أبو أرز- اتيان صقر: كفى وعوداً وهميّة بكل ما يتعلق بتجريد المخيمات الفلسطينية من السلاح وبسط سلطة الدولة عليها

32

أبو أرز- اتيان صقر: كفى وعوداً وهميّة بكل ما يتعلق بتجريد المخيمات الفلسطينية من السلاح وبسط سلطة الدولة عليها
05 حزيرانم2025
كفى وعوداً وهميّة
بيان صادر عن حزب حراس الأرز – حركة القومية اللبنانية
خلال زيارته الأخيرة إلى لبنان، صرّح السيد محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، بأنه يحترم سيادة لبنان، ويؤيّد حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، ووعد بتسليم سلاح الميليشيات الفلسطينية إلى الجيش اللبناني اعتباراً من منتصف شهر حزيران الجاري.
ونحن إذ نُقدّر هذا الموقف الإيجابي، لا يسعنا إلا أن نُعرب عن خشيتنا من أن تبقى هذه التصريحات في إطار الوعود الكلامية التي لا تجد طريقها إلى التنفيذ، وذلك استناداً إلى تجربتنا الطويلة والمريرة مع ملف اللاجئين الفلسطينيين، لا سيّما أن جرح الحرب الفلسطينية على لبنان ما زال نازفًا ولم يُقفل بعد.
إن شكوكنا تستند إلى معطيات واقعية وثابتة، أبرزها:
تشير المعلومات الأمنية إلى أن منظمة “حماس” الإرهابية تُشكّل الفصيل الأكبر بين المنظمات_الفلسطينية المسلحة داخل المخيمات، وتمتلك ما يقارب ٧٠٪ من الأسلحة الموجودة في حوزة تلك المنظمات.
ومن المعروف أن السيد عباس لا سلطة له على “حماس”، نظراً للعداء السياسي والعقائدي المزمن بينهما.
ومن الثابت أيضًا أن جميع الفصائل الفلسطينية التابعة لمحور الممانعة، وعلى رأسها منظمة “حماس” الإرهابية، لا يمكن أن تتخذ قرارًا بتسليم سلاحها إلا بأوامر مباشرة من طهران.
وبالتالي، فإن أقصى ما يمكن أن تؤول إليه وعود السلطة الفلسطينية والحكومة اللبنانية هو تنفيذ مسرحية استعراضية يتم خلالها جمع كمية محدودة من الأسلحة غير الفعّالة (الخُردة)، ومن فصائل تدين بالولاء للسيد عباس، لا أكثر ولا أقل.
لقد سمع اللبنانيون وعوداً كثيرة، وتصريحات رنّانة، ومواقف عنترية، لكن الواقع الشاذ بقي على حاله: السلاح غير الشرعي باقٍ، وتهديد السلم الأهلي باقٍ أيضاً، والسيادة منتهكة على مدار الساعة، والإصلاح الموعود ما زال وعدًا، والفساد ما زال يقيم أبدًا في الدوائر والمؤسسات… وشعبُنا الذي خاب ظنّه بالحُكم والحكومة، وينتظر التغيير الموعود على أحرّ من الجمر، لا يجد ما يقوله سوى: “نسمع جعجعةً ولا نرى طحناً.”
فكفى وعوداً فارغة، وكفى تغطية على سلاح غير شرعي دمّر البلاد وهدّد الكيان… وكفى استخفافاً بعقول الناس، وكونوا على ثقة بأن الشعب سيقاضيكم طال الزمان أو قصر… فحذارِ.
لبيك لبنان

Share