رابط فيديو مقابلة من موقع “ليبانون أُون” مع الصحافي علي الأمين/مواقف جريئة تسمى وتفند ممارسات واخطار حزب الله، وهرطقة تخوين معارضية وتنفيذ اجندة إيرانية، ويسأل اي نموذج حزب الله يقدمه للبنانيين وهو يدير السلطة ويحمي الفاسدين/الحزب أيأس الجنوبيين حرب وسِلّم فوق سقف

82

رابط فيديو مقابلة من موقع “ليبانون أُون” مع الصحافي علي الأمين/مواقف جريئة تسمى وتفند ممارسات واخطار حزب الله، وهرطقة تخوين معارضية وتنفيذ اجندة إيرانية، ويسأل اي نموذج حزب الله يقدمه للبنانيين وهو يدير السلطة ويحمي الفاسدين/الحزب أيأس الجنوبيين حرب وسِلّم فوق سقف

03 أيلول/2024

الحزب «أيأس» الجنوبيين.. «حرب وسِلّم فوق سقف واحد»!
علي الأمين/03 أيلول/2024
يُشاغل “حزب الله” على الجبهة زعماً لدعم غزة، التي لم تجنبها إبادة إسرائيلية جديدة، ضمن حساباته الإقليمية الخاصة، خارج معادلة اللبنانيين عموما والجنوبيين خصوصاً، الذين إنتهى بهم المطاف، الى أقصى درجات اليأس والإحباط والخيبة، والخوف على المصير، من إستمرار المعارك، على قاعدة، “لا حرب ولا سلم”، فشدوا رحالهم الى مناطق أكثر أمناً، وشمروا عن سواعدهم، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، من بقية الرزق، بمساعدة الجيش و”اليونيفيل”، بعد السقوط المدوي لمقولة ردع العدوان.
لا شيء يشي بأن الحرب الجارية بين “حزب الله” واسرائيل، ستطوي صفحتها قريبا. وعلى رغم تراجع احتمالات الحرب الشاملة مع لبنان، بحسب الاعلام الاسرائيلي، تشير القناة ١٤ العبرية، الى ان وتيرة المواجهة ستقوم على عمليات محدودة في اطار الرد والرد على الرد، وتلفت الى نقل جنود اسرائيليين، من جبهة الشمال الى الجبهات الأخرى.
يمكن الركون الى هذه المعادلة، انطلاقا من “طي صفحة اغتيال فؤاد شكر”، كما قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، غداة عملية الرد التي قام بها “حزب الله”، ومع تراجع وتيرة التهديدات الاسرائيلية والايرانية، بشأن عملية الرد الايراني على اغتيال اسماعيل هنية، ولعل المؤشر الابرز، هو في الجبهة التي فتحتها اسرائيل في الضفة الغربية تجاه الفلسطينيين، بذريعة تفكيك مجموعات المقاومة، التي تتحصن في المخيمات ولاسيما مخيم جنين.
هذه الحملةالعسكرية على الضفة الغربية، ليست مفاجئة، وهي بدأت مع بدء الحرب في غزة، واخذت اليوم بعداً عسكرياً متصاعداً، ينذر بمخاطر التهجير والابعاد، كما حذرت اكثر من دولة لا سيما الأردن، التي تبدي مخاوف، من تنفيذ عمليات ابعاد فلسطينيي الضفة الغربية الى أراضيها.
يبدو لبنان موضوعا مؤجلا الى حين، بين انجاز تسوية تضمن عودة المستوطنين الى الشمال، او الدخول في حرب ولو محدودة
ازاء مشهد غزة النازف موتا بلا توقف، واستباحة الضفة الغربية بلا تهيب اسرائيلي، من اي موقف دولي او اقليمي، يبدو لبنان موضوعا مؤجلا الى حين، بين انجاز تسوية تضمن عودة المستوطنين الى الشمال، او الدخول في حرب ولو محدودة، تريد من خلالها اسرائيل فرض شروطها، ومعادلة تلائم امنها على الحدود مع لبنان.
في المقابل، لا يبدو “حزب الله” مقتنعا بفكرة الانكفاء عن الحدود حتى الآن، لذا تبدو اسرائيل مستمرة، في انجاز ما تسميه منطقة عازلة على الحدود مع لبنان، من خلال تنفيذ عمليات تدمير ممنهجة لمعظم القرى الحدودية، وجعلها خالية من السكان، فضلا عن القواعد العسكرية التابعة ل”حزب الله”، التي بات من الصعب الوصول اليها او اشغالها، بعدما تعرضت لعمليات اغارة جوية، واستهداف لم يتوقف منذ بداية الحرب، وتم اخلاء معظمها او سحب معظم المقاتلين منها، فيما بقيت مجموعات محدودة جدا، تلعب دور الاستطلاع والمراقبة، من دون ان يكون لديها الفاعلية السابقة في الحرب، والتي دفعت قادة “حزب الله” الى التهديد احيانا، بتحرير الجليل او إقتحامه.
بقيت مجموعات محدودة جدا، تلعب دور الاستطلاع والمراقبة، من دون ان يكون لديها الفاعلية السابقة في الحرب
اليأس من نهاية قريبة للعدوان الاسرائيلي، هو ما دفع العديد من ابناء القرى الحدودية، الى العمل على نقل ما تبقى من ممتلكاتهم وبضائعهم التجارية، الى خارج بلداتهم المنكوبة، من خلال الاتصال بالجيش اللبناني، الذي وفر آلية عمليات النقل بالتنسيق مع قوات “اليونيفل”، التي قامت بدورها بالتنسيق مع الجيش الاسرائيلي، لكي لا يتم استهداف الاهالي اثناء عملية اخراج ممتلكاتهم.
عملية نقل البضائع والمقتنيات، المستمرة بوتيرة عالية منذ اسبوع، عكست لدى ابناء هذه المناطق شعورا بالخيبة واليأس، من امكانية العودة الى قراهم، في ظل التدمير الهائل الذي طال بلداتهم واراضيهم، والأهم هو الشعور بأن مقولة ردع العدوان الاسرائيلي، التي طالما بشرهم بها “حزب الله”، ودفعتهم الى الاستثمار على الحدود في البناء والصناعة والتجارة والزراعة، قد سقطت وبات من الصعب العودة الى ما قبل ٨ تشرين الاول ٢٠٢٣، وهو شعور ينم عن فقدان الثقة بقدرة الحزب، على تحقيق التوازن العسكري مع العدو وردّ العدوان، لأنه لم يتحقق على ارض الواقع منذ بدء الحرب قبل عشرة شهور.
في موازاة مشهد القرى الحدودية المؤلم، فان العديد من القرى والبلدات البعيدة حوالي سبعة كيلومترات فقط عن الحدود، تبدو الحياة فيها شبه طبيعية، ويحرص “حزب الله” على عدم جعلها هدفا اسرائيليا، من خلال تفادي اعتمادها كمناطق انطلاق لعملياته عسكرية ضد الاحتلال، خصوصا ان هذه القرى والبلدات تحولت في معظمها، الى مناطق لجوء للنازحين من القرى الحدودية، وبات بعض هذه القرى، يحوي من السكان ما لم يشهده في زمن السلم. الطمأنينة الامنية النسبية التي تحيط بالبلدات الخلفية، لا يقابلها طمأنينة العيش والاستقرار في ظل استنزاف هائل لمقدرات المقيمين والوافدين، مع تراجع النشاط الاقتصادي من جهة، وحال الانتظار الموجع لنهاية حرب لا مؤشرات لنهايتها، فمع اكتمال الشهر الحادي عشر على بدئها، يزداد الشعور باليأس والخيبة، فيما العديد من العائلات هاجر الى الخارج، ومن بقي لا يجد فرصة للهجرة، او لم يعد لديه من ابواب النجاة، الا الانتظار والترقب والأمل بأن تنتهي الحرب، هؤلاء في معظمهم ممن لم يغادروا بلداتهم في كل الحروب والاجتياحات السابقة، وممن ارتبطت حيواتهم في الارض.
صوت المعترضين على هذه الحرب وجدواها، لم يزل خافتا ومكلفا لاصحابه، وملاحقا من العسس، لكنه بات حاضرا على الوجوه وتلهج به الألسنة، وهو مرشح لأن يعلو طالما بقيت الحرب، وبقي التهجير وبقيت شروط العيش والكفاف والأمن تتراجع.