المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 13 كانون الأول/2021

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.december13.21.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

انا أصلي من أجل أَنْ لا تَضْعُفَ عَزِيْمَتُكُم بِسَبَبِ الضِّيقَاتِ الَّتي أُعَانِيهَا مِنْ أَجْلِكُم: إِنَّهَا مَجْدٌ لَكُم

 

عناوين تعليقات الياس بجاني

الياس بجاني/لن يتحقق السلام في الشرق الأوسط قبل اسقاط نظام الملالي المجرم وتفكيك أذرعته الإرهابية وفي مقدمها حزب الله الذي يحتل لبنان ويدمره

الياس بجاني/السلاح الفلسطيني بلبنان ارهابي وخي سلاح حزب الله الإيراني ولا خلاص قبل تسليم كل السلاح اللاشرعي إلى الدولة وتنفيذ القرارات الدولية

الياس بجاني/كل صاحب شركة حزب وسياسي قاتل حاله عالإنتخابات بظل احتلال حزب الله هو يشرعن الإحتلال ويبحت عن مصالحه وليس عن مصالح الوطن والمواطن

الياس بجاني/الإتحاد العمالي العام ببشارّهُ وطليسّه هو اداة بيد بري وسيد امونيوم للخراب ولا علاقة له لا بالعمال. هو من موروثات الإحتلال السوري

الياس بجاني/هل لبنان محتل أم مخطوف ومأخوذ رهينة، وما هي وضعية الطائفة الشيعية اللبنانية في ظل الاحتلال الإيراني للبنان؟

 

عناوين الأخبار اللبنانية

وزارة الصحة :1539 إصابة جديدة و 12 حالة وفاة

حزب الله قتل كل هؤلاء لأنهم تجرأوا وشهدوا للبنان وللحق والحقيقة/مروان الأمين/فايسبوك

أربعة قتلى بـ"البرج الشمالي": حماس تتهم فتح وتوقيف المتهم

انفجار مخيم البرج الشمالي ولاجدوى السؤال عن السبب/غسان صليبي/فايسبوك

 ترسانة “حماس” في لبنان برعاية “الحزب”

العسكرية حكمت على لبناني بالحبس والغرامة لزواجه من فلسطينية تحمل الجنسية الاسرائيلية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 12/12/2021

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

بري يحذّر البيطار ومن خلفه من “اللعب بالنار”

إجراءات جديدة للبيطار الأسبوع المقبل

لا جلسات للحكومة… إلّا بـ”مفاجأة سياسية”!

وزارة الخارجية البحرينية استنكرت استضافة بيروت لمؤتمر صحافي يسيء الى البحرين

مكتب رئيس مجلس الوزراء: ميقاتي يؤكد رفض استخدام لبنان منطلقا للاساءة الى مملكة البحرين والتطاول عليها

الخارجية تتابع التحقيقات حول استضافة بيروت مؤتمرا يسيء للبحرين: حريصون على ألا يكون لبنان مقرا او ممرا للاساءة او التطاول على البحرين

سامي الجميل لقاسم: من ينتمون الى لبنان باقون ابحثوا انتم عن حل آخر

مونيكا بورغمان تفوز بالجائزة الفرنسيّة -الألمانيّة لحقوق الإنسان

موفد ماكرون في بيروت لمُتابعة تنفيذ المبادرة السعودية- الفرنسية

تصعيد مسيحي ضد "الثنائي الشيعي" لتعطيله الحكومة واستهداف القضاء

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

تصعيد وتحضيرات عسكرية وإسرائيل تُهدِّد للمرة الأولى بـ “النووي”

"جي 7" لن تسمح لطهران بامتلاك القنبلة... ولندن: فرصتها الأخيرة... وبرلين: بدَّدنا ستة أشهر والوقت ينفد

زيادة كبيرة في ميزانية “الحرس الثوري” والإعلام الحكومي

بريطانيا تطالب إيران بالتفاوض بجدية.. وطهران: أوروبا تقاعست المقترحات

صحيفة "تلغراف": بريطانيا قد تفرض عقوبات جديدة على إيران إذا لم تتراجع عن المطالب التي أدت إلى طريق مسدود في المحادثات

إسرائيل والمغرب يحتفلان بمرور عام على التطبيع

رئيس وزراء إسرائيل في الإمارات

حكومة بنيت تدفع بخطط استيطانية في الجولان والقدس بعد أيام من وقف العمل بمطار قلنديا {إرضاء للأميركيين}

عباس يضغط لمفاوضات مع إسرائيل تبدأ بـ«ترسيم الحدود» والفلسطينيون يرفضون محاولة تحويل الدعم الاقتصادي والأمني إلى مسار بديل عن السياسي

«تحركات شعبية» ضد ميليشيات إيران وسط سوريا وقتلى بقصف روسي على منطقة إدلب

أوروبا تضرب «السلاح السري» لروسيا في سوريا

وزراء خارجية الاتحاد لضم «جيش فاغنر» إلى القائمة السوداء

تقرير لمفوضية حقوق الإنسان العراقية يرصد أوضاعاً مأساوية/5 ملايين يتيم و8 آلاف مفقود وأكثر من مليون طفل في سوق العمل

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ماذا وراء التفجير في مخيم برج الشمالي الفلسطيني في منطقة صور الجنوبية؟/الكولونيل شربل بركات

لبنان… أسير “الحروب الصغيرة”/وسام أبوحرفوش وليندا عازار/الراي الكويتية

"حماس".. وسلاحها الخطير على لبنان/خيرالله خيرالله/العرب

عون يضغط بالاتجاهات كلها: الانتخابات النيابية والرئاسية والتعيينات والتشكيلات/منير الربيع/المدن

المحتاجين... لبنان أمام مخطط تحصين الناهبين!/حنا صالح/الشرق الأوسط

"حزب الله" أقنع باريس بخطورته فعادت الرّياض إلى الواجهة اللبنانيّة/فارس خشان/ النهار العربي

عون يستنفر سياسيًا ليسترد صورة “الرئيس القوي”/محمد شقير/الشرق الأوسط

لبنان – سنغافورة: ثقل التاريخ وظلم الاحتلالات/د.منى فياض/الحرة

لمَن سيسلّم “الجنرال” مفاتيح قصر بعبدا؟/فاروق يوسف/العرب اللندنية

هل يُفتح ملف السلاح الفلسطيني كمقدمة لحملة على سلاح “الحزب”؟/منير الربيع/الجريدة الكويتية

فيينا ومفاوضات الظل/طارق الحميد/الشرق الأوسط

لبنان أمام واجب إعادة تعريف مصطلح «المقاومة»/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان/حازم صاغية/الشرق الأوسط

الموقف الأميركي... قرصةُ أذن أم تحولٌ حقيقي؟/سوسن الشاعر/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

عوده في ذكرى تويني: التطاول على القضاء والتهرب من العدالة آفة تنخر الوطن

الراعي: نرفض تعطيل مجلس الوزراء خلافا للدستور بقوة النفوذ ونية التعطيل السافر

فارس سعيد: ذاهب أمام القضاء غدا محصنا بحقوقي ومعولا على ما تبقى من نزاهة القضاء وصدقيته

قاووق: المهزومون ليسوا في موقع يخولهم فرض شروطهم على لبنان المنتصر

جنبلاط: حزب الله هو المسؤول بشكل أو بآخر وبشدة عما يحصل

"كلّ شيء في لبنان وارد"... تصريحٌ "هامٌّ" لـ اللواء ابراهيم!

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

انا أصلي من أجل أَنْ لا تَضْعُفَ عَزِيْمَتُكُم بِسَبَبِ الضِّيقَاتِ الَّتي أُعَانِيهَا مِنْ أَجْلِكُم: إِنَّهَا مَجْدٌ لَكُم

رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس03/من01حتى13/:”يا إِخوَتِي، أَنَا بُولُس، أَسِيرَ المَسيحِ يَسُوعَ مِنْ أَجْلِكُم، أَيُّهَا الأُمَم… إِنْ كُنْتُم قَدْ سَمِعْتُم بِتَدْبِيرِ نِعْمَةِ اللهِ الَّتي وُهِبَتْ لي مِنْ أَجْلِكُم، وهوَ أَنِّي بِوَحْيٍ أُطْلِعْتُ على السِرّ، كَمَا كَتَبْتُ إِلَيكُم بإِيْجَازٍ مِنْ قَبْل، حِينَئِذٍ يُمْكِنُكُم، إِذَا قَرَأْتُمْ ذلِكَ، أَنْ تُدْرِكُوا فَهْمِي لِسِرِّ المَسِيح، هذَا السِّرِّ الَّذي لَمْ يُعْرَفْ عِنْدَ بَنِي البَشَرِ في الأَجْيَالِ الغَابِرَة، كَمَا أُعْلِنَ الآنَ بِالرُّوحِ لِرُسُلِهِ القِدِّيسِينَ والأَنْبِيَاء، وهُوَ أَنَّ الأُمَمَ هُم، في المَسِيحِ يَسُوع، شُرَكَاءُ لَنَا في المِيرَاثِ والجَسَدِ والوَعْد، بِوَاسِطَةِ الإِنْجِيل، ألَّذي صِرْتُ خَادِمًا لَهُ، بِحَسَبِ هِبَةِ نِعْمَةِ اللهِ الَّتي وُهِبَتْ لي بِفِعْلِ قُدْرَتِهِ؛ لي أَنَا، أَصْغَرِ القِدِّيسِينَ جَمِيعًا، وُهِبَتْ هذِهِ النِّعْمَة، وهِيَ أَنْ أُبَشِّرَ الأُمَمَ بِغِنَى المَسِيحِ الَّذي لا يُسْتَقْصى، وأَنْ أُوضِحَ لِلجَمِيعِ مَا هُوَ تَدْبِيرُ السِّرِّ المَكْتُومِ مُنْذُ الدُّهُورِ في اللهِ الَّذي خَلَقَ كُلَّ شَيء، لِكَي تُعْرَفَ الآنَ مِن خِلالِ الكَنِيسَة، لَدَى الرِّئَاسَاتِ والسَّلاطِينِ في السَّمَاوات، حِكْمَةُ اللهِ المُتَنَوِّعَة، بِحَسَبِ قَصْدِهِ الأَزَلِيِّ الَّذي حَقَّقَهُ في المَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا، الَّذي لَنَا فيهِ، أَيْ بِالإِيْمَانِ بِهِ، الوُصُولُ بِجُرْأَةٍ وثِقَةٍ إِلى الله. لِذَلِكَ أَسْأَلُكُم أَنْ لا تَضْعُفَ عَزِيْمَتُكُم بِسَبَبِ الضِّيقَاتِ الَّتي أُعَانِيهَا مِنْ أَجْلِكُم: إِنَّهَا مَجْدٌ لَكُم!”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

كل لبناني يؤيد احتلال حزب الله، أو يتعامى عنه، هو عملياً شريكه في كل ارتكاباته المحلية والإقليمية والدولية

الياس بجاني/11 كانون الأول/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/104700/104700/

إن الحقيقة المعاشة والملموسة في وطن الأرز والقداسة والقديسين والرسالة، لم تعد خافية على من لديه ضمير، ووجدان، وأحاسيس إنسانية، وحس نقدي حي، وانتماء وطني، واحترام للقانون والدستور، وخوف من الله، ويتمتع بنعمتي البصر والبصيرة. فإن الحقيقة الساطعة هي أن حزب الله هو جيش احتلال إيراني كامل الأوصاف، ويحتل لبنان بالقوة العسكرية والإرهاب والغزوات، وبكل أنواع الإرتكابات.

في هذا السياق الإحتلالي المكشوف، لم يعد في لبنان من حفي إلا وأصبح معروفاً،، ولم يعد من قناع إلا وسقط، ولم يعد من طروادي إلا وانفضح، ولم يعد من اسخريوتي إلا وفاحت منه رائحة الخيانة، ولم يعد من ملجمي متستر، ولم يعد من رجل دين جاحد إلا وتعرى، ولم يعد من مواطن غنمي إلا وظهر حبل الذل والتبعية حول رقبته، ولم يعد من سياسي ذمي ومستسلم وأداة وبوق إلا وظهرت للعيان قذارته.

يبقى أنه مهما استكبر وتوهم الأشرار، والمنافقين، والإنتهازيين، والطبول، والصنوج، والعكاظيين، فإنه لا يمكن إخفاء حقيقة احتلال، وممارسات، وإرتكابات، وفجور، واستكبار، وخطورة مخطط حزب الله الإيراني، الهادف إلى اقتلاع لبنان وتدميره، واستبداله بجمهورية تابعة لنظام ولي الفقيه الفارسي.

فما من خفي إلا سيظهر، ولا من مكتوم إلا سينكشف ويعرفه الناس، وقد سقطت كل الأقنعة، ووقعت كل أوراق التين، والحقيقة الصادمة والإبليسية لم يعد بمقدر أحد إخفائها.

ودون أدنى شك، فإن وطن الأرز والرسالة والحرف هو محتل، وقد تم تحويله بالقوة لساحة مباحة لحروب وإرهاب ملالي إيران، كما أن قرار دولته وحكامها ومؤسساتها على المستويات كافة مهيمن عليه ومصادر، في حين أن الشعب اللبناني بشرائحه كافة يتعرض لأبشع أشكال الإفقار والتجويع والإذلال والحرمان والتهجير والبلطجة والإرهاب والقمع.

وبسبب الإحتلال فإن الحدود سائبة ومشرعة، والمؤسسات معطلة، والدويلة أقوى من الدولة، والقضاء مسير وواقع تحت هيمنة قوى الإرهاب، والقوى الأمنية من جيش وقوى أخرى إما مخترقة ومعطله، أو مهيمن على بعضها بالكامل، ورئيس الجمهورية أداة بيد المحتل، ومجلس النواب مهمش، ومن يرئسه يعمل بأمرة حزب الله، كما أن الحكومة لا تمثل لبنان وسياسي هو صنيعة نظام الأسد يرأسها، والوزراء فيها ينفذون ولا يقررون.

يبقى، أن الكارثة تكمن في خامة الطاقم السياسي والحزبي في سواده الأعظم، فأفراده لصوص وتجار هيكل، وتطول قائمة السواد وتطول، إلا أنه ورغم كل هذا الظلام القاتم فلبنان بإذن الله سوف يستعيد استقلاله، وكل الأبالسة وقوى الشر إلى الهزيمة طال الزمن أو قصر لا فرق.

في الخلاصة، وطبقاً لمعايير الأرض والسماء، وشرائع الحق والإيمان والوطنية كافة، فإن كل من يؤيد هذا الحزب، أو يسايره، أو يتحالف معه أو يسوّق له، أو يتعامى عن شروره وأخطاره وعن مشروعه الإحتلالي والمذهبي والتدميري، أو يستفيد منه، هو شريكاً كاملاً له في أفعاله الإرهابية، أكان داخل لبنان أو خارجه.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://eliasbejjaninews.com

 

هل لبنان محتل أم مخطوف ومأخوذ رهينة، وما هي وضعية الطائفة الشيعية اللبنانية في ظل الاحتلال الإيراني للبنان؟

الياس بجاني/07 كانون الأول/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/104608/104608/

لفتني مقال نُشر يوم أمس وفيه يعترض كاتبه، المفترض أنّه من أبناء الطائفة الشيعيّة الكريمة “المعارضين لحزب الله"، على مَن يعتبرون إيران محتلّة للبنان، وأكثرهم، بحسب زعمه، من المسيحيين السياديين. ورأى الكاتب أنّ اعتبار إيران محتلّة بواسطة ذراعها حزب الله، لهو أمّر خطأ، "لأنّ المحتل يجب أن يكون من غير أبناء البلد، بينما مقاتلو حزب الله هم "شيعة لبنانيون" وليسوا غرباء".

وأساء الكاتب إلى الشيعة اللبنانيين أكبر إساءة حين زعم أنّ مقاومة حزب الله ستخدُم الحزب نفسه، إذ ستؤدّي إلى أن "يهيأ للمخيال الشعبي الشيعي العام، أنَّ وجودَ الطائفة مرتبطٌ بقوة الحزبِ، وانّ إضعاف الحزب وادماجه في دولة لبنان هو تهديد للشيعة وخطر على وجودهم"، وهذا برأينا كلام هراء، لأنّ الشيعة، في كواليسهم، هم أكثر التوّاقين إلى إنهاء حالة حزب الله، وقد شهدنا على كوابيسهم جراء ما تعرّضوا له من بطشه في مناطقهم على أثر قيام ثورة 17 تشرين.

الحقيقة على أرض الواقع تناقض طرح الكاتب، إذ تُشير كافة المعطيات بأنّ حزب الله هو تنظيم إيراني 100%، ومَن هم منخرطون فيه يندرجون في خانة "الجنود الإيرانيين"، لا أكثر ولا أقل، حتّى ولو كانوا يحملون الجنسية اللبنانية. يذكّرني وضع حزب الله والمحتلّ الإيراني الفارسي للبنان، بالوضع الذي كان قائمًا إبّان استعمار الدولة الفارسيّة الأشمونيّة لمنطقة الشرق الأوسط، فحينذاك كان أسطول هذه الدولة جبارًا وقد صنع مراكبه الألف أهلُ فينيقيا واليونان وقبرص، غير أنّ رجال الأسطول وجنوده كانوا من أهل فارس ومادي، لأنّ الدولة الفارسيّة المستأثرة والمغتصبة لم تكن تثق بشعوب البلاد التي تحتلّها، وكانت تتعامل معهم على قاعدة: "ادفعوا الضرائب وقدّموا العون لجنودنا وإلّا نؤدّبكم أو نبيدكم". أوَليست وضعية حزب الله تشبه وضعية أهل مادي وأهل فارس لناحية الثقة التي تمنحه إيّاها جمهوريّة إيران الإسلاميّة؟ 

بكل الأحوال، فإنّ قادة تنظيم حزب الله، بمن فيهم سيّدهم نصرالله، يفاخرون بـِ "تأيرنهم وتفرسنهم" علناً، ويعتبرون أنفسهم جنودًا في ولاية الفقيه..

إذًا، ومن دون أدنى شك، وطبقاً للأساليب والممارسات العسكرية والقانونية الفارسيّة، التاريخيّة والحاضرة، فإن حزب الله إيراني يحتل لبنان، كل لبنان!

محاولة هذا الكاتب التمييز بين الاحتلال والخطف في عنوان مقالته، فيها سعي متعثّر لتشويه الحقيقة، مع أنّنا لا نخالفه الرأي بأنّ حزب الله يخطف أبناء الطائفة الشيعية الكريمة، كما يخطف أبناء باقي الطوائف، ويأخذ الجميع كرهائن بقوة الهيمنة وسطوة السلاح، وبحجّة تحالف الأقليّات المذهبي، كما وبإغراءات الخدمات والمال، وبعزل الشعب اللبناني عن المجتمع الدولي وعن الشعوب العربية.

لكن!!!

أوَليس في عمليّة الخطف هذه احتلال لذاتيّة مَن يحتجزهم ولقرارهم، كما فيها احتلال لسيادة الدولة وقرارها؟! أوَليس التأثير من خلال احتلال القرار أقسى وأوجَع وأفعل من مجرد احتلال التراب؟!!

إنّ عملية خطف حزب الله القسرية للبنان واللبنانيين، أكثر ما تنعكس على الطائفة الشيعية التي باتت منقسمة حول هويّتها وانتماءها منذ حقبة الاحتلال السوري للبنان وبالتنسيق الكامل والممنهج بين نظام الأسد وجمهورية الملالي.

من منّا لا يتذكر معارك إقليم التفاح الدموية، يوم جرى تدجين حركة أمل وأيرنتها بالقوة المسلحة، وكذلك وبنفس الأسلوب الإرهابي تم التعامل مع كل المجموعات والأحزاب والأفراد الذين كانوا يعتبرون أنفسهم مقاومين ويسعون لتحرير فلسطين.

باختصار، نحن نؤكّد بنعم مُدوّية، أنّ إيران تحتل لبنان، كل لبنان، وفي نفس الوقت هي تحتلّ قرار الطائفة الشيعية وتأخذها رهينة.

من هنا، نعم المطلوب تحرير لبنان من الإحتلال الإيراني، وفي نفس الوقت فك أسر الطائفة الشيعية من خاطفيها، وإعتاقها من وضعية الرهينة...

والأهم أنه في أيّ حلّ للمعضلة اللبنانيّة، حاضراً أو مستقبلاً، يقضي بعدم إلحاق عسكر حزب الله المؤدلج والممذهب إيرانياً بالجيش اللبناني تحت أي ظرف.

يبقى أن كل السياديين اللبنانيين، وتحديداً المسيحيين منهم، ليسوا ضد الطائفة الشيعية لا من قريب ولا من بعيد، ولا هم يعتبرونها بأي شكل من الأشكال شريحة غير لبنانية، بل لبنانية قلباً وقالباً وروحاً وانتماء وواجبهم الوطني مساعدتها على التحرر من وضعيّات الخطف والرهينة.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://eliasbejjaninews.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط 

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية 

وزارة الصحة :1539 إصابة جديدة و 12 حالة وفاة

وطنية/12 كانون الأول/2021

أعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي تسجيل " 1539 إصابة جديدة بفيروس كورونا رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 690054، كما تم تسجيل 12 حالة وفاة".

 

حزب الله قتل كل هؤلاء لأنهم تجرأوا وشهدوا للبنان وللحق والحقيقة

مروان الأمين/فايسبوك/12 كانون الأول/2021

منهم من تجرأ على الحلم بدولة حديثة، كرفيق الحريري، فقتله حزب الله.

ومنهم من تجرأ على إعلاء شأن الحرية والكلمة، كجبران تويني وسمير قصير ولقمان سليم، فقتلهم حزب الله.

ومنهم من تجرأ على كشف الحقيقة وحماية اللبنانيين، كوسام عيد ووسام الحسن، فقتلهما حزب الله.

ومنهم من تجرأ على مخاطبة الخامنئي من أجل مشروع الدولة، مثل محمد شطح، فقتله حزب الله.

منهم من تجرأ على القول لا للفساد في ١٧ تشرين، فقتلهم ونكّل بهم حزب الله.

ومنهم من تجرأ من أجل العدالة كالقاضي البيطار، فيريد قبعه حزب الله.

اليوم، تحية لأحد هؤلاء الضحايا، تحية لجبران تويني.

 

أربعة قتلى بـ"البرج الشمالي": حماس تتهم فتح وتوقيف المتهم

المدن/13 كانون الأول/2021

تحول تشييع حمزة شاهين الذي قضى في الانفجار الذي وقع قبل أيام في مخيم البرج الشمالي في صور إلى إشتباك بين عناصر من حركة فتح وأخرين من حماس وفق ما تشير المعلومات الأولية، ما أدى إلى سقوط 4 قتلى (عمر السهلي- و حسين الأحمد، من مخيم المية ومية، ومحمد طه ومحمد السيد من مخيم عين الحلوة) و8 جرحى. وأشارت مصادر "المدن" إلى وجود روايات مختلفة بين سكان المخيم وجمهور حماس وباقي الفصائل حول سبب هذا الاشتباك: هناك من يقول أنه حدث من طريق الخطأ، وأنه خلال سير موكب التشييع كان عناصر من حركة حماس يطلقون النار في الهواء، ما أدى إلى سقوط رصاص طائش طال عناصر من الأمن الوطني الفلسطيني التابعين لحركة فتح، الذين ردوا على مصادر النيران. وهناك من يقول أن تظاهرة التشييع تعرضت لإطلاق النار عمداً من أحد عناصر فتح، وبعدها تدخلت حماس وحصل اشتباك مسلح. وتقول رواية ثالثة إن عنصراً من حماس كان يطلق النار في الهواء، وعن طريق الخطأ هوت بندقيته باتجاه المشيعين، فاعتبر عناصر من حماس أن ثمة طرفاً آخر أطلق النار في اتجاه موكب التشييع، فعملوا على الرد على مصادر النيران بالمثل. ووفق المصادر ساهمت تصريحات بعض قيادات الفصائل الفلسيطنية المناهضة لحماس بشحن النفوس في المخيم ضد حماس، التي نفت أنها تخزن السلاح في المسجد الذي وقع فيه الانفجار قبل يومين. ورواية حماس حول عدم وجود السلاح وأن الانفجار أتى بسبب وجود عبوات أوكسيجين لعلاج مرضى كورونا، غير مقنعة. واتهم بعض القيادت حماس بأنها تخزن السلاح بين البيوت والسكان. وهذا ما أدى إلى شحن النفوس بين سكان المخيم.

وكان حزب الشعب الفلسطيني في لبنان اعتبر أن "حركة حماس تتحمل المسؤولية الكاملة عن الانفجار الذي وقع داخل مسجد في مخيم برج الشمالي في مدينة صور اللبنانية"، وقال عضو المكتب السياسي للحزب في لبنان، غسان أيوب، إن "تخزين حركة حماس الذخائر والأسلحة أسفل مسجد أمر مدان، وهو استخفاف بحياة المواطنين"، وفق ما صرح لإذاعة صوت فلسطين الرسمية. واعتبر أن "وجود مكاتب عسكرية وسط التجمعات السكانية، وتحديداً في المخيمات أمر خطير، لا سيما إذا كانت تحوي داخلها أسلحة وذخائر". من جهته، عبر الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطينية أحمد مجدلاني، عن القلق الشديد جرّاء الانفجار. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن مجدلاني قوله، إن "هذا الأمر يثير المخاوف على أمن أبناء شعبنا في المخيمات التي يتوجب عدم نقل المشاكل إليها، كونها هشة وضعيفة من حيث البنية التحتية، ومساكنها غير قادرة على مواجهة الشتاء، وليس الانفجارات". ونفت مصادر في حركة فتح لـ"المدن" أن يكون لعناصرها أي علاقة بما حدث في التشييع، وأن يكونوا هم الذين بدأوا باطلاق النار. وتؤكد المصادر أن تحقيقاً فتح من قبل الأمن الوطني الفلسطيني، للبحث في إعادة الهدوء وضبط الوضع ومنع الأوضاع من التفاقم. وتشير المعلومات إلى أن اتصالات بدأت على أعلى المستويات بين مختلف الفصائل الفلسطينية لإلقاء القبض على مطلقي النار. ولاحقاً أصدرت حركة حماس بياناً جاء فيه: "خلال تشييع جنازة الشهيد شارك الآلاف من أبناء المخيمات في جنازة مهيبة، وكان الأهالي يحتشدون في جوانب الجنازة وعلى أسطح المنازل المحيطة بالطريق الذي سارت به الجنازة، وكانوا ويلقون الأرز على جثمان الشهيد وعلى جموع المشيعين،.. تكريماً لروح الشهيد وبعد اداء صلاة الجنازة على الشهيد، في مسجد النور في مخيم البرج الشمالي..

سارت الجموع بمشهد مهيب تحمل جثمان الشهيد ، باتجاه المقبرة.. وعندما وصلت الجموع إلى مشارف المقبرة، كان هناك مركز لحركة فتح، وفيه مقاتلون متأهبون وجاهزون لإطلاق النار.. وحال وصول الجموع بقرب مركز فتح باشروا بإطلاق كثيف للنيران بقصد القتل فأصابوا أحدهم في رقبته وآخر في قلبه وسقط عدد كبير من الجرحى خالك بعضهم خطيرة جداً.. وكان إطلاق النار من جانب واحد فقط من مركز لحركة فتح.. واستشهد في هذه الجريمة أربعة أشخاص وهم: عمر السهلي- و حسين الأحمد- من مخيم المية ومية ومحمد طه ومحمد السيد من مخيم عين الحلوة

علما أنه تم في الليلة السابقة للتشييع الاتفاق على ان يكون تشييع الشهيد وطنيا وبمشاركة كل الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية، والمرجعيات الرسمية والحزبية اللبنانية، وبالتنسيق مع الجهات اللبنانية الرسمية، وعلى أن يشارك السفير الفلسطيني أشرف دبور. قد شارك في التشييع كل من ذكر أعلاه، باستثناء السفير دبور وقيادة فتح. من جانبه أكد العميد طلال العبد قاسم قائد قوات الأمن الفلسطيني في مخيم البرج الشمالي أن مطلق النار ليس من حركة فتح ولا من قوات الأمن الوطني، ونحن مستعدون لأي تحقيق. ولفت مصادر أمنية لـ"المدن" أن مخابرات الجيش اللبناني تسلّمت من قيادة الأمن الوطني الفلسطيني في مخيم البص الفلسطيني محمد محمود دحويش الملقب بـ (أبو العشا) وهو المتهم بإطلاق النار على المشيعين. 

 

انفجار مخيم البرج الشمالي ولاجدوى السؤال عن السبب

غسان صليبي/فايسبوك/12 كانون الأول/2021

بحسب رواية حماس وقع الانفجار"جراء احتراق خزان مازوت ناجم عن احتكاك كهربائي في احد المراكز التابع للحركة والمؤلف من طبقتين فيهما قاعة ومركز صحي ومسجد، وامتد هذا الحريق إلى اسطوانة غاز واوكسيجين موجودة في القاعدة ما أسفر عن وقوع الانفجارات".

الروايات الأخرى تشير إلى انفجار ذخائر وأسلحة لحماس، وتطرح تساؤلات حول السلاح غير الشرعي  في المخيمات ومسؤولية الدولة اللبنانية. فلننسى حماس وسلاحها قليلا ولننظر إلى داخل المخيمات وكيف يتلاصق كل شيء بكل شيء بحكم ضيق المكان والاكتظاظ السكاني والفقر: اسلاك الكهرباء وخزان المازوت وخزان المياه، غرفة النوم وغرفة الجلوس والحمام، الأطفال والشباب والكبار والشيوخ، مكان العمل ومركز الحزب والجامع والنادي والمدرسة والمستوصف والمقهى.  هل من جدوى للتساؤل في هذا العالم الذي اسمه مخيّم عن أسباب الاحتكاكات والانفجارات غير المسموعة في الخارج، والتي لا علاقة لها بالسلاح لكنها جميعها تستولد العنف وتستدعي اللجوء إلى السلاح؟ اما بالنسبة لحماس فلا حاجة للتساؤل  عن أسباب الانفجار طالما أنه يخدم القضية، وإذا اردتم أن تعرفوا كيف يكون ذلك، ما عليكم الا ان تقرأوا بيان نعيها لأحد كوادرها الذي سقط جراء الانفجار، و"الذي ارتقى شهيدا على طريق الجهاد والمقاومة وفي مسيرة شعبنا وأمتنا من أجل تحرير فلسطين والعودة".

 

 ترسانة “حماس” في لبنان برعاية “الحزب”

الشرق الأوسط/12 كانون الأول/2021

أثار الانفجار الذي وقع في مخيم «برج الشمالي» للاجئين الفلسطينيين الواقع قرب مدينة صور في جنوب لبنان ليل الجمعة/ السبت، التكهنات حول البنية المسلحة لحركة «حماس» في لبنان، وإمكانية استعمال هذا السلاح في الداخل اللبناني أو على الحدود مع إسرائيل، كما أعاد إطلاق الدعوات اللبنانية لحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، ومناقشة ملف الاستراتيجية الدفاعية، في وقت أنكرت فيه حركة «حماس» أن يكون المستودع يحتوي على أسلحة، قائلة إنه يحوي أجهزة أكسجين وأدوات تنظيف لمواجهة فيروس «كورونا». وكان سكّان في المخيم قالوا إن انفجاراً ضخماً وقع قرب مسجد أبي بن كعب التابع لحركة «حماس» في المخيّم، اندلعت إثره نيران ضخمة. وسمع سكّان في صور دويّ الانفجار. وأعلن مصدر عسكري لبناني أنّ «حريقاً في مستودع ذخيرة وأسلحة ومواد غذائية تابع لحركة حماس أدّى إلى وقوع الانفجار الضخم»، مشيراً إلى أنّ أسباب اندلاع الحريق لم تتّضح حتى الآن.

وتحدثت حركة «حماس» في بيان، عن أن «الانفجار الذي حصل في مخيم البرج الشمالي ناتج من تماس كهربائي في مخزن يحوي كمية من أسطوانات الأكسجين والغاز المخصصة لمرضى كورونا، وكمية من المنظفات والمطهرات والمواد الأولية المخصصة لمكافحة وباء كورونا»، لافتة إلى أن النيران ألحقت «الضرر ببعض الممتلكات، وكانت الخسائر محدودة».

وأكد مصدر أمني لبناني وجود «بنية مسلحة» للحركة في لبنان، لكنه اعتبر أن الأمر لم يتحول بعد إلى حالة شبيهة بـ«حزب الله»، فيما رأى مسؤول لبناني أن هذا السلاح موجود برعاية الحزب، مشككاً بإمكانية سماح الحزب لهذا السلاح بالتمدد نحو الحدود. وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية أمس، بمقتل أحد العناصر وإصابة أكثر من عشرة أشخاص بحالات اختناق جراء استنشاق الدخان، إضافة إلى جرح عنصرين من رجال الإطفاء. وخلافاً لرواية «حماس»، توقف رئيس مركز «الشرق الأوسط للدراسات» الدكتور هشام جابر عند الانفجار الضخم الذي تلا انفجارات عميقة وصغيرة في مقطع الفيديو المتداول، مشيراً إلى الدخان الذي تصاعد بسرعة بعد الانفجار، قائلاً: «من الواضح أنه دخان مادة الكبريت الأصفر، وهي مادة موجودة في المتفجرات، وناتجة عن انفجار مواد توجد عادة في الذخائر». وقال جابر، وهو خبير عسكري وعميد متقاعد من الجيش اللبناني لـ«الشرق الأوسط»، إن هذا الدخان «يمكن أن يتصاعد نتيجة انفجار ذخائر كانت مخزنة إلى جانب مواد أخرى احترقت أو انفجرت وأدت إلى انفجار الذخائر، وإما أن تكون ناتجة عن عبوة متفجرة في الأساس وأدى انفجارها إلى انفجار المواد الأخرى»، موضحاً أن هذا هو التفسير العسكري لسحب الدخان الناتجة عن الانفجار الضخم الذي وقع خلال مرحلة اشتعال النيران الظاهرة في مقاطع الفيديو.

وعن تفسيره للتضارب حول المسببات وعدم وضوح المعلومات حول ما جرى، قال جابر إن المخيمات الفلسطينية «هي جزر مستقلة داخل لبنان تحولت في وقت سابق إلى بؤر للصراعات والتناقضات، ولا تخضع للسلطة المطلقة للدولة اللبنانية، بل إن الدولة اللبنانية هي أقل النافذين فيها»، لافتاً إلى التناقضات الفلسطينية – الفلسطينية، والفلسطينية – اللبنانية، ودخول عامل الاختراقات الإسرائيلية للمخيمات، مشيراً إلى أن «كل تلك التناقضات وصراعاتها، دفعت لوجود اغتيالات واشتباكات وأعمال أمنية في المخيمات الفلسطينية». وجدد الانفجار النقاش في لبنان حول السلاح غير الشرعي المنتشر على الأراضي اللبنانية خارج سلطة الدولة. ورأى الرئيس اللبناني الأسبق ميشال سليمان، أنه «بالإضافة إلى مجلس الأمن والجامعة العربية والدول الصديقة، اكتمل عقد دول الخليج في المطالبة بالتحييد وحصر السلاح وضبط الحدود»، مشيراً إلى أن الآتي سيكون المزيد من الدول وبخاصة دول الجامعة العربية. وتساءل: «ألم يكن الأجدر بنا الالتزام بما تعهدنا به عام 2012 بالإجماع بإرادتنا الذاتية على إعلان بعبدا؟»، وهو الإعلان الداعي للنأي بالنفس وتحييد البلاد عن أزمات المنطقة. ورأى سليمان أن «الفرصة لا تزال متاحة لنا لتطبيق ما اتفقنا عليه واستعادة الثقة الدولية ببلدنا وعملته وجامعاته وقضائه ومستشفياته ومصارفه وقواه الأمنية وصيغته الرائدة».

وكان رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة أكد أن ما حصل في مدينة صور دليلٌ على مخاطر السلاح المتفلت في لبنان. وتطرّق السنيورة في حديثه لقناة «الحدث» التلفزيونية إلى سلاح «حزب الله»، معتبراً أنّ «السلاح غير الشرعي تهديد حقيقي لكيان الدولة اللبنانية»، وقال: «سلاح حزب الله الذي يُفترض أنه موجه لإسرائيل أصبح موجهاً نحو الشعب اللبناني». ولا تدخل القوى الأمنية اللبنانية المخيّمات الفلسطينية بموجب اتفاق غير معلن بين منظمة التحرير الفلسطينية والسلطات اللبنانية، وتمارس الفصائل نوعاً من الأمن الذاتي داخل المخيمات، وتنسيقاً أمنياً وثيقاً مع الأجهزة الأمنية اللبنانية. وتحتفظ الفصائل الفلسطينية المتعدّدة في المخيمات بأسلحة خفيفة، وشهدت مخيّمات عدة خلال السنوات الماضية حوادث اغتيال واعتداءات بسيارات مفخخة واشتباكات.

 

العسكرية حكمت على لبناني بالحبس والغرامة لزواجه من فلسطينية تحمل الجنسية الاسرائيلية

 الجمعة 10 كانون الأول 2021

وطنية - أصدرت المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد الركن منير شحادة حكما قضى بحبس اللبناني محمد يوسف بنوت مدة سنة، وتغريمه مبلغا وقدره 500 ألف ليرة لبنانية، وذلك سندا الى المادة الأولى من قانون مقاطعة إسرائيل معطوفة على المادة السابعة منه.

 وجاء هذا الحكم على خلفية زواج بنوت من الفلسطينية حلا رزق التي تحمل الجنسية الإسرائيلية وتعمل كممرضة في أحد مستشفيات ألمانيا، حيث كان بنوت يتلقى العلاج.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 12/12/2021

وطنية/12 كانون الأول/2021

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

مرحلة اشتداد التناقضات بين مكونات الحكومة مستمرة ولا افق حتى الساعة لخرق جدار الازمة، والدعوة لعقد جلسة لمجلس الوزراء مستبعدة اقله الاسبوع المقبل. وكل ذلك يجري على وقع تحرك قضائي للمحقق العدلي في ملف انفجار مرفأ بيروت قابله تصعيد في المواقف من قبل حركة امل - وحزب الله. 

وفيما تحدث البطريرك الماروني عن نية تعطيل سافر رافضا رفضا قاطعا تعطيل إنعقاد مجلس الوزراء خلافا للدستور بقوة النفوذ، كان كلام للمطران الياس عودة في ذكرى استشهاد صاحب القلم الحر النائب جبران تويني والذي كان نادى شعب لبنان العظيم بقسمه الشهير فقال متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس لم نفاجأ بمحاولة اخفاء الحقيقة والمجرمين بعد انفجار المرفأ لأن هذا النهج تجذر في لبنان.

وفيما يستمر التعويل على  اي اشارة ايجابية من المملكة العربية السعودية بعد لقاء بن سلمان  ماكرون، تتجه الانظار مجددا الى الرياض التي يزورها وزير الخارجية المصرية سامح شكري لتدشين آلية للتشاور السياسي مع دول مجلس التعاون الخليجي وهي اشارة بالغة الاهمية بعد الزيارة الاخيرة للرئيس ميقاتي الى القاهرة وما يمكن ان تنتج عنه  لقاءات شكري في اطار مسعى مصري لمساعدة لبنان في حل ازمته مع بعض دول الخليج.

الى ذلك ووسط تحليق ناري للدولار بعد قرار المصرف المركزي رفع سقف السحوبات الدولارية يبدا الاثنين الموفد الفرنسي المكلف تنسيق المساعدات الدولية في لبنان  السفير بيار دوكان زيارة الى بيروت وهو سيعقد لقاءات مع كبار المسؤولين  للاطلاع على مصير خطة التعافي ومسار الإصلاحات.

صحيا ماراتون فايزرالذي نظمته وزارة الصحة على مدى يومين تجاوب معه المواطنون لجهة الجرعتين الاولى والثانية وحتى الجرعة الثالثة المعززة وتجاوز عدد الملقحين في يومين الستين الفا.

وعن الوباء اعلان من منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي بأن كورونا دفع ب500 مليون شخص نحو الفقر.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

ازاء الواقع المأزوم، غير المسبوق في تاريخ لبنان، امام اللبنانيين خياران لا ثالث لهما:

الخيار الاول هو الاحباط، ونتيجته الطبيعية الاستسلام للأوضاع السيئة لتتحكم بمسار الامور على مستوى الحياة الشخصية للأفراد والعائلات، والحياة الوطنية للجماعات والمجتمع.

اما شروط هذا الخيار، فمتوفرة، واهمها الاخبار السيئة التي تتوالى يوميا عن انسداد الافق السياسي بفعل استحالة انعقاد مجلس مجلس الوزراء وخنق العدالة من خلال اقحامها بالسياسة، عدا عن الفوضى المنظمة والتخبيص المتعمد في موضوع الدولار والوضع المعيشي.

اما الخيار الثاني المتاح للبنانيين، فهو المواجهة، انطلاقا من المنطق القائل بأنك اذا خضت معركة قد تخسر او تربح اما اذا لم تخضها، فأنت خاسر حتما. والمواجهة المطلوبة ليست فكرة في الهواء، بل استحقاق سياسي هو الانتخابات النيابية التي ستحصل على الارجح في ايار المقبل.

والشروط التي يجب ان تتوفر للنجاح في خيار المواجهة في يوم الانتخابات النيابية ثلاث:

الشرط الاول، التخلص من العادات والتقاليد السيئة التي غالبا ما ترافق الاستحقاقات الانتخابية في لبنان، كالتصويت لقاء خدمة خاصة ولو مخالفة للقانون، او في مقابل رشوة مالية، وفي هذه الايام قد تسمى مساعدة، او انطلاقا من ولاء اعمى لزعيم، ولو كان مسؤولا مع غيره عن الانهيار بفعل ثلاثة عقود امضاها هو وازلامه في مختلف مراكز الحكم.

اما الشرط الثاني للنجاح في المواجهة الانتخابية، فهو التصويت الموضوعي لا الانتقامي او المبني على حملات اعلامية واعلانية وسياسية ممولة ومنظمة… تصويت يأتي بعد فحص ضمير سياسي ومراجعة للمرحلة الماضية برمتها، منذ الطائف وحتى اليوم، وانعاش الذاكرة حتى لا يكون النسيان حليف الفاسدين والمجرمين والمخربين. ففي جميع المحطات المفصلية على مدى ثلاثين سنة واكثر، ثمة من كان ينبه ويحذر ويصارح، وهناك في المقابل من كان يغش ويكذب ويتمسكن، والمحطات كثيرة جدا، ولا يجوز تناسيها عند التصويت.

ويبقى الشرط الثالث والاخير للنجاح في المواجهة، هو الاقدام لا الاحجام، من خلال المشاركة الكثيفة في صنع مصير الوطن وترجيح كفة الاصلاحيين الفعليين لا الطارئين او المتنكرين في مجلس النواب، والاهم عدم السماح للشخصيات والقوى السياسية المرتكبة بركوب الموجة الشعبية الناقمة على الاوضاع المعيشية لتعزز مكانتها السياسية على حساب من يواجهها ويقاومها بشراسة منذ سنين.

بهذه الشروط الثلاثة، تنجح المواجهة، ومن دونها احباط دائم وهجرة اكيدة من شؤون الوطن، وحتى من ارضه، ونكران لتضحيات شهداء كثيرين، نستذكر منهم اليوم اللواء البطل فرنسوا الحاج والنائب والصحافي-الرمز جبران تويني.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

12 كانون الأول كان رقم الشؤم للشهيدين جبران تويني وفرانسوا الحاج، لكنه بحق كان رقم الشؤم للبنان، فهو مع ما سبقه وما لحقه من تواريخ قاتلة، أودت بالعشرات من شباب لبنان الميامين الأحرار، لم يكن يستهدف هؤلاء بالمطلق كأسماء منتقاة بأيد عمياء على عجل، بل اختارتهم أيادي الإجرام لأنهم يشكلون رسائل تخويف لشعب تاق إلى الحرية وكانوا هم بالنسبة إليه القاطرة ونقطة الجذب والمنارة.  

أيها اللبنانيون، إياكم أن تفصلوا بين ما آلت اليه أحوالنا اليوم مع محطات القتل هذه. فمنذ حصول هذه الجرائم وصولا إلى بركان المرفأ، واغتيال لقمان، وتهديد فارس سعيد لم يتوقف الوضع عن الإنهيار حتى صار لبنان غابة ومكبا ومخزن سلاح، وصار صاحب السلاح يخيرنا بين لبنانه أو الرحيل. فالقاصي والداني يعرفان لماذا منع القضاء أمس واليوم من توقيف قاتل واحد من مرتكبي الجرائم الكبرى، ومنع من معاينة موقع انفجار البرج الشمالي قرب صور في مربع حماس، وكيف جيء بأسوأ الرجال لإدارة الدولة، وكيف شكلت الحكومات - الدمى الخاضعة لسطوة الدويلة، حتى جاع الشعب ومرض وهاجر وانهارت الدولة وصارت غابة سلاح. 

في هذه الأجواء، وبعد الصفعة السعودية الخليجية وتخيير المنظومة بين السيادة التي تفتح امامها ابواب العرب العالم، والخضوع لحزب الله والانغلاق حتى الاختناق، في هذه الأجواء يبدأ المبعوث الفرنسي بيار دوكان اجتماعاته الاثنين في بيروت، فيما صندوق النقد يئس منا ومجلس الوزراء ممنوع من الاجتماع، والقضاء تحت ضربات الدويلة، ومصير الانتخابات الأسبوع الطالع رهن رجولة أعضاء المجلس الدستوري. في السياق، إذا استعصت عليكم باقي الملفات، احرصوا ايها اللبنانيون على الاستحقاق الانتخابي، وما ترجعو تنتخبون هني ذاتن.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

سلسلة محطات رئيسية سيشهدها هذا الاسبوع، لكل منها تداعياته على مستقبل البلاد.

المحطة الاولى ترتبط بملف التحقيقات في انفجار المرفأ.

فبعد ايام على احالة المحقق العدلي القاضي طارق البيطار على النيابة العامة طلب تنفيذ مذكرة توقيف في حق النائب علي حسن خليل، يفترض بالمحامي العام التمييزي القاضي عماد قبلان بدء دراسة الطلب ليبنى على الشيء مقتضاه. 

قصة تنفيذ توقيف حسن خليل ليست عابرة، ومهما كان قرار القاضي قبلان فهو سيطال رئيس مجلس النواب نبيه بري. 

والسيناريوهات هنا مفتوحة، حتى باتت  تلامس خطوطا خطيرة، تشبه امر عمليات لا علاقة له بالقضاء في نظر البعض، الذي يقول: ان المطلوب كشف الحقيقة ولكن احالة الوزراء والنواب المعنيين الى المجلس الاعلى لمحاكمة الوزراء والنواب بموجب الدستور، في وقت يعتبر داعمو القاضي بيطار ان كل ما يجري محاولات لعرقلة التحقيق وكشف الحقيقة. 

في الملف الاول اذا، شبه استحالة لتنفيذ توقيف علي حسن خليل وانعكاس مباشر على عمل الحكومة الذي سيبقى مشلولا نظرا لارتباطه بمصير قضية المرفأ. 

المحطة الثانية ترتبط بمصير الانتخابات النيابية، وببت المجلس الدستوري في الطعن المقدم من تكتل لبنان القوي. 

فخلال هذا الاسبوع يفترض بالمجلس استكمال دراسة الطعن، تمهيدا لاعلان قراره في اقصى حد في الحادي والعشرين من الشهر الحالي, وحينها فقط, تتبلور صورة الانتخابات، لا سيما ما يتعلق منها، باقتراع المغتربين، فهل يحصل على اساس اقتراع المنتشرين على مستوى اقضيتهم، او على مستوى الاقتراع لستة نواب يمثلون المنتشرين حول العالم؟

هنا ايضا الصورة ضبابية. فالمجلس الدستوري اذا رد الطعن، يكون ثبت التعديلات التي ادخلها مجلس النواب على قانون الانتخاب، وتكون صفارة انطلاق العمل الجدي للانتخابات النيابية اطلقت.

اما اذا قبل الطعن، فسنكون امام استحداث الدائرة الـ16 للمنتشرين، وهو امر صعب التحقيق لا سيما ان لا مراسيم تطبيقية بعد للانتخاب في هذه الدائرة، ما يعرض عمليا اقتراع المغتربين المسجلين للخطر.

 في انتظار تبلور الصورتين، يصل الى لبنان الموفد الفرنسي بيار دوكان ومهمته محددة بالبحث عن الاصلاحات الضائعة بين مجلس الوزراء الذي يعمل والحكومة المعطلة بحسب تعبير الرئيس نجيب ميقاتي. فدوكان ومعه العالم، يعرف ان لا اصلاحات من دون حكومة، مهما اشتدت عزيمة اللجان الوزراية، وان كل ما يحدث لا يتخطى ابر المورفين التي لم تعد تفعل فعلها لا في الخارج ولا في الداخل اللبناني، لان غياب تنفيذ الاصلاحات وليس فقط اقرارها، يعني فعليا لا مساعدات خارجية عبر القروض ولا من يحزنون.

ولعل ما قاله وفد صندوق النقد الدولي اما م المعنيين الاسبوع الفائت يلخص دقة الوضع:

فالوفد قال: فقدتم ترف الوقت، وكل يوم تأخير من دون اصلاحات يعني تزايد الازمة، والانهيار المالي والاقتصادي وحتى البنيوي على مستوى الدولة، فهل من يوقف تداعيات شلل الحكومة، لا سيما ان لا نية للدعوة ال عقد اي جلسة لمجلس الوزراء في الوقت الحالي منعا لتفجير الحكومة وجر البلاد الى اشكال اكبر من قدرته على التحمل، في وقت يدفع المواطن ثمن النزاعات المتنقلة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

"عم بيشيعوا واحد.. راح تلاتة".. تلك العبارة الشهيرة من فيلم أميركي طويل لزياد الرحباني مرت اليوم من مخيم برج الشمالي صور.. لكن بتعديل الرقم الذي ارتفع إلى أربعة فيما نجا نائب حزب الله حسن عز الدين من الرصاص أثناء مشاركته في مراسم التشييع وبعدما تردد أن الإشكال وقع بداية بين حركتي حماس وفتح في المخيم والاتهام المباشر الذي وجهته حماس.. أفيد لاحقا بأن مجهولين أطلقوا النار على مقربة من الجبانة حيث كان يجري الاستعداد لتشييع المهندس حمزة إبراهيم شاهين، وأن فتح سلمت المتهم إلى الجيش.

وفي المخيم الكبير للاجئين اللبنانيين فإن إطلاق الرصاص السياسي لا يشهد على تهدئة.. وبموجبه فإن منع التجول الحكومي ظلّ ساري المفعول، والتعطيل سيد الأحكام، والبطاقة التمويلية لا تزال بلا تمويل أما الإصلاحات.. فلا داعي للهلع حيالها لأن المسؤولين اللبنانيين سيأخذون قسطا مستجدا ومتحورا من سلالة "البهدلة" التي سيتكفل بها الموفد الفرنسي بيار دوكان في زيارته إلى بيروت غدا يجول دوكان على خطوط الفراغ حيث مجلس الوزراء في إجازة إلى العام المقبل.

وبين كل هذه الفراغات تغرق البلاد بين أمواج الميثاقية وهجرة الأدمغة ليبقى الحكم في لبنان بلا دماغ وربما الإشارة الأبرز لمرحلة فقدان الذاكرة وعوارض ارتجاج الدماغ السياسي وثقها نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي، فقبل أيام أرسل رئيس الجمهورية عون كتابا إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء يتمنى فيه تزويده بمحاضر الاجتماعات مع وفد الصندوق منذ تاريخ بدء المفاوضات وحتى الآن، مستندا إلى المادة الثانية والخمسين من الدستور.

 الرد من سعادة الشامي رئيس لجنة التفاوض مع صندوق النقد جاء عبر شاشة OTV ضمانة أن يصل الكلام من المنتج إلى المستهلك مباشرة فهو أعلن أنه التقى الرئيس عون مرتين اثنتين وإذا كان هناك من سوء تفاهم فأنا مستعد للمعالجة سريعا ولزيارته كل أسبوع مرة لإطلاعه على التفاصيل وفي حصيلة هذا الرد.. أن رئيس الجمهورية يشتكي عدم إطلاعه على التفاوض.. والرئيس المفاوض يؤكد أنه زاره مرتين.. فمن عليه هنا أن يعيد "إنعاش الذاكرة " قبل أن يلجأ إلى أحكام الدستور؟ وفي أي حال فإن الدستور أيضا في إجازة بكامل موادّه وأحكامه يتولاها السياسيون كل بحسب مندرجاته.. فالثنائي يختصّ بتعطيل القضاء والحكومة ويرهن المسارين معا.

ويتوسع حزب الله في معاركه الداخلية التي لم تعد محصورة بعزل القاضي طارق البيطار، بل امتدت إلى قبع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وتوجيه الإسناد الناري على السفارة الأميركية وعلى الرغم من ذلك فإن الحزب مع تفعيل عمل الحكومة ويشدد على إجراء الانتخابات النيابية في موعدها كيف ستنجح الحكومة وهي ركام.. وممنوع انعقادها؟ هذا سرّ من أسرار الدولة وفي انتقاده لنهج الحزب داخليا وخارجيا قال رئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط اليوم الكلام الذي تريد أن تسمعه السعودية وعلى صفحات سعودية، فرأى أن إيران من خلال حزب الله وحلفائها في الداخل، أخذوا لبنان إلى غير موقعه الطبيعي أما الموقف اللافت فحمله تصريح اللواء عباس ابراهيم لصحيفة الشرق القطرية قائلا: "لا أعتقد أن حزب الله في الداخل هو المعضلة.. إن دور الحزب في الإقليم والمنطقة هو الذي يرتد سلبا على الواقع اللبناني.

وبلغت قمة التصعيد في المواقف مع رد رئيس حزب الكتائب سامي الجميل على نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، متهما الحزب بأنه أصبح حالة تقسيمية وعليه أن يبحث عن  "حلّ آخر" هي مرحلة "تحميل" مواقف.. وكل في اتجاه لكن تصريحات دول الخليج والتي تطلب من الدولة اللبنانية حصر السلاح في يدها وايجاد حل لسلاح حزب الله، فإنها بذلك قد تساعد على الحل بنفسها.. لكون هذه الدولة على صداقات واحلاف مع اميركا واسرائيل.. فاذهبوا وفاتحوهم بالمشكلة، وافرضوا انسحابا اسرائيليا من الارض اللبنانية التي تحتلها اسرائيل ولينزع الخط الازرق الذي استمر اكثر من عشرين عاما.. وعودوا الى الحدود الموثقة بتوقيع فرنسي بريطاني على زمن الانتداب فسلاح المقاومة هو من حرر الاراضي المحتلة عام الفين .. وإذا أردتم نزعه.. إنزعوا الاسباب اولا.. عندها تزول  المشكلة ويطرح السلاح على طاولة التفاوض اما غير ذلك فإن الاعتداءات الاسرائيلية مستمرة على لبنان وخروقها تسجل يوميا.. ولا من يعترض على انتهاك السيادة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

كل ادوات الحصار الاميركي ظاهرة للعيان، وكلّ خطط سفارة عوكر مفضوحة على شاشاتها المأجورة والحليفة، ولا تكلّف عاقلا ادنى جهد لمعرفة انّ كلّ الاسلحة المستخدمة في التجويع والتأليب والفتنة وضعت بيد فريق يقدّم كلّ جهده وفتات شعاراته وكلّ ما يملك من اقلام وافواه لتحقيق هدف مرسوم في الانتخابات المقبلة.

كل ذلك مكشوف وليس مجانيا، وهدفه النيل من حزب الله وحلفائه في هذا الاستحقاق على ما يحلمون ، فيما الحزب مستعد كلّ الاستعداد للانتخابات، ويعلم كم هو متجذر في لبنان ويعلن ان المقايضة على السلاح مرفوضة وكذلك املاء الخارج على اللبنانيين بما يجب ان يقوموا به، وفق نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم .

الحرب الاميركية على لقمة اللبنانيين تستحكم ببعض القضاء وبطواعية منه، فتروضه بيدها وتحمي بواسطته فاسدين كبارا، فتأخذ وتسرق العدالة من مجراها الطبيعي، كما يحصل في قضية انفجار المرفأ حيث يرتفع منسوب الاسنتسابية والتسييس..

وسط كل هذه الجريمة الاميركية المنظمة ضد لبنان، يخترق قرار سوري الحصار باعلان فتح الحدود امام اللبنانيين بشروط صحية، وبهذا تؤكد سوريا مجددا انها الاقرب الى لبنان في ازماته، وانها السند الذي ترسم حدوده معايير الانسانية قبل الجغرافيا والتاريخ، وهي البلد الذي يعلن جهارة وعلى عاتقه الاستعداد لايصال الكهرباء الاردنية والغاز المصري الى لبنان، فمن يجرؤ على انكار ما تقدم سوريا؟.

صحيح ان خطوة فتح الحدود تأخرت بفعل خطر كورونا، ولكن سبقها الكثير من مد يد العون للبنانيين، ومن ينسى الاوكسيجين السوري الذي انقذ ارواح مرضى كورونا داخل مستشفياتنا في اذار الماضي عندما قرر مجرمو الدولار والاعتمادات وغيرهم الانقضاض على انفاس اللبنانيين وما زالوا يخنقونهم الى اليوم.

هم انفسهم الذين يتقنون اطلاق التعاميم العمياء والتسعيرات العشوائية المقيدة لحركة البلد، وينتظرهم عند كلّ فرصة تجار فجار يكبدون المواطن كلفة معيشية باهظة، فمن يلاحق ومن يعاقب؟

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

بري يحذّر البيطار ومن خلفه من “اللعب بالنار”!

عمر حبنجر وخلدون قواص/الأنباء الكويتية/12 كانون الأول/2021

عندما تشكلت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي في العاشر من أيلول كان سعر صرف الدولار الأميركي 13000 ليرة لبنانية، والآن وبعد 3  أشهر، الدولار يقرع باب الـ 26000 ألف، أي الضعف تماما. وعلى الرغم من هذا التدهور الكبير في سعر صرف الليرة اللبنانية، ومدى خطورته اجتماعيا وماليا، فإن دعوة لاجتماع مجلس الوزراء، لم توجه من جانب رئيس الحكومة بذريعة الخشية من انفجار الحكومة من الداخل، بانسحاب وزراء ثنائي حزب الله وأمل، واملا بتجاوز الشروط المانعة لاجتماعها، من جانب الثنائي ولو من قبيل إظهار حسن النية الذي لم يظهر بعد، بل على العكس، ميقاتي تشبث بهواجسه حيال دعوة الحكومة للاجتماع معتمدا فن الممكن، والممانعون همهم التهرب من مسؤولية تفجير المرفأ حتى لو كان البديل تفجير لبنان الذي تعتبر بعض دول المنطقة وفي طليعتها إسرائيل، وجوده بمنزلة خطأ تاريخي ارتكبته فرنسا قبل مائة عام يتعين تصحيحه، بحسب رأي الباحث د نبيل خليفة.

وعلى الرغم أيضا من اقتراب القائلين بخطأ وجود الدولة اللبنانية من أسوارها المتداعية، فإن أهل السلطة على جدلياتهم التقليدية بين من يرى ضرورة اجتماع مجلس الوزراء استثنائيا، وبين من يصر على الإطاحة بالمحقق العدلي في تفجير المرفأ طارق البيطار، أولا وقبل أي خطوة.

وكلما ارتفعت وتيرة الحاجة إلى عقد اجتماع لمجلس الوزراء وفقا للتدهور المتسارع، أو لإظهار نية التجاوب مع الإصلاحات المطلوبة عربيا وخليجيا، كلما ارتفعت بالمقابل وتيرة التحدي بين الثنائي وبين البيطار، الذي رد على اتهام الرئيس نبيه بري له «بالتأمر» في ملف تفجير المرفأ، بإصدار مذكرة إلى القوى الأمنية تطالبها بالتنفيذ الفوري لمذكرة التوقيف الغيابية الصادرة بحق أقرب الوزراء والنواب من بري، معاونه السياسي وزير المال السابق علي حسن خليل، الأمر الذي اعتبره الرئيس بري بمنزلة «اللعب بالنار من جانب البيطار ومن خلفه». وعلى ذلك، جرى تحريك بعض ذوي ضحايا الانفجار، ليتقدموا بدعوى رد ضد القاضي البيطار. ومنهم من كان داعما له ومؤيدا لخطواته، بغية ارباكه، كما هو حاصل منذ شهرين.

 

إجراءات جديدة للبيطار الأسبوع المقبل

 جريدة الأنباء الإلكترونية/12 كانون الأول/2021

وسط المعلومات عن ضغوط فرنسية تُبذل لتذليل العقد التي تمنع الحكومة من الانعقاد، لم تخف مصادر بعبدا وتكتل لبنان القوي انزعاجها من موقف الثنائي الشيعي الذي يربط عقد جلسة لمجلس الوزراء بتنحية المحقق العدلي طارق البيطار عن ملف التحقيق في انفجار المرفأ مما يسبب المزيد من تفاقم الأزمتين المعيشية والاقتصادية، مع ما يرافق ذلك من ارتفاع جنوني لأسعار الدولار على وقع قرار مصرف لبنان رفع سعر صرف الدولار المصرفي من 3900 ليرة الى 8000 ليرة، الأمر الذي أدى الى زيادة من مستوى التضخم وانعكاس ذلك على الليرة اللبنانية التي فقدت اكثر من 90 في المئة من قيمتها الشرائية.

ومع زيادة الحديث عن تجديد المبادرة الفرنسية وتوقع وصول موفد الرئاسة الفرنسية الى بيروت بيار دوكان في الساعات المقبلة، أشار عضو تكتل “لبنان القوي” النائب أسعد درغام عبر “الانباء” الالكترونية الى أن زيارة دوكان الى لبنان تأتي استكمالا للمبادرة الفرنسية من أجل مساعدة لبنان لتخطي أزماته، مثمناً الجهود الحثيثة التي يبذلها الرئيس ايمانويل ماكرون في هذا الصدد.

وعن الاسباب التي ما زالت تحول دون انعقاد جلسة لمجلس الوزراء، عزا السبب الى تصلّب الثنائي الشيعي عن غير حق في منع الحكومة من الاجتماع وبالمقابل فان رئيس الحكومة لا يريد ان يدعو لعقد جلسة للحكومة دون حصول توافق مع الثنائي حول هذا الموضوع، مضيفا “من المفترض ان تعقد الحكومة اجتماعاتها وإلا كيف يمكن ان نتوقع المساعدة من الدول الشقيقة والصديقة ونحن لا نستطيع ان نساعد أنفسنا أقله بعقد جلسة لمجلس الوزراء”، مشددًا على ان تكتل لبنان القوي ورئيس الجمهورية والناس والمجتمع الدولي يصرّون على تفعيل عمل الحكومة لكن يبدو ان الرئيس نجيب ميقاتي لا يرغب بالعودة للاجتماع في هذا الظرف في ظل الخلاف القائم لان موقفه مرتبط بمسار السلطة التنفيذية مع السلطة القضائية ربما لاعتقاده بعدم مشاركة الثنائي وسليمان فرنجية بالاجتماع.

وفي موضوع القاضي طارق البيطار، قال: “لا بد وان يصدر القاضي قراره فلا يجوز كلما أراد القاضي القيام بمهامه ان نعطل البلد والاعتراض على عمل أي قاض والخاسر الأكبر هو الشعب اللبناني لكن الظاهر ان الثنائي لديه نظامه القضائي والاقتصادي والمعيشي”.

من جهتها، أشارت مصادر ميقاتي عبر “الأنباء” الالكترونية الى أن هناك تناقضا بين الرغبة بالجمع وبين التفرقة، مؤكدة أنه “في نهاية الأمر سيدعو ميقاتي لعقد جلسة لمجلس الوزراء وستكون النتائج إيجابية وعندما يتأكد حضور كل الوزراء وانهم سيكونوا موجودين داخل الحكومة ستتسهل حينها عملية عقد جلسة للحكومة لكن يبدو ان الموضوع القضائي أصبح مرتبطا باجتماع الحكومة”، مشددة على ان التسوية القضائية لن تكون من مجلس الوزراء ولا ميقاتي بصدد الدخول بتسوية وهو مع استقلالية القضاء، أما مسألة البيطار فإما ان تُحل بواسطة القضاء أو مجلس القضاء الأعلى أو مجلس النواب. ومن الجانب القضائي، أوضح الخبير القانوني سعيد مالك في اتصال مع “الانباء” الالكترونية انه من الثابت ان القاضي بيطار بعد ان صدر قرار الغرفة 12 عن محكمة استئناف بيروت استأنف نشاطه وهو حاليا يدرس موضوع صور الاقمار الاصطناعية التي تسلمها لبنان من الحكومة الروسية وسيعمل مطلع الأسبوع المقبل على إصدار مذكرات توقيف جديدة بحق المدعى عليهم وبعض الشهود كما ان البعض من أصحاب الضحايا سيتقدمون بدعاوى كفّ يد القاضي بيطار عن التحقيق بضحاياهم، لكن هذا المسار سيستمر طالما لم نصل بعد إلى تسوية بين المسارين القضائي والسياسي. وختم مؤكدًا انه “مطلوب فصل الملف القضائي عن الاطار السياسي”، معتبراً ان دعاوى كف اليد ورد طلبات نقل الدعاوى لا تكف يد القاضي لكنها تجمد التحقيق ما يعني اننا سائرون بنفس المسار الذي شاهدناه في الأشهر الماضية.

 

لا جلسات للحكومة… إلّا بـ”مفاجأة سياسية”!

صحيفة الشرق الاوسط/12 كانون الأول/2021

كشف مصدر سياسي لـ”الشرق الأوسط” أن رئيس الجمهورية ميشال عون أصر خلال اجتماعه الأخير برئيس الحكومة نجيب ميقاتي على توجيه الدعوة لعقد جلسة لمجلس الوزراء، وقال إن الأخير تمنى عليه التريُّث لتجنيب الحكومة الانفجار من الداخل في حال قرر الوزراء المحسوبون على «الثنائي الشيعي» مقاطعتها التزاماً منهم بمعالجة الأسباب التي كانت وراء قرارهم بتعليق حضور الجلسات التي تتعلق بالفصل بين التحقيق العدلي في انفجار مرفأ بيروت وملاحقة الرؤساء والوزراء أمام المجلس الأعلى لمحاكمتهم. ويعتبر المصدر نفسه أن عون يريد أن يحشر ميقاتي بإصراره على دعوة مجلس الوزراء رغبة منه بتسجيل موقف يستهدف فيه رئيس المجلس النيابي نبيه بري من جهة، ويتناغم مع مطلب تكتل «لبنان القوي» برئاسة النائب جبران باسيل، وتمرير رسالة إلى الخارج تنمّ عن رفضه تحويل الحكومة إلى حكومة تصريف أعمال، ويؤكد أن عون يتوخى من كل هذا القفز فوق ما اتُّفق عليه في اجتماعه مع بري وميقاتي في بعبدا. ويؤكد أن عون يدرك أن حليفه «حزب الله» وبلسان أمينه العام حسن نصرالله، هو من بادر إلى استهداف القاضي البيطار مطالباً بتنحيته، وبالتالي فإن دعوته لتفعيل العمل الحكومي ستصطدم به مع أن اجتماعه بميقاتي انتهى إلى التوافق على «ربط نزاع» يتعلق بانعقاد مجلس الوزراء، من دون أن يترتب عليه أي توتر يستهدف علاقتهما. لذلك لن ينعقد مجلس الوزراء في المدى المنظور، ويمكن أن يستمر تعليق جلساته إلى ما لا نهاية إلا في حال حصول مفاجأة سياسية ليست في متناول اليد حتى الآن.

 

وزارة الخارجية البحرينية استنكرت استضافة بيروت لمؤتمر صحافي يسيء الى البحرين

وطنية/الاحد 12 كانون الأول 2021  

 أعربت وزارة الخارجية البحرينية، في بيان وزعته وكالة أنباء البحرين، عن "بالغ أسفها واستنكارها لاستضافة العاصمة اللبنانية بيروت، مؤتمرا صحافيا، لعناصر معادية ومصنفة بدعم ورعاية الإرهاب، لغرض بث وترويج مزاعم وإدعاءات مسيئة ومغرضة ضد مملكة البحرين".  وأعلنت الوزارة في بيان، أنه "تم تقديم احتجاج شديد اللهجة، إلى الحكومة اللبنانية، بشأن هذه الاستضافة غير المقبولة إطلاقا، والتي تعد انتهاكا صارخا لمبادئ احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، بما يخالف المواثيق الدولية وميثاق جامعة الدول العربية".  وأضافت: "تم إرسال مذكرة احتجاج رسمية إلى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بهذا الخصوص، تتضمن استنكار مملكة البحرين لهذه الخطوة غير الودية من الجانب اللبناني".  ودعت وزارة الخارجية، الحكومة اللبنانية إلى "ضرورة منع مثل هذه الممارسات المستهجنة التي تستهدف الإساءة إلى مملكة البحرين، وتتنافى مع أبسط الأعراف الديبلوماسية ولا تنسجم مع العلاقات الأخوية التي تربط بين الشعبين الشقيقين".

 

مكتب رئيس مجلس الوزراء: ميقاتي يؤكد رفض استخدام لبنان منطلقا للاساءة الى مملكة البحرين والتطاول عليها

وطنية/الاحد 12 كانون الأول 2021  

صدر عن المكتب الاعلامي لرئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي البيان الاتي: "تبلغ دولة رئيس مجلس الوزراء من معالي وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب مضمون الكتاب الذي وجهته وزارة الخارجية في مملكة البحرين، وتضمن احتجاجا رسميا على عقد مؤتمر صحافي في بيروت تضمن اساءات الى الممكلة. وقد احال دولة الرئيس الكتاب بشكل عاجل على السلطات المختصة، طالبا التحقيق الفوري في ما حصل ومنع تكراره واتخاذ الاجراءات المناسبة وفق القوانين المرعية الاجراء". أضاف البيان: "إن دولة رئيس مجلس الوزراء يشجب بقوة ويدين التطاول على مملكة البحرين، قيادة وشعبا، ويرفض التدخل في شؤونها الداخلية، والاساءة اليها بأي شكل من الاشكال. كما يؤكد دولة الرئيس رفض استخدام لبنان منطلقا للاساءة الى مملكة البحرين والتطاول عليها، مثلما يرفض الاساءة الى الدول العربية الشقيقة، ولا سيما منها دول مجلس التعاون الخليجي". وختم البيان: "إن دولته حريص على العلاقات التاريخية الوطيدة بين لبنان ومملكة البحرين، ويؤكد ان ما يربط بينهما أعمق من تصرف خاطئ لا يعبر عن رأي الشريحة الاكبر من الشعب اللبناني، التي تكن للبحرين كل المودة والمحبة والاحترام".

 

الخارجية تتابع التحقيقات حول استضافة بيروت مؤتمرا يسيء للبحرين: حريصون على ألا يكون لبنان مقرا او ممرا للاساءة او التطاول على البحرين

وطنية/الاحد 12 كانون الأول 2021  

 تتابع وزارة الخارجية والمغتربين "بإهتمام شديد" التحقيقات العاجلة التي بدأتها السلطات اللبنانية لاتخاذ التدابير المناسبة حول "استضافة بيروت مؤتمرا صحفيا لعناصر معادية تحاول الاساءة لمملكة البحرين"، وفقا للبيان الصادر اليوم عن وزارة خارجية مملكة البحرين.  وتؤكد الوزارة "أننا حريصون أشد الحرص على ألا يكون لبنان مقرا او ممرا للاساءة او التطاول على مملكة البحرين الشقيقة وكافة الدول العربية، وملتزمون التزاما كاملا ميثاق جامعة الدول العربية لجهة عدم التدخل بالشؤون الداخلية للاخوة العرب، ونتمنى دائما، بإيجابية وبانفتاح استمرار الحوار المباشر والتعاون والتنسيق بيننا، لمنع حصول أي عمل مشابه، ولمعالجة أي مسألة يمكن ان تسيء او توتر العلاقات الاخوية".

 

سامي الجميل لقاسم: من ينتمون الى لبنان باقون ابحثوا انتم عن حل آخر

الوكالة الوطنية للاعلام/الاحد 12 كانون الأول 2021  

رد رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل على نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم الذي قال ان "على من لا يعجبه لبنان كما يريده حزب الله ان يبحث عن حل آخر" فقال: n"وقاحة حزب الله تخطت كل الحدود! بعد كل ما كبدوا لبنان من كوارث وعزلة وترهيب، يتحفنا قاسم بدعوة من هم غير راضين إلى أن يبحثوا عن حل آخر. فشرت! أنتم الخارجون عن إجماع اللبنانيين! أنتم حالة تقسيمية! وبما أن كل من ينتمون إلى لبنان باقون، فعليكم أنتم أن تبحثوا جديا عن "حل آخر".

 

مونيكا بورغمان تفوز بالجائزة الفرنسيّة -الألمانيّة لحقوق الإنسان

المدن/12 كانون الأول/2021

فازت مونيكا بورغمان بالجائزة الفرنسيّة -الألمانيّة لحقوق الإنسان وسيادة القانون، وهي جائزة تقدّمها الخارجيَّتان الألمانيّة والفرنسيّة سنويّاً منذ 2016، في تاريخ 10 كانون الأوّل/ ديسمبر، يوم الذكرى السنوية للإعلان العالميّ لحقوق الإنسان الذي صُدّق عليه في 10 كانون الاول ديسمبر 1948. وتمنح هذه الجائزة لشخصيّات حول العالم عُرفت بدَورها البارز والفاعل في الدفاع عن حقوق الإنسان في مُختلَف مَيادين العمل. لمونيكا بورغمان، الصحافيّة والمُخرِجة ومديرة مركز أمم للتوثيق والأبحاث الذي أسَّسَتهُ مع زوجها الراحل لقمان سليم، مسيرةٌ مهنيّةٌ حافلة في هذا المجال، بدايةً بعملِها كصحافيّة في التسعينيّات على مواضيعَ تتمحوَر حول الذاكرةِ وأشكالِ العنف، بينها مقابلتَها النادرة مع الجزائريّ سعيد مقبل قُبَيل اغتيالِه، إلى إخراجِها لأفلامٍ وثائقيّة مختلفة تصبُّ في منحى مماثل تعتمدُه بورغمان التي لا تَنقصُها الشجاعةُ لطرح أكثر المواضيع جدليّةً وقسوَة. ففيلم "مَقتلَة" (2005) من إخراج مونيكا ولقمان سليم وهيرمان ثييسن يوثِّق شهاداتٍ حيّة  لعدَد من القتَلة الذين ارتكبوا مجزرة صبرا وشاتيلا سنةَ 1982، فيسردُ هؤلاء - وكأنَّما لأنفسِهم بالدرجة الأولى - ما اقترفوه من فظائعَ أمام الكاميرا. فيما "تدمر" (2016) من إخراجِها ولقمان سليم ومستمَّدٌ من عملهما المشترَك لبناءِ مُنتدى الشرق الأوسط للشؤون السجنية، يصوِّر حياةً المعتقَلين اللبنانيّين في سجن "تدمر" السوريِّ، حيث يُعيد السجناء السابِقون تركيبَ مكانِ سجنِهم وأدواتِ التعذيب الساديّة التي هي نِتاج مَخيَلة نظام البعث الأسديّ المُرعِبة. وأتى تأسيسُ أمَم للتوثيق والأبحاث سنةَ 2005 كتَتويج للرؤيَة المشترَكة التي آمنَت بها مونيكا ولقمان سويّةً، وقد يكون مفهومُها المبسَّط أنْ لا سبيل للنجاة من التاريخ إلّا عبر توثيقِه والإقرار بوقائعه. فتقومُ مؤسّسة أمم مُذّاك بعملية أرشفة وتوثيق نَتج عنه بناءٌ لأرشيف ضخم متاحٌ للمواطن. فحفظُ ذاكرةٍ كهذه، بتفاصيلِها الجامعةِ أم الفرديّة، يَبرز كحاجة أساسيّة في بَلد كلبنان لم يَزل تاريخُه معلّقاً منذ الحرب الأهليّة وما سبقَها الذي لا يقلُّ إشكاليّة عمّا تبعَها.  وعلى إثرِ اغتيال لقمان سليم، أنشِئت مؤسَّسة حملت اسمه، تعنى بالاغتيالات السياسيّة. هنا تتابعُ مونيكا نضالَها للتعريفِ والبحث في قضيَّة تفتُك بمُجتمَعات المنطقة، من أجل بناء أجهزة قضائيّة عادلة وشفّافة تقتصُّ من قتلَة لقمان والمئاتِ غيرِه من ضحايا الاغتيالات السياسيّة في لبنان والعربي.

شخصيّات عالميّة وعربيّة فازت سابقا بالجائزة عينِها، من بينها على سبيل المثال المحاميَة الإيرانيّة نسرين ستوده أو الصحافيّة الروسيّة إيلينا ميلاشينا والحقوقي السوري أنور البني.  

 

موفد ماكرون في بيروت لمُتابعة تنفيذ المبادرة السعودية- الفرنسية

تصعيد مسيحي ضد "الثنائي الشيعي" لتعطيله الحكومة واستهداف القضاء

بيروت ـ “السياسة” /12 كانون الأول/2021

في إطار الحرص على متابعة الخطوات الفرنسية تجاه لبنان بعد الانفراجة اللبنانية الخليجية، ورغم عدم مباشرة الحكومة اللبنانية بتنفيذ مضمون “إعلان جدة”، تم إحياء خلية الأزمة التي شكلها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وعاد بعض أعضائها إلى العمل ولو بشكل جزئي بعد أن تقلص الفريق الخاص بلبنان من أجل مواكبة النتائج التي افضت اليها زيارة الرئيس ماكرون إلى دول الخليج العربي. واستكمالاً للجهود الفرنسية، يحط في بيروت اليوم السفير بيار دوكان، مبعوثاً للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، للبحث في بعض الخطوات العملية التي تسمح بالإقلاع من مكان ما لملاقاة الجهود الدولية لمساعدة اللبنانيين على الخروج من الأزمة. وفي المواقف، صعدت بكركي من موقفها الرافض لتعطيل “الثنائي الشيعي” اجتماعات الحكومة، حيث لفت البطريرك بشارة الراعي في عظة ألقاها خلال ترؤسه قداس، أمس، في بكركي إلى “أننا نصلي لكي يصغي إلى الهامات الله المسؤولون، وبخاصة الذين يستعملون نفوذهم السياسي لعرقلة اجتماع مجلس الوزراء، وسير التحقيق العدلي في كارثة انفجار المرفأ، ولكي تستعيد الدولة مسيرتها الطبيعية بمؤسساتها الدستورية”. من جهته، قال متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة في قداس الذكرى الـ 16 لاغتيال جبران تويني: “نستذكر اليوم إنسانا لم يتهرب ولم يستعف من كل استحقاقات بلده الموصلة إلى عرس الحرية والديمقراطية الذي لم نصل إلى الاحتفال به بعد”.ةورأى عضو كتلة “التنمية والتحرير” النيابية النائب أنور الخليل أن “رفض رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل المبادرة التي أطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري بالتعاون مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط والبطريرك مار بشارة بطرس الراعي والمتعلقة بكشف حقيقة انفجار المرفأ وفقا للأصول القانونية والدستورية، هي التي أدت إلى بقاء مجلس الوزراء في حال عدم القدرة على الاجتماع ومعالجة الأمور الأساسية والإصلاحية لانتشال لبنان من أوضاعه المأساوية”. وفي السياق، لفت “حزب الله” على لسان نائبه حسن فضل الله، إلى أن “الإدارة الأميركية التي تتدخل في لبنان ترعى اليوم حلفا بين مجموعات متنوعة، وتريد إنشاء تحالف انتخابي حتى بين متناقضين ومتعارضين”. وفي سياق آخر، وفيما لا يزال الغموض يكتنف ملابسات انفجار مخزن أسلحة حركة “حماس” في مخيم برج الشمالي، علم أن الانفجار أدى إلى مقتل مسؤول التجنيد في الحركة. ورغم تأكيد مصادر عسكرية أن “الانفجار نجم عن احتراق مخزن أسلحة تابع لحماس”، نفت الحركة الأمر، منتقدة ما وصفتها بـ “الحملة التحريضية”. وتوجه رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في تغريدة، عبر “تويتر”، إلى وزارتي الدفاع والداخلية، قائلاً: “نريد الرواية الرسمية الكاملة عن الانفجار الذي وقع أمس الأول في مخيم البرج الشمالي في مدينة صور، وذلك ليبنى على الشيء مقتضاه”. كما غرد عضو تكتل “الجمهورية القوية”، النائب وهبي قاطيشا، كاتباً: “الانفجار الكبير قرب مدينة صور والذي أسقط عدداً كبيراً من الضحايا ينبئ بخطرين: الأول ضرب القرار 1701 والثاني استغلال دور العبادة خلافاً لقرارات الأمم المتحدة التي تفرض تحييد دور العبادة في النزاعات المسلحة”. على صعيد آخر، أوضح النائب السابق فارس سعيد عن الدعوى المقدمة من “حزب الله” ضده واستدعائه للمثول أمام القضاء، اليوم، بأنَّ “الشكوى المقدمة من قبل تنظيم لا يؤمن بالقضاء، ما هي إلا تحريض على قتلي واغتيالي على قاعدة “الأمر لي” التي يطبقها الحزب منذ مدّة طويلة”. وقال: “أنا ذاهب للمثول أمام القضاء غداً محصّناً بحقوقي وبالحقائق الساطعة ومعولا على ما تبقى من نزاهة القضاء وصدقيته ولست أمام امتحان صعب بل القضاء نفسه أمام هذا الامتحان”. وعلق الوزير السابق أشرف ريفي على الدعوى المقدمة من “حزب الله” ضد سعيد. وكتب، عبر “تويتر”: “استهداف “حزب الله” للدكتور فارس سعيد بالملاحقة القضائية وبتهم لا تليق إلا بالحزب المعتدي على سيادة لبنان وكرامة اللبنانيين، هو وسام على صدر سعيد الذي لم يتوقف يوماً عن الدفاع عن لبنان المستقل وعن العيش المشترك”.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

تصعيد وتحضيرات عسكرية وإسرائيل تُهدِّد للمرة الأولى بـ “النووي”

"جي 7" لن تسمح لطهران بامتلاك القنبلة... ولندن: فرصتها الأخيرة... وبرلين: بدَّدنا ستة أشهر والوقت ينفد

لندن، واشنطن، طهران، عواصم – وكالات/12 كانون الأول/2021

 فيما شددت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك على أنه لا تقدم في الأفق في مفاوضات فيينا، قائلة “بددنا ستة أشهر من المفاوضات مع إيران والوقت بدأ ينفد، أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، على أنه لم يكن هناك أي تقدم في محادثات فيينا، قائلا إن “أوروبا على علم أن الإيرانيين يلعبون.

وأتت هذه الأجواء السلبية في ظل تسريبات عن تحضيرات عسكرية إسرائيلية لضرب إيران وتصعيد كلامي بين الطرفين، حيث كشفت مصادر عسكرية إسرائيلية عن توجيهات بالتحضير لعمل عسكري، وزعم إعلام إسرائيلي أن وزير الدفاع بيني غانتس عرض على مسؤولين أميركيين جدولاً زمنياً لمهاجمة إيران، مؤكدا أن المسؤولين الأميركيين لم يعارضوا استعدادات إسرائيل لمهاجمة إيران، ولاحقا أعلن الجيش الإسرائيلي أنه بدأ تدريبات مفاجئة لمحاكاة سيناريوهات قتالية على الجبهة الجنوبية، بينما توعّد قائد القوات الجوية الإيرانية المعتدين بدفع “ثمن غال”. من جانبها، كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية أن تل أبيب تشاورت مع واشنطن، قبل أن تنفذ هجومين سريين ضد إيران خلال الأشهر الستة الأخيرة، استهدف أحدهما قاعدة صواريخ، فيما استهدف الآخر مصنعاً لإنتاج أجهزة الطرد المركزي في مدينة كرج الإيرانية. وذكرت الصحيفة أن القلق ينتاب إسرائيل من توصل الولايات المتحدة إلى اتفاق مع إيران، ما قد يدفع واشنطن إلى أن تطلب من الاستخبارات الإسرائيلية عدم القيام بعمليات سرية في إيران، موضحة أن تل أبيب ترغب في أن تتعهد الإدارة الأميركية بعدم منع إسرائيل من القيام بمثل هذه العمليات. في غضون ذلك، حذرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، من أن الوقت ينفد أمام إيجاد سبيل لإحياء الاتفاق النووي، قائلة “ظهر في الأيام الماضية أننا لا نحرز أي تقدم”، موضحة أن إيران استأنفت المحادثات بموقف أعاد المفاوضات ستة أشهر إلى الوراء. من جانبهم، وحد وزراء خارجية مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى مواقفهم إزاء إيران، حيث أعلنت وزيرة الخارجية البريطانية إليزابيث تروس، أن مجموعة “السبع الكبار” تدعو إيران إلى العودة إلى طاولة المفاوضات في فيينا والموافقة على الصفقة بشأن برنامج طهران النووي، قائلة خلال مؤتمر صحافي ضمن إطار لقاء وزراء خارجية “جي 7” الذي تستضيفه ليفربول البريطانية: “هذه هي الفرصة الأخيرة أمام إيران للتفاوض والتوصل إلى حل جدي يتمثل في قبول شروط خطة العمل الشاملة المشتركة”، معتبرة أنه لا يزال أمام طهران وقت للتوصل إلى اتفاق بشأن ملفها النووي، ومجددة أن الدول الأعضاء في المجموعة لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي.

بدوره، أصدر عضو الكنيست ورئيس بلدية القدس السابق والخليفة المحتمل لرئيس الوزراء السابق بنيامين نتانياهو في زعامة “الليكود” نير بركات، تحذيرا نوويا، مـــلوحا بــترسانة بلاده النووية، قائلا لصحيفة “نيــويورك بوست” إن “الستراتيجية هي أننا لن نكون أول مــن يستخدم الأســلحة النووية في منطقتنا، لكننا لن نكون الثاني. نحـــن عازمون على البقاء على قيد الحياة، ولا ننوي الوقوع في فخ أعدائنا، ولا أنصح أعداءنا باختبارنا”. في المقابل، أعرب مساعد وزير الخارجية كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني، عن تفاؤله ازاء الوصول الى اتفاق، قائلا إن “أجواء المفاوضات جدية للغاية وضمن التزام الاحترام المتبادل مع رؤية ان الطرفين يريدان الوصول إلى اتفاق”، مضيفا أن “هذه الاجواء سائدة في غرفة المفاوضات منذ أتينا إلى فيينا ولم نر أي توجه يخل بمسيرة المفاوضات”. من جانبها، نقلت وكالة “إيرنا” عن مصادر مقربة من فريق التفاوض الإيراني أن “المفاوضات لم تتوقف والمناقشات الفنية مستمرة حتى التوصل إلى نتيجة”، موضحة أن “الأوروبيون، وبعد محاولاتهم لتخريب الحوار، قبلوا منذ أيام مناقشة النصوص الإيرانية، لكنهم يحاولون الآن تلبية أطماع الولايات المتحدة”، لافتة إلى أن “المزايدات الأوروبية مستمرة، وهذا سبب بطء المفاوضات، لكنها لم تتوقف”. وأكملت: “يبدو أن الأوروبيين يحاولون من خلال خلق أجواء إعلامية ضد إيران، مواصلة الضغط على فريق التفاوض لقبول مطالبهم خارج إطار الاتفاق النووي، وهذا موضوع رفضته إيران أكثر من مرة وأكدت عدم رضوخها لمطالب كهذه”. بدورها، أفادت وكالة “فارس” بأن حكومة الرئيس إبراهيم رئيسي أعدت مشروع موازنة العام الإيراني القادم على أساس سعر برميل النفط عند 60 دولارا، مقابل 40 دولارا في موازنة العام الجاري، حيث قدم رئيسي مشروع قانون الموازنة العامة للبلاد للعام المقبل إلى البرلمان خلال اجتماع مفتوح أمس، متوقعا أن تصدّر البلاد نحو 1.2 مليون برميل من النفط يوميا في العام الجديد.

 

زيادة كبيرة في ميزانية “الحرس الثوري” والإعلام الحكومي

طهران – وكالات/12 كانون الأول/2021

قدم الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي ميزانية حكومته للعام القادم إلى البرلمان أمس، وإلى جانب حذف الدولار بالسعر الحكومي من دعم السلع الأساسية، فقد تم اقتراح ميزانية “الحرس الثوري” والإعلام الحكومي بنسبة ارتفاع كبيرة جدا. وحسب الميزانية المقترحة، فقد شهدت ميزانية “الحرس الثوري” ارتفاعا بنسبة 58 في المئة، لتزداد من 38564 مليار تومان إلى 93 ألف مليار تومان بحسب ما ورد في ملف الموازنة، أي بزيادة قدرها 2.4 مرة، علما أن ميزانية “الحرس الثوري” كانت في السنة الماضية تبلغ نحو 24335 مليار تومان قبل أن تزداد لتصل إلى 38564 مليار تومان. وبالإضافة إلى ذلك أحدث إبراهيم رئيسي زيادة كبيرة في ميزانية هيئة الإذاعة والتلفزيون، والتي تدار تحت إشراف المرشد الأعلى للنظام الإيراني، حيث خصص خمسة آلاف و289 مليار تومان، في الوقت الذي كانت حكومة روحاني خصصت 3.384 مليار تومان في ميزانية عام 1400 الإيراني الحالي، مما يدل على أن ميزانية هذا الجهاز الإعلامي الحكومي سيستحوذ العام المقبل على زيادة بنسبة 56 في المئة. وتوقعت الميزانية وفقا للمشروع المقدم بيع 1.2 مليون برميل من النفط بسعر 60 دولارا، أي بزيادة 10 دولارات عن موازنة العام الحالي، بينما في الموازنة الحالية تبلغ كمية الصادرات اليومية المتوقعة نحو 2.3 مليون برميل.

 

بريطانيا تطالب إيران بالتفاوض بجدية.. وطهران: أوروبا تقاعست المقترحات

صحيفة "تلغراف": بريطانيا قد تفرض عقوبات جديدة على إيران إذا لم تتراجع عن المطالب التي أدت إلى طريق مسدود في المحادثات

العربية.نت، واشنطن - بندر الدوشي/12 كانون الأول/2021

أكدت موفدة العربية، مساء الأحد، انعقاد اجتماع غير رسمي لأطراف الاتفاق النووي في فيينا من دون إيران، فيما قال كبير مفاوضي إيران في فيينا أن بلاده ستواصل التفاوض مع أطراف الاتفاق النووي للتوصل إلى حل. هذا وقال وزراء خارجية دول مجموعة السبع، في نهاية اجتماعهم في ليفربول، اليوم الأحد، إن على إيران وقف تصعيدها النووي. وعلمت صحيفة "تلغراف" أن بريطانيا قد تفرض عقوبات جديدة على إيران إذا لم يتراجع النظام الإيراني عن المطالب التي أدت إلى طريق مسدود في المحادثات بشأن برنامجها النووي. وبحسب التقرير، تدرس المملكة المتحدة مجموعة من الخيارات، بما في ذلك ما يسمى العودة المفاجئة للقيود الاقتصادية الشديدة المفروضة على طهران. ويشعر المسؤولون البريطانيون بالقلق من أن طهران تمضي قدماً في برنامجها النووي بينما تقوم بعرقلة المحادثات. وينعقد اجتماع مجموعة السبع في الوقت الذي يحاول فيه المفاوضون في فيينا إحياء اتفاق دولي متعثر يسعى للحد من طموحات إيران النووية مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية. وانهارت الصفقة، التي أبرمها الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، عندما انسحب خليفته دونالد ترمب في 2018. وبدأت إيران بعد ذلك في تكثيف تخصيب اليورانيوم. من جهته، قال كبير مفاوضي إيران في المحادثات النووية علي باقري كني اليوم الأحد، إن بلاده لم تتلق أي مقترحات أو مبادرات من الأطراف الغربية بشأن الاتفاق النووي. وأضاف باقري كني أن إيران قدمت "رؤى مختلفة بناء على تعديلات ومقترحات من جانبها". كما ذكر أن هناك خلافات "عديدة" في محادثات فيينا بشأن رفع العقوبات والإجراءات النووية. وأوضح أن الخلافات "واضحة" في المسودة النهائية التي تم التوصل إليها بعد الجولة السادسة من المحادثات. وصرح باقري لوكالة "برس تي في" التي تديرها طهران بأن "هناك عدة نقاط اختلاف تتطلب اتخاذ قرار على مستوى عال وما زالت مطروحة على الطاولة دون حل". وكانت وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تروس، قد قالت في وقت سابق من اليوم إن المفاوضات التي استؤنفت لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني هي "الفرصة الأخيرة أمام إيران"، لاعتماد موقف "جدي". وذكرت الوزيرة البريطانية التي تتولى بلادها حالياً رئاسة مجموعة السبع "أنها الفرصة الأخيرة أمام إيران للمجيء إلى طاولة المفاوضات مع حل جدي لهذه المشكلة". وتابعت: "هذه فرصتهم الأخيرة ومن الضروري أن يفعلوا ذلك. لن نسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي". يأتي هذا بينما حذرت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، السبت، من أن الوقت ينفد أمام إيجاد سبيل لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين القوى العالمية وإيران، وذلك بعد اجتماعات مع نظرائها من دول مجموعة السبع. وقالت بيربوك للصحافيين في مدينة ليفربول بإنجلترا، حيث يجتمع وزراء خارجية مجموعة السبع: "الوقت ينفد"، مضيفةً: "ظهر في الأيام الماضية أننا لا نحرز أي تقدم". وقالت إن إيران استأنفت المحادثات بموقف أعاد المفاوضات ستة أشهر إلى الوراء. وتأتي الجولة الحالية من المحادثات في فيينا بعد توقف دام خمسة أشهر، إثر انتخاب إبراهيم رئيسي رئيساً لإيران. وفي هذا السياق أكد دبلوماسي أوروبي لمراسلة قناتي "العربية" و"الحدث" في فيينا أن "موقف إيران في المفاوضات لم يتغير بشكل جوهري".

 

إسرائيل والمغرب يحتفلان بمرور عام على التطبيع

الشرق الأوسط/12 كانون الأول/2021

احتفلت إسرائيل والمغرب بمرور عام على استئناف العلاقات بين البلدين، التي أقيمت في ديسمبر (كانون الأول) من عام 2020، من خلال اتفاقية ثلاثية مع الولايات المتحدة. وأقام البلدان حدثاً مشتركاً في فندق ووترغيت، في العاصمة الأميركية، بحضور أعضاء في الكونغرس وممثلي منظمات يهودية. وقال سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة، مايكل هرتسوغ، إن «العلاقات بين اليهود والمغرب قديمة وفريدة من نوعها»، مضيفاً أن «إسرائيل والمغرب يمكنهما معاً تعزيز رؤية مشتركة لمنطقة سلمية ومزدهرة ومستقرة». وتابع السفير الإسرائيلي: «هذا الفصل الجديد في العلاقات الإسرائيلية المغربية أعمق بكثير من المصالح الجيوسياسية المتوافقة»، مشيراً إلى أن «العلاقات بين اليهود والمسلمين عموماً، يمكن أن تسهم بشكل كبير في تغيير قواعد اللعبة في العديد من المجالات الحيوية مثل الرعاية الصحية وتغير المناخ والأمن الغذائي والتكنولوجيا المتقدمة وغيرها». من جانبها، قالت سفيرة المغرب لدى واشنطن، جمالة العلوي، إن «إعادة العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل خطوة جريئة اتخذها المغرب، قبل عام، تحت إشراف الملك محمد السادس». واعتبرت السفيرة المغربية أن «التراث اليهودي المغربي جزء لا يتجزأ من حياة المغاربة»، مضيفة أن «العاهل المغربي الملك محمد السادس لا يدخر جهداً في الحفاظ على هذا التراث المشترك». وأوضحت العلوي «الدور المحوري الذي تضطلع به المملكة (المغربية) في تعزيز التعايش السلمي والوئام الروحي»، مبرزة «التزام المغرب العريق والموصول بحماية جاليته اليهودية، والحفاظ على الثقافة والتاريخ والتراث اليهودي المغربي». وجاء ذلك خلال الاحتفال الذي حضره إلى جانب سفيرة المغرب وسفير إسرائيل، القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية لمكتب شؤون الشرق الأدنى يائيل لمبرت، والنائبان تيد دويتش وستيف كوهين. كما شارك ممثلون عن منظمات يهودية وضيوف آخرون. وقبل اتفاق التطبيع لم تكن لإسرائيل والرباط علاقات كاملة، واكتفى الجانبان بوجود مكتبين دبلوماسيين بدلاً من السفارات، وحافظا على علاقات رسمية وثيقة حتى علقها المغرب مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية في عام 2000. ويُعد المغرب موطناً لأكبر جالية يهودية في شمال أفريقيا، مع تعداد يبلغ 3000 شخص. ويعيش نحو 700 ألف يهودي من أصل مغربي في إسرائيل.

 

رئيس وزراء إسرائيل في الإمارات

أبوظبي، عواصم – وكالات/12 كانون الأول/2021

وصل رئيس الوزراء الاسرائيلي نفتالي بينيت إلى أبوظبي أمس، في أول زيارة رسمية يقوم بها رئيس وزراء إسرائيلي للإمارات. وذكر مكتب بينيت في بيان، إن بينيت سيلتقي خلال الزيارة التي تأتي بدعوة من ولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد اليوم الاثنين، حيث يبحثان تعميق العلاقات بين البلدين، خاصة في المجال الاقتصادي وفي القضايا الإقليمية، بما يساهم في تعزيز الازدهار والرفاهية والاستقرار في البلدين. من جانبه، تلقى رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد، رسالة خطية من الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وسبل دعمها. وذكرت وكالة أنباء الإمارات أن الرئيس الأذربيجاني أعرب في رسالته عن تطلعه إلى تطوير الشراكات ودفع التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.

 

حكومة بنيت تدفع بخطط استيطانية في الجولان والقدس بعد أيام من وقف العمل بمطار قلنديا {إرضاء للأميركيين}

الشرق الأوسط/12 كانون الأول/2021

أفادت تقارير فلسطينية وإسرائيلية بأن حكومة نفتالي بنيت دفعت نحو بناء مستوطنات جديدة في القدس والجولان، وذلك بعد أيام من وقف العمل ببناء استيطاني في مطار {عطروت} بقلنديا، في خطوة كانت تهدف إلى {إرضاء الأميركيين} على ما يبدو. وفي وقت دانت فيه منظمة التحرير الفلسطينية مصادقة لجنة التخطيط المحلية الإسرائيلية في القدس، إيداع مخطط مستوطنة جديدة سيطلق عليها اسم {جفعات حشاكيد} على أطراف بلدة بيت صفافا، جنوب مدينة القدس، قالت صحيفة {هآرتس} الإسرائيلية إن رئيس الحكومة الإسرائيلية بصدد دفع مخطط لبناء مستوطنتين جديدتين في الجولان السوري المحتل، بهدف زيادة عدد المستوطنين في المنطقة حتى عام 2025، وذلك من خلال إقامة {لجنة خاصة} واسعة الصلاحيات لا تضم ممثلين عن {الجمهور}. ويندرج مخطط بنيت تحت إطار خطة شاملة تعمل عليها السلطات الإسرائيلية تحت اسم {تشجيع نمو ديموغرافي ثابت} في هضبة الجولان المحتلة، ستطرح قريباً على الحكومة الإسرائيلية من أجل المصادقة عليها. ويشمل هذا المخطط بناء 12 ألف وحدة استيطانية على الأقل في المستوطنتين الجديدتين اللتين أطلق عليهما اسمان مؤقتان؛ هما {اسيف} و{متار}، بالإضافة إلى آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة في مستوطنة {كتسرين} الحالية، وبناء مشاريع زراعية ومناطق تشغيل وتنفيذ أعمال بناء واسعة وتطوير مشاريع متعلقة بالطاقة الشمسية. والهدف الأساسي لهذا المخطط هو زيادة عدد المستوطنين في الجولان المحتل، وترسيخ الوجود اليهودي فيها، إذ يبلغ عددهم اليوم نحو 22 ألفاً، يتوزعون على 32 مستوطنة صغيرة تحت اسم {مجلس إقليمي الجولان}، ويهدف المخطط إلى زيادة عدد المستوطنين بـ50 في المائة مع حلول عام 2025، ومضاعفته حتى نهاية العقد الحالي. وإضافة إلى البناء في الجولان، يفترض أن تباشر الحكومة الإسرائيلية ببناء المستوطنة الجديد قرب بيت صفافا في وقت قريب. والأربعاء الماضي، قدمت سلطات البلدية خطة إسكان المستوطنة التي تقع في منطقة كانت محور جدل دولي منذ أكثر من ربع قرن. وسيقام المشروع، الذي حصل على موافقة أولية من قبل لجنة التخطيط المحلية في بلدية القدس، وراء الخط الأخضر، مقابل حي بيت صفافا الذي تقطنه أغلبية عربية. لكن في حين أن السكان العرب في الحي يناشدون السلطات منذ عقود ببناء وحدات سكنية إضافية، يبدو أن الحي الجديد المنفصل بشكل واضح والمسمى {غفعات شاكيد}، مع كثير من المعابد اليهودية المخطط لها، مصمم لليهود. وتشمل الخطة إقامة 473 وحدة استيطانية ومدرسة ابتدائية ودور حضانة ومعابد على أرض مساحتها 38 دونماً تقع كلها خارج الخط الأخضر. وقال تقرير للمكتب الوطني التابع لمنظمة لتحرير إن كل ذلك يأتي {في الوقت الذي تعاني فيه بيت صفافا، كباقي الأحياء والبلدات الفلسطينية في القدس المحتلة، من نقص شديد في الأراضي المخصصة للبناء، إذ تعمل السلطة الإسرائيلية على تطويق بيت صفافا بمستوطنات جديدة، أبرزها مخطط إقامة مستوطنة غفعات همتوس في أراضٍ معظمها صادرها الاحتلال من سكان البلدة}.

ورغم أن مخطط مستوطنة {غفعات هشاكيد} لا يذكر أنها {حي يهودي}، فإن منظمة {عير عميم} الحقوقية، قالت إنه لا توجد شكوك حول هوية الذين سيسكنون فيها. وجددت التأكيد على أن ضائقة السكن في بيت صفافا هي نتيجة سياسة مدروسة، ففي العشرين عاماً الأخيرة لم تتم المصادقة على أي خطة لتوسيع منطقة البناء في أحياء فلسطينية بالمدينة المحتلة. والآن، في السنة التي سُجل فيها في القدس الشرقية رقم قياسي بهدم البيوت نتيجة للتخطيط الذي يميز ضد الفلسطينيين، سلبت البلدية والحكومة ما تبقى من الأراضي من بيت صفافا.

ويذكّر التقرير بأن الحكومة الإسرائيلية كانت قد صادقت في عام 2018 على خطة واسعة زعمت خلالها أنها ترمي إلى تقليص الفجوات بين السكان وتطوير أحياء القدس الشرقية، وشملت بنداً ينص على تسجيل بعض الأراضي في القدس الشرقية بالطابو، بعد أن كانت سلطات الاحتلال قد أوقفت ذلك في أعقاب ضم القدس المحتلة في عام 1967. لكن معظم عمليات تسجيل الأراضي التي جرت كانت لخدمة مخططات سكنية لليهود فقط، ولم تؤدِ إلى تحسين وضع السكان الفلسطينيين. فقسائم الأرض التي جرى تسجيلها سُجلت بأسماء عائلات يهودية، بادعاء أنها كانت تملك هذه الأراضي قبل النكبة في عام 1948، وتستخدم جمعيات استيطانية هذه الخطة للسيطرة على بيوت فلسطينيين والمطالبة بطردهم من بيوتهم التي يسكنون فيها منذ خمسينات القرن الماضي. وجاء الدفع بالمشروع بعد أيام فقط من قيام لجنة التخطيط اللوائية بتأجيل البناء الاستيطاني في موقع مطار {عطروت} (قلنديا) في القدس الشرقية بسبب الغصب الكبير من قبل الإدارة الأميركية. وكانت الولايات المتحدة طلبت من إسرائيل الامتناع عن الاستيطان باعتباره من الخطوات التي تؤدي إلى تفاقم التوترات والتي تقوّض الجهود المبذولة للدفع بحل تفاوضي على أساس قيام دولتين.

 

عباس يضغط لمفاوضات مع إسرائيل تبدأ بـ«ترسيم الحدود» والفلسطينيون يرفضون محاولة تحويل الدعم الاقتصادي والأمني إلى مسار بديل عن السياسي

الشرق الأوسط/12 كانون الأول/2021

قال مصدر فلسطيني مطلع لـ«الشرق الأوسط» إن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، اقترح على الولايات المتحدة ومصر والأردن وأطراف الأخرى أن يبدأ الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي بمفاوضات فورية لـ«ترسيم الحدود»، في ضوء أن التوصل إلى حدود واضحة للدولتين سيسمح بتسوية بقية القضايا النهائية. وأضاف المصدر: «سيطرح الرئيس عباس ذلك على وزير الجيش الإسرائيلي، بيني غانتس، الذي يلتقيه الأسبوع المقبل في رام الله، من بين قضايا أخرى مهمة ستشملها المباحثات». وتابع: «سيقول الرئيس لغانتس إن إجراءات بناء الثقة ودعم السلطة ليست بديلاً بأي حال من الأحوال عن مفاوضات سياسية، وإنه سيضطر فعلاً إلى اتخاذ إجراءات إذا لم تنخرط الحكومة الإسرائيلية في مثل هذه المفاوضات». وأكد المصدر الفلسطيني أن الرئيس عباس «سيبلغ غانتس بأن خطته التي أطلقها في خطابه في الأمم المتحدة ستكون موضع تنفيذ إذا أصرت الحكومة الإسرائيلية الحالية على اتباع مسار بعيد عن مفاوضات سياسية، لأنه لا يمكن استمرار الوضع على ما هو عليه، ولا مبرر لبقاء السلطة بهذه الطريقة». وكان عباس قد أطلق مبادرة، في سبتمبر (أيلول) الماضي، في خطابه في الأمم المتحدة، وأعطى خلالها إسرائيل مهلة عام من أجل إنهاء احتلالها، أو أنه سيتخذ إجراءات. وسيناقش المجلس المركزي، وهو أعلى هيئة تشريعية فلسطينية، خيارات متعددة، في حال انعقاده في اجتماع مرتقب بداية الشهر المقبل. ويوجد أمام القيادة الفلسطينية خيارات عدة، منها وقف اتفاقات مع إسرائيل، وتعليق الاعتراف بها، وإنهاء المرحلة الانتقالية عبر إعلان دولة تحت الاحتلال، والتحلل من قرارات الشرعية الدولية، وكل ذلك سيتم درسه وبحثه بتأنٍ خلال اجتماع المجلس المركزي الذي سيكون على جدول أعماله أيضاً ترتيب الأوراق داخل منظمة التحرير وملء الشواغر.

ويلتقي عباس غانتس الأسبوع المقبل، بصحبة وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي، عيساوي فريج، الذي يعد قناة الاتصال مع السلطة الفلسطينية. وقال عيساوي إن الزيارة تهدف إلى «تعزيز السلطة الوطنية الفلسطينية» و«التهدئة على خلفية موجة من الهجمات الإرهابية».

ومن المتوقع أن يتم خلال اللقاء بحث المقترحات بشأن الأمن والتعاون الاقتصادي. وسيكون هذا ثاني لقاء لغانتس مع الرئيس عباس منذ أداء الحكومة الإسرائيلية الحالية القسم في يونيو (حزيران) الماضي. والتقى عباس غانتس في أواخر أغسطس (آب) الماضي، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية، في لقاء خصص لكسر الجمود في العلاقات بين الطرفين. ومنحت إسرائيل السلطة بعد هذا اللقاء جملة من التسهيلات، لكنها تجاهلت مطالب فلسطينية سياسية أو أمنية.

وفي اللقاء بينهما، وعد غانتس عباس بتسهيلات تشمل خدمات إنترنت من الجيل الرابع (جي 4) في مستقبل قريب، ومنح عشرات آلاف الفلسطينيين حق لم الشمل، والسماح بدخول 15 ألف عامل آخر إلى إسرائيل، وبناء وحدات سكنية في منطقة «ج»، وكذلك تحويل الشركات الفلسطينية التي تعمل مع إسرائيل إلى نظام محوسبة رقمي بطريقة تضمن عائدات ضريبية للسلطة تصل إلى 10 ملايين شيكل سنوياً. لكن غانتس تجاهل طلبات بإعادة تسليم جثامين عشرات من جثث الفلسطينيين المحتجزين لدى إسرائيل، ووقف اقتحام المناطق الفلسطينية المصنفة (أ)، والعمل على وقف عنف المستوطنين بالضفة، وإعادة صياغة اتفاقيات باريس الخاصة بتنظيم العلاقات الاقتصادية بين الطرفين. ويتبنى غانتس فكرة أنه يجب تعزيز وتقوية السلطة الفلسطينية، وتنفيذ إجراءات لبناء الثقة والدعم الاقتصادي، وصولاً إلى السلام الاقتصادي، وهو العرض الوحيد الذي تؤمن به الحكومة الإسرائيلية الحالية، أو تقدر عليه. وفي وقت سابق، قال نفتالي بنيت، رئيس الوزراء الإسرائيلي، إن حكومته تعارض بشدة إقامة دولة فلسطينية، وإن إنشاء كيانات شبيهة بالدولة لا ينجح، كما أنه لا يوجد في المنطقة من يعتقد أن من الممكن الذهاب حالياً إلى عملية تفاوض للسلام، حسب رأيه.

وأكدت مصادر لـ«الشرق الأوسط» أن دولاً إقليمية مررت لعباس فعلاً رسائل مفادها أن الوضع الآن لا يسمح بإطلاق عملية سياسية بسبب تركيبة الحكومة الإسرائيلية الحالية، وهي رسالة مررتها كذلك الإدارة الأميركية، لهذا قرر عباس التصعيد، وقدم مبادرة تقوم على إطلاق مفاوضات أو التصعيد. ويوجد خلاف بين واشنطن وإسرائيل حول التعامل مع الملف الفلسطيني، لكنه ليس إلى حد الضغط على إسرائيل لإطلاق عملية سلام. ويقول الإسرائيليون إن التسهيلات التي تمنحها حكومة بنيت للفلسطينيين تهدف -ضمن أشياء أخرى- إلى كسب ود واشنطن الغاضبة، ومن أجل ضمان بقاء السلطة وتقويتها. وتقوية السلطة واحدة من بين توصيات مهمة قدمها، أمام المجلس الوزاري المصغر لشؤون السياسة والأمن في الحكومة (الكابينيت)، رئيس «الشاباك» الجديد، رونين بار، الذي التقى عباس كذلك في وقت سابق، وطلب من حكومته العمل على تقوية السلطة، وحذر من انهيارها.

ونقل كبار مسؤولي الجيش الإسرائيلي الذين قدموا لمحة عامة للوزراء خلال الاجتماع الرسالة نفسها، وقالوا أيضاً إنه ينبغي اتخاذ إجراءات لتقوية السلطة الفلسطينية. والتقى غانتس بفريج، قبل اللقاء المرتقب مع عباس الأسبوع المقبل. وبحسب القناة (12) الإسرائيلية، سيكون على طاولة النقاش «تقوية محمود عباس والسلطة الفلسطينية حتى لا تتعزز (حماس) في الضفة الغربية، ومقترحات اقتصادية وأمنية تهدف إلى إضعاف (حماس)». وأضافت القناة أنه ستطرح على طاولة المفاوضات مقترحات عدة للتعاون الأمني والاقتصادي من شأنها مساعدة السلطة في عملياتها اليومية. لكن عباس يريد -كما يقول الفلسطينيون- شيئاً آخر.

وقال المصدر الفلسطيني المطلع: «كل ما تقدمه إسرائيل هو جزء من الطلبات التي نعدها ضرورية، وهي ملزمة بها من أجل بناء الثقة، لكن المطلوب هو دفع حل سياسي للأمام، وليس اقتصادياً أو أمنياً أو أي شيء آخر». ويحاول عباس دفع حل سياسي للأمام، وقد زار من أجل ذلك روسيا والأردن وقطر ودولاً أخرى. وطلب عباس لقاءات أيضاً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بنيت، ووزير الخارجية يائير لبيد، لكن لم يتضح إذا ما كان لبيد سيستجيب فعلاً لطلب مصري بلقاء عباس، وسينضم لغانتس في زيارته لرام الله. ويرفض بنيت حتى الآن اللقاء مع عباس، باعتبار أنه لا جدوى منه في الظروف الحالية.

 

«تحركات شعبية» ضد ميليشيات إيران وسط سوريا وقتلى بقصف روسي على منطقة إدلب

الشرق الأوسط/12 كانون الأول/2021

ظهرت ملامح «تحركات شعبية» ضد وجود ميليشيات عراقية وأفغانية تابعة لإيران كانت فرضت سيطرتها الكاملة على مدينة تدمر ومنطقة السخنة وسط البادية السورية شرقي حمص، وتضييق على السكان الأصليين، ووضعهم أمام خيارات «الولاء أو المغادرة». وتحدث لـ«الشرق الأوسط»، عدد من الأشخاص الواصلين إلى مناطق المعارضة في شمال سوريا كانوا قد غادروا مدينة تدمر في البادية السورية 160 كلم شرقي حمص مؤخراً، عن «حجم الانتهاكات والممارسات المرتكبة بحق من تبقى من أهالي المدينة، على أيدي الميليشيات الإيرانية وميليشيات أخرى مرتبطة بها عراقية وأفغانية، منذ سيطرتها على مدينة تدمر ومنطقة السخنة ومحيطهما، منذ ما يقارب 3 أعوام، من داعش». وقال أبو عمر (52 عاماً)، أحد أبناء مدينة تدمر، وصل وأسرته التي تضم سبعة أشخاص مؤخراً، إلى مدينة الباب شمال حلب، بعد رحلة شاقة ومكلفة مادياً، إنه «لم تبقَ أمام من تبقى من العوائل التدمرية الأصلية التي ما زالت تعيش في المدينة، ويبلغ تعدادها نحو 400 عائلة، سبل للعيش فيها، إما اعتناق المذهب الشيعي وإما عمل أبنائها مجبرين لدى الميليشيات الإيرانية والأفغانية في بناء المقار العسكرية وحراستها ليلاً، وإما العمل في الحفريات بوسائل بسيطة للبحث عن اللقى الأثرية لصالح الميليشيات، وهذا هو الضمانة الوحيدة التي تؤمن لك استمرار الإقامة والعيش في مدينتنا التي ولدنا وعشنا فيها لسنوات».

ويضيف أنه «منذ عام 2016، عندما سيطر تنظيم داعش على مدينة تدمر وحتى الآن، يعاني أهالي المدينة ومنطقة السخنة والبلدات المحيطة بها شرقي حمص، من شتى أنواع القهر والتشرد والنزوح، فتنظيم داعش، قتل الكثير من أبنائنا على مدار عامين تقريباً، وأعقبت ذلك سيطرة الميليشيات الموالية لإيران مثل لواء (فاطميون) وحركة النجباء العراقية، على كامل المنطقة، لندخل في نفق آخر من المعاناة، التي أيضاً بدورها مارست أشد أنواع التضييق والخناق على المواطنين، بدءاً من تجنيد الشباب الإجباري في صفوفها، والتحكم بموارد العيش والعمل، فضلاً عن توطين أكثر من 80 عائلة عراقية ومثلها إيرانية وأفغانية في أحياء مدينة تدمر ومنطقة السخنة، وإنشاء مقار ومكاتب لها، ونشر نقاط حراسة وحواجز عسكرية، ومطالبة عناصرها المواطنين بدفع إتاوات (يومية وشهرية)، مقابل السماح لهم بالعمل أو المرور، الأمر الذي حوّل الحياة داخل المدينة إلى جحيم، ما دفع عدداً كبيراً من أبنائها إلى النزوح مرة جديدة إلى مناطق الرقة ودير الزور، وعائلات أخرى ميسورة الحال لجأت إلى مناطق المعارضة شمال حلب».

أبو مفيد (59 عاماً)، هو أيضاً وصل مؤخراً وأسرته إلى منطقة الباب الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية شمال حلب، قال: «سيطرت الميليشيات الإيرانية والموالية لها خلال الأشهر الأخيرة الماضية قبيل مغادرتنا لمدينة تدمر على نحو 200 منزل وسط المدينة، وعدد من المدارس، بالإضافة إلى سيطرتها على مساحات من الأراضي في الجهة الشرقية للمدينة، واحتلالها عشرات المزارع المحيطة بمطار تدمر العسكري وعشرات المنازل في منطقة السخنة، سعياً من الميليشيات، لترسيخ نفوذها وضمان سيطرتها على المنطقة، والقيام بعملية تغيير ديموغرافي وتغيير تركيبة السكان الأصلية»، بالإضافة إلى إنشاء مراكز تأهيل وثقافة (فارسية) للنساء والأطفال، تشرف عليها شخصيات عراقية. وأضاف: «في الفترة الأخيرة بدأت الميليشيات الإيرانية إجبار الشبان على حراسة المقار العسكرية من هجمات تنظيم داعش مقابل السماح لهم بممارسة الأعمال في سبخة الموح في تدمر باستخراج الملح، وبيعه من أجل كسب قوت أسرهم، فضلاً عن التحكم بأسعار السلع الغذائية والدواء واحتكارها تارة، وتارة أخرى يجري رفع أسعارها، من قبل تجار محليين مرتبطين بالميليشيات الإيرانية». ولفت إلى أن تعداد مدينة تدمر قبيل اندلاع الثورة السورية عام 2011 كان نحو 78 ألف نسمة، بينما اليوم لا يتجاوز عدد سكانها الأصليين 8 آلاف شخص، أما مَن تبقى من سكانها مهجر ونازح في مخيم الركبان ومناطق الجزيرة السورية (الرقة ودير الزور) وعائلات في مناطق الشمال السوري ودول الجوار.

من جهته، قال سعيد العريف، وهو ناشط من مدينة تدمر، إن هناك تنافساً خفياً بين إيران وروسيا حول السيطرة على بادية حمص التي تضم منطقة تدمر والسخنة، وصولاً إلى مناطق دير الزور والرقة شمال شرقي سوريا، «حيث تحاول إيران إكساب المنطقة الطابع الشيعي من خلال تجنيد الشباب الفقير في صفوف ميليشياتها، مقابل رواتب شهرية تصل إلى 80 دولاراً أميركياً (شهرياً)، مستغلة بذلك الفقر والعوز اللذين يعاني منهما سكان المنطقة». ويضيف أن أكثر من 40 شاباً مجندين في صفوف الميليشيات الإيرانية قتلوا، من منطقة تدمر والسخنة خلال العام الجاري، بعدد من الهجمات المباغتة لـتنظيم «داعش»، استهدفت مواقع ومقار عسكرية تابعة للميليشيات الإيرانية في المنطقة. وحذر العريف من خطورة الوضع الإنساني الذي يعيشه ما تبقى من سكان بادية حمص بما فيها مدينة تدمر من عملية التغيير الديمغرافي، التي يقوم بها «الحرس الثوري» الإيراني، من خلال جلب أسر وعوائل عناصر ميليشيات لواء «فاطميون» الأفغاني و«حركة النجباء العراقية»، وتوطينها في المنطقة، فضلاً عن عمليات إجبار السكان على بيع منازلهم بأسعار زهيدة للمتنفذين في الميليشيات، فضلاً عن حرقها وتخريبها لبساتين البلح والتمر المحيطة بالمدينة. في سياق منفصل، قُتل وجرح نحو 20 مدنياً بقصف جوي روسي على منطقة بريف إدلب شمال غربي سوريا، ترافق مع قصف مدفعي مكثف من قبل قوات النظام طال مناطق جبل الزاوية جنوب إدلب وريف حماة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إنه قُتل ثلاثة أشخاص كـحصيلة أولية وإصابة نحو 12 آخرين بينهم نساء وأطفال، جراء غارة جوية نفذتها مقاتلة روسية بثلاثة صواريخ فراغية على منطقة اليعقوبية بريف مدينة جسر الشغور غربي إدلب، وعدد الشهداء مرشح للارتفاع لوجود حالات خطرة بين الإصابات. وأشار «المرصد»، قبل قليل، إلى قصف جوي نفذته طائرة روسية على منطقة اليعقوبية بريف مدينة جسر الشغور، في ريف إدلب الغربي، تزامناً مع قصف صاروخي بأكثر من 30 قذيفة، نفذته قوات النظام على قرية القاهرة بمنطقة سهل الغاب في ريف حماة، وسط معلومات عن سقوط خسائر بشرية، وقصف مماثل طال قرى الفطيرة والبارة بجبل الزاوية جنوب إدلب.

أوروبا تضرب «السلاح السري» لروسيا في سوريا

وزراء خارجية الاتحاد لضم «جيش فاغنر» إلى القائمة السوداء

الشرق الأوسط/12 كانون الأول/2021

يعتزم الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على «جيش فاغنر» الذي يُعرف بأنه «السلاح السري» لروسيا في دول عدة بينها سوريا. ورغم نشاطات مرتزقة «فاغنر» في أوكرانيا وليبيا وسوريا ومالي، فإن تجدد التوتر الأوروبي - الروسي بسبب أوكرانيا من جهة وتدخل التنظيم السري في مالي من جهة ثانية، أسهما في اتساع الدعم الأوروبي لمعاقبة «فاغنر» وإدراجه ضمن قائمة العقوبات الخاصة بسوريا. وحسب المعلومات، توافق كبار الموظفين في الدول الأوروبية على إصدار قائمة عقوبات جديدة تضم شخصيات وكيانات سورية، إضافة إلى «فاغنر»، على أن يصدر وزراء خارجية الاتحاد قرارهم النهائي إزاء ذلك يوم الاثنين المقبل. وأظهرت اجتماعات أوروبية - أميركية خاصة بسوريا بداية الشهر الحالي، انقساماً حول كيفية التعاطي مع روسيا، حيث انتقد ممثلو فرنسا وألمانيا ودول أخرى تمسك واشنطن بالحوار مع موسكو إزاء الملف السوري من دون تنسيق مباشر مع الحلفاء الأوروبيين، وذلك في إشارة إلى لقاءات غير علنية بين مبعوثي الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي جو بايدن في جنيف وتوافقهم على مسودة قرار المساعدات الإنسانية في يوليو (تموز) الماضي. وقابل مسؤولون أميركيون الانتقاد بالتأكيد بتمسكهم بالعقوبات على سوريا والاكتفاء بتقديم استثناءات لأسباب إنسانية. ويعكس قرار اتخاذ إجراءات ضد «فاغنر» اتساع العداء لموقف موسكو في أوروبا، خصوصاً بعد اتهامات بحشد روسيا قواتها على حدود أوكرانيا «تمهيداً لغزوها». كما انتقدت باريس وعواصم أوروبية أخرى، قيام موسكو بنشر مرتزقة «فاغنر» في منطقة مالي. وتعتبر منظمات غير حكومية وصحافيون أن روسيا تستخدم «فاغنر» ومرتزقتها لخدمة مصالحها في مناطق النزاعات «بدون الغرق في مستنقع الحروب»، كما حصل للاتحاد السوفياتي في أفغانستان قبل عقود، في وقت ينفي الكرملين وجود «فاغنر».

 

تقرير لمفوضية حقوق الإنسان العراقية يرصد أوضاعاً مأساوية/5 ملايين يتيم و8 آلاف مفقود وأكثر من مليون طفل في سوق العمل

الشرق الأوسط/12 كانون الأول/2021

أظهرت مؤشرات نشرتها مفوضية حقوق الإنسان المستقلة في العراق، أمس، المتعلقة بالعام الجاري 2021، أرقاما وإحصاءات {مؤسفة} بالنسبة لمجمل أوضاع السكان في البلاد، وخاصة تلك المتعلقة بالحياة والأمن والحريات، إلى جانب قضايا التعليم والصحة والبطالة وفقدان الأطفال لذويهم. ولفت مؤشر مفوضية الحقوق إلى وجود 5 ملايين يتيم يمثلون نحو 5 في المائة من أجمالي الايتام في العالم، الأمر الذي يعكس حجم الخسائر البشرية والمآسي الإنسانية التي خلفتها أعمال العنف والحرب ضد الإرهاب على سكان البلاد وخاصة الأطفال منهم. ولم تتوقف الإحصائية الحقوقية عند حدود فقدان الأطفال لآبائهم، بل كشفت أيضاً عن انخراط مليون طفل في سوق العمل، بالنظر لحالة العوز التي تعاني منها العوائل الفقيرة، إلى جانب وجود 45 ألف طفل بلا أوراق ثبوتية رسمية نتيجة انتماء آبائهم لتنظيم {داعش}. كما أشارت إلى وجود 4 ملايين ونصف مليون طفل ترزح عوائلهم تحت خط الفقر. وهناك 5000 شكوى مقدمة على خلفية العنف الأسري. وبشأن المصادر التي استندت اليها مفوضية حقوق الإنسان في مؤشراتها، قال العضو في مجلسها علي البياتي لـ{الشرق الأوسط} إن {عدد الأيتام استند إلى أرقام منظمة اليونسيف، أما بقية المؤشرات فاستندت إلى إحصاءات وزارة التخطيط العراقية ووكالات الأمم المتحدة، أو الشكاوى التي تسلمتها المفوضية}. وبحسب إحصاءات المفوضية المتعلقة بحياة المواطنين وأمنهم وحرياتهم، فإن مؤشراتها سجلت نسبة فقر 25 في المائة من مجموع السكان، ضمنهم إقليم كردستان، ونسبة بطالة قارب الـ14 في المائة. وسجلت مقتل 596 مواطناً بسبب أعمال العنف.

وبلغ عدد المواطنين المفقودين المتراكم منذ عام 2014، 8 آلاف مفقود، وأشارت المفوضية إلى أن السلطات العراقية لم تقم بواجبها حيال هؤلاء المفقودين واسرهم، لجهة إجراء التحقيقات اللازمة لمعرفة مصيرهم، أو تعويض عوائلهم ماليا. ومعظم حالات الفقد والتغييب هي في المحافظات التي احتلالها "داعش" بعد عام 2014. وأشار مؤشر المفوضية إلى اعتقال 10 ناشطين وصحافيين. وأكدت المفوضية تلقيها 900 شكوى تتعلق بحالات التعذيب وسوء المعاملة في السجون من دون أن تقوم السلطات بالتحقيق. أما في مجالي التعليم والصحة، فقد كشفت المؤشرات عن واقع مرير يعانيه الطلاب في المدارس من خلال حاجة البلاد إلى 8000 مدرسة، وكشفت عن ان نسبة التسرب وترك الدراسة بلغت 73 في المائة من اجمالي المراحل الدراسية وضمنها الكليات والجامعات (الابتدائية: 91%، المتوسطة: 36%، الثانوية: 18%، الجامعات 14%، ). وذكر إحصائية المفوضية عن وجود 1000 مدرسية طينية (مبنية من مادة اللبن).

وفي المجال الصحي، كشفت عن مقتل مقتل 175 وإصابة 150 في احتراق مستشفى ابن الخطيب في بغداد، ومستشفى الحسين في الناصرية المخصصان لعزل المصابين بفيروس كورونا. وذات المؤشرات القاتمة امتدت لتشمل مجال السكن والعشوائيات، حين أكدت المؤشرات حاجة البلاد إلى 3 مليون ونصف المليون وحدة سكنية للتغلب على أزمة السكن الخانة، وتحدث أيضا عن 4000 مجمع عشوائي يسكنها نحو نصف مليون أسرة، تتركز معظمها في العاصمة بغداد بواقع 1022 مجمع و700 مجمع في محافظة البصرة الجنوبية الغنية في النفط، علما ان اجمالي مداخيل النفط العراقي الذي يصدر معظمة من هذه المحافظة بلغت نحو 8 مليار دولار أمريكي في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، طبقا لإحصاءات شركة "سومو" النفطية. وفي مجال النقل، ونظرا لسوء حالة معظم الطرق الخارجية وعدم فاعلية الرقابة المرورية، سجل مؤشر المفوضية وقوع 8286 حادث مروري، تسبب بوفاة 2152 مواطنا.

يشار إلى أن إحصاءات ومؤشرات مفوضية حقوق الإنسان، جاءت بعد أيام من عودة أعضاء مجلسها إلى ممارسة مهامهم بعد أن أقدم البرلمان العراقي قبل انتهاء دورته في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إلى إيقافه من "دون سند قانوني". لكنها استأنفت عملها مجدداً منذ أيام، بعد أشهر عدة على إيقافها إثر انتهاء ولاية أعضائها البالغة أربع سنوات. وينصّ القانون، بحسب المفوضية {على انتخاب مجلس جديد للمفوضية من قبل البرلمان العراقي، إلا أن حلّ البرلمان السابق قبيل إجراء الانتخابات التشريعية في البلاد في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيّد عمل هذه المؤسسة التي كلّفها الدستور مراقبة الجانب الحقوقي في العراق طوال الفترة الماضية}.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ماذا وراء التفجير في مخيم برج الشمالي الفلسطيني في منطقة صور الجنوبية؟

الكولونيل شربل بركات/12 كانون الأول/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/104734/104734/

**انفجار برج الشمالي قد يكون نقطة انطلاق للإعلان عن ولادة منظمة عسكرية جديدة تخرق قواعد اللعبة وتسعى للتشبه بحزب الله في السيطرة على قسم من اللبنانيين وترك المجال مفتوحا لاعداء لبنان. فهل يدرك اللبنانيون قبل فوات الأوان ما يخطط لهم؟

حدث منذ يومين انفجار قيل بأنه اودى بحياة ما يزيد عن العشرين شخصا في مخيم برج الشمالي في منطقة صور الجنوبية. وفي المعلومات المتداولة أن مخزن سلاح تابع لحركة "حماس" ويقع تحت مبنى المسجد هو الذي انفجر وأشعل النار أو بالعكس إن حريقا امتد إلى المخزن المذكور وأحدث الانفجار. لا يهمنا تفاصيل الحدث ولا حتى كمية المتفجرات ولمن تعود ولكن يهمنا جدا أن يستهدف مخيما فلسطينيا في منطقة تقع جنوب الليطاني أي من ضمن عمليات قوات الأمم المتحدة التي يجب أن يشكل خمسة عشر الفا من عناصر الجيش اللبناني دعما لها حيث تتركز أكثر مهامهم على التعاطي مع السكان ومنع خرق بنود الاتفاق. إذاً فالجيش اللبناني بكل أجهزته وخاصة مخابراته مطلوب منه تغطية أي خرق لبنود هذا الاتفاق وخاصة ما يتعلق بتخزين الأسلحة في منطقة عمل الأمم المتحدة المحددة بحسب القرار الدولي 1701 الذي كان أنهى العمليات العسكرية الاسرائيلية صيف 2006 ضد حزب الله (بعد  قيام الأخير بعملية عبر الحدود أدت يومها إلى تصعيد عسكري كبير طال كل لبنان لمدة أكثر من شهر كامل) على أن يلتزم الجميع ببنود هذا القرار الذي يستند على القرارات الدولية المتعلقة بنفس الموضوع وهي 1559 و1655 و1680 وتتعلق بجمع السلاح من كل المنظمات اللبنانية والغير لبنانية في كل لبنان ومنع نقل الأسلحة عبر الحدود اللبنانية السورية أو التزود بها من اي طرف كان ومنع قيام اي تحرك عسكري عبر الحدود اللبنانية الاسرائيلية.

اختيار مخيم برج الشمالي بالذات له معنى كبير؛ أولا لأنه يقع في منطقة عمل القوات الدولية وهو جس نبض لهذه القوات وردة فعلها من جهة، ولكنه قد يكون رسالة لمن يعتقد بامكان استعمال الأمم المتحدة لتنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بجمع الأسلحة وتسلم الأمن من قبل الجيش اللبناني وقوات الشرعية وحدها من جهة أخرى. فقبل أن يستغل اللبنانيون التفاهم الفرنسي العربي ممثلا بالمملكة العربية السعودية والذي دعا من خلال البيان المشترك الصادر بعد زيارة الرئيس الفرنسي للملكة إلى تنفيذ هذه القرارات الدولية في لبنان، خاصة وأن الجو العام أصبح ملائما لهكذا فكرة واللبنانيون أكثر وضوحا بشأن التخلص من سيطرة حكومة الملالي بواسطة حزبالله التي أفقرتهم وأبعدت عنهم كل مساعدة وتعاون من قبل المحيط والمجتمع الدولي على السواء، فإن اطلاق مشروع "نضالي" جديدا بغطاء إيراني من جهة وتركي (وربما قطري) من جهة ثانية يعتبره بعض السنة واليساريين (ومنهم من لبس حطة عرفات أثناء المظاهرات) بأنه استمرار لما كان يسمى "المقاومة الفلسطينية"، وقد سبق لمجموعة الرابع عشر من آذار أن ايدت مواقف "حماس" هذه في قتالها ضد إسرائيل لا بل ذهب وفد منها إلى غزة لتهنئة المنظمة المذكورة يومها شاركت القوات اللبنانية فيه ممثلة بالنائب أنطوان زهرة، فإن مبدأ الساحة المفتوحة سيبقى. وإذا كان ذلك ممكنا فإنه سيكون الغطاء الأنسب لحزبالله الإيراني هذا وسيطرته على الساحة "كحركة مقاومة" تسند أي طرف للنضال ضد "الاحتلال الصهيوني" ولو كلاميا.

من هنا فإن الموضوع يجب أن يقارب من جهة مختلفة، فقد كان أبو مازن رئيس السلطة الفلسطينية عرض تسليم أمن المخيمات للسلطة الشرعية ووضع ما تبقى من القوات الفلسطينية داخلها بامرة الدولة، ما يمنع قيام اي تحرك عسكري فيها أو منها وذلك حفاظا على أرواح اللاجئين الفلسطينيين ومساهمة في استقرار لبنان. وكانت الدولة اللبنانية ومنذ الثمانينات ألغت اتفاق القاهرة الذي كان أعطى المنظمات حرية التصرف داخل المخيمات وفي أماكن أخرى من البلاد ما أدى إلى خرق الهدنة بين لبنان وأسرائيل وإدخال البلاد في صراعات لم تنتهِ بعد. إذاً موضوع فتح ميليشيا لمنظمة "حماس" أو لجماعة اليمن أو العراق أو ليبيا وما إلى هنالك من تسميات ليست بالأمر الوارد ويجب ألا تكون كذلك، وسعي حزب الله واسياده لمثل هذه التسهيلات لكي يضمنوا استمرار سيطرتهم على البلاد، كما جرى في سوريا يوم اخترعوا "داعش" وسمحوا لها بالانفلاش لتنفيذ تهجير السوريين من بيوتهم، وما يفعلونه بتخريب مؤسسات الدولة وافقار اللبنانيين ايضا لتسهيل تهجيرهم والسيطرة المطلقة على البلاد، فإن على كافة الفئات اللبنانية إلا تنغش بالمشاريع الإيرانية ولا بغيرها من المشاريع الفئوية ومنطق ابقاء لبنان ساحة لصراعات الآخرين، بل يجب التوحد حول فكرة سيادة لبنان الكاملة على أراضيه والتخلص من وحش المليشيات وخاصة سيطرة ايران وسوريا وغيرهما على منظمات يخترعونها للابقاء على التوتر في لبنان ومنعه من العودة للعب دوره في المنطقة المحيطة وريادته الحضارية في مجال العلاقات الجيدة مع كافة بلدان المنطقة وخاصة البلاد العربية وغيرها من البلدان التي تعامله كدولة سيدة حرة مستقلة لا كتابع أو ساحة لتصفية حساباتها.

انفجار برج الشمالي قد يكون نقطة انطلاق للإعلان عن ولادة منظمة عسكرية جديدة تخرق قواعد اللعبة وتسعى للتشبه بحزب الله في السيطرة على قسم من اللبنانيين وترك المجال مفتوحا لاعداء لبنان. فهل يدرك اللبنانيون قبل فوات الأوان ما يخطط لهم؟ وهل سيعرفون كيف يردوا على اللعب فيهم بالسعي الجدي للتخلص من كل آفات الحرب والسلاح ومعتنقي مباديء القهر واعتماد القوة بدل السعي لتنفيذ القرارات الدولية تحت البند السابع وتغطيتهم لهكذا مشروع، لا بل السعي لدى دول العالم لتنفيذه وعدم مساندة اي حامل سلاح مهما لعب على العواطف أو جرب الارهاب أو التخويف؟ فوجود مثل هؤلاء ومنعهم قيام الدولة الحقيقية والقادرة هو الخطر المهيمن، منذ السماح لعرفات بتحجيم دور الدولة ومن ثم لغيره بالتسلط تحت شعارات واهية ومشاريع مضنية كلفتنا زوال لبنان كدولة قادرة وافقار شعبه وتوسلهم لقمة العيش بدل أن يوزعوا هم معارفهم وقدراتهم وثرواتهم على المحتاجين...

 

لبنان… أسير “الحروب الصغيرة”

وسام أبوحرفوش وليندا عازار/الراي الكويتية/12 كانون الأول/2021

رغم الدلالاتِ المهمّة لتثمينِ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي جولةَ وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الخليجية و«التأكيد الثابت خلال الجولة على دعْم لبنان واللبنانيين»، فإن هذا الموقف لم يبْدُ أكثر من «إعلان نيات» بلا «وزن سياسي» سواء على مستوى الداخل المحكوم بـ «موازين قوى» بات مجلس الوزراء نفسه، كما مجمل الواقع اللبناني أسيرها، أو على صعيد معاودة تطبيع العلاقات مع دول الخليج العربي وفق «شرعةٍ سياسية» واضحة باتت هي الإطار الناظم لمقاربة هذه الدول الموقف من «بلاد الأرز» ومدّها بالدعم المالي.

فميقاتي، الذي مَنَحَه ولي العهد السعودي إبان زيارة الرئيس ايمانويل ماكرون للمملكة «فرصةً» بكسْر الصمت مع لبنان الرسمي قبل أن يبلور البيانُ المشترك السعودي – الفرنسي الركائز الإصلاحية والسياسية – السيادية لطيّ الصفحة الأكثر تأزُّماً في علاقات بيروت مع الرياض، حرص في ختام جولة محمد بن سلمان الخليجية على التغريد، مثمناً إياها «والمساعي المستمرة لتعزيز أُطر التعاون والتنسيق بين دول مجلس التعاون، والدول العربية كافة، ولبنان من ضمنها»، مضيفاً «وأقدّر التأكيدَ الثابت خلال الجولة على دعم لبنان واللبنانيين، وأن يكون منطلقاً لخير الدول العربية».

ورأت أوساطٌ واسعة الاطلاع أن رئيسَ الحكومة بنفسه أضاء على القطبة التي لم يَعُد خافياً عجز ميقاتي وأياً من المسؤولين عن مقاربتها بما يلزم، ودائماً وفق معادلة «الرغبة وإن وُجدت لا تعني القدرة»، معتبرة أن العبارة – المفتاح في «تغريدة الثناء» كانت «أن يكون (لبنان) منطلقاً لخير الدول العربية»، ومشيرة إلى أن هذا المنطلق بمفهوم دول مجلس التعاون صار مرسوماً بوضوح كامل وبات عنواناً مشترَكاً بين هذه البلدان وتحديداً لجهة حصْر السلاح بيد الدولة ووقف «الأعمال الإرهابية» والقضاء على آفة المخدرات.

وإذا كان هذا «المنطلق» عبّر عن نفسه على امتداد جولة محمد بن سلمان الخليجية، فإنه كان الأكثر اكتمالاً في البيان المشترك الكويتي – السعودي لجهة تسمية القرارات الدولية ذات الصلة بسلاح «حزب الله» إذ أكد «ضرورة إجراء إصلاحات شاملة تضمن للبنان تجاوزه لأزماته وحصر السلاح بمؤسسات الدولة الشرعية وفق ما جاء في قراري مجلس الأمن 1559 و1701 وألا يكون لبنان منطلقاً لأي أعمال إرهابية وحاضنة للتنظيمات والجماعات التي تستهدف أمن واستقرار المنطقة ومصدراً لآفة المخدرات المهددة لسلامة المجتمعات في المنطقة والعالم».

وفي حين كانت الداخلية اللبنانية تعلن أن الأجهزة الأمنية أحبطت قبل أيام قليلة محاولة تهريب 4 ملايين حبة كبتاغون (ضُبطت في محلة بئر حسن) كانت مخبأة داخل شحنة من أكياس البن معدة للتصدير الى السعودية عبر الأردن وانه تم توقيف لبناني وسوري متورّطيْن في العملية، وسط اعتبار الوزير بسام مولوي أنّه «بالأمن الاستباقي لبنان لن يكون منصة لتصدير الأذى إلى أشقائه»، فإن شقّ «الإصلاحات السياسية» في «دفتر الشروط» الخليجي لا يشي بأنه قابل لأي ترجمات من الجانب اللبناني حيث لا يملك طرفٌ بعيْنه مقاربة عنوان شائك بحجم وضعية «حزب الله» الذي يُمْسك أولاً بمختلف مفاصل القرار ناهيك عن التشابكات السياسية التي تجعل مثل هذا الملف محور تجاذبات مانعة لأي دفْع به نحو صدارة الأجندة الداخلية.

وإذ ترى الأوساط أن ميقاتي ومنذ تشكيل حكومته قبل 3 أشهر كان أعجز من عقد أكثر من 3 جلسات لحكومته المعطّلة منذ شهرين بالتمام والكمال رغم هدير الانهيار الشامل وتسلُّل متحور «أوميكرون» إلى لبنان الذي أكد تسجيل أول إصابتين مع شكوك في 6 حالات أخرى، فإنها ترى أن اندفاعة رئيس الحكومة لملاقاةٍ «مخفَّفة» للمضامين اللبنانية لجولة ولي العهد السعودي تُنْذِر بالمزيد من «المتاعب» له في الجانب المتصل بمحاولات إحياء جلسات مجلس الوزراء المعلّقة على معركة الثنائي الشيعي «حزب الله» ورئيس البرلمان نبيه بري لإقصاء المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق بيطار، والتي تبقى «الفالق» الأساسي الذي يُنْذر بـ «زلازل» سياسية تضع الحكومة برمّتها في دائرة السقوط الذي لا يريده رئيسها. وفي حين كانت ترتسم معالم «حرب خافتة» بين رئيس الجمهورية ميشال عون وميقاتي حول صلاحية التفاوض مع صندوق النقد الدولي وسط كشف صحيفة «الأخبار» أن الأول سجّل «شكوى خطّية لدى رئاسة الحكومة من تغييبه عن المفاوضات وإجرائها دون علمه»، مستنداً إلى منطوق المادة 52 من الدستور (تنص على أن يتولّى رئيس الجمهورية المفاوضة في عقد المعاهدات الدولية وإبرامها بالاتفاق مع رئيس الحكومة)، فإنّ الأوساط المطلعة ترصد تفاعلات البيان الذي صدر أمس عن المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى الذي انعقد برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان وحضور رئيس الحكومة. وتضمّن البيان إشاراتٍ بارزة بينها «أن تصحيح صورة لبنان عربياً ودولياً تبدأ بتصحيح صورته الداخلية وطنياً، بحيث تستعيد الدولة سيادتها على قراراتها، وعلى ذاتها، وعلى أراضيها، أمنياً وسياسياً. وأن تستعيد هويتها العربية ودورها في الأسرة العربية، بحيث لا تسمح ولا تسكت عن أي تواطؤ أو طعن لأي من الأشقاء في الظهر لحسابات ومصالح جهات خارجية أياً كانت». وأضاف: «لقد دفع لبنان غالياً جداً ثمن استخدامه مسرحاً لصراعات الآخرين».

وأكد «الشرعي الأعلى» دعمه ووقوفه الى جانب ميقاتي «الذي يعمل جاهداً للخروج من المأزق الذي يعيشه لبنان في علاقاته مع أشقائه العرب خصوصاً السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي (…)»، معلناً «ان الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي صمام أمان لعروبة لبنان وسيادته وحريته، واحتضانهم له يؤكد عودة لبنان الى عمقه العربي والالتزام قولاً وفعلاً بتنفيذ كل بنود اتفاق الطائف». وفيما تمنى على ميقاتي «توجيه دعوة لانعقاد جلسة لمجلس الوزراء في الوقت الذي يراه مناسباً لمعالجة كل الأزمات المتنوعة التي يمر بها لبنان داخليا وخارجياً»، تساءل «لماذا هناك إصرار على محاكمة الرؤساء والوزراء في قضية انفجار مرفأ بيروت من خلال المجلس العدلي رغم أن الدستور واضح للعيان أن محاكمتهم تكون من خلال المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء»؟

وأطلت النقطة الأخيرة من البيان على المأزق المستحكم الذي حوّل الحكومة رهينة ملف إقصاء بيطار، الذي يتقاطع ميقاتي والثنائي الشيعي على كف يده عن ملاحقة رؤساء الحكومة والوزراء (حاليين أو سابقين)، مع فارق أن رئيس الحكومة يرفض زج مجلس الوزراء في هذه «المحرقة السياسية» تجاه المجتمع الدولي، في حين أن موقف رئيس الجمهورية وفريقه يتأرجح – تحت سقف عدم قبول توريط الحكومة بهذا الملف – بين إشاراتٍ حمّالة أوجه لإمكان السير بتجزئة مَهمة كبير المحققين في «بيروتشيما» عبر البرلمان مقابل «أثمان» انتخابية، وبين عدم السير بهكذا خيارٍ «قاتِل شعبياً» مع دخول البلاد مدار استحقاق ربيع 2022 النيابي. ولم يكن عابراً على وقع تَمَدُّد «المتاريس» بين مكوّنات الحكومة أن «يشتدّ عصف» ملف بيطار، الذي أطلق إشاراتٍ مباشرة إلى عدم اكتراثه للسقف الأعلى الذي اعتمده بمواجهته رئيس البرلمان عبر «مضبطة اتهام» لم تخْلُ من تصويبٍ «مشفّر» على فريق عون الذي لم تنفكّ أجواء الثنائي الشيعي، تعتبر أنه يوفّر «الحماية» لمسار بيطار بخلفية استهدافات سياسية – انتخابية. فعلى وقع كلام نُقل عن بري بلغة التحذير من «اللعب بالنار» بعد وصفه بيطار بـ «المتآمر وينفذ الأوامر ويتلقى التعليمات التي ضربت مسار التحقيق»، مؤكداً أنه سيبقى على موقفه «حتى قيام الساعة»، ومصوّباً على الناشطين في «الغرف السوداء التي تحرك بيطار»، انبرى المحقق العدلي في أول قرار له بعد استئناف عمله وسقوط الدعاوى لردّه وكفّ يده لإعادة مذكرة التوقيف الغيابية الصادرة في حق الوزير السابق النائب علي حسن خليل (مستشار بري) إلى النيابة العامة التمييزية آمراً بتنفيذها بشكل فوري من الأجهزة الأمنية، وسط اعتبار مصدر قضائي «أن امتناع جهاز أمني عن تنفيذ مذكرة قضائية يعد سابقة خطيرة وتمرداً على قرارات السلطة القضائية». جاء ذلك، بعد رفض المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان قبل أسابيع تنفيذ مذكرة التوقيف الغيابية التي صدرت في 12 تشرين الأول بحق خليل، وإحالة النيابة العامة التمييزية رأي عثمان بهذه المذكرة على المحقق العدلي الذي أصرّ عليها وطلب تنفيذها فوراً.

 

"حماس".. وسلاحها الخطير على لبنان

خيرالله خيرالله/العرب/13 كانون الأولم2021

كلّ ما في الأمر أن "حماس" ترفض أن تتعلّم من تجارب الماضي القريب التي مرّ فيها الفلسطينيون خصوصا في لبنان وترفض أخذ العلم بمدى خطورة سلاحها على لبنان.. أو ما بقي من لبنان.

فوضى السلاح

يعطي انفجار مستودع أسلحة لحركة “حماس” في مخيّم البرج الشمالي قرب مدينة صور الساحليّة فكرة عن ممارسات الحركة التي أخذت على عاتقها تشويه صورة الشعب الفلسطيني أينما حلّت. قتل ما لا يقلّ عن شخصين وسقط جرحى جراء الانفجار بعدما امتدت النار إلى مخزن لسلاح ومتفجرات عائد إلى “حماس” في أحد مساجد المخيّم الواقع في جنوب لبنان. كلّ ما في الأمر أن “حماس” ترفض أن تتعلّم من تجارب الماضي القريب التي مرّ فيها الفلسطينيون، خصوصا في لبنان. ترفض أخذ العلم بمدى خطورة سلاحها على لبنان.. أو ما بقي من لبنان. جاء الانفجار بعد ساعات من الزيارة التي قام بها يائير لابيد وزير الخارجية الإسرائيلي إلى القاهرة حيث ناقش مع كبار المسؤولين، وعلى رأسهم الرئيس عبدالفتاح السيسي، موضوع إعادة إعمار غزّة التي تسيطر عليها “حماس” بإحكام منذ منتصف العام 2007. تلعب مصر دورا إيجابيا مشكورا ذا طابع إنساني في جعل الحركة تستعيد صوابها وتوفّر على أهل غزّة مزيدا من العذابات والبؤس والدمار والتخلّف.

تريد "حماس" كتابة تاريخ فلسطين من جديد وربطه بالمصلحة الإيرانيّة. تفعل ذلك أيضا من خلال ممارسات لها في لبنان

حيثما وجدت “حماس” يوجد معها الخراب. لماذا تخزّن سلاحا ومتفجرات في لبنان؟ لماذا ترفض أخذ العلم بأن منظمة التحرير الفلسطينية وحركة “فتح” بالذات، خاضتا نضالا طويلا من أجل الوصول إلى بلورة مشروع وطني فلسطيني؟ أهمّ ما ترفض الاعتراف به أن الخروج من لبنان سمح لمنظمة التحرير الفلسطينية باستعادة حريتها. هناك حنين لا معنى له للعودة إلى ممارسات مدانة انطلاقا من لبنان. من المستغرب هذا الإصرار لدى “حماس” على تخزين أسلحة وذخائر في جنوب لبنان مستغلة غياب الدولة اللبنانيّة عن المخيّمات الفلسطينية. كان يكفي تذكّرها بما تسبب به السلاح الفلسطيني في لبنان من أضرار لحقت بالبلد وباللبنانيين من أجل تفادي مثل هذا التوجّه. لكن ما العمل مع حركة تنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين لا يهمّها ما حل بالفلسطينيين في غزة، فكيف يمكن أن يهمها ما يحل بالفلسطينيين في لبنان وباللبنانيين الذين يقيمون في مناطق قريبة من المخيمات؟

يمكن وضع تصرّف “حماس” في إطار يتجاوز الانفجار الذي وقع في مخيّم البرج الشمالي.

أخذت “حماس” على عاتقها منذ قيامها أواخر العام 1987 ضرب المشروع القائم على حلّ الدولتين. نفّذت سلسلة من العمليات الانتحارية في إسرائيل من أجل جعل اتفاق أوسلو، الذي وُقّع في العام 1993،  خاليا من أي مضمون. قدّمت بذلك خدمة لا تقدر بثمن لليمين الإسرائيلي الذي رفض أصلا أوسلو من منطلق أنّ عليه القضاء على خيار الدولتين.. حتّى لو بقي مثل هذا الخيار مجرّد احتمال.  بعد أقل من سنة من قيام “حماس”، اعترف المجلس الوطني الفلسطيني بالقرار الرقم 242 في دورته التي انعقدت في الجزائر في تشرين الثاني – نوفمبر من العام 1988. فتح ذلك الأبواب تدريجيا أمام حوار أميركي – فلسطيني بعدما أعلن ياسر عرفات، من مقرّ الأمم المتحدة في جنيف بالفم الملآن وباللغة الإنجليزية “إدانة الإرهاب”. كان فتح الحوار بين منظمة التحرير والإدارة الأميركية بداية مرحلة جديدة في النضال الفلسطيني من أجل إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقيّة. أخيرا تخلّصت الإدارات الأميركية من عقدة التعهّد الذي قطعه وزير الخارجيّة  هنري كيسنجر لإسرائيل في منتصف سبعينات القرن الماضي. كان هذا التعهّد يقضي بامتناع واشنطن عن الدخول في أيّ حوار مع منظمة التحرير الفلسطينيّة. قبل ذهاب ياسر عرفات إلى اعتماد الخيار السياسي وبعده، ارتكب الرجل أخطاء كبيرة في مسيرته. من بين هذه الأخطاء جعل منظمة التحرير الفلسطينيّة رهينة لدى النظام السوري بسبب ولعه بإيجاد موقع على الأرض اللبنانيّة. لم تتوقف “حماس” منذ ولادتها عن السعي لإعادة عقارب الساعة إلى الخلف متجاهلة النضال الطويل للشعب الفلسطيني. رفضت في الوقت ذاته الاستفادة من التجارب المرّة التي مرّ فيها الفلسطينيون منذ انطلاق الكفاح المسلّح في مطلع العام 1965.

من المستغرب هذا الإصرار لدى "حماس" على تخزين أسلحة وذخائر في جنوب لبنان مستغلة غياب الدولة اللبنانيّة عن المخيّمات الفلسطينية

 يمكن لتصرفات “حماس” في لبنان وتخزينها أسلحة فيه تفسير القرار البريطاني الذي اتخذ الشهر الماضي والقاضي باعتبار الحركة منظّمة “إرهابيّة”. وقتذاك، قالت وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتيل في تغريدة على تويتر “تمتلك حماس قدرات إرهابية كبيرة بما في ذلك الوصول إلى ترسانة (أسلحة) واسعة ومتطورة فضلا عن معدات إرهابية. لهذا أتحرك اليوم لحظر حماس بالكامل”. من الواضح أن وزيرة الداخليّة البريطانيّة، مثلها مثل وزيرة الخارجيّة اليزابيت تروس، ترى في “حماس” أداة إيرانيّة. تلمّح الوزيرتان إلى أسلحة متطورّة لدى “حماس”، مصدرها إيران، في وقت تصدر إشارة بعد أخرى عن مخاوف من الدور الذي تلعبه الطائرات المسيّرة الإيرانية الموجودة عند ميليشيات، مثل “حماس”، يتحكّم بها “الحرس الثوري” الإيراني. ثمة نقطة أخرى تستأهل التوقف عندها. تتعلّق هذه النقطة بالأولويات التي تتحكّم بـ”حماس”. الأكيد أنّ تحرير أيّ شبر من فلسطين ليس في مقدم هذه الأولويات. انسحبت إسرائيل من غزّة في ضوء حسابات خاصة بها. حوّلت “حماس” غزّة إلى إمارة إسلاميّة محاصرة. يقف العالم متفرّجا على الظلم الذي لحق بأهل غزّة. تكفلت “حماس”، بفضل صواريخها، في جعل إسرائيل تبدو في مظهر الضحيّة وبرّرت ممارساتها الحصار الذي تفرضه على القطاع. كشفت “حماس” أنّ هدفها الحقيقي تغيير طبيعة المجتمع الفلسطيني وتحويله من مجتمع منفتح ومثقّف ومتسامح إلى مجتمع متزمّت ومتخلّف كي يسهل التحكّم به. قضت “حماس” على المشروع الوطني الفلسطيني. قضت عمليا على القرار الفلسطيني المستقلّ وحوّلت غزة إلى قاعدة صواريخ إيرانيّة. هذا ما دفع بريطانيا إلى اتخاذ قرارها المتعلّق بتلك الحركة التي تعتقد أنّ كلّ ما قام به ياسر عرفات، بايجابياته وسلبياته، وصولا إلى قيام سلطة وطنيّة فلسطينيّة، ليس سوى إضاعة للوقت. تريد “حماس” كتابة تاريخ فلسطين من جديد وربطه بالمصلحة الإيرانيّة. تفعل ذلك أيضا من خلال ممارسات لها في لبنان. تتجاهل حتّى أن لبنان في وضع الدولة المفلسة والمنهارة التي تعاني أوّل ما تعاني من فوضى السلاح.. سلاح “حزب الله” الإيراني الذي ورث السلاح الفلسطيني!

 

عون يضغط بالاتجاهات كلها: الانتخابات النيابية والرئاسية والتعيينات والتشكيلات

منير الربيع/المدن/13 كانون الأول/2021

لا يلاحظ الناظر في الوقائع السياسية اللبنانية ويومياتها، أي متغيرات أساسية. فالأمور تبدو معلقة في جمود مبين، أو تدور في حلقة مفرغة. الحكومة معطلة والخلاف حول مسار القاضي البيطار ومصيره مستمر. ولا يمكن إغفال تداعيات ذلك على مواقف أخرى، تنعكس خلافاً في مجالات شتى: من التعيينات إلى السياسة النقدية والموقف من حاكم مصرف لبنان.

الخارج يراقب عون

لذا تتجه أنظار كل القوى السياسية إلى استحقاقي الانتخابات النيابية والرئاسية، بالتزامن مع إبقاء النظر منصباً نحو الخارج وتطورات مواقفه وانعكاساتها على الداخل. ويقول ديبلوماسيون عرب وأجانب إن المرحلة المقبلة عنوانها العلاقة بين رئيس الجمهورية ميشال عون وحزب الله. فهي ستشهد الكثير من المتغيرات أو التوترات. وتتصاعد الضغوط بين الطرفين، حتى 30 من شهر تشرين الأول 2022. ولا تخفي المصادر الديبلوماسية استمرار التواصل بأشكال عدة بين عون وحزب الله، تحضيراً للمرحلة المقبلة: اتفاقات حول تسيير الأمور في أشهر العهد الأخيرة، والبحث عن تفاهمات في الانتخابات النيابية، وما يمكن لرئيس الجمهورية تحصيله على خطّ معركة رئاسة الجمهورية. وأصبح واضحاً للجميع أن عون يخوض إحدى أشرس معاركه: تأمين استمرار عهده برئيس "لا يختلف عنه". وهذه المواصفات تنطبق حصراً على صهره جبران باسيل.

عون منشغل بنهاية عهده

وبناء عليه يفترض بكل الملفات الخلافية أو المتفق عليها أن تصب في هذا الاتجاه. ويمارس عون اليوم ضغوطاً لإقالة مدير عام قوى الأمن الداخلي عماد عثمان. وثمة من يقول إن ميقاتي يوافق على الإقالة، ويطرح اسم عميد من آل الحجار بديلاً لعثمان. وينتظر الجانبان اللحظة المناسبة لتعيين البديل. وفي خضم هذه النقاشات برز توجه يقول إن إقالة رئيس جهاز أمني مسلم مستحيلة بدون إقالة رئيس جهاز أمني مسيحي مقابله. وتشير معطيات إلى إمكان التفكير بإقالة مدير عام أمن الدولة اللواء طوني صليبا، وتعيين عميد من آل الشويري. لكن الأمور لم تنضج بعد، والبت بها مؤجل.

فالبحث يتركز على سلّة شاملة من التعيينات والتشكيلات القضائية، إضافة إلى حاكمية المصرف المركزي. لكن الاتفاق لا يزال متعثراً. أما هدف عون من ذلك فهو إنجاز تشكيلات وتعيينات ترضيه قبل انتهاء عهده.

تمديد للبرلمان؟

مسألة أخرى تبدو طاغية: إعادة التفكير في احتمال تسوية سريعة، تحمل المجلس النيابي الحالي على انتخاب رئيس جمهورية من ضمن تسوية شاملة. لكن مقومات هذه الفكرة غير ناضجة حتى الآن. أما منطلقها الأساسي فهو اقتناع الجميع بضرورة تمديد ولاية المجلس النيابي، وتأجيل الانتخابات البرلمانية ليتمكن المجلس الحالي من انتخاب الرئيس. وهذا الأمر لا يمكن حسمه لبنانياً بمعزل عن موافقة دولية وإقليمية. وهو يرتبط داخلياً بعلاقة عون وحزب الله. لذلك تركز الأوساط الديبلوماسية على ضرورة مراقبة هذا المسار وتطوراته. وبعد استعراض آفاق المرحلة المقبلة، ترى مصادر أن علاقة حزب الله بعون متوترة حالياً، على خلفية خوض الأخير معركة تأمين خليفته، فيما لا يبدو حزب الله قادراً على إعطاء أي موقف مسبق في شأن باسيل، طالما أن علاقته سيئة بالقوى السياسية كلها.

 

المحتاجين... لبنان أمام مخطط تحصين الناهبين!

حنا صالح/الشرق الأوسط/12 كانون الأولم2021

في 21 أكتوبر (تشرين الأول) 2019، اليوم الرابع على انطلاقة ثورة «17 تشرين»، ومع بدء امتناع المصارف عن الدفع، طالب نادي القضاة بتطبيق القانون 44 للعام 2015، الذي يتيح تجميد الحسابات في الداخل والخارج، وإخضاعها للتدقيق، والأمر متاح لارتباط هذا القانون بمكافحة التهريب وغسل الأموال. وحدد القضاة المطلوب تجميد حساباتهم بأنهم كل من تسلم مسؤولية رسمية على كل المستويات، يضاف إليهم المديرون العامون والقضاة وكبار الضباط، إلى كل من حوله شبهة إثراء غير مشروع.

جرى إهمال هذه المطالبة، فيما بدأت الفضائح تظهر وكرة الانهيارات تكبر؛ إفلاسات وانهيار قطاعات إنتاجية وبطالة. وبدأ تجار السياسة يتسابقون إلى الحديث عن ضرورة سن القوانين لاستعادة الأموال المنهوبة، وحماية حقوق المودعين في المصارف. ورفض الناس أن يصدقوا أن ودائع قيمتها أكثر من 120 مليار دولار وتعود إلى نحو مليون ونصف المليون شخص قد تبخرت وغير موجودة! وحتى اليوم، لا يصدق من تم السطو على جنى أعمارهم هذا الواقع، رغم ما تعرضوا له من إذلال على أبواب المصارف، واتساع المعاناة، وتبدل حياة مواطنين انتقلوا من الاستقرار المعيشي والبحبوحة إلى الفاقة، وباتت نسبة المعوزين الذين نهبوا وأفقروا إلى ما يزيد على 82 في المائة من السكان!

تفاقم الوضع مع الحكومة التي شكلها «حزب الله» وجيءَ بحسان دياب لرئاستها، وكانت مهمتها مزدوجة الامتناع عن أي تدبير لكبح الانهيارات وتغطية مخطط التهريب الذي نقل جزءاً من الثروة إلى الخارج. وفاقمت الجائحة الوضع المتردي، ووقعت بيروت ولبنان يوم 4 أغسطس (آب)، ضحية للتفجير الهيولي الذي دمر المرفأ ورمد ثلث العاصمة... وسرعان ما تبين أنهم في مواقع القرار، بدءاً من رئيس الجمهورية، كانوا يعلمون بوجود وسادة موت تحت رؤوس المواطنين، لكن أحداً منهم لم يتحمل مسؤولية حماية الأرواح والبلد!

رغم أن الثورة تمكنت من تصديع التسوية الرئاسية ولم تنجح في بلورة البديل السياسي، استمرت بأشكال مختلفة عصية على التطويع ويتسع انتشار الوعي الذي أدخلته، وتتعمق ظاهرة دخول الناس كلاعب سياسي رئيسي. وتباعاً، بعد جريمة تفجير المرفأ وبدء التحقيق العدلي، شهدت العدلية انتفاضة قضائية، أكدت أنه بالممارسة يمكن تحقيق استقلالية القضاء وإنهاء زمن الحصانات، وهي بين أبرز إفرازات قانون العفو عن جرائم الحرب، الذي كرس قانون الإفلات من العقاب. بالمقابل بدا البلد محكوماً بدوامة من الانهيارات المتلاحقة. أعداد كبيرة سارعت إلى الحصول على جوازات سفر، وأعداد الذين غادروا وقطعوا «وان واي تيكت» رأوا أن لبنان لم يعد المكان الصالح للعيش ولا بديل عن الرحيل بعيداً عنه، لأن الفرص انعدمت!

رغبة الابتعاد راودت كثيرين ممن يطلبون الدواء ويعجزون عن دفع ثمنه فيستغنون عنه قسراً ولو أن المرض عضال، أو ممن يطالعون الارتفاع الصاروخي في أسعار السلع فيغادرون السوبر ماركت مع ما خف حمله. والنتيجة الأخطر ما يمكن تلمسه من ارتفاع متتالٍ في معدل أعمار المتبقين، خصوصاً في الأرياف، التي هجرها الكثير من شبابها، وبقي الكهول، تمزقهم المرارة ينطرون الأبواب ولا يريدون لها أن تقفل ويأكلها الصدأ... وهم يدركون أن صفحة كبيرة طويت وحياة أخرى كانت واليوم انتهت!

هذا التردي نتيجة لمرور أكثر من عامين على «17 تشرين» والمنظومة المتحكمة، وبالأخص في البرلمان، تماطل حتى في وضع قانون «كابيتال كونترول»، تاركة الحبل على غاربه أمام الكارتل المصرفي السياسي يهرّب الأموال للنافذين، التي قدرتها «موديز» بـ9 مليارات و500 مليون دولار خلال هذه الفترة. ما أثبت أن «إهمال» النواب لم يكن عرضياً بل كان مخططاً له لحماية مصالح المنظومة السياسية وشركائها المصرفيين المرابين. واللافت هنا أن المصارف التي حجبت أموال المودعين، أمنوا لها حماية قضائية. لكن مع بدء الانتفاضة في العدلية بدأ يتبدل المشهد؛ انقلبت المواقف واستعجل البرلمان محاولة إقرار «كابيتال كونترول» فُصل على مقاس المصارف، بهدف حمايتها وتحصينها ضد الملاحقة، أي العفو عن الجرائم التي ارتكبت بحق المودعين.

في الأسبوع المنصرم أصدرت المحكمة قراراً بالحجز على 100 عقار يملكها مصرف «فرنسا بنك» لتسديد وديعة قيمتها 40 مليون دولار، وقبل ذلك قررت المحكمة أن إيفاء الوديعة بالشيك غير مقبول إذا لم يسدد المبلغ. وبالتوازي بدأت تتالى الأحكام والملاحقات في الخارج. فبعد حكم المحكمة الفرنسية في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) بإجبار مصرف «سرادار» على سداد وديعة تتجاوز 3 ملايين يورو، حددت المحاكم البريطانية يوم 21 الحالي للنطق بالحكم ضد مصرف «لبنان والمهجر» لتسديد وديعة قيمتها 4.1 مليون دولار، والمحاكمات أمام المحاكم الإنجليزية مستمرة ضد مصارف «سوسيتيه جنرال» و«عودة» والبنك اللبناني الفرنسي.

أصيبت المنظومة السياسية بالذعر، لكن هالة «17 تشرين» منعت النواب عن إقرار قانون يستبق الأحكام في الخارج والداخل تضمن بالحرف: «إن أحكام هذا القانون تطبق فوراً على الدعاوى والمنازعات في الداخل والخارج التي لم يصدر فيها حكم مبرم وغير قابل لأي طريق من طرق المراجعة»! سقطت المحاولة لكنهم سيحاولون مجدداً ولن يرتدعوا عن أي شذوذ يمنح صك براءة للجهات المسؤولة عن جريمة بحجم إفلاس لبنان وإفقار شعبه.

الانتفاضة القضائية اندلعت على خلفية التحقيق العدلي في جريمة تفجير المرفأ والأداء الشجاع لقاضٍ نزيه هو طارق البيطار، الذي قال بالممارسة إن الكلمة الفيصل للقضاء، لذلك لم يهب وعيد «حزب الله» بـ«قبعه»، ولا تكرار استهدافه من قبل حسن نصر الله وكل المنظومة السياسية والدينية، علاوة على نشاط الغرف السوداء التي تفبرك الدعاوى، بهدف إضاعة الوقت والتعطيل، وبقصد سحب الملف من المحقق العدلي لإبطال العدالة! وبلغ التدخل في الشأن القضائي الذروة، مع إطلاق نبيه بري حملة تحريض وصفت البيطار بـ«المتآمر» الذي «ينفذ الأوامر ويتلقى التعليمات التي ضربت مسار التحقيق في جريمة المرفأ»!

الاستهداف مفهوم، لأن استعادة العدلية وكسر استتباعها ضمانة للعدالة في جريمة المرفأ، وضمانة لاستعادة الحقوق والمنهوب وتقديم المرتكبين إلى العدالة... والحملة التي قام بها مغتربون لتسجيل أسمائهم للمشاركة في الانتخابات، تؤكد أن من هم في الخارج لن يكتفوا بتحويل الأموال للمساهمة ما أمكن بدرء المجاعة، بل ارتباطهم كبير بأهلهم وبلدهم، وهم كما القضاء رافعة داعمة للداخل في معركة استعادة الدولة المخطوفة بالسلاح، واستعادة الجمهورية التي تتسع لأحلام اللبنانيين وترفض اقتلاع البلد واستتباعه... وفي كل ذلك التأكيد على أهمية حماية المسار القضائي لبلوغ الحقيقة والعدالة وطي صفحة زمن الإفلات من العقاب!

 

"حزب الله" أقنع باريس بخطورته فعادت الرّياض إلى الواجهة اللبنانيّة

فارس خشان/ النهار العربي/12 كانون الأول/2021

منذ انتهاء زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمدينة جدّة، وضع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الملف اللبناني في جدول اهتماماته، انطلاقاً من الثوابت التي تضمّنها "إعلان جدّة". قبل ذلك، كانت الرياض، كلّما هبّت عليها الرياح من لبنان، عمدت إلى إقفال الأبواب في وجهها، رافضة كل نقاش في مواضيعه، على اعتبار أنّ "الوسطاء" يريدون منها أن تتراجع عن "سياسة الإهمال"، على قاعدة "وجوب نجدة لبنان"، من دون إجراء أيّ مراجعة للواقع المأزوم الذي يعاني منه. قبل "إعلان جدّة"، كان المسؤولون السعوديون يقولون لكل من يراجعهم: لبنان، بمواصفاته الراهنة لا يعنينا، وعندنا ما يكفي من وسائل لنحمي بلادنا من الأضرار التي يحاول أن يلحقها بأمننا الوطني والاستراتيجي والاجتماعي. في مكان ما كانت القيادة السعودية على قناعة بأنّ فرنسا التي سلّم لها المجتمع الدولي برعاية الشأن اللبناني، قد عقدت صفقة مع إيران، لتحافظ على مصالحها فيه، وتالياً كانت ترفض أن تتجاوب مع أيّ مسعى يصب في خانة تقوية الدور الفرنسي في لبنان. باريس التي طالما نفت أن تكون قد "سلّمت" لبنان الى إيران، أصرّت على أنّ سلوكها الذي يثير "النقمة" لا يهدف في الواقع سوى الى طمأنة "حزب الله"، بضمانة إيرانية، من أجل إزالة العوائق أمام مبادرة الإنقاذ التي يحتاج إليها لبنان، وتالياً يمنع انهيار لبنان كلّياً ويحول دون "تمويت" شعبه وتهجيره وتحويله الى رقعه جغرافية يعيش فيها فقراء يحكمهم متطرّفون.

وبقيت باريس مصرّة على هذا النهج، إلى أن أقنعها "حزب الله" نفسه بأنّها "موهومة"، إذ اكتشفت أنّ  "مسايرتها" له، زادته "تصلّفاً" وأقنعته بأنّ "التعطيل" هو سبيله لفرض هيمنته الكاملة على كل أوجه الحياة اللبنانية. وقد طفح الكيل الباريسي، بعدما خيّر "حزب الله" الحكومة اللبنانية التي تشكلت بموجب "تفاهم فرنسي - ايراني"، بين "الغيبوبة" و"قبع" المحقق العدلي في ملف انفجار مرفأ بيروت طارق البيطار. ووصلت الأمور إلى مستويات غير مقبولة على الإطلاق، يوم وضعت المخابرات الفرنسية الخارجية، تقريراً مفصّلاً عن حقيقة الحوادث الدموية التي شهدتها منطقة الطيونة، حيث تبيّن، وفق التقرير، أنّ "حزب الله" يريد، بالترهيب، أن يأخذ ما يعجز عنه بالإقناع. وعندما وقف "حزب الله" داعماً استمرارية وزير الإعلام جورج قرداحي في منصبه، على الرغم من مطالبة غالبية اللبنانيين باستقالته، بعد تصريحاته التي أدّت الى اتخاذ الرياض قراراً غير مسبوق بقطع العلاقات الدبلوماسية مع لبنان، وجدت باريس نفسها في وضوح غير مسبوق: إنّ إنقاذ لبنان مستحيل إذا لم يتم تغيير المعادلات التي تتحكّم به، فسلاح "حزب الله" وأدواره الترهيبية في الداخل والإرهابية في الخارج كفيلة بأن تحبط كلّ الخطط، وتجهض كلّ المبادرات، وتعيق كلّ الدراسات. وهنا التقى تشخيص باريس، للمرّة الأولى، منذ مبادرة ماكرون على إثر انفجار مرفأ بيروت، مع تشخيص الرياض. الاتفاق الذي توصّلت إليه العاصمتان الأوروبية والعربية، سمح بإخراج المملكة العربية السعودية من "سياسة الإهمال"، فوافقت على وجوب دعم الشعب اللبناني، من خارج إطار المؤسسات، وفق القواعد التي كرّسها المؤتمران الدوليان اللذان نظمتهما فرنسا لدعم الشعب اللبناني، كما ارتضت أن تدرس مطلب ضرورة توفير الحدّ الأدنى من الدعم المعيشي للمؤسسات العسكرية والأمنية اللبنانية، وفتح قنوات "حذرة جدّاً" مع الشخصيات السياسية التي تقول إنّها تعمل لمصلحة التغيير.

في المقابل، فإنّ باريس وافقت الرياض على أنّ إنقاذ لبنان يحتاج الى دفعه ليلتزم، ليس فقط بالقرارات الدولية التي تطالب بنزع سلاح "حزب الله" ووقف انتقال السلاح وتهريب المخدرات ورسم الحدود الدولية بين لبنان وسوريا، بل أن يحترم لبنان التعهّدات التي قطعها بنفسه للمجتمع الدولي، ومن بينها النأي بالنفس عن حروب المنطقة وصراعات محاورها، أيضاً.

وعندما توصّل الرئيس ماكرون والأمير محمد بن سلمان إلى هذا التفاهم الذي تجلّى في "إعلان جدة"، عادت السعودية بقوة الى الموضوع اللبناني، ليس على قاعدة "توزيع الهدايا" بل على قاعدة "توضيح الأهداف". وعليه، لم يغب الموضوع اللبناني عن جولة ولي العهد السعودي على دول مجلس التعاون الخليجي، إذ كان للبنان، في كل بيان مشترك يصدر في ختام كل زيارة، حصّة. وكان بارزاً، في هذا السياق، ما ورد في البيان السعودي - البحريني المشترك، حيث جرى التأكيد على رفض أن يكون لبنان "حاضنة للتنظيمات والجماعات الإرهابية التي تستهدف أمن المنطقة واستقرارها كحزب الله الإرهابي".

ولم يسبق أن وصل الخطاب الخليجي إلى هذا المستوى التصعيدي، إذ إنّ التعاطي مع لبنان على قاعدة أّنه "حاضنة لتنظيم إرهابي"، خطر للغاية، لأنّ الحاضنة، كما دلّت السياسات العالمية، تدفع غالياً ثمن "المحضون"، من دون أن يعير "موجّه التهمة" أيّ اهتمام لعجز "الحاضنة" عن التخلّص من "المحضون".

والدول التي سبق أن جرى اعتبارها حاضنة لتنظيمات إرهابية، دفعت أثماناً غالية، جرّاء ذلك، سواء عسكرياً، كما هي عليه أفغانستان مع "تنظيم القاعدة"،  أو اقتصادياً ومالياً وسياسياً كما كانت عليه حال السودان مع "الجنجويد".

إنّ عودة السعودية الى الاهتمام بالملف اللبناني، بعد تفاهم عربي ودولي ضمّ أخيراً فرنسا، لا يشبه ما كان يأمله البعض، إذ كانت الآمال تنصب على توفير دعم مالي واقتصادي واستثماري، فإذا بالوقائع تظهر أنّ هذا الاهتمام سيادي بامتياز، فإذا نجح فتح الأبواب المغلقة، ولكن إن لم ينجح فهو سيؤدّي الى استبدال جدران إسمنتية بالأبواب.

 

عون يستنفر سياسيًا ليسترد صورة “الرئيس القوي”

محمد شقير/الشرق الأوسط/12 كانون الأول/2021

يقول مصدر مقرّب من نادي رؤساء الحكومات السابقين إن رئيس الجمهورية ميشال عون لم يكن مضطراً لإعلان الاستنفار السياسي فور أن تلقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اتصالين من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أثناء اجتماعهما في جدة. وقال ان الاستنفار جاء بتحريض من فريق عون وبمثابة احتجاج على تأخر ماكرون في الاتصال به لوضعه في أجواء المحادثات. ويؤكد المصدر نفسه لـ«الشرق الأوسط» أنه كان يفترض أن يتعامل عون مع الاتصالين على أنهما فتحا كوّة في جدار أزمة العلاقات اللبنانية – الخليجية يجب التأسيس عليها لوقف تدهورها ولإعادة بناء الثقة المفقودة بين لبنان ودول الخليج بدلاً من أن يقطع الطريق على المحاولات الرامية لتصحيحها. ويلفت إلى أن الفريق السياسي المحسوب على عون يواصل تحريضه على ميقاتي بذريعة أنه يشكّل نقطة ارتكاز لإعادة التواصل مع المجتمع الدولي ودول الخليج العربي لإعادة لبنان إلى خريطة الاهتمام الدولي لمساعدته للنهوض من أزماته المتراكمة، ويقول إنه لا مبرر لوضع الرئاسة الأولى في منافسة مفتعلة مع الرئاسة الثالثة. ويرى المصدر أن لا مبرر لإقحام عون في مزاحمة مع ميقاتي الذي يتحرك باتجاه المجتمعين العربي والدولي ويدق كل الأبواب لإنقاذ لبنان، ويتوقف أمام الكتاب المرسل من رئاسة الجمهورية إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء تطلب فيه إيداعها جميع المحاضر المتعلقة بالمفاوضات الجارية مع صندوق النقد الدولي بذريعة أن التوقيع على الاتفاقيات هو من صلاحيات رئيس الجمهورية. ويعتبر أن موافقة عون على توجيه هذه الرسالة تتعارض في الشكل والمضمون مع القرار الذي كان اتخذه مجلس الوزراء بتسمية الوفد المفاوض مع صندوق النقد برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي، على أن يُشرف عليها رئيس الحكومة، ويقول إن الأخير يتواصل مع رئيس الجمهورية ويحرص على التنسيق معه ويضعه في أجواء جولاته التي يقوم بها على عدد من الدول العربية والأجنبية طلباً لمساعدة لبنان.

ويغمز من قناة الفريق السياسي المحسوب على عون في مواصلة التحريض على ميقاتي من زاوية أنه يشكل نقطة التواصل مع الخارج، وهذا يتيح له أن يكون موضع اهتمام على المستويين العربي والدولي، ما يؤدي إلى حجب الأنظار عن «الرئيس القوي» ودوره الإنقاذي، مع أنه أمضى أكثر من 5 سنوات متربعاً في سدّة الرئاسة ولم يحقق ما تعهّد به، وبالتالي لم تعد لديه القدرة على أن يحقق في السنة الأخيرة من ولايته ما عجز عن تحقيقه منذ انتخابه رئيساً للجمهورية في 31 أكتوبر (تشرين الأول) 2016. ويسأل المصدر: لماذا يتصرّف عون كما كان يتصرف أثناء تولّيه رئاسة الحكومة العسكرية على أنه وحده الذي تعود له كلمة الفصل؟ مع أن وجود ميقاتي على رأس الحكومة أعاد النصاب إلى الشراكة السياسية بعد أن حاول الفريق السياسي الرئاسي تعديل الدستور بالممارسة للإطاحة باتفاق الطائف الذي لم يُذكر في ورقة التفاهم التي أبرمها عون مع أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله. ويؤكد أن عون لم يكتفِ من خلال الكتاب الموجّه إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء بالالتفاف على التفاوض مع صندوق النقد، وإنما يريد إقحام ميقاتي في اشتباك سياسي مع «الثنائي الشيعي» على خلفية دعوته لمعاودة جلسات مجلس الوزراء، رافضاً تعليقها والاستعاضة عنها بالتوقيع على المراسيم الجوالة.

 

لبنان – سنغافورة: ثقل التاريخ وظلم الاحتلالات

د.منى فياض/الحرة/12 كانون الأول/2021

عندما تلقيت كتاب الصديق نزار يونس بعنوانه المستفز: “الميثاق أو الانفكاك، الطائف ذلك المجهول”، كأنه يتوقع فشلنا في الحفاظ على لبنان كوطن نهائي لجميع أبنائه، متهيأً للاستسلام. فهذا مطلب العاجزين عن مواجهة احتلال إرادة اللبنانيين وطرق معيشتهم؛ مع أني أتفهم دوافع الموقف كحل أخير أمام الرافضين للاحتلال. لكن وبما أن تصاعد أعداد الرافضين لفكرة العيش تحت هيمنة سلاح الحزب الإيراني الخاضع لدولة ولاية الفقيه التي تتخذ الإسلام مطية لزعزعة أمن الدول، يدفعنا ذلك لتوظيف هذا الرفض في مقاومة سلمية وعدم الاستسلام للقبول بلبنان الصغير. وهو موقف البيان الصادر عن الاتحاد الماروني العالمي ورئيسه الشيخ سامي الخوري بمطالبته باستقالة الرئيس.  فاجأني أيضاً في الكتاب، يسارية المؤلف، وهو المقاول الكبير، وثورويته في سرد ما تيسّر من ذكرياته التي تدين النظام اللبناني وتقارنه مع تجربة سنغافورة، الجزيرة الصغيرة القائمة على: صفيحة تكتونية منخفضة تكسوها المستنقعات والتضاريس الصخرية، ذات مناخ استوائي رطب، ومعرّضة لهطول الأمطار الغزيرة وللرياح الموسمية؛ والمفتقرة كليا للمياه الصالحة للشرب وإلى الأتربة للزراعة ومواد البناء. بمساحة لا تتجاوز مساحة قضاء عكار.

كانت بريطانيا قد اشترت، عام 1824، الجزيرة المسكونة من قراصنة وبعض الصيادين، والحقتها بالتاج البريطاني، وجعلتها قاعدة للبحرية الملكية ومرفأ تجاريا. ما استدعى تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين متعددي الأصول: المالوية والإندونيسية والصينية والهندية وسواها. ومنهم البوذيون والمسلمون والمسيحيون والهندوس والسيخ والطاويون… فشكلوا خليطا بشريا متنوع الاصول والانتماءات الدينية والعرقية، ومتعدد اللغات واللهجات.

بدأت النهضة الفعلية في سنغافورة عام 1965 عندما انفصلت قسريا عن الاتحاد الماليزي الذي فرضه رئيس الاتحاد على الجزيرة البائسة التي ظن أنها ستشكل عبئا معيشيا على الاتحاد.

في هذه الفترة ارسلت حكومة سنغافورة بعثة إلى لبنان عام 1964، للاطلاع على صيغة نظامنا السياسي الطائفي الذي نجح اقتصادياً كما في إدارة التنوع الديني والثقافي، والتقاها المؤلف بحكم عمله في وزارة التصميم. وهي استفسرت عن “الصيغة اللبنانية” أو النظام السياسي، الذي يصفه المؤلف ساخراً: بـ”المعجزة” الاقتصادية التي كنا ندعيها، والتي كانت تُنسب إلى النظام الاقتصادي “الإباحي!!” كما يصفه، والقائم على تخلّي الدولة عن دورها ومسؤولياتها. مع أن المؤلف نفسه يمجّد ما نتج عن هذا الاقتصاد: “لم أعد قادرا أن أحبس دمع الحنين إلى ذلك الزمن الجميل، يوم كنا في أعمارهم نختال ونمرح في أبهى بقعة من هذه الدنيا وأعزّها، في وطن سمته الحضارة والذوق والجمال”.

لذا سنفهم أن غضب المؤلف من الانهيار الحاصل الآن جعله يقرأ الماضي بمنظار الحاضر، فيضخم السلبيات ناسباً إياها إلى النظام نفسه دون أن يهتم بالسياق التاريخي والسياسي والجغرافي الذي يثقل التجربة اللبنانية والذي لا يشبه سنغافورة إلا ببعض الأمور.

فهل الإدانة اليساروية المسبقة للنظام محقة؟ دون الأخذ بعين الاعتبار ثقل الممارسات المرتبطة بنمط العلاقات المتوارث عبر ما يسمى الزعامة التقليدية السائدة منذ مئات السنين، والقائمة على إرساء النفوذ في الحقل السياسي-الإداري والاقتصادي والاجتماعي عبر تقديم الخدمات لشبكة مصالح طائفية وعشائرية وعائلية؟ 

ثم هل أن الطائف الذي نتمسك به ونطالب بتطبيقه، نزل علينا هبة من السماء! أو أنه نتيجة عمل دؤوب لرجال قانون أنجزوه كمحصلة لتجاربنا الممتدة منذ تأسيس لبنان الكبير إلى حين وضعه في نهاية الثمانينيات!! وهو الدستور نفسه مع بعض التعديلات مع الميثاق؟

استنتج المؤلف “أن البعثة لم تجد في تجربتنا المتعثرة والفوضوية، ما قد يصلح لبلادها التي تواجه أوضاعا أكثر صعوبة واشد تعقيدا من واقعنا المأزوم”. مع أن العكس صحيح.  برأي الكثيرين، وعلى ضوء النهج الذي اتبعته سنغافورة، لا شك انها استفادت من التجربة اللبنانية ومن الوصيّة التي زوّدها بها رئيس اللجنة في الوزارة، الدكتور محمد عطالله، لتفادي الوقوع في المحاذير والأخطاء التي وقع فيها لبنان، إن على صعيد “الصيغة الطائفية” التي حالت دون وحدة المجتمع واستقراره، أو على صعيد التخطيط للنهوض الاقتصادي والاجتماعي وتوافر المرتكزات الموضوعية للتنمية والاستثمار في المشاريع المنتجة.

فلماذا نجحت سنغافورة وانهار لبنان؟ ليس لسنغافورة تاريخ ممتد لآلاف السنين ولا خضعت لسلطة الخلافة العثمانية لمئات السنين ولا تعرضت لسلسلة من الاحتلالات المتعاقبة، ولا ضمت طوائف ومذاهب لها تجارب متباينة في علاقتها البينيّة أو بالسلطة المركزية للسلطنة أو بدول الانتداب. أعطت هذه التجارب أفضلية لصالح الموارنة بسبب الإرساليات التي أعطتهم تعليما ممتازاً، فيما المسلمون يحاربون مع الإنكشارية. فكان لهم الأولوية في تسلم زمام الإدارة عند نشوء الدولة اللبنانية. هي ظروف ولّدت لدى الموارنة اعتقادهم الراسخ بأن لبنان أنشئ لهم. الأمر الذي ينتقص بديهياً من المساواة بين المواطنين.

ولقد عبّر المؤلف عن وعيه للمشكلة عند استعادته لذكرى حادثة حصلت معه عند كتابته موضوع إنشاء بمناسبة الاستقلال بروحية الأدبيات السائدة عند الموارنة. وطُلب منه إلقاءه في الصف، فصفق له الجميع، ما عدا صديقه المسلم من آل حسامي، الذي علّق حزينا: |كلامك جميل لكنه لم يطربني، لأنه عن وطن الموارنة، الذين لهم فيه كل المناصب والثروات، فكيف ابتهج لكلامك عن وطن لا يحق لي أن اكون فيه مثل أي واحد منكم رئيسا أو قائدا للجيش؟”.

وعبر معرفتي البسيطة بالتجربة السنغافورية، ولحسن حظها لم تقع تحت طائلة حكم عسكري أو ملكي برغم أنها كانت مستعمرة بريطانية، وليس بين أبنائها من يعتبر أن له أفضلية على الآخرين؛ بل تمكنت من وضع نظام انتخابي ديمقراطي نزيه كانت قاعدته الرقابة والشفافية والمساءلة ووضع سلطة الشعب فوق أي اعتبار. مما جنبها الصراعات الحزبية والطائفية وأسس لبناء مجتمع قوي مترابط يضمن المساواة والعدالة الاجتماعية وحرية التعبير للجميع، واعتمد الكفاءة، بدل الزبائنية، كأساس للاختيار في كافة مستويات الوظائف.

ولقد اشتهر رئيس الحكومة “لي كوان يو” الذي قام بهذه الانجازات بنزاهته، لكن الغرب انتقده واعتبر انه يقلص الحريات المدنية.

لبنان حظي بـ”لي كوان يو” خاصته، لكن عبقرية رجل واحد لا تكفي للنهوض بأمة إذا لم تتوفر الشروط الموضوعية المساعدة سواء كانت تاريخية أو سياسية أو لوجستية وجغرافية. فلم يكن ينقص فؤاد شهاب لا الرؤية ولا الإرادة ولا النزاهـة لكنه فشل لأنه رفض أن يمارس دكتاتورية يبدو أنها مطلوبة في مرحلة معينة ولدرجة معينة للقضاء على الزبائنية كوسيلة في إدارة الحكم. كما لم تتعرض سنغافورة لنتائج احتلال إسرائيل الكارثي لفلسطين ولا تحملت اللجوء ولا انقسم المجتمع بسبب اتفاق قاهرة واستقبال مقاتلين غير خاضعين للدولة، ولا تعرضت للاحتلال الاسرائيلي وللحروب التدميرية ولا للوصاية السورية ولا لحرب 2006 ولا أعلنت إيران انها تحتلها. تذكرني نشأة سنغافورة بنشأة أميركا كما قرأها دو توكفيل، فميزة المجتمع الأميركي الوليد أنه احتفظ بالأنظمة الاخلاقية لمؤسسيه المهاجرين الأوائل، وتغليبهم مفاهيم الحقوق ومبادئ الحرية الحقيقية أكثر مما تفعل غالبية الشعوب حتى الأوروبية. وهذا يظهر تأثير الذهنية العميق على طريقة تطور وسير الأمور في مجتمع ما أو جماعة عينة. ما يورده المؤلف صحيح في معظمه، لكنه يستدعيه عبر الذكريات، معتقداً انه يحتفظ بها كما هي، بينما تقول الأبحاث العلمية إن ذكرياتنا تتغير لأنها تخص حالة الدماغ في وقت مضى، ونحن إذ نعمل على استدعائها مجددا يكون دماغنا في حالة راهنة مختلفة. تذَكُّرنا في الحاضر للماضي ليس سجلاً مخلصاً وإعادة بناء ذكرياتنا لا يعني أنها كلها صحيحة.

 

لمَن سيسلّم “الجنرال” مفاتيح قصر بعبدا؟

فاروق يوسف/العرب اللندنية/12 كانون الأول/2021

لو لم يكن هناك ميشال عون وتياره لقلنا إن لبنان وقع ضحية لحزب الله الذي هو بمثابة سلطة احتلال إيراني. هل هذا كلام محايد فيه قدر من الإنصاف لأطراف عديدة ومنها حزب الله؟ ما لا يمكن الاتفاق عليه أن يكون عون نفسه صناعة إيرانية. ولكن عون في حد ذاته مجرد خروج طفيف على النص اللبناني الذي شهدت لغته تدهورا سريعا منذ أكثر من ثلاثين سنة. يومها كان اتفاق الطائف قد حفز قواعد الوفاق الطائفي على التماسك وهو الأمر الذي رفضه عون بشدة وحارب من أجل أن لا يجد طريقه إلى الواقع. هُزم عون غير أن اتفاق الطائف قد تم اختراقه في ظل الاجتياح العاطفي الذي قامت به ظاهرة المقاومة التي لم تكن حكرا على حزب الله بالرغم من أنه نجح في أن يستولي عليها ويحتكرها لنفسه ومن ثم يتمدد من خلالها ليضع الدولة تحت إبطه ويسير بها إلى هلاكها. لنستعد الوقائع. بعد أن تحولت المقاومة إلى مقاولة إيرانية لم تعد في حاجة إلى عاطفة اللبنانيين. عام 2008 كان واضحا أن سلاح المقاومة لم يعد مجرد مجموعة من البنادق تزيّن أكتاف الشباب لتذكّر بأيام تحرير الجنوب التي كانت أشبه بالعيد، بل صار مصدر خطر سيشعر كل لبناني بالخوف في مواجهته. ليس السلاح الذي احتل بيروت يومها هو سلاح المقاومة الذي صار من الصعب التنقيب عنه. نعم بالتأكيد. تلك حكاية تنطوي على حقائق هي الأخرى صحيحة، غير أنها لا تنفي الحقائق الأصلية ولا تناقضها. كأي جماعة دينية لا يخطئ حزب الله طريقه نحو هدفه في وعد المحرومين والفقراء بحياة أفضل لكن عن طريق الموت أو ما يُسمى بالشهادة. بمعنى أنه سيكون على اللبناني من أجل أن يحظى برعاية حزب الله أن يكون مستعدا لملاقاة الموت في كل لحظة. تلك هي القاعدة التي يعرفها كل شباب الضاحية الجنوبية الذين ذهبوا للموت في سوريا واليمن وحتى في العراق. الحياة الأفضل من وجهة نظر الحزب مرهونة بالإقبال على الموت من أجل أن يظل المشروع “الشيعي” قائما. وليست تلك التسمية سوى غطاء زائف للمشروع التوسعي الإيراني الذي نجح حزب الله في أن يضع لبنان الدولة في خدمته. وهكذا يكون عون مجرد تعليق خارجي يمكن الاستغناء عنه في أي لحظة. وهذا ما لم يفهمه جورج قرداحي أنه رجل طارئ على العملية السياسية في بلد، الاستغناء عن رئيسه ورئيس حكومته أمر ممكن في أي لحظة. عون الذي فشل في أن يكون بطلا في حربه عام 1990 أخفق في أن يحفظ للموارنة كرامتهم في منصبهم الرمزي الذي هو عنوان لبنان الذي قررته فرنسا وهو قرار فيه الكثير من الصواب. لا يهم هنا إنصاف الرئيس اللبناني كونه خصم نفسه. فهو كان دائما كذلك. المهم ما الذي كان يجري أمامه وهو رئيس الجمهورية من خروقات ومخالفات في حق الدستور هي بمثابة جرائم ضد الإنسانية توجت بجريمة تفجير ميناء بيروت في آب 2020.

لقد اختصرت تلك الجريمة كل شيء ووضعت عون في إطاره الحقيقي حين قال “نحن ذاهبون إلى الجحيم”. معك ودونك فإن لبنان ذاهب إلى الجحيم سيادة الرئيس. ذلك ما يمكن قوله لعون الذي سيرفض مغادرة قصر بعبدا بعد انتهاء فترة رئاسته مستندا على حزب الله الذي قد يتخلى عنه إذا ما وجد حليفا مارونيا شابا. هل سننتهي من عون لنذهب إلى متواطئ يشبهه ليستمر لبنان في متاهته التي لن تفتح تسوية سعودية – فرنسية دروبها في اتجاه منفذ الخلاص؟ لا يواجه حزب الله الآن أي أزمة. ربما تكون أزمة العيش التي يواجهها اللبنانيون الآن هي ما يرغب فيه. فهو يريد شعبا يعيش تحت خط الفقر. ذلك هو الشعب الذي يطيعه وينفذ أوامره ويذهب معه إلى الموت أو الجحيم الذي تحدث عنه عون المترف. لا يبحث حزب عن بديل لعون بقدر ما يسعى إلى أن يكون قصر بعبدا قبرا كبيرا لآخر رؤساء لبنان. سيفرح عون لو أنه عرف أنه سيكون آخر رؤساء لبنان. ولكن فرحه لن يطول. ذلك لأنه سيكون أشبه بعبدالله الصغير الذي سلم غرناطة فكانت نهاية الأندلس. سيسلم الجنرال مفاتيح قصر بعبدا إلى حسن نصرالله بعد أن اطمئن إلى أن أثاث بيته قد وصل إلى باريس.

 

هل يُفتح ملف السلاح الفلسطيني كمقدمة لحملة على سلاح “الحزب”؟

منير الربيع/الجريدة الكويتية/12 كانون الأول/2021

تتزاحم الملفات اللبنانية الضاغطة، ففي غمرة استعار الخلاف حول تحقيقات المحقق العدلي طارق البيطار في تفجير مرفأ بيروت، ومع استمرار أزمة تعطيل الحكومة، وقع انفجار مخيم البرج الشمالي، ليكتمل معها عقد الأزمات التي أصبحت كلها مترابطة بعضها ببعض.

أزمة سياسية داخلية تؤدي إلى تعطيل الحكومة، وأزمة قضائية مستمرة حول آلية التحقيق في تفجير المرفأ، وأزمة سياسية خارجية مع دول الخليج والمجتمع الدولي، وأزمة أمنية من بوابة المخيمات، بالإضافة إلى الأزمة المالية والاقتصادية المستمرة في التدهور.

ووقع انفجار البرج الشمالي في أعقاب جولة خليجية قام بها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وصدور مواقف خليجية موحدة تشير إلى ضرورة حصر السلاح بالأجهزة الأمنية والعسكرية الرسمية اللبنانية.

ورغم أن حركة «حماس» نفت أن الانفجار وقع في أحد مخازن السلاح التابعة لها، وأصرت على أنه ناتج عن انفجار عبوات أوكسجين، فإنه سيفتح الباب أمام انقسامات لبنانية داخلية مجدداً، تبدأ بالحديث عن السلاح الفلسطيني، لأنه يشكل خطراً على السكان، ويخالف مقررات الحوار الوطني في عام 2006، والذي جرى فيه الاتفاق على ضرورة نزع السلاح الفلسطيني من المخيمات. وعلى الأرجح ستعطف على ذلك مواقف سياسية داخلية وخارجية تصوب على سلاح حزب الله أيضاً، مما سيؤدي إلى ارتفاع منسوب الانقسام السياسي الداخلي.

في الأثناء، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري، إن البيطار يلعب بالنار، تعليقاً على إصرار القاضي على تنفيذ مذكرة توقيف بحق معاون بري السياسي الوزير السابق علي حسن خليل.

وهذه أزمة مفتوحة على احتمالات متعددة، خصوصاً أن البيطار أصر على توقيف خليل من قبل قوى الأمن الداخلي، في حين يرفض المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان ذلك تحت عنوان الحفاظ على السلم الأهلي.

وسيستغل رئيس الجمهورية ميشال عون هذا الموقف للضغط أكثر على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في سبيل الاتفاق على سلة جديدة من التعيينات تقرها الحكومة، وهو حتماً يطالب منذ فترة بإقالة عثمان.

ويريد عون الاستفادة من الأشهر المتبقية له في ولايته الرئاسية لإنجاز تعيينات تناسبه، وهو أيضاً ما يسعى إلى تحقيقه في حاكمية مصرف لبنان. ووصل لبنان إلى مرحلة تتعقد فيها كل الملفات والاستحقاقات، وكل القوى السياسية قادرة على تعطيل مصالح بعضها، وعادة عندما تصل الأمور إلى مثل هذا الانحسار، يكون البلد أمام احتمالين، إما الوصول إلى تسوية تحفظ مصالح الجميع أو الدخول في مرحلة جديدة من الترهل والتوترات التي قد تؤدي إلى انفجار.

 

فيينا ومفاوضات الظل

طارق الحميد/الشرق الأوسط/12 كانون الأول/2021

يمكن أن نقول إننا أمام نوعين من المفاوضات حول الملف النووي الإيراني؛ فهناك مفاوضات اجتماع فيينا، وهناك ما أسميه مفاوضات الظل لاجتماع فيينا. الأول بحضور إيران، والولايات المتحدة، والقوى الغربية. أما مفاوضات الظل لاجتماع فيينا فهي التي تقوم بها إسرائيل لإقناع الولايات المتحدة والقوى الغربية، بأنه حان الوقت لاتخاذ مواقف حاسمة ضد إيران من عقوبات اقتصادية، وضربات عسكرية. وبالطبع لا يمكن التعويل على ما تقوله الإدارة الأميركية الآن، لكن لا بد من قراءة الأحداث وفق ما يصدر من تصريحات، أو يرشح من معلومات، مع ضرورة تذكر المواقف الأميركية المتساهلة من أجل تحقيق اتفاق مع إيران، وبأي ثمن. مفاوضات الظل هذه التي تقودها إسرائيل تشكل عامل ضغط على كل من واشنطن وطهران، ويبدو أن إسرائيل تحقق تقدماً بذلك، حيث يزور وزير الدفاع الإسرائيلي ورئيس الموساد واشنطن لمناقشة الملف النووي. وتقول وسائل الاعلام الإسرائيلية إن الوزير ورئيس الموساد سيحاولان دفع واشنطن للتحرك عسكرياً ضد مصالح إيرانية، وليس بالضرورة المنشآت النووية، وذلك لإرسال رسالة إلى إيران مفادها أن الإدارة الأميركية جادة بمنعها من الوصول لـ«العتبة النووية».

يأتي كل ذلك بعد أن نقلت «رويترز» عن مسؤول أميركي كبير، لم تسمه، قوله إن قادة الدفاع بالولايات المتحدة وإسرائيل سيبحثون تدريبات عسكرية محتملة من شأنها التحضير لأسوأ سيناريو ممكن لتدمير المنشآت النووية الإيرانية حال أخفقت الدبلوماسية. وكذلك إعلان اليت الأبيض، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية، أن الرئيس بايدن باشر «التحضيرات» في حال فشل السبل الدبلوماسية، وبالتالي فإن كل ذلك يعني أن مفاوضات الظل هذه باتت تأخذ منحى جدياً. حسناً، ماذا عن منطقتنا، وإيران؟ وأين يمكن أن تضرب المصالح الإيرانية؟ من يلاحظ البيانات المشتركة الصادرة عن جولة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لدول مجلس التعاون الخليجي، يجد أن هناك تطابقاً في المواقف من إيران. هناك مطالب خليجية واضحة بضرورة الوصول إلى اتفاق نووي جاد، ومنع إيران من الحصول على الأسلحة النووية، وكذلك ضرورة التصدي لمشاريع إيران التخريبية في المنطقة، وكذلك التصدي لبرامجها الصاروخية.

وبالنسبة لإيران، وأين يمكن أن تضرب مصالحها، غير المنشآت النووية، فالواضح أن إيران تنهج سياسة حافة الهاوية بالمفاوضات النووية، وعينها على الداخل أكثر من تركيزها على إسرائيل أو أميركا لأنه ليس بمقدور النظام الإيراني أن يكون معتدلاً. ومصالح إيران في المنطقة موزعة على أربع دول، أو «محور البؤساء»، كما سماه الباحث الأميركي من أصول إيرانية كريم ساجد بور، حيث هناك الميليشيات في العراق، واليمن، ولبنان. وهذا الأسبوع ذكرت تقارير أن إسرائيل دمرت ثلثي الأسلحة الإيرانية الموجودة في سوريا، وعليه فإن المتوقع أن تكون المصالح الإيرانية المستهدفة أولاً، لإثبات الجدية بالتصدي لإيران، في اليمن، أو العراق. إلا أنه لا يمكن إغفال ما يمكن أن تقوم به إسرائيل في إيران نفسها سواء عسكرياً أو استخباراتياً، وبالتالي فنحن أمام ما أسميه مفاوضات ظل لاجتماع فيينا، وربما تكون نتائجها أسرع مما هو متوقع من اجتماع فيينا نفسه.

 

لبنان أمام واجب إعادة تعريف مصطلح «المقاومة»

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/12 كانون الأول/2021

ثمة أشياء ما عاد بالإمكان تجاهلها، ولو شكك كثيرون في جدوى التطرق إليها. وما حصل خلال الأسابيع القليلة الماضية على الساحة اللبنانية، وخاصة ما له تداعيات عربية، مرحلة مهمة جداً في عمر الأزمة الوجودية اللبنانية، وكذلك الدور الذي يلعبه الاحتلال الإيراني الفعلي على مستوى الشرق الأوسط.

تحديداً منذ 2006 – 2008 كانت كل المعطيات والمؤشرات قد أسقطت كل أوراق التوت التي تستر الواقع الاحتلالي بكل ما يحمله من عواقب... سواءً على صعيد نسف سيادة الدولة، أو إسقاط مؤسساتها (الإدارية والأمنية والقضائية والمالية والتعليمية... وغيرها) الواحدة تلو الأخرى. وفي المرحلة بين نهاية ربيع 2006 عندما أنهى «حزب الله» عسكرياً اعترافه الظاهر بوجود دولة في لبنان وأنهى «مواجهته» لإسرائيل جنوب نهر الليطاني، وحتى 2008 عندما استخدم فعلياً سلاحه داخل لبنان، بدأ مسار وضع اليد على البلاد، وتجاوُز الدستور، وأخذ الدويلة المحرّكة من الخارج دور الدولة الوطنية الهشة. سنوات قليلة كانت أشبه ما تكون بمرحلة انتقالية خصّصها «حزب الله» والقوى التي تحرّكه «لهضم» ما سبق ابتلاعه، قبل الضربة القاضية على سيادة لبنان واستقلاله مع انتخاب العماد ميشال عون، مرشح «حزب الله» لرئاسة الجمهورية عام 2016. بعد هذا المفصل في عمر البلد، أقرّ قانون الانتخابات الذي أراده الحزب… فألحق هيمنته التشريعية بسيطرته الدستورية على رئاسة الجمهورية، وبذا تكاملت شروط الاحتلال الكامل برضا مسيحي قارب شبه الإجماع.

هذه التطورات داخل لبنان واكبتها الانتفاضة السورية، التي نجحت التدخلات الخارجية بين 2011 و2016 في تحويلها من ثورة شعب إلى حرب تهجير وتطهير مذهبي، ومرحلة مهمة من تنفيذ عدة مصالح دفعة واحدة، أبرزها:

- تسريع إيران مخطط الهيمنة الإقليمية، الذي انطلق تحت شعار «تصدير الثورة» عام 1979، قبل أن ينكفئ بعد الحرب العراقية الإيرانية الأولى، ثم ينشط بعد غزو النظام العراقي السابق للكويت، ويتصاعد زخمه الاستراتيجي بعد غزو العراق نفسه عام 2003.

- اطمئنان إسرائيل إلى اندلاع «حربين أهليتين» مفيدتين لها؛ الأولى داخل سوريا مع قتل وتهجير أكثر من 12 مليون شخص جلّهم من المسلمين السنّة. والثانية سنّية – شيعية تزّج عموم المنطقة في أحقاد ودمار وانهيارات قد تستمر لعقود بل لقرون.

- حلم تركيا بالعودة إلى لعب دور إقليمي مؤثر في المشرق العربي لأول مرة منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، وتنصيب نفسها حامية للإسلام السياسي السنّي في وجه التمدّد الاحتلالي الإيراني.

- ضمان روسيا وجوداً دائماً لها في شرق المتوسط ومياهه الدافئة، بالحصول على قواعد بحرية وبرية وجوية معترف بها – بل ومبارك لها – دولياً داخل سوريا المستنزفة والممزّقة الأوصال.

- ارتياح «واشنطن - باراك أوباما»، بدايةً لتعزيز إيران «الثورية» دورها الإقليمي على حساب السنّة «الانتحاريين» - وفق تعبير الرئيس الأميركي السابق - ومن ثم تحويلها من خصم إلى شريك. ولاحقاً، ارتياح «واشنطن دونالد ترمب» لتخوّف المنطقة من تزايد دور «البعبع» الإيراني... ما سهّل التطبيع العربي وتسريعه مع إسرائيل.

تلاقي كل هذه المصالح دفعت ثمنه شعوب سوريا ولبنان والعراق وفلسطين. إذ وفّر ظهور «السلاح السرّي» الذي تجسّد بتنظيم «داعش» وأمثاله من الجماعات المتطرفة، الذريعة لغض الطرْف عن التمدد الاحتلالي الإيراني والوجود الروسي في سوريا، وإعادة تأهيل نظام دمشق بعد حصر غايات التدخل الأميركي في محاربة «داعش». ومن جهة ثانية، تركّزت غايات تل أبيب – ومن خلفها واشنطن – في منع إيران من الاستحواذ على السلاح النووي ورفض تمركز قواتها وميليشياتها على طول خطوط الهدنة بينها وبين سوريا... ولكن من دون المساس بنظام دمشق وتهديد احتفاظه بالسلطة. هذا في سوريا، أما في لبنان والعراق، فلم تتخذ واشنطن، في عهديها الديمقراطي والجمهوري، ما يمس فعلياً بهيمنة طهران على البلدين. بل باتت ميليشيات طهران المذهبية في كل منهما المتحكمَ الحقيقي في مفاصل الدولة وقراراتها السياسية، مع الإخضاع شبه الكامل للمجتمع المدني ومؤسسات الدولة لسطوة سلاح فئوي غير شرعي، يأتمر بتوجيهات السلطة الإيرانية وينفذ مخططاتها ويفرض «ثقافتها» ومصطلحاتها ومفاهيمها، بقوة هذا السلاح والمال الفاسد المحتمي به.

وأما بالنسبة لما تبقى من فلسطين، فقد أدى تفجير الوحدة الفلسطينية من الداخل إلى إضعاف أي موقف فلسطيني، مفاوضاً كان أم صامداً أم مقاوماً. وبالتالي، ابتعد ولاء هذا الفصيل الفلسطيني أو ذاك عن الغاية الأسمى التي كانت دائماً مواجهة تحديات المستقبل بحد أدنى من الثقة والتضامن والتنسيق. ولقد كان الانفجار، أو التفجير، الذي وقع بالأمس في مخيم البرج الشمالي في مدينة صور بأقصى جنوب لبنان حدثاً لافتاً، لجملة من الأسباب، أهمها – كما قيل – أنه وقع في مستودع للأسلحة تابع لحركة «حماس». والمعروف أن العمق الديموغرافي لمدينة صور تشكله بيئة «حزب الله»، الحليف المباشر لحركة «حماس» ضمن ما يُسمى «محور المقاومة». مخيم البرج الشمالي وغيره من مخيمات الفلسطينيين في لبنان، أساساً، مخيمات للاجئين تضم عائلات. ومع أن كل فلسطيني «مسيّس» – وهذا أمر طبيعي – فإن تخزين أسلحة وذخائر بهذا الشكل وسط المدنيين، وفي مخيم لاجئين يقع على بُعد أميال معدودة من خط الهدنة مع إسرائيل، يثير جملة من الأسئلة. وحتماً، ثمة وسيلة ما، أو وسيط ما، له دور في توصيل السلاح وتخزينه. وفي المقابل، أشك في أن مثل هذا السلاح يشكل «مقاومة» فعالة لآلة الحرب الإسرائيلية التي ترصد أرض جنوب لبنان من الجو على مدار الساعة، وبالأخص مواقع «حزب الله» والمخيمات الفلسطينية. كلمة «المقاومة» هنا، كما علّمتنا انتفاضة سوريا، لا علاقة لها بتحرير فلسطين أو مقاومة إسرائيل، بل تعني حرفياً «المشروع الإيراني في المنطقة العربية». ذلك أن حلب وحمص أبعد عن جنوب لبنان بكثير من حيفا وصفد، بل حتى تل أبيب. ومع ذلك قاتل «المقاومون» منذ 2011 في سوريا وقتلوا وهجّروا... بعدما صمتت صواريخهم جنوباً منذ 2006. وحقاً، المؤسف أن الداعين لتأسيس نظام «مقاومة» في لبنان والعراق... إنما يشوّهون نقاء المقاومة الحقيقية بجعلها مجرّد «ورقة مساومة» دائمة في خدمة تحسين شروط إيران التفاوضية. ولقد آن الأوان لكي نتعلم مفرّدات أخرى أكثر صدقاً في «قاموس» السياسة الجديدة، ولا سيما على وقع مفاوضات الملف النووي الإيراني في فيينا.

 

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

حازم صاغية/الشرق الأوسط/12 كانون الأول/2021

إن أُجريت الانتخابات النيابيّة الموعودة في لبنان، فإنّ أزمة هويّة قد تنفجر في الحياة السياسيّة اللبنانيّة، أو في ما تبقّى منها. لكنْ حتّى لو لم تُجرَ الانتخابات تلك، يُرجّح أن لا تتغيّر النتيجة كثيراً. الأزمة المذكورة تضرب قوى أساسيّة ثلاثاً: العونيّين والحريريّين والبِرّيّين، أو بالأسماء التنظيميّة: «التيّار الوطنيّ الحرّ» و«تيّار المستقبل» و«حركة أمل». أغلب الظنّ أنّ المُنتمين إلى هذه البيئات الحزبيّة، لا سيّما البيئتين الأوليين، يتساءلون هذه الأيّام: من نحن؟ أغلب الظنّ أيضاً أنّهم يفعلون ذلك بكثرة وإلحاح وربّما بعصبيّة. لأسباب مختلفة، وربّما حتّى إشعار آخر، لن يواجه «حزب الله» و«القوّات اللبنانيّة» و«الحزب التقدّميّ الاشتراكيّ» أزمة من هذا النوع. هذه القوى الثلاث راسخة، ولو بتفاوت، في ما تدين به. لديها مشاكلها الكثيرة لكنّها ليست من جنس مشاكل الهويّة.

في المقابل، أوّل القواسم المشتركة بين العونيّين والحريريّين والبِرّيّين أنّهم جميعاً ثمار مشاريع بلغت حدودها القصوى ثمّ انتهت إلى نتائج أقلّ من دنيا: مع العونيّين، وصل زعيمهم الجنرال إلى رئاسة الجمهوريّة بعد سجلّ حافل بالآلام والنفي والمساومات، ولكنْ أيضاً بالوعود المنتفخة، فإذا هي أسخف رئاسة وأشدّها هزالاً وأكلافاً في التاريخ الحديث لهذا البلد. مع الحريريّين، انتهت تجربةٌ في حجم اغتيال رفيق الحريري ثمّ وراثة نجله سعد الذي وُلّي رئاسة الحكومة غير مرّة، بسؤال من جنس الحزازير: هل سيخوض سعد الانتخابات أم لا، هل سيبقى سياسيّاً أم سيعتزل السياسة؟ أمّا البرّيّون الذين نجح زعيمهم نبيه برّي في اقتطاع المجلس النيابيّ وتكريس استحواذه على رئاسته، فيبحثون عن قائد وريث، فيما يئنّون تحت وطأة عجزهم عن التصريح بما في صدورهم، وعن ضيق حركتهم في عقد التحالفات وفي اختيار العداوات. وفي معزل عن الأشخاص الذين مثّلوا المشاريع السياسيّة الثلاثة، وعن هزالهم أو قصورهم، يبقى من الملائم أن نتساءل عن المشاريع نفسها، وعن الدور الذي لعبته طبيعتُها في التسبّب بهذا الهزال التمثيليّ الذي تنتهي إليه. فالعونيّة نقلت المسيحيّين، أو أكثريّتهم، من موقع إلى آخر في السياسات المحلّيّة والعربيّة والدوليّة سواءً بسواء. الحريريّة فعلت شيئاً مشابهاً بالسنّة، أو بأكثريّتهم. أمّا البرّيّة، ورغم انحيازاتها التي تظهر على طريقة «في التحليل الأخير»، فتبقى مُحيّرة: من جهة، ورثت الحيرات الكثيرة لمؤسّسها الإمام موسى الصدر. ومن جهة أخرى، باتت قليلة الثقة بالزمن إذ طال انتظارها موتَ «حزب الله» الذي لا يأتي. إنّها على مشارف يأس قاتل.

مقابل هذه الحيرة البرّيّة التي لا تؤسّس لأيّة ديمومة، ولا تصلّب أيّة وجهة، فإنّ سطحيّة النقلتين العونيّة والحريريّة تجعل الأولى أقرب إلى غيمة صيف، والثانية أشبه بربيع لم يكتمل. فالعونيّة لم تستسغ، في العمق، المقاومة والتحالف مع سوريّا الأسد وإيران خامنئي، ناهيك عن مناهضة «الإمبرياليّة والصهيونيّة». أمّا البيئة السنّيّة التي التفّت حول الحريريّة فلم تعد ترى زعيمها في عبد الناصر، أو في عبد ناصر ما، ولا عادت ترى جيشها في المقاومة الفلسطينيّة، أو في مقاومة ما، لكنّ هذه البيئة لا زالت تبحث عمّا صارتْه، أو عن معنى تصيره؟ من جهة أخرى، وللأسباب الطائفيّة المعروفة، لم تتحوّل القوّتان المذكورتان إلى ممثّلتين لبورجوازيّة عابرة للطوائف، ولا كان أمر كهذا مطروحاً أصلاً. يصحّ ذلك أيضاً في البرّيّة التي صار «حزب الله» ينافسها على تمثيل البورجوازيّة الشيعيّة نفسها بعدما نجح، بالحرام قبل الحلال، في استيلاد شطر منها وإلحاق شطر آخر.

ويبقى الأهمّ أنّ العونيّة حين لا تكون على علاقات خاصّة بـ «الغرب»، ويكون رئيسُ تيّارها مشمولاً بعقوبات أميركيّة، تشبه الحريريّة حين لا تجمعها علاقات خاصّة بـ «العرب». أي أنّ عون والحريري يشكّلان راهناً الثنائيّة المعاكسة تماماً لثنائيّة بشارة الخوري ورياض الصلح التي غالباً ما قُدّمت كشرط تأسيسيّ للاستقلال. أمّا البرّيّة فعليها أن تستأذن شقيقها الطائفيّ الأقوى في الأمور الجدّيّة، الداخليّ منها والخارجيّ. والحال أنّ ما بات في يومنا هذا يفاقم النواقص ويظهّرها هو التحدّي غير العاديّ الذي صار «حزب الله» يطرحه على التركيبة اللبنانيّة بمجملها: فالعونيّون غير متروك لهم سوى فتات السلطة، وقد يفاجئهم الحزب بحرب تقضم ذاك الفتات نفسه. والحريريّون، الذين انهزموا أمام «حزب الله»، لم يتبقّ أمامهم سوى مغازلته علّه يمنّ عليهم بفتات مشابه، فيما البرّيّون مهدّدون دوماً في قدرتهم على الاحتفاظ بالفتات المتروك لهم.

فليس صدفة بالتالي أن ينكمش كلّ حديث عن الحريري إلى تكهّنات حول أمواله وأمزجته الشخصيّة، وأن يتأرجح الكلام عن جبران باسيل بين وصوله إلى رئاسة الجمهوريّة وعجزه عن الفوز بمقعده النيابيّ. أمّا مصير «أمل» برمّته فمطروح على المحكّ، فيما تحوم التقديرات الغائمة والغامضة حول وراثة برّي.

أيّة خريطة سياسيّة بديل قد تنشأ؟ يصعب الجواب الآن، لكنّ السؤال يبقى مُغرياً لسبب واحد على الأقلّ: معرفة لمن سيتّجه الاحتقار في الطور المقبل!

 

الموقف الأميركي... قرصةُ أذن أم تحولٌ حقيقي؟

سوسن الشاعر/الشرق الأوسط/12 كانون الأول/2021

إنَّ «رعاية حكومة إيران للإرهاب تركت ضحايا أبرياء في أعقابها، وستقابل محاولاتها لدعم الأنظمة الخطرة على الولايات المتحدة وحلفائنا بكامل قوة القانون»، ذلك تصريح من وزارة العدل الأميركية يبدو وكأنه صادر من إدارة ترمب، لكنه في الحقيقة صادر من إدارة بايدن، وفي الثامن من هذا الشهر، بعد الإعلان عن ضبط شحنة أسلحة مهربة من إيران للحوثيين. وتابع البيان أن «مكتب التحقيقات الفيدرالي لديه تصميم مستمر على محاسبة حكومة إيران على أعمالها غير القانونية، ونحث أي شخص لديه معلومات عن انتهاكات العقوبات المفروضة على إيران على الاتصال بمكتب التحقيقات الفيدرالي».

وتتابعت التصريحات الأميركية الشديدة تجاه إيران، فقال راي فيلانويفا، من تحقيقات الأمن الداخلي في واشنطن، إن «النتائج التي أعلنتها وزارة العدل اليوم تمثل انتصاراً مهماً آخر في الجهود الجارية لإحباط الأنشطة الإجرامية الشائنة للنظام الإيراني والحرس الثوري الإسلامي الإيراني».

وأضاف: «المنظمات الشريكة لنا، في الداخل والخارج، تثبت أنه بغض النظر عن المكان الذي تحاول فيه إيران في العالم انتهاك العقوبات وتسليح الكيانات الخطرة، فإن مبادرة الأمن القومي تقف على أهبة الاستعداد لتعطيل أنشطتها».

هي لغة جديدة لإدارة بايدن، وشديدة اللهجة تجاه إيران وتجاه الحوثي، فهل حصل تحول في الموقف الأميركي؟ وهل هو تحول ثابت؟ أم أن الأمر لا يعدو أن يكون قرصة أذن لإعادة إيران لطاولة المفاوضات في فيينا؟

ومشروعية هذا السؤال مستقاة من عنصرين؛ الأول أنها نبرة جديدة، والثاني أن الأسلحة المهربة من إيران للحوثي مستمرة، وتوقيت ضبط واحدة من شحناتها يسمح بإثارة هذا السؤال، إذ سبق بيان ضبط الأسلحة قالت الولايات المتحدة بأربعة أيام فقط عبر وزير خارجيتها بلينكن، «من أنه إذا واصلت طهران تطوير برنامجها النووي عبر إبطاء المفاوضات فسنتجه نحو خيارات أخرى»!! وأضاف: «إيران لا تبدو جادة بشأن ما يتعين عليها فعله للعودة إلى الالتزام بالاتفاق، ولهذا السبب أنهينا هذه الجولة من المحادثات في فيينا». وتابع: «إيران لديها قرارات مهمة جداً يجب أن تتخذها في الأيام المقبلة». وأعرب الأوروبيون، الجمعة، عن «خيبة أملهم وقلقهم» إزاء المطالب الإيرانية. وقد قال دبلوماسيون كبار من فرنسا وألمانيا وبريطانيا إن «طهران تتراجع عن كل التسويات التي تم التوصل إليها بصعوبة» خلال الجولة الأولى من المفاوضات بين أبريل (نيسان) ويونيو (حزيران)، منددين بـ«خطوة إلى الوراء».

وتعود الوفود في نهاية هذا الأسبوع إلى عواصمها، على أن تستأنف المفاوضات منتصف الأسبوع المقبل «لمعرفة ما إذا كان ممكناً التغلب على هذه الخلافات أم لا». وأضاف الدبلوماسيون الأوروبيون: «ليس من الواضح كيف سيكون ممكناً سد هذه الفجوة في إطار زمني واقعي» (فرانس 24) 4 ديسمبر (كانون الأول) 2021. بعد هذا التصريح بيومين أطلق الحوثي صاروخين باليسيتين على الرياض، فأصدرت واشنطن تصريحاً شديداً قال فيه المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس، إن واشنطن تقف بجانب السعودية ضد الهجمات الحوثية الإرهابية.

وتابع القول: «ندين بشدة الهجمات بصواريخ باليستية على الرياض». ثم تلاه مباشرة بيومين، أي في الثامن من هذا الشهر، الإعلان عن ضبط أكبر كمية أسلحة إيرانية كانت في طريقها للحوثي ونفط إيراني كان في طريقه لفنزويلا!!

وقال مساعد وزير العدل ماثيو أولسن، من قسم الأمن القومي في وزارة العدل، إن «تصرفات الولايات المتحدة في هاتين القضيتين تلقي ضربة مدوية على حكومة إيران والشبكات الإجرامية التي تدعم الحرس الثوري الإيراني، وستواصل وزارة العدل استخدام جميع الأدوات المتاحة لمكافحة التهديدات التي تشكلها المنظمات الإرهابية، وجميع الذين يسعون إلى إلحاق الضرر بالولايات المتحدة وحلفائها». إلى ذلك، قال المدعي العام الأميركي ماثيو م. غريفز، لمقاطعة كولومبيا، إن «هاتين القضيتين تثبتان أنه لا يمكننا فقط تعطيل قدرة الحرس الثوري على تمويل عملياته من خلال مبيعات النفط، ولكن يمكننا أيضاً إحباط قدرته على استخدام عائدات مثل هذه المبيعات لتسليح وكلائه الإرهابيين وتصدير الإرهاب إلى الخارج». هذه الضربة القوية الموجهة لإيران ونشاطها الإرهابي في المنطقة تثبت بما لا يدع مجالاً للشك، أن قدرات تعطيل نشاط إيران الإرهابي ممكنة جداً، ووقف عملياتها الإرهابية، وتحقيق أمن واستقرار المنطقة - من دون حرب - ممكنة، لو كانت هناك جدية حقيقية وفعلية مستمرة بين التحالف العربي والولايات المتحدة، وبتعاون وتضافر جميع القوى الدولية والأطراف المعنية القائمين على حفظ أمن المياه الإقليمية. وستبدي لنا الأيام القادمة مدى جدية هذا التغير والتحول وثباته، لأنها ستجبر الحوثي على الجلوس على طاولة المفاوضات والإذعان للحلول السلمية، أم أن العملية لا تعدو أن تكون ورقة ضغط وقرصة أذن، لإجبار إيران على العودة لطاولة المفاوضات في فيينا، ثم ستعود الرقابة إلى سباتها من جديد، وستستمر عمليات التهريب تجري تحت سمع القوات البحرية والأقمار الصناعية، وتعود مهمة إدارة الصراع لا إنهاؤه سيدة للموقف؟!

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

عوده في ذكرى تويني: التطاول على القضاء والتهرب من العدالة آفة تنخر الوطن

وكالة الأنباء الوطنية /12 كانون الأول/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/104737/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b7%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%b9%d9%88%d8%af%d9%87-%d9%81%d9%8a-%d8%b0%d9%83%d8%b1%d9%89-%d8%a7%d8%ba%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%87%d9%8a%d8%af-%d8%ac%d8%a8%d8%b1/

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، قداسا في كاتدرائية القديس جاورجيوس للروم الارثوذكس في وسط بيروت، في ذكرى استشهاد جبران تويني، في حضور حشد من المؤمنين.

بعد القداس ، ألقى عوده عظة قال فيها: "سمعنا في إنجيل اليوم مثلا عن (إنسان صنع عشاء ودعا كثيرين). العشاء العظيم هو دعوة الله إلى الملكوت. من اللافت أنه دعا كثيرين في البدء، ثم دعا الناس جميعهم. لقد دعا أولا شعبه إسرائيل، الذي حاز الناموس، وبعد جحوده، دعا الأمم الخاطئة كلها، كما دعا المنبوذين: (المساكين والمشوهين والعرج والعميان)، ثم دعا عابدي الأوثان، والذين (في الشوارع والأزقة) وخارج المدينة. لقد دعانا كلنا إلى ملكوته، ولما أصبحنا مجالسي مائدته، صرنا نشارك عشاء ملكوته في سر الشكر المقدس".

 أضاف: "سر الشكر هو السر الذي يؤسس الكنيسة، حيث نعيش الأمور الماضية والمستقبلية كأنها حاضرة. تظهر خبرة الكنيسة هذه جليا في الكلام الجوهري، حيث يقول لنا القديس يوحنا الذهبي الفم إن الإله الثالوث هو من أحضرنا من العدم إلى الوجود، وأقامنا ثانية نحن الساقطين، وصنع كل شيء حتى أصعدنا إلى السماء ومنحنا ملكه الآتي. لذلك نشكره على كل إحساناته، نشكره من أجل ملكوته الآتي، الذي منحنا إياه الآن، إذ إننا نتذوقه مسبقا باشتراكنا في سر الشكر، بعد التهيئة اللازمة. يقول القديس إسحق السرياني: (المحبة التي كرز بها الرب هي الملكوت... فماذا تراه الذي تأكلونه وتشربونه على مائدة الملكوت إلا المحبة؟). المحبة ليست شعورا سطحيا، بل هي معرفة الله وشركة معه".

وتابع: "مثل اليوم، يدعو الله الناس جميعا إلى معرفته، لكن معرفته ليست من نطاق العقل والفهم، بل هي نتيجة الرؤية القلبية الطاهرة: "طوبى لأنقياء القلوب فإنهم يعاينون الله". نحن لا نأتي إلى الكنيسة ونشارك في الأسرار الإلهية لكي نتمم إحدى الواجبات الدينية، ولا لمجرد مشاركة الناس في الإيمان الواحد، بل لندخل في معرفة الله بعمق. معرفة الله العميقة هي التي توحدنا، محققة طلبة صلاة المسيح الكهنوتية: (ليكونوا واحدا) (يو 17: 21). الحجج التي أعطاها المدعوون المستعفون لا تدل على عدم الإيمان، بل على إلتصاقهم بالأموال والأملاك والعائلة. طبعا، لا يكمن الشر في الأملاك أو العمل أو العائلة، بل في تقييم الأمور بطريقة خاطئة. هذه كلها يباركها الله عندما نستخدمها وفقا لمشيئته، إلا أن نجاحنا لا يتحقق إلا عندما يكون الله وكلمته مركز حياتنا ونشاطاتنا كلها. إن الطريقة التي نعيش فيها وسلوكنا طيلة النهار يؤثر على صلاتنا. إذا لم نفكر بالله ولم نهتم للتصرف وفقا لمشيئته، يصبح الذهن ثقيلا عندما نقف للصلاة، عاجزا عن الإنفصال عن موضوع اهتمامه، فلا يقدر أن يصلي، وحينئذ يقول بسهولة: (أسألك أن تعفيني). لهذا تدعونا الكنيسة، في القداس الإلهي، أن نطرح عنا كل اهتمام دنيوي، كوننا مزمعين أن نستقبل ملك الكل".

وقال عودة: "نستذكر اليوم إنسانا لم يتهرب ولم يستعف من كل استحقاقات بلاده الموصلة إلى عرس الحرية والديموقراطية، الذي لم نصل بعد إلى الاحتفال به حقا. ففي حين استعفى الكثيرون، وهربوا، عاد جبران إلى بلده الأحب إلى قلبه، عاد ليصير ذبيحا على مذبح الحرية ومحبة الوطن. جبران عمل جاهدا للمحافظة على استقلال لبنانه، وحمايته من الشرذمة والطائفية والتحزب الأعمى لغير الوطن، هو القائل: (المحافظة على الإستقلال تكون بتعزيز إيماننا به وبوحدتنا). للأسف، كلما اتحد اللبنانيون لينهضوا ببلدهم، يعاد تفتيتهم إلى مجموعات متفرقة، تحت عدة رايات وعدة رؤوس، غير راية الوطن، الرأس الأوحد. قال أيضا: (لم يعد مقبولا أن تبقى الحكومة مكتوفة، مشلولة القرار والتحرك، خاضعة لأقلية سياسية تتصرف ببساطة كأنها هي الأكثرية الحاكمة).

لقد دعا جبران، منذ العام 2005، إلى ما لا يزال اللبنانيون يطالبون به. قال: (كشف الحقيقة يعني ألا حماية بعد اليوم للمجرمين، أيا كانوا، وأينما كانوا)، لكننا فوجئنا بعدة جرائم، على رأسها تفجير العاصمة، ولم نفاجأ بمحاولة إخفاء الحقيقة والمجرمين، لأن هذا النهج قد تجذر في لبناننا. إن عدم المساءلة وعدم المحاسبة، وعدم معاقبة أي مخالف للقانون ومرتكب لجنحة أو جريمة قد أوصلنا إلى هذا الفلتان. أما التطاول على القضاء والقضاة، والتهرب من العدالة فهي الآفة التي تنخر جسم وطننا".

وأضاف: "صرخ جبران منذ سنوات قائلا: (وحدة لبنان مكرسة ووحدها الوصاية الخارجية تهددها)، لكن الآذان صمت عن سماع هذا النداء، وفضل بعض اللبنانيين استعداء الداخل من أجل ارتباطهم بالخارج، ولو على حساب وحدة البلد ومصلحة المواطنين.

لقد عرف جبران أن قدر لبنان أن تكون حريته دائما معمدة بالدم، إلا أنه تفاءل دوما بأن قدره أيضا أن يبقى شامخا وأقوى من كل المؤامرات. ناضل جبران دوما من أجل توعية الشباب كي لا يقعوا في أخطاء الماضي نفسها، وكان يقول: (على الجيل الجديد أن يتذكر الحرب ليعتبر بتجاربها لا ليحيي أحقادها)، لكن الساسة لم يريحوا شباب بلدنا من ضخ الأحقاد، وتسعير الخلافات الحزبية والطائفية، والتذكير بماض أليم، كثيرون من أولئك الشباب لم يعيشوا بشاعته.

عاش جبران آلام بلده الحبيب، وبشرنا بأن لبنان سيقوم بعد صلب الديمقراطية فيه، لكن جلجلة الوطن لم تنته بعد، وقيامته تأخرت بسبب من يحسدونه ولا يحبونه، ويسخرونه مطية لأهدافهم. أما الذين أحبوه حبا كبيرا فقد أهرقت دماؤهم، التي نأمل أن يعي أبناء لبنان ثمنها الباهظ، ولا يدعوها تذهب هباء، وأن يحافظوا على كل ذرة تراب خضبت بتلك الدماء الزكية. صاح جبران بأعلى صوته: (لا أحد سيسكت صوتنا. صوتنا هو صوت الشعب، صوت المنتفض، صوت الفاضح، صوت الحق والحقيقة)، لكن مسؤولي بلادنا فعلوا ما بوسعهم ليبقوا هذا الصوت منخفضا، لا بل مكتوما، هؤلاء نفسهم الذين قال عنهم: (ما يريده الشعب هو إلغاء هؤلاء السياسيين الذين يوميا يبيعون الوطن من الخارج، في حين يبيعون الداخل مواقف كاذبة للاستهلاك). لقد فضح جبران نفاقهم ففجروا جسده، لكن صدى صوته ما زال يقض مضاجعهم، ويخيفهم من فكرة عودة اللبنانيين إلى وعيهم، والسير نحو الصورة البهية التي عمل جبران، ومن ماثله في حب الوطن، على رسمها لسنين طوال، قبل أن يحاولوا إسكاتهم بالترهيب والتفجير. ليت أبناء بيروت ينصتون إلى ما قاله جبران في العام 1986 عن عاصمتنا الحبيبة: (بيروت بكت وصرخت للجميع: إلى متى سيبقى شعبي يتعاطى معي وكأني فندقٌ وكأن أبنائي نزلاء فندق؟). حتى بعدما فجرت العاصمة، تعاطى معها المسؤولون كأنها فندق أصابه التصدع، وليست قلب وطن رمي بطعنة أصابت منه مقتلا".

وأردف: "أمام الإستحقاق الإنتخابي المقبل، نستذكر ما قاله جبران: (إلى متى سنظل نقبل أن يحكمنا الفاشلون المفروضون علينا بالقوة لتشويه سمعة لبنان والإجهاز عليه؟)، ولا يسعنا إلا أن نأمل بما تفاءل به قائلا: (إن شعب لبنان هو تلك الأعجوبة اللبنانية، آملين أن يعي الجيل الجديد هذه الحقيقة ويعمل على أساسها). هذا الشاب المفعم بالحياة والأمل كان عاشقا لوطنه، أمينا له، نذر له الحياة والقلم، وعمل من أجل حريته واستقلاله ووحدته وازدهاره وتفوقه. أمثال جبران يخيفون ذوي النفوس الضعيفة التي تضمر الحسد والحقد والغدر لكنها لا تقوى على المواجهة. هؤلاء يبيعون وطنهم من أجل ولاء أو مصلحة. لكن التاريخ لا يذكر إلا الأبطال ولا يمجد إلا الكبار، كبار النفس والهدف. وهل أنبل من حب الوطن والموت من أجله؟ رغم غيابه بالجسد، جبران ما زال حاضرا في قلوب محبيه، وفي صوت بناته، وهو لن يغيب عن صلاتنا وعن ذاكرة لبنان". وختم عوده: "دعاؤنا أن يرحم إلهنا المحب البشر نفوس أحبائنا جبران ورفيقيه أندريه ونقولا، وجميع الذين سقطوا دفاعا عن وطن الحرية لبنان، وأن يلهم شباب لبنان وشاباته في مسيرتهم نحو التغيير، مستلهمين سيرة القديسين".

 

الراعي: نرفض تعطيل مجلس الوزراء خلافا للدستور بقوة النفوذ ونية التعطيل السافر

وكالة الأنباء الوطنية /12 كانون الأول/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/104737/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b7%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%b9%d9%88%d8%af%d9%87-%d9%81%d9%8a-%d8%b0%d9%83%d8%b1%d9%89-%d8%a7%d8%ba%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%87%d9%8a%d8%af-%d8%ac%d8%a8%d8%b1/

 ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قداس الأحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه النائب البطريركي المطران حنا علوان، الأمين العام لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك الأب كلود ندرة، ومشاركة عدد من المطارنة والكهنة، في حضور وفد من أهالي الموقوفين وأهالي شهداء انفجار مرفأ بيروت، رابطة "كروس رود"، الهيئة الكاثوليكية للتعليم المسيحي في الشرق الأوسط، قنصل جمهورية موريتانيا ايلي نصار، نجل الشهيدين صبحي ونديمة الفخري باتريك الفخري، عائلة المرحوم جوزيف الياس الجميل، وحشد من المؤمنين.

بعد الإنجيل، ألقى الراعي عظة بعنوان "تراءى له ملاك الرب في الحلم"، قال فيها: "تراءى ليوسف ملاك الرب في الحلم، وكشف له سر حبل مريم، بحيث أن المولود فيها هو من الروح القدس، وكشف له دعوته بأن يكون زوجا شرعيا بتولا لمريم البتول، وأبا بالتبني للمولود الإلهي. وبات على يوسف أن يحمل المسؤولية تجاه الكنزين: مريم الكلية القداسة، ويسوع الطفل الإله. بالبشارة لزكريا، كانت البشرى بمولود هو يوحنا، وبالبشارة لمريم كانت البشرى بميلاد إبن الله منها وهي عذراء، واليوم بالبيان ليوسف كانت البشرى عن مكانه ودوره في هذا التصميم الإلهي الخلاصي. إن الله يتعاون مع كل إنسان مؤمن لكي يحقق تصميمه عبر تاريخ البشر بمحطات هو يحددها".

أضاف: "يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية، راجين أن نصغي لما يقوله الله لكل واحد وواحدة منا في مسيرتنا نحو ميلاد إبنه الأزلي إنسانا في الزمن. وإذ أحييكم جميعا أوجه تحية خاصة إلى الهيئة الكاثوليكية للتعليم المسيحي في الشرق الأوسط، بشخص رئيسها الأب كلود ندره والأعضاء، وجميع العاملين في رسالة التعليم المسيحي في لبنان وبلدان الشرق الأوسط. واليوم 12 كانون الأول مخصص للاحتفال بيوم التعليم المسيحي في هذه البلدان، لتزامنه مع أحد البيان ليوسف مثال معلم التعليم المسيحي وقدوته. سنتلو في آخر القداس الصلاة المخصصة لهذا اليوم".

وتابع: "حيي بيننا "رابطة Crossroad-درب الصليب" التي تتألف بمعظمها من مصابي الحرب ونتائجها، وتهدف إلى مساعدة المعوقين في مختلف حاجاتهم بشكلٍ يحفظ كرامتهم. وتستمد قوتها من الشعور بالتحدي للتغلب على الإعاقة والعجز، ومن شعور المشاركة في آلام الآخرين باعتبارهم واحدا معهم في الجرح والألم. وأحيي أيضا وفد أهالي الموقوفين وأهالي الشهداء الذين سقطوا في إنفجار مرفأ بيروت. كلهم يطالبون بسير المحاكمة والحد من عرقلتها واتباع أصولها القانونية بعيدا من تسييسها وتطويفها. ويطالب أهالي الموقوفين من دون محاكمة منذ سنة وأربعة أشهر بالإحتفال معهم بعيد الميلاد. كما أوجه تحية خاصة إلى عائلة عزيزنا المرحوم المهندس الشيخ جوزيف الياس الجميل الذي ودعناه في بلدته عين الخروبة العزيزة مع ابنه وابنتيه وأحفاده وأشقائه وشقيقاته وعائلاتهم، منذ ثلاثة وعشرين يوما. فإنا نصلي لراحة نفسه ونفس المرحومة زوجته سلوى الحاج بطرس، ولعزاء أسرته.

وقال: "كشف الله سره المكتوم منذ الدهور ليوسف عندما وقع في الحيرة والقلق بشأن حبل مريم الإلهي، ودعوتها السامية لتكون أم إبن العلي القدوس، معتبرا نفسه خارج هذا التدبير الإلهي. ففكر بتخليتها سرا، تجنبا للمرور بالقضاء، واحتراما لكرامة مريم وقدسية ما يجري فيها من تدبير إلهي. في الليلة الأخيرة من مرحلة القلق والتساؤل والحيرة، وقد قضاها يوسف من دون أي شك في الصلاة وإستلهام إرادة الله، حضر الرب وخاطبه عبر ملاكه في الحلم، وكشف له السر الخفي. فصدق يوسف وآمن ونفذ".

أضاف: "أمثولتان اثنتان نتعلم من هذا الحدث: الأولى، أن الله يواكب خطوات كل إنسان لحظة بلحظة، لأنه معاونه في صنع تاريخ البشر المدعو ليتماهى مع تاريخ الخلاص. عند ساعات القلق والحيرة والاضطراب، نتعلم من يوسف أن نعود إلى الله لنصغي في جو من الصلاة والاستلهام والتسليم لما يلهمنا عليه في أعماق ضمائرنا. والأمثولة الثانية أن نعمل بما يوحيه الله لنا، على مثال يوسف الذي صنع كما أمره ملاك الرب (متى 1: 24). في كل مرة نصنع إرادة الله، المتجلية لنا مباشرة أو بواسطة رؤسائنا، نكون في خط تدبير الله ومشروعه، ولو بدا ذلك مخالفا لمنطقنا الشخصي ولمصلحتنا. يقول القديس البابا يوحنا الثالث والعشرون: الله يكتب بخط مستقيم على أسطر ملتوية. ما أجمل أن نعمل وفقا لما نصلي: لتكن مشيئتك"

وتابع: "برجاء وطيد نصلي لكي يصغي إلى إلهامات الله المسؤولون، وبخاصة الذين يستعملون نفوذهم السياسي لعرقلة اجتماع مجلس الوزراء، وسير التحقيق العدلي في كارثة انفجار المرفأ، ولكي تستعيد الدولة مسيرتها الطبيعية بمؤسساتها الدستورية. لا يمكن أن تسير البلاد من دون سلطة إجرائية تقرر وتصلح وتجري الإصلاحات وتنفذ القرارات الدولية، وتراقب عمل الوزراء، وتمارس كامل صلاحياتها الدستورية. ولا يمكن القبول بحكومة تعطل نفسها بنفسها. هل في نية المعطلين اختبار تجريبي لما ستكون عليه ردود الفعل في حال قرروا لاحقا تعطيل الإنتخابات النيابية فالرئاسية؟ كيف يستقيم حكم من دون قضاء مستقل عن السياسة والطائفية والمذهبية، علما بأن العدالة أساس الملك؟ إننا نرفض رفضا قاطعا تعطيل انعقاد مجلس الوزراء خلافا للدستور، بقوة النفوذ ونية التعطيل السافر، لأهداف غير وطنية ومشبوهة، وضد مصلحة الدولة والشعب. وما يزيد من قلق اللبنانين أن الدولة تحاول التضحية بودائعهم لمصلحتها ومصلحة المصارف. وفي هذا الإطار، نحذر المشرعين من مغبة وضع صيغة للكابيتال كونترول تودي بما بقي للناس من أموالٍ تحت ستار توزيع الخسائر. فهل ذنب المواطنين أنهم وضعوا أموالهم في المصارف لكي تجعلوهم شركاء في الخسائر؟ لقد أذليتم الشعب كفايةً، وسرقتم جنى عمره كفايةً، وأفقرتموه كفاية. فارحموه لكي يرحمكم الله. تفعلون ذلك والشعب لا يملك القدرة للذهاب إلى طبيب. وإذا استطاع ووصف له دواء فلا يجده لا في الصيدليات ولا في المستوصفات ولا في المستشفيات ولا حتى في وزارة الصحة. تتبخر أدوية الأمراض المزمنة والمستعصية قبل أن تصل إلى المرضى، فيموت الناس في بيوتهم وعلى الطرقات وأمام أبواب المستشفيات والوزارات. هذه حال كارثية لم يعرفها لبنان في تاريخه".  وقال: "وما يزيد من قلق اللبنانين أيضا القرار الرقم 96/1، تاريخ 25 تشرين الثاني 2021 الذي أصدره وزير العمل السيد مصطفى بيرم، وأثار موجة عارمة من الاحتجاج أدلى بها رجال قانون ودستوريون. فاعتبروا عن وجه حق: أن القرار يسير في اتجاه معاكس لما ورد في مقدمة الدستور حول رفض التوطين. أنه لا يراعي مبدأ المعاملة بالمثل. لا يأخذ بالاعتبار مبدأ الافضلية في تأمين العمل للبنانيين في هذه الظروف العسيرة. لا ينسجم مع بعض قوانين المهن الحرة( محاماة، طب، هندسة...) التي تفرض شروطا خاصة للسماح للاجنبي بممارستها. أنه يفتح باب العمل امام الذين استثناهم في الادارات العامة والمؤسسات العامة والبلديات. وبنتيجة كل ذلك، بما أن قرار وزير العمل يتعارض مع مجموعة قوانين وبخاصة القوانين التي تنظم المهن الحرة، يعتبر رجال القانون وجوب تقديم دعوى أمام مجلس شورى الدولة وطلب إبطال هذا القرار. ونحن بقدر ما نحترم الذات الإنسانية ونشعر مع النازحين واللاجئين، نلفت النظر إلى أن مسؤولية الاعتناء بهؤلاء الإخوة تعود إلى الأمم المتحدة من خلال منظمة الأونروا للفلسطينيين، وإلى المفوضية العليا لشؤون النازحين السوريين. إن لبنان عاجز عن تلبية حقوق نحو مليوني لاجئ ونازح، ونطالب لهم، احتراما لكرامتهم، بحياة طبيعية، وبأن يجد العرب والعالم حلا نهائيا للقضية الفلسطينية خارج لبنان، وللنازحين السوريين بإعادتهم سريعا إلى بلادهم".  أضاف: "تابعنا بفرح وتقدير تدشين كاتدرائية سيدة العرب في المنامة، عاصمة مملكة البحرين الشقيقة. هذا الحدث السعيد يدل على تقدم الحوار بين الأديان، وخصوصا بين المسيحية والإسلام، ويبرز نهج الانفتاح الذي يسلكه ملك البحرين في إطار الانفتاح الخليجي عموما. وحبذا لو أن اللبنانيين الذين أنشئ وطنهم نموذجا لتعايش الأديان أن يحييوا هذه الرسالة العظيمة عوض طعنها كل يوم. ففيما تولد الصيغة اللبنانية في العالم لا يجوز أن تسقط في أرضها الأم، لبنان".

 وختم الراعي: "يا رب، ساعد كل واحد وواحدة من البشر أن يصغوا إلى صوتك وإلهاماتك، لكي يصححوا حياتهم وطريقة عيشهم ونظرتهم إلى الحياة، فيتموا إرادتك الخلاصية، ويبنوا تاريخا بشريا أكثر إنسانية، لمجدك".

بعد القداس استقبل الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الإلهية.

 

فارس سعيد: ذاهب أمام القضاء غدا محصنا بحقوقي ومعولا على ما تبقى من نزاهة القضاء وصدقيته

وكالة الأنباء الوطنية /12 كانون الأول/2021

 عقد رئيس "لقاء سيدة الجبل" النائب السابق فارس سعيد، مؤتمرا صحافيا في دارته في قرطبا، في ضوء استدعائه غدا للمثول أمام القضاء في دعوى إثارة النعرات الطائفية والحرب الأهلية والاقتتال المقدمة ضده من "حزب الله"، حضره النائب السابق منصور غانم البون، مفوض الحكومة السابق لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس، رئيس اقليم جبيل الكتائبي رستم صعيبي، منسق قضاء جبيل في حزب "القوات اللبنانية" هادي مرهج، المحامي مجد بطرس حرب، محمد قصب ممثلا بهاء الحريري، وفد من منطقة الجبل برئاسة وهبة عطاالله، رشا الأمير شقيقة الشهيد لقمان سليم، أهالي الشهداء من أبناء البلدة في تفجير المرفأ، رؤساء بلديات ومختارون وفاعليات روحية واجتماعية ونقابية ومناصرون من مختلف المناطق.  بعد النشيد الوطني ودقيقة صمت لروحي الشهيدين جبران تويني وفرانسوا الحاج الذي يصادف اليوم ذكرى استشهادهما، ألقى سعيد كلمة شدد فيها على أن "هذا اللقاء ليس لقاء انتخابيا بل سياسيا بامتياز"، مؤكدا "رفض ابناء قضاءي كسروان وجبيل وكل الاحرار في لبنان بقاء الهيمنة والاحتلال الايراني على لبنان". وقال: "نحن نحترم القانون والقضاء والدستور ولن نتخلف عن أي تحقيق أو نتمرد عليه، لأننا لا نخاف ولا ننصاع لأي تهديد أو تهويل".

 أضاف: "دعوتكم إلى هذا اللقاء استنادا إلى حقي الذي يكفله الدستور والقوانين المرعية الإجراء، في قضية لم تعد شخصية بمقدار ما أصبحت وينبغي أن تكون، هي وكثر من أمثالها، قضية رأي عام، ذلك أن تهمة التحريض على الحرب الأهلية من جانب نائب عن كتلة حزب  الله البرلمانية، وبإسم كتلة الوفاء للمقاومة، ومن قبل حزب لا يؤمن بالقضاء، لا القضاء الدولي في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ولا القضاء الوطني في قضية انفجار مرفأ بيروت. إذا هذه الشكوى من هذا التنظيم الذي لا يؤمن بالقضاء، ما هي في الواقع إلا تحريض على قتلي واغتيالي، على قاعدة الأمر لي التي يطبقها حضرة النائب وحزبه منذ مدة طويلة. وهي، هذه التهمة، تجريم على القاعدة ذاتها لبيت، موجود في هذه البلدة العريقة وحاضر في هذه المنطقة الآمنة وفي هذا الجرد الخشن، بيت مشهود له في المحافظة على السلم الأهلي والعيش المشترك في جبيل وكل الوطن وفي كل الظروف".

 وتابع: "إسألوا يا أعضاء كتلة الوفاء للمقاومة، إسألوا أبناء المنطقة، إسألوا أهالي علمات ولاسا وأفقا، إسألوا أهالي مشان وحجولا وكل القرى، إسألوا أصحاب الذاكرة البعيدة والقريبة، واسألوا المسلمين فيها قبل المسيحيين، أولم يحافظ هذا البيت على العيش المشترك طوال مسيرته الوطنية، لتعرفوا أن التهمة من جانب قوة الأمر الواقع هذه تخالف واقع الحال وحقيقته الساطعة وتؤكد أن حزب الله لا يعرف لبنان! بربكم قولوا لي: من يحرض على الحرب الأهلية، لقاء سيدة الجبل الذي أنتمي إليه، أم لقاء 14 آذار الذي قتل ولم يقتل، أم لقاء البريستول الذي حرر لبنان، أم لقاء قرنة شهوان الذي عمل تحت عباءة البطريرك صفير، أم الذي يهدد البلاد والعباد بمائة ألف مقاتل مزوَّدين بترسانة مسلحة وصواريخ ذكية؟ ومن الذي يهدد انا الذي اكتب تغريدة صباح كل يوم ام الذي ينشر مئة الف صاروخ ايراني في لبنان وبإمرة ايرانية؟ من الذي يحرض على الحرب الأهلية، هذا البيت المدافع دوما عن الدولة وسيادتها واستقلالها وشرعيتها، أم الذي يقيم دولة داخل الدولة ويجري قوانينه الخاصة والاعتباطية على الناس؟"  وتوجه الى اللبنانيين: "انصاع لقوة الأمر الواقع هذه بعض الناس والمغرر بهم، وبعض القوى السياسية الخائفة أو الطامعة، وحتى بعض الدول الكبرى... ولكنَّ ذلك كلَّه لم يحجب حقيقة الأمر، من أن السلاح الخارج عن سلطة الدولة والقانون، وعن قرارات الشرعيات الوطنية والعربية والدولية، هو أصل المشكلة، من السيادة إلى الأزمة المعيشية الخانقة. أنتم لستم وحدكم في هذا العالم تعارضون سلاح حزب الله، ممنوع ان يخاف احد منكم، لسنا وحدنا في هذا العالم لاننا اصحاب حق ومن يكون مع لبنان ومع الحق كل العالم يكون معه، وقد تجرأ على المجاهرة بهذه الحقيقة أخيرا البيان الفرنسي-السعودي المشترك الصادر عن لقاء الرئيس الفرنسي وولي العهد السعودي".  وقال: "ذنبي، في نظر هذا الادعاء أني لم أخف ولم أطمع، ولم اذهب إلى الحزب حتى أصبح نائبا أو أحصل على أي موقع، ولم أكن من المغرر بهم، وجاهرت بما يمليه عليِّ واجبي الوطني وتاريخي، وإن هذه المنطقة لن تركع يوما إلا لله وليس لحزب الله".  وختم: "نعم، أنا ذاهب إلى المثول أمام القضاء غدا، محصنا بحقوقي وبالحقائق الساطعة، ومعولا على ما تبقى من نزاهة القضاء وصدقيته، لست أمام امتحان صعب، بل القضاء نفسه أمام هذا الامتحان، لست أمام امتحان، بل الرأي العام اللبناني أمام هذا الامتحان".

 أسئلة وأجوبة

وردا على سؤال قال: "أنا أؤمن بالقضاء وسأمثل أمام قاضي التحقيق، واذا كانت هناك تدخلات من حزب الله على القضاء، سنقف بوجهه متمسكين بالحق إذ لا يمكننا المطالبة بالقانون والدستور والعدالة، ولا نمثل امامه عندما يطلب منا ذلك. هل اذا ادعيت على السيد حسن نصرالله يمثل أمام القضاء؟ تبلغت الدعوة من رئيسة قلم قرطبا، هل من قلم لمحكمة ما لتبليغ دعوة للسيد حسن نصرالله او لأي مسؤول من حزب الله؟"

 وعن سبب تحريك الدعوة بعد سنة من تاريخها قال: "قد يكون التأجيل بسبب جائحة كورونا او غيرها من الأسباب، وعاد الحزب اليوم وحركها، ونأمل ألا يكون ذلك تحت أي ضغط منه على القضاء".

وعما إذا كان يملك دلائل عن تورط "حزب الله" بتفجير المرفأ قال: "اتهمت حزب الله بالتفجير، مثلي مثل ثلاثة ملايين لبناني اتهموه، ولا أزال أتهمه بهذا التفجير، لأن للمرفأ حدودا بحرية مثله مثل بقية الحدود، وهي ممسوكة أيضا من حزب الله، وعليه ان يقول لنا من فجر النيترات في المرفأ ان لم يكن هو من فجرها، وليس إذا استدعي وزير مقرب منه يطلب منه عدم الذهاب الى التحقيق، وفي الحد الأدنى ان لم يكن هو وراء ذلك عليه ان يسهل عمل القضاء، فمجرد عرقلة التحقيق يكون قد اتهم نفسه قبل ان يتهمه احد لذا اتهامي سياسي لا يرتكز على أي أدلة".

 سئل: لماذا على الحزب أن يقول لك من وراء التفجير وليس الدولة والاجهزة الامنية؟

أجاب: "رغم ضعف الدولة هي غير موجودة وهو الذي حل مكانها، الحزب هو الممسك اليوم بالدولة وبقرارها الامني ويقول لها ماذا عليها ان تفعل. لا يستطيع هذا الحزب ان يقنعني كمواطن لبناني بأن قرار السلم والحرب بيده، ولكن عندما تحصل التفجيرات والاغتيالات داخل لبنان يقول إن لا علاقة له بها، حتى انه لا يساعد في كشفها".

وتوجه الى "حزب الله": "لا يحق لك عرقلة مسار قضائي وتعود لتسألني لماذا اتهمك؟"

 وردا على سؤال أجاب: "لماذا تقديم دعوة قضائية اليوم من حزب الله؟ هل ليقول اذا حصل اي عمل أمني ضدي ان لا علاقة له به وأنه التجأ الى القضاء؟"

 وشدد على "ضرورة تشكيل اليوم جبهة معارضة للاحتلال الايراني عابرة للطوائف قبل الحديث عن الانتخابات النيابية وغيرها".

 

قاووق: المهزومون ليسوا في موقع يخولهم فرض شروطهم على لبنان المنتصر

وكالة الأنباء الوطنية /12 كانون الأول/2021

أكد عضو المجلس المركزي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق أن "أميركا وأدواتها في لبنان والمنطقة هم الذين يعمقون الأزمات في لبنان، ويزيدون معاناة اللبنانيين، ويضغطون على الكثير من الدول لحجب المساعدات عنه، وعليه، فإنهم يفاقمون الأزمات لتوظيفها سياسيا وانتخابيا".  كلام قاووق جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه الحزب لاحد شهدائه حسان علي عطايا، لمناسبة ذكرى  أسبوع على رحيله، في حسينية بلدة طيرحرفا الجنوبية، في حضور مسؤول منطقة الجنوب الأولى عبد الله ناصر، وعدد من العلماء والفاعليات والشخصيات، وجمع من الأهالي.  وشدد قاووق على أن "السياسة الأميركية كانت دائما ولا تزال لمصلحة إسرائيل على حساب حقوق لبنان". وأكد أن "قرار حزب الله وحلفائه هو العمل على إجراء الإنتخابات النيابية المقبلة، وأن الذي يسمم أجواء الإنتخابات ويهدد نزاهتها، هو حجم التدخلات الأميركية والسعودية، ولذلك نطالبهم بوقف التدخلات في الشؤون اللبنانية الداخلية".  وقال: "إن ما يسعون إليه عبر الإنتخابات هو تحقيق ما عجزوا عنه بالحروب والضغوط والعقوبات، وعليه، فإن لبنان لن يكون ساحة مستباحة للأهداف الإسرائيلية التي يسوق لها الأميركيون".  ورأى أن "الأميركيين قادرون على تمويل الحملات الإنتخابية وضخ الرشى في كل اتجاه والتحريض واستحداث الفتن، ولكنهم أعجز من أن يغيروا هوية لبنان المقاومة". وختم قاووق: "إن المهزومين في سوريا والعراق واليمن وأفغانستان، ليسوا في موقع يخولهم فرض شروطهم على لبنان المنتصر".

 

جنبلاط: حزب الله هو المسؤول بشكل أو بآخر وبشدة عما يحصل

وكالة الأنباء الوطنية /12 كانون الأول/2021

 رأى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، تعليقا على قرارات المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي، أنها "ردات فعل محقة على واقع الاعتراض على دخول لبنان لمحور غير عربي، فلبنان وللأسف أدخل من خلال الخطابات الملتبسة وأعمال البعض من السياسيين الذين يوالون ايران في محور غير عربي، وهم جعلوا وأجبروا العرب على أن يفرضوا الحصار على لبنان مكرهين". وقال: "هناك فئة توالي ايران، ولكن هذه الفئة ليست كل اللبنانيين، فالغالبية لا توالي ايران أبدا، لذلك التمس التمني من المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي تفهم هذا الوضع".

 ورأى في حديث لصحيفة "البلاد السعودية" أن "حزب الله، أو ايران ومن الآخر وبشكل مباشر ومن خلال حزب الله وحلفائها في الداخل، أخذوا لبنان الى غير موقعه الطبيعي، والذي يناقض جوهر وجوده ومفهومه الأصيل، وللأسف فقد بات لبنان في جانب مناقض تماما للعروبة وفي غير فضائها، لكن هذا هو الواقع الاقليمي اليوم وهو لن يدوم". وأعرب عن خشيته "من انزلاق البلد نحو المجهول، سواء أردنا تسميته الجحيم أو ما شابه، والخوف من أن يذهب لبنان نحو مزيد من التدهور الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والمعيشي"، مشيرا الى "ضرورة أن نبتدئ بالاصلاح وفق برنامج وجدول الأعمال التي وضعته وتشرف عليه المؤسسات الدولية، وفي مقدمها صندوق النقد الدولي، ولا بد من الخطوة الأولى، وهي بأن تجتمع الحكومة".  وفي سياق قدرة الحكومة الحالية على اتخاذ القرارات المنقذة للبلاد، وإن كان لها مستقبل تنفيذي على الأرض، قال: "نعم، وهي بالتأكيد قادرة، لكن لا بد لها أولا من أن تجتمع لكي تضع البرنامج، وهو في الأصل موجود والمشتمل على الاصلاح في قطاع الكهرباء، والمصارف وتوحيد الأسعار والخسائر، فهناك ثلاثة أرقام للعجز يجب توحيدهم، ولدينا أيضا موضوع البطاقة التموينية وهي من البنود المهمة، وبالتأكيد هي تستطيع لكن هناك من يمنع ومن يعرقل".

وشدد على أن "على الحكومة أن تجتمع، ولكي تجتمع على القوى التي تعترض على اجتماعها أن تفرج عنها وعن جلساتها".  وبالنسبة الى قدرة الحكومة على الوفاء بالتزاماتها لناحية تطبيق القرارات الدولية وأيضا ما رشح عن القمة السعودية - الفرنسية، سأل: "من منا لا يحلم بدولة تكون امرة السلاح فيها بيد الدولة والمؤسسات الشرعية فقط؟ ففي كل الدول الحضارية تكون امرة السلاح فيها بيد الدولة وليس بيد فئات أخرى، فالسلاح يجب أن يكون بيد الجيش والقوى الأمنية، الا في لبنان وللاسف وفي العراق، وهذا هو شواذ محور الممانعة".

وعن موضوع القرارات الدولية، فضل "تفادي استخدام القرارات الدولية من أجل الحساسية"، وذكر بأنه كان "هناك شبه إجماع عندما درسنا تلك الخطة الدفاعية أيام الرئيس السابق للجمهورية الرئيس ميشال سليمان". وجدد القول إنه "على الأقل يجب اتباع خطوات لاستراتيجية الدفاعية، التي تؤدي من خلالها أن تكون الدولة هي المسؤولة الوحيدة عن القرارين السياديين السلم والحرب"، إذ اعتبر أن الاستراتيجية الدفاعية مدخل جدي لطرح موضوع السلاح، وهدفها استيعاب سلاح المقاومة داخل الجيش، وعندها يكون الجيش هو المسؤول وحده في الدفاع عن لبنان عن الحدود وعن الجنوب. وهنا نعود إلى مسألة مزارع شبعا، التي حتى اللحظة لا تزال غير مثبتة لبنانيتها، ولا بد من حصول التحديد او الترسيم عبر ورقة رسمية من سوريا". وفي ملف الاصلاح والمفاوضات مع صندوق النقد الدولي والمؤسسات الدولية، أوضح أن "الحكومة لم تقدر بالأحرى والحقيقة لم يفتحوا لها المجال"، وقال: "بامكان لبنان الاستفادة من الأثر الايجابي من الزيارة الفرنسية الأخيرة للمملكة العربية السعودية واقتناص ايجابية القمة السعودية - الفرنسية وبيانها المشترك عن لبنان".  ونوه ب"الايجابية المهمة والكبرى من سمو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بمكالمته الهاتفية مع الرئيس نجيب ميقاتي، إذ تحتم هذه الخطوة على الرئيس ميقاتي الاستفادة القصوى منها واستغلالها بعد فترة ومرحلة من شبه القطيعة". وشدد على "ضرورة ترجمة هذا الأمر في لبنان الى واقعة عملية مثمرة ومنتجة أكثر، والأولوية دائما هي بالعودة الى اجتماع الحكومة والوزارة". وبالنسبة إلى الانتخابات النيابية، لفت إلى ان "التيار الوطني الحر قدم الطعن بقانون الانتخاب الحالي، فهو يريد أخذ لبنان والانتخابات، والطعن هدفه العودة وبشكل صريح للقانون السابق، والذي ينص فيه على انتخاب ستة نواب في الخارج للمغتربين، إذ يريد التيار الوطني الحر تفادي انتخاب المغتربين اللبنانيين في لبنان، ويريد منهم ان ينتخبوا في الخارج، نظرا لأنه فقد الكثير من شعبيته وهذه هي البدعة غير الدستورية والخطر الكبير".

وقال ردا على سؤال: "ليس كل اللبنانيين مع ايران ويوالونها، ولاحقا بحسب الظروف وما اذا كانت تسمح لنا بذلك سواء قبل الانتخابات أو بعدها لتشكل جبهة أو تجمع نسميها ما شئنا حينها".  أضاف: "هناك خطر وجودي ونلتمس ذلك من الأوضاع المتدهورة الاقتصادية، إذ نرى الجامعات تفرغ من اساتذتها والمستشفيات تهاجرها النخب، والقضاة يستقيلون، ونرى أيضا ذهاب النخب من قطاع التعليم وخاصة الرسمي. كيف سيكون لبنان؟ لبنان العربي التعددي التنوعي والجامعات والصحافة اذا ما الكل هاجر وذهب؟ هذا ما أخشاه، وهو ما يبدل من وجه لبنان، هل سيعترف الحزب بنهائية الكيان والدولة اللبنانية؟ حزب الله بشكل أو بآخر هو المسؤول وبشدة عما يجري، فيبدو ان هذا اللبنان المتنوع والمتعدد العروبي لا يبالون به للاسف، فهم يبالون بلبنان مختلف".

وختم جنبلاط بسؤال ل"حزب الله": "هل يريدون تثبيت الطائف؟ المدخل الوحيد للاستقرار والذي شددت عليه القمة ونحن معها، أم يريدون شيئا آخر فهذا السؤال موجه اليهم فقط".

 

"كلّ شيء في لبنان وارد"... تصريحٌ "هامٌّ" لـ اللواء ابراهيم!

الوكالة الوطنية للاعلام/الاحد 12 كانون الأول 2021  

شدّد المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم على أن, "هناك إمكان لإعطاء جوازات سفر لجميع الشعب، لكن ما حصل في الفترة الأخيرة، أن الكثير من المغتربين اللبنانيين يعودون الى لبنان خلال الصيف، ويستدلون جوازات سفرهم القديمة بجوازات حديثة بيوميترية، وخصوصا أن هذا الجواز لا يجدد خارج لبنان والجواز الجديد يرسل بالحقيبة الدبلوماسية". ورأى في حديث له الى جريدة "الشرق القطرية" أنَّ, "قدرتنا على طباعة جواز السفر بالحد الأقصى 3500 جواز يوميا، بينما ارتفع عدد المتقدمين للحصول على جواز سفر يوميا الى 8 آلاف جواز. وبذلك أصبح لدينا تركم عجز بما يقارب 5 آلاف جواز سفر يوميا، ليس لدينا قدرة على إنجازهم. هذا الأمر أحدث صدمة وظن البعض انه لم يعد هناك جوازات سفر وان الكمية ستنفد، مما ضاعف الطلب". وأضاف, ان "البعض الآخر اعتقد أن رسوم جواز السفر سيتم رفعها نتيجة انهيار سعر الليرة. وفي المقابل هناك حقائق صادمة وهي ان 60% من الذين تقدموا بطلبات جواز سفر لم يستلموها وهناك حوالى 6 آلاف جواز سفر منجز وموجود في خزائن الأمن العام ولم يستلمها أصحابها. وهذا يدل إلى ان الأمر كله لا يتعدى اطار الهواجس والمخاوف من نفاد جوازات السفر أو ارتفاع رسومها وهذا غير صحيح".

وطمأن مدير عام الأمن العام أصحاب الهواجس إلى أن, "المديرية قامت بتلزيم الجهة المختصة لطباعة مليون جواز سفر وهي قيد الطباعة الآن وستكون الكمية جاهزة في غضون شهرين، علما بأن لدينا الآن كميات كافية لتلبية حاجات اللبنانيين في جوازات السفر. وبذلك لا توجد مشكلة جوازات سفر".

وعن ملف التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت، قال: "في النهاية هذا الملف يجب أن يحل. لن تبقى الحكومة عالقة على موضوع المحقق العدلي بشأن استمراره او عدمه في عمله. هناك مؤسسات دستورية وبالإمكان إيجاد الحل من خلال القوانين. ربما تشعب الموضوع وتعدد الاطراف المعنيين جعله في حاجة الى اتصالات داخلية مع الاطراف لإزالة العقبات، إنما الحل سيبقى ضمن الأطر الدستورية والمؤسسة القضائية". وعما إذا ما الرهان سيكون على ما يقرره مجلس النواب أكّد أنّه, "نعم هذا صحيح، المنتظر ان يحسم الجدل في مجلس النواب. وهكذا يكون المخرج والتزام مبدأ فصل السلطات، لأن الحكومة ليس من صلاحياتها التدخل في عمل القضاء، بينما في مجلس النواب كسلطة تشريعية يمكنها تحديد لمن تؤول صلاحية محاكمة الرؤساء والوزراء والنواب. هل هي من صلاحية هيئة عليا في مجلس النواب أم من صلاحية المحقق العدلي، وبالتالي الموضوع هو تفسير القوانين؟"

ورداً على سؤال عن إمكان تدهور الوضع الأمني جراء الأزمة الاقتصادية والمعيشية، أردف قائلًا: "لا أظن أن الوضع الأمني قد ينفلت بسبب الوضع المعيشي. فالدولار بلغ رقما قياسيا وما زال الأمن ممسوكا. كما ان الحاجات الشعبية ما زالت في نطاق ضيق قياسا على تدهور الوضع المعيشي. وهذا الأمر علاجه بالسياسة لأن الوضع الأمني يتأثر بالتطورات السياسية، وفي حال المفاوضات مع البنك الدولي وصندوق النقد أخذت مسارها في فترة قريبة، أعتقد ان معظم الاحتقان سيخف بما فيه التحركات في الشارع".

وعن إذا يخشى من استثمار تحركات الشارع لتعطيل الانتخابات رأى إبراهيم أنَّ, "كل شيء في لبنان وارد، لكن رغم اصرار الاطراف السياسيين والمجتمع الدولي على إجراء الانتخابات، يبقى احتمال استخدام الاحتجاجات في الشارع ممكنا، علما بأن للجيش والأجهزة الأمنية كامل الجهوزية للتعامل مع أي احتمال لتأجيل الانتخابات. أستبعد تأجيل الانتخابات".

وفي ما يخصّ بعض التوقيفات الأمنية من قبل الأجهزة الأمنية أشار إلى أنَّ, "علاقة الأجهزة الأمنية مع المغردين أو غير المغردين ينطلق من اننا أكثر الدول في التعبير الى حد التفلت. ولا اظن ان احدا تعرض لاعلامي بشكل عام الا بموجب القانون والقضاء، ووفقا للدستور والقانون فان التعرض لمقامات معينة يعرض لعقوبة. وعندما الاجهزة تعتقل أي ناشط، فهي تعتقله بموجب القانون وتحيله على القضاء. لا مشكلة بين الاجهزة الامنية والناشطين والإعلاميين. نحن كأجهزة أمنية، اداة تنفيذية بين السلطات القضائية والقانون. لسنا معنيين بتفسير القانون، نحن معنيون بتنفيذه".

وشدّد إبراهيم أنَّ, "جزء من طموحي السياسي يستند الى هذه النقطة وهي إلغاء الطائفية السياسية. لا تستقيم دولة تقوم على الطائفية، لأن الطائفية تولد العصبية والعصبية تولد الجهل والجهل يدمر البلاد. عندما نلجأ الى الكفاءة في اختيار الأشخاص لتولي المناصب في الدولة بعيدا من الطائفية سيكون لنا دولة قائمة على القانون. أنا واثق ان ان غالبية الشعب كفرت بالطائفية وتريد الخلاص من الطائفية، وجاء الوقت لتنفيذ قوانين إلغاء الطائفية السياسية والدخول الى الدولة المدنية. الشعب اللبناني مهيأ للتحرر من قيود الطائفية".

وأضاف, "لا أعتقد ان حزب الله في الداخل هو المعضلة. أعتقد ان دور حزب الله في الاقليم والمنطقة هو الذي يرتد سلبا على الواقع اللبناني. لا مشكلة مع حزب كلاعب على الساحة اللبنانية، إنما الارتدادات السلبية تنجم عن حزب الله كلاعب إقليمي".

وعن مدى تأثر لبنان بوجود النازحين السوريين على أرضه قال: "لبنان يتحمل عبئا كبيرا إذ وصل عدد النازحين الى المليونين، وهذا رقم يفوق ثلث الشعب. وقد تكبد لبنان حوالى 33 مليار دولار للانفاق على النازحين. وللأسف المجتمع الدولي لا يساعد. حجم المساعدات الدولية التي قدمت للنازحين لا يتجاوز 10 دولارات بينما الدراسات التي قمنا بها كشفت ان كلفة النازح في ألمانيا 500 يورو شهريا في حين لا ينفق على النازح في لبنان اكثر من 10 دولارات وبالتالي تتحمل الدولة سائر المصروف والحاجات للنازح. ولك ان تتخيل حجم ما يتكبده لبنان من بنى تحتية وصرف صحي وعلاج ومستشفيات وخدمات وكهرباء"

وتابع, "هؤلاء النازحون يستخدمون الكهرباء بدون دفع أي رسوم. والمجتمع الدولي والمنظمات الدولية المعنية بمتابعة اوضاعهم لا تدفع للدولة اللبنانية كلفة هذه الأعباء، وبالتالي مبلغ 33 مليار الذي أنفقه لبنان على النازحين يشكل نصف مشاكلنا، ولكن رغم ذلك لا ننكر اننا أشقاء ومثلما كان اللبنانيون ينتقلون الى سوريا عند الازمات، كذلك واجبنا ان نستضيف النازحين السوريين". وعن سبل الخروج من الأزمة الاقتصادية والحد من ارتفاع سعر الدولار، قال: "المخرج المتاح حاليا هو المفاوضات مع صندوق النقد الدولي ومع البنك الدولي لأننا نحن مشاركون في البنك الدولي ولدينا فلوس في البنك الدولي وسوف نحصل على مليار دولار من البنك الدولي لكي نشغل اقتصادنا بالحد الأدنى. أما صندوق النقد الدولي فان لديه شروطا قاسية للمساعدة، علما بأن السعر الفعلي للدولار لا يتعدى 7 آلاف ليرة، لذلك السعر المتداول حاليا وهو 25 الف ليرة للدولار، لا يستند الى معطيات اقتصادية".

وإستكمل قائلاً: "لذلك ما نشهده حاليا هو سعر الدولار وفقا للسوق السوداء او استخدام تطبيقات مشبوهة وهي مفتوحة خارج لبنان. وتعمل على انهيار الاقتصاد اللبناني لزيادة الضغط السياسي. وقد قمنا بمراسلة الدول التي تصدر منها هذه التطبيقات، لكنها لم تتجاوب معنا، وقام مصرف لبنان بمخاطبة المصارف المركزية في تلك الدول ولم يجد تجاوبا، وبالتالي فان لعبة الدولار في لبنان ذات بعد دولي". وبالنسبة إلى العلاقة مع دولة قطر، رأى أنَّ, "تجمعنا مع الدوحة علاقات طيبة جدا واكثر من ممتازة على جميع المستويات، وخصوصا مع سمو الأمير الذي أكن له المودة والتقدير والاحترام. ويجمعني تاريخ حافل من الوساطات المشتركة مع الأخوة القطريين وكثير من الملفات المعقدة تمكنا من حلها. بدءا بملف اعزاز الى راهبات معلولة وغيرها الكثير من الملفات". وعما إذا تطرق البحث في أثناء زيارة الرئيس ميشال عون الى قطر الى تزويد لبنان بالغاز القطري، أكد أن, "البحث تطرق الى هذا الملف ولمسنا رغبة وإرادة قطرية لمساعدة لبنان".

وختم مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم، بالقول: "في حال احتجنا للغاز القطري، الأخوة في قطر مستعدون للتزويد بالكميات اللازمة لتغطية حاجاته، لكن تبقى هناك تفاصيل تجرى متابعتها ومنها موضوع التمويل، لكن من حيث المبدأ، توجيهات سمو الأمير واضحة وصريحة وهي مساعدة لبنان بكل شيء تستطيع قطر ان تساعد به. واعتقد اننا سنحصل على المساعدات القطرية التي نحتاجها".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 12– 13 كانون الأول/2021

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 12 كانون الأول/2021

جمع واعداد الياس بجاني

http://eliasbejjaninews.com/archives/104725/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1267/

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/December 12/2021

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

http://eliasbejjaninews.com/archives/104727/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-december-12-2021/

#LCCC_English_News_Bulletin