كل ما على هذه الأرض باق عليها
الياس بجاني/06 نيسان/15
غريب أمرنا نحن البشر، وغريب ومعيب، ومحزن، كيف نتجاهل عن سابق تصور وتصميم حقائق الحياة وحتمية مسارها ونهاياتها.
فإننا نرى كل يوم أحباء وأهل وأصحاب وفقراء وأغنياء وكبار وصغار وعظماء يغادرون هذه الدنيا الترابية الفانية دون أن يأخذوا معهم أي شيء من ثرواتها ومقتنياتها.
ولكن ورغم ما نعيشه ونراه على مدار الساعة من حقائق حتمية وملموسة ومنظورة لهذا الموت الذي لا مفر منه، فنحن نتصرف وكأننا سوف نعيش إلى ما لا نهاية ولن نموت أبداً .
نقع في التجربة وننساق وراء غرائزنا الترابية لقلة إيماننا وخور رجائنا.
نسرع مهرولين صوب الأبواب الواسعة فنقتل ونعادي ونخاصم ونحسد وندمر ونسرق ونظلم ونشهد بالزور ونقبل أن نكون حجر عثرة للغير وفي الكثير من الأحيان لأهلنا تحديداً الذين أعطونا الحياة وقدموا أنفسهم من أجلنا.
جحود فاقع يفترسنا والمفترس في أكثر الأحيان هو من أقرب الناس إلينا وأعزهم إلى قلوبنا.
من منا لم تطاوله سهام وضع محزن يفقتر إلى روحية العرفان بالجميل، ومن منا ليس في حياته صليب أو أكثر!!
في هذا اليوم المقدس الذي ظهر فيه المسيح بعد قيامته من الموت لمريم المجدلية ومن ثم تراءى للتلاميذ ليبشرهم بفرح القيامة، دعونا نصلي بخشوع ليهبنا القائم من الموت نعمتي البصر والبصيرة لندرك أن كل ما على هذه الأرض باق عليها، وأنه يوم يسترد الخالق وديعته منا التي هي الحياة، لن نأخذ معنا للعالم الآخر غير زوادتنا الإيمانية، والتي على أساس محتواها من أعمال سنحاسب يوم الحساب الأخير.
ربي بنعمتك اقوي إيماننا، وحصن رجائنا لنحمل بفرح ما عندنا من صلبان بصبر ومحبة وتسامح دون تخلي عن نعمتي المحبة والعطاء.
ربي ابعد عنا الشيطان وتجاربه وساعدنا لندجن غرائزنا ونزواتنا ونتغلب على ضعفنا البشري ونتعامل مع صلباننا كما انت تعاملت مع صليبك وتحملت العذاب.
*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الألكتروني
[email protected]