الياس بجاني: ضرورة إنهاء حالة الحرب مع دولة إسرائيل، وتوقيع اتفاق سلام معها، وتنفيذ القرارات الدولية، ومواجهة احتلال حزب الله

396

كل لبناني يؤيد احتلال حزب الله، ويسوّق لكذبة تحريره الجنوب، وتأبيد سلاحه الإرهابي، هو عملياً شريكه في كل ارتكاباته المحلية والإقليمية والدولية

الياس بجاني/18 تشرين الأول/2022

الكارثة الأخطر في لبنان المحتل، تكمن في خامة ونتانة وجشع الطاقم السياسي والحزبي والرسمي في سواده الأعظم، وفي مقدمهم أصحاب شركات أحزاب تجارية وعائلية يزورون التاريخ، ويستغبون ذكاء وذاكرة وعقول اللبنانيين، ويدعون باطلاً ، وعلى خلفية اسخريوتية وملجمية، بأن حزب الله هو من النسيج اللبناني، وأنه حرر الجنوب، في حين أنه جيش إيراني إرهابي 100%، وعسكره من اللبنانيين هم مجرد مرتزقة لا أكثر ولا أقل. كما أنه لم يحرر الجنوب، بل يحتله وحوله إلى مستعمرة إيرانية،  وإسرائيل انسحبت منه عام 2000 على خلفية اتفاق لم يعد سراً بين حكومة براك الإسرائيلية ونظام الملالي الإيراني.

بداية، نؤيد بالكامل المواقف المنطقية والعقلانية، التي جاءت في مقابلة رئيس حزب الكتائب سامي الجميل أمس من تلفزيون “ال بي سي” يوم أمس لجهة طلب الوساطة الأميركية، بهدف إنهاء حالة الحرب مع دولة إسرائيل، لأنه لا يجب أن يكون هناك عداء ابدي للبنان وأزلي مع أحد، وذلك كما تدخلت أميركا نفسها، وكانت لها اليد الطولى في اتفاق ترسيم الحدود، وإنجاز صفقة الغاز والبترول، التي رحب بها وهلل لها حزب الله، واعتبرها انتصاراً تاريخياً.

وفي سياق هيمنة واحتلال حزب الله الإيراني، فإنه لم يعد في لبنان من حفي إلا وأصبح معروفاً،، ولم يعد من قناع إلا وسقط، ولم يعد من طروادي إلا وانفضح، ولم يعد من اسخريوتي إلا وفاحت منه رائحة الخيانة، ولم يعد من ملجمي متستر، ولم يعد من رجل دين جاحد إلا وتعرى، ولم يعد من مواطن غنمي إلا وظهر حبل الذل والتبعية حول رقبته، ولم يعد من سياسي ذمي ومستسلم وأداة وبوق إلا وظهرت للعيان قذارته.

وبالتالي، مهما استكبر وتوهم الأشرار، والمنافقين، والإنتهازيين، والطبول، والصنوج، والعكاظيين، فإنه لا يمكن إخفاء حقيقة احتلال، وممارسات، وإرتكابات، وفجور، واستكبار، وخطورة مخطط حزب الله الإيراني، الهادف إلى اقتلاع ثقافة وحضارة وتاريخ لبنان الرسالة وتدميره، واستبداله بجمهورية مسخ تابعة لنظام ولي الفقيه الفارسي.

فما من خفي إلا سيظهر، ولا من مكتوم إلا سينكشف ويعرفه الناس، وقد سقطت كل الأقنعة، ووقعت كل أوراق التين، والحقيقة الصادمة والإبليسية لم يعد بمقدر أحد إخفائها.

الحقيقة المعاشة بويلاتها هي إن وطن الأرز والرسالة والحرف هو محتل، وقد تم تحويله بالقوة لساحة مباحة لحروب وإرهاب ملالي إيران، كما أن قرار الدولة اللبنانية بحكامها ومؤسساتها،على المستويات كافة مهيمن عليه ومصادر، في حين أن الشعب اللبناني ممثلاً بجميع شرائحه الإجتماعية والمذهبية  يتعرض لأبشع أشكال الإفقار والتجويع والإذلال والحرمان والتهجير والبلطجة والإرهاب والقمع.

وبسبب الإحتلال الإيراني البشع هذا، فإن الحدود مع سوريا تحديداً، سائبة ومشرّعة، والمؤسسات معطلة، والدويلة أقوى من الدولة، والقضاء مسير وواقع تحت هيمنة قوى الإرهاب، والقوى الأمنية من جيش وقوى أخرى إما مخترقة ومعطله، أو مهيمن على بعضها بالكامل، ورئيس الجمهورية أداة بيد المحتل، ومجلس النواب مهمش، ومن يرئسه يعمل بأمرة حزب الله، كما أن الحكومة لا تمثل لبنان ودستوره، ومن يرأسها هو سياسي من تفقيس حاضنات نظام الأسد،، والوزراء فيها ينفذون ولا يقررون.

يبقى، أن الكارثة الأخطر تكمن في خامة ونتانة وجشع الطاقم السياسي والحزبي والرسمي في سواده الأعظم، وفي مقدمهم أصحاب شركات أحزاب تجارية وعائلية يزورون التاريخ، ويستغبون ذكاء وذاكرة وعقول اللبنانيين، ويدعون باطلاً ، وعلى خلفية اسخريوتية وملجمية، بأن حزب الله هو من النسيج اللبناني، وأنه حرر الجنوب، في حين أنه جيش إيراني إرهابي 100%، وعسكره من اللبنانيين هم مجرد مرتزقة لا أكثر ولا أقل. كما أنه لم يحرر الجنوب، بل يحتله وحوله إلى مستعمرة إيرانية،  وإسرائيل انسحبت منه عام 2000 على خلفية اتفاق لم يعد سراً بين حكومة براك الإسرائيلية ونظام الملالي الإيراني.

إلا أنه ورغم كل هذا الظلام القاتم، فلبنان بإذن الله سوف يستعيد استقلاله، وكل الأبالسة وقوى الشر إلى الهزيمة طال الزمن أو قصر، لا فرق.

في الخلاصة، وطبقاً لمعايير الأرض والسماء، وشرائع الحق والإيمان والوطنية كافة، فإن كل من يؤيد هذا الحزب، أو يسايره، أو يتحالف معه أو يسوّق له، أو يتعامى عن شروره وأخطاره وعن مشروعه الإحتلالي والمذهبي والتدميري، أو يستفيد منه، أو يسوّق لكذبة تحريره الجنوب، هو شريكاً كاملاً له في أفعاله الإرهابية، أكان داخل لبنان أو خارجه.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الالكتروني
Phoenicia@hotmail.com
رابط موقع الكاتب الالكتروني
https://eliasbejjaninews.com