المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل كانون الثاني 18

لسنة 2023

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2023/arabic.january18.23.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

يسوع يختار 4 من الرسل، بطرس واندراوس أخاه، ويعقوب بن زبدي ويوحنا أخاه

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

نص وفيديو/الياس بجاني: قراءة في مقابلة د. جعجع من تلفزيون الجديد: تعامي عن القرارات الدولية، وعدم رؤية لاحتلال حزب الله، وممارسة السياسة والتزام الدستور والقوانين بظله بدلاً من مواجهته/مع فيديو ونص المقابلة

الياس بجاني/صورة لبنان الوطني والسيادي تتجسد في شجاعة مواقف إمام جبيل أحمد اللقيس، المدافع بإيمان ومحبة عن ظلم وليم نون

الياس بجاني/قراءة في كلام وزير خارجية إيران النفاقي والإستغبائي خلال زيارته للبنان المحتل

الياس بجاني/خديعة اعتقال وليم نون ودموع أمه

 

عناوين الأخبار اللبنانية

تحرير الكرنتينا... إسقاط للمؤامرة/اكاديمية بشير الجميل

بكركي والفاتيكان في مواجهة الانقلاب على الكيان وتغيير الهوية

حاكمية مصرف لبنان… موقع ماروني مهدَّد؟!

العلاقات الفرنسيّة- اللبنانيّة باتت “سمسرة أصدقاء”!

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلثاء في 17 كانون الثاني 2023

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 17/1/2023

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

باسيل لأبعد من ضرب "التفاهم".. وجنبلاط يستغرب طروحات جعجع

"14 آذار" محبطة من إشادة الأمم المتحدة بـ"حزب الله"

ملف المرفأ.. قاضيان فرنسيان التقيا عويدات في قصر العدل

بيروت: الوفود الأوروبية تبدأ رحلة البحث عن مصادر أموال سلامة وشقيقه

الهبات الإيرانية والروسية… “عالوعد يا كمون”!

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

السعودية: نحاول إيجاد مسار للحوار مع إيران

إيران: انتفاضة وقود جديدة.. وكاميرات الشوارع تراقب زي النساء

غاضبون يقتحمون المؤسسات ويغلقون الشوارع احتجاجاً على انقطاع الغاز.. و"الحرس" يناور في الخليج

المفوضية الأوروبية: ندعم إدراج الحرس الثوري على قائمة الإرهاب

الكرملين ينفي استهداف سكان شرق أوكرانيا... وأوروبا تتحدث عن «جريمة حرب»

موسكو تتوعّد «دبابات الغرب» وتعلن إحباط هجوم في سوليدار وإسقاط مسيّرات في القرم

زيلينسكي: أوكرانيا حصلت على 3 مليارات يورو مساعدات أوروبية في الـ 2023

الخارجية الروسية: توسيع قائمة ممثلي الاتحاد الأوروبي الممنوعين من دخول أراضينا

رئيس بولندا: قمنا بتوريد كل أنظمة "PIORUN" للدفاع الجوي تقريبا إلى أوكرانيا

دونيتسك: القوات الأوكرانية قصفت أراضي الجمهورية 35 مرة خلال يوم

تحركات تركية شمال سوريا تكشف تباعد التطبيع مع النظام/تعزيزات وصدام مع دورية روسية... وعبداللهيان يزور أنقرة اليوم

قاآني في بغداد تزامناً مع زيارة لماكغورك إلى العاصمة العراقية

مكتب السوداني قال إن المباحثات مع المسؤول الأميركي تناولت تعزيز العلاقات

أنقرة ترفض شروط الأسد... وعبداللهيان يرى في «التقارب» مصلحة للمنطقة

تركيا وإيران تدعمان «الحل السياسي والحفاظ على وحدة سوريا»

خلافات الأكراد تهدد مصالح إقليمهم في مفاوضاته مع بغداد ومركز حقوقي يسجل 431 انتهاكاً ضد الصحافيين في كردستان خلال عام

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

شرق أوسط جديد من دون مسيحيين./الكاتب والمخرج يوسف ي. الخوري

إلغاء الطائفية السياسية وخطر الإبادة الجماعية في لبنان/نديم البستاني/نداء الوطن

كيف أصبحت علاقة باسيل بـ”الحزب” بعد انكسارها؟/محمد شقير/الشرق الأوسط/

زيارة عبد اللهيان: فتش عن القضاء/منى فياض/الحرة

برلمان أميركا "اللبناني": أسباب العجز عن انتخاب رئيس/د. محيي الدين الشحيمي/أساس ميديا

من يستهدف الموارنة في مناصبهم الكبرى؟/زياد عيتاني/أساس ميديا

حديث جعجع عن الفدرالية... خدمة "مجّانيّة" لباسيل/غوى حلاّل/أساس ميديا

للجماعة الإسلامية: خطوتان إلى الوراء من أجل خطوة إلى الأمام!/رضوان السيد/أساس ميديا

تقاطع على فرنجيّة: يُحاوِر ويَجمَع/طارق ترشيشي/الجمهورية

ما بين "جدولَي أعمال" الضاحية والسرايا: هل من ثمن؟/جورج شاهين/الجمهورية

جنبلاط لـ"الجمهورية": عصابة في الكهرباء وطرح جعجع مُستغرب/عماد مرمل/الجمهورية

هل يمتلك البطريرك معلومات؟/طوني عيسى/الجمهورية

النساء ومرشد الإعدام.. وشهرزاد ربيع إيران/محمد أبي سمرا/أساس ميديا

رغم أوكرانيا... أميركا لا تزال غائبة/نديم قطيش/الشرق الأوسط

إيران تهدد بشار الأسد بالصقيع/أمل عبد العزيز الهزاني/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات واالراعي عرض الاوضاع مع وزير العدل واستقبل لجنة مشروع "يا عيني عالبلدي" ويترأس غدا الاجتماع الشهري لمجلس المطارنة

“الجبهة المسيحية” للقضاء: لعدم الرضوخ للضغوط!

“دولتنا تحتضر”… شيخ العقل: لإنهاء الفراغ الرئاسي بأسرع وقت!

لبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

السيد نصرالله: لا نية لأحد لتغييب الموقع الماروني الأول ونشارك في الحكومة بناء على احساسنا بالمسؤولية

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

يسوع يختار 4 من الرسل، بطرس واندراوس أخاه، ويعقوب بن زبدي ويوحنا أخاه

انجيل القدّيس متّى04/من18حتى25/فيمَا كَانَ يَسُوعُ مَاشِيًا عَلى شَاطِئِ بَحْرِ الجَلِيل، رَأَى أَخَوَيْن، سِمْعَانَ الَّذي يُدْعَى بُطْرُس، وأَنْدرَاوُسَ أَخَاه، وهُمَا يُلْقِيَانِ الشَّبَكَةَ في البَحْر، لأَنَّهُمَا كَانَا صَيَّادَيْن. فقَالَ لَهُمَا: «إِتْبَعَانِي فَأَجْعَلَكُمَا صَيَّادَيْنِ لِلنَّاس». فتَرَكَا الشِّبَاكَ حَالاً، وتَبِعَاه. ولَمَّا جَازَ مِنْ هُنَاك، رَأَى أَخَوَيْنِ آخَرَيْن، يَعْقُوبَ بْنَ زَبَدَى، ويُوحَنَّا أَخَاه، في السَّفِينَةِ مَعَ زَبَدَى أَبِيهِمَا، وهُمَا يُصْلِحَانِ شِبَاكَهُمَا، فَدَعَاهُمَا. فَتَرَكا حَالاً ٱلسَّفِينَةَ وأَبَاهُمَا، وتَبِعَاه. وكانَ يَسُوعُ يَطُوفُ كُلَّ الجَلِيل، يُعَلِّمُ في مَجَامِعِهم، ويَكْرِزُ بإِنْجِيلِ المَلَكُوت، ويَشْفِي الشَّعْبَ مِنْ كُلِّ مَرَضٍ وكُلِّ عِلَّة.وذَاعَ صِيتُهُ في سُورِيَّا كُلِّها، فَحَمَلُوا إِلَيْهِ جَمِيعَ مَنْ كَانَ بِهِم سُوء، مُصَابِينَ بِأَمْرَاضٍ وأَوْجَاعٍ مُخْتَلِفَة، ومَمْسُوسِينَ ومَصْرُوعِينَ ومَفْلُوجِين، فَشَفَاهُم. وتَبِعَتْهُ جُمُوعٌ كَثِيْرَةٌ مِنَ الجَلِيل، والمُدُنِ العَشْر، وأُورَشَليم، واليَهُودِيَّة، وعِبْرِ الأُرْدُنّ.

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

نص وفيديو/الياس بجاني: قراءة في مقابلة د. جعجع من تلفزيون الجديد: تعامي عن القرارات الدولية، وعدم رؤية لاحتلال حزب الله، وممارسة السياسة والتزام الدستور والقوانين بظله بدلاً من مواجهته/مع فيديو ونص المقابلة

17 كانون الثاني/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/115020/%d9%86%d8%b5-%d9%88%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d8%af/

بعض المغالطات العملية والسيادية التي جاءت في مقابلة د. سمير جعجع من  تلفزيون الجديد

* عدم تسمية احتلال حزب الله باسمه، واعتباره، "الاحتلال شعار فضفاض" كما جاء على لسانه في مقابلات عديدة سابقة.

*اعتباره أن المشكلة في لبنان هي بالسياسية وبالإمكان معالجتها من خلال القوانين.

*تسوّقه لإمكانية انتخاب رئيس للجمهورية غير تابع لمحور الممانعة، وهو يعرف جيداً أن المحتل الذي هو حزب الله لن يسمح بذلك تحت أي ظرف.

*تعامى عن واقع احتلال حزب الله، وادعي بأن الحل هو بالدولة قوية، في حين أن لا دولة في ظل الاحتلال، بل الدولة وكل مؤسساتها هم أدوات بيد المحتل يسخرها لخدمة احتلاله.

*يتوهم بأن سلاح الموقف سيأتي بالإيجابيات، في حين أن حزب الله يهيمن بسلاحه وإرهابه على البلد ويمسك بمراكز القرار، وهو لا يعير أي اهتمام للمواقف التي يدرجها تحت خانة "العمالة والخيانة"، إن لم تكن متوافقة مع احتلاله، وخاضعة كلياً لإملاءاته ومتعامية عن مشروعه الإحتلالي والتوسعي والمذهبي الإيراني.

*يعارض خوف البطريرك الراعي من مؤامرة تستهدف المواقع المسيحية في الدولة.

*لا يرى أي خطر ديموغرافي على المسيحيين.

*يناور بخيارات ترك حزب الله في مناطقه "بالسياسة" في حال لم يعود للدولة ويغير ممارساته، ويرفض شرح تفاصيل هذا الخيار المبهم. و"الله يوفقو مطرح ما هو بس ما بقا فينا نكمّل هيك".

*يعتبر أن قوة حزب الله هي بقوة سيطرته على الدولة، ولا يسمي هذه السيطرة باسمها، أي احتلال.

*يعتقد وبقوة أن هناك دور فاعل وحاسم للمجلس النيابي، في حين أن المجلس بأغلبيته هو بيد حزب الله، وانه هو ونوابه هم مجرد ديكور يشرعنون الإحتلال ويغطونه دون أن تكون لهم القدرة على اتخاذ أي قرار، أو إقرار أي قانون وتشريع لا يريده المحتل.

*يسترضي الرئيس نبيه بري ويتملقه ويتجنب انتقاد ما يمارسه من هرطقات، وهو يعلم بأن حزب الله وبري هما واحد ومرجعيتهما الإيرانية واحدة ومشروعهما الهادف لإلغاء لبنان واحد.

*يعتبر الإنتخابات النيابية الأخيرة" "مقبولة"، وهو يعلم جيداً بان حزب الله فرض القانون الإنتخابي المفصل على قياس احتلاله، وانه منع الإنتخابات داخل بيئته الشيعية وفرض عليها جميع ال 27 نائباً بالقوة والإرهاب.

*لا يرى في ممارسات الرئيس نجيب ميقاتي أي تحدي للمسيحيين.

*في نفس سياق، تجنب مواجهة احتلال حزب الله، جاءت وإن من سياق غير منطقي ووغير مترابط، مقالة شارل جبور أمس في جردية الجمهورية التي سوقت لهزيمة إيران بوجه السعودية، على خلفية نفس المواجهة الغربية مع الإتحاد السوفياتي.

باختصار شديد: د. جعجع لا يريد مواجهة احتلال حزب الله، لأنه لا يرى أنه محتل، وهو راضي بالعمل تحت مظلته، والأخطر في مواقفه المغلفة بالتذاكي والتشاطر والحربقة الفاشلة والمكشوفة، أنه يسوّق دون خجل لإمكانيات نجاح الممارسات الديموقراطية، والعمل السياسي الرئاسي والنيابي والوزاري، بظل الإحتلال وارهابة، وهو أمر غير قابل للتطبيق لا اليوم ولا في أي يوم، وهو يناقض كل الحالات الدولية التاريخية المماثلة في العشرات من الدول.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninews.com

 

نص وفيديو/الياس بجاني: قراءة في مقابلة د. جعجع من تلفزيون الجديد: تعامي عن القرارات الدولية، وعدم رؤية لاحتلال حزب الله، وممارسة السياسة والتزام الدستور والقوانين بظله بدلاً من مواجهته/مع فيديو نص المقابلة

17 كانون الثاني/2023

https://www.youtube.com/watch?v=SgqVI7z4buE&t=547s

 

صورة لبنان الوطني والسيادي تتجسد في شجاعة مواقف إمام جبيل أحمد اللقيس، المدافع بإيمان ومحبة عن ظلم وليم نون

الياس بجاني/14 كانون الثاني/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/114949/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%86%d8%b5-%d9%88%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d8%b5%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%b7%d9%86/

هرطقة اعتقال وليم نون أظهرت دون لبس، الفشل المدوي لأعداء لبنان، الرسالة، والحب، والتاريخ، والهوية، والسلام والقداسة والتعايش.

الفشل والخيبة والانكسار كانوا الحصاد الزؤاني لكل المرتزقة، وقوى الإحتلال، والحاقدين، والطرواديين، وتجار الهيكل، والكتبة والفريسيين، ومعهم كل ربع جر لبنان وأهله إلى العصور الحجرية، وجماعات المنافقين  والوصوليين.

فضيحة الاعتقال التعسفي واللاقانوني لوليم نون، أكدت لمن يعنيهم الأمر من اعداء لبنان الرسالة، وتحديداً للواهمين بقدرتهم على إركاع واحتلال لبنان وتهجير أهله بالقوة والإرهاب، أكدت، بأن الحق يعلو ولا يُعلى عليه، وان كل إجرامهم وإرهابهم وسرقاتهم واستكبارهم لن تحقق مخططاتهم الإحتلالية والإلغائية.

في هذا السياق الوطني والإيماني المميز والواعد، جاء دور إمام مدينة جبيل الإمام الشاب أحمد اللقيس.

تعاطف ودعم اللقيس لقضية نون كان لافتاً ومشجعاً وإيجابياً، في مشهدية الحشود الشعبية التي انتفضت للدفاع عن حق وحرية وليم نون ولمنع طمس التحقيق بجريمة تفجير مرفأ بيروت، وكانت مشهدية شعبية بامتياز، وضمت أحرار من كافة الشرائح المذهبية والاجتماعية والسياسية.

الإمام اللقيس كان بصدق إلى جانب والدة وأب نون وأهله ومحبيه، وبكل شجاعة ووطنية مؤكداً على حماية حرية الرأي، والالتزام بالقانون والعدل والحقوق والمواطنية.

إنه، وبوجود لبنانيين شرفاء ووطنيين وشجعان، من خامة وثقافة الإمام اللقيس، وكثر غيره من الأحرار، وبإذن الله، وبهمة وإيمان الشعب اللبناني، بكل شرائحه، سوف ينتصر وطن الأرز على اعدائه ويعود كطائر الفينيق إلى وضعيته التاريخية، التي هي واحة للحريات، وللمحبة وللديمقراطية وللتعايش والمحبة والوئام.

تحية احترام وتقدير للإمام أحمد اللقيس ولكل من هم من طينته الوطنية والأخلاقية والإنسانية.

 

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninews.com

نص وفيديو/صورة لبنان الوطني والسيادي تتجسد في شجاعة مواقف إمام جبيل أحمد اللقيس، المدافع بإيمان ومحبة عن ظلم وليم نون

الياس بجاني/14 كانون الثاني/2023

https://www.youtube.com/watch?v=sBxMih-l2pc&t=6s

 

قراءة في كلام وزير خارجية إيران النفاقي والإستغبائي خلال زيارته للبنان المحتل

الياس بجاني/14 كانون الثاني/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/114902/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%86%d8%b5-%d9%88%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1-%d9%81%d9%8a-%d9%83%d9%84%d8%a7%d9%85-%d9%88%d8%b2%d9%8a%d8%b1/
وزير خارجية إيران حسين أمير عبداللهيان، وخلال زيارته للبنان أمس، حاول وبفجور بوقاحة استغباء عقول اللبنانيين، وتزوير الوقائع المعاشة على أرض الواقع الإحتلالي والإذلالي والإرهابي الذي تفرضه إيران الملالي على لبنان وشعبه، بواسطة بلطجة ذراعها العسكري والميليشياوي المسمى كفراً وتجديفاً، حزب الله.  فقد نفى هذا العبد اللهيان تدخل حكام إيران الكلالي في شؤون لبنان، وتمسكن وارتدى ثياب الحملان لخداعنا وخداع العالم. والأخطر أنه أكد استمرار دعم بلاده لـ«الشعب والحكومة والجيش والمقاومة»، في إشارة إلى «حزب الله»… وأن إيران ستبقى دائماً حريصة على أمن واسقرار لبنان الصديق الوفي في السراء والضراء، لافتاً إلى أن التعاون بين البلدين ينعكس إيجاباً على شعبي البلدين. كما ابدى استعداد بلاده لتزويد لبنان بمعامل انتاج الكهرباء وبالفيول والمحروقات.
كلام اللهيان هو قمة في النفاق والدجل، حيث أن بلاده تحتل لبنان بواسطة حزب الله الإرهابي، وهي عن طريقه دمرت البلد، ولم تترك فيه مؤسسة واحدة أو مرفق دون تخريب وفساد وإفساد. كما انها افقرت الشعب اللبناني وهجرته وسرقت امواله، وعطلت قضائه، وعهرّت كل حكامه ونوابه ووزرائه ورسمييه وأصحاب شركات أحزابة التجار والأوباش.
إيران تخطف لبنان وتأخذه رهينة، وتموّل حزب الله، وليس الدولة اللبنانية بما يقارب البليون دولارسنوياً، وحتى الفيول الذي ادعى حزب انه هبة قد بيع باسعار مرتفعة، وكذلك كان مسؤول إيراني رفيع مؤخراً أكد بأن لا فيول مجاني للبنان.
أما كلام اللهيان عن استعداد إيران لتزويد لبنان بمعامل توليد للكهرباء، فهو شعبوي ومفرغ من أي جدية وصدق. فلو فعلاً كانت نية الملالي مساعدة لبنان لكانوا على الأقل بنوا معامل انتاج كهرباء للمناطق الشيعية، التي يحتلها حزب الله ويأخذ سكانها رهائن، ويجندهم للقتال بحروب إيران العبثية، في العديد من الدول. إيران تريد افقار لبنان واذلال ناسه وفي مقدمهم بيئة حزب الله، وذلك ليسهل عليها الإبقاء على احتلالها.
احتلال إيران حول لبنان إلى ساحة حربية إيرانية وإلى مخزن لأسلحتها، وإلى دولة فاشلة وعاجزة ومفككة، وهو ما فعلته في اليمن والعراق وسوريا، فحيث تحل يحل معها الخراب والإر هاب والفقر والعودة إلى القرون الحجرية.
زيارة عبداللهيان للبنان يوم أمس لم تكن مدرجة مسبقاً، وهي جاءت بسرعة، وذلك بعد ساعات قليلة على صدور بيان لجنة المتابعة والتشاور السياسي على المستوى الوزاري بين السعودية ومصر، وبالتالي هي رد فعل غبي ووقح وفاجر على البيان التشاوري السعودي-المصري.
في الخلاصة، لم تحمل زيارة عبد اللهيان إلى بيروت، ما يمكن أن يساعد على تجاوز الأزمات التي يمرُّ بها لبنان، بقدر ما أنها تؤكد على استمرار استخدام طهران لهذا البلد، كصندوق بريد لإرسال الرسائل إلى الأميركيين والمجتمع الدولي بشأن الملف النووي. وعليه فإن هذه الزيارة أعادت التأكيد على ربط لبنان بالمحور الإيراني، وذادت الأمور تعقيداً، مما سيجعل الاستحقاق الرئاسي أكثر صعوبة من أي وقت مضى.
إن وجود الوزير الإيراني في بيروت، بالتزامن مع البيان السعودي – المصري المنتقد للدور الإيراني في الدول العربية، هو بمثابة رد فعل عدائي على هذا البيان، وتأكيد من الجانب الإيراني على الاستمرار في سياسة التدخل في الشؤون العربية ومن الباب الواسع».
يبقى أن لا حلول في لبنان، كبيرة أو صغيرة، وفي أي مجال، وعلى أي مستوى بظل أحتلال حزب الله، ونقطة ع السطر.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninews.com

 

قراءة في كلام وزير خارجية إيران النفاقي والإستغبائي خلال زيارته للبنان المحتل

الياس بجاني/14 كانون الثاني/2023

https://www.youtube.com/watch?v=cCt9nRhHJdg&t=33s&ab_channel=EliasBejjani

 

خديعة اعتقال وليم نون ودموع أم

الياس بجاني/14 كانون الثاني/2023

دموع أم وليم نون تحكي كل ما يجب أن يقال عن ظلم وفجور وإرهاب الإحتلال وأدواته الطروادية والإبليسية

William Noon's mother tears tell the whole occupation sad story of Lebanon from A-Z.

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

تحرير الكرنتينا... إسقاط للمؤامرة

اكاديمية بشير الجميل/17 كانون الثاني/2023

"وبالفعل جاءت الأخبار عن سقوط المسلخ والكرنتينا وأمكنة أخرى وقالوا آنذاك إذا لم تسارعوا إلى الاتصال سيلتف رجال الكتائب على المنطقة الغربيّة والطريق مفتوحة أمامهم. المنطقة الغربيّة هي المنطقة التي يسيطر عليها الآن مجموع رجال المنظمات والأحزاب من المسلحين وهنا أقول فقط مسكينة هذه المنطقة الغربيّة" حافظ الاسد

روى الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، في خطابه الشهير سنة 1976 الذي برر فيه دخوله الى لبنان، ما حدث بعد معركة الكرنتينا، فقال: "اتصل السيد ياسر عرفات من بيروت هاتفيًّا بالقصر الجمهوري في دمشق ليلًا طالبًا أن يتحدث إليَّ فقيل له: "الرئيس الاسد استسلم للنوم ولا يمكن التحدث إليه الآن دع ذلك الى الغد". وردّ عرفات: "إن الأمر خطير جدًا ويجب أن أتحدث اليه فوراً... أيقظوه".

وتابع الاسد: "تحدثت الى السيد عرفات وسألته: ما الخبر؟ وماذا حدث؟ قال: "لقد احتل الكتائبيّون والأحرار الكرنتينا وفتكوا بقواتنا واستولوا على دباباتنا ومدافعنا. نرجوكم المساعدة".

واردف الاسد في خطابه: "قلت لأبي عمار: كيف استطاع بضعة شبان لبنانيّين أن يسجلوا على جيش التحرير الفلسطينيّ وعلى أنصاره من اللبنانيّين هذا الانتصار؟ وأين الأسلحة والأموال التي اغدقناها عليكم نحن والدول العربيّة منذ عشرات السنين؟ وكيف تريدون ان تحاربوا اسرائيل و تنتصروا عليّها وأنتم لا تستطيعون الانتصار على بضعة شبان من حزبي الكتائب والأحرار؟ وردّ أبو عمار: "الأمر خطير يا سيادة الرئيس وإذا أرادوا الزحف الآن الى المنطقة الغربيّة واحتلال مخيماتنا وطردنا منها، الطريق مفتوح أمامهم ولا يمكننا مقاومتهم"

واضاف الاسد: “طمأنت السيد عرفات وقلت له: "اطمئن … لن يزحفوا الى المنطقة الغربيّة ونحن سنتدبر الأمر..."

الكرنتينا، التي تقع بين المرفأ وبيروت والمتن، المنطقة المؤلفة من لبنانيّين وفلسطينيّين واكراد وارمن وعرب المسلخ، وقعت ضمن مخطط منظمة التحرير الفلسطينيّة لتطويق بيروت، انطلاقًا من مخيم صبرا وشاتيلا مرورًا بالشياح وعين الرمانة ومخيمي جسر الباشا وتل الزعتر وصولًا الى النبعة والكرنتينا، بهدف اسقاط المنطقة الشرقيّة وإخضاعها لحكمهم كما اخضعوا بيروت الغربيّة.

سيطرت قوات منظمة التحرير الفلسطينيّة بالكامل على الكرنتينا، فكان هدفها الاساسي قطع طريق الامدادات للمقاومين بين بيروت والمتن حتى تسقط العاصمة بالكامل. فعمدوا الى ممارسة الإرهاب على اهالي الرميل والمدور والجميزة والاشرفية من خلال القنص المتواصل، لتحطيم معنويات وارادة اهل المنطقة، ولإلهاء شبان المقاومة حتى تسقط الأشرفية وتحتل بيروت بالكامل. اما تزايد خطرها، فكان تحولها الى مستودع كبير للأسلحة والذخائر، والى بؤرة مسلحين فلسطينيّين يدربون ويجندون سكان المنطقة على القتال والإرهاب.

اتخذ القرار بالهجوم على الكرنتينا لإفشال مخطط اسقاط العاصمة، وذلك بغض النظر عن الأثمان التي كانت ستدفعها المقاومة مقابل ازالة الاخطار التي كانت محيطة بالمنطقة واهلها والمقاومين.

عصر الأحد 18-01-1976، وبعد قصف مدفعي مكثف، دخل مقاتلو الكتائب الكرنتينا، وكان عددهم حوالي 500 مقاتل توزعوا على ثلاث فرق في ثلاثة محاور: المحور الأول من جهة المدور قرب الآثار ، والمحور الثاني محور الكيناية من جهة محلات باتا والجسر ومعامل سليب كومفورت، والمحور الثالث من جهة المتن مرورًا بنهر بيروت. ومن ثم سيطروا على المدرسة الرسمية، فبات المسلحون في المسلخ محاصرين في كنيسة الكاثوليك. لعب عنصر المباغتة وسرعة ودقة الهجوم كما شجاعة المقاومين دورًا حاسمًا، فقد تفاجأ مقاتلو منظمة التحرير المتمركزون في دهاليز وأقبية وبنايات الكرنتينا بالهجوم وراحوا يطلقون قذائف مدافعهم ورصاص بنادقهم ورشاشاتهم على أحياء المنطقة الشرقيّة، وقد خيل إليهم أن الألاف من المقاومين يهاجمونهم. بعد اشتباكات عنيفة قرب مستشفى الكرنتينا ومعمل باتا اضطر مقاتلو القوات المشتركة الانسحاب عبر جيبين هما جيب ابو حشيش وجيب منطقة الفبركة واستطاع عدد منهم الانسحاب عن طريق زوارق بحرية حربيّة أرسلتها لهم منظمة التحرير الفلسطينيّة.

انتصرت المقاومة اللبنانيّة على مؤامرة منظمة التحرير الفلسطينيّة، وبقيت طريق الجبل والمتن وكسروان وبيروت متصلة وحرة، وفشل مخطط اسقاط بيروت والمنطقة الشرقيّة بفضل شجاعة حفنة من الشبان اصحاب قضية وحق.

#معركة_الكرنتينا

#تحرير_الكرنتينا

#المقاومة_اللبنانية

#بشير_الجميل

#اكاديمية_بشير_الجميل

 

بكركي والفاتيكان في مواجهة الانقلاب على الكيان وتغيير الهوية

وكالة الانباء المركزية/17 كانون الثاني/2023

منذ الجمعة الفائت ثمّة مشهد خطير يتموضع. منظومة قمع بوليسيّة. قضاء مُستزلَم. أمر عمليّات من وراء الحدود. هل دخلنا نفقاً يُشابه خطورة ما عايشه الشّعب اللّبنانيّ منذ عام 2000، وتُرجِم بإجرامه منذ العام 2003 رسائل دمويّة ولم يَزَل؟ البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي يرفع سقف المواجهة، مع حفاظه على خَفَر التّواصل البروتوكولي مع من يتحكّم بلبنان. فما الذي ينتظره وطن الرّسالة في المرحلة المقبلة؟ مصادر مقرّبة ومطّلعة على ديناميّة بكركي تشير لـ”المركزية” إلى أن “كنيسة النّضال من أجل الحريّة والعدالة دخلت في مواجهة عنيفة مع القوى التي تريد تدمير الكيان اللّبنانيّ، واحتلال الدّولة، وتغيير الهويّة بأمر عمليّات لم يتوقّف منذ العام 2003، لكن يبدو أنّه استعاد شراسته بفعل متغيّرات جيو-سياسيّة واضحة المعالم، وبالتّالي لم يكن تدخّل الكنيسة  المباشر في وقف الاعتداء على أهالي ضحايا تفجير مرفأ بيروت سوى إشارة واضحة، أن لا مكان للمهادنة”. وتضيف المصادر: “ثمّة مَن لم يتّعظ من تاريخ الأحرار الذين ناضلوا من أجل لبنان منذ وادي قنّوبين وقاديشا، وحتّى اليوم، وهذا ليس اقتصاراً على الموارنة أو المسيحيّين، بل هو النّضال من أجل لبنان عابر للطّوائف، بالتّالي يجب فهم أنّ المعركة التي يخوضها الشّعب اللّبنانيّ اليوم وطنيّة بامتياز، وعناوينها ليست بأي شكل من الأشكال طائفيّة إلّا لمن قرّر عزل نفسه من انتمائه لصالح أجندات إقليميّة مدمّرة. من هنا أولويّة العودة إلى لبنان بشروط دولة العدل والحقّ، دولة السّيادة الكاملة، دولة الدّستور ودولة المواطنة، دولة الحياد، دولة العيش معاً التي تلفظ الشموليّة والتفتيتيّة على حدّ سواء”. في السّياق عينه، يقول مصدر ديبلوماسيّ يتابع ديبلوماسيّة الفاتيكان في مقاربتها القضيّة اللّبنانيّة لـ”المركزية”: “الكرسيّ الرّسوليّ يعمل بصمت لإنقاذ لبنان بالتعاون مع أصدقائه في العالم الحرّ، من الواضح أنّ البابا فرنسيس يقود مساراً تصاعديّاً نتائجه ستبرز في المرحلة المقبلة”.

 

حاكمية مصرف لبنان… موقع ماروني مهدَّد؟!

ميريام بلعة/وكالة الانباء المركزية/17 كانون الثاني/2023

رمى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قنبلة “مخطط قيد التحضير لخلق فراغ في المناصب المارونية والمسيحية”.. حذّر ومضى تاركاً خشيةً مشوبة بالقلق على مستقبل المواقع والمراكز التي تشغلها الطائفة. فإحداث الشغور في المواقع المارونية تحديداً يزعزع أسس البلاد السيادية والمالية والأمنية… من رئيس الجمهورية إلى حاكم مصرف لبنان وصولاً إلى قائد الجيش…إلخ. فإلامَ يبقى التخبّط والفوضى والتعتيم المقصود، سلاحاً للوصول إلى تحقيق الهدف – المخطط.. علّه يفشل. وليس حاكمية مصرف لبنان سوى واحدة من تلك المناصب المارونية التي يتهدّد مصيرها “المجهول”! ففي تموز 2023 تنتهي ولاية الحاكم رياض سلامة في حمأة أزمة مالية ونقدية لم يعرفها لبنان في تاريخه… فالموعد إذاً دونه المحظور والقلق على مصير سلطة نقدية طالما شكّلت الحصن المنيع للواقع النقدي والمالي في البلاد منذ تأسيس مصرف لبنان.

حمود يطمئن… ولكن!

الرئيس السابق للجنة الرقابة على المصارف سمير حمود يؤكد عبر “المركزية” وبنتيجة الاتصالات التي قام بها، أن “ليس هناك أي رغبة في انتهاز فرصة انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة لإبقاء الموقع شاغراً، أو ليتم إشغاله ولو بالإنابة أو بالتكليف عبر شخصية من طائفة أخرى، خصوصاً أنني لم أتلمّس من المسؤولين كافة وتحديداً الشيعة منهم أي رغبة في أن يتولّى النائب الأول لحاكم مصرف لبنان مهمة الحاكم، كما يرون أنه لا يجوز إطلاقاً ولا يمكن القبول بترك البلاد إلى 20 تموز من دون رئيس جمهورية وحكومة وحاكم مصرف لبنان… فهذا المثلث أساسي بالنسبة إلى جميع المسؤولين”.

ويقول: ما أخشاه ليس التعيين في المناصب لطائفة دون أخرى، على رغم تمسّكي بأهميّها، إنما أن يكون هناك مصرف لبنان من دون حاكم أصيل في ظل أزمة مالية ونقدية ومصرفية واقتصادية بهذه الحدّة! لذلك إذا وصلنا لا سمح الله إلى الشهر السابع بدون رئيس جمهورية، فالحل الوحيد يكون في عهدة مجلس النواب الذي عليه وبحسب قانون النقد والتسليف، اتخاذ قرار بتمديد فترة الحاكمية من 6 سنوات إلى 9، ويُإضافة بند ينصّ على أنه “في حال تعيين حاكم خلال هذه المدة (بين الـ6 والـ9 سنوات)، فتنتهي تلقائياً مهلة الحاكم الحالي. ويوضح أن “الهدف من هذا التمسّك بإيجاد الحل اللازم، هو عدم خلق أزمة حادة في حاكمية بنك مركزي إما بالتكليف أو بالإنابة أو بالموقت… بل يجب تأمين استمرارية حاكمية مصرف لبنان لمخاطبة كل بيوت المال والصناديق الدولية بجديّة أكبر”. وعما إذا كان هناك من نيّة للتمديد للحاكم رياض سلامة، يُجيب حمود: سلامة نفسه لا يريد التمديد له بل يرغب في إنهاء ولايته في شهر تموز المقبل.. لكنني لا أستطيع أن أقبل بوجود بنك مركزي من دون حاكم، وإذا وصلنا إلى هذا الوضع المحظور لا سمح الله، فيجب اتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على استمرارية حاكمية مصرف لبنان. ويشدد في السياق على أن “موضوع حاكمية مصرف لبنان أساسي جداً… مع أقصى الآمال بألا يستمر الفراغ في رئاسة الجمهورية والحكومة إلى حين حلول الشهر السابع من السنة وبالتالي تعيين حاكم جديد لمصرف لبنان كما يرغب جميع المسؤولين”.

 

العلاقات الفرنسيّة- اللبنانيّة باتت “سمسرة أصدقاء”!

نداء الوطن/17 كانون الثاني/2023

في خضمّ التخبط الحكومي بين أركان السلطة والتمادي الحاصل في تهميش الاستحقاق الرئاسي وإطالة أمد الشغور، عبّرت مصادر سياسية مطلعة على الموقف الفرنسي عن خيبتها إزاء المقاربة السياسية التي تعتمدها إدارة الرئيس إيمانويل ماكرون تجاه الحلول اللازمة للأزمة اللبنانية، ونقلت عن مسؤولين فرنسيين تحميلهم مسؤولية مباشرة إلى “فشل سياسة ماكرون” إزاء حالة المراوحة القاتلة التي يعيشها لبنان، تحديداً منذ انفجار 4 آب في مرفأ بيروت وما أعقبه من تصريحات ومواقف فرنسية متخبطة ومتراخية في التعاطي مع الطبقة السياسية الحاكمة وصولاً إلى “المفارقة العجيبة” في تصريحه الأخير الذي أشاد فيه برئيس حكومة تصريف الأعمال باعتباره “إصلاحياً”. وفي ضوء ذلك، رأت المصادر أنه “لا أمل في تغيير نظرة الإدارة الفرنسية حيال الملف اللبناني ما دام الممسكون به لم يتغيّروا”، مؤشّرة على وجه الخصوص إلى “إيمانويل بون وبرنارد إيمييه اللذين يقفان في صدارة المسؤولين الفرنسيين المولجين بمتابعة الشأن اللبناني، لا سيما وأنهما حوّلا العلاقات والمصالح التاريخية التي تجمع فرنسا ولبنان إلى مجرد نوع من “السمسرة” لأصدقائهما من المسؤولين اللبنانيين على حساب لبنان وشعبه”.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلثاء في 17 كانون الثاني 2023

وطنية/17 كانون الثاني/2023

النهار

تفاعلت زيارة زعيم سياسي ونجله الى مرجعية روحية على خلفية ما حصل مؤخراً من بلبلة حول المرجعية المذكورة وسببت أزمة داخل الهيئة الروحية التي ينتمي اليها الزعيم المذكور.

وقع خطأ مطبعي في "أسرار الالهة" امس، عن سعر صرف الدولار الاميركي الذي توقعته شركة دراسات وهو انه وفق المسار التصاعدي سيبلغ 165 الف ليرة في كانون الثاني 2024 وليس 2023.

انشغلت الأوساط المالية لمعرفة إمكان اتخاذ مصرف لبنان اجراءات يمكن ان تخفض سعر الصرف ولو لمدة محدودة بغية إجراء عمليات بيع وشراء في المدة الفاصلة.

الجمهورية

أمضَت مجموعة من الخبراء الأجانب أياماً في بيروت من أجل ترتيب بعض التقارير التي طلبتها هيئة غربية بصورة عاجلة.

إتهم أحد الوزراء وسيلة إعلامية بالسعي الى توسيع رقعة الخلاف بينه وبين مسؤول رسمي ومحاولة إعطائه بُعداً شخصياً.

تمنّى بعض نواب تكتل بارز أن يكون اللقاء الموسع للكتلة آخر الاجتماعات التي تُعقد في مثل هذه الأجواء غير الطبيعية.

اللواء

يعتقد دبلوماسي لبناني أن المناخات الدولية لا تُوحي بأي تقدّم باتجاه إيجاد تسوية ما للوضع المتأزم في لبنان.

نُقل عن مسؤول تربوي رفيع خشيته من ضياع العام الدراسي بين وعود البنك الدولي وعجز الخزينة اللبنانية.

لاحظ موظفون أن هناك لدى المصارف «ابن ست وابن جارية» في ما خص قبض الرواتب على منصة صيرفة بين 31200 و38000 ليرة لكل دولار.

نداء الوطن

ساهمت نائبة "تغييرية" بفتح قنوات تواصل بين أهالي شهداء مرفأ بيروت وأحد السفراء الغربيين وحمّلوها رسالة اعتراض على التدخلات للضغط نحو تعيين قاضٍ رديف.

لم تستبعد مصادر مالية معنية بشأن الاتصالات عودة أزمة انقطاع بطاقات تشريج الخطوط المسبقة الدفع من شركتي الخليوي "ألفا" و"تاتش".

حاول تكتل وازن إثارة موضوع تعيين موظف مهم مع مرجعية روحية فأتى جواب المرجعية: انتخبوا رئيساً الآن ولا تقاطعوا الجلسات، وفي الصيف لكل حادث حديث.

البناء

قال مصدر حقوقي تعليقاً على قضية وليم نون إنه بعد معركة ثنائي أمل وحزب الله لمعالجة ملف القاضي طارق بيطار وفشلهما بذلك لم يعد منطقياً الحديث عن قضاء يعمل لصالح المنظومة التي يتهم الثنائي بأنه يمثل محورها، وبالتالي فإن القضاء إما مستقل أو تابع لمنظومة ممسوكة من خصوم الثنائي.

علّق قيادي في محور المقاومة على الأزمة الخانقة التي تعيشها مصر مالياً مع انهيار سعر الصرف قائلاً سواء كان الأمر نتيجة ضغوط سياسية خارجية أو تداعيات اقتصادية صرفة، فإنه يقول بأن الذهاب إلى كامب ديفيد وتوسّل المال الخليجي ووصفات صندوق النقد خيارات يدعوننا اليها، ولا تحل المشكلة.

الانباء

عدد من المصارف أوقف خدمة صيرفة على رواتب الموظفين بانتظار التعاميم الجديدة التي ستصدر.

البروباغاندا الاعلامية تبدو واضحة في تحركات البعض على هامش قضية مطلبية.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 17/1/2023

وطنية/17 كانون الثاني/2023

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون لبنان

على غرار تراجع المنخفض الجوي وانكفاء موجة البرد والإرتفاع نسبيا" في درجات الحرارة عادت الحرارة سياسيا" الى الاستحقاقات التي تتعاقب محطاتها في بيروت خلال هذا الاسبوع وفق المواعيد المحددة على الآتي":

مساء اليوم إطلالة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يتناول فيها التطورات والمواضيع المحلية والاقليمية.

غدا جلسة حكومية معظم مجرياتها كهربائية..وهي الجلسة الثانية لحكومة تصريف الاعمال بعد جلسة أولى في الخامس من الشهر الماضي.

رئاسة مجلس الوزراء، أعلنت أن بندا جديدا أضيف على جدول عمل جلسة مجلس الوزراء التي تعقد الأربعاء ويتعلق بإصدار مشروع مرسوم يرمي الى تحويل انشاءات امتياز كهرباء البارد الى مؤسسة كهرباء لبنان"..

وحكما هناك أول بند ويتعلق بتأمين السلفة للكهرباء وستة بنود أخرى... وكانت رئاسة مجلس الوزراء، قد اعلنت أمس أن "المجلس يعقد بهيئة تصريف الأعمال جلسة في الساعة العاشرة من صباح غد، في السراي الكبير، للبحث في المواضيع التي سبق وأن اطلع الوزراء عليها، وغيرها من المواضيع".

بعد غد الخميس جلسة برلمانية لانتخاب رئيس للجمهورية وهي تحمل الرقم 11 ..

رئيس المجلس نبيه بري  وجه اليوم رسميا الدعوة اليها. ويوم الجمعة المقبل الوفود القضائية الأوروبية\ تنهي أول مرحلة من عملها في بيروت.

إقليميا ومع بروز حرص إيراني على تهدئة الأمور مع المملكة العربية السعودية وبالعكس وتجديد الهدنة في اليمن وإعلان رئيس الوزراء العراقي أن بقاء القوات الاميركية في العراق لا تزال حاجة... ومع جولة الوزيرعبد اللهيان في لبنان وسوريا ثم تركيا لإثبات الوجود الايراني في أنحاء المنطقة، تتجه الأنظار الى اللقاء المرتقب في باريس رباعيا": الفرنسي-الاميركي-السعودي-القطري\ في الاسبوع الأخير من الشهر الحالي في شأن لبنان.. والنتائج التي ستنعكس في  لبنان واستحقاقاته.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان

الطريق إلى مجلس الوزراء بهيئة تصريف الأعمال بات معبدا كل الاستعدادات والتحضيرات استكملت والأهم أن النصاب المطلوب للجلسة المقررة غدا في السراي متوافر.

على طاولة الوزراء سيحضر جدول أعمال من ثمانية بنود ملحة يتقدمها اثنان يتعلقان بالكهرباء.

البندان يفترض ان يتم إقرارهما وفق الأصول الدستورية بعيدا من بدعة المراسيم الجوالة.

هذه المراسيم الجوالة جدد رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل اليوم دفاعه عنها لكن الأخطر في كلامه ما استبطن من تلويح بالمس بالتفاهمات وذلك على بعد ساعات قليلة من إطلالة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله

على جبهة الاستحقاق الرئاسي لا جديد سوى دعوة من الرئيس نبيه بري إلى عقد الجلسة الحادية عشرة لانتخاب رئيس للجمهورية بعد غد الخميس.

حصيلة الجلسة لا يتوقع ان تكون على غير ما كانت عليه الجلسات العشر السابقة.

وعليه لا مفر من طرق باب التوافق فالبلد في وضع مهترئ ويكاد يضيع فرق عملة ولا يحتمل ترف تضييع مزيد من الوقت، وليس أدل على هذا الهريان من الظروف القاسية التي تدفع إلى إضرابات في قطاعات عديدة بحيث ستكون الدولة بلا موظفين غدا.

وفي مجلس النواب اليوم تابعت لجنة المال درس إقتراح قانون إعادة التوازن للانتظام المالي.

وفي هذا الإطار عبر المعاون السياسي للرئيس بري النائب علي حسن خليل باسم كتلة التنمية والتحرير عن الموقف الثابت للكتلة بأن القاعدة الأساسية لهذا القانون يجب أن تقوم على حماية حقوق المودعين بالكامل وهو ما لم يلحظه بوضوح الإقتراح الذي يحمل في طياته الكثير من الإلتباسات والأمور التي تحتاج لدراسة وتوضيح وهي موضع رفض بالنسبة للكتلة لأنه لا يمكن السماح بتمرير مثل هكذا قانون سيضع المسؤولية الأساسية عن الفجوة المالية على كاهل المودعين. وطالب خليل باسم كتلة التنمية والتحرير بإعادة صياغة كاملة للقانون تنطلق من هذه الثابتة.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ام تي في

غدا الأربعاء جلسة لمجلس الوزراء، وبعد غد الخميس جلسة لمجلس النواب. الجلسة الأولى مكهربة، ليس لأنها تطرح ملف الكهرباء ولو بشكل مجتزأ، بل لأنها تثير الكثير من علامات الإستفهام الدقيقة والخطرة.

فللمرة الثانية منذ بدء الشغور الرئاسي يمعن نجيب ميقاتي في تحدي شريحة واسعة من اللبنانيين عبر إصراره على عقد جلسات لمجلس الوزراء في ظل عدم وجود رئيس للجمهورية في قصر بعبدا. السلوك الميقاتي لم تعد تداعياته محصورة بينه وبين التيار الوطني الحر، بل بدأ يثير الكثير من ردود الفعل السلبية،لى الصعيد اللبناني عموما وعلى الصعيد المسيحي خصوصا.

فلم يصر ميقاتي على إدخال البلد في متاهات صعبة وقاسية ؟ وهل ارتماؤه في أحضان الثنائي الشيعي يعفيه،  في رأيه، من التواصل ومن التوافق مع بقية المكونات اللبنانية؟

حقا، إن الفساد له أوجه عدة. فالفساد ليس فقط فسادا ماليا يؤدي إلى الهدر والصفقات، بل هناك أيضا فساد سياسي يضرب السلم الاهلي والوحدة الوطنية. فهل يريد ميقاتي أن يكون سيد الفاسدين بالأداء السياسي كما بالأداء المالي؟

واذا كانت جلسة مجلس الوزراء مكهربة في المبدأ، فان جلسة مجلس النواب ستكون رتيبة ومملة على الارجح . المسرحية العبثية ستتكرر من دون اي جديد. والذين راهنوا على ان جلسات 2023 مختلفة عن جلسات عام 2022 خاب أملهم. فسيناربو الجلسة الحادية عشرة لن يختلف عن سيناريو  الجلسات العشر السابقة. السبب الرئيسي ان الاتصالات المحلية وصلت الى طريق مسدودة، فيما الاتصالات الاقليمية والدولية لم تتبلور بعد. والدليل على ذلك ان الاجتماع الرباعي الاميركي- الفرنسي- السعودي - القطري في باريس يؤجل من موعد الى آخر، من دون اعطاء اي مبرر للتأجيل المتكرر الحاصل.

فهل سيؤدي التأجيل الى الالغاء، كما يتردد في بعض الاوساط السياسية؟ في الاثناء،  التحقيقات الاوروبية في قضايا الفساد في لبنان مستمرة، وقد تكون الضوء الوحيد وسط العتمة اللبنانية الشاملة. اذ ان الدخول الى الملفات القضائية للمنظومة الفاسدة هو السبيل الانجح لاستكمال ما بدأته  انتفاضة 17 تشرين.

فهل يكون القضاء الاوروبي الوسيلة الفاعلة للقضاء على طبقة سياسية فاسدة ومفسدة، وبالتالي على بدء مرحلة جديدة في لبنان؟ فلنأمل ذلك، والا على لبنان السلام!

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار

أن تضيء ساعة كهربائية خير من ان تلعن الظلام السياسي، في بلد النكد والنكايات، واللعب على كل حبال القانون والدستور وارزاق واعناق الناس ..

وطالما ان الهدف بضع ساعات كهربائية في ظل رفض جل السياسيين الواقفين على ضفتي ازمة الكهرباء للهبة الايرانية وحتى الروسية لاضاءة عشر ساعات يومية، فكان من الممكن التخفيف من حدة الاشتباك، والنظر الى الجلسة الحكومية بعين وزير الطاقة وليد فياض الذي قال للمنار انه لن يشارك في الجلسة، لكنه يعتبرها فرصة اخيرة لتأمين احتياجات مؤسسة كهرباء لبنان للخمسة اشهر المقبلة، إن أقر مبلغ الثلاثمئة مليون دولار كاملا.. وعندها يحرر البلد من يوميات التلحين على اوتار جلسة حكومية فرضتها العتمة المرعية اميركيا بحق اللبنانيين..

وعند هذا القدر المجرد من كل تأويلات السياسة يحضر حزب الله الجلسة الحكومية غدا، عسى ان ينتزع من بين الركام السياسي والمالي والاقتصادي وفوضى الاجتهادات الدستورية والميثاقية، بضع ساعات كهربائية، تخفف من وجع الناس التي تعيش بردا قارسا وعتمة حالكة وانهيارا اقتصاديا مضنيا ..

ومع كثرة التحديات والازمات، وتفرعها المعطل لكل انواع الحلول السياسية والرئاسية والاقتصادية والمالية المعلقة على حصار اميركي ظالم وحاد – لا يريد ان يراه الكثيرون من الغارقين في اليوميات السياسية – يطل الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله خلال الاحتفال الذي تقيمه جمعية “أسفار” لتوزيع جائزة “اللواء سليماني” العالمية للادب المقاوم، بعد نصف ساعة من الآن، متناولا ابرز الملفات..

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في

يوما بعد يوم، تتكرر العناوين، ولا تبديل إلا في التفاصيل.

فتحت عنوان الفراغ الرئاسي، لا تبديل إلا في تفاصيل مجريات الجلسة التي دعا اليها الرئيس نبيه بري بعد غد الخميس، لناحية التصريحات المرتقبة والردود عليها، فيما الجوهر هو اياه، وخلاصته ان قصر بعبدا سيبقى شاغرا لمدة طويلة، بفعل تغييب التوافق الداخلي، وغياب المظلة الخارجية المساعدة للبنان.

وتحت عنوان الخلاف الحكومي، لا تبديل الا في تفاصيل الاحاديث عن عدد الوزراء الذين قد يحضرون جلسة الغد او يغيبون عنها، فيما الاكيد أن التذرع بالكهرباء، كلام بلا معنى. فلا أزمتها ستحل، ولا ساعات التغذية ستشهد ارتفاعا نوعيا، تماما كما لم تنتج الجلسة السابقة التي عقدت في الخامس من كانون الاول الفائت حلا لكارثة ادوية السرطان وغيرها.

وتحت عنوان القضاء، لا تبديل الا في التفاصيل المحيطة بملف انفجار مرفأ بيروت، كالضجة التي اثيرت في الايام الماضية، على وقع الجمود اللاحق بالتحقيق، فيما اهالي الضحايا محرومون من العدالة، والموقوفون محرومون من الحرية. واذا كان حضور الوفود الاوروبية وما باشرته من تحقيقات، قد أضفى شيئا من الامل على مسار التحقيقات في ملفات الفساد، فالثابت ان المنظومة تحور وتدور لتعطيل تلك التحقيقات، باستفاقة مفاجئة على السيادة، وعلى تطبيق القانون اللبناني، وعلى محاولة النفاذ من بعض بنود اتفاقية مكافحة الفساد التي يلتزمها لبنان، للإطاحة بالتحقيقات بالتأجيل الى امد بعيد.

اما تحت العنوان المعيشي، فلا تبديل الا في تفاصيل تداعيات الازمة على مختلف القطاعات، وجديدها القديم، مأساة المستشفيات والمرضى والدواء، المتروكة بلا حل جذري، فيما المسؤولون في غالبيتهم مشغولون بخلافات واستفزازات لم تعد تعني المواطن في اي شيء على الاطلاق.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي

كل شيء مكهرب في البلد إلا التيار الكهربائي ... جلسة مجلس الوزراء الثانية في ظل الفراغ ، مكهربة . الجلسة الحادية عشرة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية مكهربة ، الإدارة العامة مكهربة ، في ظل الإضراب، الوضع بين مصرف لبنان والمصارف ، من جهة ، ومودعي اموال صيرفة ، مكهرب ، وضع أساتذة التعليم الرسمي مكهرب ، في ظل الإضراب .

والأسوأ من حال " الكهربة" أن لا حلول في الأفق بل مزيد من العرقلة في ظل الكباش السياسي القائم والذي يبدأ من الملف الأبرز ، ملف انتخاب رئيس جديد للجمهورية حيث تشير كل المعطيات حتى الساعة ان هذا الملف مازال مقفلا داخليا ، أو مفتوحا على تعقيدات .

أما خارجيا ، وفي موضوع الحراك الدولي من أجل لبنان ، علمت ال " أل بي سي آي ، أن الرئيس الفرنسي أجرى سلسلة اتصالات تتعلق بالاجتماع المخصص للبنان ، وفي خصوص هذا الاجتماع ، يبدو أن موعده اقترب ، ويرجح أن يكون الأثنين المقبل وسيكون عبر تطبيق " زووم" . وعلم من مصادر دبلوماسية غربية ان الحضور الاميركي سيكون على مستوى Barbara  Leaf ، مساعدة وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الادنى ، فيما يحضر عن الجانب الفرنسي  Anne gueguen مديرة دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في الخارجية الفرنسية , وPatrick Durrell مستشار الرئيس الفرنسي لشؤون افريقيا والشرق الاوسط, , فيما لم يعرف  بعد مستوى تمثيل كل من السعودية وقطر .

في ملف التحقيق الدولي في موضوع مصرف لبنان ،

المحققون الاوروبيون استمعوا اليوم لأكثر من ثماني ساعات لكل من رئيس مجلس إدارة بنك الموارد الوزير السابق مروان خير الدين والنائب السابق لحاكم المصرف المركزي أحمد جشي. ومن المقرر أن يستمع المحققون غدا  الى  كل من النائب السابق لحاكم المصرف المركزي رائد شرف الدين، ومدير القطع السابق نعمان ندور.

البداية من جلسة مجلس الوزراء غدا التي يحضرها وزراء حزب الله .

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد

بجلسة حكومية تسير على الميغاواط الوزاري، يطرح الرئيس نجيب ميقاتي حلولا للكهرباء ستصطدم بتيار مشحون ضد الجلسة وبنودها يغيب وزير الطاقة ورئيس مجلس إدارة كهرباء لبنان كمال حايك على الرغم من أن دورهما هو أساس الجلسة لكن ميقاتي قد يلجأ إلى طلبات فتح الاعتمادات التي كان قد أرسلها الوزير وليد فياض سابقا إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء.. ما يسهل موافقة الحكومة على فتحها بعد درسها ومناقشتها و"الحاجة أم الاختراع"، حيث يستخدم ميقاتي الاحتياطي القديم..

ويعرض فياض حلولا جوالة ويتقدم جبران باسيل بدفوعه الشكلية مهددا بما هو أسوأ.. ورأى باسيل أن الإمعان في خرق الدستور وإسقاط الشراكة في عقد مجلس الوزراء، سوف يعمق الشرخ الوطني ويأخذنا إلى أبعد بكثير من ضرب التوازنات والتفاهمات.. وهو أعاد اقتراح حل المراسيم الجوالة كما حصل في فترة الفراغ عام ألفين وأربعة عشر وفي مجمل هذه الدوامة..

الكهرباء ستبقى سمكا في بحر.. وسيظهر في كل يوم من يحاضر في الدستور والشراكة، سواء في العمل الحكومي أو في رئاسة الجمهورية فلدستور الطائف حكاية قديمة مع التيار الوطني مذ قرر العماد ميشال عون قصف الطائف بالمدفعية عام تسعة وثمانين.. واستكمل نهجه جبران باسيل عبر قصف الطائف بالرمايات الكلامية الرشاشة، وأقل توصيف أنه وجه سهامه إلى "طائف نتن" بحسب تعبيره قسم باسيل الدستور، وساعده الحكيم على مقام التقسيم..

ومعا استدرجا حوارا فيدراليا يرفع تهديدا بإعادة النظر في التكوين اللبناني وتركيبته وهذا ما لا يتوافق وخطاب البطريركية المارونية التي لم تحد يوما عن  لبنان الكبير وشراكته، ولم تنغمس في تقسيم الوطن وإثارة الرعب في نفوس مسيحييه لدفعهم إلى الهجرة وطروحات إعادة الهيكلة في البنيان اللبناني لم تخف المسيحيين وحسب..

إذ تساءل زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط: "ماذا يقصد رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع بإعادة النظر في التركيبة اللبنانية؟ وهل هذا وقت مناسب ليخوض في مسألة تعديل التركيبة بينما البلد ينهار؟"، وذكر بأن "المطلوب استكمال تطبيق اتفاق الطائف قبل أن يدعو جعجع أو غيره إلى أي طرح من هذا النوع.

 

تفاصيل أخبار المتفرقات اللبنانية

باسيل لأبعد من ضرب "التفاهم".. وجنبلاط يستغرب طروحات جعجع

المدن/17 كانون الثاني/2023

يرفع التيار الوطني الحرّ من لهجته الإعتراضية على عقد جلسة لمجلس الوزراء يوم غد الأربعاء. لا يزال التيار يرفض كل المبررات التي يتم تقديمها، سواء من قبل حزب الله أو الرئيس نجيب ميقاتي، لعقد الجلسة. وفي هذا السياق أشار رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في حديث له عبر "دقيقة مع جبران"، متطرقاً إلى عقد جلسة مجلس الوزراء: سيأخذنا إلى "أبعد بكتير" من ضرب التفاهمات! واعتبر باسيل، أنّه "مرة جديدة تنحر المنظومة الحاكمة الميثاق والدستور وتختلق حجة لتعقد جلسة مجلس الوزراء، وهذه المرة من أجل الكهرباء، في وقت يوجد فيه حلولًا دستورية من دون عقد جلسة، وتحديدًا من خلال توقيع مراسيم جوّالة من مجموع مجلس الوزراء كما ينصّ الدستور وكما قمنا بذلك ألف مرة في فترة الفراغ بين عامي 2014 و2016، ففي حينها كان هناك اجماع من الجميع، أن هذا هو الحل الوحيد لاحترام الدستور والشراكة، واليوم "ما فارقة معهم" لا الدستور ولا الشراكة، ومن أجل ماذا، من أجل الكهرباء". ولفت، في مقطع مصوّر نشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلى أنّهم "الآن يريدون كهرباء، وذلك بفتح اعتماد فقط من أجل باخرتين من أصل 4 في البحر، وهم لا يقدمون شيئ من الكهرباء، في حين أن وزير الطاقة في حكومة تصريف الاعمال وليد فياض أرسل لهم كل المراسيم الجوّالة الستة، والتي يجب أن يتم توقيعها من أجل سير خطة الكهرباء". وذكر باسيل، أنّ الخطة "يا حسرتي" تتحدث عن "8 ساعات لشراء فيول وغاز وكهرباء وليسوا بثمن رخيص، من العراق ومصر والأردن، من خلال قرض مشروط، ومن لا يحضر إلى جلسة مجلس الوزراء يعتبر أنّه "يعتّم" على الناس، ونسوا منذ متى وهم "معتّمين علينا" ونسوا أنه "قامت قيامتهم" منذ أقل من سنتين ليمنعوا حكومة رئيس الوزراء الأسبق حسان دياب المستقيلة من الاجتماع، لأنه لا يحق لها دستوريًا أن تجتمع، في حين أن الحقيقة سوف تنكشف أكثر مع القضاء الأوروبي"، مشيرًا إلى أنّ "الامعان بالكذب بخرق الدستور والميثاق وإسقاط الشراكة، الأمر الذي سوف يعمّق الشرخ الوطني، وسوف يأخذنا إلى أبعد بكثير من ضرب التوازنات والتفاهمات".

إشكالات وتبعات

في المقابل اعتبر عضو تكتل "لبنان القوي" النائب سيمون أبي رميا أنه "حتى لو لم نصل إلى نتيجة من خلال موقفنا ضد انعقاد جلسة للحكومة، إلا أننا على تناغم مع قناعاتنا ومبادئنا. فبغياب رئيس الجمهورية لا يمكن عقد جلسة للحكومة، إلا باستثناءات الحرب والسلم"، لافتاً إلى أن "كل مكوّن يتحمّل مسؤوليته عندما يذهب عكس هذا التوجه الدستوري". وعن تفاهم مار مخايل، أكد أنه "ليس خافياً على أحد أن هناك إشكالات كثيرة في العلاقة بين التيار الوطني الحر وحزب الله. وهذا الأمر له تبعات"، مشيراً إلى أنه "يجب على الطرفين إعادة تقويم المرحلة السابقة، لنرى كيف يمكن تطوير التفاهم للمرحلة المقبلة"، موضحاً أن "هذا التفاهم أسس لعلاقة إيجابية جداً على الصعيد الوطني". وشدد على أن "ما يريده التيار هو إعادة الحد الأدنى من مقومات الحياة الكريمة"، معلقاً على موضوع بواخر الفيول الموجودة في البحر والغرامات التي تدفع عن كل يوم تأخير في فتح الاعتمادات، بالقول: "هذه جريمة موصوفة في حق المال العام الذي لا يزال يهدر بهذه الطريقة". وبالنسبة إلى الاستحقاق الرئاسي، أكد أن "التيار يحاول التوصل إلى اسم جامع أو خارق للأطراف المعنية، ومرتكز على ورقة الأولويات الرئاسية". ولفت إلى أن "هناك أسماء داخل التيار يمكن أن تكون خارقة للقوى ولديها الكفاءات المطلوبة. وإذا تعذر الأمر يمكن التوجه إلى أسماء أخرى من خارج التيار، ولا مانع من النقاش والتقارب بين التيار والقوات، للحديث جدياً عن الموضوع".

جنبلاط ودعوة جعجع

من جانبه يقول رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط انه لا يمانع في انعقاد جلسة لمجلس الوزراء من أجل تسيير شؤون الناس، ولكنه ينبّه في الوقت نفسه إلى "أنّ مشكلة الكهرباء تبدو مستعصية على الحل، بسبب الفساد والهدر والهروب من الإصلاحات المطلوبة، إلى جانب عوامل خارجية لم تكتمل بعد".

ويشدد جنبلاط على أهمية انعقاد جلسة ثانية لحكومة تصريف الأعمال، من أجل معالجة أمور حيوية، منها ما يتعلق بالتربية، متوقّفاً عند تعطّل الدراسة في المدارس الرسمية بدوامَي قبل الظهر وبعده. ويعتبر أن هناك ضرورة لإقرار اعتماد خاص بالمدارس، مشدداً على أنه "مِن الأولى والأجدى أن ندفع لتعزيز التربية، بدل تسديد غرامات لشركات وهمية وسماسرة في قطاع الكهرباء". ولم يستسِغ جنبلاط دعوة رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع خلال مقابلة تلفزيونية الى "إعادة النظر سياسياً في كل التركيبة اللبنانية وتركيبة الدولة اذا تمكّن حزب الله من الإتيان برئيس للجمهورية يريده". ويتساءل جنبلاط باستغراب: "ماذا يقصد جعجع بإعادة النظر في التركيبة اللبنانية؟ وهل هذا وقت مناسب ليخوض في مسألة تعديل التركيبة بينما البلد ينهار؟". ويضيف: "المطلوب استكمال تطبيق اتفاق الطائف قبل أن يدعو السيّد جعجع أو غيره إلى أي طرح من هذا النوع".

 

"14 آذار" محبطة من إشادة الأمم المتحدة بـ"حزب الله"

راغب ملي/المدن/18 كانون الثاني/2023

عكست إشادة ممثلة الأمين العام للأمم المُتحدة في بيروت، جوانا ورونيكا، بمسؤول وحدة العلاقات العربية والدولية في "حزب الله" عمار الموسوي، هواجس قيادات قوى 14 آذار وجماهيرها من تعديل في المزاج الدولي حيال الحزب، وانفتاح عليه، ومن أي تسوية مقبلة على حسابهم السياسي، أو من سقوط الفكرة التي تسيطر على 14 آذار باعتبار أن العلاقة مع الغرب محصورة فيهم.  وأعلنت جوانا ورونيكا، ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في بيروت، الاثنين، أنه تم التباحث بقضايا ذات أولوية للبنان مع حزب الله، بما في ذلك انتخاب رئيس جديد للجمهورية وعمل مؤسسات الدولة، وتأثير التطوارات الإقليمية والدولية على البلاد، وذلك خلال جولة بحث مع مسؤول وحدة العلاقات العربية والدولية عمار الموسوي. وفي وقتٍ لاحق أضافت ورونيكا في تغريدة عبر حسابها في "تويتر": "أشكر السيد عمار الموسوي من حزب الله على جولة بحث حول قضايا ذات أولوية للبنان". وفيما لم يتفاعل جمهور حزب الله مع تصريح مشابه، ولم تظهر عليه أي ردود أفعال، ارتفعت الأصوات لدى قوى 14 آذار وجماهيرها تعبيراً عن انتقادات للمؤسسة الدولية. فقد عبّر النائب السابق فارس سعيد في "توتير" في تغريدات متتالية عن إستيائه من تصريحات ورونيكا. الأمر نفسه انعكس على جماهير 14 آذار في منصات التواصل الاجتماعي. ومثار الهواجس، يعود الى اعتقاد راسخ لدى قوى 14 آذار منذ العام 2005، بأن العلاقة مع المؤسسات الدولية والغربية محصورة فيها. لا بل ذهب هذا الفريق في كثيرٍ من الأحيان إلى أوهام بأن هذا الفريق، هو بوابة عبور المنظمات والقوى الدولية الغربية الى لبنان. تعرض هذا الفريق لخيبات عديدة، أولها الهدوء الذي تعاطت فيه القوى الدولية مع "حزب الله" بعد أحداث 7 ايار، ثم في الدفع الدولي نحو زيارة رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري الى دمشق في العام 2010، وبعدها التسوية المحلية التي حظيت بمباركة دولية في وصول الرئيس ميشال عون الى قصر بعبدا. وعزلة "حزب الله"، لم تظهر واقعياً في الاتصالات بين ممثلي الحزب وقوى دولية، ولو أنها تراجعت في الفترات الأخيرة في ظل التأزم في العلاقة بين إيران والمجتمع الدولي. وتشيح القوى المعارضة لحزب الله، في أمنياتها وتقديراتها، النظر عن اعتبارات كثيرة، بينها أن منظمة الأمم المتحدة هي منظمة تعمل على حل النزاعات وتقريب وجهات النظر وإيجاد مساحات للتلاقي والحوار. ومن جهة أخرى، لم تُصنف المنظمة حزب الله كتنظيم إرهابي بل تتعاطى معه كمكون أساسي في لبنان، له تمثيله في البرلمان والحكومة، ومن الطبيعي فتح خطوط الحوار معه حول الأزمة السياسية وانتخابات الرئاسة اللبنانية.

من جانب آخر تحرص المنظمة على حد أدنى من العلاقة مع حزب الله على اعتبار أن جنودها في بعثة "اليونيفيل" متموضعون في جغرافيا يتمتع فيها الحزب بنفوذ. ويتسع الشرخ بين رهان قوى 14 آذار على الغرب، وبين حقيقة الممارسات الغربية على الساحة الداخلية، وهذا ما تظهره محطات سياسية بارزة كان للغرب دوراً فاعلاً فيها. فقوى ثورة الأرز تخشى أي تسوية داخلية في لبنان على الصعيد الرئاسي أو في لعبة التوازنات الداخلية على حسابها السياسي. هذه المخاوف تنطلق من الأداء الغربي السابق، ومن ضمنه القراءة في قرار المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس الحريري والآمال التي بنتها قوى 14 آذار لعزل حزب الله وإقصائه ولم تتحقق، بالنظر الى ان المحكمة تحاكم أفراداً، وليس الأحزاب. بات من الواضح أن  قوى 14 آذار ما زالت تخطئ في تقدير الأمور، وبتقبّل الأمر الواقع. الأمر لا ينحصر بعلاقة الحزب بمنظمة الأمم المتحدة، فخطوط التواصل بين حزب الله والأوروبيين لم تنقطع خلال كل السنوات الماضية.

يميز الأوروبيون بين تصنيف الجناح العسكري والسياسي للحزب (بإستثناء بريطانيا وألمانيا اللتين صنتفا الحزب إرهابياً بجناحيه) وتنظر الدول الأوروبية له كعنصر أساسي فاعل في لبنان ومكّون كبير من المجتمع اللبناني وتحرص على إستمرار علاقة المصالح في ما بينهم. هذا الواقع يقرأه صقور "14 آذار"، ويبقى حبيس الصالونات السياسية. أما الجمهور المحبط من الأداء الغربي، فله رأي آخر.

 

ملف المرفأ.. قاضيان فرنسيان التقيا عويدات في قصر العدل

جريدة النهار الكويتية/17 كانون الثاني/2023

التقى النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات قاضيين فرنسيين في حضور المحامي العام التمييزي القاضي صبوح سليمان المكلّف متابعة موضوع زيارتهما لبنان المتعلقة بملف إنفجار المرفأ. ويعقد القاضيان الفرنسيان اجتماعاً ثانياً غداً، ويحتمل أن يحضره المحقق العدلي طارق البيطار. ويشار إلى أن تحقيقاً فرنسياً جارياً في باريس لسقوط قتيل وجرحى فرنسيين بانفجار المرفأ. وسبق أن أرسلت السلطات الفرنسية إلى القضاء اللبناني إستنابة مساعدة لا تزال من دون جواب بسبب كفّ يد المحقق العدلي عن متابعة التحقيق لجملة طلبات ردّ ودعاوى مخاصمة بوجه القاضي البيطار.

 

بيروت: الوفود الأوروبية تبدأ رحلة البحث عن مصادر أموال سلامة وشقيقه

يوسف دياب/الشرق الأوسط/17 كانون الثاني/2023

انطلقت في العاصمة اللبنانية بيروت، تحقيقات الوفود القضائية الأوروبية القادمة من فرنسا وألمانيا ولوكسمبورغ، في الملف المالي العائد لحاكم مصرف لبنان، رياض سلامة، وتحويلات مالية من لبنان إلى الخارج حصلت لحساباته الخاصة، ولصالح شركة «فوري» التي يملكها شقيقه رجا سلامة، وتحوم حولها شبهات «الفساد وتبييض الأموال». واستهلت الوفود مهمتها صباح أمس (الاثنين)، باجتماع عقدته مع النائب العام التمييزي في لبنان، القاضي غسان عويدات، بحضور المحاميين العامّين التمييزيين القاضيين عماد قبلان وميرنا كلاس، قبل أن تنتقل القاعة العامة لمحكمة التمييز وتباشر استجواباتها.

وأحيطت مهمّة الوفود الأوروبية بإجراءات أمنية مشددة، اتخذتها قوة من الشرطة القضائية وشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي منذ ساعات الصباح الباكر، داخل قصر العدل في بيروت، خصوصاً في الطابق الرابع، حيث تجرى الاستجوابات في القاعة العامة لمحكمة التمييز، ومنعت وجود المدنيين والموظفين في الممرات المؤدية إليها، واستغرقت جلسة التحقيق الأولى ساعتين ونصف الساعة، وأوضح مصدر قضائي مواكب لمهمة الوفد الأوروبي، أنه «جرى خلال الجلسة الاستماع إلى إفادة النائب السابق لحاكم مصرف لبنان سعد العنداري بصفة شاهد. ولم يحضر الشاهد الثاني خليل قاصاف، الموظّف السابق في لجنة الرقابة على المصارف، فأرجئ استجوابه إلى يوم آخر ضمن هذا الأسبوع». وأكد المصدر لـ«الشرق الأوسط»، أن الجلسة عُقدت «بحضور القاضيين عماد قبلان وميرنا كلاس اللذين توليا طرح الأسئلة التي يحملها الأوروبيون على الشاهد العنداري باللغة العربية، في حين كان مترجمان ينقلان إلى الوفود مضمون الإفادة باللغات الثلاث، وكانت الوفود تدوّن مضمون كلام الشهود». وأشار إلى أن التحقيق «سيتواصل الثلاثاء (اليوم)، بالاستماع إلى شاهدين آخرين هما رئيس مجلس إدارة بنك الموارد، الوزير السابق مروان خير الدين، والنائب السابق لحاكم مصرف لبنان أحمد جشّي». وغصّ جناح النيابة العامة التمييزية بالوفود الأجنبية التي اجتمعت بالنائب العام التمييزي على مدى ساعة ونصف الساعة. وأوضح القاضي عويدات، أن الوفود عقدت معه «اجتماعاً تنظيمياً يتعلّق بإدارة الجلسات». وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أن الوفود «ستنهي المرحلة الأولى من تحقيقاتها يوم الجمعة المقبل، على أن يُعقد اجتماعٌ تقييمي لنتائج الجلسات، بعدها تحدد الوفود موعد المرحلة الثانية من التحقيق والأشخاص المطلوب الاستماع إليهم». وكشف عويدات عن «تطور مهم حصل في الملفّ القضائي اللبناني المتعلّق برياض سلامة، تمثّل بقبول دعوى ردّ النائب العام الاستئنافي في بيروت القاضي زياد أبو حيدر، ومنعه من النظر في الملف». وقال: «خلال الأيام المقبلة سيحدد الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف القاضي حبيب رزق الله، أحد المحامين العامّين الاستئنافيين في بيروت للادعاء في ملفّ سلامة، وإحالته على قاضي التحقيق الأول في بيروت شربل أبو سمرا»، لافتاً إلى أن قاضي التحقيق «يستطيع بحسب اتفاقية مكافحة الفساد، أن يطلب تأخير الإجابة عن الاستنابات القضائية الأوروبية، إلى حين الانتهاء من تحقيقاته، مما يرجّح إمكانية تأخر المراحل المقبلة من التحقيقات الأوروبية». ويتمتّع الذين سيمثلون أمام المحققين بصفة «شهود»، والغاية من الاستماع إليهم معرفة مصادر الأموال التي حُوّلت إلى الخارج، وأضاف المصدر القضائي، أن «التحقيق بدأ رحلة البحث عن مصادر أموال رياض سلامة وشقيقه رجا المحوّلة إلى ألمانيا وفرنسا ولوكسمبورغ، وأكثرها إلى حسابات شركة (فوري) المملوكة من رجا، والتي تقدّر بأكثر من 500 مليون دولار بين أموال نقدية وعقارات». وكشف المصدر أن «المشتبه به الوحيد في الملفّ (نبيل. ع) غادر لبنان إلى لوكسمبورغ في الثامن من الشهر الحالي، وأبدى استعداده للمثول أمام القضاء هناك، والإجابة عن كلّ الأسئلة التي تُطرح عليه، مما يعني أن عون لن يُستجوب في لبنان، باعتبار أن اسمه لم يرد في التحقيق اللبناني، وأن السلطات القضائية في لوكسمبورغ يمكنها أن تزود الوفدين الألماني والفرنسي بإفادته»، مشدداً على أن وفد «لوكسمبورغ لديه ملف متكامل ومشغول بحرفية عالية». إلى ذلك، يستكمل الوفد القضائي الألماني الاطلاع على الملف المالي العائد لحاكم مصرف لبنان أمام النيابة العامة الاستئنافية، بإشراف المحامي العام القاضي رجا حاموش. ووفق مصادر متابعة، فإن هذه العملية «ستستغرق أياماً طويلة بالنظر إلى ضخامة الملفّ، والمستندات التي يدقق بها الجانب الألماني».

 

الهبات الإيرانية والروسية… “عالوعد يا كمون”!

سمر الخوري/ وكالة الانباء المركزية/17 كانون الثاني/2023

على قاعدة اسمع تفرح جرب تحزن، يتلقى اللبناني الاخبار عن هبات ايرانية وروسية بكثير من الحذر، تعززه تجارب سابقة كانت مجرد قنابل صوتية لا اكثر. وما قصة المازوت الايراني الذي استقبل بالزغاريد والورود وتبين لاحقا انه مدفوع وبكميات قليلة، الا خير مثال على ماهية تلك الهبات.

في زيارته الاسبوع المنصرم لبنان، أغدق وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان على اللبنانيين، كما العادة، سلسلة وعود  ومواقف كلاسيكية ممجوجة لا ضمانة واقعية لتطبيقها، من وعد انشاء محطات للكهرباء الى المساعدة بتأهيل المعامل الحرارية الموجودة وغيرها من الامور التي لم تحمل جديدا بالنسبة للبناني الذي اعتاد على مواقف هذا المحور. صحيح أنّ لبنان اليوم بأمسّ الحاجة الى الفيول لتشغيل معامل الكهرباء، والى تأهيل هذه المعامل، لكن هل من عاقل يصدّق أنّ إيران غير القادرة على تزويد شعبها بالكهرباء 24/24 ستقوم بذلك في لبنان، أمّ أنّ ايران التي توقفت عن تسليم المحروقات بالسعر المخفض الى سوريا التي تعاني أسوأ أزمة محروقات، وطالبتها بدفع المزيد مقابل شحنات النفط الإضافية ستتكرّم على لبنان بالفيول المجانيّ كرمى لعيون شعبه؟ على أيّ حال، فإنّ الزيارة التي لم تتكشف بعد أسبابها الرئيسيّة، لن تكون نتائجها إيجابية لناحية الهبة، وهو ما يشير اليه مصدر معنيّ بمتابعة ملف الهبة الإيرانيّة. ويؤكّد لـ”المركزية” أنّ “الأطراف اللّبنانية لم توافق على الاستحصال على الهبة، ما يعني أنّ الهبة معلّقة حتّى اشعار آخر”. ويلفت الى أنّ عبد اللّهيان، وخلال لقائه المسؤولين اللّبنانيين، جدّد تقديم العرض الايرانيّ، وتأكيد الجهوزية التامة لتزويد لبنان بالفيول لتشغيل معامل الكهرباء في لبنان ولاستحداث معملَين في بيروت والجنوب”، مشيرة الى أنّ للأسف، ورغم لقاء عبد اللّهيان برئيس الحكومة اللّبنانيّة نجيب ميقاتي الا أنّ لا جديد على هذا الصعيد، وأنّ الجواب  مرهون بالجانب اللّبنانيّ لأنّ الايرانيين وكما أكّد عبد اللّهيان جاهزون ومستعدّون”. هذه الهبة تنضم الى الهبة الروسية التي لم تحطّ رحالها في لبنان بعد، رغم أنّ لبنان بأمسّ الحاجة الى القمح من جهة والى النفط من جهة أخرى. في الخلاصة، يبدو أنّ التوجّه شرقا محفوف، إضافة الى العقبات والعقوبات، بالوعود التي تتمخض فلا تلد الا فأرا!

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

السعودية: نحاول إيجاد مسار للحوار مع إيران

 قناة العربية.نت/17 كانون الثاني/2023

كشف وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، اليوم الثلثاء، أنّ “المملكة تواصلت مع إيران وتحاول إيجاد طريق للحوار”. وأضاف بن فرحان، خلال كلمته في جلسة بمنتدى دافوس: “الحوار هو السبيل الأمثل لحل الخلافات في المنطقة، ونحاول إيجاد مسار للحوار مع الجميع ونركز على التنمية”. كما اعتبر وزير الخارجية السعودي أن “التركيز على التنمية بدلاً من الشؤون الجيوسياسية إشارة قوية لإيران والآخرين بأن هناك مسارات أخرى للرخاء المشترك”. في سياق متصل، اكد أنّ لدى الرياض “شراكة قوية مع الولايات المتحدة لكن هذا لا يعني أننا نتفق دائماً”. من جهة أخرى، رأى بن فرحان أنّ “اقتصاد المملكة سيكون الأسرع نموا هذا العام”. وأضاف أن المملكة العربية السعودية مع التحول للطاقة النظيفة، لكن ذلك سيستغرق عقودا، لافتًا الى أن “المملكة تعمل على استقرار أمن الطاقة”.

 

إيران: انتفاضة وقود جديدة.. وكاميرات الشوارع تراقب زي النساء

غاضبون يقتحمون المؤسسات ويغلقون الشوارع احتجاجاً على انقطاع الغاز.. و"الحرس" يناور في الخليج

طهران، عواصم – وكالات/17 كانون الثاني/2023

وسط نذر انتفاضة جديدة بسبب الوقود شبيهة بانتفاضة 2019 الشهيرة التي قضت مضاجع الملالي، وفي ظل الوضع الذي تسببت فيه سياسات الملالي في أزمة وقود وشلل معظم أنحاء البلاد، حيث تم إغلاق نحو 20 محافظة بما في ذلك العاصمة طهران رسميًا، قام نظام خامنئي بوضع قوات الشرطة والحرس في حالة تأهب خوفا من اندلاع انتفاضة جديدة. من جانبها، قالت رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مريم رجوي، إنه في ظل حكم الملالي المحتلين أضيف البرد القارس إلى الجفاف والفقر والتضخم والبطالة والفساد والقمع إلى قائمة معاناة الإيرانيين، مشيرة إلى ان نظام خامنئي لا تهمه حياة المواطنين وراحتهم، فهم يريدون الحفاظ على حكمهم المشين فقط، مشددة على أن السبيل الوحيد للخلاص هو إسقاط النظام وإرساء الديمقراطية وحكم الشعب وهو ما يلتزم به شباب الانتفاضة. ودعت رجوي المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وإدراج حرس الملالي في القائمة السوداء كمنظمة إرهابية، وهو الإجراء الذي كان ينبغي اعتماده منذ سنوات عديدة، مؤكدة أن إدراج حرس الملالي على القائمة السوداء ككيان إرهابي مطلب ملح للشعب الإيراني، وشرط أساسي للسلام في الشرق الأوسط ولا غنى عنه لمحاربة الإرهاب، مشيرة إلى أن إدراج حرس الملالي في القائمة السوداء كان يجب أن يتم منذ سنوات.

في المقابل، وردًا على احتمال إدراج “الحرس الثوري” في قائمة الإرهاب في أوروبا، هدد المتحدث باسم هيئة رئاسة البرلمان الإيراني نظام موسوي، بأن أي قرار في البرلمانات الأوروبية ضد “الحرس الثوري” سيقابل برد حاسم وقرارات مضادة من قبل البرلمان الإيراني. في غضون ذلك، وفي اليوم الـ 123 للانتفاضة التي اندلعت في أعقاب مقتل الشابة الكردية مهسا أميني، على يد شرطة الأخلق، شهدت العديد من المدن الإيرانية تظاهرات احتجاجية ردد خلالها المحتجون شعارات “الموت لخامنئي، لا لنظام الشاه، لا لولاية الفقيه، بل الديمقراطية والمساواة”

وهاجم أهالي مدينتي تربت جام وتايباد مقر القائممقامية احتجاجًا على نقص المحروقات، فيما ردد المحتجون في مناطق مختلفة من طهران وكرج ومشهد، شعارات احتجاجية ضد النظام والمرشد علي خامنئي، قائلين “لا نريد نظاماً يقتل الأطفال”، و”الموت لخامنئي، اللعنة على الخميني”. وفي طهران، احتشد لليوم الثاني على التوالي أفراد عائلات السجناء المحكوم عليهم بالإعدام خارج مبنى القضاء، احتجاجًا على أحكام الإعدام وطالبوا بإجابات من مسؤولي النظام. على صعيد متصل، وبعد شهر من قرار حل شرطة الأخلاق التي كان لها باع طويل في الاعتداء على النساء المُخالِفات وضربهن، أصدرت إيران سياسات جديدة توجه الشرطة بالامتناع عن اعتقال النساء اللواتي يخالفن قواعد اللباس الصارمة، وفرض غرامات عليهن. وكشف تقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال الأميركية” عن نشر النظام كاميرات مراقبة أمنية في الشوارع، بدلا عن “شرطة الأخلاق” المنحلة، وقالت الصحيفة إن الاحتجاجات المتواصلة كانت كافية لكشف عوار النظام، مشيرة إلى أن النظام في طهران يخطط لفرض عقوبات على النساء اللاتي يخالفن معايير ارتداء الحجاب، ليستبدل الاعتقال بفرض عقوبات قد تصل لحظر السفر الدولي ودفع غرامات مالية. واشارت الصحيفة إلى أن الكاميرات المستخدمة لتسجيل المخالفات المرورية، يمكنها تنفيذ العمل بشكل منهجي لمراقبة لباس النساء، وتجنب صدام مباشر آخر بين الشرطة والمواطنين. إلى ذلك، أجرى “الحرس الثوري” مناورات بحرية في مياه الخليج، بهدف استعراض قدرات القوات البحرية، وأفاد التلفزيون الإيراني بأن “الحرس” اختبر معدات وأسلحة سرية، كما اختبر صواريخ “كروز” من طرازي “ظفر” و”نصر” خلال المناورات، وطائرة بدون طيار حاملة للصواريخ الدقيقة وأنظمة مسيرة ذكية تحت البحر. وقال قائد قوات “الحرس الثوري” البحرية علي رضا تنكسيري: “اختبرنا أداء طرازات مختلفة من أنظمة صواريخ كروز البحرية، والطائرات المسيرة القاذفة للقنابل والمسيرات الدقيقة التي بإمكانها ضرب أهداف عدة بصورة متزامنة، والأنظمة الذكية المسيرة تحت البحر، وأجرينا تمارين على إطلاق صواريخ من المروحيات، والإنزال الجوي للقوات الخاصة في مواقع متحركة وعائمة”.

 

المفوضية الأوروبية: ندعم إدراج الحرس الثوري على قائمة الإرهاب

 وكالة فرانس برس/17 كانون الثاني/2023

أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، اليوم الثلثاء، أنها تؤيد إدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة المنظمات الإرهابية. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية ،خلال كلمة ألقتها في اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، إن “أوروبا ستستمر في دعم أوكرانيا “طالما كان ذلك ضروريا” في مواجهة روسيا. وأضافت: “دعمنا الثابت لأوكرانيا لن يتراجع. سواء كان ذلك للمساعدة في استعادة الطاقة والتدفئة وإمدادات المياه أو في التحضير لجهود إعادة الإعمار على المدى البعيد”.

 

الكرملين ينفي استهداف سكان شرق أوكرانيا... وأوروبا تتحدث عن «جريمة حرب»

موسكو تتوعّد «دبابات الغرب» وتعلن إحباط هجوم في سوليدار وإسقاط مسيّرات في القرم

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/18 كانون الثاني/2023

نفى الكرملين، أمس (الاثنين)، أن تكون القوات الروسية استهدفت مبنى سكنياً في دنيبرو في شرق أوكرانيا، حيث أدى قصف السبت إلى سقوط ما لا يقل عن 36 قتيلاً، مؤكداً أن موسكو تقصف فقط أهدافاً عسكرية. وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف لصحافيين «القوات المسلحة الروسية لا تقصف أبنية سكنية ولا منشآت مدنية تقصف أهدافاً عسكرية»، متحدثاً عن احتمال أن يكون صاروخ من الدفاعات الجوية الأوكرانية سقط على المبنى. وجاء هذا تزامناً مع إعلان السويد التي تتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي أمس، أن القصف الروسي الذي استهدف نهاية الأسبوع مبنى سكنياً في دنيبرو، يشكّل «جريمة حرب». وقال رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون للصحافيين، إن «الحكومة السويدية تدين بأشد العبارات الهجوم الروسي المنهجي المستمر على المدنيين... بما فيه القصف الصاروخي السبت على مبنى سكني في دنيبرو» مضيفاً، أن «الهجمات المتعمّدة ضد مدنيين هي جرائم حرب». وتوعد الكرملين، من جهة أخرى، بـ«إحراق» الدبابات التي ينوي الغربيون، خصوصاً لندن ووارسو، تسليمها لأوكرانيا. قال بيسكوف في مؤتمره اليومي مع الصحافة عبر الهاتف أمس «هذه الدبابات تحترق وستحترق». وكانت ألمانيا أعلنت، أنها تدرس إرسال دبابات ثقيلة إلى أوكرانيا. كما تعهدت المملكة المتحدة السبت بإرسال 14 دبابة ثقيلة من طراز «تشالنجر 2» «في الأسابيع المقبلة»، وفي حال تم ذلك ستكون المملكة المتحدة أول دولة تلتزم تقديم هذا النوع من الدبابات لمساعدة كييف في مواجهة القوات الروسية. وفي أول تعليق للكرملين على معطيات حول تباين واسع في المواقف بين مجموعة «فاغنر» والقوات النظامية الروسية قال الناطق الرئاسي، إن «المزاعم بوجود نزاع بين وزارة الدفاع الروسية ومجموعة (فاغنر)، هي نتاج تلاعب بالمعلومات الذي يمارسه خصوم روسيا». ورأى بيسكوف، أن هذا «النزاع موجود بشكل أساسي فقط في المجال الإعلامي. شعبنا يجب أن يعرف من هم أبطاله، ويجب أن يعرف الأبطال الذين يخدمون في قواتنا المسلحة، ويظهرون معجزات البطولة هذه، ويجب أن يعرف الأبطال من مجموعة (فاغنر)، سيبقى أولئك وهؤلاء إلى الأبد في ذاكرتنا». وشدد بيسكوف على أن الترويج للإشاعات عن «النزاع» المذكور، هو من أعمال المعادين لروسيا. وأكد بيسكوف، أن الجيش الروسي ومجموعة «فاغنر»، ينفذان مهمات مشتركة، والجميع يقاتلون من أجل وطنهم. في الأثناء، أعلنت موسكو أمس، أنها تصدت لهجوم واسع بالطائرات المسيّرة على مدينة سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم، وقالت، إن الهجوم استهدف أضخم قاعدة بحرية لروسيا على البحر الأسود في هذه المدينة. وأفاد حاكم المدينة ميخائيل رازفوجايف، بأن أنظمة الدفاع الجوي التابعة لقاعدة سيفاستوبول وأسطول البحر الأسود أسقطت بالفعل سبع طائرات مسيرة فوق البحر. وكتب على قناته على «تليغرام»، أنه «لم تتضرر أي منشآت سواء في المدينة أو في منطقة المياه». وزاد «أؤكد أنه تم إسقاط جميع الطائرات من دون طيار فوق البحر». وفقاً للحاكم، فإن «كييف تحاول تقديم هذا الهجوم الفاشل باعتباره إنجازاً آخر». وأوضح «يكتبون أن هناك انفجارات في المدينة ويطلبون إرسال تأكيدات. ونؤكد أن لا أحد سيرسل لك أي شيء، كل شيء هادئ في المدينة». وخلص المحافظ إلى أن «السيطرة على الوضع الجوي مستمرة. جميع الخدمات التشغيلية جاهزة»، وحث على «الثقة في المعلومات الرسمية فقط». وهاجمت القوات الأوكرانية القرم مرات عدة باستخدام طائرات من دون طيار خلال الشهور الماضية. في الوقت ذاته، أعلنت موسكو، أن دونيتسك تعرضت بدورها لهجوم قوي بالقذائف من جانب القوات الأوكرانية، وأفادت بأن قذائف أوكرانية ألحقت أضراراً في مناطق سكنية. ووفقاً للسلطات المحلية، فقد هاجمت القوات المسلحة الأوكرانية منطقة كالينينسكي بمدينة دونيتسك صباح الاثنين بـ57 قذيفة في المجمل. وقد شمل القصف إضافة إلى عاصمة الجمهورية دونيتسك مدن ماكييفكا، وغورلوفكا، وياسينوفاتايا وشيروكايا بالكا.

على صعيد متصل، رجّح المسؤول الذي عينته موسكو في منطقة زأبوروجيا، يفغيني باليتسكي، أن تنطلق عملية «تحرير الأراضي المتبقية من منطقة زابوروجيا في الربيع المقبل». وقال في حديث لقناة «القرم 24»: «نثق بأنه من الممكن أن نبدأ تحرير منطقة زابوروجيا بالكامل في الربيع القادم. ولا أعتقد أنه يمكن أن يبدا قبل ذلك. إننا نعرف ما هي القوات التي نواجهها وهي تشمل الغرب الجماعي كله». وعبر باليتسكي عن اعتقاده أن الاستيلاء على مدينة زابوروجيا لن يكون أمراً سريعاً. وأوضح «سيكون من الضروري أن نجري فعاليات كثيرة للغاية... وفي الكفاح من أجل شوارع آمنة يتعين علينا إزالة الكثير من الألغام».

وكانت موسكو ضمت زابوروجيا بين أربع مناطق أوكرانية إلى قوام الاتحاد الروسية في الخريف الماضي، ولكن القوات الروسية تسيطر فعلياً على نحو 65 في المائة من أراضي هذه المقاطعة. واللافت، أنه في الأيام الأخيرة، صعّدت موسكو هجماتها الصاروخية على المنطقة، في إطار موجات القصف الواسعة التي استهدفت عملياً كل أراضي أوكرانيا. ووفقاً لمعطيات عسكرية، فقد استهدفت القوات الروسية زابوروجيا بـ8 هجمات صاروخية منذ السبت. وقال عسكريون موالون لموسكو، إن «الهجمات الصاروخية استهدفت المستودعات العسكرية الأوكرانية، ومرافق البنية التحتية التي تستخدمها قوات كييف للهجوم».

في السياق ذاته، ترددت معلومات صحافية أمس، عن شروع بعض القوات الأوكرانية في محيط مدينتي سوليدار وباخموت بمغادرة المنطقة بسبب نقص الذخيرة، وكانت موسكو أعلنت قبل يومين فرض سيطرة مطلقة على سوليدار وتوسيع هجومها نحو باخموت.

وأفادت معطيات لم يؤكدها الجانب الأوكراني، بأن كتيبتين أوكرانيتين غادرتا خط المواجهة في مدينتي أرتيوموفسك (باخموت) وسوليدار بسبب «نقص الذخيرة». وفي الوقت ذاته، أعلن العقيد فيتالي كيسليوف، أن الجيش الروسي أحبط الاثنين، محاولة نفّذتها قوات النخبة الأوكرانية التي تلقت تدريبها في بريطانيا؛ للتسلل على متن العشرات من العربات إلى مدينة سوليدار. وذكر كيسليوف لوكالة أنباء «تاس» الحكومية، أن نحو 300 إلى 400 عنصر من هذه القوات حاولوا اقتحام سوليدار واستئناف القتال ضد الجيش الروسي. ولفت إلى، أن الوحدات المهاجمة تابعة للوائي الإنزال 46 و77، اللذين يمثلان النخبة في قوات كييف، وكان عناصرهما تلقوا تدريبات في بريطانيا. على صعيد آخر، أجرى رئيس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، بوجار عثماني، سلسلة لقاءات مع قادة أوكرانيين في كييف التي وصلها على متن قطار في رحلة استغرقت 9 ساعات. وكتب عثماني عبر حسابه في «تويتر»: «بعد رحلة طويلة دامت 9 ساعات بالقطار، وصلنا إلى كييف، ونتطلع إلى اجتماعات مثمرة مع القادة الأوكرانيين؛ لمناقشة سبل تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة ومساعدة الناس». وتعد زيارة بوجار عثماني، لكييف أول زيارة رسمية له كرئيس لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

وينتظر، أن تطرح خلال هذه الزيارة مسألة عضوية روسية في المنظمة بعدما كانت أمين عام المنظمة هيلغا شميد، قالت في وقت سابق، إنه «لا يمكن استبعاد روسيا منها». وجاء موقفها قبل أيام، رداً على طلب رئيس الوزراء الأوكراني، ديمتري كوليبا، الذي دعا إلى طرد روسيا من منظمة الأمن والتعاون، وزاد، أنها (المنظمة) سوف «تنتهي وتقوّض إذا بقيت موسكو عضواً فيها». وقالت المسؤولة الأوروبية في حينها «إن بقاء روسيا عضواً في المنظمة أمر ضروري؛ فالجلوس على طاولة واحدة لا يعني تبادل المجاملات الدبلوماسية، ويوماً ما سنحتاج إلى إعادة قنوات التفاوض مع موسكو مجدداً». وأشارت إلى أن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، هي المنظمة الأمنية الوحيدة التي تضم جميع الدول المهمة لهيكل الأمن الأوروبي.

 

زيلينسكي: أوكرانيا حصلت على 3 مليارات يورو مساعدات أوروبية في الـ 2023

وطنية/17 كانون الثاني/2023

حصلت أوكرانيا على دفعة أولى تبلغ ثلاثة مليارات يورو من مجموع 18 مليارا يتوقع أن تحصل عليه من الاتحاد الأوروبي في 2023، وفق ما نقلت "وكالة الصحافة الفرنسية" عن الرئيس فولوديمير زيلينسكي اليوم الثلاثاء. وكتب الرئيس الأوكراني على تويتر "تلقت أوكرانيا أول ثلاثة مليارات يورو من برنامج مالي جديد بقيمة 18 مليار يورو" لدعم الاقتصاد الأوكراني. وشكر لرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، ولمجموعة السبع والعشرين "الدعم القوي" لكييف، بعد حوالى 11 شهرا على بدء الغزو الروسي.

 

الخارجية الروسية: توسيع قائمة ممثلي الاتحاد الأوروبي الممنوعين من دخول أراضينا

وطنية/17 كانون الثاني/2023

وسعت روسيا قائمة ممثلي الاتحاد الأوروبي الممنوعين من دخول أراضيها، وذلك ردا على حزمة العقوبات الأوروبية التاسعة، بحسب وكالة "روسيا اليوم".  وذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أن "الاتحاد الأوروبي يواصل محاولة الضغط على روسيا من خلال إجراءات تقييدية أحادية الجانب". وفي 16 كانون الاول الماضي تبنت دول الاتحاد الأوروبي حزمة العقوبات التاسعة.  وأضافت: "نعتبر مثل هذه الأعمال التي يقوم بها الاتحاد الأوروبي غير شرعية، وتقوض الصلاحيات القانونية الدولية لمجلس الأمن الدولي".  ولفتت الخارجية الروسية الى لأن "البرلمان الأوروبي ينتهج كذلك خطا عدائيا مناهضا لروسيا، بعد أن وافق في اجتماعه في 23 تشرين الثاني الماضي على قرار "اعتبار روسيا كدولة راعية للإرهاب". وذكرت الوزارة الروسية، أنه "ردا على الإجراءات غير الودية من الجانب الأوربي، قامت روسيا بتوسيع قائمة ممثلي المؤسسات الأوروبية والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، الممنوعين من دخول الأراضي الروسي وذلك وفقا للقانون الفيدرالي "حول إجراءات دخول ومغادرة روسيا" الصادر بتاريخ آب 15 عام 1996.  وتشمل العقوبات:

- قادة مؤسسات القوة في دول الاتحاد الأوروبي المنخرطة في تدريب العسكريين الأوكرانيين في إطار بعثة الاتحاد الأوروبي الخاصة بتقديم المساعدة لأوكرانيا.

-رؤساء المؤسسات الأوروبية الحكومية والتجارية التي تنتج وتورد المعدات العسكرية لنظام كييف. 

 - مواطنو دول الاتحاد الأوروبي، الذين يدلون بشكل منهجي بتصريحات معادية لروسيا.

 وتشمل القيود بعض أعضاء البرلمان الأوروبي".

 

رئيس بولندا: قمنا بتوريد كل أنظمة "PIORUN" للدفاع الجوي تقريبا إلى أوكرانيا

وطنية/17 كانون الثاني/2023

نقلت "روسيا اليوم" عن الرئيس البولندي، أندريه دودا، بأن بلاده نقلت جميع أنظمة "Piorun" المحمولة للدفاع الجوي تقريبا إلى أوكرانيا. وقال أثناء خطاب ألقاه في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس: "قمنا بتوريد كل أنظمة "Piorun" المتوفرة لدينا تقريبا. و"Piorun" هي أنظمة مضادة للطائرات". ولم يذكر الرئيس البولندي العدد المحدد لهذه الأنظمة الموردة لأوكرانيا. وأفادت وسائل إعلام، سابقا، بأنه بالإضافة إلى أوكرانيا وردت بولندا 100 منصة إطلاق و300 صاروخ من طراز "Piorun" إلى إستونيا. يذكر أن أنظمة "Piorun" تعد نسخة محدثة بشكل عميق لأنظمة "GROM" التي تم إنشاؤها وإنتاجها في بولندا على أساس أنظمة "إيغلا" السوفيتية.

 

دونيتسك: القوات الأوكرانية قصفت أراضي الجمهورية 35 مرة خلال يوم

وطنية/17 كانون الثاني/2023

أعلنت بعثة جمهورية دونيتسك في المركز المشترك للإشراف وتنسيق المسائل المتعلقة بجرائم الحرب الأوكرانية أن القوات الأوكرانية قصفت أراضي الجمهورية 35 مرة خلال اليوم الماضي. وجاء في بيان صدر عن البعثة ونشر في صفحتها على "تلغرام" نقلته "روسيا اليوم": "خلال الساعات الـ24 الماضية أخبرت البعثة بوقوع 35 حادث لإطلاق النار من جانب الوحدات المسلحة الأوكرانية. وفي اتجاه دونيتسك أطلق العدو النار 20 مرة باستخدام الأنظمة الصاروخية ("هيمارس" وأنظمة أخرى من عيار 122 ملم)، والمدفعية من عياري 152 و155 ملم. وفي اتجاه غورلوفكا تم تسجيل 15 قصفا من المدفعية من عياري 152 و155 ملم. وأطلقوا 205 قذائف مختلفة". ولفت البيان الى أن "القصف تعرضت له مناطق في 7 تجمعات سكنية في الجمهورية وهي دونيتسك وغولموفسكي وزايتسيفو وغورلوفكا وشيروكايا بالكا وماكييفكا ويلينوفكا".

 

تحركات تركية شمال سوريا تكشف تباعد التطبيع مع النظام/تعزيزات وصدام مع دورية روسية... وعبداللهيان يزور أنقرة اليوم

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/18 كانون الثاني/2023

بينما بحث الرئيسان التركي والروسي رجب طيب إردوغان وفلاديمير بوتين في اتصال هاتفي، الإثنين، التطورات في سوريا ومسار المباحثات وتحدثت مصادر إعلامية في كل من أنقرة وطهران عن زيارة محتملة لوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان لأنقرة، الثلاثاء، للقاء نظيره التركي مولود جاويش أوغلو قبل توجهه مساء إلى واشنط، عكست التطورات على الأرض في شمال سوريا تباعداً في مواقف تركيا والنظام السوري بشأن مسار تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق بعد التصريحات المتبادلة في الأيام الأخيرة عن شروط النظام للمضيّ قدماً في المحادثات وحديث أنقرة عن إمكانية عقد لقاء جديد لوزراء دفاع تركيا وسوريا وروسيا قبل الوصول إلى مرحلة لقاء وزراء خارجية الدول الثلاث الذي جرى الحديث عن انعقاده في يناير (كانون الثاني) الحالي ثم أُعلن أنه لن يُعقد قبل منتصف فبراير (شباط). وفي هذا الإطار، عادت تركيا إلى الدفع بتعزيزات عسكرية إلى مناطق سيطرتها وفصائل الجيش الوطني السوري الموالي لها في حلب. كما أنشأت مهبطاً للطيران المروحيّ قرب قاعدة لقواتها في بلدة بليون بجبل الزاوية، ضمن منطقة خفض التصعيد في إدلب. وفي الوقت ذاته، استمر التصعيد في الهجمات على مواقع قوات النظام وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) في مناطق سيطرة الأخيرة في شمال وشمال شرقي سوريا. ودخل رتل عسكري تركي ضم ناقلات جند وعتاد عسكر وذخيرة من معبر الراعي شمال حلب، ومنها إلى مدينة الباب في شرق المحافظة، رفقة عربات عسكرية تابعة لفصيل «السلطان مراد» أقرب فصائل المعارضة التركية المسلحة لتركيا، حسبما أفادت مصادر من المعارضة. وتعد هذه التعزيزات هي الأولى منذ عقد اجتماع وزراء دفاع وأجهزة المخابرات في تركيا وسوريا وروسيا في موسكو في 28 ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وكانت آخر تعزيزات أرسلها الجيش التركي إلى نقاطه المنتشرة في إدلب، شمال غربي سوريا، تزامنت مع اجتماع وزراء الدفاع.

واللافت أن التعزيزات الجديدة، التي دخلت من معبر الراعي ليل الأحد - الاثنين، جاءت بعد يوم واحد فقط من تصريحات للمتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، أكد فيها أن عملية عسكرية برية تستهدف مواقع «قسد» في شمال سوريا لا تزال خياراً مطروحاً على طاولة أنقرة، ما دامت الولايات المتحدة وروسيا لم تفيا بتعهداتهما الواردة في تفاهمين أوقفت تركيا بموجبهما عملية «نبع السلام» العسكرية التي استهدفت مواقع «قسد» في شرق الفرات في أكتوبر (تشرين الأول) 2019 مقابل إبعاد عناصر «قسد» مسافة 30 كيلومتراً عن الحدود. وشهدت الأيام الأخيرة، تصاعداً للمواجهات بين مناطق انتشار القوات التركية والفصائل المتحالفة معها من جهة، ومناطق قوات النظام و«قوات سوريا الديمقراطية (قسد)» من جهة أخرى، بالتوازي مع الحديث المتصاعد عن الإعداد للقاء وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا، في إطار المرحلة الثانية في مسار تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، والذي تراجع الحديث عنه ليحل محله إعلان أنقرة عن عقد لقاء ثانٍ لوزراء الدفاع وأن لقاء وزراء الخارجية قد يُعقد في منتصف فبراير.

وأعلنت وزارة الدفاع التركية (السبت)، أن أحد جنودها تُوفي متأثراً بجروح أُصيب بها جراء قصف على قاعدة تركية في ريف حلب، ونشرت مقطع فيديو على حسابها في «تويتر» يُظهر قصف مواقع لـ«قسد» في شمال سوريا رداً على الهجوم على القاعدة التركية، وأعلنت عن مقتل 11 من عناصر «قسد». وجاء مقتل الجندي التركي بعد يوم من مقتل ضباط سوريين، أحدهم برتبة لواء، بقصف تركي على موقعهم شمال سوريا. وهددت تركيا مراراً منذ مايو (أيار) الماضي بشن عملية عسكرية تشمل مواقع «قسد» في منبج وتل رفعت وعين العرب (كوباني) لإبعاد القوات الكردية عن حدودها لمسافة 30 كيلومتراً، واستكمال إقامة مناطق آمنة بهذا العمق لاستيعاب اللاجئين السوريين لديها، وتأمين حدودها في الوقت نفسه. ونظر مراقبون إلى تصريحات كالين بشأن عقد لقاء جديد لوزراء الدفاع وتجديد الحديث عن العملية العسكرية على أنها «قراءة تركية لموقف دمشق» تشير إلى نوع من التباطؤ، وعدم وجود نية لدى النظام السوري للسير بالوتيرة نفسها وتلبية المتطلبات المتعلقة بمكافحة الإرهاب (التعاون ضد «قسد») وتحقيق شروط مناسبة لعودة طوعية وآمنة للاجئين في وقت قريب، بعد التصريحات التي صدرت عن الرئيس الأسد (الخميس)، في لقائه مع المبعوث الرئاسي الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرينتيف، التي تحدّث فيها عن عدم إمكانية تحقيق تقدم في مسار التطبيع مع أنقرة، وأن سوريا أكدت ضرورة إنهاء «الاحتلال التركي»، ووقف دعم المجموعات الإرهابية (فصائل المعارضة المسلّحة المدعومة من أنقرة) في شمال البلاد وتصنيفها تنظيمات إرهابية، مع تكرار التصريحات نفسها خلال لقائه وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وإذا كانت أنقرة قد أعلنت أنها ستسحب قواتها من شمال سوريا في ضوء التقدم بالعملية السياسية وتحقيق الاستقرار في البلاد، لأنها لا أطماع لها في أراضي أي دولة مجاورة، فإنها ليست في وارد تصنيف الفصائل السورية الموالية لها تنظيمات إرهابية، وأكدت أن دعمها للشعب وللمعارضة السورية سيستمر وأنها متمسكة بحل الأزمة السورية في إطار القرارات الدولية ذات الصلة.

استهداف تركي لدورية روسية

في الوقت ذاته، واصلت القوات التركية والفصائل الموالية تصعيدها العسكري على محاور التماس مع قوات «قسد» والنظام، وقصفت، بالمدفعية الثقيلة، قرية توخار ضمن مناطق سيطرة مجلس منبج العسكري المنضوي تحت قيادة (قسد) بريف منبج شرق حلب، تزامناً مع وجود آليات هندسية ودورية روسية في القرية لرفع السواتر الترابية. وذكر المرصد السوري أن القوات التركية استهدفت بالأسلحة الثقيلة الآليات والدورية الروسية وأجبرتها على التراجع. كما دوّت انفجارات عنيفة في مدينة تادف بريف حلب، ليل الأحد - الاثنين، بسبب تبادل القصف بالمدفعية الثقيلة، بين قوات النظام من جهة، وفصائل «الجيش الوطني السوري» الموالي لتركيا، على محور مدينة تادف بريف الباب شرق حلب، تزامناً مع اندلاع اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة على محاور التماس. ويشهد محور تادف اشتباكات عنيفة متكررة بالأسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة، بين قوات النظام من جهة، وفصائل الجيش الوطني من جهة أخرى، كان آخرها في 8 يناير الحالي. وواصلت القوات التركية استهدافاتها بالطائرات المسيّرة المسلحة لقياديي وعناصر «قسد» في شمال شرقي سوريا، واستهدفت إحدى الطائرات، ليل الأحد - الاثنين، سيارة عسكرية بصاروخين، في المنطقة الواقعة بين قريتي كري موزان وقرقوب جنوب شرقي عامودا شمال الحسكة، ولم تسفر الهجمة عن خسائر بشرية. وحسب المرصد السوري، هذا هو الاستهداف السادس بالمسيّرات التركية على مناطق «قسد» في شمال وشمال شرقي سوريا منذ مطلع العام الحالي. وتسببت في مقتل مدنية و3 مسلحين وإصابة 3 أشخاص بجروح متفاوتة. في غضون ذلك، أفاد المرصد أمس (الاثنين)، بأن القوات التركية انتهت من إنشاء مهبط للطيران المروحي قرب قاعدة لها في بلدة بليون بجبل الزاوية بريف إدلب، لتسهيل عمليات نقل الضباط والحالات المرضية من المنطقة البعيدة عن مركز وجود القوات التركية في معسكر المسطومة ومطار تفتناز العسكري، حيث يوجد في تلك القواعد مهابط للطيران المروحي.

تعزيزات للتحالف الدولي

في المقابل، دفعت قوات التحالف الدولي، بقيادة أميركا، بتعزيزات عسكرية جديدة، أمس، تضمنت مدرعات وصهاريج وقود، قادمة عبر معبر الوليد الحدودي مع إقليم كردستان العراق باتجاه قاعدتها العسكرية في بلدة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي، ضمّت 50 شاحنة مغلقة، إضافةً لشاحنات أخرى تحمل مواد لوجيستية وسيارات رباعية الدفع، ومدرعات عسكرية، وعدداً من صهاريج الوقود برفقة عدد من المدرعات العسكرية الأميركية. وتعد هذه التعزيزات هي الثانية من نوعها بعد إرسال قوات التحالف الدولي رتلاً من 20 صهريجاً محمَّلة بالوقود إلى قواعده في ريف الحسكة. وكانت القوات الأميركية قد أعادت وجودها في بعض مناطق «قسد» بالتزامن مع تهديد تركيا بشن عملية عسكرية برية في شمال سوريا تستهدف منبج وتل أبيض وعين العرب (كوباني)، كما زادت من الدوريات المشتركة مع «قسد»، بعد أن أعلنت واشنطن رفضها لأي تحرك عسكري تركي. في الوقت ذاته، أفاد المرصد السوري بسماع دوي انفجارات ناجمة عن تدريبات عسكرية مشتركة بالذخيرة الحية بين قوات «قسد» والتحالف الدولي في قاعدة حي غويران بمدينة الحسكة، في إطار التنسيق والتدريبات المشتركة ضمن قواعدها في شمال وشرق سوريا.

 

قاآني في بغداد تزامناً مع زيارة لماكغورك إلى العاصمة العراقية

مكتب السوداني قال إن المباحثات مع المسؤول الأميركي تناولت تعزيز العلاقات

بغداد /الشرق الأوسط/18 كانون الثاني/2023

فيما أجرى بريت ماكغورك، منسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مساء أول من أمس، مباحثات مع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، أفادت تقارير بوصول قائد فيلق القدس في «الحرس الثوري» الإيراني إسماعيل قاآني، إلى العاصمة العراقية. وفي الوقت الذي لا يبدو الأمر غريباً لجهة الزيارات السرية التي يقوم بها قاآني إلى بغداد بين فترة وأخرى، فإن الجديد هذه المرة يتمثل في اتخاذ بغداد مواقف تبدو متباينة مع التوجهات الإيرانية. على صعيد الموقف من بطولة «خليجي 25» في البصرة، لم يعر العراق الرسمي أي اهتمام لاعتراضات إيران على تسمية مسؤولين وقادة عراقيين الخليج ﺑ«العربي» بدلاً من «الفارسي» مثلما تصر عليه إيران. أما على صعيد الموقف من الوجود الأميركي في العراق، فإن ما تحدث به رئيس الوزراء العراقي بشأن الحاجة إلى بقاء «الأصدقاء» مثَّل استفزازاً لطهران في وقت بدأ ماكغورك مباحثاته المعلنة مع القادة العراقيين. الدبلوماسية السرية التي تتبعها طهران مع العراق، طبقاً لسياسي عراقي مستقل، لم تعد «مجدية كثيراً في ظل التحولات الجارية في المنطقة وتأثيراتها على العراق أو بالعكس». السياسي العراقي أكد ل-«الشرق الأوسط» أن «المسؤولين العراقيين لم يعودوا يقبلون سياسة الإملاءات التي تريد إيران الاستمرار بها بما فيها قوى الإطار التنسيقي التي تتحمل مسؤولية الحكومة الحالية»، مبيناً أن «إيران وخلال الأزمة الشيعية - الشيعية التي أدت إلى اقتتال شيعي - شيعي داخل المنطقة الخضراء، لم يكن موقفها مَرضياً عنه من الكثير من القيادات الشيعية حيث بدا أنها كانت تريد إضعاف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر حتى لو كان ذلك على حساب دماء الشيعة، وهو ما تم تداركه من الطرفين وصولاً إلى انسحاب الصدر من المشهد وتركه قوى الإطار تشكل الحكومة». وخلال لقائه ماكغورك، أكد رئيس الوزراء العراقي أن القوات الأمنية العراقية قادرة على مواجهة الإرهاب وتثبيت الاستقرار المتحقق. وقال المكتب الإعلامي للسوداني في بيان إن «اللقاء شهد البحث في مجمل العلاقات بين العراق والولايات المتحدة، وسبل تعزيزها وتنميتها على مختلف الصعد والمجالات، بما يخدم مصالح الشعبين العراقي والأميركي». وأكد رئيس الوزراء، حسب البيان، «توجه الحكومة في فتح آفاق التعاون مع البلدان الصديقة والشقيقة، بما يؤمّن مصالح الشعب العراقي».

من جانبه، حسب البيان، أكد ماكغورك «دعم بلاده لإنجاح الحكومة الحالية، واستمرار الولايات المتحدة في تقديم المشورة للقوات العراقية في قتالها ضد داعش»، مجدداً «التزام الإدارة الأميركية باتفاقية الإطار الاستراتيجي، ودعم إصلاحات الحكومة العراقية في مجال الطاقة والبنية التحتية ومواجهة التغيرات المناخية». وأضاف البيان أن «ماكغورك نقل ترحيب بلاده بمخرجات مؤتمر (بغداد 2) وجهود تنمية مشاريع البنى التحتية المشتركة بين العراق ومحيطه، وترحيبها بالزيارة المرتقبة لوزير الخارجية فؤاد حسين إلى واشنطن لعقد اجتماعات اللجنة التنسيقية العليا لاتفاقية الإطار الاستراتيجي بين البلدين».

وبالتزامن مع الزيارة المعلنة التي يقوم بها إلى العراق المبعوث الأميركي، نقلت وسائل إعلام محلية عراقية عن مصادر وصفتها بالمطلعة، وصول الجنرال الإيراني قاآني إلى بغداد دون الإفصاح عن الهدف من الزيارة أو اللقاءات التي أجراها أو سيجريها المسؤول الإيراني. وبالعودة إلى السياسي العراقي المستقل فإنه «في الوقت الذي تريد الولايات المتحدة الأميركية تأكيد دعمها للعراق في إطار اتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقَّعة بين البلدين عام 2009، والتي من بين ما تتضمنه الدعم الأميركي في مجالات الطاقة، وهي نفس المجالات التي بحثها السوداني مع الجانب الألماني وتم تتويجها عبر توقيع مذكرة التفاهم مع (سيمنس)، وهي من الشركات التي سبق للعراق أن وقَّع مذكرات تفاهم معها مثلما وقَّع مذكرات تفاهم مع (جنرال إلكتريك) الأميركية، فإن الخلافات السياسية حالت دون تحويل تلك المذكرات إلى اتفاقيات قابلة للتطبيق». وفيما حذر السياسي العراقي من مغبة الحيلولة هذه المرة دون تحويل مذكرات التفاهم مع «سيمنس» إلى اتفاقيات ملزمة، فإن الجو العام السائد الآن في العراق «يرتقي إلى مستوى نظرية المؤامرة لجهة أن الأميركيين هم من سيَحُولون دون ذلك لأنهم يريدون ﻟ(جنرال إلكتريك) أن تتولى ملف إصلاح الكهرباء في العراق بينما هناك أطراف عراقية لا تريد لأي رئيس وزراء أن ينجح في فك لغز الكهرباء وتريد إبقاء العراق سوقاً لتصريف البضائع الرخيصة فضلاً عن إبقائه بحاجة إلى الغاز الإيراني». وبشأن التزامن بين زيارة ماكغورك وقاآني، يقول السياسي العراقي إن «لدى طهران مشكلات داخلية لم تعد خافية على أحد، بالإضافة إلى توقف المباحثات في الملف النووي، وباتت لديها الآن إشكالية مضافة مع العراق من خلال ما حفّزته بطولة (خليجي البصرة) من مشاعر عراقية ذات نَفَس عروبي كانت طهران وبعض أصدقائها أول من فوجئ به، وهو ما يعني أن كل ما حاولت إيران ترسيخه من حالة عزلة وحتى كراهية بين العراق ومحيطه العربي فشل تماماً».

 

أنقرة ترفض شروط الأسد... وعبداللهيان يرى في «التقارب» مصلحة للمنطقة

تركيا وإيران تدعمان «الحل السياسي والحفاظ على وحدة سوريا»

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/18 كانون الثاني/2023

أكدت تركيا وإيران دعمهما للحل السياسي للأزمة السورية، والحفاظ على وحدة وسلامة أراضي سوريا، وضرورة العمل على حل كثير من المشكلات في إطار «مسار أستانة». وقال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، عقب مباحثاتهما في أنقرة الثلاثاء، إنهما بحثا الملف السوري بشكل موسع، و«أكدنا دعمنا الحل السياسي والحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية». وأضاف أنه أكد على «احترام ودعم تركيا الوحدة السياسية للأراضي السورية»، مشيراً إلى أنه «منذ 11 عاماً هناك أزمة أدت إلى كثير من المشكلات، وأنه في إطار مسار أستانة، الذي تشكل تركيا وروسيا وإيران الدول الضامنة له، نرى أنه يجب العمل على حل كثير من المشكلات». وأكد أن التعاون والتنسيق مع إيران «متواصل في إطار مسار أستانة، وأن أنقرة لديها رغبة مشتركة في تفعيل المسار السياسي، وعمل اللجنة الدستورية، وغيرها من الخطوات في سوريا لإرساء الاستقرار».

وتابع جاويش أوغلو أن عملية تطبيع بين مؤسسات الاستخبارات في تركيا وسوريا «قد بدأت»، وشدد على أن بلاده «لن تسمح بقيام دولة إرهابية على حدودها الجنوبية»، وأن أحد الموضوعات المشتركة التي تطرقت إليها المباحثات مع نظيره الإيراني «هي محاربة الإرهاب»، مشيراً إلى أن بلاده «تتخذ خطوات ضد حزب العمال الكردستاني في تركيا وخارج الحدود، وهناك وجود للعمال الكردستاني في إيران، وفي سوريا من خلال وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات سوريا الديمقراطية (قسد)». ولفت إلى أن الولايات المتحدة وروسيا «لم تفيا بتعهداتهما بموجب تفاهمات وقّعت عام 2019 لإبعاد وحدات حماية الشعب الكردية عن الحدود التركية، وبالتالي فإن تركيا من حقها القيام باللازم، ولن نسمح بتشكيل دولة إرهابية على حدودنا». من جانبه، رحّب وزير الخارجية الإيراني عبد اللهيان بخطوات التقارب بين تركيا وسوريا، قائلاً: «نؤمن بأهمية التقارب بين أنقرة ودمشق... نرحب بتطور العلاقات بين تركيا وسوريا، ونرى أن ذلك سيكون لمصلحة المنطقة». وكان الملف السوري ومحادثات تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق على رأس القضايا التي تناولتها المحادثات، فيما ردّت تركيا على تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد ووزير خارجيته فيصل المقداد، التي اشترطا فيها انسحاب تركيا من شمال سوريا، ووقف دعمها للفصائل السورية المعارضة «من أجل التقدم في مسار التطبيع»، وأعلنت أنها «ليست قوة احتلال في سوريا، وأن الخطر الحقيقي هو المنظمات الإرهابية على أراضيها». وزار عبد اللهيان أنقرة، الثلاثاء، بعد زيارته الأحد لدمشق، بدعوة من نظيره التركي. واستقبله الرئيس رجب طيب إردوغان في مقر «حزب العدالة والتنمية» الحاكم في أنقرة، بحضور جاويش أوغلو.

- جدول مزدحم

جاءت زيارة الوزير الإيراني لتركيا، قبل زيارة مرتقبة للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، قال عنها المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، الأسبوع الماضي، إنه كان مقرراً أن تتم في وقت سابق، لكنها تأجلت بسبب جدول أعمال الرئيس الإيراني، الذي قد يزور سوريا أيضاً، فيما يبدو أنه حراك إيراني يهدف إلى إثبات الحضور في ملف التطبيع بين أنقرة ودمشق، الذي قادت محادثاته روسيا حتى الآن. وقبل يومين من زيارته لأنقرة، زار عبد اللهيان دمشق، وقال خلال مؤتمر صحافي مع نظيره السوري فيصل المقداد: «عندما علمنا باحتمال شنّ القوات التركية هجوماً على الشمال السوري تدخلنا لمنعه... نحن سعداء بأن الجهود الدبلوماسية لإيران أدت إلى أن يحل الحوار محل الحرب». وفي ردّ على تصريحات الأسد ووزير خارجيته فيصل المقداد، التي اشترطا فيها انسحاب القوات التركية من شمال سوريا ووقف الدعم لما وصفاه بـ«الجماعات الإرهابية»، قال المتحدث باسم حزب «العدالة والتنمية»، عمر تشيليك، إن بلاده «ليست قوة احتلال في سوريا». واعتبر في مؤتمر صحافي في أنقرة، ليل الاثنين - الثلاثاء، عقب اجتماع مجلس الوزراء برئاسة إردوغان، أن «التهديد الأول والحقيقي للجانب السوري هو المنظمات الإرهابية، وليس تركيا». وأكد مجدداً أن تركيا «تحترم، منذ البداية، وحدة وسلامة سوريا». وعن اللقاء المرتقب لوزراء خارجية تركيا وروسيا وسوريا، قال تشيليك إنه «عندما تستكمل التحضيرات اللازمة، سيلتقي وزراء الخارجية لاستئناف المحادثات الدبلوماسية والسياسية». وأكد ضرورة التمسك بالمسار السياسي، موضحاً أن ما يجب القيام به في سوريا «هو المضي قدماً في مسار العملية السياسية، وإنشاء فعلي لآلية العمل المشترك (بين تركيا وسوريا وروسيا) من أجل محاربة المنظمات الإرهابية التي تهدد وحدة الأراضي السورية». وأكد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، بدوره، أنه على رغم دعم تركيا العملية السياسية، التي بدأت أواخر شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي بلقاء وزراء دفاع تركيا وروسيا وسوريا في موسكو، وحضور رؤساء أجهزة مخابرات الدول الثلاث، فإن العملية العسكرية البرية التركية ضد مواقع «قسد» في شمال سوريا «ما زالت خياراً مطروحاً»، وقد تنطلق في أي وقت تتعرض فيه حدود تركيا وأمنها للتهديد. ولفت كالين إلى أن روسيا والولايات المتحدة لم تفيا بالوعود التي جرى تقديمها لتركيا عام 2019، والتي تضمنت إبعاد عناصر «قسد» مسافة 30 كيلومتراً عن الحدود مقابل تعليق عملية «نبع السلام» العسكرية التركية في شرق الفرات. وأضاف: «نريد الأمن على حدودنا... ولا نستهدف أبداً مصالح الدولة السورية ولا المدنيين السوريين... هدفنا هو مكافحة الإرهاب وتأمين حدودنا وشعبنا».

وقال المتحدث الرئاسي التركي إن وزير الدفاع خلوصي أكار سيلتقي نظيره السوري علي محمود عباس، قبل اجتماع وزراء الخارجية، المتوقع عقده في منتصف فبراير (شباط) المقبل. ورأى مراقبون أن تصريحات كالين بشأن عقد لقاء جديد لوزراء الدفاع، وتجديد الحديث عن العملية العسكرية، تعكس قراءة تركية لموقف دمشق تشير إلى «نوع من التباطؤ وعدم وجود نية لدى النظام السوري للسير بالوتيرة نفسها، وتلبية المتطلبات المتعلقة بمكافحة الإرهاب (التعاون ضد قسد) وتحقيق شروط مناسبة لعودة طوعية وآمنة للاجئين في وقت قريب». ميدانياً، استمرت الاشتباكات العنيفة بالأسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة بين قوات النظام من جهة، وفصائل «الجيش الوطني» الموالي لتركيا من جهة أخرى، على محور قرية عمية، بريف تادف، شرق حلب، الثلاثاء، وسط تبادل للقصف المدفعي والصاروخي بين الطرفين، وذلك لليوم الثاني على التوالي. في الوقت ذاته، سيّرت الشرطة العسكرية الروسية والقوات التركية دورية مشتركة في ريف عين العرب (كوباني) الغربي، تعد الدورية رقم 123 منذ اتفاق وقف إطلاق النار في إطار عملية «نبع السلام» العسكرية التركية، في شمال شرقي سوريا، في أكتوبر (تشرين الأول) 2019، والثالثة منذ مطلع العام الجديد. وبحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، انطلقت الدورية، المؤلفة من 8 عربات عسكرية روسية وتركية، رفقة مروحيتين روسيتين، من قرية «أشمة»، 20 كيلومتراً غرب عين العرب، وجابت قرى جارقلي فوقاني، قران، ديكمداش، خورخوري، بوبان، جول بك، وصولاً إلى قرية تل شعير 4 كيلومترات غرب المدينة، قبل عودتها إلى نقطة انطلاقها من جديد.

 

خلافات الأكراد تهدد مصالح إقليمهم في مفاوضاته مع بغداد ومركز حقوقي يسجل 431 انتهاكاً ضد الصحافيين في كردستان خلال عام

بغداد: فاضل النشمي/الشرق الأوسط/18 كانون الثاني/2023

لا يبدو الحديث عن الصراعات والخلافات بين الحزبين الكرديين الرئيسيين، الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني، جديداً في السياق السياسي بإقليم كردستان العراق، فالخلافات تمتد لسنوات وعقود طويلة سابقة وصلت إلى حد الاقتتال بين الإخوة، غير أن إطالة أمد الخلافات وتفجُّرها من جديد خلال الأسابيع والأشهر الأخيرة، تبدو أمراً مستغرباً يفتقر إلى الحد الأدنى من البراغماتية والواقعية السياسية، لجهة تأثير ذلك على مصالح إقليم كردستان الحيوية في مفاوضاته مع الحكومة الاتحادية في بغداد حول استحقاقاته المالية في الموازنة الاتحادية وقانون النفط والغاز من جهة، ولانعكاس تلك الخلافات سلبياً على سمعة الحزبين شعبياً داخل الإقليم من جهة أخرى. من هنا، فإن ما يمكن رصده في سياق الصراع الدائر بين الحزبين يتركز في معظمه على قضية تقاسم النفوذ والموارد المالية، وهي قضايا قد تتقاطع في التحليل الأخير مع المصالح العامة للإقليم، كما تذهب إلى ذلك الاتجاهات المستقلة والمعارضة للحزبين في كردستان.

الصراعات الجديدة بين الحزبين بدأت مع إعلان نتائج انتخابات أكتوبر (تشرين الأول) 2021. حين حقق الحزب الديمقراطي نصراً كبيراً (31 مقعداً) مقابل تراجع حظوظ حزب الاتحاد الوطني (15 مقعداً)، ما دفع الأخير إلى التحالف مع قوى «الإطار التنسيقي» الشيعية الخاسرة في الانتخابات، مقابل تحالف الديمقراطي مع التيار الصدري الفائز بأكبر عدد من المقاعد وقتذاك، ومع ذلك اضطر الحزبان إلى الانخراط في تحالف «إدارة الدولة» مع قوى الإطار بعد انسحاب التيار الصدري من البرلمان. وحتى مع اشتراكهم في التحالف المذكور الذي شكّل حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، ظلت الخلافات بينهما داخل الإقليم متواصلة، ما قد يؤدي إلى خسارتهم ورقة التفاوض الرابحة المتمثلة بـ«الموقف الموحد» مع بغداد بشأن حصة الإقليم من موارد الموازنة المالية الاتحادية وتعثر جهود حصول الإقليم على قانون للنفط والغاز بنسخة مرضية للإقليم في حال تم التصويت عليها في البرلمان الحالي.

ويبدو أن ذروة الخلاف بين الحزبين تفجرت قبل نحو 3 أشهر، حين قام حزب الاتحاد بسحب فريقه الوزاري وعدم حضوره اجتماعات حكومة أربيل ووصفه لها بأنها «أسوأ الحكومات في تاريخ الإقليم الذي يدفع ثمن سياسته غير الشفافة في إدارة قطاع النفط»، ما دفع رئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني، في رسالة وجهها إلى المواطنين إلى اتهام حزب الاتحاد بـ«خلق عقبات أمام حكومة إقليم كردستان والتسبب بعدم جمع الواردات بشكل سليم في مناطق نفوذه»، وحمّله «مسؤولية الأوضاع المالية المزرية في السليمانية وتوابعها السياسية».

ورد حزب الاتحاد باتهام قال فيه إن «السليمانية فُرض عليها الحصار، والأخير تبلور في عدم إرسال مستحقات المحافظة المالية وتأخر إطلاق الرواتب في السليمانية والتخطيط لتقليل إيرادات السليمانية لخلق البلبلة في المدينة».

مصادر كردية أخرى تتحدث عن ذروة أخرى للخلاف تفجرت بعد اتهامات وجّهها مسؤولون في الحزب الديمقراطي إلى عنصر أمني تابع لحزب الاتحاد الوطني، بالوقوف وراء اغتيال الضابط هوكر جاف المنشق عن جهاز مكافحة الإرهاب في حزب الاتحاد، وسط مدينة أربيل مطلع أكتوبر الماضي. وقد طالب مسرور بارزاني في رسالته الأخيرة حزب الاتحاد الوطني بـ«إحالة المتهم في اغتيال هوكر جاف إلى المحكمة وتشكيل لجنة مشتركة للتحقيق وإعلان النتائج للجمهور بمشاركة أطراف خارجية».

وفي مقابل اتهامات أربيل لحزب الاتحاد الوطني بالضلوع في مصرع الضابط هوكر، تتهم الأوساط الحزبية في الاتحاد الوطني، بارزاني، بمحاولة تشكيل قوة مسلحة يقودها القيادي السابق في حزب الاتحاد لاهور شيخ جنكي في السليمانية قوامها ألف مسلح تحت اسم العقرب (دوبشك) لزعزعة الأوضاع في السليمانية المعقل الرئيس لحزب الاتحاد. وأمس (الثلاثاء)، أكد عضو الاتحاد الوطني صالح فقي، عدم عودة حزبه لجلسات حكومة إقليم كردستان، ما يكشف عن حجم الخلافات العميقة بين الجانبين ويفتح باب التكهنات واسعاً أمام عدم إمكانية حلها في القريب العاجل.

وقال فقي في تصريحات: «مع استمرار التفرد بالسلطة وتوزيع التهم والديكتاتورية في الحكم، فإننا لن نعود لجلسات مجلس وزراء كردستان في الوقت الحالي أبداً». وأضاف أن «الاتهامات التي خرجت من رئيس الحكومة مسرور بارزاني هي محاولة بائسة لإلقاء فشله على الآخرين، وهذا الأمر لا نقبل به إطلاقاً».

بعيداً عن خلافات الإخوة الأعداء السياسية، تبدو القضايا المتعلقة بالحرية والحقوق الصحافية ليست مثالية هي الأخرى في الإقليم من دون أي أفضلية في هذا المجال بالنسبة لأوضاعها في المناطق التي يسيطر عليها الحزب الديمقراطي (أربيل ودهوك) أو حزب الاتحاد الوطني (السليمانية). فقد كشف مركز «ميترو» للدفاع عن حقوق الصحافيين في إقليم كردستان (الاثنين)، في تقريره السنوي عن تسجيل أكثر من 430 انتهاكاً بحق صحافيين ومؤسسات إعلامية خلال العام 2022.

وقال منسق المركز رحمن غريب، خلال مؤتمر صحافي عقده في السليمانية: «بعد 32 عاماً من الحكم المشترك للقوتين الكرديتين الرئيسيتين في إقليم كردستان، يتعرض الصحافيون للاعتداء والانتهاك في أثناء أداء واجباتهم وتغطية الأحداث». وذكر أن التقرير السنوي للمركز «سجّل 431 انتهاكاً بحق 301 صحافي ومؤسسة إعلامية العام الماضي، منها 26 حالة ضرب وإهانة لصحافيين وإعلاميين، و4 حالات إهانة، و46 حالة اعتداء وتهديد، وحالتا هجوم صاروخي، وثلاث حالات اقتحام لمنازل صحافيين، وست حالات اعتداء إلكتروني، و16 حالة أخذ تعهدات إجبارية، و64 حالة إلقاء قبض من دون أمر قضائي».

وأضاف أنه «تم أيضاً تسجيل 195 حالة عرقلة ومنع من أداء العمل الصحافي، و68 حالة مصادرة وكسر لمعدات صحافية، وحالة واحدة لإغلاق مكتب قناة تلفزيونية».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

بجرأة ورؤية وطنية وإيمانية وتاريخية ثاقبة، يُشرّح الكاتب والمخرج يوسف الخوري مخطط إيران وادواتها المحليين تهجير المسيحيين وتقزيم وجودهم ودورهم، ويعري ذمية وتخاذل القيادات المارونية السياسية والحزبية والدينية الإنهزامية و”المودري” سيادياً ووطنياً

شرق أوسط جديد من دون مسيحيين.

الكاتب والمخرج يوسف ي. الخوري/17 كانون الثاني/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/115033/115033/

في العام 1975 كانت المؤامرة، والمؤامرة كانت في توطين الفلسطينيين، والفلسطينيون وأعوانهم؛ من أهل السنّة، وأحزاب الحركة الوطنيّة، والعرب، والاتّحاد السوفياتي، ودول القرار الغربيّة، والتنظيمات الارهابيّة العالميّة...الخ، كانوا هم المؤامرة.

في المقابل كانت أحزاب الجبهة اللبنانيّة، وأحزاب الجبهة كانوا المسيحيين، والمسيحيون هم "بَيّ الصبي" المُتآمَر عليه، صمدوا وقاوموا دفاعًا عن الأرض والكيان، وحالوا دون توطين الفلسطينيين.

اليوم، تأكّد وجود مؤامرة جديدة عنوانها "تشييع الشرق الأوسط"، فكيف تمرّ هكذا مؤامرة ولا يزال المسيحيون رابضين هَهُنا، في لبنان؟

يُدرك اللاعبون الدوليون والاقليميون على الساحة اللبنانيّة، أنّ جرّ المسيحيين إلى مشكل وصدام، هو غير مضمون النتائج لناحية كسرهم تمهيدًا "لِـتشييع" المنطقة، تمامًا كما أنّ التوطين لم يمرّ معهم في العام 1975، وأنّ الأجدى نفعًا للمتآمرين الخونة، وهم تحديدًا شيعةُ حزب الله، هو إرهاب المسيحيين بشتّى الوسائل حتى تدجينهم، فييأسون ويستسلمون، وعندها، إما يرحلون متخلّيين عن إرثهم وأرضهم، وإمّا يموتون بصمت، على غرار ما حصل لمسيحيي العراق وسوريا.

عندما اندلعت حرب الـ 75، أذكر أنّه راجت في المناطق المسيحيّة مقولة مفادها أنّ صمود مسيحيي لبنان يعطي زخمًا لمسيحيي المشرق ومصر، أما انهزامهم فسيعرّض مصير كلّ مسيحيي المنطقة للخطر. اليوم، اختلف الوضع، وهزيمة مسيحيي لبنان سترتد سلبًا على كلّ مِلَل واثنيّات الشرق الأوسط.

فيا سيّد وئام وهّاب، كفاك ترهيب الموارنة وتخويفهم بالأسوأ في حال مُسّ باتّفاق الطائف، وحريّ بك الخشية على دروز لبنان من حلفائك الممانعين المتّشحين بالتقيّة، فأنا أؤكّد لك أنّه في حال تمّ ترحيل الموارنة على ظهر قطار في العربة "نمرو 1"، لن تنفعك بعدهم أوراق اعتمادك لدى حزب الله ولا اعتزازك بصداقة نظام البعث، وستكون العربة "نمرو 2" من نصيب إخواننا الدروز.

ويا وليد بيك، مع الموارنة والمسيحيين يعتبرك اللبنانيون صاحب الأنتينات الطويلة والمتنبّي البارومتري في السياسة الذي يعرف كيف يركب الموجات، بينما بزوالهم ستُصبح صاحب القرون الطويلة التي سيجرّك منها حزب الله ليلفظك، وأخشى عليك من مصير اسود كمصير والدك على يد هؤلاء الذين اعتبرتهم بالأمس مكوّنًا لبنانيًّا.

ويا أهل السنّة أصحوا وكفّوا عن استهداف المسيحيين وأنتم اليوم المُستَهدَفون. اتّفاق الطائف الذي هزمتم به الموارنة لن يُجديكم نفعًا في مواجهة إيران النوويّة، والعربة "نمرو 3" في قطار الترحيل ستكون من نصيبكم.

ويا أيّها الشيعة اللبنانيون، أمامنا، وفي الخفاء، تتباكون وتعبّرون عن امتعاضكم ورفضكم لهيمنة الثنائي الشيعي على طائفتكم، لكنّكم غالبًا ما تستفيدون وتتباهون بفائض قوة هذا الثنائي الذي يضمن لطائفتكم البحبوحة والأمان على حساب باقي اللبنانيين. تريدوننا شركاء في الوطن، تخلّوا عن الازدواجية وجاهروا بلبنانيّتكم وإلّا مصيرُكم العربة "نمرو 4" شانكم شأن الآخرين. وقبل ان يفوت الأوان ويفوتكم قطار الترحيل وتقعوا لقمة سائغة بين براثن حزب الله، تذكّروا مصير الليبراليين والقوميين الإيرانيين الذين ناصروا ثورة الخميني ثمّ عادت وبلعتهم، فأوّل رئيس للجمهوريّة الاسلاميّة، أبو الحسن بني صدر، نُكّل به ونُفي! وأوّل رئيس للوزراء، صادق قطب زادة، تمّ إعدامه!

أما أنتم يا فلول اليسار المعفّن، وبقايا الحركة الوطنيّة النتنة، وجهابذة العلمنة وإلغاء الطائفيّة السياسيّة، فمصيركم لن يختلف عن مصير رفاقكم حين ردعهم وروّعهم وقتلهم حزب الله لثنيهم عن مقاومة إسرائيل، أواسط ثمانينيات القرن الماضي. وإذا كنتم تتنكرون لتلك الوقائع نكايةً بالموارنة، فلا تنسوا ما حلّ بأترابكم الشيوعيين والاشتراكيين الذين قُتل وأُعدم منهم على يد ملالي الخميني أكثر من 12,000 (اثني عشر ألفًا) بعدما كانوا من أشدّ المناصرين للثورة الاسلاميّة.

إنّ ما يتعرّض له المسيحيون اليوم من محاولات التدجين لدفعهم إلى اليأس والاستسلام ومن ثمّ الرحيل، ليس وَليد الأمس، وإنّما يَعمل عليها حزب الله، وخلفه ايران، بشكل ممنهج وهادف منذ نشوئه، فاستهل مسيرته بالتسلّح والانفصال عن البيئات اللبنانيّة الاجتماعيّة، وبالتوازي راح يُعزّز ثقافته الدينيّة داخل بيئته والعمل على تغيير الهوية اللبنانيّة على يد مجموعة مؤرّخين شيعة تمّ تدريبهم في ايران، حتّى وصل الأمر بأحدهم إلى الادّعاء بعدم وجود جبل لبنان، بل "جبل سرحان"!

بفعل تأثير سلاحه غير الشرعي، بدأ الحزب ببناء تحالفاته مع باقي الأطياف الطائفيّة، والتمدّد على باقي الأرض اللبنانيّة من خلال وضع اليد بالترهيب والترغيب على أراضي الأوقاف المسيحيّة، وتحويل ملكيّة مشاعات جبل لبنان إلى الدولة المركزية التي يسيطر عليها.

بموازاة كلّ ذلك، أرسى حزب الله شبكات للتأثير والتضليل قوامها جيش الكتروني وابواق اعلاميّة تروّج لسياساته وأهدافه، حتّى أنّه نجح في تخضيع معظم وسائل الاعلام والتواصل في لبنان واستخدامها لصالحه. هكذا سيطر هذا الحزب الملاليّ على كامل مفاصل الدولة، وهو اليوم على قاب قوسين من فرض ثقافته الدينيّة على اللبنانيين، وفرض خطّه السياسي على كلّ الزعامات اللبنانيّة، الأعداء من بينها قبل الحلفاء، لدرجة أنّها انجرّت خلفه في بدعة "شعب جيش مقاومة"، وحيّدت سلاحه في القرار الدولي 1559، ومنعت تسليط الفصل السابع عليه في القرار 1701.

هذا ليس كلّ شيء، بل هناك أكثر بكثير، لكنّ الأخطر يكمن في أنّ الزعامات الحزبيّة والبرلمانيّة، والقوى الاقتصاديّة والمصرفيّة، باتت مجتمعة أدوات فاعلة في تدجين الشعب اللبناني وتجويعه وتهجيره وسرقة مدخّراته، تعزيزًا لسيطرة حزب الله على لبنان.

ما كان شيء ممّا سبق ليمرّ لولا تخلّي الزعامات المسيحيّة، لاسيّما المارونيّة، عن دورها كـَ "بيّ الصبي". حين نكّل الاحتلال السوري بهذه الزعامات، سجنًا ونفيًا وتهجيرا، وروّع المسيحيين وغيرهم من اللبنانيين، صمد العامة المسيحيون، وناضلوا حتى أخرجوا السوريين من لبنان وأعادوا الشعلة لزعمائهم، لكنّ هؤلاء الزعماء أطفأوا الشعلة، وعادوا يتلهّون بخلفاتهم الشخصيّة، وزادوا المسيحيين شرذمةً وانقسامًا وضعفًا، ما أتاح تمكّن حزب الله أكثر فأكثر من آليّة صنع القرار في لبنان، وهذه جريمة سيسطّرها التاريخ بحقّ المسيحيين حتّى يوم القيامة.

بطريرك الموارنة لم يُغلق بعد أبواب بكركي في وجه حزب الله المحتلّ، لا بل على العكس، استقبل بالأحضان موفدًا من قبل الأخير حضر للتهنئة بعيد الميلاد، وكأنّ هذا الحزب لم يعتدِ بالأمس القريب على أراضي المسيحيين في رميش، ولم يغتصب أراضي أبرشيّة جونية المارونيّة في لاسا، ولم يُصادر على طريق المطار أرضًا ( 100 ألف متر مربّع) تابعة لمطرانيّة بيروت وبنى عليها مسجدًا ومستشفى.

ويوم عيد الميلاد أيضًا، وقف البطريرك الماروني يتقبّل التهاني بالمناسبة وإلى جانبه رئيس ونوّاب ومسؤولي التيار المسيحي الذي يُفاخر بتحالفه مع حزب الله المغتصب، ناهيك عن أنّ رئيس هذا التيار بحقّه عقوبات دوليّة.

رئيس الحزب الأكثر شعبية وتنظيمًا في الأوساط المسيحيّة، وصاحب أكبر كتلة برلمانيّة، لم يتوانَ عشيّة الانتخابات النيابيّة الأخيرة في اتّهامنا بالتآمر لأنّنا كنا ندعو إلى مقاطعة الانتخابات كون نتائجها ستشكّل غطاءً لحزب الله الخائن، وكان هذا الرئيس يؤكّد على أنّ بإمكانه التغيير بالسياسة من داخل النظام، ليتراجع بالأمس ويصرّح بأنّه قد نصل إلى طرح نظام مختلف "لَيبطّل حزب الله يتسلبط على اللبنانيين، والله يوفقُه مطرح ما هوّي"، أيّ إنّه اقتنع أخيرًا بعجزه عن التغيير من الداخل مع المحتلّ، وعلى ما يبدو أنّ لا مانع لديه من ترك أجزاء من لبنان لينعم فيها المحتلّ. والنِعَم، المُغتصب يغتصب ونحن نقدّم له زيادة.

وريث الشمعونيّة يقول إنّه "لا يستطيع أن يُنكر أنّ حزب الله حرّر الجنوب". ألَم ينتبه صاحبنا الوريث أنّ اعترافه هذا هو بمثابة إقرار بأنّ الشمعونيين الجنوبيين هم "عملاء"، إذ، وعلى مدى ربع قرن، كان هؤلاء يشكّلون القواعد الأساسيّة لجيش لبنان الجنوبي الذي يزعم حزب الله أنّه "حرّر" الجنوب منه ومنهم، ويتّهمهم بالعمالة لإسرائيل!!؟

امّا سليلة بشير الجميل، فهناك الإبداع!! هي ترفض السلام مع إسرائيل قبل أن تُحلّ القضية الفلسطينية ويعود الفلسطينيون إلى ديارهم. رجاءً، هل يُمكن لإحداكنّ أو لأحدكم أن يُخبر هذه السليلة أنّ لا دخل لنا في الشأن الفلسطيني، لاسيّما أنّ القيادة الفلسطينيّة نفسها تتحاور مع إسرائيل!!؟

وهل يُمكن لإحداكن، أو أحدكم، أن يُخبّر حامل راية المردة الماروني بأنّ في الحياة ما هو أهم من أن يفتخر بانتمائه إلى خطّ الممانعة، وبصداقته مع آل الأسد البعثيين الذين أمعنوا في قتل شعبه وشعبهم، وفي حقّهم عقوبات دوليّة ستلاحقهم إلى أولاد اولادهم؟  

أمام هذا العرض الموجَز لإنجازات أتباع الوالي الفقيه، وأمام تخاذل واخفاقات الزعامات الروحيّة والزمنيّة المسيحيّة، وتحديدًا المارونيّة، قد يتساءل القارئ كيف أنّ المسيحيين في لبنان لم ينقرضوا بعد! ببساطة، لأنّ المسيحيين، في الدرجة الأولى، ليسوا ضعفاء كما يُخيّل للبعض، ولأن قوّتهم وحضورهم غير مُستمَدَين من زعاماتهم الفاشلة.

المسيحيّون في لبنان هم اليوم أقوياء، لأنّ وجودهم وتمسّكهم بهويتهم الثقافيّة هو العائق الأخير أمام اكتمال خطّ الممانعة بين طهران وبيروت، والذي باكتماله سينشأ خطّ تماس فاصل بين بلاد الشام والجزيرة العربيّة، وسينفرط العقد العربي وستشتعل حرب الألف عام بين السنّة والشيعة. هل يتحمّل العالم التخلّي عن هذا العائق المسيحي؟

هذا في الإقليم، أمّا في الداخل فقوّتهم تكمن في حاجة حزب الله لبقاء الدولة ولو شكليًّا، واستمرارية الدولة تقوم بشكل أو بآخر على الجباية وجلب الاستثمارات، فإذا كان المسيحيون هم مَن يغطّي الجبايات بنسبة 70% ويستفيدوا منها بنسبة 12% فقط، بينما يستفيد منها الآخرون، وعلى رأسهم بيئة حزب الله الشيعية، بنسبة 88%، فكيف يُستغنى عنهم؟؟ وإذا كان  المسيحيون اللبنانيون هم مَن يأتي بالاستثمارات إلى البلاد، خصوصًا بعد اخفاق الحريريّة التجاريّة ووقوع حزب الله تحت المقاطعة الدوليّة، أفلا يُصبح التخلّص منهم بمثابة انتحار جماعي للبنان ومَن فيه؟

شرق أوسط من دون مسيحيين كما يخطّط له البعض، سيكون شرق الحروب والانقسامات والقتل والدمار.

آن الأوان لكي يعي المسيحيون أهميّة دورهم وقوّتهم. هم ليسوا أداة رخيصة يستغلها المحتلّ ليضمن استمراريته، بل هم أصحاب الملك، ومن واجبهم تحرير الدار وتأمين الرخاء والكرامة والحريّة لشعبهم وللبنان.

صار بدها جبهة لبنانية.

#hezbollah_delendum

#systema_delendum_est

 

إلغاء الطائفية السياسية وخطر الإبادة الجماعية في لبنان

نهج إلغاء الطائفية السياسية هو في باطنيته الحقيقية، مسعى لتغليب الأكثرية العددية الطائفية

نديم البستاني/نداء الوطن/17 كانون الثاني 2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/115042/115042/

"من أجل الذين يريدون إبادتنا ومن أجل الذين أكلتهم سماك البحر ومزّقتهم الطيور الكاسرة ومن أجل القاطنين في المغاور ومن أجل الذين يبغضوننا ويريدون إبادتنا نصلي" - بهذه الصلاة الواردة في نافور مار مرقس كان المسيحيون من أبناء بلدة الدامور ينتظرون الموت القادم إليهم في كانون الثاني من العام 1976 على أيدي المقاتلين الفلسطينيين والسوريين وسائر ميليشيات الحركة الوطنية المكونة من اللبنانيين.

بخلاف الخطاب الرائج في لبنان الذي يحاول قصر القيم السامية التي توصلت لها البشرية فقط على مجال حماية حقوق الأفراد بشكل حصري، فإن حقوق الجماعات هي من الركائز الأساسية لحقوق الإنسان ومن مداميك القانون الدولي. فالثابت في تاريخ البشرية عبر كل العصور هو ارتكاب الإبادات الجماعية وليس العكس، بحسب ما نصت عليه ديباجة "اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها". حيث باتت هذه الاتفاقية بالذات أحد أهم السبل لتجسيد إرادة المجتمع الدولي بغية حماية حقوق الجماعات، وقد أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 9/12/1948 بموجب القرار A/RES/260(III)، وذلك توازناً مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان المقرّ في اليوم التالي والذي خصص إلى حماية حقوق الأفراد.

لا يجب أن يخدعنا السلام المزيف الذي يعيشه اللبنانيون بعد انتهاء الحرب العسكرية عقب إرساء اتفاق الطائف في العام 1990، إذ أنه ليس من شأنه تشكيل أية ضمانة تمنع ارتكاب الإبادات الجماعية ولا سيما أن المادة الأولى من الاتفاقية الدولية تنص على أن الإبادات الجماعية يمكن أن ترتكب في أوقات الحرب كما في أوقات السلم. وبناء عليه يضحى أي عمل منصب في هذا المنحى عرضة للمساءلة حتى لو كان حاصلاً في إطار السلم. وهناك منحى رائج يتوخى إشاحة النظر عن مركزية قضية التعددية الطائفية بالنسبة للمسألة اللبنانية، عبر الزعم كون لبنان يعاني من إشكاليات إدارة التعددية والتنوع في مختلف أشكالها سواء كان حزبية أو ثقافية أو تربوية أو رياضية أو مناطقية أو فنية أو جندرية إلى جانب التعددية القائمة على أساس الانتماء الطائفي، بحيث لا يجب إيلاء الاهتمام لهذا النمط الأخير على حساب الأنماط الباقية. وبذلك يكون قد تم تمييع الهم الرئيسي الذي يتمحور حول حماية الهوية الطائفية، بما يخالف ما أجمعت عليه البشرية كون الجماعات الأكثر تهديداً واستهدافاً على أساس الهوية على مرّ التاريخ وبالتالي الأجدر بالحماية تحصر فقط بأربعة وهي الجماعات الوطنية، والجماعات الإثنية، والجماعات العرقية، والجماعات الدينية بحيث قد نصت المادة الثانية من الاتفاقية أن أي عمل يطال هذه الجماعات بقصد تدميرها كلياً أو جزئياً بصفتها هذه أي بصفتها كجماعات تحمل إحدى هذه الهويات المحددة حصراً، يعتبر من أفعال الإبادة الجماعية. فكيف بالحري أننا في لبنان كل تاريخنا قائم على الصراع الطائفي، المسبوغ بالمنحى الدموي في الكثير من أوقاته.

أما وقد انتهى هذا البعض من مقاربته، وهو الذي يقارب بخجل مسألة حقيقة التكوين الطائفي للشعب اللبناني. يأتي فريق آخر أكثر ضراوة وإيديولوجية فيقيم الحدّ الفاصل بين الانتماء الوطني والانتماء الطائفي، معلناً التعارض فيما بينهما وأن الواحد لا يمكنه أن يقوم إلا على حساب الآخر. في حين بمراجعة القرارات الصادرة عن المحاكم الجنائية الدولية، يتبين المرء مدى هشاشة هذه المقاربات إذ اعتبرت المحكمة الجنائية الدولية ليوغسلافيا ICTY في أحكام متعددة كون الإبادات الحاصلة في يوغسلافيا بأنها كانت قائمة على أساس الهوية الوطنية للجماعة المستهدفة بالتزامن أيضاً مع طبيعتها كجماعة دينية، ما يستتبع أحقية الحماية لهاتين الهويتين بشكل مشترك ودون مفاضلة أو تمييز فيما بينهما IT-98-33-T, para. 559)). فالجماعات الدينية، هي الجماعات التي تنشأ هويتها بفعل العامل الديني المشترك فيما بين أعضائها وتكون مشمولة بالحماية حتى لو كانت تتشارك بالمزايا الوطنية والحضارية واللغوية مع محيطها.

على نقيض للنظريات الرائجة التي تحاول إنكار حقيقة قيام الهويات الطوائفية في لبنان، ناعتة إياها بكونها لا تتناسب مع المعايير العلمية التي تحكم نشوء الحضارات، أو بكون الشعب المنتمي إلى طائفة معينة يفتقد للأدلة الجينية التي تثبت مزاياه المشتركة، وما قد يصل إلى حدّ نعت الهويات الطائفية بكونها هواجس متخيلة سياسياً، أو بكونها من صنيعة الاستعمار وقد عفى التاريخ على ظروف نشأتها، فإنه بحسب تقرير بعثة دارفور في العام 2005 (Report of the Darfur Commission n. 557, para. 499 وقرار الدائرة الابتدائية للمحكمة الجنائية الدولية لرواندا في قصية روتاغاندا (ICTR-96-3-T, para. 56) وقد أيد ذلك معظم علماء القانون الدولي، يتجلى بوضوح كون آليات العدالة الدولية تنحو للتأكيد على أن الهوية لا تتطلب المعيار الموضوعي البحت والمعايير الجامدة من أجل الاعتراف بها، بل يكفي من أجل قيامها الاستناد على المعيار الشخصي، على أن تكون هذه الهوية قابلة للتحديد والبروز في الإطار الملموس. بحيث يعول على نظرة المرتكِب باعتبار جماعة ما بكونها تتمتع بهوية محددة من الجماعات المذكورة وتعامله معها الجرمي على هذا الأساس حتى يتم شمولها بالحماية. وكذلك يؤخذ بنظرة الجماعة لنفسها على أنها تشكل هوية ذات مزايا مشتركة وعيشها في حياتها اليومية على هذا الأساس وتعاطيها مع الآخرين من هذا المنطلق حتى يتم شمولها بالحماية. وهنا يبرز المثل البارز حول شعب "الهوتو" وشعب "التوتسي" إذ أنه لا معيار علمي موضوعي للتفريق بينهما وخاصة لا معيار عرقي، كما هو شائع خطأ، بل المسألة تعود للمستعمر البلجيكي الذي قسم المجتمع في رواندا على أساس طبقي وظائفي بين الهوتو المزارعين والتوتسي مربي المواشي، وأصدر بطاقات الهوية على هذا الأساس. (حدثت الإبادة من قبل المرتكبين التابعين لشعب الهوتو ضد شعب التوتسي، في غضون مئة يوم بين شهري نيسان وتموز 1994، وذهب ضحيتها حوالي 800,000 قتيل).

بعدما حطت الحرب الأهلية رحالها، فشل اللبنانيون في بناء السلام في ظل اعتناق ثقافة الإقصاء والشمولية وعدم القبول الصادق بالتعددية سوى على مستوى الصياغات اللفظية الإنشائية، فدخل لبنان حقبة الإبادة الثقافية التي تناوب على ممارستها الجماعة/ات المهيمنة بحق الآخرين، بحيث أن هذا النهج يطرح تحت مجهر التجريم الدولي في حال كان من الأعمال الممهدة لتحقيق الإنهاء البيولوجي للجماعة المنتهكة وحتى لو لم ينتج عنه الإنهاء المادي بشكل فوري.

فإن التدمير قد يكون كلياً أو جزئياً (المادة 2 من إتفاقية الإبادة الجماعية)، ما يعني أنه لا ينبغي بالضرورة أن يطال كل فرد من أفراد الجماعة بل يمكن الاكتفاء بالتعدي الحاصل على جزء محدد على شرط أن يكون واسع النطاق وذات تأثير على بقاء سائر الجماعة. وقد رفضت المحاكم الجنائية الدولية وضع معيار محدد لتعداد الضحايا ينبغي الوصول إليه من أجل القول بوقوع الإبادة الجماعية. وفي المرحلة الأخيرة من عمر لبنان وتحديداً ما بعد العام 2005، ودون تبرئة للحقبات السابقة، أخذ خطاب منهجي يسيطر على الإعلام والثقافة السياسية قوامه الاتهام بالخيانة والعمالة والطائفية (بمنحاها السلبي العنصري – تحريفاً عن مفهومها الهوياتي) وقد تم إلصاق هذه التهم المعلبة بجماعة محددة، بحيث بات هذا الخطاب يتخطى المضامين السياسية والثقافية على خطورتها ليبلغ حدّ التحريض الجنائي على ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية، إن تم مزجه مع روح الفوقية وممارسة العنف، ونزق التسلح، وتسييب السلطة، وتدمير حكم القانون. فالتحريض الجنائي على ارتكاب الإبادة الجماعية، هو جرم يتحقق لذاته وحتى لو لم تعقبه أية أفعال مادية على أرض الواقع، أي حتى لو لم ترق ولا أية قطرة دم واحدة (المادة 3 من الاتفاقية). فإن كان لا يؤخذ على مجرد خطابات الكراهية غير المنهجية أو بعض التصريحات العنصرية أو غيرها من الأعمال الانفعالية أو التحقيرية، فالتحريض الجنائي لا يستلزم أن يكون واضحاً بحيث يمكن أن يتوخى الأساليب الضمنية كما لو تم قصد الجماعة دون تسميتها. لكن بجميع الأحوال يجب أن يكون مباشراً وعلنياً، ودافعاً بشكل جدي على ارتكاب الأفعال الجرمية مع توافر النية على تدمير الجماعة. ومن الأمثلة الشهيرة ما جرى خلال أحداث رواندا حيث تمت إدانة أهل الإعلام لمجرد تسخيرهم المذياع والجريدة كأداة فعالة للتحريض على المجازر ولتوجيه المقاتلين وإرشادهم على أماكن تواجد الضحايا.

وإزاء الوضع المقلق الذي يعيشه لبنان، نطرح إصلاحات ثلاثة، الأول والثاني على المستوى القانوني-القضائي وأما الثالث فهو على المستوى السياسي، لعلّ ذلك يؤمن بعض الضمانات للجماعات المهددة ويكون جزءاً من الحماية المطلوبة في مواجهة خطر الإبادة الجماعية.

أولاً، تعديل المنظومة التشريعية اللبنانية بغية السماح للقضاء اللبناني بالتصدي لجرائم الإبادات الجماعية وملاحقة مرتكبيها، وكما بغية تخويل المحاكم من التحرر ومن التكبيل الخبيث الذي يفرض عليها ويمنعها من تطبيق سائر الاتفاقيات الدولية التي تحفظ حقوق الإنسان متى تعارضت مع التشريع المحلي. فهذا الإصلاح يجد سبيله عبر تعديل قانون العقوبات (م.إ 340/1943) ليتواءم مع نصوص الاتفاقية الدولية فتضحى الإبادة الجماعية جريمة مستقلة قائمة بذاتها ضمن الشريعة الجزائية اللبنانية، خاضعة لاختصاص المحاكم المحلية إنفاذاً لموجب التعديل المفروض على الدول الموقعة ومن بينها لبنان بحسب ما تنص عليه المادة 5 من اتفاقية الإبادة. وعلى صعيد أعم بتوجب تعديل المادة 18 من قانون إنشاء المجلس الدستوري (قانون رقم 250/1993)، التي يصح توصيفها بـ"المادة السرطانية" بحيث أنها منعت على المحاكم اللبنانية تطبيق نصوص الاتفاقيات الدولية عند اختلافها عن التشريع الداخلي، وحصرت هذه الصلاحية بيد المجلس الدستوري، وذلك من باب تعطيلها.

ثانياً، انضمام لبنان إلى المحكمة الجنائية الدولية المنشأة منذ 1 تموز 2002، بموجب نظام روما الصادر سنة 1998 على أثر اجتماع معقود من قبل الأمم المتحدة بهذا الصدد. واليوم ينضم إليها حالياً 123 دولة. وهي تمتلك صلاحية دولية لمحاكمة جريمة الإبادة الجماعية، والجرائم بحق الإنسانية، وجرائم الحرب، وجريمة العدوان. بحيث يؤمل أن توفر هذه المحكمة، القائمة بذاتها والمستقلة تماماً عن الدول وذات التمويل الذاتي، بعضاً من الحماية للبنانيين أفراداً وجماعات وهم القابعين تحت سطوة الإجرام والترهيب والمنتهكين في أدنى تفاصيل حقوقهم الأساسية، وكما لعلها تشكل بالمقابل بعضاً من الرادع للأطراف المنفلشة على الأراضي اللبنانية والتي لا تتورع عن الإمعان في ارتكاب أبشع جرائم القانون الدولي.

ثالثاً، التحذير من خطورة الخطاب الداعي لإلغاء الطائفية السياسية، إذ أنه في الوضعية اللبنانية ليس مطلباً إصلاحياً بقدر ما هو من الأعمال الممهدة لجريمة الإبادة الجماعية. فالطائفية السياسية هي في الأساس نوع من الضمانات الدستورية والسياسية في النظام اللبناني بغية حماية المجموعات عبر حفظ دورها في الدولة وحصصها في الحكم والسلطة وحقها في إعلان هويتها وبلورتها في كافة شؤون المجتمع.

إن نهج إلغاء الطائفية السياسية هو في باطنيته الحقيقية، مسعى لتغليب الأكثرية العددية الطائفية في جوهرها والإتاحة لها تحكمها برقاب الآخرين وممارسة التمييز والإقصاء والتخضيع والتهميش بحقهم وصولاً إلى طمس الخصوصية المجتمعية للهويات الطائفية بذريعة عدم وجوب الحديث إلا عن الهوية الوطنية، بحيث يتم تحويل المواطنة من قيمة تفرض المساواة إلى أداة لتغليب الأكثرية الفئوية وإعطائها رخصة لممارسة الطغيان بحق الأقلية. وبذلك يتم إخراج الطوائف المهددة من دائرة الجماعات المحمية بموجب القانون الدولي، وينقلب إذاك التعدي عليها ليتحول على أنه شأن من الشؤون الداخلية أو إحدى أشكال الصراعات السياسية.

 

كيف أصبحت علاقة باسيل بـ”الحزب” بعد انكسارها؟

محمد شقير/الشرق الأوسط/17 كانون الثاني/2023

لا يعني إصرار قيادة «حزب الله» على عدم الانجرار إلى سجال على المكشوف مع «التيار الوطني الحر» برئاسة جبران باسيل، أن هناك إمكانية لرأب الصدع الذي يلاحق علاقتهما ويكاد يحاصرها في ضوء اعترافهما المتبادل بأن ورقة التفاهم الموقّعة بينهما في شباط 2006 أصبحت منتهية الصلاحية بالمفهوم السياسي للكلمة ولم تعد صالحة للاستعمال بعد أن أدت قسطها للعلى وتحوّلت إلى مادة أرشيفية لأن الظروف التي أمْلت عليهما إبرامها تغيّرت وباتا في حاجة إلى ترتيب تحالف من نوع آخر يبدو أن هناك صعوبة في مقاربته مع الاستعدادات الجارية لانعقاد جلسة طارئة لمجلس الوزراء تأمّن النصاب لها برافعة من الثنائي الشيعي.

فانعقاد الجلسة بمن حضر وبغياب وزراء «التيار الوطني الحر» سيؤدي حتماً إلى تهديد الشراكة بين الحليفين وصولاً إلى الافتراق لأن انعقادها سيحشر النائب جبران باسيل لأنه سيجد نفسه وحيداً في مواجهة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والفريق الداعم له، خصوصاً أن خصومه في الشارع المسيحي يرفضون مجاراته في تصعيده السياسي كأنهم يردّون عليه بقولهم له: هذا ما جنته يدك ولم نكن طرفاً في ورقة التفاهم التي وقّع عليها مؤسس «التيار الوطني» العماد ميشال عون مع أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله واستقويت بها علينا.

لذلك، فإن علاقة باسيل بـ«حزب الله» مع انعقاد الجلسة ستكون أمام مفترق طريق يطغى عليه المزيد من التأزّم في ضوء انقطاع التواصل بين الحليفين باستثناء الاتصال الذي أجراه باسيل بمسؤول الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا، وبقي محصوراً باطمئنانه على صحة نصر الله بعد اضطراره إلى تأجيل إطلالته على جمهوره ومحازبيه لأسباب صحية.

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر مواكبة للتأزُّم المسيطر على العلاقة بين الحليفين، أن الاتصال لم يتطرّق إلى الشأن السياسي، وبقي محصوراً بالاطمئنان على صحة نصر الله من دون الاتفاق على موعد لمعاودة التواصل الذي انقطع فور انفضاض لقاء باسيل مع أمين عام الحزب الذي لم يكن مريحاً وكان متعباً للغاية على خلفية الاختلاف في مقاربتهما لانتخاب رئيس للجمهورية.

وكشفت أن ورقة التفاهم بين الحليفين أكل الدهر عليها وشرب بعد أن استنفدت أغراضها ولم تعد صالحة للتمديد، ورأت أن الحزب لديه الإلمام الكافي بكل ما يدور في اللقاءات المغلقة التي يعقدها باسيل وما يتسرّب منها من مداولات لا تنمّ عن رغبته في إصلاح ذات البين معه.

ورأت أن باسيل دخل في مهادنة مع الثنائي الشيعي سبقت إجراء الانتخابات النيابية رغبةً منه في زيادة حصته النيابية بتأمين فوز عدد من النواب على لوائحه، لكنه سرعان ما انقلب عليه وبدأ يعيد النظر في تموضعه السياسي. وسألت: لماذا ينأى عدد من النواب في تكتل «لبنان القوي» برئاسة باسيل عن التضامن معه بخلاف العدد الآخر المحسوب عليه شخصياً الذي يشكّل رأس حربة في الهجوم على الحزب؟

ورأت المصادر نفسها أن باسيل، كما ينقل عنه النواب المحسوبون عليه، يأخذ على الحزب عدم وقوفه إلى جانبه في مكافحة الفساد وإخلاله بالشراكة، سواء بدعمه ترشيح فرنجية للرئاسة، مع أنه لا يحظى بالحيثية المسيحية التي يتمتع بها رئيس أكبر كتلة نيابية، أو بمشاركته في جلسة مجلس الوزراء، بدلاً من أن يأخذ بوجهة نظر حليفه الذي سيغيب عنها بدلاً من التضامن معه، بذريعة أنها تفتقر إلى الميثاقية في ظل الشغور الرئاسي، وهذا ما يتيح لميقاتي وضع يده على الصلاحيات المناطة برئيس الجمهورية. كما أن باسيل، حسب المصادر، يريد أن يُقحم حليفه في صراع سني – شيعي ويدعوه لتناول وجبة سياسية مسمومة، وهذا ما يتجنّبه الحزب لأنه لا يريد أن يسجّل على نفسه أنه يرفع من منسوب الاحتقان بين السنة والشيعة، إضافةً إلى أن غيابه عن الجلسة الكهربائية للحكومة سيضعه في مواجهة مع المواطنين، بدءاً بجمهوره ومحازبيه على خلفية إغراق البلد في عتمة شاملة، رغم أن الحزب اشترط حضوره بأن يقتصر جدول الأعمال على ملف الكهرباء من دون زيادة أو نقصان.

وعليه، فإنه لا مجال إلا للافتراق بالتراضي، لأن تعويم ورقة التفاهم بات مستحيلاً ولا يمكن ترميمه إلا إذا توافقا على حصر تعاونهما على القطعة لافتقارهما إلى السقف السياسي الذي كان يؤمّنه تفاهمهما الذي أُفرغ من محتواه السياسي بعد أن أسهم في انتخاب عون رئيساً للجمهورية في مقابل توفير الغطاء السياسي لسلاح الحزب.

لذلك، لم تعد الحرب الدائرة بين الحليفين، وإن اقتصر اشتعالها على جانب واحد والمقصود به «التيار الوطني»، موضع اهتمام محلي فحسب، وإنما تجاوزته إلى الخارج بمواكبة يومية من معظم السفراء في لبنان للمسار العام الذي بلغته حتى الساعة للتأكد من مدى جدية باسيل بالتمايز عن حليفه ورفضه التسليم بشروطه من ناحية، وما إذا كان القالب السياسي الناظم لتحالفهما قد انكسر وأصبحت ورقة التفاهم من الماضي، رغم أن الحزب يترك لباسيل «دفنه» بصورة رسمية انسجاماً مع رغبته بأن يعيد تلميع صورته بأن باسيل اليوم غير باسيل الأمس.

 

زيارة عبد اللهيان: فتش عن القضاء

منى فياض/الحرة/17 كانون الثاني/2023

يعاني لبنان من مشكلات سياسية وأزمة اقتصادية تؤثر على حياة المواطنين فيها

كانت البركة اللبنانية الآسنة ساكنة نسبياً، تنشغل بتساليها المعتادة التي يمدّها بها تحالف المافيا – الميليشيا، التي فاق نجاحه في لبنان نجاح أعتى مافيات وميليشيات الكون. فكان انشغال السياسيين بألاعيب رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل مع "حزب الله"، وبتناتش فيول الكهرباء المعطلة، وغيرها من الأمور النافلة.

أما اللبناني فينشغل بتصيّد السلع، من أدوية وحليب أطفال، المفقودة والمغشوشة ويقف في الطوابير للحصول على فتات مقومات عيشه. وقبل هذا وذاك ينهمك بمتابعة أسعار الدولار (صعودا وهبوطا) وتسعير المنصة وسقوف السحب. أما الجشعون من تجار وضعاف النفوس من البشر فيتلّهون بتصريف دولاراتهم في السوق السوداء ويبدلونها بدولارات ما سمي منصة "صيرفة"، ويربحون بعض الدولارات التي تلبّي حاجاتهم إلى حين عملية أخرى مشابهة يسمح لهم بها حاكم مصرف لبنان.

في هذا الوقت، يتابع الانهيار تدحرجه وأموال المودعين ذوبانها ولبنان انحلاله.

وفجأة هبط علينا خبر قرب مجيء قضاة أوروبيين للتحقيق بملفات تبييض أموال وفساد بحق حاكم مصرف لبنان وبعض المسؤولين في عدد من المصارف. فدبّ النشاط وأفاقت "خلية الزلاقط"، وكانت البحصة التي عكّرت صفو بركتنا ذات الروائح الكريهة.

وهبّت الأفواه والأقلام: يا غيرة الدين، يضربون هيبة القضاء اللبناني ويمارسون الهيمنة الاستعمارية القضائية. وبدأ البحث في الخلفيات والحديث عن مخالفة الأصول والتداعيات. لبنان أمام غزوة استعمارية ويخضع لوصاية جديدة تتخذ وجها قضائيا.

أمام كل "توجس" يطال الطبقة السياسية – المالية، يرتفع عنوان "إشكاليات السيادة الوطنية"! وتبحث عن عقبات لتطويق البعثات القضائية ووضعها في خانة الضغوط السياسية، بعدما امتنعت طيلة أكثر من 3 سنوات إثر الثورة، عن اتخاذ أي إجراءٍ يحمي حقوق المواطنين ويصون مصالح البلد. واللافت أن "الثنائي المذهبي" تقدّم المعترضين من باب مزعوم برفض الوصاية الأوروبية على القضاء اللبناني.

ولأن المطلوب دفن آثار جريمة العصر، نعاين التجاهل الفاقع لواقع للتدخل العلني الذي قام به وفيق صفا لتهديد القاضي البيطار في السابق.

أما الفوضى التي تعم القضاء وسلوك المسؤولين اللبنانيين، وزيارة وفيق صفا لقصر العدل للضغط على القاضي بيطار، فلا تمس بسيادة أحد ولا تتسبب بالقضاء عليها نهائيا. ففريق الممانعة يتحدث عن مؤامرة قضائية أوروبية ستتجاوز ما له علاقة بتبييض الأموال وعمليات الاختلاس. وأن الاوروبيين يصرون "بشكل غريب" على إثارة ملف التحقيقات في جريمة تفجير مرفأ بيروت عبر "معبر" القضاء أيضا.

وكأن لبنان قام بكل ما عليه لتحقيق العدالة في تفجير المرفأ ولم يعطّل عمل قاضي التحقيق تحت ذرائع شتى، جميعها تدل على خلل في عمل القضاء.

في هذا الوقت الحرج، الذي يعْلَق فيه "حزب الله" أمام استحالة فرضه الحوار على الأطراف اللبنانية لفرض مرشحه الرئاسي، ويواجه اعتراضا متزايدا وصريحا من الشارع اللبناني، تكرّم علينا وزير خارجية إيران بكل هيبته بزيارة لم تكن في الحسبان؛ تاركا خلفه شعبا ثائرا وغاضبا ويفتقر هو أيضا إلى اساسيات حقوقه واحتياجاته؛ واعدا اللبنانيين بالمن والسلوى. فيا للتضحية الكبرى.

بعيد وصوله، شرب بعض القضاة حليب السباع وأوقفوا، وليام نون، المطالب بالعدالة لدم شقيقه ولجميع ضحايا انفجار المرفأ ومطالبا باستعادة ميزان العدالة اللبنانية الميت. جرم وليام نون أنه "هدد" بتفجير قصر العدل. وبعض من كان مسؤولا عن تفجير نصف مدينة بيروت وقتل مئات اللبنانيين وتكسير زجاج نصف المدينة، بما فيها نوافذ قصور العدل، احتفظ بوظائفه أو أعيد انتخابه نائبا أو بقي حرا طليقا.

يتم توقيف صاحب الحق في الوقت الذي يترك فيه المجرم حرا طليقا.

فقط "سرعة" تحرك الأجهزة الأمنية أثارت "إعجابنا"، خصوصا بعد أن عاينّا تقصير جحافلها، التي تمرجلت على متظاهري بلدات جبيل لتحرير وليام نون، في الجنوب وبطء حركتها في التحرك لاعتقال المعتدين على اغتيال عنصر دورية اليونيفيل؟!

النائب المحامي ملحم خلف أشار إلى "فخ قضائي" نصب لوليام نون لأنه لم يتم تبليغه، عندما كان في قصر العدل، أنه كان مطلوبا للتحقيق. وذلك كي يقبض عليه في اليوم التالي.

أما التحرّك الذي قام به أهالي الضحايا فكان على خلفية تعطيل اجتماع مجلس القضاء الأعلى الذي كان يريد تعيين قاض رديف للقاضي البيطار للفلفة التحقيق في ملف تفجير المرفأ والانتهاء من كل هذه القضية. علّق البعض: حول تهمة الاعتداء على "قصور للعدل"، أنها ليست قصور عدل، إنها قصور في العدل. أنه قصور في الأخلاق.

إنها ليست مسألة توقيف وليام نون فقط. إنها إشغال الناس بكل ما يخطر في بالهم لاستكمال إخضاع لبنان واحتلاله. إنه اعتداء على هوية لبنان.

زيارة عبد اللهيان تأتي في سياق تخوف كبير من مسار يبدو لهم بدأ في تدويل القضية اللبنانية. جاء لشدّ ركاب الخائفين والمقصّرين في المواجهة، من "حزب الله" أو من أتباعه.

من هنا "شجاعة" القاضي الذي لا يرد على أحد. إنه خلل بنيوي فيما كان يعرف بالجمهورية اللبنانية. المطلوب: إما الرضوخ وإما تفجير لبنان.

إنها لحظات مصيرية. وليس أمام اللبنانيين إلا الوقوف بشجاعة والنضال لتصويب مسار العدالة.

 

برلمان أميركا "اللبناني": أسباب العجز عن انتخاب رئيس

د. محيي الدين الشحيمي/أساس ميديا/الثلاثاء 17 كانون الثاني 2023

في مشهد تاريخي لم يتكرّر منذ عام 1923، أخفق مجلس النواب الأميركي في انتخاب رئيس له إثر 14 جولة اقتراع على مدى 4 أيام متتالية، بعدما فشلت الأغلبية الجمهورية في حشد الأصوات اللازمة لانتخاب مرشّحها كيفن مكارثي رئيساً للمجلس، وفاز هذا الأخير في الجولة الـ15.

وفّر حيثيّات هذا النجاح الرئيسُ الأميركي السابق دونالد ترامب، الذي دعا بشكل واضح الجمهوريين إلى دعم ترشيح مكارثي، وكتب على شبكته الاجتماعية "تروث سوشيال": لقد "حان الوقت الآن لكي يصوّت النواب الجمهوريون العظماء في مجلس النواب لمصلحة كيفن (مكارثي).. لا تحوّلوا نصراً عظيماً إلى هزيمة عملاقة ومحرجة".

لم ينجح مكارثي، النائب عن ولاية كاليفورنيا، خلال جولات الاقتراع الـ14 المتتالية في إقناع مجموعة من زملائه من مؤيّدي الرئيس السابق دونالد ترامب بانتخابه خلفاً لنانسي بيلوسي. فهؤلاء تمسّكوا بموقفهم القائل إنّه "معتدل أكثر ممّا ينبغي"، وهذا ما عكس الخلافات في قلب حزب الجمهوريين المعارض الذي فاز بالأغلبية في مجلس النواب بعد الانتخابات النصفية التي جرت في تشرين الثاني الماضي.

في مشهد تاريخي لم يتكرّر منذ عام 1923، أخفق مجلس النواب الأميركي في انتخاب رئيس له إثر 14 جولة اقتراع على مدى 4 أيام متتالية بعدما فشلت الأغلبية الجمهورية في حشد الأصوات اللازمة لانتخاب مرشّحها كيفن مكارثي رئيساً للمجلس، وفاز هذا الأخير في الجولة الـ15

الحزب الجمهوريّ: مشاكله وأجنداته

عكس تعثُّر انتخاب مكارثي في 14 جولة اقتراع وجود أزمة في الحزب الجمهوري عبّرت عن نفسها بعدم الالتفاف حول مرشّح واحد وانتخابه منذ الجولة الأولى، رغم أنّ عديد الجمهوريين كان أعلى من الديمقراطيين. وعرف هذا الحزب انقسامات غير معهودة، كانت بدايتها مع ظهور الخلل في الحالة الديمقراطية الأميركية مع تأخّر اعتراف ترامب بهزيمته الرئاسية أمام الرئيس الحالي جو بايدن منذ عامين.

تعاظم الخلل في ممارسة حزب الجمهوريين الديمقراطية خلال إدارته النظام السياسي في الولايات المتحدة الأميركية بدءاً من أحداث الكابيتول الشهيرة في 6 كانون الثاني 2021، حين اقتحم مناصرون لترامب المبنى احتجاجاً على هزيمته الانتخابية. ومن يومها راحت الكتلة الجمهورية في مجلسَيْ الشيوخ والنواب تمارس نوعاً من العرقلة لمشاريع القوانين حتى بدا في أحيان مختلفة وكأنّ المشهد "مسروق" من لبنان.

جعل فوز مكارثي مسألة إدارة بايدن للبلاد محلّ تمحيص وتدقيق، ومرهونة بمدى توافق مقترحاته مع أجندة الجمهوريين. ذلك أنّ رئيس الكونغرس يتمتّع بصلاحيّات وسلطات واسعة بصفته رئيساً للبرلمان وأعلى مركز تشريعي في بلاد العمّ سام. وهو الثالث على رأس النظام في الترتيب حسب الدستور الأميركي. ويتحمّل مسؤولية تمرير التشريعات التي يدعمها حزب الغالبية في مجلس النواب، ويختار 9 أعضاء يؤلّفون ما يُعرف بـ"لجنة القواعد" النيابية المعنيّة بتقديم مشاريع قوانين، وله الحقّ في المشاركة والتصويت، ولو أنّ العادة جرت بحكم العُرف أن يكتفي بالتصويت على المسائل والتعديلات الحسّاسة.

ما بلغه الجمهوريون من إرباك في انتخاب مكارثي هو نتيجة تحوّلات في طبيعة الحزب نفسه، منذ العقد الأخير، إلى كتلة سياسية تعبّر عن مصالح القوميين والطبقة العاملة، وقبلهم "المحافظون الجدد". متغيّرات متتالية لم يستوعبها الحزب فعليّاً على مستوى الممارسة السياسية، فراح يغطّي الخلل بـ"خطاب سياسي شعبوي" يستثير الغرائز ضدّ كلّ ما هو مختلف.

بدأ الجمهوريون تأسيس لجان خاصّة معنيّة بالتنافس مع التنّين الصيني، ووضع حدّ لمعدّل تمويل أوكرانيا في حربها ضدّ روسيا

الجمهوريّون... أحزاب في حزب

أبعد من ذلك، كشفت جولات الاقتراع الـ15 خلافات الجمهوريين بين بعضهم البعض. فإلى انقسامهم حول شخصية ترامب ووجود كتلة محافظة جدّاً، بدا أنّ هناك صراعاً داخل الحزب على من يقوده فعليّاً ومن هي الشخصية التي تترشّح لانتخابات رئاسة الجمهورية المزمعة بعد سنتين. وفي ظلّ انقسام كهذا قد يستفيد الديمقراطيون من انقسام الجمهوريين من خلال النجاح في استمالة الكتلة الأقلّ يمينيّة ومحافظة.

ما حصل كان كارثيّاً على الحزب الجمهوري، وأظهر ضعفاً شديداً حتى بدا أنّ هناك أحزاباً داخل الحزب الواحد. أعاد هذا الواقع إحياء "اللاثقة" بالحزبين الرئيسيَّين الجمهوري والديمقراطي في العقل الأميركي، فأدّت إلى حالة شديدة من عدم ثقة الشعب الأميركي بمؤسّساته وأحزابه الكلاسيكية، إضافة إلى الارتياب شبه المستمرّ برجالات السلطة، على ما كشف الإعلام الأميركي.

أميركا بين الجمهوريّين والديمقراطيّين

السؤال الذي يطرح نفسه الآن: إلى أين أميركا في ظلّ خلافات مستحكمة ومعقّدة بين الجمهوريين والديمقراطيين تتعلّق بأساس الدولة؟

الحزب الجمهوري أجندته ومخطّطاته طموحة جدّاً ومغامِرة لدرجة المقامَرة، ووجهته الفعليّة هي عرقلة مشاريع بايدن عبر طرح شعارات رنّانة هي أساساً محلّ تباين جذري بين الحزبين.

ومع فوز الجمهوريين في مجلس الشيوخ، بدا هؤلاء وكأنّهم يستعدّون للانتخابات الرئاسية بعد سنتين. تجلّى ذلك من خلال إعادة الاعتبار لشعارات عدة:

- خفض السياسة الضريبيّة، والإنفاق الحكومي.

- مكافحة ارتفاع معدّل الجرائم.

- تقديم مشاريع قوانين للحدّ من الهجرة غير الشرعية.

هذا في الشأن الداخلي البحت. أمّا على مستوى حضور أميركا الدولي فقد بدأ الجمهوريون تأسيس لجان خاصّة معنيّة بالتنافس مع التنّين الصيني، ووضع حدّ لمعدّل تمويل أوكرانيا في حربها ضدّ روسيا. وهذا موضع معارضة من كلا الحزبين. وذلك إضافة إلى فتح تحقيقات في الانسحاب من أفغانستان الذي فتح شهيّة بوتين على غزو أوكرانيا، وفق رأي الجمهوريين.

 

من يستهدف الموارنة في مناصبهم الكبرى؟

زياد عيتاني/أساس ميديا/الثلاثاء 17 كانون الثاني 2023

"إطالة الشغور سيتبعها شغور في كبريات المؤسّسات الوطنية الدستورية والقضائية والماليّة والعسكرية والدبلوماسية، ونحذّر منذ الآن من مخطّط قيد الإعداد لخلق فراغ في المناصب المارونية والمسيحية، وما نطالبه لطوائفنا نطالب به لطوائف أخرى". (البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظة يوم الأحد 15 كانون الثاني 2023).

كلام البطريرك الراعي يستحضر ثلاثة أسئلة:

1- هل من مخطّط حقيقيّ لخلق فراغ في المناصب المارونية والمسيحية؟

2- إن كان وجود مخطّط كهذا أمراً صحيحاً، فمن هي الجهة التي تقف خلف هذا المخطّط؟

3- إن كانت المناصب المارونية والمسيحية مستهدفة، فهل الاتّهام موجّه إلى شركاء المسيحيين في الوطن من المسلمين السُّنّة والشيعة والدروز؟

حلّ أزمة الفراغ في المناصب المسيحية الكبرى بيد المسيحيين أنفسهم. فليستدعِ البطريرك أبناء كنيسته من السياسيين الفاعلين وليضعهم أمام واجباتهم كي ينتخبوا رئيساً

أزمة الفراغ مسيحيّة

بداية لا بدّ من وضع كلام البطريرك الراعي في موقعه من حيث الزمن والحدث، إذ جاء بعد توقيف ويليام نون، شقيق أحد ضحايا انفجار المرفأ، من قبل جهاز أمن الدولة الذي يرأسه ضابط مسيحيّ كبير هو اللواء طوني صليبا الذي يدين بالولاء لرئيس الجمهورية السابق ميشال عون، وبالتالي للتيار الوطني الحر، كما هو متداوَل ومعروف في كلّ الأوساط.

شكوى الفرقاء المسيحيّين الجديدة من جهاز أمن الدولة التي بدأت مع أحداث الطيّونة في 14 تشرين الأول 2021، هي شكوى قديمة للمسلمين في لبنان، وتحديداً السُّنّة منهم، الذين تضرّروا من هذا الجهاز أكثر ممّا تضرّرت منه أيّ طائفة أخرى، وفي قضيّة الممثّل زياد عيتاني خير مثال.

أزمة الفراغ الرئاسي في لبنان، التي رأى فيها البطريرك مقدّمة لإفراغ المواقع المسيحية في الدولة، ابتداءً بحاكميّة مصرف لبنان ووصولاً إلى قيادة الجيش، ليست أزمة بين المسيحيين والمسلمين وإن كان للمسلمين موقف ورأي في هذا الشأن. إلا أنّ موقفهم، ابتداء من حزب الله وانتهاء بدار الفتوى، هو موقف مؤثّر، لكنّه ليس بحاسم. دائماً القرار الحاسم هو بمتناول يد المسيحيين، وتحديداً الموارنة أنفسهم. ولا ينتقل هذا القرار إلى جهة أخرى داخلية أو خارجية إلا عند انكفاء المسيحيين.

الإجابة على السؤال الأوّل

أصاب البطريرك؟

يجوز!

هناك مخطّط لإفراغ المناصب المسيحية، وتحديداً المارونية، في الدولة. فَشَلُ مجلس النواب في انتخاب رئيس للجمهورية سيبقي المنصب السياسيّ الأوّل للمسيحيين فارغاً. وهو ما سيستتبع شغور المنصب الماليّ الأوّل للمسيحيين مع انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان، ثمّ انتهاء ولاية المنصب العسكري الأوّل للمسيحيين بوصول قائد الجيش إلى سنّ التقاعد. بالنظر إلى هذه الصورة بشكل جامع وثلاثي الأبعاد سيظهر أنّه من المؤكّد أنّ هناك استهدافاً للمناصب المسيحية في الدولة أشبه بتطهير عرقي داخل الإدارة الرسمية ستكون له تداعيات على الوجود المسيحي برمّته في لبنان.

شكوى الفرقاء المسيحيّين الجديدة من جهاز أمن الدولة التي بدأت مع أحداث الطيّونة في 14 تشرين الأول 2021، هي شكوى قديمة للمسلمين في لبنان، وتحديداً السُّنّة منهم

الإجابة على السؤالين الثاني والثالث

من يقف خلف هذا المخطّط؟ وما هي مصلحته في ذلك سياسياً واجتماعياً واقتصادياً؟ هل من يسعى إلى تغيير صورة لبنان البلد الرسالة الذي تكلّم عنه البابا القدّيس يوحنّا؟ وهل يبقى لبنان إن فقد أحد جناحَيْه؟

إن كان الاستهداف للمسيحيين فهل يقف المسلمون خلف ذلك؟ من المؤكّد أنّ مخطّطاً كهذا لم يُصنع في عائشة بكّار، بل هو مخطّط صُنع في بلدة ذات أغلبية مسيحية من بعض المسيحيين لأهداف شخصية وطموحات فردية.

لطالما قدّم الساسة الموارنة مصالحهم وطموحاتهم الفردية على مصلحة كينونة لبنان والوجود المسيحي فيه. هكذا حصل في ثورة 1958، وهكذا حصل في ما سُمّي بحرب التحرير عام 1989، وهذا ما حصل في التمديد لإميل لحّود ورفض الكنيسة إسقاطه في 14 شباط 2005.

حلّ أزمة الفراغ في المناصب المسيحية الكبرى بيد المسيحيين أنفسهم. فليستدعِ البطريرك أبناء كنيسته من السياسيين الفاعلين وليضعهم أمام واجباتهم كي ينتخبوا رئيساً، فاجتماعهم على كلمة واحدة يُسقط قدرة كلّ النواب السُّنّة على التعطيل أو التأثير. فمَن هو النائب المسلم أو الجهة المسلمة القادرة على معارضة إجماع مسيحي؟

قد يُزعج هذا الكلام البعض، وقد يستنكره البعض الآخر. لكن بيننا نحن المسلمين من أراد أن يتكلّم، وبيننا من يلتزم الصمت منعاً للإحراج.

استوقفتني التغريدة الأخيرة لشيخ عقل الطائفة الدرزية الدكتور سامي أبو المنى التي تقول: "أحياناً نعبّر بالشعر عن الاستهجان والأسى، ونلوذ بالصمت.. قوم نحبّهم لكنّهم ظلموا فصوّبوا السهم إعلاماً، به انتقموا لكنّنا غالباً بالصمت نغلبهم، فالصمت أفضل ما يُطوى عليه فم".

 

حديث جعجع عن الفدرالية... خدمة "مجّانيّة" لباسيل

غوى حلاّل/أساس ميديا/الثلاثاء 17 كانون الثاني 2023

هدّد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بالفدرالية في حديثه إلى تلفزيون "الجديد" أمس الأوّل، مقدّماً بذلك خدمة مجّانية وجليلة لجبران باسيل، الذي سيرفع هذا التهديد ويضعه بوجه حزب الله ليقول له: "هذا هو مستقبل المسيحيين من دوني".

إذ أنّه ردّاً على سؤال أجاب جعجع: "الفدراليّة ليس طرح "Taboo"، لكنّه يتطلب موافقة الأفرقاء في لبنان واإتخاذ الموقف منه علينا أن نبحث الموضوع".

بل وذهب جعجع أبعد حين تحدّث عن "خيارات أخرى" تتعلّق بإعادة النظر في أسس النظام في حال أصرّ حزب الله على انتخاب "رئيس على ذوقه"، أي سليمان فرنجية، داعياً إلى "إعادة النظر سياسياً بتركيبة الدولة، التي تسمح للحزب بالتلاعب بها، لمنعه من الاستمرار بذلك وإيجاد طريقة كي لا يبقى "متسلبطاً" على بقيّة اللبنانيين، والله يوفقو مطرح ما هو بس ما بقا فينا نكمّل هيك". وهو كلام له شعبية في صفوف جمهور معيّن، وقد يخلق شعوراً بالتعاطف مع قائله.

هدّد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بالتقسيم في حديثه إلى تلفزيون "الجديد" أمس الأوّل، مقدّماً بذلك خدمة مجّانية وجليلة لجبران باسيل، الذي سيرفع هذا التهديد ويضعه بوجه حزب الله ليقول له: "هذا هو مستقبل المسيحيين من دوني"

في المقابل بات حزب الله على خلاف مع حليفه المسيحي، واصطدم معه على خلفيّة تمسّكه بترشيح رئيس المردة. فحزب الله محرج بمرشّحه الذي لم يعلن ترشيحه بعد، ومحرج أكثر بسبب أنّ الجلسة النيابية المقبلة لن تحمل معها إلا تعميقاً للأزمة وتضييقاً للخناق على علاقته بحليفه التيار الوطني الحر التي بات مصيرها ومصير تفاهمهما معلّقين على جلسة حكومية دعا إليها الرئيس نجيب ميقاتي. يجاهر حزب الله بخلافه مع جبران باسيل، ويتحدّث بلا قفّازات، لكنّه يتجنّب هدم جسور العلاقة. لذا الوساطات مستمرّة لمحاولة إعادة مدّها بجرعات حياة مجدّداً، لكن ليس قبل أن يتوضّح مصير الجلسة الحكومية.

أزمة "خيارات" المسيحيّين

فضحت انتخابات رئيس الجمهورية في لبنان أزمة خيارات المسيحيين التي يرى البعض أنّها تعمّقت بعد اتفاق الطائف مباشرة. كانوا اعتقدوا أنّهم مع انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية يستعيدون التوازنات التي اعتبروا أنّ "الطائف" أفقدهم إيّاها، وأنّهم استعادوا الشراكة في السلطة وباتوا قادرين على الاستقرار، وأنّ الذهاب باتجاه بناء الدولة ومكافحة الفساد سيتحقّق حكماً، لكن تبيّن أنّ عون لم يستطع فعل شيء على مستوى بناء الدولة، ووقع الانهيار في عهده، فحمّله خصومه مسؤولية 30 سنة من انهيار الدولة وفشلها معطوفةً على اتّهامه بتوفير الغطاء لحزب الله "الذي خرّب البلد".

لقد وقع الطرف المسيحي، الذي منح عون الأكثرية الوازنة، في تناقض ما بين العجز عن الإصلاح وبناء الدولة والخوف من أن يكون لحزب الله مشروعه الثاني، فتسبّب ذلك في انكفاء التيار في الانتخابات النيابية الأخيرة وخسارته الشعبية التي كانت له ذات "تسونامي" نيابي في انتخابات 2005.

لم يفعل فعله نداء باسيل لحزب الله بضرورة الإصلاح، ولم يلاقِهِ إلى منتصف الطريق في "بناء الدولة"، بل واجه التيار المسيحي صدمتين:

- الأولى هي إصرار حليفه "على الإتيان برئيس لا ينبثق أبداً عن المزاج المسيحي هو سليمان فرنجية".

- والثانية هي "فرض نجيب ميقاتي شريكاً سنّيّاً أُعطي له ما لم يُعطَ لسواه ويُسمح له بكسر صلاحيّات رئيس الجمهورية".

وقع الطرف المسيحي، الذي منح عون الأكثرية الوازنة، في تناقض ما بين العجز عن الإصلاح وبناء الدولة والخوف من أن يكون لحزب الله مشروعه الثاني

"شعبيّة" التقسيم مسيحيّاً

من كانوا في محيط عون وباسيل "دخل الشكّ في نفوسهم، فاستغلّ جعجع الشكّ ليعمّق الشرخ أكثر بين حزب الله والجمهور المسيحي".

يقول العاقلون في التيار إنّ كلام جعجع هو استغلال لأزمة حاصلة ويُراد منه باطل، وإنّ حزب الله لا يقيم وزناً لما قاله لعدم قدرته على تنفيذ مشروعه، لكنّ ما لا يحسبه أنّ المسيحيين يتعاطفون مع كلام جعجع وأنّه ما عاد أمامهم إلا خياران: "إمّا الرحيل أو الهجرة".

تكشف مصادر قيادية في التيار الوطني الحر لـ"أساس" أنّ "كلام جعجع يجب أن يشكّل جرس إنذار لكلّ من يعمل من أجل الحفاظ على دولة موحّدة"، وأنّ كلامه أمس الأول "يطرح أمام المسيحيين خياراً آخر هو خيار إنهاء النظام الحالي والانتقال إلى نظام جديد، وقد أعلن ذلك بصريح العبارة حين سُئِلَ عن الفدرالية فأجاب بلا تردّد: "ليش لأ"؟... لأنّها من الخيارات المطروحة".

قوبل كلام جعجع بتحفّظ في أوساط مسيحية وازنة اعتبرت أنّ الكنيسة المارونية، على الرغم من خلافها مع حزب الله، لا يمكن أن تذهب إلى مشروع يناقض مشروع البطريرك إلياس الحويك القائم على الحفاظ على "لبنان الكبير".

يحيل المصدر القيادي في "التيار" كلام جعجع إلى حزب الله، باعتباره المسؤول عن إيجاد أجوبة، وخاصة أنّ شريكه المسيحي بات محشوراً بين خطاب جعجع وفشل خياراته السياسية: فما هو المطلوب إذاً؟ وهل يستطيع فرنجية أن يقف في مواجهة خطاب جعجع إذا كان باسيل وعون فشلا في ذلك؟

تمضي المصادر في كلامها وتسأل: "أليس المطلوب إعادة النظر في سياسات حزب الله، بدءاً من التمسّك بترشيح فرنجية إلى موضوع الفساد إلى كسر المسيحيين من خلال ميقاتي؟". وتشير المصادر إلى أنّ قول جعجع إنّه لا خطر من ميقاتي على صلاحيّات المسيحيين وضعه في موقع "أقرب إلى التلاقي مع حزب الله، ولو أنّ المقصود بخطابه هو المزيد من الاستفزاز في الشارع المسيحي لتحميل باسيل مسؤولية ما حصل من فشل في السنوات الستّ الأخيرة".

تكشف مصادر قيادية في التيار الوطني الحر لـ"أساس" أنّ "كلام جعجع يجب أن يشكّل جرس إنذار لكلّ من يعمل من أجل الحفاظ على دولة موحّدة"

الكرة في ملعب الحزب

في الخلاصة: المسيحيون أمام خيارات صعبة. ولا بدّ أن يتنبّه حزب الله إلى عدم دفع شريكه أكثر إلى اتّخاذ قرارات مؤذية، سواء منها الهجرة والرحيل أو التعصّب والالتحاق بخطاب جعجع.

أمام ما يجري تقول مصادر التيار إنّه "لا يمكن لحزب الله أن يقابل هذا التطوّر بالصمت أو بالإصرار على رئيس يحمي المقاومة، لأنّ من يريده أن يحمي المقاومة يجب أن يكون قويّاً في بيئته، ولا يمكن لسليمان فرنجية، غير القادر على السيطرة على زغرتا نفسها، أن يحمي المقاومة. فهل لرئيس ضعيف في بيئته أن يحمي ظهر المقاومة؟".

ويلفت القيادي إلى أنّ "حزب الله يجب عليه أن يعلم أنّ ساعة الحقيقة دقّت، ولا يستطيع أن يقابل ما يجري بالصمت لأنّ الصمت لا يكفي واللعب في المنطقة الحسّاسة يضرّ الجميع".

لم يعد يقتصر إحراج حزب الله على الخصم والحليف. فها هو النائب طوني فرنجية، نجل المرشّح الرئاسي، يلتحق بركب المسيحيين "المؤيّدين للتقسيم في بلد حيث ناس بسمنة وناس بزيت، وكلّ فاتح إمارته على حسابه". ما قاله يعكس وجود هذا المنطق داخل حلفاء حزب الله، وما قاله يعبّر عن تطلّعات جيل كامل.

في مكان ما قدّم كلام جعجع خدمة للتيار الوطني الحرّ، وزاد من إحراج حزب الله، العالق بين مطرقتَيْ الحليف المسيحي ورئيس الحكومة ابن البيئة السنّيّة المتضعضعة.

ما هو موقف حزب الله؟

يخاف حزب الله في سرّه أن يندفع حليفه الماروني باتجاه بكركي التي صار أقرب إليها أكثر من أيّ وقت مضى، فيتّفقا على مرشّح مشترك. ومن جهة ثانية بات يشكو من عناد هذا الحليف الذي يرفض ترشيح فرنجية فيما لا يقترح ترشيحاً آخر.

على الرغم من الخلاف المستحكم هذه المرّة، يتمسّك حزب الله كما التيار الوطني باتّفاقهما ولا يريدان الخروج عنه. لكنّ هذا لا يلغي تموضع كلّ منهما داخل جبهته. يتمسّك حزب الله بفرنجية وينصحه بإجراء جولة أفق خارجية تقوّي حظوظه، وأن يفاتح بكركي بطلب تأييده، وأن يتجنّب طرح اسمه كي لا يحترق.

يعوّل حزب الله على مسألتين:

- أولاهما الضغط الداخلي القويّ وبحث كلّ طرف عن مخرج منعاً لتكرار تجربة الفراغ الذي سبق انتخاب عون.

- والثانية رهانه على تخويف المسيحيين من فقدان دورهم في إدارة البلاد، الأمر الذي يدفعهم إلى الضغط في اتجاه البحث عن حلول. والأهمّ أنّ رهانه على باسيل لا يزال قائماً.

 

للجماعة الإسلامية: خطوتان إلى الوراء من أجل خطوة إلى الأمام!

رضوان السيد/أساس ميديا/الثلاثاء 17 كانون الثاني 2023

حفلت وسائل الإعلام بأخبار العلاقات المتجدّدة بين الجماعة الإسلامية (= الإخوان المسلمين في لبنان) وحزب الله وجبهة الممانعة والمقاومة (أي طهران وسوريا). وهذه الأخبار ليست جديدة، ولها علاقة بتطوّر صِلات حركة "حماس" بـ"الجماعة" في لبنان، أكثر من كونها تعكس تطوّراً في العلاقة بالحزب ومقاومته.

ولاءات ومساعدات

كانت الجماعة الإسلامية في لبنان دائماً عضواً في التنظيم الدولي للإخوان المسلمين. وعندما كان الشيخ فيصل مولوي أمينها العامّ، بلغت منزلةً مؤثّرةً في القرار وفي الإعانات المادّية التي تحظى بها مؤسّساتها ومتفرّغوها من التنظيم الدولي ومن الشيخ يوسف القرضاوي ومن قطر، إضافة إلى علاقاتها بتركيا - إردوغان وبالتنظيمات الإسلامية التي لجأت إليها على وقع الفشل في مصر والثورة والهجرة في سورية والعراق وليبيا والسودان والتراجع في تونس. وقد كان ذلك (أيّ العلائق مع قطر وتركيا) مخرجاً لها بعدما تردّت علاقاتها بالتدريج مع حزب الله في لبنان بعد اغتيال رفيق الحريري 2005 وغزو بيروت 2008، ثمّ قيام الثورة السورية عام 2011.

تتحرّك كلّ الجبهات في شتّى الاتّجاهات، وأبرزها الجبهة التركية التي تريد الخروج من سورية في مقابل إبعاد الأكراد عن حدودها، وإعادة اللاجئين السوريين إلى ديارهم

بين عامَيْ 2011 و2015 حدثت قطيعةٌ بين النظام السوري وحركتَيْ الجهاد الإسلامي وحماس. ويرجع ذلك إلى أنّ التنظيمين، وكانت لهما مكاتب وجماهير في سورية، أرادا البقاء على الحياد، مع ميلٍ إلى الثورة من جانب حماس كما ظهر في قتالها بمخيّم اليرموك في دمشق ضدّ نظام الأسد. وأبى النظام السوري عليهما ذلك وطرد قياداتهما واغتال بعضهم. ولأنّ الإخوان المسلمين المصريين الذين كانوا يقودون التنظيم الدولي انقسموا في النهاية بين إسطنبول ولندن والدوحة، ثمّ في إسطنبول، صار "الحماسيون" عماد الحركة الثورية الإسلامية في تركيا وقطر ولندن وتونس. وصارت التنظيمات الصغيرة، مثل الجماعة الإسلامية اللبنانية، تابعةً لهم، وتتلقّى المساعدة منهم حتى اليوم. وقد سوعِدوا في انتخابات البرلمان اللبناني لعام 2022، فحصلوا على نائبٍ واحدٍ من أصل 128 مقعداً، للسُّنّة منهم 27 عضواً.

بين الأسد وتركيا

في عام 2018 صار ثابتاً أنّ النظام السوري باقٍ. وعلى الرغم من تعدّد زيارات الحماسيّين لبيروت ولحزب الله رجاء السيطرة على المخيّمات الفلسطينية بدل فتح، تبيّن لهم أنّه لا بدّ من استعادة العلاقات مع الحزب وإيران، واستطراداً استعادة العلاقات بالنظام السوري(!). وبالفعل مضوا إلى طهران، وكان تنظيم الجهاد قد مضى قبلهم، وبواسطة حسن نصر الله والإيرانيين رضي النظام السوري باستقبالهم. وخلال ذلك كانت خطابات إسماعيل هنيّة تتوالى مادحةً إيران، بل ومادحةً الحوثيين الذين "أعانوا" حماساً على الانتصار في فلسطين.

تتحرّك كلّ الجبهات في شتّى الاتّجاهات، وأبرزها الجبهة التركية التي تريد الخروج من سورية في مقابل إبعاد الأكراد عن حدودها، وإعادة اللاجئين السوريين إلى ديارهم. وإذا كان هذا التغيير مفاجئاً وقد يحتاج نجاحه إلى بعض الوقت، فإنّ غير المفاجئ ثبات علاقات تركيا بإسرائيل، ومساعي إردوغان لتحسين العلاقات مع مصر. ويعني ذلك أنّه ما عاد ممكناً لحركة حماس وللإخوان الاعتماد على تركيا.

يتزامن ذلك مع الحملة التي تقوم بها إيران لجمع كلّ الحركات السنّيّة المعارِضة تحت رايتها باسم فلسطين بالطبع، كما سبق لها أن جمعت كلّ الحركات الشيعية التي وجدتها والتي أوجدتها. وما تزال الجبهات قائمةً بين إيران والدول العربية، وأوضح دليلٍ على ذلك البيان السعودي/المصري قبل أيام.

الأهمّ من موقف الجماعة المستجدّ هو الجبهة الجديدة التي تقيمها إيران لتشهرها في وجه العرب وأميركا من لبنان، وربّما من بلدانٍ عربيةٍ أُخرى

على أعتاب نصرالله

يبدو الموقف بين إيران والغرب مسدوداً لجهة الاتفاق النووي والعلاقات الدبلوماسية، فيما زادت تهديدات الحكومة الإسرائيلية الجديدة لطهران، ولذلك جاء وزير الخارجية الإيراني إلى بيروت لثلاثة أيامٍ للتفاوض على إقامة جبهة عريضة مع الإسلاميين السُّنّة بزعامة حزب الله، وبالطبع يكون العنوان هو فلسطين. وكان أُعلن عن جبهةٍ مشابهةٍ عام 2008 من طهران. لكنّ هذه الأخيرة ما عادت ملائمة الآن وسط التظاهرات فيها، ولا دمشق عادت ملائمة بعد عام 2011، "فلم يبقَ في الميدان غير حديدان"، كما يقول المثل اللبناني.

لكن ماذا تفيد الجماعة الإسلامية في نطاق جبهة المقاومة ومن ضمن نشاطاتها العظيمة الذهاب إلى سورية الأسد؟!

بالطبع لا تفيد شيئاً، وستزيدها هذه الخطوة عزلةً عن الجمهور السنّيّ. وهناك تحليلات لا أدري مدى صحّتها تقول إنّ انتخابات مجلس شورى الجماعة الأخيرة نصرت التيار الإيراني في الجماعة على تيار خالد مشعل. وصحيح أنّ الجماعة تتلقّى المساعدة على الدوام، لكنّها ضعيفة شعبياً وغير مؤثّرة، وربّما لا يزيد جمهورها على مئاتٍ معدودة.

فحتى الأحباش أهمّ منهم. والحزب المسلّح لا يعتمد على هؤلاء أو أولئك، بل على مجموعات فتيان الشوارع الذين يسمّيهم: "سرايا المقاومة". وخلاصة الأمر أنّ كلّ المسألة خسائر على الجماعة. لكن لماذا ينجحون في لبنان وقد فشلوا في كلّ مكان؟

سمعتُ سوريّاً غير حزبي يقول: "إذا لم يتمسّحوا بأعتاب نصر الله والأسد تنقطع عنهم المساعدة". هي خدمةٌ صغيرةٌ مطلوبة من حركة حماس. ويستطيعون الحديث عن العقائديّات والمقاومة والتحرير وهم جالسون في بيوتهم.

الأهمّ من موقف الجماعة المستجدّ هو الجبهة الجديدة التي تقيمها إيران لتشهرها في وجه العرب وأميركا من لبنان، وربّما من بلدانٍ عربيةٍ أُخرى. على أيّ حال هما خطوتان إلى الوراء، من أجل خطوةٍ واحدةٍ مرجوّة إلى الأمام، وعلى غير طريقة فلاديمير لينين الكفاحيّة.

 

تقاطع على فرنجيّة: يُحاوِر ويَجمَع...

طارق ترشيشي/الجمهورية/17 كانون الثاني/2023

يسعى البعض في لبنان الى التعاطي مع ملف رئاسة الجمهورية بكثير من السطحية، ويعتقدون انّ هذا الاسلوب الاعلامي من شأنه التأثير في حركة الاستحقاق الرئاسي مُتناسين انّ ركائز الانتخابات الرئاسية لا تكون عبر الحملات الاعلامية، وإنما من خلال انطباق الظروف السياسية التي يمر بها لبنان على شخصية الرئيس وصفاته.

يرى متابعون للاستحقاق الرئاسي انه يرتبط حالياً بفكرة اساسية هي فكرة الحوار، لأنّ لبنان في حاجة الى كسر الحواجز بين اللبنانيين، وهذا ما يفترض وجود رئيس للجمهورية يستطيع ان يضطلع بهذا الدور لا ان يكون رئيساً يدير الازمة ولا يتمتع بصدقية لدى الاطراف المتنازعة.

وفي هذا السياق يظهر جلياً الترشيح المتقدّم لرئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية على فكرة القدرة على الحوار مع الاطراف كافة، وكذلك قدرته على تبديد الهواجس لدى الجميع بلا استثناء نظراً لجرأته وامتلاكه مروحة واسعة من العلاقات الاستراتيجية، وهذا ما ليس متوافراً في سواه من المرشحين حتى اللحظة.

ومن هنا يرى المتابعون للاستحقاق الرئاسي انّ خصوم فرنجية يسعون الى التشويش على ترشيحه والتصويب على رؤيته الوطنية والعروبية الثاقبة ضمن مسلّماته الاستراتيجية التي لا داعي للتذكير بها دوماً، وكان آخرها محاولة استغلال مقابلة إعلامية لنجله النائب طوني فرنجية المعروف عنه إيمانه بالمبادئ عينها التي يعتنقها والده، وذلك عبر تجزئتها وترويجها مُجتزأة ومُحرّفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي مِمّن فشل فشلاً ذريعاً في مقاربته للمسؤوليات الوطنية.

والملفت انّ الموضوع الذي تم استعماله بوجه فرنجية الإبن لا يمكن ان تقبله العقول، إذ انّ فكرة لبنان الموحّد هي من صلب الايديولوجيا السياسية التي تعتنقها هذه العائلة السياسية الاستقلالية وقد دفعت ثمنها دماً تجلّى بمجزرة إهدن عام 1978.

ولقد أثار هؤلاء «دعوة» فرنجية الإبن الى «التقسيم» في لبنان مُجتزئين ما قاله، فيما كلامه كان واضحاً جداً، وجاء في سياق فكرة بناء الدولة القوية والعادلة حيث الجميع يتساوون في الحقوق والواجبات لأنّ الدولة القوية هي وحدها الكفيلة بنزع فكرة الفديرالية من العقول ومعالجة أسباب المطالبة فيها.

كما انّ الفكرة قد بُنيت على أساس تحليلي مفاده انّ الممارسات الشاذة على يد السلطة في لبنان عموماً تدفع المسيحيين للذهاب الى إقناع الذات بفكرة التقسيم، داعياً الى جَعل المساواة في الأداء معبراً لتبديد هواجس هذه الفئات وتعزيز إيمانها بالصيغة اللبنانية الفريدة صيغة العيش الواحد، لأنّ التقسيم بمفهومه هو انتحار، كما سبق أن أشار إليه رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية في كثير من المناسبات.

ويقول معنيون بالاستحقاق الرئاسي انّ المعركة الرئاسية تفترض مبارزة سياسية بين المرشحين، وكذلك تفترض ان يلعب كل مرشح على نقاط ضعف منافسه. إلّا انّ المتحاملين على فرنجية قد فهموا المنافسة خطأ ولعبوا على نقطة القوة في ترشيحه، وهي تحالفه التاريخي مع المقاومة وتجسيده لاتفاق الطائف وتمسّكه به في زمن تبرّأت منه القيادات المسيحية كافة، فكان الأجدى بهؤلاء المتحاملين البحث عن امور اخرى يمكن ان تُسيء الى ترشيح فرنجية اذا تمكنوا من ذلك.

على انّ هؤلاء المعنيين يَرون انّ تصرفات كهذه تَشي بإرباكٍ كبير يمرّ به الفريق المُتحامِل على فرنجية، والذي بدأ يتجه نحو العزلة السياسية بعد ان استفحلت مشكلته مع «حزب الله» نتيجة تَحامله على صُدقيته في التعاطي مع حلفائه، من دون أن ننسى فقدانه إحدى أوراق المناورة، عنينا بذلك رئاسة الجمهورية، فيكون هذا الفريق قد أكمل عزلته حتى النهاية، مع العلم انه لا تزال لديه إمكانية تصحيح العلاقة مع حلفائه في حال تخلّى عن شَخصنة المقاربة السياسية لمصلحة الرؤية الاستراتيجية للامور، الى حد انّ أحدهم قد وصف الأمر بقوله انه بعد العزلة فإنّ الامور قد تتجه الى «التآكل الذاتي»، حيث انه لا قدرة لهذا الفريق على العمل السياسي من دون ابتداع الخصومات.

ولكن تبقى الانظار متجهة الى جلسة مجلس الوزراء المقرر انعقادها غداً لمعرفة رد فعل هذا الفريق على مشاركة «حزب الله» فيها، على انّ مصير هذه الجلسة سيشكل مفاجأة مدوية ستمتد الى ما بعد بعد العتمة، بحسب ما يؤكد مطلعون في هذا الصدد.

ويبقى ان الاستحقاق الرئاسي بخواتمه سيكون مُتخطياً كافة المنازلات الداخلية التي تحمل في مطاويها تناقضات تنمّ عن مصالح ذاتية، فليس هناك من اتفاق حتى ضمن الفريق الواحد، إذ انه من المتوقع ان تدقّ ساعة الحل من الخارج الذي لن يقف عند أي اعتبار سوى اعتبار تسيير مؤسسات الدولة ضمن مفهوم عدم جَر لبنان الى حرب أهلية كما يحلو للبعض من خلال جَعل هذا الاستحقاق منصة ضد «حزب الله»، لكنّ المؤكد هو انّ المعطيات الخارجية لا تتقاطع مع هذا الخيار لا بل على العكس فهي تشجّع على ان يكون الحوار مع «حزب الله» أولوية الاولويات في هذا الاتجاه.

 

ما بين "جدولَي أعمال" الضاحية والسرايا: هل من ثمن؟

جورج شاهين/الجمهورية/17 كانون الثاني/2023

الى الهَم المتصل بمصير جلسة انتخاب الرئيس الـ11 الخميس المقبل، فرضَت دعوة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الى جلسة لمجلس الوزراء غداً آلية جديدة لمواجهة ما هو متوقّع. وأبرزها تلك المواجهة المتوقعة بين اقتراحي ميقاتي و»حزب الله» من جدول أعمال الجلسة، خصوصاً بعدما تجاهَل ميقاتي مطلب الحزب. فهل سيكون في قدرته تجاوز ردة فعله؟ وهل صحيح انّ عليه ان يدفع ثمن دعم الحزب له في الجلسة الأولى؟

أمّا وقد بَكّر رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي صباح أمس في توجيه الدعوة الى الجلسة الثانية لمجلس الوزراء منذ خلو سدة الرئاسة لتُعقد عند العاشرة قبل ظهر غد، فقد قطع الشك باليقين بأنه لم ولن يلتزم بالشروط التي وضعها «حزب الله» للمشاركة في هذه الجلسة وتَحمُّل التبعات المترتبة عليها لجهة العلاقات الملتبسة مع «التيار الوطني الحر» والتي اقتربت من انفجار ما - بحسب بعض التوقعات - منذ ان ساهم في ترتيب الجلسة الاولى في 5 كانون الأول العام الماضي غصباً عن وزراء «التيار» واصدقائهم المتضامنين معهم، رفضاً منهم للعودة الى الجلسات العادية للمجلس في غياب رئيس الجمهورية والآلية التي فرض تطبيقها ميقاتي مُختصراً توقيع المجلس الذي آلت إليه صلاحيات الرئيس مجتمعاً وبالإنابة بتوقيعه مُنفرداً باسمه.

وقبل البحث في تداعيات المواجهة المحتملة على اكثر من مستوى لا بد من التذكير بأنّ موقف «حزب الله» العلني الذي كشف عنه منذ الحديث عن احتمال الدعوة الى عقد الجلسة الثانية منتصف الأسبوع الماضي كان واضحاً جداً، والذي يمكن توصيفه بالقول: انّ الحزب تمنّى صراحة على الرئيس ميقاتي حصر جدول الأعمال بملف الكهرباء والمراسيم الخاصة المتصلة بكل جوانبه لجهة ثمن الفيول الموجود في البحر على مسافة مئات الأمتار من مصانع الطاقة، الى مستلزمات البَت بالفيول العراقي واستكمال الإجراءات لنقله وإجراء عمليات «السواب» التي تسمح باستبدال ما لا يمكن استخدامه منه بتلك التي تحتاجها وتتناسب مع حاجات معامل الطاقة في لبنان.

وفي الوقت الذي وصف موقف الحزب بأنه بقيَ على مسافة متساوية من رفض وزراء التيار للجلسة من جهة، وإصرار ميقاتي على عقد الجلسة مدخلاً وحيداً ـ كما يصرّ - للبَت بمسألة توفير الطاقة لزيادة ساعات التغذية عبر مؤسسة كهرباء لبنان من جهة اخرى. وذلك بغية تسهيل المساعي المبذولة لترميم العلاقة بين الحزب و»التيار» التي اهتَزّت منذ الجلسة الاولى الى حدود تهدد بالقطيعة بينهما. إلّا ان هذا الأمر لم يقدّم ولم يؤخّر في موقف ميقاتي الذي اكد مستشاره الاول الوزير السابق نقولا نحاس منذ قبل عطلة نهاية الأسبوع ما حرفيته ان «لا شروط على جدول الأعمال الذي لا يمكن أن يقتصر على الكهرباء ولا علاقة لهذا الأمر بقرار مشاركة الوزراء وانسحابهم من بعد مناقشة بندَي الكهرباء. فتصرف من هذا النوع حق دستوري وليتحمّل كل طرف مسؤوليته».

وإزاء هذا الموقف المتشدد الذي ألقى المسؤولية مُسبقاً على المعترضين على الجلسة من وزراء التيار واصدقائهم، فقد شمل الرد ايضا موقف «حزب الله». وهو وفي الوقت الذي لم يُعِر اي اهمية لموقف الحزب، فقد عمّمت الامانة العامة لمجلس الوزراء صباح أمس جدول الأعمال «الفضفاض» عينه الذي تم تعميمه بعد شَطب البند الخاص بترقية الضبّاط إبتداء من 1/1/2023، في تعبير عن تفسير دستوري لصلاحيات رئيس الحكومة في مثل هذه الحالات يقول «ان مسألة تحديد بنود جدول الاعمال هي من صلاحياته حصراً والتي لا يشاركه فيها أحد ما خَلا واجب إطلاع الوزراء عليها مسبقاً والتوقف عند ملاحظاتهم إن وُجِدت». وأن ذلك يجري بمعزل عن المواجهة المفتوحة مع الوزراء الذين رفضوا المشاركة في الجلسة ورأيهم في شرعيتها شكلاً ومضموناً.

وبعيداً من المُنازلة التي أطلقتها دعوة ميقاتي الى عقد الجلسة غداً، فقد باتَ على المراقبين تَرقّب الموقف النهائي لوزراء «حزب الله» بعد التثبّت من ثبات موقف الوزراء المقاطعين لرصد المرحلة المقبلة وما يمكن ان ينتج عنها من تطورات لن تقف عند حدود طريقة التعاطي مستقبلاً بين وزراء الحزب وميقاتي من جهة، والتي يمكن معالجتها بالقناة المفتوحة بين ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يتكفّل برعاية العلاقة بينهما، كما على مستوى العلاقات التي يمكن ان تزداد سخونة بين الحزب والتيار، خصوصاً انّ الايام المقبلة تضجّ بالخطوات والأحداث التي تعتبر على تَماس حاد تزيد من الشرخ القائم بين الطرفين.

وعليه، فإنّ الجميع يدرك انه، وإلى الموقف من جلسة الحكومة نهار غد ومصيرها المرتقَب، فإنّ دعوة بري الى عقد الجلسة الـ11 من جلسات انتخاب الرئيس بعد غد الخميس ستتأثّر بمصير المواجهة المفتوحة بين «التيار» والحزب. وستكون «الورقة البيضاء» إحدى أبرز وجوه الالتباس بين الطرفين. وهنا يبرز احتمال ان يُبدّل نواب التيار من طريقة التعاطي بهذه الورقة، بعدما تم تجاوز هذه القضية مطلع الاسبوع الماضي بالعودة الى الالتزام بها، قبل ان تتسبّب وفاة الرئيس السابق لمجلس النواب السيد حسين الحسيني بتطيير جلسة الخميس الماضي وتأجيلها الى الخميس المقبل.

وبناء على ما تقدّم، طُرح كثير من الاسئلة ومنها على سبيل المثال لا الحصر ما ستكون عليه التطورات المتصلة بجلسة مجلس الوزراء، ومنها:

هل سيكون في قدرة ميقاتي الاستمرار في جلسة مجلس الوزراء اذا غادرها وزيرَا «حزب الله» للبَت بالملفات غير تلك المتصلة بقطاع الكهرباء؟ وهل يمكنه تَحمّل تبعاتها؟ وماذا سيكون عليه حجم الضمانات التي يمكن ان يقدمها بري لميقاتي لمنع رد فعلٍ قاس من «حزب الله»، خصوصاً ان صَحّت نظرية تقول ان الحزب يريد تدفيع ميقاتي ثمن فاتورة تأييده في الجلسة الأولى للحكومة وما تَرتّب عليها من أثمان تجاه حليفه «التيار؟ وهل وَفّر رئيس الحكومة الوزيرين البديلين من وزيري الحزب بمشاركة وزيري الاقتصاد والسياحة أمين سلام ووليد نصار في شكل نهائي ومضمون؟ وإن وافق مجلس الوزراء على اقتراحات وزير الطاقة التي سَلّمها الى الأمانة العامة لمجلس الوزراء من دون حضوره، كيف يمكن ان يصدر المرسوم الخاص بها، بالطريقة التي اعتمدت عند تجاوز امتناع وزيري الشؤون الاجتماعية والدفاع هيكتور حجار وموريس سليم عن توقيع مرسومين خاصين بوزارتيهما؟

وإن كان من الصعب توفير الإجابة عن مجمل هذه الاسئلة فعلى المراقبين رصد تطورات الساعات المقبلة وحتى خطاب الامين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله عصر غد لجَوجلة مواقف الحزب من كل ما هو مطروح.

 

جنبلاط لـ"الجمهورية": عصابة في الكهرباء وطرح جعجع مُستغرب

عماد مرمل/الجمهورية/17 كانون الثاني/2023

باتت الأزمات الداخلية معلّقة على خطوط التوتر السياسي العالي "المشرقطة"، فيما معامل إنتاج الطاقة خارج الخدمة بسبب التجاذبات الحادة من جهة ومكامِن الخلل البنيوية من جهة أخرى. هذا الواقع يدفع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الى إبداء التشاؤم في مقاربته لملف الكهرباء، من دون أن يغفل في سياق آخر عن توجيه "لَطشات" على طريقته لرئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع.

يقول جنبلاط لـ"الجمهورية" انه لا يمانع في انعقاد جلسة لمجلس الوزراء من أجل تسيير شؤون الناس، ولكنه ينبّه في الوقت نفسه الى "انّ مشكلة الكهرباء تبدو مستعصية على الحل بسبب الفساد والهدر والهروب من الإصلاحات المطلوبة الى جانب عوامل خارجية لم تكتمل بعد". ويشير الى انّ استجرار الغاز من مصر والكهرباء من الاردن لا يزال متعثراً، "بينما لم ينجح تدخّل إحدى السفارات في تذليل العقبات الموجودة".

ويلفت جنبلاط الى انّ الغاز المصري لم يأت بعد "لأنّ مصر لا تريد أن تتعرض للعقوبات التي ستترتّب على مرور الغاز في سوريا، أما الكهرباء الاردنية فيمكن ان تصل، الا انّ الامر مرتبط بإصلاح قطاع الكهرباء وفق شروط البنك الدولي، خصوصاً لجهة تشكيل الهيئة الناظمة التي لن ترى النور كما أظن، لأنّ هناك من لا يناسبه تشكيل الهيئة".

ويعتبر جنبلاط "ان هذا الواقع يعني انّ أي مال يُصرَف في قطاع الكهرباء إنما يُضخ في بئر من دون قعر ويذهب هدراً"، مُعترضاً على اي طلب من وزير الطاقة لإنفاق أموال لمصلحة شركة الكهرباء "التي يوجد فيها هدر كبير"، وداعياً الى إصلاح القطاع قبل الصرف عليه.

ويرى جنبلاط انّ "الأخطر هو انّ بعضَ من في الدولة أوقَعنا في فخ الغرامات"، مشيراً الى ان قضية بواخر الفيول التي تتوقف في البحر هي قديمة، "إذ انه منذ عقود وحتى الآن هناك سفن تأتي وتنتظر فيما الدولة تدفع غرامات مالية مرتفعة تذهب إلى جيوب السماسرة في وزارة الطاقة وغيرها".

ويوضح جنبلاط "ان هؤلاء المنتفعين أنفسهم، وتحت شعار شركة "سوناتراك" الجزائرية التي انتحلوا صفتها، كانوا يغيّرون في نوعية الحمولة في البحر الأبيض المتوسط ويزيدون عليها الزيت المحروق، وهذا ما يفسّر تصاعد الدخان الأسود من معملي الذوق والجية".

ويتابع: "إنها العصابة نفسها، لكنّ أجيالها تتغيّر وأنماط الاحتيال تتبدّل".

وأبعد من ملف الكهرباء، يشدد جنبلاط على أهمية انعقاد جلسة ثانية لحكومة تصريف الأعمال من أجل معالجة أمور حيوية، منها ما يتعلق بالتربية، متوقّفاً عند تعطّل الدراسة في المدارس الرسمية بدوامَي قبل الظهر وبعده. ويعتبر ان هناك ضرورة لإقرار اعتماد خاص بالمدارس، مشدداً على انه "مِن الأولى والأجدى ان ندفع لتعزيز التربية بدل تسديد غرامات لشركات وهمية وسماسرة في قطاع الكهرباء".

على صعيدٍ آخر يتصل بالشأن السياسي، لم يستسِغ جنبلاط دعوة رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع خلال مقابلة تلفزيونية الى "إعادة النظر سياسياً في كل التركيبة اللبنانية وتركيبة الدولة اذا تمكّن "حزب الله" من الإتيان برئيس للجمهورية يريده".

ويتساءل جنبلاط باستغراب: "ماذا يقصد جعجع بإعادة النظر في التركيبة اللبنانية؟ وهل هذا وقت مناسب ليخوض في مسألة تعديل التركيبة بينما البلد ينهار؟". ويضيف: "المطلوب استكمال تطبيق "اتفاق الطائف" قبل أن يدعو السيّد جعجع او غيره الى اي طرح من هذا النوع".

 

هل يمتلك البطريرك معلومات؟

طوني عيسى/الجمهورية/17 كانون الثاني/2023

هذه المرّة، لم يحذّر البطريرك الماروني من مخاطر الفراغات والفوضى كما فعل دائماً، بل ذهب إلى ما هو أبعد. فتحدّث عن «مخطط» مقصود لإفراغ المواقع المسيحية بهدف «انتزاعها». فهل يواجه لبنان خطر تبديل هويته، فيما العالم منشغل بأزمات أخرى؟

في جولته الأخيرة في المتن الأعلى، اختصَر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط صورة الوضع اللبناني بدقة، إذ قال: «لا أحد في العالم مهتمّ بنا حالياً. لسنا موجودين على الخريطة. العالم كله في فوضى بسبب حرب أوكرانيا، ووحده الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتعاطَف معنا».

وهذا الاستنتاج يلتقي مع ما يرشح من معلومات في عدد من الأوساط، ومفادها أن أولوية القوى الدولية حالياً هو أوكرانيا وتداعيات الحرب على أوروبا، والنزاع بين الغرب وتحالف روسيا - إيران، واحتمالات تَوغُّل الصين. ولذلك، ما يهمّ القوى الدولية الكبرى في الشرق الأوسط هو ضمان مستوى معين من الاستقرار، بحيث لا تتعرّض للخطر المصالح الاستراتيجية الأربعة للغربيين، من بوابة الشرق الأوسط:

1 - مصادر الطاقة، ولا سيما منها الغاز. ولذلك، كان الضغط لإنجاز اتفاق ترسيم الحدود البحرية، وتأمين تدفّق الغاز بأمان نحو أوروبا الغربية.

2 - أمن إسرائيل، وتجنّب التوتر على الحدود الشمالية. وقد تحقق ذلك أيضاً في اتفاق الترسيم البحري الذي ساهمَ في وضع ضوابط واضحة للوضع الحدودي. واستطراداً ضمان أمن قوات «اليونيفيل» وقواعد عملها في تلك المنطقة.

3 - وضع حدّ لتمدّد إيران في الشرق الأوسط، وتنظيم العلاقة مع روسيا، ومنع تسلّل الصين التي أصبحت التحدّي الاستراتيجي الأكبر للغرب، على رغم من أنّ المواجهة القاسية حالياً تدور مع روسيا.

4 - أمن أوروبا نفسها، خصوصاً لجهة تدفّق المهاجرين غير الشرعيين.

إذاً، مطلوب من لبنان حالياً أن يكون مجرد مساحة محصورة لا تخرج منها الأزمات إلى العالم. فإذا بقيت الأزمات ضمن حدوده، ولم تهدّد أحداً خارجه، فلا مشكلة بذلك. وهذه البراغماتية الدولية في التعاطي مع لبنان مؤذية جداً له، لأنها تعني أن أحداً لن يتدخل لحل الأزمات الخانقة التي يعيشها، وأن عواقب هذه الأزمات قد تكون كارثية عليه.

ويُسمع في بعض الأوساط أنّ اللبنانيين هم الذين أوصَلوا أنفسهم إلى هذا الوضع. والأمر لا يتعلق بالحكومة والسياسيين فحسب، بل أيضاً بالشعب الذي أوقف انتفاضته وجَدّد لهم الولاية في الانتخابات النيابية. والمقولة الشائعة هي أنّ خصوصية لبنان تفرض على الجميع المُدارَاة والمسايرة دائماً لئلّا يدخلوا في صدامات أهلية. ولهذا السبب، لم تعد القوى الدولية متحمسة للتدخل والمراهنة على انتفاضة جديدة.

هذا الإهمال للبنان يمكن أن يُقرأ سلباً وإيجاباً في آن معاً. فصحيح أن تجميد التداخلات الخارجية يُلقي بالمسؤولية على اللبنانيين أنفسهم ليوجِدوا التسويات المناسبة بدل الاتّكال على الآخرين، إلا أنّ وَقف بعض القوى الدولية والإقليمية تدخّلها في لبنان لا يمنع قوى أخرى من استمرار التدخل، وعلى العكس، يصبح تدخلها أكثر فاعلية بحيث تتحكّم بمجريات القرار.

وفي عبارة أخرى، إنّ إهمال الولايات المتحدة والعرب للبنان، ويأسهم من مساعدته، من شأنه أن يمنح إيران هامش تصرّف أوسع. وهذا تحديداً ما يدفع الفرنسيين إلى الاستنفار وحدهم، من أجل تسويةٍ ما في لبنان.

لقد كان الفرنسيون في ما مضى يعتقدون أن نزاعات القوى الدولية والإقليمية، لا سيما منها الولايات المتحدة وإيران، على أرض لبنان ستقوده إلى الخراب. أما اليوم فبات هاجسهم مَنع زوال البلد نتيجة النسيان أو الإهمال المتعمّد.

لم يتوقف ماكرون عن المحاولة منذ زيارتَيه بعد انفجار المرفأ، صيف 2020. لكن المشكلة هي أن اللبنانيين أنفسهم ليسوا مكترثين بالمساعدة التي تقدمها فرنسا، ولا يتوقفون عند تحذيراتها المتكرّرة من مخاطر الفوضى وتفكّك الدولة التي بات منسوبها مرتفعاً جداً، بسبب الانهيارات المتلاحقة:

سياسياً، فراغ رئاسي وخلل حكومي وأزمات آتية ذات طابع دستوري وميثاقي. ومالياً واقتصادياً، انهيارات واستحقاقات وشيكة، في ظل وضع قضائي شديد الإرباك.

لكن الهاجس الأكبر هو منع الانزلاق نحو التوتر الطائفي الذي يصبح أشد خطراً عندما ينزل الجائعون إلى الشارع، حيث الطوائف يخاف بعضُها من بعض. ويشعر المسيحيون بأنهم الحلقة الأضعف، لافتقادهم الغطاء الإقليمي الذي يتوافَر للشيعة أو للسنة.

وهذا ما دفع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي إلى إطلاق تحذيره الأخير، والقول إنّ ما يجري ليس مصادفة، بل نتيجة لتخطيط. وتحدث عن «مخطط قيد التحضير لخلق فراغ في المناصب المارونية والمسيحية، والقضائية والمالية والعسكرية والدبلوماسية، بعد الشغور الرئاسي». ولاحَظ «تصويباً على عدد من المناصب المارونية الأساسية لينتزعوها بالأمر الواقع، أو بفبركات قضائية، أو باجتهادات قانونية «غب الطلب»، أو بتشويه سمعة المسؤول».

ومن المهم جداً التوقف عند تزامن إطلاق هذا الموقف مع وصول الوفود القضائية الأوروبية، والفرنسيون في مقدمها، لمتابعة ملفّين: قضائي - مالي يتعلق بمصرف لبنان والنظام المصرفي، وقضائي - أمني هو انفجار المرفأ.

ليس واضحاً إذا كان البطريرك يرتكز فعلاً إلى معلومات محدّدة وموثقة، أو إلى أدلّة تبرّر الشكوك، وقد قرّر البناء عليها لقرع ناقوس الخطر والحؤول دون الوصول إلى الأسوأ. لكن تحذيرات البطريرك ترتدي طابع الخطورة، خصوصاً عندما تتقاطع مع تقديرات مفادها أن بعض القوى الدولية مستعدة لدعم أي كان في السلطة، لمجرد أن يلتزم الثوابت الاستراتيجية الأربعة التي يبحث عنها الغربيون في لبنان والشرق الأوسط. وهذا الأمر يخشاه الفرنسيون، لأنه سيعني انتهاء لبنان الحالي.

في أي حال، لم يوضح البطريرك مَن «هم» الذي يخططون فعلاً لـ»ينتزعوا» المواقع المسيحية؟ لكن الواضح هو وجود اقتناع لدى بكركي بأنّ المكوِّن المسيحي سيكون الخاسر الأكبر، نتيجة موجة الفراغات والفوضى المنتظرة في المرحلة المقبلة.

 

النساء ومرشد الإعدام.. وشهرزاد ربيع إيران

محمد أبي سمرا/أساس ميديا/الثلاثاء 17 كانون الثاني 2023

مشهدُ الإعدام شنقاً في ساحةٍ عامّةٍ تصطفّ في جنباتها فرقُ الموت الرسمي، يشبه تجهُّم المرشد المشرف على الإعدام في الجمهوريّة الكالحة.

شُنِقَ حتى اليوم 4 شبّان إيرانيين يتّهمهم قضاء المرشد وقدره بقتلِ رجالٍ من فرق الموت أو القتل المستنفِرة في الديار الإيرانية. وتهديد القضاء والقدر إيّاهما مسلّطٌ على رقاب المزيد من الشبّان في إيران، وربّما شابّاتها، بتهمة احتجاجهم/هنّ مردّدين/ات: "الموت للديكتاتور".

و"الديكتاتور" الذي يهتفون ضدّه يظهر من وقت إلى آخر جالساً كعادته على منصّته وحدَه لا شريك له، وحريصاً على تقشّفها، كأنّها سدرة المنتهى أو الكوكب الدرّيّ في الأفق الجديب المخضّب بالدم. ويروح يتحدّث في ما لذَّ له وطاب من شؤون الساعة. والساعة في تقويمه، على الرغم من تقلّب شؤونها وشجونها وأحوال الدنيا، فريدةٌ، وسلطانها على البشر كيوم الحشر، حين تزلزلُ الأرض زلزالها.

مشهدُ الإعدام شنقاً في ساحةٍ عامّةٍ تصطفّ في جنباتها فرقُ الموت الرسمي، يشبه تجهُّم المرشد المشرف على الإعدام في الجمهوريّة الكالحة

حقد على النساء

ومن أحاديثه الأخيرة:

- قال إنّ قلبه انفطرَ، ويا لهول أن ينفطر قلبُ من أمضى أكثر من 30 سنةٍ يحرسُ هيكل عبادة قوّته الأبدية المقدّسة التي خُصَّ بها وحده لا شريك له فيها، لأنّ شابّة مجهولة من عِباده تدعى مهسا أميني ماتتْ، وقتلها حرّاس هيكله، فأطلق مقتلُها احتجاجاتٍ واسعة ومديدة ضدّ الجمهوريية الكالحة.

- في حديث آخر، بعدما شفى إعدامُ شبّان أربعة من "الخونة" قلبَه من انفطاره، قال إنّ المحتجّين/ات يريدون "القضاء على قوّتنا". وما يدفعهم إلى فعلتهم هذه هو "الغواية" التي تبعثها فيهم وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي. ونسي أن يصفها في لغته المعهودة بـ"الشيطانية". ثمّ أضاف مهدّداً متوعّداً: شيطان "الإغواء" الذي يتلبّس "الشبّان المراهقين، لا يمكن" طرده منهم "بالهراوات"، بل بالقتل والإعدام ضمناً.

- في حديث ثالث جمعَ نساءً افترشْنَ الأرض ساجداتٍ حول منصّته، كأنهنّ ديكور سدرة منتهاه، ويلفّهنَّ سوادٌ يناسبُ حضرته الصوفيّة السلطانية المتقشّفة.

قال لهنَّ إنّه، منذ ورث ولايته عن مؤسّس الجمهورية ورائدها الأوّل، مسكونٌ بهاجس تمكين نسائها من وصولهنّ إلى المناصب الرفيعة فيها. منذ أكثر من 30 سنة على جلوسه على العرش لم يتحدّث مرّة عن النساء إلا في معرض زجرهنَّ عن أن يلامس الهواء الحرّ الطلق في الشوارع خصلاً من شعرهنّ. وهو أمَرَ، أخيراً، باعتقال ابنة شقيقته لأنّها تمرّدت مثل أمّها ودعت إلى تحرير هواء بلادها.

ولعلّ مرشد الإعدام، على عكس الشاعر العربي المجنون قيس بن الملوّح الذي أفصح عن حبّه لليلى، كان يكتم هاجسه في تمكين النساء طوال أكثر من 30 سنة، فأضناه الكتمان، لأنّه لم يعثر في الجمهورية الكئيبة على امرأة واحدة تقبلُ تولّي منصب فيها، خشية أن تصير من ذاك الديكور الذي يناسب حضرته السلطوية، فتموت اختناقاً أو كمداً وغمّاً.

شُنِقَ حتى اليوم 4 شبّان إيرانيين يتّهمهم قضاء المرشد وقدره بقتلِ رجالٍ من فرق الموت أو القتل المستنفِرة في الديار الإيرانية. وتهديد القضاء والقدر إيّاهما مسلّطٌ على رقاب المزيد من الشبّان في إيران

ربّما قيل له إنّ نساءً كثيرات مثل شيرين عبادي، صاحبة نوبل "الشيطانية" للسلام، قد فررن من إيران لئلّا يختار تعيينهنَّ في مناصب قاتلة. لذا امتلأ قلبه غيظاً من النساء، مثل سلفه شهريار الذي باشر قتل نساء مملكته، قبل عثوره على شهرزاد. أمّا مهسا أميني، شهرزاد "فجر" إيران منذ عثرتْ فرق الموت على بعض خصل شعرها سافرةً فقتلتها، فصارت هي شيطان الغواية الذي لا دواء له ولا شفاء منه إلا بقتل رواة قصّتها وإعدامهم.

المرشد ووكلاؤه

لربّما تشبه حالُ المرشد المشرف على أحكام الإعدام في غيظه على شهرزادات فجر بلاده، حالَ من لم يحقّق حلمه في الجلوس على كرسي رئاسة لبنان، إلا بعد التحاقه بوكيل المرشد في حارة حريك. وحالما جلسَ الحالم كهلاً مسنّاً على كرسي حلمه، باشرت جمهوريّته "القويّة" بالإفلاس والانهيار. ولمّا سألته صحافية عن مصير البلاد إذا استمرّت في انهيارها، قال لها: إلى جهنّم وبئس المصير. وكان صاحب الوعد بجهنّم قد سبق أن قال لمن لا تعجبهم أحلامه: ألا هاجروا واتركوني وحدي أستمتع بأحلامي. وإن لم أجد أحداً يشاركني متعتي فلديّ الكثير من الأشباح.

ربّما هناك شبَهٌ آخر بين مرشد الإعدام ووكيله في لبنان والحالم طفلاً بكرسي رئاسته: كلّما قال أحدٌ في بلادهم كلمة لا تعجبهم، يسارعون إلى القول إنّ العالم كلّه يتآمر عليهم حسداً ممّا حقّقوه من معجزات، فيبادر المقتدر منهم إلى القتل والاغتيال والإعدام.

 

رغم أوكرانيا... أميركا لا تزال غائبة

نديم قطيش/الشرق الأوسط/17 كانون الثاني/2023

العالم مكان خطير. يعرف المشرقيون العرب والخليجيون ذلك وهم يراقبون سلوكيات إيران الميليشياوية والنووية. يتيقن من خطورته الكوريون الجنوبيون مع كل خبر صاروخي وارد من بيونغ يانغ. ولا يحتاج اليابانيون والأستراليون إلى أدلة كثيرة على هذا العالم الخطير.

ولعل أكثر مَن خَبَرَ هشاشة الأمن هم الأوروبيون حين قرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يجتاح أوكرانيا ويعيد إلى أذهان البشر، أهوال الحرب العالمية الثانية.

الخائفون كثر، والمخيفون معروفون. أما الغائب الأكبر فهو أميركا بدورها ومسؤولياتها كقائدة العالم الحديث حتى إشعار آخر.

أعطى الانسحاب الأميركي الفوضوي من أفغانستان أوضح الإشارات على أن أميركا تريد الالتفات إلى داخلها. لم يختلف الأمر كثيراً عن فوضى من نوع آخر في عهد إدارة الرئيس دونالد ترمب، كانت هي الأخرى، وفي جوهرها، تتبنى انعزالية أميركية تحت عنوان «أميركا أولاً». باراك أوباما كان في طليعة هذا التحول، وارثاً عن سلفه جورج دبليو بوش فائضاً تدخلياً في العالم عنوانه حربا أفغانستان والعراق. بل حتى بوش نفسه كان عنواناً انعزالياً في البدء قبل أن تقلبه جريمة 11 سبتمبر (أيلول) 2001 رأساً على عقب.

والحال أن النزعات الانعزالية الأميركية اليوم تبدو أوضح من أي رغبة تدخلية في العالم. حتى بعد الحرب الأوكرانية، وتوفر تأييد ديمقراطي وجمهوري عريض للوقوف إلى جانب كييف ومساندتها بالسلاح والمال والموقف السياسي، ظلت الشكوك الدولية تعبّر عن نفسها بأشكال مختلفة، بشأن أن أميركا لا ترغب في تحمل مسؤوليات مكانتها الكونية، وأن الاعتماد عليها مغامرة قد تكون مكلفة.

آخر المنضمين إلى نادي المتشككين في كفاية الحماية الأميركية هو الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك - يول الذي قال صراحة إن «المظلة النووية الأميركية لم تعد تكفي لطمأنة الكوريين الجنوبيين»، مشيراً إلى إمكانية حصول بلاده على سلاح نووي تكتيكي.

وقد استدعت تصريحات الرئيس الكوري الجنوبي نفياً نادراً من البيت الأبيض. يمثل هذا الموقف إعلاناً صارخاً أن العلاقة بين أميركا وحلفائها تعاني من فجوة ثقة هائلة تدفع إما إلى إعادة صياغة تحالفات إقليمية تكون بديلاً عن العائدات المرجوة للتحالف مع واشنطن، وإما إلى التعبير الفج عن استعدادات لتطوير قدرات ذاتية، ولو كانت على حساب سلامة التحالف مع أميركا.

ما ظهر بين سطور الموقف الكوري الجنوبي عبَّر عنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي دعا أوروبا إلى دور أوروبي «أكبر في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة في المجال الأمني، من خلال تطوير القدرات الدفاعية الأوروبية الخاصة بها» معتبراً أن «تطوير القوة الدفاعية لأوروبا يسمح للأوروبيين بأن يكونوا أكثر استقلالية داخل حلف الناتو».

من جهتها تعبّر إسرائيل بإلحاح متزايد عن أنها تمتلك خططاً خاصة ومستقلة للتعامل مع البرنامج النووي الإيراني، وهو ما سيكون مادة تباحث رئيسية بين مستشار الأمن القومي الأميركي جايك سوليفان، ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو خلال زيارة أميركية مرتقبة إلى تل أبيب. حقيقة الأمر أن كل ما يصدر من إسرائيل يؤكد أن فجوة الثقة كبيرة بأميركا، منذ أن تصرفت إدارة أوباما على قاعدة أنها تعرف مصالح دولة المنطقة أكثر من قادتها وحكامها، وأصرت على أن الاتفاق النووي مع إيران مفيد لها، على الرغم من قناعة واسعة بخلاف ذلك.

أما الخليجيون فحدِّث ولا حرج عن تدني منسوب ثقتهم بواشنطن كضامن أمني واستراتيجي، في وجه تهديدات المشروع الإيراني النووي وغير النووي.

من المفارقات أن يعلن الرئيس جو بايدن في استراتيجيته للأمن القومي أن «الحاجة إلى القيادة الأميركية في جميع أنحاء العالم، أكبر اليوم ممّا كانته في أي وقت مضى»، في حين أن سمعة «القيادة الأميركية»، من آسيا إلى أوروبا إلى الشرق الأوسط، تبدو كأنها مجرد إعلان نيات أو إطلاق مواقف سياسية، لا شراكة متينة وموثوقة تعي مسؤولياتها تجاه صيانة السلام والتقدم والأمن. ففيما عدا أوكرانيا، والموقف الأميركي الصلب في الحرب إلى جانب كييف، ينبئ السلوك السياسي الأميركي، بغلبة الاتجاه الانعزالي على الاتجاه التدخلي في العالم. وقد زادت من الدوافع الموضوعية لذلك، النتائج الاقتصادية السلبية للضربة المزدوجة التي أصابت الاقتصاد العالمي عبر جائحة «كورونا» والحرب الروسية الأوكرانية، التي دفعت البنك الدولي إلى التحذير من أن العالم «اقترب في شكل خطر من الركود».

يمكن القول إن التاريخ السياسي الأميركي هو تاريخ مديد من دورات متتالية من الانعزالية والتدخل. لم تتدخل أميركا مثلاً في الحرب العالمية الأولى إلا بحدود عام 1917، ثم ما لبثت أن انكفأت. ولم ينجح الرئيس ودور ويلسون يومها في إقناع الكونغرس الأميركي بالتصويت لصالح التصديق على ميثاق عصبة الأمم ولا الانضمام إليها، على الرغم من أنه شكّل قوة الدفع الرئيسية لتشكيل العصبة. ولم تتدخل أميركا في الحرب العالمية الثانية إلا بعد قصف اليابان لميناء «بيرل هاربور»، لتنطلق بعدها مرحلة تدخلية جبارة في آسيا وأميركا اللاتينية وأوروبا، انتهت بمأساة حرب فيتنام، التي أسست بدورها لموجة تردد وانعزال جديدة ما بارحتها واشنطن إلى بعد 11 سبتمبر 2001، حتى حرب الخليج الثانية لتحرير الكويت من احتلال صدام حسين، حملت ضمناً رغبة أميركية في رؤية عالم متعاون يتشارك أعباء الأمن والسلم العالميين، ولا تكون فيه واشنطن أكثر من شريك أول بين شركاء.

والحال، وعلى الرغم من الحرب الروسية - الأوكرانية والدور الأميركي فيها، لا يجلب التعويل على أميركا، ما يكفي من الاطمئنان لحلفائها. هذا ملمح سيزداد حضوره في العلاقات الدولية إلى أجل غير مسمى، بكل ما يُفضي إليه من توترات بين الدول وقلق على مستوى قادتها وحكوماتها، وبكل ما يشجع عليه من مغامرات قاتلة، قد لا تكون مغامرة بوتين في أوكرانيا آخر تجلياتها.

 

إيران تهدد بشار الأسد بالصقيع

أمل عبد العزيز الهزاني/الشرق الأوسط/17 كانون الثاني/2023

أسوأ ما أصاب سوريا والسوريين هو التوغل الإيراني في بلادهم منذ حوالي عقد من الزمان. لمسات الإيرانيين في كل بلد دخلوا إليه لا تخفى على أحد؛ دمار وشراء ذمم وفساد، والأهم هي المحاولات المستميتة لاقتلاع الهوية الوطنية للأهالي، تجريدهم من الانتماء لأسباب عقائدية أو مالية. سوريا مسكونة بالإيرانيين والدواعش والروس والأكراد الأتراك، كل منهم يقف على جهة إنائه، لكن الوجود الإيراني هو الأسوأ نظراً لروابط التعاون التي تربطهم بكل الأطراف الدخيلة الأخرى.

كتبت صحيفة «وال ستريت جورنال» الأميركية عن موقف إيراني جديد وحاد ضد النظام السوري، يتمثل في: لا نفط رخيص، ولا نفط قبل الدفع مقدماً. شروط صعبة على النظام، ما سببها ودواعيها؟

كانت إيران تمنح نظام بشار الأسد النفط بنصف سعر السوق، 30 دولاراً للبرميل، وبتوقيت دفع مرن، ومعظمه بالديْن، الآن تحول الموقف اللين إلى الشدة. الدافع الاقتصادي حاضر بلا شك، لكن أيضاً هناك بداية خلاف في وجهات النظر للملفات الإقليمية. الجانب الاقتصادي بحكم الضغوطات الاقتصادية على إيران وأزمة الطاقة العالمية وحرب أوكرانيا وتراجع توقعات الحسم في ملف إيران النووي، كل هذه الأسباب التي أثرت على العالم من مخاوف عدم ضمان استدامة إمدادات الطاقة، انعكست بشكل أكثر تأثيراً على إيران التي تعاني أصلاً من العقوبات. ومع الاحتجاجات المستمرة منذ أشهر، يضيق الخناق أكثر على أصحاب القرار في طهران.

تقدم إيران لسوريا 2 مليون برميل نفط شهرياً، لا يسد كل احتياجاتها لكنه أساسي، خصوصاً خلال فصل الشتاء. كل نقص يؤثر في هذا التوقيت الصعب، لكن الضغط على الحليف الأسد إشارة إلى شرخ ما في العلاقة بين الحليفين التاريخيين. لنتذكر أن سوريا كانت مع الإيرانيين قبل بشار الأسد، وفي حرب أكثر شراسة كالتي دامت بين صدام حسين والخميني ثمانية أعوام، سوريا داعمة لإيران ضد العراق عسكرياً وإعلامياً. هذه استراتيجية حافظ الأسد الذي كان يعتقد أنه يرى ما لا يراه الآخرون في النظام الإيراني. لكن لا دوام لحال، بشار الأسد استمع من وزير الخارجية الإيراني أمير حسن عبد اللهيان إلى ما لا يسره، في زيارته لدمشق قبل يومين. ستمتنع طهران عن إرسال شحنات النفط الشهرية إلى دمشق ما لم يتم الدفع مقدماً، والدفع المضاعف، حوالي 70 دولاراً للبرميل. مع ذلك إيران تبدو أكثر غضباً على بشار الأسد، ومدفوعة لموقفها هذا بدوافع سياسية تتناول ملفات إقليمية. التقارب التركي السوري مؤخراً لم توافق عليه طهران، وهو تقارب بعد عداء لم يأتِ في صالح السوريين في المقام الأول، لأن الشمال السوري منذ سنوات وهو في حالة احتراب بين الأتراك والأكراد، وكأن النظام في دمشق غير معني. أساس فكرة غزو إيران لأي دولة هو تكبيل يدها عن اتخاذ أي قرار، محو سيادتها، اليمن ولبنان والعراق أمثلة واضحة.

بشار الأسد يحاول على أقل تقدير إبقاء الوضع على ما هو عليه من دون مزيد من الانهيارات، لذلك يبحث تسوية مع الأتراك بوساطة روسية، والاتفاق على محاربة عدوهما المشترك، في الشمال، وهي القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة. وقد يكون هذا التقارب السوري التركي دلالة على أن التغيرات الجيوسياسية والاقتصادية تفرض مراجعة للعلاقات المتوترة منذ بداية الحرب الأهلية. وأيضاً لا ننسى أن الروس والإيرانيين لم يكونوا على ود خلال تقسيمهم للكعكة السورية، رغم أن موسكو أنقذت الاثنين؛ بشار الأسد والنظام الإيراني، من السقوط المحقق.

اليوم العلاقة الروسية الإيرانية تأخذ طابعاً مختلفاً بحكم الحرب الأوكرانية، فطهران تزود موسكو بطائرات من دون طيار، بالمقابل موسكو تبحث عن مشترٍ لطائرات «سوخوي»، وطهران مستعدة للشراء رغم سوء أحوالها.

ملفات متشابكة عنوانها العريض «عسكرة وسط نظام اقتصادي دولي متعثر».

في حال نفذت طهران تهديدها وأوقفت بيع النفط الرخيص لدمشق، ما الخيارات أمام الأسد؟ البحث عن مصدر آخر في المنطقة: تركيا، الجزائر، مصر، لديها مصادر طاقة، لكن اقتصادياتها غير متعافية لتقوم بالتضحيات. الدول التي تقاوم الضغوطات الاقتصادية، وتبدو أنها تقف على أرضية صلبة، هي دول الخليج، وربما الإمارات العربية المتحدة التي بادرت بتحسين علاقتها مع بشار الأسد يمكن النظر إليها كخيار له اعتباراته، رغم أنه أيضاً غير مرضٍ لطهران التي تهدد الأسد بالصقيع في العلاقة معها، والصقيع بشح الطاقة.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الراعي عرض الاوضاع مع وزير العدل واستقبل لجنة مشروع "يا عيني عالبلدي" ويترأس غدا الاجتماع الشهري لمجلس المطارنة

وطنية/17 كانون الثاني/2023 

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بعد ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي،  وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال هنري خوري في زيارة معايدة وكانت مناسبة لعرض الاوضاع الراهنة.   كما واستقبل اللجنة التنفيذية لمشروع "يا عيني عالبلدي" الهادف الى دعم المنتجات البلدية من خلال إقامة أسواق في مختلف المناطق اللبنانية، حيث شكرت اللجنة الراعي  على الدعم الدائم ووضعته في إطار حطة العمل للعام الحالي.  على صعيد آخر يترأس البطريرك الراعي عند التاسعة والنصف من صباح يوم غد الأربعاء الاجتماع الدوري الشهري لمجلس المطارنة الموارنة في بكركي وعلى جدول أعماله شؤونا كنسية ووطنية.

 

“الجبهة المسيحية” للقضاء: لعدم الرضوخ للضغوط!

 الوكالة الوطنية للإعلام/17 كانون الثاني/2023

أشارت “الجبهة المسيحية” الى أنه “بعد ان تم استدعاء أمين عام الجبهة – رئيس حزب الاتحاد السرياني العالمي الاستاذ ابراهيم مراد لدى المباحث الجنائية المركزية بناء لاشارة مدعي عام التمييز على خلفية اقتطاع وتركيب جزء من المقابلة التي اجراها على موقع “ليبانون اون” بغية تشويه سمعته وبسوء نية واضحة مبنية على اظهاره كشخص يحاول الدعوة الى حرب اهلية، حيث مثل الرئيس ابراهيم مراد للتحقيق لمدة ست ساعات متتالية، وتم تخلية سبيله بناء لإشارة النائب العام التمييزي واعطى مهلة 24 ساعة لايضاح مضمون مقابلته. فوجئنا صباح اليوم بإعادة استدعاء الى المباحث الجنائية المركزية لاعادة التحقيق معه حيث لم يمر من المهلة المعطاة له إلا ساعات قليلة”. ولفتت الجبهة، في بيان اثر اجتماع استثنائي بمقرها في الأشرفية – ساحة ساسين، الى أن “الجبهة علمت أن جهة حزبية ممانعة تتحرك ميدانيا بعد ان استاءت من قرار ترك الرئيس مراد قافزة فوق الأصول القانونية ضاربة بعرض الحائط تراتبية النيابة العامة كونه لم يعجبها القرار الذي اتخذه النائب العام التمييزي، فلجأت الى مرجع قضائي أدنى معروف بتبعيته وولائه لمحور الممانعة وتقدموا أمامه بشكوى مماثلة بذات الموضوع وذات الأشخاص وذات الوقائع وأحيلت الى جهاز أمني آخر (أمن الدولة) الذي نلاحظ مؤخراً نشاطه في ملاحقة وتوقيف السياديين والمطالبين بالحقيقة في جريمة تفجير مرفأ بيروت”. وأعلنت “ادانتها وشجبها لمحاولة استعمال القضاء وتطويعه لتنفيذ رغبات محور الممانعة للضغط على السياديين وقيادتهم من اجل ترهيبهم ومنعهم من إبداء الرأي وشل قدراتهم على مواجهة واقع سيطرة حزب الله على مرافق الدولة”، داعية “القضاء اللبناني وعلى رأسه النائب العام التمييزي الرئيس غسان عويدات، الى عدم الرضوخ للضغوط وقطع الطريق على من يكرر محاولات المس بهيبته واستقلاليته ونزاهته وتطبيق القوانين”. كما دعا البيان “كافة الاحزاب السيادية واللبنانيين الشرفاء، للانتفاضة ضد هذا الواقع الشاذ الذي يمكّن حزب الله من السيطرة الكاملة على مفاصل الدولة اللبنانية لتغيير وجه لبنان التعددي الحاضري، ونخص بالذكر الاعلام الحر الذي يعتبر اليوم رأس حربة في مواجهة هذا المشروع والدفاع عن السيادة والحريات”.

 

“دولتنا تحتضر”… شيخ العقل: لإنهاء الفراغ الرئاسي بأسرع وقت!

الوكالة الوطنية للإعلام/17 كانون الثاني/2023

شدد شيخ العقل لطائفة الموّحدين الدروز الشيخ سامي ابي المنى على “ضرورة انهاء الفراغ الرئاسي بأسرع وقت ممكن، وإعادة تكوين مقوّمات وأسس الدولة بدءا من رئاسة الجمهورية والحكومة ومجلسي القضاء الاعلى والعسكري وباقي المؤسسات التي تحتاج الى الاصلاح المطلوب لكي يبقى لنا وطن نحافظ عليه ودولة نركن اليها، وعدم تحويل الشارع الى فوضى من شأنها ان تضعف الدولة وتُرهق المؤسسات”. واشار أبي المنى في حديث لـ”تيلي لوميار – نورسات” الى “أننا من مواقعنا المتعددة ندق ناقوس الخطر لاجل تحقيق الاصلاح المنشود وعدم هدم هذه الأسس وليتحمل كل شخص مسؤولية ما يجب القيام به”.

واضاف: “دولتنا تحتضر ووطننا يحتاج الى احتضان عربي ودولي وصدق في المعاملة والالتزامات، اذ من غير الممكن قيام وطن وتبقى ساحاته مسرحا للتجاذبات المختلفة”.

وردا على سؤال، قال شيخ العقل: “هناك نظام ودستور علينا احترامهما وتطبيق بنودهما اولا، قبل الذهاب الى مؤتمر تأسيسي او غير ذلك، فالطائف موجود وعلينا تطبيقه. نحتاج ايضا الى فكر متطوّر ومتجدد يقوم ببناء الوطن ونهضته وتطبيق قوانينه وحفظ تنوعه وعيشه الواحد والمشترك، الى جانب الحفاظ على المؤسسات، وتحاشي الفوضى والفراغ وهذا ما نخشاه ونحذّر منه”. كما تابع: “الوطن يقوىَ بنا جميعا ولا ضير بان تكون ثمة طائفة قوية برجالاتها وقياداتها طالما ليست على حساب الوطن وعناصر مقوّماته، او فكر إلغائي يصبح مقدمة لالغاء الوطن بأسره.

ولفت أبي المنى الى أنّ “العلاقة بين اللبنانيين وحقوق الطوائف لبعضها تقوم على الاحترام وحقّ الدولة برعاية الجميع، والتنوع عندنا هو نعمة لكنه يحتاج الى ادارة وفهم للاخر واحترامه على حقيقته، من خلال الشراكة والاعتدال ليبقى الانسان هو الغاية والدين هو السبيل الى تحقيق الغاية الانسانية بالمحبة والاخلاص لله سبحانه وتعالى”، مؤكدًا أنّ “التطرّف لا يمكن ان يبني بلدا، بل علينا توسيع مساحات التلاقي من خلال القيم الايمانية والانسانية والاخلاقية والاجتماعية والتربوية المشتركة، خصوصا واننا نواجه اليوم خطر بعض الافكار المستوردة التي تطالب بحقوق شريحة معينة، هي بعيدة عن قيمنا وتقاليدنا وادياننا في ظل تحلل أسري صعب، وهناك سعي لإقامة مؤتمر روحي يستهدف حماية الاسرة، لكن كل ذلك يحتاج الى جهد كبير”. وردا على سؤال عن الخوف على الحريات بعد ما حصل اخيرا من توقيفات وغيرها، اعتبر أنّ “الحرية حق مقدس لكن يجب ان تبقى مقيّدة بضوابط ومحكومة بوعي، منعا لفوضى قد يستغلها البعض لا سيما واننا نعيش في ظل بلاد ودولة ومؤسسات في حالة فراغ وعجز وقضاء معطل. استغربنا التعديّات والتوقيفات التي حصلت لأناس يطالبون باسم اهالي ضحايا انفجار المرفأ بمعرفة وكشف الحقيقة، لكن الامور يجب ان تعالج بحكمة وتبصّر بواقع حالنا الصعب”. الى ذلك، تحدث عن “حقوق المودعين ومسؤوليتهم على الدولة، والقطاعات العامة والتعليم حيث الحاجة الى انصاف الموظفين والعمال والمدرسين”، متطرقا الى “دور مشيخة العقل والمجلس المذهبي في السعي الى تخفيف المعاناة عن المواطنين، من خلال بعض البرامج ومنها “سند” وضرورة دعمه، لكي يحقق اهدافه الاجتماعية والانسانية والصحية خصوصا من قبل المغتربين، وفي اهمية صون المؤسسات لا سيما الصحية منها في الجبل وفي مقدمها مستشفى عين وزين، بعيدا من محاولات التشويش على الدور الهام الذي قامت وتقوم به، ابّان جائحة كورونا وحتى اليوم والجهد الكبير للاستاذ وليد جنبلاط في دعم استمرارها، مع التأكيد على ضرورة معالجة الأخطاء إذا وُجدت من منطلق اداري ومؤسساتي”.

 

السيد نصرالله: لا نية لأحد لتغييب الموقع الماروني الأول ونشارك في الحكومة بناء على احساسنا بالمسؤولية

المنار/17 كانون الثاني/2023

شدد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على أن مجموع الشهداء في لبنان هم من أعطوا هذا الانتصار وايضا مجموع الشهداء في غزة أعطوا الانتصا، مجموع الشهداء في العراق هم الذين هزموا الاحتلال الاميركي ومن ثم هزموا داعش، وايضا مجموع الشهداء اعطوا الانتصار في سوريا واليمن.

وخلال كلمة خلال حفل جائزة سليماني العالمية للأدب المقاوم، أكد السيد نصرالله أن ناك شهداء يؤثرون في بيئتهم او عائلاتهم او محيطهم او اوطانهم وهناك شهداء اثروا على ساحة الامة والعالم، وأوضح أن الشهيد سليماني هو شهيد بمستوى الامة والعالم يتجاوز الزمان والمكان. كان لدى الشهيد القائد قاسم سليماني قدرة كبيرة على الالهام للأجيال القادمة

وقال السيد نصرالله إنه “عندما نعود الى آيات القران الكريم وأحاديث الرسول(ص) وبدايات الاسلام سنجد تكريما عظيما للشهداء في يوم القيامة، حياتهم عند الله والشهداء لهم أجرهم ونوره”، وأضاف “للشهداء أيضاً موقعهم الدنيوي في صنع التاريخ والاحداث”، وتابع “عندما نتحدث عن الشهداء في تاريخ الاسلام نجد تكريما للشهداء، لا سيما لشهداء معركة بدر وايضا لاحقا تكريما لشهداء بدر وأحد، ومن ثم للقادة الشهداء كالقائد حمزة بن عبد المطلب (سيد الشهداء)”.

وأكد السيد نصرالله أن الشهيد سليماني كان له الدور بإلحاق الهزيمة بمشروع “اسرائيل الكبرى”، وشدد على ان الاهم في الحاج قاسم سليماني هو القوة المعنوية التي بعثها في كل الذين عملوا معه والشجاعة المنقطعة النظير وكيف كان يمشي بين الرصاص والعبوات الناسفة. الشهيد سليماني تصدى للإحتلال الأميركي ولمشروع الكيان الصهيوني في المنطقة

وأوضح السيد نصرالله أنه من خصوصية هذا الشهيد القائد والحاج ابو مهدي المهندس هو من قتله واين قتل ولماذا قتل؟ وقدرة هذا الالهام على الاستنهاض، لافتاً إلى ان “الشهيد سليماني أصبح معروفا في السنوات الأخيرة لكنه أمضى عقودا من أجل المقاومة واليوم نحن عندما نقدمه نقدم النموذج الالهامي الاسطوري”.

وتابع السيد نصرالله “في الكثير من الساحات قادة شهداء، يجب إحياء سيرتهم على المستوى الوطني فتشكل ثروة معنوية ووطنية ضخمة جدا وتنتقل من جيل الى جيل ونحن نفعل ذلك من أجلنا وليس من أجل الشهداء”، وأضاف “واجبنا ان نقدم القدوة والملهم ففي كل جيل وبلد نحن نحتاج الى هذه النوعية من القادة الشهداء”، ودعا إلى “الاستفادة من كل أشكال الاحياء، بالمحاضرة والرسم والاحتفال والرواية وأشكال حديثة أخرى ومعاصرة، لتبقى اسماء وصور الشهداء حاضرة في الاذهان ومؤثرة ببعث الانطلاقة وروح القيام في الامة”. وأكد السيد نصرالله “نحن نحتاج الى التأكيد على النموذج القائد الملهم الدؤوب المفكر المضحي كالحاج قاسم سليماني فنحن ما زلنا في قلب المعركة”.

السيد نصرالله: لا أحد يخطط من أجل استمرار الفراغ الرئاسي الأول وعلى ذمتي

وبما خص ملف رئاسة الجمهورية اللبنانية، قال السيد نصرالله “نتفهم قيام بعض المرجعيات الدينية بالضغط السياسي والاعلامي على القوى السياسية الممثلة في المجلس النيابي من اجل الاسراع في انتخابات الرئاسة لكن يجب الانتباه الى عدم التحريض الطائفي”. وأضاف السيد نصرالله “أجزم انه لا يوجد اي كتلة او قوى سياسية تتعمد تغييب الموقع الماروني الأول”، ولفت السيد نصرالله إلى ان “الكل يريد انهاء الفراغ السياسي لتشكيل الحكومة وعودة الامور الى مسارها الطبيعي”.

وأوضح السيد نصرالله “غير صحيح الترويج لفكرة تغييب الموقع الماروني الأول ولا نية لأحد في ذلك”، وتابع “لا أحد يخطط من أجل استمرار الفراغ الرئاسي الأول وعلى ذمتي”، وأضاف “التوصيف الحقيقي اليوم ان هناك كتلا نيابية متعددة ولا أغلبية لأحد”. وأكد السيد نصرالله “من حقنا الطبيعي ان نقول اننا نريد رئيسا لا يطعن المقاومة في الظهر ومن الحق الطبيعي لأي كتلة أن تقول أنها لا تريد رئيسا قريبا من حزب الله”.

السيد نصرالله: احصلوا على استثناء من الأميركيين وأنا أضمن لكم ان سفن الفيول الايراني ستتحرك الى لبنان وفي ملف الكهرباء في لبنان، لفت السيد نصرالله إلى أن مشكلة الكهرباء في لبنان عابرة للطوائف والمناطق، مشيراً إلى انه “ممكن هناك بعض الزعماء لا يحسون بمعاناة الكهرباء فلديهم كهرباء ليل نهار”.

وأوضح السيد نصرالله “قبل أشهر قيل لنا ان نؤمن الفيول من ايران لـ 6 اشهر لرفع ساعات التغذية لـ 8 ساعات وتضع لبنان على سكة الحل”، وأضاف “بذلنا جهدنا وتواصلنا مع المسؤولين في ايران والتمني اللبناني وصل الى المسؤولين الايرانيين والى الامام الخامنئي”، مشيراً إلى أنه “بادرنا واتصلنا بايران ووافقوا على الطلب اللبناني للفيول والوزير عبد اللهيان أكد على ذلك في بيروت”.

وأكد السيد نصرالله “ايران لديها تكنولوجيا نووية وصناعات حديثة وهناك نائب لبناني جهبذ تقف معلوماته ان ايران عاجزة الى حد اذا انكسرت مرآة سيارة لا تستطيع استبدالها”، وشدد على ان “الاميركيين منعوا تنفيذ عرض ايران وأبلغوا المسؤولين اللبنانيين أن قبول مساعدة الفيول الايراني خط أحمر ويمكن هددوا”. وتابع السيد نصرالله “أقول لكم مجددا ان عرض الفيول الايراني للبنان ما زال قائمًا وأميركا تمنع تنفيذ العرض”. وأوضح السيد نصرالله “لدينا فرصة لحل أزمة الفيول وانتم يا حلفاء اميركا استفيدوا من علاقتكم معها لجلب استثناء للفيول الايراني”، وقال “احصلوا على استثناء من الاميركيين، وأنا أضمن لكم ان سفن الفيول الايراني ستتحرك الى لبنان”. وقال السيد نصرالله “نحن سادة عند الولي الفقيه وكل يوم تثبت هذه المقولة، أنتم ماذا عند أميركا والسعودية والخارج؟” السيد نصرالله: لو لم نشارك في جلسة مجلس الوزراء لكانت كل الجوقة ستحمل حزب الله المسؤولية ولن يقولوا التيار الوطني الحر

وبما خص جلس الحكومة، قال السيد نصرالله إن “هناك نقاش حول الحق لحكومة تصريف الأعمال بالاجتماع أو لا هذا النقاش بدأ قبل الفراغ الرئاسي ومغادرة الرئيس عون لقصر بعبدا وأدلى الخبراء الدستوريون بآرائهم ومطالعاتهم”، وأعلن “نحن في حزب الله قناعتنا تقول بأن من حق الحكومة الانعقاد ضمن الحدود الضيقة والإستثنائية”.

وشدد السيد نصرالله على أن الحزب بذل جهودا كبيرة في الاسابيع ما قبل الفراغ الرئاسي من أجل تشكيل حكومة وبذلنا ماء وجه ولكن النتيجة كانت عدم تشكيل حكومة، لافتا إلى أنه “هناك خبراء دستوريين مسلمين ومسيحيين يقولون بدستورية اجتماع حكومة تصريف الأعمال وهناك خبراء مسلمين ومسيحيين لا يقولون بذلك لكن الأغلبية يقولون بدستورية اجتماعها في حدود القضايا الملحة والمهمة”.

وقال السيد نصرالله “قناعتنا الدستورية أنه يحق لحكومة تصريف الأعمال ان تجتمع لتأخذ القرار في حدود القضايا الملحة والضرورية غير القابلة للتأجيل”.

وأضاف السيد نصرالله “نحن مضغوطين بقضايا الناس فالموضوع له علاقة بالقناعة وبالضمير واحساسنا بالمسؤولية وحاجات الناس وكنا نعرف انه له تداعيات وقبلنا بها”، وقال “لو لم نشارك في جلسة المجلس الوزراء لكانت كل الجوقة الاعلامية والسياسية والكتاب المأجورين ستعمل على اسابيع ان حزب الله عطّل ادوية السرطان وغسل الكلى ويتحمل مسؤولية امتلاء القرى والمدن بالنفايات فلن يقولوا التيار الوطني الحر او أحد آخر”. ولفت السيد نصرالله “أولا لدينا مشكلة كهرباء، واتفاق مع العراق يجب تجديده، وبواخر في البحر تسجل غرامات على الشعب اللبناني يوميًا، وكل الأخذ والرد الذي حصل لا يُنهي الأزمة”.

وأوضح السيد نصرالله “وجود بواخر الفيول في البحر يسجل يوميا غرامات على اللبنانيين، ونحن اليوم امام واقع الحل الممكن المتاح هو ان تجتمع حكومة تصريف الاعمال لمعالجة موضوع الكهرباء وأزمة الفيول وتحسين ساعات الكهرباء وتجديد العقود، ذهبنا الى الأكثر إلحاحا لتجنب التوتر السياسي في البلد وهذا ما يعبر عن حرصنا”.

وأشار السيد نصرالله “التزمنا بحضورنا في جلسة مجلس الوزراء لمعالجة موضوع الكهرباء وليس في هذا تحديا لأحد لا في حضورنا ولا في انسحابنا في حال تناول مواضيع أخرى في الجلسة، نقوم بمسؤوليتنا الاخلاقية أمام الناس فلا اصطفاف في الموضوع ولا تخندق”، وقال “لا نريد ان نطعن بنظام ولا دستور ولا ميثاقية ولا شراكة، نحن ذاهبون الى معالجة موضوع ملح للبنانيين بالطريقة المتاحة”.

ونظمت جمعية أسفار في مسرح رسالات في منطقة الغبيري في بيروت، حفل توزيع جائزة الشهيد القائد قاسم سليماني العالمية للأدب المقاوم. وحضر الإحتفال حشد كبير من الإعلاميين والسياسيين، وشخصيات دينية وإجتماعية.

وتجدر الإشارة إلى أن “جائزة سليماني العالميَّة للأدب المقاوم” انطلقت في العام 2021 تخليداً وتمجيداً لذكرى سيد شهداء محور المقاومة قائد قوة القدس في الحرس الثوري الاسلامي اللواء الحاج قاسم سليماني، وتعمل لإعلاء شأن الإبداع المقاوم ونقل مسرح قضايا الأمة إلى العالمية وجعلها قضايا إنسانية كبرى تمتلك عناصر قوتها وإثبات قدرة الإبداع للارتقاء بالمزاج الشعبي فناً وموضوعاً وصونه من أي انحراف وابتذال.

كما تهدف إلى، تعزيز ودعم الإبداع للارتقاء الإنساني بقيم الحق والخير والجمال، وإثراء الوعي الثقافي الملتزم، والمساهمة في نشر ثقافة المقاومة من خلال العمل الإبداعي وتعميم النموذج المبدع، وتعزيز حضور المبدع الملتزم بقضاياه وإبزار الطاقات الإبداعية على مستوى الأمة، ونشر نتاجهم الإبداعي، وتحفيز الإبداع من خلال تقديم الجوائز المادية القيمة.

 

 /New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 17-18 كانون الثاني/2023

رابط الموقع                                                                      

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 17 كانون الثاني/2023/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/115016/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1662/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For January 17/2023

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/115018/lccc-lebanese-global-english-news-bulletin-for-january-17-2023-compiled-prepared-by-elias-bejjani/