البطريرك لحام/لحّام النظام
عمـاد مـوسـى/لبنان الآن
04 تشرين الأول/14
مرّ على الشرق بطاركة تاريخيون. البطريرك الماروني الياس الحويك أحد المساهمين في إرساء وجود لبنان المستقل. البطريرك الماروني أنطون عريضة الذي رهنصليبه وخاتمه لإطعام جياع الحرب العالمية الأولى قبل وصوله إلى السدة البطريركية. البطريرك إغناطيوس الرابع هزيم، إبن محردة العصامي الإصلاحي. البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير،ضمير الإستقلال الثاني.
بطريرك الخير والعطاء والتفاني غبطة أبينا “جيلبرت شاغوري”. عفواً يُصنف مسيو شاغوري بين المطوّبين الأحياء بعد وقوفه خلف مؤتمر واشنطن للدفاع عن مسيحيي الشرق وهو المطروح إسمه لشغل موقع “رئيس المؤسسة المارونية للانتشار”، السلام على اسمه.
إنتخب السينودس المقدّس ابن الشام بطريركا في 29 تشرين الأول 2000، بعد استقالة المثلث الرحمة البطريرك مكسيموس الخامس حكيم لأسباب صحيّة.
وفي السنة نفسها التي انتُخب فيها الرئيس بشار الأسد من خلال استفتاء شعبي (10 تموز 2000) دخل غبطة البطريرك لحّام وسيادة الرئيس الشاب معاً في الألفية الثالثة متسلّحين والحق والخير والجمال وبالمحبة. شعار غبطته “اسهروا وسيروا في المحبة”. بطريرك الموارنة الحالي رأسه بزنس أكثر: “شركة ومحبة” وسهر وسفر.
ما يميّز لحام نظرة حادة. نبرة حادة. طبع حاد. ومواقف حادة. وحيوية تشتعل غضباً متى مُسَّت الكرامة الوطنية التي يجسدها اليوم وأمس وأول من أمس الرئيس بشارالأسد ـ حفظه مار نقولاـ المدافع الأول عن مسيحيي سورية وعلوييها (مضطهد سائر الطوائف والأطياف).
مواقف لحّام المؤيدة للنظام واضحة لا تحتمل أي لبس أو تأويل. ومن أقواله “إذا نجحت سوريا ونجح الرئيس بشار الأسد فهو نجاح للعالم العربي والإسلامي”.
وفي الحقيقة نجح الرئيس الأسد مع mention نجح في العمل العسكري النظيف. تنظيف أحياء لا يترك بطريرك “المواقف القومية” مناسبة إلاّ ويشيد بالجيش السوري وقائده الفذّ لدورهما في الدفاع عن المسيحيين بوجه أخص. منطق ذمّي بامتياز. وذات يوم إتهم “الولايات المتحدة بدعم الإرهابيين المسلحين في سورية ومن بينهم جبهة النصرة” واليوم تقصف حلفاءها. بشرفي لا يؤمَن لجانب أميركا ولا أرى أي سبب يدعو البطاركة ذوي المواقف القومية لتحمّل مشقة السفر إلى واشنطن للقاء داعم النصرة الأول. على الناشف وكيّها بالبراميل المتفجرة.
نجح في نيل موقع متميز بين مطلوبي محكمة الجنايات الدولية.
ونجح في تهجير نصف شعبه الذي يقطن العراء والخيم والذل والخوف.
نجح في تقوية اللحمة. سيدي البطريرك لحّام.
في الفرع 227 لحمة حقيقية.
نجح في استجرار التدخل الأجنبي الذي ترفضونه بالصيغة الأميركية. أما التدخل الإيراني ـ عبر حزب الله والحرس الثوري وبعض الفصائل العراقية ـ فمشكور ومحمود.
وهناك في واشنطن لقّن البطريرك الثمانيني الأميركيين درساً في الديمقراطية. غادر كالنمر الغاضب عشاءً إحتجاجاً على كلمة. ورفض المشاركة في ندوة بعدما نُمي إليه أن عضو الكونغرس كريس سميث سيلقي فيها كلمة إدانة للأسد. قاطَعَ.
باطل أن يُقال في حضرة البطريرك اللحام إبن الشام كلامٌ مسيء للنظام. وبئس نظام حديدي ما أحوجه اليوم إلى لحّام!