الياس بجاني/نص وفيديو: هوليودية الملالي الهزلية في عرضهم فيلم ضرب قاعدة “العديد” الأميركية في قطر

38

الياس بجاني/نص وفيديو: هوليودية الملالي في عرضهم فيلم ضرب قاعدة “العديد” الأميركية في قطر
الياس بجاني/ 23 حزيران / 2025

اضغط هنا لقراءة المقالة باللغة الإنكليزية/Click here to read the English version of the below piece

في عرض عسكري مسرحي وهوليودي سخيف وهزلي، نفّذت إيران اليوم ما أسمته “الرد الحاسم” على تدمير منشآتها النووية، عبر قصف هوليودي لقاعدة “العديد” الأميركية في قطر بستة صواريخ، في مشهدية صبيانية يمكن تلخيصها بعنوان: “أطلقنا النار، ولكن أخبرنا الجميع أولاً كي لا يُصاب أحد!”
نعم، هؤلاء هم ملالي إيران الدجّالون والمستكبرون، الرافعون شعارات الموت لـ”الشيطان الأكبر” (أميركا) ولـ”الشيطان الأصغر” (إسرائيل)، منذ عام 1979، والذين كانوا ولا يزالون يتوعدون بـ”إزالة دولة إسرائيل في سبع دقائق ونصف”، هؤلاء أنفسهم بعثوا برسائل مسبقة إلى قطر والسعودية وأميركا، وربما حتى إلى شركة Google Maps، معلنين أنهم سيقصفون “قاعدة العديد” مع تحديد الساعة والدقيقة، مطالبين الجميع أن يستعدّوا… لا للهروب والرد، بل للتصفيق! وفي هذا السياق، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي تابع المشهد من غرفة العمليات وكأنه يشاهد عرضًا من ديزني لاند، قائلاً ببراءة: “أشكر إيران على الإشعار المبكر، لم تُصب أرواح، ولم يُجرح أحد، وأتمنى أن ننتقل للسلام!”

رد متفق عليه… وسخيف!
المصادر الغربية والعربية، من نيويورك تايمز إلى رويترز إلى الرئيس ماكرون، أجمعوا على أن ما حصل كان عرضاً مسرحياً لتنفيس الغضب الإيراني الداخلي، وحفظ ماء وجه مرشد الثورة وفريقه االمختبئين في أنفاق تحت الأرض، يتبجحون على خلفية الأوهام بشعارات تفاق الكرامة والمقاومة، بينما بذل يطلبون إذناً من أعدائهم قبل إطلاق “زخّات الغضب” البلاستيكية، تماماً كما حصل في شهر كانون الثاني عام 2020، بعد اغتيال أميركا قاسم سليماني. يومها أيضاً، قُصفت قاعدة عين الأسد في العراق بصواريخ “منزوعة من المواد المتفجرة”، في مسرحية ردّ مدروس بعناية كي لا تُحرج أحداً، والأهم: كي لا تزعج الحرس الثوري في نومه.

مقاومة؟ أم شركة إنتاج سينمائي؟
إيران اليوم لم تعد دولة، بل شركة إنتاج سينمائي فاشلة. ملالي طهران لا يخوضون الحروب… بل “يمثلونها”. صواريخهم تطير كما في أفلام الخيال العلمي، لكنها تنفجر في صمت، أو تسقط بعد أن تعترضها الدفاعات، أكان ذلك في إسرائيل أو في أي وجهة أخرى تستهدفها، بينما التلفزيون الإيراني كان اليوم يبث لقطات “الانتصار العظيم” على أنغام الموسيقى العسكرية، وسط مؤثرات صوتية يبدو أن شركة إنتاج فارسية استعارتها من مسلسل قديم.
وما نتيجة قصف قاعدة “العديد”؟ صفر إصابات، صفر رد أميركي، وصفر تأثير على قواعد أميركا المنتشرة في الشرق الأوسط. أما الرسالة التي أرادت طهران إيصالها، فوصلت معكوسة تماماً: “نحن لا نملك الجرأة ولا القدرات ولا الجدية، فقط نملك الكاميرات والمؤثرات الصوتية”.

الهزيمة المستمرة منذ 1979
لمن نسي، هذه ليست المرة الأولى. فهؤلاء المهووسون بإزالة إسرائيل “عن الخريطة في 7 دقائق ونصف”، لم يفلحوا سوى بإزالة قادتهم واحداً تلو الآخر بصواريخ إسرائيلية دقيقة. إسرائيل دخلت سوريا وخرجت، اغتالت علماءهم وقادة أذرعتهم الإرهابية من طهران إلى دمشق، إلى لبنان والعراق واليمن، كما دمّرت مع أميركا برنامجهم النووي، فيما اكتفت طهران بالإعلان عن “حق الرد في الزمان والمكان المناسبين”… ولم يأتِ أي زمان، ولا أي مكان.
وكل ما فعلوه خلال أربعين عاماً هو تهديد ووعيد لأميركا وإسرائيل، وفي اللحظة الحاسمة: “أبلغناهم قبل الهجوم ليأخذوا حذرهم!”

إيران الدولة المارقة تحارب شعبها
بكل بساطة، الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تعرف كيف تقاتل خصومها، لكنها بارعة في محاربة شعبها. فهي تتصدر قوائم الإعدامات في العالم، وتقمع المعارضين، وتجلد النساء، وتغلق الجامعات، وتمنع الموسيقى، وتمنع الإنترنت، وتمنع الهواء إذا لم يكن مزكّى من مجلس صيانة الدستور ومباركًا ومُصلى عليه من الخامنئي. إن مسرحيات الرد المسبق هذه لا تخدع أحداً، سوى من ما زال يظن أن إيران مقاومة، وحكامها عقلاء، وليسوا مجانين ومهووسين بفنون الكذب والاستكبار الفارغ والمفرغ من القدرات. عملياً، إيران الملالي ليست مقاومة ولا تحرير ولا قيم ولا مبادئ ولا حقوق، بل هي مهزلة. دولة تحترف الإرهاب الإعلامي وتفشل في كل اختبار عسكري حقيقي.

خلاصة المهزلية الهوليودية
عندما تكون الدولة مارقة، والحكام ممثلين، والصواريخ بلا هدف، والمسرحيات مدفوعة التكاليف مسبقاً، تصبح كل الردود الإيرانية على ما تتعرض له من حرب أميركية وإسرائيلية جادة وقاتلة ومدمّرة، مجرد إعلان تجاري لرزم من الغباء والجهل وأحلام اليقظة والهلوسات والأوهام.
وفي النهاية… ترامب شكر حكام إيران الهوليوديين على براعتهم المسرحية، وهذا ما يجب أن تفعله قطر… كما أن هوليوود راهناً ليست في أميركا بل في طهران.
***الكاتب ناشط لبناني اغترابي
رابط موقع الكاتب الإلكتروني
https://eliasbejjaninews.com
عنوان الكاتب الإلكتروني
phoenicia@hotmail.com

Share