إلى القيمين على كنيستنا المارونية: “إذا بكركي بخير لبنان بخير”.
الياس بجاني
09 كانون الأول/14
هل انتم من غير طينة البشر وتعيشون في عالم غير عالمنا وفي لبنان غير لبناننا؟
هل انتم فوق المساءلة ويحق لكم أبلسة كل من يقوم بهذا الدور المقدس والواجب؟
هل ثوابت الصرح التاريخية تعني لكم أي شيء، أم أنها مركونة على الرفوف ومدفونة في الغرف المغلقة؟
هل أرض الوقف هي ملكاً لكم، أم أنكم وكلاء عليها؟
هل تذكرون أن مسمياتكم وألقابكم الكنسية هي: الحقير، والخادم، والراعي، وهل تعون معانيها والتزاماتها قولاً وفعلاً؟
نلفتكم إلى أن لقب الحقير يعني التواضع بكل ما في المصطلح من قدسية وروحية مسيحية.
نسأل دون تقية أو ذمية، هل انتم متواضعون وممارساتكم وخطابكم وتعاطيكم مع الرعايا وإدارة شؤونها تتسم بالتواضع؟
ونذكرهم أن مسمى الخادم يجسد الدور المقدس الذي اختاركم الرب للقيام به، أي الدعوة التي اختاركم لها، وهي خدمة الناس دون مقابل ودون توقع الشكر من أحد لأنكم نذرتم العفة والطاعة والفقر. ترى هل أنتم واقعاً معاشاً في روحية الخدمة والنذورات؟
كما أن الراعي مسمى سامي يتكنى به رجل الدين لأن الله أوكل إليه رعاية شؤون رعيته عملاً بتعاليم السيد المسيح . ترى أنتم رعاة صالحين كما أرادكم المسيح؟
المطلوب منكم وانتم الرعاة وأصحاب الدعوة التواضع والتعامل مع الغير بمحبة، والمحبة كما يقول كتابنا المقدس هي الله، ودون محبة لا تستقيم الأمور.
نتوقع منكم وانتم القدوة والرعاة الشفافية والوضوح والتواضع في كل أمر وشأن وليس الاستكبار والتعالي والتشاوف ومقاربة كل مساءلة إدارية أو سياسية بالاتهامات والهروب إلى الأمام.
نتوقع منكم التعاطي مع احجوجة قصر وليد غياض بما تقتضيه الروحية المسيحية وقد عبر عن هذه الروحية بوضح أحد الصحافيين الموارنة المعروفين بحسهم الوطني وصدقهم، وهو كتب ما يلي
“كل يوم يمرّ لا ترفع فيه البطريركية دعوى قضائية على الصحافي غسان سعود وجريدة “الأخبار” ولا تصدر توضيحاً مقنعاً لقضية “قصر بكركي” يتسع الجرح والشعور بالإهانة في روح كل ماروني أينما كان وأياً كان. لا يفيد إطلاق الاتهامات على الصحافيين أجمعين بأنهم كذبة باعوا ضمائرهم من أجل حفنة من المال وما سوى ذلك. ارفعوا دعوى، أو أوضحوا ما حصل، أو اعتذروا عن الإساءة أمام الله على الأقل ويسوع المسيح يسامحكم ويغفر لكم، ولا تكملوا”.
وكتب نفس الصحافي أيضاً يقول: “أحلم بربيع لكنيسة لبنان، وأظن حان الوقت. ولا أريد لي شيئاً بل لجيل أولادي ليكونوا مسيحيين حقيقيين في لبنان، ويحبوه ويبقوا فيه. أذكر، كان أبي يردد أمامي أحياناً “إذا بكركي بخير لبنان بخير”. بكركي ليست بخير يا أبي.”
التواضع يا رعاة، ومن ثم التواضع والأهم مخافة الله ويوم حسابه الأخير.
نختم مع قول السيد المسيح للكتبة والفريسيين الذين طلبوا منه اسكات تلاميذه والجماهير التي كانت في استقباله وهو يدخل اورشاليم: “لو سكت هؤلاء لتكلمت الحجارة”
لنصلي جميعا من أجل أن يعود الخير إلى بكركي ومعه إلى لبنان لأنو”إذا بكركي بخير لبنان بخير”.
*الكاتب معلق سياسي وناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الالكتروني
Phoenicia@hotmail.com