الكولونيل شربل بركات رحمة بلبنان وناسه ينصح السيد بوقف حربه الإنتحارية والإستسلام والذهاب فوراً ع أول طائرة إلى إيران وهو يقول لنفسه، من يطبخ السم لا بد له من تذوقه
السيد حسن والوضع المستجد الكولونيل شربل بركات/20 أيلول/2024
عودنا السيد حسن نصرالله أن يستعمل مقدراته الاستيعابية وطلاقته اللغوية والكاريزما التي يمتلك ليطرح بشكل مبسط آراءه المبنية على ما يجري في ساحة الشرق الأوسط من تداعيات وأحداث ناتجة عن أوامر الحرس الثوري ومخططاته. وهو نجح في الكثير من المرات بأن يستقطب بعض الشعور بالفخر والكرامة لدى العامة، الذين تنطوي عليهم تلك الابتسامات وسهولة صفصفة الكلمات والادعاءات الفارغة من معانيها. وقد ساعده في تلك الاطلالات الاعلام الاسرائيلي، الذي أعطاه صورة الرجل الرصين والقائد العارف وصاحب المصداقية فيما يقول. ولكن المراقب لخطاباته، والذي يتابع الأحداث، لم تنطوِ عليه تلك التفسيرات، ولم تمر التحليلات والبطولات الفارغة في كل مرة. ومع ذلك بقي الاعلام ينتظر تعليقاته على الأحداث ليتوقع ما هو قيد الاعداد، من خطط ومشاريع الحرس الثوري في المنطقة العربية، التي تولى هو تعميمها واخراجها؛ بدءً من الاستعداء لدول عربية تعتبر صديقة للبنانيين، وصولا إلى الحروب المتنقلة، من البحرين والقطيف السعودية، إلى مصر وسوريا والعراق واليمن والصحراء المغربية، وانتهاء بتسويق الاعتداءعلى اسرائيل في داخل أراضيها، إن من جهة غزة، أو مباشرة عبر الحدود الجنوبية.
السيد حسن وأسياده في الحرس الثوري، الذين أعطتهم اسرائيل انتصارا بانسحابها سنة 2000 وتسليمهم الجنوب بدون ثمن، اعتقدوا بأن الاسرائيليين سيستمرون بدفع الخوة طالما ادعى هؤلاء بأنهم يمتلكون قوة التخريب وسلاح الارهاب، فجربوا تعطيل أي تفاهم بين العرب واسرائيل، لا بل خلقوا جرحا عميقا جدد الحقد الأعمى، الذي شكل أكثر من سبعين عاما من تاريخ العلاقات بين شعوب المنطقة، والذي حاول السادات والملك حسين تغييره بفتح صفحة جديدة من السلم عبر الحدود. وقد كان لبنان سبّاقا في ذلك عندما التزم بشرط الهدنة طيلة عشرين عاما مرت بدون ضربة كف عبر هذه الحدود، وتركت لأبناء جنوب لبنان المجال لبناء بيوتهم واستعمال أراضيهم الزراعية الملاصقة للحدود بدون خوف أو تعدي، وهو ما كان متبادلا أيضا بالنسبة للاسرائيليين في الجانب الآخر.
اليوم، وبأوامر من السيد وأسياده في الحرس الثوري، تغيّر الوضع وصار الجنوب فارغا من أهله؛ بيوته مدمرة، لا اطفال يلعبون في الشوارع أو في المدارس، ولا مزارعون يعملون في حقوله وأراضيه، بل سحب الدخان ورصاص القنص وقصف الطائرات وحدها ما يشكل الصورة والحدث. وهذه أيضا تنطبق عبر الحدود، بينما ينتظر الكل متى يبدأ التهجير الكامل وخسارة الأرض النهائية، لكي ترضى طهران بالتنازل عن كبريائها وتعنتها، وتجلس على طاولة التفاوض لتقرر عن أبناء الجنوب وترسم لهم المستقبل الغامض، ومن ثم يعود السيد ليخطب بهم يعزيهم بأبنائهم الذين سقطوا على “طريق القدس” الضائعة، وكأن القدس أهم من عيترون وعيتا الشعب وميس الجبل بالنسبة لأهاليها.
نقول للسيد حسن وربعه من المضللين، إن الاسرائيليين جادين على ما يبدو بالدفاع عن حقهم بحدود آمنة، فلماذا لا نقبل أن تعود حدودنا آمنة، تستقطب أموال المغتربين من ابنائنا الموزعين في كل أرجاء الأرض، والعاملين بجهد حقيقي وقانوني، لا بتجارة الممنوعات ولا عصابات الحقد. لماذا لا نقوم بخطوة إيجابية ونقول بأننا سنوقف التعدي على الآخرين، لا بل سنتفاوض على السلم، كما جرى في موضوع الطاقة، ولو على حساب لبنان وحقوقه. وسننهي مسلسل الرعب والقتل والتهجير، فكفى الشيعة بنوع خاص، واللبنانيين بشكل عام، التعرض لأمراض القهر والتبعية والذل.
نصيحتنا للسيد حسن، وقد رأى بأم العين قدراته وحزبه المتهاوية بدون ثمن، والقتلى الذين كان يتفاخر بقوتهم وصمودهم بالرغم من الصعاب، وأجهزته التنظيمية المتآكلة، والتي لا تدعو للفخر بل تسهم في رفع شأن المخابرات الاسرائيلية وانجازاتها على كل صعيد. نقول له، بكل صدق، أتخذ القرار الصائب وانسحب من اللعبة لأنك لست بقادر على الاستمرار، ولم يعد لديك من مصداقية، ولن يدعوك أحد للتفاوض أو السؤال. من هنا يجدر بك، أذا ما كنت قادرا على الانسحاب أو الاستقالة، أن تسارع قبل فوات الأوان، وربما تخفف من عناء القادم من الشرور على لبنان وشعبه، وخاصة على من كنت تدّعي بأنك تمثل طموحاتهم وترسم لهم المستقبل الزاهر.
سيد حسن قلنا سابقا أن “من يطبخ السم لا بد له من تذوقه” وأنه “لم تصل شجرة مهما ارتفعت إلى خالقها” ولو “دامت لغيركم ما وصلت لكم” وكلها أمثال لبنانية تعرفها جيدا ويعرفها كل مواطن. فرحمة بمن تبقّى، ولم يعد هناك كثيرون ممن كنت تفخر بهم ويملؤون الساحات، فها هو شكر وعقيل وغيرهم من القادة يلتحقون بقافلة الشهداء، ومن سيبقى ليقود المغرر بهم إلى حتفهم، لأن المصير المرسوم من قبل الحرس الثوري يشمل الكل؟
تمارض إذا لم تكن بقادر على الاستقالة والتوقف عن الادعاء بالقيادة، وانسحب إلى طهران. وإن كان لديك رحمة بمن أمّنوك على مستقبل أولادهم، أوقف الأعمال العسكرية بدون قيد أو شرط، وسلم سلاحك للجيش تنفيذا للقرارات الدولية، وأترك الأمر للأمم المتحدة تحمل مسؤولية المواطنين وتنهي القتال وتحفظ الحدود، وعندها تكون قدمت أكبر هدية لمن استشهد ولمن بقي حيا ولكل لبنان، الذي سوف يقدّر لك بعد النظر. ولكن “على من تقرأ مزاميرك يا داوود”؟..