المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 15 كانون الأول /لسنة 2023

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2023/arabic.december15.23.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اضغط على الرابط في أسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

00000

Elias Bejjani/Click on the below link to subscribe to my youtube channel

الياس بجاني/اضغط على الرابط في أسفل للإشتراك في موقعي ع اليوتيوب

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

Below is the link for my new Twiier account/My old one was suspended by twitter for reasons I am not aware of.

في اسفل رابط حسابي الجديد ع التويتر/حسابي الأساسي والقدين اقفل من قبل تويتر لأسباب اجهلها

https://twitter.com/BejjaniY42177

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

ها إِنِّي أَضَعُ في صِهْيُونَ حَجَرَ عَثْرَةٍ، وصَخْرَةَ شَكٍّ، فَمَنْ يُؤْمِنُ بِهِ لا يُخْزَى

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/نص وفيديو: حزب الله لا هو لبناني ومقاومة ولا خيار طوعي للشيعة اللبنانيين، هو جيش إيراني فرض بالقوة على لبنان واللبنانيين خلال حقبة الاحتلال السوري

الياس بجاني/نص وفيديو: قد تكون قضية فلسطين مقدسة إلا أن كل الذين رفعوا شعاراتها وتبنوها هم كانوا ولا يزالون تجار ومنافقين وإرهابيين.

 

عناوين الأخبار اللبنانية

Saint Nimatullah Hardini’s Annual Day – December 14 عيد القديس نعمة الله الحرديني

رابط فيديو مقابلة "بوكاست" من محطة "أم تي في" مع الصحافي نبيل بومنصف

رابط فيديو مقابلة من صوت لبنان مع القاضي د. غالب غانم/الى متى يبقى التلاعب قائما بالسلطتين التشريعية والتنفيذية؟!

القاضي د. غالب غانم لصوت لبنان: مصلحة الوطن العليا تطغى على كل شيء

تهديد إسرائيلي لحزب الله ولبنان

هل ألغى ماكرون زيارته إلى لبنان؟

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 14/12/2023

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

لـ”منع صراع شامل”… جهود لإقامة منطقة عازلة بين لبنان وإسرائيل

تبادل قصف عنيف بين “حزب الله” والكيان الصهيوني… والتمديد لقائد الجيش على طاولة الحكومة

إسرائيل تستخدم "داتا" اللبنانيين وتخترق هواتفهم: اتصالات سبقت الصواريخ!

إصرار أميركي على تجنب الحرب جنوباً.. وإسرائيل تكثف غاراتها

بكركي والعالم يحذران... وهكذا يثبت ميقاتي حسن نيّاته!

تهديداتٌ… الأنظار نحو الوضع المستقبليّ في الجنوب

هوكشتاين يُحيي صفقة الـ1701 و”الحزب” يُقايض!

«بنك الأهداف» الإسرائيلي في لبنان يتمدد من الحدود إلى بيوت المدنيين

خسارة المواقع المارونية: "المداورة" الطائفية لتغيير الصيغة اللبنانية/منير الربيع/المدن

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

نتنياهو لسوليفان: سنواصل حربنا على «حماس» حتى تحقيق «النصر المبين»

«القسام» تقول إنها قتلت 4 جنود إسرائيليين واستهدفت 9 دبابات في غزة

إسرائيل: نحتاج شهوراً إضافية لهزيمة «حماس»/الجيش الإسرائيلي يَعرض 400 ألف دولار مقابل معلومات عن السنوار

عائلات الأسرى الإسرائيليين تتهم نتنياهو بإدارة «لعبة روليت روسية» على أبنائها واتهامات للإعلام بمساندة الحرب بطريقة عمياء

لماذا تراجع أبو مرزوق عن تصريحاته حول «اعتراف حماس بإسرائيل»؟ وهل تريد الحركة «اختبار المواقف»؟ وهل تجبرها الحرب على الانضمام لمنظمة التحرير؟

عقوبات بريطانية على إيرانيين وجماعات فلسطينية مسلحة

نتائج متواضعة لاجتماع باريس الخاص بمواجهة «حماس»

إعلام «الحرس الثوري» يطالب بقرارات تدفع الإيرانيين للمشاركة في الانتخابات وانتقادات نادرة من رجل دين لخامنئي تجتاح شبكات التواصل

العراق يأمل «ردع الفصائل» بعد اعتقال منفذي هجوم السفارة الأميركية والعناصر «المتورطة» على صلة بالأمن... «وربما بالمسلحين»

الكونغرس الأميركي يقر موازنة قياسية للبنتاغون بقيمة 886 مليار دولار في خطوة عدّت رسالة لروسيا والصين

مسلسل القرصنة الحوثية: حشد أميركي وغضب أوروبي وتوعد إيراني

بوتين: الوضع في غزة كارثي… وسوناك: حل الدولتين هو الأمر الصحيح وكشف عن جهوده مع مصر لإنشاء مستشفى في رفح

العراق: بعض مهاجمي السفارة الأميركية على صلة بأجهزة أمنية والتحالف يتصدى لهجوم على قاعدة الشدادي في سورية

إيران تحذر من تشكيل قوة بالبحر الأحمر… والحوثيون يسيطرون على سفينة شحن

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

باسيل يرث معارك عون… بمكاسبها “الصغيرة” وهزائمها “الكبيرة”/ألان سركيس/نداء الوطن

إيران رعت مجزرة 7 أكتوبر. أمريكا دفعت ثمنها. سرد لمحاولات إدارة بايدن السخيفة بشكل متزايد لإخفاء تورطها في أسوأ عملية قتل جماعي لليهود منذ المحرقة/طوني بدران/موقع ذي تابليت

الـ1701: لا تعديل ولا فصل سابعاً ولا عروض واضحة!/راكيل عتيّق/نداء الوطن

“لبننة” الإستحقاق الرئاسي مجدداً: لمَ لا؟/رامي الرّيس/نداء الوطن

ماكرون في بيروت قريباً… ما الجديد في جعبته؟/ميشال أبو نجم/الشرق الأوسط

“صهر العهد البائد” يَسنّ “سكاكين الطعن” بـ”القائد”/طوني عطية/نداء الوطن

هل يحصل التمديد في المجلسين معاً؟/جوزفين ديب/أساس ميديا

روايتان سرّيّتان عن حرب اليرزة/جان عزيز/أساس ميديا

من سيكون مسؤولاً عن لبنان في شباط “قائد أم رئيس”؟/محمد سلام/هنا لبنان

إلى الجنوب درّ وصوب المجلس النيابي/د. ميشال الشمّاعي/موقع قوات كندا

“حزب الله” في الأمتار الأخيرة للاستيلاء على الجيش اللبناني!/ جورج حايك/النت

هل يفعلها قائد الجيش… ويرفض التمديد؟/مرلين وهبة/الجمهورية

لبنان «الساحة» ترويج للانتحار!/حنا صالح/الشرق الأوسط

كيف تغيَّرت غزة؟/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

مجلس النواب أقر مشروعي قانوني إنتاج الطاقة المتجددة والموافقة على إبرام اتفاقية قرض مع الصندوق الكويتي واعادة "الضوابط على التحاويل المصرفية" الى اللجان

بري رفع الجلسة التشريعية إلى الغد بسبب فقدان النصاب

الراعي عرض للاوضاع مع فرونتسكا

 قائد الجيش عرض الاوضاع مع سامي الجميل

ملخص مقابلة جنبلاط مع "هلا لندن"/"الموفد الفرنسي قلق"... جنبلاط: لِـ يُعين العميد حسان عودة قائدًا للجيش

بري يحسمها: لا علاقة لنا بالحكومة

المعارضة: “الحزب” المستفيد الوحيد من إضعاف الجيش

أهالي العيشية لـ “الصهر المدلّل”: ستنتهي وحيداً!

جعجع: أنا مستهدف.. ولم أعد أنتظر شيئاً من فرنسا!

الشغور يهدِّد الجيش بالإنقسام

 

نصوص رزمة من التغريدات من موقع أكس

تغريدات مختارة ليوم الخميس 14 كانون الأول/2023

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

ها إِنِّي أَضَعُ في صِهْيُونَ حَجَرَ عَثْرَةٍ، وصَخْرَةَ شَكٍّ، فَمَنْ يُؤْمِنُ بِهِ لا يُخْزَى

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة09/من30حتى33/ يا إِخوَتِي، مَاذَا نَقُول؟ إِنَّ الأُمَمَ الَّذِينَ لَمْ يَسْعَوا إِلى البِرِّ قَدْ أَدْرَكُوا البِرّ، أَيْ البِرَّ الَّذي هُوَ مِنَ الإِيْمَان. أَمَّا إِسْرَائِيلُ الَّذي سَعَى إِلى شَرِيعَةِ البِرّ، فَلَمْ يَبْلُغْ شَرِيعَةَ البِرّ. لِمَاذَا؟ لأَنَّهُ لَمْ يَسْعَ إِلى البِرِّ بِالإِيْمَانِ بَلْ بِالأَعْمَال. فَعَثَرُوا بِحَجَرِ العَثْرَة، كَمَا هوَ مَكْتُوب: «هَا إِنِّي أَضَعُ في صِهْيُونَ حَجَرَ عَثْرَةٍ، وصَخْرَةَ شَكٍّ، فَمَنْ يُؤْمِنُ بِهِ لا يُخْزَى».

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/نص وفيديو: حزب الله لا هو لبناني ومقاومة ولا خيار طوعي للشيعة اللبنانيين، هو جيش إيراني فرض بالقوة على لبنان واللبنانيين خلال حقبة الاحتلال السوري

 https://eliasbejjaninews.com/archives/125149/125149/

14 كانون الأول/2023

الطائفة الشيعية في لبنان هي مخطوفة ومأخوذة رهينة من قّبل حزب الله منذ العام 1982، ولم يكن الحزب خياراً طوعياً لها، بل فرّض عليها بالقوة المسلحة في الثمانينات خلال حقبة الاحتلال السوري باتفاق وصفقة بين نظام الملالي ونظام الأسد الأب البعثي. وقد تمت سيطرة الحزب الكاملة على الطائفة الشيعية في لبنان لمصلحة نظام الملالي في العام 1988 بنتيجة معارك اقليم التفاح  بين حركة أمل وحزب الله، يوم أنهى الحزب بالقوة الوجود المسلح للحركة وجعلها من ذلك التاريخ ملحة به وواجهة صورية تنفذ ولا تقرر. الحزب ومنذ العام 1982 عزل طائفته عن باقي اللبنانيين وعن الدولة اللبنانية وعن العرب وبالقوة هيمن على قرارها وتمثيلها وعلى المؤسسات التعليمية والدينية والاقتصادية والاجتماعية في كل مناطق تواجد الشيعية وفرض نوابه عليها، وراح يعسكر شبابها ويحارب بهم في كل ساحات حروب نظام الملالي (سوريا والعراق واليمن ودول الخليج وفي العديد من دول الغرب  والأميركيتين). الحزب يفاخر بأنه عسكر في جيش ولاية الفقيه الإيرانية، وبأن كل ما يملكه من مال وسلاح ومقومات على الصعد كافة هو من إيران وفي خدمة إيران. الحزب لم يكن من يومه الأول سنة 1982 مقاومة وممانعة وليس له أية علاقة لا من قريب أو من بعيد بتحرير فلسطين...بل هو جيش إيران بأمرة إيرانية ينفذ ولا يقرر...ووضعيته هي إيرانية أصولية وجهادية إيرانية وتبعية بالكامل لإيران ولنظامها وذراع من أذرعتها العسكرية.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

الياس بجاني/فيديو: حزب الله لا هو لبناني ومقاومة ولا خيار طوعي للشيعة اللبنانيين، هو جيش إيراني فرض بالقوة على لبنان واللبنانيين خلال حقبة الاحتلال السوري

https://www.youtube.com/watch?v=vabc-Qp89R0&t=19s

14 كانون الأول/2023

 

الياس بجاني/نص وفيديو: قد تكون قضية فلسطين مقدسة إلا أن كل الذين رفعوا شعاراتها وتبنوها هم كانوا ولا يزالون تجار ومنافقين وإرهابيين.

الياس بجاني/11 كانون الأول/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/125099/125099/

قضية فلسطين هي ليست قضيتي أنا اللبناني، هي ليست قضية لبنان ولا اللبنانيين، بل هي قضية شعب فلسطين، وهو شعب مخول الدفاع عنها وله كل الحق في ذلك، ولكن من داخل فلسطين وليس من أي بلد آخر، وتحديداً ليس من لبنان، وليس على حساب لبنان واللبنانيين.

لبنان لم يحصد من قضية فلسطين غير الغزوات والإجرام والدمار والتهجير والحروب بين الشرائح اللبنانية.

طريق فلسطين لا تمر لا من لبنان ولا من أي بلد آخر، وكل المنافقين الذين تاجروا بهذه القضية برهنت الأحداث والوقائع أنهم كانوا ولا يزالون “قرطة” منافقين” وانتهازيين ووصوليين وإرهابيين وتجار دماء.

حمل القضية في ما مضى اليسار المنافق فخرب ودمر وقتل ونهب باسمها .. فسقط وانهار وفُضّح أمره في كل بلدان العالم.

حملها أيضاً جماعات العروبة بكافة تفرعاتهم (ناصر وصدام والقذافي والأسد) فخربوا باسمها بلدانهم وتسببوا لها بهزائم وانكسارات وجروا شعوبهم إلى أزمنة ما قبل القرون الحجرية…فسقطوا والتاريخ لعنهم ويلعنهم.

تحملها اليوم نفاقاً عصابات الجهاد والأصولية من ملالي إيران واذرعتهم الإرهابية، ومعهم وتحت راياتهم النفاقية والتجارية كل فروع وتفرعات جماعة الإخوان المسلمين، وهم كالعروبيين واليسارييين الذين سبقوهم في هذه التجارة الشيطانية، لم يجلبوا لشعب فلسطين وللشعوب في كل البلدان العربية غير الانكسارات والخيبات، وكل مركبات وأمراض الحقد والكراهية  وثقافة العداء الأزلي والقتل والغزوات.

لبنان دفع بسبب القضية الفلسطينية أثمان كبيرة من أبناء شعبه وعمرانه وسلامه واقتصاده، واستقراره وسيادته واستقلاله، ولا يزال يدفع، وذلك منذ قيام دولة إسرائيل.

في الخلاصة، إن قضية فلسطين هي ليست قضية اللبنانيين، بل قضية الفلسطينيين، ومن داخل فلسطين وليس من داخل لبنان.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

فيديو: قد تكون قضية فلسطين مقدسة إلا أن كل الذين رفعوا شعاراتها وتبنوها هم كانوا ولا يزالون تجار ومنافقين وإرهابيين.

الياس بجاني/11 كانون الأول/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/125099/125099/

في الخلاصة، إن قضية فلسطين هي ليست قضية اللبنانيين، بل قضية الفلسطينيين، ومن داخل فلسطين وليس من داخل لبنان.

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط   https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

Saint Nimatullah Hardini’s Annual Day – December 14 عيد القديس نعمة الله الحرديني

هو يوسف بن جرجس كسّاب ومريم رعد، من قرية حردين – أعالي البترون؛ وهو الرابع في عائلةٍ مؤلّفةٍ من خمسة شبّان : عسّاف، الياس (الحبيس أليشاع)، طانيوس، يوسف (القدّيس نعمة الله)، ويعقوب، ومن فتاتَين : مسيحيّة ومريم. أبصر النّور في شهر آذار سنة 1808.

St Nimatullah Youssef Kassab Al-Hardini (1808-1858)

Youssef Kassab Al-Hardini was born in 1808 in Hardin, Lebanon. As a child, he was strongly influenced by the monastic tradition of the Maronite Church. Four of his brothers became priests or monks, and Youssef himself entered the Lebanese Maronite Order in 1828.

https://eliasbejjaninews.com/archives/125171/125171/

December 14/2023

 

رابط فيديو مقابلة "بوكاست" من محطة "أم تي في" مع الصحافي نبيل بومنصف

https://www.youtube.com/watch?v=VVQNk9uNFRs

نبيل بو منصف يكشف بالأسماء عن تهديد بالقتل لشخصيّتين بارزتين

14 كانون الأول/2023

 

رابط فيديو مقابلة من صوت لبنان مع القاضي د. غالب غانم/الى متى يبقى التلاعب قائما بالسلطتين التشريعية والتنفيذية؟!

https://www.youtube.com/watch?v=FvPuzUmRS7w

/14 كانون الأول/20203

 

القاضي د. غالب غانم لصوت لبنان: مصلحة الوطن العليا تطغى على كل شيء

 صوت لبنان/14 كانون الأول/20203

رأى الرئيس السابق لمجلس القضاء الأعلى د. غالب غانم عبر صوت لبنان ضمن برنامج “مانشيت المساء” أن الارتباك الموجود بين الناس هو نتيجة قرارات السلطة السياسية غير مرتبكة بدورها، ونتيجة الوضع السياسي في لبنان والتجاذبات الحاصلة والتلكؤ في ممارسة المسؤوليات بالشكل الصحيح والسليم، معتبرًا أنه من حق مجلس النواب والحكومة ممارسة صلاحياتها وفق ما هي مرسومة بالدستور، وان الدعوة للاجتماعات من قبل السلطتين التنفيذية والتشريعية في الوقت نفسه يطرح علامات الاستفهام، على ان تكون الغلبة للقانون مع احتمال صدور قرار عن السلطة التنفيذية وقانون عن السلطة التشريعية في نفس الوقت، لافتًا إلى مبدأ فصل السلطات يقتضي عدم الهيمنة على السلطات المنوطة بالسلطة الأخرى، موضحًا ان التمديد ليس من صلاحية الحكومة، انما من صلاحية وزير الدفاع، وان الطعن بالقرار الصادر عن الحكومة يتم لدى مجلس الشورى وسيؤدي حتمًا الى ابطال قرار التمديد الصادر عنها، موضحًا ان الطعن بهذا القرار يتم من قبل المراجع الصالحة، ومن قبل أي صاحب صفة، وان طلب وقف التنفيذ لا يوقف التنفيذ، لافتًا الى ان التشريع الشخصي غير صحيح وغير دستوري، وان القانون عليه ان يكون شاملًا، وان الطعن في القوانين يتم لدى المجلس الدستوري، بطلب مرجع معين ممثّل بمجموعة لا تقل عن عشرة نواب او من قبل رئيس الجمهورية او الفرقاء الذين سماهم القانون ونظام المجلس الدستوري، سواء باستخدام المادة 55 التي تقضي بتأجيل التسريح والمادة 56 التي تقول بتمديد سن التسريح، مشيرًا إلى ان صلاحية المجلس الدستوري تقتضي النظر في  دستورية القوانين، وان مصلحة الوطن العليا تطغى على كل شيء.

وأوضح غانم ان التعاطي مع المنظومة القانونية ومع حاجات البلد ومع الأوضاع الاستثنائية بحسن النية والإرادة الكافية كفيلة بحل الموضوع، مشيرًا الى ان المادة 55 من قانون الدفاع الوطني، تتيح تمديد وزير الدفاع للتسريح في ثلاثة حالات، بحالة الحرب الموجودة في لبنان منذ الهدنة بينه وبين إسرائيل في العام 1949 والتي لا تلغي حالة الحرب بمعيار القانون الدولي العام، بالإضافة الى تكليف الجيش بالمحافظة على الأمن بتكليف من الحكومة، وعن طريق مجلس النواب، ولأن رئيس الجمهورية هو الرئيس الأعلى للدفاع ورئيس الدولة ومن يحافظ على الدستور وهو رمز سيادة الدولة، من المناسب تخطي مبدأ الثلثين لاتخاذ قرار تمديد التسريح، مشيرًا إلى ان تراخي الوقت وتمدده يزيد من صلاحيات حكومة تصريف الأعمال، ويجعلها صالحة لاتخاذ مثل هذه القرارات ومن جملتها تعيين قائد للجيش.

 

تهديد إسرائيلي لحزب الله ولبنان

الكلمة اولاين/14 كانون الأول/2023

قال عضو حكومة الحرب الإسرائيليّة بيني غانتس، إنّ"الجيش الإسرائيليّ يعمل بشكل جّيد على الجبهة الشمالية"، وأشار إلى أنّ "قوّة الردع هناك ستُصبح أفضل". وفي رسالة إلى حزب الله، لفت غانتس، إلى أنّه يجب أنّ يُدرك الثمن الذي سيتكبده، إذا ما أقدم على توسيع المعركة.

 

هل ألغى ماكرون زيارته إلى لبنان؟

الكلمة اولاين/14 كانون الأول/2023

أفادت معلومات صحافية، أنّ الزيارة التي كان يتمّ الترتيب لها للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى بيروت قبل الميلاد، تمّ وضعها جانبا راهنا، لأسباب لم تُعرف بعد، وتمّ إبلاغ المعنيين بأنّ الزيارة لن تتمّ راهناً.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 14/12/2023

وطنية/14 كانون  الأول/2023

 * مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان

في نهاية المطاف لا يصح إلا الصحيح بقوة الدستور والقانون والإنتظام المؤسساتي. ولا أحد يمكنه أن ينتزع من مجلس النواب - وهو أم المؤسسات - دوره التشريعي وبالتالي يستطيع أن يشرع في كل أوان وزمان.

تحت لواء هذه المعايير إلتأم شمل مجلس النواب مستكملا مساره التشريعي في جلسة مكتملة النصاب القانوني.

صحيح أن على مشرحة الهيئة العامة للمجلس جدولا متخما بالبنود الحيوية التي تلامس قضايا الناس وحاجاتهم الحياتية والإجتماعية والتربوية والإقتصادية والمالية .... لكن الصحيح أيضا أن طيف ملف الشغور المحتمل في قيادة الجيش يحلق في أجواء الجلسة التشريعية التي ربما تمتد أياما.

وواقع الحال أن هذا الملف بات حاضرا بين ساحة النجمة والسراي الحكومي على حد سواء بعدما ضرب الرئيس نجيب ميقاتي موعدا لجلسة لمجلس الوزراء غدا ربما يطرح فيها موضوع تأجيل تسريح قائد الجيش الحالي.

وفي هذا الشأن قال رئيس مجلس النواب نبيه بري في مستهل الجلسة اللبنانية اليوم: أنا لا أملي على الحكومة شيئا. وعندما تتخذ قرارا لا أسير ضده

بمعنى آخر ينتظر الرئيس بري ما سيقرره مجلس الوزراء ليبنى على الشيء مقتضاه في مجلس النواب.

في الشق التشريعي كان حصاد الجلسة النيابية في جولتها الأولى وافرا قبل أن يرفعها الرئيس بري لإستكمال النقاش منذ السادسة مساء وليس أدل على ذلك من المصادقة على مشروع قانون تعديل قانون الضمان الإجتماعي وإنشاء نظام التقاعد والحماية الإجتماعية إثر إدخال بعض التعديلات عليه وذلك بعد عشرين عاما من الإنتظار.

والأمر نفسه ينطبق  من حيث الأهمية  على مشروع القانون المتعلق بإنتاج الطاقة المتجددة الموزعة.

من الضفة السياسية في الداخل إلى الضفة الأمنية على الحدود الجنوبية حيث طرأ عنصر جديد على المشهد تمثل بقصف العدو الإسرائيلي مسجد بلدة الجبين

وفي قطاع غزة لا إستراحة للعدو في مواصلة إرتكاب المجازر حاصدا المزيد من الشهداء والمصابين.

في المقابل يغرق جيش الإحتلال في حرب إستنزاف قاتلة في القطاع حيث يفقد ما يعتبره درة تاجه - لواء غولاني - فيما تمسك المقاومة الفلسطينية بالأرض.

وفي هذا السياق يلاحق شبح الشجاعية القيادتين السياسية والعسكرية الإسرائيليتين بعد صدمة جيش الإحتلال بمقتل عشرة من ضباطه وجنوده خلال تقدمهم في الحي - الأيقونة.

وقد عبر بنيامين نتنياهو عن هذه الصدمة بوصفه كمين الشجاعية بأنه كان صعبا جدا فيما أقر وزير حربه يوآف غالانت بأن مهمة الجيش في غزة ثقيلة مشيرا إلى أن هناك أثمانا لهذه الحرب

وفي سياق متصل أكدت وسائل إعلام أميركية أن الخسائر الإسرائيلية الأخيرة في ساحة المعركة تظهر أن هدف الجيش في شل حماس لا يزال بعيد المنال.

* مقدمة نشرة اخبارتلفزيون ام تي في

بورصة التمديد لقائد الجيش استقرت  كالآتي: على البرلمان ان يتحمل مسؤوليته في التمديد، لأن قرار الحكومة بتأجيل التسريح قابل للطعن بسهولة . اما في حال اصرت  الحكومة على اتخاذ قرار بتأجيل التسريح غدا،  فان هذا لا يلغي دور مجلس النواب . وهو امر اكده رئيس مجلس النواب نبيه بري بالذات،  اذ قال ردا على سؤال للنائب جورج عدوان: نعم سنكمل التشريع حتى لو اقرت الحكومة تأجيل التسريح لأن لا علاقة لمجلس النواب  بالحكومة. اذا، بمعزل عما سيحصل غدا في مجلس الوزراء،  فان مجلس النواب سيكون امام امتحان التمديد، اما غدا الجمعة او الاثنين.  علما ان  اقتراحات قوانين اللقاء الديمقراطي والاعتدال الوطني والنائب اديب عبد المسيح توحدت في صيغة واحدة، فيما الحوار مستمر بايجابية لتوحيد المقاربة مع القوات اللبنانية . فماذا سيفعل مجلس النواب؟ هل سيسير بالتمديد،  ام ان الضغوط ستؤدي الى تطيير النصاب عند الوصول الى البند المتعلق به؟  انه سؤال لا جواب عنه حتى الان. في الانتظار، ماذا حصل في الجولتين الصباحية والمسائية  من اجتماعات البرلمان اليوم؟.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار

إن انتهت الحرب على غزة قريبا او طالت، فطويلا سيعاني الاحتلال من كابوس حي الشجاعية ، ومن نيران عبوات المقاومة التي اجهزت على صورة لواء النخبة غولاني في عيون كثير من  الصهاينة بعدما كانوا ينتظرون منه الانتقام من هذا الحي على صموده التاريخي ضد الغزو الصهيوني في العام 2014..

ليس هذا فقط ، فالاقرار الصهيوني ببسالة المقاومين في شمال القطاع وجنوبه الى اتساع ، في مقابل ازدياد التشكيك بقدرة الجيش على المكوث طويلا في غزة او القدرة على انتشال سمعته من رمالها نظرا لخسائره المتلاحقة هناك . وتتصدر المنابر الصهيونية اتهامات اكثر توبيخا للمستويين السياسي والعسكري في كيان الاحتلال بسبب تضليل الجمهور بمعلومات خاطئة وخادعة وبعدما اخبرهم حي الشجاعية بحقيقة ما يجري ، وكيف ان مجاهدي المقاومة اصبحوا في ميزان الانجازات هم الكفة الراجحة رغم كل ما يملكه جيش العدو من تجهيزات.

على جبهة جنوب لبنان المساندة لغزة تجهز المقاومة على كل ما يتحرك في مواقع الاحتلال الحدودية وتجعل عودتها الى نشاطها التجسسي او العملياتي امرا مستحيلا ، تزامنا مع الاستعداد الدائم للتعاطي مع اي اعتداء يطال المدنيين ورد الصاع صاعين في الليل والنهار.

هذه القوة التي تتمتع بها المقاومة وجعلت العدو يرتدع على مدى 17 عاما هي التي تجعله الان لا يفكر باستغلال عدوانه على غزة والدعم الدولي له للدخول الى لبنان ، وبحسب نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم فان مجلس الامن لا يحمي لبنان ولا الدول الكبرى، لان من يحمينا هو سلاح المقاومة التي ستواصل اعداد نفسها لمنع الاعداء من تحقيق اهدافهم في المنطقة..

وفي نطاق العمل التشريعي اللبناني ، التام مجلس النواب في جلسة على جدول اعمالها اقتراحات ضرورية ، اقر بعضها بينما تبقى العين على كل المكرر المعجل المرتبط بالتمديد لقائد الجيش عشية جلسة الحكومة غدا...

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في

ماذا جنت القوات من مشاركتها في جلسة اليوم؟

الجواب بكل بساطة: لا شيء… تماما كما لم تجن شيئا من كل محطات تنازلها التاريخية المشهورة عن المبادئ والحقوق، منذ أواخر الثمانينات الى اليوم.

فمن دورها في الثالث عشر من تشرين الى التحاقها بالتحالف الرباعي ومشاركتها في حكومات الجيش والشعب والمقاومة واسقاطها قانون اللقاء الارثوذكسي الى الانقلاب على عهد الرئيس عون… السؤال نفسه يتكرر: ماذا جنت القوات؟ اما اللاشيء، فهو الجواب الوحيد، وصولا الى اليوم، حيث لم تكسب القوات اقرارا لقانونها الخاص بالتمديد لقائد الجيش، فيما ربح نبيه بري وانصار التشريع الاعتيادي في ظل الفراغ الرئاسي تكريسا لمنطقهم، على مرأى ومسمع نواب القوات، الذين حضروا الجلسة، وشاركوا في التشريع، ولو أنهم ظلوا يؤكدون أنهم لا يشرعون، من دون ان يفهم احد ماذا يقصدون.

في الخلاصة، طار التمديد في مجلس النواب اليوم، ليحط على طاولة حكومة نجيب ميقاتي غدا، في موازاة كتاب واضح من وزير الدفاع الى ميقاتي شدد فيه على اتخاذ الاجراءات المناسبة لتفادي الشغور في قيادة الجيش، الذي يبقى رهن تطورات الساعات المقبلة، لفهم المخرج الذي يعمل عليه من قبل البعض بإتقان شديد.

اما التيار الوطني الحر الذي قاطع الجلسة، وتمسك بوقفه الواضح من رفض التشريع الا في حالات الضرورة القصوى، ما دام الفراغ الرئاسي قائما، فأثبت من جديد مبدئية موقفه، في مقابل تلون الآخرين، واكد سيادية توجهاته، في مقابل اتجاهات متحولة لدى الآخرين، بناء على غمزة سفير.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي

ثمان وأربعون ساعة عصيبة ، بدأت اليوم مع بدء جلسة مجلس النواب، وقد تمتد لما بعد جلسة مجلس الوزراء غدا . نجم الجلستين التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون . في ساحة النجمة ينتظر الوصول إلى بنده ، وفي السرايا ، يبدو أن " ما كتب قد كتب " والتمديد سيقر في الجلسة التي ستنعقد ظهر الغد. 

وعشية الجلسة وجه وزير الدفاع إلى رئيس الحكومة كتابا اكد مضيه باجراءاته لتفادي الشغور في قيادة الجيش وفي رئاسة الأركان.

من حرب التمديد إلى حرب غزة : على وقع التصعيد في اليوم التاسع والستين، الملفات متشابكة بين الأسرى ومزيد من السيطرة على الأرض وما اصطلح على تسميته " اليوم التالي" والجبهة مع لبنان التي بدأت تأخذ حيزا كبيرا من الاهتمام....

إسرائيل تضع شرطين ، الأول إبعاد حزب الله مسافة بين 5 كيلومتر و7 كيلومتر عن الحدود ، والثاني عدم عودة حزب الله إلى وضع مراكز مراقبة.

يذكر ان حزب الله بلسان نائب الأمين العام ، كان أكد أن لا كلام قبل انتهاء حرب غزة.

في " حرب الكابتاغون" أحبط الأردن محاولة تهريب من سوريا إلى الأردن، بعد اشتباك سقط فيه مهربون سوريون.

البداية من جنوب لبنان ، ليس من التصعيد بل مواكبة للتحضير للميلاد.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد

بين تسريح وتمديد كثرت السيناريوهات والنتيجة واحدة الفراغ ممنوع. فعلى أي من المخارج سيرسو موقع قائد الجيش؟.

كتيبة السرايا رصت صفوفها الوزارية على حضور الجلسة الحكومية غدا واكتمال نصابها بتأكيد مشاركة حزب الله وعلى جدول أعمال الجلسة استخراج بند التسريح لتمديد إقامة الجنرال جوزيف عون مدة زمنية إضافية في اليرزة فيما نفذ رئيس مجلس النواب نبيه بري عملية استطلاعية بالمسيرات القواتية فوق المنطقة الوسطى ل‍ساحة النجمة واستدرج الحشد النيابي إلى جلسة تشريعية جعل قوانينها المعجلة والمكررة في آخر جدول الأعمال وربط صاعق مشروع قانون التمديد لقائد الجيش بفتيل قرار حكومة تصريف الأعمال وعليه يبنى المقتضى في جلسة ما بعد ظهر الغد المكملة للجلسة التشريعية.

ومن آخر مجريات اليوم قدم حزب الله عبر الناطق الإعلامي باسمه النائب حسن فضل الله مقاربة لمسار الأمور فأكد حضور وزراء الحزب جلسة السرايا.

وهناك سيعبر عن موقفه بالطريقة المناسبة التي تحفظ الجيش وترعى  التوازنات وهو بهذا التوزيع ثبت قواعد اشتباك ثلاثية لا تستعدي العسكر ولا تغضب جبران وتقيم بالتالي حيط عمار مع بكركي.

ووفق هذا الترسيم اعتبر الحزب أن الحكومة هي الجهة المعنية باتخاذ إجراءات إدارية في ملف قيادة الجيش وإذ اعتبر فضل الله أن ما للحكومة للحكومة وما للمجلس النيابي للمجلس النيابي أكد أنه إذا لم يقم مجلس الوزراء بدوره قبل الظهر في تأجيل التسريح فإن المجلس النيابي جاهز للقيام بدوره وسواء في الحكومة أو في المجلس المهم عدم الوقوع في الفراغ وأن تكون قيادة الجيش مؤمنة لأهمية دورها.

ودعا فضل الله إلى عدم الذهاب إلى مكاسرة والكف عن المزايدات وتحقيق المكاسب بالتذاكي والتشاطر فحارتنا ضيقة وغدا لناظره قريب"وبس نوصل ليها بنصلي عليها.

وصلاة الجنازة الحكومية ستبدأ مباشرة بعد صلاة الجمعة والتي يؤمها حزب الله غدا لا حزنا ولا فرحا, ويحضر على صورة الموناليزا ليونارد دافنتشي, كيفما نظرت اليها تعكس ايحاء مختلفا فهو سيحضر ولا يصوت على اعتبار ان المهمة لن تحتاج تصويتا اما وزير الدفاع موريس سليم فقد يكون قنبلة الموسم اذا إنه راسل مجلس الوزراء وابلغه بانه سيقوم بالمقتضى لملء الشغور في قيادة الجيش،

وعدت الرسالة متأخرة عن استحقاقها ولها مفعول القنبلة الصوتية ولكن مجلس الوزراء سيأخذ علما بها، وتؤكد مصادر معنية ان الامور سالكة على خطوط السراي للسير بتأجيل التسريح الذي قد يقترحه الرئيس ميقاتي،

ومع هذا الطرح قد نشهد على تعيين رئيس اركان وجلسة التشريع الصباحية في مجلس النواب قاطعها تكتل لبنان القوي وعلى بلكون الصحافة حجز نواب تغييريون ومستقلون مقاعد لهم واستمتعوا بالفرجة.

وأما القوات اللبنانية فتقدمت إلى خطوط التشريع الأمامية تحت عنوان الأمن القومي وأمنت النصاب بعد تمترسها خلف شعار لا تشريع في ظل غياب رئيس الجمهورية وبدا التناغم "بالغمز" واضحا بين الرئيس نبيه بري والنائب جورج عدوان وبالاتفاق بينهما قابل التزام القوات حضورا التزام من بري بوضع قانون التمديد لقائد الجيش أول بند على قائمة قوانين العجلة وعلى التمديد تقاطعت كتل الجمهورية القوية واللقاء الديمقراطي والاعتدال وتجدد ووقعت على عريضة الالتزام بمناقشة اقتراح قانون التمديد حتى لو أقرت الحكومة قرار تأجيل التسريح واتفقت على صيغة تشمل الضباط والأفراد باستثناء القوات التي تفضل أن يشمل مشروع القانون ضباط الصف الأول فقط.

وتبقى العبرة  في اكتمال النصاب والتصويت. تحركت الجبهة السياسية على خط المؤسسة العسكرية في زمن يقع فيه لبنان على فالق ميدان ملتهب ممتد من الحدود الشمالية وصولا إلى قطاع غزة في معركة ربط المسار والمصير وعلى تداعيات الحرب الإسرائيلية ضد القطاع وانقطاع النفس الأميركي وهو يلهث وراء أهداف بنيامين نتنياهو حمل مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان حقيبته الدبلوماسية إلى تل أبيب قادما من المملكة العربية السعودية وبعد لقائه السلطة الفلسطينية  سينضم إلى الكابينيت الحربي لبحث جملة قضايا أبرزها تحديد سقف زمني لإنهاء الحرب والانتقال إلى المرحلة التالية والمرحلة التالية قرئت من كلام وزير الحرب الإسرائيلي يؤآف غالانت من أن الحرب في غزة ستستغرق أكثر من بضعة أشهر.

 

 تفاصيل متفرقات الأخبار اللبنانية

لـ”منع صراع شامل”… جهود لإقامة منطقة عازلة بين لبنان وإسرائيل

تبادل قصف عنيف بين “حزب الله” والكيان الصهيوني… والتمديد لقائد الجيش على طاولة الحكومة

بيروت ـ من عمر البردان/السياسة/14 كانون الأول/2023

بقي المشهد الجنوبي على حماوته المعهودة،أمس، وشهدت المناطق الحدودية جولة عنف جديدة وقصف متبادل بين “حزب الله”، وإسرائيل، في حين ذكر مسؤول لبناني رفض الكشف عن اسمه، أن مسؤولين أميركيين وفرنسيين زاروا بيروت لبحث الوضع الأمني في الجنوب، في وقت ذكرت صحيفة “فايننشال تايمز”، في تقرير نُشر أمس أن الولايات المتحدة تقود جهودا من أجل إقامة منطقة عازلة في جنوب لبنان. وبموجب هذه المبادرة، يجري المسؤولون الغربيون محادثات مع لبنان وإسرائيل في محاولة لحمل البلدين على تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1701، والذي يطالب الجماعة المسلحة المدعومة من إيران بسحب مقاتليها من المنطقة الحدودية،ومنح الجيش اللبناني دورا أكبر في محاولة لإقامة منطقة عازلة. وقال دبلوماسي غربي إن الوصول إلى هذا الحل أمر صعب للغاية،قائلا إنه يجب وقف القتال بين إسرائيل وحزب الله أولا، واجبار “حزب الله” على الانسحاب. وفي إطار التهديدات المتواصلة، أعلن عضو الكنيست الإسرائيلي يولي إدلشتاين، أن البديل عن الاتفاق لإبعاد “حزب الله” عن حدود إسرائيل سيكون الحرب، لافتاً، إلى أن إسرائيل تعمل الآن دبلوماسيا لإبعاد حزب الله عن حدودها الشمالية. وفي موقف لافت، أشار حليف “حزب الله” الوزير السابق وئام وهاب، إلى أنه مع وقف العمليات التي يقوم بها الحزب، واضاف انه بالرغم من التضحيات التي قدمها الشهداء وتهجير أهل الجنوب، إلا أن ذلك لم يخفف الضغط عن غزة، إذ إن اسرائيل ليست بحاجة للفرقتين العسكريتين المنتشرتين على الحدود مع لبنان.وقال وهاب، ما يحصل على الحدود الجنوبية يضغط كثيراً على لبنان ويعطّل كل شيء فيه، ولا يمكننا الاستمرار في ذلك. وفي التطورات الميدانية، 7شنّت المقاتلات الاسرائيلية 3 غارات جوية، مستهدفة جبل كحيل الواقع بين بلدتي مارون الراس وعيترون ويارون، كما استهدفت مدفعيته، تلة العويضة والعزية، والأطراف الجنوبية لبلدة الخيام بقذائف فوسفورية، وتعرّضت المنطقة الواقعة ما بين علما الشعب والناقورة لقصف مدفعي اسرائيلي مركز.

وللمرة الثالثة في اقل من شهر تعمد جيش الاحتلال استهداف منزل، وسط بلدة عيتا الشعب بمسيراته القتالية، ونشر فيديو يتحدث عن استهدافه للمنزل بغارة زاعما انها قاعدة عسكرية. وفيما أعلنت وسائل إعلام “إسرائيلية” عن إطلاق صاروخ مضاد للدروع من لبنان باتجاه موقع عسكري للجيش “الإسرائيلي” في الجليل الغربي، أشار “حزب الله”، إلى أنه استهدف تجمعاً لجنود الاحتلال في محيط ثكنة شوميرا. ونشر الإعلام الحربي للحزب فيديو يظهر مشاهد من “عملية استهداف المقاومة الإسلامية في لبنان لعدد من المواقع التابعة للجيش الإسرائيلي عند الحدود اللبنانية الفلسطينية. إلى ذلك، وفيما تجتمع حكومة تصريف الاعمال، اليوم، حيث ينتظر أن تتخذ قراراً بتأجيل تسريح قائد الجيش العماد جوزف عون، إذا لم تحصل مفاجأة، عقد مجلس النواب، أمس، جلسة تشريعية، دعا إليها رئيسه نبيه بري، لدرس المشاريع واقتراحات القوانين المنجزة من اللجان والنواب، وتحديدا في مشاريع القوانين المقدمة للتمديد لقائد الجيش .

في سياق أخر جدد السفير السعودي وليد بخاري خلال لقائه البطريرك بشارة الراعي في بكركي، التاكيد على دعم بلاده لمواقف البطريرك الراعي السيادية. وأشار، مسؤول الإعلام والبروتوكول في الصرح البطريركي وليد غياض إلى أن بخاري أبدى قلق

المملكة واللجنة الخماسية من الفراغ على رأس قيادة الجيش، معتبرا أن على النواب

القيام بواجبهم لمنع الفراغ، وعلى اللبنانيين توحيد الجهود وتغليب مصلحة الوطن وانتخاب رئيس ليعود لبنان الى موقعه وعصره الذهبي. وقال غياض، “تحدّث بخاري للبطريرك الراعي عن جهود اللجنة الخماسية مع الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان لحثّ اللبنانيين على انتخاب رئيس من دون الدخول في لعبة الأسماء”. وعن موقف الراعي، أكد أن الراعي أعلن موقفه وتحدّث عن ضرورة التمديد لقائد الجيش من باب الموقف الوطني والحرص على موقع الرئاسة، وهو يشعر بأن أمرا ما يحاك، ولديه شكوك في موضوع التمديد لقائد الجيش، لكنه ينتظر اتضاح النوايا. وإذا حدث أي التفاف على مواقف بكركي لكل حادث حديث”.

ولفت غياض إلى أن الراعي يحذّر من تصوير الموضوع كأنه صراع ماروني – ماروني لتمرير مخططات ما، في ظل لعبة سياسية لم تعد شريفة بنظر البطريرك.

 

إسرائيل تستخدم "داتا" اللبنانيين وتخترق هواتفهم: اتصالات سبقت الصواريخ!

محمد علوش/المدن/14 كانون الأول/20203

منذ ساعات كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن قوات الاحتلال الإسرائيلي استخدمت بيانات التتبع التي تم جمعها بشكل رئيسي من أكثر من مليون هاتف جوال في قطاع غزة، لتعطي الجنود تقييماً مباشراً لعدد سكان غزة الذين استجابوا لطلبها بمغادرة شمال القطاع إلى جنوبه. وبالتالي، فإن كل بيانات الهواتف في القطاع بحوزة الإسرائيليين. وهذا ما قد لا يكون جديداً أو مستغرباً. ولكن الجديد هو امتلاك الإسرائيليين لكل بيانات الهواتف الجوالة والثابتة للبنانيين أيضاً، مع ربطها بالأشخاص، وأماكن سكنهم.

اتصالات بأصحاب البيوت قبل استهدافها

بلغة عربية متمكّنة، لهجة لبنانية كاملة، تحدث أحد الأشخاص المجهولين مع صاحب المنزل الملاصق لمعمل الألومنيوم الذي تم استهدافه في 18 تشرين الثاني عبر طائرة مسيّرة إسرائيلية، في المنطقة الواقعة بين بلدتي الكفور وتول في محافظة النبطية، تكشف مصادر مطلعة عبر "المدن". مشيرة إلى أن المتصّل أبلغ صاحب المنزل بضرورة إخلائه لأنه مستهدف، ولكن صاحب المنزل لم يكترث بالاتصال، ولم يخرج من منزله. وهو ما علم به الاسرائيلي على ما يبدو، حيث قام أولاً باستهداف غير مباشر للمعمل، خرج بعده أصحاب المنزل من منزلهم، قبل أن يقصف الاسرائيلي المعمل بشكل مباشر.

هذه الحالة ليست يتيمة، تقول المصادر، كاشفة أن اتصالاً غريباً تلقاه أصحاب أحد المنازل التي تعرضت لاستهداف مباشر في الجنوب يوم 22 تشرين الثاني الماضي، وكان ضحيته سقوط 5 شهداء من قادة المقاومة. وخلال الاتصال سأل المتصل صاحب المنزل ما إذا كان متواجداً في منزله، فكان الجواب بالنفي، حيث كان الرجل في العاصمة بيروت، وبعدها تم استهداف المنزل.

كذلك، لا تنتهي المسألة هنا. فالرقم الذي اتصل بصاحب المنزل المقصود، كان رقماً أرضياً لبنانياً تابعاً لشبكة أوجيرو، وبيانات الرقم تُظهر أنه رقم مركز أمني رسمي في الجنوب. وهذه الحادثة تكررت -حسب المصادر- في 13 كانون الأول الجاري في منطقة رب ثلاثين.

ففي رب ثلاثين تلقّت سيدة لبنانية من سكان المنطقة اتصالاً عند الساعة الثالثة والنصف عصراً من رقم أرضي (05)، يدّعي خلاله صاحب الاتصال بأنه يعمل بإحدى جمعيات دعم النازحين، فسألها ما اذا كانت لا تزال في منطقة برج البراجنة، وهي المنطقة التي نزحت إليها السيدة بداية الحرب، قبل أن تقرر العودة إلى منزلها في منطقة رب ثلاثين، فأجابت بالنفي، وانها في منزلها في بلدتها ولا تحتاج إلى أي مساعدة، وانتهى الاتصال. بعدها بأقل من ساعة، سقط صاروخ إحدى المسيرات الاسرائيلية بعيداً عن منزلها بحوالى 20 متراً، لتتلقى السيد بعدها اتصالاً عبر تقنية "الواتساب" من رقم غريب يستعمل صورة شهيد "بروفايل"، ليسألها عن مكانها، وما إذا كانت في برج البراجنة، فأجابت بالنفي مجدداً.

كامل "الداتا" اللبنانية بيد العدو؟

اللافت في كل هذه المسألة، أو الخلاصات التي يمكن جمعها هي التالية، تقول المصادر: أولاً، استخدام أرقام هواتف أرضية معروفة الهوية، لإجراء اتصالات اسرائيلية. وبالتالي، يمكن لمن يقوم بذلك أن يستعمل أي رقم هاتف في لبنان من دون علم صاحب الهاتف. ثانياً، علم الاسرائيليين بكامل داتا الاتصالات في لبنان، الخلوية والثابتة. ثالثاً، هناك ربط كامل لدى الاسرائيليين، أو عملائهم في لبنان، بين الرقم، وهوية صاحبه، ومكان سكنه، وربما كل بيانات أخرى عنه. وأخيراً، هو أن اسرائيل، التي ترتكب المجازر يومياً في قطاع غزة، ولطالما فعلت ذلك في لبنان، تسعى قدر الإمكان لعدم استهداف المدنيين اللبنانيين في الوقت الحالي، لعلمها أن ذلك سيؤدي إلى مزيد من التصعيد، وقد يُشعل الحرب في أي لحظة.

في هذا السياق يُشير المتخصص في الأمن الرقمي، عبد قطايا، إلى أن المعدات التقنية المتطورة موجودة لدى العدو الاسرائيلي. مشدداً في حديثه لـ"المدن" على وجوب معرفة ما إذا كان ما يقوم به الإسرائيلي هو عبارة عن خرق للهواتف، أم محاكاة، أي القيام بالاتصال من رقم عبر الانترنت، ويظهر لدى مستقبل الاتصال أرقام أخرى حقيقية. ويكشف قطايا أنه بالنسبة إلى بيانات المواطنين، فلا يجب أن ننسى أن كثيراً من هذه البيانات متاح للجميع، سواء من خلال الأوراق الصفراء، أو حتى من خلال تطبيق "truecaller" الذي يجمع بيانات كثيرة حول كل صاحب هاتف، مشدداً على أن هذه المسألة بحاجة إلى متابعة من قبل المعنيين، لكشف تفاصيها ومعرفة ما إذا كان هناك خرق، وحجمه. حسب المصادر، فإن اختراق شبكات الهاتف والتجسس الذي تقوم به اسرائيل من خلال وسائلها التكنولوجية، ومنها تلك المثبتة على المواقع الحدودية والتي استهدفتها المقاومة على مدار أيام المعركة، هو أمر خطير جداً، حيث يتم استخدام هذا الاختراق لاستهداف المقاومين بشكل أساسي، وآخرهم شهيد في الجنوب، تم استهداف منزله في كفركلا، بعد دقائق فقط من عودته إليه.

 

إصرار أميركي على تجنب الحرب جنوباً.. وإسرائيل تكثف غاراتها

المدن/14 كانون الأول/20203

كثف الطيران الإسرائيلي الحربي والمسيّر من الغارات التي نفذها على جنوب لبنان. إذ نفذت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات على جبل الباط في بلدة عيتا الشعب. وتزامن ذلك مع قصف مدفعي متقطع، طاول أطراف يارون وعيتا الشعب، مصدره مواقع العدو المقابلة. وأطلقت القوات الإسرائيلية قنابل مضيئة فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط، تزامناً مع إغارة الطيران الحربي المعادي على أكثر من هدف مدني في بيت ليف ومروحين وجبل اللبونة.

شهداء وجرحى

كما نفذ الجيش الإسرائيلي مساء اليوم غارة جوية بين حولا ومركبا استهدفت منزلاً في مركبا، أدت إلى سقوط إصابات، بينها شهيدان وعدد من الجرحى، ويستمر البحث عن مفقودين محتملين تحت الأنقاض. من جانبه نعى حزب الله شهيداً جديداً هو مهدي خليل زعتر "حيدر" من بلدة مركبا. وأطلق الطيران المسيّر الإسرائيلي صاروخاً في اتجاه منطقة "حامول" في أطراف الناقورة. وأطلقت مروحيات إسرائيلية صاروخين باتجاه الأطراف الشمالية لبلدة ميس الجبل على الطريق العام للمستشفى. كما طال قصف مدفعي منطقة "عين الزرقاء" في اطراف بلدة طيرحرفا ومنطقة اللبونة، جنوب الناقورة.

ضبط الصراع

في المواقف، أوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه "تحدث مع مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان حول التهديدات الإقليمية، بما في ذلك وكلاء إيران مثل جماعة حزب الله في لبنان". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، إنّه "على رأس أولوياتنا، عدم إتّساع رقعة الصراع في المنطقة". ويأتي حديث المسؤول الأميركيّ، ردّاً على سؤال بشأن الأحداث الأمنيّة في جنوب لبنان. وحول الوضع على الجبهة الشمالية اعتبر بني غانتس أن الجيش الإسرائيلي يبلي بلاءً حسناً ويشن هجمات مركزة، والكثير من مقاتلي حزب الله قتلوا في الحرب، وهناك جبهة دفاعية قوية تدافع عن أهل الشمال، ولكن لا يمكننا أن نفتح جبهتين، إلا أنني متأكد من أن قوة الردع في الشمال ستصبح أفضل، والأمر لم يتطور إلى حرب واسعة لأننا نتحلى بالمسؤولية. وهذا ما نفعله، ونرجو أن يفهم حزب الله ذلك، ولا يذهب إلى حرب، وعليه أن يدرك الثمن الذي سيدفعه إذا أقدم على توسيع المعركة.

 

بكركي والعالم يحذران... وهكذا يثبت ميقاتي حسن نيّاته!

لارا يزبك/المركزية/الخميس 14 كانون الأول 2023

تبديدُ الضبابية التي تلف ملف التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون، في يد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. فكل شيء كان يسير على ما يرام وقطارُ التمديد للجنرال كان وضع على السكة الصحيحة وسلك دربا آمنا سليما قانونيا، عبر اقراره في مجلس النواب.

وبحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، فإن الاتصالات بين الجهات النيابية المقدِّمة صيغا للتمديد للقادة الامنيين كانت "شغالة" بقوة، لتوحيد هذه الصيغ، بما يحصّنها ضد اي طعن مستقبلي امام المجلس الدستوري، خاصة وأن التيار الوطني الحر "يسنّ سكاكينه"، للانقضاض على التمديد المفترض.

هذا الجوّ المطمئن للقيادة العسكرية وللبنانيين في ظل الحرب الدائرة على جبهتهم الجنوبية، اذ يحمي المؤسسة العسكرية والاجهزة الامنية مِن اي خضات، قد يتم تعكيره، اذا ما قرر رئيس الحكومة طرح ملف التمديد على طاولة مجلس الوزراء في جلسة غد الجمعة، من خارج جدول الاعمال. ذلك ان اي توجّه من هذا القبيل، قد يثبّط من عزيمة النواب والتكتلات على المشاركة في الجلسة التشريعية، او على المواظبة على هذه المشاركة، الى ان يتم طرح قانون التمديد الى التصويت، سيما وأنه مِن القوانين المعجلة المكررة وليس ضمن بنود الجلسة التشريعية الـ16. واقرار تأجيل التسريح لـ6 اشهر عبر مجلس الوزراء، تشوبه عيوب كثيرة قانونية ودستورية، تُسهّل على التيار ابطاله امام مجلس شورى الدولة. في الساعات الماضية، تحرّكت بكركي على هذا الخط محذّرة من اي مؤامرات على الجيش. في العلن، تحدث الصرح عن مخاوفه حيث قال الناطق باسمه وليد غياض: البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يشعر بمؤامرة تُحاك في موضوع التمديد لقائد الجيش ولديه شكوك وهو بانتظار اتضاح النيات وحذار تفسير الموضوع وتصويره وكأنه صراع ماروني-ماروني ويدعو لعدم التلطي خلف هذا التصوير ويعرف أن اللعبة السياسية لم تعد شريفة.

في الكواليس ايضا، نقلت بكركي رسائل الى رئيس الحكومة بالابتعاد عن اي خطوة او اجراء يحمل في طياته ما قد يطعن بالجيش اللبناني. المصادر تشير الى ان ما يفعله ميقاتي قد يكون بحسن نية، اي انه يظن انه بما يفعله يحمي الجيش، لكن في ظل ما يحوم حول المسار الوزاري، فإن تثبيت حسن نياته هذا، يكون عبر العدول عن طرح التمديد في مجلس الوزراء وتركه لمجلس النواب. ووفق المصادر، فإن دبلوماسيي الخماسي الدولي دخلوا ايضا على الخط وتواصلوا مع ميقاتي متمسكين بالمسار الانجع الذي يخدم المؤسسة العسكرية ومصالحها.. فهل يمكن لكل هذه الحركة ان تُقنع رئيس الحكومة بترك القضية هذه لساحة النجمة؟ ام ان مخطط التيار – حزب الله، لادخال الفراغ الى القيادة العسكرية، لالف سبب وسبب، سيكون أقوى من مساعي بكركي وتحذيرات العالم والقوانين النيابية ومصلحة الجيش والشعب؟

 

تهديداتٌ… الأنظار نحو الوضع المستقبليّ في الجنوب

الجمهورية/الخميس 14 كانون الأول 2023

تتواصل تهديدات المستويين السياسي والعسكري الاسرائيليين ضدّ لبنان، في وقت نقلت شبكة «سي ان ان» عن مسؤولين اميركيين قولهم بأنّ واشنطن نصحت اسرائيل بعدم فتح جبهة اخرى في الحرب عبر شنّ هجوم واسع النطاق على «حزب الله». فيما أكّد منسق الاتصالات في مجلس الامن القومي في البيت الابيض جون كيربي «اننا قلقون للغاية بشأن اتساع الصراع، ولا نريد أن نرى جبهة ثانية في الشمال بين إسرائيل ولبنان». وقال: «أوضحنا لشركائنا علناً وسراً بما في ذلك ايران، أننا لا نريد أن نرى صراعاً إضافياً في المنطقة». يأتي ذلك في وقت يتزايد فيه الحديث في اسرائيل عن منطقة خالية من وجود لـ«حزب الله» من الجانب اللبناني، ودعوات عبر الإعلام الاسرائيلي للجيش الاسرائيلي بالتصرّف عسكرياً كون «حزب الله» لن ينسحب من الحدود عبر الديبلوماسية. فيما لفت في هذا السياق ما نقلته إذاعة «كان ريشت بيت» الإسرائيلية، نقلاً عن مسؤولين مطّلعين لم تسمّهم، بأنّ الاتصالات من أجل التوصل إلى حل دبلوماسي بشأن لبنان وإبعاد عناصر «حزب الله» إلى ما بعد نهر الليطاني باتت مكثّفة في الأيام الأخيرة»، كاشفةً أنّه بين القضايا الرئيسية الأخرى المطروحة، زيادة قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان الموجودة في جنوب لبنان». وأوضحت أنّ تقديرات الجهات المختلفة الضالعة في المفاوضات تشير إلى أنّ فرص التوصل إلى حل سياسي منخفضة حالياً، ولكن مع هذا ستستمر في هذه المرحلة الجهود من أجل التوصل إلى حل دبلوماسي». وفي السياق، نقلت هيئة البث الاسرائيلية بأنّه بعد تقارير في وسائل اعلام اسرائيلية حول خطة قدّمها الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين حول جنوب لبنان، قال مسؤول اميركي: انّ هوكشتاين لم يقدّم خطة او مقترحاً محدّداً لأي من الاطراف. وسبق ذلك، اعلان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو امام لجنة الخارجية والامن في الكنيست بأنّ اسرائيل لن تعيد سكان المستوطنات الشمالية اليها قبل إبعاد «حزب الله» عن الحدود سلمياً، اي عبر الاتصالات السياسية او عسكرياً عبر الحرب. فيما قال وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت بأنّ «إسرائيل منفتحة على إمكانية التوصل إلى اتفاق مع «حزب الله» إذا تضمن منطقة آمنة على الحدود وضمانات». اما موقف «حزب الله»، فقد جاء على لسان عضو «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله، الذي اعتبر أنّ «ما يتمّ تسريبه بين فترة وأخرى من طروحات حول الوضع المستقبلي في الجنوب هو وليد خيالات جهات تعيش في الأوهام، ومعروفة الانتماء والولاء، وهي طروحات غير موجودة على جدول أعمال المقاومة، ولا على جدول أعمال البلد، ولم يتحدث بها أحد معنا، وغير مستعدين لمجرد الاستماع إليها، أو لإعطاء وقت للانشغال بها». ولفت إلى أنّ «الأولوية اليوم هي لمنع العدو من تحقيق أهدافه في غزة وحماية البلد من عدوانه، وما يطلقه العدو من تهديدات أو حديثه عن اتفاقات مستقبلية مع لبنان، هو جزء من محاولاته الحثيثة لتخفيف الضغط عن جبهته الشمالية، بعدما وضعته عمليات المقاومة في حالة إرباك شديد، وتحت ضغط مستمر نتيجة الخسائر التي لحقت بجيشه واقتصاده وتهجير مستوطنيه».

 

هوكشتاين يُحيي صفقة الـ1701 و”الحزب” يُقايض!

نداء الوطن/الخميس 14 كانون الأول 2023

كشفت أوساط ديبلوماسية غربية أنّ مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى بربارا ليف كلّفت كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الأمن والطاقة آموس هوكشتاين العودة الى بيروت لاستئناف مساعيه في التفاوض على الترسيم البري. وبدا من المعطيات التي ترافق مهمة هوكشتاين الجديدة أنه يسعى لبلورة صفقة تتصل بتنفيذ القرار 1701. وعلمت «نداء الوطن» أنّ «حزب الله» بعث بإشارات الى أوساط اللجنة الخماسية لأجل لبنان، جاء فيها «اذا أردتم تطبيق القرار 1701، فنحن نريد تغيير النظام السياسي». وقرأت هذه الأوساط إشارات «الحزب» بأنها تهدف الى» تفريغ المؤسسات من أجل فرض صيغة «حشد شعبي» في لبنان، وصولاً الى نظام تأسيسي جديد. وكأن المطلوب من تفريغ المؤسسات الإيحاء بأنه لم تعد هناك دولة في لبنان». وأكدت الأوساط نفسها، أنّ هناك رفضاً واسعاً لما يسعى اليه «حزب الله»، وقالت إنه «يدعو الى دوحة جديدة يعيد فيها ترسيم دوره في النظام السياسي». وأضافت: «شتّان ما بين حرب 2006 وبين مواجهات الجنوب 2023. فإذا كانت تلك الحرب انتجت القرار 1701، فإن المواجهات الحالية ستؤدي حكماً الى فرض تنفيذ القرار، ما يعني أنّ سلاح «الحزب» لن يبقى جنوب الليطاني».

 

«بنك الأهداف» الإسرائيلي في لبنان يتمدد من الحدود إلى بيوت المدنيين

بيروت: بولا أسطيح/الخميس 14 كانون الأول 2023

منذ قرار «حزب الله» استخدام جبهة الجنوب اللبناني لدعم ومساندة حركة «حماس» والفصائل المقاتلة في قطاع غزة، تدرجت الأهداف الإسرائيلية داخل لبنان بشكل لافت، وإن بقيت محصورة في منطقة لم يتعدّ نطاقها الـ5 كلم. وبينما بدأ القتال بين «حزب الله» وإسرائيل كقتال رمزي بحيث كان الحزب يقصف مواقع إسرائيلية لا يتواجد فيها جنود داخل مزارع شبعا وتلال كفر شوبا التي يعدّها لبنان أراضي لبنانية محتلة، فتقابل تل أبيب ذلك بقصفها بساتين ومواقع خالية للحزب، بدأت الأهداف الإسرائيلية تتوسع تدريجياً، فبات الجيش الإسرائيلي يقصف مراكز وعناصر لـ«حزب الله» بإصابات مباشرة؛ ما أدى إلى تجاوز عدد قتلاه مؤخراً الـ100. وبعدها واصلت إسرائيل التصعيد بقصف تجمعات لإعلاميين ومن ثم شبكات المياه والكهرباء وصولاً لاستهداف قرى مأهولة. وبلغ التصعيد مؤخراً مداه باستهداف مراكز القوات الدولية (اليونيفيل) كما مواقع ومراكز الجيش اللبناني، إضافة إلى تدمير أحياء بكاملها؛ ما زاد المخاطر من مقتل أعداد كبيرة من المدنيين في قرى جنوب البلاد، وفاقم الخشية من أن تؤدي هذه الوتيرة بالتصعيد إلى حرب واسعة في لبنان.

ويرى مدير معهد «الشرق الأوسط للشؤون الاستراتيجية الدكتور سامي نادر، أن هذا التصعيد الإسرائيلي «يندرج بإطار تصميم تل أبيب على إقفال جبهة لبنان لإعادة سكان الجليل الأعلى إلى منازلهم، وبالتالي هي ساعة الخيارات الكبرى بالنسبة لها لأنه لم يعد يمكنها التعاطي مع هذه الجبهة كما كانت تتعاطى معها في السابق»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «من الجهة الإيرانية هناك محاولة لعدم الاستجابة للضغط الإسرائيلي بالشروط المطروحة حالياً؛ كون أن لا تسوية في الأفق حتى الساعة تضع تل أبيب وطهران على طاولة واحدة. من هنا، هذه الجبهة ورغم الضغوط الإسرائيلية لإقفالها ستبقى مفتوحة وفق المعطيات الراهنة». ويضيف نادر: «في الماضي كان لدى الطرفين مصلحة بإبقاء هذه الجبهة مشتعلة على نار خفيفة واستعمالها لتبادل الرسائل، أما بعد 7 أكتوبر (تشرين الأول) فقد اختلفت الأمور».

من جهته، يرى رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، العميد المتقاعد الدكتور هشام جابر، أن «طرفي إسرائيل و(حزب الله) ما زالا يلتزمان بقواعد الاشتباك، وبخاصة بما يتعلق بالمسافة التي لا تتعدى الـ5 كلم من كل جهة»، عادّا في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «ما اختلف هو إدخال (حزب الله) أسلحة جديدة للمعركة... أما إسرائيل فهي وإن لم تستخدم أسلحة جديدة، لكنها طورت أهدافها وركّزت مؤخراً على قصف مراكز للجيش للضغط لتطبيق القرار 1701، اضف أنها تسعى لاستدراج الحزب لتوسع الحرب». ويضيف: «الخشية اليوم من أن تعود تل أبيب لتوسع هي القتال في لبنان مطلع العام الجديد للتغطية على إخفاقاتها داخل فلسطين ولجرّ واشنطن إلى حرب كبيرة لا تريدها. عندها لا شك سيكون لدى الإسرائيليين أهداف جديدة وكثيرة داخل لبنان وبالتحديد تخص (حزب الله) سواء في الجنوب أو البقاع أو بيروت». أما بريجيت خير، الدبلوماسية السابقة في الأمم المتحدة، فتضع الضغط الإسرائيلي على جبهة لبنان في إطار السعي «لتحسين شروط التفاوض في إطار ما يحكى عن تسوية يتم العمل عليها بين تل أبيب و(حزب الله) تلحظ العودة لتطبيق القرار 1701 وسحب المقاتلين إلى منطقة شمالي الليطاني ونشر قوات فرنسية إضافية في منطقة معزولة على الحدود اللبنانية»، لافتة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «التصعيد الإسرائيلي هدفه الجر إلى تسوية، أي تهدئة، وليس لتوسيع جبهات القتال»، وتضيف: «لا توجه عالمياً لحرب إقليمية، والجميع يصرّ على السلام وتهدئة الوضع». وتردد مؤخراً أن إسرائيل تروّج لتسوية تؤدي إلى وقف العمليات القتالية جنوب لبنان تلحظ انتشار الجيش اللبناني على الحدود مع لبنان «في كل النقاط»، وأن تتواجد معه قوات فرنسية، وذلك ضمن إطار «قوات دولية» فيكون السلاح محصوراً بيد الجيش اللبناني في منطقة جنوب نهر الليطاني على أن يبقى لـ«حزب الله» بعض مواقع الرصد المشتركة مع الجيش ومع القوات الفرنسية.

 

خسارة المواقع المارونية: "المداورة" الطائفية لتغيير الصيغة اللبنانية

منير الربيع/المدن/15 كانون الأول/2023

في لحظة مفصلية وحرجة من تاريخ البلاد، وعلى وقع تقاطر الوفود الأجنبية إلى لبنان، تعمل على تفادي توسيع الحرب مع اسرائيل، والسعي لتعزيز دور الجيش اللبناني على الحدود، وترسيم الحدود البرية.. يشهد الداخل اللبناني معركة على قيادة الجيش، تهدد مصير المؤسسة العسكرية.

مثل هذا السيناريو لم تحلم به مثلاً قوى اليسار ككل في أثناء الحرب الأهلية. فما يجري لم يكن متوقعاً على الإطلاق. لا يمكن مقاربة ملف التمديد لقائد الجيش إلا وفق هذا المنظور. خصوصاً في ظل شخصنة المعركة، أو الدفع لإضعاف المؤسسة العسكرية أكثر. وسط تساؤلات كثيرة، تفرض نفسها حول ما الذي يختلف عن عباس ابراهيم أو حاكم مصرف لبنان لمنح التمديد إلى جوزيف عون.

ضرب ثلاثة قطاعات

في لبنان ثمة طبيعة سياسية لا تحبذ "مراكز القوى"، ولا من يكون لديهم شخصيات مستقلة، أو يعملون في سبيل تكوين شخصيتهم السياسية. ولذلك يفضلون عدم التمديد للقائد. لكن ذلك يقابله ضغط كبير في سبيل تمرير التمديد، وهنا تكمن لعبة التوازن، في مقابل شخصنة المعركة بالنسبة إلى جبران باسيل، والذي يخوض المعركة بشراسة، بينما القوات اللبنانية تتعاطى مع الملف بطريقة تجعلها وكأنها هي أكبر وأبرز الحلفاء للجيش اللبناني، بخلاف ما كانت عليه سابقاً، فيما تحول التيار الوطني الحرّ إلى الخصم للمؤسسة العسكرية على الرغم من تأكيدات مسؤولي التيار بأن معركتهم مع قائد الجيش وليس مع المؤسسة العسكرية. هذا الخلاف ستنجم عنه تداعيات كثيرة على صعيد التيار. ذلك لا ينفصل عن ضرب ثلاثة قطاعات أساسية تعتبر من أهم القطاعات بالنسبة إلى الموارنة، القطاع الأول هو المصرف المركزي، والثاني هو القطاع الخاص والمصارف، والثالث هو قيادة الجيش. كل هذه القطاعات وجدت نفسها في مواجهة مع التيار الوطني الحرّ. إذ يذهب خصوم التيار إلى اعتبار أن تدمير هذه القطاعات لم ينجح بالقيام به، لا الناصريون، ولا الحركة الوطنية، ولا الفلسطينيون، ولا النظام السوري، ولا المشروع الإيراني. إذ في كل هذه الحقب بقيت هذه القطاعات والمرتكزات قائمة وفي حالة ازدهار أو رعاية واحترام داخلي وخارجي. لا سيما أن "الجيش" هو الذي حمى نظام المارونية السياسية منذ العام 1973، وميشال عون كان أحد أبرز عناصرها.

بعد استراتيجي

مع استلام قيادة الجيش من قبل رئيس للأركان من الطائفة الدرزية، بعد استلام شيعي للمصرف المركزي، وفي ظل فراغ أو شغور رئاسة الجمهورية، تكون المارونية السياسية قد تلقت أعنف الضربات، فيما لم يتبق من مراكز قواها في الدولة إلا مركز رئيس مجلس القضاء الأعلى، وهو أيضاً على خلاف كبير جداً مع التيار الوطني الحرّ، وتعرض للكثير من الهجومات والانتقادات، ما أدى الى تعطيل عمل القضاء. تأتي كل هذه المعارك في ظل الضغط الدولي للعمل على تفعيل دور الجيش اللبناني، وخصوصاً على الحدود الجنوبية. وبالتالي فإن المعركة تأخذ بعداً استراتيجياً يتصل بدور الجيش ووضع البلد، وربما بالتركيبة السياسية ككل. لا سيما ان هذه المداورة القسرية طائفياً في المواقع الأولى في الدولة، قد تكون طريقة تمهيدية لإعادة تكريس مبدأ المداورة في المرحلة المقبلة، على وقع المفاوضات والتسويات السياسية. وبالتالي، إعادة ترسيم "حدود" الطوائف في المواقع الأولى، وسط نظريات كثيرة حول المداورة في الرئاسات وفي المواقع الأولى. فهل يمكن لذلك أن يقود إلى إعادة طرح البحث بمصير الصيغة اللبنانية ككل؟

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

نتنياهو لسوليفان: سنواصل حربنا على «حماس» حتى تحقيق «النصر المبين»

القدس: «الشرق الأوسط»/الخميس 14 كانون الأول 2023

أبلغ بنيامين نتنياهو، جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأميركي، خلال زيارته تل أبيب، الخميس، بأن إسرائيل ستواصل حربها على حركة «حماس» حتى تحقيق «النصر المبين». ذكر بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنه أبلغ مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان، الذي يزور إسرائيل، اليوم (الخميس)، أن إسرائيل ستواصل حربها على حركة «حماس» حتى تحقيق «النصر المبين». وقال نتنياهو إنه تحدث مع سوليفان حول التهديدات الإقليمية، بما في ذلك وكلاء إيران مثل جماعة «حزب الله» في لبنان وجماعة الحوثي في اليمن، وتأمين عودة الرهائن الذين تحتجزهم «حماس»، واستمرار المساعدات الإنسانية للسكان المدنيين في غزة، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء. وقال البيان: «لقد قلت لأصدقائنا الأميركيين إن مقاتلينا الأبطال لم يسقطوا سدى. ومن الألم العميق الناجم عن سقوطهم، نحن أكثر تصميماً من أي وقت مضى على مواصلة القتال حتى يتم القضاء على حماس - حتى النصر المبين». من جهته، أبلغ مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، رئيسَ الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، بضرورة انتقال حرب غزة إلى مرحلة أقل حدة «في غضون أسابيع وليس أشهراً».

 

«القسام» تقول إنها قتلت 4 جنود إسرائيليين واستهدفت 9 دبابات في غزة

بيروت: «الشرق الأوسط»/الخميس 14 كانون الأول 2023

أعلنت «كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، اليوم الخميس، أنها «قنصت» أربعة جنود إسرائيليين في شمال غربي مدينة غزة، واستهدفت تسع دبابات وعدداً من الآليات والجرّافات في مناطق متفرقة من القطاع. وأوضحت «كتائب القسام»، عبر حسابها على «تلغرام»، أنها استهدفت ثلاث آليات إسرائيلية بقذائف «الياسين 105» في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، فضلاً عن استهداف قوة إسرائيلية راجلة بقذيفة مضادة للأفراد في الحي نفسه، وإيقاعها «بين قتيل وجريح». وفي وقت لاحق، أعلنت «الكتائب» أنها استهدفت تسع دبابات إسرائيلية شمال قطاع غزة، اثنتان منهما في تل الزعتر، وأربع في بيت لاهيا، إلى جانب ثلاث دبابات إسرائيلية، وجرّافتين في مدينة غزة، وفق ما نقلته «وكالة أنباء العالم العربي». وكانت «كتائب القسام» قد ذكرت، في وقت سابق اليوم، أنها قتلت عشرة على الأقل من جنود الجيش الإسرائيلي، في استهداف بحي الشجاعية في غزة. وأقرّ الجيش الإسرائيلي، أمس الأربعاء، بسقوط قتلى من قادة وجنود لواء غولاني، خلال معارك حامية الوطيس مع مقاتلين فلسطينيين في منطقة القصبة بحي الشجاعية.

 

إسرائيل: نحتاج شهوراً إضافية لهزيمة «حماس»/الجيش الإسرائيلي يَعرض 400 ألف دولار مقابل معلومات عن السنوار

رام الله: كفاح زبون/الشرق الأوسط»/الخميس 14 كانون الأول 2023

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن إسرائيل تحتاج لاستمرار الحرب عدة شهور إضافية، من أجل تحقيق هدف القضاء على «حماس». وأضاف غالانت، خلال لقائه مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان: «من أجل تفكيك حركة حماس، ثمة حاجة لاستمرار الحرب، عدة شهور، لذلك سنواصل، والدعم الأميركي مهم». وأضاف غالانت أن «النصر الكامل في الحرب مهم لنا وللولايات المتحدة ولمستقبل الشرق الأوسط». وجاءت تصريحات غالانت في مواجهة ضغط أميركي من أجل تحديد موعد نهائي للحرب. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن المسؤولين الإسرائيليين أبلغوا الأميركيين بأنهم يتوقعون نهاية يناير (كانون الثاني) المقبل موعداً لانتهاء مرحلة الهجوم المكثف، لكن هناك حاجة لشهور طويلة أخرى من العمليات المستهدفة من أجل تدمير قدرات «حماس». ويريد الأميركيون الانتهاء من الحرب نهاية العام الحالي، ويعتقدون أنه ستكون هناك حاجة لبضعة أسابيع أخرى بعد انتهاء القتال، من أجل مرحلة انتقالية، ثم يجب أن تتسلّم سلطة فلسطينية «مؤهلة» قطاع غزة، وهذه كلها قضايا محل خلاف كبير بين واشنطن وتل أبيب. ترفض تل أبيب تسليم غزة لأية سلطة فلسطينية. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم»، يوم الخميس، إن الوزير في المجلس الحربي بيني غانتس، الذي عادةً لا يتفق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، متفق معه في أن السلطة الفلسطينية ليست مؤهلة للسيطرة على قطاع غزة، بعد انتهاء الحرب.

قتال في محاور عدة

وفي ذروة الحوار السياسي الساخن، يتواصل القتال في غزة في محاور متعددة شمال وجنوب القطاع. وأعلن الجيش الإسرائيلي، الخميس، أنه قتل مسلَّحين، واكتشف بنى تحتية وشنّ مزيداً من الغارات ضد حركة «حماس». ووفقاً للناطق باسم الجيش، فإن المعارك شهدت كذلك «استسلام أكثر من 70 ناشطاً حمساوياً مع أسلحتهم في منطقة مستشفى كمال عدوان في غزة». وتوغّل الجيش الإسرائيلي في شمال القطاع، في 27 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وفي جنوب القطاع، بداية الشهر الحالي، لكنه لم يسيطر على المناطق التي وصل إليها، ويتعرض لهجمات «كرّ وفرّ» من قِبل مقاتلي «القسام» و«سرايا القدس» وفصائل أخرى. وتسعى إسرائيل لجلب صورة نصر في غزة، وتركز على هدفين: الأول قتل أو اعتقال يحيى السنوار، زعيم حركة «حماس»، في قطاع غزة، والذي تتهمه إسرائيل بالتخطيط لهجوم السابع من أكتوبر، وتحديد أماكن المحتجَزين، وعددهم الباقي في غزة 135 إسرائيلياً.

منشورات من الجو

وألقى الجيش الإسرائيلي منشورات من الجو، يوم الخميس، في جميع أنحاء قطاع غزة يَعرض فيها مكافأة مالية لمن يقدم معلومات حول مكان وجود كبار مسؤولي «حماس». وجاء في البيانات: «نهاية حماس قريبة. من أجل مستقبلكم - من يقدم معلومات تُمكّننا من القبض على الأشخاص الذين جلبوا الدمار والخراب إلى قطاع غزة، سيحصل على مكافأة مالية بالقيم التالية: يحيى السنوار 400 ألف دولار، محمد السنوار 300 ألف دولار، رافع سلامة 200 ألف دولار، محمد ضيف 100 ألف دولار». وتقول إسرائيل إن «حماس» بدأت تُبدي ضعفاً وانهياراً في غزة، لكن «حماس» قالت، في بيان، في الذكرى الـ36 لانطلاقتها، إن معركتها الحالية جزء من مقاومة مستمرة حتى زوال الاحتلال. وفي حين أعلنت الحركة انفتاحها «على كل الجهود التي تُفضي إلى وقف العدوان على أهلنا في قطاع غزة والضفة الغربية، وإلى إطلاق سراح أَسرانا في سجون الاحتلال، وتؤدّي إلى تشكيل مرجعية وطنية على طريق استرداد شعبنا حقوقه الوطنية وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس». وأعلنت «كتائب القسام» مواصلة ضرباتها، وقالت إنها قتلت 10 جنود إسرائيليين إضافيين في حي الشجاعية، واستهدفت 4 آخرين في شمال غربي مدينة غزة، واستهدفت تجمعات جنود ودبابات وآليات في محاور مختلفة بقطاع غزة.

خسائر إسرائيلية

واعترف الجيش الإسرائيلي بتكبده خسائر إضافية، وأعلن المتحدث العسكري الإسرائيلي مقتل جندي من سلاح المدرَّعات لترتفع حصيلة قتلاه، منذ بدء التوغل البري في 27 أكتوبر الماضي، إلى 116، و445 منذ السابع من أكتوبر. كما أعلن المتحدث العسكري إصابة ضابط و7 جنود بجروح خطيرة، خلال المعارك في جنوب غزة، ما يرفع العدد إلى 600 جندي أصيبوا منذ بدء التوغل البري. ومع تواصل القتال البري، واصلت إسرائيل قصف مناطق واسعة في قطاع غزة مُخلّفة مزيداً من الضحايا والدمار. وقصفت إسرائيل مناطق واسعة وست بنايات ومنازل في الأرض، وقطعت الاتصالات عن غزة. وقالت وزارة الصحة في غزة، الخميس، إنّ قوات الاحتلال ارتكبت 18 مجزرة وجرائم إبادة جماعية، خلال الساعات الماضية، في كل مناطق قطاع غزة. ووفق المتحدث باسم وزارة الصحة، أشرف القدرة، خلال مؤتمر صحافي عُقدن في اليوم الـ69 للحرب على غزة، فقد «ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي، منذ بدء العدوان على قطاع غزة، إلى 18787 شهيداً، وأكثر من 50897 جريحاً، 70 في المائة من الضحايا هم من النساء والأطفال». وأكدت شركة الاتصالات الفلسطينية أن خدمات الاتصالات والإنترنت توقفت بشكل كامل في القطاع. وأضافت: «نأسف للإعلان عن انقطاع كامل لكل خدمات الاتصالات والإنترنت في قطاع غزة بسبب العدوان المستمر».

 

عائلات الأسرى الإسرائيليين تتهم نتنياهو بإدارة «لعبة روليت روسية» على أبنائها واتهامات للإعلام بمساندة الحرب بطريقة عمياء

تل أبيب/الشرق الأوسط»/الخميس 14 كانون الأول 2023

بعدما الكشف عن أن الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو تعرقل المفاوضات مع حركة «حماس» حول صفقة تبادل أسرى تشمل وقف إطلاق النار، احتجّ منتدى عائلات المخطوفين في تل أبيب واتهمها بإدارة «لعبة روليت روسية» على حساب أرواح أبنائها. وشكك ناطقون باسم المنتدى حتى في الأنباء إلى أفادت بأن الحكومة أبلغت مصر بأنها منفتحة على سماع اقتراحات جديدة لمواصلة المفاوضات لإطلاق سراح الأسرى، وقالوا إن نتنياهو يُفشل المفاوضات، وما يفعله جاء بعد ممارسة ضغط أميركي عليه. وكشفت مصادر في تل أبيب جوانب أخرى من طرق عمل الحكومة تزيد الشكوك من حولها، وقالت إن رئيس «الموساد»، دودي بارنياع، كان قد اقترح السفر إلى الدوحة لجس النبض حول احتمالات استئناف المفاوضات، لكنّ الحكومة رفضت ذلك ومنعته من السفر. والتفسير الذي أعطته هو أن «قيادة حماس في قطر لا تنجح في التواصل مع القيادة في قطاع غزة، برئاسة يحيى السنوار، لذلك فلا جدوى من التفاوض». وقد تَبيّن أن سبب عدم التواصل السليم يعود إلى التكنولوجيا الإلكترونية التي تستخدمها إسرائيل في الحرب على غزة.

الأسرى في «قاع الاهتمام»

وقد أثار منع سفر بارنياع غضباً شديداً لدى عائلات الأسرى الإسرائيليين التي رأت فيه دليلاً على عدم جدية الحكومة وعلى وضعها موضوع الأسرى في قاع سلم الاهتمام. ومع زيادة القلق على حياة أبنائهم، جراء استمرار القصف الإسرائيلي على غزة وما نُشر عن تقديرات المخابرات الأميركية أن نحو نصف الغارات الإسرائيلية على غزة كانت عشوائية بلا تخطيط مدروس، قال الناطق بلسانها إن «الحكومة تدير لعبة روليت روسية على رقاب أولادنا وحياتهم». وطالب بوقف الحرب فوراً وتكريس كل الوقت وكل الجهد لغرض المفاوضات. وفي واشنطن، أعلن يونتان ديكل والد أحد المخطوفين، الذي التقى سبعة من أرباب العائلات الذين اجتمعوا مع الرئيس الأميركي جو بايدن، في البيت الأبيض، يوم الأربعاء، أن الولايات المتحدة هي التي تبذل جهوداً مخلصة لإطلاق سراح المخطوفين الإسرائيليين. وأضاف، لدى خروجه من اللقاء الذي استغرق ساعتين: «إذا كانت لدينا بقايا أمل حقيقي فهو ليس من حكومتنا الفاشلة والمستهترة بل من الرئيس بايدن. فهذا الرجل، الذي يقود أكبر دولة في العالم، يجد من وقته ساعتين لسماعنا وللإنصات إلى صرخات آلامنا، وأكد لنا أنه يبذل جهوداً كبيرة مع كل الأطراف للدفع نحو صفقة تبادل تنقذ حياة أبنائنا. هذا قائد حقيقي وليس مثل رئيس حكومتنا، الذي يتلاعب بمصائر أولادنا».

دعم أعمى للحرب

من جهة أخرى، يتذمر الناطقون بلسان منتدى العائلات من تصرفات عدد من الإعلاميين الإسرائيليين، وليس فقط في اليمين المتطرف، عن دعم الحرب بشكل أعمى، مؤكدين أن هذا الأسلوب يساعد الحكومة على سياستها في مواصلة الحرب وإهمال قضية الأسرى. ووصف يوسي كلاين في «هآرتس» هذا الموقف بأنه «قمة في الغباء والغطرسة». وقال المحللون، الذين يتكلم المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي بحناجرهم: «نحن نحتاج إلى المزيد من الوقت من أجل تحقيق أهداف الحرب. وماذا عنّا؟ ماذا عن الجمهور الذي أرسل أولاده إلى الجبهة؟ ألا تسألونه؟ هل هو مستعد لوقت طويل في هذه الحرب في ظل هذه الحكومة؟ الوقت هو السلم الذي سننزل عليه من شجرة الانهيار. لو حصلنا على المزيد من الوقت لكنا قد دمرناهم، هكذا سيقول الجنرالات الذين عوّلوا على التدمير كذريعة للتقليل من العقاب. صور الدمار والمدنيون بالملابس الداخلية التي تُنشر لم تستهدف (حماس)، بل تستهدفنا، تريد منا أن نفرح!». ويقول المحللون أيضاً: «لكنهم لا يقولون إن ذلك يعمل في غير صالح المخطوفين. وهم يعرفون أن المخطوفين، سواء كانوا أحياء أم أمواتاً، سيغطون على أي انتصار. هم يخفضون المعنويات الوطنية ويؤخرون الانتصار. من يطالب بإعادتهم الآن، ومن يطالب بإنهاء المهمة، فهو يتنازل عن حياتهم. في حيّنا حياة الإنسان غير مهمة. عندما جعلوا الفلسطينيين يسيرون بالملابس الداخلية في طابور فقد تأثر تسفي يحزقيلي بسرور لأننا بدأنا الحديث بلغة الحي. لغة الحي وميليشيات بن غفير ستسيطر هنا في اليوم التالي، وإذا كانت (حماس) تبحث عن الانتصار فهذا سيكون انتصارها». الجدير ذكره أن هناك 138 أسيراً إسرائيلياً وأجنبياً لدى «حماس»، بينهم 17 سيدة، منهن 5 مجندات في الخدمة النظامية، وأخريات مجندات احتياط، بالإضافة إلى عدد من كبار السن، ومجندَين نظاميَّين اثنين، وثلاثة جثامين لأم وطفليها، وجثمانين لاثنين من كبار السن. وتطالب «حماس» حالياً لإطلاق سراحهم، بوقف الحرب وإطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

 

لماذا تراجع أبو مرزوق عن تصريحاته حول «اعتراف حماس بإسرائيل»؟ وهل تريد الحركة «اختبار المواقف»؟ وهل تجبرها الحرب على الانضمام لمنظمة التحرير؟

الشرق الأوسط/الخميس 14 كانون الأول 2023

إتراجع عضو المكتب السياسي لحركة «حماس»، موسى أبو مرزوق، عن تصريحات ألمح فيها إلى استعداد حركته للاعتراف بإسرائيل، وقال إن حركته لا تعترف بشرعية الاحتلال. وجاء في بيان عاجل وزّعته «حماس» على لسان أبو مرزوق: «هناك إساءة فهم لتصريحاتي الإعلامية، وعليه أؤكد أن حركة (حماس) لا تعترف بشرعية الاحتلال الصهيوني، ولا تقبل بالتنازل عن أي حق من حقوق شعبنا الفلسطيني، ونؤكد أن المقاومة مستمرة حتى التحرير والعودة». وتراجع أبو مرزوق جاء بعد تصريحاته لموقع «المونيتور»، أبدى خلالها استعداد «حماس» لأن تصبح جزءاً من «منظمة التحرير» الفلسطينية، كخطوة نحو إنهاء الانقسامات بين الفصائل الفلسطينية. وقال أبو مرزوق، في المقابلة، إن حركته تريد أن تكون جزءاً من منظمة التحرير الفلسطينية، «وسوف نحترم التزامات المنظمة». احترام مبادئ والتزامات المنطقة كان محل خلاف لعقود بين المنظمة و«حماس» التي رفضت الالتزام بالتزامات المنطقة، لأن ذلك يشمل الاعتراف بإسرائيل. واعترفت منظمة التحرير الفلسطينية بإسرائيل في عام 1993، في مسعاها لإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967. ورفضت «حماس» طويلاً فكرة إقامة دولة على حدود 67، لكن خطابها تغير في السنوات الأخيرة وعادت وقالت إنها تقبل بها لكن من دون الاعتراف بإسرائيل. وأكد أبو مرزوق أن حركته تريد إقامة دولة فلسطينية على حدود 67. ووفقاً له، «للإسرائيليين حقوق، ولكن ليس على حساب الآخرين».

التصريح الأول لـ«حماس»

تراجع أبو مرزوق كان منتظراً في ظل أن تصريحه يعتبر الأول من نوعه لمسؤول في «حماس» على الإطلاق، وينسف أحد أهم المبادئ التي قامت عليها الحركة ورفعتها طيلة الوقت، وظلت تعتبرها في أدبياتها «خيانة» لا تغتفر.

لكن هل فعلاً لم يقصد أبو مرزوق ما قاله؟

يعتقد مراقبون أن الانضمام لمنظمة التحرير يمثل طوق نجاة بالنسبة لـ«حماس»، في الوقت الذي دمرت فيه إسرائيل قطاع غزة، وترفع مع الولايات المتحدة شعار «اليوم التالي للحرب من دون حماس»، وربما كان ما صرح به أبو مرزوق بالون اختبار.

مصدر في حركة فتح قال لـ«الشرق الأوسط» إن «حماس» اعتادت على ذلك، أي القبول بشيء ثم التراجع، وهكذا، فيما يخص السلطة والانتخابات ودولة على حدود 67، وفيما يخص المنظمة. وأضاف أن «موقف (فتح) واضح ولم يتغير، نحن نرحب بالكل في إطار المنظمة والتزاماتها».

هنية والبيت الفلسطيني

جاءت تصريحات أبو مرزوق بعد ساعات من إعلان إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، اليوم (الخميس)، أن الحركة منفتحة على مناقشة أي مبادرات تفضي لوقف الحرب على قطاع غزة. وأضاف هنية، في كلمة متلفزة: «منفتحون على نقاش أي أفكار أو مبادرات تفضي لوقف العدوان، وتفتح الباب على ترتيب البيت الفلسطيني على مستوى الضفة وقطاع غزة». يفهم من تصريحات هنية أنهم يتجهون في «حماس» لمصالحة داخلية، تشمل الانضمام لمنظمة التحرير، التي تمثل العنوان الفلسطيني الذي تخاطبه الولايات المتحدة، بصفته المؤهل لحكم قطاع غزة بعد الحرب.

حسين الشيخ عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية

وكان حسين الشيخ، أمير سرّ اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، قد طالب «حماس» بالاعتراف ببرنامج منظمة التحرير الفلسطينية والجلوس في مربع الشرعية الدولية والقانون الدولي، لحماية المشروع الفلسطيني. وأضاف في مقابلة مع «سكاي نيوز»: «(حماس) أدارت ظهرها لكل مطالب الإجماع على برنامج سياسي وآلية نضالية واحدة، ونحن اليوم ندفع ثمناً كبيراً مقابل ذلك».

ودعا الشيخ إلى حوار وطني شامل لكل أطياف الشعب الفلسطيني، بعد أن تضع الحرب أوزارها.

خلافات لعقود

وخلال عقود ظل الطرفان مختلفين ولم ينجح سيل من الاتفاقات في تغيير الواقع، فرفضت «حماس» تسليم القطاع للسلطة أو التنازل عن حكمها أو سلاحها أو أي شيء آخر، ورفضت السلطة إدخال «حماس» للمنظمة من دون مصالحة حقيقية. وكان ثمة خلاف حول كل شيء متعلق بالمنظمة، نسبة التمثيل والانتخابات وشكلها، وبرنامج المنظمة والتزاماتها، وإصلاحها. حتى كل الحروب السابقة لم تغير شيئاً، ولم تقرب الفلسطينيين من الوحدة، فهل تغير الحرب المدمرة، التي لم تبقِ في غزة شيئاً لأحد كي يحكمه، الواقع المرير؟!

 

عقوبات بريطانية على إيرانيين وجماعات فلسطينية مسلحة

لندن/الشرق الأوسط»/الخميس 14 كانون الأول 2023

قالت بريطانيا إنها اعتمدت نظام عقوبات جديداً ضد إيران، اليوم (الخميس)؛ إذ أعلنت عن إجراءات تستهدف 7 أفراد، من بينهم قائد «فيلق القدس» في طهران، بسبب التهديد أو التخطيط لزعزعة استقرار إسرائيل. وووفق وكالة «رويترز» للأنباء، فقد أشارت الحكومة البريطانية إلى أن النظام الجديد، الذي قالت إنه يمنحها صلاحيات أكبر للتحرك ضد إيران وصناع القرار فيها، جاء رداً على «تهديدات غير مسبوقة» من طهران للسلام في الشرق الأوسط ومؤامرات لقتل أفراد في بريطانيا. وقال وزير الخارجية، ديفيد كاميرون، في بيان إن «سلوك النظام الإيراني يشكل تهديداً غير مقبول للمملكة المتحدة وشركائنا». وأضاف إن إيران «تواصل تهديد الناس على أراضي المملكة المتحدة، وتستخدم نفوذها لزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط عبر دعمها الجماعات المسلحة، بما فيها حركتا (حماس) و(الجهاد الإسلامي) الفلسطينيتان». ومن بين المستهدفين بعقوبات حظر السفر وتجميد الأصول الجديدة، إسماعيل قاآني قائد «فيلق القدس»، ذراع «الحرس الثوري» الإيراني القوي المسؤول عن الميليشيات المتحالفة معه من لبنان إلى العراق ومن اليمن إلى سوريا. كما شملت العقوبات محمد سعيد إيزدي، مسؤول «مكتب فلسطين» في «فيلق القدس». وقالت الحكومة إن «مكتب فلسطين» بأكمله يخضع لتجميد الأصول، بينما يواجه ممثلا «حماس» و«الجهاد الإسلامي» لدى إيران، خالد القدومي وناصر أبو شريف، على الترتيب، منع سفر وتجميد أصول. وتتهم لندن إيران بدعم هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، لكن رئيس أركان الدفاع البريطاني، توني راداكين، قال إن بريطانيا لا تعتقد أن طهران تريد حرباً في الشرق الأوسط.

 

نتائج متواضعة لاجتماع باريس الخاص بمواجهة «حماس»

باريس: ميشال أبونجم/الشرق الأوسط»/الخميس 14 كانون الأول 2023

خلال الزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي إلى إسرائيل يوم 27 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، اقترح في المؤتمر الصحافي المشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إقامة تحالف إقليمي دولي، على غرر التحالف الذي أنشئ في عام 2014 لمحاربة «داعش». لكن مشروع إيمانويل ماكرون واجهه استهجان الأطراف العربية المعنية ورفض الجانب الإسرائيلي ولامبالاة الطرف الغربي، وبالتالي فإن خطته «ولدت ميتة». بيد أن باريس لم تتخل عن الفكرة التي طوّرتها وحوّلها الرئيس الفرنسي «مبادرة من أجل السلام والأمن للجميع»، وجعلها ثلاثية الأبعاد بحيث تشمل الجوانب الأمنية والإنسانية والسياسية. وفي ما خص الجانب الإنساني، دعا ماكرون إلى قمة دولية لمساعدة مدنيي غزة، نجحت في توفير ما يزيد على مليار دولار من المساعدات الإنسانية (من الاتحاد الأوروبي والصناديق الدولية...). وترأست كاترين كولونا، وزيرة الخارجية الفرنسية، الأسبوع الماضي، اجتماعاً «عن بعد» للأطراف المعنية لتقييم المرحلة والتنسيق بين الدول والصناديق المانحة. بيد أنه لم يصدر عن الاجتماع أي أرقام عما صرف من المساعدات الموعودة وعن الأطراف التي قدمتها. أما البعد السياسي الهادف إلى الدفع باتجاه حل يقوم على أساس دولتين إسرائيلية وفلسطينية تعيشان بأمن وسلام جنباً إلى جنب، فلم يحصل بشأنه أي تحرك بينما الحرب في غزة ما زالت مشتعلة. وبالمقابل، فإن البعد الأمني عرف أول ترجمة ملموسة له عبر الاجتماع الذي استضافته وزارة الخارجية الفرنسية، يوم الثلاثاء، وحضره ممثلو عشرين دولة، بينهم، لا، بل أولهم إسرائيل، وغاب عنه أي حضور عربي. وكان محوره النظر في كيفية محاربة «حماس» ومن زاويتين رئيسيتين: تجفيف مواردها المالية من جهة ومواجهة دعايتها وحضورها على شبكات التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى تنسيق المواقف والأعمال بين المجتمعين.

تمويل «حماس»

لم تتوافر عن الاجتماع معلومات كافية. بيد أن الخارجية الفرنسية أصدرت، مساء الأربعاء، بياناً جاء فيه: إن فرنسا «تدعو من أجل مواجهة (حماس) كما لمواجهة أي تنظيم إرهابي عالمي، إلى مقاربة شاملة أمنية ومالية كما تغطي النواحي الدعائية كافة». وأضاف البيان، أن الاجتماع الذي التأم برئاسة المدير العام للشؤون السياسية والأمنية في وزارة الخارجية، فريديريك موندوليني، «وفّر الفرصة لتبادل الرأي بشأن الأعمال الملموسة الواجب القيام بها ضد التنظيم الإرهابي وحول الوسائل الكفيلة بتعزيز التنسيق الدولي». وناقشوا سبل تعبئة المنصات المعنية وتعزيز العقوبات المفروضة على (حماس) وأعضائها، والرقابة من خلال (مجموعة العمل المالية الدولية) واستخدام العملة المشفرة». من جانب آخر، شدد البيان على ضرورة التنسيق والتشدد في محاربة «المحتويات الإرهابية» التي تبثها «حماس» مع الالتفات إلى احترام حقوق الإنسان وحرية التعبير المعمول بها في دولة القانون.

3 ملحوظات

يتعين التوقف عند ثلاث ملحوظات، أولاها أن اجتماع الأربعاء كان معقود اللواء لإسرائيل وتبنى المقاربة والمطالب الإسرائيلية بخصوص «حماس». وثانية الملحوظات، أن المبادرة الفرنسية لم تكن معزولة؛ إذ إن باريس بادرت إلى فرض عقوبات على شخصيات من «حماس»، منها تجميد أصول يحيي السنوار الذي تعدّه إسرائيل العقل المدبر لهجمات 7 أكتوبر (تشرين الأول). وفي مرسوم مؤرخ في 13 نوفمبر (تشرين الثاني)، أعلنت باريس أنها ستجمد لمدة ستة أشهر أصول محمد الضيف، القائد العام لـ«كتائب عز الدين القسام» المدرج على القائمة الأميركية لـ«الإرهابيين الدوليين» المطلوبين منذ عام 2015.

ودعت سكرتيرة الدولة الفرنسية المكلفة شؤون أوروبا لورانس بون، الشهر الماضي، إلى فرض عقوبات أوروبية تستهدف كبار مسؤولي «حماس»، خصوصاً عقوبات مالية قد تأخذ شكل تجميد للأصول. وبالتوازي، فإن فرنسا وألمانيا وإيطاليا، دعت الاثنين إلى «فرض عقوبات مخصصة على (حماس) ومؤيديها»، وفق ما جاء في رسالة مشتركة لوزراء خارجية الدول الثلاث إلى منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل. وجاء في الرسالة: «نعرب عن دعمنا الكامل للاقتراح الداعي إلى إنشاء نظام عقوبات مخصص ضد (حماس) ومؤيديها، الذي تعمل المفوضية الأوروبية على الترويج له». وبحسب الدول الثلاث، فإن «الإقرار السريع لنظام العقوبات هذا سيمكننا من إرسال رسالة سياسية قوية حول التزام الاتحاد الأوروبي ضد (حماس) وتضامننا مع إسرائيل». أما الملحوظة الثالثة، وربما تكون الأهم، فإن اجتماع باريس تجاهل تماماً حال الحرب في غزة والعدد المخيف من القتلى المدنيين الذين يسقطون يومياً، وكأن المجتمعين يرون أن الحرب انتهت وأن واجبهم الأول هو حرمان قادة «حماس» من أموالهم، التي هي غير موجودة أصلاً في البنوك الأوروبية.

تجاهل ترويج كاذب

أما بشأن المحتويات، فإن المجتمعين لم يتوقفوا أبداً عند بث محتويات خاطئة روّجت لها إسرائيل وادعت أن «حماس» ألقت أطفالاً رضعاً في الأفران أو قطعت رؤوسهم أو بقرت بطون نساء حوامل. كما لم تتوقف عند كلام وزير الدفاع الإسرائيلي الذي وصف جماعات «حماس» بأنهم «حيوانات بشرية».

واللافت، أن الدول الثلاث التي روّجت لعقوبات على قياديي «حماس» (فرنسا وألمانيا وإيطاليا)، لم تنضم إلى المبادرة التي أطلقتها إسبانيا وبلجيكا ومالطا وآيرلندا، ودعت وزراء الاتحاد الأوروبي إلى إصدار بيان يدعو لوقف فوري لإطلاق النار لأغراض إنسانية. والسبب في ذلك معارضة دول مثل ألمانيا أو المجر أو غيرهما. ومن المحير أن فرنسا التي صوّتت لصالح وقف لإطلاق النار في مجلس الأمن وفي الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، لم تنضم لدعوة الدول الأربع في بروكسل. ويبقى التساؤل حول ما إذا كان القادة الأوروبيون المجتمعون ليومين (14 و15 ديسمبر/كانون الأول) الحالي في العاصمة البلجيكية، سينجحون في بلورة موقف موحد حول وقف إطلاق النار، أم أن انقساماتهم وولاءاتهم ستمنعهم من ذلك، ما يبين مرة أخرى عجزهم عن لعب دور مستقل في حرب تدور على أبواب أوروبا.

 

إعلام «الحرس الثوري» يطالب بقرارات تدفع الإيرانيين للمشاركة في الانتخابات وانتقادات نادرة من رجل دين لخامنئي تجتاح شبكات التواصل

لندن – طهران/الشرق الأوسط»/الخميس 14 كانون الأول 2023

طالبت صحيفة تابعة لـ«الحرس الثوري» الحكومة والبرلمان بتجنب قرارات اقتصادية تدفع بالإيرانيين إلى مقاطعة الانتخابات التشريعية المقررة مطلع مارس (آذار) المقبل. وحذرت صحيفة «جوان» من خطط حكومية لزيادة كبيرة في فرض الضرائب، والنفقات العامة. وقالت في عددها الصادر الخميس إن هذا سيؤدي إلى عدم إقبال الناس على صناديق الاقتراع. ودعت الصحيفة إلى اتخاذ قرارات لتحسين معيشة الناس خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، للتأثير على دوافع الإيرانيين للمشاركة في الانتخابات. وكتبت الصحيفة: «في هذه المرحلة؛ القرارات وترتيبات رجال الدولة، لا سيما الأجهزة ذات الصلة بالوضع الاقتصادي والمعيشي، عامل لا يمكن إنكاره في تشكيل سلوك المجتمع، ويعتقد أغلب الخبراء الاجتماعيين أن ناتج قرارات الأداء الاقتصادي للحكومة في مجال التضخم والغلاء خلال الأشهر الثلاثة المقبلة سيؤثر مباشرة على الدافع الانتخابي للمواطنين». وأضافت: «تتابع مجموعة من المراقبين بقلق وتوتر توجهات الحكومة في مشروع الموازنة، وخطتها لزيادة الضرائب، أو زيادة النفقات العامة للمواطنين». وإلى جانب الملف الاقتصادي، قالت الصحيفة إن «السياسات وتوجهات الجهاز الدبلوماسي والتجارة الخارجية للحكومة في تنظيم العلاقات الإقليمية والدولية، ستكون تحت مجهر الرأي العام خلال موسم الانتخابات». وأضافت: «ستؤثر نتائج هذه التوجهات بشكل مباشر على توجهات المواطنين الانتخابية». ورفض البرلمان الإيراني الخطوط العريضة للموازنة التي قدمها في وقت سابق من هذا الشهر الرئيس إبراهيم رئيسي. وقال النواب المنتقدون مسودة الموازنة إنها تقدم أرقاماً غير واقعية، وقد تؤدي إلى نقص في الموازنة. وجاء تحذير الصحيفة الخاضعة للمكتب السياسي في «الحرس الثوري»، في وقت انتشر فيه على نطاق واسع خلال اليومين الماضيين، مقطع فيديو من انتقادات نادرة على لسان رجل دين إيراني موجهة للمرشد علي خامنئي. وانتقد محمد تقي أكبر نجاد، رئيس الحوزة العلمية (مدارس رجال الدين الشيعة)، في مدينة كنغاور، الواقعة في محافظة كرمانشاه، مجلس خبراء القيادة الذي يضم 88 من رجال الدين المتنفذين ومن واجباته الدستورية الإشراف على إدارة المرشد. ويسرد أكبر نجاد حواراً دار بينه وبين مواطن إيراني في أحدى الجوامع. يقول إنه سمع المواطن «يتحدث بحزن» عن أن المرشد الإيراني علي خامنئي «ليس قائدنا؛ وإنما قائد اليمنيين والفلسطينيين. أشعر أنه يفكر بهم أكثر منا». محمد تقي أكبر نجاد رجل الدين الإيراني المنتقِد خلال حوار مسجل على موقعه الرسمي

ووفق أكبر نجاد، فإنه واجه أسئلة من المواطن بشأن أسباب «صمت المرشد» عن قفزات سعر الدولار إلى مستويات قياسية. ويقول: «المرشد لم يتخذ أي إجراء. لم يقل إن شعبنا خط أحمر. شعبنا يجب ألا يواجه هذه الورطة، وألا ترتفع الأسعار. يجب حل هذا الموضوع؛ ولو تطلب تغيير سياستنا الخارجية، يجب أن تكون هذه أولويتنا». ويضيف: «إنني لست أولوية خامنئي؛ أولويته اليمن وفلسطين». ومن ثم يقول أكبر نجاد: «لا شأن لي بصحة قول المواطن من عدم صحته، لكنني أتحدث عن انطباعه؛ إنه يشعر أن المرشد يعلن عن موقف عندنا حين ينزف أنف مواطن فلسطيني، لكن يقضي 20 ألف إيراني سنوياً في حوادث السير؛ آلاف النساء تترمل، ويُيَتّم آلاف الأطفال، لكن المرشد لم يتخذ أي موقف، لم يطالب بحل هذه القضية». ويتابع: «هذه محور التنمية، وسياسية، وليس أن نتخذ القرارات في الخارج ونعمل على تعميمها بالداخل. المسألة واضحة يجب أن نفتح أعيننا، وألا نخدع أنفسنا».

وأشار إلى «ابتعاد الإيرانيين من التدين» وقال: «ما تقولونه إن الإيرانيين أكثر تديناً بعد ثورة 1979؛ فلماذا لا نرى ذلك وترونه أنتم فقط؟». وأبدى استغرابه من صمت مجلس خبراء القيادة. وقال: «أين هم؟ هل على قيد الحياة أم موتى؟ كيف لم يسألوا المرشد ولو مرة واحدة؛ لماذا لا يوضح لنا أين هذه القمة التي يتحدث عنها؟ لماذا لا يراها الناس؟ لقد نزل الناس إلى الشارع بعد إطلاق الوعود بالوصول إلى القمة». وقال أكبر نجاد إنه سأل أحد المدافعين عن سياسات المرشد الإيراني: «لو كان خامنئي رئيساً للجمهورية بهذا الأداء؛ أفما ستكون من بين منتقديه بدلاً من تبرير تصرفاته؟».

 

العراق يأمل «ردع الفصائل» بعد اعتقال منفذي هجوم السفارة الأميركية والعناصر «المتورطة» على صلة بالأمن... «وربما بالمسلحين»

بغداد: فاضل النشمي لندن/الشرق الأوسط»/الخميس 14 كانون الأول 2023

يأمل مسؤولون عراقيون أن تتوقف أو تتراجع أنشطة الفصائل المسلحة ضد البعثات الدبلوماسية، بعد اعتقال «منفذي الهجوم» على السفارة الأميركية ومقر أمني، في المنطقة الخضراء، وسط بغداد، وفيما أكد عسكري عراقي بارز ارتباط «عدد منهم بالأجهزة الأمنية»، توقع خبير أمني «صلتهم على الأغلب بفصائل مسلحة متورطة بالتصعيد ضد المصالح الأميركية في البلاد». وخلال الأسبوع المنصرم، ضغط مسؤولون في البيت الأبيض والخارجية الأميركية على حكومة محمد شياع السوداني «لفعل شيء ميداني يردع منفذي الهجوم الأخير على مبنى السفارة»، وكررت واشنطن مراراً تهديدها باستخدام «حق الدفاع عن النفس». وشن مسلحون، فجر الجمعة الماضي، هجوماً بسبعة صواريخ، استهدف اثنان منها مقر السفارة، وضربت مجموعة أخرى مقر جهاز الأمن الوطني في بغداد، ولم يسجل الطرفان أي خسائر بشرية. وتحدثت السفارة الأميركية عقب الهجوم عن «مؤشرات تشير إلى أن الهجمات شنتها ميليشيات متحالفة مع إيران، تعمل بحرية في العراق». وقال اللواء يحيى رسول، الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، إن الأجهزة الأمنية تمكنت من القبض على عناصر شنت هجوماً على السفارة الأميركية ومقر الأمن الوطني». ووصف رسول الهجوم بأنه «اعتداء على أمن العراق وسيادته، لا يمكن السكوت أو التغاضي عنه».

«تهديد جدّي» للعراق

وقال اللواء: «كنا أمام تهديد جدّي لأمن البلاد واستقرارها، وما تسببه من ضرر بسمعة العراق وكرامته، وتشكيك في مصداقيته بوصفه دولة ذات سيادة قادرة على الإيفاء بالتزاماتها الدولية وضمان سلامة مواطنيها والمقيمين فيها، لا سيما البعثات الدبلوماسية». وبحسب المتحدث العسكري، فإن «الأجهزة الأمنية باشرت بالتحقيق في الهجوم بهدف التوصل إلى الجناة وتقديمهم إلى العدالة، وأشار إلى أن «الأجهزة الأمنية، باشرت بالتحقيق في الحادث للوصول، بتوجيه مباشر من رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني». وتحدث الناطق العسكري عن أن «الأجهزة الأمنية، تمكنت بعد جهد فني واستخباري مكثّف، من تحديد هوية الفاعلين». وتأسف اللواء رسول بعدما تأكد المحققون من أن «بعض المتورطين (بالهجمات) على صلة بأجهزة أمنية، وبعد أن أصدرت الجهات القضائية أوامر تحرٍّ وقبض بحقهم، قامت الأجهزة الأمنية بإلقاء القبض على عدد منهم، وما زالت جهود البحث والتحري متواصلة للوصول إلى كل من أسهم في الاعتداء».

ورغم هجمات الفصائل المتكررة على السفارة الأميركية والمواقع والمعسكرات التي توجد فيها قوات أميركية، خلال السنوات الماضية، فإن القوات الأمنية لم تتمكن من إلقاء القبض على معظم العناصر المنفذة، وغالباً ما تعيقها الخلافات السياسية. وأكد رسول أن «الجهات المختصة نجحت قبل ذلك، بالتوصّل إلى من ساعد الجناة وقدّم لهم الدعم اللوجيستي للوصول إلى منطقة التنفيذ وإخلائهم منها، وتم إيداعهم التوقيف، بغية اتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم». وشدد رئيس الوزراء محمد السوداني، خلال اتصال هاتفي تلقاه من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، مساء الثلاثاء، على «التزام العراق بحماية البعثات الدبلوماسية والمستشارين»، وأكد «قدرة القوات الأمنية العراقية على ملاحقة منفذي الهجمات على البعثات الدبلوماسية، من دون تدخل أي جهة خارجية»، وفقاً لبيان حكومي. وفي وقت سابق، هاجم المسؤول الأمني لحركة «كتائب حزب الله»، أبو علي العسكري، من وصفهم بـ«المعترضين» على قصف السفارة بـ«المنبطحين»، مؤكداً أن التصعيد الذي نفذته الفصائل بسلسلة عمليات مكثفة، يمثل «قاعدة الاشتباك الجديدة». ويعتقد خبراء عراقيون أن بيان اللواء يحيى رسول عن اعتقال متورطين على صلة بالأجهزة الأمنية قد يعني أنهم «ربما على صلة بالفصائل المسلحة». صورة وزعتها جهة أمنية لمنصة صواريخ عثرت عليها الأسبوع الماضي بعد استهداف السفارة الأميركية

شبهة الفصائل «واردة»

وقال الخبير في الشأن الأمني العراقي، فاضل أبو رغيف، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «ارتباط هذه المجموعة بالفصائل المسلحة أمر وارد، بسبب تأثر منتسبي الأجهزة الأمنية بالوضع العام، وبالاستقطاب السياسي». ومن الممكن أن يسهم اعتقال المتورطين في «ردع الجماعات المسلحة التي تستهدف المصالح الأميركية»، لكن إنهاء الهجمات بحاجة إلى «إطار عمل سياسي تقوده الفعاليات السياسية المتنفذة»، وفقاً للخبير أبو رغيف. ويميل الخبير إلى الاعتقاد بأن «الفصل بين الجماعات المسلحة وأحزاب نشطة في الإطار التنسيقي أمر صعب للغاية، خصوصاً أن بعض الأطراف تخوض مواجهة مباشرة مع واشنطن بغض النطر عن السياسية الحكومية». وتواجه القوات العراقية جملة عوامل ميدانية تعيق اعتقال منفذي الهجمات، وتعكس تطور أساليب عمل الفصائل العراقية، من بينها اختيار أماكن بعيدة عن كاميرات المراقبة، إلى جانب استخدام أجهزة التحكم عن بعد لإطلاق الصواريخ. ومع ذلك، فإن الخبير أبو رغيف يعتقد أن العملية الأمنية الأخيرة «تسجل نقطة لصالح الحكومة العراقية مع واشنطن التي ضغطت كثيراً في هذا الملف، وقد تساعد بغداد على تجنب سيناريو متوتر كان متوقعاً خلال الفترة المقبلة». وأشارت تقارير محلية، الأسبوع الماضي، إلى أجواء «متوترة» في الاتصالات المتواترة بين السوداني والمسؤولين الأميركيين، بسبب خلاف حول حق الأميركيين في «الدفاع عن النفس» داخل العراق.

العراق يشتري «مسيّرات»

بالتزامن، قررت وزارة الداخلية العراقية، الخميس، شراء طائرات مسيرة لدعم العمل الأمني في البلاد. وكشفت الوزارة عن قرار الشراء، بعدما اجتمع الوزير عبد الأمير الشمري مع لجنة «التسليح» بمناقشة إمكانية تطوير القدرات القتالية لجميع التشكيلات الأمنية، وفقاً لبيان صحافي. وقالت الوزارة، إن الشمري منح الإذن «للتعاقد مع هيئة التصنيع الحربي لشراء طائرات مسيرة». وشدد الوزير العراقي على «تزويد الأجهزة الأمنية بأسلحة ذات مواصفات متطورة والشروع بجرد التشكيلات التي هي بحاجة إلى تعزيزها بالأسلحة وسد أي نقص فيها». وازدادت أهمية المسيرات لدى الأجهزة الأمنية العراقية بعدما لجأت إليها بوصفها سلاحاً تكتيكياً، خلال المعارك ضد تنظيم «داعش» بعد عام 2014، وكانت تستخدم غالباً لرصد المسلحين في نطاق حرب الشوارع المعقدة.

 

الكونغرس الأميركي يقر موازنة قياسية للبنتاغون بقيمة 886 مليار دولار في خطوة عدّت رسالة لروسيا والصين

واشنطن: إيلي يوسف/الشرق الأوسط»/الخميس 14 كانون الأول 2023

في تصويت حصل على أغلبية ساحقة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وافق مجلسا الشيوخ والنواب الأميركيان، على ما عُد «ميزانية قياسية» لوزارة الدفاع بقيمة 886 مليار دولار، من شأنها «دعم سياسات البنتاغون وخططه» لعام 2024. وتضمنت هذه الميزانية للمرة الأولى منذ سنوات، زيادة في رواتب العسكريين بنسبة 5.2 في المائة. وصوت مجلس النواب، الخميس، بأغلبية 310 أصوات مقابل اعتراض 118 على مشروع القرار، وذلك غداة تصويت مجلس الشيوخ الأربعاء بأغلبية 87 عضوا مقابل اعتراض 13. ورفع المشروع إلى الرئيس الأميركي جو بايدن للتوقيع، ليتحول إلى قانون ملزم.

توسيع قدرات البنتاغون

وعُدّ القرار نجاحا لجهود إدارة بايدن لتعزيز السياسات الدفاعية، إذ إنه «يوسع قدرة وزارة الدفاع على التنافس مع الصين وروسيا في الأسلحة النووية والأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت». ويتضمن أيضا مئات الملايين من الدولارات بوصفها مساعدات عسكرية لأوكرانيا وإسرائيل. وهي أموال منفصلة عن طلب التمويل الطارئ الذي طلبه بايدن، بقيمة 111 مليار دولار، لمساعدة أوكرانيا وإسرائيل وتايوان وأمن الحدود، والذي لا تزال المفاوضات جارية بشأنه بين الحزبين، بعدما ربط الجمهوريون موافقتهم عليه بتشديد أمن الحدود. ويمدد القانون برنامجا مثيرا للجدل، يسمح لأجهزة الاستخبارات الأميركية بتتبع الاتصالات والرسائل عبر الإنترنت للأشخاص المشتبه بتورطهم في قضايا إرهاب وتجسس حتى 19 أبريل (نيسان) المقبل. ويتيح البند 702 لوكالة الأمن القومي (إن إس إيه) بمراقبة الاتصالات الرقمية للأجانب الذين يعيشون خارج الولايات المتحدة، من خلال شركات أميركية مثل «فيسبوك» و«غوغل». ويعترض البرنامج أيضا اتصالات بين الأميركيين وأجانب يعيشون في الخارج. ويعد مؤيدو البند أنه أداة حيوية لحماية الأمن الوطني، لكنه يُواجه معارضة متزايدة من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، بسبب اتهامات بسوء الاستخدام.

ضربة لتيار أقصى اليمين

كما عُدّ إقرار قانون الدفاع ضربة للتيار اليميني المتشدد في مجلسي الشيوخ والنواب، بعدما فشل في تمرير مجموعة من القيود على أفراد المؤسسة العسكرية، في قضايا الإجهاض ومبادرات التنوع. وأُقرّ المشروع بصيغته النهائية، بعد مفاوضات بين اللجان المشتركة في مجلسي الشيوخ والنواب، حيث تم إسقاط العديد من التحفظات والاعتراضات الجمهورية، مقابل تنازل الديمقراطيين أيضا عن بعض شروطهم. وأيّد الزعماء الجمهوريون والديمقراطيون في الكونغرس مشروع القانون، بعدّه «حلا وسطا عادلا» يعطي الأولوية للمنافسة مع الخصوم، ويظهر الدعم للحلفاء. ورأى البعض أن هذه كانت رسالة مهمة للغاية إلى العالم، في وقت تتصاعد فيه التهديدات، على الرغم من معارضة الجمهوريين للموافقة على المساعدات العسكرية الطارئة لأوكرانيا. وعدّ زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، السيناتور تشاك شومر، مشروع القانون الوسط أنه «نوّع التعاون الذي يريده الشعب الأميركي من الكونغرس بين الحزبين». وقال إنه «في وقت يواجه فيه الأمن العالمي مشكلة كبيرة، أصبح تنفيذ مشروع قانون تفويض الدفاع أكثر أهمية من أي وقت مضى». وأضاف قائلا إن «إقرار قانون تفويض الدفاع الوطني يُمكّننا من الصمود في وجه روسيا، والوقوف بحزم ضد الحزب الشيوعي الصيني، وضمان بقاء الدفاعات الأميركية في جميع الأوقات».

انتصارات ديمقراطية... وجمهورية

من ناحيتهم، قال كبار الجمهوريين إن مشروع القانون التوافقي يتضمن بعض الانتصارات للمحافظين، التي نجحوا في انتزاعها في مجلس الشيوخ الذي يقوده الديمقراطيون. وقال زعيم الأقلية الجمهورية السيناتور ميتش ماكونيل: «سيركز البنتاغون بشكل أكثر مباشرة على معالجة تحديات الأمن القومي، بدلاً من خلق تحديات جديدة بسياسات اجتماعية حزبية». وحثّ كبير الجمهوريين في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ المشرعين اليمينيين في حزبه داخل مجلس النواب على دعم مشروع القانون. ومن بين البنود التي سلط عليها ماكونيل الضوء، منع أفراد المؤسسة العسكرية من رفع أعلام غير معتمدة، في إشارة إلى علم المثليين والمتحولين جنسيا. كما أقر القانون تعيين مفتش خاص جديد، للإشراف على كيفية استخدام المساعدة العسكرية الأميركية في أوكرانيا، بعدما اتهم الجمهوريون إدارة بايدن بالفشل في تقديم ضمانات لهم بأن الأسلحة التي يتم إرسالها إلى أوكرانيا لن تقع في الأيدي الخطأ.

 

مسلسل القرصنة الحوثية: حشد أميركي وغضب أوروبي وتوعد إيراني

عدن: علي ربيع/الشرق الأوسط»/الخميس 14 كانون الأول 2023

تحدثت مصادر غربية ويمنية، الخميس، عن محاولة الحوثيين قرصنة سفينة حاويات جديدة في البحر الأحمر، في سياق تصعيد الجماعة وهجماتها التي تزعم أنها تستهدف الناقلات المتجهة إلى إسرائيل. جاء ذلك في وقت تحشد فيه الولايات المتحدة لتشكيل أوسع تحالف دولي لحماية الملاحة في البحر الأحمر، بالتزامن مع غضب أوروبي جراء الهجمات الحوثية، ومع تحذيرات إيرانية من تشكيل التحالف البحري المرتقب. ومع تصعيد الحوثيين هجماتهم في البحر الأحمر، وهو الأمر الذي يرى فيه سياسيون يمنيون سعيا من الجماعة للتهرب من استحقاقات السلام وإدخال البلاد في أتون أزمة دولية جديدة، أبدى الاتحاد الأوروبي غضبه إزاء الهجمات مع التذكير بأثرها على الأوضاع الإنسانية في البلاد. وأدان الاتحاد الأوروبي بشدة هجمات الحوثيين الأخيرة بالصواريخ، ويشمل ذلك الهجوم على الناقلة النرويجية «ستريندا». وقال في بيان، الخميس، إن الهجمات المتعددة من المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين في اليمن تهدد الملاحة الدولية والأمن البحري، مما يمثل انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي. ووصف البيان تدخل الحوثيين في الحقوق والحريات الملاحية في المياه حول شبه الجزيرة العربية بأنه «أمر غير مقبول». وأكد أن الاتحاد الأوروبي يدعو الحوثيين للامتناع عن أي تهديدات وهجمات أخرى على خطوط الشحن البحري ويدعو إلى الإفراج الفوري عن السفينة «غالاكسي ليدر» وطاقمها الذي يتكون من 25 فرداً الذين احتجزوا بشكل غير قانوني يوم 19 نوفمبر (تشرين الثاني) وهم في المياه الدولية جنوب البحر الأحمر. وشدد البيان الأوروبي على أن الهجمات الحوثية، على السفن الدولية تقوض أمن اليمن، بما في ذلك أمنه الغذائي، إذ إن معظم واردات الغذاء إلى البلاد تمر عبر البحر الأحمر. وألمح البيان إلى إمكانية تعاطي الاتحاد الأوروبي مع التوجه الأميركي لحماية الملاحة في البحر الأحمر، عبر تحالف دولي واسع. وقال إن «الاتحاد الأوروبي يذكر أيضاً بأن تعزيز التعاون الدولي والإقليمي في هذه اللحظة، أكثر من أي وقت مضى، هو أمر حاسم لمواجهة التهديدات أمام السلم والأمن في المنطقة، وينسق الاتحاد مع شركائه من أجل هذه الغاية».

قرصنة جديدة

ذكرت شركة الأمن البحري البريطانية «أمبري» الخميس، أنها على علم ببلاغات عن جماعة تدّعي أنها «البحرية اليمنية» طلبت من سفينة تبحر في مضيق باب المندب تغيير مسارها والتوجه إلى اليمن. في إشارة إلى الحوثيين. وأوضحت «أمبري» وهيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية في مذكرتين إرشاديتين أنهما تحققان في الواقعة وفي حادث آخر في المحيط الهندي قبالة اليمن. كما قالت هيئة عمليات التجارة البحرية في المذكرة إنها تلقت بلاغا من سفينة عن رؤية انفجار قبالة سواحل اليمن في جنوب البحر الأحمر. وذكرت «أمبري» أن سفينة شحن مملوكة لجزر مارشال، وترفع علم هونغ كونغ رصدت سقوط صاروخ في المياه أثناء إبحارها باتجاه الشمال، وذلك شمال غربي المخا باليمن. وأن طاقم السفينة لم يصب بأذى. مشيرة إلى اعتقادها أن الكيان المتسبب في الحادث هم الحوثيون. وأعلنت الهيئة في وقت سابق على حسابها على منصة «إكس» أنها تلقت تقريراً يفيد بأن كيانا يعرّف نفسه بأنه «البحرية اليمنية» أمر سفينة بتعديل مسارها نحو اليمن. وقبل ذلك بقليل، ذكرت الهيئة - وفق ما أوردته وكالة أنباء العالم العربي - أن السلطات تحقق في حادثة بمحيط باب المندب قبالة سواحل اليمن، ثم أعلنت لاحقا تلقيها تقارير عن حادثة أخرى في بحر العرب. وفي حين لم يعلن الحوثيون على الفور تبني أي عملية، ذكرت مصادر يمنية محلية أن قوات الجماعة قرصنت سفينة حاويات جديدة تدعى «ميرسك» وقامت باقتيادها إلى السواحل الخاضعة للجماعة. وكان الإعلام الغربي ذكر أن ناقلة نفط، تبادلت إطلاق النار مع مسلحين على متن قارب صغير في البحر الأحمر، الأربعاء، وأن عددا من المسلحين على متن زورق اقتربوا من سفينة تجارية ترفع علم جزر مارشال، فيما تبنى الحوثيون، الثلاثاء، إطلاق صاروخ على سفينة نقل نرويجية ما أصابها بأضرار.

تحالف دولي وتحذير إيراني

تهديد الحوثيين المتصاعد للملاحة دفع واشنطن للتحرك من أجل تشكيل تحالف دولي واسع في البحر الأحمر، وهو الأمر الذي ترى فيه إيران خطرا وشيكا يستهدف ذراعها الحوثية في اليمن. ونقلت «رويترز» عن المبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينغ، الخميس، قوله إن بلاده تريد تشكيل «أوسع تحالف بحري ممكن» لحماية السفن في البحر الأحمر وإرسال «إشارة مهمة» إلى الحوثيين في اليمن بأنه لن يتم التسامح مع مزيد من الهجمات. وقال المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينغ، إن الولايات المتحدة تريد من التحالف متعدد الجنسيات أن يرسل «إشارة مهمة من المجتمع الدولي مفادها أنه لن يتم التسامح مع تهديدات الحوثيين للشحن الدولي». وقال ليندركينغ في مقابلة خلال مؤتمر في الدوحة، إن الولايات المتحدة تهدف إلى توسيع قوة المهام البحرية الدولية الحالية لتصبح «تحالفاً دولياً يخصص بعض الموارد لحماية حرية الملاحة». وأضاف «هناك تقييم نشط للغاية يجري في واشنطن حول الخطوات اللازمة لحمل الحوثيين على وقف التصعيد»، داعياً الجماعة إلى إطلاق سراح طاقم السفينة «غالاكسي ليدر» التي تم الاستيلاء عليها في 19 نوفمبر. وامتنع ليندركينغ عن تحديد الدول أو عدد الدول الأخرى التي اتصلت بها واشنطن للانضمام إلى التحالف الموسع، لكنه قال إنه يجب أن يكون «أوسع تحالف ممكن».وأدت الهجمات الحوثية - وفق «رويترز» - إلى ارتفاع تكلفة شحن البضائع عبر البحر الأحمر، الذي أصبحت سوق التأمين في لندن تدرجه الآن ضمن المناطق عالية المخاطر. مشيرة إلى مرور 23 ألف سفينة كل عام عبر مضيق باب المندب الضيق الذي يربط خليج عدن بالبحر الأحمر وما بعده حتى قناة السويس. وردت طهران التصريحات الأميركية عن تشكيل تحالف لحماية البحر الأحمر بالتحذير من هذه الخطوة، وقال وزير الدفاع الإيراني محمد رضا أشتياني، إن أي تحرك في المنطقة التي يسيطر عليها سيواجه «مشاكل غير عادية». وفق ما نقلته عنه وسائل إعلام إيرانية. وتبنت الجماعة الحوثية قصف ناقلة نرويجية قبالة شواطئ ميناء المخا جنوب البحر الأحمر، وإصابتها بأضرار، فيما أفادت مصادر أميركية، الأربعاء، بأن سفينة تجارية أخرى تحمل شحنة من الوقود نجت من صاروخين بالقرب من باب المندب. ولم تتبن الجماعة الحوثية الهجوم الذي قال الإعلام الأميركي إنه تزامن مع إطلاق طائرة مسيرة أسقطتها المدمرة «يو إس إس مايسون» في البحر الأحمر.

تهديد مستمر

تزعم الجماعة الحوثية أنها تنفذ هجماتها نصرة للفلسطينيين في غزة، وتوعدت باستهداف كل السفن المتجهة إلى المواني الإسرائيلية بغض النظر عن جنسيتها، فيما تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ تعليمات إيران ولا علاقة لهجماتها بالقضية الفلسطينية. ووسط المخاوف من أن تؤدي عسكرة البحر الأحمر إلى عرقلة مسار السلام في اليمن الذي تقوده الأمم المتحدة بوساطة سعودية وعمانية، كانت البحرية الفرنسية أكدت إسقاط طائرة مسيرة حوثية، الثلاثاء، وهي العملية الثانية التي تتولى فيها باريس التصدي لهجمات حوثية. وفي ظل تهديدات الولايات المتحدة بعدم استبعاد التدخل العسكري في اليمن، تتعامل الحكومة اليمنية بحذر مع الموقف المتصاعد، وتحمل المجتمع الدولي مسؤولية ما آلت إليه الأمور في البحر الأحمر، حيث وقفت الدول الكبرى دون تحرير الحديدة وموانئها وضغطت لإبرام اتفاق «استوكهولم» الذي استفادت منه الجماعة الحوثية لتعزيز قدراتها العسكرية وزيادة تهديدها للملاحة في البحر الأحمر.

وفي أحدث تصريح للجماعة الحوثية، الخميس، قال القيادي عبد القادر المرتضى وهو المسؤول عن ملف الأسرى وتعذيب المختطفين اليمنيين في السجون: «لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نتوقف عن مهاجمة السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر ومنعها من المرور حتى يتوقف العدوان على أهلنا في غزة» وفق زعمه. وأضاف القيادي الحوثي في تغريدة على «إكس» أن جماعته لن تسمح بمرور السفن المتجهة إلى إسرائيل من أي جنسية كانت سواءً قامت أميركا بتشكيل تحالف دولي أو لم تشكل ذلك التحالف. زاعما أن مثل هذا التحالف ضد جماعته «قد يعقد الأمر أكثر مما هو حاصل، لأنه بكل تأكيد كل تصعيد سيقابل بتصعيد مضاد».

 

بوتين: الوضع في غزة كارثي… وسوناك: حل الدولتين هو الأمر الصحيح وكشف عن جهوده مع مصر لإنشاء مستشفى في رفح

موسكو، لندن، وكالات/14 كانون الأول/2023

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن الوضع في قطاع غزة يمثل كارثة إنسانية ويجب إيصال المساعدات الإنسانية، فيما قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، موقف إن موقف بلاده ثابت من أن حل الدولتين هو الأمر الصحيح، لافتا إلى ان لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها لكن عليها اتخاذ كل الاحتياطات لحماية أرواح المدنيين. وشدد بوتين، في مؤتمره الصحافي السنوي على أن إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس أمر لابد منه لحل النزاع في المنطقة. ونقل موقع “آر تي” عن بوتين قوله، غلال عرض نتائج العام 2023، وإجابته عن أسئلة الصحفيين، وكذلك المواطنون الروس حول الأوضاع المحلية والعالمية،انه لا بد من إيجاد أسس متينة لتسوية النزاع في الشرق الأوسط، بما يضمن تنفيذ قرارات الأمم المتحدة بإنشاء دولة فلسطينية وعاصمتها القدس، لافتاً إلى أن بعض الدول هي من يعيق تنفيذ هذه القرارات ويمنع التوصل إلى حل شامل ونهائي. ولفت بوتين خلال حديثة إلى مناقشة إمكانية فتح مستشفى روسي لمساعدة المدنيين الفلسطينيين في غزة مع قادة مصر وإسرائيل، منوها إلى أنه في الوقت الحالي سيكون من الخطورة فتح مثل هذا المستشفي في غزة.وتابع: “أنشأ الجانب الإماراتي مستشفى ميدانيا هناك في غزة، وتحدثنا عن حقيقة أن روسيا يمكن أن تفتح أيضا مستشفى هناك، لكن نحتاج إلى موافقة كل من مصر وإسرائيل”.

وأعلن بوتين أن روسيا تعتزم زيادة إمدادات المعدات والأدوية إلى قطاع غزة بناءً على طلب إسرائيل، وهو على تواصل دائم مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن الحرب في غزة، مشيراً إلى أن وجهات نظرهما حول الحرب “متشابهة”. وفي المواقف الدولية ايضا، دعا وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الولايات المتحدة إلى الكف عن عرقلة قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن فلسطين. وقال فيدان في مؤتمر صحافي مشترك عقده، أمس، مع نظيره الأذربيجاني جيهون بيراموف، على هامش زيارته لباكو: “ننتظر من الولايات المتحدة عدم الاستمرار في عرقلة القرارات التي سيتخذها مجلس الأمن الدولي بشأن فلسطين”.

 

العراق: بعض مهاجمي السفارة الأميركية على صلة بأجهزة أمنية والتحالف يتصدى لهجوم على قاعدة الشدادي في سورية

بغداد/السياسة/14 كانون الأول/2023

أعلن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، العميد يحيى رسول، القبض على عدد من منفذي الهجوم على السفارة الأميركية ومقر جهاز الأمن الوطني، مشيرا إلى أن بعضهم على صلة بأجهزة أمنية عراقية. وقال الناطق العسكري في بيان، إن الاعتداء الذي وقع يوم 7 ديسمبر الجاري، والذي استهدف سفارة الولايات المتحدة الأميركية ومقر ّجهاز الأمن الوطني وبعض المباني الحكومية، هو اعتداء على أمن العراق وسيادته، مشددا على أنه، لا يمكن السكوت أو التغاضي عن مثل هذه الاعتداءات، لما تمثله من تهديد جدي لأمن البلاد واستقرارها، وما تسببه من ضرر بسمعة العراق وكرامته، وتشكيك في مصداقيته كدولة ذات سيادة قادرة على الإيفاء بالتزاماتها الدولية وضمان سلامة مواطنيها والمقيمين فيها، ولاسيما البعثات الديبلوماسية. من جهته، أكد المتحدث باسم رئيس الوزراء العراقي، بأن بعض المسؤولين عن الهجوم الذي استهدف السفارة الأميركية مرتبطون ببعض الأجهزة الأمنية العراقية. وأضاف المتحدث أن قوات الأمن ألقت القبض على أشخاص متهمين بتنفيذ الهجوم وتلاحق آخرين. في سياق آخر، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن التحالف الدولي تصدى، فجر أمس، لهجوم بطائرة مسيرة من فصائل موالية لإيران على قاعدة الشدادي بريف الحسكة في شمال شرقي سورية. وأشار المرصد إلى أن محاولة الهجوم على القاعدة جاءت بعد ساعات من مهاجمة الفصائل الموالية لإيران قاعدة التنف عند مثلث الحدود السورية العراقية الأردنية، وقاعدة كونيكو بريف دير الزور الشمالي بطائرة مسيرة وقذائف صاروخية. كما ذكر المرصد أن انفجارات دوت في القاعدة الأميركية بحقل كونيكو للغاز بريف دير الزور، جراء هجوم بطيران مسير وقذائف صاروخية انطلقت من ضفة الفرات الغربية ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة قوات النظام السوري والفصائل الموالية لإيران. وأضاف المرصد أن معلومات أفادت بتصدي الدفاعات الأرضية في القاعدة لأهداف في سماء المنطقة، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية أو مادية.

 

إيران تحذر من تشكيل قوة بالبحر الأحمر… والحوثيون يسيطرون على سفينة شحن

طهران، وكالات/الخميس 14 كانون الأول 2023

حذّر وزير الدفاع الإيراني محمد رضا أشتياني، من أن مقترح تشكيل قوة متعددة الجنسيات مدعومة من الولايات المتحدة لحماية الملاحة في البحر الأحمر سيواجه مشكلات استثنائية عقب استهداف ميليشيا الحوثي في اليمن سفنا وناقلات نفط ضمن تداعيات الحرب الإسرائيلية على غزة.

وفيما لم يحدد الوزير الإيراني الخطوات التي يمكن أن تتخذها طهران للرد على تشكيل هذه القوة،إلا انه أكد في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الطلبة “إيسنا” الإيرانية، أنه لا يمكن لأحد التحرك في منطقة اليد العليا فيها لإيران. وقبل ذلك قال المبعوث الأميركي إلى اليمن تيموثي ليندركينغ، لـ”رويترز”، إن الولايات المتحدة تريد تشكيل أوسع تحالف بحري ممكن لحماية السفن في البحر الأحمر، وإرسال إشارة مهمة إلى الحوثيين بأنه لن يتم التسامح مع المزيد من الهجمات. في الاثناء، قال مصدر ملاحي يمني، إن القوات البحرية التابعة لميليشيا الحوثي أجبرت سفينة حاويات كانت متجهة إلى إسرائيل على تغيير مسارها،لافتا إلى أن السفينة المحتجزة في طريقها إلى الموانئ اليمنية. وكانت هيئة التجارة البحرية البريطانية ذكرت أن جهة تصف نفسها بالبحرية اليمنية أبلغتها بأنها حوّلت مسار سفينة نحو سواحل اليمن. وفي السياق ذاته، نقلت محطة “إي بي سي” الأميركية عن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية قوله إن صاروخا أُطلق من منطقة تحت سيطرة الحوثيين أخطأ هدفه المتمثل بسفينة في مضيق باب المندب.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

باسيل يرث معارك عون… بمكاسبها “الصغيرة” وهزائمها “الكبيرة”

ألان سركيس/نداء الوطن/الخميس 14 كانون الأول 2023

من يتذكّر كيف تأسّس «التيار الوطني الحرّ» وكيف بنى العماد ميشال عون شعبيته وجذب الناس التوّاقين لعودة الدولة، يظنّ أنّ الشغل الشاغل لهذا «التيار» وكوادره هو الدفاع عن المؤسسة العسكرية وعن بقية المؤسّسات. لكن الحقيقة مغايرة للمبادئ العونية التي نادى بها الجنرال وورثها رئيس «التيار» النائب جبران باسيل. وهذا ما ظهر في الهجوم الصاعق الذي شنّه باسيل على قائد الجيش العماد جوزاف عون. عاد العماد ميشال عون من باريس في 7 أيار 2005، وراح يفتح معارك متنقّلة مع الأجهزة الأمنية وبقية المؤسّسات. وبدل احتضان الجيش والقوى الشرعية وقّع «إتفاق مار مخايل» مع «حزب الله» وأمّن الغطاء المسيحي لـ»الدويلة» التي من خلالها مدّ «الحزب» أذرعه داخل المؤسسات. أوّل صدامات «التيار الوطني الحرّ» كان مع قوى الأمن الداخلي وفرع المعلومات، ووصل إلى حدّ وصف هذه المؤسسة بالميليشيا، وبارك غزوة 7 أيار 2008 التي ضربت هيبة الدولة.

بعد سيطرة الفراغ الرئاسي خريف العام 2007، تنازلت قوى 14 آذار عن ترشيح النائب بطرس حرب والنائب السابق نسيب لحود ورشّحت قائد الجيش العماد ميشال سليمان، حينها اعتقدت هذه القوى أنّ «التيار» سيسير بالترشيح نظراً إلى البطولة التي قدّمها الجيش في معركة نهر «البارد» وقيادة سليمان الجيش في أصعب مرحلة، لكن عون رفض هذا الأمر. ويروي أحد السياسيين المخضرمين الذي شارك في مفاوضات الدوحة أنه بعد التوجّه إلى العاصمة القطرية أيار 2008، كاد عون يُسقط الإتفاق، فعرض هذا السياسي على أحد القادة القطريين تقديم جائزة ترضية إلى عون، فدخل القطري غرفة عون وقدّم ما يريد فمشى بـ»اتفاق الدوحة».

عطّل «التيار الوطني» و»الثنائي الشيعي» النصاب الرئاسي أكثر من 7 أشهر، مانعين الجمهورية من انتخاب رئيس حتى انتخاب سليمان في 25 أيار 2008، وعند نهاية ولاية سليمان، عمد «التيار» و»الثنائي» إلى تعطيل النصاب سنتين و5 أشهر تاركين الجمهورية أيضاً بلا رئيس. وخلال هذه المدّة، قاد «التيار» معركة إسقاط العماد جان قهوجي رافضين التمديد له، وذلك لشطبه من اللائحة الرئاسية، لكن حكومة الرئيس تمام سلام جدّدت له ولم تأبه للتظاهرات العونية ضدّ قائد الجيش والحكومة. ويكشف السلوك العوني رغبة جامحة في ضرب المؤسسات التي يرأسها ماروني، فعلى سبيل المثال، مدّد مجلس الوزراء لحاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة في جلسة ترأّسها الرئيس ميشال عون، وبعد التمديد الذي حصل بتوقيع عوني، قاد عون بنفسه معركة إسقاط سلامة الذي كان يرتكب التجاوزات قبل التمديد، وبعده.

وتأتي معركة إسقاط قائد الجيش العماد جوزاف عون كأولوية لدى «التيار الوطني»، وهناك فارق كبير هذه المرّة، ففي السابق كان عون يقود المعركة وباسيل يسانده، أما اليوم، فباسيل في الواجهة بعدما تسلّم القيادة العونية، ويحاول استخدام الرئيس السابق عون ضدّ العماد عون، لكن معركة شطب الأخير تبدو أصعب من سابقاتها، لأن من يقود معركة قائد الجيش هو البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بنفسه، وهناك تأييد غربي وعربي لهذا التمديد في هذه الظروف الاستثنائية. من قال «ماذا ذهب يفعل النقيب الطيار سامر حنا في تلة سجد؟»، لا يتفاجأ من السلوك القائم على ضرب المؤسسات الشرعية من قيادة الجيش إلى رئاسة الجمهورية حسب عاملين على خطّ التمديد. وتبدو معركة باسيل اليوم بلا أفق، فلا يوجد من يسانده في معركة إسقاط العماد جوزاف عون إلا «حزب الله» إذا قرّر ضرب آخر معاقل الشرعية لاستكمال مشروع «دويلته»، مستفيداً من موقف باسيل و»التيار» الذي يفاوض على السلطة ويمنح «الحزب» القرار الاستراتيجي، فهل يكسب باسيل معركة التمديد ويخسر الوطن؟

 

إيران رعت مجزرة 7 أكتوبر. أمريكا دفعت ثمنها. سرد لمحاولات إدارة بايدن السخيفة بشكل متزايد لإخفاء تورطها في أسوأ عملية قتل جماعي لليهود منذ المحرقة

طوني بدران/موقع ذي تابليت/14 كانون الأول/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/125180/125180/

سرد لمحاولات إدارة بايدن السخيفة بشكل متزايد لإخفاء تورطها في أسوأ عملية قتل جماعي لليهود منذ المحرقة

قد يبدو الأمر غريبًا لدى بعض المراقبين، والبعض الآخر باعتباره شرًا لا يمكن تصوره، أنه بعد أسابيع فقط من ذبح حماس أكثر من 1200 إسرائيلي في 7 أكتوبر، منحت إدارة بايدن إعفاءات من العقوبات بقيمة 10 مليارات دولار لإيران، الراعي الخارجي الرئيسي لتلك الهجمات. إن التنازل، الذي يسمح لإيران بجمع الأموال من بيع الكهرباء إلى العراق، وهو الترتيب الذي يزيد من تعميق السيطرة الإيرانية على ذلك البلد، جاء مع مكافأة إضافية: سيُسمح لإيران بتحويل الأموال إلى اليورو التي يمكنها إنفاقها على الفور. دون الشرط المعتاد المتمثل في بقاء الأموال في ضمان داخل العراق. ولا يبدو أن احتمال قيام إيران بإنفاق الأموال التي تتلقاها على الفور على الاستمرار في استهداف القواعد الأمريكية في العراق وسوريا قد عطل الصفقة أيضًا.

وهو أمر غريب. في العلاقة غير الرسمية ولكن الملزمة على ما يبدو بين إدارة بايدن والإيرانيين، هناك أحداث بسيطة مثل الهجوم الإرهابي المروع والواسع النطاق على حليف وثيق، واختطاف الأطفال الأمريكيين ودفنهم في أنفاق تحت الأرض، والتشويه المنتظم والقتل العرضي. لا يمكن السماح لأفراد عسكريين أميركيين في القواعد الأميركية في المنطقة بالتدخل في هدف ضمان وصول مليارات الدولارات إلى إيران كل شهر، من أجل دعم أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم.

ومن خلال إظهار وعيها بوجود شيء غريب بشكل واضح - ناهيك عن اللاأخلاقية البشعة - حول هذه العلاقة، ذهبت الإدارة إلى مستويات سخيفة للتقليل من دور إيران في المذبحة. ووفقا لصحيفة وول ستريت جورنال، فإن المئات من إرهابيي حماس الذين شاركوا في الهجوم تلقوا تدريبات متخصصة في إيران. في هذه الأثناء، تشير التقارير في إسرائيل إلى أن طهران كانت منخرطة على المستوى العملياتي إلى حد أنها حددت التوقيت الفعلي للعملية، ونقلها إلى أكتوبر من الموعد المقرر أصلاً خلال عيد الفصح. هذه التقارير هي الأحدث في سلسلة بدأت بالظهور مباشرة بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول، والتي تورطت إيران بشكل مباشر في مراحل وجوانب مختلفة من الهجوم الإرهابي، بالإضافة إلى دورها المفهوم جيدًا كممول رئيسي لحماس، وتسليحها. المورد والراعي السياسي.

ومن الطبيعي أن تبقى إيران، الدولة الراعية التي لولا دعمها المادي واللوجستي لحماس، في الظلام. نعم، هذا بالتأكيد ما حدث.

إن التقارير التفصيلية عن تورط إيران المباشر في مذبحة 7 أكتوبر/تشرين الأول والتي ظهرت في صحيفة وول ستريت جورنال ونيويورك تايمز وفي الصحافة الإسرائيلية تتناقض بشكل صارخ مع التأكيدات العلنية لإدارة بايدن حول عدم وجود أي إيراني. المشاركة. لقد حددت الإدارة موقفها بشأن هذه المسألة منذ يوم الهجوم، الذي فاجأ كلاً من إسرائيل والولايات المتحدة ظاهرياً: "فيما يتعلق بتورط إيران، أعني، انظر، على وجه التحديد فيما يتعلق بما حدث اليوم، ما زال الوقت مبكراً جداً - جداً". وقال مسؤول كبير في الإدارة للصحفيين في مكالمة خلفية في 7 أكتوبر/تشرين الأول: "من المبكر القول ما إذا كانت دولة إيران، كما تعلمون، متورطة بشكل مباشر أو تخطط وتدعم". وعندما سُئل مرة أخرى، أعطى المسؤول الكبير إجابة أكثر تحديدًا: "مرة أخرى وحول هذا السؤال، ما قلته: ليس لدينا ما يشير إلى تورط إيران في هذا الأمر بالتحديد – وهو ما يتكشف الآن.

إن اللغة المراوغة التي استخدمها المسؤول الكبير في كلا الردين تحدد نغمة التصريحات والتسريبات اللاحقة حول هذا الموضوع. أي أنه لا يوجد دليل "مباشر" على الإطلاق يشير إلى أن "دولة إيران" كانت متورطة "بشكل مباشر" في التخطيط ودعم هذا الهجوم "المحدد". بمعنى آخر، أدركت إدارة بايدن منذ يوم الهجوم فصاعدًا أن دورها هو العمل كمحامي لإيران، والتقليل من تورط إيران في كل منعطف، من أجل حماية العلاقة الأمريكية الإيرانية من الرأي التشريعي والعام الأمريكي.

ذلك، عندما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال في 8 أكتوبر/تشرين الأول أن إيران ساعدت في التخطيط للعملية - بما في ذلك في اجتماعات متعددة في بيروت مع كبار مسؤولي الحرس الثوري الإيراني، وصولاً إلى إعطاء الضوء الأخضر قبل أسبوع من الهجوم - سارع مسؤولو الإدارة إلى التحرك. ، كما يفعل أي محامي دفاع متشدد في برونكس عندما يتم إخباره أن عميلًا سيئ السمعة لديه ورقة اغتصاب بطول ذراعك قد انطلق على ما يبدو في حالة هياج جامح، مما أسفر عن مقتل أكثر من ألف شخص بريء تمامًا بدم بارد. وقال أحد المسؤولين للصحيفة: "ليس لدينا أي معلومات في الوقت الحالي لتأكيد هذه الرواية". في مقابلة مع شبكة سي إن إن، أعاد وزير الخارجية أنتوني بلينكن بشكل آلي الكلمات الطنانة من اليوم السابق: “في هذه الحالة المحددة، لم نر بعد دليلاً على أن إيران وجهت هذا الهجوم بالذات أو كانت وراءه، ولكن هناك بالتأكيد علاقة طويلة”. ". (تم اضافة التأكيدات.)

على مدار الأسبوع الذي تلا تقرير وول ستريت جورنال، قام مسؤولو الإدارة بالتنقيب في نقاط الحديث عن الأسهم في كل فرصة. لقد بدأوا أيضًا بإضافة اللون إلى قصتهم. عندما سُئل في 9 أكتوبر عما إذا كانت الإدارة لديها أي دليل يدعم ما كشف عنه التقرير، قفز المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي مباشرة إلى الرقيب. روتين شولتز: "في الوقت الحالي، لا شيء. نحن نبحث جاهدين لمعرفة ما إذا كانت هناك أدلة موثقة تثبت أن إيران كانت مشاركة في هذه الهجمات، لكننا لم نرها بعد”.

ثم اتكأ كيربي على متحدث اعتبرته الإدارة فائق الذكاء: "لكن انظر، أعني، لا تخطئ، هناك درجة من التواطؤ هنا لمجرد أن إيران تدعم حماس الآن لسنوات عديدة، بالأسلحة والأدوات والقدرات والتدريب. "

بالتأكيد، هناك "درجة من التواطؤ" عندما تقوم دولة راعية، على مدى السنوات الثلاثين الماضية، بتمويل وتسليح وتدريب واستضافة قيادة جيش الإرهاب الفلسطيني، بما في ذلك من خلال إنشاء غرفة عمليات مشتركة في لبنان أشرفت على العمليات الأخيرة. الحرب في غزة في عام 2021. لكن كيربي أضاف: "فيما يتعلق بسلسلة الهجمات المحددة التي شهدناها ... ليس لدينا دليل مباشر". (تم اضافة التأكيدات.)

انا لا ارى شيئا! لا شئ!

لأن هذه هي الطريقة التي تعمل بها العلاقة بين الراعي والعميل، فأنت تفهم ذلك. ومن الطبيعي أن تظل إيران، الدولة الراعية التي لا تستطيع حماس أن تعمل من دون دعمها المادي واللوجستي، في ظلام دامس عن العملية الإرهابية الأكثر تطوراً وأهمية في وجود المجموعة برمته؛ وهو هجوم له تأثير مباشر للغاية على الموقع الإقليمي للدولة الراعية.

نعم، هذا بالتأكيد ما حدث. في كل تلك الاجتماعات التي عقدت في طهران وبيروت ودمشق مع كبار ضباط الحرس الثوري الإيراني وحزب الله - أي الأشخاص الذين يدفعون لكوادر حماس وتدريبهم وتجهيزهم واستضافتهم - أخفت قيادة المجموعة الفلسطينية هذه العملية الضخمة عن كل من تحدثوا إليه. إلى، بما في ذلك إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، الذي تصادف وجوده في بيروت قبل أيام من الهجوم ثم سافر إلى هناك مرة أخرى في اليوم التالي لتنفيذه. لقد كان ذلك مجرد حلقة أخرى في سلسلة من المصادفات غير العادية التي لا توحي معًا، حسنًا، بأي شيء على الإطلاق.

في الواقع، كان الأمر مجرد ذيل يهز الكلب، رد فريق بايدن. مسؤول كبير في إدارة بايدن، رداً على مقال وول ستريت جورنال، الذي استشهد بمصادر من حماس وحزب الله، اعترض على خطوة الشطرنج ثلاثية الأبعاد: "حماس وحزب الله لديهما مصلحة في إشراك إيران، لذلك لا يمكنك بالضرورة أن تأخذ ما يقولونه". في ظاهرها." حفر؟ ليس فقط حماس، بل حزب الله أيضًا. حزب الله، امتداد إيران في لبنان، كان يحاول توريط إيران. دوائر داخل دوائر يا أصدقائي.

ولكن لمجرد أننا لا نرى شيئًا ولا نعرف شيئًا لا يعني أننا سنتوقف عن البحث، طمأن كيربي الصحافة - على الرغم من ذلك، لأكون صادقًا معكم، حتى الآن، على الرغم من النظر إلى "جميع مصادر المعلومات" الخاصة بالحكومة الأمريكية، لم يظهر شيء. وقال كيربي: “لم نر دليلاً ملموسًا” على أن إيران “متورطة بشكل مباشر في المشاركة في هذه المجموعات من الهجمات المعقدة أو توفير الموارد لها والتخطيط لها”. على الأقل ليس "متورطًا عن قصد". وأضاف المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، حتى الإسرائيليين "قالوا علناً إنهم لا يرون الدليل القاطع"، وهو ما اعتقدت الإدارة بوضوح أنه نقطة نقاش رابحة.

وكيف سيبدو هذا "البندقية المدخنة"؟ وأوضح كيربي بشكل مفيد: “لم نر أي شيء يخبرنا أنهم يعرفون على وجه التحديد التاريخ والوقت والطريقة، وأنهم كانوا على علم بذلك. لم نر أي شيء يخبرنا أنهم قطعوا الشيكات على وجه التحديد لدعم هذه المجموعة من الهجمات أو أنهم شاركوا في التدريب ومن الواضح أن هذا يتطلب قدرًا كبيرًا من التدريب من قبل هؤلاء الإرهابيين أو أنهم متورطون في أي توجيه للهجمات. عملية." ولم نر أي شيك يحمل توقيع خامنئي نفسه، أو مذكرة بخط يده تفيد بأن عشرات الملايين من الدولارات التي أرسلتها إيران إلى حماس كانت مخصصة لهذا الهجوم تحديدًا. أستطيع أن أقول لك بشكل قاطع أن أياً من الإيصالات الموجودة في مصادرنا الاستخبارية لم تحمل ختم "مصاريف قتل طوفان الأقصى 7/10". آسف.

ولم يتمكن البيت الأبيض من أخذ قسط من الراحة. وبعد أسبوع واحد فقط من تقرير وول ستريت جورنال، صدر تقرير ثانٍ، هذه المرة في صحيفة نيويورك تايمز، يؤكد تقرير الصحيفة: الإيرانيون "ساعدوا في التخطيط للهجوم الذي بدأ قبل أكثر من عام، وقاموا بتدريب المسلحين وكان لديهم معرفة متقدمة به. " وأضافت نيويورك تايمز أن حزب الله قام بتدريب طائرات شراعية تابعة لحماس في لبنان، بينما في سوريا، تم تدريب أعضاء حماس على مداهمة المجتمعات الإسرائيلية واحتجاز رهائن مدنيين.

دليل؟ بحلول ذلك الوقت، كانت إدارة بايدن قد طرحت متحدثًا آخر. لقد كانوا سعداء جدًا بهذا الأمر حتى أنهم أخذوه لإحاطة أعضاء الكونجرس. وقال مورجان موير، نائب مدير مكتب مدير الاستخبارات، للمشرعين إن الإدارة عادت وألقت نظرة أخرى على المعلومات الاستخبارية، وقاموا بجمع "أجزاء متعددة من المعلومات الاستخبارية" - "معلومات استخباراتية جيدة"، لا، افعل ذلك. “معلومات استخباراتية رائعة” – تناقض التقارير الإخبارية حول تورط إيران. ولم يقتصر الأمر على أن الإيرانيين لم "يوجهوا" أو "ينسقوا" الهجوم، بل في الواقع، فوجئ "القادة الإيرانيون الرئيسيون" به.

ولكي نكون واضحين، فإن التقييم الاستخباراتي قال إن "إيران على الأرجح كانت تعلم أن حماس كانت تخطط لعمليات ضد إسرائيل". لكنها لم تكن لديها أي فكرة عن "التوقيت الدقيق أو نطاق ما حدث"، وهو أمر كانت الإدارة تبحث فيه، كما طمأن المتحدث باسم وزارة الخارجية مات ميلر المراسلين، من أجل تحديد "ما إذا كان هناك على الأقل بعض الأشخاص في المنطقة الإيرانية". النظام الذي كان لديه إحساس واضح بما سيأتي أو حتى ساهم في جوانب التخطيط.

كان المغزى من ذلك هو مصطلح "النطاق"، والذي كان بمثابة وسيلة واضحة للإدارة لمنح نفسها غطاءً إضافيًا. إن دفع المليارات للنظام الذي يقف وراء الهجوم الذي أدى إلى المذبحة الوحشية التي راح ضحيتها أكثر من 1200 إسرائيلي وأكثر من 30 أمريكيًا - حيث تم قطع رؤوس العديد منهم، بما في ذلك الأطفال، وحرقهم، وخبزهم، وتعذيبهم، واغتصابهم، واحتجازهم كرهائن - أمر محرج. للإدارة، للتأكد. لكن رد فعلهم كان سيكون مختلفاً لو أن الهجوم أدى، على سبيل المثال، إلى مقتل واختطاف جنود من جيش الدفاع الإسرائيلي، أو حتى قتل عدد قليل من "المستوطنين". ومن خلال تقديم فئة "النطاق"، كانت الإدارة تنأى بالإيرانيين عن همجية عميلهم، وبذلك تطهر نفسها من الوصمة.

وفي غضون أسبوع، كانت الإدارة تروج لهذه الثرثرة باعتبارها حقيقة ثابتة: لقد أصبح هناك الآن "مجموعة متزايدة من الأدلة على أن حزب الله وإيران لم يساعدا في التخطيط لمثل هذا الهجوم الكبير من قبل حماس". (تم إضافة التأكيد). وهذا أيضًا ما كانت الإدارة تقوله للدول الأوروبية. وبحسب تقرير صحفي فرنسي، فإن الإحاطة الأمريكية "تنفي وجود أي تنظيم مشترك لهجوم 7 أكتوبر مع إيران وحزب الله اللبناني".

ومن الغريب أنه على الرغم من تسونامي الأدلة المفترضة التي قدمتها الإدارة والتي تبرئ إيران، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال في 25 أكتوبر أنه في الأسابيع التي سبقت 7 أكتوبر، تلقى حوالي 500 عضو من حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني "تدريبًا قتاليًا متخصصًا في إيران". وأشرف على التدريب ضباط فيلق القدس، ذراع العمليات الخارجية للحرس الثوري. “كبار المسؤولين الفلسطينيين والعميد الإيراني. وحضر أيضا الجنرال إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس.

انظروا، رد المسؤولون الأمريكيون على الخلفية: إيران تدرب وكلائها طوال الوقت، سواء في إيران أو في أماكن أخرى في المنطقة. استمعوا لي عندما أقول لكم إنه "لا توجد مؤشرات على إجراء تدريب جماعي قبل الهجوم مباشرة". (تم إضافة التأكيد). لذا، ربما قام الإيرانيون بتدريب 500 مقاتل من حماس والجهاد الإسلامي في الأسابيع التي سبقت الهجوم. لكن ماذا في ذلك؟ ومن يستطيع أن يقول إن هذا التدريب كان "خصيصا" لهجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول. ربما اعتقد الإيرانيون أنهم يدربون حماس على هجوم مختلف. ربما كانوا ببساطة حريصين على تعريف شباب حماس بالنشاط الترفيهي الصحي المتمثل في الطيران الشراعي، والذي تستمتع به أيضًا السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا. بدون شيك موقع من خامنئي، من المستحيل أن تكون متأكدًا تمامًا بنسبة 100٪، أليس كذلك؟

وبحسب ما ورد، فإن قيام قاآني بالإشراف على التدريب يتماشى مع خطته العامة في لبنان وسوريا في الأشهر والأسابيع التي سبقت الهجوم. وفي أواخر سبتمبر/أيلول، توقف قاآني في سوريا، حيث أشرف على مناورة عسكرية مشتركة مع الجيش السوري. وبعد ذلك، في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول، ورد أنه دخل لبنان المجاور، حيث عقد اجتماعاً مع حزب الله وحماس، حيث ورد أنه أعطى الضوء الأخضر للهجوم.

والأمر اللافت للنظر في التقارير حول دور قاآني هو الصورة التي ترسمها لتورط إيران العملي خلال جميع مراحل التخطيط وصولاً إلى توقيت الهجوم. وتتناقض هذه الصورة مع إصرار الإدارة على "التواطؤ الواسع" والدعم الإيراني العام فقط. قد يفترض المرء، ربما ليس من غير المعقول، أن إيران ستشارك على مستوى صنع القرار الاستراتيجي، وتوفير الموارد، والتخطيط، وإعطاء الموافقة النهائية لعملية ما (مثل، على سبيل المثال، تفجيرات بيروت عام 1983) للمضي قدمًا خلال إطار زمني معين. مع ترك تحديد اليوم المحدد للقادة التكتيكيين. ولا ينبغي أن يكون مفاجئاً أن تشير الدلائل إلى تورط إيراني وثيق حتى على المستوى التكتيكي. وبعد كل شيء، فإن هذا المستوى من المشاركة الإيرانية هو الهدف من غرفة العمليات المشتركة التي يقودها الحرس الثوري الإيراني في لبنان، حيث يقال إن قاآني كان حاضرا باستمرار منذ 8 تشرين الأول/أكتوبر.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني، ادعى تقرير إخباري إسرائيلي أن الإيرانيين حددوا تاريخ هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول. وقالت في البداية، كانت الخطة أن يتم ذلك خلال عيد الفصح. ومع ذلك، دعا الإيرانيون إلى تقريب الموعد إلى ذكرى حرب يوم الغفران. وتم الحصول على هذه المعلومات من خلال استجواب سجناء حماس الذين شاركوا في الهجوم، رغم أن درجة مصداقيتها لم تتضح بعد. وتكهن مؤلف التقرير بأن سبب تأجيل الإيرانيين للموعد يتعلق بمفاوضات فدية الرهائن التي كانت مستمرة آنذاك مع فريق بايدن، وإلغاء تجميد 6 مليارات دولار لإيران كجزء من الصفقة.

لكن ما تتجاهله هذه التكهنات هو أن إعطاء إيران الضوء الأخضر للهجوم، في النهاية، لم يعيق في الواقع دفع المزيد من الأموال من قبل إدارة بايدن. وينطبق الشيء نفسه على الهجمات التي تقودها إيران ضد القواعد والمنشآت الأمريكية في العراق وسوريا، والتي تزايدت. وبحلول مارس 2023، كان هناك 83 هجومًا منذ وصول فريق بايدن إلى السلطة. ومنذ منتصف تشرين الأول/أكتوبر، وقع 82 هجوما.

* كان الاهتمام الأساسي لفريق بايدن منذ 8 أكتوبر هو حماية ترتيبه مع إيران، مما يعني مد مظلة حماية لأسهم طهران اللبنانية والعمل على إيقاف العملية الإسرائيلية في غزة مؤقتًا - وهو مطلب إيراني صريح. ولا يبدو أن ثمن هذا الترتيب قد تم دفعه من الدم الإسرائيلي والأمريكي يزعج إدارة بايدن على الإطلاق، حتى لو كانت كميات الدم أعلى قليلاً من المتوقع.

** طوني بدران هو محرر أخبار Tablet ومحلل المشرق.

https://www.tabletmag.com/sections/israel-middle-east/articles/iran-america-october-massacre

 

الـ1701: لا تعديل ولا فصل سابعاً ولا عروض واضحة!

راكيل عتيّق/نداء الوطن/الخميس 14 كانون الأول 2023

لم تعد الحياة بالنسبة إلى المستوطنين الاسرائيليين، خصوصاً في جنوب غزة وشمال لبنان، ما بعد 7 تشرين الأول 2023، كما قبلها. خوف المستوطنين من العودة إلى منازلهم، خشيةً من تنفيذ عمليات أخرى مشابهة لـ»طوفان الأقصى»، خصوصاً من «حزب الله» الذي يعتبرون أنّ قوته مضاعفة لقوة حركة «حماس»، شكّل عاملاً أساسياً لدى إسرائيل لتوجيه ضربة قاسية لـ»الحزب»، وذلك منذ بداية الحرب في غزة، وهذا الأمر ليس جديداً أو مستجداً، وليس مرتبطاً فقط بالصواريخ التي تتلقاها إسرائيل من الحدود الجنوبية للبنان.

مع مرور أكثر من شهرين على بداية الحرب في قطاع غزة وما استتبعها من مناوشات بين «حزب الله» وإسرائيل، اتضح أنّ الدول والجهات المعنية كافةً لا تريد توسُّع رقعة الحرب لا في لبنان متخطيةً قواعد الاشتباك، ولا في أي ساحة أخرى من ساحات المنطقة. لا الولايات المتحدة الأميركية ولا إيران ولا «حزب الله» ولا أي دولة أوروبية أو عربية، تريد حرباً واسعة في المنطقة. إسرائيل فقط هي العامل المتغيّر و»الأكيد» في الوقت نفسه، في هذه الحرب، بحسب مصادر ديبلوماسية مطّلعة. فأحد لا يعلم ماذا يدور في رأس الإسرائيليين، حتى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو و»جماعته» لا يعلمون ماذا يريدون وإلى أين هم ذاهبون. وبالتالي، أحد لا يعلم كيف ستنتهي هذه الحرب وماذا ستكون حدودها وإلى أي مدى ستصل. وعلى رغم أنّ واشنطن لا تريد توسُّع الحرب، إلّا أنّ الأكيد أنّ اسرائيل لن تستطيع إعادة المستوطنين وهيبة جيشها في الوقت نفسه، من دون إثبات «إزالة» الأخطار المحدقة من «الحزب» و»حماس».

بناءً على هذا الوضع الغامض والخطير، من غير المحسوم حتى الآن، إذا كانت النيران ستشتعل أينما كان أم أنّه سيُصار إلى تسوية تحدّ من الحرب، بحسب المصادر نفسها، علماً أنّ هناك «أزمة وسطاء»، فواشنطن لا تتفاوض مباشرةً مع «حماس»، وروسيا لا يمكنها أن تكون وسيطاً تبعاً لموقفها المندّد بالارتكابات الاسرائيلية رداً على وقوف اسرائيل مع أوكرانيا ضدّ روسيا. هذا في وقتٍ تتعرّض دول كثيرة أوروبية وغيرها، ومنها حاضرة الفاتيكان، لضغوط كبيرة جداً من اسرائيل ومن مجموعات يهودية لتبنّي الموقف الاسرائيلي من الحرب في غزة، وكلّ جهة تحرص على أن لا تكون طرفاً في هذه الحرب ولا تتبنّى الموقف الاسرائيلي، يُعتبر موقفها على أنّه ضدّ اليهود والسامية ويعمد الاسرائيليون إلى نبش الماضي والتذكير بـ»الهولوكوست». وفي الغرب، لا دولة غير الفاتيكان تترك الباب مفتوحاً، إذا طُلب منها أن تعمل في اتجاه تقريب وجهات النظر ووضع حدّ للحرب، فالجانب الإسرائيلي- اليهودي «مُجيّش» في أوروبا وفي كلّ أنحاء العالم، للضغط في اتجاه تأييد ما ترتكبه اسرائيل.

إنطلاقاً من هذه الوقائع، ومن أنّ «الجنون» الاسرائيلي لم يُلجم بعد، لا يزال الحديث عن تسوية بين اسرائيل و»حزب الله» في بداية بداياته، بحسب المصادر الديبلوماسية إياها. ذلك لأنّ هذه التسوية مرتبطة بالوضع الإقليمي كلّه، وبمصير الحرب في غزة، فلا تسوية جنوب لبنان قبل ذلك، إذ إنّ الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله سبق أن أعلن أنّ فتح الجبهة الجنوبية هدفه «مساندة» غزة وحركة «حماس»، وبالتالي لن «يُطمئن» الاسرائيليين طالما الحرب على غزة و»حماس» مستمرّة بهذا العنف. وتشدّد هذه المصادر على أنّ أحداً لا يعرف ماذا سيحصل بعد أسبوع أو اثنين، والمعلوم حتى الآن، أنّ أحداً لا يريد حرباً كبيرة في المنطقة، باستثناء اسرائيل، وأنّ اسرائيل تهدّد بأنّها تريد إبعاد «حزب الله» عن الحدود، إن عبر التفاوض أو بالحرب.

وبالتالي، إنّ ما يُنقل عن تهديد فرنسي أو غيره لـ»حزب الله» بالانسحاب إلى جنوب الليطاني وإنشاء منطقة عازلة خالية من وجود عناصر «الحزب» في القرى الحدودية، وتطبيق القرار 1701، لا يزال، إذا صحّ، في إطار نقل التهديدات الاسرائيلية. إنّما ما هو ليس واضحاً بعد، وهو الأساس، ما هو العرض؟. وتشير المصادر الديبلوماسية نفسها إلى أنّ تعديل القرار 1701 أو تغييره أو أخذه إلى الفصل السابع، كلّها تتطلّب قراراً في مجلس الأمن يجب أن توافق عليه الدول الخمس، وسيُجابه أي قرار كهذا بفيتو من روسيا أو الصين أو كلتي الدولتين. وبالتالي هذه الطروحات لا تزال سابقة لأوانها، وكلّ السيناريوهات المطروحة لا تزال في بداياتها. فضلاً عن أي تسوية، إذا وافق «حزب الله» على الانسحاب من جنوب الليطاني، ستكون ضمن «باكيج»، يضمّ الخط الحدودي من كفرشوبا والغجر ومزارع شبعا، بحيث يجب أن تنسحب إسرائيل من هذه المناطق وعن الحدود أيضاً. وهذا يتطلّب أن توافق اسرائيل على ذلك وأن يسير «الحزب» بهذه التسوية، ما لم ينضج بعد. وحتى الآن، لا عرض جدّياً واضحاً، ولا تبيان للنية الإسرائيلية، بحسب المصادر نفسها. أمّا من جهة «حزب الله»، فتقول مصادر قريبة منه: لسنا جيشاً لننسحب.

 

“لبننة” الإستحقاق الرئاسي مجدداً: لمَ لا؟

رامي الرّيس/نداء الوطن/الخميس 14 كانون الأول 2023

غريبٌ هو الأداء السياسي لبعض الكتل البرلمانيّة والقوى السياسيّة اللبنانيّة التي تتصرّف راهناً (كما دائماً) وكأن الأمور في البلاد تسير على ما يُرام من دون أن يكون هناك أي اكتراث حقيقي للمتغيّرات والتحولات الهائلة التي تشهدها المنطقة والتي شهدها لبنان منذ أكثر من ثلاث سنوات مع الانهيار الكبير.

غريبٌ ألا تعتبر بعض القوى الفاعلة التي تتعامل بالسياسة على القطعة وفق مصالحها وحساباتها وأهوائها، أنّ مواصلة العمل السياسي بهذه الطريقة من شأنه جرّ البلاد الى المزيد من الخراب والدمار، ومن شأنه أيضاً الإمعان في إسقاط المزايا التفاضليّة التي كان يتمتّع بها على مدى العقود والتي تتلاشى نتيجة حالة اللاستقرار التي نمر بها. السؤال الذي يتبادر إلى ذهن المواطن اللبناني العادي هو: إذا كان الانهيار الاقتصادي والنقدي الذي شهده لبنان والتضخم غير المسبوق الذي تعاني منه الطبقات الاجتماعية المسحوقة (وليس الميسورة بطبيعة الحال)، بالاضافة إلى التطورات الاقليميّة الهائلة من العدوان الإسرائيلي على غزة وعلى جنوب لبنان؛ لا تعتبر مسببات كافية لبناء مقاربات جديدة للواقع الداخلي، فما الذي يمكن اعتباره كذلك؟

لا تشريع في ظل الفراغ الرئاسي، ولا إكمال نصاب لحكومة تصريف الأعمال، ولا انتخاب رئيس جديد للجمهوريّة، ولا ملء للفراغ في الإدارات العامة والمؤسسات الحكوميّة… أليست كل هذه الإخفاقات بمثابة كارثة حقيقيّة على لبنان واللبنانيين؟

صحيحٌ أنّ أي رئيس جديد للجمهوريّة لا يمتلك عصاً سحريّة ولن يتمكن من حل المشاكل والأزمات دفعة واحدة، ولكن إذا أحسن الاختيار في اتجاه انتخاب شخصيّة مرموقة (وهم كثر) تحظى بالاحترام السياسي والشعبي في الداخل، وثقة الخارج من شأنه أن يؤسس لحقبة جديدة مغايرة تماماً عن الحقبة الراهنة التي يبقى عنوانها الأساسي الشلل وفقدان المبادرة السياسيّة والترهل المؤسساتي والتعثر الدستوري والتراجع الاقتصادي.

لا يحتمل لبنان رئيساً طرفاً، كما أنه لا يحتمل رئيساً رمادياً. ليس المطلوب انتخاب رئيس يقلق الأطراف الداخليّة ما يُفشل عهده منذ انطلاقته، كما أنه ليس مقبولاً اختيار شخصيّة تنسحق أمام جهات محليّة وترتهن لها، وبالتالي ترهن القرار السياسي بالبلد لها بشكل تام بما يؤدي بدوره إلى المزيد من الاخفاقات الداخليّة على مختلف المستويات. هل فكرة إعادة «لبننة» الاستحقاق الرئاسي اللبناني هي فكرة سطحيّة وساذجة فعلاً؟ إذا كان المطلوب إعادة «اللعبة» إلى قواعدها الأساسيّة فهل في ذلك عيب أم تسخيف؟ هل في ذلك انتقاص من قدر القوى القابضة على السلطة وناصية القرار أم على العكس تماماً لناحية إعادة الاستحقاق إلى موقعه الطبيعي؟ قد لا تكون فكرة الحوار من أجل الحوار مقبولة، وهذا مفهوم، خصوصاً على ضوء الاشكاليّات الدستوريّة المرتبطة بها والتي تثيرها بعض القوى السياسيّة عن حق، ولكن ما الذي يمنع حصول مشاورات سياسيّة تفضي إلى انتخاب الرئيس العتيد؟ ألا يُشكّل ذلك مخرجاً ما من حالة المراوحة والمأزق العميق الذي تعيشه البلاد بكل نتائجه الوخيمة والكارثية؟ ألا تستحق كل المشاكل التي يعاني منها لبنان في هذه اللحظة السياسيّة الحرجة تنازلات من هنا وهناك؟

إعادة الاستحقاق الرئاسي إلى مربعه اللبناني لا تبدو فكرة ساذجة ومنفصلة عن الواقع إذا ما قيست بحجم المعاناة الهائلة بالمخاطر المحدقة بلبنان. إسرائيل لم ولن تترك لبنان يعيش بسلام، ثمّة حاجة فوق العادة لرص الصفوف وتعزيز الوحدة الداخليّة في هذا التوقيت الحرج الذي تقبع فيه المنطقة برمتها على فوهة بركان. فليفتح النقاش الداخلي بشأن الرئاسة مجدداً من دون انتظار الترياق من الخارج المنشغل عن تفاهات بعض اللبنانيين وسلوكياتهم الصبيانيّة!

 

ماكرون في بيروت قريباً… ما الجديد في جعبته؟

ميشال أبو نجم/الشرق الأوسط/الخميس 14 كانون الأول 2023

ترى مصادر دبلوماسية أوروبية في باريس أنه منذ اندلاع حرب غزة، انصب التركيز الغربي، إلى جانب التأكيد على دعم إسرائيل و«حقها المشروع في الدفاع عن النفس»، على منع تمددها إلى جبهات أخرى خصوصاً إلى الجبهة اللبنانية.

وتكاثرت التحذيرات من الانزلاق إلى حرب واسعة وهو ما سعت إليه واشنطن من خلال إرسال حاملتي طائرات وغواصة ومجموعة من القطع الحربية المصاحبة إلى مياه المتوسط قبالة الشاطئين الإسرائيلي واللبناني، الأمر الذي عد بمثابة رسالة ردع لـ«حزب الله». والأرجح أن الحرص الغربي لم يكن مصدره الخوف على لبنان الغارق في أزمات متعددة بل الحؤول دون تشتيت القوات الإسرائيلية وإجبارها على المحاربة على جبهتين. لكن التحشيد العسكري والتحذيرات السياسية والدبلوماسية لم تحل دون «اشتعال جزئي» ويومي للجبهة المذكورة، ولكن ضمن «قواعد الاشتباك» المعمول بها بين الجيش الإسرائيلي و«حزب الله».

بيد أن ارتفاع وتيرة المناوشات دفع الولايات المتحدة وخصوصا فرنسا إلى مضاعفة الجهود التي ركزت على سحب فتيل التصعيد العسكري من خلال التنفيذ الكامل لمضمون القرار الدولي رقم «1701» الصادر في آب عام 2006، وتحديدا البند الثامن منه. وينص على إخلاء المنطقة الممتدة من الحدود وحتى نهر الليطاني من الأسلحة والمسلحين باستثناء الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل. ومارست إسرائيل ضغوطا كبرى على لسان كبار مسؤوليها ومنهم وزير الدفاع يوآف غالانت الذي وعد بدفع قوات «حزب الله» خارج المنطقة المذكورة دبلوماسيا إذا توافر ذلك وبالقوة في حال عدم توافره.

والحال أن الحزب يربط احتفاظه بسلاحه وقواته، رسميا، بتواصل احتلال إسرائيل لأراض لبنانية (كفرشوبا ومزارع شبعا وشمال بلدة الغجر)، وتصحيح النقاط الحدودية الخلافية الـ13 في الخط الأزرق الذي رسمته الأمم المتحدة. من هنا، فإن المقاربة الأميركية – الفرنسية، وفق المصادر المشار إليها، ترى أن تخطي مخاطر التفجير يمر عبر إيجاد آلية مناسبة لتنفيذ واحترام القرار «1701» الذي هو مسؤولية الطرفين، إسرائيل و«حزب الله»، ومن خلال الجهود الدبلوماسية وعبر سحب حجج الحزب ووقف الانتهاكات الإسرائيلية للقرار المذكور. وسبق لوزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب أن أكد أن إسرائيل انتهكت 30 ألف مرة القرار «1701» منذ عام 2006.

وفي هذا السياق، تبرز المحاولات التي تقوم بها فرنسا التي بدأت بإرسال وزيرة الخارجية كاترين كولونا إلى لبنان في 16 تشرين الأول الماضي حاملة رسائل التحذير الإسرائيلية، ثم كرت السبحة بوصول جان إيف لودريان، الممثل الخاص للرئيس ماكرون إلى بيروت ليتبعه وزير الدفاع سيباستيان لوكورنو الذي لم يكد يركب الطائرة عائدا إلى باريس ليحط في العاصمة اللبنانية برنار إيميه، السفير السابق لدى لبنان ومدير المخابرات الخارجية الفرنسية. وآخر من زار لبنان الأسبوع الماضي وفد دبلوماسي – دفاعي مشترك برئاسة فريدريك موندوليني، المدير العام للشؤون السياسية والأمنية في وزارة الخارجية الذي وصل ووفده إلى بيروت قادمين من زيارة لإسرائيل. وخلال مشاركة الرئيس إيمانويل ماكرون بقمة المناخ «كوب 28» في دبي، التقى رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي وكان الملف الحدودي مع إسرائيل على رأس المواضيع التي تمت مناقشتها.

وتؤكد مصادر مطلعة في باريس أن هناك تنسيقا فرنسيا – أميركيا للغاية نفسها. إلا أن باريس تبدو أكثر انخراطا في الجهود الدبلوماسية من غير أن تكون الأكثر قدرة على التأثير على الأطراف المعنية. ومع زيارة الوزيرة كولونا إلى بيروت نهاية الأسبوع الحالي ثم الزيارة التي باتت شبه مؤكدة للرئيس الفرنسي للبنان يومي 21 و22 الحالي، بحجة لقاء الكتيبة الفرنسية العاملة في إطار «اليونيفيل» (القوة الدولية في جنوب لبنان) تكون الدبلوماسية الفرنسية قد ارتقت في مستوى التواصل وسرعت وتيرته. وكان لافتا مساء الثلاثاء التعميم الصادر إلى الصحافة عن قصر الإليزيه الذي أشار إلى زيارة ماكرون إلى جهة لم يحددها، منبها الصحافيين إلى ضرورة أن يقدموا، للحصول على تأشيرات، جوازات سفر خالية من ختم إسرائيلي، ما دل بقوة على أن وجهة ماكرون ستكون إلى لبنان وهو ما أكدته مصادر مستقلة لـ«الشرق الأوسط». والمعروف أن لبنان ما زال، رسميا، في حالة حرب مع إسرائيل ويمنع دخول أراضيه لمن زار إسرائيل.

السؤال المطروح بخصوص زيارة ماكرون يتناول الجديد الذي يحمله في جعبته لـ«المغامرة» بالذهاب إلى بلد تسبب له بكثير من الخيبات في السنوات الثلاث الأخيرة. وترى المصادر الدبلوماسية الأوروبية أن ما هو ثابت رغبة باريس في القيام بوساطة في ملف تعتقد أن لديها القدرة للتأثير فيه بعكس الحرب الدائرة في غزة. وما أصبح متعارفا عليه اليوم أن المطالبة بتعديل نص القرار «1701» قد سقطت، وأن المطلوب اليوم تنفيذه كما هو. كذلك يبدو، بوصفه ضربا من السراب، العمل على تسوية ملف الحدود اللبنانية – الإسرائيلية بعيدا عما ستؤول إليه الحرب الدائرة في غزة بسبب ما يمكن تسميته «ترابط الجبهتين». رغم الأفكار التي تكون باريس قد بلورتها ومنها زيادة عديد قوة «اليونيفيل» والخطوات المتبادلة المطلوبة من الدولة اللبنانية و«حزب الله» وإسرائيل وصورة «الآلية» التي يمكن اعتمادها ومنها وضع القرى والأراضي التي يطالب لبنان باستعادتها تحت رعاية دولية مؤقتة حتى البت بمصيرها إلى جانب طروحات أخرى غير مؤكدة، إلا أن وضعها موضع التنفيذ يحتاج لوساطة أكبر من قدرة فرنسا.

ويرى كثيرون أنه من الصعب إخراج إيران من الصورة وبالتالي يتعين التواصل معها. كذلك تطالب إسرائيل بـ«ضمانات» سابقة على قبولها بـ«تنازلات» ميدانية ولا تبدو فرنسا في وضع القادر على تقديمها. فضلا عن ذلك، يصعب تصور اتفاق لا يحظى بغطاء ودعم أميركيين. وسبق لمستشار الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة أموس هوكشتاين مهندس اتفاق رسم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل أن عرض خدماته بخجل وزار بيروت لهذا الغرض الشهر الماضي. إلا أن جهوده لم تتواصل.

وما هو ثابت اليوم أن باريس وواشنطن ومعها العواصم الأوروبية تريد تغليب المسار الدبلوماسي وهو ما يريده لبنان وقسم من السلطات الإسرائيلية فيما القسم الآخر وتحديدا جنرالات الجيش يرون أن الحرب مع «حزب الله» ستقع إن لم تكن اليوم فغداً. من هنا، فإن الدور الذي تريد باريس أن تلعبه يمكن أن يكون مفيدا، وإن لم يكن كافيا لأنه يمكن أن يساعد على توضيح صورة الحل والعقبات التي يتوقف عندها بانتظار انخراط أوسع للأطراف المؤثرة، وهو ما يرتبط مباشرة بما سترسو عليه حرب غزة.

 

“صهر العهد البائد” يَسنّ “سكاكين الطعن” بـ”القائد”

طوني عطية/نداء الوطن/الخميس 14 كانون الأول 2023

يقود رئيس «التيّار الوطنيّ الحرّ» النائب جبران باسيل معركَتَي الإطاحة بقائد الجيش العماد جوزاف عون، سواء من قيادة الجيش برفض التمديد أو تأجيل التسريح، أم من فرص الوصول إلى رئاسة الجمهورية. يُريد موطئ قدم في المواقع المسيحيّة الرئيسيّة الثلاثة: قصر بعبدا، اليرزة ومصرف لبنان. ولن يتوانى عن استخدام كلّ الأسلحة القانونيّة والسياسيّة في «حربه الوجوديّة». لأجل ذلك، شنّ باسيل هجوماً غير مسبوق على عون متّهماً إيّاه بـ»خيانة الأمانة وقلّة الوفاء والوقاحة ومخالفة القانون وتنفيذ سياسة الغرب». أوصاف يراها البعض أنها «تَلبَس» رئيس «التيار»، «صهر العهد البائد»، وأنّ ذهنية «شخصنة» المؤسّسات تتجسّد به أكثر من غيره. يعدّ باسيل العدّة ويسنّ «سكاكين الطعن» أمام مجلس شورى الدولة في حال تأخير التسريح بالحكومة، وأمام المجلس الدستوري في حال إقرار قانون التمديد في مجلس النوّاب. وإذا كانت نيران المواقف الباسيلية سهلة الوصول إلى أهدافها، فهل ستكون سالكة على طريق المؤسّسات القضائية؟

بداية، تجدر الإشارة إلى أنّ مجلس شورى الدولة هو المحكمة الإدارية العليا في لبنان (أعلى سلطة قضائية) للبتّ في المنازعات الإدارية التي يكون أحد أطرافها شخصاً من أشخاص القانون العام (الدولة – المؤسسات العامة – البلديات). ويحقّ لأي شخص له «الصفة المباشرة» الطعن أمامه. وتنصّ المادة 77 منه أن لمجلس شورى الدولة تقرير وقف التنفيذ بناء على طلب صريح من المستدعي، إذا تبيّن من ملف الدعوى أنّ التنفيذ قد يلحق بالمستدعي ضرراً بليغاً وأن المراجعة ترتكز على أسباب جديدة مهمة. إلا أنّه لا يجوز وقف التنفيذ إذا كانت المراجعة ترمي إلى إبطال مرسوم تنظيمي أو إلى إبطال قرار يتعلّق بحفظ النظام أو الأمن أو السلامة والصحّة العامة. في هذا السياق، يرى الرئيس السابق لمجلس الشورى القاضي شكري صادر، أنه إذا كان التمديد أو تأجيل التسريح صادراً بمرسوم عن مجلس الوزراء، فمن الصعب وقف تنفيذه كونه يتعلّق بالأمن القومي، في ظلّ الظروف الصعبة والاستثنائية التي يمرّ فيها لبنان من معارك دائرة عند حدوده الجنوبية والتهديد بحرب مفتوحة عليه. إضافة إلى الفراغ المستمرّ في رئاسة الجمهورية. وأوضح أنّ مهل إصدار الحكم أو القرارات عن مجلس الشورى غير محدّدة زمنيّاً وقد يتطلّب البتّ بها سنة أو سنتين على عكس المجلس الدستوري، ما يعني بطريقة غير مباشرة، أنّ المطعون به قد يبقى في مسؤوليته طيلة الفترة المنويّ تمديدها. أمّا إذا قرّر المجلس وقف التنفيذ (المرسوم)، فعليه البتّ به خلال مهلة أسبوعين على الأكثر من تاريخ إيداع جواب الخصم. وعن سوابق حصلت في الماضي، يعود صادر إلى فترة قائد الجيش السابق العماد جان قهوجي حين مدّد له وزير الدفاع وقتذاك فايز غصن في العام 2013 لغاية العام 2015، ثم مدّد له وزير الدفاع سمير مقبل من 2015 حتى نهاية أيلول 2016. ويقول عن تلك المرحلة إنه «عقب انتهاء ولاية رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان، انتهت معها مدّة قائد الجيش، وتقدّم أحد الأشخاص آنذاك بطعنٍ أمام مجلس شورى الدولة، وكانت تلك المرحلة شبيهة بالوضع الراهن لناحية عرقلة الانتخابات الرئاسية، وشنّ حملة على حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة من الفريق ذاته (اليوم)، الذي عاد ومدّد له في مجلس الوزراء من خارج جدول الأعمال. وأضاف صادر أنه «استناداً لأحكام المادة 77 من نظام الشورى، لم يوقف التنفيذ، واستمرّ عرض لوائح الدفاع إلى حين انتخاب العماد ميشال عون رئيساً وتعيين قائد للجيش. ما يعني أنّ تقديم الطعن قد يأخذ وقتاً للبتّ به في حال لم يأخذ قرار وقف تنفيذ مرسوم التمديد أو تأجيل التسريح». أمّا بالنسبة إلى أحكام المجلس الدستوري، فأشار صادر إلى أنّها محدّدة لناحية الجهات الطاعنة ومهل الطعن. إذ يحقّ لـ10 نوّاب أن يطعنوا بقانون التمديد الصادر عن مجلس النوّاب. في هذا السياق، يشدّد على القاعدة القانونية التي تقول إن «القانون هو عام وغير شخصي»، بمعنى أنه إذا كان التمديد محصوراً بشخص قائد الجيش فقط، عندها تصبح حظوظ الطعن أمام المجلس الدستوري كبيرة، أمّا إذا كان قانون التمديد يشمل مجموعة من الأشخاص أي من رتبة عميد وصولاً إلى قائد الجيش، فعندها تلامس نسبة الطعن الصفر. ويتوقّع صادر أن يعتمد النوّاب الذين يؤيّدون التمديد هذا المبدأ القانوني كي لا يقعوا في الفخّ.

نماذج عن «سلطة» مجلس الشورى

في الخلاصة، إذا كانت المعارك السياسية هي «قرقعة من دون طحين»، تبقى للمؤسسات القضائية كلمة الفصل، لا سيّما مجلس شورى الدولة، الذي مارس سلطته في أكثر من قضية، نذكر منها على سبيل المثال: عندما صادق على قرار ديوان المحاسبة الصادر بتاريخ 25 أيلول 2020 وألزم فيه وزير الأشغال العامّة والنقل الأسبق محمد الصفدي بدفع غرامة بقيمة مليونين و500 ألف ليرة لبنانية، بالإضافة إلى غرامة تساوي راتب ثلاثة أشهر تحتسب بناء على الراتب الذي كان يتقاضاه عندما كان وزيراً. وعندما رَفَضَ وزير المال، يوسف الخليل، الكشف عن مضمون تقرير التدقيق الجنائي الذي أنجزته شركة «ألفاريز أند مارسال»، واستند تارة إلى أن الكشف عن التقرير يحتاج لقرار من مجلس الوزراء، وتارة أخرى إلى الاستثناءات الموجودة في قانون الحق في الوصول إلى المعلومات، معتبراً أن مضمون التقرير يمسُّ «الأمن القومي المالي». لكن «صمود» الوزير أمام المطالب واللجوء إلى القانون لانتزاع الحق، سقطا بفعل قرار مجلس شورى الدولة إلزام الوزارة الكشف عن التقرير «بصورة فورية ودون إبطاء». إذ قرَّرَ القاضي كارل عيراني، في 18 تموز 2023 إلزام الوزارة «تسليم المعلومات المتوافرة لديها، وأي مستند مفيد يتعلّق بالواقع الراهن بالنسبة لمراحل تنفيذ التدقيق الجنائي». وهذا ما حصل. كما أبطل في 17 تشرين الثاني بناء على تقرير القاضي كارل عيراني، قرار وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي، بالامتناع عن تبليغ السياسيين بجلسات الاستجواب في ملف انفجار مرفأ بيروت، وأصبحت بنتيجته الضابطة العدلية ملزَمة بتبليغ الاستنابات الصادرة عن المحقّق العدلي القاضي طارق البيطار.

 

هل يحصل التمديد في المجلسين معاً؟

جوزفين ديب/أساس ميديا/الجمعة 15 كانون الأول 2023

طوال ثمانٍ وأربعين ساعة طوّقت القوى السياسية مجتمعة، باستثناء التيار الوطني الحر، مجلسَي الوزراء والنواب لضمان حصول التمديد لقائد الجيش جوزف عون وليس العكس. حفلة الجنون هذه لم تكن فخّاً لإسقاط التمديد، بل لإيجاد كلّ الطرق الممكنة لتحقيقه بعد ضغط هائل داخلي مسيحي تحديداً، ودولي متمثّل باللجنة الخماسية. أمّا عين التينة التي اتُّهمت بمحاولة إيجاد أرانب لإسقاط عون في سيناريو وصفته مصادرها بالهوليووديّة، فإنّها والسراي الحكومي خاضا معارك جدّية مع ضبابيّة موقف الحزب ليخرج أخيراً الحلّ من مجلس الوزراء المنعقد اليوم.

خرج الحزب عن صمته لأول مرّة على لسان النائب حسن فضل الله للقول أنّ قراره سيقوله في مجلس الوزراء وانه لم يكسر التوازنات الوطنية، وأنّ لا خلاف مع الرئيس برّي حول الموضوع.

في ساحة النجمة، تخوّف البعض أن يُطيّر الثنائي نصاب جلسة مجلس النواب اليوم بهدف عدم إقرار قانون رفع سن التقاعد لكل الأسلاك العسكرية لعام واحد، وهي الصيغة التي عملت عليها عدد من الكتل في الساعات الاخيرة. امّا بعض المصادر السياسية والدبلوماسية إلى حد سواء، اعتبرت أنّ تطيير نصاب جلسة مجلس النواب اليوم الجمعة أكبر من أن يتحمله أحد لاسيما الرئيس نبيه برّي الذي ضرب على صدره أمام أكثر من مرجع داخلي وخارجي: "عندي". حجم الضغط في البلد أكبر من أن يتحمل أحد تعطيل التمديد الذي وصل يقينه إلى حدّ قول النائب أبو فاعور أنه سيحصل في مجلس الوزراء أو في مجلس النواب أو في المجلسين معاً.

جلسة تشريعيّة هادئة قبل العاصفة

مرّ اليوم الأوّل من الجلسة التشريعية بسلاسة فأقرّ المجلس عدداً من البنود وأُعيدت أخرى إلى اللجان المشتركة. وذلك ضمن اتفاق سياسي قضى بانتظار يوم الجمعة لاستكمال الجلسة وبحث صيغة مشتركة توافق عليها كتل القوات اللبنانية، الاعتدال الوطني وتجدّد واللقاء الديمقراطي وعدد من النواب المستقلّين لرفع سنّ التقاعد لكلّ الأسلاك العسكرية. إلا أنّ مرجعاً نيابياً عبّر لـ"أساس" عن تخوّفه من تطيير الثنائي لنصاب الجلسة عند الوصول إلى القوانين المعجّلة المكرّرة، وذلك ضمن اتفاق سياسي حصل بين الحزب والتيار الوطني الحر على عدم إنجاز التمديد في قانون في مجلس النواب، بل إصداره في قرار في مجلس الوزراء، على اعتباره قراراً قابلاً للطعن مع وقف التنفيذ. وقال المرجع النيابي إنّ الحزب أبقى على موقفه ضبابياً مراعاة لحليفه المسيحي وحسم موافقته بما يراعي مصلحة النائب جبران باسيل فاتحاً له أبواب الطعن بالقرار. جلسة اليوم ستقرّ تأجيل تسريح قائد الجيش جوزف عون ستّة أشهر، وسوف تملأ شغور المجلس العسكري في مقاعده الدرزية والشيعية والأرثوذكسية ومنهم رئيس الأركان

في المقابل، أكّدت مصادر أخرى سياسية ودبلوماسية حاسمة بأنّ لا مصلحة لأحد بتطيير النصاب لا سيّما الرئيس برّي الذي نجح في عقد جلسة تشريعية، وضمن لأكثر من مرجع إبقاء الجلسة مفتوحة لإقرار القانون. وتضيف هذه المصادر أنه بعدما التزم برّي بإقرار القانون بعد عجز الحكومة عن إقرار تأجيل التسريح في الأسابيع الأخيرة، يصعب عليه التراجع حتى لو أعادت الحكومة بند تأجيل التسريح إلى طاولتها، لأنّ بريّ يدرك تماماً أنّ زحمة الجهود السياسية الداخلية والخارجية في لبنان لم تكن نزهة. وأنّ التوازنات الوطنية والتفاهمات التي حصلت مع ممثلي اللجنة الخماسية من جهة والبطريركية المارونية من جهة ثانية لا تقبل الطعن.

مقدّمو القانون: لا تراجع

في بداية الجلسة، توجّه النائب جورج عدوان إلى الرئيس برّي سائلاً إيّاه عمّا إذا كان القانون الذي تقدّمت به القوات سيناقَش في حال إقرار تأجيل التسريح في مجلس الوزراء. فأجاب الرئيس برّي أنّ "عمل مجلس النواب منفصل، وما خصنا بالحكومة".

يضاف إلى هذا الكلام تصميم الكتل على مناقشة وعرض القانون والتصويت عليه بغضّ النظر عن قرار مجلس الوزراء، أوّلاً ليكون القانون أشمل وأكثر عدالة، وثانياً لتحصين موقع قيادة الجيش الذي سيطعن به رئيس التيار الوطني الحر في مجلس شورى الدولة.

يقول عضو كتلة الاعتدال الوطني النائب سجيع عطية لـ"أساس" إنّه في حال قال رئيس المجلس نبيه بري إنّ هدف القانون قد أُنجز في مجلس الوزراء، فإنّ الكتل المتوافقة مع بعضها ستصرّ على طرح القانون على اعتباره يطال الأسلاك العسكرية الأخرى والرتب الأخرى ولا ينحصر بشخص قائد الجيش، وهو ما تراه الكتل الصيغة الأكثر عدلاً للجميع، ويفيد الدولة بشكل خاص لأنّها ستستفيد من استمرار عمل المستفيدين من التمديد في وظائفهم قبل تقاعدهم حكماً طالما أنّهم سيستمرّون بالحصول على معاشاتهم الشهرية بعد التقاعد.

أمّا النائب ملحم الرياشي فيقول لـ"أساس" إنّ "القوات اللبنانية تنطلق من أهمية اعتبار أنّ "السبت للإنسان وليس الإنسان للسبت"، وبالتالي القانون في خدمة الإنسان، ودفاع "القوات" عن بقاء قائد الجيش في موقعه هو تحصين وحماية للأمن القومي في زمن متوتّر وخطير ولا يستقيم فيه التلاعب بالأساسيات لحساب الظرفيات."

طعن مجلس الشورى: بالوكالة أو تعيين الأعلى رتبة

أرسل وزير الدفاع موريس سليم رسالة إلى الرئيس نجيب ميقاتي يؤكّد فيها أنه يقوم بما يلزم لملء الشغور في القيادة العسكرية. مضمون الرسالة ينطبق تماماً مع كل الحلول التي عرضها التيار الوطني الحر لملء الشغور عبر صلاحيات وزير الدفاع. ستعرض حكماً الرسالة في جلسة مجلس الوزراء اليوم الجمعة وستناقش ولكنها لن تكفي لحسم القرار.

في بكركي خوف عميق من كلّ تفاصيل هذا المشهد المرتبك والسلوك السياسي الخبيث، كما وصفه مصدر مقرّب من الصرح

أمّا الكلام حول الدراسة القانونية التي أعدّها الأمين العامّ لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية تتحدّث عن شمولية هذه الدراسة بشكل أجابت فيه على كلّ احتمال لتعرّض القرار الصادر عن مجلس الوزراء على أساسها للطعن في مجلس شورى الدولة. إذ شرحت الدراسة بشكل مفصّل كلّ الاحتمالات القانونية المبنيّة على أسباب وتعليلاتها لعدم إحداث شغور في قيادة الجيش. وبالتالي فإنّ جلسة اليوم ستقرّ تأجيل تسريح قائد الجيش جوزف عون ستّة أشهر، وسوف تملأ شغور المجلس العسكري في مقاعده الدرزية والشيعية والأرثوذكسية ومنهم رئيس الأركان. حيث تفيد مصادر الإشتراكي أنّ اللواء الركن حسان عودة سيكون رئيساً للأركان.

إلا أنّ كلّ ما سبق لا يلغي إرادة التيار الوطني الحر تقديم طعن بهذا القرار في مجلس شورى الدولة معوّلاً على دور رئيسه القاضي فادي الياس وعلاقته الوطيدة برئيس التيار جبران باسيل. وبالتالي يعوّل باسيل على وقف تنفيذ القرار بشكل سريع لا يتخطّى أياماً قليلة. وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أنّ القاضي فادي الياس تمّ تعيينه من حصّة باسيل في موقعه، لكنّه مقرّب أيضاً من السراي الحكومي. وبالتالي إذا قرّر باسيل استخدام سلطته على القاضي فادي الياس وإذا رأى الأخير أنّ مصلحته تقتضي المحافظة على مرجعيّته السياسية، يمكن القول إنّ قرار مجلس الشورى سيكون لمصلحة رئيس التيار مع ما يعنيه ذلك من خضّة ستنعكس مباشرة على الساحة المسيحية تحديداً.

يقول مرجع دستوري لـ"أساس" إنّ "الأمر لا يمكن أن يكون بهذه السهولة. إذ إنّ الطعن أوّلاً يجب أن يقدَّم من متضرّر شخصياً ومباشرة من القرار، أي من ضابط يستوفي الشروط القانونية للتعيين في منصب القيادة، كما كان الحال مع العميد الراحل حميد إسكندر الذي قدّم في عام 2015 مراجعة الطعن بقرار تأجيل تسريح العماد جان قهوجي. وثانياً بعد تقديم المراجعة سيكون على مجلس شورى الدولة أن يحيلها إلى الدولة الممثّلة بهيئة القضايا في وزارة العدل لكي تتقدّم بالجواب على المراجعة خلال مدّة أقصاها خمسة عشر يوماً، وهذه المهلة يمكن للمجلس تقصيرها إلى أدنى حدّ، كما يمكن للهيئة أن تتقدّم بجوابها بسرعة، وأن تبيّن في إجابتها المنطلقات القانونية والواقعية والطارئة التي استوجبت اتّخاذ القرار".

بعد ذلك يفترض أن يصدر القرار من مجلس شورى الدولة عن هيئة مؤلّفة من القاضي فادي الياس مع مستشارَين اثنين يعيّنهما هو، والقرار يكون إمّا بوقف التنفيذ أو بردّ طلب وقف التنفيذ. إلا أنّ المادّة 77 من نظام مجلس شورى الدولة تتحدّث عن شروط يجب أن تتوافر في مراجعة الطعن لكي يجوز لمجلس شورى الدولة اتّخاذ قرار وقف التنفيذ، وهي شروط تتطلّب أوّلاً أن تكون أسباب الطعن جدّية ومهمّة، وثانياً يجب أن يترتّب على تنفيذ القرار ضرر بليغ على المتضرّر الذي قدّم الطعن. وهنا في هذه الحالة يفترض بمجلس شورى الدولة أن يتثبّت من وقوع ضرر بليغ على المستدعي، وهو أمر مستبعد. كما يفترض بالمجلس أيضاً وبالمقابل أن يتوقّف عند الضرر البليغ الذي يمكن أن ينتج عن وقف تنفيذ قرار تأجيل التسريح، وفي هذه الحالة الضرر البليغ الذي يمكن أن ينتج عن فراغ قيادة الجيش من قائده.

بكركي: لا لتخطّي الخطوط الحمر

في بكركي خوف عميق من كلّ تفاصيل هذا المشهد المرتبك والسلوك السياسي الخبيث، كما وصفه مصدر مقرّب من الصرح. وعليه قام البطريرك الراعي في الساعات الأخيرة بسلسلة من الاتصالات عبر وسطاء له بمراجع سياسية من عين التينة إلى جنيف لعدم تخطّي الخطوط الحمر في السياسة تخوّفاً من إسقاط الموقع الماروني الثاني في الدولة. في العمق المسيحي لا مجال للمقارنة بين مصرف لبنان والمؤسسة العسكرية، وبالتالي ما جرى في حاكمية المصرف لا يمكن أن يحصل في المؤسسة العسكرية ليس فقط لأسباب قانونية. فقانون النقد والتسليف واضح لجهة تولّي نائب الحاكم الأول الصلاحيات في حالة الشغور. لكنّ الدستور وقانون الدفاع لم يلحظا فراغاً في قيادة الجيش، وبالتالي ما تتعرّض له المؤسسة خطير على أكثر من مستوى، وليس فقط على مستوى التمثيل الطائفي، بل وعلى مستوى سلامة وتماسك المؤسّسة أيضاً.

في الخلاصة انتهى نشاط بكركي في الساعات الماضية إلى تثبيت موقفها الداعم للتمديد، وهو موقف يتقاطع مع مواقف اللجنة الخماسية التي عبّر عنها سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري في زيارته الأخيرة للصرح. أمّا كلّ الكلام عن أنّ على قائد الجيش أن يرفض كلّ ما يحصل وأن يقرّر أن يخرج من قيادة المؤسسة فليس في مفهوم الصرح سوى مزايدات عليه لإخراجه ومحاولات لوضعه في غير مكانه، لأنّ المصلحة الوطنية تقتضي بقاءه على رأس المؤسّسة والأمل أن يستفيق المعطّلون لانتخاب رئيس الجمهورية من غيبوبتهم أو بالأحرى من غرقهم في مصالحهم.

 

روايتان سرّيّتان عن حرب اليرزة

جان عزيز/أساس ميديا/الجمعة 15 كانون الأول 2023

في البلد، أو في سوق نخاسته، روايتان حول قضية قيادة الجيش، يتناقلهما كثيرون همساً وغمزاً. ويُحظر كشفهما. لأنّنا بتنا نعيش في ما يشبه نظام "أومرتا". أو صمت المافيات.

الرواية الأولى تقول إنّه قبل أسابيع جاء من يوحي إلى الحزب بهذه القراءة:

تعالوا نبحث كيف ترون الوضع الداخلي في لبنان في مرحلة ما بعد حرب غزة؟ أيّاً كانت نتائج الميدان، لا شكّ أنّ انعكاساتها لبنانياً ستكون بداية لإعادة تكوينٍ للسلطة. تماماً كما حصل بعد عملية 7 أيار 2008.

وضروريّ جدّاً أن تتذكّروا ذلك النموذج. يومها قمتم باجتياح بيروت وحقّقتم انتصاراً عسكرياً كاملاً على خصم وجماعة كاملين. لتجدوا أنفسكم بعد يومين فقط، مضطرّين إلى تنازل سياسي كبير والقبول بميشال سليمان رئيساً. وهو من كان مرشّح خصمكم الذي هزمتموه للتوّ. حتى إنّ أحد نوّاب المستقبل كان قد أعلن ترشيحه بعد 48 ساعة فقط على نهاية ولاية إميل لحّود.

هكذا أُضيعت يومها 6 أشهر كاملة، وسُفكت دماء غزيرة، لتعودوا فتنتخبوا مرشّح خصمكم. حتى لا نذكّركم بكيف انتهت تلك الولاية.

ما يؤكّد أنّه مهما كان النصر الذي تتوقّعونه من غزة "وما بعد ما بعد غزة"، فستظلّون في لبنان محكومين بآليّة معروفة لإعادة تكوين السلطة. وبالتالي سيكون لكم شركاء حكميون فيها. ولن تكونوا وحدكم. وعندها لن تكونوا قادرين على احتكار مفاصل الدولة التي ستقوم غداة انتصاركم المجيد.

أكثر من ذلك، فلنفكّر معاً، كيف سيكون وضع "وكيلكم" الماروني، أي جبران باسيل نفسه، في تلك التركيبة؟ سيكون حتماً أوهنَ منه راهناً بأضعاف على الأقلّ. فهو الآن يحتكر حصّة مسيحية بناء على نتائج انتخابات 2018، كأكبر كتلة مسيحية يومها. ثمّ صادر فوقها حصّة رئيس الجمهورية، الذي صادره كلّه أصلاً. قبل أن يسطو فوق الحصّتين، على حصّة القوى المسيحية المناوئة لكم، والتي رفضت المشاركة في آخر حكومتين.

في البلد، أو في سوق نخاسته، روايتان حول قضية قيادة الجيش، يتناقلهما كثيرون همساً وغمزاً. ويُحظر كشفهما. لأنّنا بتنا نعيش في ما يشبه نظام "أومرتا". أو صمت المافيات

حسناً. كيف ستكون حصّته في زمن ما بعد غزة وإعادة تشكيل الدولة اللبنانية؟ ستتدهور إلى أقلّ من ثلثها الراهن. فحصّته الذاتية ستُبنى على نتائج 2022. حيث لم يعد الكتلة الأولى نيابيّاً. حتى لا نتكلّم عن الأرقام الشعبية الفعليّة ونتائج الانتخابات الطلّابية والنقابية الأخيرة، خصوصاً خلال حرب غزة بالذات، والتي تظهره وتظهركم في حالة من الويل... ثمّ سيخسر كتلة الرئيس الجديد، الذي سيستعيد حصّته الحكومية. وطبعاً سيفقد حصّة القوى المسيحية الأخرى، التي ستكون متوثّبة للمشاركة في أوّل حكومة في العهد الجديد.

بالتالي خذوا ورقة وقلماً واحسبوا. ستكون قدرتكم على الإمساك بمفاصل الدولة أقلّ بكثير ممّا هي الآن. ولو احتفظتم بحقّ النقض حيال أيّ تعيين أو تكوين. عندها وفي أحسن الأحوال، ستكون خياراتكم، إمّا القبول بالشراكة الفعلية مع الآخرين، وإمّا الظهور بموقع المعرقل لانطلاق عهد رئاسي جديد أنتم شاركتم في انتخابه.

في المقابل، فكّروا معنا في هذا الطرح الممكن الآن: الرئاسة مؤجّلة أكثر مع تطوّرات الحرب. فتعالوا نُطِح الآن بجوزف عون. ولنذهب إلى تعيين قيادة جيش كاملة كما تريدون ونريد.

بعدها تكرُّ سبحة التعيينات تدريجياً. بعد المجلس العسكري كاملاً، تأخذون المخابرات. ثمّ نتدرّج بحكم كسر "تابو" التعيينات، فنملأ فراغ المصرف المركزي والأمن العامّ. وأيّ فراغ آخر.

طبعاً ستكون حصّتكم في هذه كلّها هي الكبرى. فلا نضحك على بعضنا. كلّنا يدرك حجم مشاركة نجيب في اللعبة الحكومية والسنّيّة، كما حدود نبيه تجاهكم، وانكفاء وليد منذ سنوات إلى قناعة "آخر الهنود الحمر"... وبالتالي هكذا نعطيكم فعليّاً الدولة برمّتها. فلا لزوم بعدئذ حتى للحديث عن الطائف والتعديلات وسلال التسويات.

بعدها إذا جاءكم ابن باسيل ووافق على انتخاب فرنجية، يكون زيت على زيتون. وإذا لم يفعل يكون قد أعطاكم سلفاً مقوّمات الرئاسة بلا رئيس. أصلاً، وتاريخياً، ومنذ وجود رئاسة الجمهورية، وخصوصاً بعد الطائف، ما هي، أو ماذا بقي من مقوّمات الرئيس والرئاسة في الدولة؟ هي هذه المراكز حصراً. قيادة الجيش ومديرية المخابرات وحاكمية مصرف لبنان والأمن العامّ. الباقي تفاصيل هامشية وأقلّ من ديكور. هكذا تقبضون أنتم على أدوات الرئاسة كلّها. وبعدها لا حاجة حتى إلى رئيس. حتى إذا فرضت الظروف لاحقاً المجيء بواحد، سيكون منزوع الصلاحيّات والأدوات والدسم بالكامل.

في البلد، أو في سوق نخاسته، كلام عن أنّ هذه القراءة نُقلت إلى الحزب قبل أسابيع. وأنّه بناء عليها سرت موجة يومها تقول إنّ التعيين في قيادة الجيش حُسم. حتى إنّ عملاء كاريش من المساهمين في الرواية والمؤامرة بدأوا الاحتفالات يومها.

قبل أن تنحسر الموجة فجأة. قيل أنّ الحزب لم يقتنع. وأنّه آثر الالتزام بما بقي من أصول ميثاقية للبلد. وقيل أنّ سليمان فرنجية أبلغ الحزب موقفاً رافضاً لما يسوَّق. وهو موقف يندرج ضمن تاريخ عائلي عريق من فروسية ميثاقية. تماماً كما فعل جدّه في مؤتمرَي جنيف ولوزان، يوم دافع عن رئاسة الجمهورية، بوجه حلفاء "خطّه".

وقيل أنّ بكركي استنفرت بشكل استثنائي وكما لم تفعل من قبل.

وقيل أنّ الجيش، كلّ الجيش بكلّ رتبه، أفهم الجميع في الداخل والخارج أنّه مؤسّسة للوطن لا لأشخاص. وأنّه يخضع للقانون لا للنزوات. وأنّ له قائداً واحداً معروف الاسم، وأنّ إمرته له وحده.

فقيل أنّ المحاولة فشلت.

ويُحكى في البلد وسوق نخاسته أنّ ما جرى هو أمر آخر مختلف وأكثر سرّية وحساسيّة.

أمر خطير بدأ مع زيارة هوكستين الأخيرة. يوم جاء يوحي بكلام عن تسوية شاملة وكبيرة بين لبنان وإسرائيل، ولم يلتقِ مسؤولاً مسيحياً واحداً. وأنّه يومها حبكت الحميّة مع جبران باسيل، رافع صلبان الجمهورية الثالثة فوق قمم بلاد جبّة البترون وجوارها، بأنّه إذا استمرّت الأمور على هذه الحال، ثمّة خطر وجودي أكيد، في أن تُبرم واشنطن صفقتها مع طهران إقليمياً. فتنعكس هنا صفقة بلا حدود مع الحزب. حول الحدود ومن الحدود إلى ما داخل الحدود. فلا يعود للمسيحي ولا لموقعه الأوّل أيّ دور أو علّة وجود. وأنّ هناك من خشي حول باسيل، من تصرّف الحزب حيال الداخل والخارج، بشكل يوحي للجميع، بأنّ مسألة قيادة اليرزة باتت في حارة حريك. وأنّ الحزب وحده من يقرّر مصيرها. وبالتالي تولّدت نقزة حول باسيل من أن يكون الحزب يوحي عفواً بالقول: الجيش فعليّاً تحت قيادتي. والأمر لي في من يكون على رأسه الآن. ولاحقاً في كلّ ما سيُطلب منه في مرحلة ما بعد غزة، ومشاريع الحدود البرّية وما بعدها. وهذا ما جعل باسيل، بشكل حذق وذكيّ حتى النباهة، يرفع الصوت ضدّ قيادة الجيش، ليُسمعَ قيادة الحزب. وليقول للأميركي إنّه لا يزال يملك حصّة أو سهماً تفضيليّاً في هذا الموقع بالذات. وبالتالي إحكوا معي، وإلّا فأنا قادر على العرقلة والخربطة. بين يومَي الخميس والجمعة وما بعدهما، قد يظهر أيّ من القراءات أصحّ. لكنّ الصحيح الثابت أنْ هنيئاً للحزب بمن معه كما بمن ضدّه. أمّا خبريّة الأمانة والخيانة، فمتروكة لكلام آخر، بعد اجتياز القطوع.

 

من سيكون مسؤولاً عن لبنان في شباط “قائد أم رئيس”؟

 محمد سلام/هنا لبنان/14 كانون الأول, 2023

ما يقلق إيران أكثر ليس الشغور الرئاسي، بل ما يمكن تسميته بالشغور العسكري لوجودها في جنوب لبنان كونه الأساس الذي بنت عليه دعائم المجد الإيراني فوق أطلال الدولة اللبنانية التي نخرها سوس الفساد.

هل بدأ الإستشعار الإيراني يلتقط إشارات توحي للنظام بأنه سيفقد “كامل” سيطرته على لبنان التي أسس لها عندما أوعز إلى قائد حزب سلاحه حسن نصر الله بتوقيع مذكرة تفاهم مع رئيس التيار العوني ميشال عون في 6 شباط 2006 وتوجها يوم أوصله إلى رئاسة الجمهورية بعد 10 سنوات وتحديداً في 31 تشرين الأول 2016 بعدما دجّن له منافسه السني بغزوة بيروت في 7 أيار العام 2008، وحققت له قطر بعد أسبوعين بالتحديد تسويتها التي حملت إسم عاصمتها الدوحة فأعطته المثالثة؟

مجد سيطرة إيران على “كامل” لبنان “إهتز ولم يسقط”، عندما إنتهى عهد ميشال عون في 31 تشرين الأول 2022 ولم يستطع حلف الممانعة إيصال إي حليف للمحور الإيراني- الأسدي إلى رئاسة الجمهورية.

ما يقلق إيران أكثر ليس الشغور الرئاسي، بل ما يمكن تسميته بالشغور العسكري لوجودها في جنوب لبنان كونه الأساس الذي بنت عليه دعائم المجد الإيراني فوق أطلال الدولة اللبنانية التي نخرها سوس الفساد، فوصلت إلى جهنم التي وعد اللبنانيون بها.

الإشارات الأولى التي حركت القلق الفارسي جاءت من صحيفة يديعوت أحرونوت المقربة جداً من دوائر التخطيط العسكري الإسرائيلي إذ ذكرت أن البحث في إسرائيل الآن يتركز على ما بعد حرب غزة، وتحديداً على وضع الجبهة الشمالية مع لبنان والذي يتطلب “دفع حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني، وإبعاده عن الحدود بواسطة حل دولي يستند إلى القرار رقم 1701، الصادر عن مجلس الأمن في الأمم المتحدة”.

وأضافت الصحيفة في تحليلها: “يعتقدون في إسرائيل أنه من دون هذا الحل، ستكون هناك حاجة إلى استخدام القوة العسكرية من أجل طرد حزب الله من جنوب لبنان”.

لكن إدراك أميركا وفرنسا وغالبية الدول العربية أن ظروف لبنان الداخلية، السياسية والطائفية والمالية، لا تتيح له تطبيق الـ 1701، دفع باتجاه خطة بديلة تحظى بموافقة من المعنيين الدوليين والإقليميين تقضي بسحب مقاتلي حزب الإحتلال الفارسي من “منطقة عازلة بعمق 40 كلم عن الخط الأزرق بإتجاه الشمال وصولاً إلى منطقة إقليم التفاح” أي ضعف عمق منطقة عمليات الخط الأزرق وقوات اليونيفل كما هي محددة في نص القرار.

لذلك أطلقت إيران مروحة حلفائها والمتعاونين معها في لبنان والمنطقة لعرقلة أي خطة لحقبة ما بعد حرب غزة ومن ضمنها تمديد ولاية قائد الجيش العماد جوزيف عون بعدما كان التوافق عليها متوفراً، سواء بقانون يشرّع في المجلس النيابي أو تأجيل تسريح القائد بقرار حكومي.

ويقول سياسي لبناني رفيع إن فرنسا – التي ستصل وزيرة خارجيتها كاترين كولونا إلى لبنان يوم الجمعة للقاء مسؤولين لبنانين والإجتماع إلى ضباط الكتيبة الفرنسية العاملة في اليونيفل – توصلت مع إيران إلى ما يشبه “إقتراح تسوية يسمح لعناصر من حزب الله بالبقاء في الجنوب بصفة مراقبين ضمن مراصد على طول الشريط الحدودي بالمشاركة مع جنود اليونيفل والجيش اللبناني”.

ولم يعرف ما إذا كان الرئيس ماكرون سيزور لبنان وفق ما تردد، خصوصاً بعدما فُتح صراع الملاحة الدولية مع الميليشيات الحوثية التابعة لإيران عبر باب المندب، ما يعرقل التوصل إلى أيّ تسوية مع إيران في لبنان، ومناطق أخرى، كون الصراع عبر باب المندب من شأنه أن يحول إيران إلى “عدو دولي”، وفق وصف السياسي اللبناني.

السياسي المخضرم، الذي تحدث شرط عدم الإضاءة على صفته وهويته، أبدى استياءه من صيغة التسوية معتبراً أنها تؤدي إلى “تطبيع بين لبنان وإسرائيل، كما إلى تشريع لوجود الميليشيات الإيرانية التي لا يوجد أي قانون لبناني يشرع وجودها أو وجود غيرها” معتبراً أنها صيغة “سيئة بوجهيها”.

على الجانب الإسرائيلي للحدود مع لبنان، يوضح السياسي، ستنتشر قوات أميركية لتقدم ضمانتين، واحدة لإسرائيل بأنها سترصد وتمنع أي اعتداء من لبنان عليها، والثانية للبنان بأنها لن تسمح باعتداء إسرائيلي عليه.”

“فما هو مبرر وجود عناصر حزب الله في أبراج الرصد في جنوب لبنان؟” يتساءل السياسي ويضيف: “سيتهم بالخيانة أي مسؤول لبناني سيقبل بالتوقيع على صيغة تطبّع مع إسرائيل وتشرعن ميليشيا يحظّرها الدستور اللبناني”.

وبدا لافتاً منع إسرائيل عودة سكان المستوطنات المحاذية للبنان قبل إخراج حزب الله من جنوب لبنان بعدما رُفع شعار رسمي في الأوساط الحكومية يتعهد بأنّ “الوضع في جنوب لبنان بعد إنتهاء حرب غزة لن يعود كما كان قبل حرب غزة.”

وبالتزامن مع تصاعد إمكانية إندلاع حرب الملاحة الدولية مع ميليشيات إيران الحوثية عبر مضيق باب المندب، بعد إعلان إسرائيل أنها أرسلت فرقاطة ساعر-6 الحديثة إلى البحر الأحمر لتنضم إلى بقية قطعها البحرية والقطع البحرية لدول أخرى في مواجهة تهديدات ميليشيات إيران الحوثية للملاحة الدولية، نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية عن مسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن قولهم إن الجيش الإسرائيلي بدأ ضخّ مياه البحر في شبكة أنفاق حماس بغزة، وسارع بايدن إلى الإعلان أنه لا يوجد رهائن في الأنفاق.

السياسي اللبناني قال إن معلومات وصلته من دبلوماسي غربي تقدّر أن تستغرق عملية الضخ ستة أسابيع، أي حتى أوائل شهر شباط المقبل.

فمن سيكون المسؤول الذي سيدير لبنان في المفاوضات الآتية لترتيب خارطة المنطقة؟ رئيس أم قائد؟

لا يمكن التنبؤ بجواب، لذلك يُطرح السؤال: هل كان النائب جبران باسيل سيشن هجوماً كالذي أطقله من مؤتمر صحافي ضد قائد الجيش لو كان واثقاً أن معسكره الممانع سيستمر في الإمساك بمقاليد البلد كما كان ممسكاً بها خلال عهد الرئيس ميشال عون؟

 

إلى الجنوب درّ وصوب المجلس النيابي

د. ميشال الشمّاعي/موقع قوات كندا/14 كانون الأول/2023

الجبهة الجنوبيّة تزداد غليانًا، ونار الاحتلال تستعِر أكثر فأكثر. وهو يبحث عن كيفيّة تسديد ضربة مزدوجة، ذات هدفين اثنين: الهدف الأوّل هو تدميري محض للبنى التحتيّة المدنيّة والعسكريّة على السواء؛ والهدف الثاني وهو الأهمّ، التوصّل إلى فرض أمر واقع سياسيّ جديد، نتيجة فرضه لعمليّة تفاوض، بدأ الحديث عن أبرز مضامينها، من النّقاط الحدوديّة الثلاث عشرة إلى بعض الأجزاء من مزارع شبعا، وليس انتهاء بكيفيّة تحرّك منظّمة حزب الله جنوب خطّ الليطاني. بينما المشهد في الدّاخل يشهد حالة من التجاذب السلبي في ملفّ التمديد لقائد الجيش بين بوابتي مجلس النواب ومجلس الوزراء، ومجلس شورى الدّولة خلفهما بيد باسيليّة غير خفيّة على أحد. فهل من سبل لدرء ما نحن مقبلون عليه؟ أم وقع المحظور ويجب التّعامل مع كيفيّة وقوعه، وما بعد ذلك؟ ممّا لا شكّ فيه أنّ التهديدات التي تمّ إيصالها إلى الحكومة اللبنانيّة تمّ اتّخاذها على محمل الجدّ. ولعلّ هذا اليوم التضامني الذي أعلنته الحكومة في ساعات ما بعد ظهر يوم الأحد قد يكون ناجمًا عمّا تلقّته من تحذيرات دوليّة تؤكّد جدّيّة العدو الاسرائيلي في تهديداته؛ حيث أفادت بعض الجهات الاعلاميّة عن أنّ الحكومة الاسرائيليّة منحت الحكومة اللبنانيّة مهلة 48 ساعة اعتبارًا من مساء الأحد لتنفّذ منظّمة حزب الله ما نصّت عليه مندرجات القرار 1701.

ولكن على ما يبدو أنّ ديبلوماسيّة حاملات الطائرات تفعل فعلها في المنطقة كلّها، حيث متوقّعًا أن يتّضح المسار الديبلوماسي أكثر، لكنّ العمل يبقى على كيفيّة إخراج منظمة حزب الله كمنتصر بعد تراجعها إلى شمال الليطاني. فإذا تحقّق ذلك، ميدانيًّا ستفقد المنظّمة أيّ ذريعة لوجودها العسكري، لذلك هي تبحث في إمكانيّة إبقاء نقاط مراقبة واطّلاع بالتشارك ما بينها وبين الجيش اللبناني الذي سيتواجد في هذه المنطقة.

وقد تتحوّل هذه المسألة إلى بند تفاوضي مع الذين يريدون التمديد لقائد الجيش على خلفيّة الطرح المزدوج لعمليّة التمديد بين مجلس النواب من جهة والحكومة من جهة ثانية. لكنّ هذا الاحتمال إن حصل سيكون الحزب قد طعن النّائب باسيل بظهره، وهو الموعود بخوض معركة دونكيشوتيّة وهميّة من بوابة مجلس شورى الدّولة للطعن في عمليّة التمديد إن بتّتها الحكومة. فضلًا عن دفع منظمة حزب الله فاتورة مسبقة للمجتمع الدّولي قد تؤمّن عبرها ذريعة استمرارها السياسي في مرحلة ما بعد التنفيذ الجزئي للقرار 1701.

أمّا في حال أرادت منظمة حزب الله أن ترفع سقف المواجهة أكثر فأكثر فإنّها عمليًّا ستطيح بالتمديد عبر الوزير باسيل، وبذلك تكون قد نجحت باستكمال عمليّة تفريغ السلطات تمهيدًا لما هو أبعد من ذلك بكثير. وهنا بالتحديد، على اللبنانيين التنبّه لهذا المخطّط لأنّه سيطال وجوديّة الدّولة اللبنانيّة بالكامل. والمتضرّر الأكبر هم المسيحيّون عبر مَن نجحت هذه المنظّمة بتجنيده لخدمة أجندتها الاقليميّة في البازارات الدّوليّة. فلا سبيل لدرء هذه المخاطر الا باستعادة روحيّة مرحلة المواجهة التي امتدّت من العام 2000 حتّى العام 2005. وذلك لن يكون إلا بإنشاء لقاء جديد تحت عباءة بكركي على غرار لقاء قرنة شهوان، ليستقطب اللبنانيين الأحرار كلّهم بهدف تحوّله إلى ما قد يشبه 14 آذار بالرّوح. وإذا لن يتحرّك اللبنانيّون في الشارع، تمامًا كما حدث في 14 آذار؛ فالمجتمع الدّولي ليس مستعدًّا إلا إلى التّفاوض مع الذي يعطيه على الأرض أكثر. أي منظمة حزب الله؛ وذلك لأنّ الهدف الرئيس هو تأمين أمن إسرائيل، التي بدورها ستسعى لتدمير البنى العسكريّة والمدنيّة لحزب الله جنوب الليطاني. ففي حال رضوخ المنظمة للشروط التي تمّ تسريبها تحت الاشراف الفرنسي من الجهة اللبنانية والأميركي من تلك الاسرائيليّة، فهذا سيحوّل مهامها حتمًا إلى تلك التي يقوم بها مأمورو الأحراج. يبقى التنبّه من أيّ دور ارتداديّ على ما تبقى لها من مساحة تمتد من شمالي الليطاني إلى ما قد تستطيعه حتّى العريضة شمالًا والبقاع شرقًا. فعندها هل ستتمكّن القوى السياديّة من إيصال رئيس للجمهوريّة يعرف كيفيّة الاستفادة من المومنتوم الدّولي الجديد، أو لن يتمكّن من القيام بأي شيء بسبب استمرار سيطرة منظمة حزب الله بفعل أمر الواقع؟

 

“حزب الله” في الأمتار الأخيرة للاستيلاء على الجيش اللبناني!

 جورج حايك/النت/14 كانون الأول/2023

من المؤكّد أن لبنان يمرّ في مرحلة خطيرة وخصوصاً بعد سيطرة “حزب الله” على أكثرية المؤسسات الرسمية وتعطيلها لمصلحة دويلته ومشروعه ضمن الأجندة الإيرانية.

ويبدو أن المرحلة الأخيرة هي الأخطر وتتمثّل بالسيطرة على آخر المؤسسات الرسمية وهي الجيش اللبناني الذي كان صامداً حتى الآن وغير الخاضع له مباشرة إلا بتأثيرات خفيفة نظراً إلى حكمة قائد الجيش العماد جوزف عون، الذي نجح في تحييد المؤسسة العسكرية.

لكن عون وصل إلى نهاية خدمته التي تنتهي في مطلع شهر كانون الثاني/يناير القادم، لذلك أعدّ “الحزب” العدّة مع حليفه رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، للانقضاض على قيادة الجيش وإحكام السيطرة عليه ليكون طيّعاً بين أيديهم.

خوف من القائد!

تتنوّع الأهداف بين “الحزب” وحليفه باسيل في النظرة إلى قائد الجيش، فالأول يريد قائداً للجيش يكون متساهلاً مع مشروعه وبعيداً عن مناقبية المؤسسة العسكرية، متواطئاً وغير متعاون في تطبيق القرار “1701”.

 أما الثاني فيريد قائداً للجيش لا يمنع تدخله في التعيينات، بحيث يتحوّل الجيش إلى جهاز مواكبة لجولات باسيل وحامياً له ولتياره، غير آبهٍ بوضعيّته كمؤسسة رسمية تحمي السيادة ووحدة الشعب، ولا بتعزيز دور الدولة.

من الطبيعي أن هناك قوى سياسية حيّة في لبنان ترفض وضع يد “الحزب” وحليفه على الجيش، ولا تعمل لأجندة خارجية ويهمّها مصلحة لبنان، فاتخذت قراراً بالتمديد للعماد عون في المجلس النيابي، ولا سيما الكتل النيابية المعارضة وخصوصاً “القوات اللبنانية” التي حضّرت اقتراح قانون يقضي بتعديل سنّ التسريح الحكمي من الخدمة العائد لرتبة عماد في الجيش، بحيث يصبح 61 سنة بدلاً من 60 سنة، ويستفيد منه بشكل خاص قائد الجيش.

تعتبر قوى المعارضة أن التمديد للقائد الحالي ضروري في هذه الظروف، لأنه لا يجوز تعيين قائد للجيش في غياب رئيس للجمهورية، كما لا يجوز إطلاقاً المساس بتراتبية المؤسسة العسكرية.

فضلا عن أن الحرب التي فرضها “الحزب” على اللبنانيين من خلال ما أطلق عليه تسمية “قواعد الاشتباك” والضغوط الدولية لتطبيق القرار “1701” تستدعي الحفاظ على تراتبية المؤسسة وجهوزيتها وقيادتها المتمرسة بدورها، وكل من يقف ضدّ التمديد هو متآمر على لبنان والجيش.

ماذا عن معركة “حزب الله” وعون؟

بالتحديد ما يفعله “حزب الله”، هو وضع في الواجهة رئيس “التيار” جبران باسيل، الذي حاول أن تؤول قيادة الجيش إلى الأعلى رتبة.

ولكن بعد أن لمس مدى تمسُّك البطريرك الماروني بشارة الراعي بالموقع في مؤسسة لا تشبه المؤسسات الأخرى لجهة أنّ التراتبية داخلها ضرورية، انتقل إلى خطوة التعيين التي يجب برأيه أن تُرضي رأس الكنيسة، فإذا وافق يكون قد تخلّص من العماد جوزف عون المرشّح الأقوى للرئاسة، وإذا لم يوافق يحاول أن يستخدم ورقة التعيين للإطاحة بالتمديد، متّكلاً على موقف “الحزب” الذي يدعم باسيل في حال سلك خيار التمديد طريقه.

النائب باسيل يسير عكس التيار الشعبي اللبناني الذي يعتبر أنّ التمديد يجب أن يكون بديهيّاً في غياب رئيس الجمهورية ووسط الحرب الدائرة ومع قيادة أثبتت جدارة وكفاءة.

هل لـ”حزب الله” دور في اغتيال “ولاء عيتيت” أم الدولة قتلته؟

وفي الوقت الذي تخوض فيه القوى السياسية معركة التمديد انطلاقاً من الاعتبارات الوطنية العليا، خاض النائب باسيل معركة رفض التمديد انطلاقاً من الاعتبارات الشخصية، لأن سياساته تتراوح بين المصلحة و النكايات.

تمكّنت المعارضة اللبنانية من إقناع رئيس مجلس النواب من تحديد جلسة لمجلس النواب بهدف التمديد لقائد الجيش، لكن تحالف “حزب الله” وباسيل كان يُعد العدّة بإفراغ الجلسة من مضمونها الأساسي.

فبعد الاتفاق مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، على خطة انقلابية تقضي بتحديد جلسة حكومية تعتزم التمديد لقائد الجيش قبل إقراره في الجلسة التشريعية، فيما كان باستطاعته الدعوة لجلسة حكومية تؤجِّل التسريح منذ شهر أو ثلاثة أشهر، إلا أن “الحزب” وباسيل اختاروا هذا التوقيت لدفع برّي إلى استبعاد إقرار القانون في المجلس باعتبار أن الحكومة ستتكفّل بالمهمة، وبعد أن تمددّ الحكومة لقائد الجيش يقدّم باسيل بالطعن ويقبل مجلس الشورى الطعن وتسقط احتمالات التمديد في البرلمان مع الدخول في الأعياد، يسقط التمديد.

ما السيناريوهات المحتملة؟

في حال اكتمل هذا السيناريو، تصبح قيادة الجيش في حالة شغور، رغم أن الجيش هو الضامن لمنع الفوضى في مرحلة خطيرة إقليمياً في ظلّ شغور رئاسي متمادٍ وانهيار غير مسبوق، وصولاً إلى الحرب على الحدود واحتمالات توسّعها نحو الداخل.

حزب الله في الأمتار الأخيرة للاستيلاء على الجيش اللبناني!

أعضاء من حزب الله يسيرون رافعين أعلام الحزب خلال مسيرة بمناسبة يوم القدس في بيروت، لبنان، 31 مايو 2019. (رويترز/عزيز طاهر)

وبالتالي هنا بيت القصيد؛ فمن الواضح أن “حزب الله” لا يريد التمديد لقائد الجيش ويتلطى بالنائب باسيل الذي يتكفّل دائماً بالمهام التي يريدها “الحزب” وكيف بالحري في مسألة يخوضها رئيس “التيار” كحياة أو موت انطلاقاً من الاعتبارات الشخصيّة والمصلحة التي تحكم أدائه.

من المؤكّد أن باسيل هدفه صغير، يتعلّق بمواقع ونفوذ ومصالح، فيما “الحزب” هو المستفيد الأكبر لأنه يطمح إلى الاستيلاء على المؤسسة العسكرية كاملة، بعدما كان تأثيره في إطار قيادة العماد عون جزئياً.

فغالباً ما انتقد “الحزب” علاقة عون بالأميركيين و زياراتهم إلى مقرّه في اليرزة، علماً أن الجيش يعيش اليوم على المساعدات الأميركية من مال وسلاح وذخائر. واللافت أن الجيش يحظى باهتمام دولي كبير لأنه آخر حصن في دولة تتآكلها الميليشيات وخصوصاً “حزب الله” ومشروعه الإيراني.

أما السبب المباشر لرفض “الحزب” التمديد فيعود إلى سببين أساسيين: توجيه رسالة إلى المجتمع الدولي بأنّه إذا كان يتوقّع من الجيش أن ينفِّذ القرار “1701” فمنع التمديد دفعة على الحساب؛ والسبب الثاني لأن المطلوب في هذه المرحلة، بالنسبة إلى “الحزب”، تعطيل المؤسسة العسكرية وشلّها.

إذا ما يحصل في لبنان استثنائي وفي مرحلة من الخطورة، وخصوصاً أن الجيش اللبناني هو المؤسسة الرسمية الأخيرة التي كانت ضد الانهيار، ولكنه اليوم يواجه أجندة “حزب الله” الذي فرّغ مؤسسات الدولة ويريد اليوم شلّ المؤسسة العسكريّة عملًا بهذه الأجندة غير اللبنانيّة.

هل يفعلها قائد الجيش… ويرفض التمديد؟

مرلين وهبة/الجمهورية/الخميس 14 كانون الأول 2023

لم تصل المؤسسة العسكرية منذ نشأتها تحت قيادة الامير فخر الدين الى الواقع الاليم الذي نشهده اليوم. فقيادتها كانت منذ عهد الإمارة مصدر فخر واعتزاز وهيبة، الاّ انّها وقعت اليوم للأسف في مصيدة “حرب التمديد” التي انطلقت منذ سنة، فأنهكتها وألهتها عن واجباتها الوطنية، وأدخلتها في آتون السياسة الداخلية، كذلك ألهت المعنيين في الداخل عن التركيز على الملف الرئاسي، فوقع الجميع في الفخ وباتوا يخوضون معركة التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون ويتقاذفون الاتهامات، وكلٌ يدير دفّة المعركة وفق أجنداته.

أمام هذا الواقع، تحرّك المجتمع الدولي الذي ارسل وفوده الى لبنان في مهمّات للوساطة في إنجاز الاستحقاق الرئاسي، الاّ انّه بدوره يقع في الفخ وينقل معركة “الدفع الرئاسي” الى معركة “التمديد لقائد الجيش” الذي تنتهي ولايته بعد اقلّ من شهر. فيما ينشغل اللبنانيون وقادتهم في “المعركة الصغيرة” في خضم المعارك الكبيرة التي تدور في المنطقة…

فما هو جديد هذه المعركة التي يتقاذفها المعنيون مثل سواها من معارك، التمديد لقيادات الأجهزة الأمنية من مجلس النواب الى مجلس الوزراء؟ والتي مثل سابقاتها تصطدم في النهاية بحواجز ملغومة “مجهولة” المصدر لتذوب وتُنتسى.

وفي خضم أحداث غزة والحديث عن تطبيق القرار 1701، يدعو رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى عقد جلسة تشريعية في غياب رئيس الجمهورية، جدولها فضفاض، من أبرز بنوده اقتراحات القوانين المعجّلة المتعلقة بالتمديد لقائد الجيش وقادة الاجهزة الأمنية. وفي اليوم نفسه وعلى الرغم من وجود رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في جنيف، تسارع الأمانة العامة لمجلس الوزراء الى الاعلان عن جلسة لمجلس الوزراء تُعقد غداً، للبحث في جدول اعمال طويل، سيُطرح من خارجه حكماً بند التمديد لقائد الجيش، وذلك بناءً على طلب ميقاتي وربما من آخرين!

مصادر مطلعة قرأت في الدعوتين الى جلستي مجلسي النواب والوزراء “قطبة مخفية”، غايتها الانتهاء من ازمة الفراغ في قيادة الجيش، في اي من المجلسين، وذلك قبل البدء بالبحث في طريقة تنفيذ القرار 1701.

السيناريوهات المتوقعة في مجلس النواب بحسب المصادر المتابعة هي الآتية:

الإسهاب في مناقشة المشاريع المطروحة على جدول الاعمال قبل إقرارها، الامر الذي سيؤجّل البتّ بموضوع التمديد لقائد الجيش سنة كما هو مطروح في اقتراحات القوانين التي قدّمها حزب “القوات اللبنانية” و”الحزب التقدمي الاشتراكي” (اللذان اتفقا على توحيد مشاريعهما منعاً لإحالتها الى اللجان النيابية )، وبذلك تمهّد الإطالة في مناقشة اقتراحات القوانين التي من المتوقع ان تستمر لثلاثة ايام، لإعطاء بري (PASSE) لرئاسة الحكومة للبت بموضوع تأجيل تسريح قائد الجيش.

وتكشف المصادر المتابعة لـ”الجمهورية”، أنّ اتفاقاً يجرى العمل به بين “حزب الله” ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، يقضي بقبول الاخير بتأجيل تسريح قائد الجيش 6 اشهر على ان يوجّه وزير الدفاع موريس سليم كتاباً الى الحكومة بهذا المعنى، فيحصل بالمقابل على تعهّد بإخراج اسم قائد الجيش من الحلبة الرئاسية، الاّ انّ الاتفاق على هذا السيناريو لم يُحسم بعد.

سيناريو آخر يفيد أنّ قرار التمديد قد حُسم، والبحث يجري في طريقة اجراء هذا التمديد الذي اتفق المعنيون على بتّه في مجلس الوزراء وليس في مجلس النواب، على ان يُترك باب الطعن مفتوحاً امام وزير الدفاع او من يرى نفسه متضّرراً من هذا التمديد، وبذلك تكون الحكومة ومجلس النواب قد أرضيا المجتمع الدولي والضغط المتأتي عنه، ووقف الضغط الداخلي بالقول “اننا ادّينا مهمّتنا… وما تبقّى تتحكّم به القوانين والاصول الدستورية”، في وقت تؤكّد مصادر قريبة من السرايا الحكومي أنّ الامين العام لرئاسة الحكومة محمود مكية قد أنجز دراسة قانونية قدّم فيها حلولاً لتفادي الشغور في القيادة العسكرية، وقدّم اجوبة استباقية على أي طعن محتمل في المستقبل.

غير انّ مصادر حقوقية تؤكّد أنّ احتمالات الطعن كبيرة ومتقدّمة في حال تمّ التصويت على تأجيل التسريح في مجلس الوزراء، ويمكن ان يبت بالطعن في مهلة قصيرة في مجلس شورى الدولة، يمكن خلالها وقف التنفيذ خلال 15 يوماً ولن يستغرق أشهراً كما قيل وكُتب.

الجدير ذكره انّ حزب “القوات اللبنانية”، الذي كان يشترط حضوره في الجلسة التشريعية إدراج بند التمديد سنة لقائد الجيش، قرّر المشاركة في الجلسة التشريعية، ولو تمّ “تعليق” بند التمديد حتى الانتهاء من إقرار كل بنود جدول الاعمال، وقرّر بري وضعه آخر بند على هذا الجدول، وحتى لو امتدت الجلسات لثلاثة ايام بحجة علنية ترى فيها “القوات” انّ “الضرورات تبيح المحظورات وانّ لبنان في حالة حرب”، وهذا ما أقرّت به علناً بلسان رئيسها، لكنها في الحقيقة تراهن على العودة الى مجلس النواب للمطالبة بإقرار بند التمديد في نهاية الجلسات التشريعية في حال فشل مجلس الوزراء في تأجيل تسريح قائد الجيش في جلسته غداً، اي انّ “القوات” تحاول بذلك محاصرة المجلسين و”تكمن” للمجلس وللحكومة في آن معاً.

في ظلّ المعلومات التي تفيد عن تكثيف الاتصالات بين السفارتين الفرنسية والسعودية وبكركي، وبين بري وميقاتي، حُكي عن تحرّك مهم قام به موفد لقائد الجيش الى باريس. الاّ انّ اوساطاً قريبة من القيادة نفت ان يكون قائد الجيش قد قام بأي تحرّك في اتجاه الخارج بغية الوساطة من اجل التمديد له، فيما لمحت تلك الاوساط الى مفاجأة محتملة قد يبادر قائد الجيش اليها بناءً على نصيحة صديق، وهي الاعلان عن رفضه البقاء ساعة واحدة في القيادة بعد انتهاء ولايته…

أوساط قريبة من قائد الجيش اعتبرت انّ تلك الفرضية قد يلجأ اليها الرجل لأنّه ربما لن يتقبّل ان يتمّ تقاذف اسمه بين المجلسين، وإضعاف صورته داخلياً وخارجياً، فيظهر وكأنّه “يشحذ” اشهراً يتيمة للبقاء في مركزه، حتى لو حظي بفرصة تأجيل تسريحه 6 اشهر، في ظلّ الحديث عن معارضة شرسة يقودها ضّده وزير الدفاع والجهة التي عيّنته، فضلاً عن حتمية الطعن، ما سيُضعف صورته وهيبة القيادة…

وفي ظلّ الحديث عن تحركات يتمّ التحضير لها في الشارع لدى الفريقين المؤيّد للتمديد والمعارض له، وانطلاقاً مما ذُكر، هل سيحسمها عون منعاً لانقسام الشارع والمؤسسة العسكرية، وتجنّباً لأن يصبح طرفاً وليس خياراً حيادياً، فيفاجئ الجميع برفض تأجيل تسريحه ويخرج منتصراً من هذه المعركة التي ستحرقه اذا ما استمرت، واستمر هو في مواجهتها، فيعيد تعزيز فرص فوزه في معركة الرئاسة؟

 

لبنان «الساحة» ترويج للانتحار!

حنا صالح/الشرق الأوسط/الخميس 14 كانون الأول 2023

في اليوم الـ68 على مقتلة غزة يستمر التدمير الممنهج للإنسان والعمران. ومع اقتراب عدد الضحايا من رقم الـ20 ألفاً والجرحى من رقم الـ50 ألفاً تعترف «معاريف» بأن «القتلى المدنيين في الحرب على غزة يفوق كل حروب القرن الـ20». مناطق واسعة حوّلها التوحش حقول موت مزروعة بالألغام والقنابل، ومع نحو 10 آلاف غزاوي تحت الركام فكل المنطقة ستتحول بفعل تعفن الضحايا حقل أوبئة خطرة!

رغم بلوغ الدبابات الإسرائيلية عمق مدينتي غزة وخان يونس، فإن الأهداف الإسرائيلية، كالتعهد بتقويض قدرة «حماس» واستئصالها وقتل قادتها لم تتحقق، لكن نتنياهو الذي لا ينافسه قاتل على لقب الاختصاصي في إبادة الرضع والأطفال، ماضٍ في حربٍ مفتوحة، يعرف أن لا سقفَ زمنياً جدياً يحاصره. ها هو وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يواجه وفد قمة الرياض بالقول: «إذا ألقت (حماس) سلاحها، إذا استسلمت سينتهي الأمر غداً» (...)، تاركاً لتل أبيب تحديد الوقت الذي تحتاج إليه من أجل وقف القتال!

ملامح «اليوم التالي» الإسرائيلي لغزة بدأت تتظهر، رغم ما تلحقه المقاومة الغزاوية بالعدو من خسائر تجاوزت كل حساباته، وأرغمته على توفير الإمدادات لقواته عن طريق الإنزال الجوي، كما جس النبض لهدنة بذريعة العودة لمبادلة الرهائن بالمعتقلين. أبرز هذه الملامح، إلى جعل أجزاء واسعة بمثابة أرض محروقة موبوءة غير صالحة للعيش، يتم الدفع القسري بمئات الألوف باتجاه رفح والحدود مع مصر وتركهم في العراء في شتاء صحراوي يفتقرون إلى لقمة الخبز وقطرة الماء؛ ما سيضطرهم إلى النزوح نحو سيناء، ليتزامن ذلك مع قضم الأرض والإصرار على منطقة عازلة فتتآكل اللاآت الأميركية الخمس، ويعلن نتنياهو، الاثنين، أمام الكنيست «إن إسرائيل ستكون وحدها المسؤولة عن الأمن في غزة بعد الحرب»!

المشهد الغزاوي آخذ في التفاقم فيتسع العنف المفرط المسلّط على الفلسطينيين ويتعمق السقوط الأخلاقي عالمياً. فيشكل الفيتو الأميركي غطاءً لتوحش لم يفرق لحظة بين مدنيين وعسكريين، بوهم القدرة على محو جروح عميقة أصابت صورة السوبرمان الصهيوني ومكانته وقوته المطلقة وقدراته اللامحدودة، إلى استعادة الثقة بمؤسسة الجيش بعدما برزت جوانب من تداعيات «7 أكتوبر(تشرين الأول)» الماضي قضت بتحويل مئات الضباط والعسكريين إلى عيادات العلاج النفسي. لكن بما هو متعلق بـ«اليوم التالي» تبقى الأمور بخواتيمها!

في أوائل هذا الأسبوع طلب الوزير بيني غانتس منح واشنطن لتل أبيب الضوء الأخضر لشنِّ عملية عسكرية موسعة على الجبهة الشمالية، معلناً أن «إسرائيل ستحتاج إلى إزالة التهديد الذي يشكله (حزب الله) على طول الحدود الشمالية»... بينما أورد نتنياهو ووزير دفاعه غالانت ما يكفي من الإشارات من أن إطلاقَ حرب واسعة مسألة وقت، والحجة إبعاد «حزب الله» عن جنوب الليطاني. أي قراءة متأنية للمواقف على جانبي الخط الأزرق، لدى الإسرائيليين ولدى «حزب الله»، وليس لبنان، تشي بصعوبة ضبط الاشتباكات عند المستوى الحالي، وتعذر العودة بالوضع إلى ما كان عليه قبل 7 أكتوبر. فتُقدِم إسرائيل على تصعيد متدحرج مستفز فترسم صورة غزاوية عن توحشها فتدمر بالكامل أحد أحياء بلدة عيترون. إنها رسالة بالغة الدلالة عما سيلحق بلبنان، أعادت إلى الذاكرة صور الضاحية الجنوبية لبيروت في حرب عام 2006، ومشهد قلب العاصمة بعد جريمة الحرب التي استهدفت مرفأ بيروت!

تزامن وضع لبنان على حافة انزلاقٍ كبير، مع تكرار تهديد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان من «أن الأمور ستخرج عن السيطرة»، وإعلانه أن اللقاء بين طهران وتل أبيب يتمحور حول رفض حلِّ الدولتين (...)؛ ما سلّط الضوء على رهانات طهران التي تهدد بحرب شاملة، أصبح قرارها الفعلي وتوقيتها بيد العدو الإسرائيلي، وهو خطر داهم تبلغته بيروت، وكان محور زيارتي ممثلين عن الرئاسة الفرنسية (لودريان وآيميه) ومن بعدهما الوفد الأمني السياسي الفرنسي الذي زار بيروت قادماً من تل أبيب.

هناك اليوم في لبنان سباق بين السقوط في لجة حرب مدمرة أو تغليب صوت العقل لدرء الخطر الزاحف، والسبيل العودة غير المشروطة إلى الالتزام الحقيقي بالقرار الدولي 1701، الذي لم يطبق أبداً، وكان عرضة لخرق متبادل من إسرائيل و«حزب الله». آن أوان الكف عن خداع الناس بمقولات عن بداية هلاك الكيان الصهيوني واستسهال التعاطي مع الأخطار، بالترويج لتكريس «ربط الجنوب بغزة» ليضمن «حزب الله» لنفسه، «شراكة في التفاوض على المرحلة اللاحقة»، هي في حقيقتها حجز موقع لطهران صاحبة القرار بـ«المشاغلة» العسكرية من جنوب لبنان حتى جبال صعدة اليمنية!

مثل هذا الترويج الذي لا يعبأ أصحابه بخطر الحرب الزاحفة، يقفز مروجوه فوق الدمار والضحايا يتجاهلون جدوى إشعال الجنوب واستدراج الحرب وهم يعرفون أن «المساندة» لم تبدل من واقع غزة، ولم تحُد من التوحشّ، كما أنها لم تدرأ الخطر عن بيوت الآمنين وتحميهم، بل تصبّ في خدمة حسابات الخارج! بهذا السياق ينبغي التمعن بأبعاد السياسات التي مكّنت «حزب الله» من احتكار القرار، على قاعدة عزل البلد، وترك شعبه لمصيره، وانعدام وجود جهة رسمية قادرة على المبادرة واتخاذ الموقف لفرملة الاستباحة ورفع الصوت رفضاً للانتحار وتمسكاً بأولوية حماية الأرواح برفض الحرب لمنع دمار البلد.

وبهذا السياق يصبح مفهوماً تكرار فرض شغور في الرئاسة، وفراغ في السلطة التنفيذية، وتجويف المؤسسات، وصولاً إلى معطيات تتحدث عن استهداف الجيش بإسقاط تأجيل تسريح قائده، رغم ما قد يحمل من مخاطر، أولها عرقلة تعزيز العديد لاستكمال الانتشار، في حال بروز إمكانية إخلاء جنوب الليطاني من السلاح اللاشرعي والمسلحين. وعوض أن يضمن الجيش أمن الجنوب وسلام البلد، يتعذر انتشال لبنان من الحضن الإيراني في زمن الحرب الطويلة على غزة والسلام الفلسطيني المؤجل.

 

كيف تغيَّرت غزة؟

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/الخميس 14 كانون الأول 2023

كانَ في المدينة مطارٌ جميلٌ، وكانت هناك شركة طيرانٍ فلسطينية من أسطولٍ صغير، ثلاث طائرات، تسافر في رحلاتٍ يومية مجدولة، إلى مصرَ والأردن وسوريا وتركيا، بناه الرئيس الراحل ياسر عرفات في غزة بتمويل من الدول الخليجية والأوروبية في عام 1998.

وكان هناك ميناءٌ أكبر تحت الإنشاء، للسّفن التجارية وقواربِ الصيادين، للبضائعِ والركابِ برحلات بحرية إلى بورسعيد وقبرص. المطارُ والميناءُ كانَا رمزَ الحرية والوجودِ الفلسطيني. وأُضيفت إليهما هدية من السماء؛ حقل للغاز تمَّ اكتشافُه في مياه غزة نفسِها، المورد الأساسي المستقبلي للحكومة الفلسطينية.

سريعاً استقرَّ المقامُ بالفلسطينيين العائدين إلى غزة والضفة الغربية في عام 1994، بعد توقيع «اتفاق أوسلو».

عائلة ياسر عرفات غزاوية، وهو من مواليد القاهرة، عادَ يرافقه آلافٌ من «فتح»، لأول مرة على ترابها منذ سقوطِها في حرب 1967. لقد كانت الخططُ التطويرية أحلاماً قريبة المنال. يبنى المطار والحفر في الميناء وتبدأ مفاوضات حقل الغاز، على إدارتِه ومداخيله بدعم مصري، وفتح الباب لاقتراحات طموحة، مثل بناء سكة حديد تربط غزة بالقاهرة.

عند افتتاحِ مطار غزة، في ديسمبر (كانون الأول) 1998، طلبَ الرئيس الأميركي بيل كلينتون أن يحضرَ الحفلَ شخصياً، واصطحب معه زوجتَه هيلاري وابنتَه تشيلسي. كان حدثاً مهماً.

خطبَ عرفات في الجمهور مرحِّباً، قال: يا فخامة الرئيس، هذا الصباح، تشاركُنا فرحة افتتاح مطار غزة الدولي، هو بالنسبة لنا نافذة على العالم، أيضاً نافذة لشعبِنا نحو الحرية والسلام والازدهار.

ردَّ عليه كلينتون قائلاً: كما وعدتُكَ في واي ريفر، أنتم هنا... صنعُ السلامِ يتطلَّبُ شجاعة وقوة أكثر مما يتطلَّبُه استمرار الحرب. أشكرُ الرئيس عرفات على امتلاكِه القوة والحكمة لصنع السلام الذي يتطلَّب شجاعة أكثر من الاستمرار في الحرب، والطريق أمامكم قد يكون صعباً وغيرَ مؤكد.

كانت كالحلمِ القصير، منذ أن عادَ المحاربون الفلسطينيون من تونس إلى أرضهم وذويهم وتحوَّلوا من منظمة مسلحة إلى سلطة مدنية تدير قطاع غزة، ضمن مخرجاتِ «اتفاق أوسلو». عادتِ الحياة إلى المدينة، وازدهر نشاطها السياسي، وأسواقها، ومقاهيها.

إنَّما المتطرفون على الجانبين، اليهودي والفلسطينيِّ، لم يعجبهم النجاح. بعد عامٍ من «أوسلو» اغتال إسرائيليون رئيسَ الوزراء إسحق رابين، وكثفت قوى الممانعة العربية تهديداتِها لعرفات. «حماس» أصدرت بياناً ترفض فيه الاتفاقَ وتتوعَّد السلطة، ثم بدأت موجاتٌ من العنفِ المتبادل. الميناءُ الكبير الذي بدأ إنشاؤه في 1999 دمَّره الإسرائيليون في عام 2000، بحجَّة تهريبِ «حماس» أسلحة عبر البحر، وأضحَى حفرة كبيرة. دمّرت ممرات المطار وتحوَّل إلى خرابة. ونجحت «حماس» بدورها في تعقيد الوضع؛ تنفذ العملياتِ الانتحارية في الضفة، والإسرائيليون يعاقبون السلطة في رام الله.

عندما حان موعدُ الانتخابات البرلمانية، فاجأت «حماس» الجميع تطلب المشاركة السياسية. وافق الجانبان الأميركي والإسرائيلي ورفضت السلطة الفلسطينية. بالطبع، لم يكن قادة السلطة بُلَهاء، كانوا يدركون أنَّ إدخالَ «حماس» الحكمَ مناورة إسرائيلية لإضعاف السلطة. كانت تردُّ واشنطن بأنَّ إدخالَ «حماس» بيتَ الحكمِ خيرٌ من تركها في الشارع معارضة له، وأنَّ مشاركتَها البرلمانية لا تسلب منهم السلطة التنفيذية. كانَ قادة «فتح» متوجّسين، يرون أنَّهم قضوا كلَّ عمرهم في محاربة إسرائيل لتجلبَ «حماس» الدخيلة حتى تفسد عليهم كلَّ ما بنوه. كانَ المشهد مليئاً بالتناقضات؛ «حماس» تريد والسلطة الفلسطينية ترفض متذرعة بأنَّها لا تعترف بإسرائيل، ولا تقبل «أوسلو»، وترفض التخلي عن سلاحِها. أصرَّ الأميركيون والإسرائيليون، وحصدت في غزة 76 مقعداً من إجمالي 132، كافية لتمنحها الشرعية. وعلى غرارِ تاريخ «الإخوان»، الذين يتّهمون بالمراوغة والغدر، لم تكتفِ «حماس» بقيادة البرلمان، بل نفذت أيضاً انقلاباً واستولت على حكمِ غزة بالكامل.

اليوم، الأغلبية تريد من السلطة الفلسطينية أن تتقدَّمَ المشهد وتعود إلى إدارة غزة وتخلّص القطاع من إسرائيل و«حماس»، لكنَّ قياداتِ رام الله ليسوا متحمّسين، وعليهم ألا يقبلوا إلا بشروط تحترم سيادتهم، وتمنح غزة وأهلها ما حُرِموا منه، برفع الحصار وفتح المنافذ، والبدء في التنقيب عن الغاز، وتمويل إعمار القطاع المدمَّر، والأهم البدء بالتفاوض على الدولة الفلسطينية الموعودة. لو تحقق كل هذا، فالفلسطينيون أمام خيارين، «حماس» أم فلسطين، وخيار «حماس» أن تصبح مثل «فتح»، حركة سياسية وطنية.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

مجلس النواب أقر مشروعي قانوني إنتاج الطاقة المتجددة والموافقة على إبرام اتفاقية قرض مع الصندوق الكويتي واعادة "الضوابط على التحاويل المصرفية" الى اللجان

وطنية/الخميس 14 كانون الأول 2023

افتتحت الجلسة العامة التشريعية برئاسة الرئيس نبيه بري بدقيقة صمت حدادا على شهداء لبنان وفلسطين. ثم بدأ طرح البنود الواردة على جدول الاعمال، فأقر مشروع القانون الوارد بالمرسوم رقم 9000 المتعلق بإنتاج الطاقة المتجددة الموزعة" ثم ناقشت الهيئة العامة لمجلس النواب مشروع القانون الوارد في المرسوم رقم 9014 المتعلق بوضع ضوابط إستثنائية وموقتة عل التحاويل المصرفية والسحوبات النقدية، وأعيد الى اللجان بناء لطلب رئيس الحكومة. وأقر مشروع القانون الوارد في المرسوم رقم 9204 المتعلق بطلب الموافقة على  إبرام إتفاقية قرض رقم (1061)  بين الجمهورية اللبنانية والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية لتمويل مشروع إنشاء منظومات للصرف الصحي في قضاء البترون.

 

بري رفع الجلسة التشريعية إلى الغد بسبب فقدان النصاب

وطنية /الخميس 14 كانون الأول 2023

رفع رئيس مجلس النواب نبيه بري الجلسة التشريعية،إلى الثالثة من بعد ظهر غد الجمعة، بسببب فقدان النصاب.

 

الراعي عرض للاوضاع مع فرونتسكا

وطنية/الخميس 14 كانون الأول 2023

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي الممثلة الشخصية للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا ، وجرى عرض الاوضاع الراهنة محليا واقليميا. كما استقبل  على التوالي : الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الآباتي هادي محفوظ، ثم سفيرة الأرجنتين الجديدة في لبنان ماريا فرجينيا ريس قطار.

 

 قائد الجيش عرض الاوضاع مع سامي الجميل

وطنية/الخميس 14 كانون الأول 2023

استقبل قائد الجيش العماد جوزاف عون، في مكتبه، في اليرزة، النائب سامي الجميل، وتناول البحث الأوضاع العامة في البلاد، إضافة إلى وضع المؤسسة العسكرية، في ظل المهمات التي تنفذها لحفظ الأمن والاستقرار.

 

ملخص مقابلة جنبلاط مع "هلا لندن"/"الموفد الفرنسي قلق"... جنبلاط: لِـ يُعين العميد حسان عودة قائدًا للجيش

 موقع ليبانون ديبايت/الخميس 14 كانون الأول 2023

أشار رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي السابق وليد جنبلاط إلى، انه "حتى هذه اللحظة الدول الداعمة لإسرائيل في هذه المجزرة والمذبحة، لم تتوصّل بعد إلى قناعة بوقف الحرب، إذاً الحرب قد تَطول لأشهر رُبما، هناك رأي عام مُفيد جداً، وهذه التظاهرات في الغرب والتي هي غائبة في الشرق، لكن لم تُغيّر بعد في موقف بعض الدول، إلا بالتصويت الأخير الذي جرى في مجلس الأمن حيثُ أيدت فرنسا وقف إطلاق النار، إنما على الأرض فقيل لأهل غزة التي ضربتهم تلك النكبة الكُبرى إذهبوا إلى الجنوب"، سائلاً: "انهم يضربون الجنوب بخان يونس، فالى أين يذهبون أهل غرة؟ الى معبر رفح الذي قد يكون لتهجير القسم الأكبر منهم؟ ثمّ غزة تبقى كما هي خراب بخراب".

وأضاف في حديث لِـ"هلا لندن": "لستُ على اطلاع كافٍ بالطريقة التي يُدار بها معبر رفح، فأولاً يجب إخراج أكبر عدد ممكن من الجرحى، كما يجب إدخال المؤمن الكافية بدون تفتيش، لكن هناك تنسيق بين معبر رفح ومعبر كرم ابو سالم والمعابر الاسرائيلية المتعددة، وقيل بأن السفير الأميركي السابق في لبنان سادوفلت سيكون هو المسؤول عن المعونات لغزة".

ورداً على سؤال حول ما إذا إن كانت عملية طوفان الأقصى ستدخل في التاريخ لأنها أعطت أملاً بدولة فلسطينية أم ستكون نكبة أكبر من الـ1948، أجاب جنبلاط: "أميل الى الشق الثاني، نعم قد تكون بشكل مرحلي نكبة، لكن ما من أحد يستطيع القول أنه لا وجود للشعب الفلسطيني، كما أنّه لا يمكن القضاء على حماس وفقَ ما قالت بعض التصريحات، إذ إنَّ حماس موجودة اليوم، وغداً ستكون حركة أخرى"، مضيفاً أنَّ "الواقع اليوم يقول أن هناك 800 ألف أو مليون مستوطن في الضفة والأرض تتقلص في حين أنَّ الاستباحة تتوسع كل يوم، وبذلك من الذي سيأمر 800 ألف اسرائيلي أو يهودي بالخروح من الضفة؟ لا أحد!".

وتابع، "هذه الوحشية بالتصرف في غزة، وهم أيّ الإسرائيليين، وحوش في الأساس، خاصةً واننا رأينا وحشيتهم في حصار بيروت، قانا، اجتياح لبنان وغيرها، لكن على الأقل استفاق الرأي العام العالمي اليوم، الذي كان قد نسي فلسطين، على القضية، حيث انّها عادت على الأجندة الدولية وستبقى، ما يدلّ على أنَّ هناك جيلاً من الشباب في هذا العالم الحر والمتقدم أيقن وجود مأساة في فلسطين، وهناك رؤساء جامعات أجبروا على الاستقالة، بالإضافة إلى القوانين التي خرجت من الكونغرس والتي بيّنت بشكل مباشر بأنَّ أي معاداة للصهيونية هي معادة للسامية".

ولفتَ جنبلاط إلى، أنَّ "الموقف الفرنسي تغيرّ أخيراً إيجاباً، إذ إنَّ فرنسا هي البلد الأول بجالية فرنسيّة لكن أيضاً عربية إسلامية، وهناك مشكلة داخلية كبيرة، من حيث الصحافيين وغيرهم فهناك قمع هائل في فرنسا وبريطانيا وأميركا، إلاّ بعض الأفراد مثل رئيس الوزراء الفرنسي السابق دومينيك دو فيلبان، كذلك جان لوك ميلونشون، فمواقفه ممتازة وأصبحت من جماعته، فإذا كنت أريد أن أصوت سأصوت له".

وعن وضع ماكرون المعقّد والدقيق، قال: "أفهم ماكرون إذ إنَّ هناك فرنسيون قضوا في الحرب على غزة، ولكن 40% من أهل غزة تهجّروا من فلسطين التاريخية الـ48 والتي هي بجانبهم، ما يسمّى بغلاف غزة، وهي أرض فلسطينية، بالإضافة إلى مليوني شخص محاصرون خلال الحروب على غزة، وبذلك فالأمر يختلف، خاصة عند مشاهدة البعض يرقص بالجوار، لذا فالوضع يحتاج إلى بعض التقدير والترفع والجرأة، لكن الجيد في الأمر أنَّ الموقف تغيّر إذ كنا في نظرية داعش حماس أصبحنا نصوّت مع وقف إطلاق النار".

ورداً على سؤال، اعتبرَ جنبلاط، أنّه "طالما لم يتم وقف إطلاق للنار في غزة، فإنَّ مليوني شخص موجودون تحت الضرب كلّ يوم، فإلى أين يتوجهون؟"، لافتاً إلى أن "لا وجود للحل السياسي، بل إنها جولة من الجولات، ولم أعد أؤمن بحل الدولتين، بل يمكن إعطاء إيمان نظري بالدولة الواحدة، الفكرة التي أعطاها إدوارد سعيد منذ سنوات بدولة مزدوجة الهوية، لكن دولتين مستحيل".

وأردف، "أراسل الدكتور وليد خالدي وكنت من طلابه، وقدّم لي لائحة بمسؤولين إسرائيليين من بن غوريون وصولاً إلى نتياهو، ما من أحد اعترف بإمكانية القيام بدولتين او أن الضفة هي فلسطين، بل إنهم أجمعوا على أن شرقي الأردن هو فلسطين، وهذه نظرية فاريز في العام 1967 عندما احتل الإسرائيليون الضفة، من هنا الخطر على الأردن ويجب على العرب القيام بدعمها اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً".

ولفت جنبلاط إلى، أنَّ "منظمة التحرير خرجت والجناح العسكري من الفلسطينيين في السابق باتفاق لبناني أميركي، وإسرائيلي في مكان ما، ولكن اليوم إذا كنا سنقوم بمقارنة، فلن تكن النتيجة نفسها، إذ إنَّ هناك شعباً في الجنوب، فلا يمكننا إخراج الشعب الجنوبي من لبنان"، مضيفاً: "لا يمكن القضاء على حماس، قد تخرج منظمات غيرها، إذ هناك حماس والجهاد الإسلامي وحركة فتح والشعب الفلسطيني، وبالرغم من النكبة فلن ينسى هذا الشعب أرضه، لكن في لبنان، إذا كان هناك مجالاً للمقارنة بين منظمة التحرير والمقاومة وحزب الله، فإنَّ حزب الله ليس بغريب عن لبنان".

واستكمل، "لا زلت أحذّر من الاستدراج إلى حرب، لكن عملية الاستدراج تتم من خلال الفريقين، الفريق الأول المقاومة، لكن حتى هذه اللحظة تقول أوساط المقاومة أنها تحترم قواعد الإشتباك، بينما الفريق الثاني وهو الإسرائيلي، فهل يريد توسع الحرب، هذا السؤال لا إجابة عليه، لكن فلنأخذ الحذر الأقصى، إذ إمكانية الدخول في حرب واستدراج الإسرائيلي للأساطيل الموجودة في البحر ليست ببعيدة".

واعتبرَ جنبلاط، أنَّ "الموفد الفرنسي برنارد إيمييه قلق والمطلوب منه ومن جو بايدن الضغط على إسرائيل إذ إنَّ هناك غرفة عمليات مشتركة وموجودة، وهناك قوات تشتبك على الأرض مع حماس كما وجود لمرتزقة موجودة في كل مكان، والحزب لا يمكنه التخفيف من حدّة العمليات، بينما هناك حي في الخيام دمره الإسرائيلي، ولكنه يحافظ قدر المستطاع، ولست في موقع أدافع عن الحزب لكنه خسر 100 شهيد حتى اليوم، وحتى اللحظة إدارة الأزمة ممتازة، لكن هناك على خط آخر الإسرائيلين".

وقال: "يُطبّق القرار 1701 إذا تم وقف إطلاق النار، لكن البلد يتعرض لاعتداء يومي، ولا يمكننا القول للحزب أو لأهالي الجنوب أن ينسحبوا منه، هناك حيثية وجود سلاح الحزب والجيش، ولقد سقط شهيداً للجيش، والإعتذار الإسرائيلي مسرحية، بذلك هناك مؤشرات تصعيد".

وذكر، "عدت إلى قراءة اتفاق الهدنة بين إسرائيل ولبنان في العام 1949، وخاصة آخر بندين يتعلقان بتحديد السلاح في الجهتين، فهل يمكننا تطبيقه اليوم؟". وقال: "لست مع الحرب لكنها قد تحدث، ولست أنا من أقرر، والمعادلة أكبر بكثير مني ومن بعض السياسيين اللبنانيين، بل هي معادلة دولية تقودها أميركا، ورأينا الإنحياز الكبير في تصريح بايدن منذ اليوم الأول للحرب، وتصريح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي قال أنا يهودي".

ودعا جنبلاط للحفاظ على القرار 1701، وعدم السماح بأي ذريعة لتعديله، أو انسحاب القوات الدولية، لأنه إذا ما انسحبت فسنكون بحالة حرب وجهاً لوجه مع إسرائيل.

ولفت الى، أنَّ "تعيين قائد جيش جديد خط أحمر لدى البطريرك الراعي وأتفهم ذلك، وبذلك أصبح هناك حالتين، إما التمديد للقائد الحالي، وهو تمرّس في قيادة الجيش منذ 7 سنوات أو ترقية ضابط حسب الأقدمية، وقد يعترض البعض على كلامي هذا، فيُعين العميد حسان عودة لإستلام الفراغ في حال تقاعد قائد الجيش، لأنه وبحسب قانون الدفاع فعندما يغيب قائد الجيش، يستلم مكانه، لكن الأفضل أن يكون قائد جيش مع رئيس اركان ومجلس عسكري". وتابع جنبلاط، " أما اذا استحال الامر نتيجة السياسات العبثية لبعض السياسيين في لبنان كأن لبنان ليس في الحرب، بل إن لبنان في حرب ومهدد بحرب أكبر لكن هناك حسابات انتخابية صغيرة جداً". وعن الجمود في الملف الرئاسي، أجاب: "ليس هناك من مُحاور، ولا بد للجنة الخماسية وجان ايف لورديان تحريك هذا الملف". وردا على سؤال عن تسوية لوصول سليمان فرنجية الى الرئاسة، قال جنبلاط: "آنذاك قال اللقاء الديمقراطي برئاسة تيمور جنبلاط بأنه لسنا مع مرشح تحدي وايضا الفريق الثاني ما يسمى بالممانعة قالوا نرفض مرشح التحدي وكانوا قد رفضوا ميشال معوض في البداية وبعده جهاد أزعور، كما ليس لدي معطيات جديدة في هذا الخصوص". وعند سؤاله حول قدرة لبنان على التأقلم مع الفراغ داخل الدولة، قال جنبلاط: "المطلوب تقديم الدعم، إذ يقال بأن أميركا وقطر تدعم العسكر بمئة دولار، بعد أن كان راتبهم في السابق 600 و700 دولار، أما القطاع العام، والأساتذة اللذين لولا بعض الجهود لوزير التربية لكان وضعهم يزداد سوءً، كذلك تعاونية الموظفين جهد مقبول من الداخل والضمان الاجتماعي، وبذلك فإنَّ القطاع العام تدمر، مع وجود رفضاً عبثياً في حضور مجلس النواب وإعطاء الحكومة الصلاحيات قبل انتخاب الرئيس، وفي حال عدم انتخاب رئيس نبقى نقاطع الجلسات، فما هذه البدعة؟!". وعن الدور الذي لعبه القطاع الخاص في ظل الأزمة، قال جنبلاط: "هناك قطاع عام، كالاستشفاء والتعليم والجامعة اللبنانية وتعاونية الموظفين والضمان الاجتماعي والجيش والقوى الأمن، علماً أنَّ القطاع الخاص يستفيد من هبوط الليرة، إنما لا يمكن الحصر فقط بالقطاع الخاص".  وختم، "كنت قد زرت وسط بيروت عدّة مرات، وأحد المرات زرت ضريح الرئيس الحريري ليلاً، فكان الوسط مظلماً بأكمله، هذا هو وسط بيروت الذي بناه رفيق الحريري!".

 

بري يحسمها: لا علاقة لنا بالحكومة

الجديد/الخميس 14 كانون الأول 2023

أفادت “الجديد”، بأن الجلسة التشريعية استهلت بسؤال وجهه النائب جورج عدوان لرئيس مجلس النواب نبيه بري، إذ سأل عدوان: “سنكمل بالتشريع حتى لو أقرت الحكومة تأجيل التسريح؟”، ليجيب بري: “بالطبع لا علاقة لنا بالحكومة”. وأضاف عدوان: “أؤكد أن اتخاذ قرار في الحكومة بتأخير تسريح قائد الجيش لا يؤثر إطلاقاً على طرح تعديل سنّ التسريح لرتبة عماد وإقراره في مجلس النواب”، فردّ عليه برّي: “سأطرح الموضوع على النواب والقرار يعود لهم”.

 

المعارضة: “الحزب” المستفيد الوحيد من إضعاف الجيش

 الجمهورية/الخميس 14 كانون الأول 2023

أبلغت مصادر المعارضة الى “الجمهورية” قولها، انّ العائق الأساس، في وجه التمديد لقائد الجيش ليس التيار الوطني الحر فقط، بل هو “حزب الله” المستفيد الوحيد من إضعاف الجيش ومن اي خلل يصيب المؤسسة العسكرية. وأشارت الى “اننا سنواجه هذا الامر بكل السبل، حيث لم يعد خافياً انّ هدفهم الأساس هو إخراج العماد جوزف عون من موقعه كمرشح قوي لرئاسة الجمهورية لمصلحة مرشّح الممانعة”.

 

أهالي العيشية لـ “الصهر المدلّل”: ستنتهي وحيداً!

بيان/الخميس 14 كانون الأول 2023

استنكر أهالي بلدة العيشية “الحملة الشعواء التي يشنّها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل على ابن البلدة القائد المغوار جوزاف خليل عون، واتهامه بالخيانة وقلة الوفاء ومخالفة القانون، مضمّنا خطابه الأخير الاتهامات والأكاذيب والتضليل بهدف النيل من صورة القائد لأهداف باتت مكشوفة للقاصي والداني.”

وأضافوا في بيان: “لن نفنّد أكاذيبه واتهاماته الباطلة كي لا ننساق الى المستوى المتدنّي الذي بات ملاذه الوحيد، بعد أن تراكمت خسائره بسبب فتنويته وحقده وكيديته وخبثه، الا أن خسارته الكبيرة والتي سيذكرها التاريخ، لا بل سيلعنه التاريخ لأجلها، أنه، وهو المدّعي بأنه وتياره وُلدوا من رحم الجيش، بات هاجسه الوحيد التصويب على شخص قائد الجيش.” وتابع البيان: “معيب بحق باسيل، الصهر “المدلّل” لقائد سابق للجيش، أن يكون الشاتم الوحيد اليوم لقائد الجيش. معيب على تيّاره أن يقود اليوم في ظلّ هذه الظروف الاستثنائية حملة تخوين على رمز الرجولة والوطنية والشرف والتضحية والوفاء. هذا النهج التدميري التخريبي الذي عايشه لبنان أواخر الثمانينات، تستعيده اليوم للأهداف الشخصية نفسها.” وتابع الاهالي بالقول لباسيل: “أبعد شرورك عن الجيش، فهو ليس ملكك، وأبعد حقدك عن القائد، لأنّ تاريخه ناصع بالصدق والاستقامة، وتاريخك مكشوف بالكذب والفساد والسمسرات والصفقات. حربك عليه لن تحطّم صورته في عيون اللبنانيين، إنما ستحرقك وحدك، وستنتهي وحيدا تبكي على الأطلال مستذكرا بطولات وهمية أوهتمونا بها. أردته مطواعا لتنفيذ مآربك المشبوهة، لكنّ وطنيته واستقلاليته وشفافيته كشفت ألاعيبك، فاتهمته بالخيانة والانقلاب، تخطّيت كل الخطوط الحمر مستعملا السلاح غير المشروع في حربك ضدّه، لخلفيات شخصية بحت.” وختم البيان: “من العيشية، البلدة الجنوبية الأبيّة التي قدمت الشهداء للوطن ورفدت المؤسسة العسكرية بخيرة شبابها، والتي تفتخر بابنها العماد جوزاف عون قائدا لهذه المؤسسة، تهيب بالقائد السابق للجيش العماد ميشال عون أن يكفّ شرور صهره “المدلّل”، فمعيب بحقهما ما يحصل لأن التاريخ لن يرحم.”

 

جعجع: أنا مستهدف.. ولم أعد أنتظر شيئاً من فرنسا!

Valeurs Actuelles/الخميس 14 كانون الأول 2023

أكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ، في حديث أجرته معه مجلة Valeurs Actuelles من خلال حوار أجراه الصحافي الفرنسي مارييديك رافريه في معراب ” أنه لم يعد ينتظر شيئاً من فرنسا، مضيفا: “من الناحية العاطفية، لا أزال أنتظر فرنسا، إنما من الناحية العملية، فإنني لم أعد أتوقع أي شيء. لنأخذ الإستحقاق الرئاسي على سبيل المثال بذلت فرنسا في البداية، جهوداً كبيرة لضمان انتخاب اللبنانيين لمرشح حزب الله، سليمان فرنجية. بالنسبة لي كمواطن لبناني يحب فرنسا، يعتبر هذا الأمر غير مقبول.”كما أوضح أنه مستهدف “من قبل حزب الله لأنه تحوّل إلى زعيم أكبر حزب لبناني بفعل ثقة اللبنانيين في الإنتخابات النيابية الأخيرة”، شرح دور فرنسا في لبنان، ومقاربتها الإستحقاقات السياسية اللبنانية على قاعدة “فليكن”. وعن رؤيته لمستقبل لبنان، قال جعجع: “من الصعب توقع مستقبل لبنان، حتى وإن كان هناك اتجاه بانتهاء حرب غزة، اذ سيتغيّر ميزان القوى في الشرق الأوسط. ما لا نعرفه هو مدى هذا التغيير في الوضع : قليلاً أم كثيراً…؟ وتابع قائلا: “قبل 7 تشرين الأول، كانت توجد إشارات إيجابية كثيرة في الاقتصاد. توقعنا زيادتها في عيد الميلاد ولكن تلاشى الزخم وجمّدت الحرب الساحة اللبنانية ولكن لا تزال بلادنا واحة للحرية والديمقراطية في الشرق الأوسط رغم كل المآسي الماضية.” وأضاف جعجع: “بالرغم من 30 عامًا من الاحتلال السوري (1976-2005)، وهيمنة حزب الله منذ العام 2005، مع التشديد على إنه سلاح إيراني بامتياز ، يريد أن يفرض أجندته على لبنان، إلا أنه لم ينجح بذلك، وانتهى به الأمر بشلّ البلاد بالشكل الذي نعرفه ونعيشه اليوم… ولكن جذورنا لا تزال موجودة… ولو أنها حالياً في مرحلة سبات.” كما استشهد رئيس القوات بما كتبه صحافي بريطاني مؤخراً، قائلا: “فرنسا في لبنان: فليكن”. في كل مرة تتخذ فيها فرنسا موقفاً في لبنان، فهو يتم إتخاذه بعيد عن أدنى فكرة عن الوضع والواقع. فقد دعمت في السابق، السوريين. “فليكن” الأمر كذلك. والآن حزب الله. “فليكن” الأمر كذلك. لا تأخذ فرنسا بعين الإعتبار إلا توازن القوى. ومن هذه الزاوية، إذا نظرنا إلى لبنان من بعيد، تتكوّن فكرة لدينا أن حزب الله لديه أسلحة، وأنه قوي وتدعمه إيران، ولذلك يجب عدم مضايقته. وبالتالي فلا بأس أذا تعارض دعم مرشحها مع سيادة لبنان وإصلاحاته ومؤسساته. وفي حينه هذا الأمر لم يكن مقبولا. منذ ذلك الوقت، بدّل الفرنسيون رأيهم.” وختم: “من البديهي الإشارة إلى أنني أصبحت هدفاً لحزب الله نعرف أنهم ليسوا حمقى فهم حين يقتلون المعارضين، يبرّرون فعلهم بتغيير الوضع، ولا سيّما أن القوات اللبنانية أصبحت اليوم تشكّل الأغلبية بين المسيحيين، منذ الانتخابات التشريعية في العام 2022 ، غير أن لجوئي إلى هذا المكان ليس بالأمر الجديد ولا المستغرب، فقد سكن أسلافي الجبال بشكل دائم.”

 

الشغور يهدِّد الجيش بالإنقسام

 ليبانون ديبايت/الخميس 14 كانون الأول 2023

بدت المواقف السياسية التي توالت بالأمس، مُجمعةً على أن الشغور في قيادة الجيش، الذي شغل المجلس النيابي وحكومة تصريف الأعمال، والموفدين الديبلوماسيين الذين زاروا بيروت أخيراً، قد وصل إلى محطته الأخيرة، في المجلس النيابي اليوم أو في مجلس الوزراء غداً. ومع التركيز على أولوية منع شغور موقع قائد الجيش، يبقى السؤال حول مشاركة النواب في جلسة تشريع الضرورة اليوم، من دون أجوبة محسومة. وفيما أعلن نواب في تكتل "التغيير" مقاطعتهم الجلسة العامة اليوم، فإن النائب التغييري ياسين ياسين، يكشف ل"ليبانون ديبايت"، أنه لم يحسم قراره بهذا الشأن، وإن كان يشدِّد على أن الأولوية اليوم، هي للجيش، وذلك لجهة تمديد مهام قائد الجيش العماد جوزيف عون، أو تعيين قائدٍ جديد. إلاّ أن النائب ياسين، يؤكد أن مسؤولية تعيين قائدٍ للجيش، تقع على عاتق السلطة التنفيذية بالدرجة الأولى، وليس المجلس النيابي، خصوصاً وأن المجلس النيابي اليوم هو هيئة ناخبة، معتبراً أن "الناس أعطتنا الوكالة لكي نقرأ بين السطور، ولذلك نحاول مقاربة الأمور بطريقة مختلفة، وسنتّخذ القرار الذي يؤمِّن مصلحتهم". وبرأي النائب ياسين، فإن سلسلة من الشغور، تتوالى في كل المؤسّسات، وسط انقسامات سياسية ومذهبية وخلافات على المصالح الخاصة على كل المستويات، ولذا، فهو يحذِّر من شغور وفراغ جديد في المؤسسة العسكرية، معتبراً أنه في تلك الحالة، ستنعكس الإنقسامات على المؤسسة العسكرية التي تأخذ أوامرها من السلطة السياسية، وعندها من غير الممكن معرفة ما سيكون عليه وضع البلد، علماً أننا في حالة حرب مع العدو الإسرائيلي. وانطلاقاً ممّا تقدم، ولجهة المشاركة في جلسة اليوم، يقول ياسين، إن "الأمور ليست واضحة مئة بالمئة، وفي المبدأ لا يجب أن نشارك لأن المجلس هيئة ناخبة، لكن الواضح أن السلطة تخلّت عن واجباتها، ومن حيث الشكل هي مُمسكة بالأمور، لكن في المضمون هي فارغة، وقد خرقت القانون والدستور على مدى سنوات من التمديد لنفسها وعدم ملء الشغور في المؤسسات، وتحاول اليوم رمي المسؤولية عنها على النائب". ويستدرك ياسين، مؤكداً "إنها مسؤوليتي ولن أهرب، وأحاول مقاربة الأمور في حال كنا نستطيع أن نمنع الإنهيار ونمنع الفراغ ونساهم في تعزيز المؤسسة العسكرية، وهي المؤسسة التي نجحت منذ ال2005 وحتى اليوم، ورغم الإنقسام في البلاد، أن تكون وطنية، كما أن قائد الجيش الحالي، أثبت جدارته وقدرته على إدارة المؤسسة، وبالتالي، فأنا أدعم التمديد ولكن المشاركة بالجلسة ليست مسألة سهلة، في ضوء المقاربات والإجتهادات القانونية، بمعنى أنها ليست أبيض أو أسود، لذلك لم أتخذ القرار بعد، مع العلم أن الأولوية هي لمصالح اللبنانيين". وعن مصير المؤسسة في حال لم يكتمل النصاب في الجلسة العام، يوضح ياسين أن "مجلس الوزراء سيتحمل المسؤولية".

 

نص تغريدات مختارة ليوم الخميس 14 الأول/2023

البابا فرنسيس

علينا أن نلتزم لكي يكون الذكاء الاصطناعي في خدمة السلام العالمي، وليس تهديدا، وأن نتأمّل حول تأثيره على مستقبل العائلة البشرية. ولهذا الموضوع كرست رسالة اليوم العالمي للسلام.

إن الطريقة التي نستخدم بها هذه التقنيات من أجل إدماج الأخيرين، أي الإخوة والأخوات الأشدَّ ضعفًا والمعوزين، هي المقياس الكاشف لإنسانيتنا.

 

الجنرال ميشال معيكي

كفاءة ومؤهلات الجيش اللبناني تضاهي جيوش النخبة. واذا كان "ممنوعا" من التسلّح للقيام بالمهمات الكبرى، فهو قادر على  إنقاذ الشعب من جلاديه، لولا تدخّل هولاء المجرمين لجعله عاجزاً. ارفعوا ايديكم الوسخة عن مؤسسة بقيت نظيفة رغم أنوفكم.. بل، لقد آن الاوان، ليضع هو يديه عليكم !

 

حسن أحمد خليل

وقاحة فوقها وقاحة وتحتها وقاحة ومن خلفها وامامها وحولها وقاحات... وجهل وغباء ونفاق وتآمر..

مجلس نواب العار ما زال يجتمع ليشرع قوانين، هم اول من  لا يطبقها..

مجلس العار يريد ان يقر كابيتال كونترول بعد تحويلهم اموالهم الى الخارج، وسرقة اموال شعبهم في الداخل..مجلس العار يريد ان يقر اعادة هيكلة مصارف، بعد ان سرقت ونهبت بعضها.. وعربدت وافلست اخرى. فقط ليستمروا في السرقة.. بينما اغلب المصارف اصبحت مفلسة ويجب تملكها من المودعين النائمين... شششخخخخخررر.. يريدون الآن إقرار قانون صندوق سيادي لسمك في البحر. ولو صدف ان ظهر السمك ياكلونه قبل تفريغه من الشبك... والدنيا ماشية... والناس تخدرت... وكلما انحشروا تحصل احداث تبعد الضوء عنهم.. ثم يعودون ليفجروا ويعربدوا...لن يتوقفوا حتى ولو مات كل شعبهم...

 

منير يونس

يصرخ البنكرجية بأن الدولة تظلمهم وتستهدفهم!

 أي دولة؟

الدولة التي جعلت القضاء رحيماً مع المصارف والمصرفيين؟

والتي تواطأت مع البنكرجية ضد المودعين؟

 والتي يساهم ابرز النافذين فيها في ملكيات البنوك؟

 

طوني بولس

استمرار خضوع لبنان للوكيل الإيراني سيبقي البلاد تحت رحمة تحالف المافيا والسلاح، وتعطيل دائم لأي تغيير عبر نتائج الانتخابات.

عندما اتت نتائج انتخابات ٢٠٢٢ بعكس ارادة الحزب، تم اقفال السلطة التشريعية والاستمرار بسلطة تنفيذية من مخلفات نتائج انتخابات ٢٠١٨.

البيان الوزاري الذي يتلطى الحزب خلفه لم ينل ثقة المجلس النيابي المنتخب وبالتالي يفترض ان يكون "البند" المرتبط به معلقاً بانتظار موافقة البرلمان.

 

أحمد الجارالله

ياهنيه يامسيلمه الكذاب خطابك الاخير في الدوحه خطاب يندى له الجبين الاتخجل من نفسك بعد كل الدمارالبشري والعمراني في غزه تزبد وترجف وأنك ستظل الحاكم المطاع في غزه أنت وزبانيتك الذين إختفوا بينما إسرائيل تدمر غزه وأهلها الشهداء ياهنيه لاهناك الله بحياتك شهداء غزه حوالي خمسين الف جلهم من الاطفال جعلهم الله طيور خضر في جنات النعيم ياهنيه وتابعك كل القفف المتمصلحه من القضيه الفلسطينيه #هنيه لاهناك الله بحياتك اللهم احط حياتك بنفس الرعب الذي عاشه أهل غزه الابرار اما #خالد #مشعل #والسنوار #ومحمد #الضيف فدعاء ثكالى غزه سينال منهم !١١

الكلاب لاتنبح الا قرب بيوتها خارج حدود بيوتها تسرع الهرب كتاكيت الحوثين بتعليمات من مخصيهم المقدس عبدالملك الحوثي هذه الايام متسلطين علي النباح علي سفن العالم القريبه من حدود اليمن البلد الذي يغتصبون حكمه تعرفون أن القراد حشره صغيره لكنها مؤذيه عندما تقرص دبر البقره لكن في النهايه ذيل البقره ينهي أذاها بقتلها !!!

 

د. فارس سعيد

**سقطت سرديّة الجميع

كان من الأفضل انتخاب رئيس

"و بلا بهدلة"

**يضحكني من يتكلّم في لبنان عن معارضة

معارضة من؟

الحكومة؟ هي بدل عن ضائع

السلطة الحقيقية تتمثل بحزب الله

و اذا اراد احد المعارضة عليه ان يعارض احتلال لبنان و احتلال قراره الوطني في المجالس البلدية و اللجان النيابية والحكومات المشتركة..

اذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا

**يدرس الغرب كيفية مساعدة " قانونية" لمن يريد انهاء حياته بسبب مرض عضال و التخفيف من آلامه…

في الشرق يطلب الانسان بكامل عافيته و صحّته و عقله الاستشهاد حيث "تبدأ" حياته…

**نحن في مرحلة انتقاليّة تتطلّب كثير من الدقّة

تكثر الثرثرة عن

١-انتهاء الجمهوريّة الثانية و مجهول الثالثة

٢-يكثر الكلام عن انتهاء" الطائف" بدون اي  صيغ مقنعة او رصينة

٣-سينتهي شكل الجيش و لا نعرف ما هي الصيغة الجديدة كانشاء لواء على طريقة الحشد الشعبي

مع قائد من البيئة المقاومة

**نحن صحيح في مرحلة انتقالية انما

١-البديل عن الطائف هو الخروج من العيش المشترك

٢-يعني حروب باردة دائمة بين الطوائف تتطلّب دعم او تبنّي اقليمي لكل طائفة

٣-انشاء لواء يستوعب حزب الله يعني انشاء جيشين

٤-و استنساخ نموذج ايران و العراق

 جيش و حرس ثوري

جيش و حشد شعبي

جيش و حرس حدود…

**لأننا في مرحلة انتقالية

لأن موازين القوى لا تسمح مغامرات

لأننا صغار امام احداث كبيرة

١-لدينا دستور بينما لا دساتير في المنطقة

٢-لدينا عقد سياسي بين الطوائف تمسكوا به لان لا عقود بين الطوائف انظروا الى فلسطين و سوريا…

٣-لدينا جيش بينما لا جيوش من حولنا…ميليشيات اغلبها ايرانية

 

الياس الزغبي

الواضح أن هناك اتجاهاً غالباً لدى كتل نيابية وازنة إلى رفع سن التقاعد لرتبة عماد لمدة سنة.

وهذا يعني صدور قانون أقوى من مرسوم أو قرار تأجيل تسريح قائد الجيش لستة أشهر.

فالقانون أعلى رتبة من المرسوم ويفرض التمديد سنة كاملة للقائد، ويكون تأجيل التسريح في الحكومة لزوم ما لا يلزم!

 

 محمد الأمين

السلاح غير الشرعي ليس اشكالية وانما جريمة بحق الوطن والشعب

ولاية الفقية التي تقمع الإيرانيين لمطالبتهم بالحريه، كيف لحزبها في لبنان أن يقبل برأي اللبنانين.

 

النائب مارك ضو

حقد الصهر على ثورة ١٧ تشرين مستمر الى حد انه يعتبر قائد الجيش "خائن" و"قليل الوفاء"  لانه رفض اوامر راس العهد وصهر العهد بقمع اللبنانيين...

ويبلغ الحقد الشخصي الرئاسي الذي لطالما ميز صهر العهد وطفل النظام؟ بتهديد وحدة الجيش من اجل حسابات ضيقة على قياسه.

ربما سبب ذلك ان عمه جعله مدللا ولم يتوان عن تعطيل تشكيل حكومات "كرمال الصهر" كما صرح علنا.

اعتاد الهيلاهو ان ينال ما يري بالصراخ والابتزاز فانطبق عليه "الفاجر يأكل مال التاجر"...

ان المسؤولية الوطنية تحتم تسيير عمل الدولة والحفاظ على مؤسساتها في ظل التحلل القائم وجبران هو احد اربابه الذي حتى عطل تعيين حراس احراش وقضاة وضباط الجيش ذاته.

لا غرابة ان يعيرنا امثاله باحترام دولة القانون وهو كان اول المصدقين على التمديد لرياض سلامة لفترة جديدة يوم كان وزيرا للخارجية فصادق ووزرائه على اقتراح رئيس الجمهورية ميشال عون بالتجديد لسلامة من خارج اعمال الحكومة .

لم يعد مسموحا لمن استسهل الافتراء على الناس والدستور والقانون.. ان يمارس السياسة الرخيصة والكلام  الباطل ويمر دون جواب

 

جولي دكاش

تجري محاولات لإسقاط مؤسسة #الجيش_اللبناني،#المؤسسة_العسكرية الوحيدة المخولة حماية اراضي الجمهورية والمحافظة على سلامة الدولة من كل تعد داخلي او خارجي.

يتمً ذلك في اطار مسار انقلابي على كل مؤسسات الدولة لمصلحة دولة الاحتلال!

 

بيتر جرمانوس

*هل يتحمل رئيس الحكومة نجيب الميقاتي مسؤولية تفريغ قيادة الجيش اللبناني في هذا التوقيت الخطير أمام المجتمع الدولي واللجنة الخماسية ؟ هل يتحمل ميقاتي تداعيات هذا الأمر على ثروته الأسطورية ؟ إذا نظر خلفه ومن حوله نظرة سريعة، لتيقن ان سيكون هناك تداعيات خطيرة عليه وعلى البلد.

*الجيش الفرنسي (وهو من أعرق الجيوش) إستسلم أمام الجيش النازي لتفادي تدمير باريس. الجيش الياباني العظيم إستسلم بعد ثاني قنبلة نووية. ١٩١٨ #تركيا توقع على معاهدة إستسلام مع الحلفاء لإنقاذ ما تبقى من أراضيها. أي إنسان وطني يجب أن يطلب من حماس أن تستسلم إنقاذا لما تبقى من فلسطين.

*لقوات أنتجت هذه +++++++ مرتين، مرة بمنع وصول الشيخ ميخائيل الضاهر، ومرة عند إنتخاب المدمر عام ٢٠١٦. وما زالت القوات تهادنهم وتتقاطع معهم. القوات اليوم تشبه أكثر جمعية مار منصور منها القوات اللبنانية البشيرية. بئس هذا الزمن والرحمة لروح شباب المقاومة اللبنانية. زمن_الانحطاط.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 14-15 كانون الأول/2023

رابط الموقع                                                                      

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins

 

في اسفل رابط حسابي الجديد ع التويتر/ حسابي الأساسي والقديم اقفل ومن يرغب بمتابعتي ع التوتر الرابط في أسفل

https://twitter.com/BejjaniY42177

Below is the link of my new Twitter account/My old one was closed   For those who want to follow me the link is below

https://twitter.com/BejjaniY42177

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 14 كانون الأول/2023/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/125167/125167/

ليوم 14 كانون الأول/2023/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For December 14/2023/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/125158/125158/

December 14/2023/