المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 26 أيلول/2022

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.september26.22.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

وحِيْنَ يُسْلِمُونَكُم، لا تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَو بِمَاذَا تَتَكَلَّمُون، فَإِنَّكُم سَتُعْطَونَ في تِلْكَ السَّاعَةِ مَا تَتَكَلَّمُونَ بِهِ. فَلَسْتُم أَنْتُمُ ٱلمُتَكَلِّمِيْن، بَلْ رُوحُ أَبِيْكُم هُوَ المُتَكَلِّمُ فِيْكُم.

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/ بيان نواب السنة تعيس وتلحف بالعداء لإسرائيل متناسياً أن ولي العهد السعودي اعتبرها حيلف محتمل.

الياس بجاني: عون الواقع في تجارب إبليس حضوره الرئاسي كان كارثة، وغيابه عن بعبدا سيكون نعمة/بالصوت كلمة لعون تعري مصداقيته والثوابت، ألقاها في ديترويت الأميركية سنة 2002 يبين من خلالها إجرام وإرهاب النظام السوري في لبنان

الياس بجاني/الرئيس شمعون هو من اختار اللواء لحد صديقه لقيادة جيش لبنان الجنوبي

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في مفاهيم وأخطار غريزة الطمع القاتل ويوم الحساب

 

عناوين الأخبار اللبنانية

نص عظتي البطريرك الراعي والمطران عودة لليوم الأحد 25 أيلول/2022

البطريرك الراعي: أي سعي لتعطيل الإستحقاق الرئاسي يهدف إلى إسقاط الجمهورية وإقصاء الدور المسيحي وتحديدا الماروني عن السلطة

المطران عوده: لقرار بانتخاب رئيس يلتف حوله الجميع ويخرج لبنان من الكابوس

فيديو مقابلة مع د. مكرم رباح من تلفزيون “أم تي في” ننصح كل لبناني مشاهدتها، وقد تناولت كل الملفات الإحتلالية والنيابية والمعيشية والوجودية، التي يعاني منها اللبناني، وذلك بجرأة ومعرفة، وطرح حلول سيادية ووطنية لها.

رابط فيديو مقابلة السياسي والكاتب جان عزيز من تلفزيون الجديد

لابيد يتوعد " الحزب" بـ"عمليات سرية"

إسرائيل: إذا صعّد نصرالله فسيدفع لبنان الثمن!

بعد القرار.. كيف ستفتح مصارف لبنان أبوابها غدا؟

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 25 أيلول 2022

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

ضحايا “قارب الموت” 94 والمفقودون 17

مستجدّات جديدة عن ضحايا مركب طرطوس

منظمو رحلات الموت من لبنان "لهفوا" الملايين.. هذه التفاصيل

لا أحد يوقف العصابات: "الخوّات" بالضاحية أسلوب حياة

فارس سعيد: حافظنا على العيش المشترك في جبيل في أحلك ظروف الحرب ولا داعي لأي استفزاز

وزارة الصحة: 157 إصابة جديدة و حالة وفاة واحدة

اجتماع بين رئيس الحكومة الأردنية ووزراء الزراعة في لبنان وسوريا والعراق

وفد من منطقة" PACA " الفرنسية زار صيدا وبحث مع هيئاتها "إطلاق نظام إنذار مبكر لمنع التطرف العنيف"

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

انتفاضة مهسا أميني تشتعل وسط مخاوف من تكرار مذبحة 2019

الاحتجاجات تعمّ 139 مدينة وسقوط 140 قتيلاً واعتقال الآلاف ومواجهات عنيفة مع "الحرس" و"الباسيج"

خبير أميركي: احتجاجات مقتل مهسا أميني تعززها مخاوف شعبية كبيرة

هتافات غاضبة تهز طهران ورئيسي يأمر بمواجهة «حازمة» واعتقال أكثر من 700 في محافظة جيلان... ودعوات لإلغاء قانون الحجاب

المخرج الإيراني أصغر فرهادي يدعو للتضامن مع المتظاهرين في بلده

“الحرس الثوري” يقصف مواقع جماعات مسلحة شمال العراق

موسكو تشدد العقوبات على رافضي القتال وتمنح الجنسية للمقاتلين الأجانب

أوكرانيا تخفض مستوى العلاقات مع إيران... وطهران تتوعد بـ«رد مناسب»

كييف: الجيش الروسي يهاجم أوديسا بمسيّرات إيرانية

كييف وموسكو تتبادلان الاتهامات بقصف مدنيين جنوب أوكرانيا

ليز تشيني «لن تظل جمهورية» إذا فاز ترمب بترشيح الحزب لانتخابات 2024

روسيا: أوكرانيا أطلقت 8 مسيّرات صوب محطة زابوريجيا النووية

الكاظمي يستبعد حكومة من دون الصدر و«الإطار التنسيقي» يلمّح إلى تغيير السوداني

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

تقرير إسرائيلي: إيران تستولي على مصانع سورية لتسليح حزب الله/سامي خليفة/المدن

دار الفتوى والسفارة السعودية: إعادة إحياء توازنات الطائف/منير الربيع/المدن

عن مطالعة البخاري في باريس حماية للطائف ..وكواليس الحاجة للقاء دار الافتاء..؟/سيمون أبو فاضل/الكلمة أونلاين

الاحتلال الإيراني… من «الثلث المعطل» إلى التهجير الفئوي/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

البيان الأميركي ـ الفرنسي ـ السعودي «خريطة إنقاذ» للبنانيين/محمد شقير/الشرق الأوسط

رسالة الى رئيس جمهوريّة لبنان "المحتمل"/فارس خشان/النهار العربي

"صندوق باندورا" بمفاجآته النووية في المواجهة بين الغرب وروسيا/راغدة درغام/النهار العربي

حجاب أميني يحرّر الإيرانيات: "طنجرة الضغط انفجرت"/غوى خيرالله/النهار العربي

هل يشبه بايدن أوباما في التّعامل مع تظاهرات إيران؟/جورج عيسى/النهار العربي

في صبيحة اليوم ال1074 و1075 على بدء ثورة الكرامة/حنا صالح/فايسبوك

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

البطريرك الراعي: أي سعي لتعطيل الإستحقاق الرئاسي يهدف إلى إسقاط الجمهورية وإقصاء الدور المسيحي وتحديدا الماروني عن السلطة

المطران عوده: لقرار بانتخاب رئيس يلتف حوله الجميع ويخرج لبنان من الكابوس

قاووق: تدخلات السفارات في الاستحقاق الرئاسي نذير شؤم للبنان

رعد من عدشيت: ممنوع أميركيا  أن يأتي رئيس يعرِف حقّ المقاومة

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

وحِيْنَ يُسْلِمُونَكُم، لا تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَو بِمَاذَا تَتَكَلَّمُون، فَإِنَّكُم سَتُعْطَونَ في تِلْكَ السَّاعَةِ مَا تَتَكَلَّمُونَ بِهِ. فَلَسْتُم أَنْتُمُ ٱلمُتَكَلِّمِيْن، بَلْ رُوحُ أَبِيْكُم هُوَ المُتَكَلِّمُ فِيْكُم.

إنجيل القدّيس متّى10/من16حتى25/:”قالَ الربُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: «هَا أَنَا أُرْسِلُكُم كَالخِرَافِ بَيْنَ الذِّئَاب. فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالحَيَّات، ووُدَعَاءَ كَالحَمَام. إِحْذَرُوا النَّاس! فَإِنَّهُم سَيُسْلِمُونَكُم إِلى المَجَالِس، وفي مَجَامِعِهِم يَجْلِدُونَكُم . وتُسَاقُونَ إِلى الوُلاةِ والمُلُوكِ مِنْ أَجْلي، شَهَادَةً لَهُم وِلِلأُمَم. وحِيْنَ يُسْلِمُونَكُم، لا تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَو بِمَاذَا تَتَكَلَّمُون، فَإِنَّكُم سَتُعْطَونَ في تِلْكَ السَّاعَةِ مَا تَتَكَلَّمُونَ بِهِ. فَلَسْتُم أَنْتُمُ ٱلمُتَكَلِّمِيْن، بَلْ رُوحُ أَبِيْكُم هُوَ المُتَكَلِّمُ فِيْكُم. وسَيُسْلِمُ الأَخُ أَخَاهُ إِلى المَوْت، والأَبُ ٱبْنَهُ، ويَتَمَرَّدُ الأَوْلادُ عَلى وَالِدِيْهِم ويَقْتُلُونَهُم. ويُبْغِضُكُم جَمِيْعُ النَّاسِ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِي، ومَنْ يَصبِرْ إِلى المُنْتَهَى يَخْلُصْ. وإِذَا ٱضْطَهَدُوكُم في هذِهِ المَدِينَة، أُهْرُبُوا إِلى غَيْرِهَا. فَٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: لَنْ تَبْلُغُوا آخِرَ مُدُنِ إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَأْتِيَ ٱبْنُ الإِنْسَان. لَيْسَ تِلْميذٌ أَفْضَلَ مِنْ مُعَلِّمِهِ، ولا عَبْدٌ مِنْ سَيِّدِهِ. حَسْبُ التِّلْمِيذِ أَنْ يَصِيْرَ مِثْلَ مُعَلِّمِهِ، والعَبْدِ مِثْلَ سَيِّدِهِ. فَإِنْ كَانَ سَيِّدُ البَيْتِ قَدْ سَمَّوْهُ بَعْلَ زَبُول، فَكَمْ بِالأَحْرَى أَهْلُ بَيْتِهِ؟

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

بيان نواب السنة فتعيس وتلحف بالعداء لإسرائيل متناسياً أن ولي العهد السعودي اعتبرها حيلف محتمل.

الياس بجاني/24 أيلول/2022

كلمة المفتي دريان وطنية، أما بيان نواب السنة فتعيس وتلحف بالعداء لإسرائيل متناسياً أن ولي العهد السعودي اعتبرها حيلف محتمل. وتعامى عن أن لبنان محتل ولم يكن ينقسه سوى التهليل لثلاثية الجيش والشعب والمقاومة الفارسي. تعتير

 

الياس بجاني: عون الواقع في تجارب إبليس حضوره الرئاسي كان كارثة، وغيابه عن بعبدا سيكون نعمة/بالصوت كلمة لعون تعري مصداقيته والثوابت، ألقاها في ديترويت الأميركية سنة 2002 يبين من خلالها إجرام وإرهاب النظام السوري في لبنان

https://eliasbejjaninews.com/archives/112189/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b9%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%a7%d9%82%d8%b9-%d9%81%d9%8a-%d8%aa%d8%ac%d8%a7%d8%b1%d8%a8-%d8%a5%d8%a8%d9%84%d9%8a%d8%b3-%d8%ad/

الياس بجاني: عون الواقع في تجارب إبليس حضوره الرئاسي كان كارثة وغيابه عن بعبدا سيكون نعمة

23 أيلول/2022

بالصوت كلمة لعون تعري مصداقيته والثوابت، ألقاها في ديترويت الأميركية سنة 2002 يبين من خلالها إجرام وإرهاب النظام السوري في لبنان

مواقف عون السورية بصوته من أرشيف عام 2002

بتاريخ 02 أيلول/عام 2002، وخلال زيارة العماد ميشال عون  للولايات الأميركية، وفي لقاء له مع أفراد من الجالية اللبنانية في ولاية ديترويت، القى هذه الكلمة (المرفقة بالصوت) والتي يعلن من خلالها بصوت عال مواقفه العدائية والتعروية لدور الحكم البعثي السوري الإحتلالي والإجرامي والمافياوي في لبنان، وذلك قبل تخاذله ووقوعه ذليلاً في تجارب إبليس، ودخوله راكعاً القفص الإيراني – السوري سنة 2006 من خلال ورقة تفاهمه، الطروادية، مع حزب الله الفارسي والإرهابي/ تفاهم مار مخايل/

من هنا، على من لا يزال يثق بميشال بعون وبعد 6 سنوات عجاف وتدميرية كرئيس للجمهورية، عليه أن يقارن بين مواقف هذا المتلون قبل سنة 2005 ، وبين مواقفه الحالية والمتأيرنة منذ شباط/عام 2006، والتي تدحرج بها ومعها صوب طهران ودمشق والضاحية الجنوبية، حتى أصبح اداة طيعة، وبوقاً، وأسيراً، لدى محور الشر السوري – الإيراني وكناراً في قفص حسن نصرالله.

 

الرئيس شمعون هو من اختار اللواء لحد صديقه لقيادة جيش لبنان الجنوبي

الياس بجاني/20 أيلول/2022

توهموا بغباء وذمية أنهم يدافعون عن الرئيس شمعون فزوروا التاريخ وقفزوا فوق دماء الشهداء والأبطال مما جعله يتقلب بقبره حزناً وغضباً.

 

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في مفاهيم وأخطار غريزة الطمع القاتل ويوم الحساب

https://eliasbejjaninews.com/archives/55354/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ba%d8%b1%d9%8a%d8%b2%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b7%d9%85%d8%b9-%d8%a7/

تأملات إيمانية في مفاهيم وأخطار غريزة الطمع القاتل ويوم الحساب

الياس بجاني/19 أيلول/2022

(إشعياء33/01/”ويل لك أيها المخرب وأنت لم تخرب، وأيها الناهب ولم ينهبوك. حين تنتهي من التخريب تخرب، وحين تفرغ من النهب ينهبونك”)

من منا لا يعرف شخصياً عشرات من الناس الذين أعماهم الطمع وافقدهم البصر والبصيرة وحولهم إلى مخلوقات بشعة مجردة من كل ما هو أحاسيس ومشاعر إنسانية، وأبعدهم عن الله، وانتزع من قلوبهم الإيمان، وغرّبهم شر غربة عن كل مقومات ومرتكزات القيم والأخلاق والمبادئ.

للأسف، فإن كثر من هؤلاء المرّضى بخطيئة غريزة الطمع قد يكونون في الغالب من أهلنا ومن اٌقرب، أقرب، الناس إلينا… أصدقاء وأقارب ومعارف، وحتى أبناء وأخوات وإخوان، وربما أباء وأمهات أحياناً..

هؤلاء المرّضى بقلة الإيمان والجحود، وعندما يُنعم عليهم الله بعطايا المال أو السلطة والنفوذ، أو العلم والمعرفة، فجأة يفقدون ذواتهم الإنسانية ويختل توازنهم الأخلاقي والقيمي، وذلك لقلة إيمانهم ولشح رجائهم.

بجحود وجهل وتسرع، ودون كوابح وضوابط إيمانية، يعبُدون النّعم والعطايا، متناسين أن الله هو الذي رزقهم بها وأعطاهم إياها، ومتعامين عن جهل وغباء أنها ترابية وزائلة.

خير مثال نقتدي به في هذا السياق، ونأخذ منه العبر، يتجسد في مصير ونهاية المئات من الملوك والحكام المعاصرين والغابرين الذين سكنهم الجشع وجرّهم هم وعائلاتهم إلى نهايات مأساوية ودموية.

إن الجشع أي الطمع، هو غريزة إنسانية حيوانية تُولد مع الإنسان كما غيرها من الغرائز الأخرى، من مثل الحب والكراهية والجنس والخوف..

الجشع عزيزة مدمرة، وصعب جداً التحكم بها والسيطرة عليها دون إيمان ورجاء وأحاسيس إنسانية وخوف من الله، ومن عواقب حساب يوم الحساب الأخير..

هذه الغريزة تتفلت من عقالها بشكل فاضح وإبليسي عند 99% من البشر الذين يصلون إلى السلطة والنفوذ والثروة والمعرفة والعلم.

والمحزن والمخيف في آن، أنها غريزة “تُوقِّع صاحبها في التجارب” وتودي إلى الهاوية بمن تتحكم به، وتبعّده وتضلله عن الطريق القويم، وتجره إلى نهاية مأساوية وتعيسة وغالباً مهينة. كما أن من تسيطر عليه هذه الغريزة وتتحكم به يفقد البصر والبصيرة، ويبني لنفسه قصوراً من الأوهام وأحلام اليقظة، ويغلق أبوابها والنوافذ، وينسلخ عن الواقع، مما يُعجل بعزلته وبسقوطه وبالتالي حتمية نهايته..

في الخلاصة إن الثروات والنفوذ والسلطة، هم من تراب كما هو جسد الإنسان. (إنجيل القديس لوقا12/34/”فَحَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكُم، هُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا قَلْبُكُم).

وكل ما هو من التراب إلى التراب يعود.

هذا، وعندما يسترد الله الخالق وديعة  الحياة الإنسان، هذا الإنسان لا يمكنه أن يحمل معه من تراب الأرض أي شيء يوم يقف أمام خالقه في يوم الحساب الأخير ليؤدي جردة الحساب عن أعماله.

يقول المثل الشعبي الشائع: “لو دامت النعم لغيرك لما وصلت إليك”

ربي احمينا من شر وفخاخ وتجارب الطمع والغرور والجحود، ولا تقسي قلوبنا ولا تخدر ضمائرنا.

ربي قوي إيماننا، ولا تفقدنا نعمتي البصر ولا البصيرة، حتى لا يغيب عن فكرنا وأقوالنا وأفعالنا يوم الحساب الأخير، حيث لا ينفعنا لا مال ولا نفوذ ولا سلطة ولا علم ولا معرفة، وحيث يكون البكاء وصريف الأسنان.

نختم بتذكير كل صاحب نعمة أكانت مال أو سلطة أو نفوذ أو معرفة بما جاء في (إنجيل القديس متى 10/08/”مَجَّانًا أَخَذْتُمْ، مَجَّانًا أَعْطُوا”)

ملاحظة: التأملات في أعلى هي من أرشيف العام 2016

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

نص عظتي البطريرك الراعي والمطران عودة لليوم الأحد 25 أيلول/2022

البطريرك الراعي: أي سعي لتعطيل الإستحقاق الرئاسي يهدف إلى إسقاط الجمهورية وإقصاء الدور المسيحي وتحديدا الماروني عن السلطة

وطنية /25 أيلول/2022

المطران عوده: لقرار بانتخاب رئيس يلتف حوله الجميع ويخرج لبنان من الكابوس

وطنية /25 أيلول/2022

Patriarch Al Rahi: Any attempt to disrupt the presidential elections aims to exclude the Maronite role from power/NNA/September 25/2022

Archbishop Aoudi: Calls for a decisive decision to elect a president around whom everyone will rally and bring Lebanon out of the nightmare/LCCC/September 25/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/112233/%d9%86%d8%b5-%d8%b9%d8%b8%d8%aa%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%83-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a7%d8%b9%d9%8a-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b7%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%b9%d9%88%d8%af%d8%a9-13/

September 25/2022

 

فيديو مقابلة مع د. مكرم رباح من تلفزيون “أم تي في” ننصح كل لبناني مشاهدتها، وقد تناولت كل الملفات الإحتلالية والنيابية والمعيشية والوجودية، التي يعاني منها اللبناني، وذلك بجرأة ومعرفة، وطرح حلول سيادية ووطنية لها.

https://eliasbejjaninews.com/archives/112235/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%85%d8%b9-%d8%af-%d9%85%d9%83%d8%b1%d9%85-%d8%b1%d8%a8%d8%a7%d8%ad-%d9%85%d9%86-%d8%aa%d9%84%d9%81%d8%b2%d9%8a%d9%88%d9%86/

25 أيلول/2022

 

رابط فيديو مقابلة السياسي والكاتب جان عزيز من تلفزيون الجديد

https://www.youtube.com/watch?v=cu82f_h1J0g

 

لابيد يتوعد " الحزب" بـ"عمليات سرية"

روسيا اليوم/25 أيلول/2022

توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، اليوم الأحد، بعمليات سرية ضد “حزب الله” اللبناني. وقال في مقابلة مع موقع “واللا” العبري: “بلادي تقوم بعمليات سرية ضد حزب الله، وليس هناك من داع لخوض الحرب في أعقاب كل تهديد جديد من الحزب اللبناني”، لافتا إلى أن “هناك دائما حلول وسط”. وأشار إلى أنه “من بين الحلول الوسطية لبلاده، الحرب بين الحروب، وأنه من بين تلك الحلول أيضا العمليات السرية”. وأفاد بأنه “في حال أضحى تهديد أمين عام “حزب الله”، حسن نصر الله، جديا وحقيقيا، ولا يمكن احتواؤه، فإن الجيش الإسرائيلي سيتعين عليه الرد، آنذاك”.

 

إسرائيل: إذا صعّد نصرالله فسيدفع لبنان الثمن!

صحف/25 أيلول/2022

أكد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، أنه “إذا تسبب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، في التصعيد، سيعود الضرر الجسيم على لبنان”. وأوضح في مقابلة مع هيئة البث الإسرائيلية، أن “السلطات الإسرائيلية بإمكانها إنتاج الغاز الطبيعي من حقل “كاريش” حينما تكون جاهزة لهذا الأمر”، مشددا على أن “الاتفاق مع اللبنانيين حول ترسيم الحدود البحرية في البحر المتوسط ممكن”.

 

بعد القرار.. كيف ستفتح مصارف لبنان أبوابها غدا؟

صحف/25 أيلول/2022

ثمة إجماع على أن افتتاح الفروع المصرفية لن يكون كما كان عليه سابقا، وسط توقعات أن يكون الفتح جزئيا مع اعتماد أمني شبه ذاتي بعد رفض وزير الداخلية اللبناني بسام مولوي وضع القوى الأمنية في مواجهة المودعين.

كيف ستفتح المصارف؟

اعتبر الرئيس السابق للجنة الرقابة على المصارف في لبنان، سمير حمود، إنه ومن خلال البيان الصادر عن جمعية المصارف يبدو من الواضح إن فروع المصارف لن تعاود فتح أبوابها بشكل كامل. وأكد أنه "ليس من مصلحة المصارف الإضراب وكانت ستضرر لو طال وقت، كما توقع حمود "إبقاء أبواب المصارف مغلقة لناحية واجهاتها الرئيسية ليكون الدخول من باب خارجي آخر ".

ما القصد من كل ذلك؟

اعتبر حمود أن "المقصود من حل الإضراب إعادة الموظفين إلى أعمالهم كي يستطيعوا تأمين دفع الرواتب من خلال خدمة الصراف الآلي، إضافة إلى إتمام عمليات فتح الاعتمادات وتأمين الحوالات التي قد تصل إلى هذه المصارف. وقال:" الاهتمام سيكون أكثر بالصراف الآلي وتوقع تغييرات في نمط العمل لاحقا من خلال مواعيد معينة اي عدم فتح الفروع بشكل كامل".

هل يمكن للمصارف أن تبقى مقفلة؟

أجاب حمود "بالطبع لا.. فلا يمكن للمصارف ان توقف الحياة في البلاد".

وكشف لموقع سكاي نيوز عربية أن "اجتماع جمعية المصارف لم يكن فيه توافقا تاما حول استمرارية الاضراب".

استعادة الأموال

ورأى حمود أن "استعادة أموال المودعين لن تكون بالمسدسات ولا بالتكسير ولا بالحروب وحقوق المودعين تتجاوز بأضعاف حجم الأموال الموجودة بكل فرع في لبنان.

إلى المودعين

رأى حمود "عدم صوابية خلق الأزمات بين المودع ومدير الفرع في المصرف وقال "الحل يكمن بإعادة تكوين قطاع مصرفي جديد وهنا يكمن دور الحكومة". وختم حديثه لموقع سكاي نيوز عربية: "أي نمط عمل نريد أن نقوم به مستقبلا لن يكون إلا بتكتلات مصرفية كبيرة محلية وشراكات مع بنوك اقليمية".

المصارف ستبدو كفروع الإستخبارات

من جهته قال خبير المخاطر المصرفية في لبنان محمد الفحيلي لموقع "سكاي نيوز عربية ": "عودة المصارف إلى العمل كما يبدو ستكون محدودة جدا فيها الكثير من الضوابط ومعها ستشبه فروع المصارف مراكز المخابرات الأمنية، لا فروعا لمؤسسات مالية". وأضاف: "هناك تشتت كبير داخل جمعية مصارف لبنان مما يستدعي حركة فورية من قبل مصرف لبنان المركزي وتحديدا من قبل لجنة الرقابة على المصارف"

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 25 أيلول 2022

وطنية/25 أيلول/2022

*مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

فيما لبنان يرزح تحت وطأة مأساة الهجرة غير الشرعية مع ارتفاع عدد ضحايا زورق الموت فانه من المتوقع ان يكون الاسبوع الطالع حاسما  لجهة   استحقاقات داهمة:

اولها الاثنين مواصلة مناقشة اقرار موازنة 2022 صباح ومساءا، ثانيها موعد اللقاء المرتقب بين الرئيسين عون وميقاتي للتوصل الى خاتمة تسووية تخرج الحكومة الجديدة- القديمة من عنق الانسداد وسط اجواء توحي ان الامور باتت في اشواطها الاخيرة، وثالثها تسلم لبنان التقرير الخطي من قبل الوسيط الاميركي في ملف الحدود البحرية الجنوبية  اموس هوكشتاين  خلال الايام المقبلة، وسط الحاح من الادارة الاميركية بشخص الرئيس جو بايدن لحسم ملف ترسيم الحدود وانجاز الاتفاق قبل منتصف تشرين الاول المقبل.

واليوم  وبعد  موقف سني ووطني متقدم لمفتي  الجمهورية من الرئاسة واستحقاقها

اكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ان أي سعي لتعطيل الإستحقاق الرئاسي يهدف إلى إسقاط الجمهورية وإقصاء الدور المسيحي وتحديدا الماروني عن السلطة.

بدوره رأى المطران الياس عودة اننا بحاجة إلى الشجاعة من أجل تخطي الأنا وإيجاد حل جذري، وإلى قرار بانتخاب رئيس يلتف حوله الجميع لإخراج لبنان من الكابوس.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

الموازنة غداً، والحكومة في منتصف الأسبوع أو نهاياتِه. هكذا أوحت الأجواءُ السياسيّةُ قبلَ ظهرِ اليوم. لكنَّ الصورةَ تبدّلت بعد الظهر على صعيد تشكيلِ الحكومة. في الموازنة أولا، الجميع على اقتناع أنها ستُقر. فقد شهدتِ الأيامُ الفائتةُ اتصالاتٍ مكثفة لتأمين النصابِ لجلسة الغد، بحيث لا يتمكن النوابُ المعارضون من تطيير الجلسةِ مرّةً ثانية. ووَفق التقديرات فإنّ الجلسة ستنعقد بعدما حصل استنفارٌ للكتل المؤيّدةِ للموازنة، مع أن معظم النواب حتى الموالين منهم، غيرُ متحمّسين لها ولأرقامها الوهمية. ولهذا السبب فإن وزارة المال عدّلت في الارقام وفي احتساب النفقاتِ والواردات، انطلاقاً من تحديد سعرِ الدولار الجمركي بـ 15 الف ليرة. لكنَّ المشكلةَ ليست في الأرقام فقط، بل في خلو الموازنةِ من رؤية إصلاحيةٍ حقيقية، بحيث بدت لكثيرين وكأنها موازنةُ الحدِّ الأدنى الممكن، وحتى موازنةُ الضرورة. فما هذه الحكومةُ التي جاءت باسم الإنقاذِ ولا تفعل شيئا لتحقيق شعارِها ؟ وهل بموازنة أقلّ من عادية يمكن مواجهةُ الحالةِ الإقتصادية - الإجتماعية الصعبة التي يمر فيها لبنان على كلِّ الصعدِ والمستويات؟ وهل بأداء أقلّ من عادي من وزارة المال، يمكن استيعابُ يأسِ اللبنانيين وهربِهم من واقعهم المرير، عبر قواربِ الرعبِ والموت؟

في الشأن الحكومي الامر اكثر تعقيدا. اذ ان البعض بدأ يشكك بتشكيل الحكومة في الاسبوع الطالع. وحجة هؤلاء ان النيات الحسنة شيء، والبحث في التفاصيل شيء آخر. وفي التفاصيل ان كلا من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف ، يملك شروطا معينة للسير بعملية التشكيل الى النهاية . وهذه الشروط ، وان كانت لن تمنع تشكيل الحكومة، لكنها قد تؤخر ولادتها الى منتتصف شهر تشرين الاول على الاكثر. فاي السيناريوهين سيتحقق في النتيجة : اي هل تشكل الحكومة في الاسبوع الطالع ، ام يرحل التشكيل الى منتصف الشهر المقبل؟ وحتى تبلور الجواب، الامور الاقتصادية تبقى الشغل الشاغل. فالدولار على ارتفاعه ، وهو يلامس الـ 38 الف ليرة . علما بان المصارف قررت فتح ابوابها بدءا من الغد ، وذلك عبر قنوات حددها كل مصرف لعمليات زبائنه، ما سيسمح بتأمين رواتب القطاع العام ورواتب القطاع الخاص. في الترسيم ، هوكستين لم يقدم بعد الجواب النهائي للبنان، لكن الاجواء الاسرائيلية تشير الى تفاؤل بقرب التوصل الى اتفاق. وفي هذا الاطار نقلت القناة الاسرائيلية الثالثة عشرة عن رئيس الوزراء الاسرائيلي يائير لابيد توقعه التوصل الى اتفاق الترسيم مع لبنان قريبا ، وربما خلال الاسبوعين المقبلين. فهل التوقعات الاسرائيلية صادقة، ام انها من الخدع الاسرائيلية المعتادة وذلك لتصوير اسرائيل بانها تسهل الامور، فيما لبنان يعقدها؟

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

على مأساة إنسانية موجعة يقفل الأسبوع اللبناني. الحزن والألم يلفان الشمال بل كل لبنان على ضحايا من هاموا على وجوههم أملا بتأمين عناصر حياة عزيزة لم يجدوها في وطنهم الصغير المعذب. هذه الضحايا رسا عددها حتى الآن على أربع وتسعين عسى أمل أن يتوقف العداد عند هذا الحد الموجع.

وفي المعلومات أن ثمة سبعة عشر شخصا ما زالوا في عداد المفقودين وسط تقلص الأمل بوجود ناجين وبالتالي التعويل على إمكان إنتشال المزيد من الجثث التي ابتلعها البحر علما بأن ثلاث جثث متوقع وصولها في الساعات القليلة المقبلة إلى الأراضي اللبنانية.

أما الأهالي المفجوعين ففي حال يرثى لها من الحزن والغضب والوجع فمتى يتوقف هذا المسلسل؟ وهل يضرب المعنيون بيد من حديد تجار الأزمات المسيرين رحلات الموت من أجل حفنة من الدولارات؟!.

في السياسة يتحضر لبنان لأسبوع حافل بالمحطات وأولها محطة مجلس النواب مع الموازنة التي يستأنف نقاشها في جلسة تعقد غدا على أمل إقرارها هذه المرة بحيث لا تحضر مجددا محاولات تطيير النصاب.

وبعد طي صفحة الموازنة يحضر بقوة الإستحقاق الحكومي الذي يبدو إنضاج طبخته معلقا على المشاورات التي سيجريها الرئيس المكلف نجيب ميقاتي مع رئيس الجمهورية ميشال عون بعد عودته من نيويورك ومشاركته في جلسة الموازنة.

أما الإستحقاق الرئاسي فبرز على خطه موقف للبطريرك الماروني رأى فيه أن التوافق الداخلي على رئيس فكرة حميدة لكنه شدد على أن الأولوية تبقى للآلية الديمقراطية واحترام المواعيد.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

 أقفل جرح البحر على افتتاح مواسم الهجرة غير الشرعية.. وبين ضحية وضحية يؤكد الناجون أن من غرق نجا.. ومن نجا ينتظر موته على الأرض والمراكب سوف تستمر في رفع أشرعتها.. فيما تنشط مافيا التهريب مستغلة ضائقة الناس وتوقهم إلى حبل النجاة ولما رسا زورق الموت على ما يقرب من مئة ضحية ثلاثية الجنسيات.. فإن مئات الآلاف يعيشون تحت خط القهر وهم مؤهلون لتكرار التجربة طالما أن عناية الدولة في مكان آخر ويتصدر الأولويات الرسمية اعتبارا من الغد زورق الموازنة العامة المثقوب والذي سيتم إنقاذه في جلسة مجلس النواب بالتوافق مع قوى أمنت له الإسعافات السياسية وعلى مقياس جلسة الموازنة ومناقشاتها والمدى الزمني لها يتم تحديد موعد الرئيس نجيب ميقاتي في بعبدا لبحث الموازين الحكومية وبحسب ما هو مرسوم ستولد الحكومة المرممة في غضون عشرة أيام إلى أسبوعين.. لأن صيغتها الحالية قد تتعرض لانتكاسات وفوضى في عهد الفراغ وآخر المرجعيات التي رجمتها كانت الكنيسة المارونية اليوم.. وأسقط البطريرك الراعي عنها صفة الاستمرارية معتبرا أن الدولة لا تستقيم مع بقاء حكومة مستقيلة ولا مع شغور رئاسي لأن ذلك جريمة سياسية وطنية وكيانية محذرا من أن أي سعي لتعطيل الاستحقاق الرئاسي إنما يهدف إلى إسقاط الجمهورية وإقصاء الدور المسيحي والماروني تحديدا عن السلطة.. فيما نحن آباء هذه الجمهورية ورواد الشراكة الوطنية وإصرار الكنيسة على دور الرئاسة الأولى وعلى رئيس صنع في لبنان لن يتوافق وصناعة ثلاثية صاغها بيان أميركي فرنسي سعودي في نيويورك فهناك مواصفات ودفتر شروط للبنان ورئيسه العتيد.. وهناك أفرقاء وقوى ولاءات مانعة للانتخاب في موعده الدستوري وإلى ما بعد بعد تشرين لكن الفراغ الرئاسي قد تتم تعبئته بالثروة البحرية المناسبة.. وبدل الفخامة.. النفط الخام واليوم توقع رئيس وزراء العدو الإسرائيلي يائير لابيد التوصل إلى اتفاق مع لبنان حول ترسيم الحدود البحرية ربما خلال الأسبوعين المقبلين من خلال الوسيط الأميركي آموس هوكستين أما على مرصد ديفيد شينكر فقد أعلن أن توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية بات قريبا وقال إن خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الأخير أعطى الحكومة اللبنانية الضوء الأخضر لهذا التوقيع وأضاف شينكر: بحسب معلوماتي فإن لبنان نال مكاسب قدرها بمئة في المئة من كل ما طلبه والحاصل السياسي والنفطي والإداري يخلص إلى التالي: موازنة غدا.. حكومة مجففة خلال أيام.. توقيع اتفاق مع العدو، لملء الشغور الرئاسي.. المصارف تفتح أبوابها اعتبارا من الاثنين لكن بعمليات محدودة.. مع إقرار استراتيجية دفاعية للسلاح البلاستيكي.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

كثيرة هي المواقف اللافتة على عتبة شهر تشرين الاول الحاسم والمفصلي والتاريخي في لبنان. فعلى المستوى مفاوضات النووي، وزير الخارجية الايرانية يعلن ان الاميركيين بعثوا برسالة يؤكدون فيها حسن نيتهم تجاه احياء الاتفاق وانجاح المفاوضات.

وعلى خط الترسيم البحري، تأكيد من وزير الدفاع الاسرائيلي بأن الاتفاق ممكن، وجزم من دايفيد شينكر بأن لبنان نال مئة في المئة من مطالبه، وان ما تبقى تفاصيل يمكن تخطيها بسهولة.

اما على الضفة اللبنانية، والى جانب التأكيدات الدائمة لرئيس الجمهورية بقرب اتمام الاتفاق، فلفتت امس اشارة رئيس حكومة تصريف الاعمال في حديث من نيويورك الى موقع "المونيتور"على هامش مشاركته في اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة، الى ان الوساطة الاميركية ساعدت في الدفع باتجاه اتمام الترسيم، منبها في الوقت عينه الى ان هناك تفاصيل ينبغي توضيحها، ومنوها بأن إدارة الرئيس جو بايدن تبذل قصارى جهدها لإنجاح المفاوضات. وشدد ميقاتي على ان الأحزاب السياسية اللبنانية كافة، بما فيها حزب الله، تدعم قرارات الحكومة ومواقفها في المفاوضات.

وفي سياق ملف الترسيم ايضا، معلومات حصلت عليها الOTV من مصدر حزبي في 8 آذار تجزم بأن الاجواء ايجابية وان لبنان سيتسلم المقترح الخطي على الارجح هذا الاسبوع.

اما الابرز، وفق المصدر الحزبي اياه، فأن الحلحلة الحكومية باتت في مرحلة متقدمة، وان ثمة احتمالا بالتأليف هذا الاسبوع.

هل تترجم كل هذه المواقف والمؤشرات قريبا بما يصب في مصلحة لبنان؟ على هذا السؤال، وبشكل غير مباشر، اجاب جبران باسيل في كلمته امس من زغرتا، والتي تبث على الOTV بعد هذه النشرة:

الملف الحكومي كان ينبغي التعامل معه من باب "تحصيل الحاصل" لولا رغبة البعض بالسيطرة على البلد بعد الشغور الرئاسي اذا حصل.

واتفاق الترسيم، سواء وقع خلال الولاية الرئاسية او بعدها، سيسجل انتصارا في سجل ميشال عون.

اما الاستحقاق الرئاسي، فنريد رئيسا ولا نسعى الى الفراغ.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "ال بي سي"

لا صاحب المركب كان يعرف كم كان على متنه من الركاب، لا الركاب يعرفون، لا يعرف عدد المفقودين، الأهالي ما زالوا ينتظرون إما لظهور أحد على قيد الحياة وأما لظهور جثة بدأت بالتحلل وتنتظر فحوص الـDNA ليتم التعرف إليها... إنها المأساة.

سياسيًا، تعود الحركة السياسية مع عودة رئيس الحكومة من نيويورك: غدًا إستكمال للجلسة النيابية العامة لمناقشة، وربما، إقرار الموازنة العامة للعام 2022، أي قبل شهر من الموعد الدستوري للبدء بمناقشة موازنة 2023!

في الموازاة، قررت جمعية المصارف إستئناف المصارف مزاولة أعمالها إبتداء من نهار الإثنين الواقع في 26/9/2022، وذلك عبر قنوات يحددها كل مصرف لعمليات المؤسسات التجارية والتعليمية والإستشفائية وسواها وعبر الصرافات الآلية للجميع، هذا يعني أن ترتيبات جديدة سيتخذها كل مصرف بما يحول دون حدوث ما حدث سابقًا لجهة إقتحام المصارف، فهل ستنجح التدابير الجديدة؟

سبقت عودة الرئيس ميقاتي من نيويورك حديث أدلى به إلى موقع المونيتور كشف فيه أن "الوساطة الأميركية ساعدت في الدفع باتجاه إتمام الترسيم لكن لا تزال هناك تفاصيل ينبغي توضيحها. حتى الآن يمكنني القول إن تقدما حصل، ولكن الحل النهائي لم ينجز بعد."

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

ضحايا “قارب الموت” 94 والمفقودون 17

بيروت ـ”السياسة” /25 أيلول/2022

 أعلن الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة محمد خير أن “جثثا من ضحايا مركب طرطوس ستصل اليوم إلى لبنان، والأهالي سيتعرّفون على ثلاث جثث أخرى، مشيراً إلى أنّ هناك 94 قتيلاً حتى الساعة وصاحب المركب لا يعلم عدد الأشخاص الذين حاول تهريبهم. وقال خير: “يعاملون المهاجرين غير الشرعيين في البلدان الأجنبية بطريقة مهينة، ويجب أن يعلم الجميع خطورة الرحلات التي تحتاج إلى حوالى 10 أطنان من المحروقات والمركب لا يمكن أن يحتويها”. ومن جهته، أشار الصليب الأحمر في حديثٍ لقناة “الحدث”، إلى أن “17 شخصاً لا يزالون مفقودين من ركاب المركب المنكوب”. مضيفاً: “أطفال ونساء ورجال من كل الأعمار من ضحايا المركب”. ورأى رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر أن “ما يجري هو مشروع تهجير جماعي للعمال والفقراء والشباب واليد العاملة الفنية والجامعيين، وسيؤدي إلى جعل لبنان بلدا عجوزا لا يسكنه سوى من طعن بالسن”. وطالب الأسمر الدولة بـ”الإسراع في إجراء الإصلاحات الضرورية عبر القوانين المعدة في مجلس النواب والمبادرة إلى دعم الفئات الأكثر هشاشة، عبر تفعيل المساعدات والخدمات والتقديمات الاجتماعية والصحية والحياتية”.

 

مستجدّات جديدة عن ضحايا مركب طرطوس

صحف/25 أيلول/2022

أعلن الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء الركن محمد خير، أن "جثث من ضحايا مركب طرطوس ستصل اليوم إلى لبنان، والأهالي سيتعرّفون على 3 جثث أخرى" مشيراً إلى نّ "هناك 94 قتيلاً حتى الساعة وصاحب المركب لا يعلم عدد الأشخاص الذين حاول تهريبهم".وقال خير: "يعاملون المهاجرين غير الشرعيين في البلدان الأجنبية بطريقة مهينة، ويجب أن يعلم الجميع خطورة الرحلات التي تحتاج إلى حوالى 10 أطنان من المحروقات والمركب لا يمكن أن يحتويها".اعلان ومن جهته، أشار الصليب الأحمر في حديثٍ لقناة "الحدث"، إلى أن "17 شخصاً لا يزالون مفقودين من ركاب المركب المنكوب". مضيفاً: "أطفال ونساء ورجال من كل الأعمار من ضحايا المركب". واشارت "أم تي في" الى ان دعاء خالد عبد المولى وزين الدين نديم حمد هما الناجيان اللبنانيان من غرق زورق طرطوس وقد غادرا مستشفى الباسل وهما في طريقهما إلى مستشفى طرابلس الحكومي

 

منظمو رحلات الموت من لبنان "لهفوا" الملايين.. هذه التفاصيل

الكلمة اونلاين/25 أيلول/2022

أعادت حادثة غرق زورق الأربعاء الماضي قبالة شاطئ طرطوس الذي يضمّ لبنانيين وفلسطينيين وسوريين إلى الواجهة، ظاهرة الهجرة غير الشرعية من لبنان باتجاه دول أوروبيّة، وتزايد وتيرتها في الفترة الأخيرة، في ظل تدهور غير مسبوق للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وارتفاع معدّلات الفقر، في بلد يمرّ بأزمة صنّفها البنك الدولي واحدة من أسوأ ثلاث أزمات في العالم منذ أواسط القرن التاسع عشر.

منظّمو "رحلات الموت"

ويُشكّل مثلث العبدة-المنية-العريضة في شمال لبنان نقطة انطلاق المراكب غير الشرعية التي تحمل لبنانيين وفلسطينيين وسوريين قرروا المجازفة بحياتهم هرباً من جحيم لبنان وأزماته المتناسلة. فيما كشفت مصادر مطّلعة لـ"العربية.نت" "أن مجموعة المهرّبين التي تُنظّم "رحلات الموت" هذه، تتألّف من سبعة أشخاص غالبيتهم من بلدة ببنين في عكار شمال لبنان التي كان لها النصيب الأكبر بضحايا "زورق طرطوس"، ويرأسها (ك.خ.ح) بالتعاون مع (ش.ح)، (أ.س)، (ع.ح) و(ع. ط). كما أوضحت أن تلك المجموعة تنشط في بلدة ببنين في محافظة عكار، وآخر رحلة عبر البحر كانت من تنظيمها منذ قرابة الأسبوع، وتمكّن ركّابها "ولحسن حظّهم" من الوصول إلى الشواطئ الإيطالية". لكن اللافت في شبكة المهرّبين هذه أنها تضمّ شخصاً، أفادت المعلومات بأنه شقيق مرّشح سابق للانتخابات النيابية الأخيرة .

رحلة باهظة غير مضمونة

أما عن كلفة الرحلة "غير المضمونة"، فأفادت المصادر "أن المبلغ يتراوح بين 3 و6 آلاف دولار للشخص الواحد، وهو يُحدد حسب العمر". كما أكدت "أن رئيس المجموعة (ك.خ.ح) بات في تركيا بعدما تمكّن من الهروب من لبنان محمّلاً بدولارات ركّاب الزورق الذي وصل إلى الشواطئ الإيطالية".

وقد يضطر ركّاب زوارق الموت هذه لبيع ما يملكون من مجوهرات وسيارات وعقارات وأثاث منازل من أجل تغطية كلفة رحلتهم "غير المضمونة" عبر البحر.

بيع أراض

فقد أوضح عماد عكاري، وهو شقيق علي يونس عكاري الذي ابتلعه بحر طرطوس هو وزوجته رباب وأولاده الأربعة أن شقيقه قرر الهجرة مع عائلته بعدما ضاقت أحواله المادية. وأشار في تصريحات لـ"العربية.نت" إلى "أن شقيقه اضطر لبيع أرض لتأمين سفر عائلته، لافتاً إلى أنه علم بذلك بعد الفاجعة من خلال كاتب العدل. كما تحدث عن وجود "مسمكة" في بلدة ببنين يوجد فيها "سماسرة" للتهريب عبر البحر، حيث يقدّمون "عروض الهجرة" لكل من يقصدهم، قائلا إنه علم أن أخاه علي كان يتردّد إليها، وتبيّن للأسف أنه كان يُخطط للهجرة، لكن الحظ لم يحالفه هو وعائلته".

 

لا أحد يوقف العصابات: "الخوّات" بالضاحية أسلوب حياة

المدن/26 أيلول/2022

يعيش في الضاحية الجنوبية ما يزيد عن مليون مواطن لبناني، وأجنبي، ما يجعلها "سوقاً اقتصادياً" ضخماً، يُثير رغبة الطامحين في تأسيس مشاريع تجارية، ويُغري في الوقت نفسه "العصابات" التي تعتاش على "الخوّة" وتستفيد من فائض الفوضى لتُنتج أموالاً "بالحرام".

أخبار العصابات لم تتوقف، على الرغم من تنفيذ أكثر من "خطة أمنية". ويبدو أن واقعها بات أسلوب حياة هناك.

الانصياع أو العقاب

"لا مكان للدولة والقانون في الضاحية الجنوبية"، يقول أحد الشبان الذين حاولوا إنشاء عمل صغير في هذه البقعة الجغرافية. محاولة لم تستمر لأكثر من شهر، خرج بعدها الشاب "خالي الوفاض"، ململماً ذيول خيبته وخسائر بقيمة 5 آلاف دولار دفعها بدل إيجار لسنة، ولتجميل المحل وتزيينه بالديكور.

يُشير الشاب عبر "المدن" إلى أن القصة بدأت في الأسبوع الأول من افتتاحه لمحل هواتف في منطقة الكفاءات القريبة من المريجة من جهة، والليلكي من جهة أخرى، حيث تلقّى زيارة من شابين، دخل الأول وبقي الثاني في الخارج. يقول الشاب: "بدأ الرجل حديثه بتوجيه التبريكات على المحل، متمنياً لي التوفيق، ثم دخل صلب الموضوع، فقال بأن الحي خطير وفيه الكثير من السارقين الذين ينشطون ليلاً، وأن كل "زملائي" التجار يحتاجون إلى الحماية، وهو من يوفرها لهم مقابل بدل ماليّ هو 500 دولار أميركي شهرياً". ويضيف: "اعتذرت من الرجل مبتسماً، فأنا لا أعلم كيف سيكون العمل وما هي الأرباح التي سأنتجها، فقال لي بأن الاعتذار ليس خياراً فهكذا تسير الأمور في هذا الحي، إلا أنني أصرّيت على الرفض بأدب ولباقة". لم يكن يدري الشاب أن الرفض في هذا المقام إهانة لعارض الخدمة، وأن الردّ لن يطول، إذ عاد في اليوم التالي ليجد باب محلّه مخلوعاً، من دون أن يُسرق منه شيء، فعلم أن الرسالة وصلت. لم يستجب التاجر للتهديد، وأبلغ أحد المسؤولين الحزبيين في تلك المنطقة بالواقعة، ولم يرض بالعرض المقدّم من عصابة الحي. إذ كان يظن أن دفع "الخوّة" مرّة سيجعل الطلبات لا تنتهي، فحاول الاستمرار بالعمل، ليجد بعد أيام أن مدخل محلّه مدمر بفعل الرصاص، عندها تيقّن أن المسألة تحمل خطراً على حياته، فأقفل المحل ورحل، لانه كان أمام خيارين، إما خسارة الرزق، أو العمل والكدّ لتنعم العصابات بالمال.

وضع اليد بالقوة

ليست هذه الحادثة يتيمة في الضاحية، فحوادث إطلاق النار على المحلات التجارية أصبحت عادة، والخوّات ليست حالة فريدة بل عامّة، بحجة الحماية، علماً أن "حاميها حراميها"، فإما يقبض ثمن الحماية وإما يتولى السرقة. تتعدد أشكال الخوّات في هذه المنطقة، فمنذ فترة -وحسب معلومات "المدن"- تعرّض المولّد الخاص بأحد المحلات التجارية لسرقة المازوت منه من قبل "أصحاب الأرض" الموجود فيها، وفي التفاصيل أن صاحب المحل استأجر بقعة في هذه الأرض لوضع مولده فيها مقابل بدل مالي، لكنه كان كلما أراد تشغيل المولد وجده فارغاً من المازوت، ليكتشف أن أحد أصحاب الأرض يسحب المازوت منه، والأنكى أنه يرفض إخراج المولد من أرضه، إلا مقابل مبلغ مالي، وكأنه أصبح شريكاً فيه.

خوّة مستترة

لا تتوقف المهزلة عند هذا الحدّ، ففي الضاحية خوّات شبه مقوننة، إذ يروي أحد السكان عبر "المدن" كيف حاول أحد أصحاب المولدات فرض خوّة عليه من دون وجه حق، مشيراً إلى أن القضية حصلت يوم قرر تركيب طاقة شمسية وطلب من صاحب الإشتراك وقف اشتراكه لحين الدخول في فصل الشتاء.

رفض صاحب الاشتراك، يقول الرجل، كاشفاً أنه طلب منه مبلغ مليون و200 ألف ليرة شهرياً طيلة فترة التوقف، من أجل أن يُعيد إليه التيار في فصل الشتاء، وهذا يُشبه قانون "الحدّ الأدنى" للفاتورة، والذي سنّه بعض أصحاب المولدات في الضاحية، ويؤدي إلى إلزام المشترك بدفع مبلغ معيّن من المال، بحال كان مصروف عدّاده أقل من المبلغ المحدّد. هذه أمثلة بسيطة على واقع صعب، وهذه الحالات منتشرة ومتشابهة، وأبطالها مجموعات معروفة لا يزيد عددها عن ألف ربّما، ولا يحتاج توقيفها إلا إلى قرار واضح يقوم على 3 أعمدة: العائلي، الحزبي والأمني.

 

فارس سعيد: حافظنا على العيش المشترك في جبيل في أحلك ظروف الحرب ولا داعي لأي استفزاز

وطنية/25 أيلول/2022

غرد النائب السابق فارس سعيد عبر صفحته على "تويتر" حيث كتب تعليقا على الحادث الذي تعرض له وليم نون في بلدة راس اسطا اثناء المسيرة الايمانية الى ضريح القديس شربل في عنايا:  "حافظنا على العيش المشترك في جبيل في احلك ظروف الحرب، لا داعي لاي استفزاز على طريق مار شربل لان مار شربل فوق الصراعات هو قديس لجميع البشر ووليم نون هو من رموزنا وهو مجروح فلا داعي لمضايقته لان مضايقته هي مضايقتنا".

 

وزارة الصحة: 157 إصابة جديدة و حالة وفاة واحدة

وطنية/25 أيلول/2022

أعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي تسجيل "157 إصابة جديدة بفيروس كورونا رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 441090، كما تم تسجيل حالة وفاة واحدة ".

 

اجتماع بين رئيس الحكومة الأردنية ووزراء الزراعة في لبنان وسوريا والعراق

وطنية/25 أيلول/2022

استقبل رئيس الحكومة الأردنية بشر الخصاونة اليوم، وزراء الزراعة في كل من لبنان عباس الحاج حسن، والعراق محمد كريم الخفاجي وسوريا محمد حسن قطنا، بحضور وزير الزراعة الأردني خالد الحنيفات، المشاركين في الاجتماع الرباعي لوزراء الزراعة في الدول الأربع. وأكد الخصاونة "أهمية التعاون والتكامل بين الدول الأربع، لتعزيز الأمن الغذائي المستدام، الذي تشكل الزراعة أحد أهم عناصره الأساسية"، لافتا إلى "أهمية توسيع هذا التعاون الرباعي ليشمل دولا عربية أخرى". كما أكد "الاهتمام الذي يوليه جلالة الملك عبدالله الثاني، لزيادة التعاون الإقليمي في مجال الأمن الغذائي، وليكون الأردن، وبالتعاون مع دول عربية شقيقة، مركزا إقليميا للتعاون والتكامل في مجال الأمن الغذائي". ولفت الخصاونة إلى أن "تأثيرات جائحة كورونا وتداعيات الحرب في أوكرانيا، أثرت بشكل أساسي على سلاسل التوريد والسلع والمواد الأساسية، ما يتطلب تعزيز قدراتنا التكاملية لسد احتياجات هذه الدول وشعوبها من سلع ومواد أساسية تحقيقا للمصالح المشتركة في مجال التكامل الزراعي، وتسهيل حركة التجارة الزراعية البينية". أما وزراء الزراعة في الدول الأربع، فأكدوا "أهمية هذا الاجتماع في تعزيز التعاون في المجال الزراعي، وإيجاد الحلول الممكنة للأزمات الغذائية ودعم وتطوير الانتاج الزراعي". وأشاروا إلى أن "التحديات التي فرضتها الأزمات العالمية وما رافقها من ارتفاع في أجور الشحن والتصدير، وتراجع الإنتاج في الثروتين الحيوانية والنباتية، فضلا عن التغيرات المناخية، تعزز من توجهنا لتعزيز مبدأ الأمن الغذائي العربي والإقليمي".

 

وفد من منطقة" PACA " الفرنسية زار صيدا وبحث مع هيئاتها "إطلاق نظام إنذار مبكر لمنع التطرف العنيف"

وطنية/25 أيلول/2022

زار وفد من منطقة "PACA" الفرنسية مدينة صيدا في اطار زيارة يقوم بها للبنا. وهدفت زيارة صيدا إلى عقد اجتماعات تشاورية مع الجهات الفاعلة المحلية حول دورها في تنفيذ الآلية الإجتماعية (نظام الإنذار المبكر) لمنع التطرف العنيف ضمن مشروع مشترك مع "وحدة منع التطرف العنيف في رئاسة مجلس الوزراء" .

والتقى الوفد شخصيات روحية ومسؤولين رسميين وأمنيين وفاعليات وممثلين عن البلدية ومؤسسات مجتمع مدني وعن الشبكات المدرسية والصحية وشبكة الوقاية المحلية وشبابا من المدينة ، حيث جرى عرض للإستراتيجية الوطنية لمنع التطرف العنيف ولنموذج نظام الإنذار المبكر المقترح لمدينة صيدا بهذا الخصوص ودور " PACA" والسفارة الفرنسية ووزارة الداخلية الفرنسية والشركاء المحليين والوطنيين وتقديمه كنموذج يطبق على عدة مناطق في لبنان، وشرح لخطوات/ نهج المرحلة التجريبية (Pilot) والمراحل المخطط لها. الوفد الذي ترأسه رئيس منطقة  PACAرينو موسيلير، ضم "نائب رئيس منطقة  PACA جان بيير كولين، ومدير التعاون المتوسطي الأوروبي سيباستيان فيانو، رئيس الأركان رومين سيمارانو، ، ومفوض القسم الأمني في السفارة الفرنسية في لبنان إريك أوتشيني، وعدد من المسؤولين في المنطقة والسفارة، ورافقتهم المنسقة الوطنية لمنع التطرف العنيف في لبنان الدكتورة روبينا أبو زينب .

في مجدليون

وكانت المحطة الأولى من زيارة الوفد لصيدا في دارة مجدليون حيث استقبلتهم رئيسة مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة السيدة بهية الحريري وعقد اجتماع ضمها والوفد الى "مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان ورئيس محكمة صيدا الشرعية السنية القاضي الشيخ محمد أبو زيد، وممثل محافظ الجنوب منصور ضو أمين سر المحافظة نقولا بوضاهر، وقائد منطقة الجنوب الإقليمية في قوى الأمن الداخلي العميد بلال حجار، ورئيس فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العقيد سهيل حرب، والمدير الإقليمي لأمن الدولة في الجنوب العقيد فادي قرانوح، والمدير الإقليمي للأمن العام في الجنوب المقدم علي قطيش، والملازم أول محمد عبد الغني، وعضو المكتب السياسي لتيار المستقبل الدكتور ناصر حمود، ورئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف، وعضو المجلس البلدي لمدينة صيدا الأستاذ مصطفى حجازي".

السيدة الحريري

بداية رحبت السيدة الحريري بالوفد وأكدت على أهمية هذا التعاون بين ضفتي المتوسط أي بين منطقة جنوب فرنسا ومنطقة صيدا، وقالت: "صيدا نموذج للتعاون بين كل الأطراف والمكونات في المدينة لمواجهة كل المشكلات التي تعاني منها وهي كثيرة ولكن بالمقابل ليس امامنا الا السعي من اجل زرع الأمل لدى الجيل الجديد من الشباب، وهذا هو دور مؤسسة الحريري منذ العام 1979" .

رئيس الوفد

ثم تحدث رئيس الوفد، رينو موسيلير فشكر الحريري على الاستقبال وتنظيم هذا اللقاء وقال: "انه لمن دواعي سروري أن أرأس هذا الوفد الكبير الذي يأتي من منطقة جنوب فرنسا والمكون من ممثلين عنها وعن السفارة  الفرنسية. وأود بداية أن اعبر لك سيدتي عن خصوصية هذه الزيارة بالنسبة لي ، ذلك انني كنت مرتين خلال ثلاثة أعوام وزيراً لدى حكومة الرئيس السابق جاك شيراك الذي كان مقربا من الرئيس الراحل رفيق الحريري ونحن ندرك تماما العلاقات التي كانت تربط جاك شيراك بالرئيس الراحل واسرته ولبنان . وانني سعيد بلقائكم اليوم لنتعاون معا لمكافحة التطرف ولكي نحيي احترام الأديان والثقافات واحترام الرجال والنساء الذين يعيشون في مناطقنا".

السفارة الفرنسية

وتحدث ملحق الأمن الداخلي في السفارة الفرنسية إريك أوتشيني فقال: "نحن نقوم اليوم بتطبيق مشروع ريادي في مدينة صيدا ذلك لأن المدينة مهتمة بهذا المشروع وبحاجة اليه. وقد اخترنا صيدا لأن رئيس البلدية كان سابقا قد احيا وحدة لمكافحة التطرف ويمكننا ان نعول عليها في تنفيذ مشروعنا الذي يمثل المرحلة الأولى من مشروع أوسع يرمي الى توسيع الجهود وتنفيذه على نطاق لبنان لمكافحة كل اشكال التشدد والانحرافات وللسماح لأكثر المستضعفين وهم الشباب بالعيش وتجنب ظاهرة التشدد والتطرف" .

الدكتور أبو زينب

بعد ذلك قدمت الدكتورة روبينا أبو زينب عرضا حول الاستراتيجية الوطنية لمنع التطرف العنيف وخطة عملها ونظام الإنذار المبكر، فقالت" منذ البداية سعينا الى زيادة قدرة مجتمعنا على مقاومة شتى اشكال التطرف العنيف . وقد ادركنا منذ البداية أن هذا لا يمكن أن يتحقق الا من خلال مبادرات تكون مكيفة ومتكيفة مع السياق الوطني والمحلي، ولكن كان لا بد أيضا قبل ذلك أن نعتمد على تبادل الخبرات الدولية. لقد اعتمدنا نهجاً تشاركياً من خلال جمع كل مكونات المجتمع سوية ، وتم التصديق على الاستراتيجية الوطنية لمنع التطرف العنيف عام 2018 من قبل مجلس الوزراء ليصبح لبنان من بين أولى دول المنطقة التي اعتمدت استراتيجية مخصصة لمنع التطرف العنيف ". وأضافت " بعض أهداف الاستراتيجية مرتبط بشكل وثيق بنظام الإنذار المبكر ونرى من خلال مشاركة الوزارات المختلفة في المشروع كيف ان هذه المشاركة مرتبطة بنظام الانذار المبكر . فبعد ان اعتمدنا نهجا يشمل كل مؤسسات الدولة، انطلقنا الى المرحلة التالية وهي اعتماد النهج الذي يشمل كل شرائح المجتمع. ان هذا المشروع الذي يشمل المجتمع بأسره قد جمع 850 شخصاً و330 مؤسسة من خلال نشاط دام عاما كاملا وادى الى وضع استراتيجية العمل الوطنية وبذلك تمكنا من الانتقال من النهج الذي يشمل كل مؤسسات الدولة الى نهج يشمل كل المجتمع" .

ورأت أبو زينب ان تبادل الخبرات هو امر أساسي فضلا عن تبادل الممارسات الحميدة والدروس المستخلصة. 

واكيم

ثم كان عرض آخر من الخبيرة في منع التطرف العنيف السيدة نورما واكيم اشارت فيه الى "بعض المبادئ الأساسية لمنع التطرف ومنها ان يكون المشروع جامعا ويشمل كل المجموعات، وان يستند الى وقائع وان يعتمد على الأبحاث والتدريب والتبادلات" . وقالت" في مرحلة أولى قمنا بعملية الوقاية الأولية وهي مرحلة ريادية تجريبية بإنشاء هذه الشبكة التي ستضم ممثلين عن الوزارات المختلفة والقوى الأمنية والمجتمع المدني والهيئات الروحية ، وتعتمد هذه المرحلة على ما لمسناه من حاجات قبل ان يتم توسيع هذه التجربة على نطاق البلاد .

المفتي سوسان

وكانت مداخلة للمفتي الشيخ سليم سوسان فاعتبر أن موضوع التطرف يحتاج الى جهد حقيقي، وقال: "فيما يتعلق بالتطرف الديني او التطرف الاجتماعي او السياسي.. في الواقع لم يكن هناك في مدينتنا أي تطرف ديني او سياسي او اجتماعي.. قد تظهر بعض الظواهر ولكن ثقافتنا وتربيتنا في مدينتنا وبيئتنا ترفض هذه الظاهرة رفضا كاملا . انتم الآن في صيدا تسيرون في شوارعها تنظرون اليها تجدون أن مآذن مساجدنا تعانق أبراج الكنائس، ونلتقي كرجال دين مسلمين ومسيحيين في لقاءات دورية نعالج بعض المشاكل التي نعاني منها على المستوى الاقتصادي والمعيشي والخدماتي". وتابع: "صيدا استقبلت عشرات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين واستقبلت أيضا عشرات الالاف من النازحين السوريين وعاشوا  في كنفها دون تمييز او تفرقة . صيدا رفضت كل الفتن الطائفية والمذهبية ووقفت بوجهها وحافظت على انها مدينة مفتوحة للجميع تستقبل الجميع حريصة على العيش المشترك وعلى الوفاق بين شرائح هذا المجتمع اللبناني" . وأورد المفتي سوسان في مداخلته بعض النصوص التي وردت في الدين الإسلامي والقرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة حول الاعتدال والحوار والدعوة الى السلام، وقال "السلام والحب والوفاق مقصد من مقاصد شريعتنا في الإسلام وفي المسيحية. ورأى المفتي سوسان أنه قبل ان نذهب الى النتائج علينا أن نتوقف عند الأسباب: ما هو سبب هذا التطرف الموجود في الدنيا ؟ .. الفقر، العوز، البطالة، انعدام العدالة، عدم التساوي في القانون .. ولا تنسوا ان قضية فلسطين تبقى من اهم القضايا التي يعاني من تداعياتها هذا الشرق العربي ، كل هذه الأمور هذه أسباب تؤدي الى التطرف والى اليأس والى الذهاب الى ما لا يرضي الاسلام او المسيحية او أي دين او أية نظرية إنسانية .. اجدد ترحيبي بكم في مدينتنا في صيدا التي تفتح قلبها للجميع"  .

القاضي أبو زيد

كما كانت مداخلة للقاضي الشيخ محمد أبو زيد فقال" في العام 2010 أطلقت دولة الكويت مشروع "موسوعة الكويت للعالم الإسلامي والأقليات الإسلامية" ، وانا كنت من الأشخاص الذين دُعيوا للكتابة بهذه الموسوعة وفي اول جلسة لم يكن  حاضراً من كل العالم الإسلامي الا لبنان ولم يكن من كل العالم الا فرنسا فأثار هذا الأمر تساؤلاً لديّ ، فقالوا لي ان التعقيدات التي في لبنان اذا استطعنا ان نتعامل معها نجحنا في كل العالم الإسلامي،  وان التعقيدات التي في فرنسا اذا استطعنا ان نتعامل معها نجحنا في باقي العالم .. وانا أقول لعل الآن نظرية الكويتيين تطبق ، فإذا نجحنا في فرنسا نجحنا في باقي العالم واذا نجحنا في لبنان نجحنا في باقي العالم الإسلامي" .

 بعد ذلك جرى نقاش وحوار حول موضوع منع التطرف العنيف والاستراتيجية الوطنية ونظام الإنذار المبكر له والمراحل التالية والآليات المقترحة لها .

وعلى هامش اللقاء في مجدليون قدمت الحريري لرئيس الوفد السيد " رينو موسيلير" كتاب " صيدا المدينة القديمة " الصادر عن مؤسسة الحريري ، كما قدمت له الدكتورة أبو زينب كتابها" Pathways To Violent Extremism In Lebanon- مسارات التطرف العنيف في لبنان " .

في بلدية صيدا

ثم انتقل الوفد الفرنسي برفقة الدكتورة أبو زينب الى بلدية صيدا حيث عقد بحضور رئيس البلدية المهندس محمد السعودي اجتماعاً مع ممثلي شبكة الوقاية المحلية لمنع التطرف العنيف  ، وجمعيات أهلية، ومدراء مدارس من الشبكة المدرسية لصيدا و الجوار، وممثلين عن الشبكة الصحية في صيدا، ووحدة إدارة الحد من مخاطر الكوارث والأزمات في اتحاد بلديات صيدا الزهراني وشباب وشابات من صيدا. وكانت كلمة ترحيب من السعودي اكد فيها على أهمية تبادل الخبرات حول موضوع منع التطرف  . ثم جرى حوار وتبادل أفكار بين وفد "منطقة جنوب فرنسا " وبين المجموعة المحلية حول نظام الإنذار المبكر وما هي الحاجات التي يجب اخذها بالاعتبار والقطاعات الموجودة والتحديات التي يجب مواجهتها . وكان تأكيد على ان للتطرف العنيف أسباباً مختلفة ، سياسية واقتصادية واجتماعية، وعلى الحاجة لبناء قدرات المجتمع لتحديد مظاهر هذا التطرف وكيفية التعامل معها ، وعلى أهمية اشراك الشباب بتصميم وتنفيذ نظام الإنذار المبكر، وعلى ودور الأهل الأساسي في بناء مناعة مجتمعية ، وكذلك كافة المعنيين بالمجتمع وأهمية التشاور المجتمعي وتدريب الأساتذة في هذا الموضوع بالإضافة الى دور الإعلام بهذا الخصوص .

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

انتفاضة مهسا أميني تشتعل وسط مخاوف من تكرار مذبحة 2019

الاحتجاجات تعمّ 139 مدينة وسقوط 140 قتيلاً واعتقال الآلاف ومواجهات عنيفة مع "الحرس" و"الباسيج"

طهران، عواصم – وكالات/25 أيلول/2022

وسط تخوفات من تكرار مذبحة 2019 خلال انتفاضة الوقود التي كانت الأعنف في تاريخ إيران، قتل نحو 140 واعتقل الآلاف خلال ثماني ليال من التظاهرات احتجاجا على وفاة الشابة مهسا أميني أثناء احتجازها لدى الشرطة، فيما امتدت انتفاضة الغضب لمقتل أميني إلى 139 مدينة في 31 محافظة، وارتفع عدد الشهداء إلى نحو 140 وتجاوز عدد المعتقلين 5000 شخص، وشهدت نحو 21 منطقة بطهران ومدن مختلفة مواجهات بين شبان الانتفاضة مع “الحرس الثوري” ورجال الأمن بالزي المدني و”الباسيج”، بحسب تقارير ميدانية للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.

وعلى الرغم من القمع الوحشي وجرائم نظام الملالي، إلا أن ألسنة اللهب تنتشر، وردّد المنتفضون في مدن مختلفة بما في ذلك شيراز، شعارات “الموت للديكتاتور”، وفي طهران، اشتبك المتظاهرون مع قوات النظام القمعي أمام جامعة طهران، وهتف الطلاب “الموت للديكتاتور”.

وتشير التقارير إلى أن الشباب تظاهروا في 21 منطقة من طهران، بما في ذلك جسر ستار خان ونازي آباد وبارك وي واتوستراد فردوس وشميران وتجريش وصادقية، وقاوموا هجوم عناصر النظام برشقهم بالحجارة رغم الوجود الضخم للحرس وعناصر القمع للنظام، وهتف المتظاهرون “الموت للديكتاتور”، و”هذا العام هو عام الدم وسيسقط خامنئي”، و”نناضل ونقاتل ونستعيد إيران”، و”نحن أهل النضال نتحداكم في القتال”.

وفي كركان، نزل المتظاهرون إلى الشوارع بشعار “ليرحل الملالي لا تفيد الدبابة والمدفع”، وفي مدينة رشت مركز محافظة كيلان، أطلقت الشرطة النار على المتظاهرين، وفي مدينة قم اشتبك الشباب مع قوات وعناصر النظام، وفي مرودشت تظاهر حشد كبير في الشوارع أمام القوات القمعية، وفي مشهد هتف المتظاهرون “ليرحل الملالي لا تفيد الدبابة والمدفع”، وفي تاكستان، أشعل شباب الانتفاضة النار في تمثال قائد “فيلق القدس” السابق قاسم سليماني، وفي قرجك بورامين، ألقى الشباب الحجارة على رجال الشرطة وأجبروهم على الانسحاب.

وفي مهرشهر بكرج، هتف الشباب “ليرحل الملالي لا تفيد الدبابة والمدفع”، وفي مدينة همدان هتف المتظاهرون “الموت لخامنئي” و”خامنئي قاتل وحكومته باطلة”، وفي كرج أضرم الشباب النار في حاويات النفايات وأغلقوا الشارع وسدوا طريق القوات القمعية، وفي هشتكرد قاوم الشبان هجوم القوات القمعية وهتفوا “نحن كلنا معا”، وفي سنندج اصطف المتظاهرون أمام القوات القمعية للنظام واستمروا في التظاهر بشعار “الموت لخامنئي”. من جانبه، أفاد التلفزيون الرسمي بأن عدد القتلى ارتفع إلى 41، كما بث لقطات تظهر إشعال النيران في شوارع شمال وغرب طهران إضافة إلى بعض المحافظات، غير أن العدد قد يكون أكبر من ذلك إذ أفادت منظمة “ايران هيومن رايتس” بسقوط نحو خمسين قتيلا، وأفادت منظمة “نت بلوكس” التي تعنى بمراقبة أمن الشبكات وحرية الانترنت، بأن سكايب أصبح مقيدا في إطار الحملة على الاتصالات التي استهدفت “إنستغرام” و”واتسآب” و”لينكدإن”، وتحدثت تقارير عن اعتقالات بالجملة، وأعلن قائد شرطة محافظة كيلان عزيز الله مالكي اعتقال 739 بينهم 60 امرأة في المحافظة، وفق وكالة “تسنيم” للأنباء. واتهمت منظمة العفو الدولية قوات الأمن بإطلاق النار بصورة متعمدة بالرصاص الحي على المتظاهرين، داعية إلى تحرك دولي عاجل لوضع حد للقمع، وأبدت مخاوف حيال قطع الإنترنت المفروض عمدا مع حجب واتساب وإنستغرام. بدورها، أكدت شبكة “سي إن إن” الأميركية أن المخاوف تتصاعد من تكرار مذبحة انتفاضة الوقود في 2019 التي راح ضحيتها آلاف القتلى ومئات الآلاف من المصابين والمعتقلين، إذ يشعر البعض بالقلق من أن التاريخ قد يعيد نفسه.

وتم تداول مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر المتظاهرين في طهران ومناطق أخرى، ووفقا لشهود عيان، فإن قوات الأمن والمتظاهرين أصبحوا أكثر عنفا، موضحين أن قوات الأمن تقمع المتظاهرين بصورة أكثر عنفا، كما سُمع دوي طلقات نارية بصورة متزايدة، كما أصبح المتظاهرون الأصغر سنا أكثر عنفا، حيث يقومون بتخريب المباني وإشعال النيران في السيارات وحاويات القمامة وضرب رجال الشرطة.

في المقابل، جدد وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي أن الشرطة غير مسؤولة عن وفاة مهسا أميني، قائلا إن الفحوصات الطبية وفحوصات الطب الشرعي تظهر أنه لم يكن هناك ضرب ولا كسر في الجمجمة، محذرا مما وصفه بتفسيرات خاطئة للحادث، بينما انتقد والد أميني التقرير الطبي بشدة، قائلا إن ابنته لم تكن تعاني أي مشكلات في القلب، ولا يمكن أن تكون توفيت بسكتة قلبية. من جانبه، ندد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، بالمحاولات الأميركية الرامية إلى المساس بالسيادة الإيرانية، مؤكدا أنها لن تمر من دون رد، بينما حض حزب “اتحاد شعب إيران الإسلامي” الإصلاحي الأبرز، السلطات على إلغاء إلزامية ارتداء الحجاب، مطالبا بأن تعلن إيران “انتهاء عمل شرطة الإرشاد رسميا، والسماح بالتظاهرات السلمية”، داعيا لتشكيل لجنة تحقيق محايدة في وفاة أميني والإفراج الفوري عن الموقوفين مؤخرا. بدورها، استدعت الخارجية الايرانية السفير البريطاني في طهران للاحتجاج على تغطية قنوات تلفزيونية ناطقة باللغة الفارسية، تبث ارسالها من المملكة المتحدة للاحتجاجات، قائلة إن “الشبكات التي تضم هيئة الاذاعة البريطانية باللغة الفارسية ومقرها لندن، وشبكة إيران انترناشونال، تخلقان جوا عدائيا كما أنهما حرضتا على القيام بأعمال شغب”. وذكرت وكالة “بلومبيرغ” للأنباء أنه تم أيضا استدعاء السفير النرويجي لدى إيران، عقب إدانة رئيس البرلمان النرويجي طريقة تعامل قوات الأمن الإيرانية مع المتظاهرين. إلى ذلك، أُلقيت زجاجة مولوتوف فجر أمس على السفارة الإيرانية في أثينا دون أن تتسبب بأضرار، ونقلت وكالة الأنباء اليونانية عن الشرطة اليونانية قولها إنه في نحو الساعة الواحدة صباحا، ألقى شخصان على دراجة نارية ووجوههما مغطاة زجاجة مولوتوف انفجرت على حائط السفارة، بينما تجمع المئات في ميدان سينتاغما في وسط أثينا احتجاجاً على قمع إيران للتظاهرات في أعقاب وفاة الشابة مهسا أميني بعد أن اعتقلها شرطة الأخلاق.

 

خبير أميركي: احتجاجات مقتل مهسا أميني تعززها مخاوف شعبية كبيرة

واشنطن/الشرق الأوسط/25 أيلول/2022

يرى المحلل الأميركي من أصل إيراني، راي تقية، أنه رغم الاحتجاجات واسعة النطاق التي فجرتها وفاة الفتاة مهسا أميني لدى احتجازها في مركز للشرطة الإيرانية بعد القبض عليها بسبب خرقها لقواعد الزي الإسلامي، يشير خطاب رئيس البلاد إبراهيم رئيسي، في الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخراً إلى أنه من غير المرجح أن يخفف النظام موقفه تجاه الشعب أو الغرب. وقال تقية، وهو خبير في مجلس العلاقات الخارجية الأميركي، في تقرير، إنه ما زال يتعين النظر إلى هذه المظاهرات على أنها جزء من سلسلة مستمرة من الاحتجاجات التي تتعلق بمجموعة كبيرة من المخاوف، حسبما نقلت وكالة الأنباء الألمانية. ففي الشهور القليلة الماضية فقط، هزت إيران مظاهرات مدفوعة بشكاوى اقتصادية شارك فيها معلمون ومتقاعدون ومزارعون بين مجموعات أخرى. وأضاف تقية، الذي عمل سابقاً في وزارة الخارجية الأميركية، أن الاحتجاجات على الأوضاع الاقتصادية أصبحت مزمنة في إيران، حيث خفضت الحكومة الدعم للخدمات الاجتماعية في ظل ارتفاع معدل التضخم. ومثل هذه الاحتجاجات تأخذ على نحو متزايد منحى سياسياً في الوقت الذي يسعى فيه النظام لتشديد قبضته على السلطة. وفي شهر أغسطس (آب) الماضي، وقّع الرئيس رئيسي مرسوماً يقضي بالتطبيق الأكثر صرامة للقواعد التي تطالب النساء بارتداء حجاب في كل الأوقات في الحياة العامة، وهذه قواعد سارية بالفعل منذ تأسيس الجمهورية الإيرانية في عام 1979. ولاقت هذه الخطوة قبولاً على نطاق واسع من جانب رجال الدين المحافظين الذين يسيطرون الآن على المؤسسات الإيرانية التي يتم انتخاب أعضائها أو تعيينهم، بوصف ذلك استعادة للمعايير الثقافية التي بدت أنها تتلاشى.

 

هتافات غاضبة تهز طهران ورئيسي يأمر بمواجهة «حازمة» واعتقال أكثر من 700 في محافظة جيلان... ودعوات لإلغاء قانون الحجاب

لندن - طهران/الشرق الأوسط/25 أيلول/2022

تواصلت الاحتجاجات لليوم الثامن على التوالي في طهران وعدة محافظات إيرانية، فيما شكلت طهران مساء الجمعة مسرحاً لمناوشات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن، بعد أسبوع من احتجاجات غاضبة على موت الشابة مهسا أميني أثناء احتجازها لدى «شرطة الأخلاق» وأدى قمعها إلى مقتل لا يقل عن 41 وفقاً لأحدث إحصائية رسمية، وذلك بعدما قالت منظمة حقوقية إن عدد الضحايا وصل إلى 50 شخصاً. وصعدت السلطات الإيرانية من لهجة التلويح بقمع الاحتجاجات. وقال الرئيس إبراهيم رئيسي اليوم السبت إن على إيران «التعامل بحزم مع أولئك الذين يعتدون على أمن البلاد وسلامها». وصرح غداة عودته من نيويورك: «الأعداء يريدون ركوب الموجة... خلق الفوضى... والإزعاج». ونقلت رويترز عن وسائل إعلام إيرانية أن تصريحات رئيسي جاءت في مكالمة هاتفية قدم خلالها التعازي لأسرة أحد أفراد الأمن قُتل طعناً الأسبوع الماضي، مع توجيه أصابع الاتهام للمحتجين. وذكرت أن الرئيس «شدد على ضرورة التمييز بين الاحتجاج والإخلال بالنظام العام والأمن ووصف الأحداث بأنها أعمال شغب». وبدوره، طالب رئيس القضاء الإيراني غلام حسين محسني إجئي بـ«مواجهة رادعة» مع «العناصر الأساسية» في الاحتجاجات ومحاكمتهم. وقال: «الأشخاص الذين ألحقوا ضرراً بالممتلكات العامة وخالفوا أوامر الشرطة والمرتبطون بأجهزة تجسس خارجية والمجاميع المعادية للثورة يجب أن يعاملوا وفق القانون، من دون أي رحمة». وبعد ساعات قليلة من تحذيرات رئيسي، تجددت الاحتجاجات في ثامن يوم على انطلاقها في طهران وشيراز مركز محافظة فارس الجنوبية وميناء آمل بمحافظة مازندران وشاهين شهر بمحافظة أصفهان وسنندج في كردستان وشهريار في محافظة طهران. وأظهر مقطع فيديو، امرأة تصعد فوق سيارة وتلوح بغطاء الرأس، وسط تجمهر حشد من المحتجين حولها. وتناقل ناشطون مقاطع فيديو عن انتشار قوات الأمن في محيط جامعة طهران، وردد حشد كبير من الطلاب شعار «الموت للديكتاتور». وفي أحد الفيديوهات يحسب رجال من الأمن امرأة على الأرض، ومناوشات مع المحتجين. وفي زنجان، اعتقلت قوات الأمن امرأة لم ترتدِ الحجاب، فيما رشق محتجون سيارات الشرطة بالحجارة في مدينة تبريز.

وواصلت القوات الأمنية حملة الاعتقالات في صفوف الناشطين السياسيين والصحافيين، وتباينت المعلومات حول اعتقال ما يتراوح بين 8 إلى 12 صحافياً في طهران. وأظهرت مقاطع فيديو حشوداً من المحتجين في ثلاثة من أكبر أحياء غرب طهران وهي ستارخان وأكتابان وصادقية، بينما تصاعدت أعمدة الدخان من الطرقات وسط إطلاق نار كثيف واستخدام الشرطة للغاز المسيل للدموع. وأصر المحتجون على ترديد هتافات منددة بالمرشد الإيراني علي خامنئي. وذكر ناشطون ووسائل إعلام في وقت متأخر الجمعة أن متظاهرين اشتبكوا في مدن إيرانية عدة مع قوات الأمن وأحرقوا سيارات للشرطة ورددوا شعارات مناهضة للمؤسسة الحاكمة. وانتشرت صور على شبكات التواصل الاجتماعي لنساء إيرانيات يحرقن الحجاب في بلدٍ يفرض عليهن تغطية رؤوسهن. وتُظهر مقاطع فيديو رجلاً يرتدي زياً عسكرياً يطلق النار على متظاهرين لم يُحدد عددهم حتى الآن، في منطقة شهر ري في جنوب العاصمة الإيرانية. وتُظهر لقطات أخرى محتجين يركضون أمام فندق بارك رويال في شمال طهران، في شارع شهد فوضى وإشعال حرائق. وسُمع دوي ما لا يقل عن ثماني طلقات لم يُحدد مصدرها بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وأفادت منظمة «حقوق الإنسان لإيران» التي مقرها في النرويج الجمعة بمقتل ما لا يقل عن 50 شخصاً في الاحتجاجات.

وكانت أشرطة فيديو تم تداولها بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت نساءً خلال الاحتجاجات يخلعن حجابهن ويلقين به في نار مشتعلة في الطريق. وهتف المتظاهرون أيضاً: «لا للحجاب، لا للعمامة، نعم للحرية والمساواة». ونددت منظمات غير حكومية تنشط من خارج إيران بقمع عنيف للمحتجين، بينما تشهد شبكة الإنترنت في كل أنحاء البلاد اضطرابات وانقطاعات، لا سيما بالنسبة إلى تطبيقي واتساب وإنستغرام، فيما أعلنت واشنطن إجراءات «دعم لتدفق المعلومات بحرية إلى الشعب الإيراني». وقالت منظمة العفو الدولية، المدافعة عن حقوق الإنسان، إن المتظاهرين واجهوا «رداً مميتاً متصاعداً من قوات الأمن خلال الأيام الماضية»، ودعت إلى «آلية تحقيق» مستقلة تابعة للأمم المتحدة للنظر في أحداث الأسبوع الفائت. وأضافت أنه في ليلة 21 سبتمبر (أيلول)، أدى إطلاق قوات الأمن النار إلى مقتل ما لا يقل عن 19 شخصاً، من بينهم أربعة أطفال. وقالت المنظمة: «ارتفاع عدد القتلى مؤشر مقلق على مدى قسوة هجوم السلطات على الحياة البشرية في ظل الظلام الذي خلفه قطع الإنترنت». وخرجت مسيرات مضادة نظمتها الدولة في عدة مدن لمواجهة الاحتجاجات المناهضة للحكومة، ووعد الجيش بالتصدي «للأعداء» الذين يقفون وراء الاحتجاجات. وحمل «الحرس الثوري» الإيراني على المتظاهرين، وندد بـ«عملية نفسية وحرب إعلامية مفرطة»، واصفاً ما يحصل بأنه «مؤامرة جديدة سيكون مصيرها الفشل». كذلك، أعلنت أجهزة الاستخبارات في بيان أن «كل مشاركة في تظاهرات غير قانونية ستُعاقب أمام القضاء». وذكر عزيز الله مالكي قائد الشرطة في محافظة جيلان أن حملة الاعتقالات في المحافظة طالت «739 شخصاً بينهم 60 امرأة، وصفهم بـ«مثيري الشغب»، ونقلت وكالة (إرنا) الرسمية عن مالكي قوله إنه تم ضبط العديد من الأسلحة والذخائر والمتفجرات أيضاً خلال الاعتقالات. في مدينة كرمان، أعلن رئيس القضاء في محافظة كرمان، إبراهيم حميدي اعتقال من سماهم «قادة الشغب» في المحافظة. ووصف الحراك الاحتجاجي بـ«الزبد على سطح الماء». وكان محتجون قد أضرموا النار في لافتة كبيرة للجنرال قاسم سليماني وسط كرمان مسقط رأسه.

وقالت الوزارة الداخلية الإيرانية في بيان اليوم إن «أعمال الشغب في الشوارع ليس لها غرض سوى بث الرعب وتعطيل النظام العام وتشويس الرأي العام وزعزعة الهدوء والراحة النفسية»، مضيفاً أنه «سيجري التعامل مع أعمال الشغب بما يتماشى مع جميع اللوائح القانونية لحماية حقوق المواطنين».

وقال وزير الداخلية أحمد وحيدي للتلفزيون الرسمي إن «الأعداء يعتقدون أنه يمكنهم الإطاحة بالنظام عبر هذه الاحتجاجات». ونفى مسؤولية قواته عن موت الشابة مهسا أميني. وقال في تكرار لأقوال سابقة إن «الفحوصات الطبية وفحوصات الطب الشرعي تظهر أنه لم يكن هناك ضرب (من قبل الشرطة) ولا كسر في الجمجمة». وأوقفت شرطة الأخلاق مهسا أميني (22 عاماً) في 13 سبتمبر، وتوفيت في مستشفى بعد ثلاثة أيام. وقال ناشطون إنها تلقت ضربة على رأسها، لكن السلطات الإيرانية قالت إنها فتحت تحقيقاً في الحادثة، وتحدث مسؤولون إيرانيون عن إصابتها بأمراض سابقة، وهو ما نفته أسرتها بشدة عدة مرات خلال الأسبوع الماضي. وقال مركز «حقوق الإنسان في إيران» الذي مقره في نيويورك إن الحكومة ردت على المتظاهرين بـ«الذخيرة الحية والمسدسات والغاز المسيل للدموع، وفق أشرطة فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي ظهر فيها أشخاص ينزفون بغزارة».

وبيّن أشرطة الفيديو المتداولة، يمكن رؤية متظاهرين، يشوهون أو يحرقون صوراً للمرشد علي خامنئي، في تكرار لما شهدته المدن الإيرانية في الاحتجاجات المعيشية خلال عامي 2017 و2019. وكان حزب «اتحاد شعب إيران» الذي شكله مقربون من الرئيس الإصلاحي الأسبق محمد خاتمي (1997 - 2005) «يطالب» السلطات بـ«إعداد العناصر القانونية التي تمهد لإلغاء قانون الحجاب الإجباري»، وفق ما جاء في بيان أصدره السبت. وانضم بذلك إلى حزب «اعتماد ملي» فصيل مهدي كروبي، الذي دعا لأول مرة لإلغاء قانون الحجاب.

 

المخرج الإيراني أصغر فرهادي يدعو للتضامن مع المتظاهرين في بلده

باريس/الشرق الأوسط/25 أيلول/2022

حث المخرج الإيراني أصغر فرهادي، الحائز جائزة أوسكار مرتين، اليوم (الأحد)، الناس في جميع أنحاء العالم على «التضامن» مع المتظاهرين الذين نزلوا إلى الشوارع في إيران احتجاجاً على وفاة الشابة مهسا أميني إثر توقيفها من شرطة الأخلاق الإيرانية. وأشاد فرهادي بـ«النساء التقدميات والشجاعات اللواتي قدن الاحتجاجات من أجل حقوقهن الإنسانية إلى جانب الرجال»، على خلفية موجة الاضطرابات التي تهز إيران منذ وفاة أميني البالغة 22 عاماً. وقال فرهادي في رسالة بالفيديو على «إنستغرام»: «هنّ يبحثن عن حقوق بسيطة لكنها أساسية حرمتهنّ منها الدولة لسنوات». وأضاف: «لقد سلك هذا المجتمع، خصوصاً هؤلاء النساء، طريقاً قاسياً ومؤلماً للوصول إلى هذه النقطة، وقد بلغن بوضوح حالياً محطة مفصلية». وقُتل ما لا يقل عن 41 شخصاً، بينهم عناصر من قوات الأمن، حسب حصيلة رسمية، فيما تؤكد مجموعات حقوقية أن الرقم الفعلي أعلى من ذلك بكثير. وأضاف فرهادي: «لقد رأيتهنّ عن كثب خلال هذه الليالي: معظمهنّ يافعات في سن السابعة عشرة أو العشرين»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وتابع المخرج قائلاً: «رأيت الغضب والأمل في وجوههنّ وطريقة سيرهنّ في الشوارع. أحترم بشدة نضالهنّ من أجل الحرية وحقهنّ في اختيار مصيرهنّ، رغم كل الوحشية التي يتعرضن لها».

وفاز فرهادي، المعروف بأفلامه التي تتناول التحديات اليومية في حياة الناس، مرتين بجائزة أوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية، عن فيلم «A Separation» عام 2011، وفيلم «The Salesman» في 2016. ودعا فرهادي «جميع الفنانين والمخرجين والمثقفين ونشطاء الحقوق المدنية من جميع أنحاء العالم... كل من يؤمن بكرامة الإنسان وحريته، للتضامن مع النساء والرجال الأقوياء والشجعان في إيران من خلال تصوير مقاطع فيديو أو الكتابة أو بأي طريقة أخرى».

 

“الحرس الثوري” يقصف مواقع جماعات مسلحة شمال العراق

بغداد، طهران، عواصم – وكالات/25 أيلول/2022

 قصفت قوات “الحرس الثوري” الإيراني بالمدفعية إقليم كردستان العراق، مستهدفة الجماعات التي يتهمها النظام الإيرانى بتأجيج الاحتجاجات العنيفة الأخيرة في البلاد، حسبما ذكر التلفزيون الرسمي الإيرانى. ونقلت وكالة “بلومبرغ” للأنباء عن وكالة تسنيم الإيرانية، القول إن القوات البرية التابعة للحرس الثوري استهدفت مقر قيادة حزب كومله الكردستانى الإيراني، أو ما يعرف باسم المنظمة الكردية للحزب الشيوعي الإيراني، والحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني في العراق. وبحسب الوكالة الإيرانية، كانت جماعات المعارضة نشرت قوات مسلحة وقامت بتهريب أسلحة إلى المدن الحدودية الإيرانية لتأجيج الاضطرابات في البلاد، وسط الاحتجاجات التي اندلعت إثر وفاة شابة محتجزة لدى الشرطة الإيرانية. من جانبهم، شارك العشرات في مسيرة أمام السفارة الإيرانية في برلين، احتجاجا على نظام الحكم والتمييز الممنهج ضد المرأة، وبحسب الشرطة فإن التظاهرة في منطقة داليم بالعاصمة برلين استمرت نحو ساعتين وكانت سلمية، ورفع المحتجون لافتات تعبر عن استيائهم باللغتين الألمانية والفارسية، كما كانت هناك مسيرات في مدن أخرى.

 

موسكو تشدد العقوبات على رافضي القتال وتمنح الجنسية للمقاتلين الأجانب

أوكرانيا تخفض مستوى العلاقات مع إيران... وطهران تتوعد بـ«رد مناسب»

موسكو - كييف – طهران/الشرق الأوسط/25 أيلول/2022

وقَّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، السبت، تعديلات تنص على عقوبة السجن عشرة أعوام بحق العسكريين الذين يرفضون القتال في فترة التعبئة الجزئية التي أعلن عنها قبل أيام. وتنص التعديلات على عقوبات بالسجن بحق الجنود الذين يفرون أو يسلِّمون أنفسهم للعدو «من دون إذن»، أو يرفضون القتال، أو يعصون الأوامر في مرحلة التعبئة. وتأتي هذه التعديلات التشريعية بعدما قررت روسيا هذا الأسبوع تعبئة جزئية لعناصر الاحتياط، بهدف القتال في أوكرانيا؛ حيث تعرضت القوات الروسية لهزائم في الأسابيع الأخيرة. وأثار قرار التعبئة الذي يشمل حسب السلطات 300 ألف شخص، قلق عدد كبير من الروس، واختار بعضهم مغادرة البلاد. وفي وقت تسعى فيه موسكو بكل السبل إلى تجنيد مزيد من العناصر للقتال في أوكرانيا، وقَّع بوتين السبت أيضاً قانوناً يسهل منح الجنسية الروسية للأجانب الذين يقاتلون في صفوف الجيش. ونص هذا القانون الذي صدر أيضاً في الجريدة الرسمية على أن الأجانب الذين ينضمون إلى الجيش لفترة لا تقل عن عام، يمكنهم طلب الحصول على الجنسية، من دون أن يضطروا إلى إثبات إقامتهم على الأراضي الروسية لخمسة أعوام. ويبدو أن هذا الإجراء يتوجه خصوصاً إلى المهاجرين المتحدرين من الجمهوريات السوفياتية السابقة في آسيا الوسطى، الذين يمارسون في المدن الكبيرة، على غرار موسكو، مهناً شاقة جداً. وقبل أن يوقع بوتين القانون، دعت قرغيزستان وأوزبكستان هذا الأسبوع مواطنيهما إلى عدم المشاركة في أي نزاع. وذكر نشطاء حقوقيون أنه تم اعتقال عدة أشخاص في روسيا خلال احتجاجات جديدة، رداً على تعبئة جنود الاحتياط للقتال في أوكرانيا. وأظهرت صور ومقاطع فيديو، نشرتها وسائل إعلام مستقلة، متظاهرين في خاباروفسك ونوفوسيبيرسك وأركوتسك وتومسك وتشيتا وسيبيريا، يتم اقتيادهم من قبل الشرطة. وذكرت تقارير أن أشخاصاً كانوا يرفعون لافتات كُتبت عليها شعارات، مثل: «لسنا لحوماً». ونُظمت مظاهرات أمس السبت في العاصمة موسكو، وفي مدينة سان بطرسبرغ. وكانت احتجاجات قد اندلعت بمختلف أنحاء البلاد، في أعقاب أوامر من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتعبئة جنود الاحتياط، بعد حوالي سبعة أشهر من بدء الحرب في أوكرانيا. ووقعت أولى الاحتجاجات في يوم الإعلان نفسه، وطبقاً لبوابة الحقوق المدنية «أو في دي» فقد تم اعتقال أكثر من 1400 شخص.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان أصدرته أمس السبت، إقالة ديمتري بولغاكوف نائب وزير الدفاع الروسي من منصبه. وعزت الوزارة في بيانها هذه الخطوة بشكل رسمي إلى نقل بولغاكوف إلى «منصب آخر». وسيخلف بولغاكوف في منصبه ميخائيل ميزينتسيف الذي كان يرأس حتى الآن مركز إدارة الدفاع الوطني، وسيشرف ميزينتسيف في منصبه الجديد بشكل خاص على لوجستيات الجيش. وأظهرت المكاسب الأخيرة التي حققها الجيش الأوكراني في هجوم مضاد عيوباً لوجستية مهمة لدى الروس، ويرى محللون أن الخدمات اللوجستية هي الحلقة الضعيفة في الجيش الروسي. يذكر أن ميزينتسيف معروف في الخارج أيضاً؛ حيث إنه مسؤول عن الهجمات الخطيرة التي وقعت على مدينة ماريوبول الساحلية في جنوب أوكرانيا التي استولى عليها الروس في نهاية مايو (أيار) الماضي. وحسب الجانب الأوكراني، فقد قُتِل آلاف المدنيين أثناء حصار المدينة الذي استغرق أسابيع، كما دُمِّر جزء كبير من المدينة. وكانت بريطانيا قد أدرجت ميزينتسيف على قائمة عقوبات، بوصفه «جزار ماريوبول». في سياق متصل، كتب ميخائيلو بودولاك، مستشار الرئيس الأوكراني في تغريدة باللغة الإنجليزية، أمس السبت، أن إيران تدعم روسيا «من خلال تقديم طائرات مُسيَّرة حديثة إلى دولة رجعية لقتل الأوكرانيين». وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد وصف تزويد موسكو بطائرات مُسيَّرة إيرانية، بأنها خطوة «تواطؤ مع الشر». وقررت أوكرانيا الجمعة سحب اعتماد سفير إيران، وكذلك تقليص عدد الموظفين الدبلوماسيين في السفارة الإيرانية في كييف بشكل كبير، بسبب إمداد طهران القوات الروسية بطائرات مُسيَّرة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أمس السبت، إن طهران تخطط لاتخاذ «الرد المناسب» إزاء قرار أوكرانيا خفض العلاقات معها. وأضاف المتحدث باسم الوزارة ناصر كنعاني، أن أوكرانيا يجب أن «تكف عن الخضوع لتأثير أطراف ثالثة تسعى لتدمير العلاقات بين البلدين». وقال كنعاني -كما نقلت عنه «رويترز»- إن قرار أوكرانيا «استند إلى تقارير غير مؤكدة، ونتج عن ضجة إعلامية من قبل أطراف أجنبية». ولم يشر كنعاني مباشرة إلى الطائرات المُسيَّرة. ونفت إيران في السابق تزويد روسيا بطائرات مُسيَّرة؛ لكن صحيفة «كيهان» اليومية المحافظة، قالت السبت إن إيران باعت «مئات الطائرات المُسيَّرة المسلحة». وقالت الصحيفة التي يختص الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي بتعيين رئيس تحريرها: «على مدار الفترة الماضية، كانت الطائرات المُسيَّرة الإيرانية تنفذ عمليات في سماء أوكرانيا ضد حلف شمال الأطلسي». وقالت السلطات العسكرية في جنوب أوكرانيا، أمس السبت، إنها أسقطت ما لا يقل عن سبع طائرات مُسيَّرة إيرانية، من بينها ست طائرات من طراز «شاهد-136» (الانتحارية)، فوق البحر، بالقرب من ميناءي أوديسا وبيفديني، الجمعة. وأفادت القيادة العسكرية الجنوبية بأن الطائرات شملت -لأول مرة في أوكرانيا- طراز «مهاجر-6»، وهي طائرة مُسيَّرة إيرانية أكبر حجماً. ومع تقدم القوات الأوكرانية على الجبهة الشمالية الشرقية، قال الجيش البريطاني، أمس السبت، إن روسيا قصفت سد بشينهي على نهر سيفيرسكي دونتس في شمال شرقي أوكرانيا، مستخدمة صواريخ باليستية قصيرة المدى أو أسلحة مماثلة. وذكرت وزارة الدفاع في نشرة المخابرات اليومية أن الهجوم وقع في يومي 21 و22 سبتمبر (أيلول)، في أعقاب هجوم سابق استهدف سد كاراشونيفسكي على نهر كريفي ريه في وسط أوكرانيا في 15 سبتمبر، مضيفة أن القوات الأوكرانية تتقدم في اتجاه مصب النهرين. وقالت الوزارة على «تويتر» إن القادة الروس ربما كانوا يحاولون قصف بوابات السد لإغراق نقاط عبور عسكرية أوكرانية.

 

كييف: الجيش الروسي يهاجم أوديسا بمسيّرات إيرانية

كييف/الشرق الأوسط/25 أيلول/2022

أكدت أوكرانيا، اليوم الأحد، أن مدينة أوديسا الساحلية (جنوب) تعرضت ليلاً لهجوم بطائرات مسيّرة إيرانية الصنع، بعد يومين من هجوم روسي بطائرة مسيّرة مماثلة أدى إلى مقتل مدنيين اثنين. وقالت القيادة العملياتية للجيش الأوكراني في جنوب البلاد إن «أوديسا هوجمت مجدداً بطائرات مسيّرة انتحارية». وأضافت في منشور على «فيسبوك» أن «العدو استهدف المبنى الإداري في وسط المدينة ثلاث مرات». وتابعت: «أسقطت الدفاعات الجوية (الأوكرانية) طائرة مسيّرة... ولم تسجل إصابات». وأكدت المتحدثة باسم القيادة العسكرية الأوكرانية في الجنوب ناتاليا غومنيوك لوكالة الصحافة الفرنسية أن الهجوم جرى بواسطة «طائرات إيرانية مسيّرة».وتأتي الضربات بعد يومين من مقتل مدنيين في أوديسا (الجمعة) في هجوم روسي بطائرة مسيّرة إيرانية الصنع. وأسقطت أربع طائرات مسيّرة إيرانية الصنع في جنوب البلاد (الجمعة)، بحسب القوات المسلحة الأوكرانية. وقالت كييف في وقت لاحق إنها قررت تقليص الحضور الدبلوماسي الإيراني في أوكرانيا بسبب إمدادها روسيا بطائرات مسيّرة. وأوردت وزارة الخارجية الأوكرانية أنه «رداً على فعل عدائي إلى هذا الحد، قرر الجانب الأوكراني أن يحرم سفير إيران لدى أوكرانيا أوراق اعتماده، ويقلّص في شكل ملحوظ عدد أفراد الطاقم الدبلوماسي في سفارة إيران في كييف».وصرح مسؤول في الخارجية لوكالة الصحافة الفرنسية أن هذه الخطوة ترقى إلى مستوى الطرد، لأن السفير لم يكن في أوكرانيا وبالتالي لا يمكن طرده. وقال سيرغي نيكيفوروف المتحدث باسم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (الجمعة) إن «استخدام القوات الروسية لأسلحة إيرانية... خطوات اتخذتها إيران ضد سيادة دولتنا وسلامة أراضيها، وكذلك ضد حياة المواطنين الأوكرانيين وصحتهم».

 

كييف وموسكو تتبادلان الاتهامات بقصف مدنيين جنوب أوكرانيا

كييف/الشرق الأوسط/25 أيلول/2022

تبادلت أوكرانيا وروسيا، اليوم الأحد، الاتهامات بشأن هجمات على مدنيين في جنوب أوكرانيا، بينما سعت موسكو للدفاع عن موقفها في الحرب الدائرة منذ سبعة أشهر رغم تحركها صوب تصعيد الصراع وتنفيذ ضم محتمل في الشرق والجنوب للمناطق التي سيطرت عليها قواتها. وتقول أوكرانيا والدول الغربية إن الاستفتاءات على ضم تلك المناطق لروسيا باطلة، وتهدف لتبرير الضم وتصعيد العمليات القتالية بعد قرار باستدعاء جزئي لقوات الاحتياط إثر خسائر تكبدتها موسكو مؤخراً في أرض المعركة. وألقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خطاباً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ووسائل الإعلام العالمية، أمس السبت، وصور المعارضة للهجوم الروسي على أوكرانيا على أنها مقتصرة على الولايات المتحدة والدول التي تدور في فلكها. لكن ما يقرب من ثلاثة أرباع الدول في الجمعية العامة صوتت لتوبيخ روسيا ومطالبتها بسحب قواتها بعد فترة وجيزة من بدء الغزو في 24 فبراير (شباط). وتصف روسيا غزو أوكرانيا بأنه «عملية عسكرية خاصة». وخلفت الحملة العسكرية الروسية عشرات الآلاف من القتلى، وتركت مدناً أوكرانية حطاماً، وتسببت في أكبر مواجهة بين روسيا والغرب منذ أزمة الصواريخ الكوبية في 1962. وقال الجيش الأوكراني، في وقت مبكر من صباح اليوم (الأحد)، إن القوات الروسية شنت عشرات الهجمات الصاروخية والغارات الجوية على أهداف عسكرية ومدنية من بينها 35 تجمعاً سكنياً في الساعات الأربع والعشرين الماضية. وأضاف الجيش الأوكراني أن روسيا استخدمت طائرات مسيرة للهجوم على وسط مدينة أوديسا جنوب البلاد. ولم ترد تقارير عن سقوط ضحايا، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء. وتنفي روسيا استهداف المدنيين. وذكرت وكالة الإعلام الروسية أن القوات الأوكرانية قصفت فندقاً في مدينة خيرسون مما أسفر عن مقتل شخصين. واحتلت القوات الروسية المدينة الجنوبية منذ الأيام الأولى للغزو.

ولم يرد تعليق بعد من أوكرانيا على الأمر. وتم ترتيب إجراء استفتاءات على الانضمام لروسيا على عجل بعد أن استعادت أوكرانيا السيطرة على مناطق واسعة في شمال شرقي البلاد في هجوم مضاد هذا الشهر. وقال مسؤولون أوكرانيون، إن سكان بعض المناطق المحتلة مُنعوا من الخروج منها لحين انتهاء التصويت على مدى أربعة أيام، وأضافوا أن جماعات مسلحة تدخل للمنازل، وتم تهديد موظفين بالفصل إذا لم يشاركوا. من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن تلك الاستفتاءات ستَلقى ما وصفها بأنها «إدانة صريحة» من العالم، هي والتعبئة التي بدأتها روسيا هذا الأسبوع بما في ذلك في شبه جزيرة القرم والمناطق الأخرى من أوكرانيا التي تحتلها روسيا. وتصر موسكو على أن الاستفتاءات تقدم فرصة لسكان تلك المناطق للتعبير عن رأيهم.

بدوره، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مؤتمر صحافي بعد خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن المناطق التي تجري فيها استفتاءات بأوكرانيا ستصبح تحت «الحماية الكاملة» لروسيا في حال ضمها. ورداً على سؤال عما إذا كانت لدى روسيا مبررات لاستخدام الأسلحة النووية للدفاع عن المناطق التي ضمتها من أوكرانيا، قال لافروف إن الأراضي الروسية، بما في ذلك الأراضي «التي سترد لاحقاً» في الدستور الروسي، «تخضع لحماية الدولة بشكل كامل». واضاف أن «جميع قوانين ومبادئ ومفاهيم واستراتيجيات روسيا الاتحادية تسري على جميع أراضيها»، مشيراً أيضاً على وجه التحديد إلى مبدأ روسيا بشأن استخدام الأسلحة النووية. من جهتها، قالت مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى إنها لن تعترف بنتائج التصويت. وأوضح وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، في ساعة مبكرة من صباح (الأحد)، أن تصريحات الكرملين بشأن احتمال استخدام الأسلحة النووية «غير مقبولة على الإطلاق»، وإن كييف لن تستسلم لها. مبينا «نحن ندعو جميع القوى النووية للتحدث علناً الآن، وأن توضح لروسيا أن مثل هذه اللهجة تعرض العالم للخطر ولن يتم التغاضي عنها». من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية أوليج نيكولينكو على «تويتر»، إن كييف طلبت عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي بشأن الاستفتاءات واتهام روسيا بانتهاك ميثاق الأمم المتحدة من خلال محاولة تغيير الحدود الأوكرانية. وأمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الأربعاء، بأول تعبئة في البلاد منذ الحرب العالمية الثانية، ما دفع بعض الروس إلى محاولة الخروج من البلاد عبر الحدود والمعابر. ولدى سؤال لافروف عن ذلك، أمس السبت، أشار إلى أن حق الحرية في التنقل مكفول. وذكرت المخابرات العسكرية البريطانية أن سياسيين قوميين روساً دعوا إلى تعزيز قوات الحرس الوطني بموجب أمر التعبئة فيما بدا أنه مؤشر جديد على الضغوط التي تواجهها القوات الروسية. وقالت المخابرات العسكرية البريطانية، في إفادة، «نظراً لضرورة قمع المعارضة الداخلية المتنامية في روسيا، إضافة لمهام العمليات في أوكرانيا، من المرجح بشدة أن تتعرض (روسجفارديا) لضغوط كبيرة»، في إشارة لقوة الحرس الوطني التي تتلقى أوامرها مباشرة من بوتين وتشكلت عام 2016 لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.

 

ليز تشيني «لن تظل جمهورية» إذا فاز ترمب بترشيح الحزب لانتخابات 2024

واشنطن/الشرق الأوسط/25 أيلول/2022

قالت النائبة الأميركية عن الحزب الجمهوري في ولاية وايومنغ، ليز تشيني، خلال مهرجان «تكساس تريبيون»، أمس السبت، إنه إذا أصبح الرئيس السابق دونالد ترمب هو مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة في عام 2024، فـ«لن تظل جمهورية». وأوضحت ابنة ديك تشيني، نائب الرئيس الأميركي سابقاً، «سأتأكد مما يحدث لدونالد ترمب، سأفعل كل ما بوسعي للتأكد من أنه ليس المرشح... وإذا كان هو المرشح، فلن أكون جمهورية»، وفق ما نقلته شبكة «سي إن إن» الأميركية. وأشارت تشيني إلى أنها ستنظم حملة من أجل الديمقراطيين لضمان عدم انتخاب المرشحين الجمهوريين «الذين يروجون لأكاذيب تزوير الانتخابات»، في إشارة إلى انتخابات حاكم ولاية أريزونا والمرشح الجمهوري كاري ليك، الصحافي التلفزيوني السابق الذي أصبح صوتاً يردد مزاعم ترمب حول تزوير انتخابات 2020. وأكدت النائبة الجمهورية، «سأفعل كل ما بوسعي للتأكد من عدم انتخاب كاري ليك». وعندما سُئلت عما إذا كان ذلك يشمل حملة انتخابية للديمقراطيين، قالت: «نعم». لكن تشيني لم تذهب إلى حد القول إنها تريد أن يحتفظ الديمقراطيون بالسيطرة على مجلس النواب بعد انتخابات التجديد النصفي. وأشارت إلى أن «هناك الكثير من السياسات السيئة في إدارة (الرئيس جو) بايدن». والشهر الماضي، تعهدت النائبة الأميركية بمواصلة معركتها ضد دونالد ترمب وأنصاره رغم خسارتها المدوية في انتخابات تمهيدية أمام أحد أنصار الرئيس السابق. وأعربت النائبة التي فازت بثلاث دورات في الكونغرس عن أسفها بشأن سيطرة ترمب على الحزب الجمهوري، وانتقدت زملاءها الجمهوريين بعد أيام من خسارتها تذكرة خوض انتخابات التجديد النصفي للكونغرس عن الحزب الجمهوري في ولاية وايومنغ بأكثر من 35 نقطة أمام منافستها هارييت هاجمان، التي تحظى بدعم ترمب. وقالت تشيني لشبكة «إن بي سي» إنها «تفكر» في خوض الانتخابات الرئاسية في 2024، وأوضحت: «هذا قرار سوف أتخذه في الأشهر المقبلة... إنه شيء أفكر بشأنه». ودعت الأميركيين إلى الاتحاد عبر خطوط الحزب الجمهوري لمنع ترمب من العودة إلى البيت الأبيض.

 

روسيا: أوكرانيا أطلقت 8 مسيّرات صوب محطة زابوريجيا النووية

موسكو/الشرق الأوسط/25 أيلول/2022

قالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الأحد، إن القوات الأوكرانية واصلت شن هجمات حول محطة زابوريجيا النووية في جنوب البلاد بما شمل إطلاق ثماني طائرات مسيرة من طراز (كاميكازي) صوب المنشأة، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء. وأضافت الوزارة أن القوات الروسية تمكنت من إسقاط كل الطائرات المسيرة خارج منطقة المحطة النووية وإن معدلات الإشعاع ظلت طبيعية. ولم يتسن لوكالة «رويترز» التحقق من التقارير الواردة من ميدان المعركة. واتهمت أوكرانيا، يوم (الاثنين) الماضي، روسيا بقصف موقع محطة بيفدينوكراينسك للطاقة النووية في جنوب البلاد، ما يثير الخشية من أن تتسبب هذه الحرب بحادثة نووية كبرى. وهذه المنشأة النووية الأوكرانية الثالثة التي تتعرض للقصف أو الاحتلال، منذ إطلاق روسيا في 24 فبراير (شباط) غزوها لأوكرانيا، رغم دعوات دولية كثيرة لإبقاء مثل هذه المنشآت بعيداً عن النزاع لعدم التسبب في كارثة على مستوى القارة الأوروبية. وأعلنت شركة «إنرجوأتوم» الحكومية المشغلة للمحطات النووية الأوكرانية أنه «وقع انفجار قوي على مسافة 300 متر فقط من المفاعلات» في هذه المحطة، مشيرةً إلى أنها ضربة صاروخية روسية ليلية. وعلى بعد 260 كيلومتر على خط مستقيم نحو الغرب، تتعرض محطة زابوريجيا النووية الأوكرانية وهي الأكبر في أوروبا وتحتلها القوات الروسية منذ الأسابيع الأولى للغزو، للقصف مرات عديدة في الأشهر الأخيرة. وتتقاذف كييف وموسكو المسؤولية وتتهمان بعضهما بالابتزاز النووي. ودعا مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، المنظمة التي أرسلت مفتشيها إلى المنشأة النووية مطلع سبتمبر (أيلول)، روسيا إلى الانسحاب منها. وفي بداية الغزو، احتلت القوات الروسية موقع محطة تشيرنوبيل (شمال) التي تسبب انفجار أحد مفاعلاتها عام 1986 بتسرب إشعاعي في جزء كبير من أوروبا. لكن الروس انسحبوا منها في الربيع بعد فشل هجومهم على كييف.

 

الكاظمي يستبعد حكومة من دون الصدر و«الإطار التنسيقي» يلمّح إلى تغيير السوداني

بغداد/الشرق الأوسط/25 أيلول/2022

استبعد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إمكانية تشكيل حكومة من دون مشاركة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، مبيناً أنها ستواجه «تحديات ضخمة». وبينما لمَّح «الإطار التنسيقي» إلى إمكانية تغيير مرشحه في حال قبل الصدر إجراء مفاوضات مباشرة مع «الإطار» لتحديد ملامح الفترة المقبلة، فإن المشهد السياسي العراقي لا يزال يراوح مكانه بين الشد والجذب. الكاظمي في مقابلة مع «المونيتور»، قال إن «العراق بحاجة إلى أن ينأى بنفسه عن ماضٍ مملوء بالعنف، نحو مستقبل قائم على الحوار»، مضيفاً أن «الجميع يفهم الآن أن أي حكومة لا تضم الصدر ستواجه تحديات ضخمة».

وتابع الكاظمي بأن «الطبقة السياسية في العراق تواجه أزمة ثقة مع الجمهور، وقد يؤدي استبعاد الصدر -على سبيل المثال- إلى تكرار أكتوبر (تشرين الأول) 2019، أو ما هو أسوأ». وأضاف: «أولوياتي هي الحوار، ثم الحوار، ثم الحوار». وأشار إلى أن «إيران لديها أصدقاء في العراق، وهي قادرة على التأثير عليهم ودفعهم نحو الحوار، بدلاً من استخدام الأسلحة التي يمتلكونها حالياً»، مردفاً: «نحن بحاجة إلى علاقة جيدة، ولدينا حالياً علاقة جيدة مع إيران». وحول مصطلح «بلاد الشام الجديدة» قال الكاظمي إن «العراق والأردن هما من أطلق فكرة بلاد الشام الجديدة، وهو مفهوم يقوم على أرضية ومصالح مشتركة من أجل خدمة المنفعة النهائية للجميع من خلال التنمية، ومن خلال العلاقات الاقتصادية، وأيضاً من خلال روابط الطاقة، بما في ذلك خطط شبكة كهرباء متكاملة». ولفت إلى أن «التفكير وراء هذا الترتيب الثلاثي مع الأردن ومصر هو خلق آلية لتنسيق أوسع مع دول المنطقة الأوسع، ليشمل هذا التنسيق الأوسع أيضاً دول مجلس التعاون الخليجي». وأوضح الكاظمي أن «بعض العناصر المتطرفة داخل العراق لم تكن تريد، أو لا ترغب في أن ترى العلاقات مع دول مجلس التعاون الخليجي تتقدم بهذه الطريقة؛ لكن غالبية الشعب العراقي تؤيد هذه العلاقة، وهم راضون عنها».

وأكد الكاظمي أن «العديد من الدول التي كانت لديها خلافات مريرة فيما بينها حضرت المؤتمر، وجلست على طاولة واحدة في بغداد»، مردفاً: «نحن الآن نناقش الوقت المناسب لعقد هذا المؤتمر في الأردن، الذي سيهدف إلى مزيد من التنسيق لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة والعالم». وقال الكاظمي إن «العراق شارك في خمسة جهود وساطة سرية في المنطقة، بما في ذلك المحادثات بين المسؤولين الإيرانيين والسعوديين التي استضافتها بغداد». وتابع: «بسبب درجة فك الارتباط التي كانت قائمة بين إيران والمملكة العربية السعودية، كنا بحاجة إلى هذه الجولات الخمس من المحادثات حتى الآن بين الطرفين، لبناء بيئة من الثقة»؛ مؤكداً أنه «ستكون هناك جولة أخرى من المحادثات قريباً، قبل أن تنتقل المفاوضات إلى مستوى أعلى». إلى ذلك، أبدى «الإطار التنسيقي» الشيعي الذي يضم القوى السياسية القريبة من إيران مرونة على صعيد إمكانية التفاهم مع زعيم التيار الصدري، بما في ذلك إمكانية تغيير مرشح «الإطار» لتشكيل الحكومة، محمد شياع السوداني، في حال كانت هناك ملاحظات مقنعة من قبل الصدر بشأنه. وقال أمين عام «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي الذي يوصف بأنه أحد قادة «الإطار» المتشددين، في تصريحات تلفازية مساء أول من أمس، إن «(الإطار التنسيقي) منفتح على الحلول لإنهاء الأزمة السياسية، إلا أنه لا يمكن إعادة عقارب الساعة، وإعادة نواب الكتلة الصدرية المستقيلين إلى البرلمان»، مؤكداً أنه «من أجل عودة نواب (التيار)، لا يوجد حل غير الانتخابات المبكرة، وإن الحل في إجرائها، وإن جميع قوى (الإطار التنسيقي) موافقة على ذلك لإرضاء الإخوة في التيار الصدري».

وأشار الخزعلي إلى أن «(الإطار) على استعداد لمشاركة التيار الصدري في الحكومة على مقدار حجم كتلته التي استقالت من البرلمان، وإذا كان التيار يريد المشاركة بالحكومة فإن (الإطار) مستعد لمنحه نصف استحقاق المكون الشيعي من الوزارات الخاصة بالمكون الشيعي، التي يبلغ مجموعها حسب العرف السياسي 12». كما أكد «استعداد مرشح (الإطار) لرئاسة الوزراء، محمد شياع السوداني، للتنازل عن ترشيحه، إذا كان ذلك يشكل حلاً»؛ مشيراً إلى أن «كل ما يطلبه (التيار) سيجد تجاوباً من (الإطار) لمناقشته، و(الإطار) منفتح على التيار الصدري، وهو متجاوب معه لتجاوز الأزمة السياسية».

وفي هذا السياق، قال الدكتور إحسان الشمري، رئيس «مركز التفكير السياسي» في العراق، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الأمور في الإطار العام تبدو -وفقاً لأي قراءة أولية- أن فيها مرونة، انطلاقاً من موقف مقتدى الصدر الأخير، من خلال الدعوة إلى السلام والتسامح ونبذ الفرقة والتصالح، وتعطي فكرة بأن هناك تحولاً في طبيعة أطروحاته، وهو ما يمكن فهمه كذلك من أطروحات قيس الخزعلي (زعيم العصائب) الذي تحدث عن إمكانية التعاطي بمرونة مع اشتراطات الصدر بشأن الحكومة وتغيير المرشح». وأضاف الشمري أنه «في الوقت الذي تبدو فيه مرونة؛ فإن تفكيك الخطابين لا يوحي بأن هناك مرونة، وهناك أكثر من سبب: أولاً أن الصدر يتحدث في جانب ديني لا سياسي، وهو يوحي بأنه لا يريد العودة إلى العمل السياسي، وهذه من وجهة نظري ترتبط بتكوين بيئة الصدر وأطروحاته الإسلامية، وثانياً هو وضع خريطة طريق وينتظر، وبالتالي لا أتوقع أن تكون تلك فرصة لانتهاء ردة الفعل بشأن عقد جلسات البرلمان بعيداً عن الضوء الأخضر من قبله». وأوضح الشمري أنه «في الوقت الذي توجد فيه ملازمة بين ما هو سياسي وما هو ديني في خطاب الصدر؛ فإن بالعودة إلى خطاباته السياسية السابقة، كان يفصل ما بين السياسي والديني، وبالتالي فإن هذه الدعوة تأتي في سياق توجيهات دينية؛ خصوصاً بعد اعتزال الحائري». وفيما يتعلق بحديث الخزعلي، يقول الشمري إن «هذا الحديث قد لا يكون دقيقاً، نظراً للتباين في وجهات النظر داخل قوى (الإطار)، فضلاً عن وجود موقف متصلب من قبل المالكي حيال التنازل عن ترشيح السوداني، كما أن دعوة الخزعلي جاءت عبر اشتراطات، وعلى هذا لا أتصور أنها يمكن أن تكون مقبولة من قبل الصدر، نظراً لكون الصدر لا يخضع لأي اشتراطات مسبقة».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

تقرير إسرائيلي: إيران تستولي على مصانع سورية لتسليح حزب الله

سامي خليفة/المدن/26 أيلول/2022

لا يمر أسبوع من دون أن تتحدث وسائل الإعلام عن غاراتٍ إسرائيلية  ضد سوريا، تهدف كما أكدت القيادات الإسرائيلية غير مرة، إلى إحباط ترسيخ الوجود الإيراني في سوريا من خلال الميليشيات التي تدربها، وكذلك اعتراض شحنات الأسلحة إلى وكلائها في المنطقة، وخصوصاً "حزب الله" في لبنان. وبما أن هذه الهجمات، وفق ما تفترض القيادة الإسرائيلية، كان لها تأثيرها الشديد على خطط طهران، اعتمدت الأخيرة طريقةً بديلة من أجل التغلب على الصعوبات التي تفرضها هذه الضربات، فاستخدمت قدرات إنتاجها المحلية في سوريا لمصلحتها الخاصة، من دون علم النظام السوري أو موافقته.

الخطة البديلة لنقل الأسلحة إلى لبنان

تشرح صحيفة "إسرائيل هيوم"، في تقريرٍ مطوّل (استمزجت فيه آراء من يعملون في كواليس المؤسسة العسكرية سعياً لتعطيل تطوير أنظمة الأسلحة في الصناعات الدفاعية السورية، والتي لديها خط اتصالٍ مباشر مع الحرس الثوري الإيراني) كيف استولت إيران على مصانع الصواريخ السورية لتحقيق أهدافها بإيصال شحنات الأسلحة إلى لبنان. فبعد أن كانت الأسلحة المصنوعة في إيران تُنقل إلى سوريا جواً وبراً وبحراً ومن هناك إلى لبنان، استطاعت الدولة العبرية وضع حدٍ لهذا المسار، من خلال استهداف طرق التهريب مئات المرات في السنوات الأخيرة، وكذلك السفن البحرية الإيرانية أو بضرب الطريق البري الطويل الممتد من إيران إلى سوريا؛ ومهاجمة الطائرات والمطارات حيث تم تخزين الأسلحة بعد وصولها من سوريا عبر رحلاتٍ رسمية أو مقنّعة. كلفت الهجمات الممنهجة إيران غالياً وعرقلت خططها لتسليح "حزب الله" بكميةٍ هائلة من الصواريخ الموجهة بدقة. فما كان من إيران إلاّ أن لجأت إلى تصنيع الأسلحة التي تحتاجها أو التي يحتاجها وكلائها في المنطقة، داخل سوريا. وهذا ما جعل طريق النقل أقصر، ووفر الكثير من المال. لكن الدولة العبرية، تمكنت بواسطة استخباراتها من كشف خطط طهران البديلة، فضربت البنى التحتية والمنشآت السورية التي كانت تعمل تحت جناح مركز الدراسات والبحوث العلمية. وقد ألمح إلى ذلك وزير الدفاع بيني غانتس، عندما ألقى خطاباً في نيويورك مؤخراً، كشف فيه عن وجود العشرات من مراكز الدراسات والبحوث العلمية الخفية التي تستخدمها سوريا لتصنيع أسلحة متطورة يمكن أن تهدد أمن إسرائيل.

مركز الدراسات والبحوث العلمية

وحسب تقرير الصحيفة الإسرائيلية، شاركت إيران في هذا النشاط غالباً من دون تنسيقها مع السلطات السورية. وكان كبار أعضاء الحرس الثوري الإيراني يدفعون أجوراً لكبار الشخصيات في مركز الدراسات والبحوث العلمية، ويطلبون منهم بشكلٍ أساسي العمل في مشاريع إيرانية لتعزيز وجود طهران على الجبهة الشمالية لإسرائيل. وقد أدى ذلك إلى قيام إسرائيل بزيادة ضرباتها ضد هذا الجهاز الإيراني الذي تم بناؤه حديثاً. وكان لبعض الهجمات الأخيرة المنسوبة إلى إسرائيل أهداف عدة أبرزها إلحاق الضرر بأصول التصنيع بحيث لا تصبح صالحة للاستعمال أو تصبح خارج الخدمة لفترة طويلة؛ وجعل سوريا توقف نشاط إيران على أراضيها أو إجبارها على تقليصه، إضافةً إلى ردع إيران. يقدم مركز الدراسات والبحوث العلمية، الذي يرأسه خالد نصري، تقاريره إلى وزير الدفاع السوري علي عباس، وبعدها يقوم هذا الأخير بتقديم تقاريره إلى الرئيس السوري بشار الأسد. وجميع المعاهد الأخرى التي تصنع الأسلحة بمختلف أنواعها، وكذلك الأكاديمية التي تدرب المهندسين، تتبع له. فالمعهد 1000 مسؤولٌ عن تطوير وإنتاج الأنظمة الحاسوبية والإلكترونية لبرنامج الأسلحة الكيميائية السوري. والمعهد 2000 مسؤولٌ عن التطوير والإنتاج الميكانيكي؛ ويهتم المعهد 3000 بالمكونات الكيميائية والبيولوجية الفعلية، أما المعهد 4000 فمسؤولٌ عن تطوير أنظمة الطيران والصواريخ.

المعهد 4000

بيَد أن المعهد 4000 يحتل أهمية خاصة عند القيادة العسكرية الإسرائيلية، لكونه تُصنع فيه الصواريخ الدقيقة نيابةً عن إيران. لهذا السبب، كان المعهد هدفاً لمعظم الهجمات التي ورد أن إسرائيل نفذتها ضد مركز الدراسات والبحوث العلمية في السنوات الأخيرة، لا سيما في منطقة مصياف. وفي هذا المعهد، يتم تنفيذ مشاريع مختلفة، من إنتاج محركات الصواريخ إلى صواريخ أرض جو، وصواريخ سكود، وصولاً لصواريخ M600، والتي ربما تشكل أكبر تهديدٍ لإسرائيل. وعلى مدى السنوات الخمس عشرة الماضية، قامت إيران بنقل مئات من هذه الصواريخ إلى لبنان، برؤوسٍ حربية مختلفة الأحجام، حتى تتمكن من إلحاق أضرارٍ جسيمة في قلب إسرائيل. وتضيف الصحيفة أن إيران تحاول منذ سنوات مشاركة قدراتها للصواريخ التي تحلق لمسافاتٍ طويلة وتصيب أهدافها بدقة، مع حزب الله. ففي البداية، قامت بشحن الصواريخ إلى لبنان. ليشهد المستوى التالي شحن المعدات الدقيقة وحسب. تشتمل هذه المجموعات على جهاز كمبيوتر توجيه صغير بحجم جهاز "آيباد iPad" يتم تثبيته، مع اللوحات، على صواريخ M-600 التي يمتلكها حزب الله بالفعل، ما يحولها إلى ذخائر دقيقة التوجيه. لقد أرادت إيران تسليح "حزب الل"ه بآلافٍ من هذه الصواريخ حتى يتمكن من ضرب كل نقطة في إسرائيل. وكان من الممكن أن يكون ذلك تحولاً مزلزلاً. إذ تتمتع معظم صواريخ الحزب اليوم بدقةٍ تمكنها من ضرب منطقة تل أبيب، دون وجود القدرة على إصابة هدفٍ محدد. وإذا ما حصل الحزب على الدقة التي تريد إيران منحها له، فسيكون قادراً على إلحاق أضرارٍ جسيمة بالبنية التحتية الإسرائيلية والمباني الرئيسية والمطارات وغيرها.

وبذلك، اعتبرت إسرائيل هذا الأمر مسألة استراتيجية ووسعت في السنوات الأخيرة جهودها لعرقلة تلك الشحنات. أما إيران، فأدركت أنها تعرضت للانكشاف، وواجهت مساعيها لنقل هذه المعدات إلى لبنان عقباتٍ كثيرة. وبحثاً عن حل، وجدت طهران طريقة بديلة، وبدأت في توظيف خبراء الصواريخ في مركز الدراسات والبحوث العلمية. تضمنت المرحلة الأولى تصنيع خبراء المركز أجزاء الصاروخ، والمحرك والرأس الحربي. وتقول الصحيفة إن إسرائيل تمكنت من كشف الخطة البديلة عام 2017، وضرب منشآت مركز الدراسات والبحوث العلمية عشرات المرات. لم تكن هذه الهجمات عبثية على الإطلاق. إذ تشدد الصحيفة بأنها نتاج الذكاء الدقيق. بحيث يتم جمع المعلومات الاستخبارية بشكلٍ مشترك من قبل الجيش الإسرائيلي والموساد بطرقٍ متنوعة. أما التحليل، فتجريه بشكلٍ حصري مديرية استخبارات الجيش الإسرائيلي، وخصوصاً قسم التكنولوجيا، حيث يدرس الخبراء كل جانب من جوانب تصنيع الأسلحة وتكديسها في كل ميدان. وهم مكلفون بخلق صورة استخباراتية تخدم جميع الأجهزة الأمنية والجيش الإسرائيلي حتى تتمكن إسرائيل من إزالة التهديدات والحفاظ على التفوق الاستراتيجي والعسكري على جميع الجبهات.

الأسد أخر من يعلم

رغم كل ذلك، تذهب الاستنتاجات الأمنية الإسرائيلية للقول بأن سوريا ليست حريصة على تلبية رغبات إيران، لكنها تجد نفسها مقيّدة. فالأسد وأعوانه مدينون لطهران ولا يمكنهم التحرر بسهولة من قبضتها. وهم بحاجةٍ إلى الأموال التي تضخها إيران في سوريا كمحاولة للتأثير على الجبهة الشمالية لإسرائيل.

وتنقل الصحيفة عن مسؤولٍ إسرائيلي كبير قوله: "إيران تعرف كيف تبرم الصفقات وتأمين التفاهمات دون تدخل نظام الأسد. الأسد بالكاد يدرك ما يجري. أحياناً أعرف أكثر منه عمّا يحدث في فناء منزله الخلفي. وحتى عندما يدرك ما يجري، فهو واقعٌ في تضاربٍ في المصالح. فمن ناحية، هو لا يريد أن يحدث ذلك، ومن ناحيةٍ أخرى، يحتاج إلى إيران وعليه ردّ الدين". من ناحيته، يقول النقيب نيتسان، رئيس الفرع الشمالي في قسم الاستخبارات التكنولوجية في مديرية المخابرات بالجيش الإسرائيلي، والذي تصفه الصحيفة بأنه يعرف المشاريع في سوريا عن ظَهْر قلب، وكذلك تلك التي يديرها "حزب الله" في لبنان: "هناك مجموعة صغيرة من المديرين والمهندسين في مركز الدراسات والبحوث العلمية يتلقون الأوامر من إيران. يقودهم أسد دياب، رئيس قطاع الرابع في المركز، وهو مسؤولٌ الاتصال المباشر مع إيران، حتى لو كان هذا يعني الانخراط في نشاط يتعارض مع مصلحة المركز نفسه". بعض المهندسين، حسب نيتسان، لديهم نوعين من النوبات: نوبة نهارية حيث يعملون في المركز، ونوبة ليلية مخصصة لخدمة الإيرانيين. ويتابع شارحاً "هذه مبادرة محلية من جانب القطاع الرابع، نُفذت دون موافقة من القيادة العليا. يعطي دياب الأوامر لأتباعه ويقومون بتنفيذها. البعض يعرف ما يجري، والبعض الآخر تُرك في الظلام. نحن نتحدث عن عشرات الأشخاص الذين يعملون مع الإيرانيين، وخصوصاً المهندسين، ومعظمهم من ذوي الخبرة العسكرية والذين يرغبون في الحصول على بعض مصادر الدخل الإضافية". يتم تحويل الأموال من إيران إلى دياب، الذي يدفع بعد ذلك لأتباعه مقابل عملهم. وتهتم إيران بشكلٍ أساسي بالمعدات المصممة للتوجيه بدقة التي يتم تهريبها من إيران وتركيبها على الصواريخ. كما تحتوي جميع الصواريخ التي يحملها حزب الله تقريباً على رقمٍ تسلسلي سوري يشير إلى أنها صُنعت بواسطة المركز إياه. ورغم الضربات الموجعة التي تلقاها المركز وإصابة برنامج الاستجابة السريعة بالشلل الشديد، تفيد المعلومات الاستخباراتية التي حصلت عليها إسرائيل، بقرارٍ اتُخذ من القيادة الإيرانية ومسؤولي المركز، بمواصلة جهود الإنتاج في المستقبل. بعض هذه التفاهمات تم ترسيخها في عقود، والبعض الآخر اتُفق عليه شفهياً، وكلها تصبّ باتجاه تصنيع عشرات الصواريخ خلال السنوات القليلة المقبلة، ونقلها بعد ذلك إلى "حزب الله" في لبنان.

 

دار الفتوى والسفارة السعودية: إعادة إحياء توازنات الطائف

منير الربيع/المدن//26 أيلول/2022

يمكن للقاء النواب السنّة في دار الفتوى يوم السبت الماضي، وما تلاه من اجتماع لعدد منهم في دارة السفير السعودي، أن يشكل منطلقاً لحركة سياسية جديدة تقارب غالبية الاستحقاقات المقبلة بدءاً من انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

مضمون البيان الصادر عن لقاء دار الفتوى يحدد العناوين العريضة لهذه الحركة. إذ ارتكز على مقومات الجمع لا التفريق، لا سيما أن المُراد من البيان كان الحصول على إجماع النواب السنّة المشاركين في اللقاء. أما في دارة السفير السعودي، حيث حضر 20 نائباً سنياً من أصل 27، فلا بد له أن يطلق مساراً سياسياً غايته استعادة التوازن السياسي.

مظلّة جديدة

هناك من يعتبر أن اللقاء جيد بمجرد اجتماع 24 نائباً في دار الفتوى، بغض النظر عن الاختلاف في تصوراتهم السياسية، فالغاية منه إعادة إحياء الوزن السياسي للطائفة. كما هو الحال بالنسبة إلى الاجتماعات التي تعقدها بكركي للقوى السياسية المسيحية المختلفة. هي محاولة لصنع موقف يتمسك بالطائف والدستور، وليس الهدف استفزاز الآخرين وإن كانوا خصوماً. بذلك يسعى السنّة إلى صناعة مظلّة جديدة ذات سقف سياسي واضح، بدلاً من البقاء في حالة تشتت أو غياب عن التأثير. ومن هذا اللقاء قد تتفرع لقاءات أخرى لنواب يلتقون مع بعضهم البعض على العناوين السياسية. بذلك تصبح الدار مقصداً لكتل نيابية متفرقة أو مختلفة في طروحاتها، كما هو الحال بالنسبة إلى الدور الذي تضطلع به بكركي. وتسعى كل كتلة أو مجموعة نواب إلى تحصيل غطاء الدار. يبقى الشرط الأساسي مرهوناً بنقطتين، استمرارية مثل هذه اللقاءات بالنسبة إلى المشاركين فيها، وثانياً التأسيس لحركات سياسية جديدة أو تنظيمات خارج النطاق الديني، وهو ما يحاول طرحه عدد من نواب التغيير.

بين الدار والسفارة

نجحت دار الفتوى في إصدار بيان ينطوي على موافقة ضمنية من جميع النواب من مختلف التوجهات السياسية، وإن حصل تحفظ من قبل البعض كنائبي حزب الله ملحم الحجيري وينال الصلح حول البند رقم 5 من المقررات، الذي يتحدث عن عدم التعرض للدول العربية بأي إساءة، فيما الشائبة الأخرى ترتبط بعدم التبني الواضح من قبل بيان الدار للقرارات الدولية والإلتزام بها، أي القرارات 1559 و1680 و1701، فيما تمت الإشارة فقط إلى القرارات الدولية التي تدين الإحتلال الإسرائيلي. هذا أضعف قوة البيان بالنسبة إلى البعض من معارضي حزب الله. إلا ان هدف دار الفتوى كان حصول إجماع بدلاً من استفزاز طرف معين. شيء من التعويض السياسي لتلك المقررات جاء من الاجتماع الذي عقد في دارة السفير السعودي، والذي لم يخرج ببيان واضح، إنما كانت فيه المداولات بغاية الوضوح، لا سيما بالسقف السياسي المرفوع  والمداولات التي حصلت، على الرغم من حضور عدد من نواب قوى الثامن من آذار، كنائبي الأحباش، وحسن مراد وقاسم هاشم. في المداولات شن بعض النواب هجوماً على إيران وحزب الله، فيما كان موقف السفير السعودي واضحاً بأنه لا يمكن للبنانيين إلا أن يساعدوا أنفسهم، كي تتمكن الدول من مساعدتهم، وأن السعودية ملتزمة بمواقفها وثوابتها حيال لبنان، والدليل البيان الصادر عن اللقاء الثلاثي الأميركي الفرنسي السعودي. كما شدد على أن السعودية لديها استراتيجية واضحة، وكانت قد وضعت برنامجاً لأكثر من عشرين اتفاقية تعاون واستثمار، إلا أن الحكومة هي التي أعاقتها. وإعادة احيائها تتطلب استراتيجية سياسية واضحة.

الحركة السعودية

تعتبر مصادر متابعة أن حركة البخاري في هذه المرحلة، ستحوِّل السعودية إلى لولب الحركة في لبنان وليس الفرنسيين. وهذا قد حصل بعد انتزاع السعودية لموقف دولي واضح تجلى في البيان الثلاثي الذي صدر عن أميركا، فرنسا، والسعودية. وبهذه المعادلة تريد السعودية أن تكون هي الطرف الأكثر تأثيراً. يأتي ذلك لتجنّب سابقة انعدام التنسيق الديبلوماسي للدول المهتمة بالساحة اللبنانية في العام 2016، ما أدى إلى انتاج تلك التسوية الرئاسية. هذ المسار الذي انطلق لا يبدو أنه سيتوقف عند هذه النقطة، لا بل يقتضي أيضاً -وفق ما تقول مصادر متابعة- أن يتم عقد لقاء سياسي موسع لعدد من الكتل والأحزاب إلى جانب عدد من النواب السنة، كالحزب التقدمي الإشتراكي، القوات اللبنانية، حزب الكتائب، ونواب مستقلين. وذلك للبحث عن فرص التوافق فيما بينهم على مرشح معين لرئاسة الجمهورية.

 

عن مطالعة البخاري في باريس حماية للطائف ..وكواليس الحاجة للقاء دار الافتاء..؟ع

سيمون أبو فاضل/الكلمة أونلاين/25 أيلول/2022

احتل لقاء دار الافتاء الذي دعا اليه مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان وتلته زيارة النواب السنة للسفير السعودي الدكتور وليد البخاري، مساحة واسعة في الأوساط السياسية والإعلامية ... فحيال الانتقاد المتواضع الذي واجه اللقاء وعمدت لاستغلاله قوى الممانعة، فهو لم يطغى على ابعاده الاستراتيجية، في مرحلة الاستحقاق الرئاسي والتحسب للفراغ الذي قد يوصل الى نظام جديد يهدد كيان لبنان، وكذلك ضرورة وجود حكومة لمواكبة هذا الشغور وتحدياته طالما ان التلاقي الداخلي -الخارجي موحد حول ارتفاع مؤكد بعدم انتخاب رئيس للجمهورية في المدى القريب ... و سجل نواب تغييريون تحفظَهم على اللقاء لاعتبارهم انه يشكل اصطفافًا مذهبياً، من شأنه ان يعزز هذه الاصطفافات في البلاد، عدا ان ترشحهم الى النيابة لم يكن منطلقه مذهبي والمشاركة في اللقاء لن يتقبلها ناخبيهم لاكثر من سبب، ما يُرتِب عليهم تداعيات في المستقبل.. في المقابل، تبدو قناعة المقاطعين غير مبررة لدى شريحة من المشاركين ، لأن البلاد امام تحديات تغيير هوية ونظام، وان اجتماع دار الفتوى و لقاء السفير السعودي، يحملان ابعاداً استراتيجية تهدف لتثبيت الطائف والحفاظ على هوية لبنان العربية، بعيداً عن تجاذبات تجاوزتها الانتخابات النيابية ...فالطائفة السنية على سبيل المثال، قدمت الكثير من ابنائها شهداء للحفاظ على هوية لبنان، منهم رئيسي الحكومة رياض الصلح ورفيق الحريري، مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ حسن خالد، الشيخ العلامة صبحي الصالح، اللواء وسام الحسن، الدكتور محمد شطح والعديد من الشهداء من كافة الأوساط والمناصب، وهي لن تتخلى عن دورها ومسؤوليتها مهما كلفها الأمر من تضحيات .

ثم ان الذين قاطعوا وممكن تفهم خطوتهم وابعادها، وصلوا الى مناصبهم النيابية عن مقاعد الطائفة السنية حصرًا، وليس اللقاء لفريق من ٨ او ١٤ آذار ليتخذوا موقف المقاطعة، اذ عليهم ان يحموا وجود الطائف الوطني في ظل الرغبة في تجاوز دوره وتحجيمه، لان استمراريتهم من استمراريتها والعكس كذلك.

ان المشاركة السنية الواسعة امنت حماية تثبيتاً لاتفاق الطائف بعد مرحلة تعدي عليه ، وافقدت رافضيه او الساعين لتعديله ورقتهم، بعد اتساع مؤخراً هذا المنحى، واتت خطورتَه بكشف رئيس الجمهورية ميشال عون امام وفد فرنسي عن رغبته في ذلك، وتكرار رئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل مرارا ًرغبته بتعديل النظام، واحداها ابان اعلانه عن مرشحي التيار الوطني الحر، للانتخابات النيابية، ليأتي كلام نائب امين عام حزب الله يومها الشيخ نعيم قاسم واضعاً الطابة في ملعب باسيل، بقوله نحن لا نريد تعديل النظام، لكن اذا ارادوا حلفائنا ذالك فسندعمهم.

لا يمانع باسيل بلعب دور المبادر في هكذا خطوة، اذا كان ثمنها وصوله الى قصر بعبدا، لان تكرارَه للكلام في ظل اعتراض وانتقاد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وتبلغه مباشرةً رفضَه له لدليل واضح على ان باسيل مستعد لنسف النظام الحالي كما كان الامر مع عمه العماد عون، وذلك نتيجة معاركه ابان توليه رئاسة الحكومة الانتقالية ...

وثمة امر لم يخرج الى العلن حول خلفية لقاء دار الافتاء الحامي للنظام والسيادة حسب نواب شاركوا باللقاء، وهو ان عدداً من النواب السنة قصد السفير البخاري بعيد الانتخابات النيابية الاخيرة، متمنياً عليه تنظيم واقعهم في ظل الحالة السنية الحالية، لان المرحلة مليئة بالاستحقاقات ويأملون منه ترتيب علاقاتهم بين بعضهم ضمن اي اطار، منعاً لسقوط الطائفة في دورها امام الاستحقاقات الكبرى، ولانهم لا يريدون مقاربة الاستحقاقات دون اطلاع على تطورات وتحولات حيث تبقى السعودية قبلتهم في هكذا ظرف وطني، لانهم على ثقة بانها تقدم باستمرار على تحقيق مصلحة لبنان وشعبه ..

واذا كان اي تعديل للطائف لن يحصل سواء كان ذلك على البارد ام على السخن رغم كل الكلام، كما حصل قبل التفاهم على وثيقة الوفاق الوطني، ام تسوية الدوحة، فذلك يعود لعدم استعداد نواب الطائفة واي من فعالياتها للمشاركة في هكذا مؤامرة، لا سيما بعد الحضور السعودي في الملف اللبناني مؤخراً .

لكن يبقى اللقاء السعودي -الفرنسي الرفيع المستوى الذي انعقد في باريس للمسؤولين الذين يتابعون الملف اللبناني، هو المحطة التي شكلت طيًا نهائياً للتداول في هذا الامر، حيث كشفت معلومات بانه خلال اللقاء توجه السفير البخاري لمسؤول فرنسي رفيع بمطالعة مسهبة مفادها، "...نسمع كثيرا من قبل من يُعتبرون في لبنان على صلة بالجانب الفرنسي بان باريس تسعى وتدعم تعديل اتفاق الطائف،وان هذا الكلام يزداد يوماً بعد يوم، وينسبون الكلام اليكم، ان تعديل هذا الاتفاق دونه محاذير ومخاطر ...."

وقد شكلت توضيحات البخاري عن تداعيات التلاعب بالاتفاق، بمثابة اقفال باب التعديل ورمي مفتاح القفل، فكان توظيحوالجانب الفرنسي لسفير المملكة في لبنان ، "بان الادارة الفرنسية لا تطرح الامر ولا تود تعديل اتفاق الطائف وهي تدعم التمسك به من قبل كافة القوى وان موقفها بمثابة التعهد الدائم ، اذ منذ حضوره الى لبنان لم يتوقف هذا الدبلوماسي السعودي المخضرم عن الدفاع بهدوىه عن اتفاق الطاىف .. لكن التفرد او التمايز الفرنسي ضبطه، اللقاء الثلاثي الاميركي-الفرنسي-السعودي في نيويورك حول مستقبل لبنان، واحترام استحقاقاته الدستورية، بعد ان عمدت كل من واشنطن والرياض لفرملة انحياز باريس في اتجاه ايران، نتيجة سياسة الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون المتقاربة جداً من ايران وحلفائها في المنطقة لاعتبارات اقتصادية-تجارية على حساب المبادئ الفرنسية .

 

الاحتلال الإيراني… من «الثلث المعطل» إلى التهجير الفئوي

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/25 أيلول/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/112229/%d8%a5%d9%8a%d8%a7%d8%af-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%b4%d9%82%d8%b1%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%aa%d9%84%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d9%86-%d8%a7/

كارثة «قارب الموت» المُبحِر من شواطئ شمال لبنان والغارق بالأمس أمام الساحل السوري ما كانت الأولى، وأزعم أنها لن تكون الأخيرة.

لماذا؟ لأن السبب خلف هذه «الكارثة – الظاهرة» لا يزال قائماً، والوضعين المحلي والإقليمي المحيطين بلبنان وأزماته يهددان بمزيد من الكوارث المشابهة في غياب أي حل في الأفق. ولئن كانت ثمة رمزية لافتة لما يحدث في المنطقة الشاسعة التي باتت إيران تحتلها واقعياً، من حدود العراق الشرقية إلى الساحلين اللبناني والسوري – معطوفاً عليهما «مسمار جحا» اسمه قطاع غزة -، لا أبلغ من إقدام الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي على رفع صورة قاسم سليماني من فوق منبر الأمم المتحدة. إنه مشهد سوريالي فظيع تفرضه بصلف الذهنية العدوانية الميليشياوية والنزعة التوسعية باسم الدين، على معقل الشرعية الدولية الضامنة – نظرياً – لسيادة الدول وحدودها.

إذ لا علاقة للشرعية الدولية ولا لسيادة أي دولة بـ«تصدير الثورة»، ولا سيما، إذا خُطط له ونُفذ تحت خفق البيارق الدينية ووقع التحريض والتخوين والتكفير والتهجير الطائفي، وتدمير المؤسسات السياسية والاقتصادية والتعليمية والثقافية والقضائية. منذ انطلقت «ثورة الخميني» كانت تروج علناً لـ«نظام» متكامل رافض للقانون الدولي والحدود الدولية والتعايش بين الشعوب على اختلاف ثقافاتها وحضاراتها، كما كانت نظرياً وعملياً تسعى لفرض «شرعية» حكم إقليمية وعالمية… دينية الوجه محصورة بها وبقيادتها. وهذا حقاً ما فعلته منذ 1979 سراً وعلانية، ودأبت على دفعه قدماً بلا هوادة أو تردد رغم نكسة «تجرع السم» التي أنهت الحرب الإيرانية العراقية الأولى.

«الحرس الثوري» الإيراني كان ولا يزال النموذج والضمانة لكل تجارب استنساخ «التجربة الخمينية» في كل بلد تتغلغل فيه، وتجهز على أمنه وسيادته. وهنا، لا بد أن يتساءل سليمو النيات عن تعامل المجتمع الدولي مع هذه التجربة، بعدما كان قد اضطر إبان بداياتها الدموية – من الاغتيالات مروراً بالتفجيرات ووصولاً إلى إعدامات محاكم صادق خلخالي – داخل إيران إلى الاهتمام باحتوائها ومنع تمددها. غير أن المصالح الإقليمية والدولية، وموقع إيران الاستراتيجي الحساس، وانتهاء «الحرب الباردة» الدافع إلى تأسيس خصومات جديدة وبلورة صفقات بديلة، كانت عوامل غيرت المعطيات.

كانت عوامل أسهمت في إعادة تأهيل نظام تعرف كل عواصم القرار الدولية طبيعته، ومفاهيمه، وأطماعه. وجاءت خطيئة غزو الكويت عام 1990 فرصة ذهبية ليس فقط لإعادة تأهيل إيران – وتقبل حرسها الثوري – بل أيضاً إعادة تفويض نظام حافظ الأسد بإدارة لبنان. والمعروف أن نظام الأسد كان النظام العربي الوحيد الذي أيد إيران ضد العراق في الحرب الإيرانية العراقية الأولى، وهو الذي وفر لطهران تحت خيمته الأمنية والسياسية مجال تأسيس الذراع اللبنانية لحرسها الثوري، أي «حزب الله». وللتذكير، كان علي أكبر محتشمي بور (وزير داخلية إيران السابق) المؤسس الحقيقي للحزب عندما كان سفيراً لبلاده في دمشق.

واشنطن وتل أبيب، مثل موسكو وبكين، كانتا على بينة من هذه الحقائق… ولقد تعاملتا معها لسنين عديدة. ومثلما تعايشت قيادات إسرائيل المتعاقبة مع النظام السوري (في حقبتي الأسدين الأب والابن) بتفهم وتفاهم لافتين عبر «خط هدنة» آمن منذ خريف 1973، كانت واشنطن تدرك وبعمق «كيمياء» كل من العراق ولبنان منذ 1920. كانت واشنطن تدرك «حساسيات» تداخل العرق والدين والطائفة والنزعات الانفصالية والأحقاد التاريخية الموروثة في البلدين. لكنها، مع هذا، سمحت بانزلاق كيان بصغر كيان لبنان نحو الهاوية منذ سبتمبر (أيلول) 1970، ومن ثم سقوطه في لجة حرب أهلية – إقليمية مُزلزلة استمرت 15 سنة وراح ضحيتها أكثر من 150 ألف قتيل. أما إزاء العراق، فقد استغلت «هجمات 11 سبتمبر 2001» لتصفية حسابات قديمة مع نظام صدام حسين في غزو 2003 بذرائع مختلقة… مع أنه ما كان لهذا النظام أي علاقة بتلك الهجمات. ثم أهدى الاحتلال و«مديره» بول بريمر العراق لإيران، بملاليها وميليشياتها وحرسها الثوري، ثم تباهى بإنهائه قروناً من حكم «الأقلية السنية» للبلاد.

ما حصل في العراق منذ 2003، وما شهده لبنان منذ عام 2005 عندما اغتالت إيران رفيق الحريري – ومعه مشروع إعادة بناء الدولة اللبنانية -، جزء أساسي من استراتيجية طهران الاحتلالية الزاحفة على المشرق العربي من الهلال الخصيب… إلى اليمن والخليج. وها نحن، بعد نحو عقد من الهيمنة على العراق، ولاحقاً على لبنان وسوريا، نشهد بالتفصيل والتسلسلين الزمني والتنظيمي مراحل هدم الدولة، وإلغاء الهوية، وتشويه الثقافة، والتغيير السكاني تهجيراً واستيطاناً في الدول الثلاث، التي باتت «ممر» إيران إلى البحر المتوسط.

مناصب الحكم في سوريا ولبنان، وحتى في سوريا، باتت – كحال نظام إيران – مناصب صورية لزوم العلاقات العامة والاتصالات الدولية، أما القرار الفعلي فيتخذ في طهران ويترجَم محلياً عبر ممثليها المعممين والمسلحين. آلية السلطة التي ألفناها من قبل غدت مجمدة أو ملغاة. وبعد نظام حزب البعث الأحادي محلياً… صار قرار الحزب الواحد يتخذ فقهياً خارج الحدود. وبعد «كاريكاتور» ديمقراطيات «الجبهات التقدمية» المصطنعة في بغداد ودمشق، تتفنن طهران اليوم في التحكم بديمقراطيات «تعطيلية» عبر بدعة «الثلث المعطل» في العراق ولبنان.

نسيج مدن العراق وسوريا السكاني يتغير يومياً، بالتوازي مع ترسخ الاحتلال الإيراني وتوسعه ديموغرافياً عبر آليتي التهجير والاستيطان. ولا يختلف الأمر كثيراً في لبنان، أمام بؤس معيشي قاتل يسهم إسهاماً مباشراً وفعالاً في عملية التغيير السكاني، بمساعدة سياسات أمنية انتقائية «تدعشن» من تشاء، بينما القرار السياسي الحقيقي أيضاً خارج الحدود مع أن منفذيه يحملون الجنسية اللبنانية ويقيمون على أرض لبنان ويتكلمون – حتى الآن على الأقل – اللغة العربية.

بغداد تنتظر منذ مدة، في ظل «حكومة تصريف أعمال»، انتخاب رئيس للجمهورية و«استكشاف» حجم الكتلة البرلمانية «الأكبر» (بعد انسحاب الصدريين من البرلمان) تمهيداً لتشكيل حكومة يريدها البعض حكومة غالبية وطنية عراقية، بينما تريدها طهران على قياس مصالحها وأتباعها. والأزمة نفسها مُستنسَخة تقريباً في لبنان مع قرب انتهاء فترة رئيس لا يرأس، وتحت «حكومة تصريف أعمال» لا تحكم. أما عن سوريا، فلا حاجة للكلام عن رئاسة أو حكومة أو سيادة عندما تُرفع صورة قاسم سليماني في نيويورك، ومع ذلك تستمر المفاوضات النووية في فيينا.

 

البيان الأميركي ـ الفرنسي ـ السعودي «خريطة إنقاذ» للبنانيين

محمد شقير/الشرق الأوسط/25 أيلول/2022

يكتسب الاهتمام الدولي بلبنان من خلال البيان الصادر عن وزراء خارجية الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والمملكة العربية السعودية، في اجتماعهم بنيويورك على هامش انعقاد الجمعية العمومية للأمم المتحدة، أهمية خاصة تحمل أكثر من رسالة سياسية تتزامن من حيث التوقيت مع بدء العد العكسي لانتخاب رئيس جمهورية جديد قبل انتهاء ولاية الرئيس الحالي ميشال عون في 31 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، والانشغال في تعويم الحكومة، فيما المفاوضات مع صندوق النقد الدولي إلى مزيد من التعثر بسبب تراجع الآمال المعقودة على تطبيق الإصلاحات السياسية والاقتصادية لمساعدته للنهوض من أزماته الكارثية.

فالرسالة الصادرة عن الوزراء الثلاثة هي رسالة دولية تنطوي على انتهاء فترة السماح التي منحها المجتمع الدولي للمنظومة الحاكمة في لبنان، التي ما زالت تتلكأ في الاستجابة لشروطه للإنقاذ والانتقال بالبلد من مرحلة التأزم إلى الانفراج السياسي والاقتصادي والمالي، وبالتالي استعداده لممارسة أقصى الضغوط لمنعه من السقوط في حالة من الفوضى الشاملة.

ويقول مصدر سياسي في قراءته لمضامين البيان الصادر عن الوزراء الثلاثة، إنها تعبر عن رغبة المجتمع الدولي في إعادة لبنان إلى دائرة الاهتمام الدولي، انطلاقاً من خريطة الطريق التي رسمها الوزراء للانتقال بلبنان إلى مرحلة التعافي السياسي والمالي، لأن هناك صعوبة في إنعاشه اقتصادياً واجتماعياً ومالياً ما لم تتلازم الإصلاحات المالية المطلوبة من صندوق النقد مع الإصلاحات السياسية التي تمكنه من بسط سيادته على كافة الأراضي اللبنانية، أولها إيجاد حل لازدواجية السلاح وضبط الحدود اللبنانية - السورية لوقف التهريب. ويؤكد المصدر السياسي أن مضامين بيان الوزراء يفترض أن تكون بمثابة البيان الوزاري في حال تقرر تعويم حكومة تصريف الأعمال، شرط عدم التعامل معها على أساس الانتقائية بدءاً بعدم الاجتهاد في تطبيق القرارات الدولية، تحديداً القرار 1701، لاسترضاء «حزب الله»، وبالتالي تطويق تنفيذه بصيغة تجمع بين السلاح الشرعي وسلاح المقاومة.

ويلفت المصدر نفسه لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن بيان وزراء خارجية الدول الثلاث يشكل مظلة دولية للبنان يتوجب عليه أن يحسن الإفادة منها، وتوظيفها لتعويم الحكومة الحالية برئاسة نجيب ميقاتي، إذا استحال عليه تشكيل حكومة جديدة، لأن هناك ضرورة لإنجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري بانتخاب رئيس جديد لديه القدرة على جمع اللبنانيين تحت سقف إعادة الاعتبار لمشروع الدولة والاستجابة لتطلعات اللبنانيين في التغيير. ويرى أن تمسك الوزراء باتفاق الطائف لم يأتِ من فراغ، ليس لأنه وحده المؤتمن على وحدة البلد والحفاظ على السلم الأهلي وحماية الاستقرار فحسب، وإنما لأن التركيز عليه مع الاستعداد لإنجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده يهدف إلى قطع الطريق على من يطالب بإعادة النظر فيه أو استبداله بنظام آخر، بذريعة أن هناك ضرورة لوضع عقد اجتماعي جديد كان لمح إليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في زيارته الأولى للبنان فور وقوع الانفجار الذي استهدف مرفأ بيروت، لكنه سرعان ما بادر إلى سحبه من التداول على خلفية المخاوف التي عبر عنها معظم القوى السياسية التي تعاملت مع اقتراحه وكأنه إشارة للبحث في نظام جديد للبنان.

ويعتبر المصدر نفسه أن تمسك الوزراء الثلاثة باتفاق الطائف كنظام وحيد للعلاقات بين الطوائف اللبنانية سيؤدي إلى تطويق الدعوات للفيدرالية، بذريعة تطبيق اللامركزية الإدارية والمالية الموسعة، ويقول إن الموقف نفسه ينسحب على الدعوات لعقد مؤتمر تأسيسي، التي تلقى معارضة بعد أن نفضت باريس يديها منها وشطبتها من جدول أعمالها اللبناني من جهة، وقوبلت باعتراض من رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الذي يشدد باستمرار، كما يُنقل عنه، على ضرورة استكمال تطبيق «الطائف»، وضرورة العمل من أجل تنقية ما أصابه من شوائب من جراء المباشرة بتطبيقه. لكن الجديد في بيان الوزراء الثلاثة، حسب المصدر السياسي، يكمن في أمرين: الأول في دعوتهم إلى إنجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده، والثاني في انضمام واشنطن وللمرة الأولى إلى الجهود الفرنسية - السعودية لإنقاذ لبنان ومساعدته، التي توجت بلقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بالرئيس ماكرون، في زيارته الأخيرة للسعودية، إضافة إلى أن استحضارهم لـ«الطائف» في بيانهم يهدف إلى تمرير رسالة لإيران بعنوان أن لبنان كان ولا يزال جزءاً من محيطه العربي، وأن لا مجال لاستبدال هوية أخرى بهويته العربية.

لذلك يؤشر البيان الثلاثي إلى أن الحاضنة الدولية والعربية للبنان ما زالت قائمة، وأن مفاعيله ستترجم تباعاً إلى خطوات ملموسة، وإنما ليس لإنجاز الاستحقاق الرئاسي بأي ثمن ما يؤدي حتماً إلى تمديد الأزمة ما لم يُنتخب الرئيس القادر على إحداث نقلة نوعية من ناحية، والمؤهل لجمع اللبنانيين بإلغاء خطوط التماس السياسية التقليدية، وبالتالي فإن ترجمته تستدعي إعادة خلط الأوراق للمجيء بخلف لعون يعمل على تصويب العلاقات اللبنانية - العربية، وإخراجها من التصدع الذي أصابها بسبب انحياز العهد الحالي إلى محور الممانعة. وعليه يترقب الوسط السياسي رد الفعل اللبناني على بيان الوزراء الثلاثة، وما إذا كانت الأكثرية الساحقة من القوى السياسية ستتعاطى معه بإيجابية ومرونة وانفتاح، لأن صدوره لجهة التوقيت والمكان لا يقتصر على الدول الذي وقعت عليه، وإنما ينطق بمضامينه بلسان المجتمع الدولي لما للموقعين عليه من تأثير دولي وإقليمي يتجاوز حدودها الجغرافية إلى ما لديها من حلفاء وأصدقاء.

 

رسالة الى رئيس جمهوريّة لبنان "المحتمل"

فارس خشان/النهار العربي/25 أيلول/2022

 لا أعرف أنا وتجهل أنتَ متى يمكن أن تسكن القصر الجمهوري،لأنّك،في الواقع،تطمح إلى تولّي أرفع منصب في دولة أصبح دستورها مثل "الحرباية"، فكما هي تتلوّن،بحسب الظروف،يتم تفسيره هو،بحسب المصالح والأهواء.  شخصيًّا، أستغرب لهاثك وراء هذا المنصب،وتقديمك التنازلات الذاتيّة والسياديّة والوطنيّة، بالعلن حينًا وبالخفاء أحيانًا، من أجل أن تصل الى هذا المنصب الذي جرى تفريغه من محتواه، بعدما أصبحت كلمة واحدة ممّن نصّب نفسه، بقوّة السلاح والعبوة الناسفة، "مرشدًا أعلى"، تساوي كلّ خطابات رئيس الجمهوريّة ومعه جميع أركان الدولة.

 فخامة الرئيس المحتمل!

قلْ لي بربّك، ماذا لديك من مواصفات لم تكن متوافرة في من سبقوك، وأوصلوا بلاد الأرز الى المأساة التي أوصلوها إليها، حتى تجد نفسك أهلًا لترؤس الجمهوريّة؟  فهل لديك قوّة شعبيّة وتمثيليّة أكثر ممّا كان لدى الرئيس ميشال عون، عند "انتخابه"؟ أم لديك "برودة أعصاب" أعظم من تلك التي بقي الرئيس ميشال سليمان يتمتّع بها ؟ وهل لديك قدرة على المناكفة، بعد زخم رياضة السباحة، أكبر من تلك التي كانت لدى الرئيس أميل لحود؟ أم لديك نظام  أكثر عدوانيّة من النظام السوري يقف الى جانبك كما كانت عليه الحال مع الرئيس الياس الهراوي، رحمه الله؟

 فخامة الرئيس المحتمل!

الرئاسة، أقلّه في السنوات القليلة الماضية، لم تعد مسألة طموح، بل أضحت قضيّة شعب يموت جوعًا،قهرًا وغرقًا في قوارب الهروب من الجحيم. إنّ اللاهث وراء هذا المنصب، إذا لم يكن واثقًا بقدراته على اقناع الخصم قبل الصديق، بالحسنى هنا وبالضغط هناك وبالقوّة هنالك، بخطّة انقاذيّة للبلاد، هو  كالراغب بجرّ  لعنة التاريخ، وبأن يجلب عليه احتقار المجتمع الدولي، وبالتخفّي وراء مئات المسلّحين من غضب الشعب وشتائمه! لا يغشّك تقييم نفسك ايجابيًّا، بإجرائك مقارنة مع رئيس سبقك،فإن كنت تتوهّم  بأنّك أفضل منه فهذا لا يؤهّلك لتكون على قدر التحدّي الكبير،فكرم لصّ لا يجعل منه قديسًا لمجرّد أن اللص الآخر بخيل،والقزم الذي يعلو كعبًا عن القزم الآخر، لا يصبح عملاقًا، و"تجبّرك" على من هم أضعف منك،لا يجعلك بطلًا،فيما أنتَ تُهدر أثمن أوقاتك في استرضاء من هم أقوى منك!

 فخامة الرئيس المحتمل!

إنّ الكارثة الكبيرة لا يمكن ان يجد مخارج لها إلّا الكبار بتفانيهم ونشاطهم ويقظتهم وتجاربهم وعلمهم وعلاقاتهم المحليّة والدوليّة وتصميمهم وتخطيطهم وتعاليهم وتضحياتهم.  وانت تدرك، من دون أدنى شك، أنّك لم تتقدّم الى هذا المنصب لأنّك تتمتّع بمؤهّلات تحتاج اليها مسيرة الإنقاذ، بل لأنّ لديك دينًا سياسيًا وسياديًا في ذمّة "الناخب الأكبر"وتطلب تسديده لك، في مقابل أن تواصل "خدمته".  وأنت في ذلك، مجرّد نسخة صغيرة عن الرئيس الحالي ميشال عون الذي، على الرغم من شعاراته الكبيرة ووعوده العظيمة وطموحاته النهمة، قاد لبنان الى الجحيم.  من السهل ادّعاء القدرة على الحكم على نيّات عون،والتوهّم بأنّ نياتك"افضل"من نيّاته هو،لكنّ هذا الاستسهال هو بذاته دليل على عدم قدرتك على قيادة مسيرة الإنقاذ، لأنّ ما وصل إليه لبنان لا علاقة له بالنيّات، بل بالإرتهان المضمر. فهل أنتَ قادر على تحرير  السلطة من ضرر سلاح "حزب الله" وتبعيته ل"الحرس الثوري الايراني"، فيما أنتَ تعرف أنّك لولا تعهّداتك السريّة له، لما كان يمكن أن تصل الى القصر الجمهوري؟ وهل أنت مؤهّل لإقناع القوى التي انتخبتك بالتخلّي عن المحاصصة الحكومية والادارية والعسكرية والدبلوماسية والمالية والاقتصادية والخدماتية، وأنتَ تدرك ما هي نوعيّة الوعود التي ربطت بها نفسك معها؟

 فخامة الرئيس المحتمل!

نحن ندرك أنّك لستَ مؤهّلًا لأن تكون رئيس جمهوريّة المرحلة المقبلة، سواء أكنتَ مدنيًّا أم عسكريًّا، لأنّنا ندرك خفايا ارتباطاتك، بغض النظر عن دورك المباشر، بكل القوى المتورطة في تحويل  واحدة من جنّات الأرض الى أسوأ جحيم. لن تغشّنا نحن، في مسعاك الى القصر الجمهوري، بل أنتَ تغش نفسك.

 قبل أيّام كنتُ ومجموعة نستمع الى شخص تنطبق عليه صفة "الرئيس المحتمل"، فتفاجأت بأنّ جميع الموجودين، على الرغم من اختلاف بيئاتهم السياسيّة والطائفية وتنوّعهم الثقافي والفكري والتاريخي، أجمعوا على أنّه أصغر من الرئاسة، لأنّه لا يختلف، على المستوى المنهجي، في شيء، عمّن يطمح في خلافته!

 وفي اليوم التالي، جرى نقاش حول شخص آخر تنطبق عليه أيضًا صفة "الرئيس المحتمل"، فبدا، على الرغم من أنّه "مشهور" مجهولًا جدًّا، لأنّ نيل الثناء على سلوك وظيفي لا يعني التسليم بقدرته على أن يكون صالحًا لرئاسة الجمهوريّة.

 فقائد الجيش، مثلًا، لا يمكن، في ضوء الدستور، أن يكون قائد الجمهوريّة.

الجيش يوفّر لقائده حق الأمرة. الدستور لا يمنح رئيس الجمهوريّة الحقّ نفسه.

الجيش يوفّر لنفسه، بغض النظر عن قائده، دعمًا غربيًّا، لألف سبب وسبب. الدولة لا تتمتّع بهذه الخاصيّة، بل هي هشّة جدًّا، لأنّ القرار الذي لا تُحسن اتّخاذه يرتد عليها ويلًا وثبورًا.  الجيش يوفّر لقائده وأجهزته حصانة لا يتمتّع بها السياسيون، مهما علت بهم المناصب.

الجيش يتمتّع بالقدرة على الصمت، وتاليًا على إخفاء الذات، اذا كان إطلاق المواقف حيال حدث محدّد يجلب "وجع الرأس". رئاسة الجمهورية صمتها بذاته…كارثة!

 فخامة الرئيس المحتمل!

ما يمكن أن تجهله أنّ الشعب اللبناني لم يعد قابلًا للخداع، فمن يؤيّدك منه يفعل لأنّه مرتبط بك ومصالحه من مصلحتك، لا أكثر ولا أقل! نصيحة: لا ترمِ نفسك في "مستوى اللا أهليّة"، فتجر الويلات على نفسك، على شعبك وعلى وطنك. لذلك، رجاء اترك رئاسة الجمهوريّة لمن يتمتّع، فعلًا، بمؤهّلات تعينه على إخراج لبنان من جحيمه، وقف الى جانبه وادعمه وسدّد خطاه. إنّ الشخص الأنسب لهذا المنصب، في هذه المرحلة بالتحديد، ليس ذاك الذي تأتي به "صفقات داخليّة"، ولا ذيّاك الذي يفرضه الاختلال الفظيع في ميزان الرعب، بل هو الشخص الذي يمكن أن تلتقي حوله، ومن دون هاجس "صراع الأحجام"، قوى كبرى لأنّه بدعمها يستطيع أن يستعيد ثقة المجتمع الدولي بدولة فقدتها، ويعيد ادخال المستثمرين الى اقتصاد هربوا منه، ويُحيي مؤسّسات دخلت في "موت سريري"، ويعطي برامج الاصلاح ومكافحة الفساد زخمًا كبيرًا، بعيدًا من "حروب" الاستهداف والالغاء والاستحواذ! فخامة الرئيس المحتمل!

بصريح العبارة، وبفائق الاحترام، اغرب عن وجهنا قبل حتى أن تطلّ علينا، لأنّنا جرّبنا أمثالك وكان ما كان!

 

"صندوق باندورا" بمفاجآته النووية في المواجهة بين الغرب وروسيا

راغدة درغام/النهار العربي/25 أيلول/2022

انتقلت الحرب الأوكرانية الى مرحلة الحسم النوعي هذا الأسبوع عندما قرّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إجراء استفتاء في منطقة دونباس لضم المناطق الانفصالية الأوكرانية الى روسيا ستغيّر نتائجه قواعد الحرب، متحدّثاً في الوقت ذاته عن جدّيّة الخيار النووي ومعلناً التعبئة الجزئية لحوالى 300 ألف، ما يوحي بحجم الحرب في الأسابيع المقبلة. بات واضحاً بلا أي شك للذين اعتقدوا أن هناك بصيص أمل في أن يتخذ فلاديمير بوتين مواقف تفتح الباب على التفاوض أو على التراجع بأن الرجل عازم ومقتنع بأنه سينتصر في حرب أوكرانيا ولن يسمح حتى بفكرة الهزيمة. مثل تلك النتيجة تتطلّب حتماً قذارةً وشراسةً وأخطاء متعمّدة تدمّر البنى التحتية ولا تأبه بالكلفة الإنسانية ولا بقيم الآخرين نحو مثل تلك الحرب. فالرئيس الروسي لا يخاف استدعاء حرب أوروبية وتدخلٍ أميركي عسكري بعدما قرّر أن يضع حلف شمال الأطلسي (الناتو) على حافة أعصابه بكلامه عن الانتصار الضروري مهما كان الثمن وعن جدّيّة الخيار النووي.

في المقابل، واضح أن القيادة الأميركية والقيادات الأوروبية حسمت أمرها في معادلة الهزيمة والانتصار في أوكرانيا ولن تسمح لروسيا بالسيطرة على أوكرانيا مهما تطلّب الأمر. هذا يعني أن ما بدا مستحيلاً قبل شهر أو شهرين بات وارداً الآن، والمقصود هو احتمال اضطرار الولايات المتحدة للانجرار الى الحرب الأوكرانية - الروسية بقوات أميركية، وإمكان تورّط أوروبا مباشرة في هذه الحرب عبر بوابة استخدام روسيا الأسلحة النووية التكتيكية - وبعضها ليس أبداً تكتيكياً ولا محصوراً بمسافات قريبة. فلمن الهزيمة ولمن الانتصار في الحرب الأوكرانية؟

 لنتحدّث أولاً عن الصورة الكبرى: في ظل الاستراتيجية الأميركية التي يعتبر كثيرون أنها أساساً اعتمدت توريط فلاديمير بوتين من أجل تدمير النظام System الحاكم في موسكو بل وتدمير روسيا. والسبب الأساسي وراء ذلك له علاقة بالاستراتيجية الأميركية نحو الصين والطموحات الصينية.

قبل الغوص في الاستراتيجيات الكبرى، لا بد من القول إن براعة ونباغة صنّاع القرار مهما تكن متفوّقة فإنها تتطلّب انصياع الطرف المعني الى المصيدة وإيقاع نفسه في الفخ. فلاديمير بوتين عاند وضاعف رهانه وأصرّ على مكابرته أكثر من مرة. اعتقد أن إنذاراته الشهيرة ultimatums واعتماده أساليب التصعيد كجزء من الرهان double down ستؤدّي الى تراجع الغرب وتلبية رغباته، وبالتالي، الى انتصاراته. حتى الآن، واضح أن فلاديمير بوتين خاسرٌ في رهانه بل يبدو وأنه يسير في الخطى التي رسمها له الغرب الى مصيدة تدمير روسيا.

بهمسٍ، يتحدّث البعض في روسيا عن تدمير الحرب الأفغانية للاتحاد السوفياتي قبل عقود، وتدمير الحرب الأوكرانية لروسيا اليوم. لم يعد الرئيس الروسي قادراً على إعادة النظر في حرب أوكرانيا، لأن التراجع، في هذا المنعطف، يعني انهيار النظام الحاكم برمّته وليس فقط انهيار بوتين. المشكلة هي أن المضي في هذه الحرب يهدّد بدوره بالانهيار التام إذا خسرت روسيا الحرب. لذلك إن الخسارة ليست في قاموس بوتين ولا في قاموس المؤسسة العسكرية لا سيّما بعدما كشفت الحرب الأوكرانية الوهن فيها وجرّدها جزئياً من هيبتها.

انتصار "الناتو" في هذه الحرب يعني أن حلف شمال الأطلسي تمكّن من تفكيك روسيا ونظامها وكامل النموذج الذي بنى فلاديمير بوتين روسيا عليه. يعني نهاية روسيا بوتين ونهاية روسيا اليوم. فوائد إلحاق الهزيمة بروسيا، من وجهة النظر الأميركية، تصبّ في خانة الاستراتيجية الأميركية نحو الصين. القائمون على صنع القرار الاستراتيجي في مجلس الأمن القومي يعتقدون أن تدمير النظام الروسي وإلحاق الهزيمة بروسيا يعني خسارة الصين لشريك استراتيجي، عملياً وبسيكولوجياً. يعني أيضاً، بحسب تعبير خبير مطّلِع أن الصين ستخسر -بخسارة روسيا- "منطقة عازلة" مفيدة ستدفع بالصين الى أن تصبح في الخطوط الأمامية من المواجهة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة. بالطبع، هناك من يتحدّى صحّة هذا التفكير ومنطق تدمير روسيا من أجل المعادلة الاستراتيجية الأميركية مع الصين. هناك أيضاً من يشير الى خطورة ومخاطر استراتيجية "الناتو" في حال تطوّرت الحرب الأوكرانية الى العتبة النووية وأتت بانتصارٍ روسي، كما يراه فلاديمير بوتين.

بدايةً، إن الوصول الى المرحلة النووية، تكتيكية كانت أو عبر استخدام صواريخ "اسكندر" برؤوس نووية، يعني احتمال الوصول الى الويلات والشرور طبقاً لتعبير "صندوق باندورا" الذي لا فكرة عما في داخله سوى المفاجآت بعد فتحه.

ثانياً، روسيا ستتعمّد توسيع حدود الهزيمة أو الانتصار. بمعنى، أنه في حال انتصارها، لن تكتفي روسيا بحدودها الحالية مع حلف "الناتو" وإنما ستتعمّد إعادة خلط الأوراق الجغرافية - السياسية في أوروبا عبر إجراءات نحو بولندا ودول البلطيق. وفي حال وصول روسيا الى حافة الهزيمة، سيتعمّد فلاديمير بوتين ارتكاب أخطاء على نسق تدمير المطارات المهمّة لسلاح "الناتو" داخل بولندا بالقرب من أوكرانيا، بحسب تقويم مصدر مقرّب من التفكير في الكرملين. ذلك أن فلاديمير بوتين لن يسمح بفكرة الهزيمة لأنها باتت الآن خارج نطاق فكره ونهجه. الأسبوعان المقبلان خطيران جداً. الرئيس الروسي لن يقبل بفكرة أوكرانيا للطرفين، وكذلك الرئيس الأوكراني الذي بات واثقاً من أن حلف "الناتو" سيضمن له التفوّق التكنولوجي في حربه مع روسيا. لذلك، فولوديمير زيلينسكي لن يتراجع وهو يعتبر أن فشل بوتين في إزاحته عن الحكم هو انتصار له في الحرب الأوكرانية. ثم إن أدوات الحروب الجديدة اختلفت ولم تعد قائمة على معارك ميدانية بين الجيوش. إنها الحروب التكنولوجية، وزيلينسكي يخوض الحرب ضد الغزو الروسي لأوكرانيا بتكنولوجيا "الناتو" المتفوّقة.

قد يضطر حلف شمال الأطلسي أن يتدخل مباشرة في الحرب لحماية المفاعلات النووية الأوكرانية إذا طلب زيلينسكي من دول "الناتو" ذلك، علماً أن لدى أوكرانيا 14 مفاعلاً الى جانب زابوريجيا الذي يقع تحت السيطرة الروسية. هكذا قد تتحوّل الحرب الأوكرانية الى حرب أوروبية.

ثم إن الولايات المتحدة، ومن أجل حماية المفاعلات النووية الأوكرانية، قد تكون مستعدّة لتزويد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى، تصل الى 400 كيلومتر، ويصل مداها الى القرم، بحسب الخبراء العسكريين. في ظل اتخاذ مثل هذا القرار، قال خبير روسي، مشيراً الى وصول صواريخ أميركية الى أوكرانيا مداها قد يطاول موسكو، ستستخدم روسيا الأسلحة النووية. الرئيس الروسي يُهيِّئ الأرضية ليقول إن استخدام الأسلحة النووية يأتي دفاعاً عن روسيا أمام عدوان ضدها وذلك في أعقاب الاستفتاء في مناطق دونباس الذي سينتهي في 27 الشهر الجاري بنتيجة مسبقة وهي: انضمام تلك المناطق الانفصالية الى روسيا. وبالتالي، وانطلاقاً من تاريخ 29-30 أيلول (سبتمبر)، وبعد مباركة "الدوما" لنتائج الاستفتاء، سيصبح أي هجوم على تلك المناطق "الروسية" عدواناً ضد روسيا يعطي الكرملين "حق" الرد بأيّة وسيلة متاحة، بما فيها النووية. بكلام آخر، ووفق تعبير مخضرم في موضوع المناطق الانفصالية "ستزول المنطقة الفاصلة buffer zone بين روسيا وأوكرانيا، وستدخل الحرب عتبة جديدة تشمل تفعيل أدوات الاستراتيجية النووية الروسية بناء على القوانين الوطنية وللدفاع عن أراضٍ روسية بكل الوسائل المتاحة".  الانتصار العسكري الروسي، إذا كان له أن يتحقق، فإنه يتطلّب منطق التدمير التام على نسق ما يُعرَف بـ"سيناريو بغداد" إشارة الى الطريقة الأميركية للانتصار في الحروب. الانتقال الى ذلك التكتيك وارد جداً في أعقاب الاستفتاء وبعد تفعيل التعبئة الجزئية. لذلك، إن الأسبوعين المقبلين خطيران جداً.  فلاديمير بوتين سيحتفل بعيده السبعين في 7 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. الشعب الروسي ما زال في شبه غيبوبة عن واقع الحرب الروسية في أوكرانيا. التعبئة الجزئية قد توقظه قليلاً ليدرك جدّيّة ما آلت اليه روسيا في مواجهتها مع دول حلف شمال الأطلسي. عيد ميلاد الرئيس الروسي يحمل تقليدياً معه تطوّرات ومفاجآت وإصراراً على إبراز الإنجازات. الخوف كل الخوف هو أن تكون نوعية الإنجازات ... نووية.

الكلمات الدالة

 

حجاب أميني يحرّر الإيرانيات: "طنجرة الضغط انفجرت"

غوى خيرالله/النهار العربي/25 أيلول/2022

لم تكن مهسا أميني، الشابة الايرانية البالغة من العمر 22 عاماً، تعلم أنّ رحلتها الى طهران آتية من إقليم كردستان لتستمتع بالخريف المعتدل، سيكون بلا رجعة. فما أن وصلت إلى العاصمة في 13 أيلول (سبتمبر) حتى ألقت "شرطة الاخلاق" القبض عليها في منتصف الشارع لتتوفى بعد أيام نتيجة التعذيب.

وبالتأكيد، لم يخطر ببال تلك الشابة أيضاً أن "حجابها غير المناسب" بمقاييس شرطة الأخلاق، سيحوّلها أيقونة وسيشكل شرارة انتفاضة تعم البلاد.  عموماً، تتمثل مهمة هذه الشرطة في تعقب النساء الإيرانيات اللواتي يرتدين الحجاب "الذي لا يلتزم المعايير" أو المعاطف القصيرة. وفي بداية كل ربيع، عندما ترتفع درجات الحرارة وتخفف النساء ملابسهن، تنشط دوريات هذه الشرطة في المدن الرئيسية في البلاد لتذكير الإيرانيات بأحد ركائز الجمهورية الإسلامية، قبل أن ينحسر نشاطها عادة في أواخر الخريف. أصبح ارتداء الحجاب إلزامياً في إيران منذ ثورة 1979، بينما لم يكن هذا هو الحال  في عهد الشاه. ومذذاك صار مفروضاً على كل امرأة تغطية شعرها بالحجاب وإخفاء ذراعيها ورجليها تحت معطف فضفاض. ومع ذلك، أصبحت النساء يرتدين الحجاب بطريقة تظهر خصل الشعر، أو حتى وصل الأمر ببعض الايرانيات إلى وضعه على أكتافهن.  وظهرت في السنوات الأخيرة حركة متنامية مناهضة لقوانين الحجاب الإلزامي، حيث أظهرت النساء والفتيات شجاعتهن في أنشطة أعربن فيها عن تحديهن لهذه القوانين. وانتشرت صور لايرانيات يقفن في أماكن عامة ويلوّحن بأغطية رؤوسهن التي يرفعنها على رؤوس العصي بصمت، أو ينشرن أشرطة فيديو يظهرن فيها وهن يمشين في الشارع ويظهرن شعرهن.  وانضم إلى هذه الحركة رجال أيضاً. كما انضمت إليها نساء يرتدين الحجاب بمحض إرادتهن- نظراً لأن الحركة تعنى في الأساس الحق في الاختيار، أي حق المرأة في أن تختار ما ترتدي دون مضايقات أو عنف أو تهديدات أو سجن.  ولكن هذه الحركة وزخمها أخافت السلطات الإيرانية كثيراً، التي لجأت إلى شن حملة قمعية شرسة للرد عليها. فمنذ كانون الثاني (يناير)  2018، ألقت القبض على ما لا يقل عن 48 من المدافعين عن حقوق المرأة، بمن فيهم أربعة رجال، بحسب منظمة العفو الدولية. وتعرض بعض هؤلاء للتعذيب وحكم عليهم بالسجن أو بالجلد، عقب محاكمات جائرة.

ومع وفاة أميني تحت التعذيب، عاد موضوع قانون الزامية الحجاب الى الواجهة بقوة، حتى أنه بات يؤذن بانتفاضة واسعة في البلاد.

النار في الهشيم

بعيد اعتقال "شرطة الاخلاق" أميني، عرض صحافيون في 15 أيلول (سبتمبر) على تويتر لقطة لها مع أنبوب تنفس على سرير المستشفى، موضحين أنها في غيبوبة بعد تعرضها للضرب خلال احتجازها. وانتشرت صورتها تلك كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي، ما أثار غضب العديد من الإيرانيين الذين انتقدوا العنف اليومي لشرطة الأخلاق والسلطات الإيرانية بشكل عام. وقال هادي غيمي، المدير التنفيذي لمركز حقوق الإنسان في إيرا لصحيفة "لو بوان" الفرنسية: "مهسا أميني هي واحدة من ضحايا لا تحصى لحرب الجمهورية الإسلامية على النساء". وأضاف: "الحكومة مسؤولة عن وفاتها وعن تعرض النساء على مدى عقود للمضايقة والاعتقال والإيذاء تحت ستار هذا القانون التمييزي واللاإنساني". وفي الأشهر القليلة الماضية، ظهرت عدة مقاطع فيديو على الإنترنت لحوادث تشهد على تصاعد المضايقات من هذه الوحدة ضد النساء في إيران. وسارعت شرطة طهران إلى الادعاء بأن  مهسا أميني "عانت فجأة من مشكلة في القلب" أثناء احتجازها لدى الشرطة، قبل "نقلها على الفور إلى المستشفى". ولكن شيئاً لم ينفع. وبدوره، بث التلفزيون الحكومي مقطع فيديو قصير من كاميرا مراقبة يظهر امرأة عُرّف عنها على أنها مهسا أميني تنهار في مركز الشرطة بعدما تحدثت معها شرطية. إلا أن أمجد أميني والد مهسا علق بأن "الفيديو مجتزأ"، مشيراً إلى أن ابنته "نُقلت بصورة متأخرة إلى المستشفى". وقال وزير الداخلية أحمد وحيدي السبت إن "مهسا كان لديها على ما يبدو مشكلات (صحية) سابقة"، و"أجريت لها عملية جراحية في الدماغ حين كانت في الخامسة من العمر". لكنّ والد الضحية نفى هذه المعلومات، مؤكدا أن ابنته كانت "بصحة ممتازة".

ولكن هذه الذرائع لم تنطل على أحد. وأحدث إعلان وفاتها  في 16 أيلول صدمة في أنحاء البلاد، ترددت أصداؤها في الأوساط  السياسية والدينية، وبين مثقفين  ومخرجون ورياضيين.  وكتب العديد من لاعبي المنتخب الوطني على إنستغرام: "شعر فتياتنا مغطى بكفن". وعلق سردار آزمون نجم  منتخب بلاده في كرة القدم: "إذا كان هؤلاء مسلمون، فليجعلني الله كافرا".

محافظات مناهضات للقانون

الواضح أن ما حصل لمهسا ترك أثراً عميقاً في المجتمع. وحتى أن نساء محافظات في ايران يعارضن الزامية الحجاب، بحسب صحيفة "الفايننشال تايمز".  ففاطمة (53 عاما)، وهي من أشد المؤيدين للجمهورية الإسلامية، ترتدي الشادور الأسود. واستشهد شقيقها خلال الحرب مع العراق وهي متزوجة من أحد أفراد النخبة في الحرس الثوري. ومع ذلك، هي تعتقد أنه لا ينبغي إجبار النساء على ارتداء الحجاب: "يجب أن تؤدي وفاة أميني إلى تعديل قانون الحجاب. ويجب على المتدينين مثلي أن يثقوا بالله فقط ويأملون أن تختار النساء الحجاب بأنفسهن". وبعد أحداث هذا الأسبوع، أوضحت فاطمة أن الجمهورية الإسلامية يجب أن تروج للإسلام فقط من خلال الأنشطة الثقافية: "الإسلام دين الرحمة ولن يجيز أبداً العنف ضد المرأة. النهج الحالي يمكن أن يضع الناس ضد بعضهم البعض". وقد لا يرغب بعض المسلمين المتدينين في إلغاء حظر الحجاب بالكامل، لكنهم يقولون إن على النساء ألا يواجهن العنف لرفضهن ارتداءه. ويرى آخرون أن ظروف وفاة أميني تضر بالإسلام. وقال السياسي الإصلاحي محمد صادق جوادي حصار: "مع الوفاة المأسوية لأميني، سيتم تهميش قانون الحجاب تمامًا من الناحية العملية. أولئك الذين لم يؤمنوا بالحجاب يتجرؤون الآن على محاربته، والذين آمنوا به يعتقدون أن فرضه يضر بالإسلام ويجعل حياة المرأة المحجبة أكثر صعوبة".

وتنقل الصحيفة "البريطانية" عن غزال (45 عامًا)، وهي متدينة وزوجها من عائلة مقربة من النظام الايراني، إنه "بمكن على المرء المساعدة في تعزيز الفضيلة وقولها للناس مرة واحدة فقط"، وتضيف: "إذا لم تستمع النساء  اتركوهن وشأنه. هل يرضيكم قول هذه الأمور السيئة عن ديننا؟ السياسة تضر بالإسلام حقًا".

ومعصومة (58 عاما)، ربة منزل ترتدي الشادور منذ أن كانت مراهقة، فترى أنّ "كل شيء ينهار... اقتصادنا  ومجتمعنا". وتعتقد أيضًا أن فرض ارتداء الحجاب لم يعد ساريًا، مضيفة أن ابنتها البالغة من العمر 20 عامًا تعارض ذلك. كذلك، أعرب بعض رجال الدين عن عدم رضاهم. وقال مرتضى جوادي أمولي، رجل دين من عائلة دينية ذات نفوذ في مدينة قم المقدسة، هذا الأسبوع إن التعامل مع القضايا الدينية والثقافية من خلال الإجراءات الأمنية والشرطية كان خطأً استراتيجياً.

المغتربات الايرانيات

وفي الاغتراب، عززت التظاهرات الحاشدة التي تعم البلاد آمال الايرانيات بحصول انتفاضة على القيود الاجتماعية والدينية في بلادهن، بحسب "فويس اوف اميركا".  وقالت سارة  (48 عاما)، وهي معلمة تعيش في فرنسا: "ذهبت مهسا إلى طهران لزيارة عائلتها. أخبرت والدتي أنه كان من الممكن أن تكون أنا، أو أختي، أو احدى بنات عمي". ولفتت إلى أن "مهسا لم تكن حتى ناشطة معارضة، بل كانت مجرد فتاة عادية مثلي. هذا هو الشيء المختلف في هذه المرة، وهذا ما صدم الناس". وتتذكر سارة بعصبية كيف تم القبض عليها هي نفسها من قبل شرطة الآداب في رحلة إلى إيران عندما كانت في الثلاثين من عمرها، وحينها احتُجزت في نفس مركز الاحتجاز الإيراني حيث كانت أميني، وشعرت بالخوف حينها.  وقالت: " كان هناك تصعيد للقمع منذ 43 عاما أي منذ الثورة الإسلامية في إيران عام 1979.  الأمر شبيه بطنجرة الضغط التي انفجرت الآن. آمل أن تستمر الاحتجاجات". وهي تعتقد أن النساء اللواتي ينضمن إلى مظاهرات اليوم هن في الغالب "شابات، في العشرينات، بلا خوف وبالكثير من الأمل".  وأكدت سعيدة ميرزائي (38 عاما) طالبة دكتوراه في جامعة مانيتوبا في كندا: "نحن ننتظر هذه الأيام في إيران منذ فترة طويلة"، لافتة الى أنّ مشاعرها منقسمة بين "الغضب" و"الفرح". أما أخصائية الرعاية الصحية فريشته (44 عامًا)، التي تسكن في نيويورك، فتدعم "الإيرانيين داخل إيران الذين يقاتلون من أجل حقوقهم ويخاطرون بحياتهم". وأضافت أن النساء في إيران "يحرقن النقاب أمام الشرطة، ما يعني الكثير عندما تتعامل مع القتلة. يخاطرن بحياتهن ما يدل على أنهن قد سئمن من هذا النظام الموجود في السلطة".

 في جنيف، شددت آزاده (63 عامًا): "نشعر بغضب لا يمكننا السيطرة عليه، لا يجب أن يكون الحجاب إلزامياً بعد الآن. يجب أن نكون أحراراً!".

 أبرز حزب إصلاحي

وانضم حزب "اتحاد شعب إيران الإسلامي" الذي شكله مقربون من الرئيس الإصلاحي الأسبق محمد خاتمي (1997-2005)، وهو أبرز الأحزاب الاصلاحية في البلاد الى النداءات المطالبة بإلغاء قانون الحجاب الإجباري، وفق ما جاء في بيان أصدره السبت.

كذلك، طالب بأن تعلن الجمهورية الإسلامية "انتهاء عمل شرطة الإرشاد رسميا" و"السماح بالتظاهرات السلمية"

 

هل يشبه بايدن أوباما في التّعامل مع تظاهرات إيران؟

جورج عيسى/النهار العربي/25 أيلول/2022

"جو بايدن يبيع المتظاهرين الإيرانيّين للسبب نفسه الذي خان من أجله أوباما الثوريّين الخضر سنة 2009: هوس أعمى باتفاق نوويّ رهيب". بهذه التغريدة، وجّه السيناتور الجمهوري توم كوتون يوم الأربعاء انتقاداً قاسياً للرئيس الأميركي، لأنّه كان قد تأخّر، إلى جانب حزبه، عن إبداء التضامن مع المحتجّين في إيران.

ليس انتقاد سياسة بايدن الإيرانية جديداً على الجمهوريين: يتّهمونه باسترضاء إيران عبر تقديم تنازلات متسلسلة لإحياء اتفاق نووي معيوب، ولا يعالج سائر المشكلات مع طهران، مثل برنامجها الصاروخيّ وسلوكها الإقليميّ وانتهاكاتها لحقوق الإنسان. بينما يردّ الديموقراطيون عبر اتّهام خصومهم بالخروج من اتفاق 2015 النووي، وإيصال المحادثات إلى المأزق الراهن الذي يضع إيران على مقربة كبيرة من تحقيق الاختراق النووي.

صمت ثمّ تحرّك

حتى الأربعاء، أي بعد نحو أربعة أيام على اندلاع التظاهرات احتجاجاً على وفاة مهسا أميني، كان القسم الأكبر من الديموقراطيّين، بمن فيهم رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي وزعيم الأغلبية النيابيّة تشاك شومر، صامتاً. يحدث ذلك في وقت يجعل الديموقراطيّون من حقوق المرأة إحدى أهم أولويّاتهم على الأجندة التشريعيّة والإعلاميّة. بعدها، بدأت المياه الديموقراطيّة الراكدة "حقوقياً" تتحرّك تدريجياً. أعرب بايدن في الجمعية العامة للأمم المتحدة عن "وقوفنا إلى جانب المواطنين الشجعان والنساء الشجاعات في إيران، الذين يتظاهرون الآن لتأمين حقوقهم الأساسية". وغرّدت بيلوسي الخميس كاتبة أنّ "الأصوات الشجاعة للشعب الإيراني تُسمع حول العالم". والأصوات داخل الجناح التقدمي في الحزب بدأت تُسمع هي الأخرى. النائبة إلهان عمر طالبت العالم بـ"الاتحاد في مواجهة ضبط ما ترتديه المرأة". كذلك، أعربت زميلتها ألكسندريا أوكاسيو-كورتيز عن "التضامن مع النساء الشجاعات والحلفاء في إيران، المحتجين من أجل حرّيتهم. لقد قُتلت مهسا أميني بلا مبرّر من قبل القوى الأبويّة والاستبداديّة نفسها التي تقمع النساء في جميع أنحاء العالم". وأضافت: "حق الاختيار لنا جميعاً، من الحجاب إلى رعاية الإنجاب". السيناتور بيرني ساندرز المحسوب على الجناح التقدّمي أيضاً وجّه تحيّة إلى المحتجّين.

يوم الخميس أيضاً، عاقبت وزارة الخزانة "شرطة الأخلاق" الإيرانيّة وقادة أمنيّين آخرين بسبب تورّطهم في انتهاكات حقوقيّة. وبعدما غرّد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن عمل الولايات المتحدة على "تعزيز حرّية الإنترنت والتدفق الحر للمعلومات" بالنسبة إلى الإيرانيين، ردّ إيلون ماسك الجمعة بأنّه سيفعّل خدمة "ستارلينك" للشبكة العنكبوتيّة عبر الأقمار الاصطناعيّة في إيران.

"أسرع وأبعد"

لكلّ هذه الأسباب، ذكر أوليفييه نوكس في صحيفة "واشنطن بوست" أنّ الرئيس الحالي "ذهب أسرع وأبعد" ممّا فعل أوباما حيال التظاهرات. فأوباما لم يعرب عن غضبه من "التهديدات والضرب والسجن" التي يتعرّض لها الإيرانيّون، والتي ربطها بالمسؤولين الإيرانيّين سوى بعد عشرة أيّام على انطلاق التظاهرات. وقال أوباما حينها إنّه لا يريد أن تصبح بلاده قضيّة سجاليّة داخليّة في إيران. لكنّ سرعة استجابة إدارة بايدن بالمقارنة مع استجابة أوباما – إن وُجدت فعلاً – قد لا تعود بالضرورة إلى أنّ الإدارة الحاليّة أكثر رغبة بالعمل على القضايا الحقوقيّة. من جهة، إنّ سرعة انتشار الحوادث اليوم بفعل انتشار وسائل التواصل الاجتماعيّ تفرض ضغطاً أكبر على بايدن للتحرّك ممّا كان عليه الأمر في عهد أوباما.

"معنا أم معهم؟"

سنة 2009، حين انطلقت الثورة الخضراء بسبب ما قال المعارضون إنّه تزوير للانتخابات الرئاسيّة التي أعطت محمود أحمدي نجاد ولاية ثانية، هتف المتظاهرون بشعار واضح: "أوباما، أوباما – أنت إمّا معنا، أو معهم (المتشدّدين)". كان واضحاً أنّ أوباما حسم أمره باكراً. في السنة الأولى من ولايته كان الرئيس الديموقراطيّ الأسبق قد قرّر إبرام اتّفاق نوويّ مهما كان الثمن، بما فيه تجاهل قضايا حقوق الإنسان في إيران. ولاحظ المعارضون ذلك سنة 2009. خلال حديث إلى موقع "إذاعة أوروبا الحرة"، قال صحافيّ معارض ومقيم في طهران، إنّ الهتاف كان ردّ فعل على ما وصفه بأنّه "ميل مفرط" للولايات المتحدة كي توقّع اتفاقاً مع الحكومة الإيرانية، بالتزامن مع تجاهل الحراك المعارض. في الحقيقة، ذهب أوباما أبعد بكثير من مجرّد عدم دعم المعارضين، وفقاً لمقالة سابقة في شبكة "بلومبرغ". هو منع وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي أي" من أن يكون لديها أيّ علاقة مع "الثورة الخضراء". وأنهى البرامج المعنيّة بتوثيق انتهاكات إيران لحقوق الإنسان، كما كتب رسائل عدة إلى المرشد الأعلى علي خامنئي يشدّد فيها على احترامه لنظامه. طبعاً، اعترف أوباما لاحقاً في سيرته الذاتية بأنّ المرشد أبلغه عدم اهتمامه بالتحاور مع الولايات المتحدة. في نهاية المطاف، حصل أوباما على "الصورة": رئيس أميركيّ يبرم اتّفاقاً مع العدوّ اللدود، بينما حصل خامنئي على "المضمون": اتّفاق يشرّع سعي إيران نحو السلاح النوويّ، مع بعض التأجيل والكثير من الأموال. طوال ذلك الوقت، كان بايدن نائباً لأوباما.

شكوك

اليوم، وبعدما أصبح رئيساً، أعاد بايدن إلى ذاكرة البعض، ومن بينهم صقور كالسيناتور توم كوتون، مشاهد "الهرولة" الأميركيّة إلى إيران والقبول بمعظم شروطها للعودة إلى الاتفاق. وتوقّفُ المباحثات مؤخراً بفعل مطالب إيرانيّة متشدّدة كتخلّي الوكالة الدوليّة للطاقة الذرية عن تحقيقاتها بشأن برنامج عسكريّ نوويّ محتمل لإيران، ليس في أحد أوجهه سوى انعكاس لقناعة إيرانيّة بأنّ بايدن يشبه أوباما لجهة ميله لتقديم تنازلات سخيّة كي ينقذ الاتفاق. فرفضُ إدارة بايدن العرض الإيرانيّ الأخير قد يكون تلافياً لمشكلات محتملة مع الجمهوريّين قبل الانتخابات النصفّية أكثر من كونه قناعة باستحالة موضوعية لتنفيذ تلك المطالب.

على الرغم من أنّ بايدن دعم المتظاهرين الإيرانيين ببعض الخطوات، وهو أمر فعل عكسه أوباما حين دعم النظام، يبقى القاسم المشترك بين إدارتي بايدن وأوباما، هو أنّه لغاية الآن على الأقل، يبقى الاتفاق النوويّ أهمّ من أيّ قضيّة أخرى مع إيران، بما فيها القضايا الحقوقيّة. وهذا قد لا يكون مفاجئاً في نهاية المطاف. إذا كانت إدارة بايدن مستعدّة لصرف النظر عن محاولات إيران اغتيال مسؤولين أميركيّين سابقين على الأراضي الأميركيّة، فمن غير المتوقع أن تغيّر سياستها بسبب أعمال قمع أو قتل على الأراضي الإيرانيّة. ربّما يراهن بايدن اليوم على هامش مناورة يمكّنه من الادّعاء أنّه أكثر تشدّداً من أوباما في القضايا الإيرانيّة الحقوقيّة، من دون المخاطرة برفع سقف التحدّي إلى ما يهدّد الاتّفاق النوويّ.

 

في صبيحة اليوم ال1074 و1075 على بدء ثورة الكرامة

حنا صالح/فايسبوك/25 أيلول/2022

صورية باتت كل المناصب الرسمية في لبنان. الرئاسة الأولى واجهة ولزوم علاقات عامة فيما القرار في مكان آخر، ومنذ زمن تم تجويف رئاسة الوزراء التي ترك لها الموافقة على القرارات التي تتخذ خارج المؤسسة التنفيذية الأهم، فيما رئاسة البرلمان مطوبة للتعبير عن إرادة مذهبية تعمل لمشروع إقتلاع البلد..

كل ذلك ما كان ليكون، لولا نجاح مخطط إختطاف الدولة وإحتكار قرارها، وإحلال نظام المحاصصة الطائفي الغنائمي مكان الدستور، فجرى تحت أعين اللبنانيين تنفيذ مبرمج لهدم الدولة على مراحل، مع ترك الحبل على غاربه أمام بدعة "الثلث المعطل" وتوجت ببدعة التوقيع الثالث فبات لوزير يمثل الثنائي المذهبي حق الفيتو على كل السلطات لأنهم رضخوا بجعل حقيبة المال من حصة الثنائي المذهبي رغم أنف الدستور! كما اتسع التشكيك بالهوية، وتعمق منحى تشويه الثقافة وتشويه التعليم، ويشهد لبنان تغييراً ديموغرافياً متلاحقاً، تعبر عنه الهجرة الكثيفة التي تجاوزت رقم ال320 ألفاً منذ نهاية العام 2019، ويشهد إنتقالاً حثيثاً لأوساط لبنانية إلى قوافل شعوب "قوارب الموت"!

تم إنتشال أكثر من 90 ضحية من قارب الهجرة غير الشرعية الذي غرق في البحر السوري قبالة جزيرة أرواد، والبحث عن الجثث مستمر، وحتى الآن فشلت الجهود لإنتشال نحو 40 جثة من مركب الموت الذي غرق قبالة طرابلس، وشهدت الأشهر الماضية موجة من مراكب الهجرة التي إنطلقت من طرابلس أو المنية أو عكار ولم تنطلق مرة واحدة من البترون أو جبيل أو جونية أو بيروت أو الجية والدامور وبقية مدن وبلدات الجنوب.. واللافت أن الفواجع لم تعطل أبداً هذه الهجرة! وعلى الدوام حملت "قوارب الموت" نماذج يائسة تعيش في ظلّ بؤسٍ معيشي قاتل، وسُدّت أمامهم الأفق، مع بطالة مديدة وغياب أي فرصٍ للعمل، ووجد بينهم من يروج لمثل هذه الهجرة، فاعتبروا البحر أرحم بهم من البر الذي بات جحيماً لهم، خصوصاً بعدما فعلت السياسات المتبعة فعلها في "دعشنة" بعض الأوساط، وبعد ما يعرفه كثيرون ويتلمسون نتائجه مع وجود أعداد غير محددة في السجون متروكين بلا محاكمة وبلا حقوق، وفي زمن الإنهيارات المخيفة على كل الصعد باتوا عراة أمام مخاطر الموت!

الهجرة المتزايدة منذ نهاية العام 2019 وما نشهده من تهجير من مناطق الشمال ويطال لبنانيين ولاجئين فلسطينيين وسوريين يفعل فعله في إحداث عملية تغيير ديموغرافي، لم تتسع بعد في لبنان مثل ما جرى في سوريا والعراق ولكن الأمر ممكن جداً، وخطير جداً، وبالنهاية هو أمر مدبر ومبرمج ويستحيل أن يكون هذا الإتجار بالبشر من فعل قلة من العصابات الإجرامية، بل إن الخطورة تكمن في أن مثل هذا المنحى ما كان ليتم لولا الحمايات السياسية والأمنية لمرتكبي الجرائم المنظمة والشراكة معهم! طبعاً كان على لبنان أن يعلن الحداد عدة أيام على ملكة الإنكليز، لكن لم يرف جفن مسؤول أمام هول هذه الفاجعة وتكرار الفواجع المتشابهة. فرئيس الحكومة إبن طرابلس التي تشهد نزفاً دامياً وإبن الشمال المستهدف أكثر من سواه، لم ينبت ببنت شفة ومثله بقية المتسلطين..حتى أن الإجتماع السني الذي إستضافته دار الفتوى فاته الوقوف دقيقة صمت على الضحايا وخلت الكلمات والبيان الصادر عن المجتمعين من أي إشارة لهذه القضية الخطيرة.. لكنهم تحدثوا عن الطائف والدستور ومواصفات الرئيس ووجد النواب في القضية الفلسطينية ضالتهم فغطوا تجاهل كل إشارة إلى القرارات الدولية التي دعمت وحدة لبنان وسيادته وإستقلاله مثل القرارات 1559، و1680و1701 وهي قرارات بنيت على وثيقة الوفاق الوطني والدستور.. فبالله من يهدد وثيقة الوفاق الوطني ومن يهدد السيادة ويمعن في حكم البلد بالبدع فارضاً تعليق الدستور!

في الإجتماع التقى نواب من كتلة حزب الله وعدد من ودائع النظام السوري إلى وجوه أخرى وكل هؤلاء شركاء في سياسات إستباحة السيادة وإنتهاك الحدود، وهم جزء من القوى التي تستهدف الطائف. وقد طالب زعيم حزب الله مؤخراً بتعديلات دستورية مخاطرها أن الذهاب بها وهذا أمر ليس سهلاً، قد يكون بداية لقلب صفحة وثيقة الوفاق الوطني والخروج الكامل على الدستور! إلى ذلك معروف جيداً من هي الجهات التي حولت لبنان منصة عدوان ضد الأشقاء العرب ومنصة تهريب للسموم – الكبتاغون- التي تنتج في الأراضي السورية بشكلٍ رئيسي. ونفتح مزدوجين كي نشير إلى أن الكونغرس الأميركي يناقش وضع قانون لمكافحة هذه الآفة في سوريا، على غرار القانون الذي إتخذه قبل نحو من عقدين لمكافحة تهريب المخدرات من كولومبيا.

وبعد، بعض المؤيدين وربما المروجين لمثل هذا اللقاء المذهبي لم يجدوا من تعليق على أعماله إلاّ التمني بالتعويض مستقبلاً بأن تكون مثل هذه الإجتماعات "بسقفٍ أوضح وأعلى.. ولو على حساب الإجماع"!

وبعد، تحية إلى النائبين إبراهيم منيمنة وحليمة قعقور فقد كانا في طرابلس والمنية وعكار ومخيم البارد يسعيان لبلسمة جراح الموجوعين، وقفوا مع الناس التي تعاني، واستمعوا وناقشوا ونبهوا إلى مخاطر ما يجري وأبعاد عمليات التهجير.. والقضية تتطلب تضافر الجهود المحلية مع نواب الثورة لإنتزاع بعض ما يمكن أن يحمي رغيف الناس ويفرمل الإستهداف السياسي والأمني لمناطق بعينها. ليكن واضحاً أن من يتجاهل مكمن الوجع لا يعول عليه للبناء . "قوارب الموت" وصمة عار على جبين كل مسؤول في أي موقع كان، مع مفعول رجعي أي منذ عقود عندما تجاهل أهل الإستبداد مسؤوليتهم عن تأمين حدٍ أدنى من الحماية الإجتماعية، فتوسعت الهوة، وبدأ أصحاب مشاريع الإقتلاع والتغيير الديموغرافي الإستثمار في هذا الواقع.

وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

البطريرك الراعي: أي سعي لتعطيل الإستحقاق الرئاسي يهدف إلى إسقاط الجمهورية وإقصاء الدور المسيحي وتحديدا الماروني عن السلطة

وطنية /25 أيلول/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/112233/%d9%86%d8%b5-%d8%b9%d8%b8%d8%aa%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%83-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a7%d8%b9%d9%8a-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b7%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%b9%d9%88%d8%af%d8%a9-13/

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، عاونه القيم البطريركي في الديمان الاب طوني الآغا والأب نادر نادر، في حضور جمع من المؤمنين. 

بعد تلاوة الإنجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: "ويكرز بإنجيل الملكوت في المسكونة كلها ... وحينئذ تأتي النهاية" (متى 24: 14). وقال: "عندما كلم يسوع تلاميذه عن خراب هيكل أورشليم، فهموا أن بذلك تكون نهاية العالم ومجيء المسيح الثاني بالمجد. فسألوه متى يكون خراب الهيكل وما هي علامة مجيئك ونهاية العالم؟ (راجع متى 24: 3). لم يجبهم يسوع على هذه الأسئلة الثلاثة، بل نبههم عن المخاطر والضيقات والحروب والمجاعات والخيانات والبغض والإنقسامات وجفاف المحبة في القلوب، وتعليم المضللين الذين سماهم المسحاء الكذبة. ودعاهم إلى الصمود بالصبر من أجل الخلاص. وأنهى بالجواب الأساس وهو: وجوب الكرازة بإنجيل الملكوت في المسكونة كلها، شهادة لجميع الأمم، وحينئذ تكون النهاية( متى 24: 14). ما يعني أن العالم بحاجة إلى إنجيل المسيح لكي تنتشر ثقافة المحبة والأخوة والسلام بين جميع الشعوب. فإن الله لا يريد هلاك البشر بل خلاصهم ومعرفة الحقيقة (راجع 1 تيموتاوس 2: 4). يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية، فأرحب بكم جميعا، وبخاصة بمؤسسة المقدم المغوار الشهيد صبحي العاقوري التي أنشأتها زوجته السيدة ليا لذكراه وذكرى شهداء الجيش اللبناني، تحت شعار: "لله رجال، إن هم أرادوا، أراد". نحييها مع أولادها الأربعة ومعاونيها. تعنى المؤسسة كما تعلمون بأطفال شهداء الجيش وعائلاتهم، فتقوم بنشاطات لصالحهم من مثل السفر إلى الخارج وتنظيم رحلات ومخيمات ترفيهية، ودورات تثقيفية وجوقة تراتيل وأغانيهذه الجوقة تحيي هذا القداس اليوم، بالإضافة إلى إنشاء حدائق عامة، وتجهيز قاعات في ثكنات عسكرية. وأنشأت لها فرعا في إيطاليا للتبادل الثقافي والحضاري. بارك الله هذه المؤسسة وحمى جيشنا اللبناني وسائر الاجهزة العسكرية، ورحم الله شهداءه، وآسى عائلاتهم، وشملهم بنعمة عنايته الإلهية. يدعونا الرب يسوع في إنجيل اليوم لندرك أن المصاعب والمحن في هذه الحياة عابرة، وتقتضي منا الصمود بوجهها بالصبر. فيؤكد لنا صريحا: من يصبر إلى المنتهى يخلص (متى 24: 13). لكننا نعلم أنه يعضدنا بنعمته. ويدعونا لنميز صوته وصوت الكنيسة من أصوات المسحاء الكذبة الذين يضلون الناس بتعليمهم المضاد للإنجيل ولتعليم الكنيسة التي هي المؤتمنة وحدهاعلى التعليم الصحيح".

 وتابع: "تمت نبوءة يسوع عن خراب هيكل أورشليم على يد الرومان سنة 70. ولم يبق منه سوى حائط المبكى. ولم يعد بإمكان اليهود بناؤه من جديد حتى يومنا. ذلك أنه فقد مبرر وجوده بعدما قتل يسوع هذا الشعب رب الهيكل. وبالتالي انتزعت من اليهود الخدم الثلاث: النبوءة والكهنوت والملوكية وأعطيت للكنيسة. أما الهيكل الحقيقي الذي يريده الله فهو الإنسان، على ما قال القديس إيلاريون أسقف بواتييه "إن الرب يسوع يؤكد بجوابه وجوب هدم كل شيء في الهيكل وتدمير حجارة الأساسات وبعثرتها، لأن هيكلا أبديا سيكرس للروح القدس، وهذا الهيكل الأبدي هو الإنسان الذي يستحق أن يكون سكنى الله".

مجتمعنا اللبناني يحتاج إلى ثقافة الإنجيل، إنجيل المحبة والأخوة والعدالة والسلام، إنجيل قدسية الحياة البشرية وكرامتها، إنجيل النور لهداية ضمائر المسؤولين عندنا. فنتساءل: بأي راحة ضمير، ونحن في نهاية الشهر الأول من المهلة الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية، والمجلس النيابي لم يدع بعد إلى إي جلسة لانتخاب رئيس جديد، فيما العالم يشهد تطورات هامة وطلائع موازين قوى جديدة من شأنها أن تؤثر على المنطقة ولبنان؟ صحيح أن التوافق الداخلي على رئيس فكرة حميدة، لكن الأولوية تبقى للآلية الديمقراطية واحترام المواعيد، إذ إن انتظار التوافق سيف ذو حدين، خصوصا أن معالم هذا التوافق لم تلح بعد. إن انتخاب الرئيس شرط حيوي لتبقى الجمهورية ولا تنزلق في واقع التفتت الذي ألم بدول محيطة. لا يوجد ألف طريق للخلاص الوطني والمحافظة على وحدة لبنان بل طريق واحد، هو انتخاب رئيس للجمهورية بالاقتراع لا بالاجتهاد، وبدون التفاف على هذا الاستحقاق المصيري. إن الدساتير وضعت لانتخاب رئيس للجمهورية، لا لإحداث شغور رئاسي. فهل الشغور صار عندنا استحقاقا دستوريا، لا الانتخاب؟".

أضاف: "لبنان يحتاج اليوم لكي ينهض حيا إلى حكومة جديدة تخرج عن معادلة الإنقسام السياسي القديم بين 8 و 14 آذار، وتمثل الحالة الشعبية التي برزت مع انتفاضة 17 تشرين، ومع التنوع البرلماني الذي أفرزته الانتخابات النيابية 15 أيار الماضي. إن الظروف تتطلب حكومة وطنية سيادية جامعة تحظى بصفة تمثيلية توفر لها القدرة على ضمان وحدة البلاد، والنهوض الإقتصادي، وإجراء الإصلاحات المطلوبة. فلا يمكن والحالة هذه أن تبقى الحكومة حكومة فئوية يقتصر التمثيل فيها على محور سياسي يتواصل مع محور إقليمي. ولا تستقيم الدولة مع بقاء حكومة مستقيلة، ولا مع حكومة مرممة، ولا مع شغور رئاسي، لأن ذلك جريمة سياسية وطنية وكيانية. إن أي سعي لتعطيل الإستحقاق الرئاسي إنما يهدف إلى إسقاط الجمهورية من جهة، ومن جهة أخرى إقصاء الدور المسيحي، والماروني تحديدا عن السلطة من جهة أخرى، فيما نحن آباء هذه الجمهورية ورواد الشراكة الوطنية. لذا، إذا كان طبيعيا من الناحية الدستورية أن تملأ حكومة مكتملة الصلاحيات الشغور الرئاسي، فليس طبيعيا على الإطلاق ألا يحصل الاستحقاق الرئاسي، وألا تنتقل السلطة من رئيس إلى رئيس. وليس طبيعيا كذلك أن يمنع كل مرة انتخاب رئيس لكي تنتقل صلاحياته كل مرة إلى مجلس الوزراء. فهل أصبح الاستحقاق الرئاسي لزوم ما لا يلزم؟ لا، بل هو واجب الوجوب لئلا ندخل في مغامرات صارت خلف الأبواب.

لماذا يفضل البعض تسليم البلاد إلى حكومة مستقيلة أو مرممة على انتخاب رئيس جديد قادر على قيادة البلاد بالأصالة؟ ألا يعني هذا أن هناك من يريد تغيير النظام والدستور، وخلق تنافس مصطنع بين رئاسة الجمهورية ورئاسةالحكومة، فيما المشكلة هي في مكان آخر وبين أطراف آخرين؟ ونسأل: من يستطيع أن يقدم سببا موجبا واحدا لعدم انتخاب رئيس للجمهورية؟".

 وقال: "ألم تجر الانتخابات النيابية منذ أشهر قليلة وفاز نواب متأهبين لانتخاب رئيس؟ ألا يوجد حشد من المرشحين ينتمون إلى كل الاتجاهات والمواصفات؟ ألا تستلزم الحياة الدستورية والميثاقية والوطنية انتخاب رئيس يستكمل بنية النظام الديمقراطي؟ ألا يستدعي إنقاذ لبنان وجود رئيس جديد يحي العلاقات الجيدة مع الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الدولية؟ ألا يستوجب التفاوض مع المجتمع الدولي وعقد اتفاقات ثنائية أو جماعية انتخاب رئيس؟ ألا تقتضي الأصول أن يلبي لبنان نداءات قادة العالم لانتخاب رئيس يقود المصالحة الوطنية، ويرمم وحدة البلاد؟ ألا يحتمل أن يؤدي عدم انتخاب رئيس إلى أخطار أمنية واضطرابات سياسية وشلل دستوري؟ تمارس قوى سياسية هذا الأداء التدميري على صعيدي تشكيل الحكومة وانتخاب رئيس جديد للجمهورية، فيما أمست المآسي خبز اللبنانيين اليومي. لقد هالنا غرق عشرات الأشخاص في البحر، وهم يستقلون زوارق غير صالحة لعبور البحار مسافات طويلة. لكن سوء الأحوال دفع بهم إلى الهرب والهجرة بأي ثمن. إن البحث عن الحياة يؤدي أحيانا إلى الموت. والأخطر من ذلك أن مأساة الأمس ليست الأولى، فأين الإجراءات الأمنية الرادعة التي اتخذتها الدولة لمنع انطلاق زوارق الموت؟ الدولة مسؤولة عن هذه المآسي لتقاعصها عن إنهاض البلاد من الأزمة الإقتصادية والمالية والإجتماعية. إنا معكم نعرب عن تعازينا القلبية لعائلات الضحايا، ونسأل الله أن يعزي قلوبهم بوافر رحمته. ونرى من جهة أخرى بعض المودعين يقومون بعمليات لاستعادة أموالهم مباشرة وبالقوة لأن الدولة أهملت المودعين وتخلت عن مسؤولياتها في استثمار مواردها وتغطية ديونها وإفراج شعبها، ولأن المصارف تمادت في تقنين إعطاء المودعين الحد الأدنى من حقوقهم، وبات المواطنون ضحية تقاذف المسؤولية بين الدولة والمصارف".

 وختم الراعي: "إن السلطات السياسية والأمنية مدعوة بالمقابل إلى توفير الحماية للمصارف لتعود وتستأنف عملها، لأن إغلاقها عمل غير جائز. فالمصارف ليست ملك أصحابها فقط، بل هي ملك المودعين والناس والحركة التجارية والاقتصادية أيضا. لكنها تحتاج إلى حماية أمنية لكي تؤدي دورها الحيوي في البلاد؟ إننا بالرجاء نرفع صلاتنا إلى الله لكي ينير الضمائر والقلوب بنور الإنجيل، من أجل العيش بسكينة وهدوء وسلام. له المجد والشكر إلى الأبد. آمين".

 

المطران عوده: لقرار بانتخاب رئيس يلتف حوله الجميع ويخرج لبنان من الكابوس

وطنية /25 أيلول/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/112233/%d9%86%d8%b5-%d8%b9%d8%b8%d8%aa%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%83-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a7%d8%b9%d9%8a-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b7%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%b9%d9%88%d8%af%d8%a9-13/

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس. بعد قراءة الإنجيل ألقى عظة قال فيها: "ليس سهلا أن نرضي الله دون أن نعمل، خصوصا عندما تواجهنا التجارب والمحن. لا يمكننا أن نهرب ونختبئ وننتظر الخلاص، بل علينا أن نجاهد لنكسب الإكليل. لذا، علينا أن نشكر الله على كل ما يحدث لنا، لأننا بواسطته نصل إلى الملكوت السماوي إذا عرفنا كيف نواجه. في إنجيل اليوم، لولا أن الرسول بطرس فشل في اصطياد السمك ليلا، لما نجح في النهار، على حسب ما يقول أحد الآباء القديسين، ولما أعطي بركة المسيح إمتلأت الشباك حتى تخرقت. فالفشل أوصل إلى النجاح، وحيث توقفت القوى البشرية حلت بركة المسيح. بين فشل الليل ونجاح النهار تمت أحداث تظهر كيف يصبح غير المستطاع ممكنا، وكيف يصبح العمل العقيم كثير الثمر". أضاف: "عرف سمعان بطرس المسيح عن طريق أخيه أندراوس، كما من خلال شفاء حماته. رأى الرب يسوع يشفي المرضى ويخرج الشياطين، لذلك عندما طلب منه المسيح أن يدنو بالسفينة إلى الشاطئ ليكلم الجموع، أطاع حالا. إن تعب الليل والفشل في العمل لم يعيقا استعداده لطاعة الكلمة وخدمتها، حتى إنه جعل أداة عمله الفاشل منبرا للمسيح. هنا يكمن مصدر نجاح النهار، وصيد السمك الوافر. فلو أردنا أن نشير إلى بعض الصفات السامية في تصرف بطرس، لاستطعنا أن نذكر اهتمامه بشخص المسيح، وحسن نيته لسماع كلمته، والطاعة لوصيته. إذا، جمع بطرس معلومات كافية عن شخص المسيح سواء من الآخرين أو من خبرته الشخصية. إنشغل بمجيئه ورغب في الإرتباط به. نستنتج أنه حوى في داخله معاناة جعلته قادرا على إدراك الأمور بشكل صحيح. كان إحساسه الداخلي بالأمور طاهرا، فلم يغرق في الكماليات. حفظ في داخله العطش إلى الله، وبدا هذا العطش أقوى من التعب الجسدي، ومن الفشل في عمله. لقد احتل شخص المسيح مركز حياته".

وتابع: "كثيرون من المسيحيين اليوم ليست لديهم أشواق روحية تحركهم، ولا يلهبهم التفتيش عن شخص المسيح، بل يعيشون حياة مسيحية عادية. يتممون واجباتهم الدينية بهدف إسكات ضمائرهم، ولكي يتسنى لهم الانشغال بقضايا أخرى يحسبونها جوهرية. هكذا، يبقى البشر في الخطيئة، ساترين إياها بقناع ديني، إذ لا يمكن لأحد أن ينعتق من الخطيئة إلا بتنمية العلاقة الشخصية مع المسيح. الإهتمام بشخص المسيح سر يتحقق في قلب الإنسان، ويمنحه قوة الله التي تتعلق أيضا بتوجهات شخصية الإنسان، وباختياراته الحرة. ارتبط الرسول بطرس بالمسيح لأنه وجد في شخصه ينبوع الحياة. هذه الحياة المعبر عنها بالكلمة جددت كيانه. ذات مرة، عندما ابتعد كثيرون من التلاميذ عن المسيح، إتجه نحو الإثني عشر وسألهم: «ألعلكم أنتم أيضا تريدون أن تمضوا؟" فأجابه بطرس: «يا رب، إلى من نذهب وكلام الحياة الأبدية عندك؟»

وقال: "اختبر بطرس في أقوال المسيح الإحساس بالحياة الأبدية، لذلك كان عطشه إلى الله عطشا إلى سماع كلمته. هذا العطش دليل الصحة الروحية. يقول القديس غريغوريوس النيصصي: «كما أن الشهية دليل صحة الجسد، كذلك الرغبة في سماع الأقوال الروحية دليل صحة النفس». الأقوال الروحية تغذي القلب ولا تدعه يموت. ويقول القديس باسيليوس الكبير: «كن سامعا للمعاني الصالحة، فحفظها يصون القلب». على المعاني أن تصير مادة ينشغل بها الذهن، ليس لكي يحللها وينسقها، بل ليتمثلها ويسلك بموجبها. من البديهي أن عدم الإستعداد لسماع المعاني الصالحة هو دليل مرض داخلي، وهو من العوارض المشيرة إلى موت القلب. طبعا، يمكن أن يأتي عدم الإستعداد من أسباب عديدة، مثل اليأس الذي يجربنا أحيانا، أو التلهي بالأمور السطحية الزائلة. بعدما أنهى المسيح كلامه من على متن سفينة بطرس، طلب منه أن يبتعد إلى العمق لإلقاء الشباك من أجل الصيد. أراد المسيح أن ترمى الشباك في المياه العميقة، الأمر الذي يتعارض مع خبرة بطرس في مهنته. لكن الكلمة التي سمعها من المسيح، والعجائب التي رآها، أقنعته ألا يعتمد على خبرته البشرية. أطاع الأمر وتخطى نفسه قائلا: «قد تعبنا الليل كله ولم نصطد شيئا، لكن بكلمتك ألقي الشبكة» (لو 5: 5). فأتت البركة وأعطت الطاعة ثمارها، وكانت هذه الطاعة نتيجة الإيمان لا الإكراه، وأظهرت أن غير المستطاع عند الناس ممكن عند الله. هكذا، تختلف الطاعة التي فيها محبة وحرية عن النظام الذي فيه فرض وإجبار. الإنسان يطيع الذي يحبه حقا بحرية. الطاعة في الكنيسة أسلوب علاجي إذ يطيع المؤمن من يقدر أن يشفيه. طاعته اختيار حر يرتبط بمعرفة المرض والرغبة في إيجاد الطبيب".

 أضاف: "الفشل في بلدنا لا يؤدي إلا إلى مزيد من الفشل. الناجحون غادروا البلد، باحثين عن فرص للهرب من الفساد والإنهيار، وتثمير مواهبهم في أماكن تحترم قدراتهم. ما وصلنا إليه في لبنان سببه أن لا أحد يتعلم من الفشل أو ممن فشلوا. والدليل أن لا أحد يحاول معالجة مكامن الخطأ وبؤر الفشل. فشل معالجة أزمة الكهرباء المستعصية على اللبنانيين وحدهم، وفشل معالجة المشاكل المالية والإقتصادية، وتدهور الظروف المعيشية، ومشاكل الطرقات والسلامة المرورية، وبطء تنفيذ الإصلاحات الضرورية، ومكافحة الهدر والفساد، ووضع خطة مالية تضمن إرجاع أموال المواطنين، هذا عدا عن المشكلة الأهم: مشكلة تأليف حكومة تتولى إخراج البلد مما هو فيه، وانتخاب رئيس للجمهورية في المهلة المحددة في الدستور. مسؤولونا لا يضعون كلمة الله أمامهم، ولا يستنيرون بهديها، بل يتبعون أناهم ومصالحهم، والمؤسف أن جزءا كبيرا من الشعب لا يزال يهلل لهم، ويأمل منهم خيرا. على المسؤولين، إن كانوا حقا مسؤولين، أن يصرخوا مع الرسول بطرس: يا رب، قد تعبنا طوال الليل ولم نصطد شيئا. عليهم أن يلقوا همهم على الرب وهو ينير طرقهم ويبعد الشر عن الشعب بواسطتهم، إن تبعوا وصاياه. التأخير والتردد وعدم اتخاذ القرارات الضرورية في الوقت المناسب لا يحصد منها الشعب إلا الآلام، فصبوا زيت الرأفة على المواطنين الذين أثخنوا جراحا وذلا. نحن بحاجة إلى الشجاعة من أجل تخطي الأنا وإيجاد حل جذري، وإلى قرار بانتخاب رئيس يلتف حوله الجميع لإخراج لبنان من الكابوس، والعمل على حفظ سيادته واستقلاله واستقراره، محتكمين إلى الدستور ومطبقين القوانين ولو على حساب مصالحهم وكبريائهم".

وختم: "دعوتنا اليوم أن نلقي شباكنا أينما ألهمنا الرب ذلك. علينا أن نسكت أهواءنا ومصالحنا، كما فعل بطرس، وأن نتبع وصايا الرب، وحينئذ تكون ثمارنا غزيرة".

 

قاووق: تدخلات السفارات في الاستحقاق الرئاسي نذير شؤم للبنان

وطنية /25 أيلول/2022

رأى عضو المجلس المركزي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق أنه "لولا المقاومة لكان العدو الإسرائيلي ومن معه قد استخرجوا النفط والغاز ولم ينتظروا أحدا، وما كان أحد يعبأ بلبنان أو بحقه وثرواته، ولكن عندما تدخلت معادلة المقاومة، نجحت في تعزيز موقع وموقف المفاوض اللبناني، ووضعت لبنان على مسار تحقيق نصر جديد". وخلال احتفال تأبيني أقيم في حسينية بلدة ميس الجبل للفقيد منير سلمان جعفر والد الزميل زياد جعفر بحضور علماء دين وفاعليات، أشار الشيخ قاووق إلى أن "الأزمة في لبنان تزداد سوءا، والانهيار صار بوتيرة متسارعة، وهناك جهات وقوى في لبنان ودول خارج لبنان لا تريد للبنان أن يتعافى، ولا أن يخرج من أزماته، وإنما تريد أن تستغل أوجاع اللبنانيين، وتوظفها وتعمقها من أجل تحقيق أهداف سياسية". وأكد أن "أولوية حزب الله هي العمل بكل جهد لتحقيق معالجات ملموسة وحلول حسية تخفف من معاناة اللبنانيين الحياتية والمعيشية والمالية والاقتصادية، ونأمل في الأيام القادمة أن يشهد لبنان سلسلة من الانفراجات على مستوى إقرار الموازنة وتشكيل الحكومة وترسيم الحدود البحرية وتأمين ساعات من الكهرباء". وشدد على أن "تشكيل حكومة جديدة كاملة الصلاحيات والأوصاف هي ضرورة ولا يمكن معالجة الأزمات من دونها"، لافتا إلى "أننا في القادم من الأيام سنشهد تشكيل هذه الحكومة بإذن الله، وهذا سيشيع مناخات إيجابية في كل البلد، وهذا ما يعزز الخطوات اللاحقة لأجل الخروج من الأزمات". وأوضح أن "مال الذين يدعون الصداقة والأخوة مع لبنان هو للتحريض على المقاومة، وليس لمساعدة الدولة، وهؤلاء يتدخلون اليوم بالانتخابات الرئاسية بشكل واضح وعلني وأمام الكاميرات بالصوت والصورة، وكفى بذلك انتهاكا للسيادة والكرامة الوطنية"، معتبرا أن "تدخلات السفارات في الاستحقاق الرئاسي نذير شؤم للبنان، لأنه يبعد اللبنانيين عن التوافق، ويعقد الاستحقاق الرئاسي أكثر فأكثر". وختم قاووق: "نحن قادمون بإذن الله على إقرار موازنة وتشكيل حكومة وإلى تحصين وتحصيل الثروات النفطية والغازية، وعلى استقبال الفيول من إيران من أجل تبديد هذه العتمة في لبنان، فهكذا هي إيران الدولة، الصديق الحقيقي للبنان".

 

رعد من عدشيت: ممنوع أميركيا  أن يأتي رئيس يعرِف حقّ المقاومة

وطنية/25 أيلول/2022

أكد رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، أنّ "عدوّنا الأميركي هو طاغوتٌ متجبّر، ويتحكّم بأطراف مديدة في الأرض، ينشر الفتن ويفتعل الحروب ويحرّض الشعوب ضد بعضها البعض ويدفع الدول إلى نزاعات وصراعات وهو يدير اللعبة من غرف سوداء في كل مكان". وتابع: "هذا الطاغوت حين نمسكه على يده ونمنعه من أن يستثمر الغاز حتى ننال ما نريده من حقوق، يطغى ويرعد ويريد أن يقرر من هو رئيس جمهوريتنا ويحرّض سفراء دولٍ من أجل أن تتحرك تحريضًا حتّى لا يأتي رئيسٌ للجمهورية يعرف حقّ المقاومة، وممنوع أميركيا  أن يأتي رئيس يعرِف حقّ المقاومة". وخلال حفلٍ تأبينيّ أقامه "حزب الله" لفقيد المقاومة الشيخ حسين عبد الله في بلدة عدشيت بحضور مسؤول منطقة جبل عامل الثانية في الحزب علي ضعون ، رئيس المكتب السياسي لحركة "أمل" جميل حايك، لفيفٌ من العلماء وأهالي البلدة والقرى المجاورة ، سأل رعد: "لماذا يريدون رأس المقاومة وسلاحها ونهجها، لأنّ هذه المقاومة هي البقية الباقية في هذه المنطقة  التي تتصدى للعدو الاسرائيلي". وتابع: "من يدعم هذا العدو ومن يُغطّي إرهابه ومن يسوّق سياساته في منطقتنا غير الإرادة الاميركية". وختم رعد: "هذا الكيان الصهيوني لن يطول أمَد بقائه، وعصر الصهاينة متوقّف على نموّ إرادتنا وسنواصل مسيرتنا والتزامنا إذا كانوا يحاربون المقاومة لانها تمتلك عقيدة الدفاع عن الوطن وكرامته فهذه العقيدة سنتمسك بها اكتر فأكثر".

 

 /New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 25-26  أيلول/2022

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 24 أيلول/2022/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/112206/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1548/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For September 24/2022

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/112208/lccc-lebanese-global-english-news-bulletin-for-september-24-2022-compiled-prepared-by-elias-bejjani/

 

 

انتخبوا شربل باسيل لعضوية مجلس أمانة مجلس المدارس الكاثوليكية في مدينة ماسيسوكا الكندية/Be Wise & Vote For Charbel Bassil in the Mississauga Catholic school board trustee 2022 elections

https://eliasbejjaninews.com/archives/111736/%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%ae%d8%a8%d9%88%d8%a7-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d9%84-%d9%84%d8%b9%d8%b6%d9%88%d9%8a%d8%a9-%d9%85%d8%ac%d9%84%d8%b3-%d8%a3%d9%85%d8%a7%d9%86%d8%a9-%d9%85/

Be Wise & Vote For Charbel Bassil in the Mississauga Catholic school board trustee 2022 elections

We call on you to vote for the distinguishable Lebanese-Canadian activists, Charbel Bassil, in the coming Mississauga Catholic school board trustee 2022 elections

Mr. Bassil is highly qualified for the Mississauga municipality board membership. He is well known for his honesty, transparency, integrity and dedication to serving and help people.

انتخبوا شربل باسيل لعضوية مجلس أمانة مجلس المدارس الكاثوليكية في مدينة ماسيسوكا الكندية

ابن الجالية اللبنانية الناشط شريبل باسيل مرشح لعضوية مجلس أمانة مجلس المدارس الكاثوليكية في مدينة ماسيسوكا/مقاطعة اونتاريو الكندية.

ندعوا كل سكان المنطقة المرشح فيها انتخابه لأنه جدير بالموقع ومعروف عنه الصدق والشفافية والنزاهة والتفاني بخدمة الناس