المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 26 تموز/2022

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

 http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.july26.22.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

يسوع يعلم تلاميذه صلاة الأبانا الربانية

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/قديسو حزب الشيطان وسيده يخطفون مواطن سعودي من مطار بيروت وينقلونه إلى البقاع

الياس بجاني/فيديو ونص/نعم تحالفت "الجبهة اللبنانية"مع إسرائيل للدفاع عن الوجود المسيحي والكيان اللبناني، وكل الذين يلتزمون بمبادئ الجبهة هم على استعدار للتحالف مع الشيطان في حال واجهوا نفس الظروف

الياس بجاني/نستنكر بشدة التعرض الميليشياوي لمنسق عام “التجمع من أجل السيادة” الصحافي والناشط السياسي، نوفل ضو

 

عناوين الأخبار اللبنانية

وفاة السيدة كاميليا داغر أبو فيصل/أوقات وتواريخ تقبل التعازي ومراسيم الدفن

ألف ألف مبروك تحوّل مسرح المدينة في بيروت-الحمرا إلى مقرّ ديني وحسينيّة لإقامة شعائر أهل البيت٬ عاشورا

فيديو مقابلة من تلفزيون ال أم تي في مع الوزير السابق يوسف سلامة تتناول بالعمق ملف السلام الآتي مع إسرائيل، وخلفيات قضية المطران الحاج،

فيديو/مقابلة مع الصحافية راغدة درغام: روسيا سلّمت لبنان لـ إيران"... راغدة درغام تكشف معلومات دوليّة صادمة

خاص «جنوبية»: السعودي اختطف فور وصوله الى المطار واقتيد الى البقاع!

دولة إسرائيل تقرر تقديم مساعدة مالية لأفراد جيش لبنان الجنوبي الأبطال في حين أن بلدهم المحتل من حزب الله يتهمهم بالعمالة

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الحزب” أداة إيران في لبنان: تعيير وتوزيع شهادات بالوطنية!

هل يحمل هوكشتاين إتفاق إطار جديداً؟/كلير شكر/نداء الوطن

“نفق الناقورة” يفتح ترسيم الحدود البرية الجنوبية… ماذا عن مزارع شبعا؟

كنيسة لبنان في مواجهة "الجماعة الحاكمة والمهيمنة"

الراعي قال كلمته والكرة في ملعب الرئيس

“الحزب” يرشّح باسيل وبرّي يتبنّى فرنجيّة.. ولكن!

البلاد مُعلّقة على حبل الأزمات… والعين على أيلول

الملف الحكومي: مراوحة ولا اتصالات!

الراعي قال كلمته… والكرة في ملعب عون

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

البابا فرنسيس يعتذر: الكنيسة تعاونت في تدمير ثقافة الشعوب الأصلية

البابا فرنسيس في كندا... والسكان الأصليون بانتظار اعتذاره

طهران ترفض تشغيل كاميرات المراقبة «الدولية» لحين إحياء الاتفاق النووي

إيران ترفض تشغيل كاميرات وكالة الطاقة الذرية حتى إحياء الاتفاق النووي

مسعى فرنسي لإخراج المفاوضات النووية من عنق الزجاجة وماكرون يريد لباريس دوراً في رسم صورة الشرق الأوسط

«الحرس الثوري» يستعد لإطلاق صاروخ إلى الفضاء والتلفزيون الإيراني أعاد مشروعه إلى مسؤول قُتل بتفجير مستودع للسلاح

إيران تعلن «إحباط تفجير» منشأة حساسة في أصفهان و«الأمن القومي» اتهم شبكة من «الموساد»

زيلينسكي يدعو أوروبا لـ«الرد» على «حرب الغاز» عبر تشديد العقوبات على روسيا

قصف تركي يشعل خطوط التماس والتوتر شمال شرقي سوريا

قصف صاروخي لحقل للغاز في شمال العراق

التونسيون وافقوا على الدستور الجديد ونسبة الإقبال على الاستفتاء 27.5%

القضاء الفرنسي يحقق في ممتلكات أثرياء روس

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

البطريركية المارونية هي آخر حصون الكيان اللبناني/وجيه قانصو/موقع جنوبية

غلطة السيّد مع بكركي بألف غلطة… لقد ارتكب حزب الله بحق بكركي غلطة فادحة فلعله ينتبه إلى ذلك قبل فوات الأوان!/أحمد عياش/هنا لبنان

الطغاة يحاولون "تأديب" بكركي: إقرأوا التاريخ/د. فادي الأحمر/أساس ميديا

لا مطران ولا بكالوريا.. إنّها الحرب الأهليّة/نديم قطيش/أساس ميديا

الانتخابات الرئاسيّة… ما هي خيارات “الحزب”؟/قاسم قصير /أساس ميديا

حزب الله طوَّع الطوائف.. فانفجر صراع الهويات مجدداً/منير الربيع/المدن

كارثة إضافية: تهريب واسع النطاق للخبز والطحين إلى سوريا/محمد علوش/المدن

تقييمات إسرائيلية جديدة: هذا ليس نصرالله الذي نعرفه/سامي خليفة/المدن

مستقبل جبران ليس مسؤولية نجيب/خيرالله خيرالله/العرب

تأييد شعبي للبطريركية وردّ تهمة العمالة… المواجهة مفتوحة/طوني كرم/نداء الوطن

تلك "الرئاسة"... ذهبت مع الانهيار!/نبيل بومنصف/النهار

الديمان "قِبلة" الوطنيين... والراعي يردّ "الصاع صاعين"/ألان سركيس/نداء الوطن

تحييد السلاح.. تشاطر خارج قاموس الحزب/محمد قواص/اساس ميديا

رئاسة الجمهورية ونزاع الموت الأخير/بسام أبو زيد/نداء الوطن

فائض القوة بوجه الكنيسة/وليد شقير/نداء الوطن

بين مطرقة توحيد سعر الصرف وسندان تعدده القرار السياسي خلف وزارة المال و"المركزي"/رولى راشد/النهار

 «الحزب» لا يريد تكرار خطأ النظام السوري!/شارل جبور/الجمهورية

بعد البلبلة التي أثارها في زحلة الأسبوع الماضي نائب "حزب الله" رامي أبو حمدان يطلّ بنوايا حسنة من أبرشيتها الكاثوليكية/لوسي بارسخيان/نداء الوطن

تفاهم 6 شباط: أتذكرون بند المبعدين؟/عماد موسى/نداء الوطن

المآزق العالمية ليست اقل خطورة/د.منى فياض/الحرة

تسجيل المالكي أم تسجيل خامنئي؟/نديم قطيش/الشرق الأوسط

زيارة بايدن والتوافق العربي/أمل عبد العزيز الهزاني/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

عون يوقّع مراسيم تسوية أوضاع

الحجار: إضراب القطاع العام يؤخر المساعدات

رسالة جزائرية للبنان… ماذا تتضمن؟

حلحلة بملف القطاع العام؟

 تضارب بالعصي أمام فرن في قب الياس!

سيدة الجبل – يدعو النواب مجدداً إلى المطالبة برفع الاحتلال الايراني من تحت قبة البرلمان ويطالب القضاء اللبناني بالاستماع إلى أمين عام حزب الله في قضايا الاغتيالات والعمالة لدولة أجنبية

اللواء إبراهيم: المطران الحاج لم يتعرض لأي إساءة

سمير جعجع: لإحالة عقيقي الخائن إلى التفتيش القضائي وهدف “الحزب” و”الوطني الحر” وضع اليد على البلد

نص كلمة السيد نصر الله لليوم: هدفنا ان يستخرج لبنان النفط والغاز فهو الطريق الوحيد لنجاته

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

ٱسْأَلُوا تُعْطَوْا، اُطْلُبُوا تَجِدُوا، اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ لأنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ، وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ، وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ

لوقا 11 من 01حتى13/وَإِذْ كَانَ يُصَلِّي فِي مَوْضِعٍ، لَمَّا فَرَغَ، قَالَ وَاحِدٌ مِنْ تَلَامِيذِهِ: «يَارَبُّ، عَلِّمْنَا أَنْ نُصَلِّيَ كَمَا عَلَّمَ يُوحَنَّا أَيْضًا تَلَامِيذَهُ». فَقَالَ لَهُمْ: «مَتَى صَلَّيْتُمْ فَقُولُوا: أَبَانَا ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ ٱسْمُكَ، لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ، لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي ٱلسَّمَاءِ كَذَلِكَ عَلَى ٱلْأَرْضِ. خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا كُلَّ يَوْمٍ، وَٱغْفِرْ لَنَا خَطَايَانَا لِأَنَّنَا نَحْنُ أَيْضًا نَغْفِرُ لِكُلِّ مَنْ يُذْنِبُ إِلَيْنَا، وَلَا تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ لَكِنْ نَجِّنَا مِنَ ٱلشِّرِّيرِ».ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «مَنْ مِنْكُمْ يَكُونُ لَهُ صَدِيقٌ، وَيَمْضِي إِلَيْهِ نِصْفَ ٱللَّيْلِ، وَيَقُولُ لَهُ يَا صَدِيقُ، أَقْرِضْنِي ثَلَاثَةَ أَرْغِفَةٍ، لِأَنَّ صَدِيقًا لِي جَاءَنِي مِنْ سَفَرٍ، وَلَيْسَ لِي مَا أُقَدِّمُ لَهُ. فَيُجِيبَ ذَلِكَ مِنْ دَاخِلٍ وَيَقُولَ: لَا تُزْعِجْنِي! اَلْبَابُ مُغْلَقٌ ٱلْآنَ، وَأَوْلَادِي مَعِي فِي ٱلْفِرَاشِ. لَا أَقْدِرُ أَنْ أَقُومَ وَأُعْطِيَكَ. أَقُولُ لَكُمْ: وَإِنْ كَانَ لَا يَقُومُ وَيُعْطِيهِ لِكَوْنِهِ صَدِيقَهُ، فَإِنَّهُ مِنْ أَجْلِ لَجَاجَتِهِ يَقُومُ وَيُعْطِيهِ قَدْرَ مَا يَحْتَاجُ. وَأَنَا أَقُولُ لَكُمُ: ٱسْأَلُوا تُعْطَوْا، اُطْلُبُوا تَجِدُوا، اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ. لِأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ، وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ، وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ. فَمَنْ مِنْكُمْ، وَهُوَ أَبٌ، يَسْأَلُهُ ٱبْنُهُ خُبْزًا، أَفَيُعْطِيهِ حَجَرًا؟ أَوْ سَمَكَةً، أَفَيُعْطِيهِ حَيَّةً بَدَلَ ٱلسَّمَكَةِ؟ أَوْ إِذَا سَأَلَهُ بَيْضَةً، أَفَيُعْطِيهِ عَقْرَبًا؟ فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلَادَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً، فَكَمْ بِٱلْحَرِيِّ ٱلْآبُ ٱلَّذِي مِنَ ٱلسَّمَاءِ، يُعْطِي ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ؟».

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

قديسو حزب الشيطان وسيده يخطفون مواطن سعودي من مطار بيروت وينقلونه إلى البقاع

الياس بجاني/25 تموز/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/110669/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%82%d8%af%d9%8a%d8%b3%d9%88-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%8a%d8%b7%d8%a7%d9%86-%d9%88%d8%b3%d9%8a%d8%af%d9%87-%d9%8a%d8%ae/

حزب الشيطان، الإرهابي والظلامي والملالوي، يحمي كل عصابات الخطف والتهريب، وتبيض الأموال، وزراعة وتسوّيق الممنوعات. ورغم هذا، يدعى قادته الملجميين نفاقاً ودجلاً بأنهم مقاومة، ويبشرون اللبنانيين بالعفة، في حين أنهم يغرقون في العهر بكافة أنواعه وألونه وأشكاله.

هذا الإبليس الفارسي هو محتل ومخرب، ووراء تدمير لبنان، وجره إلى ما قبل الأزمنة الحجرية، وإفقار وتهجير شعبه، وتدمير مؤسساته وتحويله إلى ثكنة ومحزن أسلحة، وساحة حروب، لملالي إيران، ولمشروهم التوسعي والمذهبي والإمبراطوري الوهم.

هؤلاء الفاجرين وحزبهم الطروادي وأسيادهم الملالي هم أعداء لبنان وكل اللبنانيين.

حزب الشيطان هذا، يبشر بالموت ويسوّق له، ويخطف ويصادر بالقوة والتمذهب أبناء بيئته ومناطقهم، وقد حولها إلى مناطق خارجة عن القانون، ودويلات عصابات وإرهاب تعج بالمطلوبين الذين يرى فيهم قديسين ويؤمن لهم الحماية.

هذا الجيش الإيراني الإرهابي المؤلف من مرتزقة لبنانيين يسيطر على مطار بيروت، وعلى المرفأ، وعلى الحدود السورية اللبنانية.

وفي سياق هيمنته على مطار بيروت تم أمس خطف مواطن سعودي بعد وصوله إلى المطار واقتياده إلى البقاع!

 

فيديو ونص/نعم تحالفت "الجبهة اللبنانية"مع إسرائيل للدفاع عن الوجود المسيحي والكيان اللبناني، وكل الذين يلتزمون بمبادئ الجبهة هم على استعدار للتحالف مع الشيطان في حال واجهوا نفس الظروف

الياس بجاني/22 تموز/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/110521/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d9%86%d8%b5-%d9%86%d8%b9%d9%85-%d8%aa%d8%ad%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%a8/

من فوائد وإيجابيات اعتقال المطران موسى الحاج والتحقيق معه، ومصادرة كل ما كان يحمله من أدوية ومال، وأمانات أخرى، مرسلين للكنيسة المارونية، ولأهالي من لهم أقرباء في دولة إسرائيل (دروز، مسيحيين وشيعة)، من فوائدها إنها عرت كثر من الحكام والسياسيين وأصحاب شركات الأحزاب الأوباش والطرواديين، ونشرت غسيلهم الظلامي والذمي النتن.

القاضي فادي عقيقي الماروني، الأداة القضائية الملالوية، قال بأنه يطبق القانون على العملاء، وتعامى عن كل الذين عهروا القانون وجعلوا منه ممسحة. وكذلك جاء نتاق وهراء المسؤول في شركة حزب عون-باسيل الإسخريوتي، المحامي وديع عقل، أما جنبلاط وبأكروباتيته المقززة، فقد تملق لحزب الشيطان وقال: "نرفض الاستغلال الإسرائيلي لمقام رجال الدين في محاولة تهريب الأموال لمآرب سياسية".

أما الباقون، ومنهم الأحزاب، والقيادات والتجمعات والجمعيات، والروابط المارونية تحديداً، فقد تجاهلوا السبب الرئيسي للقضية وكل خلفياتها الاستسلامية، والتي هي سكوتهم الذمي والمخجل والجبان وخنوعي عن اتهام أهلهم اللاجئين في إسرائيل بالعمالة، ولهذا جاءت مواقفهم لرفع العتب فقط، وبأسلوب جبان واحتيالي ومصلحي يصون أجنداتهم السلطوية والمالية.

إن ما تعرض له المطران الحاج، ليس هو المشكل الأساس، بل هو مجرد عارض وفقط عارض لمرض ذمية وخجل وجبن أصحاب شركات الأحزاب المسيحية السيادية، التي كانت تاريخياً منضوية تحت مظلة "الجبهة اللبنانية"... خجلهم غير المبرر، وكذلك جبنهم عن المفاخرة بالتعاون مع إسرائيل عسكرياً خلال الحرب على المسيحيين وعلى وجودهم وهويتهم وأرضهم وكنيستهم، والسكوت عن لصق تهم العمالة والخيانة بهم، وبجيش لبنان الجنوبي البطل والمقاوم، وبأهلنا اللاجئين في إسرائيل منذ العام 2000.

الشهادة للحق تتطلب القول، وعلنا وبقوة وشجاعة وعن إيمان وقناعة، بأننا كمسيحيين فعلنا ما كان يجب علينا فعله للحفاظ على وجودنا، ونحن على استعداد تام لتكراره في حال واجهنا نفس الظروف.

وهنا يجب تذكير كل الآخرين ودون استثناء، ومنهم تجار كذبة وهرطقة المقاومة، وعلى رأسهم حزب الشيطان وشياطينه، وجماعة اليسار الغبي، والعروبيين الجهاديين، وكل من كان في "الحركة الوطنية الناصرية والعرفاتية والقذافية البالية" أو ناصرها، يجب تذكيرهم بافتخار وعنفوان، بأن المسيحيين وعند عودة الدولة اللبنانية، ولو رمزياً قطعوا كل علاقاتهم بحليفتهم إسرائيل، فيما الآخرين هؤلاء ودون استثناء واحد، لم يعودوا إلى الدولة حتى يومنا هذا، وقد رسخوا أكثر وأكثر غربتهم عن لبنان وتبعيتهم المذهبية والعروبية لسوريا وإيران وللمنظمات الجهادية، وللعرب والعروبيين وحتى لتركيا وإخوان اردوغان.

من هو الذمي من القيادات اللبنانية المسيحية تحديداً، والعدو للبنان والدجال والمنافق والطروادي:

هو كل من يدعي باطلاً بأن حزب الله حرر الجنوب.

كل من يدعي نفاقاً بأن حزب الله هو مقاومة ومن النسيج اللبناني.

كل من يفاخر بذمية فاقعة بأن تنظيمه أو حزبه يشبه حزب الله.

كل من ينافق ويدعي بأن شهداء المقاومة اللبنانية هم في منزلة شهداء حزب الله.

كل من بجبن وغباء يدعي بأن سلاح حزب الله هو عنصر قوة.

كل من لا يفاخر ببطولة ووطنية جيش لبنان الجنوبي وبأهلنا اللاجئين في إسرائيل، وكل من يطالب بمحاكمتهم وليس بتكريمهم والاعتذار منهم

كل من يشارك حزب الله في الحكم وفي مجلسي النواب والوزراء.

كل من يتجاهل القرارات الدولية الخاصة بلبنان ويدعي باطلاً بأنه بالإمكان إنهاء احتلال حزب الله محلياً وبالتفاوض والحوار معه.

في الخلاصة، نحن في زمن مّحل وبؤس قيادات وزعامات مفرغة وفارغة من كل ما هو قيم وكرامات وإيمان ووطنية وأحاسيس إنسانية، وعدوة للبنان ولكيانه وهويته ودوره وتاريخه.. ولهذا تمكن حزب الشيطان الإيراني من تدجينهم وخصيهم وتحويلهم إلى مجرد أدوات طروادية رخيصة تسترضيه وتعمل بأمرته وغب فرماناته.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

نستنكر بشدة التعرض الميليشياوي لمنسق عام “التجمع من أجل السيادة” الصحافي والناشط السياسي، نوفل ضو

الياس بجاني/21 تموز/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/110508/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%86%d8%b3%d8%aa%d9%86%d9%83%d8%b1-%d8%a8%d8%b4%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b9%d8%b1%d8%b6-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%8a%d9%84%d9%8a/

في بلد يحتله حزب الشيطان، ويحكمه لاسيفورس ملك الشياطين وجيشه من الأبالسة والإسخريوتيين والظلاميين، لا آمان، ولا أمن، ولا حريات, ولا احترام للقانون ، بل فوضى وسرقات وتعديات وانتهاكات لحقوق الناس. هذا هو للأسف وضع لبناننا الحبيب اليوم بظل احتلال حزب الله الإرهابي والملالوي. نستنكر بشدة التعرض للإعلامي السيادي نوفل ضو، كما جاء تغريدة له على التويتر ، والحمد لله على سلامته.

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

وفاة السيدة كاميليا داغر أبو فيصل/أوقات وتواريخ تقبل التعازي ومراسيم الدفن

الرب أخذ والرب أعطا فليكن اسم الرب مباركاً

الياس بجاني: اتقدم من الصديق رضوان أبو فيصل ومن عائلته ومن كل اقرباء واصدقاء السيدة كاميليا بأحر التعازي، ومع الجميع نصلي من أجل راحة نفسها وسكناها في المساكن السماوية إلى جانب البررة والصديقين. السيدة كاميليا انتقلت من الموت إلى الحياة.

https://eliasbejjaninews.com/archives/110689/%d9%88%d9%81%d8%a7%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%af%d8%a9-%d9%83%d8%a7%d9%85%d9%8a%d9%84%d9%8a%d8%a7-%d8%af%d8%a7%d8%ba%d8%b1-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d9%81%d9%8a%d8%b5%d9%84-%d8%a3%d9%88%d9%82%d8%a7/

Our Lady Of Lebanon Parish

Camelia Dagher Abou-Faysal

September 16, 1952 – July 24, 2022

Died at the age of 69, peacefully in her home surrounded by her family.

 

ألف ألف مبروك تحوّل مسرح المدينة في بيروت-الحمرا إلى مقرّ ديني وحسينيّة لإقامة شعائر أهل البيت٬ عاشوراء

https://www.facebook.com/watch/?v=582699643360805&extid=NS-UNK-UNK-UNK-AN_GK0T-GK1C-GK2C&ref=sharing

هذا العام 👇🏽 #متل_خيالك #كبسة_زر

 

فيديو مقابلة من تلفزيون ال أم تي في مع الوزير السابق يوسف سلامة تتناول بالعمق ملف السلام الآتي مع إسرائيل، وخلفيات قضية المطران الحاج، وتؤكد اننا نعيش على كذبتين هما، تحرير الجنوب من قبل حزب الله، واخراج الجيش السوري عن طريق ثورة الأرز، وبأن الصراع هو على الهوية اللبنانية، وأن دولة لبنان الكبير لم تعد قادرة على الترميم

25 تموز/2022

بعض عناوين مقابلة الوزير يوسف سلامة  من تلفزيون ال أم تي في.

تلخيص وصياغة وتفريغ الياس بجاني بحرية وتصرف كاملين

https://eliasbejjaninews.com/archives/110678/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d8%aa%d9%84%d9%81%d8%b2%d9%8a%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84-%d8%a3%d9%85-%d8%aa%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d9%85%d8%b9-%d8%a7-5/

*نعيش على كذبتين الأولى أن حزب الله حرر الجنوب، والثانية أن ثورة الأرز أخرجت الجيش السوري من لبنان.

*دولة لبنان الكبير لم تعد قابلة للترميم، وبتنا نحتاج لنظام جديد نتفق عليه من خلال مؤتمر دولي لا يأخذ بعين الإعتبار ميزان القوة العسكرية الحالي في لبنان، ولا رغبات وأدوار المنظومة الحاكمة بكل تفرعاتها.

*جهلة ومتهورين الذين يهاجمون البطريركية المارونية

*الصراع بين افرقاء الداخل هو لتظهير من سيعترف أولاً بالترسيم الحدودي الغازي وما ما سيؤدي إليه من سلام مع إسرائيل

*افراد المنظومة كلهم بخطر ويتفاوضون بالسر لإطالة وجودهم في السلطة.

*الفراغ الرئاسي مؤكد وربما يطول.

*مطلوب حوار داخلي، وقريباً ستعلن ورقة بأسس النظام اللبناني القادم المراد يوم يناقش وضعه في مؤتمر دولي لم يعد بعيداً.

*من الآن إلى آخر السنة سنرى تغييرات لتخليص بلدنا ووقف الإنهيارات.

*لا علاج اقتصادي قبل العلاج السياسي.

*نحن بحاجة لرعاية دولية لإنهاء ادوار كل أفراد المنظومة.

*مضحك ان نقبل بغاز اسرائيلي عن طريق مصر وأن لا نقبل ادوية مصدرها دولة اسرائيل

*سؤال للسيد نصرالله: كيف سنصدر غازنا بغير الأنابيب المصرية والإسرائيلية؟

*مشكلة ترسيم الحدود هي بداية لمقاربة كل الأمور وحلها واحلال السلام مع إسرائيل.

*اعتقد ان التعامل مع اسرائيل والإعتراف بها وبالحدود معها قد تكون هي وراء تفجير بملف المطران الحاج.

*إيران وحزب الله هما فزاعات لتخويف العرب بهدف اجبار السنة ودولهم الإعتراف بإسرائيل وهذا ما هو حاصل حالياً.

*لسنا ملكين أكثر من الملك..الفلسطينيين هم اعترفوا بإسرائيل..اتفاقة اوسلو.

*لبنان وسوريا والعراق بطريقهم لدخول عالم السلام في المنطقة وقريباً جداً.

مطلوب من لبنان مماشاة التغيرات ودفن شعارات العداء والتحرير ودخول زمن السلام في المنطقة.

*لبنان والعراق وسوريا بطريقهم إلى انهاء العداءات ودخول العصر.

*إيران وحزب الله على علاقات ما مع إسرائيل.

 

فيديو/مقابلة مع الصحافية راغدة درغام: روسيا سلّمت لبنان لـ إيران"... راغدة درغام تكشف معلومات دوليّة صادمة

SPOT SHOT/الاثنين 25 تموز 2022

https://www.youtube.com/watch?v=_Fwsm_FBzgQ&ab_channel=SpotShotVideo

هل سلّمت روسيا لبنان لـ إيران؟

هل ترفع واشنطن العقوبات عن حلفاء طهران؟

أيّ تطوّر إيراني ستشهد مفاوضات الترسيم بين لبنان وإسرائيل؟

هذه الأسئلة وسواها تُجيب عليها رئيسة مؤسسة Beirut institute الإعلامية راغدة درغام في برنامج "وجهة نظر" عبر "سبوت شوت".، اضغط هنا

 

خاص «جنوبية»: السعودي اختطف فور وصوله الى المطار واقتيد الى البقاع!

جنوبية/25 تموز/2022

كشفت مصادر قضائية ل”جنوبية” ان “مجهولين عمدوا الى اختطاف السعودي حسين الشمري من مطار رفيق الحريري فور وصوله ظهر أمس”، موضحة بان “التحقيق لا يزال في طور جمع المعلومات التي لم تتوافر حتى الآن حول اسباب عملية الخطف”، وإنْ كانت في ظاهرها طلب فدية مالية لإطلاق سراحه. ويتابع النائب العام الاستئنافي في البقاع القاضي منيف بركات، عملية خطف السعودي الشمري في بعلبك، بالتواصل مع مخفر درك بعلبك والقوى العسكرية من الجيش التي تنفذ عمليات دهم لأماكن في حي الشراونة في بعلبك بحثا عن المخطوف.

 

دولة إسرائيل تقرر تقديم مساعدة مالية لأفراد جيش لبنان الجنوبي الأبطال في حين أن بلدهم المحتل من حزب الله يتهمهم بالعمالة

وكالات/25 تموز/2022

قررت الحكومة الإسرائيلية تقديم مساعدات مالية لأفراد جيش لبنان الجنوبي وأفراد عائلاتهم كمعونات، وجاء هذا الخبر منذ شهر تقريباً على  لسان وزير الأمن الإسرائيلي، بني غانتس، ويفيد بأن إسرائيل قررت تقديم عطاءات مالية لحوالي 400 عنصر من جيش لبنان الجنوبي، وتصل هذه التقديمات إلى ما يزيد على 60 مليون دولار.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الحزب” أداة إيران في لبنان: تعيير وتوزيع شهادات بالوطنية!

وكالة الانباء المركزية/25 تموز/2022

يسوّق حزب الله ومَن يدورون في فلكه سياسيا وإعلاميا، لكون المطران موسى الحاج، عميلا، تجب محاكمته. في نهاية الاسبوع، شدد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد على ضرورة أن يمتلك شركاؤنا مصداقية في سيرتهم ومواقفهم، فالتعامل مع العدو خيانة وطنية وجريمة والمتعامل لا يمثّل طائفة، ولكن ما بالنا إذا عوقب مرتكب بالعمالة فيصبح ممثلاً لكل الطائفة، وتنهض كل الطائفة من أجل أن تدافع عنه، فأي ازدواجية في هذا السلوك، ولكن بكل الأحوال علينا أن نتعلّم من الدروس، وأن نحفظ بلدنا ومواطنينا، لأنه لن يبقى لنا إلا شركاءنا في الوطن وإلاّ وطننا. بهذه الكلمات، علّق الحزب للمرة الاولى وفي شكل رسمي، على التطورات القضائية – السياسية الاخيرة وعلى ملف المطران الحاج بالتحديد، وإن من دون ان يسمّيه بالمباشر. الحزب اذا، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، على لسان رئيس كتلته النيابية، يعتبر المطران عميلا لانه تعامل مع العدو. هو تناسى ان هذه هي وظيفة “النائب البطريركي في القدس والأراضي المحتلة والمملكة الهاشمية وراعي أبرشية حيفا”، وأن الاخير لم يكن يطبّق الا ما يقتضيه دوره الرعوي والابرشي والإنساني، والذي تعرفه الدولة اللبنانية منذ عقود، واتّهم من أتى بالدواء للمرضى وبالاموال للمحتاجين بالخيانة.

 

هل يحمل هوكشتاين إتفاق إطار جديداً؟

كلير شكر/نداء الوطن/25 تموز/2022

يرجّح أنّ تكون الأسابيع المقبلة حافلة بالأحداث المتصلة بملف ترسيم الحدود. أقلّه، هكذا يريدها لبنان بعدما باشرت إسرائيل عمليات التنقيب في حقل كاريش فيما دخل «حزب الله» على خطّ الضغوطات من خلال إرسال المسيّرات أولاً، وإعلان الأمين العام السيد حسن نصرالله ثانياً «الاستنفار السياسي وغير السياسي لمواجهة استحقاق حفظ حقوق لبنان في البحر» بتأكيده أنّ «المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي وكل الخيارات مفتوحة». في الموازاة، قرر «الحزب» العودة إلى الخطّ 29 ولكن من دون تثبيته رسمياً أو أممياً، وإنّما من خلال التذكير بحق لبنان بمنطقة رأس الناقورة والنقطةB1 الحدودية التي هي بداية الخط الحدودي بين لبنان وإسرائيل وتم ترسيمها في الاتفاقيات الدولية منها عام 1923، وقد جرى تثبيتها وتعليمها كما حصل على صعيد الخط الأزرق. وهي كانت تفصل فلسطين عن لبنان، منذ أيام الانتداب الفرنسي على لبنان والبريطاني على فلسطين، وقد تجاوزتها إسرائيل بحدود 35 متراً منذ مدة طويلة ما يعتبر اعتداء على السيادة اللبنانية. أهمية هذه النقطة، هي بكونها تثبّت رأس الناقورة كمنطلق حدوديّ، أمّا إزاحة النقطة B1 شمالاً فتُسقط عن رأس الناقورة دورها كنقطة حدودية. أمّا الأهم من ذلك، فإنّ اعتماد هذه النقطة، ومعها رأس الناقورة، يعني العودة إلى الخطّ 29، لأنّ ترسيم الحدود البحرية يأخذ بالاعتبار نقطة ارتكاز أساسية موجودة على البرّ. وبالتالي إنّ الانطلاق منها يقود حكماً إلى الخطّ 29، وبالنتيجة إضفاء الشرعية على ادعاء لبنان بأنّ حقل «كاريش» متنازع عليه. وبانتظار عودة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت، لينقل الرسالة الجوابية الإسرائيلية، ستكون الهيئة التشريعية يوم الثلثاء المقبل على موعد مع اقتراحيّ قانون معجّليْن مكرّريْن يهدفان إلى تثبيت الخطّ 29… ولو أنّ الأجواء المحيطة بالمفاوضات غير المباشرة، لا تشجّع كثيراً. إذ تزداد الخشية من أن تكون حصيلة الجولات المكوكية التي قام ويقوم بها الوسيط الأميركي، وضع لبنان أمام خيارات أحلاها مرّ، وتبدأ باتفاق إطار جديد، ولكن هذه المرّة ضمن مساحة محددة بين خطيْن، أي خطّ «هوف» والخطّ 23 بعد اسقاط الخطّ 29 وتأكيد لبنان الرسمي أنّ الخطّ 23 هو خطّه الحدودي. ويرجّح السيناريو المحتمل، أن يكون في جعبة الإسرائيلي خطّ جديد سيضعه على الطاولة اذا تمّ الاتفاق على العودة إلى المفاوضات غير المباشرة ضمن اتفاق اطار جديد، بحجج قانونية تسمح له بتجاوز الموقف اللبناني القانوني، ويرجّح أنّ يكون هذا الخطّ الجديد متعرجاً، يمنح لبنان جزءاً من حقل قانا، مقابل التخلي عن جزء من البلوك 8 المعروف أنّه غني بالغاز.

من هنا أهمية إعادة تعزيز موقف لبنان التفاوضي من خلال تثبيت الخطّ 29. أما الاقتراح الأول الموضوع على جدول أعمال الهيئة التشريعية، فيرمي إلى تعديل المادة 17 من القانون رقم 163/2011 لتضمينه خريطة واحداثيات ترسم حدود المياه الاقليمية الجنوبية والمنطقة الاقتصادية الخالصة جنوباً، وفقاً للخطّ الذي رسمته مصلحة الهيدروغرافيا في الجيش اللبناني والمعروف بالخطّ 29، والمقدّم من النائب حسن مراد. والاقتراح الثاني يرمي إلى تعديل المادة 6 من القانون 163/2011 (تحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة)، والمقدّم من النائبة بولا يعقوبيان.

في الواقع، صار معروفاً أنّ المطالبة بتثبيت الخطّ 29 تهدف إلى تحصين موقف لبنان التفاوضي بالحجج القانونية التي تحول دون طغيان الحجج الإسرائيلية خلال المسار التفاوضي. ولهذا، اندفع بعض النواب باتجاه المطالبة بتعديل القانون 163/2011 بعدما سقطت كلّ محاولات تعديل المرسوم 6433 من جانب السلطة التنفيذية. ولهذا، يعتقد المتحمسون لخيار التعديل وتثبيت الخطّ 29 أنّ الجلسة التشريعية فرصة جدية أمام الدولة اللبنانية لتحسين موقفها من خلال تدعيم قرائنها القانونية. إلا أنّ هذا المسار دونه عراقيل سرعان ما ستظهر مع عرض الاقتراحين:

أولى تلك العراقيل، هي تعددية الاقتراحات ما قد يدفع رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى إحالة الاقتراحين إلى اللجان النيابية لدرسهما. لهذا يُفترض بالنواب المعنيين أن يستبقوا الأمر والاتفاق على دمج الاقتراحين طالما أنّهما يصبوان إلى هدف واحد.

ثانية تلك العراقيل، هي الخشية من اسقاط الاقتراحين بحجة أنّ لبنان وسط المفاوضات ولا يجوز بالتالي تعديل الحدود البحرية. إلّا أنّه بالامكان تجاوز هذا المطب من خلال تضمين القانون بنداً يقول بإمكانية تعديل الاحداثيات بموجب مرسوم يتخذ في مجلس الوزراء على ضوء نتائج المفاوضات الجارية، مع العلم أنّ نقاشاً مماثلاً جرى في العام 2018 حول ما اذا كان يفترض توثيق الاحداثيات في قانون أو في مرسوم. وقد رسا الخيار يومها على المرسوم.

 

“نفق الناقورة” يفتح ترسيم الحدود البرية الجنوبية… ماذا عن مزارع شبعا؟

 وكالة الانباء المركزية/25 تموز/2022

أطلّ وزير الأشغال في حكومة تصريف الأعمال علي حمية الاسبوع الماضي خلال زيارته الى الحدود الجنوبية، مثيراً ملف نفق سكة الحديد في رأس الناقورة على الحدود اللبنانية الفلسطينية، الذي اوصدت إسرائيل بابه بالإسمنت وبوابة حديدية، من الجانب اللبناني، عند انسحابها العام الفين وتستخدمه لأغراض سياحية، معيدا تحريك ملف الحدود البرية، التي يتحفظ لبنان على العديد من نقاطها. وأعاد الى الأذهان قضية مصير مزارع شبعا وهويتها، هل هي لبنانية ام سورية؟ العميد الركن المتقاعد انطون مراد يؤكد لـ”المركزية” ان “مزارع شبعا لا شك لبنانية، ولكن هناك الكثير من النقاط التي تثبت لبنانيتها والكثير من النقاط التي تضعف مطالبة لبنان، الوثائق التي تدعم لبنان وتؤكد ان مزارع شبعا تعود الى لبنان هي على سبيل المثال لا الحصر:

اولا وثائق بيار بارت، بتاريخ 10/12/1937، حيث كتب تقريرا ورسم خريطة يضع فيها  الحدود الصحيحة، وأهم ما جاء في تقريره، “اعتبارا من النقطة الحدودية عند بلدة العباسية يجب أن تنحرف الحدود جنوباً حتى تضمّ مزرعة النخيلة ثم تأخذ اتجاه شمال شرق وتمرّ على مسافة 700 – 800 متراً شمال مغر شبعا، وتتصل شرق هذه المزرعة، بوادي العسل ثم تتبعه على طول مجراه لتصل أخيراً إلى قمة جبل الشيخ.

ثانيا، تقرير النقيب ماي والملازم الاول لاكروا، بتاريخ 15/6/1938، اللذين وضعا تقريرا يتحدث عن بركة مرج المن، ضمن الاراضي السورية على مسافة 1500 متر من وادي العسل الذي يشكل الخط الحدودي الفاصل بين لبنان وسوريا.

ثالثا، رسالة مختار شبعا بتاريخ 21 شباط 1944، ارسلها الى رئيس الجمهورية آنذاك ويطلب منهما التدخل لأن السوريين يقتطعون اراضي من لبنان ويذكر فيها ان مُغر شبعا ينتهي في المنطقة السهلية قرب الطريق الذي يربط لبنان بمنطقة بانياس اي بين مرجعيون والقنيطرة. ويطلب من السلطات اللبنانية التدخل.

رابعا، تم تأليف لجنة من قاض لبناني هو رفيق غزاوي وآخر سوري هو عدنان الخطيب بتاريخ 27/3/ 1946 اللذين وضعا خريطة حددا فيها مغر شبعا وبالتالي اصبحت حدود مزارع شبعا التي يطالب بها لبنان، محسومة بخريطة الغزاوي والخطيب بمغر شبعا ومحصورة بوادي العسل وفق تقرير لاكروا وبيار بارت”.

ويضيف: “نتحدث هنا عن وثائق قديمة وليست جديدة، تؤكد ان مزارع شبعا لبنانية، لكن الامور التي تؤثر سلبا، من دون ان يعني ذلك ان مزارع شبعا ليست لبنانية، على مطالبة لبنان وتضعف موقفه هي:

أولاً، وجود خرائط لبنانية رسمية من العام 1920 تضع مزارع شبعا خارج الاراضي اللبنانية. فعندما وضع بيار بارت خريطته وكذلك قدّم لاكروا تقريره، لم يصحح لبنان الخريطة بل بقي معتمدا على الخريطة الخطأ بشكل رسمي في لبنان وضمناً لدى المؤسسة العسكرية.

ثانياً، عام 2000 عندما أراد لبنان تصحيح الوضع ووضع خريطة جديدة، تم رسم خريطة خطأ وتم وضع منطقة الغجر بكاملها ضمن لبنان، رغم ان لبنان كان يطالب الامم المتحدة بنصف مساحة الغجر لأن الحدود تمرّ في وسطها، وبالتالي فإن الخريطة خطأ وما زال هذا الخطأ مستمرا ومستعملا حتى اليوم في الدوائر الرسمية وضمنا المؤسسة العسكرية.

ثالثاً، عدم وجود اي تدوينات في السجلات العقارية اللبنانية في الجنوب والدليل على ذلك، جواب امين سر السجل العقاري في الجنوب نزار ابراهيم بتاريخ 6/7/1994، عندما سئل عن مستندات تتعلق بمزارع شبعا كان الجواب لا توجد مستندات. رابعاً والاهم هو وجود قرار لدى النيابة العامة بتاريخ 14 آذار 1956 يقول ان النيابة العامة في الجنوب تعتبر مزارع شبعا ارضا سورية، الامر الذي دفع بالسلطات اللبنانية المسؤولة الى إصدار الامر للسلطات القضائية بالتوقف عن تنفيذ أي أحكام صادرة سابقا في موضوع مزارع شبعا.

خامساً، الدولة اللبنانية اكتشفت اخيرا انها لا تملك ملفا حول مزارع شبعا، علماً ان قضية المزارع مطروحة منذ العام 1920، وشكلت لجنة عام 2005 برئاسة السفير محمد شطح وطلبت تكوين ملف لمزارع شبعا.

سادساً، وأخيرا الانقسام السياسي حول هوية هذه المزارع، حيث مازال قسم من اللبنانيين لا يعترف بلبنانيتها والقسم الآخر يقول بأنها لبنانية”. ويختم مراد: “مزارع شبعا لبنانية لكن لبنان ما زال متقاعسا عن واجباته، رغم ان الطريق الاسهل لتحديد هويتها – طالما انها ليست اسرائيلية بل قد تكون لبنانية او سورية، وبما ان سوريا تعترف ولكن بشكل غير رسمي بأن هذه المزارع لبنانية – هي أن يتجه الفريق اللبناني الى الشقيق السوري ويطلب منه تحديد هذه المزارع بشكل رسمي وإصدار خريطة في الموضوع وإبلاغها للامم المتحدة وهذا لا يحصل لأن هناك فريقا يخوّن كل من يتكلم بموضوع مزارع شبعا. لذلك هذه هي الطريق الأسلم وكل ما عدا ذلك مزايدات ومبالغات لن تؤدي الى تحرير مزارع شبعا”.

 

كنيسة لبنان في مواجهة "الجماعة الحاكمة والمهيمنة"

الراعي قال كلمته والكرة في ملعب الرئيس

نداء الوطن/25 تموز/2022

أمس كان يوم البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في الديمان. ليست مسألة بسيطة أن يقابل كلامه بالتصفيق وأن يقف المشاركون في القداس تأييداً له عندما قال في عظته: "وأنتم أيّها المسيئون إلى كرامة اللبنانيّين كفّوا عن قولكم إنّ المساعدات تأتي من العملاء، واذهبوا بالاحرى وإبحثوا في مكان آخر عن العملاء، وأنتم تعلمون أين هم، ومن هم"... بهذه العبارات حسم بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة مسألة تركيب ملف اتهام راعي أبرشية حيفا والأراضي المقدسة والنائب البطريركي على أبرشية القدس والأردن المطران موسى الحاج. أكثر من ذلك قال البطريرك إن ما قام به المطران هو ما يجب أن يقوم به وأن يستمر في القيام به. كان البطريرك حاسماً وجازماً في رفض ما سماه الإساءة إلى المطران وإليه وإلى البطريركية عندما قال: "عبثاً تحاول الجماعة الحاكمة والمهيمنة تحويل المدبَّر الذي تعرّضّ له سيادةُ المطران موسى الحاج من اعتداءٍ سياسيٍّ والذي انتهك كرامة الكنيسة التي يمثّلها، إلى مجرّد مسألةٍ قانونيّةٍ هي بدون أساس لتغطيةِ الذَنبِ بالإضافة إلى تفسيرات واجتهادات لا تُقنع ولا تُجدي. وإن كان هناك من قانون يمنع جلب المساعدات الإنسانيّة فليبرزوه لنا.

وأكثر من ذلك أيضاً طالب البطريرك بإعادة ما تمت مصادرته من المطران الذي يقوم بواجب وطني: "ومن غير المقبول أن يخضع أسقف لتوقيف وتفتيش ومساءلة من دون الرجوع إلى مرجعيّته الكنسيّة القانونيّة، وهي البطريركيّة. وبهذا النقص المتعمّد إساءة للبطريركيّة المارونيّة، وتعدٍّ على صلاحيّاتها. نحن نرفض هذه التصرقات البوليسيّة ذات الأبعاد السياسيّة التي لا يجهلها أحد، ونطالب بأن يُعاد إلى سيادة المطران موسى الحاج كلّ ما صودر منه". ورفع سقف المواجهة من كون القضية مجرد ملف مفبرك إلى قضية وطنية تدخل في صلب عمل الكنيسة المقاومة: "إنَّ البطريركية المارونية صامدةٌ كعادتِها على مواقفِها وستُتابع مسيرتَها مع شعبِها". بعد هذا الكلام وضع البطريرك الكرة في عهدة رئيس الجمهورية الذي أعطى وعداً بالعمل على معالجة تداعيات توقيف المطران موسى الحاج وحل القضية بالشكل الذي يعيد الحق إلى أصحابه، ويضع حدّاً لهذا التجاوز الخطير لدور البطريركية المارونية والكنيسة لأن أي خنوع لما حصل سيعني حتماً انهيار آخر حصن من حصون الدفاع عن هوية لبنان.

يوم البطريرك في الديمان أمس غاب عنه "التيار الوطني الحر" الذي كشف غيابه بعض خلفيات "الجماعة الحاكمة والمهيمنة" التي تشمل التيار و"حزب الله" معاً. فبدل أن يقف التيار إلى جانب مرجعيته الروحية في قضية بهذا الحجم حاول أن يغطي على عملية توقيف المطران وإهانة البطريرك والبطريركية، وعمد على عكس ذلك إلى هجوم على "القوات اللبنانية" في مقدمة نشرة أخبار محطته التلفزيونية الـ"أو تي في" بينما لجأ "حزب الله" إلى بعض الأسماء والجمعيات لإصدار بيانات تولى توزيعها وفيها تهجم على البطريرك الراعي والكنيسة المارونية في مسألة تتعلق بكيان هذه الطائفة وتاريخها ومستقبلها، وأخذ على عاتقه تأكيد تهمة العمالة على المطران وتعميمها على الطائفة المارونية حتى قبل أن يتهم القضاء مباشرة، ليكشف بذلك هوية من يقف وراء هذه التركيبة وكـأنه يريد أن يصدر حكمه من دون محاكمة في قضية لا اساس لها من الصحة.

ربما لم يخطر في بال البطريرك الراعي أنه سيتعرض لما تعرض له سلفه البطريرك مار نصرالله بطرس صفير الرمز الكبير الذي كان له الدور الأكبر في معركة الإستقلال الجديد الذي يحاول "حزب الله" إنهاءه وإلغاءه. وهو لذلك خاطب الحشد المتجمع في الديمان قائلاً: "إن البطريرك صفير حي فينا". كان البطريرك الراعي شاهداً على ما تعرض له البطريرك صفير من إهانة في 5 تشرين الثاني 1989 عندما اقتحم مناصرون للعماد ميشال عون الصرح البطريركي في بكركي بعد انتخاب النائب رينيه معوض رئيساً للجمهورية. تلك الليلة التي روى تفاصيلها البطريرك صفير في مذكراته قال إنه صلى أمام صورة يسوع المصلوب لأنه كان يعتقد أنه سيلاقي وجهه في السماء. وهو الذي ترك المقر البطريركي في بكركي لينتقل قبل الفجر مع المطران بشارة الراعي إلى الديمان. وعندما سئل العماد ميشال عون عن هذا الأمر في اليوم التالي قال إن البطريرك اختار طريق المنفى. وعلى رغم أنه على أيام البطريرك صفير ومن قبله لم يتعرض أي مطران لما تعرض له المطران موسى الحاج ولا تم تفتيش أي أسقف على أبرشية القدس وحيفا والأراضي المقدسة ولا تمت فبركة تهمة من هذا النوع، فإن ذلك يحصل اليوم على عهد الرئيس ميشال عون. فهل سيكون له دور في إسقاط هذه الصورة عن عهده بإعادة الإعتبار إلى القانون والكنيسة والبطريرك والبطريركية ومحو هذه الإهانة؟ أم أنه كما فعل التيار سيغطيها ويثبت أنه جزء من هذه الجماعة الحاكمة والمهيمنة؟

وليس بعيداً عن جو الديمان كان موقف راعي أبرشية بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة الذي لاقى البطريرك الراعي في قراءته لأبعاد ما حصل، معتبراً ان "ما جرى مع أخينا المطران غير مقبول وينذر بوجود نهج جديد في التعامل الأمني والقضائي يؤدي إلى تداعيات خطيرة على مستوى الوطن. وهذا أمر خطير ومرفوض ونأمل عدم تكراره"، وأضاف: "إذا كان توقيفه رسالةً إلى الكنيسة من أجل إسكات صوتها، فإنّ الكنيسة لا تخضع للترهيب والكيدية، ولا تخاف إلا ربّها، ولا تنفّذ إلا تعاليمه، ولا تسمع إلا صوت الضمير والواجب، وواجبُها احترام الإنسان ومحبّته، والحفاظ على كرامته والدفاع عن حريته. هكذا كانت الكنيسة منذ تأسيسها وهكذا ستبقى بنعمة ربها وسيدها يسوع المسيح".

 

“الحزب” يرشّح باسيل وبرّي يتبنّى فرنجيّة.. ولكن!

وكالة الانباء المركزية25 تموز/2022

ستّون يوما بالتمام تفصل لبنان عن الجلسة النيابية الاولى، وعسى ان تكون الاخيرة، المخصصة لانتخاب رئيس جمهورية خلفا للرئيس ميشال عون، بالاستناد الى قرار رئيس مجلس النواب نبيه بري وعزمه على عقدها في 5 ايلول المقبل، مع الافتتاح الرسمي لمهلة الشهرين قبل انتهاء الولاية الحالية في 31 تشرين الاول المقبل. وهو ابلغ من راجعه من السفراء المعتمدين في لبنان انه سيوجه الدعوة في الاول من ايلول ولن ينتظر الايام العشرة الاخيرة، بحسب ما تؤكد اوساط قريبة من عين التينة.

حرص الرئيس بري ليس محصورا فقط بالتزامه الدستور ووجوب انتخاب رئيس خلفا لعون الذي سجل النفور بينهما رقما قياسيا طوال الولاية الرئاسية وبقيت الكيمياء غائبة في شكل تام، ولو ان الاول يعد الايام والساعات على خروج عون من قصر بعبدا، بل يمتد الى ما هو أبعد، ويتصل بحسب ما تعتبر مصادر سياسية متابعة عبر “المركزية”برغبة بري بقطع الطريق على اي احتمال لوصول رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الى الرئاسة، وهو يدرك ان الطريق مقطوع سلفا والزمن الاول الذي اتاح وصول “عمه” الى بعبدا تحوّل، لكنه يستعجل عقد جلسة علّها تفتح الدرب امام حليفه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، السوري الهوى، لا سيما بعد سلسلة مواقفه اخيرا عن ان لا دولة تقوم بجيشين وربطه حل ملف سلاح حزب الله بالقرار الاقليمي. ويركن بري في موقفه هذا الى مساندته من حلفائه الرئيس نجيب ميقاتي ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط والرئيس سعد الحريري، فيما يتبنى حزب الله ويطرح اسم باسيل مرشحا رئاسيا، وقد تم ابلاغه بالامر، بحسب المصادر، ليس لايصاله بل لاستخدامه مرشح تحد وورقة قوة يقبض في مقابل التفاوض عليها ثمنا من خلال فتح قناة تفاوضية مع الغرب عن طريق باريس، وهو ان لم يتمكن من ايصاله، الا انه وكما قال باسيل في آخر اطلالاته، ان لم يكن مرشحا يكون صانع رئيس ، كما يمكن لطهران استخدام الورقة هذه وتوظيفها في بازار مفاوضاتها الاقليمية والدولية. الا ان الحزب، وفق المصادر، يحاذر راهنا مقاربة ملف انتخابات رئاسة الجمهورية تجنبا لتداعيات الموقف ونشوب خلاف بين حليفيه باسيل وفرنجيه او اغضاب الرئيس عون. ولذلك يبتعد عن تحديد موقفه ويفضل ان يبقيه غامضا لاعتبارات سياسية تتعلق بالتطورات في الخارج والملف النووي والمفاوضات الاميركية -الايرانية بشأنه، اضافة الى المفاوضات الايرانية- السعودية المتوقع انعقادها علنا قبل نهاية الشهر الجاري في بغداد. ولان اهتمام الحزب يتركز على المفاوضات النووية ومستلزمات الاجندة الايرانية، يلجأ الى ملف ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل ويحاول استثماره في السياسة لمصلحة طهران و”النووي” ويدخل عبره لاحقا وتبعا لنتائجه الى الاستحقاق الرئاسي. ولكن، ماذا لو اتفقت قوى المعارضة ونواب التغيير على مرشح رئاسي واحد، هل يقاطع نواب الحزب والتيار جلسات انتخاب الرئيس؟ يكشف سياسي قريب من الضاحية لـ”المركزية” ان حزب الله لن يقاطع الجلسات كما في العام 2014، حينما تمكن بالمقاطعة من فرض العماد ميشال عون رئيسا بعد عامين ونصف العام من الفراغ، بل سيشارك ايا كان المرشح او المرشحون. وقد ابلغ حلفاءه بموقفه، من دون ان يخفي خشيته من ان تقدم قوى المعارضة والتغيير على التعطيل اذا لم تتمكن من تأمين فوز مرشحها، خصوصا انها تمسك بالثلث المعطل،وحرصا على منع ايصال مرشح قوى 8 اذار الذي تبدو حظوظه كبيرة، بحسب رأي الحزب… ولكن وبحسب اوساط دبلوماسية عليمة، لا مكان في بعبدا في ظل الوضع القائم في لبنان اليوم لمرشحي التحدي لا من 8 ولا من 14 اذار ولا رئيس جمهورية الا من بين الحكماء المعتدلين الذين اثبتت التجربة اعتدالهم وقدرتهم على الانقاذ، والمطروحون لا يتجاوز عددهم اصابع اليد الواحدة، منهم المعروف ومنهم من يبقى حتى اللحظة خلف الكواليس حرصا على عدم احراقه.

 

البلاد مُعلّقة على حبل الأزمات… والعين على أيلول

جريدة الأنباء الإلكترونية/25 تموز/2022

إضراب القطاع العام مستمر، وقد دخل أسبوعه الخامس من دون أي معالجات جدية تعطي الموظف بعضاً من حقه. واليوم يترأس رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اجتماعًا للتداول في الاقتراحات التي يمكن أن تعالج المطالب التي رفعتها رابطة موظفي القطاع العام. أما قضية توقيف المطران موسى الحاج فلم تهدأ بعد العاصفة التي أثارها التحقيق معه. وأمس حمَل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أمام الوفود المتضامنة والمستنكرة التي قصدت الديمان بشدة على المسؤولين، مطالبًا برد الاعتبار للمطران الحاج وإعادة جوازه وهاتفه النقال والأمانات التي كانت بحوزته، رافضا توقيف رجال الدين المسيحيين إلا بإذن من البطريركية. في هذا الوقت تتجه الأنظار إلى الجلسة التشريعية التي يعقدها مجلس النواب غداً الثلاثاء وعلى جدول أعمالها أربعين بندا. وقد شدد مصدر نيابي لجريدة “الأنباء” الالكترونية على أهمية هذه الجلسة، وهي الجلسة التشريعية الأولى التي تعقد بعد الانتخابات النيابية. النائب حسن مراد أشار عبر “الأنباء” الإلكترونية إلى “اقتراح القانون المعجّل المكرر المتعلق بتعديل المادة ١٧ من القانون ١٦٣ على ٢٠١١ لتضمينه خريطة وإحداثيات ترسيم حدود المياه الاقليمية الجنوبية والمنطقة الاقتصادية الخالصة وفقًا للخط الذي رسمه الجيش للحفاظ على ثرواتنا، ونكون في موقف قوي في المفاوضات لتثبيت حقنا”، متوقعا إقراره في الجلسة، ولافتا الى وجود قانون مشابه مقدم من النائبة بولا يعقوبيان الأمر الذي قد يدفع الى تحويلهما إلى لجنة الدفاع. وعن الوضع الحكومي استبعد مراد تشكيل الحكومة في هذه الفترة، حيث الأمور برأيه مؤجلة إلى شهر أيلول الذي ستحل فيه جميع المواضيع كما قال، وأن شهر آب مخصص للمفاوضات داخليا وإقليمياً بحسب ما يملك من معطيات وتوقعات على حد تعبيره. بدوره لفت الخبير المالي والاقتصادي الدكتور أنيس أبو دياب في اتصال مع “الأنباء” الإلكترونية إلى قانون السرية المصرفية وقانون توحيد سعر الصرف والدولار الجمركي، وهما الأكثر أهمية على جدول الأعمال لجهة ما يتعلق بالمفاوضات مع صندوق النقد الدولي، وما تبقى يندرج في مرحلة الانتظار وتقطيع الوقت على حساب جوع الناس وإفقارها بانتظار مجيء آموس هوكشتاين إلى لبنان أواخر هذا الشهر، وما تبقى تفاصيل صغيرة بنظر المعنيين ولا تعنيهم بشيء كما يرى أبو دياب، مستغربا كيف أن غالبية مشاريع القوانين التي لها علاقة بالبنك الدولي ليست مدرجة على جدول الأعمال.

 

الملف الحكومي: مراوحة ولا اتصالات!

الجمهورية/25 تموز/2022

أكّدت مصادر واسعة الاطلاع لـ«الجمهورية»، انّ الجمود يسود الملف الحكومي، وانّ اي خرق لم يحصل بعد في جدار المراوحة، «وحتى ليس من مساعٍ حقيقية تُبذل في اتجاه تشكيل الحكومة الجديدة، وكأنّ الجميع يسلّمون بالامر الواقع ويستسلمون له، فيما يبدو أنّ كلاً من رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف ينتظر ان تأتي المبادرة من الآخر». واعتبرت، أن لا تفسير بالمعنى السياسي ولا الحكومي ولا الاداري للمراوحة القائمة على مستوى التأليف، فالاتصالات معدومة وقد غاب الوسطاء نهائياً عن حركة الاتصالات بين بعبدا والسرايا. فلا الرئيس المكلّف عبّر عن اهتمامه بالموضوع ولا القصر الجمهوري سجّل أي خطوة في هذا الاتجاه، وبقي الملف مفتوحاً على سجالات متقطعة بين مسؤولي «التيار الوطني الحر» ومحيط ميقاتي. ولاحظت هذه المصادر، «انّ العواصم الدولية والاقليمية التي هي على صلة بالشأن اللبناني، لا تبدي بدورها أي اهتمام حقيقي بمسألة التأليف الحكومي، بل باتت تعطي ضمناً الاولوية لانتخابات رئاسة الجمهورية، التي ستكون حجر الزاوية في الحسابات الخارجية والداخلية للمرحلة المقبلة».

 

الراعي قال كلمته… والكرة في ملعب عون

نداء الوطن/25 تموز/2022

أمس كان يوم البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في الديمان. ليست مسألة بسيطة أن يقابل كلامه بالتصفيق وأن يقف المشاركون في القداس تأييداً له عندما قال في عظته: “وأنتم أيّها المسيئون إلى كرامة اللبنانيّين كفّوا عن قولكم إنّ المساعدات تأتي من العملاء، واذهبوا بالاحرى وإبحثوا في مكان آخر عن العملاء، وأنتم تعلمون أين هم، ومن هم”… بهذه العبارات حسم بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة مسألة تركيب ملف اتهام راعي أبرشية حيفا والأراضي المقدسة والنائب البطريركي على أبرشية القدس والأردن المطران موسى الحاج. أكثر من ذلك قال البطريرك إن ما قام به المطران هو ما يجب أن يقوم به وأن يستمر في القيام به. كان البطريرك حاسماً وجازماً في رفض ما سماه الإساءة إلى المطران وإليه وإلى البطريركية عندما قال: “عبثاً تحاول الجماعة الحاكمة والمهيمنة تحويل المدبَّر الذي تعرّضّ له سيادةُ المطران موسى الحاج من اعتداءٍ سياسيٍّ والذي انتهك كرامة الكنيسة التي يمثّلها، إلى مجرّد مسألةٍ قانونيّةٍ هي بدون أساس لتغطيةِ الذَنبِ بالإضافة إلى تفسيرات واجتهادات لا تُقنع ولا تُجدي. وإن كان هناك من قانون يمنع جلب المساعدات الإنسانيّة فليبرزوه لنا.

وأكثر من ذلك أيضاً طالب البطريرك بإعادة ما تمت مصادرته من المطران الذي يقوم بواجب وطني: “ومن غير المقبول أن يخضع أسقف لتوقيف وتفتيش ومساءلة من دون الرجوع إلى مرجعيّته الكنسيّة القانونيّة، وهي البطريركيّة. وبهذا النقص المتعمّد إساءة للبطريركيّة المارونيّة، وتعدٍّ على صلاحيّاتها. نحن نرفض هذه التصرقات البوليسيّة ذات الأبعاد السياسيّة التي لا يجهلها أحد، ونطالب بأن يُعاد إلى سيادة المطران موسى الحاج كلّ ما صودر منه”. ورفع سقف المواجهة من كون القضية مجرد ملف مفبرك إلى قضية وطنية تدخل في صلب عمل الكنيسة المقاومة: “إنَّ البطريركية المارونية صامدةٌ كعادتِها على مواقفِها وستُتابع مسيرتَها مع شعبِها”. بعد هذا الكلام وضع البطريرك الكرة في عهدة رئيس الجمهورية الذي أعطى وعداً بالعمل على معالجة تداعيات توقيف المطران موسى الحاج وحل القضية بالشكل الذي يعيد الحق إلى أصحابه، ويضع حدّاً لهذا التجاوز الخطير لدور البطريركية المارونية والكنيسة لأن أي خنوع لما حصل سيعني حتماً انهيار آخر حصن من حصون الدفاع عن هوية لبنان.

يوم البطريرك في الديمان أمس غاب عنه “التيار الوطني الحر” الذي كشف غيابه بعض خلفيات “الجماعة الحاكمة والمهيمنة” التي تشمل التيار و”حزب الله” معاً. فبدل أن يقف التيار إلى جانب مرجعيته الروحية في قضية بهذا الحجم حاول أن يغطي على عملية توقيف المطران وإهانة البطريرك والبطريركية، وعمد على عكس ذلك إلى هجوم على “القوات اللبنانية” في مقدمة نشرة أخبار محطته التلفزيونية الـ”أو تي في” بينما لجأ “حزب الله” إلى بعض الأسماء والجمعيات لإصدار بيانات تولى توزيعها وفيها تهجم على البطريرك الراعي والكنيسة المارونية في مسألة تتعلق بكيان هذه الطائفة وتاريخها ومستقبلها، وأخذ على عاتقه تأكيد تهمة العمالة على المطران وتعميمها على الطائفة المارونية حتى قبل أن يتهم القضاء مباشرة، ليكشف بذلك هوية من يقف وراء هذه التركيبة وكـأنه يريد أن يصدر حكمه من دون محاكمة في قضية لا اساس لها من الصحة.

ربما لم يخطر في بال البطريرك الراعي أنه سيتعرض لما تعرض له سلفه البطريرك مار نصرالله بطرس صفير الرمز الكبير الذي كان له الدور الأكبر في معركة الإستقلال الجديد الذي يحاول “حزب الله” إنهاءه وإلغاءه. وهو لذلك خاطب الحشد المتجمع في الديمان قائلاً: “إن البطريرك صفير حي فينا”. كان البطريرك الراعي شاهداً على ما تعرض له البطريرك صفير من إهانة في 5 تشرين الثاني 1989 عندما اقتحم مناصرون للعماد ميشال عون الصرح البطريركي في بكركي بعد انتخاب النائب رينيه معوض رئيساً للجمهورية. تلك الليلة التي روى تفاصيلها البطريرك صفير في مذكراته قال إنه صلى أمام صورة يسوع المصلوب لأنه كان يعتقد أنه سيلاقي وجهه في السماء. وهو الذي ترك المقر البطريركي في بكركي لينتقل قبل الفجر مع المطران بشارة الراعي إلى الديمان. وعندما سئل العماد ميشال عون عن هذا الأمر في اليوم التالي قال إن البطريرك اختار طريق المنفى. وعلى رغم أنه على أيام البطريرك صفير ومن قبله لم يتعرض أي مطران لما تعرض له المطران موسى الحاج ولا تم تفتيش أي أسقف على أبرشية القدس وحيفا والأراضي المقدسة ولا تمت فبركة تهمة من هذا النوع، فإن ذلك يحصل اليوم على عهد الرئيس ميشال عون. فهل سيكون له دور في إسقاط هذه الصورة عن عهده بإعادة الإعتبار إلى القانون والكنيسة والبطريرك والبطريركية ومحو هذه الإهانة؟ أم أنه كما فعل التيار سيغطيها ويثبت أنه جزء من هذه الجماعة الحاكمة والمهيمنة؟ وليس بعيداً عن جو الديمان كان موقف راعي أبرشية بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة الذي لاقى البطريرك الراعي في قراءته لأبعاد ما حصل، معتبراً ان “ما جرى مع أخينا المطران غير مقبول وينذر بوجود نهج جديد في التعامل الأمني والقضائي يؤدي إلى تداعيات خطيرة على مستوى الوطن. وهذا أمر خطير ومرفوض ونأمل عدم تكراره”، وأضاف: “إذا كان توقيفه رسالةً إلى الكنيسة من أجل إسكات صوتها، فإنّ الكنيسة لا تخضع للترهيب والكيدية، ولا تخاف إلا ربّها، ولا تنفّذ إلا تعاليمه، ولا تسمع إلا صوت الضمير والواجب، وواجبُها احترام الإنسان ومحبّته، والحفاظ على كرامته والدفاع عن حريته. هكذا كانت الكنيسة منذ تأسيسها وهكذا ستبقى بنعمة ربها وسيدها يسوع المسيح”.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

البابا فرنسيس يعتذر: الكنيسة تعاونت في تدمير ثقافة الشعوب الأصلية

أوتاوا: «الشرق الأوسط»/25 تموز/2022

اعتذر البابا فرنسيس، اليوم (الاثنين)، عن تعامل المسيحيين مع الشعوب الأصلية في كندا، وعن «الطرق التي تعاون بها كثير من أعضاء الكنيسة» في «المشروعات المدمّرة للثقافات». وقال البابا، خلال خطاب ألقاه أمام أفراد من شعوب «الأمم الأولى» و«ميتيس» و«إينويت» في ماسكواسيس بألبيرتا: «أطلب المغفرة، خاصة للطرق التي تعاون بها كثير من أعضاء الكنيسة والجماعات الرهبانية، وأيضاً اللامبالاة التي أظهروها، في تلك المشروعات المدمّرة للثقافات، وفي الاستيعاب القسري الذي لجأت إليه حكومات ذلك الوقت، والذي بلغ ذروته في نظام المدارس الداخلية الإجبارية»، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

 

البابا فرنسيس في كندا... والسكان الأصليون بانتظار اعتذاره

أوتاوا: «الشرق الأوسط»/25 تموز/2022

توجه البابا فرنسيس، أمس (الأحد)، إلى كندا في زيارة يُفترض أن يجدد خلالها طلب الصفح عن دور الكنيسة في مأساة المدارس الداخلية للسكان الأصليين. وأقلعت طائرة البابا (85 عاماً) الذي لا يزال يعاني من آلام في الركبة، صباحاً من مطار فيوميتشينو في روما باتجاه إدمونتون في مقاطعة ألبرتا (غرب) حيث سيكون في استقباله رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، ومسؤولون دينيون. وستكون هذه الرحلة التي تستغرق عشر ساعات، الأطول منذ 2019 للحَبر الأعظم الذي تُضعفه آلام في الركبة وتفرض عليه التنقل متكئاً على عصا أو على كرسي متحرك. ويرافق البابا فرنسيس خصوصاً مسؤول الدبلوماسية الكاردينال بيترو بارولين. وقبل مغادرته، وجّه البابا رسالة عبر «تويتر» إلى «إخوانه وأخواته الأعزاء في كندا». وكتب: «آتي إليكم للقاء السكان الأصليين. آمل، بعون الله أن تسهم رحلة التوبة التي أقوم بها في طريق المصالحة التي بدأت. أرجو أن ترافقوني بالصلاة». وستخصص هذه الزيارة أولاً للسكان الأصليين الذين يمثلون خمسة في المائة من سكان كندا. وبين نهاية القرن التاسع عشر وتسعينات القرن العشرين، سُجّل نحو 150 ألف طفل من السكان الأصليين قسراً في أكثر من 130 مدرسة داخلية مدعومة من الدولة وتدير معظمها الكنيسة الكاثوليكية. وقد فُصلوا عن أسرهم ولغتهم وثقافتهم وغالباً ما كانوا ضحايا لأعمال عنف، في بعض الأحيان جنسية. ومات نحو ستة آلاف طفل هناك فيما عدّته لجنة تحقيق وطنية «إبادة جماعية ثقافية»، في بلد أثار فيه اكتشاف أكثر من 1300 قبر لمجهولين في 2021 صدمة ودفع السلطات إلى إعلان «يوم مصالحة». وتنتظر مجموعات السكان الأصليين هذه الزيارة بفارغ الصبر على أمل أن يجدد البابا الاعتذارات التاريخية التي عبّر عنها في أبريل (نيسان) في الفاتيكان. وقد يقوم البابا بمبادرات رمزية من بينها إعادة عدد من أعمال وقطع للشعوب الأصلية معروضة في متاحف الفاتيكان منذ عقود. وقال جورج أركاند جونيور، الرئيس الأكبر لـ«اتحاد الشعوب الأولى في كونفيدرالية المعاهدة 6» في مؤتمر صحافي، الخميس، في إدمونتون إن «هذه الرحلة التاريخية جزء مهم من رحلة الشفاء» لكن «ما زال يتعين القيام بالكثير». وحذر إيرفين بول زعيم قبائل لويس بول كري من أن «أحداث الأسبوع المقبل قد تؤدي إلى فتح جروح ناجين». وبعد يوم من الراحة، الأحد، سيلتقي البابا فرنسيس أفراداً من السكان الأصليين للمرة الأولى، صباح الاثنين، في ماسكواسيس التي تبعد نحو 100 كيلومتر جنوب إدمونتون، حيث ينتظر حضور نحو 15 ألف شخص. وكانت ألبرتا المقاطعة التي تضم أكبر عدد من المدارس الداخلية. وقالت شارلوت روان (44 عاماً) التي كانت جالسة على مقعد في ماسكواسيس، لوكالة الصحافة الفرنسية: «أتمنى أن يأتي عدد كبير من الأشخاص» ليسمعوا أن «الأمر لم يكن اختراعاً». لكنّ آخرين ينظرون بمرارة إلى الحدث. وبالقرب من سانت بول (200 كيلومتر شرق إدمونتون)، قالت ليندا ماكغيلفيري (68 عاماً) التي أمضت ثماني سنوات من طفولتها في مدرسة داخلية: «بالنسبة لي، فات الأوان لأن كثيرين تألموا».وأضافت هذه السيدة التي لن «تلتفت» لترى البابا: «فقدتً الكثير من ثقافتي وأصلي ومرت سنوات طويلة من الضياع». وبعد ظهر اليوم (الاثنين)، سيلقي الزعيم الروحي للكاثوليك البالغ عددهم 1.3 مليار شخص، خطاباً ثانياً في كنيسة «القلب المقدس» للشعوب الأصلية في إدمونتون. وسيترأس (الثلاثاء) قداساً في ملعب يتسع لستين ألف شخص في هذه المدينة، قبل أن يتوجه إلى بحيرة «سانت آن» التي تشكل موقع حج سنوي. وبعد ذلك، سيتوجه إلى كيبيك التي يزورها من 27 إلى 29 يوليو (تموز). وسيلتقي رئيس الوزراء جاستن ترودو، ويترأس قداساً في الضريح الوطني لسانت آن دي بوبريه، أحد المواقع الكبرى لرحلة حج في أميركا الشمالية. وفي 29 يوليو، سيتوجه اليسوعي الأرجنتيني إلى إيكالويت (نونافوت)، وهي مدينة تقع في أقصى شمال كندا وتضم أكبر عدد من قبائل الإنويت في البلاد. وسيلتقي فيها طلاباً سابقين في مدارس داخلية، قبل أن يعود إلى روما.

 

طهران ترفض تشغيل كاميرات المراقبة «الدولية» لحين إحياء الاتفاق النووي

لندن - طهران: «الشرق الأوسط»/25 تموز/2022

قال رئيس «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية»، محمد إسلامي، الاثنين، إن طهران لا تنوي التراجع عن إغلاق كاميرات «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» حتى إحياء الاتفاق النووي، وبدوره؛ قال المتحدث باسم وزارة خارجيتها، الاثنين، إنها لن تتسرع في المباحثات الهادفة لإحياء اتفاق 2015 رغم «الضغوط» الغربية، بعد مرور أشهر على تعليق المفاوضات. ولم تحصل «الطاقة الدولية» على تسجيلات كاميرات المراقبة المخصصة لرصد الأنشطة الحساسة في المنشآت النووية الإيرانية، منذ تخلي طهران عن البروتوكول الملحق بـ«معاهدة حظر الانتشار» في فبراير (شباط) العام الماضي. وأبلغت إيران الوكالة التابعة للأمم المتحدة أنها أزالت معدات تابعة لها بما شمل 27 كاميرا جرى تركيبها بموجب الاتفاق، بعدما تبنى مجلس محافظي «الوكالة الدولية» قراراً ينتقد طهران في يونيو (حزيران) الماضي على عدم تعاونها في التحقيق الدولي بشأن مصدر آثار اليورانيوم في منشآتها النووية. وقالت «الوكالة الدولية» حينها إن وقف الكاميرات «ضربة قاتلة» لفرص إحياء الاتفاق الذي انسحبت الولايات المتحدة منه عام 2018. وقال إسلامي إنه مع استمرار اتهامات الغرب لإيران؛ «لم يعد هناك سبب لوجود كاميرات (خطة العمل الشاملة المشتركة)» في إشارة إلى الاسم الرسمي للاتفاق النووي، مضيفاً أن الغرب وجه «اتهامات» لإيران بناء على «وثائق مسروقة». وذلك في إشارة إلى وثائق الأرشيف النووي التي كشفت عنها إسرائيل في أبريل (نيسان) 2018 بعد عملية معقدة من «الموساد» في عمق طهران، في يناير (كانون الثاني) من العام نفسه. ونوه إسلامي بأن طهران «وافقت على الحد من أنشطتها» من أجل «رفع الاتهامات وبناء الثقة»، متهماً الأطراف الغربية بأنهم «لم يلتزموا بتعهداتهم»، موضحاً أن «كاميرات الاتفاق النووي هي من أجل رفع تلك التهم، لكن إذا كان من المقرر أن تبقى الاتهامات، فلا يوجد مبرر لبقاء تلك الكاميرات»، وقال: «تمت إزالة الكاميرات بيد مفتشي (الوكالة الدولية)، وختم عليها، وتحفظ في المنشآت لحين عودة الجانب الآخر للاتفاق النووي». ولفت المسؤول الإيراني إلى أن «الوكالة الدولية» تواصل الإشراف على البرنامج النووي الإيراني «وفقاً لمعايير الضمانات». وتفصل إيران بين الكاميرات التي تنص عليها «معاهدة حظر الانتشار» والكاميرات التي واقفت عليها بموجب الاتفاق النووي، وتوقيعها على البروتوكول الإضافي لـ«معاهدة حظر الانتشار». ويفرض الاتفاق النووي الموقع في 2015 قيوداً على أنشطة إيران النووية مقابل رفع عقوبات دولية كانت مفروضة عليها. لكن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب سحب الولايات المتحدة من الاتفاق في 2018 وأعاد فرض عقوبات قاسية على إيران، في محاولة للدفع باتفاق جديد يضمن إطالة أمد القيود النووية، ويلجم أنشطتها الإقليمية والصاروخية. وردت طهران بمخالفة بنود الاتفاق فيما يتعلق بالقيود على أنشطتها النووية. وتطالب طهران بوقف تحقيق «وكالة الطاقة الذرية» بوصفه أحد شروطها في المحادثات النووية. من جانبه، انتقد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، مدير «الوكالة الدولية» رافاييل غروسي، واتهمه بأن لديه «آراءً غير احترافية وظالمة وغير بناءة» و«مسيّسة» بشأن برنامج إيران النووي، مضيفاً أن طهران «بنظرة تعاملية وبناءة… سمحت لمفتشي (الوكالة الدولية للطاقة الذرية) بزيارة المراكز المعنية مرات عدة متتالية» من أجل «وضع حد لسوء التفاهم».

وأضاف كنعاني في مؤتمر صحافي أسبوعي أن بلاده تأمل في العودة سريعاً للاتفاق النووي إذا ما أظهرت الولايات المتحدة حُسن النية، مضيفاً أن إيران «ملتزمة بالمحادثات، وستواصل ذلك لحين التوصل لاتفاق جيد وقابل للاستمرار». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن كنعاني قوله إن طهران لن تتسرع في المباحثات الهادفة لإحياء الاتفاق بشأن برنامجها النووي رغم «الضغوط» الغربية، بعد مرور أشهر على تعليق المفاوضات. وقال كنعاني إن الغربيين «يطالبون إيران باتخاذ القرار فوراً، ويؤكدون أن الوقت ضيق، وأن على إيران أن ترد بسرعة، إلا إن الجمهورية الإسلامية لا تتصرف بتسرع»، مضيفاً أن طهران «لا تضحي بالمصالح الأساسية للبلاد والأمة في مسار متسرع» رغم «الضغوط النفسية والترقبات الأحادية للأطراف الآخرين».

وقال غروسي لصحيفة «إلباييس» الإسبانية، في مقابلة نُشرت يوم الجمعة، إن برنامج إيران النووي «يتقدم بسرعة»، وإن رصد «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» ما يجري هناك محدود للغاية.ى وقال غروسي: «خلاصة القول إنه على مدى نحو 5 أسابيع لم يكن لديّ سوى قدرة محدودة للغاية على الرصد في الوقت الذي تقدم فيه البرنامج النووي بسرعة. لذلك إذا تم التوصل لاتفاق؛ فسيكون صعباً للغاية بالنسبة إليّ أن أعيد الأمور إلى نصابها بوجود كل تلك الفترة من العمى الإجباري». وبدا إحياء الاتفاق وشيكاً في مارس (آذار) الماضي بعد 11 شهراً من الجهود الدبلوماسية، لكن المحادثات تعثرت بسبب مطالب روسية في اللحظة الأخيرة، وأخرى إيرانية بإلغاء إدراج «الحرس الثوري» في قائمة أميركية للمنظمات الإرهابية الأجنبية. وأوضحت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أنه لا خطط لديها لرفع اسم «الحرس الثوري» الإيراني من القائمة، وهي خطوة؛ إذا تمت، فستكون ذات تأثير عملي محدود على الأرجح؛ لكنها ستُغضب كثيراً من المشرعين الأميركيين. وتطالب إيران بضمانات اقتصادية للاستفادة من المزايا الاقتصادية للاتفاق النووي، وتشمل ضمانات بألا تنسحب واشنطن من الاتفاق النووي. وتحذر قوى غربية من أن إيران تقترب من التمكن من الإسراع صوب صنع قنبلة نووية. وقال كمال خرازي، المستشار المقرب من المرشد الإيراني، إن طهران قادرة فنياً على صنع قنبلة نووية؛ لكنها لم تتخذ قراراً بعد لتنفيذ ذلك. وأدلى خرازي بهذه التصريحات بعد يوم واحد من إنهاء الرئيس الأميركي جو بايدن رحلته إلى الشرق الأوسط التي استمرت 4 أيام وزار خلالها إسرائيل، والسعودية، متعهداً بمنع إيران من «امتلاك سلاح نووي». ومثلت تصريحات خرازي إشارة نادرة إلى أن إيران ربما تكون مهتمة بحيازة أسلحة نووية؛ وهو أمر تنفي منذ فترة طويلة أنها تسعى إليه. وقال «قصر الإليزيه» في بيان، السبت، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عبر لنظيره الإيراني إبراهيم رئيسي عن خيبة أمله إزاء عدم إحراز تقدم في المحادثات.

وعدّ المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، الخميس، أن طهران «لم تتخذ بعد القرار السياسي (...) من أجل تحقيق عودة متبادلة للامتثال لـ(خطة العمل الشاملة المشتركة)». من جهته؛ أبدى رئيس الاستخبارات الخارجية البريطانية، ريتشارد مور، الأسبوع الماضي، شكوكه في أن يكون المرشد الإيراني علي خامنئي (صاحب الكلمة الفصل في السياسات العليا للدولة) يريد العودة إلى الاتفاق النووي، لافتاً إلى أن «الإيرانيين لن يرغبوا في إنهاء المحادثات أيضاً، لذلك فسيستمرون لبعض الوقت». وفي وقت لاحق، قالت وكيلة وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية، فيكتوريا نولاند: «إذا لم يقبل (المرشد الإيراني) الصفقة، فسنضطر بالطبع إلى زيادة الضغط».

 

إيران ترفض تشغيل كاميرات وكالة الطاقة الذرية حتى إحياء الاتفاق النووي

لندن: «الشرق الأوسط»/25 تموز/2022

أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي أن طهران لن تشغّل كاميرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي أزالتها في يونيو (حزيران) حتى يتم إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015. وأبلغت إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أنها أزالت معدات تابعة لها بما شمل 27 كاميرا تم تركيبها بموجب الاتفاق بعد أن مررت الوكالة قراراً ينتقد طهرات في يونيو. ونقلت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن إسلامي القول: «لن نشغل كاميرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية لحين عودة الجانب الآخر للاتفاق النووي». واتهم المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، مدير الوكالة رافائيل غروسي، بأن لديه «آراء غير احترافية وظالمة وغير بنّاءة» بشأن برنامج إيران النووي. وأضاف، أن بلاده تأمل في العودة سريعاً للاتفاق النووي إذا ما أظهرت الولايات المتحدة حُسن النية. ويفرض الاتفاق النووي الموقّع في 2015 قيوداً على أنشطة إيران النووية مقابل رفع عقوبات دولية كانت مفروضة عليها. لكن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب سحب الولايات المتحدة من الاتفاق في 2018 وأعاد فرض عقوبات قاسية على إيران. وردت طهران بمخالفة بنود الاتفاق فيما يتعلق بالقيود على أنشطتها النووية.

 

مسعى فرنسي لإخراج المفاوضات النووية من عنق الزجاجة وماكرون يريد لباريس دوراً في رسم صورة الشرق الأوسط

باريس: ميشال أبونجم/الشرق الأوسط»/25 تموز/2022

ساعتان من المشاورات الهاتفية بين الرئيس إيمانويل ماكرون ونظيره الإيراني إبراهيم رئيسي دارت حول مسائل رئيسية أولها الملف النووي الإيراني الذي وصلت المفاوضات الخاصة به، وآخرها في الدوحة بداية الشهر الجاري إلى طريق مسدود. والاتصال الهاتفي مساء السبت تم بمبادرة من ماكرون ما يعكس قلقاً فرنسياً «وغربياً» فيما تعتبر الأطراف الأوروبية والأميركية أن الكرة في ملعب طهران وأن مصير الاتفاق الذي يعترف الطرف الإيراني بأن التفاهمات بشأنه وصلت إلى 96 في المائة، مرهون بما تقرره القيادة الإيرانية وتحديداً «المرشد الأعلى» علي خامنئي. وهذه القناعة كررها المسؤولون الأميركيون العديد من المرات في الأيام القليلة الماضية. وخلال اتصاله برئيسي، عبر ماكرون، وفق البيان الصادر عن قصر الإليزيه، عن «خيبة أمله لعدم إحراز تقدم، وأصر أمام الرئيس رئيسي على ضرورة اتخاذ خيار واضح للتوصل إلى اتفاق والعودة إلى تنفيذ (إيران) لالتزاماتها النووية». ورغم الخيبة، وتعليق مفاوضات فيينا منذ عدة أشهر، فإن ماكرون جدد التعبير عن قناعته بأن «التوصل إلى حل يوفر العودة إلى التنفيذ الكامل (للاتفاق النووي) ما زال أمراً ممكناً شرط أن يتم ذلك في أقرب وقت ممكن». جاء التواصل الجديد بين ماكرون ورئيسي في سياق المشاورات التي يجريها الأول مع قادة من دول المنطقة إما حضورياً أو عبر الهاتف إضافة إلى القنوات الدبلوماسية التقليدية للنظر فيما سيكون الوضع في الإقليم في حال أخفقت كافة الجهود لإعادة إحياء اتفاق عام 2015 مع بعض التعديلات. وكانت مصادر فرنسية رفيعة المستوى قالت لـ«الشرق الأوسط» إن الغربيين وخصوصاً الطرف الأميركي قدموا لإيران «أفضل عرض يستطيعون تقديمه وإنه يتعين على القادة في طهران ألا يتوقعوا تنازلات إضافية من الجانب الغربي». وتضيف هذه المصادر أن «رهان طهران على عامل الزمن سيفضي إلى نتائج معكوسة»، بمعنى أن ما تقبله واشنطن اليوم «لن تكون قادرة على قبوله مع اقتراب استحقاق الانتخابات النصفية الأميركية». وهذا يعني، عملياً، أنه إذا خسر الرئيس جو بايدن بنتيجتها الأكثرية الطفيفة التي يتمتع بها الديمقراطيون في الكونغرس فإن السير بالاتفاق كما هو «وليس مع تنازلات إضافية لن يكون ميسراً».

بيد أن الأمور لا تتوقف عند هذا الحد. ولاستكمال الصورة، تتعين الإشارة إلى أمرين إضافيين: الأول، المخاوف الغربية من تنامي الأنشطة النووية الإيرانية وغياب الرقابة التي كانت تمارسها الوكالة الدولية للطاقة النووية والنتائج المترتبة على ذلك وفق ما شرحه مديرها العام رافاييل غروسي مؤخراً. وجاءت تصريحات كمال خرازي، وزير الخارجية الأسبق ورئيس المجلس الاستراتيجي للسياسات الخارجية الأحد الماضي التي أكد فيها أن بلاده تتوافر لديها «القدرات الفنية» للحصول على القنبلة النووية لتزيد من المخاوف الغربية حيث يغلب اعتقاد أن طهران ربما باتت على مسافة «أسابيع» من الحصول على السلاح النووي وإن لم تتخذ بعد قراراً بهذا الصدد. ونبهت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا من أن الوقت للعودة إلى الاتفاق «بدأ ينفد» وأنه يتعين على الإيرانيين التوقف عن «المناورات» الهادفة لاستغلال الوقت. من هنا، جاء اعتبار الغربيين أن مزيداً من التأخير في تفعيل الاتفاق وعودة طهران إلى الالتزام بمنطوقه وشروطه «ستجعله عديم الفائدة» لأن الجانب الإيراني يكون قد اجتاز نقطة الخطر.

لا تريد باريس أن تكون بعيدة عما يجري من اتصالات حول منطقة الشرق الأوسط التي ترى أن لها فيها مصالح وصداقات يتعين الدفاع عنها. وعرفت المنطقة في الأيام الأخيرة حدثين رئيسيين: الأول، زيارة الرئيس الأميركي إلى المنطقة وخصوصاً محطة جدة التي شهدت قمة خليجية - عربية - أميركية كان الملف الإيراني أحد أبرز ما ناقشته. والثاني القمة الثلاثية الروسية - التركية - الإيرانية في طهران. وما تريده فرنسا أن تكون على دراية وليست بعيدة عن الخطط التي تحاك للمنطقة. من هنا، تظهر أهمية المشاورات التي أجراها ماكرون مع رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد والرئيس المصري عبد الفتاح السياسي الأسبوع الماضي وكلاهما حضر قمة جدة وأيضاً تواصله مع الرئيس الإيراني.

وأفادت مصادر في قصر الإليزيه بأن الرئيس ماكرون «ينظر» في إمكانية تنظيم مؤتمر إقليمي على غرار القمة التي استضافتها بغداد في شهر أغسطس (آب) من العام الماضي التي شهدت حضور وزراء خارجية المملكة العربية السعودية وتركيا وإيران. ووفق هذه المصادر، فإن «عدة قادة من دول المنطقة عبروا عن تقديرهم للفكرة واستعدادهم للانضمام إليها» خصوصاً أن الغرض منها هو خفض التصعيد وتسهيل الحوار بين دول الإقليم. وفي بيان الإليزيه، ثمة إشارة واضحة لذلك؛ إذ جاء فيه: «إن رئيسيْ الدولتين «فرنسا وإيران» تناولا الوضع الإقليمي وإن الرئيس ماكرون جدد تأكيد تمسُّك فرنسا بأمن واستقرار المنطقة وعزمه على مواصلة جهوده من أجل تهدئة دائمة للتوترات». وأضاف البيان أن الرئيسين «اتفقا على ضرورة تعزيز الحوار بين دول المنطقة استكمالاً (لما تحقق) في مؤتمر بغداد». ومن حيث المبدأ، فإن دعوة ماكرون تلاقي هوى في طهران التي كانت تدعو إلى حوار إقليمي ولكن بعيداً عن القوى الخارجية الأمر الذي أعاد كمال خرازي التأكيد عليه الأحد الماضي. ونقلت وكالة «إرنا» الإيرانية كلاماً لرئيسي وجَّهه لـماكرون وهو أن سبيل حل قضايا المنطقة بيد شعوبها وحكوماتها؛ لأن التدخل الأجنبي يزعزع الأمن والاستقرار الإقليميين. ونقلت الوكالة عن ماكرون تأكيده على دور إيران في «إنجاز العمليات السياسية داخل المنطقة» وهو ما لم يشر إليه البيان الفرنسي.

في هذا الإطار الأوسع، يبدو الملف النووي بمثابة العقدة الأساسية ولكنها ليست الوحيدة. ولم يعرف ما إذا كان الرئيس الأميركي قد طرح على القادة المجتمعين في جدة رؤية واضحة للدور الأميركي في المنطقة والضمانات التي ستوفرها بلاده للأمن والاستقرار فيها باستثناء تأكيده أكثر من مرة أنه «لن يسمح» بأن تتحول إيران إلى دولة نووية. وربما ما يشجع ماكرون على مواصلة جهوده يكمن تحديداً في وجود هذه «المنطقة الرمادية» التي تسمح له بأن يكون له دور يلعبه تحت عنوان مداراة ما قد يحصل في المستقبل وتجنب التصعيد عن طريق لم كافة الأطراف إلى طاولة حوار.

يبقى أن الجانب الإيراني وكالعادة رمى المسؤولية على الغرب معتبراً، وفق «إرنا» أن «إصدار قرار من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية (ضد إيران)، شكّل إجراءً مثيراً للأزمة وسعى للتضييق على الشعب الإيراني، وأدى إلى الإخلال بالثقة السياسية بين الجانبين». ووفق رئيسي فإن «التوصل إلى اتفاق مرهون بحل كامل القضايا المتعلقة باتفاق الضمانات وتقديم تعهدات لازمة بما في ذلك حول التزام الأطراف الأخرى بالاتفاق النووي وتحقيق المصالح الاقتصادية للشعب الإيراني المنصوصة فيه». وعملياً، يعني ذلك أن المسألتين الرئيسيتين العالقتين «ملف الضمانات التي تريدها طهران وملف تمكينها من الاستفادة من رفع كافة العقوبات بما فيها المفروضة على الحرس الثوري الأمر الذي يتطلب رفعه من لائحة المنظمات الإرهابية الأميركية» ما زالتا من غير حلول، وبالتالي فإن المراوحة متواصلة. واستفاد رئيسي من المناسبة للتنديد، من جهة، بالعقوبات الأميركية ضد بلاده، الذي «يضر بالاقتصاد العالمي ولا سيما أوروبا» ومن جهة أخرى بالأفعال والمواقف «غير البناءة» للولايات المتحدة ودول أوروبية في الملف النووي.

 

«الحرس الثوري» يستعد لإطلاق صاروخ إلى الفضاء والتلفزيون الإيراني أعاد مشروعه إلى مسؤول قُتل بتفجير مستودع للسلاح

لندن - طهران:»/الشرق الأوسط/26 تموز/2022

قال مسؤول برنامج صواريخ «الحرس الثوري» الإيراني، أمير علي حاجي زاده، إن قواته تستعد لإطلاق صاروخ يحمل أقماراً صناعية إلى الفضاء، في خطوة ستزيد على الأرجح من مخاوف الغرب وسط تسارع البرنامج النووي الإيراني وتعثر المفاوضات الهادفة لإحياء اتفاق 2015. وصرح حاجي زاده للتلفزيون الرسمي، الاثنين، بأن قوات «جو الفضاء»؛ الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري» الإيراني، تريد إرسال صاروخ حاملاً أقماراً صناعية إلى مدار الأرض، يعمل محركه بالوقود الصلب. ورداً على سؤال حول ما إذا كان «الحرس الثوري» ينوي القيام بتجربة أخرى لصاروخ «قاصد»، قال حاجي زاده إن الصاروخ سيكون «جديداً» باسم «قائم»؛ دون أن يقدم معلومات إضافية عن الصاروخ. لكن التلفزيون الإيراني أشار إلى أن الصاروخ «قائم» عرض للمرة الأولى قبل عام 2010 بحضور حسن طهراني مقدم، العقل المدبر لبرنامج صواريخ «الحرس الثوري» الذي قتل في 12 نوفمبر (تشرين الثاني) 2011 على أثر تفجير مصنع الصواريخ الباليستية في قاعدة ملارد بضاحية طهران، في حادث خلف 36 قتيلاً من «الحرس الثوري» حسب إحصائية قدمتها السلطات الإيرانية. كما عرض التلفزيون الإيراني صورة للمرشد علي خامنئي وطهراني مقدم، قائلاً إن خامنئي كان في جولة تفقدية للاطلاع على مشروع صاروخ «قائم».

وأشار التلفزيون الإيراني إلى إعلان «الحرس الثوري» تجريب محركات صواريخ فضائية، تعمل بالوقود الصلب، في يناير (كانون الثاني) الماضي. وقال حاجي زاده في يناير الماضي إلى أن الصواريخ الجديدة «مصنوعة من مواد مركبة، بدلاً من المعدن، ومحركها غير متحرك»، موضحاً أن ذلك «يزيد من طاقة الصاروخ، وهي غير مكلفة»، الأمر الذي يمكنه من نقل حمولة ثقيلة مثل الأقمار الصناعية. وأطلقت إيران سابقاً إلى الفضاء صواريخ تعمل بالوقود السائل. في 26 يونيو (حزيران) الماضي، أعلنت إيران عن تجربة صاروخ «ذو الجناح» وهو قادر على حمل أقمار صناعية «لأغراض بحثية»، تمتد عملية إطلاقه على 3 مراحل: مرحلتان بالوقود الصلب، ومرحلة ثالثة بالوقود السائل. وجاءت التجربة بعد مضي 3 أشهر على التقاط أقمار شركة «ماكسر تكنولوجيز» في بداية مارس (آذار)، صوراً تظهر آثار حريق وأضرار في منصة إطلاق الصواريخ بـ«محطة الخميني الفضائية» في سمنان شرق العاصمة طهران. وقال خبراء «معهد ميدلبري للدراسات الدولية»، إنها تجربة فاشلة لصاروخ إطلاق القمر الصناعي المسمى «ذو الجناح». وقبل نشر الصورة، قال «الحرس الثوري» في 8 مارس إنه وضع قمراً صناعياً عسكرياً في المدار باسم «نور2» وقد حمله إلى الفضاء صاروخ «قاصد». وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قالت وزارة الدفاع الإيرانية إنها أطلقت صاروخاً إلى الفضاء، يحمل 3 «شحنات بحثية». وأكدت لاحقاً فشل صاروخ «سیمرغ» الذي يعمل بالوقود السائل، في وضع حمولته على المدار لعدم قدرته على بلوغ السرعة المطلوبة. وأثارت عمليات إطلاق الصواريخ السابقة توبيخاً من الأطراف الغربية في الاتفاق النووي، التي تقول إن إطلاق مثل هذه الأقمار الصناعية يتحدى قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي يدعو إيران إلى الابتعاد عن أي نشاط يتعلق بالصواريخ الباليستية القادرة على حمل أسلحة نووية. ينتاب الولايات المتحدة القلق من أن تكنولوجيا الصواريخ بعيدة المدى التي تستخدم لوضع الأقمار الصناعية في مداراتها يمكن استخدامها أيضاً لإطلاق رؤوس حربية نووية. كما تخشى الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل من أن تتخذ طهران من برنامجها لإطلاق الأقمار الصناعية غطاء لتطوير صواريخ عابرة للقارات. وأكثر ما يثير مخاوف الغربيين إمكانية قيام إيران بتعديلات على الصواريخ الحاملة للأقمار الصناعية التي تعمل بالوقود الصلب من أجل تحويلها إلى صواريخ عابرة للقارات قادرة على بلوغ أكثر من 5 آلاف كيلومتر.

 

إيران تعلن «إحباط تفجير» منشأة حساسة في أصفهان و«الأمن القومي» اتهم شبكة من «الموساد»

لندن: عادل السالمي/الشرق الأوسط»/25 تموز/2022

غداة بيان من وزارة الاستخبارات عن توقيف شبكة تابعة لـ«الموساد» على الحدود الغربية مع إقليم كردستان، ذكرت منصة «مجلس الأمن القومي» الإيراني أن طهران اعتقلت «جواسيس الموساد» قبل ساعات قليلة من محاولة تفجير إحدى المنشآت الحساسة بمحافظة أصفهان. وأعلنت «وزارة الأمن (الاستخبارات)» الإيرانية، في بيان، توقيف عناصر من شبكة مرتبطة بـ«جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد)»، دخلوا أراضيها عبر شمال العراق لتنفيذ عمليات تستهدف «مناطق حساسة». وبحسب البيان؛ أوقفت قوات الأمن الإيرانية «عناصر شبكة تجسس إرهابية تابعة لـ(جهاز المخابرات الصهيوني – الموساد)، تم إرسالهم إلى البلاد لتنفيذ عمليات إرهابية، وتم تحديدهم قبل أن يقوموا بأي عملية تخريب». وأضافت أن هؤلاء «كانوا على تواصل مع جهاز (الموساد) بواسطة إحدى الدول المجاورة، وتسللوا إلى البلاد عبر إقليم كردستان» في شمال العراق، قبل أن يتم توقيفهم «جميعاً»؛ حسبما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية عن الإعلام الرسمي الإيراني. ولم يذكر البيان تفاصيل بشأن عدد من جرى توقيفهم، أو جنسياتهم، أو تاريخ حدوث ذلك، أو طبيعة العمليات التي كانوا يحضرون لتنفيذها. إلا إنه أشار إلى أنهم «كانوا بصدد تنفيذ عمليات إرهابية كبيرة غير مسبوقة من خلال استخدام معدات حديثة ومتطورة وأقوى أنواع المتفجرات والاتصالات، لاستهداف مناطق حيوية وذات حساسية؛ محددة مسبقاً داخل البلاد». وذكر البيان أنه جرى ضبط ما كان في حوزة هؤلاء، على أن يتم الكشف عن مزيد من التفاصيل بشأن هذه الشبكة «لاحقاً». وقال موقع «نورنيوز» الإخباري؛ منصة «مجلس الأمن القومي» الإيراني، الأحد، إن «الهجوم على هذه الشبكة جاء نتيجة واحدة من أكثر العمليات تعقيداً لأجهزة المخابرات الإيرانية؛ في الداخل والخارج»، متحدثاً عن عملية لتحديد هوية جميع أفراد الشبكة في داخل وخارج الأراضي الإيرانية. وأضاف: «هذه الشبكة تسللت إلى البلاد بإشراف أحد وسطاء منظمة (الموساد) عبر إقليم كردستان العراق»، مشيراً إلى أنها «قامت بجمع معلومات عن أحد المراكز الحساسة في أصفهان وكانت تنوي القيام بتفجيره»، دون أن يحدد الموقع في محافظة أصفهان التي تضم منشآت عدة نووية وعسكرية حساسة؛ على رأسها منشأة التخصيب الرئيسية في «نطنز». وبحسب رواية «مجلس الأمن القومي»؛ «تم تدريب عناصر الشبكة لأشهر عدة لتنفيذ هذه العملية، في إحدى الدول الأفريقية، وقد نفذوا عملية محاكاة للهدف مرات عدة»، مشيراً إلى أن عناصر الاستخبارات الإيرانية «رصدوا هذه الشبكة قبل الدخول إلى إيران». وقال الموقع إن «اعتقال هذه الشبكة المعقدة جاء في وقت زرعت فيه متفجرات شديدة الانفجار في الموقع المطلوب، ولم يتبق سوى ساعات قليلة لتنفيذ المرحلة الأخيرة من عمليتهم الإرهابية». وقبل بيان وزارة الاستخبارات بيومين، أفاد تقرير لقناة «إيران إنترناشيونال»؛ التي تتخذ من لندن مقراً لها، بأن أعضاء «الموساد» اعتقلوا واستجوبوا داخل الأراضي الإيرانية ضابطاً رفيعاً في «الحرس الثوري» باسم يالله خدمتي. وبثت القناة تسجيل فيديو من استجواب الضابط الذي يكشف معلومات عن نقل السلاح إلى سوريا والعراق ولبنان واليمن.

ويقول خدمتي إنه عضو رفيع في «مركز الدعم اللوجيستي» في «الحرس الثوري»، وعلى صلة مباشرة بقائد «مركز الدعم اللوجيستي»؛ علي أصغر نوروزي، المسؤول عن نقل الأسلحة؛ بما في ذلك الصواريخ والطائرات المسيرة.

وهذه العملية هي الثانية التي يعلن فيها عن استجواب عناصر من «الحرس الثوري»، بعدما نُشرت في نهاية أبريل (نيسان) الماضي تقارير عن اختطاف رجل يدعى منصور رسولي، على يد عناصر «الموساد» واستجوابه في الأراضي الإيرانية لضلوعه في مخطط اغتيال دبلوماسي إسرائيلي في تركيا.

وفي 22 مايو (أيار) الماضي أطلق مسلحون النار على حسين صياد خدايي القيادي في «فيلق القدس» في عملية اغتيال نادرة وسط طهران. ووصفته وسائل إعلام إسرائيلية بأنه قائد «الوحدة 840» المسؤولة عن نقل السلاح. وأبلغت إسرائيل حليفتها الولايات المتحدة بأنها من نفذ عملية الاغتيال. وهدد «الحرس الثوري» بـ«الثأر» لمقتله من إسرائيل. جاء الإعلان عن استهداف شبكة تابعة لـ«الموساد» في إيران، وسط تصاعد التوتر مع إسرائيل؛ العدو اللدود لإيران، بشأن برنامج طهران النووي. وبحسب «رويترز»، رفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يشرف على جهاز «الموساد» التعليق. وفي وقت سابق من هذا الشهر، وقع الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد تعهداً مشتركاً بمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية. ولطالما هددت إسرائيل، التي لا تعترف بها إيران، بعمل عسكري ضد طهران إذا فشلت المحادثات بينها وبين القوى العالمية للحد من أنشطة إيران النووية.

وأثناء جولة بايدن في منطقة الشرق الأوسط، كشفت إيران النقاب عن طائرات من دون طيار مسلحة على سفنها الحربية في الخليج العربي. وقبل ذلك بأسبوعين، اختبرت إيران صاروخاً يحمل قمراً صناعياً الشهر الماضي، مما دفع بالبيت الأبيض إلى التهديد بمزيد من العقوبات على طهران لمنعها من تسريع برنامج الصواريخ الباليستية المتقدم. وكشفت إيران في فبراير (شباط) عن الصاروخ «خيبر شكن» الذي يبلغ مداه 1450 كيلومتراً. وكشفت معلومات استخباراتية أميركية عن أن إيران تستعد لإرسال طائرات من دون طيار هجومية وغير هجومية إلى روسيا لاستخدامها في حربها على أوكرانيا. وقال قائد «الحرس الثوري»، حسين سلامي، الأحد، إن طهران تسعى وراء الإنتاج والحصول على أسلحة متقدمة، دون تحديد طبيعة الأسلحة، وذلك بعد أسبوع من تلويح مسؤول إيراني بامتلاك بلاده قدرات إنتاج قنبلة نووية مع استمرار الجمود في محادثات إحياء اتفاق 2015. ونقلت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن سلامي قوله في مهرجان برعاية قواته، الأحد، إن «الأسلحة مؤثرة في الحروب، لهذا نسعى وراء الإنتاج والحصول على الأسلحة المتقدمة». ومع ذلك قال: «لا نعتمد عليها، ولا نريد معجزة من الأسلحة... نعتمد على الله». نمت طهران بشكل سريع مخزونها من الوقود النووي الذي يستخدم في صنع الأسلحة في الأشهر الأخيرة، مما نشر مخاوف من حدوث تصعيد. كما قامت بتجميع أجهزة طرد مركزي أكثر تقدماً محظورة بموجب الاتفاق النووي التاريخي، الذي تخلى عنه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في عام 2018. وبدا إحياء الاتفاق وشيكاً في مارس (آذار)، لكن المحادثات تعثرت بسبب مطالب روسية في اللحظة الأخيرة؛ وأخرى إيرانية بإلغاء إدراج «الحرس الثوري» من قائمة أميركية للمنظمات الإرهابية الأجنبية. وأوضحت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أنه لا خطط لديها لرفع اسم «الحرس الثوري» الإيراني من القائمة، وهي خطوة؛ إن تمت فستكون ذات تأثير عملي محدود على الأرجح، لكنها ستغضب كثيراً من المشرعين الأميركيين. وأرسل مسؤولان إيرانيان رفيعان إشارات لافتة بشأن امتلاك طهران قدرات على تطوير قنبلة نووية. وقال كمال خرازي، رئيس لجنة العلاقات الخارجية الخاضعة لمكتب المرشد الإيراني، إن لطهران «القدرات الفنية لصناعة قنبلة نووية». وقال الدبلوماسي السابق، محمد جواد لاريجاني، للتلفزيون الرسمي، إن «إيران لا تسعى لإنتاج أسلحة دمار شامل (...) لكنها إذا أرادت القيام بهذا العمل، فلا أحد يستطيع إيقافها». وقال المحلل أحمد زيد آبادي لصحيفة «شرق» الإيرانية إن «الأوضاع الإقليمية والعالمية؛ خصوصاً المقتضيات الداخلية، تفرض على حكومة إبراهيم رئيسي؛ التي تحظى بدعم القوى الداخلية كافة، ضرورة إحياء الاتفاق النووي». ويرى زيد آبادي أن «قرار توقيع الاتفاق النووي وإحيائه كان تكتيكياً في حكومة الرئيس السابق حسن روحاني؛ لأنها واجهت معارضة داخلية، لكنه الآن أصبح استراتيجياً في حكومة رئيسي بعدما سيطرة المحافظون على القوى كافة». وقال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان السابق، حشمت الله فلاحت بيشه، لموقع «جماران»؛ منصة مكتب المرشد الأول (الخميني)، إنه «كلما تأخر توقيع اتفاق لإحياء الاتفاق النووي، فسيكون أثره أقل»، محذراً بأن الفرص في العلاقات الخارجية «تمضي بسرعة». ورأى فلاحت بيشه أن الحرب الأوكرانية «ألحقت أكبر الأضرار بالاتفاق النووي»، مضيفاً أنها «ألقت بظلالها» على المفاوضات النووية. وأضاف: «الاتفاق النووي أهم موضوع في العلاقات الخارجية… لقد كانت فرصة ضيعها الدبلوماسيون الإيرانيون والأميركيون». كما انتقد التعويل على الصين وروسيا، وقال: «ينبغي ألا نرهن سياستنا الخارجية بتحديات القوى… لقد تواطأت القوى الشرقية والغربية بشأن إيران، وصوتوا ضدها» في مجلس الأمن.

 

زيلينسكي يدعو أوروبا لـ«الرد» على «حرب الغاز» عبر تشديد العقوبات على روسيا

كييف الشرق الأوسط»/25 تموز/2022

دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الاثنين، أوروبا إلى «الرد» على «حرب الغاز» التي تشنها روسيا، عبر تشديد العقوبات الأوروبية المفروضة على موسكو، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وقال زيلينسكي، في رسالته اليومية التي يوجهها عبر الفيديو: «اليوم سمعنا تهديدات جديدة على صعيد إمداد أوروبا بالغاز، إنها حرب غاز مفتوحة تشنّها روسيا ضد أوروبا الموحدة»، في إشارة إلى إعلان «غازبروم» عن خفض جديد لشحنات الغاز نحو أوروبا. وتابع: «لذا عليكم أن تردوا. لا تفكروا في كيفية إعادة توربين، بل شدّدوا العقوبات».

 

قصف تركي يشعل خطوط التماس والتوتر شمال شرقي سوريا

القامشلي: كمال شيخو/الشرق الأوسط/26 تموز/2022

أشعل القصف التركي الذي استهدف قرى واقعة شمال غربي محافظة الحسكة لليوم الثاني على التوالي، المواجهات بين الجهات المتحاربة على طول خطوط التماس في هذه المنطقة المتشابكة والمتداخلة شمال شرقي سوريا، وقصفت المدفعية التركية بعشرات القذائف الصاروخية قرى شمال غربي بلدة تل تمر وحوض خشم الزركان وناحية أبو راسين، الخاضعة لنفوذ «قوات سوريا الديمقراطية». واستهدف الجيش التركي (الاثنين) مواقع انتشار قوات «قسد» في قرى أسدية وخضراوي وتل حرمل وتل الورد وخربة الشعير والربيعات بريف ناحية زركان، ما أدى إلى حركة نزوح الأهالي باتجاه ناحية الدرباسية المجاورة. وقال مصدر طبي من بلدة تل تمر في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، إن القصف المستمر منذ 48 ساعة الماضية، أسفر عن مقتل مواطنين مدنيين وإصابة 10 آخرين بينهم نساء وأطفال، وطالت الهجمات التركية قرى تل شنان والدردارة شمال شرقي تل تمر ومحيط القاعدة الروسية بالمنطقة، إضافة إلى قرية مجيبرة الواقعة على الطريق الدولي (إم 4) كما استهدفت قرى سكر الأحيمر وتل جمعة وتل الطويل والغيبش والطويلة والدشيشة وقصر توما يلدا الواقعة غرب تل تمر. وذكر مصدر عسكري من قوات «قسد»، أن حصيلة الهجمات سقوط 125 قذيفة على قرى تل تمر بريف الحسكة الشمالي، وأسفرت عن إصابة 3 من قوات «حرس الخابور» الآشورية المنضوية في صفوف القوات ومقتل جندي من الجيش السوري الموالي للأسد، إضافة إلى دمار ممتلكات سكان المنطقة من المدنيين وانقطاع التيار الكهرباء بعد استهداف محطة التحويل بالقرب من قرية أم الكيف. وأفاد المسؤول العسكري نبيل وردة، القيادي في «مجلس حرس الخابور الآشوري» بأن المنطقة تتعرص لقصف تركي ممنهج، وقال في اتصال هاتفي من بلدة تل تمر: «القصف خلف أضراراً مادية كبيرة في منازل المدنيين والكنائس ودور العبادة، كما أصيب 3 من مقاتلي (حرس الخابور) كانوا في مواقعهم يحرسون ممتلكات الأهالي وسكان المنطقة». وفي ريف حلب الشمالي، قصفت المدفعية التركية (الاثنين) نقطة عسكرية تابعة للقوات النظامية السورية في قرية تل المضيق، بعد يوم من قصف مماثل، وقال مصدر عسكري وسكان محليون، إن المدفعية التركية قصفت قريتي حربل وأم الحوش بعشرات القذائف وجاءت هذه الهجمات بعد قصف عنيف شهدته المنطقة، الأحد، بأكثر من 60 قذيفة مدفعية، لتسفر عن إصابة جنديين من الجيش السوري في قرية أبين. إلى ذلك؛ كشفت القيادة العامة لقوات «قسد» أن القياديات الثلاث ضحايا الطائرة المسيرة التركية استهدفت سيارة كانت تقلهن في الطريق الواصل بين مدينتي القامشلي والقحطانية، وكان بينهن قائدة وحدات مكافحة الإرهاب سلوى يوسف (جيان)، والقيادية في وحدات حماية الشعب (YPJ) جوانا حسو (روج خابور) المنحدرة من بلدة الدرباسية، والمقاتلة في وحدات (مكافحة الإرهاب) رُها بشار (بارين بوطان) المنحدرة من عفرين». ونشر القائد العام مظلوم عبدي تغريدة على حسابه الشخصي بموقع تويتر، اتهم فيها تركيا باستهداف قائدة العمليات المشتركة مع التحالف الدولي جيان عفرين ورفيقاتها روج وبارين، قائلاً: «القياديات بطلات شاركن في الحرب ضد تنظيم (داعش) وإنقاذ البشرية من براثنه، واستهداف تركيا لهن انتهاك يقوض الحرب على التنظيم»، ودعا التحالف الدولي والولايات المتحدة إلى بذل المزيد من الجهود لردع تركيا وإيقاف اعتداءاتها. من جهة ثانية، نفت «قسد» مسؤولية الهجوم على قرية «كويت الرحمة» بريف مدينة عفرين شمال محافظة حلب، وأدانت الأفعال التي تستهدف المناطق السكنية الآهلة بالمدنيين من أي طرف عسكري. وفي معرض الرد على الاتهامات التي طالت «قسد» بمسؤوليتها على هجوم القرية، قال فرهاد شامي لـ«الشرق الأوسط»: «قواتنا تدين مثل هذه الأفعال التي تستهدف المناطق السكنية الآمنة بالمدنيين بمنطقة مكتظة بالتنظيمات العسكرية التابعة لتركيا، وتؤكد على النية الجاهزة للتمويه على الفاعل الحقيقي». وأشار إلى أن تركيا عمدت خلال الشهر الحالي إلى قصف مناطق سيطرت القوات بأكثر من 950 هجوماً صاروخياً، إلى جانب هجمات بطائرات مسيرة استهدفت المناطق الآهلة بالمدنيين.

 

قصف صاروخي لحقل للغاز في شمال العراق

السليمانية (العراق) الشرق الأوسط»/25 تموز/2022

تعرض حقل غاز في إقليم كردستان، الذي يتمتع بحكم ذاتي، لقصف صاروخي اليوم الإثنين، كما أفاد مسؤول محلي، في رابع هجوم يطال الحقل ذاته خلال شهر، فيما شهدت مواقع للنفط والغاز في الإقليم هجمات مماثلة في الأشهر الأخيرة، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وقال رمك رمضان قائم قام قضاء جمجمال في محافظة السليمانية، حيث يقع الحقل المستهدف في شمال العراق والمملوك لشركة «دانة غاز» الإماراتية، إن «حقل خور مور تعرض إلى قصف بثلاثة صواريخ (كاتيوشا)». وأضاف لوكالة الصحافة الفرنسية: «حتى الآن الخسائر غير معروفة ونحن بصدد التحقيق لمعرفة الخسائر». وهذه المرة الرابعة خلال نحو شهر التي يتعرض فيها هذا الحقل للقصف، دون أن تسفر الهجمات عن خسائر مادية وبشرية. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجمات. ويقع حقل الغاز بين مدينتي كركوك والسليمانية في منطقة تديرها سلطات إقليم كردستان. وفي الأسابيع الأخيرة، استهدفت مواقع لإنتاج المحروقات في إقليم كردستان بقذائف صاروخية لم تتبن أي جهة إطلاقها. وسجل أول استهداف بالصواريخ في أبريل (نيسان)، ثم استهدفت في مايو (أيار) مصفاة نفط كاوركوسك، وهي من أكبر المصافي في المنطقة الغنية بالنفط والواقعة شمال غرب أربيل عاصمة كردستان العراق.

 

التونسيون وافقوا على الدستور الجديد ونسبة الإقبال على الاستفتاء 27.5%

تونس الشرق الأوسط»/25 تموز/2022

أظهر استطلاع أجرته «سيغما كونساي» وبث نتائجه التلفزيون الرسمي أن الناخبين في الاستفتاء التونسي، الإثنين، وافقوا بنسبة 92.3 في المائة على دستور جديد يمنح الرئيس قيس سعيد سلطات أكبر. وأظهر الاستطلاع أن إقبال الناخبين على الاستفتاء الذي قاطعته أحزاب المعارضة بلغ 25 في المائة، بحسب ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء. إلا أن الهيئة العليا للانتخابات أفادت بأن الأرقام الأولية تُظهر أن إقبال الناخبين بلغ 27.5 في المائة. أتى هذا الاستفتاء بعد سنوات من الانتقال السياسي اتسمت بالتعثر والاضطرابات الاجتماعية المتكررة وفي ظل وضع اقتصادي متأزم. وهذه هي الخطوة الرئيسية من أجندة سياسية كان عرضها الرئيس التونسي قيس سعيد منذ إعلانه التدابير الاستثنائية في مثل هذا اليوم قبل عام، وهو يوم يمثل رمزية في تاريخ البلاد ويتوافق مع ذكرى إعلان النظام الجمهوري عام 1957. ويمهد الدستور الجديد، في حال اعتماده، لتأسيس جمهورية جديدة بنظام رئاسي، قبل تنظيم انتخابات برلمانية مبكرة في 17 ديسمبر (كانون الأول) المقبل. ومن المرتقب أن تعلن هيئة الانتخابات عن النتائج الأولية الرسمية للاستفتاء الثلاثاء.

 

القضاء الفرنسي يحقق في ممتلكات أثرياء روس

باريس الشرق الأوسط»/25 تموز/2022

فُتح تحقيق قضائي يستهدف ممتلكات تعود لأثرياء روس مقربين من الرئيس فلاديمير بوتين في فرنسا، في الأول من يوليو (تموز)، بحسب ما أفاد الاثنين مصدر قريب من الملف لوكالة الصحافة الفرنسية. وفُتح التحقيق من قبل مكتب المدعي المالي الوطني، وعُهد به إلى المكتب المركزي لقمع الجرائم المالية الخطيرة.

يأتي ذلك بعد أن قدمت منظمة «الشفافية الدولية» غير الحكومية لمكافحة الفساد شكوى نهاية مايو (أيار) في باريس بشأن أعمال «تبييض أموال» تستهدف مكاسب محتملة غير مشروعة في فرنسا حققها «رجال أعمال ومسؤولون كبار مقربون من فلاديمير بوتين». تستهدف الشكوى ضد مجهول، التي رفعتها المنظمة غير الحكومية، بالإضافة إلى تبييض الأموال، عدم تبرير مصدرها، وتوضح بالتالي «أنها تدين نظام الاستيلاء على الدولة الروسية والثروة الوطنية من قبل» مقربين من بوتين.وبحسب المنظمة غير الحكومية، التي لا تذكر أسماء الأشخاص المستهدفين «لتجنب الأعمال الانتقامية»، فإن النظام الذي تم تطويره «ينشر تشعباته في فرنسا في قطاع العقارات خصوصاً، بسبب قلة يقظة الوسطاء». وأضافت المنظمة غير الحكومية أن «طموح اتخاذ تدابير عقابية ضد روسيا، والإعلان عن أول عمليات التجميد، يصطدم بصعوبات تحديد أصول الأشخاص الخاضعين للعقوبات، في فرنسا، كما في دول أخرى، حيث تعقب أصول الأثرياء والمقربين من النظام الروسي أمر صعب»، مؤكدة «وجود وسطاء أو شركات وهمية أو صناديق ائتمانية في الملاذات الضريبية أو القضائية». وبفضل مصادر مختلفة «تمكنا من إجراء جرد للأصول العقارية في فرنسا لكثير من الأثرياء والمقربين من النظام الروسي، وتحديد سلاسل العقارات التي أقيمت لهذا الغرض، وجمع أدلة حول المصدر غير المشروع للإيرادات التي سمحت باكتساب هذه الثروة»، كما قال باتريك ليفاس رئيس المنظمة. في نهاية أبريل (نيسان)، جمدت فرنسا 23.7 مليار يورو من الأصول الروسية على أراضيها، بما في ذلك عقارات بقيمة استحواذ تقدر بـ573.6 مليون. على وجه الخصوص، تم حجز 4 سفن شحن و4 يخوت، بقيمة تزيد عن 125.2 مليون يورو، و6 مروحيات تزيد قيمتها عن 60 مليون يورو، وقطع فنية بـ7 ملايين يورو. وتعد مناطق كاب دانتيب وكاب فيرا وكورشوفيل وكورسيكا الوجهات المفضلة لأصحاب المليارات الروس الذين ساهموا في ارتفاع الأسعار. وفي تحقيق لوكالة الصحافة الفرنسية، نشر في أبريل، أفادت مديرة وكالة عقارية بشراء منازل بـ«50 مليون يورو» في كاب فيرا بين نيس وموناكو. ومن بين العقارات التي يملكها أصحاب المليارات الروس شاليهات فخمة في كورشوفيل أو غيرها من منتجعات التزلج، التي تبلغ أسعارها نحو 100 مليون يورو. وغالباً ما يختبئ أصحابها خلف شركات وهمية، مقرها جزر الباهاماس أو غيرنزي. ويشتبه المحققون في استخدام أسماء أخرى لعدم التمكن من كشف الهوية الحقيقية لمالك العقار.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 البطريركية المارونية هي آخر حصون الكيان اللبناني

وجيه قانصو/موقع جنوبية/25 تموز/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/110673/%d9%88%d8%ac%d9%8a%d9%87-%d9%82%d8%a7%d9%86%d8%b5%d9%88-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%83%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a7%d8%b1%d9%88%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%87%d9%8a-%d8%a2%d8%ae/

لم تعد قضية المطران الحاج قضية تعامل مع دولة “عدوة”، بل باتت قضية من يمسك بزمام الأمور في لبنان ويحدد مساحة المقبول وغير المقبول، ويضع آليات الملاحقة والعقاب، ويعرف المفاهيم والمصطلحات. هي في ظاهرها تطبيق للقانون، واستنفار وطني غيور ضد أي أشكال التعامل مع إسرائيل، لكنها في عمقها وحقيقتها تغيير لقواعد اللعبة الداخلية في لبنان، إنهاء لخارطة توزيع القوة فيه، تمدد حزب الهي لرسم معادلة جديدة، لم تعد هذه المرة ذات طبيعة أفقيه، تقوم على الاعتراف المتبادل بين مساحات نفوذ مكونات المجتمع اللبناني، بل باتت عامودية تقوم على تراتبية بين القوى ذات بنية هرمية يكون حزب الله رأسها وممسكاً بكامل مفاصلها.

لم تعد قضية المطران الحاج قضية تعامل مع دولة “عدوة”، بل باتت قضية من يمسك بزمام الأمور في لبنان ويحدد مساحة المقبول وغير المقبول، ويضع آليات الملاحقة والعقاب، ويعرف المفاهيم والمصطلحات. هي في ظاهرها تطبيق للقانون، واستنفار وطني غيور ضد أي أشكال التعامل مع إسرائيل، لكنها في عمقها وحقيقتها تغيير لقواعد اللعبة الداخلية في لبنان، إنهاء لخارطة توزيع القوة فيه، تمدد حزب الهي لرسم معادلة جديدة، لم تعد هذه المرة ذات طبيعة أفقيه، تقوم على الاعتراف المتبادل بين مساحات نفوذ مكونات المجتمع اللبناني، بل باتت عامودية تقوم على تراتبية بين القوى ذات بنية هرمية يكون حزب الله رأسها وممسكاً بكامل مفاصلها. أنجز حزب الله ورشة القضاء على القوة السياسية السنية الممثلة بتيار المستقبل، الذي بدأ باغتيال مؤسسه رفيق الحريري وانتهى بتشتيت التيار، وإعلان رئيسه سعد الاعتزال والاقرار بالهزيمة. هو انسحاب أصاب مركز الثقل السياسي للطائفة السنية، وعرضها للتشتت والتفرق، وجعلها مسرحاً للمواقف المتباينة والمتباعدة، فضلا عن تحولها إلى فريسة سهلة للاختراق، بعد أن حل محل المركز السياسي شخصيات طامحة للوصول إلى السلطة مهما كانت أثمانه وتبعاته. هي وضعية تقلل الأمل بنشوء قريب لقوة استقطاب مركزي بديلة، وبقاء التشتت سمة طويلة الأمد للحالة السنية.  

أما الطرف الدرزي، فقد اكتشف الخلل الهائل في ميزان القوى الداخلي لصالح حزب الله بعد حرب 2006 ثم احتلال بيروت، فآثرت قيادته الخروج من معركة المواجهة ضد حزب الله والنظام السوري، وممارسة مجافاة شكلية، لكن يحركها تخل ضمني عن مشروع الدولة والسيادة، وإنكفاء غير معلن من أية مواجهة، والتعامل مع معطيات الأمر الواقع بكثير من الذرائعية والبراغماتية، والتركيز على حفظ مصالح الطائفة الدرزية مهما كانت طبيعة النظام أو الجهة الحاكمة. هو موقف أحدث تحولاً في سياسة القيادة الدرزية، من مواجهة مبدئية إلى تقاسم الحصص، من مشروع تغييري وثوري وتنويري مثَّلته قيادة كمال جنبلاط، إلى سياسة البقاء وتقليل الخسائر، من مشروع دولة عادلة تنصف الطائفة، إلى حفظ مصالح الطائفة مهما كانت طبيعة الدولة. أي من الطموح بدولة ذات مواصفات خاصة إلى التكيف مع أية دولة أو سلطة. أما الطرف المسيحي، فمن الواضح أن الطائفة المارونية ما تزال تمثل ثقله ونقطة ارتكازه، سواء أكان على مستوى القيادة السياسية والتنظيمات الحزبية، أم على مستوى قوة البطريركية المارونية، التي لا تقتصر قوتها على رعايتها الدينية، وإنما تتمثل برمزيتها التأسيسية للكيان اللبناني نفسه، وبكونها امتداداً رسمياً للكنيسة الكاثوليكية، أي تنعمها بغطاء دولي وعالمي شديد الفعالية والتركيز.

كانت رئاسة الجمهورية نقطة ضعف الطائفة المارونية لا مصدر قوتها، أي كانت هي الخاصرة الرخوة التي مكنت حزب الله من اختراق الطائفة المارونية، وبالتالي المكون المسيحي بأسره، من خلال إثبات قدرته على أن يكون بوابة العبور الإلزامية إلى رئاسة الجمهورية، فضلا عن تقديم نفسه ضمانة لأمن “الأقليات المسيحية”. هو أمر أحدث انقساماً في الرأي داخل المجال المسيحي، الذي تتحكم فيه الرغبة بقيام الدولة السيدة ويعاني في الوقت نفسه من رهاب مسيطر جراء تصاعد الأصوليات السنية، الأمر الذي سهل تعميم فكرة تحالف الأقليات، ودفع القيادات السياسية الطامحة إلى الرئاسة على عقد صفقة ضمنية مع حزب الله، ظاهرها رئاسة مقابل شرعنه سلاح الحزب، لكن حقيقتها هي: الوصول إلى رئاسة الجمهورية مقابل التخلي الكامل عن سيادة الدولة.

نجح حزب الله في إحداث اختراق سياسي ومجتمعي داخل الساحة المسيحية لفترة طويلة، بحكم التقية المتقنة التي كان يمارسها، وبحكم ارتفاع وتيرة الخوف من الخطر الأصولي السني الممثل بالقاعدة وداعش في المنطقة. حيث غلب على المزاج المسيحي قبولاً بدور سلاح هذا الحزب في سوريا ضد التنظيات الجهادية، بخاصة بعدما عمم الحزب أن سلاحه منع تمدد هذه التنظيمات داخل لبنان.  لكن الصورة أخذت تتغير بعد طي صفحة داعش في سوريا والعراق، وظهور الحزب بصفته القوة الحامية لمنظومة السلطة الفاسدة في لبنان، واستعمال ألوان شتى من القمع وتشويه سمعة المحتجين والمتظاهرين. هي وضعية أحدثت تعديلاً هائلاً في المزاج المسيحي، تحول معها سلاح حزب الله بنظر هؤلاء من حليف إلى وصي، من ضمانة إلى تهديد وجودي. هو تحول عكسته نتائج الانتخابات التي أنهت مجد حليفه العوني، وأظهرت أكثرية مسيحية كاسحة رافضة لهذا السلاح بكل عناوينه التي يتزين بها. بقيت البطريركية المؤسسة الوحيدة التي لم يكن بالإمكان اختراقها أو حتى استمالتها. فالبطريركية، بخلاف المجالس الطائفية الأخرى في لبنان، مستقلة في تكوينها وهرميتها عن أي نفوذ سياسي، وما تزال تتمتع بقدرة استقطاب عالية وطاقة تعبئة شعبية لافتة بحكم رسوخ الهوية الدينية وارتفاع مستويات التدين في المجال المسيحي. هذه المؤسسة قررت، وبعد صمت أو صبر طويل، أن تخوض معركة لبنان بأسره، وتسمي الأشياء بأسمائها. طرحت مقولة حياد لبنان، لكي لا يكون نفوذاً خارجياً أو ساحة رسائل دولية،   واعتبرت أن سلاح الحزب مشكلة جوهرية لا تقبل التسويات أو أنصاف الحلول لأنها تعارض أصل فكرة الدولة وتناقض صميم الكيان اللبناني. 

لم يبق أمام حزب الله، بعد تطويع مؤسسات الدولة اللبنانية كافة، وبعد بقاء هامش سياسي مقبول داعم له داخل الساحة المسيحية، لم يبق إلا الاشتباك مع آخر حصون الكيان اللبناني وهو البطريركية المارونية. لكن هذه المرة لا من ناحية التخويف أو عرض العضلات أو انتشار القمصان السود، فهذا يرتد سلباً على الحزب، بل لجهة التضييق على مساحة عمل البطريركية ونشاطها من خلال الاستعانة باجتهادات قانونية تعسفية، وتحريك موضوع العمالة لإسرائيل ورميه في وجه البطريركية. فهمت البطريركية ما جرى للمطران موسى الحاج بأن تحريك القانون هو بداية أولى لسلسلة طويلة من  التضييقات القانونية، أي مسار طويل للإخضاع. وتحريك مسألة التعامل مع إسرائيل مدخلاً لطرح تساؤلات وتشكيكات ضد وطنيتها، أي تلطيخ سمعة إرثها التاريخي وإسقاط شرعيتها وتحطيم صدقيتها الأخلاقية.   هذا يفسر رد الفعل العنيف من البطريركية، لأنها لم تعد قضية قانونية، ولم تكن كذلك من الاساس، بل قضية سمعة ومكانة ودور ورمز. فالاستهداف بنظرها لا يطال سلوكاً أو فرداً أو تفصيلاً عابراً، بل تصويب قاتل يستهدف صميم المؤسسة.  بحيث لا يعود المتهم هو المطران الحاج، ولا تعود المسألة قضية أموال منقولة من دولة عدوة، بل تصبح البطريركية بأسرها، وبكل ما تقوم عليه، هي المتهمة وموضع المحاكمة. هي صورة آثرت البطريركية مواجهتها لا بالدفاع عن نفسها، بل الهجوم المضاد والتهمة المضادة لكل الذين تورطوا في خلق مشهدية العمالة المزيفة أو المصطنعة. كانت العمالة مع إسرائيل في زمن احتلالها للجنوب اللبناني قضية أخلاقية ووطنية، ولا يوجد شيء يسوغها. لكن في الوقت نفسه لم يكن بالإمكان إلغاء الأبعاد الإنسانية للمسألة.  ففي زمن الاحتلال الإسرائيلي للجنوب اللبناني، تسامح الحزب والدولة معاً بتواصل القاطنين في منطقة الاحتلال مع أهاليهم وأقاربهم في المناطق المحررة، وتساهل بنقل أموال ومساعدات من القاطنين من منطقة الاحتلال إلى أهلهم وذويهم في المناطق المحررة وبالعكس، وسمح بحرية الحركة من وإلى هذه المناطق، على الرغم من المخاطر الأمنية والاستخباراتية التي قد يترتب على ذلك. لكن ذلك ساهم بامتصاص التبعات والآثار الاقتصادية والإنسانية.  كذلك الأمر، حين انسحبت إسرائيل، بقي الكثير من العملاء الشيعة مع أُسرهم في الجنوب اللبناني، وكانت عقوبتهم طفيفة بالقياس إلى جرائمهم. وقد عمد حزب الله نفسه إلى استيعابهم وإعادة تأهيلهم وتطويع الكثير منهم ومن أبنائهم داخل صفوفه.

هذا يعني أن قضية العمالة تحولت بعد الإنسحاب الإسرائيلي إلى مشكلة إجتماعية واقتصادية، بعدما كانت زمن الاحتلال مشكلة أخلاقية ووطنية. وكان المطلوب، من دون التسامح في ذنب العمالة، أن تعالج تبعات المشكلة وآثارها، التي لا تحصل بالمزايدة ورفع السقف بل بالتفهم والاستيعاب والحل المنصف والرحيم. هذا الأمر لم يحصل في الدولة اللبنانية، وقصرت في حل مشكلة الذين هربوا إلى إسرائيل مع بقاء عائلاتهم وأُسرهم داخل لبنان، وظل مزاج المزايدة الغوغائي هو السائد، وهو مزاج لا يعنيه حل المشكلة بل التلاعب على تناقضاتها وإساءة توظيفها لغايات حزبية أو سياسية أو أيديولوجية، أي إدراجها مادة توظيف بشعة وابتزاز وقح في الصراعات الداخلية اللبنانية. بالتالي بقيت مشكلة هؤلاء معلقة سياسياً وقانونياً، الأمر الذي فاقم من تأزمها الاجتماعي والاقتصادي، أي العمق الإنساني، بخاصة أُسَرُ هؤلاء وعائلاتهم. وهو الجانب الذي عمدت البطريركية إلى التخفيف من تبعاته وآثاره المدمرة من دون أن تعطي لما تفعله أي دلالة سياسية أو تعد وانتهاك قانونيين، ولم تتبن تسويغاً لعمالة الذين هربوا إلى الداخل الإسرائيلي، بل فعلت ما قصرت الدولة اللبنانية عن فعله، في ضرورة السعي إلى استعادة أبنائها وتسهيل تواصلهم مع عائلاتهم ولم شملهم مع أسرهم، حتى لو كانوا مذنبين.   حين يساء استعمال موضوع العمالة أو العداوة لإسرائيل لصالح نزعة سيطرة داخلية، وحين تصبح العمالة شعاراً غوغائياً لرفع السقوف ونثر التهم جزافاً، لا نعود أمام قضية وطنية، أو أمام قضية مقاومة، بل أمام سلطة زاحفة ومقتحمة لكل الحصون والقلاع، لا تكتفي بامتلاك ناصية القرار السياسي، بل تنزع إلى امتلاك الحقيقة، أي سلطة صياغة المفاهيم، وتعريف المصطلحات، وتحديد معيار الخطأ والصواب، ورسم الخطوط الفاصلة بين الخير والشر، وصلاحية تصنيف مَنْ على حق ومن على باطل، من العميل ومن الغيور. 

 

غلطة السيّد مع بكركي بألف غلطة… لقد ارتكب حزب الله بحق بكركي غلطة فادحة فلعله ينتبه إلى ذلك قبل فوات الأوان!

أحمد عياش/هنا لبنان/25 تموز/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/110666/%d8%a3%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%b9%d9%8a%d8%a7%d8%b4-%d8%ba%d9%84%d8%b7%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d9%91%d8%af-%d9%85%d8%b9-%d8%a8%d9%83%d8%b1%d9%83%d9%8a-%d8%a8%d8%a3%d9%84%d9%81-%d8%ba%d9%84%d8%b7/

ليست هي المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة، التي يشتبك بها “حزب الله” مع بكركي. إنّها قصة قديمة، قدم ظهور الحزب على المسرح الداخلي في ثمانينات القرن الماضي كفصيل تابع مباشرة للحرس الثوري الإيراني. ومنذ ذلك الحين، ولغاية اليوم، توالت الشواهد على الهوّة العميقة التي تفصل الصرح المتجذّر في هذه البلاد منذ قرون، وبين هذا الفصيل اللبناني الذي صنعته إيران الثورة بعد نشوئها عام 1979.

على امتداد مسيرته التي بلغت حتى الآن 4 عقود، كان على “حزب الله” التعامل مع بطريركين هما: البطريرك الراحل مار نصر الله بطرس صفيّر بين عامي 1986 و2011، والبطريرك مار بشارة بطرس الراعي منذ العام 2011 ولغاية اليوم. وإذ بدا البطريرك صفيّر متشدّداً في مواجهة النفوذ السوري ومن ثم الإيراني كما ظهر جليًّا عشية الانتخابات النيابية عام 2008، غير أنّ البطريرك الراعي ومنذ 11 عاماً أظهر قامة مماثلة لسلفه مع الأخذ بالاعتبار تبدّل الأزمنة في لبنان والمنطقة والعالم.

لم يساوم البطريرك الحالي في مبادئه التي هي من مبادئ الكنيسة التي يترأسها. ولم يرق لـ “حزب الله” هذا الالتزام الذي تمارسه كنائس الشرق عموماً والمارونية خصوصاً في التعامل مع إسرائيل عام 1948 الذي هو أيضاً عام نكبة فلسطين. فهذه الكنائس تعتبر تلك الأرض، أرض المسيح. لا فرق عندها أن تكون دولة إسرائيل أم أراضي السلطة الفلسطينية التي نشأت بموجب اتفاقات أوسلو عام 1993.

عندما وصل النائب البطريركي في حيفا والأراضي المقدسة والمملكة الهاشمية المطران موسى الحاج صباح الاثنين في 18 تموز الجاري إلى معبر الناقورة، كان يعتبر نفسه آتياً من أرض المسيح وداخلاً إلى ارض المسيح منذ أن انتُخب مطراناً وسيّم أسقفاً وعيّن على أبرشية حيفا والقدس عام 2012. لم يخالجه شعور بأن الأموال والأدوية التي حملها من الرعية في إسرائيل ستكون “مستند” اتّهامه بالتعامل مع الدولة العبرية.

سيكون الاهتمام بسلوك مفوض الحكومة العسكرية فادي عقيقي الذي نفّذ هذا الاتهام، أو موقف العهد من هذه القضية التي مثلت ذروة استهداف المرجعية المارونية في أعوامه، من قبيل التفتيش عن ضائع، لأنّ “حزب الله” انبرى مباشرة للإعلان عن وقوفه وراء هذا الفصل القضائي الجديد، والذي رسم معالمه رئيس كتلة الحزب النيابية محمد رعد، ورئيس المجلس التنفيذي في الحزب هاشم صفي الدين، الذي لخّص المشهد بالقول: “التطبيع خيانة والموقف في العام 1982 و1983 كان سلاحًا، أمّا بعدَ أربعين عامًا أصبح الموقف، مقاومة سلاح صواريخ حتى تحرير القدس الشّريف”.

لكن ما دخل قضية المطران الحاج بما وصفه صفي الدين بعبارة “التطبيع خيانة؟”

المواقف التي أدلى بها البطريرك بالأمس في الديمان سواء في عظة الأحد أو في الكلمة التي خاطب بها الحشود التي أمت الصرّح، تمثل وثيقة تاريخية لتوضيح موقف الكنيسة المارونية من الرعايا المسيحيين عموماً والموارنة خصوصاً في إسرائيل. لكن من المؤكد أن “حزب الله” يقرأ في الكتاب الإيراني، فعبثاً ننتظر منه اقتناعاً بما صدر عن بكركي.

لتقريب الموضوع إلى الأذهان، نعود إلى الفترة من عام 1923 إلى عام 1948، حيث كانت هناك سبع قرى في فلسطين الانتدابية، معظم سكانها من الشيعة، وهي: تربيخا، صلحا، المالكية، النبي يوشع، قدس ( بالانكليزية Kadass ) لتمييزها عن القدس، هونين، وآبل القمح. وقد نقلت هذه القرى من المجال الفرنسي إلى البريطاني نتيجة لاتفاق الحدود المبرم في عام 1923. وقد تم إخلاؤها جميعها من سكانها خلال الحرب العربية-الإسرائيلية. وتقع مواقعها السابقة الآن شمال إسرائيل.

منذ 74 عاماً، تاريخ نشوء دولة إسرائيل، لم تدخل هذه القرى في الأدبيات المطالبة بعودتها إلى لبنان. وكان “حزب الله” خارج السمع كليًّا على هذا الصعيد منذ تكوينه قبل 40 عامًا.

في المقابل، تشرح إحدى الوثائقيات حول حرب 1948، أن المسيحيين لعبوا دوراً تاريخياً بأن أبقوا الناصرة مسيحية رغم المحاولات الإسرائيلية لتهويدها. وهذا بالفعل ما فعلته ولا تزال الكنيسة المارونية، وهو ما كان يفعله المطران قبل أسبوع في إسرائيل.

كنّا نودّ أن نعفي السيد حسن نصر الله الأمين العام للحزب من المساءلة على هذا المستوى، لكن اضطراراً نستعير القول المأثور “غلطة الشاطر بألف غلطة”. لقد ارتكب الحزب بحق بكركي غلطة فادحة فلعله ينتبه إلى ذلك قبل فوات الأوان!

 

الطغاة يحاولون "تأديب" بكركي: إقرأوا التاريخ

د. فادي الأحمر/أساس ميديا/الإثنين 25 تموز 2022

منذ مئة عام ونيّف، استدعى جمال باشا "السفّاح" البطريرك الياس الحويّك إلى مقرّه في صوفر. التهمة معدّة سلفاً: التعامل مع دولة أجنبيّة (فرنسا). الخطّة: اعتقال البطريرك ونفيه إلى الآستانة. الهدف: إيقاف مساعيه في الداخل والخارج لإطعام شعبه الذي كان يموت جوعاً نتيجة الحصار الذي ضربته عليه السلطنة برّاً وبحراً.

ما أشبه اليوم بالأمس. يوقف "الطاغية" أسقفاً ينقل مساعدات للشعب الذي سرقته المنظومة الحاكمة وأفقرته وتركته فريسة الجوع واليأس القاتل.

لكنّ المسألة أبعد من توقيف مطران وحجز مساعدات بذريعة قانون "مقاطعة إسرائيل". "الطاغية" يريد إيصال رسالة للبطريركية المارونيّة. كلّف غرفة العمليات المظلمة لديه بالتخطيط. فأصدرت هذه أمر العمليات التالي:

المهمّة: توقيف النائب البطريركي العامّ على أبرشية حيفا والأراضي المقدّسة للموارنة والمملكة الهاشميّة.

أظهر قرار توقيف المطران الحاج أنّ "الطاغية" لا يعرف البطريركية المارونيّة جيّداً

الزمان: عند عودته من فلسطين المحتلّة.

التهمة: مخالفة قانون "مقاطعة إسرائيل".

التنفيذ: قاضٍ وجهاز أمنيّ.

صُدّقت الخطّة. أصدر القاضيّ القرار. وقام الجهاز الأمنيّ بتنفيذه.

قبل الغوص في أهداف الطاغية من وراء توقيف المطران موسى الحاج، يجب التأكيد على أنّ في المسألة مخالفةً للقانون وللعادات والأعراف.

في القانون، وفي 5 أيار الماضي، وفي ما خصّ نقل المطران الحاج مساعدات من فلسطين المحتلّة إلى لبنان، أصدر قاضي التحقيق العسكريّ فادي صوّان قراراً يقضي بـ"عدم اختصاص وعدم صلاحيّة القضاء العسكري اللبناني لملاحقته ومحاكمته جزائياً، سنداً للمادة 1060 من مجموعة قوانين الكنائس الشرقية الصادرة عن الفاتيكان سنة 1990 والنافذة في لبنان منذ 1991، والتي تمنح، حصراً، قداسة البابا في الفاتيكان حقّ محاكمة الأساقفة الملاحقين بقضايا جزائية". وأكمل المطران رسالته الإنسانية بنقل المساعدات لشعبه الجائع والمريض.

أمّا في العادات والأعراف، فقد درجت العادة، عند ارتكاب رجل دين جرماً معيّناً، أن تُبلّغ مرجعيّته الدينيّة ويُصار إلى التعامل مع المسألة بحسب القانون العام والقوانين الكنسيّة، علماً بأنّ ما قام به المطران الحاج ليس جرماً. إنّه عمل إنسانيّ للتخفيف من آلام الشعب.

منذ العثمانيين

منذ سقوط السلطنة العثمانيّة لم يتمّ التعرّض لأسقف بهذه الطريقة. السوريون لم يفعلوها لا خلال الحرب ولا في فترة وصايتهم على لبنان. "الطاغية" فعلها بالأمس لإيصال الرسالة إلى البطريرك. لماذا؟

1- تشكّل بكركي اليوم خطّ الدفاع الأخير عن لبنان الدولة والصيغة والكيان والنظام والدور في المنطقة والعالم بوجه سيطرة حزب الله على الدولة وقرارها مستقوياً بسلاحه. من هنا كان الاستنكار الواسع من مختلف المكوّنات اللبنانيّة، بخاصة السُنّة، لِما جرى مع المطران الحاج ودعمهم لبكركي ومواقفها.

2- طرح البطريرك لـ "الحياد الإيجابي" في المذكّرة الوطنية التي أصدرها في شباط 2014، ثمّ قبل سنتين، ودعوته إلى عقد مؤتمر دوليّ لإخراج لبنان من "جهنّم" بعد فشل القوى الداخليّة في إنقاذ البلاد، أثارا قلق حزب الله لأنّهما دخلا في الأدبيّات السياسية اللبنانيّة والإقليميّة، وهما يتعارضان مع مشروعه الإيرانيّ.

3- إصرار البطريرك، منذ سنوات، على طرح قضيّة سلاح حزب الله غير الشرعيّ وسيطرته على البلاد وأخذها رهينة وتهديم علاقات لبنان العربيّة والدوليّة بخطابه السياسيّ وتدخّلاته العسكرية في الدول. وهو قال منذ أيام: "لا يحقّ لأيّ فئة، لا أمس واليوم ولا غداً، أن تنصّب نفسها محلّ جميع المرجعيات الدستوريّة وجميع المكوّنات اللبنانيّة وتقرّر مصير لبنان".

4- إصرار البطريرك على استكمال التحقيق في جريمة مرفأ بيروت الذي أوقفه حزب الله وشريكه في الثنائي الشيعي بالتهديد والوعيد وبالتلاعب والتحايل على القوانين.

5- خشية حزب الله من ثبات بكركي في موقفها المناهض لـ "الاحتلال الإيرانيّ". فتجربة البطريرك نصرالله صفير في موقفه المناضل ضدّ الاحتلال السوري للبنان ما تزال حاضرة.

6- إصرار البطريرك على إجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده، وتحديده مواصفات الرئيس العتيد الذي يجب أن لا يكون "رئيساً منحازاً للمحاور".

الطاغية لا يقرأ التاريخ

أظهر قرار توقيف المطران الحاج أنّ "الطاغية" لا يعرف البطريركية المارونيّة جيّداً. توقّع إخضاعها بتلويحه بتهمة الخيانة والتعامل مع العدوّ. فكان الردّ في بيان المجمع الدائم للأساقفة الموارنة الذي أكّد أنّ البطريركية المارونيّة ثابتة في مواقفها "التي لن تثنيها عنها أيّ ضغوط".

أظهر أيضاً أنّه لا يعرف تاريخها. فما كان من بيان المجمع إلا أن أبرز بعض حقائقه بالقول: "إنّ الذين أوْحَوا من قَعرِ مناصِبهم بالتعرّضِ للمطرانِ الحاج وخَطّطوا وأمَروا ونَفّذوا عملَهم المدان، غاب عنهم أنّ ما قاموا به وما يقومون به لَم ولَن يؤثِّرَ على الصرحِ البطريركي الذي صَمَد في وجهِ ممالكَ وسلطناتٍ ودولٍ، فزالوا هم وبَقيت البطريركية في خِدمةِ الإنسان ولبنان والشرق".

تعيدنا هذه الكلمات إلى حادثة استدعاء جمال باشا للبطريرك الحويك. فقبل وصول البطريرك إلى مركز "السفّاح" في صوفر، استُدعي هذا الأخير إلى الحرب. لم يحصل اللقاء. عاد البطريرك إلى كرسيّه في بكركي. ولم يعُد "السفّاح" إلى مقرّه في صوفر. خسرت الإمبراطورية العثمانيّة الحرب. تفكّكت وزالت. أمّا البطريرك فنجح في تأسيس دولة لبنان الكبير. والبطريرك الحالي يناضل من أجل إنقاذها.

أيّها الطغاة، اتّعظوا من دروس التاريخ.

* أستاذ في الجامعة اللبنانية

 

لا مطران ولا بكالوريا.. إنّها الحرب الأهليّة

نديم قطيش/أساس ميديا/الإثنين 25 تموز 2022

تتعدّى قضية توقيف النائب البطريركي المطران موسى الحاج، ومصادرة هاتفه وبعض متعلّقاته، عند معبر الناقورة، الحجج التي سيقت بشأن التوقيف. الرجل الآتي من الناصرة حاملاً مساعدات لأُسَر لبنانية في أوج الحاجة، متّهم بالعمالة والتطبيع، بحسب قانون لبناني رسمي، في لحظة تتّسم للمفارقة بتردّي كلّ ما له علاقة ببديهيّات فكرة القانون والنظام العامّ!

طبعاً إنّ الرسالة السياسية التي حملها التوقيف، لم تَفُتِ البطريرك بشارة الراعي وللكنيسة عموماً، التي تتّسع هوّة الموقف بينها وبين ميليشيا حزب الله في ملفّات سياسية حسّاسة، تبدأ من موقف بكركي من حياد لبنان ولا تنتهي عند معركة رئاسة الجمهورية التي تفصلنا عنها نحو مئة يوم.

بلا مبالغة أقول إنّ التوقيف حصل في سياق محدّد هو سياق حرب أهلية، بمعناها المعاصر، لا بمعناها الاحترابي الجلف الذي طبع الحروب الأهليّة منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية، وكان للبنان نصيبه منها بدءاً من عام 1975.

وما استهداف دور الكنيسة من باب المطران، لا غيره من الأبواب، إلا بناء واضح على الذاكرة المسيّسة للحرب الأهلية الفائتة، بهدف إدارة الحرب الأهلية الراهنة

حصلت الحرب الأهليّة اللبنانية الأولى في لحظة انتقال النظام اللبناني من الصيغة الديمقراطية إلى صيغة الهيمنة اللامركزية للميليشيات وديكتاتوريّاتها مصحوبة مع انهيار السياسة بمعناها الواسع وتحوُّلها إلى سياسة هويّات وطوائف وجماعات تتنافس على الخوف والتوتّر والقلق.. ثمّ توقّفت تماماً مع استتباب الهيمنة السورية، واندراج لبنان ضمن هيمنة النظام الديكتاتوري السوري على سوريا ولبنان وإن بقواعد مختلفة في البلدين. وتحصل الحرب الأهلية الثانية، الجارية راهناً، في لحظة الانتقال الطويل من نظام هيمنة حزب الله كوريث للنظام السوري، إلى ما بعده.

كيف تحصل الحروب الأهلية؟

هنا، في هذه المنطقة الانتقالية الرمادية، إمّا من نظام ديمقراطي إلى ما بعده، وإمّا من نظام ديكتاتوري إلى ما بعده، غالباً ما تحصل الحروب الأهلية، بحسب الكاتبة الأميركية باربرا والتر في كتابها "كيف تحصل الحروب الأهلية"، حيث تبرز علامات واضحة على ضعف المؤسّسات وقلق الجماعات وانحسار السياسة إلى التعبير الفظّ عن الهويّات. وغالباً ما يصاحب ذلك بروز قيادات شعبوية تحترف التعبئة السياسية والاجتماعية عبر سرديّة عصبيّة وملتوية عن التاريخ إمّا تستعيد أمجاداً ماضية أو مهانات تاريخية.

هل هي مصادفة إذاً أن تتزامن قضية توقيف المطران موسى الحاج مع الاستنفار الهويّاتي المقزّز الذي عبّرت عنه الاحتفالات بنتائج الامتحانات الرسمية؟ فقد انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي منشورات تؤكّد على حلول "الشيعة" في المراتب الأولى لامتحانات الشهادتين المتوسّطة والثانوية، وكأنّها انتقام من ماضٍ ثابرت سرديّة ميليشيا حزب الله على استعادته وتغذيته عن الحرمان وعمّن يتآمرون "لإعادة الشيعة ماسحي أحذية" كما قال حسن نصرالله يوماً.

هذه الرغبة الحارّة في إعلان التفوّق بكلّ معانيه وفي شتّى الميادين، لا ينفصل عن شهيّة إعلان التفوّق السياسي الذي يعبّر عنه توقيف المطران، كآليّة إخضاع لجماعة أخرى، وحرمانها من حقّها في تقرير المصير الوطني أو النقاش حوله.

ليس صدفة أنّ الموارنة هم الهدف اليوم بعدما جرى تهميش السُنّة في لبنان، بدءاً من اغتيال الرئيس رفيق الحريري وصولاً إلى سحق المعنى والفعل السياسيَّيْن للحريريّة طوال أكثر من عقد ونصف عقد من الزمن..

عصب المارونية.. يقاوم

ظنّ حزب الله أنّه باستتباع الحالة العونية كحالة مسيحية شعبية هائلة سيتمكّن من انتزاع عصب المارونية السياسية من تاريخ لبنان، ومستقبله. بيد أنّ عودة الكنيسة مع البطريرك بشارة الراعي لاستئناف المسار الوطني للكنيسة المارونية بعد البطريرك التاريخي الراحل مار نصرالله بطرس صفير، وعبر عناوين وطنية جامعة تحاكي طموحات النخبة اللبنانية التي انتفضت في العمق على نظام حزب الله، حتى حين حاولت التنصّل من هذه "التهمة"، كما تحاكي الخطاب العربي والدولي العاقل حول لبنان، أعادت وضع حزب الله في الزاوية مجدّداً.

وما استهداف دور الكنيسة من باب المطران، لا غيره من الأبواب، إلا بناء واضح على الذاكرة المسيّسة للحرب الأهلية الفائتة، بهدف إدارة الحرب الأهلية الراهنة. فغالباً ما تتبع الحروب الأهلية مسالك نزاعات وحروب سابقة، أو سرديّة شديدة التشوّه والتسييس عن حرب سابقة، حتى حين لا يكون اللاعبون الجدد هم أنفسهم أو القضايا موضع النزاع هي ذاتها.

بهذا المعنى فإنّ أسهل ما يمكن تقديمه لجمهور حزب الله تجنّباً للسجال العلمي والوقائعي مع الكنيسة حول تعريف مصلحة لبنان، هو استعادة تهم العمالة والخيانة والتطبيع والتقسيم، من قاموس الحرب السابقة، وحقنها في شرايين الحرب الجارية، و"كفى الله المومنين شرّ القتال"!

بين الاحتفالات بنتائج الشهادات الرسمية وقضية المطران موسى الحاج، تقدّم الشيعية السياسية، ممثَّلة بحزب الله، جماعةً أهلية وسياسية تعاني من اقتران عقدة النقص بفائض القوّة، وهو مزيج مفخّخ لا ينتج إلا خطاب حرب أهلية وسلوكها

 

الانتخابات الرئاسيّة… ما هي خيارات “الحزب”؟

قاسم قصير /أساس ميديا/25 تموز/2022

على الرغم من اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية وبدء المهلة الدستورية في أول شهر أيلول المقبل لإجراء الانتخابات، لم يصدر عن مسؤولي وقادة حزب الله أيّ موقف علني حول اسم المرشّح الذي سيدعمه الحزب في هذه الانتخابات. وهذا بعكس آخر انتخابات جرت في عام 2016 حين كان الحزب واضحاً وصريحاً في دعم وصول العماد ميشال عون لموقع الرئاسة الأولى. وقد عمل الحزب كلّ ما أمكن لتحقيق هذا الوعد الذي قطعه للعماد عون. لكنّ المعركة الرئاسية اليوم تختلف عن معركة عام 2016. فالحزب وحلفاؤه لا يملكون الأغلبية الحاسمة في الانتخابات. كما أنّ حلفاء الحزب غير متّفقين على مرشّح نهائي. والظروف الداخلية والخارجية لا تشبه مطلقاً الأوضاع في عام 2016. فلبنان يعاني من أزمة اقتصادية واجتماعية ومعيشية قاسية. والأوضاع الداخلية تمرّ في اضطراب كبير في ظلّ الصراعات المتعدّدة. إضافة إلى الضغوط الخارجية ورغبة العديد من الدول العربية والغربية في إبعاد لبنان عن سياسة المحاور في المنطقة. ما يعني ممانعة وصول رئيس ينتمي إلى محور معيّن إلى موقع الرئاسة الأولى. طبعاً لا أحد ينكر العلاقة القويّة التي تربط الحزب باثنين من المرشّحين الأقوياء للرئاسة الأولى، وهما: رئيس التيّار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس تيّار المردة سليمان فرنجية. وقد حرص الحزب على معالجة الخلافات بينهما، خصوصاً خلال الإفطار الخاصّ الذي أقامه لهما الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله في شهر رمضان، إضافة إلى الجهود التي تُبذل في أكثر من اتجاه من أجل تطوير العلاقة بينهما وصولاً إلى التفاهم على موقف موحّد من الانتخابات الرئاسية. لكن حتّى الآن لم تصل هذه الجهود إلى نتيجة إيجابية. والدليل على ذلك ما أعلنه أخيراً جبران باسيل من أنّه لم يتبنَّ دعم ترشيح فرنجية، وأنّه مرشّح طبيعي للرئاسة الأولى.  إضافة إلى المشكلة بين الحليفين باسيل وفرنجية، فإنّ بقيّة حلفاء الحزب ليس لديهم موقف موحّد حتى الآن، ولا سيّما الرئيس نبيه برّي الذي لم يعلن موقفه من الانتخابات الرئاسية ولا من المرشّحين، وإن كانت تربطه بفرنجية علاقة قويّة، فيما علاقته بباسيل ليست على ما يرام.

لكن ما هي خيارات الحزب؟

يؤكّد المطّلعون على الأجواء الداخلية للحزب أنّ الأخير سيكون منفتحاً على كلّ الخيارات، وإن كان من الطبيعي أنّه يدعم وصول أحد حليفَيْه الأساسيَّيْن لموقع الرئاسة الأولى لأسباب سياسية واستراتيجية. لكنّه في المقابل لم يعطِ أيّ التزام حاسم ونهائي هذه المرّة. وهو غير مرتبط بوعد مسبق لأيّة شخصيّة. وهذا يعني أنّ الحزب سيحدّد موقفه النهائي وفقاً للمعطيات الداخلية والخارجية:

أوّلاً يحتاج إلى توفير دعم داخلي لأيّ مرشح من أجل ضمان وصوله للرئاسة الأولى وعدم خوض معركة خاسرة مسبقاً.

– وثانياً سيأخذ الحزب الأوضاع في لبنان والمنطقة عند تحديد الخيار النهائي، واستراتيجية الحزب أن يدرس كلّ الأوضاع والتطوّرات عند تحديد الموقف النهائي.

لا مراعاة لسوريا

لكن هل يمكن أن يقبل الحزب بمرشّح تسوية من غير حلفائه التقليديين في حال كانت التسوية الرئاسية تحقّق إيجابيات كبرى للبنان والحزب؟

 

حزب الله طوَّع الطوائف.. فانفجر صراع الهويات مجدداً

منير الربيع/المدن/26 تموز/2022

كأن لبنان يعود إلى صراعات غابرة، إلى لحظة إنشاء لبنان الكبير، عندما كان طرف يؤيد ولادته، وآخر يعارضها بحثًا عن بحر عربي أوسع، وثالث كان يبدو مغيبًا. اليوم تنقلب أدوار الطوائف. الصراع السياسي مداره الهويات ويدور بين الشيعة والمسيحيين، فيما السنّة غائبون. سنتان بعد المئة على ولادة لبنان الكبير، ويستعيد اللبنانيون بالصورة الحيّة مشاهد الانقسام التاريخي، الذي استمر متلونًا في مراحل وحقب، بعضها طائفي الطابع وبعضها الآخر قومي، لا سيما الصراع الآفل بين القومية العربية والقومية اللبنانية.

حزب الله يطوِّع الطوائف

قبل سنوات طرح حزب الله معادلة جديدة، تتجاوز هذه الصراعات، فوضع للصراع أفقًا متقدمًا: جغرافيًا، من خلال توحيد الجبهات العسكرية والأمنية مع حلفائه المتنوعي الجنسيات والطوائف. وسياسيًا، بناءً على معادلة وئام مع الحليف وعداوة مع الخصم. منذ العام 2005، شرع حزب الله في مسار جديد: واجه بروز تيار لبناني عام وعارم التقى على شعار "لبنان أولًا" عقب اغتيال رفيق الحريري وانتفاضة 14 آذار. في العام 2011 شهدت الوقائع السياسية بدايات انكسار قوى هذا الشعار، بعدما كان حزب الله قد نجح في التحالف مع شطر واسع من المسيحيين. واستكملت المرحلة الانتقالية على وقع اندلاع ثورات الربيع العربي، ولا سيما الثورة السورية. تدخل حزب الله في سوريا، مدعيًا القتال لدحر الإرهاب ومنعه من الوصول إلى جونية وسواها. ونُقلت آنذاك عن البطريرك الماروني بشارة الراعي تصريحات عن أهمية ما يقوم به حزب الله في سوريا. فجسد ذلك التقاءً مسيحيًا- شيعيًا. ويمكن في هذا السياق استذكار بعض المجموعات المسيحية التي ذهبت للقتال في سوريا تحت راية حزب الله، وإن لغايات التصوير الإعلاني فقط. في تلك المرحلة عمل الحزب عينه على تطويع السنّة، وشيطنة كل مناصر للثورة السورية. وماشاه المسيحيون في ذلك، إلى أن أدى السنّة فروض الطاعة بتخليهم عن مشروع سياسي واسع ورحب، وانخراطهم في صراعات الطوائف والمذاهب والمحاصصة والتي تجسدت في تسوية العام 2016. كانت تلك محطة بارزة من محطات نجاح حزب الله في تطويع الطوائف: رفع المسيحيون المؤيديون لميشال عون شعار المشرقية. وتراجع السنّة إلى مسائل تفصيلية لا تتجاوز بعض المشاريع داخل إدارات الدولة الضيقة، بلا أفق ولا مشروع سياسي واضح.

عودة إلى الأوهام

استفاد حزب الله من وقائع دولية وإقليمية: محاربة الإرهاب وتنظيم داعش. حتى الحرس الثوري وضع في خانة القوى التي تقاتل الإرهاب. وكان ذلك طريقًا ومعبرًا للالتقاء الإيراني- الأميركي في الاتفاق النووي. وجاءت لحظة التغيّر الدولي: انسحب دونالد ترامب من الاتفاق النووي. ساءت علاقة واشنطن بطهران. اشتد الضغط في المنطقة. وصل العراق ولبنان إلى الانفجار الشعبي. طرحت شعارات ومشاريع مدنية ووطنية، قبل الالتفاف عليها وإجهاضها، وصولًا إلى إدخال اللبنانيين والعراقيين مجددًا في لعبة التحاصص والصراع على المواقع والمناصب. تبددت الشعارات المدنية والوطنية. رفعت الأحزاب شعار حرب الوجود والبقاء. على وقع الانهيار، استعاد اللبنانيون المنقسمون خطابات ظنّوا أنها من المنسيات. لكنها كانت كامنة. عادت نغمة التقسيم أو الفيدرالية، وعادت النزعة التفوقية في الخطاب السياسي، وصولًا إلى الصراع على تاريخ مثقل بالأوهام والتورم: ذاك يريد القومية اللبنانية، وهذا مع القومية العربية والإسلامية، وكلاهما لم يبق منهما شيء. هذا يريد الشرق وذاك يريد الغرب، أي العودة إلى اللحظة التأسيسية للبنان الحديث، مع فارق أساسي: افتقاد أي مقوم من مقومات التأسيس. الصراع هذا ينذر بمخاطر احتراب أهلي، أو صراع بأبعاد اجتماعية وأمنية وعسكرية.

مغتربون ونفط

يحدث هذا مع انهيار ساحق وشامل. لا يملك أي طرف طروحات لمشاريع قادرة على تقديم حلول. كان مفتاح الحلّ لدى حزب الله التوجه شرقًا وتعزيز القطاعات الزراعية والانتاجية. أما المؤسسات اللبنانية فلم تجد سوى استجداء المغتربين والرهان على روافدهم المالية، إما بفعل السياحة وإما بفعل التكافل الاجتماعي. وبعد الشرق والزراعة لم يجد حزب الله أمامه سوى خيار استخراج النفط والغاز للخروج من الأزمة الاقتصادية. أعاد حزب الله الخيوط إلى يديه. طريق الإنقاذ واضح ومفهوم: لا بد من استخراج النفط. إذا احتاج الأمر لسلاح، فالسلاح موجود. والحزب على أهبة الاستعداد للقتال. وإذا احتاج الأمر إلى تفاوض وسياسة، فالحزب أيضًا جاهز ويشكل عنصر قوة في المسار التفاوضي بتهديداته ومسيّراته وصواريخه. هكذا حضّر حزب الله الأرضية اللازمة والمسرح لإعلان انتصاره، سواء خضع الإسرائيليون لضغوط أميركية أدت إلى انجاز الترسيم سريعًا، وسط مؤشرات إيجابية تفيد بذلك، أو في حال رفض الإسرائيليون وكان الخيار الذهاب إلى مواجهة عسكرية، فيكون حزب الله رابحًا أيضًا.

صراع الهويات

على وقع هذه المعادلة، يتجدد صراع الهويات حول من يرسم الوجهة اللبنانية، وما هي الهوية السياسية التي يريدها اللبنانيون؟ تلك معركة مستمرة ومؤجلة إلى مرحلة ما بعد إنجاز الترسيم أو عدم إنجازه. وفي كلا الحالتين يكون المجتمع اللبناني على مواعيد جديدة من التشرذم والانقسام في الاستحقاقات الدستورية والسياسية، وفي البحث عن حلول اقتصادية ومالية. الصراع هذا غير قابل للانتهاء، كحال الصراع بين حزب الله وإسرائيل، من دون إغفال معادلة الجبهات الموحدة بقيادة طهران، التي تكرس انقسامًا حول القضية الفلسطينية، بتحولها قضية دينية، بدلًا من كونها وطنية وقومية عربية.

أطروحات باسيلية

قبل أيام، قال جبران باسيل إن حزب الله انتصر عسكريًا على إسرائيل، لكنه لم ينجح في معركة بناء الدولة، ولم ينتصر في السياسة والاقتصاد. باسيل محق في معادلته. لكن طروحاته هذه تنطلق من خلفيات تكريس قواعد الانقسام التي تجاوزتها إسرائيل منذ سنوات مديدة. فهي تخطت آليات الصراع القومي، من خلال غلبة التطرف الديني اليهودي على أي طروحات أخرى. وهذا تطرف يقابله تطرف نقيض: تحويل فلسطين قضية إسلامية. الانقسام الإسرائيلي التاريخي بين اليمين واليسار، أو بين مجموعات يهودية غربية وعلمانية، في مقابل مجموعات شرقية متطرفة، تم تجاوزه بإعلان يهودية الدولة. أما في لبنان، فيتجدد صراعه هذا، وكأنه يبدأ لتوه. هناك مجموعات بعينها قد تربح مرحليًا في هذا الصراع، وتلحق الخسارة بالآخرين. لكنه بالتأكيد لن يؤدي إلى اتفاق على هوية لبنان ووحدته. هذا مكمن الصراع المفتوح، بغض النظر عن إنجاز الترسيم أو عدمه، وكل الاستحقاقات المقبلة دستوريًا، اقتصاديًا، وسياسيًا.

 

كارثة إضافية: تهريب واسع النطاق للخبز والطحين إلى سوريا

محمد علوش/المدن/26 تموز/2022

يقف اللبنانيون وغير اللبنانيين في صفوف طويلة بشكل يومي للحصول على ربطة الخبز، وفي أحيان كثيرة لا يحصلون عليها لعدم توافر الطحين، فيستبدلونها بأي نوع من أنواع العجين، بغض النظر عن "لون" الخبز الذي يسد جوعهم. وأزمة الخبز عابرة للمناطق، بسبب ما يُقال بشكل رسمي بأنه نقص بالطحين، لكن حسب معلومات "المدن"، فإن للأزمة أسباب أخرى تتعلق بالتهريب.

تهريب الخبز والطحين ..

في وزارة الإقتصاد مافيا تعيث فساداً في كيفية مقاربة ملف القمح والطحين المدعوم، استفادت سابقاً قبل تقنين أموال الدعم، من تهريب القمح المدعوم إلى الخارج عبر تصدير القمح القاسي الذي يُزرع في لبنان، ومن تخصيص تجار معينين للتصدير حصراً مع شركة واحدة، تتبع لأحد موظفي الوزارة، وتستفيد اليوم من "توزيع" الطحين والبونات للمحظيين. لكن ليس هذا موضوعنا اليوم، بل التهريب عبر الحدود إلى سوريا، وتجارة الخبز. تكشف مصادر بقاعية عبر "المدن" أن التهريب إلى سوريا ينقسم إلى قسمين. الأول، هو تهريب الخبز، والثاني هو تهريب الطحين وهو الأخطر والأكثر تأثيراً على لبنان. فبالنسبة إلى تهريب الخبز، تكشف المصادر أن الأمر يحصل بالتعاون مع المهربين التقليديين الذين يعملون بالتهريب منذ زمن، وأصحاب الأفران. إذ يحصل الأمر في الصباح الباكر حين يشتري المهرب من صاحب الفرن حوالى 500 أو 600 ربطة خبز، بسعر تقريبي للربطة يبلغ 16 ألف ليرة لبنانية، ويمكن أن يصل إلى 18 ألف ليرة، ليقوم المهرب بإدخالها الحدود السورية عبر المعابر المعروفة، النبي شيت–جنتا، القاع–الهرمل، الصويري–المصنع، أو راشيا.

هذا التهريب يضرّ أهالي البقاع والشمال بالتحديد كونهم يُحرمون من الخبز العربي لصالح التهريب، لكن تهريب الطحين المدعوم يطال بضرره كل اللبنانيين الذين يخسرون المال من أجل دعم لا يرونه. وهنا تُشير المصادر إلى أن هذا النوع من التهريب يحتاج إلى "المطاحن" التي تملك الطحين ومهربين كبار، أولاً بسبب الحاجة إلى شاحنات للنقل، وثانياً من أجل الحاجة إلى علاقات هؤلاء الأمنية التي تُتيح لهم التنقل بحرية على المعابر، والتي يصل عددها -حسب المصادر- إلى حوالى 6 معابر غير شرعية فقط قادرة على استقبال شاحنات، علماً أن أغلب المعابر غير الشرعية مخصصة للدراجات النارية والسير على الأقدام أو الحمير والبغال. لم تنفع الحملة الأمنية الكبيرة التي بدأت عام 2018 بإقفال كل المعابر غير الشرعية، والتي قدّرها جهاز أمن الدولة يومها بـ136 معبراً، أغلبها للدراجات النارية، وتمكن الجيش اللبناني من إقفال عدد كبير منها، علماً أن بعض المعابر التي كانت تُقفل، سرعان ما تُفتح من جديد فور خروج الجيش من المنطقة. وتكشف المصادر الأمنية أن الجيش الذي تمكن من منع تسلل ما يزيد عن 50 ألف سوري إلى لبنان خلال السنوات الست الماضية، وتمكن بمساعدة البريطانيين الذين شيدوا أبراج المراقبة من إقفال معابر غير شرعية وتوقيف عمليات تهريب، لا يستطيع لوحده تحمل هذه المسؤولية بسبب المساحة الموجودة من جهة، وقدراته البشرية واللوجستية من جهة ثانية، وضعف التنسيق بين لبنان سوريا. معتبرة أنه خلال الأزمة الاقتصادية أصبحت الأمور أصعب بكثير، وما يتم تهريبه أكثر بكثير. فبعد أن كان التهريب في السابق محصوراً بشكل أساسي بالألبسة والتبغ والخضار، أصبح اليوم يطال كل شيء.

تجارة الخبز والسوق السوداء

تتحدث المصادر البقاعية عن تجارة الخبز، والتي بدأ يمتهنها لبنانيون وسوريون في البقاع، تُشبه حد التطابق تجارة المحروقات، يوم كان البعض يقف في طوابير الانتظار للحصول على المحروقات من أجل إعادة بيعها في السوق السوداء.وتُضيف المصادر: "يقضي هؤلاء أيامهم في الانتظار في طوابير الخبز أمام الأفران، وهم عادة لا يعملون بشكل منفرد، بل يجمعون أنفسهم ليشكلوا عصابة، يحصلون على حصة الفرد من الخبز ويبيعونه من جديد بسعر مختلف بعد انتهاء الكميات من الأفران، فيصل سعر الربطة إلى 25 ألف ليرة، وأحياناً إلى 30 ألف ليرة". تقول المصادر إن "المال السايب يعلّم الناس الحرام"، ما يعني أنه بغياب الرقابة يُصبح كل شيء مباحاً، فكيف إذا كان الأمر متعلقاً بمنطقة يغيب فيها الأمن، وتسيطر عليها عصابات التهريب؟

 

تقييمات إسرائيلية جديدة: هذا ليس نصرالله الذي نعرفه

سامي خليفة/المدن/26 تموز/2022

يواصل المسؤولون الإسرائيليون وحزب الله تبادل التهديدات على خلفية الخلاف حول الحدود البحرية. ومن نافل القول أن أحداً لا يمكنه توقّع ما سيحصل في حال تدحرجت الأمور إلى منزلقٍ خَطِر، خصوصاً أن التقديرات الإسرائيلية الأخيرة تحدثت عن قلقٍ عميق في تل أبيب من أن تنعكس الضغوط الداخلية في لبنان على الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، وتُترجم إلى مزيد من العنف ضد إسرائيل.

لم نعد نعرفه!

في هذا الإطار، حاول موقع "مونيتور" الأميركي، توضيح ما يؤرق الاستخبارات الإسرائيلية من تهديدات نصرالله الأخيرة، والتي على ما يبدو أنها كان لها وقعها الكبير داخل المؤسسات الأمنية. فمنذ الاندلاع المفاجئ لحرب تموز عام 2006، بذلت إسرائيل جهداً كبيراً لاستيعاب نصرالله وفهم الطريقة التي يعمل بها. واعتبرته عدواً يلتزم بقواعد اللعبة. ومن هنا، ينقل الموقع ما صرّح مسؤولٌ كبير في المخابرات العسكرية الإسرائيلية، قبل التهديدات التي أطلقها نصرالله في الفترة الأخيرة، فقال: "هذا هو الزعيم الأكثر استقراراً وتحملاً للمسؤولية في الشرق الأوسط. يجب أن نصلي من أجل سلامته. فهو يحسب الأمور بدقة كما أنه موثوق ويلعب ضمن القواعد ويلتزم بوعوده، وفي الوقت نفسه يمكن ردعه. أتمنى أن يكون لدينا آخرون مثله على جبهاتٍ أخرى". لكن الأمور بعد إطلالات نصرالله تبدلت، معلناً أنه إذا تم تقويض حقوق المياه الاقتصادية للبنان، فسوف يذهب إلى الحرب. حتى أنه حدد موعداً نهائياً في أيلول، أي بعد أكثر من شهرٍ بقليل. واليوم تحاول إسرائيل فهم نواياه الحقيقية. إذ يقول مصدر أمني إسرائيلي رفيع المستوى لموقع "مونيتور": "لم يكن نصرالله واضحاً بعض الشيء مؤخراً. يبدو أنه يفقد هدوئه ومصداقيته. لقد أحرج نفسه مرتين على الأقل في الأسابيع الأخيرة. ذات مرة، عندما نشر مقطع فيديو لمنصة كاريش كان قد بُثّ على التلفزيون الإسرائيلي مدّعياً أنه أظهر لقطات من مسيّراته، ومرةً ​​أخرى عندما تفاخر بإسقاط مسيّرة إسرائيلية، وهو ادعاء نفاه بشدة الجيش الإسرائيلي. وبذلك أقولها صراحةً، هذا ليس نصرالله الذي نعرفه".

لعبة خطيرة

تفسر التقييمات الإسرائيلية الجديدة، هذا التحول على أنه تكتيكٌ يعتمده نصرالله، بالتركيز على التهديد المفترض من إسرائيل لصرف الانتباه عن مكانته الحساسة في السياسة اللبنانية المحلية، وبذلك يلجأ لاتهام إسرائيل والولايات المتحدة بشكلٍ غير مباشر بأزمة الطاقة الرهيبة في لبنان.

من جانبه، يوضح مصدر دبلوماسي إسرائيلي رفيع، طلب عدم الكشف عن هويته، ما يقوم به الأمين العام للحزب من وجهة نظرٍ إسرائيلية، قائلاً: "من المناسب له أن يشرح للمواطنين اللبنانيين أنهم مضطرون للاصطفاف عند محطات الوقود بسبب إسرائيل. إنه ببساطة كلاسيكي. يحاول أن يحجز لنفسه موقفاً يربحه دوماً. فإذا أسفرت المفاوضات بين إسرائيل ولبنان عن نتائج إيجابية، فإنه سينسب الفضل لنفسه ولتهديداته لإسرائيل. أما إذا كانت النتائج سيئة، فسيصعد الأمور ويصف نفسه بأنه منقذ لبنان وحامي كنوزه". وهكذا، يلعب نصرالله لعبةً خطيرة. وهذا ما عبّر عنه مصدرٌ في المخابرات الإسرائيلية للموقع الأميركي بالقول "إنه لا يريد الحرب. لكنه قد يجد نفسه وسطها. لم يكن يريد الحرب في عام 2006 ووجد نفسه يخوضها. يجب أن يفهم أن الشيء نفسه يمكن أن يحدث الآن".

لابيد ونصرالله

وبخصوص كيفية رد إسرائيل إذا ما استمر نصرالله في إرسال المسيّرات باتجاه منصة كاريش، فيتفق المسؤولون الإسرائيليون على أن أي محاولة لضرب المنصة ستكون انتهاكاً واضحاً لخطها الأحمر، سيطلق يدها لهجوم واسع النطاق على لبنان. بَيد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي المؤقت يائير لابيد، الذي يصور نفسه على أنه "الشخص البالغ الحازم والمسؤول" على هذه الجبهة، لديه حساباتٍ مختلفة. إذ يكشف الموقع أن هذا الأخير قد أخبر الوسيط الأميركي في محادثات الحدود البحرية الإسرائيلية-اللبنانية، آموس هوكشتاين، أن إسرائيل ترغب في تسريع وتيرة المفاوضات والتوصل إلى اتفاقٍ مع لبنان في أقرب وقتٍ ممكن. ويرى الموقع الأميركي أن لابيد يريد إخماد النيران في هذه القضية المتفجرة، لكنه يعلم أن نصرالله في مأزق. فهو لا يستطيع الاعتراف بأي اتفاقٍ مع إسرائيل، وهي خطوة من شأنها أن تعني الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية. ومن ناحيةٍ أخرى، إذا كان الاتفاق مفيداً للبنان، يمكن لنصرالله أن يرجع الفضل لنفسه. لذا، يمكن القول أن لابيد مهتمٌ بمساعدة نصرالله على اتخاذ قراره في أسرع وقتٍ ممكن.

طريق مسدود!

في السياق ذاته، كشف المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أن مسؤولين في سوق الطاقة الإسرائيلية بدأوا يبحثون بهدوء عن بدائل للتنقيب في حقل كاريش، وذلك تحسباً من عرقلة عملية التنقيب بسبب التوتر الحاصل مع حزب الله. وينقل هرئيل في تقريره، تحليلاً للمخابرات الإسرائيلية، يفيد بأن نصرالله لم يغير رأيه، ولا يزال يهاب الحرب، لكون ندوب عام 2006 لا تزال حية في ذاكرته. ومع ذلك، أُطلق العنان لديناميكية التصعيد. ثم ينتقل ليكشف أن آموس هوكشتاين، الذي زار إسرائيل الأسبوع الماضي، لم يأتِ بأخبارٍ جيدة. وكان لدى محاوريه الإسرائيليين انطباعٌ بأن المحادثات وصلت إلى طريقٍ مسدود. ويلفت هرئيل أن شركات الطاقة وُضعت في هذه الصورة. فبعد أن كانت الخطة الأصلية تفترض أن يؤدي بدء الحفر في كاريش إلى تمكين الكونسورتيوم الذي يدير موقع ليفياثان من طلب الإذن بتحويل بعض الغاز إلى مصر، والحصول على سعرٍ أعلى. تم التلميح لهذه الشركات مؤخراً إلى أن هذا التطور قد يتأخر إذا قام حزب الله بالتصعيد في أيلول المقبل.

ما هي حدود الدور الإيراني؟

وهناك سؤالٌ آخر يحيّر القيادات الإسرائيلية ويتعلق بدور إيران في ملف الحدود البحرية وحجم تدخلها. فطهران لم تعلق على قضية الغاز ولم تنضم إلى تهديدات حزب الله. وبالعودة إلى الماضي، تصرف نصر الله عندما أمر بخطف جنود الاحتياط عام 2006، من تلقاء نفسه من دون إبلاغ الإيرانيين. وسرعان ما أعادت إيران تسليح الحزب بعد الحرب، ولكن هذه المرة على نطاق أوسع بكثير من حيث الكمية والنوعية. وحرمت نصرالله من سلطة اتخاذ القرار بنفسه حتى لا يورط طهران مرة أخرى في مواجهة تتعارض مع مصالحها الاستراتيجية. ويقول هرئيل أنه من الصعب معرفة ما تريده إيران هذه المرة. فهل ستعطي حزب الله حرية أكبر وتسمح للتنظيم بتسخين الوضع مع إسرائيل، أم سيُكبح جماح نصرالله على أساس أن الاعتبار الرئيسي هو توقيع اتفاق نووي جديد بين إيران والقوى العظمى؟  وقد حاول بعض الخبراء بالفعل الإجابة على هذا السؤال، فاعتبر شمعون شابيرا، خبير الشؤون اللبنانية في مركز "القدس للشؤون العامة"، أنه لا يمكن استبعاد أن طهران تحرض على تهديدات حزب الله رداً على زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المنطقة. وذهب في الاتجاه نفسه مايكل يونغ، الباحث في مركز "كارنيغي للشرق الأوسط" في بيروت. وعلى المقلب الآخر هناك خبراء آخرون يعتقدون أن قضية الغاز خاصة بلبنان فلا يستطيع الإيرانيون فرض إملاءاتهم. ويقولون إن هذه القصة تبدأ وتنتهي بنصرالله.

 

مستقبل جبران ليس مسؤولية نجيب

خيرالله خيرالله/العرب/25 تموز/2022

نجيب ميقاتي لا يزال في حاجة لغير طرف إقليمي ودولي

على بعد ثلاثة أشهر من نهاية كابوس عهد الثنائي ميشال عون – جبران باسيل، يبدو واضحا أنّه سيكون من الصعب إيجاد صيغة تفاهم بين هذا الثنائي ورئيس الوزراء المكلّف نجيب ميقاتي. يعود ذلك إلى أنّ الثنائي لا يزال يظنّ أنّ مستقبله أمامه في بلد استطاع القضاء على كلّ مقومات وجوده. ليس الثنائي ميشال عون – جبران باسيل سوى جزء لا يتجزّأ من الكارثة التي حلّت بلبنان بعدما تولّى توفير غطاء لـ”حزب الله” الذي يتبيّن يوميا أنّ لا أجندة لبنانيّة لديه باستثناء جعل لبنان ورقة إيرانيّة.

يقول الواقع المثبت بالأحداث إنّ الثنائي الرئاسي جزء من الكارثة وأنّه صار من الماضي. لا يستطيع أن يكون شريكا، من أي نوع، في أي حل في بلد بات مصيره مطروحا. لا حاجة إلى الذهاب بعيدا من أجل تأكيد ذلك بما هو ملموس بعيدا عن النظريات والشعارات التافهة. يكفي موضوع الكهرباء كي يظهر للمواطن اللبناني العادي أنّ جبران باسيل، الذي يعتبره ميشال عون الابن الذي لم تلده زوجته ووريثه الشرعي، ليس أهلا لتولي أي مسؤولية.

يمكن تبسيط المشكلة بين رئيس الوزراء المكلّف والثنائي الرئاسي بأنّ عون وباسيل لا يستطيعان الاقتناع بأنّهما صارا من الماضي في حين يسعى ميقاتي إلى أن يكون لديه مستقبل ما وحقّق إنجازا ما

قال جبران كلاما كبيرا عن الكهرباء التي يتولى مسؤوليتها مباشرة أو عن طريق تابعين له ولتيّاره منذ العام 2008… ولكن لا كهرباء. استفاد إلى أبعد ما يستطيع من صيغة السلاح يحمي الفساد قاطعا الطريق على أي مشروع جدّي يمكن أن يعيد لبنان إلى عصر الكهرباء. رفض عرض الصندوق الكويتي، نظرا إلى أن الكويتيين يتعاملون بشفافية في كلّ ما له علاقة بالمشاريع التي يتولى الصندوق تمويلها بقروض جدّ ميسّرة. رفضت وزارة الطاقة، في عهدة جبران باسيل، استعادة لبنان الكهرباء. من بين ما رفضته عرض شركة “سيمنز” الألمانية، وهو عرض قدمته في أثناء زيارة قامت بها المستشارة (السابقة الآن) أنجيلا ميركل لبيروت في منتصف العام 2018. استطاعت “سيمنز” توفير ما تحتاجه مصر من كهرباء خلال فترة قصيرة فيما فضّل جبران باسيل العتمة على كلّ ما عداها. هناك شركات عالميّة أخرى غير “سيمنز” تستطيع مساعدة لبنان في استعادة الكهرباء، لكن هموم ميشال عون وجبران باسيل في مكان آخر. همهما تعميم ثقافة الموت التي تعني، بين ما تعنيه، بقاء لبنان من دون كهرباء وعزله عن محيطه العربي والمتاجرة بقضيّة اللاجئين السوريين بين وقت آخر، لعلّ ذلك يثير الغرائز لدى المسيحيين الجهلة. هل يدرك الثنائي الرئاسي أنّ قضية هؤلاء اللاجئين هي قضيّة نظام سوري يشنّ حربا على شعبه بمساعدة من إيران وميليشياتها ودعم مباشر منها؟

اكتشف نجيب ميقاتي، الذي لديه عدد لا بأس به من العلل التي لا مجال للخوض فيها الآن، أنّ الثنائي الرئاسي ينتمي إلى نوع من الناس الذين لا يمكن التعاطي معهم، خصوصا أن ميشال عون يريد ممارسة صلاحيّات لا وجود لها، بموجب الدستور. يجهل الثنائي أنّ ليس في الإمكان استعادة حقوق المسيحيين في لبنان، هذا إذا كانت هناك حقوق مطلوب استعادتها، بواسطة سلاح “حزب الله” الذي ليس سوى لواء في “الحرس الثوري” الإيراني. في النهاية، يسعى نجيب ميقاتي إلى تحقيق إنجاز ما بما في ذلك في قطاع الكهرباء الذي يعرف تفاصيله وملفّه عن ظهر قلب. يدرك الذين يعرفون شيئا عن سلوك ميشال عون وجبران باسيل أن لا علاقة لهما من قريب أو بعيد بكلمة إنجاز.

جبران باسيل صار رجلا مستهلكا لدى الحزب الذي لا يمتلك سوى أجندة بحت إيرانيّة

لا حاجة بالطبع إلى استعادة تاريخ ميشال عون من أجل إثبات ذلك. قد يكون الإنجاز الوحيد الذي حققه توفير كلّ الفرص لجيش حافظ الأسد كي يدخل قصر بعبدا ووزارة الدفاع اللبنانيّة في الثالث عشر من  تشرين الأوّل – أكتوبر 1990  أو في دخول مواجهة مع “القوات اللبنانيّة” بعد حصولهما على دبابات أرسلها صدّام حسين إليهما في العام 1989 عبر تركيا.

يمكن تبسيط المشكلة القائمة بين رئيس الوزراء المكلّف والثنائي الرئاسي، بأنّ ميشال عون وجبران باسيل لا يستطيعان الاقتناع بأنّهما  صارا من الماضي، في حين يسعى نجيب ميقاتي إلى أن يكون لديه مستقبل ما بصفة كونه حقّق إنجازا ما في مجال استعادة الكهرباء أو غير الكهرباء. ليس ما يدلّ على مدى قصر نظر جبران باسيل وجهله بما يدور في المنطقة والعالم أكثر من وقوعه تحت العقوبات الأميركية بموجب قانون ماغنتسكي المتعلّق بالفساد. لماذا لا يتجرّأ رئيس الجمهورية الآخر في لبنان، وهو رئيس لا تزال لديه ثلاثة أشهر أخرى في قصر بعبدا، على تحدي العقوبات الأميركيّة في الولايات المتحدة أمام القضاء الأميركي؟ هل يعتقد أنّ نجيب ميقاتي لا يعرف، ولو القليل، عن كيفية إدارة اللعبة السياسيّة في واشنطن وأصولها ومعنى سقوط أي شخص تحت سيف العقوبات الأميركيّة؟

الأهمّ من ذلك كلّه أنّ “حزب الله” في موقع المتفرّج. لديه قنواته مع نجيب ميقاتي الذي يمتلك علاقات خاصة مع الفرنسيين، إضافة إلى أن لديه خطوطه الإيرانيّة. في المقابل، صار جبران باسيل رجلا مستهلكا لدى الحزب الذي لا يمتلك سوى أجندة بحت إيرانيّة. بين رجل لا مستقبل له وبين رجل استطاع إيجاد موقع له على خارطة السياسة الإقليمية، التي تتجاوز لبنان، ليس ما يشير إلى أي تغيير في لبنان، أقلّه في المستقبل المنظور.

كلّ ما في الأمر أنّ لا فارق لدى نجيب ميقاتي تشكلت حكومة أم لم تتشكل. ليس الرجل مسؤولا عن ضمان مستقبل جبران باسيل الذي لم يدرك يوما معنى أن يكون وزيرا للخارجيّة الإيرانيّة، وليس وزير خارجية لبنان في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربيّة. كان ذلك عندما شغل باسيل موقع وزير الخارجية قبل بضع سنوات. قدّم أوراق اعتماده إلى “حزب الله” وإيران. لكنّ لكلّ خدمة من هذا النوع صلاحيّة تنتهي مع الوقت. هل يقتنع الثنائي الرئاسي أن صلاحيته انتهت في حين لا يزال نجيب ميقاتي في حاجة لغير طرف إقليمي ودولي؟

 

تأييد شعبي للبطريركية وردّ تهمة العمالة… المواجهة مفتوحة

طوني كرم/نداء الوطن/25 تموز/2022”:

رفضاً للرسائل البوليسية ومحاولات الترهيب وفبركة ملفات العمالة التي حاول «البعض» زجّ الكنيسة المارونية بها، غصّ المقرّ الصيفي للبطريركية المارونية في الديمان أمس، بحشودٍ سياسيّةٍ وشعبيةٍ تعبيراً عن رفضها واستيائها وإدانتها الإهانة التي تعرض لها المطران موسى الحاج والكنيسة المارونية كما البطريركية المارونية. ووسط مشاركة نيابية لافتة من غالبية أعضاء تكتل «الجمهورية القوية» شدّد البطريرك بشارة الراعي أمام وفد من أهالي شهداء تفجير 4 آب، حمّله قضية شهداء مرفأ بيروت والمطالبة بالوصول إلى الحقيقة الكاملة، على الدعوة إلى «تشكيل حكومة جديدة في أسرع ما يُمكن وانتخاب رئيس جديد للجمهورية في المهلة الدستورية»، مؤكداً أنّ «لبنان يستحقّ حكومة جديدة ورئيساً جديداً» رافضاً التعرض للمطران واعتبره إساءة شخصية له وللبطريركية المارونية الأمر الذي لقي صدى واسعاً بين الحشد الذي تجمع في الديمان دعماً له ولبكركي.

المشاركة الكثيفة في الذبيحة الإلهية وضعها الأب هاني طوق في سياق الإطار الطبيعي للحضور الشعبي إلى جانب الكنيسة عند أي إستحقاق على مرّ التاريخ، في حين رأى الوزير السابق سجعان قزي أن المشاركة العفوية من قبل أبناء الكنيسة والوطن بعيداً عن الإنتماء الطائفي تعكس تضامناً وطنياً مع المطران الحاج وغبطة البطريرك الراعي، داعياً المعنيين إلى وضع حدّ نهائي للموضوع، بعيداً عن الغوص في التفسيرات والإجتهادات القضائية والقانونية، ما بين قانون كنسي ودولي ولبناني وعسكري، متمنياً الإنتهاء من هذه المسألة كون بعدها الوحيد هو إنساني واجتماعي.

وإذ تجنب قزي الرد على السياسيين الذين وضعوا المسألة في خانة العمالة، قال لـ»نداء الوطن»: «العميل بيعرف حالو، ما حدا إتهم الآخر إلّا وطلع هوّي بالنتيجة (عميل)».

بدوره ردّ النائب فادي كرم الإتهام بالعمالة إلى الجهات التي تقف وراء تشويه رسالة المطران قائلاً: «هم العملاء، لاستخفافهم بمفهوم العمالة، عبر لصق شبهة العمالة بشريحة كبيرة من اللبنانيين»، ليستطرد قائلاً: «هم العملاء لأنهم يعملون ضدّ مصلحة اللبنانيين». وشدّد كرم على أهمية أن يدرك المواطنون حقيقة المعركة الدائرة اليوم، والتي تتجلّى بما يقوم به «من يسمى بقاضٍ» فادي عقيقي من تجاوزات للقانون، وتهرب من تنفيذ القانون جرّاء هروبه المتكرر من مباشر (مساعد قضائي) تجنباً لتسلّم قرار أو إجراء بحقه، واصفاً إمكانية تسليم مسائل كيانية وأساسية لهذا النوع من القضاة بالأمر الخطير جداً، تحديداً وأن هذا الأداء يندرج ضمن سياسة محور «حزب الله» لتغيير هوية لبنان، وتظهّر بوضوح بتصريحات مسؤولين من «حزب الله» وعلى الأخص رئيس المجلس التنفيذي هاشم صفي الدين الذي أعلن صراحةً أن التحضيرات التي قاموا بها خلال السنوات الأربعين الماضية من أجل تغيير هوية لبنان وصلت إلى خواتيمها، وأنهم اليوم أصبحوا على استعداد لتغيير هوية لبنان ودوره. ليؤكد كرم أن مشاركتهم اليوم في الديمان تصب في مواجهة هذا المخطط داعياً اللبنانيين إلى التنبّه أن المعركة ليست قضية مطران أو استهداف بطريرك إنما الوطن هو المستهدف كما القناعات.

وبجرأتها المعهودة، رأت النائبة غادة أيوب أن الترهيب ومحاولة فبركة ملفات العمالة بحق المطران الحاج ينمّان عن خوف من مواقف بكركي السيادية والوطنية بامتياز ودورها ومواقفها المرتبطة بالإستحقاق الرئاسي، مشيرة إلى أن ما يحصل اليوم هو محاولة إسكات جميع الأصوات السيادية، لتشدد على أن وجودنا اليوم (نواب الجمهورية القوية) يؤكد أن صوت بكركي لا يمكن لأحد إخفاته، كما أصواتنا أيضاً. وإذ رأت أنه من الطبيعي أن نكون إلى جانب البطريركية لدعمها، رفضت تسخير المواقع الرسمية من أمنية وقضائية لتصفية الحسابات السياسية مع الخصوم، وشددت على أن إقالة القاضي فادي عقيقي أصبحت ضرورة، وذلك لقطع الطريق على أي استهداف سياسي يبدأ من الكنيسة ولا يستثني الأحزاب والقوى السيادية لاحقاً.

ومع تأكيدها أن ما تعرض له المطران الحاج سياسي أكثر مما هو قانوني وهو لأمر مرفوض، إعتبرت أن الرسائل السياسية وصلت، وشددت على الوقوف إلى جانب بكركي للقول إننا لا نخاف ولن نتراجع.

كذلك، إستنكر النائب زياد حواط الإجراءات التي تعرض لها المطران الحاج عبر تركيب محاكم ومحاكمات غبّ الطلب من أجل تطويع الناس وإخضاعهم عبر الرسالة التي أرادوا توجيهها لبكركي ومن خلالها إلى جميع الوطنيين السياديين، مشدداً على رفضه هذه الممارسات، مؤكداً في الوقت نفسه أن المواجهة مستمرة حتى النفس الأخير رفضاً لجميع المحاولات الهادفة إلى تغيير صورة لبنان وتاريخه ومستقبله.

من جهته ردّ النائب جورج عقيص الإتهام بالعمالة لمطلقيه، مثنياً على عظة البطريرك الراعي الذي يضع حداً للإتهامات والفبركات العشوائية، مشيراً إلى أن الإتهام الدائم بالتخوين والعمالة لا يقدم ولا يؤخر على صمودهم في مواقفهم ومواقعهم. وتوجه عقيص إلى المتطاولين على البطريركية قائلاً: «إن القوة لا تعطي الحقّ إنما الحقّ يعطي قوّة».وإذ وضع إقالة القاضي فادي عقيقي في خانة الأطر القانونية، نوّه عقيص بموقف وزير العدل هنري الخوري عبر إعلانه أن أساس المشكل يكمن في سوء تعامل الدولة مع ملف المبعدين إلى إسرائيل، مشيراً إلى أن هذا الأمر يعدّ إقراراً منه بأساس المشكل، وأن الدولة لا تعي كيفية التعامل مع شعبها ومع المسؤولين. ومع دعوته إلى إعادة النظر في تشكيل المحكمة العسكرية واختصاصها، شدد على أن إقالة القاضي فادي عقيقي يعدّ تفصيلاً صغيراً في المسألة الأساسية الكامنة في إعادة النظر بسبب وجود المحكمة العسكرية.

وإلى جانب المشاركة السياسية برزت مشاركة شعبية ودينية كبيرة رافضة الإتهام بالعمالة، إذ اعتبر الأب هاني طوق أن «الأكيد الأكيد أن الذين يتوجهون إلى الكنيسة ليسوا المرجع المناسب لتقييم دورنا وتاريخنا»، مشدداً عبر «نداء الوطن» على أنهم «إم الصبي، وأبناء هذه الأرض وتاريخها وشعبها ومستقبلها، ولا يوجد أحد مخوّل إتهامنا في هذا الموضوع».

ورأى الأب طوق أن الجميع يعرف من هم العملاء، كما لفت إلى أن توجيه الرسائل السياسية يمكن أن يتم مباشرةً وفي السياسة، وليس من خلال القوى الأمنية وعبر «مطران قديس» يحمل المساعدات لمواطنين من مختلف الطوائف والأديان. ووضع التوقيف والتحقيق مع المطران الحاج في خانة الخطأ لتمتّع الأساقفة بحصانة، مشيراً إلى أن القوانين الدولية والإتفاقية الدولية ما بين الدولة اللبنانية ودولة حاضرة الفاتيكان تشير بوضوح إلى أن الأساقفة لا يحاكمون إلا من قبل مرجعيتهم الكبرى أي البابوية في روما، موضحاً أن السياق الطبيعي لذلك يكون عبر رفع تقرير بالشبهات إذا وجدت إلى روما التي تقوم بدورها في محاكمتهم وليس عبر توجيه رسائل سياسية في هذا الموضوع. وتوجه إلى الذين يقفون وراء توجيه الرسائل قائلاً: «نحن هنا لنقول إننا نؤمن بوطن تعددي ونريد العيش معاً في هذا الوطن الذي هو أكثر من رسالة، رسالة حرية وسلام ومصالحة، ونؤمن بهذا البعد ووجودنا اليوم هو تأكيد على ذلك، بغض النظر عن إيمانكم بهذه القيم والرسائل التي نشدد على التمسك بها حتى الرمق الأخير من حياتنا».

ووضع المحامي طوني نون المشاركة الرمزية اليوم في خانة الوقوف إلى جانب البطريركية ومطالبها المستمرة بقيام الدولة والمؤسسات، بعد محاولات الإذلال التي حصلت جرّاء الممارسات العنجهية الوقحة من قبل فريق «حزب الله» في البلد والتي طالت المطران الحاج، ما يؤكد أن هذا «الحزب» يبرهن يوماً بعد يوم توجهه المستمر لضرب مؤسسات الدولة وبسط سلطة الدويلة على الدولة. واعتبر نون أن المشاركة الوطنية من مختلف الطوائف في تأييد البطريركية التي تعود لها فكرة إنشاء هذا الكيان اللبناني تؤكد نظرتهم الوطنية ووقوفهم إلى جانب هذا الصرح بعيداً عن الأبعاد الدينية.

وشددت الناشطة السياسية نيللي قنديل على أن مشاركتهم كقوى سيادية تندرج في خانة المطالبة الدؤوبة ببناء الدولة، واحترام القانون، ورفضت في الوقت نفسه الرسائل السياسية التي توجه عبر القضاء إلى البطريرك لحثه على تغيير خطابه الوطني، عبر محاولة تركيب ملفات العمالة التي لم تعد تمرّ على أحد، تحديداً المطالبين برفع الإحتلال الإيراني وحصر السلاح بيد المؤسسات الشرعية في الدولة اللبنانية.

 

تلك "الرئاسة"... ذهبت مع الانهيار!

نبيل بومنصف/النهار/25 تموز/2022

على افتراض ان المواقف الأولية التي بدأت القوى السياسية تطلقها حيال الاستحقاق الرئاسي ستشكل عامل تأثير جديا في "الرسمة" للرئيس الرابع عشر للجمهورية اللبنانية ، يستوقفنا في هذه الفترة إعادة تسليط المعيار التمثيلي كاساس لانتخاب الرئيس المقبل ، اذا حصل ولم تذهب البلاد الى شر الفراغ . هذا المعيار الذي يضرب على وتره جبران باسيل كمعبر حتمي لتياره في ترشحه المحتمل هو شخصيا او  في "صناعة الرئيس" يعكس في حقيقة الامر اقصى درجات المكابرة حيال أسوأ تجربة تمثيلية اطلاقا لرئيس في كل تاريخ الرئاسات والجمهورية أي تجربة تلك الأسطورة المتهالكة المسماة "العهد القوي" . وما دام العد العكسي لاشتعال السباق "الماروني" الى بعبدا قد بدأ فلم يعد جائزا المرور بتجاهل في البدايات والنهايات على مقاربة معيار التمثيل السياسي والنيابي لرئيس الجمهورية المقبل في ظل الواقع الثقيل الكارثي الذي ستجرى في ظله الانتخابات الرئاسية المقبلة ، بحيث يستحيل مقاربة المواقف الداخلية والخارجية من الرئيس الجديد في معزل عن انهيار لبنان في عهد الرئيس ميشال عون .

قد يكون متسامحا به التمسك بالمعيار التمثيلي في ظل معادلة طائفية لا تبدو قابلة للتبديل راهنا لجهة اختيار من يوصفون ب"الأقوياء" في طوائفهم وتاليا مع رئاسة مجلس نواب "مختارة" باجماع طائفتها ورئيس مجلس وزراء اختير بأكثرية كبيرة من طائفته ودوما على المعيار التمثيلي . لكن الامر سيتبدل تبدلا جذريا لا مفر منه حين تبدأ المقاربة امام "المسيحيين" أولا على أساس السؤال المصيري الآتي : هل تودون المضي في "قيادة" البلاد ( ولو نظريا عبر الهرمية الدستورية ) على أرضية معادلة اثبتت قطعا فشلها المخيف مع العهد الافل ، ام تريدون الريادة مجددا في كسر كل القوالب المتكلسة واطلاق معيار التغيير الجذري والمعايير المحدثة في إيصال تغييريين حقيقيين تنطلق معهم مسيرة خروج لبنان من الانهيار الأسوأ الذي ضربه؟

غداة أسبوع انفجار قضية المطران موسى الحاج والزحف الى الديمان تعبيرا عن التفاف مسيحي بل ووطني عابر للطوائف حول البطريركية المارونية ، لا نجد ادنى حرج في التذكير بحقيقة مرة مفادها ان مسألة تحكيم معيار التمثيل في اختيار رئيس الجمهورية التي رعتها بكركي آنذاك بين الأقطاب الموارنة تحت وطأة الفراغ الرئاسي والتي أدت في النهاية الى انتخاب الرئيس الحالي ، ينبغي ان يعلن فقدانها الصلاحية أولا وعدم قابلية "الزمن الجديد" اطلاقا لاعادة صياغة أي من ادبياتها ثانيا ، وعدم استعداد بكركي تحت أي عامل ووطأة للتورط في "صناعة رئيس" لا يحاكي اثنين : "تحرير" الرئاسة من شوائب هذا العهد بما يقتضي عودة الرئيس الدستوري بكل ما للكلمة من مضمون ، وعدم القبول باقل من رئيس تغييري مؤهل لترجمة ثورة اللبنانيين واستعادة هيبة المسؤولية لبدء اطلاق النجاة من هذا الجحيم . اما معيار تحكيم التمثيل فلن يكون في حال الخضوع لموجباته مجددا ، في أي اتجاه سياسي ، الا استعادة مخيفة انتحارية لما يشبه الرهانات المغالية جدا على انتخابات نيابية ظن المراهنون انها ستاتي بالانقلاب التغييري للتخلص من سلطة "محور الممانعة" فاذا بالفترة الطليعية للبرلمان الجديد تذيقنا مر العلقم مجددا وباسرع مما تخيل احد .

هذا الجاري الان في اذهان جهات تظن انها بالمكابرة الوقحة وحدها قادرة على نفض تبعتها التاريخية عن انهيار لبنان لا يقاوم الا بكسر خطأ تاريخي أيضا اسمه "قوة الخداع" .

 

الديمان "قِبلة" الوطنيين... والراعي يردّ "الصاع صاعين"

ألان سركيس/نداء الوطن/25 تموز/2022

لم يكن يوم أمس عادياً بالنسبة إلى البطريركية المارونية، وهي التي تخوض معركة استعادة الدولة من «الدويلة» وردّ الإعتبار إلى المؤسسات وإسقاط كل احتلال ووصاية أجنبية على لبنان. كانت عطلة نهاية الأسبوع حافلة في الديمان، فقد شهد المكان المطلّ على وادي قنوبين حيث المقرّ الصيفي للبطريركية زحفاً سياسياً وشعبياً، وهنا إستذكار للّحظات التاريخية التي عاشتها بكركي على مرّ الأيام حيث سار البطاركة والأساقفة «درب الجلجلة» مع شعبهم منذ البطريرك الأول مار يوحنا مارون في كفرحي، مروراً بكل البطاركة الذين سكنوا يانوح وإيليج ووادي قنوبين من ثمّ بكركي والديمان، كلّها محطات تاريخية ساهمت في رفع معنويات الشعب ومقاومة السلاطين والإحتلالات وأسّست لدولة لبنان الكبير. وها هي المرّة الثانية التي يتحرّك الشعب بأقل من سنتين لنصرة الحقّ ومطالب بكركي، المرّة الأولى كانت في 27 شباط 2021 عندما هدّد الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله بكركي بعد رفعها مطلب الحياد واستعادة الدولة وقال عبارته الشهيرة «ما تمزحوا معنا»، فأتى ردّ البطريركية بأنها لا تُهدّد و»بكركي ما بتمزح» فتحوّل هذا الأمر إلى تظاهرة شعبية تأييداً لمواقف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي خاطب الجماهير بـ»لا تسكتوا».

ومنذ ذلك الحين، يحاول المتضررون من شعارات البطريرك ومطالبه تطويقه وتخويفه وإسكاته، في حين شكّلت قضية توقيف المطران موسى الحاج الشرارة التي أشعلت الإنتفاضة البطريركية والشعبية والسياسية، وكجرس إنذار قبل الإستحقاق الرئاسي بأن هناك فريقاً متحكّماً بمفاصل الدولة ويستعمل مؤسساتها ومن ضمنها المحكمة العسكرية لتحقيق أهدافه السياسية والنيل من المقامات الوطنية التي تدافع عن سيادة لبنان واستقلاله.

وإذا كان مطلب إقالة مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي خرج من اجتماع سينودس الأساقفة الموارنة، إلا أنه بات مطلباً وطنياً بامتياز وردّدته الحشود التي زارت الديمان أمس متضامنةً مع المطران والبطريرك والبطريركية، خصوصاً أن هذا القاضي بات أداة لضرب كل معارضي «الدويلة» وكان له دور مشبوه خلال تحقيقات أحداث الطيونة وعين الرمانة، من ثمّ تابع المهمة المطلوبة منه عبر الإدعاء على المطران الحاج وتوقيفه كاسراً كل القوانين والأصول، لذلك رفض البطريرك استقباله.

شكّل لقاء الأمس في الديمان وزيارات نهاية الأسبوع مناسبة لتوجيه رسائل في أكثر من اتجاه، الرسالة الأولى هي سياسية بامتياز حيث تمّ التأكيد على مرجعية بكركي الوطنية وبأن لا أحد يستطيع تطويعها، وبأن التضامن هو مسيحي - إسلامي مع الصرح البطريركي، وكانت كلمة النائب أشرف ريفي أكبر تعبير عن هذا التضامن والذي أشاد بالمقاومة المسيحية التي حمت لبنان والدولة. أما الرسالة الثانية فكانت شعبية ومفادها أن النبض حول بكركي ما زال قوياً، وأن الراعي هو القائد الشعبي لمقاومة تريد استرداد لبنان ومواجهة «الدويلة»، وبأن حملات التشويه الشبيهة بفترة الإحتلال السوري لن تثني الشعب عن استمرار مقاومته وإسقاط الإحتلال الإيراني وأدواته وإن تبدّلت بالشكل. وبالنسبة إلى الرسالة الأقوى فقد وجّهها البطريرك الراعي في عظته وأمام الحشود معلناً انطلاق مرحلة عدم مهادنة السلطة التي وصف تصرفاتها بـ»البوليسية» وتنتهك كرامة الكنيسة، غامزاً من قناة بعض السياسيين الذين يسيئون إلى لبنان ودعاهم إلى البحث عن العملاء في مكان آخر «فأنتم تعرفون أين هم ومن هم»، وبالتالي فإن الراعي ردّ الصاع صاعين للسلطة وأكّد عدم سكوته عمّا حصل مع المطران الحاج، وأنّ هذا الحدث لن يبدّل شيئاً في مواقفه ومواقف البطريركية التي مرّت عليها ظروف أبشع بكثير وصمدت وستصمد في الوقت الحالي حتى استعادة الدولة وتحرير البلد. شكّلت حادثة توقيف المطران الحاج مناسبة لإعادة طرح مسألة اللبنانيين المبعدين إلى إسرائيل ظلماً، وكذلك البحث في دور المحكمة العسكرية التي يقول عدد من القوى إنها تنفذ أجندة «حزب الله»، لكن الأكيد أن هذه الحادثة زادت عزيمة البطريرك في المواجهة، ما يدفعه إلى عدم التراخي في استحقاق رئاسة الجمهورية وفي الإستحقاقات المقبلة.

 

تحييد السلاح.. تشاطر خارج قاموس الحزب

محمد قواص/اساس ميديا/25 تموز/2022

يدعو سليمان فرنجية, المرشح المرجّح للرئاسة في لبنان، كما دعا سياسيون قبله، إلى تحييد سلاح حزب الله عن السجال الداخلي. والحجّة الدائمة في ذلك، كما حجّة غيره، أن للسلاح مفاعيل إقليمية ودولية لا قدرة للبنان على التأثير عليها.

وإذا ما كانت تلك "التخريجة" مثالية لاستقالة اللبنانيين من رافض السلاح في إدارة بلدهم، فإن حزب الله أنِسَ لأمر اقتناع اللبنانيين أخيراً بما أعلنه زعيم الحزب قبل سنوات، من أن "موازنة حزب الله ومعاشاتو ومصاريفو وأكلو وشربو وسلاحو وصواريخو من الجمهورية الإسلامية في إيران".

وعلى الرغم من بلادةِ بعض ساسة البلد في اعتبار سلاح الحزب شأنا خارجيا، فإن الحزب، على العكس من ذلك، توّاق إلى تأكيد لبنانية هذا السلاح يتوسّل إدراجه داخل البيانات الحكومية فارضاً شرعيته القانونية الكاملة على لبنان ومؤسساته. وإذا ما تشاطر الساسّة في الإفتاء بـ "ربط النزاع" مع الحزب أو "تحييد" سلاحه عن العملية السياسية، فإن لا أحد يسأل بالمقابل عن بداهة إصرار الحزب على عدم "تحييد" هذا السلاح عن إدارة البلد ويوميات الحكم فيه.

يعرف "التحييديون" أن لبنان عاش منذ إرهاصات ما قبل اغتيال رفيق الحريري على إيقاع هذا السلاح غير المحايد والذي بات، بعد أن كان "مقاومة"، مقاوما لطبائع السياسية في البلد ممّلياً عليها أجندته. وسواء في حملة الاغتيالات الممنهجة أو في افتعال الخضّات الأمنية الكبرى أو في جرّ البلد في مناسبات متعددة إلى حروب أهلية صغيرة، فإن هذا السلاح، الذي يُراد بعبقرية ودهاء التعامي عنه والقفز عن أورامه، يتحمّل القسط الكبير من مسؤولية إنهيار البلد وحالة العزلة التي يعاني منها.

المشكلة الكبرى أن لبنان المنهك شعبيا ونخبا سياسية كما حكومات المتعاقبة يتعامل مع سلاح الحزب بصفته "قدرا"، وأنه بات من علامات البلد النهائية تماما كما أعمدة بعلبك وقلاع الرومان. ولئن لم يعرف البلد منذ استقلاله كثيرا من الثوابت وعرف موجات متلاحقة من التحوّلات، فإن عتاة التحييديين يبشّرون بالدويلة ثابتا فيما الدولة متحولا. وحين يُلفق رئيس الحكومة ووزير الخارجية بيانا يتحفّظان فيه على تبرّع الحزب بإرسال مسيراته فوق حقل كاريش الإسرائيلي، فإن الطرفين يلوذان بالصمت بعد ذلك ويلجمان أي ردّ على استهجان الحزب للموقف الرسمي، بما يترك للسلاح كلمته الأخيرة وهو الذي كانت  له الأولى دوماً.

قد يجوز المجادلة في مسألة قيام اللبنانيين بتحييد سلاح الحزب إذا ما حيّد حزب الله السلاح عنهم أو حتى زعم ذلك. لكن المفارقة تكمن في أن هذا السلاح بالذات هو الذي يتيح ويردع تعيين رئيس للحكومة، وهو الذي يحدد شكل الحكومة وتوجهاتها، وهو الذي انتخب ميشال عون رئيساً وبه من المرجح أن ينتخب فرنجية رئيسا. فكيف يطالب "أصحاب السعادة والمعالي" بتجاهل سلاح هو وحده لا شريك له صانع المناصب والرؤساء وما بينهما.

والحال أن الخارج لم يضع يوما سلاح حزب الله على رأس أولوياته، ولطالما استمر في التعامل الرسمي مع حكومات لبنان حيث للحزب الحصص والنفوذ. ولئن يقارب الخارج هذا الحزب بشكل موضعي متفاوت المستويات من زاوية ما يمثله من أخطار لإسرائيل أو من زاوية تورطه في شبكات الإرهاب والتهريب، فإن تعايش لبنان الرسمي مع سلاح الحزب، وتبنيه ضرورته للدفاع عن لبنان، وفق رواية رئيس الجمهورية، برر عدم ذهاب هذا الخارج بعيدا في الانخراط في ورشة معادية لسلاح لا يلقى معارضة داخلية وازنة وفاعلة ودائمة.

يتّسق المرشح فرنجية مع نفسه ومع "خطّه السياسي" الذي لطالما افتحر وجاهر به. سبق له أن قال إن حزب الله، (أي السلاح) هو من أسقط فرصته حين تمّ تبني ترشحه من قبل الرئيس سعد الحريري. بمعنى آخر فإن صيانة السلاح وحمايته استدعت ترئيس حليف الحزب وشريكه في "تفاهم مار مخايل" الشهير. وإذا ما قرر حزب الله "تأجيل" رئاسة فرنجية، فذلك يعني في مقاربات المرشّح أن الحزب (وسلاحه) هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في قرار دخوله إلى قصر بعبدا من عدمه.

هنا تصبح المحافظة على السلاح ضرورة وحاجة للعبور إلى بعبدا ومن الضرورة تحييده عن السجال اللبناني. على أن الحزب نفسه غير معني بفكرة "التحييد" هذه ولا يعتبرها جميلا. والأمر بعرفه لا يقرره لبنان وليس خاضعا لمزاج "التحييديين أو غيرهم. فالسلاح وجد أداة وحيدة ناجعة لممارسة السياسية والهيمنة على المشهد البرلماني في بيئته والسطو على توازنات البلد وقواعد حكمه. والسلاح بهذا المعنى لن يكون محيّدا ويخضع لحسابات تسوقه إلى سوريا والخليج واليمن، أو تسوقه لقول قولته من رفيق الحريري إلى لقمان سليم.

الدعوة إلى "تحييد" سلاح حزب الله هي دعوة سياسية لا تعني أن أصحابها سينخرطوا عسكريا للدفاع عن هذا السلاح. لكن بالمقابل فإن ضرورات الدعوة إلى عدم تحييد هذا السلاح عن النقاش العام لا بل جعله أساس أي نقاش هي أيضا دعوة سياسية لا تعني أن لأصحابها مشاريع وخططا للانخراط عسكريا ضد هذا السلاح. وإذا ما كان التحييد هو تحصيل حاصل بالنسبة للحزب ولا عبقرية في اكتشافه، فإن غياب الاعتراض على السلاح والتطوّع بالالتفاف على واقعه، لا سيما من قبل التغييريين والمستقلين والمعارضيين القدامى، وإخراج قضيته من التداول اللبناني هي الحال التي يطرب لها حزب الله ويطمئن لاستقراره ويهتم بها أكثر من أصحاب منّة الحياد وفتاويهم. غريب أمر من يتطوّع ومن تطوّع سابقا لتحييد سلاح حزب الله، فماذا يبقى لحزب الله إذا تم تحييد سلاحه؟

 

رئاسة الجمهورية ونزاع الموت الأخير

بسام أبو زيد/نداء الوطن/25 تموز/2022

يوماً بعد يوم تقترب المهلة الدستورية لإتمام الاستحقاق الرئاسي ولكن كما في كل الاستحقاقات الانتخابية في لبنان تطرح التساؤلات حول ما إذا كان هذا الاستحقاق سيحصل في موعده الدستوري وإن حصل فسيكون الأمر سابقة منذ أن ترك رئيس الجمهورية السابق أمين الجميل منصبه في العام 1988.

في الدول التي تملك قرارها تجرى الاستحقاقات الانتخابية بسلاسة وفي مواعيدها وليس هناك من يعطل ومن يمدد ويجدد، لأن تلك الدول تحترم إرادة الناس وتحترم تداول السلطة وتعمل لخير شعوبها،علما أنه في دول ديكتاتورية يجرون أيضا انتخابات رئاسية وتشريعية في مواعيدها ولكن هدفها ليس تداول السلطة بل تثبيت الحاكم المطلق من خلال الإدعاء أن أكثرية تتراوح ما بين 95٥ إلى 99% ترغب في بقائه في السلطة.

في لبنان يبدو أنه يراد لمنصب رئاسة الجمهورية أمران:

الأول هو أن يكون تحت سيطرة كاملة لقوى الأمر الواقع ورعاتها في الإقليم وهذا ما يجري العمل عليه من قبل هؤلاء في الانتخابات الرئاسية المقبلة فـ»حزب الله» وحلفاؤه لا يريدون رئيس تسوية وطبعاً سيمنعون أي رئيس من الفريق الآخر، فهم يريدون رئيساً موالياً لهم 100% من دون أي زغل وكل ما هو خارج هذا الإطار هو مرفوض وسيسعون لفرضه بمختلف الوسائل حتى تلك التي تعتمد القوة.

الثاني هو أنه وفي حال عدم التمكن من الاحتفاظ برئيس الجمهورية كأداة طيعة في يد هذا الفريق فالاتجاه لديه هو إلغاء رئاسة الجمهورية بمعنى انتزاعها من المسيحيين الموارنة تحت ما يعرف بنظام جديد لا تناقش فيه سوى فكرة قوى الأمر الواقع ولا يسمح سوى بالقبول بها مع رفض لأي طروحات أخرى ومن ضمنها الفدرالية. في الأمرين هناك فرقاء مسيحيون وتحديداً موازنة يساعدون في ذلك إنطلاقاً من مبدأين:

الأول هو الغاية تبرر الوسيلة، فهناك من يريد أن يكون رئيساً للجمهورية ولو في شكل صوري ويكفيه أن يؤمن له ولجماعته مصالحهم المالية والشخصية غير مهتم بمصير البلد ومصالحه واستقلاله وسيادته وحريته وقراره.

المبدأ الثاني هو عليَّ وعلى أعدائي فهؤلاء الساعون إلى الرئاسة كيفما كان، لن يتورعوا عن الإطاحة بالرئاسة كاملة من يد المسيحيين الموارنة إن لم تكن لهم حظوظ بتولي هذا المنصب ولن يتأخروا في الترويج لجماعاتهم المغسولة أدمغتهم «أننا تخلينا عن الرئاسة المنزوعة الصلاحيات وربما عن قيادة الجيش وعن حاكم المصرف المركزي مقابل مثلاً اللامركزية الإدارية الموسعة» فينتفي أي دور للمسيحيين على مستوى القرار السياسي والعسكري والمالي العام، وما يؤكد على ذلك أن هؤلاء يتحدثون بالمنطق ذاته عن الفدرالية كما تتحدث قوى الأمر الواقع، فيرفضونها ويخوِّنون من يطرحها والسبب في ذلك واحد فقط وهو أن الفدرالية تنتزع فعلاً من قوى الأمر الواقع السيطرة على البلد وتحفظ الخصوصية والمصلحة السياسية لأي وجود مسيحي حر.

انتخابات الرئاسة باب جديد لمواجهة فعلية ولتعرية من لا يريدون مصلحة لبنان واللبنانيين، ومن هنا فعدم اتفاق قوى المعارضة والسياديين على مرشح واحد للجمهورية هو الهدية التي تريدها قوى الأمر الواقع لتجهز على الرئاسة كموقع وكدور وهي حالياً في حال نزاع الموت فهل هناك من يتجرأون على رد الروح إليها؟

 

فائض القوة بوجه الكنيسة

وليد شقير/نداء الوطن/25 تموز/2022

يسهل على «حزب الله» أن يحسم بتصريح وصمة «الخيانة الوطنية بالعمالة والتعامل مع العدو»، لرجل دين من وزن النائب البطريركي العام للطائفة المارونية المطران موسى الحاج، على ما جاء في تصريحات لقيادييه، من دون أن يصدر هذا الاتهام حتى عن القضاء الخاضع لتأثيرات الحزب ونفوذه وتعليماته. هذا على رغم أن البطريرك الكاردينال بشارة الراعي قال إنه «عبثاً تحاول السلطة تحويل ما حصل إلى مجرد مسألة قانونية»، معتبراً أن ما حصل «تصرفات بوليسية ذات أبعاد سياسية». إتهام «حزب الله»، الذي يغلف مناصروه والإعلام الموالي له الإجراءات حيال المطران الحاج بأنها خطوة قضائية وتطبيقاً للقانون، بسبب عدم جواز نقل الأموال من الأراضي المحتلة، قبل أن يحسم القضاء الأمر، ألبسه بلسان قيادييه، التهمة الموجهة إليه بأنه يقف وراء الملاحقة القضائية التي تعرض لها المطران، مستبقاً حتى أي توصيف من قضاء متهم بالخضوع لتعليمات منه. هذه الواقعة وحدها تعطي الصدقية لتبديد الراعي محاولات إغراق السجال حول هذا الإجراء في نقاش قانوني، باعتباره قضية سياسية لا غير، تلك الصدقية التي طالب النائب محمد رعد «شركاؤنا أن يمتلكوها في سيرتهم».

يكرس هذا التصرف منطق فائض القوة في التعامل مع المرجعية الكنسية باستخدام القضاء وتطويعه علناً لأهداف سياسية، وبالإيحاء من دون مواربة، بالتهمة، غير آبه بمبدأ الصدقية الذي يتسلح به.

هذا الاستسهال من الحزب في التعاطي مع قضية فائقة الحساسية من هذا النوع «سهّل» منذ البداية اتهامه بأنه يقف وراء دفع هذا الملف إلى واجهة الأحداث في هذا الخضم الذي أغرق نفسه فيه. فالكثير من ردود الفعل تجنب في البداية إلصاق تهمة تحريض القضاء العسكري على التصرف بهذا الشكل مع المطران الحاج إلى أن لبسها بلسان قيادييه. والمتابعون لعلاقة البطريركية بالحزب لا ينسون أن تهمة العمالة وجهت إلى الراعي نفسه في مرحلة من المراحل. والوسط السياسي يلغط منذ مدة بالمناخ الذي تعيشه أوساط الحزب جراء انزعاجها الكبير من العظات التي يكررها الراعي في تشديده، منذ أكثر من سنتين، على السيادة والحياد وحصر السلاح بيد الدولة وعدم الارتهان للخارج ورفض مصادرة قرار الحرب والسلم وهوية لبنان العربية... وأخيراً التشديد على مواصفات لرئيس الجمهورية المقبل «فوق الاصطفافات والمحاور والأحزاب»، وتعاكس مواصفات الرئيس التي يتمناها الحزب للموقع المسيحي الأول في السلطة، والتي اعتاد عليها على مدى ست سنوات، والتي مارس السلطة في ظلها طوال هذه المدة من دون أن ينازعه أحد عليها بفعل قدرته على تطويع الرئاسة لأهدافه الإقليمية ومعها مؤسسات رئيسة بدءاً بمواقع مهمة في المؤسسة القضائية. فصلة قيادة الحزب في عهد الرئيس ميشال عون، بالفريق الرئاسي، جعلته يعرف بكل شاردة وواردة ويؤثر في كل قرار جوهري، لا سيما في شأن علاقات لبنان الخارجية وحتى الداخلية، بحيث يطلع على أي محادثات أو التزامات لبنانية رسمية من دوائر القصر الرئاسي قبل كثيرين في الدولة، ويبدي رأيه فيها ويعدل ويغير في بعض التوجهات استناداً إلى هذه المعرفة بالتفاصيل...

يشهد البلد المزيد من استخدام فائض القوة لأسباب كثيرة. بات الحزب محشوراً بتنامي الاعتراض العلني، لا سيما في الوسط المسيحي، على سلاحه كما ظهر من نتائج الانتخابات. ومن الطبيعي أن يقلقه الاتجاه نحو تغيير في نهج الرئاسة بانتهاء العهد العوني، لكثرة الامتيازات التي كان يحصل عليها على رغم الخلافات التي كانت تبرز بين الحين والآخر بينه وبين «التيار الوطني الحر»، والتي كان شديد التسامح في شأنها مقابل المكاسب القوية الأخرى المتعلقة باشتراكه في إدارة الدفة في المسائل الكبرى.

الرسالة إلى الراعي وسائر القوى السياسية من ورائه هي أنه لن يقبل في هذه الظروف التي يتعرض خلالها للضغوط الأميركية، هو وإيران ومحور الممانعة، بترسيم حدود لدوره المؤثر في القرار الرئاسي. ولذلك قيل إن تدخله في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل هي من قبيل الانخراط في ترسيم حدود تأثير بعض الفرقاء في اختيار رئيس الجمهورية المقبل، بصفته استحقاقاً مفصلياً في تحديد مستقبل الأزمة السياسية الاقتصادية والمالية الخانقة التي غرق فيها البلد نتيجة استتباعه لصراعات المنطقة.

قد يكون الحزب مستفيداً من قضية المطران الحاج لحرف الأنظار عن ردود الفعل المعترضة على جرّه لبنان إلى مقتضيات الصراع الإيراني الأميركي في ظل الانقسام الدولي الحالي، عبر تهديده إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية بالحرب بحجة الدفاع عن حقوق لبنان النفطية والغازية وترسيم الحدود، مصادراً بذلك صلاحيات السلطة بالتفاوض عبر الجانب الأميركي، لكنه لن يتمكن من خفض نسبة الاعتراض العالية على استخدامه أزمة لبنان ورقة في صراعات لا قدرة له على احتمال نتائجها، في زمن يشهد تحولات إقليمية كبيرة.

ما حصل مع المطران الحاج ربما كان أحد الفصول التي ستتوالى خلال الأسابيع المقبلة، في ممارسة فائض القوة حيال جهود خارجية ومحلية للحد من الهيمنة على قرار السلطة المركزية في البلد.

 

بين مطرقة توحيد سعر الصرف وسندان تعدده القرار السياسي خلف وزارة المال و"المركزي"

رولى راشد/النهار/25 تموز/2022

من أبرز التحديات التي ينبغي للسلطة مواجهتها مسألة توحيد سعر الصرف للدولار، إذ بات شرطاً أساسيّاً ل#صندوق النقد الدوليّ قبل القبول بأيّ خطة للتعافي أو للتوصّل إلى أيّ اتّفاق معه، علماً بأنّه سبق لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة أن صرّح سابقاً بأن "الاتفاق مع الصندوق سيُسهم في توحيد سعر الصرف".

 وإذا كان السؤال البديهيّ هو مَن يأتي قبلاً الاتفاق أم التوحيد، فإن ما سمعه المسؤولون الأسبوع الماضي من منسّق المساعدات الدولية من أجل لبنان السفير بيار دوكان خلال جولاته عليهم لا يغفل تشديده على الإسراع في توحيد سعر الصرف، وإقرار موازنة مقبولة تتماشى مع خطة اقتصادية إنقاذية تحافظ على حقوق المودعين.  وإذا كان ناقوس الخطر يدقّ بقوّة بفعل الإضرابات التي ينفّذها موظفو ومستخدمو القطاع العام، والتي يبدو أنها ستستمرّ فصولاً، بعد تصاعد وتيرة المطالب مقابل تراجع قدرة الدولة على تأمين تمويل أدنى النفقات، فإن استحقاق إقرار الموازنة العامة وما تتضمّنه من أرقام مبنيّة على أسعار ستطرح قضية توحيد سعر الصرف بشدّة لتحديد السعر الذي سيرسو عليه #الدولار الجمركيّ بعد اعتماد الحكومة عليه كمصدر رئيسيّ في إيراداتها.

 من هي الجهة المخوّلة توحيد سعر الصرف؟ ما هي نتائجه؟

 راشد

يعتبر رئيس الجمعيّة الاقتصادية اللبنانية والخبير السابق في صندوق النقد الدكتور منير راشد أن "توحيد سعر الصرف يتطلّب قراراً مشتركاً من وزير المال و#المصرف المركزيّ يُعلن فيه تحرير سعر الصرف الرسمي. ومعه تصبح كلّ الأسعار الموجودة سواء على مستوى التعاميم 151، 158 و161 أو المنصّة مطابقة لما يتمّ التداول به في السوق الثانوية الحرّة. وهو السعر المعروض من الصرافين، علماً بأنه سيسمح للمصارف بالدخول إلى هذه السوق حيث يبدأ التداول بين بعضها مع فتح منصّة إسوة بما هو مطبّق على الهاتف، يحدّد معه في كلّ دقيقة أو أكثر سعر الدولار. وهكذا يصبح سعر السوق الثانوية كالسعر الرسميّ".

ويقول لـ"النهار": "للأسف، هذه الخطوة لم يتم اتّخاذها حتى تاريخه بالرّغم من أهمّيتها، لأنّها تلغي دور مصرف لبنان الذي يقوم بتوزيع الدولارات بأسعار مختلفة، وبالتالي، تلغي بموجبه إصدار التعاميم التي تحدّ من قدرته على إدارة السياسة النقدية. لا شكّ في أن تحرير سعر الصرف يساهم في:

1. رفع قيمة الودائع والأصول والالتزامات المالية الأخرى؛ بمعنى آخر: إذا طلب أحد المودعين سحب أمواله الموجودة في المصرف بالدولار، وتعذّر على هذا الأخير إعطاءه المبلغ بهذه العملة لعدم توافر الكمية المطلوبة، يسمح له باستيفائها بالليرة على أساس سعر السوق. إذن يتم تحرير الودائع كليّاً.

2. تحسين الدورة الاقتصادية واستعادة الثقة بالاقتصاد اللبناني مع تأمين المنافسة المشروعة. وبالتالي، تشجيع الناس على الكشف عن أموالهم المدّخرة في المنازل مع التوّجه إلى صرفها أو استعمالها في مشاريع مختلفة.

3. تدفّق الأموال من الخارج بعد طمأنة أصحاب الودائع بشأن سهولة سحبها من المصارف عندما يشاؤون، بعد انتفاء الحواجز أو ترك حريّة الحفاظ عليها في المصرف من دون فقدان قيمتها الفعلية.

4. استعمال البطاقات المصرفيّة من اعتماد وائتمان وشيكات أيضاً من دون أيّ مخاوف بعد مساواتها بسعر الدولار الفريش".

ويؤكد أن "هذا القرار الجريء الذي يُطالب به صندوق النقد الدولي لا يحتاج إلى موافقة مجلس النواب، بل إلى قرارٍ من وزارة المال والمصرف المركزيّ.

باختصار، الحلّ الرئيسيّ يكون بتحرير سعر الصرف الرسمي الذي يساهم في استعادة ثقة المودع بأداء المصارف اللبنانية وبتأمين السيولة اللازمة".

شيخاني

من جهته، الخبير المالي والمصرفي الدكتور نيكولا شيخاني يلفت إلى "وجود مشكلة حقيقيّة في تعدد سعر الصرف؛ فهناك حالياً أكثر من 5 أسعار، وقريباً سيكون هناك سعر للدولار الجمركي الملحوظ في الموازنة العامة للعام 2022. من المؤكد أن الاقتصاد لا يمكن أن يسير بوجود عدّة أسعار صرف. ولوضع أيّ استراتيجية اقتصادية من الملّح توحيد سعر الصرف، لأنه في النهاية، لإتمام أيّ معاملة مالية Financial Transaction يجب وضع سعر موّحد يمكّن المستثمر في الداخل والخارج من التحرّك والعمل والتحقق من كيفيّة تحقيق الأرباح. ومن المعلوم أنه عندما يطلب صندوق النقد من أيّ بلد تقديم استراتيجية نقديّة وماليّة واقتصاديّة يُصرّ على الانطلاق من توحيد سعر الصرف. ومن البديهي أن يكون هذا القرار بيد الدولة اللبنانية، ثم مصرف لبنان، الذي يقوم بدوره بتعميمه على القطاع المالي والمصرفي". أما لناحية التلكّؤ في عدم اتّخاذ القرار لغاية اليوم فيربطه شيخاني "بمسألة حماية الشركات والمؤسّسات التي ما زالت تدفع بالليرة اللبنانية من جهة، ومن جهة أخرى بموضوع السّلفة التي منحها مصرف لبنان للدولة، وهي بحجم أكثر من 10 مليارات دولار مقابل أمانة Collateral على سعر 1500. ومع توحيد سعر الصرف، وتماشياً مع السعر الجديد سيضطر إلى زيادة القيمة المستحقة للتسديد، أي طبع المزيد من العملة اللبنانيّة وتعريض ميزانيته للمزيد من الخلل".  ويقول: "هذا ليس واضحاً بالنسبة لدين الدولة اللبنانية. على مصرف لبنان توضيح هذا الموضوع. وبالنسبة لأهمّ إيجابياته فهي تكمن في المساعدة على بناء سياسة نقديّة تتماشى مع سياسة ماليّة واقتصادية. في كلّ بلد، البنك المركزي يملك سياسة نقدية صارمة واستراتيجية ماليّة تتضمّن موازنة عامّة وخطة نمو اقتصادي. تبقى المشكلة في ما ستؤول إليه الأمور عندما تدقّ ساعة توحيد سعر التعويم Floating أم التنمية Growing. وهل ما بعد التوحيد سيعمل على التثبيت؟ البعض يتحدّث عن اعتماد نظام مجلس النقد. في مطلق الأحوال، البلد يتجه نحو الدولرة الشاملة".

 بين الاعتماد على الدولار في معظم عمليّات التسعير، وشبه التخلّي الكامل عن الليرة، السؤال الذي يبحث عن الجواب هو: من سيجرؤ على توحيد سعر الصرف، وأمام مجلس النواب مشروع موازنة 2022 تسابق فيه النفقات الإيرادات بأشواط؛ وفي الشارع، أصوات تنادي برفع الأجور من دون تحديد أيّ سعر ستواكب؟

 

 «الحزب» لا يريد تكرار خطأ النظام السوري!

شارل جبور/الجمهورية/25 تموز/2022

صار معلوماً أنّ استقدام المطران موسى الحاج للمال والأدوية من عائلات لبنانية في إسرائيل إلى ذويهم في لبنان ليس جديداً، بل هو دأبَ على هذه المهمة منذ الأزمة المالية الخانقة التي عصفت بلبنان وبعلم المعنيين في الدولة، وكان قد تمّ الاستفهام منه حول مهمته، ولكن السؤال الذي لا إجابة واضحة عليه بعد: لماذا في هذا التوقيت بالذات هناك من قرّر التوقيف للتحقيق ساعات طويلة وافتعال أزمة مع الكنيسة؟ جاء توقيف المطران الحاج في لحظة تصعيدية إقليميا ومحليا: بعد قمتي جدة وطهران، وبعد تهديد السيد حسن نصرالله بالحرب في حال لم يحصل الترسيم قبل نهاية أيلول ومنح الشركات الإذن باستخراج النفط والغاز، وملاقاته من قبل النائب جبران باسيل الذي أكد انّ «ورقة المقاومة هي عنصر قوة للبنان إذا عرفنا كيفيّة استخدامها بهدف ترسيم الحدود واستخراج الموارد وتحصيل الحقوق»، ما يعني تعهّده بالسهر على حفظ ورعاية معادلة التكامل بين المقاومة والدولة لناحية انّ القرار هو للمقاومة ويقتصر دور الدولة على تغطية دور المقاومة، كما تعهّده بأنه ليس بالإمكان فصل المقاومة عن لبنان، ويعني ان سلاح المقاومة تحوّل إلى سلاح أبدي وسرمدي، ويعني ان لا حوار حول استراتيجية دفاعية على غرار الرئيس ميشال عون الذي لم يوجِّه اي دعوة لمنقاشة هذه الاستراتيجية، ويعني تعهّده بتغطية تهديدات المقاومة وحروبها وبأن يكون الضامن لنقل تجربتي الحرس الثوري مع الدولة الإيرانية، وحزب البعث مع الدولة السورية، فيكون «حزب الله» مع الدولة اللبنانية هو النموذج الثالث الذي سيحاول تكريسه وتثبيته.

وفي موازاة الضغط لانتزاع الترسيم كورقة وحيدة بيد «حزب الله» لإدخال العملة الصعبة التي تحولت إلى نادرة وهو بأمسّ الحاجة إليها تجنّباً لسقوط هيكل الدولة وخسارته هذه الورقة التي يُمسك بواسطتها كل البلد، جاء توقيف المطران في لحظة توتير محلية مع السعي المتواصل للعهد لاستبدال حاكم مصرف لبنان في محاولة لتسجيل انتصار مالي بالتوازي مع الحدودي، وهو يعتقد انّ استبدال الحاكم يعزِّز دوره بالورقة النفطية من جهة، ومع المجتمع الدولي وصندوق النقد في ظل مرحلة مالية بامتياز من جهة أخرى، فيكون متحكّماً بالقرار المالي على غرار تَحكُّم حليفه بالقرار الحدودي.

وجاء توقيف المطران في توقيت فراغ حكومي واستبعاد تشكُّل حكومة جديدة قبل نهاية العهد، ومع بدء العد العكسي بالأسابيع للدخول في المهلة الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية وانتهاء ولاية الرئيس ميشال عون الذي، وعلى رغم تأكيده مغادرته القصر الجمهوري، إلا انّ هناك مسألة ما زالت غير محسومة بموقفه وموقف المحيطين به لجهة رفضه تسليم صلاحيات الرئاسة الأولى لحكومة تصريف أعمال، وكأنه يعدّ لخطوة ما في حال لم تجرِ رياح خلافته كما يشتهي، ما يعني الدخول في فوضى دستورية على وقع عدم استقرار سياسي ومالي. وجاء توقيف المطران في توقيت تَشديد البطريرك بشارة الراعي على ضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية في مطلع المهلة الدستورية، وتحديده مواصفات الرئيس العتيد البعيدة كل البعد عن النائب باسيل والتي تختلف عن المواصفات التي كان قد حدّدها قبل نهاية ولاية الرئيس ميشال سليمان، فيما يدرك العهد انّ لموقف بكركي من الاستحقاق الرئاسي وقعا معنويا مهمّا في الداخل ولدى عواصم القرار على رغم عدم امتلاكها كتلة نيابية.

وإذا كانت مواقف البطريرك الرئاسية تُزعج العهد، فإن مواقفه السيادية تُزعج «حزب الله» وتحديدا مع إصراره على المؤتمر الدولي والحياد، وخشية الأخير من جهوزية سياسية محلية تتقاطع مع التحولات الإقليمية على غرار العام 2005، خصوصاً مع الصعود السعودي المتواصل وقيادة المملكة لمحور الاستقرار، حيث انّ قمة جدّة أشعرت الحزب للمرة الأولى بوجود تطور نوعي لا بدّ من ان يكون له انعكاساته في لبنان في حال لم يُقدم على فِعل قوة ينسف عبره جسور اي تقاطع مع الخارج، او تعطيل تأثير التحول الخارجي داخلياً. وفي خِضمّ كل هذه الصورة جاء توقيف المطران الحاج تنفيذا لقرار قضائي من القاضي فادي عقيقي، فيما يستحيل تصديق ان القاضي تجرّأ على توقيف مطران في سابقة تاريخية من دون ان يكون قد أمّن الغطاء السياسي لقراره، كما يستحيل تصديق ان «حزب الله» اتخذ قرار التوقيف من دون التشاور والتنسيق وأخذ موافقة العهد، لأنّ القضية مسيحية بامتياز وسيكون لها تداعياتها داخل البيئة المسيحية وانعكاساتها المباشرة على العهد الذي ستتراوح النظرة إليه بين شراكته في القرار او تغطيته له او غَض نظره عنه، وفي الحالات الثلاث الأمر واحد، ولا يبدِّل استقبال الرئيس عون للمطران الحاج شيئاً في الصورة والوقائع، فيما لو تمّ توقيف المطران قبل الانتخابات النيابية لكان خرجَ تيار العهد برزمة نواب الرافعة الشيعية فقط.

ويندرج توقيف المطران في هذا التوقيت بالذات ضمن احتمالين:

 الاحتمال الأول رسالة من «حزب الله» مغزاها انّ النظام السوري أخطأ بتحييد البطريركية المارونية التي شكّلت الحاضنة للقوى والشخصيات السيادية والرافعة للمشروع الاستقلالي ورأس الحربة في مواجهة النظام الأمني اللبناني والسوري المشترك، ولو استهدفها النظام السوري كما استهدف القوى السيادية لكان اشترى بوليصة تأمين استمراره في لبنان إلى أمد طويل، وهذا الخطأ بالذات لن يقع في فخّه الحزب، خصوصاً مع دخول المنطقة في مرحلة تحولات تترافق مع انهيار لبنان والكلام عن مؤتمر دولي، فقرّر توجيه رسالته للبطريركية بأنه لا يخضع لضوابط وسقوف وخطوط حمر، وانّ تحييده البطريركية في مراحل سابقة انتهى إلى غير رجعة.

الاحتمال الثاني رسالة مزدوجة من العهد، شقّها الأول موجّه لـ»حزب الله» بأنه على استعداد لملاقاته في خياره الاستراتيجي بتغطية حربه ضد إسرائيل، وهذا ما فعله عندما تفرّد بتغطية قراره بالحرب، ومفاد هذه الرسالة انّ الحزب لن يجد بديلاً عن «التيار الوطني الحر» في رئاسة الجمهورية، إن لجهة استعداده بملاقاته من دون سقوف واعتبارات، او لناحية حجمه الشعبي والنيابي، وقد اختبر الحزب على مدى ولاية رئاسية كاملة بأنّ العهد لم يوجِّه اي دعوة للحوار حول الاستراتيجية الدفاعية التي لا وجود لها خارج حصر قرار الحرب بالدولة وحدها.

والشق الثاني من الرسالة موجّه إلى البطريركية بأنّ رسالة المواصفات الرئاسية وصلت والردّ عليها كان بتوقيف المطران، وانّ على البطريركية الوقوف على الحياد في الانتخابات الرئاسية في حال كانت ترفض خلافة النائب باسيل للعماد عون.

وفي موازاة سَعي «حزب الله» إلى تحييد بكركي سيادياً، وسعي العهد إلى تحييدها رئاسيا، هناك من يضع توقيف المطران في ثلاثة اتجاهات: الاتجاه الأول ضد الكنيسة طبعاً من أجل ان تحسب خطواتها ومواقفها جيداً من الآن فصاعدا، والاتجاه الثاني موجّه ضد القوى السيادية من أجل ان تُدرك انّ المواجهة معها من دون سقوف، ومن يستهدف البطريركية لن يتوانى عن استهداف اي فئة او حزب او شخص، والاتجاه الثالث ينمّ عن رسالة اختبار رئاسية لكل من النائب باسيل والنائب السابق سليمان فرنجية، حيث انّ الحزب يريد اختبارات عملية لا فحوصات شفهية، وقد نجح باسيل في اختبار مُلاقاة الحزب في الحرب واستهداف الكنيسة. وما حصل مع المطران لن يقف عند هذا الحدّ، وهذه جولة في إطار جولات سيخوضها «حزب الله» في المرحلة المقبلة، لأنّ مَن اتخذ هذا القرار الذي لم يتخذه النظام السوري لن يكتفي بهذه الجولة، إنما سيكون له جولات أخرى لن تقف قبل ان يطمئن على استمرار وضعه في منطقة متحرِّكة وواقع متغيِّر في لبنان، ما يعني ان لبنان دخل في مرحلة مواجهة من دون سقوف وضوابط وقد تتحوّل إلى أمنية.

ومن يستهدف البطريركية مرة يستهدفها كل مرة، حيث انّ الضربة الأولى هي الأساس، فإذا نجح باحتواء عاصفة خطوته فيعني انّ الضربة الثانية على الطريق، وهنا بالذات يكمن دور البطريرك والقوى السيادية برفع مستوى المواجهة معه بدءاً من مُعاودة المطران الحاج دوره باستقدام المساعدات من إسرائيل وكأنّ شيئاً لم يحصل، لأنه في حال لم يُعاوِد المطران او اي مطران آخر هذا الدور فيعني ان الحزب ربح الجولة الأولى، وبالتالي الإصرار على هذا الدور ومتابعته يعني خسارة الحزب لهذه الجولة، وكل القصة تبدأ من هنا بالذات باعتبار انّ التراجع يؤدي إلى سلسلة تراجعات والانتصار يؤدي إلى سلسلة انتصارات، مروراً برفع البطريرك المواجهة بالاستحقاق الرئاسي برَفض اي شخصية 8 آذارية في هذا الموقع، وصولاً إلى زيارة ضرورية إلى السعودية والطلب من ولي عهدها تبنّي مطلب اللبنانيين بمؤتمر دولي يشكّل وحده المدخل لوقف تدخلات إيران في الشؤون اللبنانية ونزع سلاح «حزب الله».

 

بعد البلبلة التي أثارها في زحلة الأسبوع الماضي نائب "حزب الله" رامي أبو حمدان يطلّ بنوايا حسنة من أبرشيتها الكاثوليكية

لوسي بارسخيان/نداء الوطن/25 تموز/2022

بعد الضجة التي أثارها كلام دردشة صحافية منقول على لسان نائب «حزب الله» في زحلة رامي أبو حمدان في الأسبوع الماضي، والحملة التي شنت عليه في المدينة تحديداً، لما تضمنه من إنتقاص لدورها في محيطها، قصد ابو حمدان رأس الكنيسة الكاثوليكية في زحلة والبقاع بنهاية الأسبوع الماضي المطران إبرهيم إبرهيم، حيث اختار أن تكون إطلالته الإعلامية الأولى من كاتدرائية سيدة النجاة تحديداً، قاصداً بذلك كما قال أن يطل على المدينة من «بوابتها العريضة»، في محاولة لتصحيح الإنطباعات التي خلفها حول نوايا مبيتة تجاه زحلة التي عبر عن مراعاته لتوجس بلديات القضاء تجاهها، وخصوصاً لما نقله عن مسؤوليها من هواجس تجاه محاولة بلديتها الإستئثار بلقاءات نوابها مجتمعين، الى حد ترجمة تغيبه عن هذه اللقاءات المعقودة في قصر بلدية زحلة موقفاً متردداً تجاه الإعتراف بهذا الدور للمدينة.

لم يدع الصحافيون هذه المرة الى لقاء المطرانية، بل تم الاكتفاء بخبر عمّمه المكتب الإعلامي لأبرشية زحلة الكاثوليكية، وقد تضمّن رسائل انفتاح تجاه زحلة وأبرشيتها الكاثوليكية، حيث اعتبر أبو حمدان أنها تاريخياً الملتقى لكل مكونات الوطن بكل طوائفه وكل طبقاته الفقيرة والغنية، واعداً «أهلنا في كل قضاء زحلة وخاصة في مدينة زحلة انهم سيرون امامهم شخصاً آتياً لخدمتهم برموش العين».

الإطلالة كانت ضرورية لأبو حمدان ليعيد تصويب بوصلة الوعود التي حاول إطلاقها في اللقاء الاول، وقد استعادها في لقائه مع المطران إبرهيم، حينما دعا الجميع كما نفسه كما قال، «للتعالي عن كل ما هو ليس وطنياً ولا يصب في مصلحة الناس، وان نصب اهتماماتنا على معالجة الوضع الإقتصادي». داعياً الى «رفع مستوى المحبة والثقة بين كل مكونات الوطن ولنجعل همّنا الأول المصلحة الوطنية فوق كل الإعتبارات الطائفية والمذهبية والحزبية الضيقة والمناطقية، وان تكون مدينة زحلة بمركزيتها عروس لبنان وعروس الشرق، مدينة نفتخر بها ونكبر بأهلها الذين هم أهلي، وان نعطي نموذجاً صالحاً يعمم في ما بعد على كل المناطق اللبنانية» . نظريا إذاً، جدد أبو حمدان الدعوة الى التلاقي، وقد كشف الكلام التصعيدي الذي أطلق في الأسبوع الماضي عن كونه بعيد المنال على المستوى السياسي، خصوصاً بعدما أظهرته بعض المواقف التي أطلقت، من شرخ عميق خلفته الإصطفافات المستمرة منذ إستشهاد الرئيس رفيق الحريري سنة 2005، وما رافقها من مواقف سياسية متشنجة بشتى مواعيد الإستحقاقات الدستورية. غير أن استمرار تمدد التشنجات من باحات الصروح الى الشارع من شأنه الإبقاء على حالة من التوتر السياسي، وترى بعض الاوساط الزحلية أنها ليست في مصلحة مدينة زحلة وقضائها بما يشكلانه من خليط إجتماعي وسياسي، لا بل ترى أن استمرار هذا التشتت على مستوى تمثيل زحلة، سيحرم القضاء مجدداً من حقوق إنمائية، لو عرف النواب كيف يحصلونها في الدورات الماضية منفردين، لما عانى أهله ما يعانونه حالياً من نقص في شتى انواع الخدمات.

ومن هنا ربما تقرأ أهمية جواب راعي أبرشية زحلة الكاثوليكية على أبو حمدان بعد تصريحه الإعلامي. حيث قال المطران إبرهيم إن «العمل الفردي له اهميته ولكن في هذه الظروف الصعبة ارى ان نشر الثقة ضروري من باب العمل المشترك وخاصة العمل الإنمائي. الناس بحاجة ان ترى مجموعة إرادات طيبة التقت على خدمتها على كل الصعد. هذا ضروري لنجتاز معاً هذا النفق المظلم الذي نعيش فيه». وفي كلام إبرهيم تحفيز لأبو حمدان أولاً، الذي كان أيضاً خلال لقائه التعارفي مع صحافيي زحلة قد تجنب الحديث عن تعاون على المستوى النيابي في إيصال الخدمات التي يرغب بإيصالها لأهالي القضاء «من خارج البيئة الشيعية». وبقيت فكرته لمد يد العون إلى أهل القضاء مرتبطة بتوصية الأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصرالله، كما قال حينها. بينما في كلام المطران إبرهيم ما يحض على تكاتف نواب القضاء، بما يشكل دعماً للمبادرة التي اطلقتها بلدية زحلة ورئيسها أسعد زغيب. وهو دعم يبدو مطلوباً في المرحلة المقبلة، وخصوصا بعد المطبات التي تعرض لها اللقاء خلال الأيام الماضية، والتي أبرزت الحاجة الى بذل المزيد من المحاولات للتخلص من الأنانيات السياسية في البحث بقضايا الناس الحياتية، وخصوصا بالنسبة للمسائل المتعلقة بالكهرباء والمياه والخبز والقوت اليومي للمواطنين.

والتخلص من هذه الأنانيات يترجم وفقاً لأوساط زحلية، بدعوة جديدة توجه لنواب زحلة للتلاقي حول طاولة بلدية زحلة، وتكون العبرة في الإستجابة لها من قبل نواب القضاء جميعاً، بمن فيهم أبو حمدان، محمّلين بالنيات الصافية التي يعبر عنها كل منهم تجاه أهل القضاء أولاً، والتي يمكن وحدها أن تثبت المصداقية في حمل هموم الناس.

 

تفاهم 6 شباط: أتذكرون بند المبعدين؟

عماد موسى/نداء الوطن/25 تموز/2022

 ليس من الضروري "إستذكار" و"استحضار" ورقة تفاهم 6 شباط بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" كلّ 6 شباط من كل سنة فقط. فعند كلّ محطة، تُستذكر "الورقة وعلى كلّ كوع تحضر، وفي كلّ لحظة يأس تضيء، وكلّما ناحت حمامة بقرب يائس تتجسّد فعل أمل. فورقة التفاهم تلك كانت "بمثابة دستور يؤسس لبناء لبنان الدولة" تقول نائبة رئيس التيار الباسيلي الحر، مي خريش في واحدة من إشراقاتها الفكرية مع موقع "العهد". كان التفاهم دستوراً ويبقى. وترى خريش أنه "أعاد خيار الميثاقية بمعناها الحقيقي" وخير تجسيد للميثاقية تحقيق حلم العماد عون الرئاسي في سنّ متقدّمة وتقديمه أفضل نموذج لإدارة البلاد كقبطان إستثنائي. للأمانة التاريخية، في الورقة بنود رائعة لم يتحقق منها شيء. وفي الورقة إدانة الإغتيال السياسي من رفيق الحريري إلى جبران تويني، وهذا البند بالذات يحتاج إلى تحديث فتشمل الإدانة الشهداء من رفيق الحريري إلى لقمان سليم، مع إصرار على متابعة التحقيق لكشف المجرمين.

وأهم ما تطرقت إليه ورقة التفاهم، بعد ستة أعوام على انسحاب "العدو" بند حلّ مشكلة اللبنانيين "الموجودين" في إسرائيل وجاء فيها: "إنطلاقاً من قناعتنا أن وجود أي لبناني على أرضه هو أفضل من رؤيته على أرض العدو... فإن حلّ المشكلة تتطلّب عملاً حثيثاً من أجل عودتهم إلى وطنهم آخذين في الإعتبار كل الظروف السياسية والأمنية والمعيشية المحيطة بالموضوع". وأكثر من عمل على هذا الملف، وتفهم "الظروف" النائب المعروف محمد رعد، وإخوانه في كتلة الوفاء للمقاومة (الإسلامية) من خلال تقديمهم مشاريع قوانين تسهل عودة "اللبنانيين" من أرض العدو. لم ينم رعد منذ 16 سنة ولا جبران نام ولا ست مي ولا سيمون ولا السيد الرئيس ولا دولة الرئيس لأن هناك لبنانياً في أرض العدو وأجيالاً تكبر هناك ولأنّ هناك مخفيين قسراً في أرض الشقيقة، لا هم أحياء ولا هم شهداء. كلّ أركان الدولة انكبّوا على الملفّيْن، وهمهم كل همهم إعادة الجميع إلى كنف الدولة.

بالفعل تصرّف نوّاب التيار والحزب بوحي من ورقة التفاهم وروحيتها. إلى أن حصل ما حصل على معبر الناقورة مع المعاون البطريركي العام المطران موسى الحاج. ولم يكن ينقص قرار القاضي الممانع بحق المطران الإنساني سوى جرعة المحبة واللياقة التي سكبها الربّاع الوطني الحاج محمد رعد.

 

المآزق العالمية ليست اقل خطورة

د.منى فياض/الحرة/25 تموز/2022

.....   وبدأ البعض بتكذيب الصور والتشكيك بصحتها، ما حدى بصديق فايسبوكي التعليق: "والله شي محيّر، ما عم إفهم شو بدها مؤسسة الإسلام السياسي وماكيناتها الدعائية؟ عم يشكّكوا بصور وكالة ناسا وهوّي المفترض يكونوا سعداء إنّ التطوّر العلمي سمح برؤية المجرات والكواكب البعيدة يللي بتشبه المصابيح بأضواء مختلفة ويللي انحكى عنها بالقرآن "وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ". مش منطقي كل هذا العداء بين الإسلام السياسي وبين العلم، وكأنهم يريدون المسلمين مجموعة مسكونة بالرُهاب والخوف من أي حدث أو اكتشاف علمي وحصر تفكيرهم في قال الله وقال الرسول وكيف تتوضأ وكيف تدخل إلى البيت وتخرج منه وكيف تقرأ التعويذات لطرد الجن والشياطين وكل الخزعبلات التي تُقَزّم دور العقل وتعمل على إلغاءه".

وقد تبدو هذه المواقف غير ذات أهمية لأنها تعبر عن فئة معينة في المجتمع. لكن في العمق يشكل هذا الموقف استمرارية للمنهج الذي وضع العوائق التي وقفت حائلاً امام تقدم العلم في هذه المنطقة بعد ان كان قد وصل الى مستويات تؤهله للقيام بتلك الثورة.

وهذا كان في صلب اهتمام العالم عبد الحميد صبرة، المؤرخ وفيلسوف العلم والعربي الوحيد الذي نال وسام جورج سارتون من جمعية تاريخ العلوم. فبالنسبة له عند محاولة فلاسفة العلم الغربيون ومؤرخوه تفسير النجاح الفريد للعلم الحديث في الغرب من زاوية البحث في قصور الحضارات الأخرى، يشيرون الى أن الأمر لا يرجع إلى نقص في التقنية العلمية في تلك الحضارات وانما إلى قصور في المجال الثقافي ككل. فقد اقامت تلك الثقافات قيوداً على المشاركة المعرفية وعلى الخطاب العام.

الصين هي التي اخترعت الطباعة المتحركة، وكذلك الورق قبل الغرب بـ400 عام، ولكن لا الصين التي ظهر فيها هذا الاختراع لأول مرة ولا الحضارة العربية الإسلامية التي أحرزت تقدما نحو تقنية الطباعة الجديدة، استطاعتا إحراز الثورة الفكرية والاجتماعية التي حدثت في الغرب. والحقيقة أن الحضارة العربية الإسلامية قد أقامت حاجزاً حال دون استخدام الطباعة حتى أوائل القرن التاسع عشر".

إن تقدم العلم من وجهة النظر هذه ليس مجرد مسألة تقنية لحلول رياضية دعمتها الملاحظة والتجربة أو الصيغ النظرية الجديدة، وإنما هي نتاج ظهور نهج يسمح للمفكرين بتطبيق رموز وأفكار جديدة تحطم حدود الحكمة والأفكار التقليدية. ما يسمح بظهور مكان محايد جديد يتحرر فيه الناس من رغباتهم الجماعية والفردية ليتبادلو الأفكار الاجتماعية واللاهوتية والأخلاقية والقانونية والعلمية الجديدة علناً. بهذا يمكن للخطاب العلمي ان يؤدي دوره.

ما حصل في العالم الاسلامي هو "تطبيع" للعلم بمعنى توطين العلومالمسماة علوم الأوائل، ومن ثم تم الحاقها بالمنظومة الفلسفية والثقافية المحلية لا على أساس دمجها الكامل وإنما لتتخذ الطابع النوعي من الاستقلال والشرعية دون أن تستقل عن المحاذير الدينية والخلقية للثقافة المحيطة. لم يحصل الدمج الكامل في الحضارة الإسلامية، فالمعركة الحقيقية في العلم انما كانت (ولا تزال) أن ينال استقلاله لكن بعد أن يصبح إسلامياً. أي خاضعا بالكامل للسلطة والثقافة الدينيتين

 

تسجيل المالكي أم تسجيل خامنئي؟

نديم قطيش/الشرق الأوسط/26 تموز/2022

يكاد يكون رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي، من بين كافة مكونات الحالة الشيعية السياسية في العراق، أكثر من وظف التشييع في العمل السياسي. سبق الرجل كل أقرانه على إعادة تقديم سردية ملتوية ومسيسة عن التاريخ ثم بالغ في ربطها بالحاضر، كما حين اعتبر أن المعارك السياسية في عراق اليوم هي امتداد للمعركة بين يزيد والحسين بلا زيادة أو نقصان. بيد أن التسريبات الأخيرة لتسجيلات المالكي تفضح كون هذا الاستحضار المرَضي للتاريخ، والتوظيف الفاقع للمفردات والأفكار الشيعية ليس سوى تجارة بينة بالمذهب وأهله. التسجيل فضيحة للمالكي بلا أدنى شك، لكنه، وهذا الأهم، فضيحة لنموذج المالكي الذي هو النموذج الإيراني المفضل في كل الدول التي تنشط فيها الميليشيات الموالية لطهران. يقوم هذا النموذج على مرتكزات رئيسية ثلاثة؛ أولوية السلاح وفقه الميليشيات، والتجارة بالمذهب وأهله وشخصياته لتحقيق أغراض سياسية تحددها إيران لا أي من الدول الواقعة تحت هيمنتها، وثالثاً الارتباط الحاسم بـ«الحرس الثوري» الإيراني. يتضح من التسجيل المسرب، ومدته 48 دقيقة، وسرب على دفعات، ثم نشر بالكامل، أن السلاح الميليشياوي هو أولوية المالكي في العمل السياسي. فرغم أن العراق وفر لـ«الشيعية السياسية» فرصة بناء «دولتهم» على أنقاض دولة البعث «السنية»، بحسب خطاب المالكي، فإن الأولوية لم تكن يوماً بناء الدولة ومؤسساتها وتقديم نموذج ناجح لما يمكن أن تكون عليه منتجات التدخل الإيراني، بل بناء الميليشيات التي تظل رديفاً جاهزاً يعمل بين ما يعمل عليه وبإصرار على إضعاف الدول وإنهاك مؤسساتها وبهدلة دساتيرها فتحاً للمجال أمام الهيمنة الإيرانية.

هذه هي الحال في لبنان وسوريا واليمن والعراق، الذي لا يزال يقاوم من لدن الطائفة الشيعية، خلافاً للحال في «الساحات» الأخرى.

إذا كان من عبقرية سياسية للاستراتيجية التي وضعها ونفذها قاسم سليماني قبل مقتله، هي في تعزيز أولوية الميليشيات وعدم الوقوع في إغراء الهيمنة على الدولة من خلال المؤسسات، فللدولة ومؤسساتها، في عقل سليماني، وظيفة وحيدة هي إسباغ الشرعية على الميليشيات على أن يبقى الفصل قائماً بوضوح بين ما هو ميليشيا وبين ما هو دولة؛ أي بين «حزب الله» وحكومة بيروت، وبين «الحشد الشعبي» الولائي وبين حكومة بغداد. أما المرتكز الثاني، أي الاتجار بالمذهب وأهله، فيقدم تسجيل المالكي مصداقاً واضحاً عليه. فرئيس الحكومة العراقية الأسبق يفصح في حديثه أن هذا السلاح يمكن أن يستخدم ضد الشيعة أنفسهم كما ضد غيرهم حين تقتضي مصلحة الاستمرار في لعبة السلطة، وضمان استمرارية التأثير لليد الإيرانية. يقول المالكي بالحرف مستهدفاً بحديثه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر «إن المرحلة المقبلة مرحلة قتال، بالأمس قلت ذلك لرئيس الوزراء (مصطفى) الكاظمي، وقلت لا أعتمد عليك، أو على الجيش والشرطة، إنهم لن يفعلوا شيئاً. العراق مقبل على حرب طاحنة لا يخرج منها أحد، إلا إذا استطعنا إسقاط توجهات الصدر والحلبوسي ومسعود البارزاني».

يدين هذا الكلام المالكي، لكنه يسجل مضبطة اتهام ثمينة بحق إيران التي لا تمانع الحرب الأهلية حتى بين الشيعة بهدف حماية نفوذها في العراق، بصرف النظر عن مصلحة الشيعة في هذا النفوذ وحدوده. لقد حملت تصريحات المالكي عدواناً لفظياً على الشيعة عموماً حين وصفهم بأنهم «أرذال»، وحملت إهانات شبه مباشرة للمرجع السيد علي السيستاني، عبر اتهامه بالتقصير الذي يشبه التواطؤ، والذي يمهد لعودة البعث إلى السلطة (ما يعنيه عودة السنة وليس البعث!!). فالسمعة مباحة وكذلك الكرامة والدم، بحسب ما يمكن استنتاجه من تسريبات المالكي. أما ما يشرعن ذلك، فهي المصلحة السياسية الإيرانية، التي ليست هي بالضرورة مصلحة المذهب وأهله وأعيانه في العراق. في مقطع آخر يقول المالكي متوجهاً لزواره وهم عناصر وقادة ميليشيا عراقية شيعية: «هل لكم علاقة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية؟ وهل لديكم إشكال أن نطلب دعماً منهم، فأنا اليوم سأستقبل شخصاً منهم، وسأمهد للقاء لكم معهم، أنا فقط أرتب لكم موعداً معهم وأبلغهم بضرورة دعمكم، لأنهم يشعرون أيضاً بخطورة الوضع، وأنا أوصيهم بكم، وليكن حديثكم مع (الحرس الثوري)». يكشف هذا الكلام عن المرتكز الثالث للنموذج الإيراني الذي يفضحه تسجيل المالكي، بمثل ما يفضح المالكي شخصياً وأكثر. فالارتباط بـ«الحرس الثوري» وعلى لسان رئيس وزراء دولة نفطية كالعراق، هي طريقة عمل النموذج الإيراني. لا فرق هنا بين رئيس وزراء وبين زعيم ميليشيا كحسن نصر الله الذي يقول إن أمواله وسلاحه ورواتبه تأتي من إيران، أو يقول في موضع آخر ما معناه إن «أحلام المرشد أوامر»!

وقد سبق للمالكي أن صعد بهذه التبعية درجة أعلى، فحول موارد العراق إلى شريان حياة لـ«الحرس الثوري» الإيراني وزعيمه المقتول قاسم سليماني، حين كانت حكومته تضع جانباً عائدات 200 ألف برميل يومياً من النفط الخام، أي ما يعادل 20 مليون دولار يومياً بحسب أسعار اليوم، وتسلمها لسليماني لتمويل مشروعات «الحرس الثوري» في العراق وخارجه. ما يقوله المالكي في التسجيل هو ما مارسه من موقع المسؤولية في الدولة، كما من موقع الناشط السياسي ضمن برنامج تصدير النفوذ الإيراني إلى دول الجوار.

وعليه، يتجاوز ما نحن بإزائه، تسجيلاً يحرج سياسياً أو يهدد مستقبله السياسي. فضيحة المالكي، هي فضيحة النموذج الإيراني برمته ودليل ساطع على ما تشكو منه دول المنطقة حين تتحدث عن «السلوك الإيراني المزعزع».هذا تسجيل صوتي للعقل العميق للمشروع الإيراني، ولاستراتيجية «الحرس الثوري»، ووثيقة جيوسياسية، هي أهم ما وضع بين أيدينا منذ عقود طويلة. الكلام لم يخرج من فم المالكي بقدر ما خرج من صميم العقل الجالس في طهران.

 

زيارة بايدن والتوافق العربي

أمل عبد العزيز الهزاني/الشرق الأوسط/26 تموز/2022

حتى أجيب عن السؤال الذي ختمت به مقالي الماضي: ما العائد على واشنطن من زيارة بايدن للسعودية؟ دعوني أقرأ الواقع بشكل عكسي؛ ماذا لو كانت أزمة «كورونا» انتهت وعاد الاقتصاد العالمي للانتعاش، ولم تقم الحرب بين روسيا وأوكرانيا؟ ماذا سيكون موقف كل من الولايات المتحدة والصين وروسيا والسعودية؟ واشنطن ستكمل خطة تموضعها الجديد في الشرق لمعالجة أولوياتها الجديدة؛ تعزيز العلاقات مع أستراليا واليابان، لمواجهة محتملة مع الصين، وهذه الأخيرة ستكمل خططها الاقتصادية بالتمدد غرباً إلى الشرق الأوسط وأوروبا وحتى إلى أميركا التي أغرقتها ببضائع عالية الجودة ورخيصة الثمن، لكنها ستكون مستعدة لأي مواجهة من المتوقع أن تكون شرارتها من تايوان. روسيا ستمارس فرض هيمنتها في سوريا من دون عوائق، وتعميق وجودها ثقافياً واجتماعياً للتفوق على الوجود الإيراني، ستكمل الصراع الصامت بينهما، وستكون قواعدها العسكرية المواجهة لأوروبا محط جدل لكنها لن تكون كافية لاستفزاز واشنطن، مثل جزيرة القرم التي استولت عليها روسيا في 2014. وظل السجال حولها 8 أعوام قبل نشوب الحرب. السعودية ستكمل رسم مصالحها بعيداً عن ضغوط المحاور، ستكون أذرعها ممتدة للشرق والغرب، فهي أكبر مورد نفطي للصين، التي تنافس أميركا في التعاون العسكري مع السعودية. أسواق النفط ستكون مستقرة ومُرضية للجميع، بمعدل توافقي ما بين 50 - 75 دولاراً للبرميل، وستكون «أوبك بلس» هي الضامنة والداعمة للاستقرار. في هذه الظروف الافتراضية، ستخطو واشنطن لأول مرة بعيداً عن الشرق الأوسط، بكل مشاكله وأيضاً مزاياه، لأن مصالحها متحققة، ومخاوفها الجديدة بعيدة عن المنطقة، وكل ما سيربطها هو خيط رفيع يضمن لإسرائيل عدم حصول إيران على سلاح نووي.

في واشنطن، يذكر بعض المحللين أن حرب أوكرانيا أكدت صحة قرار إدارة بايدن بالاتجاه شرقاً، وأنها، أي الحرب، عجلت بالمواجهة المتوقعة. الواقع، أن المفارقة العجيبة أن هذه الحرب هي من أعادت واشنطن للشرق الأوسط، ليس لأن مصير أوكرانيا يؤرقها لكن لأن الحرب كشفت نقاط ضعف كبيرة في أمن الطاقة، والغذاء، وكل دول العالم التي تعاني اليوم من تداعيات الحرب، ستعيد تقييم مصالحها على المديين المتوسط والبعيد. اتضح لواشنطن أن «أوبك بلس» التي أسهم دونالد ترمب في استقرار تحالفها، وبالتالي استقرار أسواق الطاقة، هي العقدة التي يصعب تفكيكها، لأن التفاهمات بين «أوبك» وروسيا لا يمكن حلها بطلب أميركي، وعلى الولايات المتحدة تقبل الوضع الراهن واحترام ما اتفقت عليه المنظمة مع الروس.

الإعلام الأميركي ركز على أهداف زيارة بايدن للسعودية بأنها ستتناول ملفات ثلاثة؛ الأمن، والطاقة، وحقوق الإنسان، لكن الزيارة فعلياً لم تخدم هذه الملفات بأي تحول جديد. التعهد الأميركي بالحفاظ على أمن المنطقة، بشكل خاص من السلوك الإيراني العدواني على دول المنطقة، ومحاربة الإرهاب الذي تمثله الميليشيات المتطرفة مثل «داعش»، تعهد قديم أكد عليه بايدن وظهر كإعلان مباشر بعودة الولايات المتحدة. ارتفاع أسعار النفط وشح إمدادات الغاز بسبب الحرب والعقوبات على روسيا، وتهديد موسكو لأوروبا بوقف تدفق الغاز، جعلها تبحث عن بدائل بعيداً عن «أوبك بلس»، لكن كل البدائل المطروحة كانت غير كافية، إما لأن الدول المصدرة لا تملك سعة إنتاج كافية للتعويض مثل قطر، أو لأن هذه الدول مارقة مثل إيران وفنزويلا ومن المحرج الاعتماد عليها كبديل ما لم يوقع الاتفاق النووي وإتاحة النفط الإيراني في الأسواق، وهو الأمر الذي تحاول روسيا تأخيره للضغط على أوروبا. وبالنسبة للرياض كان موقفها واضحاً بالالتزام بما يتفق عليه أعضاء «أوبك بلس». أما ملف حقوق الإنسان، فقد أصبح ملوثاً بالنفاق السياسي لدرجة فاضحة. الخطايا التي ارتكبها الغرب ضد حقوق الإنسان خلال عقدين من الزمن كافية لأن تكون على رأس قائمة الدول المنتهكة لحقوق الإنسان، منذ حرب أفغانستان إلى سقوط بغداد، وحتى لوثة الربيع العربي الذي راح ضحيته الملايين من موتى أو مشردين، كلها تثقل الضمير الغربي، وتؤثر على موقفه في تقييم موضوعات هذا الملف. ولا يمكن مقارنة حادثة فردية حصلت خطأ كما حصل في مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي بمشاريع كبرى زلزلت دولاً بسكانها وقامرت بمصائر أهلها.زيارة بايدن، وهذه الإجابة من وجهة نظري، لم تقدم للولايات المتحدة سوى أنها تصحيح مسار وإقرار بأهمية منطقة الشرق الأوسط لمصالحها. لكنها بالنسبة للمنطقة حملت معها استحقاقات مهمة؛ كانسحاب القوات الأممية من جزيرتي تيران وصنافير وبالتالي سيكون للسعودية ممر مائي دولي مهم إضافة لمضيق باب المندب، وستتحول الجزر المهجورة إلى جزر كنز حية بالمشروعات التنموية التي تخدم المنطقة، إضافة إلى ضمان التمويل الدفاعي العسكري للرياض، وإعادة تفعيل الاتفاقيات المبرمة سابقاً. الزيارة الرئاسية للشرق الأوسط كانت مقررة لأهم دولتين بالنسبة للولايات المتحدة؛ إسرائيل والسعودية. لكن المملكة، كما فعلت سابقاً مع زيارة دونالد ترمب، دعت قيادات مجلس التعاون الخليجي والدول العربية الكبرى للاجتماع مع الرئيس الأميركي، لأن الرياض تعتقد أن التكتل العربي في اجتماعات من هذا النوع، يعطي أهمية بالغة للمنطقة، ويرسل رسالة واضحة بأن المنطقة العربية اليوم في أفضل حالاتها، وأن دورها مهم في حل قضايا دولية كبيرة مثل استقرار الطاقة والحرب ضد الإرهاب، والمناخ.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

عون يوقّع مراسيم تسوية أوضاع

صحف لبنانية/25 تموز 2022

وقّع رئيس الجمهورية ميشال عون المرسوم الرقم 9741 القاضي بتسوية أوضاع رتباء في قوى الأمن الداخلي، والمرسومين 9749 و9750 القاضيين بتسوية أوضاع مفتشين في المديرية العامة للأمن العام بصورة استثنائية.

 

الحجار: إضراب القطاع العام يؤخر المساعدات

صحف لبنانية/25 تموز 2022

أوضح وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال هيكتور الحجار، خلال لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون، أن “إضراب القطاع العام ادى الى تأخير دفع المساعدات المرصودة للمواطنين اللبنانيين”. وعرض عون مع الحجار موضوع النازحين السوريين والمساعدات الاجتماعية للبنانيين. إلى ذلك، كشف وزير الشؤون، عن لقاء الأسبوع المقبل لتقييم الخطوات الواجب اتباعها في موضوع عودة النازحين.

 

رسالة جزائرية للبنان… ماذا تتضمن؟

صحف لبنانية/25 تموز 2022

استقبل وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب، سفير الجزائر لدى لبنان عبد الكريم ركايبي، الذي سلمه رسالة من نظيره الجزائري تتعلق بترشيح لبنانيين للمشاركة ضمن النشاطات التي يجري تنظيمها على هامش القمة العربية التي ستعقد في الجزائر.

 

حلحلة بملف القطاع العام؟

صحف لبنانية/25 تموز 2022

أفادت معلومات الـmtv بأن “موظّفي القطاع العام سيحصلون بحسب الصيغة الأولية للطرح على راتب ومنحة تعادل الراتب وبدل نقل 95000 ليرة وبدل إنتاج يومي تتراوح قيمته بين 150 ألف ليرة و300 ألف ليرة مقابل حضور 3 أيام على الاقل أسبوعيّاً”.

 

 تضارب بالعصي أمام فرن في قب الياس!

صحف لبنانية/25 تموز 2022

وقع إشكال وتضارب بالعصي أمام أحد الأفران في منطقة قب الياس، على خلفية أسبقية الدور على ربطة الخبز. إلى ذلك، كشف رئيس البلدية عاطف الميس، عن أن الإشكال والتضارب وقع بين عرب بر إلياس واللاجئين السوريين المنتظرين للحصول على خبز، ولم يسهم تدخل الأهالي في معالجة الموقف ممّا اضطره إلى الاتصال بالجيش والقوى الأمنية. وأشار إلى أن أضراراً مادية لحقت بالفرن جراء رمي الحجارة حيث تحطّم الزجاج وبعض محتويات الفرن.وأسف لما وصلت إليه الأوضاع إذ إن الطلب على الخبز يفوق قدرة الأفران التي لا تزال تعمل على تأمين المطلوب منها، لافتا إلى أن 3 أفران من أصل 7 تعمل في البقاع فقط لا تزال تؤمّن الخبز، فيما نفد الطحين لدى الأفران المتبقّية.

 

سيدة الجبل – يدعو النواب مجدداً إلى المطالبة برفع الاحتلال الايراني من تحت قبة البرلمان ويطالب القضاء اللبناني بالاستماع إلى أمين عام حزب الله في قضايا الاغتيالات والعمالة لدولة أجنبية

صحف لبنانية/25 تموز 2022

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الدوري إلكترونياً بمشاركة السيدات والسادة أنطوان قسيس، أحمد فتفت، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أيمن جزيني، أمين محمد بشير، إدمون رباط، أنطوان اندراوس، أنطوان قربان، بهجت سلامة، بيار عقل، توفيق كسبار، جوزف كرم، حبيب الخوري، حُسن عبود، خليل طوبيا، ربى كبّارة، رالف غضبان، رالف جرمانوس، رودريك نوفل، سامي شمعون، سوزي زيادة، طوني حبيب، طوني خواجا، طوبيا عطالله، عطالله وهبة، غسان مغبغب، فارس سعيد، فادي أنطوان كرم، فيروز جوديه، فتحي اليافي، مارينا متري، ماجد كرم، مأمون ملك، منى فيّاض، ميّاد حيدر، نورما رزق، نيللي قنديل، ونبيل يزبك وأصدر البيان التالي :

منذ توقيف مطران حيفا والأراضي المقدسة موسى الحاج في 18 تموز الجاري يحاول حزب الله عبر أدواته السياسية والإعلامية تصوير القضية على أنّها قانونية بحت معزولة عن أي خلفية سياسية، بينما الحقيقة أنّها قضية سياسية بامتياز إذ يسعى "حزب الله" وهو وكيل الإحتلال الإيراني للبنان إلى القول إنّ هناك طائفة وطنية حرّرت الأرض وحاربت الإرهاب وهي اليوم ترسّم الحدود البحرية مع إسرائيل بينما هناك طائفة مشكوك في وطنيتها وعميلة إذ تسعى إلى التطبيع مع إسرائيل.

إنّ هذا المنطق الذي يحاول حزب الله تكريسه مرفوض أشدّ الرفض خصوصاً أنّه يستهدف صرحاً وطنياً يشهد التاريخ على أمانته لنهائية الكيان اللبناني وعروبته وعيشه المشترك، بينما يمسّ منطق حزب الله هذا بميثاق العيش المشترك بين اللبنانيين ويعرّض الوحدة الوطنية لأخطار جسيمة.

كما يشهد التاريخ على أنّ البطريركية المارونية وقفت على مرّ الأزمة في وجه كلّ الإحتلالات التي مرّت على لبنان وهي اليوم تقف في وجه الإحتلال الإيراني للبنان، ولذلك فهي مدعوة بإلحاح إلى عدم حصر قضيّتها في النطاق المسيحي بل تحويلها إلى قضية وطنية جامعة لأنّ معركة رفع الإحتلال الإيراني عن لبنان هي معركة وطنية بامتياز وليست بأي شكل من الأشكال إختصاصاً لطائفة دون غيرها.

كذلك فإنّه لا جدوى لأي مؤتمر دولي بشأن لبنان إذا لم تحصر أعماله بتنفيذ الدستور ووثيقة الوفاق الوطني والقرارات الدولية 1559، 1701 و 1680..

إنّ لقاء سيدة الجبل إذ يضمّ صوته إلى صوت البطريرك بشارة الراعي بالقول إنّ النوّاب السياديين هم صوتنا جميعاً في المجلس النيابي، فهو يدعوهم مجدّداً إلى المطالبة برفع الإحتلال الإيراني عن لبنان من داخل المؤسسات الدستورية وبالتحديد تحت قبّة البرلمان، والآن أكثر من أي وقت مضى.

ختاماً، يطالب "اللقاء" القضاء اللبناني بالإستماع إلى الأمين العام ل "حزب الله" في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه وسائر جرائم الإغتيال التي لم يتمّ التحقيق فيها وصولاً الى جريمة قتل المفكّر لقمان سليم وجوزف مكرزل، ولإنقلاب 7 أيار وقضية تفجير مرفأ بيروت.

وكذلك سؤاله عن مصادر تمويله وتشكيله جماعة مسلّحة تأتمر بأوامر دولة خارجية غصباً عن الدستور والقانون، الأمر الذي يُعتبر عمالة  واضحة بكل المقاييس القانونية واللغوية.

 

اللواء إبراهيم: المطران الحاج لم يتعرض لأي إساءة

 الجديد/25 تموز 2022

علّق المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم  على قضية المطران الحاج قائلاً: “أكنّ كل الاحترام للبطريرك الراعي ولكن كرئيس جهاز من ضمن مهامه متابعة حركة الدخول والخروج على كافة الحدود وما يتبعها من تفاصيل فمن ضمن عملي أيضاً تنفيذ أي إشارة قضائية”. وشدد إبراهيم على أن “لا علاقة لي ولا لمديرية الأمن العام بالحسابات السياسية”. وتابع في حديث لـ”الجديد”: “إذا مر والدي على الحاجز أو المعبر وكان هناك إشارة تقتضي تفتيشه فسنقوم بواجبنا كاملاً وإذا كان هناك أي التباس فالجهة التي يتم مراجعتها هي القضاء وليست الأجهزة الأمنية”. ورأى إبراهيم أن “المطران موسى الحاج لم يتعرض لأي إساءة من عناصر أمن الدولة وكان لديه 20 حقيبة سفر لذا اتخذ تفتيشها 8 ساعات ولم نُتلف ما كان يحمله المطران بل كل ما صادرناه أصبح بتصرف القضاء وليس بتصرف المديرية العامة للأمن العام”. وكشف عن أن “المنظمة الدولية للطيران تمنع تجديد جوازات السفر الممددة واي دولة يتوجه اليها المواطن بهذا الجواز سيعود من حيث اتى لكن العراق وافق على دخول المواطنين المجددة جوازات سفرهم”. وأكّد: “نحن جاهزون لتطبيق الإستثناء مع اي دولة توافق على دخول اصحاب جوازات السفر الممددة وكل الشكر لدولة العراق على هذا التجاوب”. وتابع: “راجعت العديد من ردود الفعل على مواقع التواصل الإجتماعي ولم اشأ ان ارد لأن “الجاهل هو جاهل” مهما تم التوضيح له الا اذا كان لديه اجندات معينة الأمن العام بعيد عنها”. ولفت إلى أن “الوسيط الأميركي عائد الى لبنان في اواخر الأسبوع المقبل وسيقوم بجولة مشاورات ومن المحتمل اي يعود بجواب للعرض الذي قدمه لبنان في الزيارة الأخيرة”. وختم قائلًا: “نحن ذاهبون الى تسوية “مهما طال الزمان ام قصر”.

 

سمير جعجع: لإحالة عقيقي الخائن إلى التفتيش القضائي وهدف “الحزب” و”الوطني الحر” وضع اليد على البلد

موقع القوات/25 تموز/2022

عقد تكتل “الجمهورية “القوية” في معراب اجتماعه برئاسة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وفي حضور النواب: ستريدا جعجع، جورج عدوان، كميل شمعون، بيار بو عاصي، انطوان حبشي، جورج عقيص، غادة ايوب، فادي كرم، نزيه متى، سعيد الاسمر، جهاد بقرادوني، غياث يزبك، زياد الحواط، رازي الحاج والنواب السابقين فادي سعد، انطوان زهرا، عماد واكيم، وهبة قاطيشا والوزيرين السابقين مي شدياق وطوني كرم، مدير مكتب رئيس الحزب ايلي براغيد، عضو الهيئة التنفيذية في “القوات” رجا الراسي، المستشار القانوني لرئيس “القوات” سعيد مالك ورئيس جهاز الاعلام والتواصل شارل جبور.

وعقب اللقاء الذي استغرق ساعتين من الوقت، تحدث جعجع متناولا موضوعين وهما: توقيف المطران موسى الحاج وبلدية بيروت. وقال: “ما جرى مع المطران الحاج غير مقبول بكل المقاييس بغض النظر عن الحجج والقرائن التي انتشرت في هذا المجال، فالمطران الحاج معروف ومعتمد من قبل البطريركية المارونية ويقوم بعمله المعتاد منذ سنوات ولم يتعرض أحد له، ولو لمرة واحدة، الا ان فجأة ومنذ 3 أشهر، بدأ يتعرض للمضايقات حتى صدرت مؤخرا مذكرة بحقه من قبل، من يفترض ان يكون، مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي وعلى ضوئها اوقفه الامن العام، لعشر ساعات تقريبا انتهكت فيها اصول اللياقة والتعاطي مع المراجع الدينية”.وتابع، “أُطلق الكثير من الكلام والحجج في هذه القضية ولكن هذا لا يمنع ان السبب الرئيسي وراء هذا التصرف هو ايصال رسالة لبكركي بان مواقفها السياسية غير مقبولة، وبما انهم لا يملكون اي ملف يطالها كما انهم لا يمكنهم ذلك، استغلوا هذا الموضوع لأنه يعتبر قابلا للشك. وبالتالي هذا الامر برمته مرفوض، ونتأسف ان “دولة لبنان” وصلت الى هذه الوضعية وباتت تتصرف بهذا الشكل، خصوصا مع بكركي التي هي الاساس في “دولة لبنان الكبير”.”وأوضح جعجع ان “الجميع يدرك بان هناك ابرشية مارونية في الاراضي المقدسة منذ زمن بعيد تَعاقب عليها الكثير من المطارنة واخرهم المطران الحاج، ما نراه ايضا في مختلف المناطق اللبنانية والبلدان كسوريا، فيمارسون مهامهم ورسالتهم من خلال تفقد ابرشياتهم وزيارة ابنائها واديرتها”.

وأضاف، “هناك رعية في الاراضي المقدسة الا اذا رغب البعض اعتبار “فلسطين” بانها لم تعد موجودة في الشرق الاوسط وعلينا ازالتها من حساباتنا، الامر غير الصحيح بنظرنا. وفي هذا السياق ثمة اسئلة تطرح: هل تذكروا اليوم ان ما يقوم به الحاج تعامل مع العدو؟ وهل من مسؤول في الدولة اللبنانية اعترض لدى البطريرك الراعي سابقا على وجود مطران في فلسطين وطالبه بسحبه لانها باتت اراضٍ محتلة؟ الجواب: على الاطلاق.”

وذكّر ان “كل رجالات الدين من مختلف الطوائف يسعون، مشكورين، الى جمع الاموال والمساعدات للوقوف الى جانب اللبنانيين في خضم هذه الاوضاع السيئة التي اوصلتنا اليها هذه المنظومة”.وأسف “رئيس القوات” لاننا “وصلنا الى مرحلة يعامل فيها مطران تابع لأكبر الكنائس في لبنان كلصّ قبض عليه بالجرم المشهود، وتم اقتياده فجأة الى التحقيق، مع العلم ان هذا المطران ينتمي الى الكنيسة المارونية التي يرأسها بطريرك معروف من قبل الجميع ويعدّ هامة وطنية قبل ان يكون مذهبيا، من هنا وجوب طرح الموضوع معه قبل توقيف المطران، فاذا كان هناك ما يقتضي ذلك على المستوى السياسي فليناقش لاتخاذ الاجراءات المناسبة، باعتبار ان بكركي لم تتأخر يوما على اي قضية وطنية ولطالما كانت جامعة شاملة لكل ابناء الوطن”.

ووصف القاضي فادي عقيقي بـ”الخائن” ومن خلفه “خونة أكثر منه” لان ما من انسان يتمتع بذرة من العقل والمنطق يتصرف على هذا النحو، أعرب جعجع عن “اسفه لوجود رئيس للجمهورية اعتبر ان التعرض لاحد مطارنة الكنيسة المارونية، والمنتمي الى بكركي تحديدا، “خارج عن صلاحياته” في وقت يتدخل في ايصال “آخر موظف” اذا رغب في تعيينه”.

وأردف، “تهرّب الجميع من المسؤولية. بالأمس أعلن وزير العدل من الديمان بأن “لا صلاحية له”، ولكن له نقول: “نعم لديك الصلاحية لتقول للقاضي عقيقي بانه مخطئ، لأننا لا نطلب منك اصدار الأحكام بل ايقاف ما يمكنه المس بالأمن القومي. فهل صلاحياتكم تنحصر في المواضيع التي تعنيكم فقط كالمحاصصات والتعيينات بينما تتنصلون من المسؤولية إذا كان الموضوع يتعلّق بلبنان وصورته وتقاليده والوحدة الوطنية؟”.

وأكد جعجع أن “القاضي عقيقي خالف القانون اذ ان المحكمة العسكرية ذاتها، اصدرت حكما منذ شهرين بان لا صلاحية لها بالتحقيق او محاكمة رجال الدين المسيحيين وهي غير مهيأة لذلك، انطلاقا من قانون دولي صدر عن الفاتيكان عام 1990 وأصبح نافذا في لبنان عام 1991، سمي بـ”قانون الكنائس الشرقية” وينص انه “في حال طالت تهم جزائية اي رجل دين فعندها يحاكم في المحكمة الكنسية في الفاتيكان””.

وأشار الى انه “لا تصح المقارنة بين ما يحصل في لبنان مع اي دولة اخرى لان هذا القانون غير نافذ في كل البلدان، وبالتالي سجّل القاضي عقيقي مخالفة قانونية كبيرة في ظل تنصل المرجعيات القضائية الكبرى رغم هذه المخالفة الواضحة والكافية ليقوم مدعي عام التمييز او مجلس القضاء الاعلى بكفّ يده واحالته الى التفتيش القضائي”.وكشف عن “نوايا سياسية كبيرة وليست مبيتة للمجموعة الحاكمة، قوامها “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” وحلفائهما، هدفها وضع اليد على البلد بأشكال مختلفة”.

ولفت الى ان “لبنان الذي يصورونه لا علاقة لنا به ولا نعرفه”، شدد جعجع على ان “ما جرى مرفوض وما حصل لا يعد “ضربا” لـبكركي او للمطران الحاج او لنا فقط، بل للأسس والمفاهيم والاخلاقيات التي قام عليها لبنان. وجدد التأكيد أن “كل التهم بحق المطران الحاج غير قائمة وغير صحيحة وكل ما يتهم به افتراء وكذب وتحوير للحقيقة اعتدنا عليه خدمة لمصالحهم”. وبالتالي طالب المعنيين “كف يد القاضي عقيقي وتحويله الى التفتيش القضائي لأنه ليس مفوّض الحكومة بل هو مفوض قوى الممانعة لدى المحكمة العسكرية، كي لا نضطر الى تسمية الامور بأسمائها”.

وقال في ما خص بلدية بيروت، إنه “بكل صراحة لا نقبل ان يتم التداول بهذا الموضوع بالشكل او التوقيت او المضمون الذي طرح به، مع العلم ان لدينا جميعا اعتراضات على اداء بلدية بيروت ولكن هذا الامر يبحث في الغرف المغلقة بين المسؤولين المعنيين من كل الاطراف، اذ نرفض التفرّد بالقرارات من قبل اي فريق كما فعل احد المنتمين الى “التيار” ان لجهة الشكل او التوقيت او الطريقة”.

وأكد جعجع أن “القوات اللبنانية لن تقوم باي خطوة الا بعد التنسيق والتفاهم مع جميع اهالي بيروت دون استثناء باعتبار ان ما يهمها مصلحة كل البيروتيين، خصوصاً ان التقصير يطال الجميع”. وتمنى الا “يحاول أحد اتهام القوات على هذا الصعيد باعتبار انه ساقط سلفاً، ولو انه منذ أشهر يسعى البعض يومياً، وهم ليسوا من الاخصام، الى الاساءة الى القوات اللبنانية ومحاربتها”.

وكشف عن أن “هذا الملف سيعالج من خلال اجتماعات سوف تعقد قريبا مع المعنيين لإيجاد الحلول المناسبة بغية الوصول الى عمل بلدي أفضل”.

 

نص كلمة السيد نصر الله لليوم: هدفنا ان يستخرج لبنان النفط والغاز فهو الطريق الوحيد لنجاته

موقع المنار/25 تموز/2022

أكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في حوار مع قناة الميادين ان “لبنان منذ العام 2006 الى اليوم محمي في مواجهة العدوان الاسرائيلي ولا يجرؤ العدو على القيام بأي عدوان والعدو يعترف ان هناك توازن ردع”، واشار انه “منذ حرب تموز/يوليو حتى اليوم بات العدو الإسرائيلي ينتبه إلى أن أي عمل تجاه لبنان سيقابل برد”. وقال السيد نصر الله “بدايات الردع بدات عام 1984 – 1985 عندما اضطر العدو مبكراً للانسحاب من الكثير من المناطق التي احتلها”، واضاف “المرحلة الثانية من الردع بدأت من خلال فعل المقاومة في القرى الأمامية وصولاً إلى عام 1993 حين بدأت المرحلة الثالثة”، وتابع “من عام 1993 حتى عام 1996 تم تحقيق مستوى عال من الردع”، وأوضح ان “تفاهم نيسان 1996 أسس لانتصار عام 2000 حيث بات للردع عناوين عدة بينها منع الاحتلال من قصف أهداف مدنية من دون رد”، ولفت الى ان “العدو يلجأ اليوم إلى عمليات لا تترك أي بصمة ومنذ العام 2006 إلى اليوم لا يجرؤ على أي عمل ضد لبنان”. وحول الحدود البحرية، قال السيد نصر الله “لبنان الآن أمام فرصة تاريخية في ظل حاجة أوروبا إلى تأمين بديل عن النفط والغاز الروسيين، أميركا وأوروبا بحاجة إلى النفط والغاز وإسرائيل ترى فرصة في ذلك”، واضاف ان “بايدن لا يريد حرباً في المنطقة وهي فرصة لنا للضغط من أجل الحصول على نفطنا”، واكد ان “الموضوع ليس كاريش وقانا وإنما كل حقول النفط والغاز المنهوبة من قبل إسرائيل في مياه فلسطين مقابل حقوق لبنان”، وتابع “العمل سواء في كاريش او ما بعده متوقف على قرار العدو الاسرائيلي”، واكد ان “الكرة الان ليست في ملعب لبنان ، لبنان هو المعتدى عليه وممنوع من استخراج النفط والغاز حتى في المنطقة الي يفترض انها ليست متنازع عليها”، وشدد على ان “هدفنا ان يستخرج لبنان النفط والغاز لانه هذا الطريق الوحيد لنجاة لبنان”. من جهة ثانية، قال السيد نصر الله “اذا تبلغنا من الدولة اللبنانية أنها تقبل الفيول من ايران هبة، ونحن حزب الله حاضرون أن نجلب الكمية المطلوبة”.

وعن مسيرات المقاومة، أكد السيد نصر الله “لطالما دخلت مسيراتنا إلى منطقة الجليل وذهبت وعادت عشرات المرات خلال السنوات القليلة الماضية دون أن يتم اسقاطها من قبل العدو”، وتابع “كنا نريد من العدو الإسرائيلي إطلاق نار على المسيرات ووقع في الفخ ونملك وسائل تمكننا من معرفة كل شيء له علاقة بحقل كاريش”. واوضح السيد نصر الله “ضمن مستوى معين قادرون على مواجهة المسيرات الإسرائيلية ونحن نعمل في ظروف صعبة”، وأكد “نحن سنمنع استخراج النفط والغاز الاسرائيلي ما لم يسمح للبناني باستخراج النفط والغاز ولو أدى ذلك إلى وقوع حرب والأمور مرهونة باداء العدو الإسرائيلي”، وتابع “اذا ذهبت الأمور إلى الحرب يجب أن يكون للبنانيين ثقة بربهم وثقة بهذه المقاومة التي ستتمكن من فرض إرادة لبنان على العدو واحتمال ان تدخل قوى اخرى في الحرب وارد جدا”.

وذكر السيد نصر الله ان “الشيعة موجودون في لبنان منذ 1400 سنة وأقول لكل اللبنانيين اعطوني بشاهد واحد أن أمراً قام به حزب الله خدمة لإيران”، وسأل “ما هي المعايير والمقاييس المعتدة لديكم للقول إن هذه الجماعة لبنانية أو الحزب أو الطائفة؟”، ولفت الى ان “حزب الله دافع وقدم دم وحرر البلد ولولا هؤلاء كان لبنان في الزمن الإسرائيلي”، وتابع “لبنان تاريخيا مؤلف من مسلمين ومسيحيين وثقافتنا ثقافة اسلامية تكون مستوردة؟ ثقافتنا من 1400 سنة وكتب العلماء العامليين تدرس في حوزات في دول العالم”، واضاف “كتب العلماء اللبنانيين العامليين تدرس في أهم الحوزات العلمية في العالم ونحن صدرنا هذه الثقافة إلى أماكن كثيرة في العالم”، واشار الى ان “شيعة لبنان يؤمنون بالإمام المهدي (عج) منذ 1400 سنة ولبنان بلد متنوع ثقافياً وكان ملاذ الخائفين على عقيدتهم وفكرهم وتقاليدهم”. وقال السيد نصر الله “نحن لا نقبل أصلاً أن يضعنا أحد في مكان ويقول إنكم مشكوك بوطنيتكم وثقافتكم مستوردة بل نحن ثقافتنا أصيلة وعملنا على نشرها في الدنيا”، وتابع “هناك استهداف لكل من يؤيد المقاومة والشيعة بالدرجة الأولى لأنهم بيئة المقاومة المباشرة وهناك بيئة عامة تحتضن المقاومة من باقي الطوائف”، ولفت الى ان “نشيد سلام يا مهدي والحضور الذي حصل استنفرهم لأن هناك رهان على الأجيال الجديدة بأنها لن تهتم لا بإيمان ولا بثقافة ولا بالمقدسات”. وأكد السيد نصر الله ان “هذا الجيل يخاف منه الإسرائيلي لأنه ينظر بعمق ورسالة “سلام يا مهدي” سواء في لبنان أو في ايران جميلة وقوية جدا”، واضاف “لمن يقول إننا لا نشبههم يمكن أن تقول انت مين وما هي ثقافتك وما هي حضارتك ومن قال إنك صورة لبنان وتعالوا لنقرأ التاريخ والحاضر”، ورأى ان “مشكلتهم ليست مع الـ 100 ألف مقاتل بل مع ثقافة المقاومة لأن المطلوب في المنطقة ثقافة التطبيع”، وشدد على ان “فكرة الإمام المهدي جامعة لدى كل المسلمين وهي مرتبطة بالسيد المسيح وسوياً سيقيمان العدل في الأرض بعد أن ملئت ظلماً وجورا”.

وقال السيد نصر الله “هناك كذب وافتراء بأن الأجهزة الأمنية اللبنانية تعمل تحت امرة حزب الله والأمن العام يقوم بعمله الطبيعي وهو موجود في كل المعابر الحدودية”، واضاف ان “الأمن العام يعمل بناء على إشارة قضائية حيث تم تفتيش شنط المطران وما دخل حزب الله؟ ولو لدينا علاقة لأعلنا هذا ولا نخاف من أحد”، وتابع “أقول لكل الشعب اللبناني وخصوصاً للمسيحيين كونوا على يقين بأن ليس لحزب الله علاقة من قريب ولا من بعيد بهذا الأمر وهذه الحادثة تستخدم للتجييش الطائفي والمذهبي”.

واشار السيد نصر الله الى ان “القاضي عقيقي تم تخوينه لأنه أعطى إشارة للامن العام بأن يفتشوا شنط المطران واليوم تهميش الأجهزة الأمنية والقضاء يقوم به من اعترض علينا عندما تحدثنا عن حادثة تفجير المرفأ”، ورأى ان “هذا المسار خطير ولا يخدم مصلحة البلد ولبنان لا يقسم ولا يفدرل ولا قابلية بأن يقسم والكلام عن تقسيم بهدف الضغط لحسابات سياسية سقفها معروف”، واعتبر ان “بعض الناس تريد تحسين موقعها على مقربة من الانتخابات الرئاسية”، تابع “الإمام السيد موسى الصدر أصدر قرارا بعدم أخذ مساعدات من الجدار الطيب الذي اقامه الإحتلال سابقا”، واضاف “موضوع العلاقة مع اسرائيل والمال من الداخل المحتل هو خلاف القوانين وبعض الناس تقول نفاقا إن اسرائيل عدو”، وسأل “موضوع المازوت الإيراني خرق للسيادة بينما المال من الداخل المحتل لا يخرق السيادة؟”. وفي الشأن اللبناني الداخلي، قال السيد “نحن لا نرى فائدة من الحديث عن مواصفات لرئيس الجمهورية في لبنان”، وأكد انه “لا يوجد ما يسمى مصادر حزب الله وعندما نأخذ قرار نصدر بياناً أو يتكلف أحد المسؤولين ويعلن قرارنا”، وتابع “خلال اللقاء بيني وبين باسيل وفرنجية لم يبحث لا في الجلسة ولا بعدها أي شيء له علاقة بالرئاسة”، واوضح “حزب الله لن يكون لديه مرشح لرئاسة الجمهورية نحن في موقع دعم أحد المرشحين”، ولفت الى ان “رئيس الجمهورية في لبنان ليس حاكماً وبعد الطائف له صلاحيات محدودة ومحددة والسلطة التنفيذية في عهدة الحكومة مجتمعة”.

ورأى السيد نصر الله ان “من يريد تقييم فخامة الرئيس يجب تقييمه في ضوء صلاحياته والإتهامات تذهب إلى المكان الخطأ”، واضاف “الحكومة في لبنان هي المسؤولة عن السياسات الإقتصادية والإجتماعية”، واشار الى ان “الحل في لبنان يبدأ بتشكيل حكومة جادة ومسؤولة وعدم انتظار انتخاب رئيس الجمهورية”، وأكد ان “المطلوب حكومة تحمل مسؤولية والجهات التي ترفض المشاركة تريد الهرب من المسؤولية”، وتابع “كل ما نستطيع أن نفعله لنكون إلى جانب عهد فخامة الرئيس ميشال عون فعلناه ونحن رفضنا إسقاط رئيس الجمهورية”، واضاف “ما نعتقد أنه كنا قادرين وما زلنا أن نفعله إلى جانب هذا العهد فعلناه، والعماد عون رجل قوي وتجاوز الفيتو الأميركي وأخذ القرار ابان معركة الجرود”. وقال السيد نصر الله “أنا أؤمن بأن لا مستقبل للكيان الصهيوني وأنا أسميه الكيان المؤقت واليوم القادة الإسرائيليون الكبار يتحدثون عن مخاطر وجود”، وتابع “أنا أرى زوال الكيان الإسرائيلي قريباً جداً ونعتقد أن هناك مجموعة عوامل داخلية بالإضافة إلى تمسك الشعب الفلسطيني بالإيمان بالمقاومة وقوة محور المقاومة والوضع الدولي”، ولفت الى ان “التحولات الدولية ستكون مؤثرة جداً في زوال الكيان والنظام الدولي يتحول إلى نظام متعدد الأقطاب والمشهد لدي هو مشهد ناس ذاهبة إلى المعابر والموانئ والمطارات ولا نحتاج إلى 40 ربيعاً أخرى لنرى هذه النتيجة”، واضاف ان “الإنكليز من جاء بالإسرائيليين إلى فلسطين وليس التوراة وهم يعرفون هذه الكذبة وهذه الأرض ليس لهم أي صلة بها على الإطلاق وكل عناصر البقاء تخمد وعناصر الذهاب تقوى يوماً بعد يوم”.

واشار السيد نصر الله الى انه “في معركة سيف القدس كل ما كان يتوفر لدينا من معلومات كنا نقدمه إلى الفلسطينيين من خلال غرفة العمليات المشتركة”، واوضح ان “حرس الثورة الإسلامية شارك في معركة سيف القدس من خلال غرفة العمليات المشتركة”، ولفت الى ان “حماس هي حركة مقاومة اسلامية فلسطينية وقضيتها الأول فلسطين وتحرير القدس وانقاذ الشعب الفلسطيني وكل هذه الويلات التي يعيشها”، وتابع “في إطار هذه الأولوية أي حركة مقاومة فلسطينية عندما تجد اصدقاء وحلفاء يجب أن تتمسك بهم وإذا حصل في يوم من الايام خلل والتباس في العلاقة يجب أن يعالج”، واضاف “عندما ترى الفصائل والشعب في فلسطين أن الأنظمة العربية متجهة نحو التطبيع وفي نهاية المطاف سيتطلع إلى من يقف معه”.

وذكر السيد نصر الله ان “سوريا جزء أساسي في محور المقاومة وإذا كنت تريد أن تستكمل الصراع مع العدو الإسرائيلي فلا تستطيع ان تدير ظهرك لسوريا”، واكد ان “الاخوة في حماس يقولون في الجلسات الداخلية خلال الأزمة وما بعدها إنه لا يوجد نظام عربي قدم ما قدمته سوريا للحركة ولحركات المقاومة الفلسطينية”، ورأى ان “المهم هو النظرة إلى المستقبل وانا اعتقد أن قابلية الأمور جيدة وعودة العلاقات بين سوريا وحماس تحتاج إلى بعض الوقت ونصل فيها إلى خاتمة طيبة والمسار إيجابي”. من جهة ثانية، قال السيد نصر الله “لم يطلب من حزب الله بشكل رسمي التوسط لدى السيد عبدالملك الحوثي وفي هذا الامر نحن لسنا وسطاء نحن طرف وأنا لست وسيطا مع السعودية في اليمن”، وتابع لسنا لدينا مشكلة جذرية مع السعودية والإمارات وعلاقاتنا ليست مبنية على خلفية عقائدية أو دينية أو ما شاكل وقبل أحداث اليمن التقينا مع السفراء السعوديين في لبنان”، واضاف “إشكالنا الاساسي مع السعودية بدأ في اليمن وهو مرتبط حكماً باليمن وصداقاتنا وعلاقاتنا لها علاقة بمجموعة من المبادئ والمصالح”، وسأل “حزب الله بماذا أخطأ مع الإمارات ؟ لماذا هذه الإعتقالات في الإمارات ؟”، واوضح ان “كل الذين اعتقلوا في الإمارات لا علاقة لهم بحزب الله ويجب على الدولة اللبنانية علاج هذا الأمر”.

وفي سياق آخر، قال السيد نصر الله “أردوغان ليس مهيأ للتسوية وما زال يراهن على مجموعة من الأمور بحال أنه إذا جاء وقت التسوية في زمن ما يكون في موقع أفضل”، وتابع “أردوغان يدرك انه لا يستطيع أخد حلب وهو حريص على المحافطة على المسلحين الذي يدعمهم لتحسين موقعه التفاوضي”، واضاف “هناك أجواء في تركيا تتحدث عن موضوع 1923 وان لهم مطالبات في الأراضي السورية والعراقية ولا نستطيع أن ننفي الطمع بالسيطرة على الأراضي”.

واوضح السيد نصر الله “لدينا علاقات جيدة مع الجميع في العراق ولا علاقة لنا بمن يأتي رئيساً للحكومة ونحن خارج دائرة حتى تقديم النصح”، وتابع “ليس لدينا مشروع خاص في العراق ولدينا صداقات وليس لدينا جهة نريد نبنيها على حساب جهات أخرى وحزب الله حريص على تقريب وجهات النظر”، واضاف “لو أرادت ايران أن تكون صاحبة نفوذ أكبر في المنطفة لذهبت إلى المصالحة مع اميركا وتعود إيران شرطيا للخليج وهذا لا يمكن ان يحصل”.

واكد السيد نصر الله “موقف الجمهورية الإسلامية في موضوع فلسطين عقائدي وديني وليس موقفاً سياسياً او استراتيجياً وهناك أناس لا يفهمون هذا ولا تريد جزاء ولا شكورا”، ولفت الى ان “الموقف الإيراني من فلسطين ليس بهدف تحصيل نفوذ”، وقال “ايران لم تطلب مني شيئاً في يوم من الأيام حول لبنان ومصالح ايران والحاج قاسم سليماني طلب مني المساعدة في العراق وليس ايران”، وسأل “هل شنت ايران حرباً على بلد عربي أو اسلامي منذ قيام الثورة؟”، واضاف “جريمة ايران في العراق أنها منعت تمدد داعش، وايران تقف إلى جانب حلفائها لتدافع عنهم وهي لا تسيطر عليهم وهي لا تتدخل في السياسة السورية”.

وقال السيد نصر الله “لدينا رؤية للمستقبل القريب ونحن نرى الأمور في المنطقة متجهة نحو تغيير كبير لمصلحة الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة”، وتابع “حضورنا في محور المقاومة وإلى جانب الشعب الفلسطيني سيتعزز في المستقبل”. واضاف “رؤيتنا في لبنان بأن نكون فاعلين أكثر في الموضوع الداخلي اللبناني وجزء منه في الدولة ولدينا تصور حول الدولة العادلة ورؤيتنا في المنطقة تعزيز محور المقاومة وفي الداخل اللبناني المزيد من الحضور والمزيد من التعاون الداخلي”، واوضح “كثير من الذي يجري في البلد لا نقوم برد فعل عليه لأننا حريصون على أن نبقي الأمور مفتوحة”، وأكد ان “حزب الله في شبابه وحريصون في أغلب المواقع أن نأتي بالشباب والأغلبية الساحقة من المواقع يتحمل مسؤوليتها الشباب”.

وعن مسيرة حزب الله، قال السيد نصر الله “كل انجازات حزب الله هي بفضل الله اولاً وبمجموع الجهود ولا نستطيع اعطاء نسب مئوية والإنجاز لحزب الله ليس فقط تنظيمياً بل لكل الجمهور”، وتابع “نحن لدينا حصة في انجاز تحرير عام الـ2000 وفي تحقيق الأمن والأمان في الجنوب”، واضاف “كنا شركاء في صد الهجمة الكونية الكبرى في المنطقة وكنا جزءا من السد الصلب في مواجهة هذا المشروع”، واكد “نحن من الجهات المساهمة في تثبيت السلم الأهلي في لبنان وعندما اعتقل الرئيس الحريري في السعودية كان هناك رغبة في افتعال حرب أهلية في لبنان”، ولفت الى ان “قوى معروفة في علاقتها مع السعودية كانت تدفع باتجاه حرب أهلية في لبنان وهناك شواهد ومعلومات حول هذا الموضوع”. وقال السيد نصر الله “افتقد في الاربعينية الكثيرين وفي مقدمتهم الشهداء والقادة الشهداء وبالأخص الذين كنا نعمل سوياً وكنا رفاق درب”، وتابع “كل ما بنا من نعمة هو من الله سبحانه وتعالى وأتوجه بالشكر إلى الناس ونحن لا نجاملهم عندما نقول إنهم اشرف الناس وأطهر الناس”، واضاف “الناس هم المقاومة وتحملوا أعباء خلال 40 عاماً ودائماً كانوا أوفياء ولم يطعنوا في الظهر ولم يتركونا لا في الليل ولا في النهار وهم يرفضون  الذل والهوان والإستسلام، واوضح “أتوجه الشكر والتحية الكبيرة لكل الناس في لبنان والمنطقة الذين كانوا أوفياء وصادقين ومضحين وثبتوا وما زالوا في نفس الموقع”، وأكد انه “مع هذه الناس الوفية والصادقة والمخلصة ومع المقاومة المتطورة والمتكلة على الله اعتقد ان مستقبل لبنان والمنطقة مهم وكبير وقوي ومتين”.

 

 /New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 25  و 26 تموز/2022

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 25 تموز/2022/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/110643/110643/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For July 25/2022

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/110646/110646/

 

قديسو حزب الشيطان وسيده يخطفون مواطن سعودي من مطار بيروت وينقلونه إلى البقاع

الياس بجاني/25 تموز/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/110669/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%82%d8%af%d9%8a%d8%b3%d9%88-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%8a%d8%b7%d8%a7%d9%86-%d9%88%d8%b3%d9%8a%d8%af%d9%87-%d9%8a%d8%ae/

حزب الشيطان، الإرهابي والظلامي والملالوي، يحمي كل عصابات الخطف والتهريب، وتبيض الأموال، وزراعة وتسوّيق الممنوعات. ورغم هذا، يدعى قادته الملجميين نفاقاً ودجلاً بأنهم مقاومة، ويبشرون اللبنانيين بالعفة، في حين أنهم يغرقون في العهر بكافة أنواعه وألونه وأشكاله.

هذا الإبليس الفارسي هو محتل ومخرب، ووراء تدمير لبنان، وجره إلى ما قبل الأزمنة الحجرية، وإفقار وتهجير شعبه، وتدمير مؤسساته وتحويله إلى ثكنة ومحزن أسلحة، وساحة حروب، لملالي إيران، ولمشروهم التوسعي والمذهبي والإمبراطوري الوهم.

 

 

غلطة السيّد مع بكركي بألف غلطة… لقد ارتكب حزب الله بحق بكركي غلطة فادحة فلعله ينتبه إلى ذلك قبل فوات الأوان!

أحمد عياش/هنا لبنان/25 تموز/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/110666/%d8%a3%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%b9%d9%8a%d8%a7%d8%b4-%d8%ba%d9%84%d8%b7%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d9%91%d8%af-%d9%85%d8%b9-%d8%a8%d9%83%d8%b1%d9%83%d9%8a-%d8%a8%d8%a3%d9%84%d9%81-%d8%ba%d9%84%d8%b7/

ليست هي المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة، التي يشتبك بها “حزب الله” مع بكركي. إنّها قصة قديمة، قدم ظهور الحزب على المسرح الداخلي في ثمانينات القرن الماضي كفصيل تابع مباشرة للحرس الثوري الإيراني. ومنذ ذلك الحين، ولغاية اليوم، توالت الشواهد على الهوّة العميقة التي تفصل الصرح المتجذّر في هذه البلاد منذ قرون، وبين هذا الفصيل اللبناني الذي صنعته إيران الثورة بعد نشوئها عام 1979.

 

البطريركية المارونية هي آخر حصون الكيان اللبناني

وجيه قانصو/موقع جنوبية/25 تموز/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/110673/%d9%88%d8%ac%d9%8a%d9%87-%d9%82%d8%a7%d9%86%d8%b5%d9%88-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%83%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a7%d8%b1%d9%88%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%87%d9%8a-%d8%a2%d8%ae/

لم تعد قضية المطران الحاج قضية تعامل مع دولة “عدوة”، بل باتت قضية من يمسك بزمام الأمور في لبنان ويحدد مساحة المقبول وغير المقبول، ويضع آليات الملاحقة والعقاب، ويعرف المفاهيم والمصطلحات. هي في ظاهرها تطبيق للقانون، واستنفار وطني غيور ضد أي أشكال التعامل مع إسرائيل، لكنها في عمقها وحقيقتها تغيير لقواعد اللعبة الداخلية في لبنان، إنهاء لخارطة توزيع القوة فيه، تمدد حزب الهي لرسم معادلة جديدة، لم تعد هذه المرة ذات طبيعة أفقيه، تقوم على الاعتراف المتبادل بين مساحات نفوذ مكونات المجتمع اللبناني، بل باتت عامودية تقوم على تراتبية بين القوى ذات بنية هرمية يكون حزب الله رأسها وممسكاً بكامل مفاصلها.