دولة العراق والشام
العلامة علي الأمين
لَقَدْ عِشْنَا مَعَاً في الشَّرْقِ دَهْرَاً
وَلَنْ نَرْضَى بِغَيْر الْحُبِّ دِينَا
وَأَمْسَى في خِلَافَتِهِ عَلَيْنَا
أَبُو بَكْرٍ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَا
وَنَادَى فِي الْعِرَاقِ بِكُمْ فَهُبُّوا
لِبَيْعَتِهِ سِرَاعاً طَائِعِينَا
وَإِنْ أَنْتُمْ رَفَضْتُمْ مَا أُمِرْتُمْ
بِهِ صِرْتُمْ رَوَافِضَ مُشْرِكِينَا
إِذَا شِئْنَا قَتَلْنَاكُمْ جميعاً
فَلَسْتُمْ إِنْ رَفَضْتُمْ مُسْلِمِينَا
فَيَا عَجَبَاً لَكَ الشُّورَى شِعَارٌ
وَتَطلُبُ بَيْعَةً بِالسَّيْفِ فِينَا !
وَأَهْلُ الرَّأْيِ لَمْ يُدْلُوا بِرَأْيٍ
وَغَابُوا عَنْ عُيُونِ النَّاظِرِينَا
وَيَا عَجَبَاً لِمَنْ يَرْضَى بِوَالٍ
بَغَى في الْأَرْضِ يَهْوَى الْمُفْسِدِينَا
قَتَلْتَ الْأَبْرِيَاءَ بِغَيْرِ جُرْمٍ
وَرَوَّعْتَ الشُّيُوخَ الطَّاعِنِينَا
وَقَدْ أَحْدَثْتَ في الإسلامِ بِدْعَاً
بِأَنْ أَكْرَهْتَ قَوْمَاً آمِنِينَا
سَبَيْتَ لَهُمْ نِسَاءً وَالْأُسَارَى
بِهِمْ أَغْضَبْتَ كُلَّ الْعَالَمِينَا
قَطعْتَ رُؤوسَهُمْ لَمْ تَرْعَ عَهْدَاً
وَلَا وَعْدَاً وَمَا كُنْتَ الْأَمِينَا
جَرَائِمُ مَا سَمِعْنَا عَنْ مَثِيلٍ
لَهَا إِلَّا بِعَصْرِ الْغَابِرِينَا
بِهَا شَوَّهْتَ دِينَ اللهِ عَمْدَاً
وَقَدْ خَالَفْتَ قُرْآنَاً مُبِينَا
فَلَا إِكْرَاهَ فِي الْقُرْآنِ نَهْيٌ
وَتَأْتِينَا بِثَوْبِ الْوَاعِظِينَا !
وَشَرْعُ اللهِ يَأْمُرُنَا بِحِفْظِ
الْأَسِيرِ وَأَنْ نُكَرِّمَهُ يَقِينَا
لَقَدْ عِشْنَا مَعَاً في الشَّرْقِ دَهْرَاً
وَلَنْ نَرْضَى بِغَيْر الْحُبِّ دِينَا