المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل شباط 26/لسنة 2023

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2023/arabic.february26.23.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ يُوَاضَع، وَمَنْ يُواضِعُ نَفْسَهُ يُرْفَع

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/أحد شفاء الأبرص/«أَمّا هُوَ، فَٱنصَرَفَ وَأَخَذَ يُنادي بِأَعَلى صَوتِهِ وَيُذيعُ ٱلخَبَر»

الياس بجاني/لا حلول كبيرة أو صغيرة بظل احتلال حزب الله

الياس بجاني/أصحاب ووكالات شركات أحزاب لبنان الفجار والتجار والإسخريوتيين

الياس بجاني/ذكرى الشهيدة الطفلة مايا الجميل

الياس بجاني/نص وفيديو:قليلون الذين يقدسون قضية إنساننا اللبناني ويحملون بصدق وعن قناعة راياتها

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الأحد الثاني من الصوم الكبير: أحد شفاء الأبرص

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت 25 شباط 2023

أبرز ممولي «حزب الله» يواجه 20 سنة سجناً في أميركا

الجيش اللبناني يفكك عصابات المخدرات في البقاع

توقيف أحد أبرز ممولي “الحزب” في رومانيا!

“الحزب” يتمسّك بفرنجية ولو دفع ثمنه تفاهم مار مخايل

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

تحذيرات إسرائيليّة من إطلاق حرب لبنان الثالثة.. هل سيتكرّر سيناريو بيغن؟

“الحزب” يتمسّك بفرنجية ولو دفع ثمنه تفاهم مار مخايل/منير الربيع/المدن

المصارف تعود موقتًا… لصرف رواتب موظفي القطاع العام

“الحزب” يضغط للتطبيع مع الشغور.. وضغط معارِض مضاد!

الشغور سيطول وأفق “الترشيحات” مسدود!

لبنان: رئيس الحكومة لوقف استخدام القضاء لحسابات سياسية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

بعد الزلزال… مستقبل “مجهول” ينتظر آخر قرية للأرمن في تركيا

إيران تعلن تطوير صاروخ «كروز» بعيد المدى

إيران تجدد تهديدها بـ«قتل» ترمب وبومبيو و«الحرس» ذكّر الأميركيين والأوروبيين بـ«مدى» صواريخه

«الحرس الثوري»: الانتقام لسليماني هدفنا الأساسي والبيت الأبيض يرجح إرسال روسيا طائرات مقاتلة إلى إيران

إيران لتزويد سوريا بـ«صواريخ دفاع جوي»/بعد أيام من استهداف إسرائيل اجتماعاً في دمشق لـ«تطوير المسيّرات»

البرلمان الإيراني يناقش انخفاضاً قياسياً للعملة المحلية والمشرعون انتقدوا «تناقض» تصريحات المسؤولين

روايات متضاربة من «فاغنر» وأوكرانيا عن القتال قرب باخموت

حزمة عقوبات أوروبية جديدة على روسيا

روسيا وأوكرانيا... حرب مفتوحة وانتصارات مؤجلة

عين موسكو على حدود بولندا... وعقوبات غربية جديدة في الذكرى الثانية للحرب... وتشكيك في مبادرة بكين

«الشرق الأوسط» في كييف... هدوء مشوب بالحذر والتطورات على الأرض وتصريحات أطراف الحرب تنذر بمواجهة أوسع

الأردن… إسقاط طائرة مسيرة مفخخة قادمة من سوريا

بايدن: فكرة تفاوض الصين على نتائج الحرب “غير عقلانية”

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

وداع المرفع أو ما يطلق عليه الأوروبيون اسم كرنفال Carnival/الكولونيل شربل بركات

مِنَ الأرث المثقل إلى الغدِ المأمول/ الأب كميل مبارك/فايسبوك

 وامصرفاه!/بشارة شربل/نداء الوطن

لبنان خلال شهريّن: رئيس أو إنحلال/احمد عياش/النهار

جمعية القرض الحسَن “مصرف ونُصّ”.. المصارف تنحسر والجمعية تتمدد/جان الفغالي/موقع هنا لبنان

المصارف تُمهل الحكومة أسبوعاً لتصحيح “الخلل القضائي”/علي زين الدين/الشرق الأوسط

الرئاسة في سلّة الإهمال دولياً وفي عنق الزجاجة محلياً/غادة حلاوي/نداء الوطن

لبنان بين مؤتمر باريس وإدارة الخراب/سامي كليب/أساس ميديا

تلويح بـ”راجِح الديموغرافيا”: “العدّ” لا يُخيف المسيحيين/راكيل عتيّق/نداء الوطن

ما علاقة طارق البيطار بجعجع وجنبلاط؟/نجم الهاشم/نداء الوطن

القضاة إلى الإضراب مجددًا؟!/يوسف دياب/الشرق الأوسط

ما الذي يريده الإيرانيون؟!/صالح القلاف/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

اعتراف موقوف لدى الجيش بتنفيذ جريمة قتل الشيخ الرفاعي والقوى الأمنية توجهت لمكان جثته.

بعد اختفائه لأيام… الشيخ الرفاعي جثة في عيون السمك!

وقيف مطلقي النار على “الجديد”… ما علاقة “حركة أمل”؟

استشهاد رقيب أول خلال توقيفه أحد السارقين في بيروت

"القوات رداً على ما ورد بجريدة اللواء … ردٌّ حاسم ونهائي!

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

أحد شفاء الأبرص/«أَمّا هُوَ، فَٱنصَرَفَ وَأَخَذَ يُنادي بِأَعَلى صَوتِهِ وَيُذيعُ ٱلخَبَر»

إنجيل القدّيس مرقس01/من35حتى45/قَامَ يَسُوعُ قَبْلَ طُلُوعِ الفَجْر، فخَرَجَ وذَهَبَ إِلى مَكَانٍ قَفْر، وأَخَذَ يُصَلِّي هُنَاك. ولَحِقَ بِهِ سِمْعَانُ وَالَّذين مَعَهُ، ووَجَدُوهُ فَقَالُوا لَهُ: «أَلْجَمِيعُ يَطْلُبُونَكَ». فقَالَ لَهُم: «لِنَذْهَبْ إِلى مَكَانٍ آخَر، إِلى القُرَى المُجَاوِرَة، لأُبَشِّرَ هُنَاكَ أَيْضًا، فَإِنِّي لِهذَا خَرَجْتُ». وسَارَ في كُلِّ الجَلِيل، وهُوَ يَكْرِزُ في مَجَامِعِهِم وَيَطْرُدُ الشَّيَاطِين. وأَتَاهُ أَبْرَصُ يَتَوَسَّلُ إِلَيْه، فجَثَا وقَالَ لَهُ: «إِنْ شِئْتَ فَأَنْتَ قَادِرٌ أَنْ تُطَهِّرَنِي!». فتَحَنَّنَ يَسُوعُ ومَدَّ يَدَهُ ولَمَسَهُ وقَالَ لَهُ: «قَدْ شِئْتُ، فَٱطْهُرْ!». وفي الحَالِ زَالَ عَنْهُ البَرَص، فَطَهُرَ. فَٱنْتَهَرَهُ يَسُوعُ وصَرَفَهُ حَالاً، وقالَ لَهُ: «أُنْظُرْ، لا تُخْبِرْ أَحَدًا بِشَيء، بَلِ ٱذْهَبْ وَأَرِ نَفْسَكَ لِلْكَاهِن، وَقَدِّمْ عَنْ طُهْرِكَ مَا أَمَرَ بِهِ مُوسَى، شَهَادَةً لَهُم». أَمَّا هُوَ فَخَرَجَ وبَدَأَ يُنَادِي بِأَعْلَى صَوْتِهِ ويُذِيعُ الخَبَر، حَتَّى إِنَّ يَسُوعَ لَمْ يَعُدْ قَادِرًا أَنْ يَدْخُلَ إِلى مَدِينَةٍ عَلانِيَة، بَلْ كانَ يُقِيمُ في الخَارِج، في أَمَاكِنَ مُقْفِرَة، وكانَ النَّاسُ يَأْتُونَ إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ مَكَان.

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

فيديو ونص/تأملات إيمانية في عّبر ومفاهيم عجيبة شفاء الأبرص

الياس بجاني/أحد شفاء الأبرص/من أرشيف سنة 2014

https://eliasbejjaninews.com/archives/36696/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86-17/

بالصوت والنص/الياس بجاني: سؤال المؤمن اليوم لنفسه

لمن أعطيت مفتاح قلبي: لله أم للخطيئة ؟ للمحبّة أم للبغض؟ للصفح أم للغفران؟...أَلا تَعْلَمُونَ أَنَّكُم عِنْدَمَا تَجْعَلُونَ أَنْفُسَكُم عَبيدًا لأَحَدٍ فَتُطيعُونَهُ، تَكُونُونَ عَبيدًا للَّذي تُطيعُونَه

Don’t you know that to whom you present yourselves as servants to obedience, his servants you are whom you obey

 

فيديو ونص/تأملات إيمانية في عّبر ومفاهيم عجيبة شفاء الأبرص

الياس بجاني/أحد شفاء الأبرص/

https://www.youtube.com/watch?v=D-JHcdLU3m8

 

لا حلول كبيرة أو صغيرة بظل احتلال حزب الله

الياس بجاني/25 شباط/2023

محاربة الفاسد استحالة دون تطبق القوانين والمحاسبة وهذا حلم لن  يتحقق مع الإحتلال الإيراني. مع الحزب اللاهي فالج لا تعالج

 

أصحاب ووكالات شركات أحزاب لبنان الفجار والتجار والإسخريوتيين

الياس بجاني/25 شباط/2023

أيهما أهون على السيادي والحر، زلط 20 كيس ملح ميلو أحمر، أو الثقة ولو بواحد من أصحاب شركات أحزابنا التعتير ؟ شخصياً منفضل نزلط كياس الملح، وانتو شو؟

 

ذكرى الشهيدة الطفلة مايا الجميل

الياس بجاني/23 شباط/2023

نرفع الصلاة اليوم لرحة نفس الطفلة الشهيدة مايا بشير الجميل، ولكل شهداء قضيتنا السيادية والإستقلالية اللبنانية المقدسة

 

الياس بجاني/نص وفيديو:قليلون الذين يقدسون قضية إنساننا اللبناني ويحملون بصدق وعن قناعة راياتها

الياس بجاني/22 شباط/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/116053/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%86%d8%b5-%d9%88%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88%d9%82%d9%84%d9%8a%d9%84%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%8a%d9%86-%d9%8a%d9%82%d8%af/

قليلون الذين يقدسون قضية إنساننا اللبناني ويحملون بصدق وعن قناعة راياتها حقوقاً وهوية وكياناً وتاريخياً ومصيراً وكرامات.

على قلتهم العددية ومحدودية إمكانياتهم المالية والشعبية هم فعلاً رسل بشارة، وخميرة مباركة، وشعاع ساطع يفعلون فعلهم الإيماني بتقوى وثبات.

يتحسسون أوجاع ناسهم ويشاركونهم همومهم والصعاب.

يأخذون بيد المتعثرين والمغرر بهم في مسالك النضال، من أجل ثوابت كيان وطن الأرز وهويته والأخلاق.

يقاومون بالتقوى والمثل الصالح، أفعال أنسال الأبالسة من عشارين وانتهازيين وطرواديين.

يقوون إيمان المترددين وضعفاء النفوس، ولا ييأسون أو يتراجعون مهما كانت الأثمان.

يعرون بشجاعة أطماع وألاعيب تجار الأرزاق والأعناق.

لا يترددون في شهر سيف الحق وإعلاء شأنه في وجه لصوص القيم والمبادئ وتجار المقاومة والوطنية.

هم قوم أحرار الفكر والعزيمة، ضميرهم حي، ولا يباعون ولا يشترون.

يجاهرون بالحقيقة ويشهدون لها بجرأة وثقة بالنفس، مهما قسَّت الظروف وازداد عدد المشككين والمفترين، وذلك دون الالتفات إلى كل ما هو ضغوط ومنافع ومصالح ذاتية.

لا يرتضون حياة الأغنام التي تساق إلى المسالخ، ولا يقبلون أدوار الأتباع والحواشي.

لا يماشون أحد "على العمياني"، ولا يُسيَّرون بالريموت كونترول.

هم ينتقون فقط خياراتهم ونوعيتها وطرق بلوغ مآربها.

أساس خياراتهم قناعات راسخة، ووعي متأني، وعمق فكري وشفافية في التعاطي مع الغير.

لا يرهبهم تهديد، ولا يخيفهم وعيد، ولا تلّين مواقفهم إغراءات ومراكز.

تُنفرهم وتستفزهم أساليب الفرض والقهر والتجني من أي جهة أتت، وتقززهم آفات "نفخة الصدر" الفارغة والغباء، كما التطاول على الأشراف و"الأوادم".

يغلِّبون المصلحة الوطنية على ما عداها، وباستمرار يفاخرون بهويتهم وتاريخهم والتراث.

الإنسان بمفهومهم هو وقفة عز وكبرياء.

مقتنون افعالاً وأقوالاً بأن من لا موقف له يفقد إنسانيته والكرامة، ومعها نعمتي الحرية والبصيرة.

في عرفهم يبقى الإنسان مقعداً وعاجزاً وإرادته مسلوبة إن لم يمتلك الشجاعة والحوافز التي تؤهله لاتخاذ المواقف طبقاً لمعطيات وقناعات الحق ومعايير القانون والعدل.

يرون في ممارسات المتلونين والحربائيين وصمة عار على مجتمعاتنا والوطن، ووباءً قاتلاً يتوجب استئصاله.

يحتقرون المتخلي عن حريته والراضي بالذل والهوان، يشفقون على حال مدمني الركوع والخنوع طوعاً.

ربي قوي إيمان الأحرار ورافعي راية الحق من أهلنا وقياداتنا والمراجع، فهؤلاء رسل سلام ومحبة حاملين صليب وقضية وطني الأم، لبنان.

إنهم يشهدون للحق كما علمنا كتابنا المقدس، "من يشهد للحق الحق يحرره".

نختم بالقول المقدس: "لأنك لست ساخناً ولا بارداً، بل فاتراً سوف أبصقك من فمي".

ومن له أذنان للسمع فليسمع

*عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

الياس بجاني/نص وفيديو:قليلون الذين يقدسون قضية إنساننا اللبناني ويحملون بصدق وعن قناعة راياتها

https://www.youtube.com/watch?v=JtpfNV-Ekz4

الياس بجاني/22 شباط/2023

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

الأحد الثاني من الصوم الكبير: أحد شفاء الأبرص

من كتاب الإنجيل الطقسيّ (بكركي-2005)

https://eliasbejjaninews.com/archives/36696/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86-17/

هذا الأحد يذكّرنا بأعجوبة شفاء الأبرص، وهي الأولى في الإنجيل بحسب متّى. فيها عبّر يسوع عن عظم محبّته للإنسان المنبوذ بعيدًا عن ذويه ومجتمعه، لأنّ حنان الله اللامتناهي جعله يحنو على الضعيف، ويعطف على البشريّة المريضة، ويداويها برفق، ويكسر القيود التي كانت تفصل الإنسان عن أخيه الإنسان.

1 -  الرسالة (روم 6/12-18): بالمعموديّة يموت المؤمن عن الخطيئة، لكنّه يبقى معرّضًا للخطيئة. فعليه أن يلتزم بالإيمان التزامًا جدّيًّا، ويموت حقًّا عن حياة الخطيئة، ليحيا حقًّا حياة النعمة في المسيح، مائتًا وقائمًا من الموت حيًّا. لقد حرّرنا المسيح من عبوديّة الخطيئة والشريعة ورسومها المادّيّة، فعلينا أن نخدمه بطاعة الإيمان والبرّ والقداسة بحرّيّة أبناء الله. والتطبيق على موضوع الأحد واضح، لأنّ البرص مرض رهيب، بالغ الأقدمون في الاحتياط ضدّ العدوى منه، حتّى اتّخذ طابعًا دينيًّا، إذ اعتُبر منجّسًا للإنسان، ينبذه عن الجماعة المؤمنة. ولكي يستعيد الأبرص مكانه في شعب الله المقدّس، كان عليه أن يؤكّد للناس شفاءه بتتميم بعض الفرائض الدينيّة الرسميّة.

أمّا قراءات الأسبوع فمتنوّعة، لكنّها كلّها مركّزة: قراءة الإثنين (1 تس 3/6-13) تركّز على فرح الرسول بولس بأخبار طيموتاوس الطيّبة عن إيمان كنيسة تسالونيكي الناشئة، رغم المشاكل المختلفة المطروحة فيها، بعد أشهر معدودة من تأسيسها، ويتمنّى بولس أن يكمّل إيمانهم، ويطلب لهم زيادة محبّة وثبات في القداسة حتى مجيء الربّ. وقراءة الثلاثاء (غل 2/11-17) تركّز على المشاركة في الموائد وفي الإفخرستيّا بين المسيحيّين من أصل يهوديّ والمسيحيّين من أصل وثنيّ في قلب الكنيسة الأولى، في أنطاكية، وعلى مداخلة بولس الذي رأى في موقف بطرس مساومة على المسيحيّين المهتدين من الأمم، وخطرًا يُهدّد الكنيسة بالانقسام، ومن ثمّ خروجًا على حقّ الإنجيل. وقراءة الأربعاء (روم 3/19-27) تصف انتصار الإنجيل على شقاء البشريّة الخاطئة، الذي حقّقه الله في المسيح يسوع، فمنح الغفران الكامل لجميع التائبين المؤمنين. وقراءة الخميس (فل 4/4-10) تركّز على أنّ الوجود المسيحيّ على الأرض هو فرح وعمل في الربّ، وانفتاح واستعداد لملاقاة وجه الله الكريم في كلّ حين، وعيش الفضائل كلّها. ورسالة الجمعة (روم 1/18-25) وصف سلبيّ لشقاء العالم الوثنيّ بدون الإنجيل: لقد عرف الله، لكنّه لم يعبد الله، بل عبد أصنامًا، واستسلم لكلّ أنواع الرذائل، نتيجة حتميّة لضلاله الدينيّ. ورسالة السبت (عب 12/28-13/9) تركّز على العبادة المرضيّة لله بخشوع وتقوى تليق بالعهد الجديد، وتعطي مبادئ عمليّة لمواقف مسيحيّة تجسّد العبادة المرضيّة لله، التي تتخطّى الطقوس الخارجيّة، إلى عمق ضمير الإنسان ووجدانه.

2 -  الإنجيل (مر 1/35-45): إنّ البرص، في نظر اليهود، أشنع مرض، وأقسى عقاب يعاقب به الله الإنسان الخاطئ. فقد كان الأبرص يُمنَع من مخالطة شعب الله، ويُبعَد عن الجماعة المقدّسة. أتى الأبرص إلى يسوع متوسّلاً بثقة تامّة، غير عابئ بما تنصّ عنه التوراة، فمدّ يسوع يده ولمسه وقال له: قد شئتُ فاطهر! فطهُر بدون إسراف في الكلام، ولا إكثار في الحركات، بل ببساطة القادر ورأفة المخلّص. قبل شفاء الأبرص، كان يسوع قبل طلوع الفجر يصلّي، مخصّصًا وقتًا طويلاً للصلاة والتأمّل، ولعلاقته بالآب السماويّ، أمّا الناس فكان همّهم الأوّل أن يحصلوا على الشفاء من يسوع، ويسوع كان يشفيهم باللمس والكلمة. وهذا ما لا يزال يحدث للمؤمنين في ليتورجيّا القدّاس، في مناولة جسد الربّ، وسماع كلمته. وكما راح الأبرص ينادي بأعلى صوته ويذيع الخبر، هكذا على كلّ مؤمن عاش خبرة اللقاء مع يسوع، وعلى كلّ خاطئ شفاه يسوع من خطيئته وأعاده إلى فرح العيش ضمن الكنيسة بحرّيّة أبناء الله، أن يتحوّل إلى رسول يذيع البشرى!

أمّا قراءة الإثنين فتركّز على سلامة العين الروحيّة بنظرة إيمانيّة صحيحة وصلة روحيّة بالله والناس صافية، وحرّيّة القلب من حبّ المال (متى 6/22-24)؛ وقراءة الثلاثاء تشدّد على ضرورة الصلاة إلى الله الذي يمنح الصالحات للّذين يسألونه (متى 7/7-12)؛ وفي قراءة الأربعاء، يأبى يسوع أن يعطي سائليه آية كونيّة خارقة، بل أشار إلى آية موته وقيامته معبّرًا عنها بآية يونان النبيّ (متى 12/38-45). وقراءة الخميس تعطينا مثل الزارع الواثق من غلَّة أرضه رغم كلّ الأخطار. وكذلك البشرى بالملكوت تنتصر في النهاية على كلّ العقبات، ويسوع يدعونا إلى أن نكون تربة صالحة تثمر فيها كلمة البشرى (لو 8/4-15). وقراءة الجمعة تشدّد على الغفران في مثل العبد القاسي الذي عفاه سيّده من دين بستّين مليون دينار، ولم يعفُ هو بدوره لرفيقه من دين بمئة دينار فقط!! (متى 18/23-35). وقراءة السبت تركّز على التينة التي يبست، وهي في الأصل رمز للشعب الذي لم يؤمن، ولكنّها صارت في مفهوم الإنجيليّ دليلاً على مفعول الإيمان والصلاة (مر 11/19-25).

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت 25 شباط 2023

وطنية/25 شباط/2023

 مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

"عندما تتغير النفسيات يمكن الوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، ويبدو ان تغير النفسيات من عاشر المستحيلات". هذا الكلام لمصدر مسؤول نَعى فُرَصَ الاختراق الإيجابي للطريق الرئاسي، مضيفا" أنه صار من الواجب الإعتراف بأن الأفق أصبح مسدودا" بالكامل... ولدى سؤال من جريدة الجمهورية عن رجاءٍ بألاَّ يَطيرَ الانتخاب نهائياً ردّ المصدر المسؤول بسؤال: "وهل ثمة ما يشير الى غير ذلك؟.. يجب أن نصارح اللبنانيين بأنه لم تعد ثمة إمكانية داخلية لانتخاب رئيس بالتوافق ومع الأسف علينا أن نتعايش مع التعطيل وإلى أجل يُخشى أن يكونَ بعيدا" جدا"...

وأردف المصدر: "أنا لا أغفل في كلامي أن كل الاحتمالات المتعلقة بالانتخاب ممكنة في أي لحظة ولكنْ في الوضع الذي نحن فيه بَدَلَ أن يتكتّلَ البعضُ حول مصلحة البلد فإنهم تكتلوا للتعطيل وقد نجحوا في تخريب المسار الرئاسي ومنع الانتخاب.. "لبنان يدفع ثمن الوضع الشاذ على كل المستويات وحتى على سلطاته.. وكلما طال الأمر سيكون حجم المرارات أكبر والخسارات أكثر وأما الخاسر الأكبر فهم المسيحيون والموارنة خصوصا بانتفاء دور وحضور موقعهم الأول في الدولة"..

هل من مبادرات داخلية يمكن أن تُطلَقَ لتصويب المسار؟ أجاب المصدر المسؤول :"سبق للرئيس بري أن بادر ودعا الى حوار من أجل التوافق على أنه الطريق الوحيد لانقاذ رئاسة الجمهورية وانتخاب الرئيس، وكذلك حاول وليد بك وأخفقت كل المحاولات... وأنا مقتنع بأن التوافق بين الأفرقاء السياسيين في الداخل غير ممكن.. وهو ممكن فقط إذا تغيرت النفسيات ويبدو هذا الأمر من عاشر المستحيلات"...

بالتوازي وفي خضم تطورات صاخبة عالميا وإقليميا ووضعٍ لبناني صعب ومستعصي داخليا أكد مصدر دبلوماسي في باريس أن ما جرى تداولُه في لقاء باريس الخماسي منذ عشرين يوما في شأن لبنان تستمر متابعتُه حرصا على دعم الاستقرار وإحاطة الأوضاع في لبنان ومساعدةِ الأفرقاء السياسيين اللبنانيين من أجل الوصول الى انفراج في موضوع انتخاب رئيس للجمهورية... أوساط أخرى تعوّل على أجواء تقارب سوري-سعودي عام علّها تؤثر في موقف الرياض ويحصل الانتخاب الرئاسي.

أما جريدة اللواء فقد نشرت أن انتخاب رئيس المردة سليمان فرنجية رئيسا" للجمهورية سَيَحْضُرُ قريبا" في لقاء بين الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والنائب جبران باسيل.

حكوميا جلسة برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي التاسعة من صباح الاثنين المقبل في السراي وبجدول محدود من ثماني مواد.

والأسبوع المقبل أيضاً ستحصل محاولات معالجةٍ رسمية للجم سعر الدولار وكذلك للموضوع القضائي-المصرفي.

لكنَّ النبأ المريب هو ما بثَّه موقع ليبانون 24: أنّه تم تأكيد مقتل إمام مسجد بلدة القرقف في عكار الشيخ أحمد شعيب الرفاعي بعد اعتراف موقوفين بهذا الأمر بحسب موقع أربعة وعشرين.

وقد انتقلت عصراً القوى الأمنيّة إلى منطقة ضهور حسين في عيون السمك - قضاء المنية، لنقل الجثة التي ذُكر أنّه تمّ رميها هناك...

وفيما التحقيقات مستمرة أفادت معلومات غير رسمية بأن إبن رئيس بلدية القرقف علي الرفاعي و المدعو م. م. اعترفا بقتل الشيخ أحمد الرفاعي فيما توارى آخرون مشاركون ودائما بحسب معلومات من مصادر غير رسمية... الشيخ خلدون عريمط أعلن مساء اليوم أن دار الفتوى تدعو أهالي القرقف إلى الهدوء وعدم الثأر والاحتكام إلى القانون.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

الإشكال الذي أثارته القاضية غادة عون مع المصارف إنتهى مبدئياً، لكنه تحت الاختبارِ عملياً! فالمؤسّسات المصرفيّة ستعاود عملَها بحذر بدءاً من الإثنين، وستراقب ما ستفعلُه عون، وما ستقومُ به الأجهزةُ الامنية. فاذا تبيّن لها أن هناك التزاماً بالإتفاق الذي عُقد مع رئيس الحكومة فإنَّ المصارف لن تعاود الإضرابَ من جديد. أما إذا تبيّن العكس فإنَّ القطاع المصرفي سيعود إلى الإضراب، مع كل ما يُخلِّفه إضرابُه من تداعيات مدمّرة على الواقع الإقتصاديِّ ككل. وفي الإطار عينِه قال الرئيس نجيب ميقاتي اليوم إن الموقف الذي اتخذه عبر الكتاب الموجّه الى وزير الداخلية بسام المولوي كان الهدفَ منه وقفُ مسارٍ خطير في استخدام القضاءِ والقانونِ لتصفية حساباتٍ سياسية، ولم يكن بقصد حمايةِ أحد. وعليه، فإنَّ سؤالا يُطرح: طالما أنّ المعركة بين غادة عون، والقطاعِ المصرفي، ومصرفِ لبنان معركةٌ بحسابات سياسية، كما قال رئيسُ الحكومة، فهل ستتوقّف الإثنين؟ أم أنَّ الطرف السياسي الذي يؤجّج النار، أي التيارُ الوطني الحر ورئيسُه جبران باسيل، لن يتوقف عن إثارة المعارك العبثية المدمرة قبل أن يهدِم ما تبقى على رؤوس اللبنانيّين؟

في الاثناء يستعد مجلس الوزراء للاجتماع الاثنين لاقرار جدول اعمال الضرورات القصوى. ومع ان بند التمديد لمدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم غير مدرج على جدول الاعمال، لكن من غير المستبعد ان يُطرح الموضوع وان يُصار الى ايجاد مخرج له ، وخصوصا ان ابراهيم يحال على التقاعد بعد يومين تماما من انعقاد مجلس الوزراء. أمنيا، تم العثور على جثة الشيخ احمد الرفاعي بعد خمسة ايام على خطفه. وقد تأكد ان لا ابعاد سياسية لقتل الشيخ الرفاعي، وان الاسباب شخصية بحت. مع ذلك فان الجيش انتشر بشكل مكثف في قرية الشيخ الرفاعي القرقف، خوفاً من اي ردة فعل غير محسوبة. على الصعيد الرئاسي، المواقف على حالها ولا جديد فيها. تطور واحد فقط برز، ويتمثل في الزيارة التي يقوم بها النائبان تيمور جنبلاط ووائل ابوفاعور الى المملكة العربية السعودية. ومع ان الزيارة تتم بدعوة من الجالية اللبنانية في المملكة، لكن من غير المستبعد تحديد مواعيد مع مسؤولين سعوديين معنيين بالملف اللبناني. ووفق مصادر مطلعة فان السعودية لم تبدل رأيها في ترشيح سليمان فرنجية للرئاسة، ولا تزال تعتبره مرشح حزب الله. كما ان المصادر عينها تؤكد ان وليد جنبلاط لن يغرد خارج سرب المملكة في الموضوع الرئاسي، وبالتالي فهو ليس في وارد تبني ترشيح فرنجية او مسايرة الرئيس نبيه بري بهذا الموضوع. وقد يكون الموقف الجنبلاطي الواضح هو ما حمل بري على وقف تجميع اصوات نيابية لمصلحة فرنجية!

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

جُمهوريةُ فَرع المعلومات وَضعت اليد على جريمتين: إحداها كادت تأخذ البلاد الى جمهوريات من الفتنة والاتهامات المبنية على قواعد َطائفية والسباقِ نحو الاهداف المحددة مسبقاً فقد تمكنت الشعبة من فك غموض الاختفاء الذي دام ثلاثة ايام للشيخ احمد الرفاعي واتضح ان الجريمة كانت بابعاد عائلية مزمنة وتم القبض على اربعة اشخاص متورطين في الخطف احدُهم اعترف بتفاصيل الاستدراج. وقالت مصادر امنية للجديد ان العملية نُفذت على خلفية نزاعات بين الشيخ واقاربه عمرها اكثر من عشر سنوات. وقد توصلت شعبة المعلومات الى المعطيات شبه الكاملة والتي تؤكد ان الشيخ فارق الحياة واسست هذه الجريمة للعديد من الفرضيات السياسية واتهاماتٍ سِيقت ضد جهاتٍ ومرجعيات وقوىً واجهزة وتحديدا ضد الامن العام وهو الجهاز الذي غالباً ما يعمل على خط سير تحرير المخطوفين والرهائن وليس العكس لكنه وُضع اليوم في عين العاصفة بسبب معاملاتٍ مرفوضة لاحد المستفيدين.

وفي يوم المعلومات الطويل وبمولوتوف ٍرجعي تمكنت الشعبة من توقيف المعتدين على قناة الجديد بعد مرور اكثر من شهرين على الاعتداء والفاعلان هما علي حيدر عساف ومهدي علي عقيل المنتميان الى حركة امل وقد اعترفا بأنهما أقدما على اطلاق الرصاص الحي عبر سلاح حزبي يملكه عقيل في منزله لكنْ ابعد من شخصين متهمين.. ماذا عن غطائهما السياسي، وكيف ستبرر أمل هذا الاعتداء الذي قد يعطيه الرئيس نبيه بري غداً الصِفةَ التشريعية والجديد اذ تتابعُ هذه القضية لدى تحري بيروت والقضاء، فإنها تسأل عن أدوارٍ ارفعَ من عنصرين اثنين فـ لعساف وعقيل عقلٌ مدبّر.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

وهج الإستحقاق الرئاسي خافت في ظل غياب اي اندفاعة داخلية أو خارجية ذات صلة به.

في المقابل حراك حكومي بقوة دفع من ثالث جلسة لمجلس الوزراء بهيئة تصريف الأعمال تعقد بعد غد الإثنين. الجلسة المؤمن نصابها القانوني يتضمن جدول أعمالها ثمانية بنود تكتسب طابع الإلحاح. ورغم أن بعض هذه البنود يتصل بحقوق لموظفي القطاع العام إلا أن إضراب هؤلاء مستمر ومن بينهم أساتذة التعليم الرسمي. ذلك أن هؤلاء ينتظرون حصاد الجلسة ليبنوا على الشيء مقتضاه نافين أن يكون الأساتذة "مكبرين الحجر" بحسب ما أبلغ أمين سر رابطة التعليم الثانوي حيدر خليفة الNBN قائلا إننا نأمل أن نلمس الإثنين جدية لأننا مستعجلون لإنهاء الإضراب أكثر من أهالي الطلاب، فهل يحصل الإنفراج ويتم إنقاذ العام الدراسي؟

إنفراج نسبي سجل على خط المصارف التي علقت إضرابها لمدة أسبوع ما يتيح للموظفين والعسكريين قبض رواتبهم آخر الشهر كما سيشكل هذا الإنفراج فسحة لاستكمال المعالجات على المسار القضائي- المصرفي. وفي هذا الشأن كلام للرئيس نجيب ميقاتي فيه أن الكتاب الأخير الذي وجهه إلى وزير الداخلية لم يكن المقصود به حماية أحد أو تأمين الغطاء لمخالفات أحد داعيا القضاء إلى معالجة ما اعترى مساره من تجاوزات وشطط ومشددا على أن هدفه حماية القطاع المصرفي.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

جراح أعزت الأمة، وأبرأت بأوجاعها – ولا تزال – جراح الوطن، فكان العطاء بلا حدود من اجل القضية والراية التي لم ولن نسقطها. في يوم الجريح المقاوم يقف اهل الوفاء إجلالا لمن قدم بلا مقابل، وحمل أوجاعا مدى الزمن، لكي يخفف اوجاع اهله ووطنه. فكل التحية والوفاء لأهل الجراح. أهل التضحية والفداء.

في الوطن الجريح، النزف على حاله، ولا من يقدر الى الآن على إبرائه – إن اقتصاديا أو سياسيا. فبعد تهشيم القضاء كرمى لعيون المصارف، ينتظر اللبنانيون ما سيؤول إليه الوقف المشروط لإضراب جمعية المصارف، ومدى تأثيره على السوق ودولاره الاسود الذي لا زال أقوى الاسلحة الفتاكة بيد اولائك المضاربين الحقيقيين. ومع الأزمات التي تضرب من كل حدب وصوب، مشت الحكومة بعنوان الضرورة نحو جلسة رابعة الاثنين المقبل، بدعوة من رئيسها نجيب ميقاتي، عسى أن تتمكن من مناقشة حلول تحقق اختراقا في جدار الاضراب الذي يعم القطاع العام، ويخنق العام الدراسي الرسمي.

أما المشهد الرئاسي فعلى اختناقه، ولا من يريد ان يمنحه بعض الامل بحوار جدي ينهي الفراغ ويخفف من الاختناق. فانتظار الخارج لن يحل لهم المشكلة ــ بحسب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين ــ لان هذا الخارج هو من اوجد المشكلة، فيما مفتاح الحل، بحسب رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، بان نتفاهم داخليا برؤية اقليمية منفتحة لمصلحة بلدنا، ونأتي برئيس يستطيع ان يدير هذه المرحلة.

وفي ظل الصخب الذي يخيم على المنطقة في هذه المرحلة الدقيقة، خرقت ايران المشهد بصاروخ فرط صوتي، اخرس الكثير من اصوات التبجح لدى اعدائها في المنطقة. صاروخ قال قائد القوات الجوفضائية في الحرس الثوري الاسلامي العميد أمير علي حاجي زادة ان رسالته واضحة.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

عمليا، كما في ملف اجتماعات الحكومة، كذلك في قضية القضاء: فشلت كل المواقف والمساعي، في ثني رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي عن سياساته الخاطئة، سواء بالإصرار على عقد اجتماعات غير دستورية ولا ميثاقية للحكومة، او بالتدخل السافر في عمل القضاء، من خلال الكتاب الأخير الذي أرسله إلى وزير الداخلية، ومفاده الطلب إلى الضابطة العدلية عدم التعاون مع مدعي عام جبل لبنان القاضية غادة عون.

فقد كرر ميقاتي اليوم ان الموقف الذي اتخذه كان يهدف الى وقف مسار خطير في استخدام القضاء والقانون لتصفية حسابات سياسية. ورد على مجلس القضاء الاعلى بالقول: مع احترامي الشديد للمجلس واعضائه، عليه ان يقوم بدوره الكامل في معالجة الوضع القضائي لاحقاق الحق والعدالة على الجميع، ووقف الشطط والمخالفات التي تحصل والبت بالمراجعات الكثيرة التي تقدم بها متضررون. وعلى كل معترض ان يقرأ نص كتابي بحرفيته، قبل اطلاق الاعتراضات والمواقف بخلفيات سياسية.

على هذا الكلام، علقت القاضية عون عبر تويتر بالقول: ميقاتي يطالب بوقف المسار القضائي الخطير. كيف يعني؟ فهمنا! لازم نروح نطلب اذن منك تنفتح دعوى؟ معقول رئيس وزراء بيخالف الدستور بهذا الوضوح ومش فرقانة معه لا القوانين ولا القضاء؟ واضافت القاضية عون: لازم تفهم يا دولة الرئيس، انو حقوق الناس مش خاتم بخنصرك وانو في قضاة مستعدين يستشهدوا كرمال الحق.

هذا على خط تدخل رئيس حكومة تصريف الاعمال بعمل القضاء. اما على الجبهة الرئاسية، فاللافت اليوم تسريب خبر مفاده ان تسوية يجري العمل عليها لانتخاب سليمان فرنجية وتكليف نواف سلام، بغطاء من القوات اللبنانية التي ابدت استعدادها لتأمين النصاب.

هذه التسريبات ردت عليها القوات ببيان نفي، مجددة رفضها وصول رئيس المردة. غير ان اوساطا سياسية متابعة علقت عبر الأوتيفي بالقول: بالنسبة لموقف القوات من فرنجية: ما تقول فول، ليصير بالمكيول. فيا ما اتخذ سمير جعجع مواقف وتراجع عنها، من مقولة “وهل تسأل القوات عن موقف من الطائف”، إلى التراجع عن قانون اللقاء الارثوذكسي، الى الانقلاب على عهد الرئيس عون، مرورا باعتبار رياض سلامة أحد انجح حكام المصارف المركزية، وإن غدا لناظره قريب.

 

أبرز ممولي «حزب الله» يواجه 20 سنة سجناً في أميركا

الجيش اللبناني يفكك عصابات المخدرات في البقاع

واشنطن: إيلي يوسف - بعلبك (شرق لبنان): حسين درويش /الشرق الأوسط/26 شباط/2023

أعلن المدعي العام الأميركي بريون بيس، اعتقال اللبناني محمد إبراهيم بزي (58 عاماً)، الذي يحمل أيضاً الجنسية البلجيكية، بعد وصوله إلى العاصمة الرومانية بوخارست، أول من أمس (الجمعة). وسبق أن صنفت وزارة العدل الأميركية بزي عام 2018 «إرهابياً عالمياً»، وقالت إنه ممول رئيسي لـ«حزب الله»، وعرضت 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تساعد في كشف مكان وجوده. وطلبت واشنطن من سلطات رومانيا تسليمه لمحاكمته في الولايات المتحدة مع لبناني آخر هو طلال شاهين (78 عاماً). وتتضمن التهم الموجهة ضد بزي وشاهين؛ التآمر لدفع أفراد أميركيين لإجراء معاملات غير قانونية مع مؤامرة إرهابية عالمية وغسيل أموال. ويعاقب على كل من التهم الثلاث الواردة في لائحة الاتهام بالسجن لمدة تصل إلى 20 عاماً. ووفقاً لتصنيف مكتب مراقبة الأصول الأجنبية الأميركي، يعد بزي ممولاً رئيسياً لـ«حزب الله»، وأمن له ملايين الدولارات على مر السنين، التي نتجت عن أنشطته التجارية في بلجيكا ولبنان والعراق وجميع أنحاء غرب أفريقيا. وفي شرق لبنان، نجح الجيش في تفكيك شبكات للاتجار بالمخدرات وتصنيعها وتهربيها وتوقيف متهمين بارتكاب جرائم أخرى، مثل الخطف والسرقة في منطقة البقاع. وتشكل هذه الحملة الأمنية جزءاً من مسار طويل بدأه الجيش مطلع العام الماضي. ويتحدث السكان في تلك المنطقة عن ارتياحهم لإجراءات الجيش التي «قوضت إلى حد كبير نشاط العصابات والخارجين عن القانون».

 

توقيف أحد أبرز ممولي “الحزب” في رومانيا!

النهار/25 شباط/2023

أعلنت وزارة العدل الأميركية أنّ السلطات الرومانية اعتقلت، الجمعة، اللبناني محمد إبراهيم بزي أحد أبرز ممولّي “حزب الله”، والمُدرَج على لائحة الإرهاب الأميركية منذ 2018، لدى وصوله إلى مطار بوخاريست. ويحمل بزّي، الذي يبلغ من العمر 58 عاماً، الجنسيّتَين اللبنانية والبلجيكية. وكانت واشنطن قد رصدت مكافأة بـ10 ملايين دولار مقابل معلومات عن مكان تواجد بزّي، الذي ساهم بدعم “حزب الله” وتمويله على مدى سنوات، وفق وزارة العدل الأميركية. من جهته، قال المدعي العام الأميركي في بروكلين بريون بيس: “اعتقد محمد بزّي أنّ بإمكانه نقل مئات آلاف الدولارات سرّاً من الولايات المتحدة إلى لبنان من دون أن تنتبه له أجهزة إنفاذ القانون”، مؤكداً أنّ “اعتقاله اليوم يبرهن أنّه كان مخطئاً”. وسيتم ترحيل بزّي، بالإضافة إلى مواطن لبناني آخر يُدعى طلال شاهين ويبلغ من العمر 78 عاماً، من رومانيا إلى الولايات المتحدة. يُذكر أن بزّي يدير أعمالاً تجارية في دول عدة مثل بلجيكا ولبنان والعراق وفي غرب أفريقيا، وتخضع شركاته إلى عقوبات أميركية. وكانت وزارة الخزانة الأميركية قد صنّفته على لائحة الإرهاب العالمية في 17 أيار 2018.

 

“الحزب” يتمسّك بفرنجية ولو دفع ثمنه تفاهم مار مخايل

اللواء/25 شباط/2023

تفاجأ النائب جبران باسيل بتمسك حزب الله برئيس تيار المردة سليمان فرنجية حتى لو كان الثمن تفاهم مار مخايل، طبعاً، لم يكن موقف الحزب نابعاً من استهتاره بحليفه او بالتحالف معه بقدر ما كان تعبيراً عن استياء عارم من سياسة الابتزاز التي يمارسها باسيل عن كل مشكلة، وفق أوساط مقربة من “الثنائي الشيعي”. وعلى الرغم من ذلك ظل متمسكاً بالرجل على القاعدة التي أعلنها الأمين العام للحزب حسن نصر الله، “إذا وضعنا يدنا بيد أحد، لا نبادر الى سحبها الا إذا أراد الحلفاء ذلك”. وتحدثت المصادر، عن تحضيرات جدية لأن يلتقي نصر الله النائب بباسيل ليس بسبب البحث بإمكان تعويم “تفاهم مار مخايل” فهذه مسألة أصبحت من الماضي، بعدما انتهى التفاهم بصيغته المعلنة الى غير رجعة (حسب قيادي بارز في الحزب)، بل للبحث في الخيارات الرئاسية وإمكان تقديم ما يمكن لباسيل في ضوء تمسك حزب الله بترشيح فرنجية الى نهاية الشوط، أي ايصاله الى الرئاسة الأولى.

 

تفاصيل متفرقات الأخبار اللبنانية

تحذيرات إسرائيليّة من إطلاق حرب لبنان الثالثة.. هل سيتكرّر سيناريو بيغن؟

موقع عربي 21/25 شباط/2023

وعبّر الضباط عن شعور مشترك بات يساور المزيد والمزيد من الإسرائيليين الذين يرون تشابهاً جوهرياً بين تحرك حكومة نتنياهو الحالية، مع ما حصل من حرب حينها قبل 50 عاماً، وأسمتها إسرائيل في حينه بأنها “حرب الوجود الفورية على الدولة، مع أنه لو نجحت القوات السورية في عبور الجولان إلى الجليل، لكانت نهاية إسرائيل فورية”.وفي مقاله، أضاف ميلار: “إذا مرّت التغييرات القانونية التي تروّج لها حكومة الائتلاف اليمينية الحالية، فسوف تستمر عملية تفكك الدولة والمجتمع الإسرائيلي لعدة سنوات قادمة، وإذا كان علينا المقارنة، فإنني أدرك تشابهًا بما يحصل اليوم من تطورات إسرائيلية داخلية مع حرب لبنان الأولى 1982، لأنه بعد انتخابات الكنيست قبلها بعام واحد في 1981، تم تعيين أريئيل شارون وزيرًا للحرب في حكومة بيغن الثانية، وكانت حكومة “يمينية كاملة بدون يسار”.وأكد أن “شارون في حينه، جنرال قوي لكنه سياسي عديم الخبرة، استغل ضعف رئيس الوزراء، وقرر تنفيذ رؤية سياسية-استراتيجية يمينية صاغها من مهمة تاريخية، والهدف: إحلال الهدوء الأمني في الشمال، وإلحاق الهزيمة بمنظمة التحرير في لبنان بالقوة، وتعزيز إقامة الدولة الفلسطينية في الأردن، وإحلال السلام مع بيروت، واثقاً من سلامة طريقه، وكالعادة مدعوماً بخطة عسكرية فاعلة، إيمانا بالجيش الإسرائيلي وقدراته، وبالفعل فقد شرع في عدوانه، زاعما أنها واحدة من أكثر الحروب المبررة في إسرائيل، رغم أنها لم يسبقها نقاشات معمقة”.وأشار إلى أن “حرب سلامة الجليل انطلقت بالاستفادة من ظروف الساعة، وهي محاولة اغتيال السفير الإسرائيلي في إنجلترا شلومو أرغوف، بالتزامن مع تصاعد الاحتجاجات الداخلية، والتهديدات”، وتابع: “إزالة تهديد منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان بعد الحرب بوقف نيران الكاتيوشا لم يمنع التشابك والانهيار الذي استمر سنوات عقب دخول حزب الله لملء الفراغ الناشئ، والنتيجة أن شارون طرد من وزارة الحرب، وفقد بيغن قبضته على عجلة القيادة، وقال: “لا يمكنني فعل ذلك بعد الآن”. ومنذ ذلك الحين ولسنوات عديدة، لم تكن هناك حكومة يمينية كاملة أخرى في إسرائيل، وبعد 20 عامًا من لبنان، تعلم شارون دروسًا بالفعل، وكرئيس للوزراء شرع في عملية “السور الواقي” عندما أشرك معه أحزاب اليسار في مطلب الحل العسكري، وبأغلبية مطلقة في الكنيست، وبالتنسيق مع الأميركيين، نفذ العملية، وبنفس الطريقة انسحب من غزة”.يمكن الاستنتاج من هذه المخاوف الإسرائيلية أن نتنياهو اليوم الذي يسمح لوزير القضاء ياريف ليفين بتغيير التشريعات القانونية، فإن أوجه الشبه واضحة بين 1982 و2023، لأن ليفين يتصرف من منطلق إيمانه الكامل بصواب طريقه، ووفقا لشهادة أعضاء الليكود، دون إجراء نقاشات عميقة، مما يعني أن هذه الإجراءات التشريعية قد تعرف طريقها إلى محور بيروت-دمشق، من خلال اندلاع حرب لبنان الثالثة.وكما أدرك شارون في حينه ملاءمة الظروف لتحقيق أهدافه الشخصية، فإن ليفين يدرك الفرصة التي نشأت مع تشكيل حكومة يمينية كاملة، وضعف رئيس الوزراء، ويعمل على الاستفادة منها، ولا يعلق أهمية على الإشارات والتحذيرات التي يعتبرها ضجيجا صادرا عن معارضيه السياسيين، بل يغلق نتنياهو ووزراؤه آذانهم على الاحتجاجات والمظاهرات، والتلميحات الغليظة للاقتصاديين والأمريكيين.الخلاصة أنه بينما استغرق شارون عشرين عامًا لتطبيق الدروس من الأخطاء التي ارتكبها في بداية حياته المهنية، فربما لن تتاح لنتنياهو فرصة للتعويض، لأنه قبل بضع سنوات كان حذرًا، أما اليوم فهو يسمح لوزرائه بإشعال البرميل، حتى لو تخلل ذلك إطلاق حرب جديدة، ولن يتم التوفيق بين التصدعات الإسرائيلية الداخلية، لسنوات طويلة قادمة، وربما مثل بيغن، سيتقاعد نتنياهو بسبب خسارة قدرته على التحكم في عجلة القيادة. (عربي21)

 

بري "يتمشى" مع شيّا ويراهن على التفاوض السعودي_الايراني

منير الربيع/المدن/26 شباط/2023

لا يتخلّى رئيس مجلس النواب نبيه بري عن عادته في "مشيته" المسائية يومياً بالطابق الأول من قصر عين التينة. بخطى أقرب إلى السريعة، يروح جيئة وذهاباً مع عدد قليل مع "المشائين"، وكأنه يريد أن يقول ان ايقاع التطورات في المنطقة يشبه خطواته. المهم أن لا يبقى الحراك في مكان واحد بل أن ينتقل إلى أماكن أخرى.

بري وشيّا والتسريب المقصود

ضجت الأيام الماضية بموقف السفيرة الأميركية من عين التينة والذي يُختصر بأن واشنطن لا تمانع انتخاب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية، وهذا صحيح، إذ أن كل المواقف الأميركية تؤكد بان لا مرشح لواشنطن، واميركا لا تطرح أسماء، إنما توافق على من يختاره اللبنانيون طالما أنها قادرة على التعامل مع الجميع. ورد هذا الكلام في "تمشاية" مسائية ترافقت فيها السفيرة دوروثي شيا مع بّري، حدث ذلك قبل حوالى شهر ونصف. عملياً، تقصد برّي تسريب الخبر ومضمون الموقف الأميركي في الأيام القليلة الماضية وذلك كجزء من التكتيك السياسي للإشارة إلى أن هذا الطرح لا يزال قائماً في محاولة لتكريسه وكأنه يتجاوز إجتماع باريس، أو أنه لا يتعارض مع نتائج الإجتماع. وإلى الآن لا يزال بري على هذا الموقف المؤيد لفرنجية، خصوصاً أنه في استعراضه لمواصفات الرئيس يبقى ثابتاً عند ما عددّه في إحياء ذكرى الإمام السيد موسى الصدر في 31 آب 2022، أي رئيساً يعمل على الجمع لا التفرقة، يلتزم باتفاق الطائف، وقادر على التحاور مع كل الأفرقاء، ولديه علاقات جيدة عربياً ودولياً، يتمتع بحيثية وطنية. ويعتبر رئيس المجلس أن هذه المواصفات تنطبق على رئيس تيار المردة.

رهان على التفاوض السعودي_الإيراني

يستمر برّي في الرهان على تطورات المنطقة، ولا سيما التفاوض السعودي الإيراني وتحقيق تقدم في عدد من الملفات التي من ِشأنها أن تنعكس إيجاباً على لبنان، وخصوصاً ملف اليمن. كما يراهن على أي تطور في العلاقات العربية السورية، وخصوصاً على صعيد العلاقة بين الرياض ودمشق، ويعتبر نفسه المنظر الأساسي لهذا التقارب. هنا لا بد من العودة إلى كلام بري خلال الإحتفال بافتتاح السفارة الإيرانية، إذ خصص جزءاً من الخطاب حول ضرورة استعادة العلاقات مع السعودية فقال:" نتطلع بأمل كبير بأن يكون هذا اليوم الذي ندشن فيه مبنى جديدا للسفارة الإيرانية في بيروت بارقة أمل ليس ببعيدة، نحتفل فيه بعودة العلاقات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية مع محيطها العربي والإسلامي، وخاصة مع المملكة العربية السعودية في سياقها الطبيعي. إنني ولطالما ناديت بأهمية هذه العلاقات وضرورة تطبيعها وتطويرها بما يحفظ لكل دولة أمنها واستقلالها وسيادتها وخصوصيتها ومصالحها المشتركة. اليوم أجدد الدعوة والمناشدة من أجل تأمين كافة المناخات الملائمة لإنجاح المساعي الطيبة التي تبذل في هذا الإطار".

بري مستعد لدور الوسيط

مثل هذا الكلام، يقوله بري في السرّ والعلن. فبعد اللقاء الذي عقد بين السفير السعودي في بيروت وليد البخاري والمعاون السياسي لبري علي حسن خليل وتخلله نقاش موسع في كل تفاصيل الملف اللبناني وملفات المنطقة، ينتظر برّي زيارة السفير السعودي إليه في عين التينة، وذلك للنقاش أكثر في ملف انتخاب رئيس للجمهورية". قال بري ذلك بوضوح لدى سؤاله من شخصيات عديدة حول الموقف السعودي وأكد استعداده للعب دور يؤدي إلى التفاهم والتقارب مع السعودية على رؤية مشتركة في لبنان، وهو عندما يقول ذلك يعني أنه يتحدث باسم الثنائي الشيعي وليس باسمه فقط، وهو يقصد ما يقول في سعيه إلى المساعدة والحصول على تنازلات من قبل حزب الله، فيما المعلومات تفيد بأن الحزب أيضاً يريد التهدئة ولا يريد استمرار التصعيد والتوتر. يبقى هذا الكلام في الإطار العام، والذي يمكن أن يبنى عليه بالنسبة إلى رئيس المجلس، خصوصاً أن أي حوار مع السعودية إنطلاقاً من لبنان يمكن أن يؤدي إلى البحث في تطورات الوضع بالمنطقة ويمكن للبنان المساعدة في معالجة الكثير من الملفات العالقة، أو اعطاء أي مفاوضات متعثرة قوة دفع وفق وجهة نظر رئيس المجلس. أما لدى الحديث عن التفصيل الرئاسي وأسماء المرشحين، يبقى الرجل عن حدود اسم فرنجية، وهو يقول لم أسمع حتى الآن موقفاً سعودياً مباشراً ورسمياً على لسان المسؤولين السعوديين حول رفض ترشيح فرنجية، أنتظر لأسمع ولأتحاور.

 

المصارف تعود موقتًا… لصرف رواتب موظفي القطاع العام

الأنباء الإلكترونية/25 شباط/2023

تطوّر مصرفي جديد استجد أمس، مع إعلان جمعية المصارف العودة عن الإضراب موقتاً لمدّة أسبوع. إلّا أن ذلك ليس حلاً مستداماً، بل ظرفياً، ومن المرتقب أن تعود وتشتعل الجبهة بين المصارف والقضاء حينما يطرأ أي مستجد، لأن المواجهة مستمرة وبشكل ممنهج، تارة من خلال القضاء وطوراً من خلال الشارع، فيما الفوضى القضائية تنتشر على نطاق أوسع وتستفحل في مختلف القطاعات فتخرب الملفات. مصادر اقتصادية متابعة كشفت عبر جريدة “الأنباء” الإلكترونية أنّ “العودة الموقتة إلى العمل هدفها صرف رواتب موظفي القطاع العام والأسلاك الأمنية، لأنّ الامتناع عن ذلك سيُفاقم من أزمة هذا القطاع، وعدم دفع الرواتب للعسكريين، وبشكل خاص، عناصر الجيش، فيه مخاطر كثيرة، خصوصاً في ظل الفوضى الأمنية الحاصلة”. ولفتت المصادر إلى أنّ “الاتفاق على مزاولة العمل جاء بعد التواصل مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الذي تمنّى على الجمعية تعليق إضرابها في هذه الفترة، في حين أكّدت الأخيرة أنها ستواصل اجتماعاتها لتقرر ما إذا كانت ستعود إلى الإضراب بعد انتهاء الأسبوع، أو ستستمر في العمل، والقرار غير محسوم بعد”.

 

“الحزب” يضغط للتطبيع مع الشغور.. وضغط معارِض مضاد!

لارا يزبك/المركزية/25 شباط/2023

طالبت كتلة “الوفاء للمقاومة”، بعد اجتماعها الاسبوعي الخميس، الحكومة والقطاعات التعليمية والصحية والإدارية والفنية والعمالية إلى “الموازنة بين المعاناة الراهنة والإمكانات المتوافرة والحرص في هذه الفترة على الأقل، على اجتراح التسويات الواقعية والمقبولة لتأمين استمرار العمل في المرافق العامة”، مؤكدةً أنها “تبذل الجهود اللازمة لإعادة الفعالية إلى مؤسسات الدولة وسلطتها وتستعجل التحرك مع مختلف الكتل المعنية لإنجاز انتخاب رئيس جديد للجمهورية”. ولفتت الكتلة إلى عدم ممانعتها دستورياً مواصلة مجلس النواب “دوره التشريعي إبان الفراغ الرئاسي. وفي ضوء ذلك، يصبح من الأَولى أيضاً، أن تنعقد الجلسات النيابية للتشريع استجابة لمقتضيات الضرورة الوطنية الملحّة تلافياً للأسوأ وحفاظاً على مصالح الناس”. بعد مشاركة حزب الله في جلسات الحكومة وتغطيته اياها، ها هو اذا يعلن بوضوح تأييده جلسات تشريع الضرورة. الثنائي الشيعي اذا، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، يريد الدفع نحو تسيير عمل المؤسسات الدستورية لا بل نحو تفعيله، وكأن لا فراغ في الرئاسة الاولى على قاعدة “business as usual”. واذ تدل هذه الممارسة على ان الشغور الرئاسي لن يكون قصير الامد، تشير المصادر الى ان مخطط الحزب للتطبيع مع الفراغ يواجَه بمعارضة شرسة هذه المرة. فصحيح ان مجلس الوزراء يجتمع الا ان الاعتراض على جلساته واسع، كما ان نتائج هذه الجلسات تبدو خجولة جدا قياسا الى حجم الازمات الهائل، اقتصاديا وماليا وطبيا واستشفائيا وتعليميا.. اما تشريعيا، فمساعي رئيس المجلس نبيه بري لعقد جلسة لمجلس النواب متعثرة حتى الساعة. مرتان، اجتمعت هيئة مكتب المجلس لمحاولة الاتفاق على جدول الاعمال للجلسة العتيدة، وقد تم ترشيقه من 80 بندا الى نحو 10، علّ هذه الخطوة ترضي التيار الوطني الحر وتدفعه الى المشاركة في الجلسة وتأمين ميثاقيتها بما انه أعلن انه مع تشريع الضرورة، غير ان كل هذه المحاولات لم تفلح، ولم تخرج هيئة المكتب بأي نتيجة بل ارجئت الى موعد لم يتم تحديده. هذه الوضعية السلبية، اي شلل المؤسسات، بحسب المصادر، يُفترض ان تشكّل ضغطا مضادا على الثنائي الشيعي، في وجه ضغطه على معارضيه للسير بمرشحه هو او استمر اقفال مجلس النواب وتعطيل نصاب جلسات الانتخاب. فمَن سيصرخ أوّلا في هذا الكباش في ظل الانهيار المتمادي؟ الناس طبعا الضحايا الاوائل الا انهم يدركون ان الحل يبدأ بانتخاب رئيس وان كل ما عدا ذلك ترقيع.

 

الشغور سيطول وأفق “الترشيحات” مسدود!

نداء الوطن/25 شباط/2023

منذ إقفال رئيس مجلس النواب نبيه بري بوابة القاعة العامة وختم صندوق الاقتراع الرئاسي بشمع “الثنائي” الأحمر حتى إشعار آخر يتيح تأمين نصاب الـ86 حضوراً وأكثرية الـ65 تصويتاً لانتخاب سليمان فرنجية، بدأ وهج الاستحقاق الرئاسي يخفت بعد إخراجه عنوةً عن مساره الدستوري الديمقراطي تحت وطأة احتدام معركة الترشيحات على جبهة موارنة 8 آذار وصولاً إلى تسعير رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل حماوة المعركة بإعلانه العصيان السياسي والرئاسي في وجه “حزب الله”، فارضاً إيقاعه التعطيلي لضمان إبقاء نتيجة “التعادل السلبي” على حلبة المبارزة مع الحزب لمنع وصول فرنجية… وإجهاض احتمال مضيّه قدماً بأي تسوية رئاسية تسفر عن انتخاب قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيساً توافقياً للجمهورية. وأمام مشهدية المراوحة الرئاسية وتراجع الاندفاعة الداخلية والخارجية على الطريق نحو فتح كوة في جدار الشغور، أعرب مصدر ديبلوماسي معني بالشأن اللبناني عن هواجس متفاقمة جراء ارتفاع منسوب المخاوف من مستقبل الأوضاع في لبنان في ظل تلبّد الغيوم في فضاء الحلول الرئاسية، ونقل لـ”نداء الوطن” تقديرات ديبلوماسية متقاطعة بين أكثر من عاصمة عربية ودولية تتوقع بأنّ “يطول الشغور وأن تتعاظم مخاطر الانهيار على الساحة اللبنانية نتيجة انسداد الأفق أمام الترشيحات المطروحة لرئاسة الجمهورية”.

ولاحظ المصدر الديبلوماسي نفسه أنّ أجواء الخلافات اللبنانية الداخلية “تجاوزت كل السقوف التي سبق أن شهدتها الاستحقاقات الرئاسية السابقة في البلد، بحيث لم يعد التباين في المواقف يخضع لمعايير المعارضة والموالاة أو الأكثرية والأقلية إنما تمدد ليصل إلى حدود الخلاف والاختلاف في التوجهات والترشيحات بين أركان الفريق الواحد (في إشارة إلى فريق 8 آذار)، ما أدى عملياً إلى تعقيد الوضع أكثر واستعصاء عملية إنتاج أي حلول توافقية على المستوى الوطني للأزمة الرئاسية”، موضحاً أنّ جوهر الأزمة يكمن راهناً في كون “الترشيحات المطروحة والمعلنة أصبحت غير قادرة على الوصول إلى سدة الرئاسة، والخيارات البديلة لم تتضح معالمها بعد.

 

لبنان: رئيس الحكومة لوقف استخدام القضاء لحسابات سياسية

بيروت/الشرق الأوسط/26 شباط/2023

أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي إن الموقف الذي اتخذه لجهة مطالبة الأجهزة الأمنية بعدم تنفيذ القرارات التي تصدرها القاضية غادة عون «يهدف إلى وقف مسار خطير في استخدام القضاء والقانون لتصفية حسابات سياسية»، نافياً أنه يقف إلى جانب المصارف على حساب المودعين.

وطلب ميقاتي من وزير الداخلية بسام مولوي، يوم الأربعاء الماضي، دعوة القوى الأمنية إلى عدم تنفيذ القرارات القضائية التي تتخذها النائبة العامة الاستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون بحق بعض المصارف. وجدّد ميقاتي، أمس، دعوة السلطات القضائية المختصة إلى الإسراع في معالجة ما اعترى المسار القضائي من تجاوزات وشطط، تأميناً لحسن سير العدالة. وقال أمام زواره: «الموقف الذي اتخذته، عبر الكتاب الموجه إلى وزير الداخلية، كان الهدف منه وقف مسار خطير في استخدام القضاء والقانون لتصفية حسابات سياسية، ولم يكن القصد قط حماية أحد أو تأمين الغطاء لمخالفات أحد». وأكد ميقاتي أن «هدفنا حماية القطاع المصرفي لكونه ركيزة أساسية من ركائز الاقتصاد، وليس حماية أي مصرفي أو أي مصرف يخالف القوانين»، مضيفاً أنه «من خلال ما نعمل عليه أيضاً فإننا نضع أولوية أساسية قبل أي أمر آخر، وهي إعادة أموال المودعين ووقف التحايل عليهم بإجراءات تخالف القوانين». وقال ميقاتي رداً على سؤال: «ليس صحيحاً أننا نأخذ طرف المصارف على حساب المودع، وما نقوم به من إجراءات وخطوات بالتعاون مع مجلس النواب وصندوق النقد الدولي، هدفه الأساس إعادة حقوق الناس ضمن خطة واضحة ومبرمجة»، داعياً إلى «وقف التشويش السياسي واقتناع الجميع بأن لا حل إلا بالتعاون بين مختلف المكونات السياسية للنهوض بهذا الوطن». ونفى ميقاتي التشدد في موضوع «مخالفات القاضية غادة عون» و«تساهله مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة»، داعياً إلى «تطبيق القوانين على الجميع، وليقل القضاء كلمته في كل الملفات». وفي موضوع مصرف لبنان، قال إن هناك أصولاً تحدد كيفية التعيين والإعفاء واتخاذ القرارات داخل المجلس المركزي للمصرف. وقال: «في الواقع الجديد الذي استجد بموضوع الادعاء القضائي على الحاكم، هناك قواعد قانونية واضحة سيجري اتباعها».

وشدد على ضرورة أن يقوم مجلس القضاء الأعلى بدوره الكامل في معالجة الوضع القضائي لإحقاق الحق والعدالة على الجميع، و«وقف الشطط والمخالفات التي تحصل والبت بالمراجعات الكثيرة التي تقدم بها متضررون»، مضيفاً أن «على كل معترض أن يقرأ نصاً كتابياً بحرفيته، قبل إطلاق الاعتراضات والمواقف بخلفيات سياسية». وشدد ميقاتي على أنه ليس هاوياً التدخل في عمل القضاء، وقال: «كنت واضحاً في كتابي بالإشارة إلى كتب وردتني وتتضمن عرضاً مفصلاً لمخالفات منسوبة لبعض القضاة»، مضيفاً: «انطلاقاً من موقعي الدستوري، وحرصي على تطبيق أحكام القانون والمحافظة على حسن سير العدالة، طلبت من وزير الداخلية اتخاذ ما يلزم من تدابير وإجراءات تجيزها القوانين والأنظمة المرعية الإجراء في سبيل تطبيق أحكام القانون ومنع تجاوزه والمحافظة على حُسن سير العدالة». وأكد ميقاتي أن «أي مصرف ليس بمنأى عن أي ملاحقة أو مساءلة أو محاسبة، في حال ثبوت ارتكابه لأي مخالفة أو تجاوزات قانونية، ولكن مع مراعاة أصول الملاحقة والمحاكمة التي هي بحمى الدستور والقانون».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

بعد الزلزال… مستقبل “مجهول” ينتظر آخر قرية للأرمن في تركيا

 رويترز/26 شباط/2023

يحمد السكان كبار السن في قرية الأرمن الوحيدة المتبقية في تركيا “فاكيفلي”، الرب على أن أحدا منهم لم يلق حتفه خلال الزلازل المدمرة التي ضربت المنطقة لكنهم مع ذلك يخشون على مستقبل مسقط رؤوسهم العزيز. وألحقت الهزات الأرضية أضرارا بالغة بنحو 30 من إجمالي 40 منزلا حجريا من طابق واحد أو طابقين في القرية وتحيط بها بساتين البرتقال والليمون. ومنذ وقوع زلزال ثالث قوي، انقطع التيار الكهربائي عن سكان القرية البالغ عددهم 130 شخصا، في حين يجتمع السكان في المقهى طلبا للمأوى والدفء. وأوضح ماسيس، وهو صائغ متقاعد عمره 67 عاما وعاد إلى مسقط رأسه بعد أن قضى 17 عاما في إسطنبول “فاكيفلي هي كل ما نملك. إنها قرية الأرمن الوحيدة في تركيا. إنها وطننا. ورؤيتها بهذا الشكل تمزق قلبي”. وأضاف:”هذه القرية صغيرة وأبناؤنا يفضلون في الغالب العيش في إسطنبول، هذا هو الوطن الوحيد الذي عرفناه. بعد هذه الكارثة، لا أدري كم من الوقت ستستغرق إعادة بناء القرية. أخشى كثيرا أن يغادر معظم الناس وتصبح القرية مهجورة”. وتعهد ماسيس، الذي لم يذكر من اسمه سوى الاسم الأول فحسب، “بالبقاء مهما تطلبت إعادة البناء من وقت”. وتقع فاكيفلي على جبل موسى في ولاية هاتاي وتطل على مدينة سامانداج الواقعة على الطرف الغربي لحدود تركيا الطويلة مع سوريا.

 

إيران تعلن تطوير صاروخ «كروز» بعيد المدى

طهران/الشرق الأوسط/26 شباط/2023

أعلن أمير علي حاجي زاده قائد القوة الجوفضائية في «الحرس الثوري» الإيراني، أمس (الجمعة)، أن إيران طورت صاروخ كروز يبلغ مداه 1650 كيلومترا، وذلك في خطوة من المرجح أن تثير المخاوف الغربية بعد استخدام روسيا طائرات مسيرة إيرانية الصنع في حرب أوكرانيا. وقال حاجي زاده للتلفزيون الرسمي: «تمت إضافة صاروخنا من طراز كروز بمدى يبلغ 1650 كيلومترا إلى ترسانة صواريخ إيران». وبث التلفزيون ما قال إنها أولى اللقطات التي تظهر صاروخ (باوه) الجديد. وعلى نحو منفصل، كرر حاجي زاده تهديد إيران بالثأر من الولايات المتحدة لقتلها قائد إيراني كبير ولفت الى أن بلاده «تتطلّع إلى قتل (الرئيس الأميركي السابق دونالد) ترمب». وأضاف أن «إيران لم تكن تنوي قتل جنود» عندما شنت هجوما بصواريخ باليستية على القوات التي تقودها الولايات المتحدة في العراق بعد أيام من اغتيال القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني في هجوم بطائرة مسيرة في بغداد عام 2020. وقال في حديث تلفزيوني «نتطلع لقتل ترمب. (ووزير الخارجية السابق مايك) بومبيو... ويجب قتل القادة العسكريين الذين أصدروا الأمر (بقتل سليماني)». وتعهد القادة الإيرانيون في كثير من الأحيان بالانتقام لسليماني بعبارات قوية. ووسعت إيران برنامجها للصواريخ، ولا سيما الصواريخ الباليستية، في تحد لاعتراضات الولايات المتحدة ورغم تعبير الدول الأوروبية عن القلق. وتقول طهران إن برنامجها دفاعي بحت وله طبيعة رادعة. وبحسب إيران فإنها زودت موسكو بالطائرات المسيرة قبل بدء الحرب في أوكرانيا. واستخدمت روسيا الطائرات المسيرة لاستهداف محطات الكهرباء والبنية التحتية المدنية. وفي نوفمبر (تشرين الثاني)، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن الولايات المتحدة لديها شكوك في تقارير تنقل عن حاجي زاده قوله إن إيران طورت صاروخا باليستيا فرط صوتي.اللورد أحمد: تورط إيران في حرب أوكرانيا كشف تأثيرها المزعزع للاستقرار أمام العالم وزير الدولة البريطاني قال لـ«الشرق الأوسط» إن تقارير تخصيب اليورانيوم مثيرة للقلق

 

إيران تجدد تهديدها بـ«قتل» ترمب وبومبيو و«الحرس» ذكّر الأميركيين والأوروبيين بـ«مدى» صواريخه

لندن: عادل السالمي/الشرق الأوسط/26 شباط/2023

هدد «الحرس الثوري» الإيراني، على لسان قائد وحدته الصاروخية العميد أمير علي حاجي زاده، بقتل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، ووزير خارجيته مايك بومبيو. وقال إن قتل ترمب وبومبيو وقائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال كينيث ماكنزي بات «هدفاً أساسياً له» انتقاماً لمقتل مسؤول عمليات «الحرس» الخارجية، قاسم سليماني، الذي قضى بضربة أميركية في بغداد مطلع عام 2020. وعاد حاجي زاده لإثارة التهديدات التي وردت على لسان كبار المسؤولين الإيرانيين، وكذلك قادة جهاز «الحرس الثوري»، وقال في حديث للتلفزيون الرسمي، «إن شاء الله نتمكن من قتل ترمب وبومبيو، والجنرال كينيث ماكنزي». وكانت الخارجية الأميركية قد أرسلت بلاغات منفصلة إلى الكونغرس الشهر الماضي، مؤكدة تمديد الحماية لبومبيو ومبعوثه الخاص لإيران، برايان هوك، بسبب «وجود تهديدات موثوقة وجادة». كما أعلن حاجي زاده في تصريحاته التلفزيونية، عن تطوير صاروخ كروز بعيد المدى يصل لـ1650 كلم، موجهاً تهديداً ضمنياً للأوروبيين والأميركيين. وقال إن إيران «قادرة الآن على ضرب سفن أميركية من على بعد ألفي كيلومتر». وتابع أن «عدم تخطي هذا المدى هو مراعاة للأوروبيين الذين نأمل أن يحافظوا على احترام أنفسهم أيضاً». يأتي تهديد حاجي زاده في وقت نفى المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس، تقريراً لصحيفة «تلغراف» البريطانية، كشف عن ضغوط يمارسها دبلوماسيون في إدارة جو بايدن لعرقلة خطة بريطانية لتصنيف «الحرس» إرهابياً.

 

«الحرس الثوري»: الانتقام لسليماني هدفنا الأساسي والبيت الأبيض يرجح إرسال روسيا طائرات مقاتلة إلى إيران

لندن: عادل السالمي/الشرق الأوسط/26 شباط/2023

قال قائد الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري» العميد أمير علي حاجي زاده، إن خطط اغتيال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب ووزير خارجيته مايك بومبيو، انتقاماً لمقتل القيادي قاسم سليماني «لا تزال هدفاً أساسياً» لقواته. وصرح حاجي زاده في حديث تلفزيوني: «إن شاء الله، سنتمكن من قتل ترمب و(وزير الخارجية السابق مايك) بومبيو، وقائد القوات الأميركية المركزية (سينتكوم) الجنرال كينيث ماكنزي». أتى ذلك، بعدما أرسلت إدارة جو بايدن بلاغات منفصلة إلى الكونغرس الشهر الماضي، بأنها مددت الحماية الحكومية لوزير الخارجية السابق مايك بومبيو ومبعوثه الخاص بإيران (سابقاً) برايان هوك. وقالت إن التهديدات لبومبيو وهوك «لا تزال جادة وذات مصداقية». وكانت هذه المرة العاشرة التي تمدد فيها الخارجية الأميركية الحماية لبرايان هوك منذ ترك منصبه في يناير (كانون الثاني) 2021، والمرة السابعة التي تمدد فيها الحماية لبومبيو.

***الانتقام الصعب

وتعهد كبار المسؤولين الإيرانيين بمن في ذلك قادة «الحرس الثوري» في كثير من الأحيان، بـ«انتقام صعب» لسليماني الذي قاد «فيلق القدس» الذراع الخارجية للعمليات الاستخباراتية والعسكرية في «الحرس الثوري» لسنوات، قبل مقتله في يناير 2020، بضربة جوية أميركية أمر بها الرئيس السابق دونالد ترمب، بعد لحظات من وصوله إلى بغداد. وردّت إيران بعد أيام بإطلاق صواريخ على قاعدة عين الأسد الجوية في العراق التي تستضيف قوات أميركية. ولم يقتل أحد في الرد، لكن واشنطن قالت إن العشرات من قواتها أصيبوا بارتجاج في الدماغ. وليلة إطلاق الصواريخ على قاعدة عين الأسد، أسقطت دفاعات «الحرس الثوري» طائرة ركاب أوكرانية بعد لحظات قليلة من إقلاعها في جنوب طهران، وقتل 176 شخصاً كانوا على متنها، أغلبهم من الإيرانيين. وبعد 3 أيام من الإنكار، أعلن حاجي زاده مسؤولية قواته عن إسقاط الطائرة. وقدم المسؤولون الإيرانيون روايات مختلفة حول إسقاط الطائرة، وتحدثوا عن «خطأ بشري»؛ لأن تلك القوات كانت تظن أن الطائرة صاروخ كروز. وتطالب أسر الضحايا بتحقيق دولي مستقل. ويتهم النشطاء وأقارب الضحايا حتى الآن، الحكومة في طهران، بإخفاء القيام بعمل عسكري. ويعد حاجي زاده (60 عاماً) الذي يقود الوحدة الصاروخية أو ما تعرف بـ«قوات جو الفضاء»، منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2009، من بين أبرز الأسماء التي تطالب أسر الضحايا بملاحقتها لكشف ملابسات إسقاط الطائرة.

***رفض خفض التوتر

وتصنف الولايات المتحدة جهاز «الحرس الثوري» على قائمة الإرهاب منذ أبريل (نيسان) 2019، ورفضت إدارة بايدن التراجع عن خطوة الرئيس السابق دونالد ترمب، رغم أن ملف إزالة «الحرس الثوري» كان من بين المطالب الإيرانية في المفاوضات المتعثرة بهدف إحياء الاتفاق النووي. وناقشت الولايات المتحدة وإيران، قضية الثأر لسليماني على هامش المفاوضات الهادفة لإحياء الاتفاق النووي قبل أن تتعثر في مارس (آذار) الماضي، كما أكدت الكثير من المصادر. وفي وقت لاحق، أكدت إيران تراجعها عن طلب رفع «الحرس الثوري» من قائمة المنظمات الإرهابية، وذلك بعدما ذكرت وسائل إعلام أميركية أن واشنطن اشترطت خفض التصعيد الإقليمي والتخلي عن أي محاولات مستقبلية للثأر عن مقتل سليماني، كأحد الشروط الأساسية لإزالة «الحرس الثوري» من القائمة السوداء للمنظمات الإرهابية. في أبريل الماضي، قال قائد الوحدة البحرية في «الحرس الثوري» علي رضا تنغسيري إن إيران رفضت عروضاً بالحصول على تنازلات مقابل تخليها عن خطط الثأر لمقتل سليماني. وقبله بأيام، قال قائد القوات البرية في «الحرس الثوري» محمد باكبور إن «قتل كل القادة الأميركيين لن يكفي للثأر لدماء سليماني، وعلينا أن نتبع خطى سليماني ونثأر لمقتله بأساليب أخرى». وتقول حكومة الرئيس الإيراني المتشدد إبراهيم رئيسي إن قضية سليماني «مبدأ رئيسي في سياستنا الخارجية لمحاسبة المسؤولين». وناقش وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، خلال زيارته إلى بغداد، الطلب الإيراني لتقديم شكوى عراقية ضد المسؤولين عن مقتل سليماني في سياق مساعي طهران للحصول على اعتراف رسمي من العراق بأنه كان «ضيفاً رسمياً» أثناء مقتله في بغداد.

***تصنيف «الحرس»

يأتي تهديد حاجي زاده في وقت نفى فيه المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس، تقريراً لصحيفة «تلغراف» البريطانية، كشف عن ضغوط يمارسها دبلوماسيون في إدارة جو بايدن لعرقلة خطة بريطانية بتصنيف «الحرس الثوري» على قائمة الإرهاب. وأفادت الصحيفة البريطانية، الأربعاء، بأن وزارة الخارجية الأميركية، التي تحاول إحياء الاتفاق النووي المتداعي، تعتقد أن بريطانيا «يمكن أن تلعب دوراً رئيسياً بوصفها أحد أطراف التفاوض، وتخشى أن يتم تقويض هذا الدور من خلال تصنيف (الحرس الثوري) على قائمة الإرهاب». وتعليقاً على التقرير، قال برايس لإذاعة «صوت أميركا» الفارسية إن «موقف إدارة بايدن من (الحرس الثوري) واضح، فهذه المؤسسة تعرضت لعقوبات أميركية أكثر من أي مؤسسة أخرى على هذا الكوكب، بالإضافة إلى ذلك، فرضنا عقوبات بشكل منتظم على قادة (الحرس الثوري) فيما يتعلق بالإرهاب وانتهاكات حقوق الإنسان». وأكد برايس ترحيب واشنطن بالعقوبات البريطانية الأخيرة التي طالت عدداً من قادة «الحرس الثوري»، بسبب دورهم في قمع الاحتجاجات التي اندلعت بعد وفاة الشابة الكردية مهسا أميني أثناء احتجازها لدى الشرطة بدعوى «سوء الحجاب». وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية إن «محاولة بعض الناس ووسائل الإعلام إذلال المسؤولين الأميركيين من خلال نشر روايات كاذبة تماماً أمر مخزٍ». وذكر أيضاً: «نظرتنا للحرس الثوري الإيراني لم تتغير على الإطلاق، بينما نشجع حلفاءنا وشركاءنا على استخدام جميع الأدوات المناسبة للضغط على الحرس الثوري، الآن الأمر متروك لكل دولة أو كتلة دول لاتخاذ القرار. التعيينات مناسبة للصلاحيات القانونية القائمة ولصالحها».

***كروز بعيد المدى

في هذه الأثناء، أعلن حاجي زاده عن تطوير صاروخ كروز يبلغ مداه 1650 كلم، وذلك في خطوة من المرجح أن تثير المخاوف الغربية بعد استخدام روسيا طائرات مسيرة إيرانية الصنع في حرب أوكرانيا، حسب «رويترز». وقال علي حاجي زاده: «تمت إضافة صاروخنا من طراز كروز بمدى يبلغ 1650 كيلومتراً إلى ترسانة صواريخ الجمهورية الإسلامية الإيرانية». وبث التلفزيون ما قال إنها أولى اللقطات التي تظهر صاروخ (باوه) الجديد. وكان آخر صاروخ كروز بعيد المدى كشفت عنه إيران يعود إلى فبراير (شباط) 2019، ويصل مداه إلى 1350 كلم، والذي يحمل اسم «هويزه». وأضاف حاجي زاده في تصريحاته المتلفزة أن إيران «قادرة الآن على ضرب سفن أميركية من مسافة ألفي كيلومتر». وتابع قائلاً: «إن عدم تخطي هذا المدى هو مراعاة للأوروبيين الذين نأمل أن يحافظوا على احترام أنفسهم أيضاً»، حسبما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية. ووسعت إيران برنامجها للصواريخ، لا سيما الصواريخ الباليستية، في تحدٍ لاعتراضات الولايات المتحدة، ورغم تعبير الدول الأوروبية عن القلق. وتقول طهران إن برنامجها دفاعي بحت، وله طبيعة رادعة. وتقول إيران إنها زودت موسكو بالطائرات المسيرة قبل بدء الحرب في أوكرانيا. واستخدمت روسيا الطائرات المسيرة لاستهداف محطات الكهرباء والبنية التحتية المدنية. وفي نوفمبر (تشرين الثاني)، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، إن الولايات المتحدة لديها شكوك في تقارير تنقل عن حاجي زاده قوله إن إيران طورت صاروخاً باليستياً فرط صوتي.

***مقاتلات روسية لطهران

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، الجمعة، إن البيت الأبيض يعتقد أن موسكو قد تزود إيران بطائرات مقاتلة ومعدات عسكرية أخرى، في مقابل دعم إيران الواسع لحرب روسيا في أوكرانيا. ونقلت «رويترز» عن كيربي قوله للصحافيين، إن الولايات المتحدة لديها معلومات بأن إيران شحنت دانات مدفعية ودبابات إلى روسيا في نوفمبر، وأن روسيا تقدم «تعاوناً دفاعياً غير مسبوق» في مقابل ذلك، بما يشمل الصواريخ والإلكترونيات والطائرات المقاتلة. وأضاف أن إيران تسعى أيضاً لشراء طائرات هليكوبتر هجومية ورادارات وطائرات تدريب قتالية. ليست هذه المرة الأولى التي يعلق فيها كيربي على احتمال صفقة مقاتلات بين روسيا وإيران. في نوفمبر الماضي تحدث كيربي عن تقييمات استخباراتية حول تدريب طيارين إيرانيين في روسيا. وكانت تقارير قد أشارت إلى سعي إيران لشراء مقاتلات «سوخوي 35». وفي يناير الماضي، قال عضو في لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني شهريار حيدري، إن إيران ستحصل من روسيا على مقاتلات «سوخوي 35» في بداية العام الإيراني الجديد، أي بعد عيد «النوروز» الذي يصادف 21 مارس المقبل. وفي وقت سابق من الشهر الحالي، أعلنت القوات الجوية الإيرانية عن تدشين قاعدة جوية تحت الأرض باسم «عقاب 44» في مكان غير معروف تحت الجبال. وقال بيان للجيش الإيراني إن القاعدة الجديدة «قادرة على استقبال المقاتلات الجديدة التابعة لسلاح الجو الإيراني وتشغيلها»، من دون تفاصيل إضافية.

 

إيران لتزويد سوريا بـ«صواريخ دفاع جوي»/بعد أيام من استهداف إسرائيل اجتماعاً في دمشق لـ«تطوير المسيّرات»

دمشق - دبي/الشرق الأوسط/26 شباط/2023

بعد أيام فقط من ضربة إسرائيلية مزعومة استهدفت اجتماعاً لـ«الحرس الثوري» في دمشق، قالت إيران أمس (الجمعة) إنَّها قد تزوّد الحكومة السورية بصواريخ للدفاع الجوي، في خطوة تزيد من احتمالات تعرض سوريا لمزيد من الهجمات الإسرائيلية. ونقلت وكالة «رويترز» عن هيئة الإذاعة الحكومية الإيرانية أنَّ «سوريا بحاجة إلى إعادة بناء شبكة دفاعها الجوي، وتطلب قنابل دقيقة لطائراتها المقاتلة». وأضاف التلفزيون الإيراني: «من المرجح جداً أن نشهد إمدادات من إيران بالرادارات والصواريخ الدفاعية، مثل نظام 15 خرداد، لتعزيز الدفاعات الجوية السورية». وجاء الإعلان الإيراني بعد أيام من هجوم صاروخي أصاب منشأة في دمشق كان يجتمع فيها مسؤولون إيرانيون لدفع برامج لتطوير قدرات الطائرات المسيّرة أو الصواريخ الخاصة بحلفاء طهران في سوريا. وقال مصدر أمني إقليمي إنَّ مهندساً في الحرس الثوري كان مشاركاً في برنامج الصواريخ الإيراني أُصيب بجروح خطيرة في الهجوم ونُقل إلى مستشفى في طهران، فيما نجا عضوان آخران من الحرس الثوري كانا في الاجتماع من دون أذى. كما أفاد مصدر آخر، وهو مسؤول استخباراتي إقليمي مطلع بشأن الهجوم، بأنَّ الهدف كان جزءاً من برنامج سري لإنتاج الصواريخ الموجهة يديره الحرس الثوري الإيراني. وصرح مصدر أمني إقليمي مطلع بشأن الهجوم وهدفه، بأنَّه استهدف مسؤولين من إيران و«حزب الله». إيران تلمح إلى تزويد سوريا بمنظومة «صواريخ خرداد»

 

البرلمان الإيراني يناقش انخفاضاً قياسياً للعملة المحلية والمشرعون انتقدوا «تناقض» تصريحات المسؤولين

لندن-طهران/الشرق الأوسط/26 شباط/2023

عقد البرلمان الإيراني جلسة مغلقة بشأن الانخفاضات القياسية للريال الإيراني مقابل العملات الأجنبية، فيما يواصل الدولار قفزاته في تحطيم أرقام قياسية، دون أن يلوح أفقاً لعودة الهدوء إلى الأسواق التي تعاني من التقلبات المتسارعة في ظل ارتفاع التضخم. ووجه المشرعون الإيرانيون أسئلة إلى محمد مخبر، نائب الرئيس الإيراني، وإحسان خاندوزي وزير الاقتصاد، ومحافظ البنك المركزي، محمد رضا فرزين. وأبلغ المتحدث باسم هيئة رئاسة البرلمان، الصحافيين بأن دعوة المسؤولين الثلاثة جاءت على خلفية ارتفاع سعر الدولار وبعض السلع الأساسية. وقال: «قدم كبار المسؤولين الاقتصاديين بالحكومة تفسيرات عن التطورات في سوق العملة»، مضيفاً أن النواب شددوا على ضرورة إيلاء اهتمام جاد بالوضع المعيشي للشعب. ونوه موسوي إلى أن المسؤولين الحكوميين «أقروا بأن تقلبات العملة يمكن أن تضر باقتصاد البلاد». وإذ أشار إلى الانتقادات الموجهة من البرلمان للحكومة بشأن سياستها الاقتصادية، قال موسوي إن من القضايا التي ناقشها النواب إنه «لا توجد سياسة واحدة في الحكومة فيما يتعلق بالعملة»، وقال إن «السياسات المتناقضة تطرح من المسؤولين في الحكومة، وهذا الموضوع يوحي بعدم وجود تنسيق بين رجال الحكومة». وقال عضو هيئة رئاسة البرلمان، علي رضا سليمي لوكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» إن وزير الاقتصاد أبلغ نواب البرلمان أن قوات الأمن ألقت القبض على «العديد من المتلاعبين بسوق العملات الذين كان هدفهم الإخلال وتعطل سوق العملة». ومن جانبه، قال محافظ البنك المركزي، محمد رضا فرزين إنه «يجب أن تكون هناك صلاحيات كافية لمحافظ البنك المركزي؛ حتى يتمكن من الإدارة الصحيحة».

وحسب وكالة «فارس» شهدت الجلسة انتقادات من المشرعين حيال الوضع الحالي في سوق العملات، وطالبوا الحكومة بإجراءات جادة للسيطرة على التقلبات. ونقلت عن النواب أن محافظ البنك المركزي «لديه الصلاحيات اللازمة لتسيير الأمور، وقد زادت صلاحياته مقارنة بالرؤساء السابقين للبنك المركزي». وأضافوا: «إذا واجهت الحكومة قيوداً وعقبات قانونية، فإن البرلمان مستعد لتمرير قوانين لإزالة العوائق»، مؤكدين استعداد البرلمانيين لأي تعاون مع الحكومة «لتحسين أوضاع العملة». ومن جانبه، نقل عضو لجنة التخطيط والموازنة في البرلمان الإيراني، محمد رضا تاج الديني عن محافظ البنك المركزي قوله إن «سعر العملة الأجنبية غير واقعي»، لافتاً إلى أنه دعا إلى «إنشاء نظام موحد (لأسواق) الذهب والعملات، من أجل تحديد السعر الواقعي للدولار. وقال: «الأسعار الموجودة في الفضاء الإلكتروني، والأماكن الأخرى غير واقعية». وأوضح النائب أن الحكومة والبرلمان اتفقا على عقد جلسات مشتركة حول سوق الذهب والعملة، وكذلك الوضع الاقتصادي في البلاد، «كي تستفيد الحكومة من المشورة الاقتصادية للبرلمان في استقرار الاقتصاد». وقال تاج الديني إن وزير الاقتصاد أطلع نواب البرلمان على «خلفية» اختلالات سوق العملة. وقال: «ستحدد المؤسسات الأمنية والاستخباراتية والقضائية كيفية التعامل مع المتلاعبين في سوق العملة». ولأول مرة تراجعت العملة المحلية في إيران لما دون مستوى معنوي أساسي متراجعة عن 500 ألف ريال مقابل الدولار الاثنين الماضي، إذ لا يرى المتعاملون في السوق نهاية في الأفق للعقوبات. وهبط الريال إلى أدنى مستوياته عند 567000 ريال مقابل الدولار أمس السبت، بالمقارنة بقيمة 539200 مسجلة الجمعة، حسب موقع صرف النقد الأجنبي بونباست دوت كوم، وسط تقارير عن عقوبات جديدة على إيران. واستهدفت وزارة التجارة الأميركية روسيا البيضاء وإيران وغيرهما في أحدث رد على الغزو الروسي لأوكرانيا، إذ فرضت تدابير رقابية على الصادرات، وأضافت مزيداً من الأهداف إلى قائمة الكيانات المستهدفة.

ويقول خبراء اقتصاديون إن وصول المفاوضات النووية إلى طريق مسدود، وتفاقم التوترات الغربية - الإيرانية خصوصاً بعد الحرب الأوكرانية، وقمع الاحتجاجات الأخيرة، وفشل الحكومة في العمل بوعود تحسين الوضع الاقتصادي من بين أسباب ارتفاع سعر الدولار في الأسواق. وبسبب معدل تضخم بلغ نحو 50 في المائة يسعى إيرانيون لملاذات آمنة للحفاظ على مدخراتهم بشراء الدولار وعملات صعبة أخرى، أو شرا ء الذهب، بما يشير إلى المزيد من الرياح المعاكسة التي ستقابل الريال الإيراني. وبينما تراجعت الاحتجاجات الشعبية على مستوى البلاد في الأسابيع الأخيرة، ربما بسبب عمليات الإعدام والقمع، تتواصل موجات العصيان المدني مثل رسم جداريات (جرافيتي) مناهضة للحكومة، وظهور نساء غير محجبات في الأماكن العامة، وترديد الهتافات الليلية. وأظهرت تسجيلات فيديو تم تداولها الخميس من بازار طهران، عدداً من الأشخاص يرددون هتاف «الموت لآية الله، الدولار تخطى 500 ألف». وعلى مدى الأشهر الستة الماضية فقدت العملة الإيرانية نحو 60 في المائة من قيمتها وفقاً للموقع الإلكتروني. ونقلت مواقع إيرانية عن رئيس البرلمان محمد رضا قاليباف قوله: «نحتاج إلى تنسيق جاد وقوي بين البرلمان والحكومة لتنظيم سوق العملات». وأضاف: «لقد توصلنا في هذا الاجتماع إلى نتائج جيدة. وإن شاء الله نتغلب على هذه المشكلة بالتنسيق باتخاذ إجراءات من الحكومة». في المقابل، انتقد عبد الناصر همتي محافظ البنك المركزي في حكومة حسن روحاني، ضمناً تصريحات قاليباف، وكتب في تغريدة على «تويتر»: «لقد أعلنوا أن البرلمان والحكومة اتفقا على تنظيم الأسواق، وسنرى قريباً حل مشكلة واستقرار سوق العملة»، وأضاف: «إذا كان من الممكن حل المشكلة خلال اجتماع مدته ساعة، ماذا كنتم تفعلون حتى الآن؟». وتابع همتي الذي خسر الانتخابات الرئاسية السابقة: «هل يدرك الفريق الاقتصادي تأثير الدولار الذي وصل سعره لـ560 ألف ريال على معيشة الناس؟».

 

روايات متضاربة من «فاغنر» وأوكرانيا عن القتال قرب باخموت

كييف/الشرق الأوسط/26 شباط/2023

قال يفغيني بريغوجين رئيس مجموعة «فاغنر» العسكرية الروسية الخاصة، اليوم السبت، إن مقاتليه سيطروا على قرية ياهيدني الواقعة مباشرة شمال باخموت في شرق أوكرانيا. لكن تقريراً عسكرياً أوكرانياً، جاء بعد يوم من الذكرى السنوية الأولى لبدء الغزو الروسي، أشار إلى أن القرى القريبة من تلك المدينة الرئيسية لا تزال تحت سيطرة كييف. ولم يتسن لوكالة «رويترز» للأنباء التأكد بشكل مستقل مما أعلنه بريغوجين في رسالة صوتية قصيرة، أو من تقرير هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني. وقال بريغوجين في المقطع «في الساعة 19:00 يوم 25 فبراير (شباط)، حققت وحدات العاصفة التابعة لشركة فاغنر العسكرية الخاصة السيطرة الكاملة على منطقة ياجودنوي (ياهيدني) شمال باخموت». وكان قد قال أمس إن مقاتلي «فاغنر» سيطروا على بيرخيفكا، وهي قرية مجاورة في ضواحي باخموت. وشهد الصراع المستمر منذ أشهر من أجل السيطرة على باخموت، التي لم يبق بها سوى نحو خمسة آلاف من سكانها البالغ عددهم 70 ألفاً، بعضاً من أكثر معارك الاستنزاف دموية خلال الغزو الروسي لأوكرانيا. وتكبدت وحدات «فاغنر» المؤلفة من مرتزقة خسائر فادحة، مما دفع بريغوجين للشكوى من أن مؤسسة الدفاع الروسية لم تقر بمساهمات المجموعة كما يجب. حتى إنه اتهم الأسبوع الماضي كبار ضباط الجيش بالخيانة بسبب عدم تزويد رجاله بالذخيرة الكافية، لكنه قال لاحقاً إن الوضع تمت معالجته. وأفاد أحدث تقرير لهيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني بأن القوات الروسية حققت تقدماً باء بالفشل في قرى محيطة بباخموت، بما في ذلك بيرخيفكا. ولم يرد ذكر قرية ياهيدني في التقرير، لكنه قال إن 18 تجمعاً سكنياً في المنطقة تعرضت للقصف من القوات الروسية، بما في ذلك قرى على مداخل باخموت الجنوبية والغربية.

 

حزمة عقوبات أوروبية جديدة على روسيا

قناة العربية.نت/26 شباط/2023

أدرج الاتحاد الأوروبي، اليوم السبت، 121 فرد و96 منظمة على قائمة العقوبات العاشرة الذي يتبناها ضد روسيا. وأوضح الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أن “قرار اليوم يوسع قائمة الكيانات التي تدعم بشكل مباشر المجمع العسكري والصناعي الروسي في حربه العدوانية من خلال إضافة 96 كيانًا، وفرض قيود تصدير أصارمة عليها”. وأضاف الاتحاد الأوروبي “7 شركات إيرانية إلى قائمة العقوبات، بتهمة تزويد روسيا بسلع ذات استخدام مزدوج”، مشيراً إلى أن “من ضمن الشركات التي قد تخضع للعقوبات شركة القدس لصناعة الطيران، وشهد لصناعة الطيران”. وأكد، أن الحزمة العاشرة من العقوبات ضد روسيا، التي وافق عليها الممثلون الدائمون لدول الاتحاد الأوروبي “تشمل 121 فردًا”. ولفت بوريل في بيانه إلى أن الحزمة الجديدة من العقوبات ضد روسيا تشمل حظر بث وتوزيع كل ما يتعلق بوكالة “سبوتنيك” وقناة “آر تي” باللغة العربية.

 

روسيا وأوكرانيا... حرب مفتوحة وانتصارات مؤجلة

عين موسكو على حدود بولندا... وعقوبات غربية جديدة في الذكرى الثانية للحرب... وتشكيك في مبادرة بكين

موسكو: رائد جبر - واشنطن: علي بردى - بروكسل/الشرق الأوسط/26 شباط/2023

مع دخول الحرب في أوكرانيا عامها الثاني تتعهّد كل من موسكو وكييف بتحقيق الانتصار، لكن الانتصارات الحاسمة تبدو مستبعدة ومؤجلة، وتبرز التساؤلات مجدداً عن آفاق المواجهة المتفاقمة، وطبيعة نقطة النهاية فيها في ظلّ إجماع كل الأطراف المنخرطة في الحرب على صعوبة دفع تسوية سياسية لم تنضج ظروفها بعد. وفي هذا السياق قوبلت الوثيقة التي قدَّمتها بكين لوضع حد للنزاع بالشك وخيبة الأمل، من جانب بعض الأطراف والخبراء الغربيين، حيث إنَّها لم تكشف عن أي مبادرة جديدة. وأشار البعض إلى أنَّ الصين ليست حيادية، وأنَّها لم تصدر إدانة لروسيا حتى اليوم. وأعلن الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف الجمعة أنَّ موسكو «ستنتصر» في أوكرانيا، مؤكدًا أنَّ بلاده على استعداد للمضي حتى حدود بولندا. وكتب نائب رئيس مجلس الأمن الروسي على تطبيق «تلغرام»: «سنحقق النصر. نريد جميعاً أن يحصل هذا بأسرع ما يمكن. وسيأتي هذا اليوم». وأكد أنَّه يجب «دفع حدود التهديدات لبلادنا إلى أبعد ما يمكن، حتى لو كان ذلك حدود بولندا» المجاورة لأوكرانيا. وتحدَّث ميدفيديف عن «مفاوضات» ستجري بعد «انتصار» روسيا. وأعلنت عدة دول منها بريطانيا والولايات المتحدة حزمة عقوبات جديدة «واسعة النطاق» على روسيا. وسوف تستهدف الرزمة الأميركية الجديدة قطاعات حيوية، من بينها البنوك والكيانات التي تساعد موسكو على التهرب من العقوبات، فضلاً عن «جهات فاعلة في دول أخرى تحاول التهرب من عقوباتنا» كما جاء في بيان أميركي.

3 سيناريوهات لتطور الوضع في العام الثاني للحرب الروسية ـ الأوكرانية

 

«الشرق الأوسط» في كييف... هدوء مشوب بالحذر والتطورات على الأرض وتصريحات أطراف الحرب تنذر بمواجهة أوسع

كييف: بهاء ملحم/الشرق الأوسط/26 شباط/2023

خلال عام مضى على الحرب الروسية الأوكرانية التي اشتعلت شرارتها في 24 فبراير (شباط) من العام الماضي، تدفَّقت مياه كثيرة في نهر دنيبرو، بينما تلوح في أفق التطورات المرئية على الأرض، وفي تصريحات أطراف النزاع وحلفائهم، نذر مواجهة أوسع. في كييف، التي كانت على الخط الأول للعملية العسكرية الروسية فور اندلاعها، وتعرضت لضربات صاروخية وغارات جوية وتقدَّمت نحو ضواحيها القوات الروسية، وجدت «الشرق الأوسط» كلَّ شيء هادئا، تزامناً مع الذكرى الأولى للحرب. حالة الهدوء المشوب بالحذر في العاصمة عكستها حركة المرور في شوارع كييف وميادينها، إذ بدت الحركة أكثر سلاسة وانسياباً، وغابت عنها الاختناقات المرورية. أندريه، سائق تاكسي، قال لـ«الشرق الأوسط» إنَّ حركة السيارات اليوم في الذكرى الأولى للحرب أقل من الأيام السابقة؛ وذلك بسبب ما يصفه بالقلق النسبي الذي يتملك سكان المدينة إزاء ما قد تحمله المرحلة المقبلة من تطورات. يظل كل شيء هنا هادئا، أو يكاد، بيد أنَّ التوقعات بصمود ذلك واستمراره تظلُّ متدنية كأحوال الطقس في المدينة التي تهوي فيها درجات الحرارة إلى ما دون الخمس درجات تحت الصفر، بينما تتسارع التحضيرات على جانبي جبهات القتال لفصول ساخنة من الحرب التي تدخل عامها الثاني، من دون أن تلوح في الأفق أي مؤشرات على نهايتها، في حين تتزايد المخاطر من تجاوز ألسنة اللهب حدود البلدين المتحاربين. كل شيء هادئ في كييف!

 

الأردن… إسقاط طائرة مسيرة مفخخة قادمة من سوريا

 وكالة فرانس برس/26 شباط/2023

أعلن الجيش الأردني، اليوم السبت، أنّ “قوات حرس الحدود أسقطت طائرة مسيرة قادمة من سوريا حاولت اجتياز الحدود الأردنية وهي تحمل قنابل يدوية وبندقية”. وقال مصدر عسكري مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية، في بيان، إن “قوات حرس الحدود، رصدت محاولة اجتياز طائرة مسيرة بدون طيار الحدود، بطريقة غير مشروعة من الأراضي السورية إلى الأراضي الأردنية، وتم إسقاطها داخل الأراضي الأردنية”. وأضاف: “بعد تكثيف عمليات البحث والتفتيش للمنطقة تم العثور على بندقية إم فور، وأربع قنابل يدوية وتبين أنه تم إعداد الطائرة المسيرة بطريقة مفخخة في حال تم ضبطها من قبل عناصر حرس الحدود”. وفي السياق، شدد على أن “القوات المسلحة الأردنية ماضية في التعامل بكل قوة وحزم، مع أي تهديد على الواجهات الحدودية، وأية مساعٍ يراد بها تقويض وزعزعة أمن الوطن وترويع مواطنيه”.

 

بايدن: فكرة تفاوض الصين على نتائج الحرب “غير عقلانية”

 قناة العربية.نت/26 شباط/2023

اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن فكرة تفاوض الصين على نتائج الحرب في أوكرانيا “غير عقلانية”، بعدما طرحت بكين خطة سلام لإنهاء الصراع. وأضاف بايدن في حديثه لقناة “إيه.بي.سي نيوز”، في الذكرى السنوية الأولى للحرب أن “الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصفق لها، فكيف يمكن أن تكون جيدة؟”. وقال “لم أر شيئاً في الخطة من شأنه أن يشير إلى أن هناك شيئاً سيكون مفيداً لأي شخص غير روسيا في حالة اتباع الخطة الصينية”. وتابع أن “فكرة أن الصين تتفاوض على نتيجة حرب تعتبر حرباً غير عادلة تماماً بالنسبة لأوكرانيا هي فكرة غير عقلانية”.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

وداع المرفع أو ما يطلق عليه الأوروبيون اسم كرنفال Carnival

الكولونيل شربل بركات/25 شباط/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/107565/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d9%88%d8%af%d8%a7%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b1%d9%81%d8%b9-%d8%a3%d9%88-%d9%85%d8%a7/

في تقاليدنا المحلية المرافقة لموارنة جبل لبنان هناك عادات مهمة لا تزال متأصلة بالمجتمع المحلي يتبع خلالها المؤمنون تعاليم الكنيسة بالصيام الذي ينقطعون فيه عن الأكل طيلة اثنتا عشرة ساعة يوميا لمدة تقارب الخمسين يوما تبدأ من اثنين الرماد وتنتهي ظهر سبت النور الذي يسبق أحد القيامة، ويتم خلالها ايضا الامتناع عن أكل اللحوم على أنواعها والدهون والزيوت والألبان ومشتقاتها كما البيض. ولا يبقى للفلاح إلا الحبوب التي يجب أن يأكلها مسلوقة تقريبا، والخضار القليلة والتي لا يكون انتاجها الفعلي قد بدأ بعد والتي يستعاض عنها ببعض أنواع من الأعشاب البرية الصالحة للأكل وهي تكثر في تلك الفترة من السنة بدخول الربيع فتغني بعض الشيء عن اللحوم والدهون من الناحية الغذائية. وينقطع البعض عن تناول الكثير من الملذات التي تدخل في نظامهم الغذائي مثل الحلويات على أنواعها بدءً من الدبس الذي يعتبر اساسي في غذاء الفلاح اللبناني أو التين المجفف على أنواعه والمربيات وهي أيضا من صلب مونته لفصل الشتاء. كما تمنع الاحتفالات واقامة الاعراس وشرب الخمر وشتى أنواع الأفراح طيلة فترة الصيام تلك والتي يتذكر فيها المسيحيون مرحلة الخلاص من خلال التضحية بالنفس التي قام بها السيد المسيح وأدت إلى موته على الصليب ومن ثم قيامته من بين الأموات. ولكن وقبل البدء بالصيام يودع الفلاح اللبناني مرحلة التلذذ بالمأكولات بما يسميه “المرفع” وهو الأسبوع الذي يسبق بداية الصوم الكبير.

تحضيرا لمرحلة التقشف المطلوبة خلال الصوم يحاول الفلاح اللبناني التمتع، لا بل توديع كل ما لذ وطاب من المآكل خلال اسبوع المرفع هذا، ومن هنا فقد كان يربي ما يسمونه “مرفعية” أو “دبيحة” وهي كناية عن جدي أو خروف يسمونه “تني” أي ابن سنة أو أكثر قليلا يقطعونه عن القطيع ويعلفونه في البيت مدة تزيد عن الشهرين أو الثلاثة يقدمون له فيها ما أمكن من الغذاء لكي يزيد وزنه ويطرى لحمه وينمو شحمه لعدم اضطراره للحركة العادية بحثا عن الغذاء كسائر القطيع. وهذه المرفعية هي كالعجل المثمن تذبح في بداية اسبوع المرفع وتكفي العائلة لكل أنواع المآكل التي يدخل فيها اللحم والتي يمنع تناولها طيلة فترة الصيام. وخلال اسبوع المرفع تجري الاحتفالات في البيوت وبين الاصدقاء ويشرب العرق مع اللحم الني والكبة النية حيث يسمع في الأحياء دق الكبة في الأجران كيفما توجهت وما يبقى منها يشوى أو يقلى وكثيرا ما يعمل منه صواني الكبة المحشية باللحم والبصل والصنوبر. وفي هذا الاسبوع تفوح روائح اللحم المشوي والدجاج المطبوخ والطيوب والبهارات التي ترافق المآكل اللذيذة. ويعتبر يوم خميس المرفع الذي يقع وسط ذلك الأسبوع خميس السكارى اي اليوم الذي يسمح فيه الشرب حتى السكر لأن الفلاح اللبناني، والذي لم يمنع عليه شرب القليل من الخمر وخاصة العرق الذي يحضّره من ضمن مونته السنوية، لم يكن يتمادى في شرب الخمر ولا يسمح لنفسه بأن يصل إلى درجة السكر أبدا، ومن هنا، وفي خلال اسبوع المرفع، تسمح التقاليد ببعض التراخي في الاصول المتبعة والانضباط في التصرف. ويوم الأحد الذي ينتهي فيه اسبوع المرفع وتحضيرا ليوم الأثنين وهو إثنين الرماد الذي يتذكر فيه الانسان “أنه تراب وإلى التراب يعود” يجب التخلص من كل بقايا اللحوم والممنوعات التي ستنقطع عن مائدة هؤلاء. ولذا فبعد القداس يوم الأحد يخرج كل ابناء البلدة إلى البيادر حيث يقومون بتوديع المرفع والانتهاء من كل ما يمت له بصلة. وتكون هذه مثل “البيكنيك” يجتمع فيها أغلب ابناء القرية ويحتفلون معا حيث يأكلون ويشربون ويرقصون ويغنون وتقوم حلقات الدبكة وتحدي الشعراء وتفيض القريحة والسحجة وكل ما يمكن أن يضيف فرحا لوداع المرفع. وفي آخر النهار يحتفلون بجناز المرفع حيث يلبس “ماعوص” شرشفا أبيض ويرفع على الأكف ويمشي الكل في جنازته ودفنه لأنهم لن يروا أو يذوقوا طعمه إلى ما بعد القيامة.

هذه العادات كانت تقام في عين إبل قديما وهي بالطبع مأخوذة من تراث الفلاح اللبناني المسيحي أو الماروني بشكل خاص، ولكن يوم وداع المرفع لم يكن يجري بنفس الطريقة في كل سنة بسبب الطقس، فنحن نتكلم عن شهر شباط، وهو وإن كان كما يقال “كيف ما شبط ولبط ريحة الصيف فيه” إلا أنه يمكن أن يكون يوم أحد المرفع يوما ماطرا أو حتى مثلجا وخاصة في جبال لبنان، ولذا فهذه العادة ليست من العادات الواجب اتباعها، ومن هنا عدم استمرارها كونها تتبع الظروف المناخية، إنما روح الاحتفال بقيت مرافقة لتقاليد القرية. ولكننا نرى في بلاد أميركا الجنوبية خاصة في البرازيل وحتى في بعض أنحاء أوروبا نفس العادة وهي الاحتفال بنهاية المرفع ويسمى الكرنفال (carnival بالانكليزية وهي من جذر carnie المتعلق باللحم مثل في كلمة carnivore أي آكل اللحوم) وعندما نتكلم عن Mardi gras وهو يوم الثلاثاء الذي يسبق بداية الصوم عند اللاتين والذي يبدأ الاربعاء الذي يلي تنين الرماد عندنا وهو اخر يوم مسموح فيه أكل اللحم نعرف ارتباط هذا التقليد باسبوع المرفع ونهايته وهو معروف في فرنسا وفي New Orleans في الولايات المتحدة التي كانت عاصمة لويزيانا الفرنسية. ولكن الكرنفال اشتهر في البرازيل كأهم عيد يتابعه الناس لأن الطقس في القسم الجنوبي من الكرة الأرضية يناسب الاحتفالات كونه يقع في نهاية الصيف عندهم ولذا فيمكن التحضير له والقيام به، انما في لبنان لا يمكن التكهن بما سيكون عليه نهاية المرفع للتحضير المسبق لهكذا احتفال، وتبقى روحية الاحتفال هي نفسها في وداع أطاييب المرفع للتحضر لفترة الصوم. بينما عند المسلمين، خاصة أن صيامهم يبدأ اليوم ونتمنى لهم صوما مباركا، فإن الاحتفال لا يسبق الصوم انما يرافقه ويعتبر شهر رمضان، وهو الشهر الذي يصوم فيه المسلمون، أهم الأشهر خلال السنة وفيه تقام الولائم التي ترافق عملية الصيام وتتخلل ذلك الشهر بدل أن يكون شهر تقشف يسبقه الاحتفال بالمرفع الذي يودع خلاله الفرح بكل أشكاله للمشاركة بمرحلة الالام. وقد يكون مفهوم المسلمين بالنسبة لموت السيد المسيح الذي يعتبرونه “شبّه به” ولم يمت هو ما يجعل الصيام فترة فرح بدل أن تكون فترة حزن والانقطاع عن الطعام طيلة النهار كنوع من التقشف يرافقه الاستمتاع بالفطور والسحور والتلذذ بما أعد لهما.

 

مِنَ الأرث المثقل إلى الغدِ المأمول

 الأب كميل مبارك/فايسبوك/25 شباط/2023

مِن على هذا الكوكَبِ المسافرِ في الزمَنِ والمَسافات، يَنْدَهُ الانسانُ ماضِيَهُ فتجيبُهُ كثافاتُ السنين مردّدةً صدَى العاداتِ والأديانِ والتناقُضات، راميةً بينَ يَديهِ إرثَهُ الضعيفَ ليغرقَ بالتساؤلاتِ حَوْلَ حُفْنَةِ ناسٍ قالوا إنَّهم أجدادُه الأوّلون، قالوا إنَّهُم وضَعوا أسسَ المجتَمَعِ ورحلوا.

أيَّ ماضٍ يخْتَارُ مِنْ تِلْكَ السنواتِ التي غشَّاها الزَّمَنُ، فلَمْ يبقَ مِنْها إلَّا نُتؤاتٌ شاءتِ الصدفَةُ أنْ تَبقى مقاوِمةً كلَّ نزقِ الفاتحينَ وهوسِ الهادِمين، الذينَ شوَّهُوا كلَّ الأمسِ وغيَّرُوا في وقائِعِه الغابِرَةِ. تمامًا كشاهِدِ اليوم يأخُذُ ما يشاءُ ويُهمِلُ ما يشاءُ، تاريخًا لمؤرِّخِ الغدِ، حقائقُ هِي لَهُ حقائق ولسواهُ تزويرٌ وافتراءات.

ملايينُ السنين ساهَمَتْ كلُّها بِجَعْلِ هذا المخلوقِ العاقِل على حالِه اليوم، بضعةُ آلافٍ مِنْها كانَت مِصْهَرِ حضاراتِ عَصرِنا وحقلِها الخصيب، بضعةُ آلافٍ من السنين، تُقاسُ بِلَحَظاتٍ مِنْ عُمْرِ الزمن، صارَ فيها الانسانُ ما هُوَ عليه، غيرَ أنَّهُ يَحْمِلُ في دَمِهِ، في روحِهِ، في تركيبَةِ دِمَاغِه ارثَ الملايين من السنين، كلُّ هذا ليقولَ لذاتِه ولسواه إنَّه هدفُ الخلْقِ وموضوعُ حُبِّ الخالِق. وأنَّهُ لذاتِهِ ولسواه، الكائنُ السامي على سائر المخلوقات. مقاييسُ القيمِ تَنْبَعُ من حبِّ اللهِ لَهُ وتتجلَّى فيه؛ إنَّهُ إلهٌ لأنَّ اللهَ أراد أن يجعلَ مِنْهُ إلهًا.

مِن خلالِ ستائِرِ هذا الماضي، ينْظُرُ الانسانُ اليوم، إلى واقعِ المجتمعاتِ، فيرى تمايُزَهَا وتصادُمَها، يرَى البعضَ مِنْها يتخلَّفُ تارِكًا رَكْبَ الحضارَةِ يسبَقُه شوطًا بعدَ شوطٍ، بينَما البعضُ الآخرُ يُسابِقُ الزَّمَنَ بِتفنيَّتِه وعمارته وتقدُّمِه وأهوالِه. ومعَ الزَّمَنِ اتَّسَعَ الفرقُ بينَ المجتَمعين، حتَّى ليُخَيَّلَ لبعضِ المتأمِّلينَ أنَّ هذا الجزءَ من العالَمِ هُوَ جنَّةُ عدْنٍ وذاكَ هو الأرضُ المعلونَةُ التي طُرِدَ إليها آدمُ؛ هذا يندَفِعُ إلى الأمام حامِلًا زخم عطاءِ الأيّامِ في قلبه ويديه، وذاكَ يترامَى إلى الخَلْفِ مُمْعِنًا في الغَرَقِ بما يُسَمِّيهِ الناسُ تَخَلُّفًا.

هذا وقد جاءت العقائدُ السياسةُ والاجتماعيةُ لتزيدَ على هذا الخلافِ تَبَايُنًا، فبنَتَ بينَ مجتمعاتٍ متجانسة جُدْرَانًا من حديدٍ، لتهدمَ روابِطَ الانسانيةِ وتُشيع الانشقاقَ، كما حاولت أن تصْهَر بين جماعاتٍ متباينةٍ عُرقًا ودينًا وتقاليد مجتمعٍ ونظامَ حياةٍ، لتغتصِبَ من هذه حقًا ومن تلكَ مُقدَّساتٍ، معتقدةً بذلكَ أنَّها تساوي بينَ الناسِ من أجلِ جمهوريةٍ واحدةٍ تجمَعُ العالَم كلَّهُ، ناسيةً كلّ اعتباراتِ الفرديَّة والتعدُّدِيَّةِ، راميةً ماضِيَ الجماعاتِ وإرثَها العريق، هادفةً، مهْمَا كلَّفَ الأمرُ، إلى خلقِ وحدَةٍ من مُتَنَاقِضات. وكلُّ هذهِ دخلتْ في إرثِ انسانِنا اليوم، وباتَت جزءًا من كيانِه الشخصيِّ، وطابَعا غيَّر كيانَهُ أُمّةً أو دولةً او حِلفًا او مُنظَّمات.

هذا الإنسانُ، مع كلِّ هذا الإرثِ العتيقِ بوجَهْيهِ الخيِّر والنّكدِ يتطلَّعُ إلى الغدِ، يحاولُ أنْ يثبَ في الزَّمانِ لِيَعْرِفَ ما قدْ يكونُ هذا الغدُ الآتي. يحاوِلُ، منذُ كان، أنْ يرسُمَ لأقرانه، صورةَ انسانِ الأيّامِ المتراميةِ إلى الأمامِ ليحوِّلهُم عن الغَرَقِ في الأيّامِ المتراكِمَة في غابِر الزمان، ليحرِّرَهُم من قلقٍ أمامَ مجهولٍ غريب لم يصل بعد، بعدَما خاب حلمُهم من حاضرٍ، هو مستقبلُ الامسِ المعروفِ وماضي الغدِ الخائب.

مُغامرة دخولِ الغدِ قبلَ أوانه، اشتعلَتْ في قلبِ الانسان وانتقلت إلى عقلِه فيديه، يقينًا منهُ أنَّهُ قادرٌ بعلْمِه وتقنيته الدائمة الحداثة، على استباقِ الغدِ والتأثيرِ على مسارِه، بهما سعَى جاهِدًا إلى إكتشافِ العالمِ أفقيًّا وعموديًّا، فسبَرَ جوفَ الأرضِ والبحارِ واخترقَ طبقاتِ الفضاءِ محاوِلاً تحدِّي المستحيل؛ فدخلَ عالمَ الكواكبِ، ارادَتهُ أنْ يعرِف، وأن يعرف، فيها سِرُّ المغامَرَةِ، منذُ أرادت حواءُ أنْ تأكُلَ ثمرةَ المعرِفَةِ إلى اليومِ .

وعادَ هذا الانسانُ على عقِبهِ يريدُ أن يعرفَ نفسَهُ قبلَ كُلِّ شيءٍ، جسدَهُ، فِكرَهُ، كيانَهُ، موتَه بقاءَهُ. وكأنَّهُ بِرَجْعَتِهِ هذه قَدْ أدرَكَ أنَّ الحقيقةَ تبدأُ فيهِ وتنتهي فيه، وطريقَها الأقربَ بعيدةٌ عن المسافةِ، وأدْرَكَ أنَّهُ مِنْ هذا العالَمِ المخلوقِ واحِدٌ هو، وإنْ كانَ الأهمَ والاساسَ والهدف. وأنَّ كُلَّ معرِفَةٍ للكَونِ يجِبُ أنْ تنطَلِقَ مِنْهُ وتعودَ اليه. حَاولَ الإنسانُ أنْ يعرفَ غدَهُ القريب، لا عَلى سبيلِ النبوءَةِ والتبصُّر فقط، إنَّما مِنْ أجلِ تخطيط هذا المستقبَلِ وحُسْنِ مسارِه، فكانَتِ العلومُ تسَّخُر من أجْلِ تذليلِ صعوباتٍ مُرْتقبةٍ، وتسهيلِ سُبلِ العيشِ وتدبير المشاكِلِ المُتوَقَّعَةِ، وكانتْ النُّظمُ والشرائِعُ لضبْطِ التصرفاتِ البشريّة كافَةً، والتحكمِ بضعفاءِ النفوس. كما قامَتَ حَمْلاتُ مراقبةِ العلومِ التطبيقيةِ التي خَشيَ الناسُ من نتائِجِها المُهْلكةِ احيانًا، فحاربُوا بالوسائِل المُختلفةِ انتشارَ الأسلحَةِ النوويةِ والكيمائيَّةِ والاشعاعيَّةِ والشُّعاعيَّةِ، فحاولُوا أنْ يُبعدوا شبحَ الخوفِ الذي بُنيَ على التوازنِ في السلاحِ والرُّعْب.

مِنْ هذا المُنطلقِ المسؤولِ، وعى الانسانُ أنّهُ مُعْني بِكُلِّ ما يجري حولَهُ، مباشرةً أو بالوسيلة، فأظهرَ كلَّ اهتمام ٍ بمشاكل العالم وحاول أن يُساهِمَ في حلِّها ، كي يأتيَ الغدُ قليلَ الهمومِ كبيرَ الأملِ؛ فانشأ المنظماتِ التي تهتمُّ بالفردِ والجماعةِ لمكافحةِ التخلُّفِ والجوعِ وتلافي الانفجار السكّاني الوشيكِ، والسيطرةِ على عناصرِ الهدمِ في الطبيعةِ والمجتمعِ، والمختبرات.

كلُّ هذا من اجلِ ان يأتيَ الغدُ، والانسانُ على استعدادٍ لمجيئِهِ، كي لا يتلقّاهُ بصدمةٍ وخيبةٍ ومرارة . ولكنَّ الانسانَ يعرفُ أيضًا أنَّ الاستعدادَ وحدَه لا يضمَنُ حُسْنَ مسارِ الأمورِ، لأنَّ الغدَ مغامرةٌ بذاتِه واستقبالَ المغامراتِ مغامرةٌ، ومَنْ يعرفُ؟ لعلَّه في قصدِه الى الهند يصلُ أميركا من حيثُ لا يدري .

أجلْ ايُّها الاخوةُ، هذه قلَّة ممَا أرادَهُ الانسانُ في أَحلامِهِ وطموحاتِه، قلَّةٌ مِمَّا ارادَ أن يعرفَه، غارقًا في رحلَةِ العِلمِ والتنقيبِ، فإذَا بهِ لا يكادُ يصلُ الى كشفِ غامضٍ حتَّى يُصدَم بغامضٍ آخر، وفي آخرِ المطافِ يكتشفُ أنّهُ عريانٌ، أتى من ترابٍ وإلى ترابٍ يعود، ويتركُ المسافاتِ تأكلُ المسافات، ويدعُ الموتى يدفنونَ موتاهُم. أتراها وقفةُ يأسٍ أم واقعُ خيبة ؟! لا ، لا هذا ولا تلك، لأنَّ كلّ عملٍ يقومُ به الانسانُ من أجلِ رفاهيةِ المجتمعِ وسعادةِ الناس، هو خُطوَةٌ تقرِّبُ مسيرةَ البشريةِ من ملكوتِ الله الذي أعدَّهُ اللهُ لمحبِّيه، حيثُ لا دمعَ ولا ألمَ ولا جوعَ ولا عطشَ ولا قهرَ ولا تسلُّطَ، إنَّما الكّل، يغرقُ في نورِ المحبَّةِ الكُلّي فيعرفُ الحقَّ الذي يحرّر من كل قيودِ الترابِ ويعرفُ وجهَ الله .

هناك يعرف الانسانُ دونَ شكّ ولا تردُّدٍ أنهُ حقيقةً صورةُ اللهِ الذي خلقَهُ، سيِّدًا على هذه الأرضِ وسيدًا على سائِر المخلوقاتِ، فيسألُ ربَّهُ بخجلِ المؤمنِ وكبرهِ مَنْ أنا يا ربُّ حتى تذكُرني، نقَّصتني عن الملائكة وكلّلتني بالمجدِ والكرامة، سلَّطَّني على أعمالِ يديك وأخضعتَ كلّ شيءٍ، تحتَ قدمَي.

هُناكَ يعرفُ بتواضعِ الخاشعين، أنَّهُ فعلاً أسمى منَ العناصِر الماديَّةِ ، وأنَّهُ يفوقُ عالمَ الأشياءِ، يعرفُ أنَّهُ حرٌّ لأنَّ الحقَّ حرَّرهُ، وأنَّ بحثَهُ الزمانيَّ في الأرضِ عن الحريّةِ كانَ خيرًا بذاته، لكنَّ الطرُقَ التي اتُّبِعت، غالبًا ما كانتْ منحرفَةً، بينما الطريقُ الأقربُ إليها، هو الاتحادُ باللّهِ ومعرفتهِ، لأنَّ معرفةَ اللهِ، كما مخافتُه، رأسُ الحكمَةِ، والباقي يُعطى مجَّانًا.

في معركةِ المعرفةِ هذه التي رافقتِ الانسانَ منذُ كانَ ، يقفُ المسيحُ وحده نوراً يكشفُ حقيقةَ الانسانِ بقدرِ ما يكشِفُ حقيقةَ الله. معهُ وبهِ يعرفُ الانسانُ عظمتَهُ اللاّ محدودةَ، والوهتهُ اللاّ متوَّقعة، كما يعرفُ محبةَ اللهٍ وتسامُحه ورحمته وعدلَهُ.

وحدهُ المسيحُ يقلبُ مقاييسَ التصرُّفِ البشريِّ، حينَ يُبدِّلُ مسلكَ الانسانِ من العداوةِ إلى الأخوَّةِ ومنَ السيطرةِ والتسلُّطِ الى الخدمة، ومِنَ الطَّمعِ إلى البذلِ والعطاءِ، ومن المعرفةِ للتحدِّي إلى المعرفةِ المحرَّرةِ. لقد أزال فوارقَ وضعِها تراكمُ الأيّامِ بينَ الناس فأزالَ حواجزَ العُبوديَّةِ والعرقيَّةِ والعصبيَّةِ ليجمعَ الناسَ في بيتِ الآبِ الواحدِ ويجعَلُهم كلَّهُم شركاءَ في الميراثِ السماويّ لأنَّهُم كلَّهم يحملونَ صورةَ الله.

وحدهُ المسيحُ أعطى الحياةَ البشريةَ معناها الصحيح، فازال منها الآنيَّةَ والمحدوديَّةَ، وجعلها مرحلةً من مراحِلِ الخلودِ الذي لا ينتهي، لانَّه حمل الانسانيةَ من الموتِ، ذاكَ الحاجزِ المخيفِ المقلق، الى الحياةِ مع الله في عالمٍ لا زمانَ يحدُّهُ ولا مكان. لقد جعلَ الناسَ يوجِّهُون نشاطُهم البشريَّ على الأرضِ وجهته الصحيحة فنقلهُ من نشاطٍ احتكاريٍّ واستثماريٍّ الى سعيٍ من أجلِ سعادةِ الآخرينَ وتسهيلِ عيشِهم، والهدفُ واضحٌ ألا وهوَ الاستعدادُ إلى تسريعِ حلولِ ملكوتِ الله، فأعطى العملَ قيمتَهُ الروحية لا المادية، والألم معناهُ التكفيريّ الخلاصيّ ، فنفى عنهُ كلَّ وجوهِ اللعنَةِ والغضَبِ .

لقد أعطى المسيحُ الأرثَ البشريَ قيمتَهُ الصحيحةَ، والعمل البشريَّ حقّه الكاملَ وهدفهُ السامي، حينَ جعلهُ تكملَةً لعملِ الخالقِ، وتحقيقًا لأرادتهِ المُحبَّةِ، فإذا بالعلمِ والعملِ يدخلانِ في مشروع الله الخلاصيِّ بدلاً من ان يُعتبرا مضادّين لقدرتِهِ. وهكذا يتبيَّنُ أنَّ كلَّ انسانٍ معني بسعادةِ الآخرين ، بقدرِ ما يشتركُ في مشروعِ اللهِ الذي يهدفُ من خلالِ الخلقِ وأعمالِ الناسِ الى إسعادِ البشر كافةً، فيصبحُ الانسانُ بموجبِ هذا التفكير مصدرَ النّشاطِ وهدفه وغايته.

مع المسيح تَصَحَّح مسارُ التاريخ، ماضيه ومستقبلَهُ وباتَ الانسانُ يُدرِكُ أنَّ كلَّ نشاطٍ، إنَّما يحملُ في طيَّاته تجربةً خطيرةً. فعندما يتبلبلُ ترتيبُ القيمِ ويختلِطُ الخيرُ بالشرِّ، لا ينظرُ الأفرادُ والجماعاتُ إلاّ الى منافعِهم الخاصةِ، يُهدِّدُ الإنسانُ أخاهُ ويصبحُ بسلطانهِ المبنيِّ على المعرفةِ والعملِ سببَ هلاكِ الجنسِ البشريِّ بدلاً من سعادته وفرحهِ. لذا حذَّرنا الرسولُ بولس من التشبُّهِ بالعالمِ أي بذلكَ الروحِ الباطلِ الذي يغيِّرُ النشاطَ الانسانيَّ، الموضوعَ لخدمةِ اللهِ والإنسانِ فيُحوِّلُهُ اداةً للشرِّ والدَّمارِ .

مع المسيحِ عرفتِ البشريَّةُ كيفَ تملكُ كلَّ شيءٍ ولا تتملَّكُ شيئًا، لأنَّ كلَّ شيءٍ لها، أمَّا هي فلِلْمسيحَ.

 

 وامصرفاه!

بشارة شربل/نداء الوطن/25 شباط/2023

لنفترض أنني مواطن يريد خمسة آلاف دولار ليفتتح "سناك فلافل"، فهل يقرضني إياها البنك؟ ولنفترض انني تخرجت من الجامعة بعدما دفع أهلي جنى عمرهم لتعليمي وصرت مؤهلاً مع رفاق لي مميزين لتأسيس شركة، فهل نستطيع أن نطلب سلفة من المصرف؟ أو هل يستطيع مصنع يعيل مئات العائلات أن يستنجد بمصرفه ليبقى واقفاً على رجليه؟ سقطت وظيفتان أساسيتان للمصرف وهما الإقراض والتسليف بعدما انهارت الثقة ولم يعد مكاناً آمناً للتوفير وصار المرء يسارع لسحب أي مبلغ "فريش" تلقاه إحساناً أو لقاء عمل ما.

فإذا أضفنا المشكلة الأساس المتمثلة بامتناع المصارف عن رد الودائع صغرت أم كبرت، جاز سؤال ما جدوى بقاء هذه المصارف؟ وبماذا تفيدني أنا المواطن العادي اذا كنت عاجزاً عن دفع فاتورة عبرها حتى ولو لم أكن مودعاً منهوباً؟

فلنبادر الى القول أن لا مؤامرة على المصارف ولا يجوز لإعلامها تصويرها وكأنها الضحية، فيما هي فعلياً شريك كامل المواصفات في المنظومة التي دمرت الدولة ومؤسساتها وأطاحت بمدخرات الناس. أما الدفاع الأعمى عن قطاع لم يبق منه إلا الحطام والثروات المهربة فلا يصب إلا في مصلحة "اقتصاد الكاش" و"القرض الحسن" الذي يتوسع ضارباً بقانون "النقد والتسليف" عرض الحائط.

لنوضح مرة واحدة ولكل المرات. لا اقتصاد بلا مصارف. هي ضرورة وليست ترفاً. غير أن شرط وجودها كما سائر المؤسسات الخاصة والعامة التزام القانون والخضوع للمحاسبة وممارسة سلوك أخلاقي تفرضه طبيعة المهنة والقيام بالدور المنوط بها، لا أن تتحول جزءاً من جهاز السلطة وخادماً لحكام فاسدين أو ميليشيات متنفّذة وشارياً للضمائر. لنعد الى الأساس. وبما أن كثيرين يقتنعون بسذاجة أن هناك "خطة لتدمير القطاع" ويقولون مستسلمين: نعرف انهم مرتكبون لكن أموال المودعين ستتبخر ولن نستفيد من سجن أي مصرفي. نقول بسذاجة تبسيطية لكن بدقة: فلنعتبر المصرف دكان حيّ أو قرية. فماذا يفعل إذا خسر؟ إما يضخ من مدخراته وممن يستطيع مساعدته لتنشيط الدكان ومعاودة خدمة الزبائن، أو يقفلها بعد ان يسدد للمورِّدين وعلى الدنيا السلام.

واقع الأمر أن السلطة السياسية بالتحالف مع رياض سلامة والمصارف قامت بعكس ما تفرضه تجارب الدول التي تعرضت لتعثر أو أفلست بنوكها. فبدل أن تفرض كابيتال كونترول بعد أيام وتعيد هيكلة المصارف بعد أشهر قليلة، وتقر حزمة اصلاحات بلا ألاعيب واحتيالات وتنجز التفاوض مع صندوق النقد للبدء بضخ الأموال وفتح الباب للاستثمارات، لا تزال تراوغ بالتكافل والتضامن. وبدل إعادة الرسملة تستمتع المصارف بتذويب الودائع وهي عملياً أذابت أكثر من 30 ملياراً منها والحبل على الجرار، وتتنفّع من الرسوم العشوائية وبدعة "صيرفة"، وتمارس نفوذها على أزلامها في السلطة لتحميل الدولة عبْء أكثرية الدين وفرض خطة تعافٍ تبيع أصول الدولة لمصلحة المافيات. نريد المصارف والاقتصاد الحر. لكننا لن نقول أبداً عفا الله عمَّن سرق. مبدأ المحاسبة لن يسقط حتى ولو شرشحته غادة عون ودمَّره ميقاتي بتدخّله المخزي في القضاء. فالمدخل الى الإصلاح هو التمسك بالقانون ورفض القفز عليه بحجة ان المنظومة قوية ومتشعبة في القضاء والأمن والحكومة ومجلس النواب. الودائع المنهوبة كالدماء المهدورة لن تستريح إلا بالقصاص.

 

لبنان خلال شهريّن: رئيس أو إنحلال

احمد عياش/النهار/25 شباط/2023

التحذيرات التي أطلقها النائب نعمة إفرام الرئيس التنفيذي لـ"مشروع وطن الإنسان" ، جديرة بالاهتمام وأخذها في الحسبان. ففي مقابلة أجراها الزميل جاد الاخوي ضمن فعاليات "المؤتمر الوطني اللبناني" تحت عنوان "الطريق الى الدولة" على مدى يوميّن في الجامعة اليسوعية ، تحدث النائب إفرام مليا عن الازمة اللبنانية الراهنة لا سيما بإبعادها الاقتصادية. وقدم تصورات لحلول لها تصلح لتكون برنامج عمل الرئيس المقبل للجمهورية. وفي هذا السياق يقول وزير سابق، له موقع بارز على الصعيد الشيعي ل"النهار" ، إنه إذا كان هناك من مرشح جدير لتبوء منصب الرئاسة الأولى فيجب ان يكون النائب إفرام ومن يشبهه مثل الدكتور جهاد أزعور أو الدكتور صلاح حنين. وهذه الشخصيات ومثلها آخرون لم يبرزوا الى الواجهة على الرغم من الكفاءات التي يتمتعون بها، سيكون وصول احدها الى قصر بعبدا مؤشرا الى ان لبنان بدأ يسلك طريق الخلاص.

ماذا قال إفرام من على منبر اليسوعية ؟ يقول أولا، وكان في مقدمة الحضور الرئيس ميشال سليمان:" هناك حرب باردة كبيرة في لبنان بين السياسة والإدارة ، وبين السياسة والاحتراف. وهذه الحرب هي الأساس التي أدت بلبنان الى ما وصل اليه. عندما اصبح كل قرار في الإدارة خاضعا لإولويات سياسية وليس لإولويات علمية أو إقتصادية، حينئذ يصبح هدف الالة المؤسساتية للدولة إنتاج ولاءات سياسية وليس قيمة مضافة." وإستعار من عالم الاقتصاد الإجراءات التي تتخذ لمواجهة إفلاس المؤسسات، فقال :"دخلنا الفصل 11 لكي تصلح الدولة نفسها وسندخل قريبا الفصل 10 الذي يرعى افلاس الدولة وبيع ممتلكاتها."

وروى تجربة مرّ بها عندما كان دخل البرلمان عام 2018 ، قال:" كنت رئيسا للجنة الاقتصاد والتخطيط النيابية .وكنا متحمسين للعمل. وفوجئت بزملائي يقولون لي ان اجتماع اللجنة سيكون سريعا اليوم ، لإن رئيس الوزراء (سعد الحريري)والوزارة سيحضران ،لكي نرفع سقف الدين الى 4 مليارات دولار .دخلنا الى الاجتماع ووصل الرئيس الحريري وقال اننا نريد مبلغ 4 مليارات دولار وقد تولينا تأمينه فلا تقلقوا حيث سيكون هناك يوروبوند  وسندات خزينة. اوكي، رفع الايدي للموافقة فارتفعت الايدي، وكل ذلك في وقت تراوح بين 5 و10 دقائق.. فوقفت قائلا: مرحبا، هل من مجال لنشترط ان يصبح العجز كذا، وان تتوقف الكهرباء عن خسارة كذا ، فكان الجواب :خلص يا خيّي نريد ان نفلّ صرنا 15 سنة نأـتي مرتيّن في السنة ونعمل هيك. عندما شاهدت هذه الصورة فهمت كل القصة: اننا طوال 15 عاما لا ينتج القطاع العام في لبنان قيمة مضافة إنما ينتج ولاءات سياسية  ثمنها العجز فبدأ 200 مليون دولار ثم إرتفع الى 6 مليار ويتولى تسديده المودع في المصارف والمنتج في القطاع الخاص وعرق جبين اللبناني المبدع في العالم كله." ماذا عن اليوم؟ يجيب إفرام:"هناك انهيار آت خلال شهريّن، إذا لم ينتخب رئيس للجمهورية . انه آخر تحلل للدولة باللامركزية الواقعية ثم يلحقها الامن هذا هو القعر الحقيقي."

 

جمعية القرض الحسَن “مصرف ونُصّ”.. المصارف تنحسر والجمعية تتمدد

جان الفغالي/موقع هنا لبنان/25 شباط/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/116140/116140/

ما هو مؤكد أن جمعية “القرض الحسن” لن يكون وقعُها “حسنًا” على الوضع النقدي اللبناني، لأن “اقتصاد الـ cash” يُخرِج لبنان من النظام النقدي العالمي ويحوِّله إلى دولة مارقة، فهل هذا هو المطلوب؟

يَرِد في تعريف “القرض الحسن” على موقع “الإسكوا”، ما حرفيته: “يقصد بالقرض الحسن مطلق الأعمال الصالحة التي يقوم بها العبد لوجه الله وقربة إليه، وقد نسب القرض الحسن إلى الله عز وجل، فالله هو المقترض من عباده وهو الموفي لهم أجرهم أضعافاً مضاعفة. تأسست جمعية مؤسسة القرض الحسن عام 1982، عقب الاجتياح الإسرائيلي للبنان، وما خلفه من اوضاع اجتماعية واقتصادية مدمرة، وتم ترخيصها من وزارة الداخلية اللبنانية سنة 1987 بموجب علم وخبر 217/أ.د.”

إنتهى التعريف وبدأ الغموض، “القرض الحسن” جمعية مرخَّصة بموجَب عِلم وخبر صادر عام 1987.

إذًا، مرخَّصة منذ 1987، لكنها بدأت عملها عام 1982 أي قبل خمس سنوات من نيلها الترخيص.

القيّمون عليها يقولون إنّها ليست مصرفًا، ولكن لنفتح كتاب قانون النقد والتسليف ولنتعرف على “تعريف المصرف”، فنقرأ المادة 121 التي تعرف المصرف، وتقول: “تدعى مصرفاً المؤسسة التي موضوعها الأساسي أن تستعمل لحسابها الخاص في عمليات تسليف، الأموال التي تتلقاها من الجمهور”.

إذا أخذنا هذا التعريف وأسقطناه على القرض الحسن، فإنه يتبيَّن لنا أن جمعية القرض الحسن هي مصرف “تستعمل لحسابها الخاص في عمليات تسليف، الأموال التي تتلقاها من الجمهور”، أفليس هذا ما يقوم به المصرف تحديدًا؟

وفي المادة 122 من قانون النقد والتسليف توصيف لِما تقوم به الجمعية تحديدًا: “تعتبر أموالاً متلقاة من الجمهور، من قبل مصرف، الودائع وحاصلات القروض”. وكذلك المادة 124 التي تقول: “يحظر على كل شخص حقيقي أو معنوي لا يمارس المهنة المصرفية أن يتلقى ودائع”.

إذًا نحن لسنا أمام “جمعية” بل أمام “مصرف ونُصّ” كامل الأوصاف، ولا ينفع الإختباء وراء شجرةٍ لحجب الغابة.

ولكن على رغم حجب العِلم والخبر، بسبب العقوبات، فإن حساب الجمعية على “تويتر” يشي بالأشياء الكثيرة! ففي ردها على إحدى المحطات التلفزيونية، تقول: “عمل الجمعية هو ذو طابع خيري واجتماعي بالأساس، فهي ليست مصرفًا وإنما هي جمعية تستقطب المساهمات من أهل الخير وتعطيها كقروض بدون فوائد لكل الناس المحتاجين لها… إن الجمعية تعطي القروض لكل اللبنانيين والمقيمين على الأراضي اللبنانية”..

البيان تُعزز مضمونَه سلسلة تغريدات تؤكد المؤكد من أن الجمعية هي مصرف، بدليل الترويج التالي والمتتالي:

يرِد في إحدى التغريدات: “قروض المِهَن والحِرَف باللبناني وبالدولار… الجهد عليك والتمويل علينا”.

وفي تغريدة أخرى: “خدمة تخزين الذهب… خبي قرشك الأصفر”… وهناك خدمة الصرف الآلي “قد الثقة وأكتر”. والتغريدة الأكثر وضوحًا: “قروض بالليرة اللبنانية بضمانة ذهب… دايمًا معك” والضمانة كمية من الذهب تفوق قيمة القرض.

من خلال كل ما تقدم، يتبيَّن أننا أمام مصرف وليس مجرد جمعية، وهذا المصرف يتوسع باطّراد وقد أصبح لديه أكثر من واحدٍ وثلاثين فرعًا تمتد من بيروت إلى الجنوب إلى البقاع، بما يعني أنه يضاهي في عدد الفروع، المصارف الكبرى.

جمعية “القرض الحسن” تأخذ ودائع، وتعطي تسليفات، أليس هذا هو تعريف المصرف؟

ولكن هذا المصرف هو خارج المنظومة المالية: لا يمر بمصرف لبنان ولا بجمعية المصارف ولا بوزارة المال، يعتمد على الـ cash economy من دون أن يتحدد مصدر هذا الـ cash.

هل هذا هو النظام المالي البديل؟ ماذا عن العقوبات؟

أسئلة كثيرة تدور حول هذا الأمر، لكن ما هو مؤكد أن جمعية “القرض الحسن” لن يكون وقعُها “حسنًا” على الوضع النقدي اللبناني، لأن “اقتصاد الـ cash” يُخرِج لبنان من النظام النقدي العالمي ويحوِّله إلى دولة مارقة، فهل هذا هو المطلوب؟

وزارة الخزانة الأميركية أدرجت الجمعيّة على قائمة العقوبات عام 2016، بناءً على تشريع صادر عام 2015، إلّا أنّ نشاطها لم يتوقّف.

مجموعة من القراصنة الإلكترونيّين، تطلق على نفسها اسم Spiderz، سبق أن أعلنت عن هجوم إلكتروني شنّته على جمعيّة “القرض الحسن”، القراصنة كشفوا في تسريباتهم تفاصيل تتعلّق بقيمة القروض ونسبة السداد ومعلومات شخصية عن المقترضين وميزانية المؤسسة وفروعها لعامَيْ 2019 و2020، ومع ذلك لم توقف الجمعية عملها. المفارقة أنّ العقوبات على الجمعية، والعقاب تتلقاه المصارف! إنه الواقع السوريالي.

 

المصارف تُمهل الحكومة أسبوعاً لتصحيح “الخلل القضائي”

علي زين الدين/الشرق الأوسط/25 شباط/2023

علّقت المصارف اللبنانية إضرابها المستمر منذ حوالي 20 يوماً، لمدة أسبوع، بناء على طلب رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وفي «بادرة حُسن نيّة» من قِبلها؛ استجابة للإجراء الذي اتخذه لجهة الطلب من الأجهزة الأمنية عدم تنفيذ القرارات الصادرة عن النائبة العامة الاستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون، بانتظار أن تأخذ السلطة بشقّيها القضائي والسياسي «الإجراءات لتصحيح الخلل». ودخلت البنوك في إضراب، منذ السابع من شباط، بعد اجتماع لمناقشة الإجراءات القانونية المتصاعدة التي تواجهها، منذ أن بدأ الاقتصاد الانهيار قبل أكثر من 3 سنوات، واقتصرت أعمالها على العمليات الداخلية، وتغذية ماكينات الصرف الآلي بالعملة الورقية، في ظل مطالبة القضاء لها برفع السرّية المصرفية عن حساباتها، وصولاً للادعاء على أحدها بتهمة «تبييض الأموال».

وقالت الجمعية إنها قررت وقف الإضراب «بناء على تمنّي ميقاتي»؛ حتى يتسنى للمُودعين الحصول على الخدمات المصرفية، «وتحسّساً من المصارف بالأوضاع الاقتصادية الصعبة وبضرورة تأمين الخدمات المصرفية لكل المواطنين في نهاية الشهر»، على أن تُدعى الجمعية العمومية «لاتخاذ الموقف المناسب في ضوء ما يكون قد استجدّ من معالجات عملية». ويبدأ استئناف العمل يوم الاثنين المقبل، ويستمر إلى الجمعة. وتحرَّك ميقاتي، ووزير الداخلية بسام مولوي، الأربعاء، وطلبا من القوات الأمنية «اتخاذ تدابير تنفيذية لوقف تجاوز حد السلطة» من قِبل القاضية غادة عون. وأصدر مولوي توجيهاً يطلب من المديرية العامة لأمن الدولة وقوى الأمن الداخلي عدم تنفيذ أي قرار صادر عن عون.

وقالت مصادر مصرفية إن استئناف العمل «هو بمثابة بادرة حسن نية تلاقي خطوة ميقاتي، وذلك في ظل المساعي القائمة لإيجاد الحلول القضائية للأزمة الأخيرة»، حيث ينتظر المصرفيون من «مدَّعي» عام التمييز القاضي غسان عويدات خطوات لاحتواء الملف تكفل وضع القضايا المصرفية وحساسيتها في الاعتبار، في إشارة إلى تهمة «تبييض الأموال» التي تؤثر على علاقات لبنان الخارجية، وارتباطات القطاع المصرفي بالمصارف المراسلة، و«تعيد تصويب ما يختص بالقطاع المالي». وتعترض المصارف، على وجه الخصوص، على قبول دعاوى مقدَّمة ضدها من غير المُودعين لديها وتقديمها إلى قضاة معيّنين غير مختصين لا نوعياً ولا مكانياً يجري اختيارهم بسبب آرائهم المعادية للمصارف، إضافةً إلى رفض بعض القضاة تبلّغ طلبات ردّهم ودعاوى مداعاة الدولة عن أعمالهم التي توجب رفع يدهم عن الملفات، كما محاولة هؤلاء القضاة إعطاء القانون رقم 2022 /306 مفعولاً رجعياً يعود إلى عام 1988 خلافاً لنص القانون وإرادة المشترع. وإذا تمسكت المصارف بحرفية هذا القانون يتم الادعاء عليها زوراً بجرم تبييض الأموال، في حين أن الملاحقة هي حصر عملاً بمنطوق الفقرة ب من المادة 8 من القانون المذكور بجرم «الامتناع عن تقديم المعلومات»، مع ما لذلك من تأثير على سمعة المصرف وعلاقاته، خصوصاً مع المصارف المراسلة. ووفق تحليل لمسؤول مصرفي كبير، فإن مذكرة ميقاتي «وضعت الأمور في نصابها ببعديها السياسي العائد للمرجعية الحكومية، والأمني لجهة رفع التغطية عن تصرفات تجانب الصواب في بعض الملاحقات القضائية». ويشمل الخلل في الدعاوى الخاصة بالقطاع المالي الصلاحية المكانية، حيث تجري الادعاءات من قِبل نيابات عامة في محافظات خارج بيروت، ولا سيما النيابة العامة في جبل لبنان، فيما البنوك مسجلة في العاصمة.

وقال المسؤول نفسه إن «الانحراف الأخطر يتمثل في استسهال توجيه اتهامات لعدد من رؤساء البنوك ومديريها بالاختلاس وغسل الأموال، من دون التحسب لحساسية مهامّ القطاع المالي ومخاطر قطع قنوات التواصل المالي مع البنوك المراسلة، وخصوصاً في ظل انغماس البلاد قسرياً في توسيع نطاق التعاملات النقدية التي تثير تلقائياً ريبة المؤسسات المالية الدولية». وأكد المسؤول نفسه أن «رصيد الثقة الذي يحوزه القطاع المالي اللبناني بمؤسساته العامة والخاصة في الخارج، لا يزال الضامن شبه الوحيد لاستمرار انسياب المعاملات والتحويلات والاعتمادات التجارية التي تتولاها البنوك المراسلة». وأضاف: «من غير المفهوم هذا التمادي في استنزاف هذه القيمة المضافة التي تربط لبنان مالياً بالخارج، وأن لا نتبصّر بمدى الأذى الذي يمكن أن يلحق بالبلد واقتصاده مع تسجيل مبالغ هائلة تمر عبر هذه القنوات، وبينها مستوردات تناهز قيمها 19 مليار دولار، وصادرات تقارب 3.5 مليار دولار، وتحويلات من العاملين والمغتربين في الخارج تقارب 7 مليارات دولار». واجتمع ميقاتي، أمس، مع وفد من «جمعية المصارف» تحدَّث باسمه محامي الجمعية أكرم عازوري الذي قال عن مطالب الجمعية: «نحن نخضع للقانون، وقد أبلغنا السلطات القضائية والسياسية بأن هناك خللاً بحسن سير المرفق العام القضائي تعاني منه المصارف منذ أكثر من سنة». وأضاف: «على السلطة بشقّيها القضائي والسياسي أن تأخذ الإجراءات لتصحيح الخلل». ورداً على قول مجلس القضاء الأعلى إن رئيس الحكومة يتدخل في عمل القضاء، قال عازوري: «الرئيس ميقاتي قال إن هناك خللاً وهو لم يتوجه إلى القضاء، بل إلى الضابطة العدلية التابعة للسلطة التنفيذية. كتاب الرئيس ميقاتي غير كاف؛ لأنه لا علاقة له بالسلطة القضائية، وتوجه إلى أقصى الحدود بما تسمح بها صلاحياته، ومن الآن وصاعداً، السلطة القضائية عليها أخذ كل الإجراءات لتصحيح الخلل الموثق، والذي تم إبلاغه إلى كل من وزير العدل والتفتيش القضائي ومدّعي عام التمييز والرئيس الأول لمحكمة التمييز».

 

الرئاسة في سلّة الإهمال دولياً وفي عنق الزجاجة محلياً

غادة حلاوي/نداء الوطن/25 شباط/2023

يسيطر الجمود على الملف الرئاسي في لبنان. لا يزال كل فريق يتموضع خلف معسكره. القصة لا تزال على حالها بلا زيادة أو نقصان. المعارضة تسير بترشيح ميشال معوض، والثنائي الشيعي لم يعلن خروجه عن دعم سليمان فرنجية. وبينهما بلد يرزح تحت وطأة التعطيل على كل المستويات. لفترة طويلة كان الرهان واضحاً على اجتماع باريس الخماسي. عقد الإجتماع وانتهى من دون آليات تنفيذية أو مجرد توصية أو بيان ختامي. وفد سفراء الدول التي اجتمعت، يواصل جولته على المعنيين لجس النبض رئاسياً. وأخبار وتحليلات مختلفة حول مصير حراكهم. هناك من يقول إنّ السفراء تبلغوا من رئيس مجلس النواب نبيه بري دعم ترشيح فرنجية وطلبه اليهم العودة بجواب صريح على هذا الترشيح. آخرون يقولون إنّ الإجتماع بذاته لم ينته بما يمكن إعتباره تصوراً للخروج من المراوحة الرئاسية. التعويل انتقل إلى فصل جديد مرهون باجتماع مرتقب للدول الخمس لكن على مستوى وزراء الخارجية لم يحدد موعده بعد.

أما خارجياً فيبدي البعض تفاؤلاً بما يمكن أن تحمله الأشهر القليلة المقبلة من تحريك للجمود بالملف الرئاسي ربطاً بتطورات إقليمية ودولية منتظرة، لكن الرهان على مثل هذه التطورات ضرب في الرمل لكونها تسير على نار هادئة جداً، والى أن تنضج فالرئاسة اللبنانية في سلة الإهمال الدولي وفي عنق الزجاجة اللبنانية. وفي ظل هذه الضبابية ليس معروفاً بعد موعد إعلان رئيس «تيار المرده» ترشيحه رسميا وإعلان «حزب الله» دعمه. تقول مصادر الثنائي إنّ الإعلان مرهون بالظروف الملائمة وحالياً لا ظرف ملائماً لذلك. كان فرنجية يعتزم إعلان ترشيحه قبل نحو أسبوعين لكنه تريث بالإتفاق مع الثنائي لأن ظروف الترشح لم تنضج بعد خارجياً ولا داخلياً وقد فرمل اجتماع باريس الخماسي الخطوة بالنظر الى تضارب الأخبار بشأنه.

من الأساس لم يكن إجتماع باريس الخماسي ليعول عليه من جانب الثنائي. إجتماع من دون حضور كافة الدول المعنية يعني الخلل في المعالجة والمقصود هنا غياب إيران وإن كان سفراء الدول الخمس أدرجوا «حزب الله» على قائمة جولاتهم. لو كانت المقاربة الغربية جدية لما كانت استبعدت إيران حسبما تقول مصادر سياسية. يصعب على «حزب الله» وبخلاف رئيس مجلس النواب نبيه بري الإعلان عن ترشيح فرنجية. هو يعلن دعمه متى أعلن صاحب العلاقة ترشيحه، وإلا دخل في مشكلة مع المسيحيين ومن بينهم «التيار الوطني الحر» الذي يرى في خطوة كهذه ضرباً لمبدأ الشراكة الوطنية.

ينقل المقربون أنّ الثنائي الشيعي لا يتبنى ترشيح فرنجية على قاعدة هو أو لا أحد. هدفه مرشح رئاسي يطمئن اليه وهو ما ينطبق على الحليف فرنجية وإذا كان لا أفق من ترشيحه فيمكنه أن ينسحب في التوقيت المناسب، هذا في حال كان أعلن ترشيحه. حالياً ليس هناك مرشح مطروح على جدول الثنائي إلا فرنجية، أما ترشيح قائد الجيش فغير قابل للنقاش ليس لأسباب تتصل بشخص قائد الجيش جوزاف عون بل لرفض الثنائي تكرار تجربة الرئيس الآتي من قيادة الجيش مجدداً.

يؤكد الثنائي بناء على مصادره أن الإنتخابات الرئاسية في لبنان لم تنضج بعد لا داخلياً ولا خارجياً، وتقول إنّ الرهان على التوافقات المتصلة بالوضع في اليمن والعلاقة السعودية الإيرانية والسعودية السورية يحتاج الى وقت. وتتابع: طالما أنّ الدول الخمس تتعاطى على أنها صاحبة القرار وحدها فيعني أنّ الرهان على حلول قريبة مستبعد. حين تحدث الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير عن الفوضى في لبنان وهدد بتعميمها على المنطقة أجمع، كان يركن في حديثه إلى معلومات متوافرة بأن المطلوب تعميم جو من الفوضى لفرض مرشح رئاسي من الخارج وهو مسعى مرفوض من دون تسوية يشترك فيها الجميع تؤمن شراكة حقيقية بين رئاستي الجمهورية والحكومة. رغم كل «الكركبة» والمخاض العسير الذي يعيشه لبنان فإنّ لا شيء يؤشر إلى قرب الفرج لا رئاسياً ولا سياسياً. رئيس الجمهورية القادم صار مجرد اسم لأنّ العمل الجاري هو على تسوية كاملة تشمل تركيبة لتوليفة رئاسية – حكومية وضمنها تعيينات شاملة. لكن شروط مثل هذه التسوية لم تنضج بعد. بدأ الحديث بشأنها خلف الكواليس وهذا مؤكد، لكن الدخان الأبيض في لبنان لن يكون في القريب العاجل.

 

لبنان بين مؤتمر باريس وإدارة الخراب

سامي كليب/أساس ميديا/الأحد 26 شباط 2023

تكشف الأجواء التي رشحت عن مؤتمر باريس الخُماسيّ حول لبنان، مدى اليأس الدوليّ والعربيّ من الوضع الحاليّ، بحيثُ يبدو الأفق مرصوداً لخِيارين لا ثالث لهما: إمّا الاتفاق على رئيسٍ للجمهوريّة غيرِ منتمٍ لمحور وحكومةٍ تَشرعُ بالإصلاحات الجذريّة المطلوبة والاتفاق مع صندوق النقد الدوليّ، وإمّا إدارة الخراب لفترةٍ طويلة مع ما يحمله ذلك من اضطراباتٍ اجتماعيّة وهزّاتٍ أمنيّة وزلازلَ سياسيّة.

يُمكن تلخيص نتائج مؤتمر باريس الذي ضمّ ممثّلين عن الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية ومصر وقطر بما يلي:

- العمل على خيارٍ ثالث يُلغي ثنائية سليمان فرنجية - جوزف عون. صحيح أنّ المؤتمرين تجنّبوا تداول أسماء، لكنّ بعض اللقاءات الثنائية تناولتها وكان بينها جهاد أزعور وناجي البستاني.

- قال ممثّل مصر إنّ من المفضّل عدم الإيحاء بإملاءات خارجيّة على اللبنانيين، ومن الضروري عدم ذكر أيّ اسمٍ حاليّاً لرئاسة الجمهوريّة، فسارع ممثّلُ السعوديّة إلى القول إنَّ المملكة بهذه الحالة تؤكّد رفضها سليمان فرنجيّة لأنّه خِيار فريقِ حزب الله. 

صحيح أنّ حزب الله الذي لم يُعلن صراحةً بعد ترشيحَه لسليمان فرنجيّة، يبدو متمسّكاً به كخِيارٍ وحيد تماماً كنبيه برّي، لكن لا أحد يستبعد احتمال الخيار الثالث شرط الاتفاق على الثمن المطلوب، في إطار صفقة تشمل عدداً من المطالب

- اقترح البعضُ سلّةً كاملةً للحلّ تشمل رئيساً للجمهوريّة مقبولاً من الجميع ورئيسَ حكومةٍ حقيقيّةٍ قادرةٍ على الشروع بالإصلاحات، لكنّ خيارَ فصل الرئاستين حاليّاً والاكتفاءِ بالتركيز على رئاسة الجمهوريّة حاز غالبية الأصوات.

- في الحديث عن رئاسةِ الحكومة، بدا أيضاً أنّ السعوديّة سعت إلى تخفيف اندفاعةِ فرنسا المؤيّدة لنجيب ميقاتي، وقال ممثّلُ المملكة متوجّهاً إلى نظيره الفرنسي: "إذا كنتم تعتبرون أنّ ميقاتي يحفظ مصالح باريس الاقتصاديّة وغيرها في لُبنان، فإنّ أيّ رئيس حكومة غيره سيقوم بالعمل نفسه".

- كان واضحاً أيضاً أنَّ قضية حاكم مصرف لُبنان رياض سلامة قد ألقت بظلالها على مؤتمر باريس، فما عادت فرنسا تُخفي مُعارضتها الشديدة له وشملَه بالاتّهامات التي تسوقها ضدّ كلّ الطبقة السياسيّة الحاليّة، وحين اقترح ممثّلُ مصرَ التريّثَ في قضية سلامة مُعتبراً أنَّ شغورَ الحاكمية قد يوازي أو يفوق الشغورَ الرئاسيّ، كان الردُّ الفرنسيُّ قاسياً ضدّ الحاكم، لكنّ اللافت أكثر هو أيضاً الموقف الأميركي الرافض للتمديد لسلامة،حتّى لو أنّ واشنطن تُفضّل تجنيبَ الحاكم أيَّ ضغوطٍ قانونيّة قبل أن تنجلي الأوضاع.

- تولّت قطر مسؤوليّةَ التواصل مع الأطراف المختلفة المعنيّة بالوضع اللُبناني لأنّها على علاقةٍ جيّدة بالجميع، وخصوصاً مع إيران التي رفعت باريس لهجتَها ضدّها على نحوٍ لافتٍ منذ فترة. واقترحت باريس فرض عقوباتٍ على شخصياتٍ سياسيّة واقتصاديّة، لكنّ اقتراحَها هذا لم يلقَ قبولاً عند الجميع، فعمدت إلى تأخير البيان الختامي تعبيراً عن عدم رضاها على كلِّ ما فيه، وكانت ذريعةُ التأخير أنَّ وزيرةَ الخارجية الفرنسيّة كاترين كولونا بحاجةٍ إلى الاطّلاع عليه وهي خارج البلاد. وهذا ما دفع المؤتمرين إلى اعتماد وسيلة تبليغ المسؤولين اللبنانيّين أجواءَ المؤتمر مُباشرةً، وكان من المُفترض أن تتولّى السفيرة الأميركية دوروثي شيا ذلك، لكن انضمّت إليها السفيرة الفرنسيّة في بيروت آن غريّو لأنّ فرنسا هي البلد المُضيف.

كرّر رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي أمام السفيرتين ما كان يقوله في "7 أيار المشؤوم" من العام 2008 للدبلوماسيّين الغربيّين، ومفاده أنّ "المشكلة ليست عندنا وإنّما عند الطرف الآخر، وإذا أقنعتموه بما تريدون وبالانتخاب فنحن جاهزون لتسهيل المهمّة وحاضرون".

في الحديث عن رئاسةِ الحكومة، بدا أيضاً أنّ السعوديّة سعت إلى تخفيف اندفاعةِ فرنسا المؤيّدة لنجيب ميقاتي

صحيح أنّ حزب الله الذي لم يُعلن صراحةً بعد ترشيحَه لسليمان فرنجيّة، يبدو متمسّكاً به كخِيارٍ وحيد تماماً كنبيه برّي، لكن لا أحد يستبعد احتمال الخيار الثالث شرط الاتفاق على الثمن المطلوب، في إطار صفقة تشمل عدداً من المطالب.

بالمقابل ثمّة من يعتقد بأنّ الأمور لم تنضج بعد، وأنّ من الأفضل انتظار جولة تفاوضٍ سادسة بين السعوديّة وإيران تُساهم (إذا عُقدت) في حلحلة الوضع اللُبناني كما ساهمت سابقاً في إيجاد حلٍّ للحكومة العراقيّة. ويتردّد في أوساطٍ دوليّة رافقت مؤتمر باريس أنّ الأميركيّين أنفسهم باتوا يقولون منذ ترسيم الحدود البحريّة بين لبنان وإسرائيل: "ما عدنا بحاجة إلى وسطاء للتفاوض مع حزب الله، فنحن في أثناء الترسيم كُنّا نعلم أنّنا نفاوضه مباشرة عبر اللواء عباس إبراهيم".

الأكيد أنّ كلّ هذه التحرّكات الدبلوماسيّة الدوليّة والعربيّة تجري وسط قلقٍ يتنامى من انزلاق الأمور في لُبنان وتفلُّتها ممّا بقيَ لها من ضوابط، فأهل السياسةِ هُنا ما زالوا يُحاربون طواحين الهواء، ويخترعون قضايا هامشيّة، مثل الصدام القضائي-السياسيّ الحالي حول تحرّكات القاضية غادة عون، أو قضية التمديد للّواء عباس إبراهيم التي يُقال إنّ الأمين العام لحزب الله تدخّل شخصيّاً في الساعات الأخيرة لحسمها بالتمديد، أو تضاؤل عدد المسيحيّين في لُبنان الذي أثار جدلاً بين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والبطريركية المارونيّة، أو الجلسات الحكوميّة والتشريعيّة أو غيرها.

هي حالةُ اهتراء وتدمير لِما بقي من مؤسّسات الدولة، يعتبرُها البعض مقصودة في فترة إدارة الخراب، بغية الدفع نحو نظام جديد أو الفدرالية، ويرى فيها البعض الآخر (وربّما هو على حقٍّ أكثر) استمراراً لقِصَر نظرٍ سياسيّ، مقرونٍ بموروثات مأساوية تقتضي دائماً التبعية وانتظار الحلول من الخارج، وينظر إليها البعضُ الثالث على أنّها تقطيعٌ للوقت وإدارةٌ للخراب ريثما تنضج الصفقات.

كم كان الكاتب الموسوعي والوزير السابق جورج قرم مُصيباً حين قال في كتابه "انفجار المشرق العربيّ": "إنّ لُبنان فَقَد دورَه كهمزة وصلٍ بين الشرق والغرب وبين الإسلام والمسيحيّة، وستغدو إسرائيل هي التي تؤدّي دور الهمزة هذه بين غربٍ يهوديّ-مسيحي هي قاعدته الأماميّة في الشرق من جهة، والشرق الأوسط المسلم من جهة ثانية، فقد اختفت جدوى لبنان كوسيط، لمصلحة ديناميّات مختلفة كليّاً أنتجتها نهاية الحرب الباردة ومرحلة ما بعد حرب الخليج".

أمّا المُصيبة فتكمن في أنّ الساسةَ الذين أوصلوه إلى هذا الدرك هم المُعتمَدون حاليّاً لإيجاد خلاصٍ له. فكيفَ لجلّادٍ أن يُنقذَ ضحيّةً بعد قتلِها؟

*نقلاً عن موقع لعبة الأمم

 

تلويح بـ”راجِح الديموغرافيا”: “العدّ” لا يُخيف المسيحيين

راكيل عتيّق/نداء الوطن/25 شباط/2023”:

خلقَ طرح موضوع عدد المسيحيين في لبنان في مقابلة تلفزيونية مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الثلاثاء الفائت، حالةً من الإستغراب والتساؤل، شكلاً ومضموناً وتوقيتاً. كذلك «تفاجأت» جهات سياسية من «الحرص» الذي أبداه ميقاتي على المسيحيين ووجودهم، وإعلانه أنّه سيطرح هذا الموضوع مع قداسة البابا فرنسيس خلال زيارته الفاتيكان الشهر المقبل، في وقتٍ يصرّ ميقاتي بحسب هذه الجهات على «استهداف» الموقع المسيحي الأول في الدولة عبر عقد جلسات لحكومة تصريف الأعمال في ظلّ الشغور الرئاسي، على رغم معارضة بكركي وأكبر كتلتين نيابيتين مسيحيتين.

التلويح مجدداً بـ»راجح الأعداد» للتهويل على المسيحيين وتخويفهم ليس بريئاً بحسب جهات سياسية مسيحية، في توقيتٍ رئاسي، وفي ظلّ محاولة «محور الممانعة» فرض الرئيس الذي يلائمه بعكس إرادة المسيحيين وبمعزل عن موافقتهم. ويبدو أنّ الإعلامي سامي كليب مهتمّ بمسألة الأعداد، وسبق أن نشر «تغريدة» في تشرين الأول من عام 2022 يشير فيها الى الإحصاء السكاني للبنان الذي تتبنّاه وزارة الخارجية الفرنسية. وخلال استضافته ميقاتي في برنامجه «الرئيس»، سأل كليب رئيس حكومة تصريف الأعمال، عن «إحصاء موثوق» وصل الى بكركي وميقاتي يكشف أنّ المسيحيين في لبنان، بعد انفجار 4 آب 2020، باتوا يشكّلون 19.4 في المئة. ميقاتي شكّك بصحة هذا الرقم، مؤكداً «التمسُك بالعيش الواحد ووحدة الوطن». وكشف عن اطّلاعه على تقارير عن نسبة المسيحيين في عدد من الدول العربية، مشيراً الى أنّه سيثير هذا الموضوع مع قداسة البابا. واعتبر أنّ «رئاسة الجمهورية باب لكي يبقى المسيحي في البلد». إثارة هذا الموضوع لاقت استغراب جهات عدة، على رأسها البطريركية المارونية التي أكّدت في بيان، أنّ «أعداد المسيحيين في لبنان أكبر بكثير من النسبة المغلوطة التي نُسبت الى التقرير المزعوم». هذا الموضوع قد يكون مدار بحث بين ميقاتي والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، إذ إنّ رئيس حكومة تصريف الأعمال سيزور بكركي لوضع الراعي في جوّ زيارته المرتقبة للكرسي الرسولي. وتشير مصادر قريبة من ميقاتي، ردّاً على اعتبار البعض أنّه زايد على المسيحيين في إعلانه أنّه سيزور قداسة البابا لكي يطرح معه موضوع الوجود المسيحي في الشرق، الى أنّ «هذه الزيارة عنوانها الأساس الشأن اللبناني، ومن ضمنه تراجع عدد المسيحيين، لأنّ الرئيس ميقاتي حريص على الحضور المسيحي، وهذه ليست عملية مزايدة طائفية بل مسألة وطنية».

أرقام الناخبين

ما يزيد من الشكوك حول الغاية من «دسّ» هذا التقرير، أنّ الانتخابات النيابية الأخيرة التي لم يمرّ عام على إجرائها، تُظهر مقارنةً بعدد الناخبين أنّ نسبة المسيحيين المقيمين في لبنان تتراوح بين 29 و32 في المئة. فيما تشير أرقام مؤسسات مسيحية الى أنّ هذه النسبة تصل الى 38.4 في المئة. لكن بمعزل عن لغة الأرقام ولعبتها، تكتفي بكركي بالبيان الصادر عنها إثر مقابلة ميقاتي، وتقول مصادر كنسية: «لا شيء نقوله أكثر ممّا قلناه. لكن إمّا «وقّفنا العدّ، والدستور ماشي أو مش ماشي». ولا يخشى المسيحيون عامةً، والكنيسة خصوصاً، لعبة العدّ، خصوصاً أنّها قديمة – جديدة. فحتى خلال السينودوس من أجل لبنان الذي عُقد في تشرين الثاني من عام 1995، في روما، برئاسة البابا يوحنا بولس الثاني، أتى الى الجلسة الافتتاحية، من يوزّع منشورات على جميع المشاركين تشير الى أنّ عدد المسيحيين المقيمين في لبنان بات أقلّ من 15 في المئة. وبالتالي إنّ مسألة العدد يُعمل عليها منذ زمن. وبمعزل عن الأسباب والأهداف والأبعاد، تنكبّ مرجعيات مسيحية الآن، على التحضير لدراسات وقرارات تنفيذية تتعلّق بالديموغرافيا والهجرة.

الأعداد السكانية في لبنان، لا تؤثّر في طبيعة النظام أو تغييره، بحسب جهات أكاديمية مختصّة، فسواء شكلّ المسيحيون في لبنان 30 أم 20 أم 5 في المئة من اللبنانيين المقيمين، إنّ تغيير طبيعة النظام اللبناني غير مرتبط بالأعداد بل بواقعٍ أكبر، فحتى الحرب الأهلية لم تغيّر جذرياً في هذا النظام، بل عدّلت في الصلاحيات. وتشير مصادر مسيحية الى أنّ مسألة العدد قوربت منذ زمن الاحتلال السوري، من زاوية تخويف المسيحيين من أنّ أعدادهم تتراجع، لكي يأخذوا خيار عدم الاتكال على أنفسهم وطلب الحماية من جهةٍ ما، أي «الناظم السوري» في ذلك الوقت.

لذلك لم يصدر مرسوم التجنيس عام 1994 صدفةً بل كان مقصوداً ومبرمجاً لضرب الديموغرافيا والتوازن الدقيق في لبنان، بالتوازي مع ضرب الزعامات التاريخية للمسيحيين وحظر العمل السياسي، وذلك للقول للمسيحيين، أمامكم خياران: إمّا أن يُحكم لبنان من قبل المسلمين وإمّا تأتون «لعنّا» لكي نؤمّن التوازن المطلوب بعدما فُقد. وفي ظلّ «الاحتلال السوري»، بين عامي 1990 و2005 ظهرت نظرية أنّ المسيحيين لا يحق لهم بمناصفة فعلية بل يجب أن تكون المناصفة شكلية، انطلاقاً من أنّ حجم المسيحيين الديموغرافي لا يسمح لهم يأن يُمثَّلوا بـ65 نائباً بل بـ45 نائباً كحد أقصى، فيما يُنتخب باقي النواب المسيحيين من قبل المسلمين. وبالتالي، إنّ إثارة مسألة العدد الآن، بحسب هذه الجهات، تأتي ضمن النمط التخويفي التاريخي نفسه، للقول للمسيحيين، إنّ هذا عددكم، «شوفوا شو بدكن تعملوا»، إذ يجب أن تأتوا برئيسٍ للجمهورية قريب من «محور الممانعة» ومن صلبه يستطيع من خلال قبضات هذا المحور أن يحمي المناصفة في لبنان. لكن «راجح العدد» لا يخيف المسيحيين، بحسب الأوساط نفسها، إذ إنّ البلد يقوم على الشراكة بمعزل عن طبيعة الأعداد، ومسألة الأعداد لا علاقة لها لا بطبيعة النظام ولا بطبيعة التمثيل السياسي والشراكة. أمّا أي محاولة لاحتساب الديموغرافيا لتغيير النظام، فستجعل المسيحيين يذهبون تلقائياً إلى الفدرالية، فإمّا استمرار هذا النظام بالشراكة القائمة، وإلّا فلن يقبل المسيحيون بانتقاص المزيد من حضورهم في الدولة، وسيختارون نظاماً يؤمّن لهم الحماية الذاتية في المناطق الموجودين فيها ضمن إطار دولة اتحادية، بما يحمي وجودهم ودورهم وتنوّعهم.

 

ما علاقة طارق البيطار بجعجع وجنبلاط؟

نجم الهاشم/نداء الوطن/25 شباط/2023

كان من المفترض أن يُنهي المحقق العدلي طارق البيطار في 22 شباط الحالي تحقيقاته مع المدعى عليهم الذين حدّد جلسات تحقيق معهم خلال هذا الشهر. ولكنّه اختار في 6 شباط أن يؤجِّل الجلسات بعد الحرب التي شُنّت عليه معتبراً أنّ «التحقيق العدلي يجب أن ترافقه النيابة العامة التمييزية ويجدر أن يكون هناك تعاون بينهما». في 23 كانون الثاني الماضي استعاد القاضي البيطار صلاحياته في التحقيق بعدما كان أمضى نحو 13 شهراً منتظراً بتّ المسألة من خلال القضاء، مدركاً حجم التدخلات السياسية في الملفّ، والضغوط التي يتعرّض لها، والتهديدات التي تلقّاها بصورة مباشرة وعلنية. ولكن بين 23 كانون الثاني و6 شباط انفجر الخلاف وعاد التهديد من أجل كفّ يده بالقوة، بعدما كان تمّ اللجوء إلى دعاوى الردّ وكفّ اليد ومخاصمة الدولة اللبنانية لمنعه من استكمال التحقيق.

لم يكن من المقبول قبول سلوك هذا المسار القضائي الذي كان هدفه تعطيل عمل القضاء وشلّه ومنع استكمال التحقيق في قضية تفجير مرفأ بيروت. وإن كان القاضي البيطار خضع لهذا المسار إلّا أنّ قراره استئناف التحقيق واستعادة صلاحياته هو القرار الصحيح بالإستناد إلى الإجتهاد القضائي الذي استند إليه والذي يعتبر أن المحقق العدلي لا يمكن ردّه ولا يمكن عزله. منذ إنشئ المجلس العدلي في العام 1923، ومنذ بدأت تحال القضايا الخطيرة عليه لم يحصل أن تمّ كفّ يد أيّ محقق عدلي تمّ تعيينه للتحقيق في أيّ من هذه القضايا. رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي فيليب خير الله، الذي استند القاضي البيطار إلى اجتهاده بعدم جواز ردّ المحقق العدلي، ذهب أكثر من البيطار في التأكيد على دور العدالة والسير بالملفات المحالة على المجلس العدلي.

أكثر من دعوى نظر فيها المجلس العدلي الذي ترأسه القاضي خير الله ولم يتمّ تقديم أي طعن فيها بأيّ محقق عدلي، من قضية قتل الأخوين أنطونيوس في بعبدا في العام 1992، إلى قضية تفجير العبوة الناسفة على طريق البلمند عام 1993، واغتيال رئيس جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية الشيخ نزار الحلبي في العام 1996، إلى القضايا التي حوكم فيها رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع. خلال كل هذه المحاكمات لم يتقدّم وكلاء الدفاع عن الدكتور جعجع بأيّ طلب ردّ أو كفّ يد لأيّ محقّق عدلي في القضايا التي حوكم فيها.

حتى القاضي جوزف فريحة الذي تمّ تعيينه محققاً عدلياً في قضية تفجير كنيسة سيدة النجاة، لم يتمّ التقدّم بطلب ردّه على رغم أن القاضي فيليب خير الله نفسه كانت لديه ملاحظات سلبية عليه وتحفّظ على تكليفه بهذا التحقيق، وقد ذكر هذا الأمر في كتابه «نحكم باسم الشعب اللبناني» الذي أصدره في العام 2013، بعد خروجه من سلك القضاء في العام 1998، وخصّص الجزء الأكبر منه للدفاع عن نفسه في قضايا محاكمة الدكتور جعجع. أكثر من ذلك، عندما انسحب وكلاء الدفاع عن جعجع من جلسات المحاكمة اختار خير الله أن يستمرّ فيها. وعندما عيّنت نقابة المحامين، بناء على طلبه، وكلاء للدفاع عن جعجع رغماً عنه، استمر في المحاكمة. وعندما انسحب هؤلاء الوكلاء أيضاً استمرّ في المحاكمة. وعندما اختار جعجع الصمت اعتراضاً على هذا المسار استمرّ خيرالله في المحاكمة.

أكثر من ذلك أيضاً. عندما اغتيل رئيس «الحزب التقدمي الإشتراكي» كمال جنبلاط في 16 آذار 1977، وأحيلت جريمة اغتياله مع جرائم قتل المسيحيين التي نتجت عنها في ردة فعل غرائزية، إلى المجلس العدلي، تمّ تعيين القاضي حسن قوّاص محققاً عدلياً في القضية. على رغم أنّ النظام السوري كان متهماً بارتكاب هذه الجريمة، وعلى رغم تكوين ملفّ في التحقيق لم يتمّ ردّ القاضي قوّاص، حتى النظام السوري بحكم سيطرته على القرار اللبناني في ذلك الوقت ووجود أكثر من 30 ألف جندي سوري مع مفارز المخابرات التابعة له في كل لبنان، لم يردّ المحقق العدلي بل تمّ تهديده للتخلّي عن الملف.

وعندما لم يقبل ولم يتراجع جرت محاولات لاغتياله وتمّ إطلاق قذيفة صاروخية على منزله أدّت إلى إصابة ابنه بجروح خطيرة وإعاقة دائمة. ومع ذلك بقي هو نفسه المحقق العدلي في هذه القضية وإن كان امتنع في النهاية عن إصدار القرار الإتهامي بناء على تدخلات سياسية وتمنيات من رئيس «الحزب التقدمي الإشتراكي» وليد جنبلاط الذي أسقط حقوقه الشخصية لإقفال الملف والإنتهاء من القضية. صحيح أنّ هذا القرار لم يصدر، ولكن من نشر مضمونه وتفاصيله كان الضابط في مكتب المباحث الجنائية العميد عصام أبو زكي، الذي أصبح لاحقا قائداً للشرطة القضائية، والذي أشرف على التحقيق منذ بداية حصول الجريمة. فقد صدف أنّ أبو زكي، الذي تعرّض أيضاً لمحاولات خطف واغتيال بسبب متابعته التحقيق، كان يمرّ على الطريق التي حصلت عليها عملية الإغتيال، وضبط مسرح الجريمة ونقل التحقيق مع المحققين المعنيين إلى منزله في الشوف، وتمكّن تباعاً من جمع المعلومات التي كشفت هوية المسلّحين الأربعة الذين تولّوا عملية الإغتيال وكيف انتظروا على دوّار بعقلين مرور سيارة جنبلاط واعترضوا طريقه وخطفوه بسيارته، وكيف اصطدمت سيارتهم «البونتياك» بسيارة جنبلاط واضطرّوا إلى قتله مع مرافقَيه. وعندما حاولوا الفرار من مسرح الجريمة تعطّلت سيارتهم بعد اصطدامها بتلّة ترابية، فأوقفوا سيارة مدنية وأجبروا سائقها على نقلهم إلى مركز المخابرات السورية عند مستديرة الصالومي في سن الفيل الذي كان بإمرة الضابط السوري ابراهيم حويجي.

وكشفت التحقيقات أيضاً أنّ السيارة التي استخدموها في عملية الإغتيال كانت تمّت مصادرتها في مرفأ بيروت لأنّها كانت محمّلة بكمية من المخدرات، وأنّ المخابرات السورية استولت عليها ونقلتها إلى سوريا ثم أعادتها إلى لبنان بلوحة عراقية قبل عملية الإغتيال بأيام قليلة، وكان يستخدمها عناصر المخابرات السورية الأربعة الذين تولّوا تنفيذ العملية خلال إقامتهم في أحد فنادق العاصمة الذي كان مقرا لهذه المخابرات.

وليد جنبلاط وحادث قبرشمون

أكثر من ذلك أيضاً. عندما حصلت حادثة قبرشمون في آخر حزيران 2019 بين مسلحين من أبناء المنطقة ومن «الحزب التقدمي الإشتراكي» وموكب الوزير صالح الغريب، الذي كان يريد تأمين طريق مرور لرئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل خلال جولة استفزازية له في المنطقة، رفض «الحزب التقدمي الإشتراكي» تحويل القضية إلى المجلس العدلي، ليس خوفاً من المجلس العدلي، ولكن لسبب آخر يتعلّق حصراً بصلاحية المحقّق العدلي الذي لا يمكن ردّه، خصوصاً أنّه كان يُحكى عن تعيين محقّق عدلي بخلفيات سياسية يمكنه أن يذهب في تحقيقه وادعائه على جنبلاط بعد التسريبات التي أحاطت بالمسؤوليات عن هذا الحادث وباعتبار أنه هو من أعطى الأوامر بالتحرك على الأرض. وفي النتيجة بقيت القضية من صلاحية القضاء العسكري.

الضابطة العدلية ضد المحقّق

صحيح أنّ القاضي البيطار اختار تأجيل التحقيق مع الذين ادّعى عليهم، ولكنّه لا يزال هو المحقّق العدلي في قضية تفجير المرفأ. فهو لا يستطيع مواجهة المنظومة السياسية والأمنية والقضائية والنيابة العامة التمييزية لأنّها كلها مجتمعة تشكّل وحدة متكاملة لإحقاق العدالة ومنع الإفلات من العقاب. فكيف يمكن أن يسير التحقيق إذا كان مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات ومدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم ومدير عام أمن الدولة اللواء أنطوان صليبا من بين المدعى عليهم؟ وكيف يمكن للمحقّق العدلي أن يتحرّك إذا كانت الضابطة العدلية تتمرّد على طلباته وتعليماته وقراراته؟ وإذا كان مدعي عام التمييز يدّعي عليه بدل أن يبقى متنحّياً عن القضية المتّهم بها؟ مع أن عويدات كان أبدى علناً رأياً قانونياً يتعلّق بعدم القدرة على ردّ المحقق العدلي طارق البيطار، كما أنّ القاضي زاهر حماده المحقّق العدلي في قضية إخفاء الإمام موسى الصدر له رأي مماثل ورافض لطلب ردّه في هذه القضية بما يتعلّق منها في قضية توقيف هنيبعل القذافي.

لقد اختار القاضي البيطار إطلاق سراح خمسة من الموقوفين في هذه القضية، من بينهم الذين تولّوا عملية تلحيم بوابة العنبر رقم 12، والذين دارت الشكوك حولهم على خلفية مسؤوليتهم عن عملية التفجير باعتبار أنّ التلحيم أدّى إلى اشتعال المواد الملتهبة في العنبر، وأدّى الحريق لاحقاً إلى انفجار كميات نيترات الأمونيوم الموضوعة فيه. هذه إشارة هامة إلى مسار التحقيق الذي كانت تكتمل فصوله عند المحقّق العدلي من خلال تكوين قناعات ربّما حول الأسباب الحقيقية التي أدّت إلى الإنفجار الكبير. وربما لهذه الغاية كان المطلوب وضع حدّ لهذا المسار من خلال تطويق القاضي البيطار وتهديده من داخل القضاء والأجهزة الأمنية لمنعه من استكمال التحقيق والوصول في النتيجة إلى الحقيقة وختم الملف وإصدار القرار الإتهامي كما في قضية اغتيال كمال جنبلاط، وبعكس ما حصل في قضايا محاكمة جعجع التي استجمعت فيها سلطة الوصاية كل مقدرات القضاة التابعين لها والأجهزة الأمنية من أجل تكوين الملفات والتوقيفات وجمع الشهود وتهديدهم من أجل رسم طريق الأحكام، التي حاول القاضي فيليب خيرالله في النهاية أن يدافع عن نفسه فيها، معتبراً أنه وضع سقفاً لها هو عدم الحكم على جعجع بالإعدام.

وهو ما كانت تريده سلطة الوصاية السورية مع إبداء رئيس الجمهورية وقتها الياس الهراوي استعداده لتوقيع أي حكم بالإعدام يصدر على جعجع. في كتابه ومرافعته عن نفسه اعتبر خير الله أنّه عندما وضع هذا السقف كان يدرك أنّ جعجع كما دخل إلى السجن بقرار سياسي سيخرج منه بقرار سياسي مقارناً بما حصل سابقا مع المتهمين من الحزب السوري القومي الإجتماعي بمحاولة الإنقلاب الفاشلة آخر أيام العام 1961.

التدويل ومصادرة الملف

ولكن هل هذه نهاية الطريق في ملف تفجير مرفأ بيروت؟ وهل المطلوب أن يلاقي الملف ما لاقاه مثلاً ملفّ اغتيال كمال جنبلاط بحيث لا يصدر أي قرار اتهامي؟ وهل المطلوب ايضاً إحراق الملفّ بما بات يتضمّنه من معطيات؟ هذا الأمر يفسِّره الإصرار الكبير على «مصادرة» الملف من عند القاضي البيطار. فعندما وضع القاضي حبيب مزهر يده على الملف وعلى القضية طلب تسليمه الملف. وعندما تمّ تهديد البيطار بالتوقيف بدأ الحديث عن تسليم الملفّ. وهل يمكن بالتالي أن تكون هناك محاولة جدية وخطيرة للحؤول دون نشر المعلومات المتعلّقة بهذه القضية كما تمّ نشر المعلومات المتعلقة باغتيال كمال جنبلاط في حال نجحت محاولات وقف التحقيق ومنع صدور القرار الإتهامي؟ في 23 شباط أصدرت محكمة العدل العليا البريطانية حكماً لصالح ضحايا تفجير المرفأ ضد الشركة الإنكليزية SAVARO التي نقلت النيترات إلى مرفأ بيروت، في الدعوى المدنية التي أُقيمت ضدها في 2 آب 2021، وحكمت بمسؤولية الشركة تجاه الضحايا الممثلين في هذه الدعوى، وافتتحت المرحلة الثانية من المحاكمة، وهي مرحلة تحديد قيمة التعويض الذي سيستحقّ للضحايا. بانتظار ذلك يبقى المحقق العدلي طارق البيطار الذي لا يَردّ على حملات التجنّي ولا يُردّ، في وضع الإنتظار لاستكمال التحقيق من حيث وصل إليه، وسيبقى المتّهمون بانتظار موعد جديد للمثول أمامه ريثما تنتهي حفلة الجنون التي تعصف بالقضاء

 

القضاة إلى الإضراب مجددًا؟!

يوسف دياب/الشرق الأوسط/25 شباط/2023

عمّق كتاب رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي الذي طلب فيه من وزير الداخلية بسام المولوي «الإيعاز للأجهزة الأمنية بالامتناع عن تنفيذ أي أمر قضائي يصدر عن القاضية غادة عون بملفّ المصارف»، ومذكرة وزير الداخلية التي عمّمها على الضابطة العدلية لتطبيق مضمون كتاب ميقاتي، الأزمة المستفحلة أصلاً داخل الجسم القضائي، وعززت الانقسام داخل مجلس القضاء الأعلى، الذي اختلف أعضاؤه مجدداً على طريقة مواجهة هذه الإجراءات، بدليل أن أغلبهم اعترض على البيان الذي صدر باسم المجلس ليل الخميس، ولم يتبنّوا مضمونه. وتداعى مجلس القضاء الأعلى إلى اجتماع طارئ ظهر يوم الخميس أوّل من أمس، بدعوة من رئيسه القاضي سهيل عبود، خصص للبحث في تداعيات كتاب رئيس الحكومة ومذكرة وزير الداخلية، اللذين وجد فيهما نادي القضاة «تدخلاً سافراً في عمل القضاء، وضرباً لمبدأ فصل السلطات»، ولوّح بخطوات تصعيدية في حال لم تُسحب المذكرة ويتوقف تنفيذها، وقد لبّى أعضاء مجلس القضاء دعوة رئيسهم، فحضروا الاجتماع، باستثناء النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات، الذي تغيّب لأسباب صحيّة.

ودخل مجلس القضاء مباشرة في مناقشة خطوة رئيس الحكومة وكيفية الردّ عليها، واللافت أن المجلس المنقسم أصلاً على ملفّ انفجار مرفأ بيروت، لم يصل إلى تفاهم حول هذا التطوّر المستجدّ، وأوضح مصدر قضائي أن «الانقسام طغى على المناقشات حول كيفية مقاربة هذه المسألة، ما استدعى انسحاب 3 أعضاء، ما أفقد الجلسة نصابها القانوني». وأكد المصدر لـ«الشرق الأوسط»، أن رئيس المجلس «أصرّ على إصدار بيان يطلب فيه من رئيس الحكومة ووزير الداخلية الرجوع عن قرارهما، وهو ما اعترض عليه الأعضاء الذين رفضوا ذلك، وطالبوا بمخاطبة رئيس الحكومة ووزير الداخلية عبر وزير العدل (هنري الخوري)، وليس عبر بيان إعلامي». وشدد الأعضاء المعترضون وفق المصدر على «ضرورة تقديم مراجعة أمام مجلس شورى الدولة تطلب إبطال مذكرة وزير الداخلية في حال تجاوزه حدّ السلطة». في وقت برر فيه أحد أعضاء المجلس لـ«الشرق الأوسط»، أسباب انسحابه وزميليه من الاجتماع، وقال: «كل قاضٍ كانت له أسبابه ليغادر الاجتماع، لكننا تفاجأنا لاحقاً بصدور بيان باسم مجلس القضاء الأعلى». وأوضح أنه «لم يُنظّم محضر رسمي بالاجتماع ولم يوقّع أحد عليه، وأن المناقشات كانت عبارة عن تبادل الآراء ووجهات النظر، ولم يتم الاتفاق على موقف نهائي».

ويحاول رئيس مجلس القضاء احتواء تداعيات قرار رئيس الحكومة، وتجنّب أي موقف تصعيدي من قبل «نادي قضاة لبنان» الذي لوّح بتصعيد يُستشفّ منه إمكانية العودة إلى الإضراب الذي لم يمضِ أكثر من شهر ونصف الشهر على تعليقه. وأصدر بياناً دعا فيه رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية إلى «الرجوع عن القرارين المذكورين، اللذين يمسّان بمبدأي فصل السلطات واستقلالية السلطة القضائية المكرسين دستوراً وقانوناً». وأكد مجلس القضاء أنه «يعمل على تأمين شروط انتظام العمل القضائي وحُسن سير العدالة، وذلك وفقاً للأصول والأحكام القانونية المرعية الإجراء، والمصلحة العامة والمصلحة العليا للدولة». ولم يُحدَد موعد لجلسة جديدة لمجلس القضاء، لوضع آلية تؤمن حسن سير العدالة كما ورد في البيان، واستغرب مصدر مقرب من القاضي سهيل عبود، موقف الأعضاء المعترضين على البيان، وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أن الاجتماع عقد رسمياً، لكن انفرط عقده بعد ساعتين إثر انقطاع التيار الكهربائي عن قصر العدل ببيروت، واستكمل «أون لاين»، وبقي القاضي عبود على اتصال مع الأعضاء حتى المساء. وشدد المصدر على أنه «يمكن أن يصدر بيان عن المجلس أو عن رئيسه حتى من دون اجتماع». وقال: «ليس صحيحاً أن الرئيس الأوّل تفرّد بإصدار البيان، بل كان على تشاور مع زملائه»، مشيراً إلى أن مجلس القضاء «يرفض أن يقابل خطأ القاضية غادة عون بتدخل مباشر من السلطة السياسية في عمل القضاء، وأن المعالجة تأتي عبر قرار يصدر عن السلطة القضائية المسؤولة عن انتظام سير العدالة».

وردّت القاضية عون على قرار وزير الداخلية، وقالت في مداخلة لها عبر محطة تلفزيونية، إنها ستتعاطى مع قرار وزير الداخلية كأنه منعدم الوجود، كونه صادراً عن مرجع غير مختصّ. وأكدت أنها ستتقدم بشكوى أمام مجلس شورى الدولة لإبطال قرار المولوي والمضي بتحقيقاتها بملف المصارف.

 

ما الذي يريده الإيرانيون؟!

صالح القلاف/الشرق الأوسط/25 شباط/2023

ما كان الإيرانيون بعد كُلِّ هذه التحولات التي كانت قد شهدتها بلادهم أنْ تصل الأمور إلى ما وصلت إليه وعلى هذا النحو عندما أصبح اسم إيران هذه، التي كانت تملأ الدنيا وهجاً، الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبالطبع فإنه قد أصبحت هناك حيرة فعلية وحقيقية بالنسبة لهوية هذه «الجمهورية».

وحيث إننا لو نظرنا إلى الأمور من خارج دائرة دولة الوليّ الفقيه (الايرانية)، لوجدنا أن الإسلام واحدٌ، وذلك مع أنه يحتضن فرقاً كثيرة... لها كل التقدير والاحترام... وأيضاً المحبة. والمقصود هنا وخارج هذه المقدمة التي هي تحتاج لقارئة كفٍّ شاطرة لتكشف أسرارها، أن هذه البلاد، أي إيران «دولة الولي الفقيه»، قد شهدت ومنذ منتصف سبتمبر (أيلول) الماضي، موجة احتجاجات صاخبة إثر وفاة الشابة الكردية (الإيرانية) مهسا أميني. أما لماذا وكيف توفيت... أو قتلت مهسا أميني هذه، فإنّ هذا قد حصل بعد عدة أيام من اعتقالها من قبل ما يسمّى شرطة الأخلاق، وأيُّ أخلاق؟ ولماذا يا ترى؟ لأنها قد انتهكت قواعد اللباس «الصارمة» في الجمهورية الإسلامية، أيْ دولة الولي الفقيه! ثم يا ترى ما قواعد اللباس الصارمة للمرأة في «الجمهورية الإسلامية» أي دولة الولي الفقيه؟ وهل أنّ هناك قواعد لباس للرجل أيضاً يا ترى؟ وهل أنه على الرجل أن يلتزم اللباس الذي قرّره الولي الفقيه؟ ثم هل الشعب الإيراني يا ترى كله ملتزمٌ بأنْ يلبس كما يلبس الولي الفقيه؟ وأن يأكل كما يأكل الولي الفقيه؟! ولعلَّ ما يدلُّ على أنّ هذه المسألة تشغل الشعب الإيراني العظيم حقاً كله، أنّ نجل شاه إيران الذي قد تمت إطاحته في عام 1979 أشار إلى وجود طيفٍ رماديٍ واسعٍ من المسؤولين الإيرانيين الذين يغريهم التغيير، ولكنهم يتردّدون في الوقت الحالي بالتعبير عن آرائهم علناً عما يريدونه ويسعون إليه. إن الاحتجاجات الشعبية الإيرانية التي انتشرت كالنار في الهشيم داخل إيران، منذ سبتمبر الماضي وإن خفتت قليلاً، وتراجع وهجها مع حجم القمع والقتل الذي تعرض له الشباب الإيراني المنتفض، قد أسست للتغيير في إيران هذه، وقد يكون تراجع السلطات الإيرانية عن قصة الشرطة الأخلاقية أول هذا التغيير، لكن المطالب الشعبية الإيرانية أكثر من ذلك بكثير.

إنه من المعروف، بل والمؤكد أن الشباب الإيراني لم يعد قادراً على تحمل نظام الملالي والولي الفقيه، الذي لم يجلب على بلاده إلا الحصار والعزلة... وترك ثروات هذا البلد النفطي الكبيرة مجمدة ومهمشة لا يستفيد منها الشعب الإيراني العظيم حقاً، فيما راح يختلق المشاكل مع جيرانه، ويمد أنفه في كل بقعة عربية متدخلاً في شؤونها ومستعدياً شعوبها، ومشكلاً ميليشياته التي تلعب في سوريا ولبنان واليمن والعراق... وكل ذلك حقيقة على حساب مصالح الشعب الإيراني المسكين وحقه في حياة محترمة، وحق شبابه في مستقبل يستحقونه بعيداً عن الخوف والقمع وحكم الملالي.

لم تكن قصة مهسا أميني والاحتجاجات الواسعة التي تبعتها مجرد احتجاج فقط على اللباس الشرعي الذي يريدون فرضه على نساء إيران بالعصا والزجر، بل هي احتجاجات أعمق وأوسع مدى، وهي اعتراض ورفض لنهج نظام الولي الفقيه الذي ترك إيران تعاني عقوبات اقتصادية خانقة تحت شعارات واهمة وكاذبة، وأدخلها في خلافات وصراعات مع محيطها بل مع العالم أجمع... وقضى على طموحات شبابها وترك مستقبلهم غامضاً لا بد من الثورة عليه. لا يجب على هذا النظام المتحجر في طهران... نظام الولي الفقيه، الاطمئنان إلى خفوت الاحتجاجات الشعبية وتراجع حدتها، فالنار كما يقولون تحت الرماد، ويمكن أن تعود للاشتعال من مستصغر الشرر... والقضية لم تعد فقط قضية شباب إيراني ضاق ذرعاً بكل هذا النظام، فحتى النخب السياسية والاقتصادية في المجتمع الإيراني باتت لا تتردد في التعبير عن حنقها ورغبتها بالتغيير... فالعالم كله يتغير، إلا هذا النظام، الذي لا يزال يصر على تصدير أزماته ومشاكله إلى الخارج.

إنّ الإيرانيين باتوا اليوم بحاجة إلى مزيد من الانفتاح ورفع سطوة العصا الأمنية عن رؤوسهم، وهم باتوا يطالبون بمزيد من المشاركة السياسية وبحقهم في إدارة شؤون بلادهم، بعيداً عن الطبقة السياسية المرتبطة بالمرشد الأعلى على خامنئي الذي يمتلك من الصلاحيات ما يكبل بها كل مؤسسات الدولة، ويجعل إيران بلداً ديكتاتورياً يحكم باسم الدين، ويوفر قداسة للولي الفقيه يصعب تحديها. إنه من المؤكد أن إيران الولي الفقيه قبل موجة الاحتجاجات الأخيرة التي تبعت مقتل مهسا أميني لن تكون هي كما بعدها... فالزمن يتغير، وحجم الضغط والمعاناة التي يعيشها الشعب الإيراني لم يعد يحتمل، وعلى نظام الولي الفقيه أن يتجاوب ويقدم التنازلات لئلا يفقد السيطرة والمبادرة... صحيح أنه نظام يمتلك أدوات القمع ويسيطر على مؤسساته السيادية والعسكرية والأمنية ولا يخشى نوعاً من الانقلاب، لكنه لا يستطيع المراهنة طويلاً على تحمل الناس والشباب لمعاناتهم المعيشية والاجتماعية، وحالة الانغلاق التي تفرض عليهم تحت شعارات كبيرة لم تعد تطعم خبزاً.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

اعتراف موقوف لدى الجيش بتنفيذ جريمة قتل الشيخ الرفاعي والقوى الأمنية توجهت لمكان جثته.

او تي في/25 شباط/2023
أفادت قناة الـ"OTV"، بأنّ "المعلومات تشير الى ان الموقوف لدى الجيش م. ميقاتي.، اعترف بتنفيذ جريمة قتل الشيخ احمد الرفاعي"، وكشفت القناة عن "تعزيزات امنية للجيش اللبناني تدخل في هذه الاثناء الى بلدة القرقف في عكار، تخوفًا من ردات فعل محتملة جراء جريمة قتل الشيخ الرفاعي". وأكّدت، أنّ "قوى الامن الداخلي توجهت الى محيط ضهور حسين في عيون السمك- قضاء المنية، حيث تم الاعتراف بالتخلص من جثة الشيخ الرفاعي هناك".

 

بعد اختفائه لأيام… الشيخ الرفاعي جثة في عيون السمك!

النهار/25 شباط/2023

كشفت معلومات “النهار” أنه “تمّ العثور على جثة الشيخ أحمد شعيب الرفاعي في منطقة عيون السمك من قبل شعبة المعلومات، مشيرة الى “إلقاء القبض على عدد من المتورطين في الجريمة”. وأشارت المعلومات إلى أنّه “لا خلفيّة سياسيّة أو أمنيّة للجريمة حتى الساعة، بل خلفيّات فرديّة”، موضحةً أنّ “جذور الخلافات بين الشيخ الرفاعي وعائلة رئيس البلدية يحيي الرفاعي، تعود إلى مرحلة الانتخابات البلدية”. الى ذلك، أوضحت مصادر أمنيّة لـ”النهار” أنّه “حتى الساعة لم يتم سحب الجثّة”. وفي هذا الإطار، افادت معلومات الـ”الجديد” عن “حالة غليان في بلدة قرقف العكارية بعد المعلومات المتداولة عن مقتل الشيخ الرفاعي، والجيش اللبناني يستقدم تعزيزات إلى البلدة تخوفاً من ردات فعل محتملة”.

 

وقيف مطلقي النار على “الجديد”… ما علاقة “حركة أمل”؟

الجديد/25 شباط/2023

كشفت معلومات “الجديد” أن “شعبة المعلومات أوقفت كلا من علي حيدر عساف ومهدي علي عقيل الذين اطلقا النار على مبنى قناة الجديد وجرى تحويل الموقوفين الى تحري بيروت باشارة المحامي العام التمييزي القاضي غسان خوري لاستكمال التحقيقات”. واضافت المعلومات أنّ “المعتديان على قناة “الجديد” عساف وعقيل ينتميان الى حركة امل وكان بحوزتهما اسلحة وكمية من حشيشة الكيف وقد اعترفا خلال التحقيق باطلاق النار على مبنى الجديد”. كما اوضحت أنّ “الاعتداء بالرصاص الحي على قناة الجديد تم ببندقية حربية يملكها مهدي عقيل في منزله وقد استعمل وشريكه عساف سيارة bmw سوداء يملكها والده، وتمت مصادرة السيارة من قبل شعبة المعلومات فيما كشفت التحقيقات أنه جرى استبدال لوحتها قبل تنفيذ الاعتداء”.

 

استشهاد رقيب أول خلال توقيفه أحد السارقين في بيروت

صحف/25 شباط/2023

استشهد الرقيب أول سماح محي الدين من عديد مفرزة استقصاء بيروت فجر اليوم السبت، خلال قيامه بتوقيف أحد السارقين في بيروت بالقرب من سوق السمك. ونعاه وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام المولوي، عبر “تويتر” قائلًا: “رحم الله الرقيب حسام الدين، الذي استشهد خلال ملاحقته المدعو ش.ع بعد رصده خلال إقدامه على القيام بأعمال سرقة، وقد تم توقيف الفاعل”. وأضاف: “التعازي لعائلته وللمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي الساهرة على أمن الوطن والمواطنين”.

 

*"القوات رداً على ما ورد بجريدة اللواء … ردٌّ حاسم ونهائي!

صحف/25 شباط/2023

صدر عن الدائرة الاعلاميّة في حزب "القوات اللبنانية"، بيان جاء فيه: "إنّ كلّ ما أوردته جريدة "اللواء" في عددها الصادر اليوم السبت 25 شباط 2023، حول "القوات اللبنانية" وما ربطته بتسوية "رئاسيّة حكوميّة" تقودها فرنسا، لا يمتّ للحقيقة بصلة".

وبحسب البيان، "أكّدت "القوات" مرارًا وتكرارًا على موقفها الرّافض بشكل نهائي لا رجوع عنه لأيّ مرشّح رئاسيّ لحزب الله، وبالتّالي موقفها هذا يسري تماما على مرشّح الممانعة السيد سليمان فرنجية، وعليه تنفي "القوّات" جملةً وتفصيلًا كلّ ما ورد في الجريدة المذكورة". وكانت جريدة اللواء، نقلت في عددها الصادر اليوم السبت عن "مصادر موثوق بها، معلومات تفيد بأنه "بعد مؤتمر باريس الخماسي، أوصل الفرنسيون الى حزب الله رسالة واضحة عنوانها في الشق الداخلي تحديداً "فرنجية مقابل نواف سلام"".

وأشارت الى أن "على ما يبدو فان هناك موافقة مبدئية من الثنائي الوطني على السير بالتسوية المطروحة ببعض التعديلات الخارجية والداخلية، وحسب المعلومات فان كتلة القوات اللبنانية ستؤمن النصاب اللازم لانتخاب فرنجية".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 25- 26 شباط/2023

رابط الموقع                                                                      

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 25 شباط/2023/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/116119/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1701/

 

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For February 25/2023

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/116122/lccc-lebanese-global-english-news-bulletin-for-february-25-2023-compiled-prepared-by-elias-bejjani/

 

 

 

 

 

الأحد الثاني من الصوم الكبير: أحد شفاء الأبرص

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت 25 شباط 2023

أبرز ممولي «حزب الله» يواجه 20 سنة سجناً في أميركا

الجيش اللبناني يفكك عصابات المخدرات في البقاع

توقيف أحد أبرز ممولي “الحزب” في رومانيا!

“الحزب” يتمسّك بفرنجية ولو دفع ثمنه تفاهم مار مخايل

 

 

 

تحذيرات إسرائيليّة من إطلاق حرب لبنان الثالثة.. هل سيتكرّر سيناريو بيغن؟

“الحزب” يتمسّك بفرنجية ولو دفع ثمنه تفاهم مار مخايل

منير الربيع/المدن

المصارف تعود موقتًا… لصرف رواتب موظفي القطاع العام

“الحزب” يضغط للتطبيع مع الشغور.. وضغط معارِض مضاد!

الشغور سيطول وأفق “الترشيحات” مسدود!

لبنان: رئيس الحكومة لوقف استخدام القضاء لحسابات سياسية

 

 

 

 

بعد الزلزال… مستقبل “مجهول” ينتظر آخر قرية للأرمن في تركيا

إيران تعلن تطوير صاروخ «كروز» بعيد المدى

إيران تجدد تهديدها بـ«قتل» ترمب وبومبيو و«الحرس» ذكّر الأميركيين والأوروبيين بـ«مدى» صواريخه

«الحرس الثوري»: الانتقام لسليماني هدفنا الأساسي والبيت الأبيض يرجح إرسال روسيا طائرات مقاتلة إلى إيران

إيران لتزويد سوريا بـ«صواريخ دفاع جوي»/بعد أيام من استهداف إسرائيل اجتماعاً في دمشق لـ«تطوير المسيّرات»

البرلمان الإيراني يناقش انخفاضاً قياسياً للعملة المحلية والمشرعون انتقدوا «تناقض» تصريحات المسؤولين

روايات متضاربة من «فاغنر» وأوكرانيا عن القتال قرب باخموت

حزمة عقوبات أوروبية جديدة على روسيا

روسيا وأوكرانيا... حرب مفتوحة وانتصارات مؤجلة

عين موسكو على حدود بولندا... وعقوبات غربية جديدة في الذكرى الثانية للحرب... وتشكيك في مبادرة بكين

«الشرق الأوسط» في كييف... هدوء مشوب بالحذر والتطورات على الأرض وتصريحات أطراف الحرب تنذر بمواجهة أوسع

الأردن… إسقاط طائرة مسيرة مفخخة قادمة من سوريا

بايدن: فكرة تفاوض الصين على نتائج الحرب “غير عقلانية”

 

 

وداع المرفع أو ما يطلق عليه الأوروبيون اسم كرنفال Carnival

الكولونيل شربل بركات

مِنَ الأرث المثقل إلى الغدِ المأمول

 الأب كميل مبارك/فايسبوك

 وامصرفاه!

بشارة شربل/نداء الوطن

لبنان خلال شهريّن: رئيس أو إنحلال

احمد عياش/النهار

جمعية القرض الحسَن “مصرف ونُصّ”.. المصارف تنحسر والجمعية تتمدد

جان الفغالي/موقع هنا لبنان/

المصارف تُمهل الحكومة أسبوعاً لتصحيح “الخلل القضائي”

علي زين الدين/الشرق الأوسط

الرئاسة في سلّة الإهمال دولياً وفي عنق الزجاجة محلياً

غادة حلاوي/نداء الوطن

لبنان بين مؤتمر باريس وإدارة الخراب

سامي كليب/أساس ميديا

تلويح بـ”راجِح الديموغرافيا”: “العدّ” لا يُخيف المسيحيين

راكيل عتيّق/نداء الوطن

ما علاقة طارق البيطار بجعجع وجنبلاط؟

نجم الهاشم/نداء الوطن

القضاة إلى الإضراب مجددًا؟!

يوسف دياب/الشرق الأوسط