الشرق الأوسط ترافق فرقة أمنية أثناء تمشيط منطقة حدودية مع لبنان وتركة حزب الله في سوريا معامل مخدرات ومصانع دولارات مزوّرة/Hezbollah’s Legacy in Syria: Drug Labs and Counterfeit Dollar actories/Asharq Al-Awsat Accompanies a Security Team on a Border Sweep with Lebanon

55

Hezbollah’s Legacy in Syria: Drug Labs and Counterfeit Dollar Factories/Asharq Al-Awsat Accompanies a Security Team on a Border Sweep with Lebanon
Al-Qusayr, Homs/Kamal Sheikho/Asharq Al-Awsat/February 12/ 2025

تركة «حزب الله» في سوريا… معامل مخدرات ومصانع دولارات مزوّرة
«الشرق الأوسط» ترافق فرقة أمنية أثناء تمشيط منطقة حدودية مع لبنان

عناصر أمن الحدود السوري خلال تمشيط منطقة حدودية في وادي الحوراني بقرية حاويك المحاذية للحدود اللبنانية
عناصر أمن الحدود السوري خلال تمشيط منطقة حدودية في وادي الحوراني بقرية حاويك المحاذية للحدود اللبنانية

ممرات حدودية للمخدرات

داخل مختبر لتصنيع المخدرات في أعلى تل يقع في منطقة جبلية مهجورة على طريق فرعي في قرية حاويك لا تبعد سوى نحو مئات الأمتار عن الحدود اللبنانية، عثرت قوى الأمن خلال حملة تمشيط المنطقة على مستودعات بداخلها أجهزة وآلات ومعدات وخزانات زرقاء ضخمة بداخلها مواد أولية بكميات كبيرة تدخل في صناعة حبوب الكبتاغون وخزانات خشب وعلب بلاستيك محكمة القفل كان بداخلها مادة الحشيش.الرائد نديم مدخنة مدير أمن الحدود السوري وقائد عمليات حملة تمشيط الحدود اللبنانية (الشرق الأوسط)

الرائد نديم مدخنة مدير أمن الحدود السوري وقائد عمليات حملة تمشيط الحدود اللبنانية (الشرق الأوسط)في حديثه إلى «الشرق الأوسط»، يقول مدير أمن الحدود في محافظة حمص الرائد نديم مدخنة إن النظام السابق وميليشيا «حزب الله» اللبنانية التي كانت تحكم المنطقة قبل طردها بداية الشهر الحالي «حوّلا الحدود مع لبنان إلى ممرات للمخدرات ومنطقة لصناعة وإنتاج هذه المواد الممنوعة، بما فيها تهريب الأسلحة والعملات المزورة».ضبط الأمن السوري 3 معامل لصنع المخدرات كانت خاضعة لسيطرة «حزب الله» اللبناني قبل طردهم الأسبوع الماضي من قرية حاويك السورية (الشرق الأوسط)

ضبط الأمن السوري 3 معامل لصنع المخدرات كانت خاضعة لسيطرة «حزب الله» اللبناني قبل طردهم الأسبوع الماضي من قرية حاويك السورية (الشرق الأوسط)

وشنّت إدارة العمليات العسكرية في سوريا حملة تمشيط خلال الأسبوع الحالي، شملت قرى حاويك وجرماش ووادي الحوراني وأكوم السورية (على الحدود مع لبنان) ووادي حنا، واشتبكت مع عناصر «حزب الله» وفلول النظام المخلوع وتجار المخدرات والسلاح، وسيطرت بموجبها على كامل الشريط الحدودي ونصبت حواجز ونقاط تفتيش اتخذت إجراءات احترازية منعاً لتهريب المخدرات والأسلحة.

وشملت هذه العمليات مداهمات في مناطق عدة داخل الأراضي السورية، خاصة في قرى حاويك وجرماش وهيت، التي كانت تعدّ مراكز رئيسية لتهريب المخدرات. وأوضح مدير أمن الحدود أن قواتهم عثرت على نحو 15 معملاً لصناعة المواد المخدرة ومطبعة تختص بالعملة المزوّرة. يقول نديم مدخنة: «ضبطنا كميات هائلة من شحنات السلاح والمواد المخدرة والمواد الأولية التي كانت في طريقها للتهريب، هذه المناطق كانت تمثل الشريان الاقتصادي لهذه العصابات». وتتشارك سوريا ولبنان حدوداً بطول 330 كيلومتراً غير مرسمة في أجزاء كبيرة منها، وهي عبارة عن وديان وجبال شاهقة يسهل اختراقها من قبل مهربي المخدرات وتجار الأسلحة.

رماد بقايا دولارات مزوّرة أحرقت قبل إخلاء المنطقة (الشرق الأوسط)
رماد بقايا دولارات مزوّرة أحرقت قبل إخلاء المنطقة (الشرق الأوسط)

سك الدولار المزيف

وفي مستودع ثالث، حوّل عناصر «حزب الله» مستودعاً كبيراً إلى مطبعة لسك وتزوير العملة الأميركية من فئة 100 دولار، مستعينين بطابعات وصور مجسمة، وأنماط النقود المزيفة، وأجهزة الأشعة فوق البنفسجية، وآلة طباعة «الأوفست» وخزانات ألوان.

وتحوّلت سوريا على مدار سنوات الحرب إلى أكبر منتج ومصدِّر للكبتاغون في العقد الماضي، إبّان سيطرة الرئيس المخلوع بشار الأسد، حتى أشارت بعض التقارير إلى أنها أضحت بمثابة دولة المخدرات في الشرق الأوسط، وذكرت بيانات للحكومة البريطانية أن سوريا كانت تنتج حتى نهاية العام الفائت نحو 80 في المائة من الإنتاج العالمي من حبوب الكبتاغون وحدها.

في مستودع آخر قريب محاط بأشجار عالية وحقول زراعية في منطقة جبلية مرتفعة، فتح عنصر أمن أحد الأجهزة وأخرج منها حبوباً على شكل حبيبات دائرية. وذكر عنصر الأمن، نادر أبو البراء، الذي رافق الحملة منذ بدايتها: «هكذا كانوا يصنعون ويخبئون هذه المواد المخدرة ليتم تهريبها نحو الدول الخليجية والمنطقة برمتها».

حبوب الكبتاغون وُضعت في أكياس مُحكمة رُسم عليها شعار الهلال المزدوج، أو كلمة «لكزس» التي تميز حبوب الكبتاغون. أمّا مادة الحشيش فكانت مخزنة في صناديق خشب متوسطة الحجم وفي علب بلاستيك، وتلك المصنعة غلفت في كفوف حمراء اللون ليتم تمييزها.

وبحسب سكان هذه المنطقة الحدودية، كان يُمنع على المدنيين الاقتراب من مواقع المعامل والمصانع المحاطة بحراسة مشددة. ونقل أحمد الصعب (55 سنة) وهو من سكان قرية حاويك أن أجهزة المخابرات السورية وعناصر «حزب الله» الذين كانوا منتشرين بكثرة في هذه المنطقة، «منعوا أي مدني من الاقتراب، وكنّا نشتم روائح كريهة غير طبيعية، وكنا نتضايق منها. كنا نسمع بوجود مصانع لكن لا نعرف ماذا يحدث داخلها لأنه كان يمنع الاقتراب منها».

عناصر الأمن السوري يضبطون مواد مخدرة على الحدود السورية اللبنانية (الشرق الأوسط)
عناصر الأمن السوري يضبطون مواد مخدرة على الحدود السورية اللبنانية (الشرق الأوسط)

وعثر عناصر الأمن على كاميرات مراقبة وخطوط شبكية موصولة مع الأراضي اللبنانية. وشدد مدير أمن الحدود الرائد نديم مدخنة على أن العمليات الأمنية اقتصرت على القرى السورية المحاذية للبنان، مشيراً إلى أن التنسيق بين إدارة العمليات العسكرية والجيش اللبناني مستمر، وأن «الجيش اللبناني ولأول مرة منذ 14 عاماً بدأ الانتشار في هذه المنطقة، والاشتباكات التي دارت كانت مع عناصر (حزب الله) والتجار»، لافتاً إلى أنه وخلال الحملة «عثرنا على وثائق تثبت تورط أفراد من عائلات عشائرية لبنانية».

تهريب فلول النظام

وشدّد المسؤول الأمني على أن هذه المناطق استخدمت طريقاً لتهريب عناصر النظام السابق بعد سقوطه إلى لبنان، «سيما عناصر الفرقة الرابعة التابعة لماهر الأسد، كما توجد مؤشرات على مشاركة مجموعات من هذه الفلول في العمليات العسكرية ضد قواتنا انطلاقاً من داخل الأراضي اللبنانية؛ حيث تجمعهم شراكة طويلة مع (حزب الله) في تجارة الكبتاغون».

عنصر أمن سوري بجانب عبوات خشبية داخلها مواد أولية لصناعة المخدرات وحبوب الكبتاغون خلال حملة تمشيط الحدود (الشرق الأوسط)
عنصر أمن سوري بجانب عبوات خشبية داخلها مواد أولية لصناعة المخدرات وحبوب الكبتاغون خلال حملة تمشيط الحدود (الشرق الأوسط)

وذهبت تقديرات أممية إلى أن قيمة تجارة حبوب الكبتاغون في سوريا بلغت نحو 6 مليارات دولار حتى نهاية عام 2024، في حين كان يتم تصدير تلك المخدرات في الغالب إلى العراق والأردن في الجوار السوري، ومنهما إلى دول الخليج العربي.

فاطمة الخالد مع أحفادها من أمام منزلهم الكائن في قرية حاويك المحاذية للحدود اللبنانية (الشرق الأوسط)
فاطمة الخالد مع أحفادها من أمام منزلهم الكائن في قرية حاويك المحاذية للحدود اللبنانية (الشرق الأوسط)

وعبّرت فاطمة الخالد، من سكان وادي الحوراني، عن شعورها مع عائلتها وأهل المنطقة، فقالت إنهم كانوا محرومين من طعم النوم والراحة والأمان، بعد سيطرة عناصر «حزب الله» على المنطقة منذ أكثر من 10 سنوات. وتابعت: «سيطرة الحزب حرمتنا أموراً كثيرة، ومر علينا وعلى أولادنا الكثير، كانت أياماً صعبة، والحمد لله منذ سقوطه انفرج الحال، وبعد تحرير سوريا تحرر الكون كله». واستهدفت الحملة العسكرية، التي جرت في ريف القصير بريف حمص وشملت أكثر من 30 كيلومتراً، مكافحة المخدرات والأسلحة وتهريبها، وملاحقة بقايا فلول النظام السابق وعناصر «حزب الله» في المنطقة. وختم مدير أمن الحدود في محافظة حمص الرائد نديم مدخنة حديثه قائلاً: «وضعنا خطة أمنية متكاملة لضبط الحدود بشكل كامل، حتى تسهم في حماية أهلنا من جميع المخاطر التي تستهدفهم».

Hezbollah’s Legacy in Syria: Drug Labs and Counterfeit Dollar Factories/Asharq Al-Awsat Accompanies a Security Team on a Border Sweep with Lebanon
Al-Qusayr, Homs/Kamal Sheikho/Asharq Al-Awsat/February 12/ 2025
(Free Translation from Arabic by Elias Bejjani)
On a hilltop in Wadi Al-Hourani, near the village of Hawik—an area affiliated with the city of Al-Qusayr in western Homs, along the Syrian-Lebanese border—Syrian border security forces uncovered a vast network of abandoned warehouses. Inside, they found dozens of drug manufacturing labs producing Captagon pills, hashish, and counterfeit U.S. dollars, all intended for smuggling to neighboring countries and beyond.
This border area, which directly faces the Lebanese governorate of Baalbek, was until recently under the control of Hezbollah. However, following Hezbollah’s expulsion, the Syrian Military Operations Department dismantled its operations, allowing the Lebanese Army to regain control and tighten security along the border.
Drug Smuggling Routes Exposed
Inside one of the discovered drug manufacturing labs—located on a remote hill just a few hundred meters from the Lebanese border—security forces found warehouses stocked with advanced machinery, processing equipment, and massive blue tanks filled with raw materials for Captagon production. Wooden barrels and sealed plastic containers stored large quantities of hashish.
Speaking to Asharq Al-Awsat, Major Nadim Madkhana, Director of Border Security in Homs Governorate, revealed that both the former Syrian regime and Hezbollah had transformed the border into a hub for drug production and trafficking. “Before we expelled them at the start of this month, Hezbollah and its allies turned this area into a corridor for smuggling narcotics, weapons, and counterfeit currency,” he stated.
During last week’s sweep, Syrian security forces seized three major drug labs previously controlled by Hezbollah in the village of Hawik. As part of the ongoing campaign, the Military Operations Department launched a large-scale security operation covering Hawik, Jarmash, Wadi Al-Hourani, Akum (bordering Lebanon), and Wadi Hanna. The forces engaged Hezbollah militants, remnants of the ousted regime, and armed drug traffickers in clashes before successfully securing the entire border strip. Checkpoints were established to prevent further smuggling operations.
The crackdown also led to raids in multiple villages across Syrian territory—particularly in Hawik, Jarmash, and Heet—long considered strongholds for drug smuggling. “We uncovered approximately 15 drug labs and a printing press dedicated to counterfeiting currency,” Major Madkhana added.
Counterfeit Currency Operations
In one of the warehouses, Hezbollah had set up a sophisticated counterfeiting operation, forging U.S. $100 bills using advanced printers, high-resolution imaging technology, ultraviolet devices, an offset printing machine, and specialized ink tanks.
Over the years of war, Syria—under the Assad regime—became the largest producer and exporter of Captagon, earning its reputation as the “drug state” of the Middle East. British government reports indicate that by the end of 2024, Syria was responsible for nearly 80% of global Captagon production.
Inside another warehouse, hidden among dense trees and agricultural fields in a mountainous region, security forces found sealed bags of Captagon pills marked with the distinctive double-crescent logo and “Lexus” branding. Hashish was stored in wooden crates and plastic containers, with newly produced batches wrapped in red gloves for identification.
According to local residents, civilians were strictly prohibited from approaching these heavily guarded facilities. Ahmad Al-Saab, a 55-year-old resident of Hawik, recalled, “Syrian intelligence and Hezbollah operatives were everywhere, preventing anyone from getting close. We could smell strong, unnatural odors, but we never knew what was happening inside. It was completely off-limits.”
Security forces also discovered surveillance cameras and underground network lines connecting the illegal facilities to Lebanese territory.
Hezbollah’s Grip Weakens Amid Security Coordination
Major Madkhana emphasized that the ongoing operations are focused on securing the Syrian side of the border, with coordination between Syrian and Lebanese authorities increasing. “For the first time in 14 years, the Lebanese Army has begun deploying in this area,” he noted. “The clashes we encountered were mainly with Hezbollah operatives and their associates, including known traffickers.”
During the raids, authorities found documents implicating members of Lebanese tribal families in the smuggling networks.
Smuggling Routes for Regime Loyalists
The security chief further revealed that these border routes were also used to smuggle operatives of the former Syrian regime—including members of Maher Al-Assad’s Fourth Division—into Lebanon following the regime’s collapse. “We have evidence that remnants of the old regime, in partnership with Hezbollah, have continued their operations from Lebanese territory, even engaging in military activities against our forces,” he explained.
UN estimates place the value of Syria’s Captagon trade at approximately $6 billion by the end of 2024. Most of these narcotics were trafficked through Iraq and Jordan before reaching Gulf states.
A Region Reclaims Stability
Fatima Al-Khaled, a resident of Wadi Al-Hourani, expressed relief at Hezbollah’s expulsion. “For over a decade, we lived without security, without rest. They took over everything,” she said. “But now, things have improved. After the liberation of Syria, the whole world has been freed.”
The ongoing military campaign—spanning more than 30 kilometers in the Al-Qusayr countryside—aims to completely dismantle Hezbollah’s smuggling networks, eliminate the remnants of the former regime, and restore stability to the region.
Concluding his statement, Major Nadim Madkhana stressed, “We have implemented a comprehensive security plan to fully secure the borders and protect our people from all threats.”