو تمرير مسألة اختيار الرئيس، ولما فيه مصلحة لبنان، وليس الحزب أو إيران، وتسهيل عملية اختيار رئيس الوزراء، وحينها سترى كيف يجلب الاستقرار الأموال للبنان، وقبلها استعادة هيبة الدولة.

 

إيران... ثورة الشعب الحلوة

عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط/الأحد 22 كانون الثاني 2023

احتجاجات الشعب الإيراني ضد النظام باتت ملء سمع العالم وبصره، وطبقت أخبارها الآفاق، فجديدها لا يتوقف ومساحتها لا تضيق، وأعداد المنخرطين فيها لا تنقص، بل تزيد، وهي تحمل معالم ثورة في طور التشكل.

«الثورات الحلوة» مصطلح أطلقه المرشد الأعلى للنظام الإيراني إبان ما كان يعرف بـ«الربيع العربي» قبل أكثر من عقدٍ من الزمان، محرضاً للشعوب العربية على الثورة ضد أنظمتها السياسية، وقد جاء اليوم الذي يذوق فيه الشعب الإيراني «الثورة الحلوة» ضد هذا المرشد ونظامه وأجهزته الأمنية والعدلية.

مصطلح «الثورة» ومفهومها لا ينطبق علمياً على الكثير من الأحداث التي يتم إطلاقها عليها في منطقتنا، وأكثر دولتين تستخدمان المصطلح للتعبير عن الأحداث هما إيران ومصر، ولكل منهما سياق مختلف، وعلى الرغم من هذا التحفظ العلمي فإن الاحتجاجات والانتفاضات في إيران لها ميزتان أساسيتان: الاستمرار والتوسع، ويقابلها النظام بطريقته التي لا يعرف غيرها: القمع والقتل، إما في الشوارع والمواجهات الميدانية وإما عبر «محاكم التفتيش» التابعة له.

«الثورة» على «الثورة» هي ملخص ما يجري في إيران، فالشعب الإيراني الثائر والمحتج والمنتفض هدفه وغايته هي إسقاط «الثورة» التي يسميها النظام على مدى أربعة عقودٍ إسلاميةً، والنظام ورموزه وأجهزته يصرّون على أن الشعب الإيراني عبارة عن «عملاء» و«خونة» وأن النظام هو الذي يمثل «الثورة» في مفارقة لا تخطئ العين رصدها. إصرار النظام الإيراني على أفكاره القديمة ومبادئه البالية وأساليبه المهترئة في مواجهة الشعب دليل فقرٍ ذهنيٍ وعجزٍ فكري عن افتراع الجديد والتأقلم مع التطورات، ونظام بهذه الصفة يصاب بالحيرة، وهي حيرة واضحة تنبئ عنها تخبطاته الواضحة في التعامل مع الاحتجاجات سياسياً وأمنياً وإعلامياً ودينياً، وقد وصلت به الحيرة إلى أن دخلت مرحلة التصفيات لبعض رموزه ومسؤوليه، فحيرته أورثته شكوكاً عميقةً في منظومته كاملةً فعاث في بعض رجالاته سجناً وقتلاً بنفس التهم التي يطلقها على الشعب. المقارنة منهجٌ علميٌ يساعد على كشف المشاهد المتشابكة، ويمكن للمتابع أن يرصد موقفين ضخمين على المستوى الدولي فيما يتعلق بالعقوبات الدولية؛ الأول، العقوبات ضد النظام الإيراني، والثاني، العقوبات ضد روسيا، والنظر هل هي مواقف متماثلة وتستند إلى نفس المنطق وذات التأثير أم ثمة فروق ينبغي رصدها؟

روسيا دخلت شرق أوكرانيا عسكرياً قبل عامٍ تقريباً لهدف وغايةٍ محددة تأتي ضمن صراعاتٍ محلية داخليةٍ وصراعاتٍ دوليةٍ قديمةٍ بين روسيا والغرب، وهي تختصرها في المناطق الشرقية لأوكرانيا وألا تكون خنجراً في خاصرة روسيا، بينما النظام الإيراني يحارب في أربع دولٍ في المنطقة، في العراق وسوريا وفي لبنان واليمن، وهو أكبر داعمٍ لنشر الإرهاب و«استقرار الفوضى» وتجارة المخدرات وأكبر مهددٍ لطرق التجارة الدولية وأسواق الطاقة العالمية، وأهدافه وغاياته هي التوسع الإمبراطوري وبسط النفوذ عبر آيديولوجيا «ثيوقراطية» طائفية عنيفة.

على الرغم من كل هذا التباين في المشهدين فإن العقوبات الغربية جاءت متباينة في الموقف تجاه الدولتين، ففي مواجهة روسيا صعّدت العقوبات بشكل غير مسبوقٍ في التاريخ الحديث وأوصلتها إلى حدّ تهديد النظام الدولي ومؤسساته وتماسكه بسرعة فائقة وسعة وانتشارٍ ضخمٍ وفاعلية أرادت لها أن تكون آنيةً ولحظيةً، وسعت لإجبار دول العالم للانخراط معها رغباً ورهباً. بالمقابل، فإن العقوبات الغربية ضد النظام الإيراني بطيئة ومحدودة وغير فاعلة، وتمنحه مخارج منها بين فترة وأخرى، وهي بنت معه «الاتفاق النووي» سيئ الذكر قبل سنواتٍ وتستميت لإعادته وإحيائه على الرغم من كل العوار الذي يعتريه واحتجاجات دول المنطقة على نقصه وعدم فائدته، وعندما أثبتت الاحتجاجات الإيرانية استمرارية وتوسعاً بدأت تخرج على استحياء عقوباتٌ غربيةٌ جزئية وضيقة وغير فاعلة، تتهم أشخاصاً أو جهاتٍ معينةً وتعد بمواجهتها أو تصنيفها ولكن من دون أي رغبةٍ حقيقيةٍ في تطبيقها وضمان تأثيرها، وهي على كل حالٍ أقرب لمحاولة حفظ ماء الوجه لا أقل ولا أكثر. تحدث ولي العهد السعودي قبل سنواتٍ بصراحته المعهودة عن التعامل الغربي مع النظام الإيراني في مؤتمر صحافي مع الرئيس الفرنسي في باريس، وتساءل في حينه سؤالاً واقعياً ومنطقياً فقال: «ماذا لو في عام 2025 أصبح بين إيران وبين إنشاء قنبلة نووية أيام معدودة؟»... وهذا التساؤل تحديداً هو ما يشغل شعوب المنطقة ككل ويدور في أذهان المواطنين وتعمل للاستعداد للإجابة عنه الدول والحكومات ولا يستطيع أحدٌ أن يركن للموقف الغربي تجاه تهديدٍ دوليٍ خطيرٍ كهذا.

بعض الإدارات الأميركية أبانت صراحةً بالسياسات والمواقف وبالتصريحات الرسمية أنها غير متزنة على الإطلاق في التعامل مع النظام الإيراني من جهة ومع دول المنطقة الأخرى من جهة مقابلة، وهذا الموقف تحديداً كان بالغ الأثر في إعادة ترتيب توازنات القوى في المنطقة والعالم، والذي أسهمت فيه السعودية ومعها عدد من دول الخليج والدول العربية، وأثر بشكل واضح على العديد من الاستراتيجيات والرؤى الحاكمة لواقع المنطقة ومستقبلها. بعد انتصار الجمهوريين في الكونغرس الأميركي بدأ طرح أسئلة مهمةٍ عن سياسات الإدارة الديمقراطية ومن أهمها الانسحاب الأميركي المستعجل والمتهور من أفغانستان قبل عامٍ ونيفٍ، وهو الانسحاب الذي أثار الدهشة لدى جميع المراقبين في حينه، وسلّم أفغانستان لقمة سائغة لحركة طالبان تحت مزاعم لا يسندها دليل ولا يعضدها تحليل بأن الحركة تغيرت وتطورت والعالم كله شاهدٌ على استمرارها في نفس سياساتها وآيديولوجيتها، وموقفها من المرأة مجرد مثالٍ في هذا السياق.

إذا كانت أميركا نفسها تحاسب إدارتها على مثل ذلك الانسحاب المعيب فإن الشعب الأفغاني المغلوب على أمره لا يستطيع فعل شيء تجاه ما جرى ويجري اليوم، والسؤال المهم في هذا السياق، هل تعتقد أميركا أو الدول الغربية فعلاً أن دول المنطقة الحية والقوية والمتوثبة للتقدم والنهوض والرقي يمكن أن تضع نفسها وشعوبها ومصالحها في يد دولٍ عظمى لا تحسن تقدير الأوضاع الدولية ويمكن أن تتخلى عن حلفائها بقراراتٍ مستعجلة وغير محسوبة؟ أي عاقلٍ أو محللٍ رصينٍ فضلاً على صانع قرارٍ سيعلم أن هذا لا يمكن أن يحدث.

أخيراً، فمن المعلوم أن ثورة الشعب الإيراني «الحلوة» لن يكون لها نفس الطعم لدى النظام.

 

الخوف... سبب ثلاثة أرباع آفات السياسة

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/الأحد 22 كانون الثاني 2023

في عالم يصدمنا بالمفاجآت كل يوم تقريباً، تلحّ على ذاكرتي كلمات القائد العسكري والسياسي النازي الألماني هيرمان غورينغ لصحافي أميركي كان يتكلم أمامه عن فضائل الديمقراطية التي تعصم عن المغامرات السياسية القاتلة. يومذاك، قاطعه غورينغ - من سجنه، قبل انتحاره بالسم - سائلاً «أي ديمقراطية... أي خيار للشعب؟ عندما تزرع الخوف في نفوس الناس تراهم يعطونك قرارهم وحرياتهم بلا تردد!!». هذه الكلمات سمعتها منذ سنوات بعيدة، لكن صدقها تثبته الأحداث التي نراها من حولنا في معظم دول العالم، بصرف النظر عن الأحجام والثراء والثقافة ونوعية النظام السياسي.

الخوف، ربما أكثر من الطمع، هو السبب الأكبر والأخطر لآفات السياسة على امتداد المعمورة. الخوف من أي شيء، من أي فكرة، من أي هوية، من أي تيار، ومن أي «عدو» حقيقي أو وهمي أو مصطنع... يبني قناعات ويولّد توجهات ويثمر مواقف وقرارات - قد تكون مجنونة - حول السلم والحرب.

لئن كانت «الديمقراطية»، التي كان تغنّى بها ذلك الصحافي الأميركي أمام غورينغ، واعتبرها خياراً واقياً من الأخطاء والحروب، هي حقاً كذلك... لما ارتكبت الديمقراطيات الغربية أخطاء استراتيجية فظيعة ولا تزال.

بل ما كانت أسس الديمقراطية نفسها مهدّدة في مصيرها داخل أكبر ديمقراطيات العالم كالولايات المتحدة والهند - مثلا - وذلك بعدما استغل قادة شعبويون «خوف» قطاعات واسعة من الناخبين... ليس فقط على مصالحهم بل على وجودهم أيضاً.

ما حرّكه دونالد ترمب قبل انتخابه رئيساً لأميركا، ثم بعد خسارته الرئاسة، كان «الخوف». «خوف» الأميركي الجرماني والسلافي والكلتي المسيحي الأبيض من «تسونامي» عرقي أسود وأسمر وأصفر - وأحيانا غير مسيحي - استوجب رفع شعار «إعادة عظمة أميركا من جديد»... وبناء «جدار فصل» عن خزان بشري «غريب» يمتد على طول الحدود مع المكسيك. مع الظاهرة الترمبية اقتنع قطاع كبير من الأميركيين بأن أمنهم أهم بكثير من نظام ديمقراطي يعطي الغالبية - وبالتالي، السلطة - لغير الأوروبيين البيض المسيحيين. ولهذا، أيّد ملايين «الترمبيين» مهاجمة مبنى «الكابيتول»، رمز الديمقراطية، رفضاً لنتائج انتخابات حرة اعتمدت فيها أرقى أنظمة التصويت، وفي بلاد فيدرالية السلطة يحكم غالبية ولاياتها الخمسين حزب ترمب... الحزب الجمهوري.

وهكذا، تبيّن أن «الخوف» في «أميركا ترمب» كان ولا يزال أقوى بكثير من «الديمقراطية» المثالية التي أرسى دعائمها مؤسسو أحد أنجح نماذج الحكم التعددي الاتحادي في العالم.

في المقابل، بعيداً تماماً عن الخلفية «اللاديمقراطية» للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، نجد «الخوف» أيضاً في صميم الحرب المستعرة حالياً على أرض أوكرانيا.

الذاكرة الروسية التاريخية قوية جداً. إنها ذاكرة حية عصيّة على تغيّرات الرقعة الجغرافية، وتعدّد المكوّنات الداخلية والأعداء الخارجيين، وتتابع أنظمة الحكم المتناقضة التي تولت السلطة في الكرملين... حيث لم تجرّب «الديمقراطية» الحقيقية إطلاقاً في يوم من الأيام.

أصلاً الشخصية الروسية - ومن ثَم السلطة التي أنتجتها هذه الشخصية - لم تهضم «الديمقراطية» - وفق تعريفها الغربي - ولا جرّبتها. بل انتقل الحكم من مشاعية عشائرية قاسية، إلى «قياصرة» القصور، ثم «قوميسارات» البلاشفة... وصولاً إلى «أبارتشيكيي» و«مافيويي» ما بعد البلشفية. بيد أنه بقدر ما كانت «الديمقراطية» غائبة كان «الخوف» حاضراً، وإن داخَله في فترات متباعدة عُنصرا الطمع والثأر.

وراهناً، يخطئ جداً مَن يظن أن جيل بوتين، ابن مدرسة «الكي جي بي»، وتلميذ مفاهيم «صراع الشرق والغرب»، وصاحب هواجس «روسيا المحاصرة»، يقاتل في أوكرانيا من مُنطلَق محض إمبريالي توسّعي.

صحيح، أن هذا ما يبدو الغرب مقتنعاً به، لكن بوتين وغلاة القوميين الروس معه، يعتبرون أن الاحتفاظ بأوكرانيا وبيلاروسيا يضمن الإبقاء على «خط دفاع سلافي» متقدّم يحمي قلب روسيا، ويحول دون تكرار تجربتي نابليون بونابرت وأدولف هتلر وأحلام حلف شمال الأطلسي «ناتو».

في عزّ «الحرب الباردة» لم تجد موسكو أي حاجة «دفاعية» لغزو يوغوسلافيا ثم رومانيا، رغم ابتعاد جوزيف بروز تيتو ونيكولاي تشاوسيسكو عن «مظلتها». إلا أنها تحرّكت بالقوة وبسرعة ضد المجر عام 1956، وتشيكوسلوفاكيا عام 1968، ثم بولندا في أواخر أيام الاتحاد السوفياتي. وكان السبب الأبرز أن غالبية السكان في يوغوسلافيا ورومانيا أرثوذكسية «مشرقية المرجعية»، ومن ثم، لا ولاء فيهما لـ«مرجعية غربية» (مع أن تيتو كاثوليكي كرواتي). ولكن في المقابل، كانت تخشى كثيراً سقوط المجر وتشيكوسلوفاكيا وبولندا، بغالبياتها الكاثوليكية... وارتماءها في أحضان الغرب.

وبالفعل، بعد انهيار الاتحاد السوفياتي و«حلف وارسو»، ضُمَّت الدول الكاثوليكية - الشيوعية سابقاً - بسرعة إلى الاتحاد الأوروبي بعكس الدول الأرثوذكسية.

حتى في الهند، حيث يشكل الهندوس غالبية ضخمة، يتخوّف القوميون والطائفيون الهندوس المتشدّدون، مثل رئيس الحكومة الحالي ناريندرا مودي، من «عدوّين» يعتبرونهما خطيرين:

العدو الأول - عند هؤلاء - المسلمون داخل الهند الحالية وفي كل من باكستان وبنغلاديش المتاخمتين للهند من الغرب والشرق. وللعلم، يشكل مسلمو كيانات شبه القارة الهندية اليوم نحو 600 مليون نسمة مقابل 900 مليون هندوسي، ولكن الجانبين يملكان قدرات عسكرية نووية مدمّرة. والثاني، هو الصين العملاق الآخر الكبير الذي بينه وبين الهند نزاع حدودي مزمن. والصين أيضاً قوة نووية جبارة.

«الخوف» كان موجوداً أيضاً في تصويت البريطانيين شبه الانتحاري لصالح مغادرة الاتحاد الأوروبي خوفاً من اليد العاملة الأوروبية الشرقية، وكذلك في تحول عنصريي فرنسا إلى رقم صعب ومقبول في الحياة السياسية الفرنسية عبر صناديق الاقتراع «تخوفاً» من تزايد مهاجري ولاجئي عبر المتوسط، ثم إنه أسهم أيضاً عبر صناديق الاقتراع ولعبة الديمقراطية في عودة ورثة الفاشية الموسولينية إلى الحكم في إيطاليا.

الشيء نفسه ينطبق علينا نحن العرب «المتخوفين» من عداء «جيران»، كل منهم يهددنا بأسلوبه وتبعاً لمخططه، ويقذف بنا كل منهم نحو الآخر... فنرضى طلباً للحماية. فالمتخوّف من توسعية الليكوديين يتوقّع الحماية من ملالي إيران والعكس صحيح، ومَن يخشى من الجانبين يُهرول نحو «ملاذ آمن» مأمول تحت خيمة رجب طيب إردوغان... هذا للأسف واقع العالم، حيث يسود منطقا «الغاية تبرر الواسطة» و«إذا كان عليّ أن أختار بين أن أكون النعجة أو الجزّار فلن أتردد في أن أكون الجزار!!».

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

البطريرك الراعي: يُخطئ من يَظنُّ أنهُ يستطيعُ خطفَ رئاسةِ الجمهورية اللبنانيّةِ وأخْذَها رهينةً ويطلب فديةً لإطلاقِ سراحها. لسنا شعبَ الفِدْياتِ بل نحن شعبُ الفداء

الراعي للنواب والوزراء: مسؤولون عن وصمة العار الجديدة التي تلحق بلبنان من خلال أدائكم غير المقبول وفقدان لبنان حق التصويت في الامم المتحدة

 وطنية /الأحد 22 كانون الثاني 2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/115154/115154/

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي "كابيلا القيامة" عاونه فيه لفيف من المطارنة والكهنة، في حضور الرئيس امين الجميل، قنصل جمهورية موريتانيا ايلي نصار، الحركة الرسولية المريمية، اهالي الموقوفين في انفجار المرفأ، اتحاد لجان الاهل في المدارس الكاثوليكية، وحشد من الفاعليات والمؤمنين.  بعد الانجيل المقدس، القى الراعي عظة بعنوان:"ينبغي لكم ان تولدوا ثانية"،

عظة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي -

الأحد الثالث بعد الدنح

بكركي – 22 كانون الثاني 2023

"ينبغي لكم أن تولدوا ثانيةً" (يو 3: 7)

1. لنيقوديموس، رئيس اليهود، الذي قصد يسوع ليلًا، وأعلن عن إيمانه به أنّه "جاء من الله معلّمًا، ويعمل الآيات لأنّ الله معه" (يو 3: 2)، كلّمه الربّ عن سرّ المعموديّة الذي به "نولد ثانية من الماء والروح" (يو 3: 5). بهذه الولادة نصبح أبناء وبنات الله. و بها نتحرّر من الخطيئة الأصليّة والخطايا الشخصيّة، ونمتلئ من الحياة الإلهيّة، ونصبح أعضاء في جسد المسيح وهياكل الروح القدس، ونندمج في الكنيسة، ونغدو شركاء في كهنوت المسيح ورسالة الكنيسة؛ وبذلك تكون المعموديّة الباب الذي يدخلنا إلى باقي الأسرار (التعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة، 1279؛ عرض مختصر للإيمان الكاثوليكيّ، 110).

يحقّق الروح القدس آيات هذا السرّ ومفاعيله بقوّة حلوله، ويجعل ثمار موت المسيح وقيامته حاضرة في المعمّد والمعمّدة، فيموتان مع المسيح عن إنسان الخطيئة القديم، ويقومان معه إنسانًا جديدًا بالنعمة (مختصر الإيمان الكاثوليكيّ، 111).

2. يسعدنا أن نحتفل معًا بهذه الليتورجيا الإلهيّة. ويطيب لي أنّ أرحّب بكم جميعًا، وبخاصّة بالحركة الرسوليّة المريميّة في الذكرى الخمسين لتأسيسها في 21 كانون الثاني 1973. فإنّا نهنّئ جميع المنتسبين إليها والمسؤولين وعلى الأخصّ رئيس المجلس العام عزيزنا الأخ إيلي كميد، ومرشدها العام الأب مالك بو طانوس، والمشرف عليها سيادة أخينا المطران غي بولس نجيم  ونشكر سيادة اخينا المطران جول بطرس على كلمته وهو مرشد مجلس محلّي وعضو مجلس المرشدين. ونصلّي من أجل ازدهار هذه الحركة لتظلّ ملتزمة برسالة الكنيسة في المجتمع، وتعيش على "مثال يسوع المسيح رسول الآب، والعذراء مريم سيّدة الرسل وأمّ الكنيسة المرسَلَة" (دليل نور وحياة، بند 35).

3. ونرحّب أيضًا باتّحاد لجان الأهل في المدارس الكاثوليكيّة، ولجنة الأهل في مدرسة سيّدة اللويزة، ونشكرهم على تضامنهم وجهودهم مع إدارات المدارس في كلّ ما يعضد الأهالي لتأمين التعليم والتربية لأولادهم في هذا الظرف الإقتصاديّ الخانق. أنّ ثروة أجيالنا الطالعة العلم الرفيع والتربية الروحيّة والأخلاقيّة والوطنيّة.

ويسعدنا أن نرحّب بأهالي الموقوفين على إثر تفجير مرفأ بيروت، وهم يطلبون أن نضمّ صوتنا إلى صوتهم. فإنّ أبناءهم وأزواجهم موقوفون منذ أيّام التفجير 4 آب 2020 أي منذ سنتين ونصف. وهم من دون محاكمة ومن دون قرار ظنّي. فأصبحوا هم ضحايا أحياء لهذه الكارثة-الجريمة ضدّ الإنسانيّة. ويطالبون بإيجاد حلّ قضائيّ يصون متابعة أعمال المحقّق العدليّ بشأن جريمة التفجير.

4. إلى جانب سرّ المعموديّة بالماء والروح، تعترف الكنيسة بمعموديّة الشوق وهي أنّ كلّ إنسان يجهل المسيح والكنيسة، لكنّه يبحث عن الحقيقة ويصنع إرادة الله وفقًا لفهمه لها، يستطيع أن يخلص. ذلك أنّه يوجد لديه إرادة ضمنيّة وشوق لقبول المعموديّة لو استطاع إليها سبيلًا أو أدرك ضرورتها (التعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة، 1260). وتعلّم الكنيسة أنّ "كلّ الذين لم يعرفوها، لكنّهم عاشوا بموجب إلهامات النعمة الإلهيّة باحثين عن الله وباذلين جهدهم لإتمام إرادته، إنّما يخلصون بالمسيح ولو لم يعتمدوا" (المرجع نفسه، 1281؛ الدستور العقائدي "في الكنيسة"، 16).

اقتبل نيقوديموس معموديّة الشوق عندما أعلن إيمانه بالمسيح "فرأى ملكوت الله" في شخص يسوع بالذات.

5. نختتم مساء اليوم عند السادسة في هذا الكرسيّ البطريركيّ أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيّين، بصلاة مسكونيّة يشارك فيها بطاركة الكنائس وأساقفة وكهنة ورهبان وراهبات ومؤمنون واللجنة الأسقفيّة للعلاقات المسكونيّة في مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، ومجلس كنائس الشرق الأوسط.

كما يبدأ أيضًا في هذا الكرسيّ البطريركيّ مؤتمر أسبوع الكتاب المقدّس بعد ظهر اليوم وهو "اليوم العالميّ"الذي اختاره قداسة البابا فرنسيس "كأحد كلمة الله"، "ويوم مكرّس للكتاب المقدّس". فينظر المؤتمر في سفري يشوع بن نون والقضاة من الكتاب المقدّس في عهده القديم. كلّنا مدعوّون لنستنير بكلمة الله، فهي نور الحقيقة والمحبّة والعدل لكلّ إنسان. فمن دون هذا النور يهيم في ظلمات الكذب والجهل، وفي ظلمات الحقد والبغض، وفي ظلمات الظلم والإستبداد.

6. إنّ نور كلمة الله حاجة ماسّة للمسؤولين عندنا في لبنان ولشعبنا. فلو استنار بكلمة الله نوّاب الأمّة وكتلهم ومن وراءهم، لتحرّروا من أنانيّاتهم وحساباتهم ومصالحهم الشخصيّة والفئويّة، ومن مشادات المكايدة، ولكانوا وقفوا وقفة ضمير أمام حال الشعب الفقير المذلول والمحروم من أبسط حقوقه الأساسيّة، الشعب الذي وكّلهم بخدمته، وأمام حال الدولة التي تتفكّك أوصالها تباعًا، وهم منتدبون لتعزيزها، ولكانوا أسرعوا وانتخبوا رئيسًا للجمهوريّة قبل نهاية عهد الرئيس، كما يأمرهم الدستور في مادّته 73!

7. أنتم يا نوّاب الأمّة والوزراء مسؤولون عن وصمة العار الجديدة التي تلحق بلبنان من خلال أدائكم غير المقبول، وهي فقدان لبنان حقّ التصويت في الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة، المكوّنة من 193 عضوًا، بسبب عدم سداد مستحقّات الدولة اللبنانيّة البالغة ما لا يقلّ عن مليوني دولار. ويكبر حجم مسؤوليّتكم بكون لبنان بلدًا مؤسّسًا للأمم المتّحدة، ومشاركًا في وضع شرعتها وشرعة حقوق الإنسان، وقد مثّله آنذاك وجه عالميّ ناصع هو شارل مالك! ويَظهرُ أن وقفَ سدادِ المستحقّات اللبنانيّة لا يقتصرُ فقط على منظّمةِ الأممِ المتحدة، بل يَشمَل أيضًا منظماتٍ عربيّةً ودُوليّةً يَنتمي إليها لبنان. فإذا كان الأمرُ مقصودًا فالخطيئةُ عظيمةٌ، وإذا كان سهوًا فالخطيئةُ أعظم.

8. ألا تخجلون من نفوسكم، يا شاغلي مجلس النواب ومجلس الوزراء أمام منظمّة الأمم المتّحدة وانجازاتها لصالح لبنان؟

‌أ. فقد أقامَت في لبنانَ مركزًا لعددٍ من المنظّماتِ والمؤسّسات التابعةِ لها، واعتمدت مندوبيّةً دائمةً للوقوف على حاجات لبنان. وأصدرت ما لا يقل عن أربعين قرارٍ أمميًّا بشأنِه بما فيها تَبنّي "إعلان بعبدا" وتشكيلِ "مجموعةِ الدعمِ الدُوليّة للبنان".

‌ب. ومنذ سنةِ 1978 أرسلت قوّاتٍ دُوليّةً لحفظ السلام في جنوب لبنان استنادًا إلى القرارين 425 و426 من أجل تأمينِ انسحابِ القوّات الإسرائيليّةِ من الجنوب وتوفيرِ الظروفِ الميْدانيّةِ لأنْ تبسطَ الدولةُ اللبنانيّةُ وحدَها سلطتها على كاملِ أراضيه. ثم تَعدلت مُهمّتُها بعد حربِ سنةِ 1982 وبعد حرب 2006 على أساس القرار 1701 الذي لا يزال دون التنفيذ الصحيح.

‌ج.  ويخدم اليوم في لبنان 3800 ضابطٍ وجنديٍّ دوليٍّ يُمثّلون 48 دولةً وسطَ أخطارٍ يوميّةٍ كان آخَرها اغتيالُ الجنديِّ الإيرلنديِّ في بلدةِ العاقبية في الجنوب.

9. كيف للدولةِ اللبنانيّةِ والحالة هذه أن تَتوسَّلَ التجديدَ للقوّاتِ الدُوليةِ في الجنوبِ ولا تَدفع مستحقّاتِها للأممِ المتحدة؟ وكيف للدولةِ اللبنانيّة بعد اليوم أن تَتقدّمَ بشكاوى أمامَ الأممِ المتّحدة وتُطالبها بتنفيذِ قراراتِها المتعلِّقةِ بلبنان ولا يَحِقُّ لها التصويت؟ كيف نناشدها إكمالَ مَهمَّتها في الاتفاقِ الثنائيِّ بين لبنان وإسرائيل حولَ الطاقةِ وترسيمِ الحدودِ الجنوبيّة؟ كيف نُطالبها بمواصلةِ تقديمِ المساعداتِ الإنسانيّةِ والمعيشيّةِ والتربويّة؟ كيف نُطالبها بهذا وبغيرِه ولا ندفعُ مستحقاتِنا لها؟

10. في هذا الوقت يَستمرُ الشغورُ الرئاسي، ولم تؤدِ المساعي الداخليةَ والدوليةَ إلى إحرازِ تقدّمٍ فعليٍّ نحو انتخابِ رئيس جديد. بل نرى أنَّ المواقفَ بين المحاور الداخليةِ ذاتَ الامتدادِ الخارجيِّ تَتباعد أكثرَ فأكثر، وتُلهي الرأيَ العامَّ بموضوعِ الحكومة. ونحن قلنا منذ اليوم الأول لنهاية العهد، إن هذه الحكومة هي مستقيلةٌ ومَهمّتُها تصريفُ الأعمال. ومن واجبها التفاهم حول تفسيرِ تصريفِ الأعمال لئلا تخلقَ إشكاليّاتٍ نحن بغنى عنها. إنَّ عملها محصورٌ بالمحافظةِ على الحدِّ الأدنى من تسييرِ شؤونِ المواطنين الضاغطةِ ومنعِ سقوطِ الدولة نهائيًّا، خصوصًا أنَّ مهزلةَ جلساتِ انتخابِ رئيسِ للجمهورية لا تزال مستمرة، وقرار عقدها وفقًا للدستور مسلوب. ويترافق كلّ ذلك مع انهيارٍ صارخٍ لسعرِ العملات بحيث تجاوز سعر الدولار الخمسين ألف ليرة لبنانية. وناهز سعر صحيفة النزين المليون ليرة وتضاعفت أسعار الموادُ الغذائية والطبية بعشرات الأضعاف. فكيف سيعيش هذا الشعب؟ فكيف سيعيش الشعب؟ كيف سيأكل ويشرب ويتغذى ويعمل ويقبض أَجره ويتداوى؟ وهل تشعرون به أيّها المؤتمنون على المسؤوليّة؟ خوفنا أنّكم تشعرون ولكنّكم تريدون لهذا الشعب هذه التعاسة لغرض في نفوسكم!

11. ورغم ذلك لا تزالُ القوى السياسيّةُ تتقاذفُ الاستحقاقَ الرئاسيَّ وتَمتنعُ عن انتخابِ رئيسٍ جديدٍ يَصمد أمامَ الصعابِ ويَرفضُ الإملاءاتِ ويحافظُ على الخصوصيّةِ اللبنانيّة. ليس خوفُنا أن تَتغيّرَ هُويّةُ رئيسِ الجُمهوريّة المارونيّةُ وطائفتُه، بل أن تَتغيرَ سياستُه ومبادئُه ويَلتحقَ بسياسياتٍ ومحاورَ ودولٍ تُجاهد ليلًا ونهارًا للسيطرةِ على البلادِ وتحويلِه إقليمًا من أقاليمِها. لكنَّ هذا الأمرَ مستحيلٌ لأنَّ قرارَ التصديِّ لتغييرِ هُويّةِ الرئيسِ وكيانِ لبنانَ مأخوذٌ سَلفًا مهما كانت التضحيات. ولا يَظُنّننَ أحدٌ أنه قادرٌ على تغييرِ هذا التراثِ التاريخيّ وهذه الخصوصيّةِ الوطنيّة. ويُخطئ من يَظنُّ أنهُ يستطيعُ خطفَ رئاسةِ الجمهورية اللبنانيّةِ وأخْذَها رهينةً ويطلب فديةً لإطلاقِ سراحها. لسنا شعبَ الفِدْياتِ بل نحن شعبُ الفداء.. في هذا السياق إن القوى الوطنية السيادية أكانت مسيحية أم مسلمة مدعوة للاتحاد وتشكيل هيئة مشتركة تدافع عن لبنان ليتأكد العالم أن شعب لبنان مصمم على الحياة معًا.

12. هذه هي أمنياتنا نستودعها عناية الله القادر على كلّ شيء، له للمجد والشكر الآن وإلى الأبد، آمين.

#البطريركية_المارونية #البطريرك_الراعي #شركة_ومحبة #حياد_لبنان #لبنان_الكبير #الراعي #بكركي #معا_من_أجل_لبنان #لبنان

 

الراعي في ختام اسبوع الصلاة من اجل وحدة المسيحيين: في مسيرتنا نحو تحقيق الوحدة نحن مدعوّون لنكون يدًا واحدة

وطنية/الأحد 22 كانون الثاني 2023

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الصلاة المسكونية في ختام اسبوع الصلاة من اجل وحدة المسيحيين في كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي "كابيلا القيامة"، بمشاركة السفير البابوي المونسينيور باولو بورجيا، ورؤساء وممثلين عن مختلف الكنائس المسيحية اضافة الى لفيف من المطارنة والرؤساء العامين والرئيسات العامات والكهنة والراهبات، وشارك ايضا رئيس الرابطة المارونية السفير الدكتور خليل كرم وحشد من الفاعليات والمؤمنين. وجرى رفع الصلوات والتراتيل بحسب طقوس مختلف الكنائس المسيحية. بعد الانجيل المقدس القى البطريرك الراعي عظة بعنوان: "كنت جائعا فاطعمتموني" قال فيها: "إخواني أصحاب القداسة والغبطة، سيادة السفير البابويّ والسادة المطارنة الأجلّاء، اصحاب السعادة، أيّها الإخوة والأخوات الأحبّاء، إكليروسًا وعلمانيّين، المحترمين.

1 - الإنجيل الذي نختتم به أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيّين هو إنجيل الرحمة والعدالة مجتمعين، ويتّصل عضويًّا بموضوع أسبوع الصلاة هذا المأخوذ من أشعيا النبيّ وهو: "تعلّموا الإحسان، واطلبوا العدل" (أشعيا 1: 17). وبكلام آخر: تعلّموا من المحبّة عمل الخير، والعدلُ نصب أعينكم.

2 - نحن نعلم أنّ رسالة الكنيسة ترتكز على ثلاثة مترابطة ومتكاملة: الكرازة بكلام الله (Kerigma)، العبادة وتقديس النفوس (Liturgia)، وخدمة المحبّة (Diaconia).

إنجيل اليوم وموضوع أسبوع الصلاة مختصّان بالمرتكز الثالث: خدمة المحبّة (Diaconia)، الذي هو أحد الطرقات الآمنة المؤدّية إلى وحدة المسيحيّين.

3 - إنجيل الدينونة العامّة الذي سمعناه هو إنجيل الإحسان أو المحبّة بإطعام الجائع وسقي العطشان وكسوة العريان واستقبال الغريب وزيارة المريض وافتقاد السجين. هذه الحاجات الستّ هي ماديّة وروحيّة ومعنويّة. ولذلك كلّ إنسان، دونما إستثناء، يمرّ في حاجة ما منها، ويجد نفسه أمام واجب مساعدة غيره من بابي المحبّة والعدالة، كما هو بحاجة الى مساعدة من غيره. وهو إنجيل العدالة تجاه هؤلاء "الإخوة الصغار". فبحسب تعليم الكنيسة، خيرات الأرض معدّة من الله لجميع الناس"، بحيث يشارك فيها الجميع، وفقًا لقاعدة العدالة غير المنفصلة عن المحبّة" (الدستور الراعويّ: الكنيسة في عالم اليوم"، 65). فمن يمتلك خيرات الدنيا شرعيًّا هو موكل عليها من العناية الإلهيّة ليستثمرها لخيره وخير غيره من الناس (التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكيّة 2403-2404). والملكيّة الخاصة مثقلة برهن اجتماعي. فمن يعطي المحتاج يردّ له حقوقه. على إنجيل الرحمة والعدالة سندان في مساء الحياة.

4 - في مسيرتنا نحو تحقيق وحدة المسيحيّين، نحن مدعوّون لنتعاون في خدمة المحبّة الإجتماعيّة، فنكون يدًا واحدة: نخطّط معًا، ونعمل معًا، ونتقاسم المسؤوليّة معًا، لنساعد شعبنا في التخفيف عن همومه وقلقه، وفي النهوض من أزماته الإقتصاديّة والمعيشيّة والإجتماعيّة والتربويّة والإستشفائيّة. وبذلك نشهد أنّنا كنيسة المسيح الواحدة، ونعيش سويّة إنجيل المحبّة والعدالة.

صحيح أنّ كلّ كنيسة من كنائسنا تعتني بأبنائها وبناتها، أمّا إذا تعاونّا، فنكون أقوى، وخدمتنا أشمل، وشهادتنا تُظهر أنّنا واحد بالمسيح. شعبنا يطالبنا وينتظر منّا ككنيسة من دون أن يفرّق بين الكنائس فيقول: أين الكنيسة؟ هذا النداء يوجب علينا أن نطلّ عليه ككنيسة واحدة في التزامها خدمة المحبّة الإجتماعيّة بمسؤوليّة العدالة.

5 - عندما نضيف وحدتنا في هذه الخدمة، إلى التعمّق من قبل الجميع في كلمة الله الهادية والجامعة في الكتب المقدّسة، وإلى الحوارات اللاهوتيّة المسكونيّة الجارية، وإلى أسبوع الصلاة السنويّ في العالم وما يرافقه من لقاءات ومبادرات، إنّما ندخل في صميم إرادة المسيح الفادي الذي قبيل آلامه صلّى "ليكون المؤمنون به واحدًا، كما أنّه هو والآب واحدًا" (يو 17: 11). فلنكن أمناء لإرادة يسوع الأخيرة ووصيّته. فنستحقّ أن نمجّده مع أبيه وروحه القدّوس، الآن وإلى الأبد، آمين."

 

المطران عوده: يفتقر الشعب ويموت ليغتني المسؤولون ويحيون

وطنية/الأحد 22 كانون الثاني 2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/115154/115154/

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، خدمة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس.

بعد الإنجيل، ألقى عظة: "يحدثنا المقطع الإنجيلي الذي تلي على مسامعنا اليوم عن إنسان مرذول من أبناء شعبه اليهودي، ويعتبر خائنا بسبب عمله لصالح الدولة الرومانية. هذا الإنسان اسمه زكا، ومعنى اسمه «الصالح»، على عكس ما كان يراه أبناء جنسه. كان زكا رئيسا للعشارين، الذين كانوا يجمعون الأموال بروح من الجشع وعدم الرحمة على أبناء شعبهم اليهودي. لهذا، أصبح كل عشار، أو جابي ضرائب، يمثل الدنس بعينه، والابتعاد عن كل ما هو إلهي، إذ ترك «شعب الله المختار»، والتحق بأمة وثنية « رجسة » طمعا بالربح المادي. إلا أن زكا كان مثالا عما يقوله لنا الرسول بولس: «حيث كثرت الخطيئة ازدادت النعمة جدا» (رو 5: 20). «كان زكا يلتمس أن يرى يسوع من هو»، فيما كان مارا، وكان قد سمع عنه كثيرا، فصعد على شجرة الجميز بسبب قصر قامته. كأن قصر القامة هنا يمثل النقص الذي تسببه الخطيئة للنفس البشرية، نتيجة للابتعاد عن الرب. يقول النبي داود: «يا رب من ينزل في مسكنك؟ من يسكن في جبل قدسك؟ السالك بالكمال والعامل الحق، والمتكلم بالصدق في قلبه. الذي لا يشي بلسانه، ولا يصنع شرا بصاحبه، ولا يحمل تعييرا على قريبه. والرذيل محتقر في عينيه، ويكرم خائفي الرب. فضته لا يعطيها بالربا، ولا يأخذ الرشوة على البريء. الذي يصنع هذا لا يتزعزع إلى الدهر» (مز 15: 1-5)".

أضاف: "بحسب هذا المزمور، لم يكن زكا في نظر الناموس ممن ينزلون في مسكن الرب، وممن يرثون الملكوت. إلا أن الرب يسوع، الجزيل الرحمة، الذي جاء ليكمل الناموس بوصية المحبة، حالما رأى زكا على الجميزة مدفوعا بعطش إلى معرفة شخص يسوع، للحال حقق له رغبته، وروى ظمأ نفسه، وبدلا من أن «ينزل» زكا في «مسكن الرب»، كما جاء في المزمور، انعكست الآية وطلب الرب يسوع أن ينزل ضيفا في منزل زكا. هنا صعق قلب زكا بشعلة المحبة، فأصبح «كامل القامة» روحيا. عمل بسيط قام به زكا، بصعوده الجميزة، ترجم شوقا لرؤية من يحن إليه، ففتح أبواب الرجاء أمام كل نفس بشرية تحاول الخطيئة أن تزرع فيها بذور اليأس، لتلتقي بمخلص الخطأة. يقول القديس أمبروسيوس أسقف ميلان: «قدم لنا هنا رئيس العشارين، فمن منا ييأس بعد من نفسه وقد نال نعمة، بعد حياة غاشة؟». لا ننسى أيضا قول الرب يسوع: «من أيام يوحنا المعمدان إلى الآن ملكوت الله يغصب، والغاصبون يختطفونه» (مت 11: 12). زكا مثال حي استطاع أن يختطف الملكوت، رغم العوائق التي كانت أمامه من خطايا وناموس وقصر قامة وشعب يكره العشارين. لقد نسي الشعب ما قاله الرب يسوع: «إن العشارين والزواني يسبقونكم إلى ملكوت الله» (مت 21: 31)، فوقعوا في خطيئة الدينونة، بينما راح زكا يبحث عن المسيح، فوجده المسيح أولا إذ نسمع في إنجيل اليوم: «فلما انتهى يسوع إلى الموضع، رفع طرفه فرآه». ينتظر الرب من كل واحد منا أن يبادر أولا في البحث عنه بالحرية الممنوحة لنا، ومتى قمنا بهذه الخطوة الأولى، حينئذ يلمس قلبنا، ويمسك بدفة سفينة حياتنا ليقودها إلى الميناء الهادئ، إلى الملكوت".

وتابع: "يرى القديس إيرونيموس أن شجرة الجميز تشير إلى أعمال التوبة الصالحة، حيث يدوس الخاطئ التائب كل أعماله الخاطئة، ومن خلالها ينظر إلى الرب كما من برج الفضيلة. يرى آباء قديسون آخرون أن الجميزة هي رمز للصليب الذي يلتقي المؤمن من خلاله بالمخلص، ويسمع صوته الحسن، فينفتح بيته الداخلي ليستقبل المسيح متجليا فيه. من جهة ثانية، الجميزة رمز للكنيسة التي تحمل الخطأة على منكبيها، كما حملت الشجرة زكا، وكما يحمل الراعي الصالح خروفه الضال، حتى تقدمهم لختنها كثمار صالحة، ثمار محبة صادقة. فإن عمل الكنيسة الرئيسي هو حمل العالم بأسره، حتى ولو كان كرئيس العشارين، وهي تحمله على منكبيها ليس لإدانته، مثلما فعل الشعب اليهودي، ولا لتجرح نفسه، بل لتمنحه فرصة اللقاء بمخلصه. نعاين في حادثة زكا موقفين من حلول الرب ضيفا في منزل العشار. فمقابل الفرح العظيم الذي اعترى زكا، نرى إدانة المتذمرين لرئيس العشارين ونعتهم له بالخاطئ. المتذمرون كانوا من الشعب المتجمهر حول الرب يسوع، المفترض أنهم يعرفونه جيدا ويدركون مواقفه، إلا أنهم أظهروا أنهم لم يفهموا شيئا مما قاله أو فعله أمامهم طيلة فترة حلوله بينهم، وإلا لكانوا تذكروا قوله: «لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى. لم آت لأدعو أبرارا بل خطأة إلى التوبة» (مر 2: 17). عندما دخل الرب يسوع بيت زكا، أشرق عليه بنوره، فطرد ظلمة الخطايا دون أن يبكته أو أن يقدم له أية وصية. حضور المسيح نفسه كان قوة انتشلت زكا من محبة المال إلى محبة الفقراء والشوق لأن يرد أضعافا لمن ظلمهم، ولو كان الثمن خسارة ما يملك".

وقال: "أعاد زكا جميع الأموال التي سلبها من الضرائب، فيما نجد مسؤولينا يثقلون كاهل المواطن كل يوم بضرائب جديدة بغية سد عجز افتعلوه هم أنفسهم، ثم أغرقوا البلاد والبشر، عوض تحمل المسؤولية والسير بخطط إصلاحية تنقذ البلد وتحافظ على الشعب. المعادلة في بلدنا هي: يفتقر الشعب ليغتني المسؤولون. يموت الشعب ليحيا المسؤولون. يدان الشعب فدية عن المسؤولين. الوطن كله يصرخ متألما، إذ قد أصاب حكامه مرض الأنانية والكبرياء، وبرص خطيئة الجشع، وعمى المال والسلطة. فإلى متى تصم الآذان عن آلام شعب ما عاد لديه أي شيء ليخسره؟"

أضاف: "شهدنا هذا الأسبوع حلقة أخرى من مسلسل مسرحية انتخاب رئيس، والمحزن أن من لم يقوموا بواجبهم على أتم وجه يتذمرون ويشعرون بالاشمئزاز من تكرار المهزلة. أليس أولى بهم أن يقدموا على ما يخرج المجلس من هذا الجمود القاتل؟ ألا يعلمون طريقة تكوين السلطات في الأنظمة الديمقراطية، وكيفية إجراء الانتخابات؟ كيف يبرر المعطلون لناخبيهم تقصيرهم في أداء واجبهم الدستوري والوطني؟ كيف يبررون وضع مصالحهم قبل المصلحة العامة، وتقديم حساباتهم الضيقة على كل حساب؟ كيف يستطيعون أن يضحكوا ويهزأوا وشعبهم يدمع ويبكي؟ متى يخرج هؤلاء من أوهامهم بأنهم محور الكون وأن العالم لا يفكر إلا بهم؟ ما هذه المهزلة؟ قليل من التواضع ومن الواقعية. ألا يخجل من يدعون أنهم مسؤولون مما أوصلوا البلد وشعبه إليه؟ ألا يخجلون من أنفسهم عندما يتحدثون عن الكرامة وعن السيادة وعن الحقوق؟ وكلها ضاعت بسبب مواقفهم العبثية. أملنا أن تصحو ضمائر من ضمائرهم نائمة، وأن ينضم عدد كبير من النواب إلى رفاقهم المعتصمين داخل المجلس، مطالبين بعقد جلسة انتخابية لا تغلق إلا بانتخاب رئيس. أوليس هذا واجب النواب الأول؟ أما واجبهم الثاني الرقابي فعليهم وعيه جيدا للقيام بواجبهم الذي يقتضيه فصل السلطات، عوض الخلط بينها وتخطي الدستور".    

وختم: "دعوتنا اليوم أن نلتمس لقاء المخلص مهما عاكستنا الظروف، وألا نيأس لا من خطايانا، ولا من العوائق التي تصادفنا في طريق الخلاص، بل فليكن لسان حالنا ما قاله داود النبي: «وجهك يا رب ألتمس. لا تحجب وجهك عني» (مز 27: 8-9)".

 

الرئيس الجميل بعد لقائه الراعي: نحذر من مخطط يهدف الى تعطيل مسيرة الوطن

وطنية/الأحد 22 كانون الثاني 2023

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي بعد القداس  الرئيس امين الجميل الذي وصف بعد اللقاء كلام الراعي في العظة ب"خير الكلام"، قال: "حبذا لو يدعونا الى تفهم خطورة الوضع والمأساة التي يعيشها الشعب والمستقبل القاتم الذي لا نعرف اين سيوصلنا وليس علينا اليوم إلا العمل على كيفية انقاذ هذا الشعب من مأساته الاجتماعية".  ورأى انه "من الضروري العودة على الصعيد السياسي الى اتفاق بعبدا بدلا من اللجوء الى حوارات وابتداع مشاريع من هنا وهناك، فالحوار يتخذ حجة لعدم ايجاد الحل في وقت المطلوب العودة الى الأساس والالتقاء حول المفاهيم التي تفتح المجال للسلام الحقيقي فالنقاط المتفق عليها موجودة ومن الضروري وضع جهدنا للحل والعمل وفق الضمير وهذا ما ينقذ لبنان". وردا على سؤال حول عقد حكومة تصريف الاعمال جلسات لمجلس الوزراء، حذر الرئيس الجميل من مخطط هادف لتعطيل مسيرة الوطن، وقال: "يبتدعون البدع ليصبح الفراغ الرئاسي شيئا طبيعيا واضاف تصريف الاعمال يجب ان يترافق مع عمل جدي لانتخاب الرئيس فلا يكون البديل لينسينا الاستحقاق الرئاسي".

 

الجيش: عمليات دهم في بلدة الكنيسة - بعلبك ومقتل 3 من المطلوبين وإصابة أحدهم

وطنية/الأحد 22 كانون الثاني 2023

صدر عن قيادة الجيش- مديرية التوجيه البيان الآتي: "بتاريخ 22 / 1 / 2023، دهمت قوة من الجيش منازل مطلوبين في بلدة الكنيسة – بعلبك. وتعرض عناصر القوة لإطلاق نار فردت بالمثل ما أدى إلى مقتل المطلوبين: المواطنين (س.ز.) و(ع.ز.)، والسوري (ف.ز.)، وإصابة المواطن المطلوب (ب.ز.) الذي نقل إلى المستشفى للمعالجة.  ضبطت القوة آليتين نوع غراند شيروكي، وقاذف أر بي جي وسلاحين حربيين وكمية من المخدرات والذخيرة وعتادا عسكرية. سلمت المضبوطات إلى المراجع المختصة وبوشر التحقيق".

 

جعجع أمام وفد صناعي بقاعي: جميع الخيارات السياسية مطروحة أمامنا من أجل تحرير البلاد من سطوة حزب الله وحلفائه

وطنية/الأحد 22 كانون الثاني 2023

التقى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في المقر العام للحزب في معراب، وفدا من تجمع الصناعيين في البقاع، ضم: رئيس التجمع وصاحب مؤسسة "غاردينيا غران دور" نقولا ابو فيصل، نائب الرئيس وصاحب شركة "كونسروة شتورة" عبد خضر، الأعضاء في التجمع: صاحب مؤسسة "سوموبلاست" وسيم رياشي، صاحب مؤسسة "عسل جبل الشيخ" حسين قضماني وصاحب مؤسسة "جونيت" جان اسطفان، في حضور عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب جورج عقيص ومنسق "القوات" في زحلة الدكتور ميشال فتوش. وتباحث المجتمعون في آخر التطورات السياسية والإقتصادية في البلاد، حيث أكد رئيس "القوات" للوفد أن "مشكلة لبنان الأساسية هي سياسية بامتياز وما نشهده من مشاكل إقتصادية وصناعية وسياحية تزول بمجرد تصحيح المسار السياسي في البلاد". وشدد على أهمية دور الصناعة في ظل هذه الظروف الصعبة "الذي لم يعد دورها في الوقت الراهن إقتصاديا وإنما بات وجوديا، باعتبار أن أصحاب المصانع تكافح لتبقى ابوابها مشرعة أمام عشرات آلاف العمال في ظل الأزمة الإقتصادية المتردية، لتؤمن العيش والاستمرارية والصمود لآلاف العائلات اللبنانية. انطلاقا من هنا، يقوم الصناعي اللبناني اليوم بدور المقاوم في سبيل هذا المجتمع، ولهذا السبب أحيي كل فرد منكم، آملا أن تنقلوا تحية تقدير لجميع الصناعيين إن كان في منطقة البقاع أو على الأراضي اللبنانية كافة". واستطرد جعجع "كما أنتم رفضتم القبول بالأمر الواقع وتناضلون وتكافحون للإستمرار في مؤسساتكم الأمر مشابه بالنسبة لنا، اذ لن نقبل أبدا بأي أمر واقع وسنستمر في النضال حتى نصل إلى بناء دولة عادلة قوية نعيش جميعا في كنفها بحرية، من هنا قلنا وسنبقى نقول أننا لن ننصاع لأي ضغوط، وان جميع الخيارات السياسية مطروحة أمامنا من أجل تحرير البلاد والعباد من سطوة حزب الله وحلفائه، أي محور الممانعة، الذي أوصلنا إلى أتون جهنم الذي نتخبط به اليوم". واذ أكد أن "المشكلة السياسية في البلاد واضحة، فهناك من يبدي مصالح المحور على المصالح الوطنية، وهناك من يبدي مصالحه الشخصية على مصالح الناس، وهناك من يفتقد الى الخبرة والدراية وحتى في بعض الأحيان الى الشجاعة للقيام بما يجب القيام به"، رأى جعجع أن "حل هذه المشكلة هو الإتيان برئيس سيادي إصلاحي يبدي المصلحة الوطنية ويعمل على تأليف حكومة سيادية وإصلاحية تعمل على إقرار الإصلاحات وتقويم عمل المؤسسات العامة ومكافحة كل أنواع الفساد فيها".  وختم جعجع مطمئنا بأن "لبنان ليس ميؤسا منه البتة، وما زلنا نملك المقدرات المطلوبة للنهوض ببلدنا من الكبوة التي يعيشها اليوم، والدليل القاطع على ذلك هو صمودكم كصناعيين واستمراركم في تحريك العجلة الإقتصادية في أحلك الظروف ورغم كل المعوقات". ودعا الجميع الى ضرورة "السعى لتقويم المسار السياسي في البلاد لما لذلك من منفعة لنا جميعا كمواطنين من جهة، وقطاعات منتجة من جهة أخرى"

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 22-23 كانون الثاني/2023

رابط الموقع                                                                       

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 22 كانون الثاني/2023/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/115136/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1667/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For January 22/2023

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/115138/lccc-lebanese-global-english-news-bulletin-for-january-22-2023-compiled-prepared-by-elias-bejjani/