مايكل وليامز/اتفاقية سايكس – بيكو رسمت حدوداً على الرمال يمحوها الدم اليوم/ The Sykes-Picot Agreement : 1916

645

اتفاقية سايكس – بيكو رسمت حدوداً على الرمال يمحوها الدم اليوم

 مايكل وليامز/السياسة/26 تشرين الأول/14

قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند الاسبوع الماضي إن الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية :”هي بالفعل فرصة العراق الاخيرة كدولة قومية”. جاء هذا التقييم الكئيب في أعقاب زيارة هاموند الى العراق قبل أيام قليلة حيث استخدم تعبير”الفرصة الاخيرة” لوصف مأزق العراق الرهيب. فالعراق, مثل سورية, نتاج للحرب العالمية الاولى ولاتفاقية سيئة السمعة في أعين العرب بين السير مارك سايكس وفرانسوا-جورج بيكو أدت الى تقسيم ممتلكات تركيا العثمانية بين بريطانيا وفرنسا, القوتين الاوروبيتين البارزتين, يومذاك. هذه الاتفاقية التي مر عليها نحو مئة عام تترنح اليوم على ما يبدو اذ أن الدولتين (العراق وسورية) تتفككان وأنهكتهما سنوات من الحرب والانقسام الطائفي التي لا يوجد اصلاح سهل لهما. وفي هذا الصدد قد ننظر الى شرق أوروبا بعد عام 1989 بحثا عن سوابق. فبعد انهيار جدار برلين بدأت جميع بلدان أوروبا الشرقية, باستثناء دولتين, الانضمام تدريجيا الى الاتحاد الاوروبي والى حلف شمال الاطلسي, من دون مشكلات. وتفككت دولة تشيكوسلوفاكيا السابقة الى دولتين هما جمهوريتا التشيك وسلوفاكيا فيما عرف ب¯”الانفصال المخملي”. لكن مصير يوغوسلافيا يقدم مثالا أكثر مأسوية. اذ تفككت هذه الدولة عبر سلسلة من الحروب المتتالية في كرواتيا والبوسنة وأخيرا في كوسوفو استمرت طوال تسعينات القرن العشرين. وظهرت تشيكوسلوفاكيا ويوغوسلافيا كدولتين, مثل ما ظهرت سورية والعراق, في أعقاب الحرب العالمية الاولى في مؤتمر للسلام عقد بعد الحرب في فرساي في عام 1919. ربما كانت يوغوسلافيا, بمزيجها الذي جمع السلوفينيين والكروات الكاثوليك مع الصرب الارثوذكس والمسلمين أكثر شبها بالتنوع العرقي والديني في سورية والعراق. فالدولتان الشرق أوسطيتان, الى جانب لبنان الدولة الصغيرة, أكثر دول المنطقة تنوعا. فالدولتان فيهما جماعات سنية وشيعية ومسيحية (من جميع الطوائف), وأعداد أقل من الدروز والايزيديين والعلويين.

ويعيش في البلدين أيضا ما يقدر بنحو 30 مليون كردي يشير كثيرون الى أنهم أكبر جماعة عرقية في العالم بلا دولة قومية.

وتحكم الدولتان منذ استقلالهما عن بريطانيا وفرنسا بقبضة حديد, ولا تعترف الروايات السياسية عن الدولتين العربيتين الرئيسيتين بأي مضمون ديمقراطي على مدى عقود من الحكم الاستبدادي شديد المركزية. انهار ذلك الحكم اليوم على نحو يتعذر استرجاعه على الارجح. ولن يعني ذلك أن سورية والعراق ستختفيان. لكن من المرجح أن تتعثران لسنوات, لكن مضمون الدولتين وقوتهما استنزفا. ولا تعدو أي منهما سوى جيوب محصنة وتتمتع بحكم ذاتي يقوم رعاة خارجيون من بينهم ايران وتركيا والولايات المتحدة بتغذيتها. ولم تخرج في أي من البلدين على الارجح أي جماعة متماسكة منتصرة بعد سنوات من سفك الدماء. ففي العراق دفعت اراقة الدماء الطائفية التي أعقبت الغزو الانغلو أميركي في عام 2003 الجماعات الرئيسية الثلاث (السنة والشيعة والاكراد) لان تمضي كل منها في طريقها. وأدت الحكومات المتعاقبة في بغداد التي يهيمن عليها الشيعة, والتي عززت السيطرة الضمنية لايران, الى تفاقم هذا الوضع. ولهذا السبب حصل تنظيم الدولة الاسلامية على قدر كبير من الدعم المالي, وعلى أشكال الدعم الاخرى من داعمين أفراد في بلدان عربية عدة. وما كان لهذا كله أن يعني شيئا لولا حقيقة أن تنظيم الدولة الاسلامية حدد كهدف له تدمير املاءات سايكس- بيكو الاستعمارية واقامة خلافة اسلامية تمتد من الخليج الى البحر المتوسط على أنقاضها. دولة كهذه لا مكان فيها للشيعة ولا الاكراد ولا المسيحيين ولا أي من الاقليات الاخرى في الشرق الاوسط. وتجدر الاشارة في هذا الصدد الى أن اتفاق سايكس- بيكو نفسه لم يعط الجماعات العرقية أو الدينية اهتماما كبيرا, وهو ما غيره على أي حال الفرنسيون والبريطانيون على مدى سنوات. وطبقا للخرائط الاصلية التي وضعها الديبلوماسيان لم يخصص لفرنسا سورية ولبنان فقط وانما خصص لها أيضا شمال العراق ومدينة الموصل العاصمة الحالية للدولة الاسلامية. وضم القطاع الفرنسي كذلك معظم اقليم كردستان.

وكان من المقرر أن تحصل بريطانيا على جنوب العراق وما أصبح اليوم الاردن.

وجرى تعديل هذه الخرائط في مباحثات لاحقة بين رئيس الوزراء الفرنسي جورج كليمنصو ونظيره البريطاني ديفيد لويد جورج بالتنازل عن العراق كله لبريطانيا. وتأكد هذا في المؤتمر الدولي الذي عقد في سان ريمو في عام 1920 الذي منح بريطانيا حق الانتداب على الدولتين من عصبة الامم التي أنشئت حديثا. والتغييرات التي أدخلت على اتفاقية سايكس- بيكو تبرز الى أي مدى كان المشروع الامبريالي مصطنعا بطبيعته ولم يراع اعتبارات الجغرافيا أو التضاريس أو العرق, ولم تكن سورية والعراق المعاصرتان وحيدتين في هذا المصير. ففي معظم الفترة التي لحقت الحرب العالمية الثانية تطابقت الدولة والنظام في العالم العربي. ودمرت اطاحة الولايات المتحدة بنظام صدام حسين الاستبدادي الوحشي في عام 2003 هذا الارتباط بين الدولة والنظام وأدى ذلك الى التأكل المستمر للعراق كدولة قومية. وكثيرا ما تكون الحرب قابلة لميلاد الدول الجديدة. ففي أوروبا المعاصرة أصبحت كرواتيا والبوسنة والهرسك وكوسوفو دولا بسبب الحروب في التسعينات, وحديثا جدا نشأت تيمور الشرقية وجنوب السودان من الصراع على الاقاليم التي شكلتها القوى الاستعمارية السابقة. والخطر الحقيقي هو أن سورية والعراق قد لا يفسحا الطريق أمام دول جديدة. لكن من المؤكد أن العودة الى دولة سورية أو عراقية قوية كما تخيلتهما اتفاقية سايكس- بيكو أمر مستبعد الى حد كبير. * ديبلوماسي بريطاني سابق, ديبلوماسي سابق في الأمم المتحدة وله خبرة في الشرق الأوسط والبلقان وجنوب شرق آسيا, والمقالة نشرتها وكالة”رويترز”

The Sykes-Picot Agreement : 1916

It is accordingly understood between the french and British governments:
That France and great Britain are prepared to recognize and protect an independent Arab states or a confederation of Arab states (a) and (b) marked on the annexed map, under the suzerainty of an Arab chief. That in area (a) France, and in area (b) great Britain, shall have priority of right of enterprise and local loans. That in area (a) France, and in area (b) great Britain, shall alone supply advisers or foreign functionaries at the request of the Arab state or confederation of Arab states.
That in the blue area France, and in the red area great Britain, shall be allowed to establish such direct or indirect administration or control as they desire and as they may think fit to arrange with the Arab state or confederation of Arab states.
That in the brown area there shall be established an international administration, the form of which is to be decided upon after consultation with Russia, and subsequently in consultation with the other allies, and the representatives of the sheriff of mecca.
That great Britain be accorded (1) the ports of Haifa and acre, (2) guarantee of a given supply of water from the tigres and euphrates in area (a) for area (b). His majesty’s government, on their part, undertake that they will at no time enter into negotiations for the cession of Cyprus to any third power without the previous consent of the french government.
That Alexandretta shall be a free port as regards the trade of the British empire, and that there shall be no discrimination in port charges or facilities as regards British shipping and British goods; that there shall be freedom of transit for British goods through Alexandretta and by railway through the blue area, or (b) area, or area (a); and there shall be no discrimination, direct or indirect, against British goods on any railway or against British goods or ships at any port serving the areas mentioned.
That Haifa shall be a free port as regards the trade of France, her dominions and protectorates, and there shall be no discrimination in port charges or facilities as regards french shipping and french goods. There shall be freedom of transit for french goods through Haifa and by the British railway through the brown area, whether those goods are intended for or originate in the blue area, area (a), or area (b), and there shall be no discrimination, direct or indirect, against french goods on any railway, or against french goods or ships at any port serving the areas mentioned.
That in area (a) the Baghdad railway shall not be extended southwards beyond Mosul, and in area (b) northwards beyond Samarra, until a railway connecting Baghdad and aleppo via the euphrates valley has been completed, and then only with the concurrence of the two governments.
That great Britain has the right to build, administer, and be sole owner of a railway connecting Haifa with area (b), and shall have a perpetual right to transport troops along such a line at all times. It is to be understood by both governments that this railway is to facilitate the connection of Baghdad with Haifa by rail, and it is further understood that, if the engineering difficulties and expense entailed by keeping this connecting line in the brown area only make the project unfeasible, that the french government shall be prepared to consider that the line in question may also traverse the Polgon Banias Keis Marib Salkhad tell Otsda Mesmie before reaching area (b).
For a period of twenty years the existing Turkish customs tariff shall remain in force throughout the whole of the blue and red areas, as well as in areas (a) and (b), and no increase in the rates of duty or conversions from ad valorem to specific rates shall be made except by agreement between the two powers.
There shall be no interior customs barriers between any of the above mentioned areas. The customs duties leviable on goods destined for the interior shall be collected at the port of entry and handed over to the administration of the area of destination.
It shall be agreed that the french government will at no time enter into any negotiations for the cession of their rights and will not cede such rights in the blue area to any third power, except the Arab state or confederation of Arab states, without the previous agreement of his majesty’s government, who, on their part, will give a similar undertaking to the french government regarding the red area.
The British and french government, as the protectors of the Arab state, shall agree that they will not themselves acquire and will not consent to a third power acquiring territorial possessions in the Arabian peninsula, nor consent to a third power installing a naval base either on the east coast, or on the islands, of the red sea. This, however, shall not prevent such adjustment of the Aden frontier as may be necessary in consequence of recent Turkish aggression.
The negotiations with the Arabs as to the boundaries of the Arab states shall be continued through the same channel as heretofore on behalf of the two powers.
It is agreed that measures to control the importation of arms into the Arab territories will be considered by the two governments.
I have further the honor to state that, in order to make the agreement complete, his majesty’s government are proposing to the Russian government to exchange notes analogous to those exchanged by the latter and your excellency’s government on the 26th April last. Copies of these notes will be communicated to your excellency as soon as exchanged.I would also venture to remind your excellency that the conclusion of the present agreement raises, for practical consideration, the question of claims of Italy to a share in any partition or rearrangement of turkey in Asia, as formulated in article 9 of the agreement of the 26th April, 1915, between Italy and the allies.
His majesty’s government further consider that the Japanese government should be informed of the arrangements now concluded.