المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 21 كانون الثاني/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.january21.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

فانتبهوا، أيها الإخوة، أن لا يكون بينكم من له قلب شرير غير مؤمن فيرتد عن الله الحي، بل ليشجع بعضكم بعضا كل يوم، ما دامت لكم كلمة اليوم التي في الكتاب

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة الكويتية/حكم من المحكمة العسكرية بنفي الصحافية اللبنانية حنين غدّار

بالنص والصوت/الياس بجاني: المطلوب من الحراك المدني حتى لا يستنسخ تجربة شركات الأحزاب الكارثية

الياس بجاني/حكم من المحكمة العسكرية بنفي الصحافية حنين غدّار

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو/مشوار الحرية مع الدكتور فارس سعيد/20 كانون الثاني/18/اضغط على الرابط الفايسبوكي في أسفل

المسيحيون الأغبياء/ايلي الحاج/فايسبوك

فارس سعيد ينتقد نصرالله.. "أسلوب عيشنا نقرره نحن"

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 20 كانون الثاني 2018

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 20/1/2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

هل حزب الله هو من نصح التيار الوطني بتصحيح العلاقة مع القوات

اختراق أمني ينقذ لبنان من هجمات حضّر لها «داعش» والمشنوق كشف عن تفاصيل تجنيد قيادي في التنظيم الإرهابي

خليل ينتظر"القوات": ربَّ السماوات وحده يمنعني من خوض المعركة

خالد الضاهر: سأتحالف مع ريفي و“المستقبل” تراجع في عكار

لا صوت يعلو فوق الإنتخابات في البلاد

حقيقة قانون الانتخاب تفاجئ واضعيـه وطبيعتُه تفرض تحالفات هجينـة ومعطيات كثيرة تغيرت سياسيا ما بين صدوره والمراحل التنفيذية لتطبيقه

مساعي فض الكباش الرئاسي مستمرة رغم الصعوبات والاستراحة الوزراية فرصة للتهدئة

بري يصعّد في وجه "التيار" لإبقاء جبهة "رفض التعديل" متراصّة قبل اجتماع "اللجنة" الاثنين

باسيل يغيب عن جدّة تفاديا للإحراج.. عملية "عفرين" تنطلق .. وبنس يجول في المنطقـة

عيسى يقدم أوراق إعتماده الى ترامب الخميس

عوائق لقاء الحريري- جعجع أزيلت لكن... "بعـد بكير" والقوات تطمح إلى تحالف خماسي" سياسي... لا انتخابياً

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

نائب الرئيس الأميركي يصل إلى القاهرة في مستهل جولة شرق أوسطية تشمل الأردن وإسرائيل

كوريا الشمالية تلغي زيارة وفدها إلى جارتها الجنوبية وسيول طلبت من بيونغ يانغ إبلاغها بالأسباب

تركيا تبدأ عملية جوية على عفرين السورية

أنقرة تبدأ عملية عفرين بقصف مدفعي عبر الحدود واعتبرت دعوة واشنطن لـ«التركيز على داعش كلاماً بلا معنى»

إردوغان: عملية عفرين بدأت على الأرض

موسكو تملك مفتاحاً يجنّب الشمال الســـوري الدماء"/جابر: تركيا تتصدى لـ"الدولة الكردية" من بوابة عفرين

ماذا يعني توقف الحكومة الأميركية عن العمل؟

مصر تواصل البحث عن ابنة نفرتيتي/حواس لـ «الشرق الأوسط»: بشائر قوية حول موقع مقبرة زوجة توت عنخ آمون

إسرائيل تعاود افتتاح سفارتها في عمّان غداً بعد تسوية قضية قتل راح ضحيتها أردنيان/نتنياهو: تأسفنا وأبدينا الندم على الحادث وسندفع تعويضات أكبر مما دفعنا لتركيا

ميركل في باريس بحثاً عن دعم سياسي والمسائل الأوروبية شكلت «الطبق الأساسي»... وماكرون يشدد على الحاجة لألمانيا

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

إخراج مساجين وإعتقال مفكرين/الدكتورة رندا ماروني

بري: دولتان على الأقل لا تريدان الانتخابات/نقولا ناصيف/الأخبار

لبنان والرقص على حافة التسلط/جويس كرم/الحياة

نحن وإسرائيل ولبنان وهذه المقاطعة/حازم صاغية/الحياة

هكذا يخترقون الهواتف في لبنان/حسن يحيى/المدن

ما قيمة معاش شهر/مصطفى علوش/المستقبل

جريصاتي…من المر الى لحود الى عون – تعددت المواقع والنهج واحد/انطون الخوري حرب/الصوت الحر

إسرائيل مطمئنة للجدار: كيف يرد حزب الله/سامي خليفة/المدن

نفوذ إيران يتضاءل إذا نجح العرب في صياغة استراتيجية موحدة تجاهها/أمير طاهري/الشرق الأوسط

إيران تتنافس مع إيران في العراق/خيرالله خيرالله/العرب

بوتين الرابع في روسيا وسوريا/عبد الرحمن شلقم/الشرق الأوسط

التسويفات الإيرانية وتغير المواقف الأوروبية/إميل أمين/الشرق الأوسط

العرب وإيران: مراجعة في التاريخ والسياسة/نجاح عبدالله سليمان/الحياة

حصار وانفراج/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

بري التقى مجلس الشورى والمحامين وعرض مع كرامي الانتخابات

يوحنا العاشر ترأس قداسا في كاتدرائية النبي ايليا في ابو ظبي

الشعار التقى باحثين سياسيين عربا وأجانب: الظلم من أهم أسباب الارهاب والتطرف

وزير الاعلام بعد لقائه الحريري: المحادثات بين القوات والمستقبل على قدم وساق وستتوج بما يفيد مصالح لبنان والطرفين

نعيم قاسم: الانتخابات بموعدها وسنتحالف مع حركة أمل في جميع الدوائر

ابراهيم: نملك كل ما من شأنه أن يحمي البلد وسنواجه مافيات تهريب السوريين ونعاقبهم

قنبلة ليليلة توتــر عيـن الحلوة بعـد هـدوء طويـل والقيادات الفلسطينية ترفع احتياطاتها في مواجهة اسرائيل

باسيل في مؤتمر النزوح: الحل الوحيد عودة النازحين السوريين ولقاء للبلديـات في أيار للاطلاع على تجاربها فـي هذا المجـال

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

فانتبهوا، أيها الإخوة، أن لا يكون بينكم من له قلب شرير غير مؤمن فيرتد عن الله الحي، بل ليشجع بعضكم بعضا كل يوم، ما دامت لكم كلمة اليوم التي في الكتاب

رسالة إلى العبرانيينالفصل 03/من 07حتى19/لذلك، كما يقول الروح القدس: اليوم، إذا سمعتم صوت الله، فلا تقسوا قلوبكم كما فعلتم يوم العصيان، يوم التجربة في الصحراء، حيث جربني آباؤكم وامتحنوني ورأوا أعمالي مدة أربعين سنة. لذلك غضبت على ذلك الجيل وقلت: قلوبهم بقيت في الضلال وما عرفوا طرقي، فأقسمت في غضبي أن لا يدخلوا في راحتي. فانتبهوا، أيها الإخوة، أن لا يكون بينكم من له قلب شرير غير مؤمن فيرتد عن الله الحي، بل ليشجع بعضكم بعضا كل يوم، ما دامت لكم كلمة اليوم التي في الكتاب، لئلا تغري الخطيئة أحدكم فيقسو قلبه. فنحن كلنا شركاء المسيح إذا تمسكنا إلى المنتهى بالثقة التي كانت لنا في البدء. فالكتاب يقول: اليوم، إذا سمعتم صوت الله فلا تقسوا قلوبكم كما فعلتم يوم العصيان. فمن هم الذين تمردوا عليه بعدما سمعوا صوته؟ أما هم جميع الذين خرج بهم موسى من مصر؟ وعلى من غضب الله مدة أربعين سنة؟ أما كان على الذين خطئوا فسقطت جثثهم في الصحراء؟ ولمن أقسم الله أن لا يدخلوا في راحتي؟ أما كان للمتمردين عليه؟ ونرى أنهم ما قدروا على الدخول لقلة إيمانهم.."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة الكويتية/حكم من المحكمة العسكرية بنفي الصحافية اللبنانية حنين غدّار/21 كانون الثاني/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل

http://al-seyassah.com/%D8%AD%D9%83%D9%85-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D9%83%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%A8%D9%86%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D9%81%D9%8A%D8%A9/

 

بالنص والصوت/الياس بجاني: المطلوب من الحراك المدني حتى لا يستنسخ تجربة شركات الأحزاب الكارثية

http://eliasbejjaninews.com/archives/61924

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني/المطلوب من الحراك المدني حتى لا يستنسخ تجربة شركات الأحزاب الكارثية/20 كانون الثاني/18/اضغط هنا

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/elias.herakmadani20.1.18.mp3

بالصوت/فورمات/WMA/الياس بجاني/المطلوب من الحراك المدني حتى لا يستنسخ تجربة شركات الأحزاب الكارثية/20 كانون الثاني/18/اضغط هنا

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/elias.herakmadani20.1.18.wma

 

المطلوب من الحراك المدني حتى لا يستنسخ تجربة شركات الأحزاب الكارثية

الياس بجاني/20 كانون الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/61924

المرض الأساس في لبنان: الاحتلال الإيراني بواسطة جيش حزب الله المحلي والمذهبي والإرهابي

أدوات الاحتلال: غالبية شركات الأحزاب العائلية والتجارية، وكذلك كل الأحزاب الوكلاء من دينية وإيديولوجية، إضافة إلى الطبقة السياسية الانتهازية والوصولية.

شعارات المحتل: نفاق ودجل الممانعة، والتحرير والمقاومة والعداء لإسرائيل

أعراض الاحتلال: الفقر، البطالة، الفوضى الأمنية، تسييس القضاء، الفساد، فلتان وتسيب الحدود، أزمات الكهرباء والتعليم والاقتصاد والصحة، والنفايات وكل ما يتعلق بالخدمات المعيشية والحياتية اليومية من كبيرها حتى صغيرها.

ضرب وتخريب علاقات لبنان بالدول العربية وبأغلبية دول العالم

تشويه سمعة المواطن اللبناني في كل بلدان العالم ووصمه بالإرهاب

إجبار اللبنانيين على الهجرة على خلفيات أمنية ومعيشية ومذهبية

العلاج الشافي

التقيد بالدستور وباتفاقية الطائف وبالقرارات الدولية 1559 و1701 وباتفاقية الهدنة..

المجاهرة بأن ملفي احتلال شبعا وتلال كفرشوبا هما مجرد حجة للإبقاء على وضعية احتلال إيران للبنان...

التأكيد دون مواربة على أن لا علاقة للقرار الدولي رقم 225 بشبعا أو بكفار شوبا.

الالتزام بمفهوم الدولة وبهرطقة ما يسمونه إستراتجية دفاعية لأن هذا الأمر هو من مسؤولية الدولة ودون شريك.

التأكيد على حقيقة مهمة وهي لا استقرار امني أو اقتصادي أو معيشي بظل الاحتلال وبغياب السيادة والاستقلال وعدم الالتزام بالدستور وبالشرعتين العربية والدولية.

في الخلاصة فإن المطلوب من الحراك المدني حتى لا يكون استنساخاً لوضعية الأحزاب الشركات والوكلاء أولاً وأخيراً أن يعترف بالمرض الذي هو الاحتلال الإيراني وعدم التلهي بالأعراض وإلا فالج لا تعالج.


حكم من المحكمة العسكرية بنفي الصحافية حنين غدّار

الياس بجاني/19 كانون الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/61897

وكالات وصحف لبنانية/19 كانون الثاني/18:”المحكمة العسكرية اللبنانية تحكم غيابياً بالسجن 6 أشهر على الصحافية حنين غدّار والسبب: تصريح لها اعتبرت فيه أن الجيش اللبناني يميّز بين الإرهاب السنّي والإرهاب الشيعي!

بداية من الطبيعي والمنطقي، بل من الواجب الوطني والأخلاقي والقانوني والإعلامي أن نستنكر الحكم وخلفياته الإرهابية التي لا علاقة لها لا بالقانون ولا بالدستور ولا بالعدل، تماماً كما هو حال استغراب واستنكار المئات من الإعلاميين والناشطين والسياسيين اللبنانيين وغير اللبنانيين لهذا الحكم الجائر واللاقانوني والظالم الذي طاول الصحافية الشابة حنين غدار كونه عملياً حكم بنفيها ومنع عودتها إلى وطنها الأم، لبنان وذلك خوفاً من الاعتقال والسجن تنفيذاً للحكم…

وهي بالتأكيد لن تجازف وتعود طالما الحكم قائم ومذكرة التوقيف تنتظرها في المطار.

يشار هنا إلى أن استئناف الحكم قضائياً لا يمكن أن يتم عملاً بالقوانين اللبنانية دون وجود “المحكوم عليها” جسدياً في لبنان، وبالتالي هي لن تعود إلى بلدها الذي تحبه وتدافع عنه وعن شعبه وعن الحريات فيه.

من هنا فإن الحكم هو قرار بنفي حنين واجبارها على البقاء خارج لبنان، وهذا أمر لا هو إنساني ولا هو قضائي ولا هو أخلاقي، بل هو إرهاب 100% لمواطنة لبنانية تعارض احتلال حزب الله للبنان وتشهد بالحق وترفع الصوت عالياً مسمية الأشياء بأسمائها بجرأة ومنطق وعلم ومعرفة.

كما أن التهمة المفبركة لا تتناسب لا مع الحكم ولا مع الجهة التي أصدرت هذا الحكم.

عملياً وقانوناً التهمة إن صحت وهي غير صحيحة، فتندرج تحت خانة “حرية الرأي” وهي ليست من اختصاص المحكمة العسكرية بل تخص محكمة المطبوعات..

وعملياً أيضاً فإن ما قالته حنين يقوله العشرات من السياسيين والإعلاميين المعارضين لاحتلال لبنان يومياً ولم توجه لأي منهم أي تهمة وبالتالي خلفية التخويف الانتقائية واضحة وجليه هنا.

إن فبركة التهم الكاذبة بالتعامل مع إسرائيل هي الإرهاب بعينه وقد استهلكت ولم يعد مقبولاً ترك من يتاجر بها الاستمرار بظلمه وبتعديه على الشرفاء والأحرار والوطنيين.

يبقى أن المحاكم لا يجب أن لا تكون في خدمة الحاكم، بل في خدمة الحق والعدل..

مع كل أحرار لبنان المقيمين والمنتشرين نرفض الدولة البوليسية ونرفض قمع الحريات.

بالتأكيد ستتحوّل حنين غدّار إلى رمز من رموز حريّة التعبير في لبنان وكل التضامن معها.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو/مشوار الحرية مع الدكتور فارس سعيد/20 كانون الثاني/18/اضغط على الرابط الفايسبوكي في أسفل
https://www.facebook.com/souaidfares/videos/10154911764702581/

 

المسيحيون الأغبياء

ايلي الحاج/فايسبوك/20 كانون الثاني/18

المسيحيون الأغبياء الذين ظنوا أن تأييدهم ل"حزب الله" لن يؤثر في حرياتهم ونمط حياتهم، ها هم منظرو الحزب وأنصاره يلهجون بأن مناطق البترون وجبيل وكسروان كانت للشيعة وانتُزعت منهم، ها هو حسن نصرالله يحدد ما يحق لهم ولبقية اللبنانيين أن يشاهدوا من أفلام. وغداً قد يتنبه إلى ضرورة منع المزامير في القداديس، لأن فيها ذكراً لشعب إسرائيل. وفي الأساس أن يسوع المسيح كان يهودياً، و"المقاومة" تقوم بواجبها عندما تدعو جماعة " مقاطعة إسرائيل" إلى التحرك.

 

فارس سعيد ينتقد نصرالله.. "أسلوب عيشنا نقرره نحن"

تسائل النائب السابق فارس سعيد عن اذا كان لنا دولة في لبنان, وجاء ذلك في تغريدة على حسابه الخاص عبر تويتر قائلاً: "اليوم قال لنا حزب الله "ممنوع" عليكم مشاهدةً Spielberg لأنه تبرّع لإسرائيل, غداً سيقول لنا لا تلبسوا هذه الثياب لأن مصممها عرض أزيائه في إسرائيل وبِعد غد لا تشتروا هذه السيارة لأن قطعة منها مصنّعة بإسرائيل".  وأضاف سعيد متسائلاً: "هل هناك دولة في لبنان؟", مشدداً على أنّ "أسلوب عيشنا نقرره نحن وليس حزب الله".

وكان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله علّق في مؤتمر صحفي بعد ظهر اليوم خلال احتفال تأبيني بذكرى الحاج ابو عماد مغنية وشهداء القنيطرة, على عرض فيلم للمخرج ستيفن سبيلبرغ الذي اعلن دعمه للعدوان الاسرائيلي على لبنان ودفع من ماله الشخصي دعما لاسرائيل، متسائلاً:"كيف يُعرض له فيلم في لبنان؟".

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 20 كانون الثاني 2018

النهار

يتردّد ان "حزب الله" وحركة "أمل" اتّفقا على تقاسم المقعدين الشيعيّين في البقاعين الاوسط والغربي، فيكون مقعد البقاع الغربي لـ"أمل" ومقعد زحلة لقريب من الحزب.

تتحدّث أخبار بقاعيّة عن ازدياد عدد سرقات السيّارات وتهريبها عبر معابر غير شرعيّة إلى سوريا.

تنشط مجموعة باسم "أصدقاء ريمون إدّه" في عقد لقاءات تنسيق لم تتّضح معالمها المستقبليّة بعد.

يؤكّد نائب حالي مُعارض أن التباعدات بين حلفاء سياسيّين قبل الانتخابات قد تكون جزءاً من مشاهد تمثيليّة مُعدّة ومُتّفق عليها مُسبقاً.

الجمهورية

رفض نائب مسيحي الهجوم علناً على رئيس حزب لكي لا يؤثر ذلك على الحوار.

أكد مرجع معني أن لا مجال لأي مخرج في الوقت الراهن لأزمة رئاسية مطروحة.

يُطلق أحد الأحزاب حملته الإنتخابية من الفورم دو بيروت في تاريخ 4 شباط المقبل.

اللواء

غمز : تراجع حماس عدد من الطامحين إلى الترشُّح عن مقاعد في قضاء جنوبي، بعد تثبيت القديم على قدمه؟!

لغز : لدى تيّار موالٍ شبه تأكيدات أن تفاهماً مضى عليه سنوات، سيكون له جدواه في الانتخابات النيابية..

همس : يجزم مطلعون أن رئيس تيّار سياسي يضمن ترؤسه لكتلة حزبه في المجلس النيابي الجديد، بنواب قدماء وجدد!

المستقبل

إن زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون التي كانت مقررة مطلع تشرين الثاني الماضي الى الكويت حدد موعدها في 22 الجاري حيث سيلتقي أمير البلاد وكبار المسؤولين الكويتيين وأبناء الجالية اللبنانية .

الشرق

اكد مصدر وزاري متابع ان "لا تعديل لقانون الانتخابات النيابية… وما يطرح من اراء وافكار لن يبصر النور".

نبهت اوساط سياسية وحزبية من محاولات لايقاع الخلاف بين الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري على خلفية توقيع مرسوم الاقدمية… ورأت الاوساط ان الرئيس الحريري اكثر وعياً وادراكاً من ان ينجر الى اية مواجهة في الظروف الراهنة…

نقل احد الوزراء عن مصدر ديبلوماسي غربي تحذيره من ان يتمادى الافرقاء في نزاعاتهم الاعلامية والسياسية لتطيير الانتخابات النيابية فيفقد لبنان احد مرتكزاته الاساسية التي يتميز بها…

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 20/1/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

تسجل عطلة الأسبوع طقسا جيدا وإن كان باردا بعض الشيء، بانتظار منخفض جوي إيسلندي يوم الاثنين، وينتظر ان تغص مدارج التزلج في عدد من المناطق بالرواد والمتنزهين.

سياسيا، برز لقاء الرئيس نبيه بري بوفد من مجلس الشورى وآخر من نقابة المحامين.

وفي الانتخابات النيابية، اجتماعات متلاحقة للماكينات وتحضيرات لتحالفات تبدأ بالظهور اعتبارا من الأسبوع المقبل. ويلتقي أهل القانون والدستور على التحذير من المس بقانون الانتخاب، لئلا يؤدي ذلك إلى تأجيل الانتخابات البرلمانية.

ويوم الاثنين تنعقد اللجنة الوزارية المختصة بالانتخابات، وثمة خلافات في وجهات النظر حول طلب وزير الخارجية توسيع مهلة تسجيل المغتربين اسماءهم للإقتراع.

وترصد المحافل السياسية لقاء محتملا بين الرئيس سعد الحريري والدكتور سمير جعجع، وسط كلام على لقاء محتمل أيضا بين رئيس الجمهورية وجعجع.

وفي سياق شرح قانون الانتخاب الذي لم يستوعبه قسم كبير من اللبنانيين، شرع "تلفزيون لبنان" في تقديم برنامج مع خبراء في الانتخابات، لشرح القانون خصوصا ما يتعلق بالنسبية والصوت التفضيلي.

في الخارج، بدأت عملية عفرين السورية. وأعلن ذلك الرئيس التركي الطيب رجب أردوغان، وهي عملية ضد القوات الكردية المدعومة من خبراء وجنود أميركيين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

تراجع منسوب التصريحات لا يلغي استمرار الأزمة السياسية الآخذة في التمدد والتشعب، طالما هناك من يصر على الاستفراد والاستئثار بالسلطة، وتجاوز الصلاحيات والتكابر، ورفض الحوار والحلول للقضايا المثارة، وفي مقدمها قضية مرسوم الضباط المفتوح على احتمالات شتى.

والإمعان في خرق الدستور بات سمة العهد الباحث عن إثارة إشكالات وتعميق الخلافات، أكثر من بحثه عن حلول لقضايا الناس ومشاكلهم الملحة، من كهرباء مفقودة ومياه مقطوعة وبطالة متزايدة ومياومين يصرخون، وحقوق عمال ضائعة وأهل يشكون من زيادة الأقساط المدرسية، ومريض ينتظر من يستقبله ويداويه، ونقابات تطالب ولا من يسمع ولا من يحزنون.

فالأولوية باتت لتهريب المراسيم وتكريس نهج التمييز بين وزير ووزير وملف وملف، في سابقة غير معهودة في جلسات مجلس الوزراء، حيث تراعى ملفات الوزراء المحظيين وتهمل أخرى. أضف إلى ذلك اختزال القضاء بشخص يجهد ليلا نهارا لتحزيب وزارته وترهيب قضاته، هذا عدا عن مشاريع الصفقات والسمسرات التي لا حصر لها ولا أفق.

وشهية السلطة ونهج الاستفراد باتت تهدد الانتخابات النيابية من خلال الضغط لإدخال تعديلات على قانون الانتخاب، ما يطرح علامات استفهام كبرى حول الأهداف والنوايا من وراء ذلك.

والنوايا المبيتة للبعض بشأن كل ما طرح وأثير مؤخرا، التقطها رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي قال أمام زواره: "أنا أنتظر وأتفرج، وإذا قيل ما لا أستطيع هضمه فليتوقعوا ردي فورا"، مضيفا: "لسنا نحن من يضع اليد على الصلاحيات بل هم الذين يفعلون".

في الأول من شباط، تحرك مرتقب لقطاع النقل بعد انتظار لأكثر من عام، وتعهد باتفاق لم ينفذ منه شيء، فهل هو "شيك" بلا رصيد؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

بعد عملية "لبنان الآمن"، النادرة التي نفذتها شعبة المعلومات في عقر تنظيم "داعش"، تستعد الشعبة لتتسلم أحد منفذي تفجير صيدا الأخير، بعدما كشفت أسماء الخلية التابعة للاستخبارات الاسرائيلية التي نفذت التفجير.

تلفزيون "المستقبل" علم ان رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، قام باتصالات مكثفة مع السلطات التركية، لتسليم المتهم الثاني في هذه الخلية، وعلم أيضا، ان السلطات التركية تجاوبت معه، فألقت القبض على الشخص المطلوب، وبدأت السلطات اللبنانية اجراءات تسلمه.

لبنان الآمن على موعد غدا في قلب بيروت، في احتفال تنظمه بلدية العاصمة ويتخلله توزيع 1000 دراجة هوائية، وافتتاح سوق الأكل بمشاركة عدد من الفنانين.

اقليميا، وفيما تستمر مأساة السوريين داخل سوريا، وعلى الحدود، حيث لاقى 14 شخصا حتفهم جراء العاصفة الجوية، لفت الانتباه كلام أحد الخبراء العسكريين الاسرائيليين، من ان بقاء بشار الأسد حاجة لاسرائيل.

وفي سوريا أيضا، بدأت القوات التركية عملية عسكرية في عفرين تحت اسم "غصن الزيتون"، حيث أعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، ان مدينة منبج ستكون التالية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

دخل الجيش السوري مطار أبو الظهور العسكري، فدخلت الحسابات الميدانية مرحلة جديدة من الهزيمة الاستراتيجية ل"جبهة النصرة" التابعة لتنظيم "القاعدة"، ولحلفائها من أميريكيين وبعض الدول في الاقليم.

انجاز على مساحة من الاشتباك الاقليمي والدولي في الشمال السوري، حصد الجيش السوري وحلفاؤه أولى نقاطه، ليكتب في بعده الاستراتيجي الكثير:

انجاز سيفتح أبواب التقدم السوري نحو ادلب وريفها، وسيسهل على الجيش وحلفائه السيطرة على كامل ريف حلب الجنوبي، كما سيبعد الخطر التكفيري بشكل كبير عن حماه.. أما عن "جبهة النصرة" فقد خسرت قاعدة عسكرية مهمة اعتبرتها أحد أهم مقارها القيادية الكبيرة في الشمال السوري، وسيفرض عليها التراجع إلى حدود اشتباك جديد يضيق من المساحة الجغرافية والاستراتيجية لها في ادلب ومحيطها.

انجاز علا فوق كل التهديد والوعيد، وفوق الهدير التركي المتدحرج نحو عفرين بعناوين البحث عن مكان في مساحة الميدان الذي يضيق على جميع خصوم الجيش السوري وحلفائه إلى حد الاختناق.

في لبنان، خنق العدو بفعلته الاجرامية في صيدا، بخيوط الكاميرات التي أوصلت الأجهزة الأمنية إلى سيارة أجرة، نقلت التحقيقات إلى معرفة هوية الخلية التابعة للموساد الاسرائيلي الموزعة بين لبناني من طرابلس وآخر من شحيم وثالث مجهول الهوية، وإن أفلت اثنان منهم وغادرا الأراضي اللبنانية، فلن يفلت العدو الصهيوني من الأدلة الدامغة على تورطه في هذه العملية، وإن كان التنفيذ للمرة الأولى بأياد لبنانية لم يقتصر دورها كالعادة على المساعدة اللوجستية، كما قالت مصادر أمنية ل"المنار".

ومن "المنار" عربون حزن وعزاء على فقيد عاش الاعلام المقاوم لعقود، مربيا وشاعرا وحاميا للغة عربية من غدر التغريب، انه الحاج مصطفى ياسين، أبو المقاومين وجد الشهداء، وزميل في ميدان اتخذه منبرا لنشر الوعي والفكر بروح المرح المتغلب على تعب المهنة، رحمك الله حاج مصطفى واسكنك فسيح جنانه.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

في مقابل الاخفاقات السياسة، والانحراف عن درب الدستور إلى المسالك المصلحية والعنتريات التي تشد عصب الطوائف وترخي عصب الدولة، تبدو الأجهزة الأمنية عبر الانجاز المزدوج لشعبة المعلومات، والذي تمثل بتحديد هويات مرتكبي محاولة اغتيال كادر "حماس" في صيدا، وتوقيف قيادي "داعش" في لبنان.

عليه تبدو شعبة المعلومات وكأنها قطعة جميلة في الثوب البالي للدولة. أكثر من ذلك، فإن كل انجاز يحققه ضباطها وأفرادها يزعج بعض القادة السياسيين بدلا من ان يفرحهم، فالأعمال الأمنية الباهرة تحمي لبنان وتنقذه، فيما الارتكابات السياسية البائسة توازي في مفاعيلها السيئة كل الأعمال الارهابية. والمفارقة المؤسفة ان للارهابي رجل أمن يضبطه ويسوقه إلى السجن، بينما المرتكبون من أهل السياسة لا دساتير تضبطهم ولا نواميس.

في السياق، تتواصل المعارك عنيفة على خط بعبدا- عين التينة، وفي غياب الوسطاء، يتم التداول في مسعى لترحيل مرسوم الترقية إلى ما بعد الانتخابات. لكن المرسوم ليس باب الاختلاف الوحيد، فسعي الوزير باسيل إلى تمديد مهلة تصويت المغتربين مادة ملتهبة أخرى، مرشحة لضرب التضامن الوزاري والاستحقاق النيابي في آن. والعيون شاخصة إلى الاثنين، هل تجتمع لجنة الانتخابات لدرسها، كما وعد الرئيس الحريري، أم يعطي دواء التأجيل مفعوله في الـ weekend فيتراجع باسيل عن مطلبه، ويستكمل رئيس الحكومة علاجه الهادئ للمشكلة لسحب المادة من التداول؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

بعد تأكيد رئيس البلاد ان الانتخابات النيابية في موعدها، وان النسبية تؤمن الاستقرار الوطني، برز موقف لافت للسيد حسن نصرالله ان البلد لا يحكم بمنطق أغلبية واكثرية، ولا يجوز ان يعزل أو يكسر أحد حتى لمن يصنف نفسه خصما سياسيا لنا، ليرد أحمد الحريري اليوم مطالبا السيد نصرالله بالذهاب إلى الحوار مع "القوات اللبنانية" اذا كان ضد العزل، ليرد عليه بشكل غير مباشر نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، مؤكدا ان "حزب الله" وحركة "أمل"- التي كان رئيسها رئيس المجلس النيابي نبيه بري أول من أعلن معارضة سياسة عزل أي فريق- سيخوضان الانتخابات المقبلة في لوائح مشتركة موحدة في كل المناطق والدوائر، موصدا الباب أمام التأويلات، وقاطعا الطريق على الاستنتاجات المسبقة وأبرزها ان الحلفاء المستجدين ليسوا بالضرورة حلفاء الثنائي، وان الحلفاء المعروفين لن يتحولوا أخصاما للثنائي.

في هذا الوقت، يتحرك الوسطاء بوتيرة متقدمة، من دون بروز ملامح الحلحلة المنشودة بين "القوات" و"المستقبل" الذي يهتم زعيمه بمعركة طرابلس واسقاط أشرف ريفي. وتتحرك الوساطات بشكل بطيء وغير واضح المعالم بين "الكتائب" و"القوات". في حين ينأى النائب وليد جنبلاط بنفسه عن توزيع الأرزاق وخلط الأوراق في الشوف وعاليه، مع الاحتفاظ لنفسه بهامش تحرك واسع ومناورة أوسع، طامحا لأن يكون صديق الكل، علما ان أحد المقاعد في عاليه يشكل نقطة عالقة بين جنبلاط وبين "التيار" و"القوات" وارسلان، فيما لم تحل قضية الترشيحات في الشوف مع "القوات" و"المستقبل" حتى الساعة.

أيا يكن شكل التحالفات أو التركيبات والتوليفات، فان المؤشرات على اجراء الانتخابات أقوى من شائعات وتسريبات تطييرها، واحتمال حصول تصدعات أمنية، أو حصول حرب في المنطقة يكون لبنان جزءا من مسرحها، فالمراجع الرسمية والقوى السياسية مجمعة، والارادة الشعبية مزمعة، والمواقف الدولية ضاغطة، باتجاه اجراء الانتخابات بغض النظر عن القانون والنتائج والأحجام المرتقبة والتغييرات المتوقعة، لأن المهم عندها هو الاستقرار واستمرار مفاعيل التسوية السياسية التي انطلقت مع انتخاب رئيس الجمهورية.

ومن مواقف الأمم إلى بياض القمم. جبال لبنان التي انتظرت طويلا زائرها الجليل، رحبت به أجمل ترحيب.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

كما غفا ايلان على شواطئ اليونان، غفا ثلاثة أطفال سوريين في جرود الصويري، حيث استسلموا للصقيع الذي لاحقهم مع عائلاتهم حتى الموت.

محاولة الهروب إلى حياة أفضل في لبنان، عبرت العائلات السورية نقطة الحدود في المصنع أول من أمس، لتقع فريسة مافيات التهريب التي تركتها وحيدة تصارع العاصفة.

يصح إطلاق اسم طريق الموت على المنطقة الحدودية الشاسعة فوق، ويحق للسوريين واللبنانيين معا التساؤل عن سر هذه الطريق، وكيفية ضبطها، عمن يهرب السوريين عبرها ذهابا وإيابا، عمن يحمي المهربين، وعن الأسباب التي تدفع بالسوريين للمخاطرة صوب بلاد، أهلها مرهقون اقتصاديا، فيما النازحون السوريون فيها يتعايشون مع فتات المساعدات الدولية؟.

إذا صحت المعلومات الأمنية، فإن مئات التوقيفات تحصل على طريق الموت هذه، إلا انه وبسحر كفالة قدرها خمسمئة ألف ليرة، يطلق سراح الموقوفين ليعودوا مجددا لمزاولة عمل لا يمت للانسانية بصلة.

آخر أرقام التوقيفات تتحدث عن حوالى خمسين شخصا أوقفوا خلال الفترة الممتدة من اول يوم من كانون الثاني الحالي حتى اليوم، كلهم مرتبطون بعمليات التهريب عبر الحدود، فعل ينضم هؤلاء للائحة المطلق سراحهم، أم تتحرك كل الأجهزة لا سيما القضائية والسياسية والأمنية لوضع حد لمأساة تكاد تغلب قساوة حكاياتها على الموت السوري اليومي؟.

المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، علق في حديث خاص للـ LBCI على مأساة الصويري، متعهدا بملاحقة المهربين، وداعيا كل النازحين إلى التقدم من مراكز الأمن العام بتسوية أوضاعهم، فالأمر متاح لهم بكل سهولة وهو السبيل الوحيد كي لا يخسروا حياتهم.

اللواء ابراهيم تحدث كذلك عن ما بات يعرف بفرقة dark caracal، المرتبطة بالأمن العام وباختراقات أجهزة الخليوي، قائلا: "نملك كل ما من شأنه حماية لبنان".

وسط كل هذه الأجواء، أضف اليها اشتباك الأقدمية وكباش الانتخابات، علمت الـ LBCI ان تحضيرات لتحركات شعبية، تتم للتوجه في الساعات المقبلة إلى أمام دور السينما لمنع عرض فيلم the post الذي تحدث عنه السيد نصر الله بالأمس، فمتى سيعي المعنيون ان ثقافة المنع أسقطها الزمن والانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي؟.

وأما المطلوب اليوم، فالتمسك بحرية الاختيار الفردي بين حضور الفيلم أو مقاطعته، وما على الفريق المعترض سوى العمل على اقناع الآخرين بوجوب مقاطعة الفيلم، ليصبح القرار فعل قناعة فردية، لا فعل فرض جماعي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

البحر يغدر بهم والبر يجمد عروقهم، نازحو سوريا أين المفر؟.

لا مأساة تضاهي جروحهم، وهم الشعب الذي توجهت صوبه كل أنواع الأسلحة إلى أن قضى بعضهم بسلاح أبيض يتخذ من الثلج لونا له. كل المعابر، كل المفارق ونقاط الحدود الشرعية منها وغير الشرعية باتت تحفظ حكاياهم وتشردهم. بحر المتوسط ضم بعضهم إلى ملحه، والأراضي البرية الفاصلة أهلكت بعضهم الآخر، فيما تاجر المهربون برحلة تنقلهم ووعدوهم بوطن آمن.

وعند الصويري اللبنانية، كان المشهد أكثر قسوة من بين ثماني سنوات حرب، حيث الأجساد الممددة بلا نبض انهزمت في معركة مع جنرال أبيض، يلاعب الأولاد في الأعالي ويقتلهم بالسلاح نفسه. 14 جثة كانوا حصيلة ليالي التهريب، لكن الأخطر أن المنافذ لا تزال مفتوحة، وتجار البشر مستمرون في رحلاتهم، والدولة تنأى بنفسها عن ملف بحجم دولتين.

على بر الأمن، تقدم آخر لشعبة المعلومات التي تمكنت من تحديد هويات منفذي تفجير صيدا قبل أسبوع من اليوم. ولدى التثبت من الأسماء وأدوارهم، أجرى الرئيس سعد الحريري اتصالات مكثفة مع تركيا التي لجأ إليها أحد المنفذين، وجرى التوصل إلى اتفاق على تسليمه للبنان. والنتائج التي توصلت إليها شعبة المعلومات قادت الى ضلوع الموساد الإسرائيلي في محاولة اغتيال القيادي في "حماس" محمد حمدان.

وتركيا المتعاونة لبنانيا، منهمكة سوريا في حرب رسمت حولها علامات استفهام عن المؤيدين والمعارضين لمعركتها في عبرين. فقد أعلنت أنقرة وللمرة الأولى أنها أبلغت دمشق إطلاق عملية "غصن الزيتون" في عفرين، لكن روسيا أعلنت أنها ستتوجه إلى مجلس الأمن للمطالبة بوقف المعركة، وأعادت في الوقت نفسه تموضع قواتها التي كانت في عفرين شمالي سوريا.

وفي مقابل نار تركيا على الشمال، كان الجيش السوري يحكم السيطرة الكاملة على أبو الظهور، وينشىء محطة انطلاق متقدمة وإستراتيجية للعبور نحو دولة إدلب.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية
هل حزب الله هو من نصح التيار الوطني بتصحيح العلاقة مع القوات

20 كانون الثاني/18/كشف مرجع قيادي مسيحي لصحيفة "السياسة الكويتية"، أن حزب الله هو الذي نصح قيادة التيار الوطني الحر بالمبادرة إلى إعادة ترميم العلاقة المتأزمة مع القوات اللبنانية، أقله في مرحلة الانتخابات النيابية المقبلة، وتشجيع التيار لتجديد تحالفه مع القوات لخوض الانتخابات سوياً، على غرار التحالف القائم بين حزب الله وحركة أمل، وذلك لكسب المزيد من المقاعد النيابية، باعتبار أن الحزب يضمن لهم أن تصب أصوات كل مناصريه وحلفائه لمصلحتهم، وخاصة أصوات الشيعة في جبيل وكسروان، لأنه غير قادر على التدخل لدعمهم إلا بهذه الطريقة، فهو من جهة يريد أن يضع يده على البلد بعد الانتخابات، ومن جهة ثانية لديه ظروفه وحساباته الخاصة به، ويبقى عليهم أن يتدبروا أمورهم بهذه الطريقة، وإلا ستكون خسارتهم مدوية إذا ما اعتمدوا فقط على تحالفهم مع تيار المستقبل، لأن شعبيته إلى تراجع، وهذا التراجع قد ينعكس سلباً عليهم.

وكشف، أن رئيس القوات سمير جعجع، حمّل النائب كنعان أثناء لقائه به، عتباً شديد اللهجة ضد قيادة التيار لتغافلها المتعمد لورقة التفاهم ومحاولاتها المتكررة القفز فوقها، فكان أن وعد كنعان جعجع، بإزالة كل الرواسب العالقة وإعادة الحرارة إلى هذا التفاهم لحمايته وتحصينه.

وأكد، أن جعجع لا يمكن أن يسلم بعد اليوم بالبيانات والتصريحات الإنشائية، بل سيتعامل مع التيار من خلال ستراتيجية جديدة محورها "المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين"، وهو سيكون شديد التحفظ بشأن التحالفات الانتخابية مع التيار بشكل خاص على عكس باقي القوى السياسية.

 

اختراق أمني ينقذ لبنان من هجمات حضّر لها «داعش» والمشنوق كشف عن تفاصيل تجنيد قيادي في التنظيم الإرهابي

بيروت: «الشرق الأوسط» /20 كانون الثاني 2018/أعلن وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق عن إحباط مخطط لتنظيم داعش كان يستهدف مقرات رسمية ومراكز عبادة. وتحدث المشنوق أمس عن عملية «لبنان الآمن» التي قامت بها شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي عبر تجنيد قيادي في تنظيم داعش بعد إلقاء القبض عليه في يونيو (حزيران) الماضي وتم تشغيله بعدها لمدة خمسة أشهر، ما حال دون حصول أي عملية كانت تستهدف أماكن عبادة ومقرات رسمية خاصة في فترة الأعياد الأخيرة. وقال المشنوق في مؤتمر صحافي إن «الرسالة من وراء الإعلان عن هذه العملية أن لبنان آمن، والتأكيد للبنانيين والعرب خصوصا الذين لديهم تخوف من المجيء إلى لبنان من أن هناك قدرة أمنية فاعلة وعالية وأن الوضع الأمني ممسوك في لبنان». واستشهد الوزير المشنوق بكلام القيادي الذي تم تجنيده ويدعى «أبو جعفر العراقي»، بقوله «إن العمل في لبنان صفر» معتبرا ذلك دليلاً على فاعلية «الاستنفار الدائم لكل القوى والأجهزة الاستخبارية اللبنانية سواء في الجيش أو الأمن العام أو شعبة المعلومات». ووصف المشنوق العملية بـ«أنها ترتدي أعلى مستوى لأي جهاز استعلامي في العالم العربي»، مقدرا «المهنية العالية التي تتمتع بها هذه الشعبة وتضعها في مصاف أكبر الأجهزة الأمنية في العالم».

ورأى الخبير العسكري والعميد المتقاعد خليل الحلو، أن أهمية هذه العملية تكمن في أنها نقلت لبنان من محاربة الإرهاب عبر العمليات العسكرية إلى المعركة المخابراتية عبر خرق التنظيم وتجنيد أحد قيادييه. وأكد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «العملية هي إنجاز نوعي في حد ذاتها وتؤكد أن الأجهزة الأمنية اللبنانية قادرة على حماية لبنان وحدها رغم تشكيك البعض، من دون أن يعني ذلك أن لبنان أصبح بمنأى بشكل نهائي عن الإرهاب كما هو الحال في كل بلدان العالم». وإضافة إلى عمليات ملاحقة العناصر الإرهابية المستمرة التي تم بموجبها توقيف المئات منهم في السنوات الأخيرة، كان لبنان خاض معركة «فجر الجرود» وحقّق انتصارا ضد تنظيم داعش في الصيف الماضي، في جرود بلدتي رأس بعلبك والقاع، رغم أنها انتهت بإبرام صفقة بين التنظيم و«حزب الله» والنظام السوري قضت بخروج عناصره من الجهة اللبنانية إلى منطقة دير الزور السورية. وشرح المشنوق: «بعد الانفجارات التي شهدها لبنان وبعد انفجار برج البراجنة تحديدا، (عام 2015) درست شعبة المعلومات خريطة جديدة للسير عليها واعتمادها لمواجهة العمليات الإرهابية. وحصل تعاون بين شعبة المعلومات ومخابرات الجيش فيما عرف بالعملية الشهيرة في (مقهى الكوستا) يناير (كانون الثاني) 2017، كما جرى تعاون بين الشعبة والأمن العام وأحبطا عملا إرهابيا كبيرا». وأوضح أن «ما يميز عملية لبنان الآمن» أنه وبعد دراسة الخريطة التي يعتمد عليها تنظيم داعش الإرهابي ودراسة احتمالات الأساليب الجديدة التي يمكن أن يستند إليها، وصلت الشعبة إلى استنتاج أنه لا بد أن يكون في لبنان قيادة نائمة للتنظيم وليس خلايا فقط، وهي قادرة على التجنيد والعمل والتفجير في أماكن عامة وفي مقرات رسمية. وقد ثبت صحة هذا الاستنتاج لأنه في شهر يونيو 2017 ألقي القبض على «أبو جعفر العراقي» وبشكل سري يقيم في لبنان. وأضاف المشنوق: «بعد إلقاء القبض على القيادي تم تشغيله لصالح شعبة المعلومات لمدة 5 أشهر من دون معرفة قيادة التنظيم أنه موقوف لدى الشعبة، كما تم التواصل مع مصدر متطوع يتصل به يوميا واستأجر له منزلا في الجبل، جهز بكل وسائل المراقبة. وكانت النتيجة أنه تم كشف كل العمليات التي كان بالإمكان تنفيذها خلال 5 أشهر وذلك من دون أن يعرف أحد من قيادة التنظيم أو عائلته حقيقة وضعه حيث كان يحادثهم بشكل طبيعي ووفق التعليمات الموضوعة، خصوصا بعد الخسارة التي مني بها التنظيم في العراق وسوريا. ورغم مقتل مسؤول الملف اللبناني في التنظيم بقي الأخير يستعمل وسائل اتصالاته عينها». وأكد المشنوق أن «هذا الإنجاز هو من العمليات النادرة التي قامت بها الشعبة لتجنيد موقوف واستخدامه معلوماتيا، وكشف مخططات كانت ستحصل خلال فترة الأعياد الماضية في أماكن العبادة ومقرات رسمية. وتحجج الموقوف لتنظيمه بأنه لا يمكنه تنفيذ أي عملية بحجة الإجراءات الأمنية والعسكرية المفروضة من قبل الدولة اللبنانية».

 

خليل ينتظر"القوات": ربَّ السماوات وحده يمنعني من خوض المعركة

"الجمهورية" /20 كانون الثاني 2018/لم يغِب الشأن الانتخابي عن أروقة بعبدا، فقد التقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أمس نائبَي كسروان، يوسف خليل وجيلبيرت زوين. وقال خليل، لـ"الجمهورية"، إنّ "الجلسة مع الرئيس عون تطرّقت الى ملفات عدّة أبرزها الانتخابات النيابية في كسروان، وقال لي الرئيس بطريقة غير مباشرة إنّني لن أكون على لائحة "التيار الوطني الحرّ" في كسروان لأنّ البعض يريد التغيير، مع أنّني شرحتُ له ما قمتُ به من جهد استثنائي لخدمة الكسروانيين، لكن يبدو أنّ القرار قد اتُّخِذ". وأكّد خليل أنه سيخوض الانتخابات، مشدّداً على أنّ "ربَّ السماوات وحده يمنعني من خوضها"، وقال: "بالنسبة الى التحالفات فقد تفاهمتُ مع "القوات اللبنانية" وأنتظر جوابَها، لكنّ الشيء الوحيد الأكيد أنْ لا تراجُع عن المعركة، والجميع يعرف حيثيتي وقوّتي ولن أفرّطَ بها".

 

خالد الضاهر: سأتحالف مع ريفي و“المستقبل” تراجع في عكار

السياسة الكويتية/21 كانون الثاني/18/أكد نائب عكار خالد الضاهر، أنه سيخوض المعركة الانتخابية على أساس احترام البلد وأهله وكرامتهم. وقال لـ”السياسة”، “لطالما كنت مع المناضلين والرافضين لهيمنة السلطة الغاشمة التي كانت أيام المخابرات السورية، والتي هي اليوم متمثلة بالحرس الثوري الإيراني وأتباعه، ولذلك أعلنت أنني سأخوض الانتخابات في عكار وكل لبنان، مع الطيبين الذين يسيرون معنا في الخط السياسي الوطني الرافض لهيمنة سلاح حزب الله والمشروع الإيراني والمتمسك بلبنان واستقلاله وسيادته، بالتوازي مع التمسك بالعلاقة الوثيقة مع الأمة العربية والسعودية بالذات”، كاشفاً أنه في خط واحد في السياسة مع الوزير السابق اللواء أشرف ريفي، وقد “التقينا مرات عدة، كان آخرها في منزلي، ونحن متفقون مبدئياً على خوض الانتخابات جنباً إلى جنب، وسنتعاون مع كل السياسيين في البلد الرافضين للمشروع الفارسي وللسلاح غير الشرعي”. وأشار إلى أن “العكاريين سيختارون من يثقون بهم وبتاريخهم ونضالهم وتوجهاتهم الواضحة”، مشيراً إلى أن “تيار “المستقبل” وباعتراف قيادييه، تراجع كثيراً في عكار، وبالتالي “فإنني أعتقد أنه لن ينال نصف ما كان عنده من النواب”. وانتقد رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل بعنف، متهماً إياه بأنه ومن خلال ما قاله خلال زيارته الأخيرة إلى عكار، “أراد التغطية على ممارسات السفيرين السوري والإيراني في لبنان، بهدف حرف الأمور عن مسارها، بعدما أمعن السفيران في إهانة الدستور اللبناني والمؤسسات الشرعية”، مشدداً على أنه “كان على باسيل أن يثور لكرامة لبنان في وجه التدخلات الإيرانية والسورية، بدلا من أن يطلق كلاماً يسيء إلى لبنان”. كما اتهم نائب عكار رئيس “الوطني الحر” ونواب حزبه، بحرمان عكار من مائة مليون دولار لصالح طريق أساسي في الشمال، “وهم الذين حرموا هذه المنطقة من السدود ومارسوا أعمالاً فئوية لصالح منطقة دون أخرى، فيأتي هذا الوزير ويتحدث عن التنمية، كأنه يريد الهيمنة على عكار وهذا ما نرفضه”، مؤكداً أن علاقة باسيل بالسعودية سلبية، بعدما أخذ خيار العداء، وفي كلامه دائماً إساءة لها.

 

لا صوت يعلو فوق الإنتخابات في البلاد

"الراي الكويتية"/20 كانون الثاني 2018/يدخل لبنان مع الأسبوع الطالع وبخطى متباطئة المدار الساخن للانتخابات النيابية المقررة في 6 أيار المقبل، رغم استمرار الشكوك "الخفية" في إمكان إجراء هذا الاستحقاق في موعده، ربْطاً بـ "قطب مخفية" داخلية أو رغبات خارجية أو انطلاقاً من التحسب لمفاجآت متّصلة بالواقع الإقليمي المتحرّك. وتتزايد في بيروت التوقعات بارتفاع وتيرة التشنجات السياسية في انعكاسٍ لحماوة المعارك الانتخابية وإنضاج تحالفاتها على الساخن في الطريق إلى الاستحقاق المنتظر، وهو المحطة المفصلية التي ترتسم في ضوء نتائجها التوازنات داخل السلطة.

وشكلت المواجهة الشرسة بين رئيسي الجمهورية ميشال عون والبرلمان نبيه بري حول ما عُرف بـ "مرسوم الأقدمية" نموذجاً لما يمكن أن تكون عليه المنازلات السياسية في المدة الفاصلة عن الانتخابات، إما بهدف عمليات إرهاق متبادلة قبل الوصول إلى صناديق الاقتراع وإما بغية شدّ العصَب الشعبي.

وبدا أن معركة "المرسوم" تتجه نحو "تنويمٍ" مرحلي بعدما قطع عون الطريق على أي مساومات في شأنه، من دون أن يعني ذلك فكّ الاشتباك بين الرئاستين، وخصوصاً في ضوء إمساك وزير المال المحسوب على بري بالقدرة "التعطيلية" في إطار الردّ، وهو ما برز حين لم يشأ توقيع مرسوم الترقيات وأعاده إلى وزارة الدفاع. ورغم ان كلاماً كبيراً يقال عن الأهداف "المبيتة" جراء "حرب المرسوم" كالسعي إلى محاصرة بري الذي لن يعطيه التيار الوطني الحر أصواته في انتخابات رئاسة البرلمان بعد الانتخابات، فإن الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله، الذي تجنب الحديث عن الأزمة بين حليفيه شدّد على الوقوف ضدّ عزل أحد أو كسر أحد. وكان لافتاً أن نصرالله أثار في إطلالته قرار إسرائيل بإقامة جدار على الحدود مع لبنان يمرّ في النقاط الـ13 المتنازع عليها، داعياً الدولة اللبنانية إلى عدم السماح لإسرائيل بفرض أمر واقع جديد على الحدود. ورغم أن قائد قوة "اليونيفيل" العاملة في جنوب لبنان مايكل بيري أبلغ ظهراً بري ان إسرائيل قررت وقف بناء الجدار، كان لافتاً أن نصرالله تعمد "ربْط نزاع" مع إسرائيل في مسألتين وبلغة تحذيرية، هما:

كيفية التعاطي مع القرار الإسرائيلي في بناء الجدار فوق المناطق المتنازَع عليها.

• التطور الخطير "الذي لا يمكن السكوت عليه" والمتمثل في الدلائل على تورط اسرائيل في محاولة اغتيال القيادي الأمني في "حماس" محمد حمدان في صيدا أخيراً.

 

حقيقة قانون الانتخاب تفاجئ واضعيـه وطبيعتُه تفرض تحالفات هجينـة ومعطيات كثيرة تغيرت سياسيا ما بين صدوره والمراحل التنفيذية لتطبيقه

المركزية/20 كانون الثاني/18/ يعتقد خبراء في قانون الانتخاب ان رصد الحراك السياسي الدائر في البلاد من اجل مقاربة الانتخابات النيابية المقبلة سيؤدي حتما الى اشكال واطر جديدة من التحالفات التي لا يمكن تبريرها باي شكل من الأشكال. وخصوصا إذا اصر اللبنانيون على النظر اليها وتقويمها قياسا على ما كانت عليه من التزام بكمّ من الثوابت السياسية والحزبية والوطنية التي تحكمت بالفترة السابقة التي رافقت وتلت انتخابات العامين 2005 و2009 . وقال احدهم ان القانون الجديد وحجم التناقضات التي بني عليها سيفرض نماذج من "التحالفات الهجينة" التي تسببت المعطيات التي تحاكي القانون الانتخابي الجديد في شكله ومضمونه ووفق الآلية الإنتخابية التي قال بها في مختلف المراحل. وهي محطات تبدأ بكيفية تركيب اللوائح الانتخابية على مستوى الدوائر الإنتخابية وفق تقسيماتها غير العادلة وغير المنصفة والتي تمت هندستها في مطابخ لا يعترف بها اي من القوى التي اكتشفت لاحقا ما يكفي من "القطب المخفية" والمفاجآت في اولى عمليات المحاكاة لها. وقد ظهر ذلك عندما اجرى عدد من الشركات الإحصائية اكثر من محاكاة لمزاج الرأي العام وصولا الى آلية احتساب "العتبة الإنتخابية" ومنها الى كيفية التعاطي مع نتائج "الصوت التفضيلي" الذي سيأتي في بعض الدوائر الإنتخابية بالكثير من المفاجآت.

وفي المعطيات التي استند اليها الخبير الإنتخابي، كلام قد لا يرضي الكثيرين من المتعاطين في التحضيرات الإنتخابية ولا سيما اصحاب الإحصاءات والدراسات التي اجريت قبل فهم الناس لبعض القواعد التي كرسها القانون الجديد والتي بقيت غافلة على كثر من المتعاطين معه فانجرفوا بإرادة او بغير إرادة الى تسجيل المواقف والنتائج التي ظهر لاحقا انها وهمية ومخيبة وخصوصا عندما استندت الى موازين قوى سقط معظمها. وفي التفاصيل والخطوط العريضة توقف الخبير، عبر "المركزية"، عند عدد من الملاحظات التي بنيت عليها المواقف الأولى التي رحبت بالقانون الجديد قبل ان "ينقلب السحر على الساحر" عند ولوج مرحلة التحضيرات الإنتخابية حيث تبدلت المعطيات ومعها الأولويات. وعلى سبيل المثال لا الحصر يمكن التوقف عند البعض منها:

- أخطأت القيادات السياسية والحزبية التي عملت على توليد قانون الإنتخاب الجديد عندما استندت الى المعطيات الإحصائية التي بنيت على نتائج انتخابات العام 2009 والتي لم تلحظ التغيرات السياسية المحتملة التي انتجتها الأحداث الفاصلة بين ولادة القانون واقتراب المراحل التنفيذية.

- بنيت المعطيات الإنتخابية على تحالفات ثبت انها مستحيلة في الكثير من الدوائر الإنتخابية، فوجد الحلفاء انهم في خنادق متناقضة ومختلفة لا يمكن ان تجمعهم الآلية الإنتخابية وقواعدها التي كرسها القانون الجديد هذا فضلا عن السباق الذي فرضه الصوت التفضيلي من ضمن تركيبة اللائحة الداخلية.

- لم تأخذ المواقف التي رحبت بالقانون وبنت عليه الكثير من الأحلام، باحتمال تبدل المزاج الشعبي في المجتمعات الطائفية والسياسية المختلفة في أكثر من دائرة باستثناء المزاج الشيعي الذي قادته المعطيات التي قال بها القانون الجديد الى المزيد من التصلب والتشدد لحماية الثنائية الشيعية أيا كان الثمن.

- سقوط التحالفات الرباعية والخماسية رغم الجهود التي بذلت لتركيبها مرة جديدة كما حصل في اعقاب انتخابات الـ2005 و2009 وهو ما انعكس مسلسلا من المفاجآت غير السارة على قادة الماكينات الإنتخابية كافة ما عدا تلك التي ترسم خريطة الطريق الى تعزيز الثنائية الشيعية.

- الحديث المتمادي عن قدرات المجتمع المدني وموجات الرفض الشبابية للكثير من الملفات التي يمكن ان تقلب المعادلات في اي لحظة بعدما ثبت ان تركيبة واسعة من هذا المجتمع ما هي إلا صنيعة الأكثريات الطائفية والمذهبية التي أستخدمته في مرحلة من المراحل كـ"العملة" بوجهيها بدليل عجزه عن توحيد البرامج واللوائح الإنتخابية وفاض عديد المرشحين من بينهم كل اللوائح الإنتخابية الأخرى الى اي جهة انتمت عدا عن فقدان آليات التنسيق التي بشرت بها التظاهرات الإحتجاجية فاعتقد البعض ان ما حشدوه في الساحات كان حجما طبيعيا وصادقا يمكن الرهان عليه في اي وقت لإحداث تغيير ما. واستطرد الخبير: بالإضافة الى ما تقدم من معطيات لا توحي بالتفاؤل في امكان التغيير في الإنتخابات المقبلة، فما ان اقتربت العملية الإنتخابية من مراحلها التنفيذية حتى فرزت المواقف من جديد وأسقطت التطورات الأخيرة في الداخل والمنطقة الكثير مما كان مأمولا به من تحالفات وعززت الشروخات بين ابناء الصف الواحد.

وعليه، انتهى الخبير الى التحذير من حجم المخاوف من آثار الإنقسام على الساحتين المسيحية والسنية وما خلفته الخروقات السياسية على ساحتها في مواجهة الثنائية الشيعية التي تعززت اكثر من اي وقت مضى. وكل ذلك متوقع في ضوء ما آلت اليه نتائج إحدى الدراسات التي ضمنت للثنائي الشيعي الثلث المعطل في ساحة النجمة. وهو ما عزز المخاوف من مفاجآت شبيهة بتلك التي آل اليها القانون الجديد معطوفا على التحذير من انقلاب محتمل في البلاد ينعكس سلبا على دور ووجه لبنان المنفتح على العالم، وقيادته الى مرحلة صدامية مع المجتمع العربي وجزء من المجتمع الغربي وطغيان منطق العددية على التعددية.

 

مساعي فض الكباش الرئاسي مستمرة رغم الصعوبات والاستراحة الوزراية فرصة للتهدئة

بري يصعّد في وجه "التيار" لإبقاء جبهة "رفض التعديل" متراصّة قبل اجتماع "اللجنة" الاثنين

باسيل يغيب عن جدّة تفاديا للإحراج.. عملية "عفرين" تنطلق .. وبنس يجول في المنطقـة

المركزية/20 كانون الثاني/18/الانجازات التي تسطّرها الاجهزة الامنية والعسكرية اللبنانية، والتي سُجّل آخر فصولها أمس، أكان عبر التعرّف الى منفّذي تفجير صيدا الذي استهدف كادر "حماس" محمد حمدان الاحد الماضي، أو عبر الاعلان عن إحباط شعبة المعلومات، بحرفية عالية، مخططات ارهابية كان ينوي "داعش" تنفيذها في لبنان، على أهمّيتها، تبدو عاجزة عن زرع الراحة والطمأنينة في نفوس للبنانيين. فالكباش السياسي الحاد الذي تشهده الساحة السياسية، والذي بلغ في الايام القليلة الماضية سقوفا عالية جدا، لم تعد تداعياته محصورة بتعزيز الصلاحيات والمشاركة في القرارات وتثبيت المواقع، بل باتت تتهدّد الاستحقاق اللبناني الأبرز المنتظر من الداخل والخارج، وعنَينا الانتخابات النيابية المقررة في أيار 2018.

بري يصرّ: ومع ان القوى السياسية كلّها تؤكد انها مع اجراء الاستحقاق في موعده، وقد بدأت ماكيناتها بالفعل تعمل لاستنهاض قواعدها ونسج التحالفات، و"كأن الانتخابات حاصلة غدا"، فإن رئيس مجلس النواب نبيه بري يبدو مصرا على ان ثمة من يعمل لتطيير الاستحقاق وقد كرر موقفه هذا في الساعات الماضية، موجّها التهمة هذه "الى دولتين"، والى أطراف محلية أيضا، غامزا من قناة التيار الوطني الحر الذي يطالب بادخال تعديلات الى قانون الانتخاب، تراها عين التنية مقدّمة لتأجيل الانتخابات او اطاحتها. وقد بدا لافتا، وفق ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ"المركزية" أن مواقف بري اتت ساعات قليلة بعيد اطلالة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، التي قال فيها "لا اعتقد ان احدا من القوى يريد تطيير او تأجيل الانتخابات. وأظن ان الجميع يريد انتخابات في موعدها".

إبقاء "الجبهة" جاهزة: وفي السياق، تعتبر المصادر ان كلام رئيس المجلس يأتي في إطار المواجهة المحمومة المفتوحة بينه وبين الرئاسة الاولى. أما الهدف المباشر منه، فهو ابقاء "الجبهة" الرافضة للتعديلات، والتي باتت تضمّه ومعظم قوى 8 آذار والحزب التقدمي الاشتراكي، على أعلى جاهزية، للتصدي لمشروع وزير الخارجية جبران باسيل تعديل مهلة تسجيل المغتربين الراغبين في المشاركة في الانتخابات النيابية، والذي يُفترض ان يطرح الاثنين المقبل في اجتماع اللجنة الوزارية المختصة بمتابعة كيفية تطبيق قانون الانتخاب، بعد ان سحب الرئيس سعد الحريري "فتيله" عن طاولة مجلس الوزراء الخميس الماضي، منعا لانفجاره حكوميا.

مصير الاصلاحات: وفي وقت تتوقع ان يكون الاجتماع المنتظر "ساخنا" في ظل تمسّك التيار الوطني الحر بالاصلاحات الانتخابية وبتمديد مهلة تسجيل المغتربين، تقول المصادر ان هذه المطالب من المستبعد ان تُكتب لها الحياة، ومن المرجّح ان تسقط نهائيا كلما اقترب موعد الاستحقاق ودقّ جرس المهل الزمنية الممهدة له، وأقربها موعد دعوة الهيئات الناخبة في 5 شباط المقبل.

مساع صعبة: أما على صعيد القضية "الأم" للاشتباك المتوالي فصولا بين الرئاستين الاولى والثانية، أي مرسوم الاقدمية لضباط دورة العام 1994، فالطرفان على مواقفهما، ما يعقّد وساطات التسوية التي يعمل عليها أكثر من طرف وعلى رأسهم الرئيس الحريري ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط عبر النائب وائل ابو فاعور، وأيضا حزب الله. ومع ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وفق المصادر، يرفض اي مخارج ويتمسّك بالاحتكام الى القضاء، في حين يقول رئيس المجلس ان لا حل الا بدمج مرسومي الترقية والاقدمية في مرسوم واحد يحمل تواقيع كل الوزراء المختصين الى توقيعي عون والحريري، فإن مساعي "فَعَلة الخير" ستستمر في قابل الايام، ولو بصعوبة، لمحاولة ايجاد اتفاق وسطي لفض الاشكال، ومنعه من الاستمرار الى ما بعد الانتخابات النيابية.

الحريري الى دافوس: أما في يوميات الاسبوع الطالع، فمن المقرر ان يغادر رئيس الحكومة في 23 كانون الثاني الجاري، بيروت، متوجّها الى دافوس السويسرية، للمشاركة في جلسات المنتدى الاقتصادي العالمي على رأس وفد يضم نائب رئيس الوزراء غسان حاصباني ووزير الخارجية جبران باسيل ووزير الاقتصاد رائد خوري الى عدد من المستشارين. ومن المقرر ان يلتقي الحريري والوفد المرافق عددا من مسؤولي المنظمات الدولية المالية والعاملة في مجال التنمية، حيث ستكون مناسبة لحضّهم على الاستثمار في لبنان وعلى المشاركة في مؤتمرات الدعم المقررة في الاشهر المقبلة لمساندته، عسكريا وماليا وانسانيا. وعليه، فإن اي جلسة لمجلس الوزراء لن تعقد الاسبوع المقبل بسبب غياب الرئيس الحريري، وقد تشكل هذه "الاستراحة"، بحسب المصادر، فرصة لمزيد من الاتصالات بين القوى السياسية بما يساعد في تنفيس الاحتقان السائد حاليا.

في البيت الابيض: دبلوماسيا، وصل الى العاصمة الاميركية فجرا السفير اللبناني المعين لدى واشنطن غبريال عيسى، ليتسلم مهامه رسميا على رأس السفارة اللبنانية. وعلمت "المركزية" ان عيسى سيقدم اوراق اعتماده الى الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الابيض الخميس المقبل.

اجتماع جدّة: على صعيد آخر، تتجه الانظار الى الاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب الذي يعقد غدا في جدة، لبحث مسألة الصواريخ البالستية التي يُطلقها الحوثيون على السعودية. وفي وقت توقعت مصادر دبلوماسية عربية عبر "المركزية" أن يكون "البيان الذي سيصدر عنه شديد اللهجة ازاء الانتهاكات المتكررة لميليشيات الحوثي على اراضي المملكة العربية السعودية"، واستبعدت ان "يأتي على ذكر "حزب الله"، فإن لبنان يبدو قرر تفادي اي إحراج قد يتعرض له في الاجتماع العتيد، فقرر المشاركة فيه عبر مندوبه في الجامعة العربية السفير عبد الستار عيسى، لا عبر وزير خارجيته. وكانت الدفاعات الجوية السعودية اعترضت اليوم، صاروخاً باليستياً أطلقه الحوثيون على نجران في المملكة.

قضية القدس: اقليميا أيضا، تحضر قضية القدس الاثنين، في بلجيكا حيث يشارك الرئيس الفلسطيني محمود عباس في اللقاء الشهري لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي، وفي فرنسا التي يزورها الامين العام لجامعة الدول العربية احمد أبو الغيط. كما يتصدر ملف القدس خصوصا وعملية السلام في الشرق الاوسط عموما، اهتمامات نائب الرئيس الأميركي مايك بنس الذي وصل الى الشرق الاوسط اليوم في زيارة استهلها في مصر، ستشمل ايضا الأردن وتل أبيب، تستمر حتى 23 كانون الثاني الجاري.

عملية عفرين: أما في سوريا، وقبيل جولة المفاوضات المرتقبة في فيينا في 25 و26 كانون الثاني الجاري، فالتصعيد الميداني مستمر أكان في ريف ادلب حيث سيطر النظام وحلفاؤه اليوم على مطار ابو الظهور العسكري، او على الجبهة الشمالية مع تركيا. اذ اعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان اليوم ان انقرة "بدأت عمليا" هجوما لطرد المقاتلين الاكراد من بلدة عفرين السورية. وقال "عملية عفرين بدأت عمليا على الارض ومنبج ستكون التالية". الا انه اشار الى "اننا لا نتبنى أدنى توجه سلبي إزاء وحدة الأراضي السورية ومستقبلها المستقل والمزدهر والمطالب الديمقراطية لشعبها". في الموازاة، أكد مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا "عقد مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي في 29 و30 الجاري وأن الإتفاق على قوائم المشاركين فيه تم وسيتم إرسال الدعوات"، مشيرا الى ان "القوات الأميركية يجب أن لا تبقى على الأراضي السورية من دون موافقة الحكومة السورية".

إخفاق عراقي: عراقيا، وفي وقت فشل البرلمان مجددا اليوم في تحديد موعد للانتخابات النيابية، وقد أرجأ مباحثاته في هذه القضية الى جلسة يعقدها الاثنين المقبل، لم تستبعد مصادر دبلوماسية عبر "المركزية" امكانية أن يكون الهدف من هذا "التخبّط"، الوصول الى إرجاء الاستحقاقات الانتخابية كلّها التي يفترض ان تشهدها دول المنطقة، ومنها لبنان والعراق، الى ما بعد جلاء صورة وطبيعة التسوية الكبرى المقبلة الى الشرق الاوسط.

 

عيسى يقدم أوراق إعتماده الى ترامب الخميس

المركزية/20 كانون الثاني/18/ وصل الى العاصمة الاميركية فجر اليوم بتوقيت بيروت السفير اللبناني المعين لدى واشنطن غبريال عيسى، ليتسلم مهامه رسميا على رأس السفارة اللبنانية، بعد شغور دام لعام ونيف بفعل احالة السفير السلف انطوان شديد الى التقاعد العام ٢٠١٦ والذي خدم سفيرا لدى الولايات المتحدة لتسع سنوات. وفي هذا الإطار، أفاد مصدر ديبلوماسي "المركزية" ان عيسى سيقدم اوراق اعتماده الى الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الابيض الخميس المقبل بعد تخليه عن جنسيته الاميركية التي اكتسبها خلال اقامته الطويلة في الولايات المتحدة والتي تعود الى ثلاثة عقود ونصف عقد.

ولفت المصدر الى ان عيسى منتسب الى التيار "الوطني الحر" ويُعد من اكبر مناصريه، ليس بعيدا من العمل السياسي في الولايات المتحدة وتربطه علاقات واسعة النطاق مع مسؤولين من الحزبين الجمهوري والديموقراطي على حد سواء.

 

عوائق لقاء الحريري- جعجع أزيلت لكن... "بعـد بكير" والقوات تطمح إلى تحالف خماسي" سياسي... لا انتخابياً

المركزية/20 كانون الثاني/18/على مسافة أقل من 4 شهور على الاستحقاق الانتخابي الذي طال انتظاره في الأوساط السياسية كما الشعبية، لا يزال "التريث يطبع الحركة ذات الطابع الانتخابي لدى مختلف القوى والأحزاب، الغارقة على ما يبدو، في قراءة متأنية لموجبات النسبية التي يخوضون غمارها للمرة الأولى، مع كل ما يعنيه ذلك من ترو في نسج التحالفات، ما يدفع بعض المراقبين إلى ترجيح فرضية "تعامل الأحزاب "على القطعة" مع المشهد الانتخابي، بعيدا من التحالفات الموسعة. وفي انتظار اكتمال الصورة الانتخابية، انبرى لاعبو الداخل على اختلافهم، إلى إطلاق حوارات مع خصومهم لتصحيح مسار العلاقات في ما بينهم، وإن كان ذلك لا يعني حكما أن هذه الجلسات الحوارية ستنتهي إلى تقارب انتخابي. وتدرج مصادر سياسية مطلعة عبر "المركزية" اللقاءات المكوكية على خط معراب- بيت الوسط، والتي كان لقاء بين وزير الاعلام، ووزير الثقافة غطاس خوري أمس، في هذا السياق. وعلى رغم تكتم الطرفين على أجواء الاجتماع، فإن المصادر تعتبره خطوة إضافية على طريق ترميم العلاقات بين الحليفين التقليديين، مشيرة إلى أن "هذه العلاقة تتجه إلى التحسين، والصورة في هذا الاطار جيدة. وفي السياق، تكشف مصادر القوات عبر "المركزية" أن البحث بات اليوم يتركّز على إعادة توحيد الرؤية الوطنية السياسية، وكيفية تر جمتها على أرض الواقع السياسي، مشيرة إلى أن المجتمعين لم يغوصوا في دهاليز التحالفات الانتخابية، وإن كانوا أثاروا ملف الاستحقاق من باب التأكيد على أهمية إجرائه، وفقا للقانون الجديد، وتأكيد أهمية العلاقة لتأمين التوازنات.  وتبدو المصادر متفائلة لجهة كون اجتماع أمس قد أزال الحواجز التي منعت طويلا لقاء رئيس الحكومة سعد الحريري مع رئيس حزب القوات سمير جعجع، لوضع النقاط على حروف الخلاف الذي خلفته استقالة الحريري، وإن كانت تؤكد في الوقت عينه أن من المبكر تحديد موعد لهذا اللقاء. وكما مع المستقبل، كذلك مع الكتائب، حيث عاد التواصل بين الطرفين، بعدما "استجاب الكتائبيون" على حد قول رئيس الحزب النائب سامي الجميل لما سماها "إشارات" عدم رضى عن المشهد الحكومي أرسلتها معراب. غير أن هذا لا ينفي أن الصيفي لا تزال تنتظر من حليفتها التقليدية "تحديد موقف واضح من العلاقة مع السلطة"، في وجهة نظر لا تلتقي عليها القوات مع الجميل. ذلك أن الأوساط القواتية تؤكد أن "لا مشكلة لدينا مع الجميل، ونحن حريصون على التواصل مع كل القوى السياسية، ونحن لا نقيس الأمور من باب فرز المشهد اللبناني الراهن على طريقة معسكري الموالاة والمعارضة، ونحن متفاهمون مع الرئيس الحريري على ضرورة تأمين ديمومة التفاهم مع الرئيس عون"، مرجحة أن يكون رئيس الكتائب "قد أخطأ في التقدير معتبرا أن التقارب معه أتى نتيجة "تردي علاقاتنا مع "التيارين". لكن الأمور ليست على هذا النحو. ذلك أن أي تغير في العلاقة مع أي من التيارين لا يؤثر على تواصلنا مع الصيفي. وتذهب أوساط معراب بعيدا جدا، إلى حدّ الحديث عن طموح قواتي إلى تحالف خماسي يضم القوات والكتائب والحزب التقدمي الاشتراكي، وتيار المستقبل والتيار الوطني الحر، و"إذا استطعنا بلوغ هذا الهدف، فلن نقصر لأن تحالفا من هذا النوع، فيما لو أبصر النور، يشكل رافعة سياسية في مقابل حزب الله، علما أن الباب مفتوح أمام حركة أمل، وسواها من الفرقاء الذين يلتقون على مشروع الدولة"، مشيرة إلى أن هذه الفكرة ليست انتخابية، بدليل أننا كنا نريد للعهد منذ إنطلاقه أن يتكأ إلى هذه الرافعة، غير أن الكتائب فضلت البقاء خارج التسوية".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

نائب الرئيس الأميركي يصل إلى القاهرة في مستهل جولة شرق أوسطية تشمل الأردن وإسرائيل

القاهرة: «الشرق الأوسط أونلاين»/20 كانون الثاني/18/وصل نائب الرئيس الأميركي مايك بنس إلى القاهرة اليوم (السبت)، في بداية جولة شرق أوسطية تشمل الأردن وإسرائيل هي الأولى لمسؤول أميركي على هذا المستوى منذ قرار واشنطن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل في 6 ديسمبر (كانون الأول). وكانت الزيارة مقررة أصلا في نهاية (كانون الثاني)، لكنها تأجلت في ظل الغضب الذي أثاره قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وإلغاء العديد من الاجتماعات المقررة.

 

كوريا الشمالية تلغي زيارة وفدها إلى جارتها الجنوبية وسيول طلبت من بيونغ يانغ إبلاغها بالأسباب

سيول: «الشرق الأوسط أونلاين»/20 كانون الثاني/18/ألغت كوريا الشمالية خطتها لإرسال فريق كان من المقرر أن يغادر بيونغ يانغ اليوم (السبت) لتفقد مواقع عروض الفرقة الفنية في الجنوب، أثناء أولمبياد بيونغ تشانغ، فيما تسعى حكومة سيول لمعرفة سبب إلغاء الخطة، طبقا لما ذكرته وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء. وطلبت كوريا الجنوبية من جارتها الشمالية إبلاغها بأسباب تعليق الخطة، وأفاد مسؤول في وزارة الوحدة «أبلغت كوريا الشمالية أمس بإلغاء خطة إرسال فريق للفرقة الفنية، حيث تخطط الوزارة لمعرفة السبب في إلغاء الخطة عبر خط الاتصال بين البلدين عبر الحدود».

وكانت كوريا الشمالية قد وافقت على إرسال فرقة فنية مكونة من 140 فنانا وفنانة من ضمنهم أوركسترا «سامزييون» إلى كوريا الجنوبية بمناسبة أولمبياد بيونغ تشانغ الشتوية التي ستقام في الشهر القادم. ويرى مراقبون أن كوريا الشمالية شعرت بعبء نفسي كبير لكونها أول زيارة لمسؤولين كوريين شماليين بعد تشكيل حكومة الرئيس مون جيه إن. وكانت بيونغ يانغ قد عرضت إرسال وفد لأولمبياد بيونغ تشانغ البارالمبية في مارس (آذار) المقبل، وذلك بحسب ما ذكرته وسائل إعلام كورية جنوبية يوم الأربعاء الماضي، بعد أن أجرت الكوريتان مباحثات بشأن مشاركة كوريا الشمالية في الأولمبياد الشتوية. ومن المقرر أن تقام أولمبياد بيونغ تشانغ البارالمبية في الفترة من 9 إلى 18 مارس المقبل.

 

تركيا تبدأ عملية جوية على عفرين السورية

أنقرة: «الشرق الأوسط أونلاين»/20 كانون الثاني/18/شنّت طائرات عسكرية تركية اليوم (السبت) ضربات جوية على مواقع تابعة لوحدات حماية الشعب الكردية في عفرين بشمال سوريا، حسب ما أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم في إطار عملية عسكرية بدأتها أنقرة ضد هذه الفصائل الكردية.

وصرّح يلدريم في خطاب متلفز «قواتنا المسلحة بدأت عملية جوية للقضاء على عناصر» وحدات حماية الشعب الكردية. وأفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية في الجهة التركية من الحدود أن مقاتلتين نفذتا ضربات جوية داخل الأراضي السورية. إلى ذلك، قال مسؤول تركي كبير لرويترز إن الجيش السوري الحر بدأ دعمه لعملية الجيش التركي في عفرين، والتي أطلقت عليها اسم «غصن الزيتون». وتعتبر أنقرة، التي تخشى إقامة حكم كردي ذاتي على حدودها، وحدات حماية الشعب وهي الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا، منظمة «إرهابية». وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قد صرح في وقت سابق اليوم، إن العملية العسكرية في منطقة عفرين بشمال سوريا قد بدأت عملياً على الأرض في الميدان. وأضاف إردوغان في خطاب متلفز من مدينة كوتاهية أن «عملية عفرين بدأت عمليا على الأرض (...) ومنبج ستكون التالية»، في إشارة الى بلدة سورية أخرى يسيطر عليها الاكراد.  وأكد الرئيس التركي أن بلاده ليس لها أطماع في سوريا. وأعلن الجيش التركي صباح السبت شن ضربات جديدة على وحدات حماية الشعب الكردية في عفرين. وقال إنه شن الضربات في إطار «الدفاع الشرعي عن النفس» على معسكرات ومخابئ للمقاتلين الأكراد الذين تعتبرهم أنقرة «إرهابيين» وذلك ردا على إطلاق نار من مدينة عفرين التي يسيطر عليها هؤلاء.

 

أنقرة تبدأ عملية عفرين بقصف مدفعي عبر الحدود واعتبرت دعوة واشنطن لـ«التركيز على داعش كلاماً بلا معنى»

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/20 كانون الثاني/18/أعلن وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي أن العملية العسكرية التركية في عفرين الخاضعة لسيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، وذراعه العسكرية «وحدات حماية الشعب» الكردية، بدأت «فعلياً» بقصف عبر الحدود، لافتاً إلى أن ذلك لا يعني عبور قوات تركية إلى داخل عفرين. وأضاف جانيكلي، في مقابلة تلفزيونية، أمس، أن «عملية عفرين العسكرية ستنفذ، لكن توقيتها متعلق بإنجازها في الوقت الأكثر فاعلية ونجاحاً... وسيتم إزالة جميع خطوط الإرهاب، ولا حل آخر لذلك». وأوضح جانيكلي أن «العملية بدأت فعلياً بقصف عبر الحدود، لكن لم يتم عبور الحدود. عندما أقول فعلياً لا أريد أن يكون هناك سوء فهم. العملية بدأت من دون عبور للحدود». وشنت المدفعية التركية أمس قصفاً على مواقع «وحدات حماية الشعب» الكردية في عفرين من جانب الوحدات المنتشرة في قضاءي هاصّا وكريك خان بولاية هطاي على الحدود مع سوريا. وقالت مصادر عسكرية إنه جرى الرد على نيران التحرش القادمة من جانب الميلشيات الكردية في إطار حق الدفاع المشروع عن النفس. بدورها أعلنت «وحدات حماية الشعب» الكردية أن القوات التركية أطلقت نحو 70 قذيفة على قرى كردية في عفرين منذ منتصف الليلة قبل الماضية وحتى صباح أمس. ونقلت «رويترز» عن روجهات روج المتحدث باسم «الوحدات» الكردية في عفرين أن ذلك كان أعنف قصف تركي منذ أن صعدت أنقرة تهديداتها بالقيام بعمل عسكري ضد المنطقة الكردية، وأشار إلى أن «وحدات حماية الشعب» سترد «بأقوى شدة» على أي هجوم على عفرين. وتعليقاً على تصريحات للمتحدثة باسم الخارجية الأميركية أمس، دعت فيها تركيا إلى عدم الدخول إلى عفرين، والتركيز على مكافحة تنظيم داعش الإرهابي، قال جانكلي إن «تصريحاتها جوفاء وعديمة المعنى، فتنظيم داعش انتهى». وأضاف أن مثل هذه التصريحات تعكس أن الولايات المتحدة استخدمت «داعش» وسيلة من أجل أن يصبح لها نفوذ في بعض مناطق سوريا. وأشار إلى أن تصريحاً مثل «(داعش) هو التهديد الأكبر، ولذلك ينبغي للجميع تركيز سياساته كلها لمواجهته، والتحرك وفقا لذلك»، هو تصريح عديم المعنى في هذه الأيام، لأن «تهديد (داعش) قد زال في سوريا والعراق، وقد أُعلن ذلك رسمياً». وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر ناورت مساء أول من أمس: «نحن لا نعرف ما إن كانت تركيا ستجري عملية عسكرية في عفرين أم لا، لكننا نحث أنقرة على عدم اتخاذ مثل هذه الخطوة، لأن عيون الجميع يجب أن تكون على (داعش)». من جانبه، قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، إنه «لن يتم التسامح إطلاقاً حيال أي كيان يهدد الأمن القومي لتركيا»، مؤكداً: «هذا حقنا الطبيعي». وأضاف يلدريم في أنقرة: «هذا حقنا وفقاً للقانون الدولي ولقوانيننا... هدفنا القضاء على الإرهاب، والحيلولة دون أن يتعرض شعب المنطقة، الذي يعاني منذ فترة طويلة، للمزيد من المعاناة».

وأكد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن، أن الخطوات التي ستتخذها تركيا في عفرين ومنبج وجرابلس، أو في نقاط أخرى، لحماية أمنها القومي، ليست عملية موجّهة ضد أكراد سوريا على الإطلاق. وأشار كالن إلى استمرار بلاده في اتخاذ جميع أشكال التدابير لمواجهة أي تطورات قد تشكل تهديداً لأمنها القومي، دون الحصول على إذن من أحد، «سواء في عفرين أو منبج أو جرابلس أو العراق أو أي مكان آخر». إلى ذلك، قالت غُل نور آيبيت، كبيرة مستشاري الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، إن الولايات المتحدة يمكنها إطلاق أي تسمية على القوة التي تخطط لتأسيسها شمال سوريا، ولكن في حال انخراط «وحدات حماية الشعب» الكردية فيها، فإنها لن تكون سوى «جيش إرهابي» في نظر تركيا. وأكدت آيبيت أن تركيا مصرّة على منع تشكيل أي تكتّل إرهابي على طول حدودها مع سوريا، وهي تتحرك آخذة بعين الاعتبار التهديدات التي تستهدف أمنها القومي من المناطق الحدودية.

وتعليقاً على تصريحات المتحدثة باسم الخارجية التركية، التي حثّت فيها تركيا على عدم تنفيذ عملية في عفرين، والتركيز على تنظيم محاربة «داعش»، قالت آيبيت إن «تركيا هي العضو الوحيد ضمن التحالف، الذي تمكن من تطهير هذه المساحة الواسعة من (داعش)، أي أن كفاحنا ضد هذا التنظيم، أعمق بكثير مقارنة مع بقية أعضاء التحالف، لأننا نواجه التهديد مباشرة بجوار حدودنا». وأوضحت أن عملية «درع الفرات» ساهمت في تطهير المنطقة من «داعش»، وليس من العدل حثّنا على التركيز في هذا الإطار، لأننا في الأحوال العادية مركّزون على هزيمته.

 

إردوغان: عملية عفرين بدأت على الأرض

أنقرة: «الشرق الأوسط أونلاين»/20 كانون الثاني/18/قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اليوم (السبت)، إن العملية العسكرية في منطقة عفرين بشمال سوريا قد بدأت عملياً على الأرض في الميدان. وأضاف إردوغان في خطاب متلفز من مدينة كوتاهية أن «عملية عفرين بدأت عمليا على الأرض (...) ومنبج ستكون التالية»، في إشارة الى بلدة سورية أخرى يسيطر عليها الاكراد.  وأكد الرئيس التركي أن بلاده ليس لها أطماع في سوريا. وكان الجيش التركي قد أعلن صباح السبت شن ضربات جديدة على وحدات حماية الشعب الكردية بمنطقة عفرين وقال الجيش إنه شن الضربات في إطار «الدفاع الشرعي عن النفس» على معسكرات ومخابئ للمقاتلين الأكراد الذين تعتبرهم أنقرة «إرهابيين» وذلك ردا على إطلاق نار من مدينة عفرين التي يسيطر عليها هؤلاء. وتعتبر أنقرة، التي تخشى إقامة حكم كردي ذاتي على حدودها، وحدات حماية الشعب وهي الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا، منظمة «إرهابية».

وينطوي الهجوم التركي وفق محللين على مخاطر، لأن روسيا التي كثفت تعاونها مع تركيا حول سوريا موجودة عسكرياً في عفرين وتربطها علاقات جيدة مع المقاتلين الأكراد. كما أن واشنطن لن تنظر بعين الرضا إلى التحرك التركي ضد المقاتلين الأكراد الذين أثبتوا فاعلية في مواجهة تنظيم داعش المتطرف. ويتواجد قائد الجيش التركي الجنرال خلوصي أكار ورئيس الاستخبارات حقان فيدان في موسكو منذ أول من أمس (الخميس)، لإجراء محادثات مع نظيريهما الروسيين حول سوريا.

 

موسكو تملك مفتاحاً يجنّب الشمال الســـوري الدماء"/جابر: تركيا تتصدى لـ"الدولة الكردية" من بوابة عفرين

المركزية- على وقع عزم الولايات المتحدة الاميركية نشر قوات كردية شمال وشرق سوريا قوامها 30 ألف جندي، وبعد الكثير من الاخذ والرد وتأجيل متواصل، أعلن اليوم وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي بدء العملية العسكرية لتركيا في عفرين الخاضعة لسيطرة الاكراد، من خلال القصف عبر الحدود، يأتي ذلك على وقع انسحاب الجنود الروس من المدينة. الخبير العسكري العميد المتقاعد هشام جابر أشار عبر "المركزية" الى أن "تركيا بعمليتها هذه، تؤكد أن مشروع إقامة دولة كردية لن يُبصر النور، وستكون له بالمرصاد، فأنقرة خاضت في الاساس عمليات درع الفرات لمنع امتداد الشريط الكردي نحو عفرين، أما اليوم وبعدما توسع الاتراك بفعل الدعم الاميركي، ترى أنقرة نفسها في موقع الدفاع، ومحاصرة من كل الجهات فبعد إدلب جاء دور الشريط الحدودي مع سوريا، الامر الذي يشكل خطا أحمر لها". ولفت الى أن "السيطرة الكاملة على عفرين لن تكون لقمة ثائغة لتركيا، في ظل غياب الضوء الاخضر الاميركي وتصعيد الجيش السوري"، لافتا الى أن "روسيا وحدها تملك الحل من خلال تسوية تقودها من موقعها كشريك للكردي في عفرين وحليفة للتركي في أستانة"، مضيفا أن "موسكو مضطرة الى أن تقدم لأنقرة جائزة ترضية عن إدلب، وفي الوقت نفسه لا تريد أن تتخلى عن الاكراد بالكامل، فضلا عن انها تتمسك بانجاح سوتشي، هذه العوامل جميعها قد تدفعها الى ابتكار تسوية في القريب العاجل. أما الجيش السوري فلن يشكل عقدة حينها فموسكو قادرة على استمالته".وبالنسبة للتحول الذي تشهده السياسة الاميركية في سوريا، قال "الورقة الاقوى لأميركا في سوريا هي الاكراد، ولا تنوي التخلي عنهم، بل تسعى الى تقوية نفوذهم وتوسيع حدود مناطق سيطرتهم، ولكن في الوقت نفسه لن تدخل في صدام مع تركيا، حليفتها التاريخية، خصوصا عشية المفاوضات الكبرى، بل تسعى الى استمالتهم، وموقف وزير خارجية أميركا ريكس تيلرسون الأخير يأتي في هذا السياق". وقال إن "تقاسم النفوذ هو الذي سيفرض نفسه في سوريا بدلا من التقسيم، الذي أحبط بفعل الانتصارات التي حققها الجيش السوري والتي أسقطت حدود سوريا المفيدة"، موضحا أن "منطقة سيطرة الاكراد لا تملك مقومات دولة رغم غناها، فهي لا تملك حدوداً آمنة، ولا منفذا بحريا". ولفت الى أن "مؤتمر سوتشي في حال انعقاده سيكون مبتورا، فسوريا لن تشهد حلا خارج اطار التوافق الدولي".

 

ماذا يعني توقف الحكومة الأميركية عن العمل؟

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»/20 كانون الثاني/18/لم تفلح المفاوضات المكثفة بين الجمهوريين والديمقراطيين بالولايات المتحدة في الوصول إلى تسوية حول الميزانية رغم تدخل الرئيس دونالد ترمب. ونتيجة لذلك، دخل الإغلاق الجزئي للإدارات الفيدرالية الأميركية حيز التنفيذ اليوم (السبت)، فماذا يعني الإغلاق المؤقت للحكومة؟ آلية تعطيل الدولة الفيدرالية هي عبارة عن قانون يتم تفعيله في حال لم يصادق الكونغرس على الميزانية. والمقصود بها إقفال العديد من مؤسسات الدولة الفيدرالية المصنفة على أنها «غير ضرورية» حسب قانون الحماية من العجز المالي، بسبب عجزها عن تمويل أنشطتها الاقتصادية والإدارية.

* انعكاس التعطيل على الأميركيين

سيواصل الموظفون «الأساسيون» الذين يتعاملون مع الأمور المتعلقة بالسلامة العامة والأمن العام العمل، في ظل توقف أنشطة الحكومة.

ولكن، ستطال آلية التعطيل وفقا لتجارب أميركية سابقة مع نفس الأزمة، الرئيس الأميركي شخصيا، على اعتبار أن ثلاثة أرباع موظفي البيت الأبيض سيغيبون عن العمل. فقالت إدارة ترمب إن أكثر من ألف موظف، من أصل 1715، في البيت الأبيض، سيجبرون على إجازة غير مدفوعة الأجر.

وسينعكس هذا الوضع على نحو 800 ألف موظف أميركي يعملون في الإدارات العامة، مثل المستشفيات والضرائب والبريد والذين سيجدون أنفسهم في عطلة قسرية غير مدفوعة الأجر إلى حين استئناف الحكومة لعملها. وينتج عن ذلك أيضا تخفيض عدد موظفي الإدارات إلى الحد الأدنى الأساسي.

وسيتم تمويل الخدمات الحكومية الرئيسية مثل خدمة مراقبة الحركة الجوية عن طريق قوانين التمويل في حالات الطوارئ، ولكن هناك أوجه أخرى من هذه الخدمات سيتم إيقافها مثل التدريب والدعم. أما بعض الوكالات والوزارات مثل وزارة الولايات المتحدة لشؤون المحاربين القدامى وإدارة الضمان الاجتماعي والممولة عن طريق اعتمادات دائمة أو طويلة المدى، فلن تتأثر بتوابع التعطيل بصورة كبيرة. كما أن خدمة البريد للولايات المتحدة ممولة ذاتيا وستستمر في العمل كما كان الحال قبل التعطيل.

وفي واشنطن مثلا، عمال النظافة وجمع القمامة سيتوقفون أيضا عن العمل، وهكذا من الممكن لمليون موظف أن يجدوا أنفسهم في عطلة قسرية.

* الميزانية والجيش

سيبقى جميع العسكريين العاملين في الخدمة الفعلية، وعددهم 1.3 مليون شخص، في مناصبهم الطبيعية. ولكن، وفقا لوزير الدفاع جيمس ماتيس، فإن مأزق التمويل المستمر سيتسبب في عدم صيانة السفن والطائرات الحربية. كما سيؤدي توقف أنشطة الحكومة الأميركية لتجميد العقود الجديدة في وزارة الدفاع وهو ما يزيد تكلفة الأسلحة ويخلق المزيد من الأزمات في الميزانية حيث يواجه المشرعون أزمة تمويل حكومي. وعبّرت شركات أسلحة ومسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية عن أسفهم بشأن أزمة تمويل الحكومة الاتحادية، وقالوا إنها ستضر صغار الموردين الذين يساهمون في إنتاج الأسلحة وستضر الشركات الأكبر عندما يجري تعليق عملية التعاقد.

* السياحة الداخلية

أما بالنسبة للسياحة الداخلية، فسيتوقف موظفو المتاحف الفيدرالية والحدائق العامة ووزارة البيئة عن العمل. ولا يمكن التكهن بمدة إغلاق هذه الإدارات الفيدرالية غير الرئيسية، بينما يفترض أن تستأنف المناقشات بين الطرفين اللذين يتبادلان الاتهامات بالتسبب بهذا الإغلاق المؤقت لمحاولة التوصل إلى اتفاق ولو مؤقتا.

* الرعاية الصحية

في آخر توقف لعمل الحكومة عام 2013، تم إعطاء 68 في المائة من موظفي مراكز الوقاية ومكافحة الأمراض إجازة مفتوحة. كما لم تتمكن هذه المراكز من إجراء أي تحقيقات مفصلة لاكتشاف أي تفشٍ للأمراض والذي قد يحصل في أي وقت. أيضا، توقف موظفو إدارة الغذاء والدواء عن عملهم، ما أسفر عن توقف التفتيش الدوري على سلامة الغذاء بالإضافة إلى معظم معامل الأبحاث الخاصة بها.

* وزارة النقل

لن تعقد إدارة سلامة الطرق السريعة الوطنية أي حملات استدعاء لسيارات معطوبة، ورغم أن المستهلكين سيتمكنون من تقديم شكاوى بخصوص سلامة السيارات، فلن يتم العمل عليها من قبل الإدارة في فترة التعطيل.

* سوابق للأزمة

هذه ليست المرة الأولى التي تجد فيها الحكومة الفيدرالية الأميركية نفسها أمام هذه المشكلة. فدخلت الحكومة فيما يسمى بالتعطيل بداية عام 2013، الذي كان الأول منذ إغلاق الإدارات عامي 1995 و1996 خلال العهدة الأولى للرئيس بيل كلينتون. وقد مرت الحكومة الفيدرالية بثماني عشرة حادثة تعطيل منذ 1976.

 

مصر تواصل البحث عن ابنة نفرتيتي/حواس لـ «الشرق الأوسط»: بشائر قوية حول موقع مقبرة زوجة توت عنخ آمون

القاهرة: وليد عبد الرحمن/«الشرق الأوسط أونلاين»/20 كانون الثاني/18

تواصل مصر رحلة البحث عن زوجة الملك «توت عنخ آمون»، المُلقب بالفرعون الذهبي، في وادي الملوك بمحافظة الأقصر جنوب مصر. وأعلن الدكتور زاهي حواس، وزير الآثار المصري الأسبق، عن بدء التنقيب في وادي الملوك بحثاً عن قبر «عنخ إس أمون» ابنة «نفرتيتي» وزوجة «توت عنخ آمون»، وقال حواس في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» أمس، إن «هناك بشائر قوية حول موقع مقبرة وكنوز زوجة (توت عنخ آمون) التي تزوجت بعد وفاته من حاكم مدني غير ملكي في العصر الفرعوني الملك (آي) من الأسرة 18، وقرب العثور عليه»، مشيراً إلى أنّه «قد عثر شخصياً في حفائر سابقة في نفس المكان بوادي القرود عام 2010 على 5 ودائع أثرية تؤشر على موقع المقبرة»، موضحاً أنّ «الكشف عن المقبرة قد يكون في أي وقت». ووادي القرود يوجد في وادي الملوك، ومعروف باسم الوادي الغربي؛ لكن أطلق عليه أهالي المنطقة اسم وادي القرود، نظراً إلى الرسومات الموجودة على أحد جدران مقبرة الملك «آي» التي تصور الساعة الأولى من كتاب «الإيمى دوات» والتي يظهر بها 12 قرداً. كان حواس قد قال في مدونته على الإنترنت، إنه بدأ مع فريقه بالحفريات الخاصة، في يناير (كانون الثاني) الجاري، وتتركز أعمال التنقيب في وادي القرود الواقع في الجزء الغربي من وادي الملوك، مؤكداً أنّ الخبراء يقومون بعمليات التنقيب في محيط قبر الفرعون «آي» وريث «توت عنخ آمون»، حيث أشارت صور الرادار إلى إمكانية وجود مدخل إلى القبر على عمق 5 أمتار تقريباً تحت الأرض. وتعتبر الملكة «عنخ إس إن آمون» من الملكات الجميلات في عصر العمارنة المشهورات والمؤثرات في تاريخ الأسرة والفترة بقوة، ويعنى اسمها «التي تحيا لآمون»، وكان اسمها قبل التحول عن ديانة أبيها الملك «إخناتون»، الديانة الآتونية، «عنخ إس إن با آتون» بمعنى «التي تحيا للآتون»، وهي الابنة الثالثة من البنات الست لـ«إخناتون» و«نفرتيتي»... وظهرت في طفولتها وصباها في مناظر عدة مع والديها، اتخذت عدداً من الألقاب الملكية مثل «ابنة الملك من جسده»، و«الزوجة الملكية الكبرى»، و«سيدة الأرضين». ويعد الفرعون «أمنحتب» وزوجته «نفرتيتي» وابنه «توت عنخ آمون» من ألمع حكام مصر القديمة وأكثرهم إثارة للاهتمام، حيث كان «أمنحتب» أول من أجرى إصلاحات دينية في تاريخ كوكب الأرض، في محاولة منه لإحلال عبادة الشمس التي ترمز إلى ذاته بديلاً للآلهة الكلاسيكيين والكهنة المؤثرين في مصر... وكانت زوجته «نفرتيتي» نموذجاً للجمال في العصر البرونزي، وبقي ابنهما «توت عنخ آمون» لغزاً يحير العلماء والناس بوفاته الغامضة في سن العشرين.

والمعروف تاريخياً أنّ «توت عنخ آمون» قد مثل فترة انتقالية في تاريخ مصر القديمة، حيث أتى بعد «إخناتون» الذي حاول توحيد آلهة مصر القديمة في شكل الإله الواحد؛ لكن في عهد «توت عنخ آمون» أُعيدت عبادة آلهة مصر القديمة المتعددة. وقد اكتشفت مقبرته عام 1922 على يد عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر، عندما كان يحفر عند مدخل النفق المؤدي إلى قبر الملك «رمسيس الرابع» في وادي الملوك... وأحدث الاكتشاف وقتها ضجة إعلامية واسعة في العالم. ويشار إلى أنّه إضافة إلى أسباب وتاريخ وفاة «توت عنخ آمون»، يتجادل علماء الآثار والمختصون بدراسة التاريخ المصري، في شأن مكان قبر زوجته «عنخ إس آمون»... ويعتقد العلماء أنّ الملكة دُفنت بشكل منفصل عن زوجها في قبر آخر في وادي الملوك، حيث لم يُعثر على مومياء لها، ولا يزال الجدل في ذلك مستمراً حتى يومنا هذا. وخلال العام الماضي، أعلن زاهي حواس وفريقه عن اكتشاف المدخل المفترض إلى قبر «عنخ إس آمون» الذي يقع تحت أعماق الأرض بالقرب من مدفن «آي»، ووعد بأن يقود شخصياً عمليات التنقيب كي يثبت ذلك. إلا أنّ العلماء المصريين الآخرين نظروا بعين الشك إلى فرضية حواس، وطلبوا منه الانتظار ريثما يصدر بيان عن وزارة الآثار المصرية التي تشرف على أعمال التنقيب في كل أنحاء البلاد.

 

إسرائيل تعاود افتتاح سفارتها في عمّان غداً بعد تسوية قضية قتل راح ضحيتها أردنيان/نتنياهو: تأسفنا وأبدينا الندم على الحادث وسندفع تعويضات أكبر مما دفعنا لتركيا

تل أبيب: «الشرق الأوسط»/20 كانون الثاني/18/بعد جدل حول ما إذا كانت إسرائيل قد اعتذرت إلى الأردن أو أعربت عن أسفها فقط لحادث قتل شهدته سفارتها في عمّان العام الماضي، صرح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بنفسه أمس (الجمعة)، بأن إسرائيل «أعربت عن أسفها وندمها على حادث السفارة وأكدت أنها ستستخلص العبر منه»، موضحاً أنها ستدفع تعويضات كبيرة للمملكة الأردنية. وقالت مصادر في الخارجية الإسرائيلية إنه في أعقاب تسوية الموضوع، ستفتح السفارة أبوابها من جديد غداً (الأحد). وكانت مصادر في تل أبيب قد نفت أن تكون إسرائيل قد اعتذرت عن الجريمة التي اقترفها ضابط أمن إسرائيلي في السفارة وراح ضحيتها مواطنان أردنيان، في يوليو (تموز) الماضي. وقالت إن تل أبيب أعربت عن أسفها فقط. وأضافت أن الاتفاق الجديد على المصالحة بين الحكومتين كان ناجزاً منذ أسابيع، لكن انفجار الأزمة الناجمة عن إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، بخصوص القدس تسبب في تأجيل الإعلان عنه. وأعرب نتنياهو، أمام صحافيين رافقوه خلال رحلة عودته من الهند، عن ارتياحه لتسوية الأزمة مع الأردن. وسئل إن كان يشعر بالندم على تصرفه عندما استقبل الضابط القاتل بحفاوة في مكتبه، فأجاب: «أنا واثق من أن الطرفين يستخلصان العبر، أنا أقوم بذلك من جانبي، وأعتقد أن الأردن يقوم بذلك من جانبه... لدينا مصلحة مشتركة في العلاقة التي تربطنا، وهذا انعكس على طبيعة الحل».

كانت الأزمة بين البلدين قد انفجرت على أثر شجار وقع بين ضابط الأمن في السفارة الإسرائيلية زيف مويال، وبين عامل نجارة أردني، مجمد جواودة (17 عاماً)، كان يركّب خزانة في بيت الضابط المجاور للسفارة. وحسب الرواية الأردنية فقد نشب بينهما خلاف حول السعر تحوّل إلى شجار فتسرع الضابط بإطلاق النار عليه وكذلك على صاحب البيت، المؤجر للضابط، الدكتور بشّار حمارنة، الذي حضر إلى المنزل بعد سماعه الصراخ. أما الرواية الإسرائيلية فتقول إن العامل بدا متأثراً من الأحداث في المسجد الأقصى، حيث قررت إسرائيل في حينه وضع بوابات إلكترونية، فهجم عليه ينوي قتله بواسطة آلة حادة فاضطر الضابط إلى إطلاق النار عليه فأرداه قتيلاً ومن هذا الرصاص قُتل الدكتور خطأً.

وتحصّنت آنذاك السفيرة الإسرائيلية، عنات شلاين، وطاقمها داخل السفارة، مع الضابط. وعادوا إلى إسرائيل بعد يومين، فاستقبلهم نتنياهو في مكتبه بحفاوة وتعامل مع الضابط القاتل كما لو أنه بطل. فشعر الأردن بالاستفزاز، وقررت حكومته منع السفارة من العودة إلى العمل، حتى يتم تقديم الضابط للقضاء وتقال السفيرة شلاين وتُستبدل. وخلال الفترة الماضية، أرسل نتنياهو رئيس «الموساد»، يوسي كوهن، للتفاوض. وتوصل الطرفان إلى اتفاق تعهدت إسرائيل بموجبه بمواصلة الإجراءات القانونية ضد الضابط زيف واستبدال السفيرة شلاين والاعتذار ودفع تعويضات للمملكة عن الضحيتين وعودة السفارة إلى العمل فوراً.

وفيما يتعلق بهوية السفير الإسرائيلي القادم في الأردن، قال نتنياهو، أمس: «سأقرر قريباً مَن سيكون السفير، وأنا أقدّر كثيراً السفيرة التي مثّلتنا في الأردن، ما سينعكس على تعيين خليفتها». كان وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، قد قال أول من أمس، إن وزارة الخارجية وشؤون المغتربين تلقت مذكرة رسمية من وزارة الخارجية الإسرائيلية «عبّرت فيها عن أسف الحكومة الإسرائيلية وندمها الشديدين إزاء حادثة السفارة الإسرائيلية في عمّان التي وقعت في يوليو من العام الماضي، وأسفرت عن استشهاد مواطنَين أردنيَّين اثنين، وكذلك إزاء حادثة استشهاد القاضي الأردني (رائد) زعيتر». وقال المومني إن «الحكومة الإسرائيلية تعهدت رسمياً من خلال المذكرة بتنفيذ ومتابعة الإجراءات القانونية المتعلقة بحادثة السفارة الإسرائيلية بعمّان مثلما تعهدت بتقديم تعويضات لأهالي القتلى الثلاثة». وقال مكتب نتنياهو، في بيان أمس: «ستعود السفارة الإسرائيلية في عمّان إلى عملها المعتاد على الفور. وستواصل السلطات المختصة في إسرائيل دراسة المواد التي تم جمعها حول الأحداث ومن المرتقب أنها ستتخذ قرارات بهذا الشأن خلال الأسابيع القريبة المقبلة». وقالت مصادر سياسية في تل أبيب إن الحكومة قررت دفع تعويضات أيضاً عن الحادث الذي وقع في شهر مارس (آذار) من عام 2014، إذ أطلق جنود إسرائيليون النار على القاضي رائد زعيتر، وهو فلسطيني يحمل الجنسية الأردنية، على معبر الكرامة بزعم محاولته خطف سلاح جندي، في حين أكد شهود أن القاضي البالغ من العمر 38 عاماً قُتل عقب مشادة مع الجنود بسبب التدخين. وأكدت أن ما ستدفعه للأردن مقابل كل ضحية يفوق كثيراً ما دفعته إسرائيل لتركيا عن الهجوم على السفنية «مرمرة»، علماً بأنها دفعت 9 ملايين دولار عن مقتل 9 أتراك في السفينة التي كانت متجهة إلى قطاع غزة عام 2010.

 

ميركل في باريس بحثاً عن دعم سياسي والمسائل الأوروبية شكلت «الطبق الأساسي»... وماكرون يشدد على الحاجة لألمانيا

ميشال أبو نجم/الشرق الأوسط»/20 كانون الثاني/18/العنوان العريض لصحيفة «لو موند» الفرنسية المستقلة ذات النفوذ الكبير كان الآتي: «ماكرون رجل أوروبا القوي»، ويكفي النظر إلى برنامج عمله اليومي للتأكد من ذلك: أول من أمس، كان في بريطانيا إلى جانب تيريزا ماي؛ رئيسة حكومة ضعيفة تعاني من انقسامات الأكثرية التي تدعمها داخل البرلمان وحزب المحافظين، وهي غارقة في دهاليز «بريكست». ومساء أمس، كانت إلى جانبه أنجيلا ميركل؛ المستشارة الألمانية التي تسعى منذ 4 أشهر إلى تشكيل حكومة ائتلافية، وحتى اليوم لم تنجح، وهي في ذلك ليست أحسن حالاً من تيريزا ماي، وآخر صعوباتها أن «برنامج» الحكم الذي أبرمته مع مارتن شولتز، رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي، بعد أسابيع مضنية من التفاوض المرير، سيخضع يوم غد (الأحد) إلى تصويت كادرات الحزب المذكور، وليس من المؤكد أنه سيحظى بالأكثرية. وفي أية حال، فإن ميركل تلج ولايتها الرابعة وهي في حال من الوهن السياسي، إلى درجة أن كثيراً من أهل السياسة والمحللين لا يعتقدون أنها ستكون قادرة على الذهاب حتى نهاية السنة الرابعة من ولايتها الجديدة. ومن هذا المنظور، تحول ماكرون إلى «خشبة خلاص» تعلقت بها ميركل، كما ماي قبلها. فالرئيس الشاب الذي يحلق في استطلاعات الرأي، المتميز بدينامية استثنائية، في الداخل كما في الخارج، قلب الموازين. وبعد أن كانت برلين بوصلة أوروبا، رحلها إلى باريس، وبدا ذلك واضحاً في المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده المسؤولان في قصر الإليزيه قبل لقائهما الذي انتهى بعشاء. وأكثر من مرة، شدد ماكرون على أن باريس «بحاجة» إلى ألمانيا من أجل السير بالخطط الإصلاحية التي يدافع عنها منذ ما قبل انتخابه رئيساً. وأعلن ماكرون أن «الطموح» الفرنسي الذي يحمله، الساعي لإصلاح الاتحاد الأوروبي «بحاجة إلى أن يتفاعل مع الطموح الألماني»، وهو الأمر الذي وافقته عليه ميركل، التي شددت من جانبها على أنه من الأساسي أن تقوم «حكومة مستقرة» في ألمانيا من أجل التحرك على المستوى الأوروبي. بيد أن مشكلة ماكرون وميركل معاً أن مواقف ومقترحات الرئيس الفرنسي هي أقرب إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي يتبنى طروحات ماكرون، ومنها إقامة حوكمة وميزانية لمنطقة اليورو، وتعيين رئيس لها، وتخصيص مبالغ هائلة، وضخها في الاقتصاد الأوروبي عن طريق البنى التحتية. بالمقابل، فإن الحزب الديمقراطي المسيحي (حزب ميركل) يشد فرامله لكبح النزعة الفرنسية خوفاً من جر ألمانيا إلى مواقع لا يريدها. من هنا، فإن المسؤولين ركزا مداخلتيهما على «الطموح» المشترك بالنسبة لأوروبا، لكنهما بالمقابل امتنعا عن الدخول في التفاصيل، مخافة بروز الفروقات وإثارة الجناح المتشدد في حزب ميركل، أو شريكها المحتمل في الحكومة العتيدة. ورغم هذه الحقيقة، فإن ميركل اعتبرت، أمس، أن هناك «نقاط تفاهم كثيرة» مع الاشتراكيين الديمقراطيين، وتحديداً ما يخص الاتحاد الأوروبي. وفي مسعى واضح لطمأنة الطرف الفرنسي، ومعه الأوروبيون المتخوفون من فشل محاولة التوصل إلى حكومة ائتلافية في ألمانيا، قالت ميركل إنها «واثقة» من تصويت الحزب المذكور لصالح الحكومة المشتركة، ما يعني تكرار تجربة السنوات الأربع الماضية، التي انتهت بانتخابات تشريعية أصيب بها الطرفان بنكسة سياسية كبيرة، أبرز صورها إيصال اليمين المتطرف الألماني (90 نائباً) إلى البوندستاغ، الأمر الذي يحصل للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية. وحقيقة الأمر أن الاتحاد الأوروبي كان «الطبق الرئيسي» في المحادثات الفرنسية الألمانية أمس. وكثيرة المواضيع التي يراوح الاتحاد مكانه بشأنها، ويبدو عاجزاً عن الوصول إلى قرارات جدية، في الوقت الذي تثير فيه بعض دول أوروبا الوسطى أو الشرقية، مثل بولندا والمجر والنمسا، كثيراً من علامات التساؤل حول جدية الانسجام الأوروبي. ولذا، فإن ميركل فضلت حرف الحديث عنها، والخوض في مواضيع أخرى، مثل إقرار ضريبة موحدة «متماثلة» على الشركات العالمية العاملة، خصوصاً في الاقتصاد الرقمي وتكنولوجيا المعلومات داخل الاتحاد، التي تستفيد مثل اختلاف الأنظمة الضريبية. واعتبرت ميركل، التي تراجع حضورها على المسرح الأوروبي منذ الانتخابات التشريعية العام الماضي، أن أمراً كهذا يحتاج إلى اتحاد أوروبي ومنطقة يورو «مستقرة». ويجد هذا الطموح أصداء إيجابية لدى ماكرون الذي يعمل ضد «سياسات الإغراق»، أكانت المالية أم الاجتماعية. كذلك، فإن مشروعاً كهذا سبق للمفوضية الأوروبية أن سعت لتحقيقه، ولكن دون نتائج ملموسة حتى الآن.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

إخراج مساجين وإعتقال مفكرين

الدكتورة رندا ماروني/20 كانون الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/61936

إن التطاول المستمر من قبل السلطة السياسية على حق المواطن اللبناني في التعبير عن رأيه، هذا الحق الذي كرسته الفقرة "ج" من مقدمة الدستور اللبناني والتي تنص على أن لبنان جمهورية ديمقراطية، تقوم على إحترام الحريات العامة وفي طليعتها حرية الرأي والمعتقد، وعلى العدالة الإجتماعية والمساواة في الحقوق والواجبات بين جميع المواطنين دون تمييز أو تفضيل، هذا التطاول قابله البحث في موضوع العفو العام وفي إمكانية إستصدار قانون بهذا الشأن في مجلس النواب في عقده التشريعي العادي القادم في منتصف شهر آذار المقبل، وفي حين أنه من المرجح أن يتم التوافق على إستصدار قانون في موضوع العفو العام غير أن التطاول على حق التعبير المكرس في الدستور يشهد إستخداما وتوظيفا سياسيا في إطار الخلافات القائمة بين الأطراف المتنازعة على السلطة.

فمنذ خروج موقوفي الضنية في إطار صفقة عام 2005 التي جاءت في إطار العفو العام الذي صدر عن قائد القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع في مقابل الإفراج عنهم، إستأنف المتطرفون معارك نهر البارد واعتدوا على الجيش اللبناني عام 2007 فأودعوا السجن بالمئات في مبنى يضيق بهم وبرزت الانتفاضات المتتالية، فكان أبرزها في نيسان من العام 2008 حيث حصلت عملية شغب في مبنى المحكومين إستمرت حوالي التسع ساعات تم خلالها أسر عريف وخمسة مجندين من قوى الأمن وحرق قسم من المبنى، وتوالت بعدها حوادث الشغب وعمليات الفرار وكان أولها فرار الموقوف السوري طه أحمد حاجي سليمان الذي ينتمي لفتح الإسلام.

وفي 18 أيلول من العام 2009 ألقت القوى الأمنية القبض على سبعة سجناء آخرين ينتمون لفتح الإسلام في محاولة فرار بعدما ربطوا أغطية ببعضها على شكل حبال تدلت من الطابق الثالث من المبنى "ب" إلى باحة السجن الرئيسية بعد استعمال منشار حديد لقطع الشبكة الحديدية لإحدى النوافذ.

وفي 22 تشرين الثاني من العام 2010 فر السجين وليد البستاني فيما باءت بالفشل محاولة زميله السوري منجد الفحام وهما من فتح الإسلام وبينت التحقيقات في حينه تورط مجند في قوى الأمن في تسهيل عملية الهرب بتأمينه للسجينين جهاز قطع صامت لقطع الحديد يعمل على البطاريات.

وفي شهر نيسان من العام 2011 بدأ السجناء تمردا واسعا ضد ما اعتبروه إجراءات إنتقامية قام بها ضدهم ضابطان من قوى الأمن الداخلي، إستمر التمرد ثلاثة أيام أشعلت الحرائق خلالها في المبنى ودمرت بعض المحتويات وقتل السجين روي عازار في إنفجار قنبلة صوتية وقضي السجين جميل أبو غني بأزمة قلبية. وفي شهر آب من العام نفسه تمكن خمسة سجناء الفرار من المبنى "ب"، ثلاثة منهم ينتمون إلى فتح الإسلام بعد أن إندسوا بين الزوار وخرجوا من الباب الرئيسي، وهم السوريان عبدالله سعد الدين الشكري وعبد العزيز أحمد المصري واللبناني عبد الناصر سنجر، أما الآخران فهما موقوف سوداني وآخر كويتي من تنظيم القاعدة يدعى أبو طلحة، وقد تمت عملية الفرار بالتوافق مع عناصر من قوى الأمن.

وتوالت أحداث متفرقة من الشغب حتى السابع عشر من شهر كانون التاني في العام 2014 حيث وقع حادث مريب متمثل بالانتحار المشبوه للسجين الفلسطيني في المبنى "ب"، غسان قندقلي الذي قيل أنه شنق نفسه بوشاح من الصوف في المرحاض في حين أثيرت الشكوك حول عملية مدبرة.

أحداث متتالية في مبان غير مؤهلة وإذا كان السجن كما هو متعارف عليه مركزا لإعادة التأهيل فإن وضع السجون في لبنان أبعد ما يكون عن هذا العرف، ومن يدخل إليه مجرما لا مفر لنا من إستقباله بيننا أكثر إجراما، لا تخلو السجون من المظلومين ولكن أيضا من المجرمين، فالعفو العام في ظل عدم وجود النظام والانتظام سيطال شريحة واسعة من الموقوفين الإسلاميين، والهاربين من العدالة وتجار المخدرات ومحكومين بجنايات التزوير والسرقة والسلب، كلهم ينتظرون قانون العفو العام لفتح أبواب السجون وإسقاط الأحكام الغيابية ليستفيد من هذا القانون أكثر من ستون ألفا بين المحكوم والموقوف والفار من وجه العدالة من جنسيات لبنانية وفلسطينية وسورية في ظل غياب المعايير العلمية إنما فقط التوافقية الزعماتية.

وإذا كانت هذه التوافقية الزعماتية ستلتقي قريبا حول إستصدار قانون عفو عام، لا يخلو من الشوائب، كما إعتدنا، إنما هذه المرة لن تطال تداعيات هذه الشوائب جيب المواطن فحسب إنما ستطال السلامة العامة في لبنان.

وإذا كانت هذه التوافقية الزعماتية ستلتقي قريبا حول هذا القانون، إلا أن التطاول على الحق المكتسب للمواطن في التعبير عن رأيه يشهد توظيفا سياسيا في إطار الخلافات القائمة بين الأطراف السياسية المتنازعة على السلطة، فوصف وزير العدل اللبناني سليم جريصاتي من قبل الرئيس سليمان فرنجية بأنه إسم على مسمى نظرا لما يقوم به من ملاحقات قانونية تطال حرية الرأي والتعبير غير مسبوقة ولم نشهد مثيلها حتى في ظل الإحتلال السوري، كما سبق للرئيس بري أن علق في موضوع القضاء واصفا إياه بأنه للضعفاء مطلقا على الوزير صفة الفريق السياسي.

هذا التوظيف يعري السلطة القضائية ممثلة في وزيرها ويجعلها عرضة للانتقاد ليس بشكل حقوقي فقط إنما بشكل ساخر مع رفع الغطاء السياسي الذي يحق له ما لا يحق لغيره، فنضحى في صورة دراماتيكية من إخراج مساجين وإعتقال مفكرين وقضاء مهزوز تارة يسرتا وتارة يمين.

إخراج مساجين

وإعتقال مفكرين

وقضاء مهزوز

يسرتا يمين

مزاجي الهوى

وعدله يهين

مسير مقاد

أحكامه كمين

وعبرة لمن إعتبر

ومثالا ثمين

فالتدخل فوقي

بالبطش يستعين

يعري يبرئ

يعفي يدين

سياسة رعناء

سورها حصين

تلغي الحضارة

تقصف الرائدين

تطلق مساجين

تعتقل مفكرين

والقضاء مهزوز

يسرتا يمين.

 

بري: دولتان على الأقل لا تريدان الانتخابات

نقولا ناصيف/الأخبار/20 كانون الثاني 2018

يقول الرئيس نبيه برّي: "ليس انا مَن اشاد بالاستقرار في لبنان في اثناء زيارتي طهران اخيراً، بل المسؤولون الايرانيون اطروه، كما انتظام عمل المؤسسات. لكن عندما تعود الى بيروت تجد الامر مختلفاً، وان ثمة مَن يفتعل مشكلة بعد اخرى".

تراجَعَ سجال الاشتباك الدائر بين الرئيسين ميشال عون ونبيه برّي حيال مرسوم الاقدمية لضباط دورة 1994، دونما ان يُحل بالتأكيد، كي يتقدّم عليه اشتباك آخر بين برّي ورئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل بازاء تعديل قانون الانتخاب. يعزو رئيس مجلس النواب تتابع الاشكالات بلا اسباب مبرّرة، الى ان "ثمن مَن يريد التحرّش". عبارة قالها قبل ايام، ويعيد تكرارها، كما ان المقصود مراكمة الخلافات كي تصطدم بجدار الانتخابات النيابية. يقول ايضاً انه يفصل بين هذين الاشتباكين، وبينهما وبين استحقاق 6 ايار، كي يجزم بأن الانتخابات حاصلة في موعدها، اياً يكن الغبار والدخان الذي يتصاعد قبل الوصول اليه.

واذ يبدو الاشتباك الثاني اقرب الى الانطواء من دون ان تكبر كرته، ويحلو لوزير بارز معارض له وصفه بفقاعة اعلامية ليس الا، لا يزال الاول يراوح مكانه دونما توقّع التوصّل الى تذليله.

في اشتباك مرسوم دورة 1994، السجال مباشر بين رئيسي الجمهورية والبرلمان، وبات يرتبط بالصلاحيات الدستورية للمؤسسات الثلاث، رئاسة الجمهورية ومجلسي النواب والوزراء، ما تسبّب في تشعّب خلاف بدأ ادارياً، ثم كبر كي يمسي سياسياً، واضحى الآن اكثر تعقيداً بمراوحته في المسألة الدستورية المستعصية الحل. المفارقة في الامر التزام رئيس الحكومة سعد الحريري الصمت الكامل بازاء اشتباك الرئيسين. لا يتوسّط بينهما، ولا يتحدّث في الخلاف حتى، كأنه في كوكب آخر. لا يزال يضع في ادراجه منذ اكثر من اسبوع ــ دونما عرضه على عون ــ اقتراحاً لبرّي لحل المشكلة. يتصرّف على انه غير معني، مع انه وقّع ــ خلافاً لما تعهّد به لرئيس المجلس ــ مرسوماً هو صاحب التوقيع الدستوري الثاني فيه بعد رئيس الجمهورية. بالتأكيد ليس للحريري ــ ولا حتماً هو قادر ــ ان يجزم بين عون وبرّي بصحة موقف احدهما وصوابه الدستوري، بيد ان المشكلة باتت الآن في قلب المؤسسة الدستورية التي يرئس. قد يكون التقط مغزى عدم تحديد برّي موعداً لاستقباله بعد مكالمتهما الاخيرة قبل اكثر من اسبوعين، الا انه يدرك كذلك ان نزاعاً حاداً ما بين رئيسي الجمهورية والمجلس يحتاج، منذ الآن وصاعداً، الى دور في حجم ما كان عليه والده الرئيس رفيق الحريري وصديقاه نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام واللواء غازي كنعان.

ما يقوله برّي في استمرار الاشتباك: "انا انتظر واتفرّج. اذا قيل ما لا استطيع هضمه، فليتوقعوا ردّي فوراً. لسنا نحن مَن نضع اليد على صلاحيات الآخرين، بل هم الذين يفعلون".

يضيف: "مجلس النواب هو أم المحاكم والمحكمة العليا. هو الذي يحاكم الرؤساء والوزراء ويحاسب الجميع، مع انه لم يقدم مرة على ذلك لاسباب طائفية ليست خافية. بيد ان ذلك لا يجعله سهل النيل من صلاحياته. عندما تكون ثمة مشكلة في قانون تُحل في مجلس النواب، وليس خارجه. الخطأ المادي في قانون ما لا يصوَّب الا بقانون. مجلس النواب هو الذي يبت الخلاف على نصّ هو الذي وضعه".

اما الاشتباك الثاني حيال مشروع القانون الذي اعدّه وزير الخارجية لتعديل مهلة اقتراع المغتربين ــ وقد احيل على اللجنة الوزارية لقانون الانتخاب في جلسة الاثنين ــ فيبدو في نظر بري اقرب ما يكون الى استنفاده مفاعيله. لا يقاربه من باب الاقتراح في ذاته، رغم رفضه طرحه في هذا الوقت المتأخر بالذات، بل كإحدى المحاولات الرامية الى تهديد اجراء الانتخابات النيابية في موعدها.

ما يبدو واضحاً وقاطعاً عنده، ان لا تعديل لقانون الانتخاب "بل يقتضي بالجميع الذهاب الى الانتخابات فحسب". اكثر من سبب يجعله يكتفي بمراقبة ما يحدث ويزن ما يسمعه من مواقف وردود بإزاء هذا الاستحقاق.

يكرّر برّي معارضته ادخال اي تعديل في قانون الانتخاب: "مشروع القانون المطروح ليس تعديل مهلة اقتراع المغتربين من موعد الى موعد، بل سعي الى فتح الباب على تعديلات اخرى في القانون من اجل نسفه برمته. لديّ ورقة من وزير الداخلية تحمل اقتراحات بتعديل 11 مادة في القانون تترتب على تعديل مهلة اقتراع المغتربين. ما يعنيه ذلك ان ثمة مَن يريد التخلص الآن من قانون الانتخاب. اتى إليَّ نواب يطلبون تعديل الصوت التفضيلي. هناك مَن يطلب إلغاءه، وهناك مَن يريد صوتين تفضيليين بعدما اكتشفوا ان الصوت التفضيلي المنصوص عليه في القانون اصبح الآن عبئاً على الجميع".

يضيف: "هناك مَن يريد ما هو اسوأ. البعض يقترح تعديلاً في القانون يجعل رئيس اللائحة ــ كل رئيس لائحة ــ يحصل على الصوت التفضيلي حتماً من الاصوات التي تحوزها اللائحة من المقترعين في الحاصل الانتخابي. اي اننا نقول ان رئيس اللائحة يصير فوراً نائباً، اقرب الى تزكية، من دون ان يطلب الصوت التفضيلي له. بذلك يصبح رؤساء اللوائح نواباً من باب تحصيل حاصل. طُرِح هذا الاقتراح ابان مناقشة قانون الانتخاب في الماضي، وهناك الآن مَن يريد العودة اليه".

يضيف دونما الافصاح عن الجهات التي يقصدها: "هناك فعلاً مَن يعمل على نسف الانتخابات النيابية في الداخل. لديّ ايضاً معلومات ان ثمة دولتين على الاقل لا تريدان حصول الانتخابات النيابية في لبنان".

 

لبنان والرقص على حافة التسلط

جويس كرم/الحياة/21 كانون الثاني/18

لبنان الذي كان يوماً منبع النهضة العربية، اختار هذا الأسبوع أن يتحول نموذجاً في الديماغوجية وأن يختبر أدوات القمع والتسلط، سواء أكانت تطال الأفلام أو الصحافيين أو التجسس. النتيجة كانت فوضى وحرجاً إعلامياً في محاولة منع فيلم «ذي بوست»، ومحاكمة الصحافية حنين غدار غيابياً، ثم القيام بعملية تجسس إلكتروني لا تليق بها كلمة التجسس وفي الشكل المفضوح الذي تمت به. أن تتلقى هذه الأخبار وأنت على بعد آلاف الكيلومترات من بيروت، قد تصاب للوهلة الأولى بشعور سريالي. تتساءل: هل حقاً منعوا فيلم ميريل ستريب وتوم هانكس حول فظائع إدارة ريتشارد نيكسون؟ هل أصدروا حكماً غيابياً بالسجن ضد حنين غدار لانتقادها الجيش اللبناني عام ٢٠١٤؟ هل وصل الأمر بالاستخبارات اللبنانية أن تدير عمليات قرصنة من دون أن تغطي خيوط الجريمة؟ أسئلة تعبر عن واقع فوضوي وتجارب بدائية مع القوة للسلطات اللبنانية.

فلنبدأ بفيلم ستيفن سبيلبرغ. قرار المنع الذي دام ثلاثة أيام يعكس درجة عالية من السذاجة والاستهتار بعقول الناس وإهانة لأبسط حقوقهم الفردية. الفيلم ليس إسرائيلياً، أبطاله ليسوا إسرائيليين والكلام عن دور سبيلبرغ بإرسال تبرعات إلى إسرائيل يصبح ضرباً من النفاق حين ننظر إلى الحكومة اللبنانية ونجد أن جميع أركانها يتعاملون شبه يومياً مع شخصيات ومؤسسات حكومية وغير حكومية وشركات وجامعات ومؤسسات أجنبية تدعم إسرائيل. هل المطلوب قطع العلاقات مع أميركا وألمانيا وفرنسا والهند والأرجنتين وبقية الدول التي تدعم إسرائيل مباشرة أو عبر مواطنيها؟ أو هل المطلوب العودة إلى عصور سوفياتية وتقرير ما يشاهده اللبناني ويأكله ويشربه ويتنفسه؟ حتى أرباب النموذج السوفياتي تخلوا عن نموذجهم، والصين تتعثر في حجب وسائل التواصل الاجتماعي وحظر الأفلام.

أغرب ما في الأمر أن البعض في «النخبة الثقافية» في بيروت يؤيد قرارات القمع والرقابة، ويستخدم لغة جميلة وفلسفية لم تعد كافية لتبرير فكر متسلط ومهترئ.

ثم نأتي إلى قضايا محاكمة الصحافيين، وآخرها محاكمة غدار غيابياً في محكمة عسكرية وقرار سجنها ستة أشهر. غدار لم تسرق معلومات سرية من الحكومة اللبنانية، ولم تعرض الأمن القومي للخطر، ولم تستولِ على المال العام ولم تحمل سلاحاً أو ترتكب جرماً في وضح النهار في شوارع بيروت. ذنبها أنها أبدت رأياً انتقد مؤسسة الجيش اللبناني عام ٢٠١٤. إنما بدل الرد على الكلمة بالكلمة، وعلى الاتهام بالحقيقة إذا كان باطلاً، ندخل اليوم في دائرة جديدة ومخيفة من مقاضاة الصحافيين. تجربة من حولنا من تركيا والصين ومصر والدول التي تسجن الصحافيين تثبت أن هذه الآلية لا تنفع، على الأقل ليس في عصر التواصل الاجتماعي ووسائل «واتساب» و «تيليغرام» و «سيغنال» والتي ليس لدى سلطات أكثر حداثة من لبنان القدرة على ضبطها. الأخطر في محاولات القمع في لبنان هو تأثيرها على علاقة بيروت بالخارج ومستقبل الحريات المدنية في بيروت في المدى المتوسط والطويل. فالحديث عن قطع جزء من المساعدات الأميركية للجيش اللبناني هو حاضر في الكونغرس. والمحاكمات ضد الصحافيين ستؤذي المؤسسة العسكرية قبل غيرها في واشنطن وبين أوساط الحزبين الديموقراطي والجمهوري مع إدارة قطعت المساعدات لباكستان ووكالة الأونروا ويتزايد تذمرها حول الواقع الحالي في بيروت. أما في لبنان وهو الأهم، وحيث قطع المجتمع المدني شوطاً مهماً في الانتخابات البلدية وفي الحضور السياسي والإعلامي والثقافي والفني في بيروت، لا يجوز الانكفاء والقبول بمناخ يخنق الحريات وتتبجح فيه السلطة. في فيلم سبيلبرغ لقطة لوزير الدفاع الأميركي السابق بوب ماكنيمارا وهو يهدد مالكة صحيفة «واشنطن بوست» كاي غراهام في حال نشرت وثائق حرب فييتنام (أوراق البنتاغون). يقول لها ماكنيمارا إن «نيكسون سيجمع قوة الرئاسة، وإذا كانت هناك طريقة لتدميرك فسيجدها»، لتجيبه غراهام: «أنا أطلب نصيحتك، بوب، وليس إذنك» قبل أن تنشر الصحيفة آلاف الأوراق التي عجلت إنهاء الحرب وأعقبتها استقالة نيكسون بعد «ووترغيت».

 

نحن وإسرائيل ولبنان وهذه المقاطعة

حازم صاغية/الحياة/21 كانون الثاني/18

لنفترض أنّ طبيباً إسرائيليّاً، وصهيونيّاً أيضاً، اخترع دواء للسرطان. هل نشتريه أم نقاطعه؟

هذا الافتراض حالة قصوى، إلاّ أنّه يضيء على حالات دنيا، كما يضيء على مبدأ. إنّه يقول إنّ للحروب حدوداً وضوابط، وأن كوننا في «حالة حرب مع إسرائيل» لا يجيز كلّ شيء. إنّه لا يجيز الحرب المطلقة، الكاملة الشاملة. لو كان يجيزها، لجاز قتل أسرى الحروب.

القائلون بالحرب الشاملة، بالقطع الشامل... يقولون ضمناً بقتل أسرى الحروب. بهذا لا ننفي الأنسنة عن العدوّ، وهو ما يستنكره شعار غبيّ، بل نؤكّد التوحّش في الذات، ذاتنا.

موضوعة الحرب المطلقة التي بسببها تُمنع الأفلام في لبنان ويُشهَّر بفنّانين ومثقّفين، لها وجه آخر. فعدم التكافؤ كبير جدّاً بين حالة الحرب بسبب مزارع شبعا وبين المقاطعة الشاملة والحياتيّة، التي تمتدّ من الفيلم إلى دواء السرطان. أغلب الظنّ أنّ سكّان مزارع شبعا لا يريدون ذلك. إنّهم أكثر تواضعاً.

أمّا أن يكون النزاع على فلسطين الموضوع الموجب للحرب الشاملة، فهذا ما يستدعي استفتاء يُسأل فيه اللبنانيّون: هل تريدون حرباً شاملة نكون فيها «هانوي العرب»؟ أغلب الظنّ أنّ الذين سيقولون نعم لن يتجاوزوا الـ1 في المئة. حسن نصر الله لن يكون في عداد هؤلاء (إلاّ إذا كانت إيران في عدادهم). إنّه، من حيث المبدأ، مسؤول عن مصائر سكّانٍ لا يريد لهم أن يُهجَّروا ثانيةً وأن يُقتل أبناؤهم.

لا يقال هذا انتقاصاً من الحقّ الفلسطينيّ والتأييد السياسيّ والأخلاقيّ له. وبالطبع لا يقال حبّاً بإسرائيل. إنّه يقال كرهاً بالحرب وحبّاً بنا. إنّ جلود الإسرائيليّين أقسى كثيراً من عظامنا.

مسألة أخرى يثيرها هذا السلوك:

الباحث المصريّ شريف يونس، في اشتغاله على الانقلاب الناصريّ في 1952، تحدّث عن «إقامة فراغ سياسيّ يُسمّى الشعب»، حيث النظام «الشعبيّ» «حالة طوارئ» دائمة. هذا الفراغ الذي يطرد من الفضاء العامّ الأحزاب والنقابات والآراء الأخرى، ويمسك بعنق الجامعة والصحافة، هو شرط قيام الديكتاتوريّة الشارط.

نحن في لبنان لسنا في هذا الوارد، لأنّ التوازنات الطائفيّة أعفتنا من الانقلاب العسكريّ وديكتاتوريّته. لكنّ شيئاً مصغّراً من هذا يحصل في المحيط الثقافيّ. إنّه التطهير والتفريغ. مُقلقٌ مثلاً حكم المحكمة العسكريّة الجائر على الزميلة حنين غدّار، أو «التجسّس» الغامض المنسوب إلى الممثّل المسرحيّ زياد عيتاني. أكثر إقلاقاً أنّ مجموعة عيّنت نفسها ضبّاطاً أحراراً أو مجلساً لقيادة الثورة، تريد أن تفرض وصايتها على السينما والمسرح والكتاب والأغنية: هذا زار إسرائيل. ذاك غنّى في إسرائيل. ذلك تبرّع لإسرائيل.

المقاطعة، بالتأكيد، جزء من حرّيّة الرأي وحرّيّة التعبير. لكنّها لا تُفرض فرضاً على الآخرين. ولا تُفرض عبر تحريض الأجهزة الأمنيّة لأنّها تغدو سياسة جهازيّة وأمنيّة بحتة. وحتّى لو وضعنا جانباً الأكلاف الاقتصاديّة الباهظة لهذه المقاطعة، فإنّ ما يضاعف القلق أنّ المتحمّسين لها متحمّسون أيضاً للأنظمة الجهازيّة والأمنيّة في الجوار. نماذجهم المقترحة لا تطمئن.

إنّ ديكتاتوريّة الفكرة كما يمارسها ضبّاط أحرار سكب الله في رؤوسهم الحقيقة والصواب هي أسوأ ما يمكن أن يحصل لهذا البلد. إنّها أسوأ من الاحتلال لأنّها تفوقه تفريغاً لتعدّد المجتمع ولكثرة أفكاره وأمزجته.

وهذا البلد لا يستمدّ معناه، أو ما تبقّى منه، من أنّ «تنظيماً ناصريّاً» تأسّس فيه، أو من أنّ أبو جهاد وجورج حبش وغسّان كنفاني أقاموا فيه. إنّ معناه مستمدّ ممّا يتيحه من حرّيّة وتعدّد ليسا متاحين في المنطقة كلّها.

والكلام أعلاه لا يمتّ بصلة إلى «لبنان أوّلاً». فهذه الـ «أوّلاً» هي دائماً، وفي كلّ بلدانها، شوفينيّة وسخيفة. لكنّه يندرج في «الحرّيّة أوّلاً» و «السينما أوّلاً». الحرّيّة والسينما تعيشان بلا أوطان ولا وطنيّة. الأوطان والوطنيّة من دونهما لا تعيش.

في 1921 تأسّست جمعيّة ونادي «القلم» في لندن دفاعاً عن حرّيّة التعبير. شعارها الأبرز كان: «الأدب لا يعرف حدوداً». أوّل بلد انسحب من الجمعيّة كان ألمانيا النازيّة. حصل ذلك بعد أشهر على الوصول إلى السلطة في 1933. مبدأ النازيّين يقول إنّ للأدب، وللسينما وللحرّيّة، حدوداً. سنبقى نقول لا.

 

هكذا يخترقون الهواتف في لبنان

حسن يحيى/المدن/20 كانون الثاني/18

يستطيعون الحصول على معلومات الجهاز الأساسية

كشف تقرير نشرته شركة "لوك آوت" المتخصصة بأمن الهواتف المحمولة، ومؤسسة "الكترونيك فرونتير" المعنية بالحقوق الرقمية، وجود شبكة من القراصنة يُعتقد حتى تاريخ كتابة التقرير أنها تعمل بالتنسيق المباشر أو بمساعدة المديرية العامة للأمن العام في بيروت.

وأطلق الباحثون على هذه الشبكة اسم "السنور الأسود" نسبة إلى القط البري المنتشر في منطقة الشرق الأوسط، الذي تصعب ملاحظته، خصوصاً أن الشبكة التي أكتشفت بقيت متخفية لوقت طويل. واستطاع الباحثون ملاحظة هذه الشبكة منذ تموز 2017، رغم أنها موجودة منذ 2012.

واستهدفت الشبكة أشخاصاً ومؤسسات عادة ما تستهدفها الدول، مثل الحكومات والأهداف العسكرية والمؤسسات المالية ومتعهدي الدفاع. وكشف التقرير معلومات محددة مرتبطة بأشخاص عسكريين وشركات وأطباء وناشطين وصحافيين ومحامين، إضافة إلى مؤسسات تعليمية.

وشملت المعلومات التي تم الحصول عليها ملفات شخصية وتسجيلات للاتصالات وتسجيلات صوتية ورسائل من تطبيقات مشفرة، معلومات شخصية، رسائل نصية وصور ومعلومات الحسابات الشخصية.

وأشار معدو التقرير إلى أن هذه العملية تُعد من أكثر العمليات غزارة بالمعلومات التي رأوها منذ 2007 حتى اليوم. كما يعتقدون أن النشاط الذي لاحظه التقرير مباشرة يُمثل نسبة صغيرة من عملية التجسس، خصوصاً أن حملات عدة متزامنة أطلقتها الشبكة لاستهداف الأشخاص والمعلومات.

ولفت التقرير إلى أن المعلومات المسحوبة من الضحايا تجاوزت مئات الجيغابايت، من أكثر من 21 بلداً في أميركا الشمالية وأوروبا وآسيا والشرق الأوسط.

واستعملت الشبكة بشكل رئيسي شبكات وسائل التواصل الاجتماعي وعمليات التصيّد. وفي بعض الحالات لجأت إلى الوصول المباشر إلى أجهزة الأشخاص المراد اختراقهم.

ووجد التقرير أن الشبكة لجأت إلى تقنيات عدة للوصول إلى المعلومات، من ضمنها برنامج مراقبة للهواتف مصمم خصيصاً يدعى "بالاس"، يتم ادخاله في بعض التطبيقات المزورة التي يتم تنزيلها من متجر غوغل. وتطرق التقرير لهذه البرمجية بالتفاصيل. إضافة إلى هذا البرنامج، استعملت الشبكة أداة "فين فيشر" مصممة من شركة "للاعتراض القانوني". واستعملت بكثرة برمجية خبيثة تدعى "باندوك رات"، مخصصة لبرنامج ويندوز للتشغيل، إضافة إلى برمجية خبيثة مجهولة أطلق عليها الباحثون اسم "كرس رات"، تستهدف برامج ويندوز ولينوكس وآبل (أو اس اكس)، وبرمجيات عدة أخرى.

واستطاع الباحثون تحديد بعض البنية التحتية التي تستعملها الشبكة. ما أتاح الوصول إلى معلومات أساسية للعملية الكاملة.

وتستعمل الشبكة على خوادم "سي 2" الخاصة بها، وهي خوادم يستخدمها المهاجمون للتواصل مع الأنظمة المخترقة ضمن شبكة مستهدفة، منصات "ويندوز" و"Xampp". وهو ما يسمح بإنشاء خادم "سيرفر" محلي على شبكة الانترنت، بدل استخدام منصة "lamp stack" التي تترك أثراً مميزاً عند البحث على البنية التحتية المرتبطة.

واستطاعت الشبكة الحصول على هذه التقنيات من خلال شرائها أو استعارتها من شبكة الانترنت المظلم، وفقاً للتقرير.

واستطاع التقرير تتبع أجهزة الاختبار والأجهزة التي استعملت لإدارة هذه الحملة إلى مبنى تابع للأمن العام، لتصل إلى استنتاج وفقاً للأدلة الموجودة، أن المؤسسة "إما متعاونة أو تدعم مباشرة هذه الشبكة".

وربط الباحثون بين المعلومات من أجهزة الاختبار وشبكات "واي فاي" للوصول إلى مكان المنشأة التي تتمركز فيها الشبكة. واستعملت الشبكة مجموعة من أجهزة الاختبار للتأكد من أن البرمجيات الخبيثة التي زرعتها في "سي 2" تعمل بشكل جيد. وساعد تحديد هذه الأجهزة على تحديد مكان الشبكة التي يعتقد أنها داخل مبنى المديرية العامة للأمن العام.

ولاحظ الباحثون في محاولتهم التمييز بين أجهزة الاختبار والأجهزة المخترقة، خصوصاً أنه من الصعب التمييز بينهما، أن جزءاً من الأجهزة المخترقة احتوى على حسابات مشابهة في تسجيل البريد الالكتروني وفايبر وبريمو وتيليغرام وواتسآب. سمحت هذه المعطيات بالتركيز على أجهزة معينة مميزة بين آلاف الأجهزة التي فحصوها. ووجدوا أن هذه الأجهزة احتوت على نسبة ضئيلة، إن وجدت من المعلومات الحقيقية المسحوبة من الرسائل النصية وبيانات التطبيقات. ما أدى إلى استنتاج بأن هذه الأجهزة هي على الأرجح أجهزة اختبار.

ومع جمع أجهزة الاختبار، لاحظ الباحثون ما يمكن أن يكون شبكات "واي فاي" مميزة. واستخدموا هذه المعطيات لتحديد المكان الجغرافي للمنشأة نظراً إلى أن شبكات "واي فاي" يمكن استعمالها لتحديد المكان الجغرافي.

وركز الباحثون على شبكة "bld3f6"، التي أظهر مكانها الجغرافي أنها قرب مبنى المديرية العامة للأمن العام في بيروت.

وخلال عملية التحري، راقب الباحثون عمليات تسجيل الدخول في خوادم شبكة "سي 2" من ثلاثة عناوين "آي بي" مصدرها شبكة أوجيرو. وعند ملاحقة اثنين منها تبين أن مركزهما الجغرافي يقع جنوب مبنى المديرية.

وكشف الباحثون أن البنية التحتية التي استعملتها الشبكة أظهرت أشخاصاً عدة مرتبطين. وأدت هذه المعلومات إلى اكتشاف أسماء 4 أشخاص أو أسماء مستعارة ونطاقين ورقمي هاتف استعملتها الشبكة. وظهر عنوان البريد الالكتروني "op13@mail.com" في مراحل عدة من البحث عن النطاقات التي استعملتها الشبكة.  وارتبط هذا البريد الالكتروني باسم ن ر وهـ م ور ج. وكل العناوين التي وضعت داخل قاعدة بيانات "who is" تقع في محيط المكان الجغرافي لشبكة الانترنت "bld3f6" وهي قرب مبنى المديرية.

كما وجد الباحثون هذا الاسم داخل البرمجية الخبيثة التي تتواصل مع موقع "adobeaid.net". وعند مقارنة رقم الهاتف الذي وضعته ن في "who is"، وجد الباحثون أن الرقم نفسه مدرج في المحتوى المستخرج، ويستعمل من قبل شخص يدعى ح و.

ولفت التقرير إلى أنه خلال تموز 2017 أغلق مزود الانترنت الموقع الأخير، وخلال أيام لاحظ الباحثون عملية إعادة تسجيله وربطه بالبريد الاكتروني تحت اسم ن ر. ما سمح بتحديد عدة نطاقات أخرى مدرجة تحت البريد الالكتروني نفسه.

وتمكن الباحثون أيضاً من ربط كثير من الهجمات بالبريد الالكتروني المذكور سابقاً، والذي ربط بشخصيات الكترونية عدة منها هـ م الذي ظهر اسمه أيضاً في أماكن أخرى بصفته صاحب مواقع عدة.

هذه المعلومات تشير إلى امكانية استعمال هذا العنوان البريدي من قبل أشخاص عدة، أو من قبل شخص واحد لديه أسماء مستعارة عدة.

كما استطاع الباحثون ربط البريد الاكتروني باسم ر ج الذي وجدوا اسمه في سجلات موقع "arablivenews دوت كوم"، وحدد موقعه في بناية سلامة شارع المتحف، وهو ما يعني أنه قريب من مكان إيجاد أجهزة الاختبار في بيروت.

واستطاع الباحثون الوصول إلى رسائل وصور من مختلف أنحاء العالم. ويشير المحللون إلى لائحة البلدان التي طالها الهجوم وهي: الصين، فرنسا، المانيا، الهند، ايطاليا، الأردن، لبنان، نيبال، هولندا، باكستان، الفلبين، قطر، روسيا، السعودية، كوريا الجنوبية، سوريا، تايلاند، اميركا، فنزويلا، فيتنام وسويسرا.

وتركزت الحملة بشكل رئيسي على الهواتف المحمولة التي تعمل بنظام أندرويد. ومن خلال رسم توضيحي للمعلومات المسحوبة من هذه الأجهزة، استطاع القراصنة الحصول على 264535 ملف وهو ما نسبته 17.6%، و486766 رسالة نصية بنسبة 32.4%، 92 ألف رابط من خلال تاريخ التصفح للمستخدم، إضافة إلى 1547 من الحسابات المصادقة، و252982 رقم هاتف، و150266 من تسجيلات الاتصالات.

وتمت معظم عمليات السرقة من خلال الهندسة الاجتماعية على وسائل التواصل الاجتماعي، لاغراء المستخدم بالضغط على روابط مزورة أو تنزيل برامج مشابهة للبرامج العادية التي يستعملها مثل واتسآب أو تيليغرام، بهدف اختراق هاتفه.

واعتمد القراصنة على تقنيات التصيد في واتسآب وفايسبوك من خلال رسائل شخصية أو منشورات بروابط مزيفة أو حتى حسابات مزورة، حدد منها الباحثون أربعة حسابات هي "آ ع، ر ض، س ح، ل ف يقومون بعملية التواصل وارسال روابط مزيفة، لدفع المستخدم إلى الدخول إلى منصات يمكنهم من خلالها الحصول على أغلب المعلومات والبيانات الشخصية منه.

وقامت المجموعة بتوزيع تطبيقات مزودة ببرمجية "بالاس" الخبيثة، واستطاع الباحثون ربط أكثر من 11 برنامجاً مزوراً تحتوي على هذه البرمجية، منها سيغنال وثيريما وبريمو وواتسآب وتيليغرام بلاس. واللافت أن هذه التطبيقات تعمل بصورة مشابهة تماماً للتطبيقات الأصلية.

واستطاع الباحثون بعد مساعدة الفريق التقني في غوغل من اكتشاف هذه البرمجية الخبيثة في تطبيقات مثل فلاش بلاير وغوغل بلاي بوش.

وتستطيع هذه البرمجية القيام بأمور عدة، إذ يمكنها التقاط الصور من الكاميرا الامامية والخلفية، إضافة إلى سحب الرسائل النصية الموجودة التي تصل بعد تنزيل التطبيق، الحصول على الموقع الجغرافي من خلال خطوط الطول والعرض، تشغيل الميكروفون في الهاتف بصورة سرية للحصول على تسجيلات صوتية، الحصول على ارقام الهواتف المخزنة، البحث عن شبكات وايفاي قريبة ومعلومات عنها، الحصول على المراسلات من تطبيقات التراسل، مع الإشارة إلى أن هذا لا يمكن أن يتم إلا إذا كان المستخدم يستخدم تطبيقات مزودة بهذه البرمجية الخبيثة، والتي قام القراصنة بنشرها. كما يستطيعون الحصول على معلومات الجهاز الأساسية، الحصول على معلومات عن كل حساباته، ارسال رسائل نصية لرقم معين، الحصول على كل بيانات الاتصالات، الحصول على رموز فك التشفير في تطبيقات المراسلة، تنزيل برامج إضافية، رفع ملفات معينة ومحوها، والحصول على المعلومات الشخصية.

 

ما قيمة معاش شهر؟

مصطفى علوش/المستقبل/20 كانون الثاني/18

«يا شعب ألمانيا، أعطوني فرصة، وأقسم لكم بأنني كما دخلت إلى هذا المركز سأخرج منه. لم أتولَّ هذه المهمة من أجل الكسب ولا يهمني أساساً معاشي، إني فقط اقوم بواجبي من أجلكم». (أدولف هتلر)

لطالما أثار فضولي في شبابي ما يخص معاشات كبار الساسة في العالم وهم يتولون تلك المسؤوليات الجسام، وكنت أفترض أن الأرقام خيالية لتتناسب مع خطورة المهمة العظيمة. لكن مع الوقت أدركت أن قيمة المعاش لا تعدو كونها قضية تافهة بكل ما للكلمة من معنى. فقيمة الموقع القيادي لا علاقة لها بالمال لا من قريب ولا من بعيد. تصوروا أن أدولف هتلر، الذي تسببت قيادته لمأساة الحرب العالمية الثانية، معاشه السنوي لم يتجاوز خمسة وأربعين ألف مارك ألماني، وكان معظم مدخوله الشخصي يأتي من ريع كتابه الشهير «كفاحي». لكن كلفة تلك الحرب التقريبية بأسعار اليوم تعدت أحد عشر تريليون دولار، أما ما لا يمكن تقدير كلفته فهو خسارة خمسة وخمسين مليون بشري قد تكون حياة كل واحد منهم أغلى من أي رقم، وبكل العملات. على هذا الأساس فإن عدداً من قادة العالم، يعني ستالين وهتلر وموسوليني وهيروهيتو وتشرشل وروزفلت، صرفوا على مدى ست سنوات هذا المبلغ، أي بمعدل تريليوني دولار تقريباً لكل واحد منهم، وبرقبة كل واحد تسعة ملايين «شهيد». وعلى هذا الأساس فإن المعاش الشهري لكل منهم هو سبعة وعشرون مليار دولار، وحصة كل واحد منهم من الشهداء هي مئة وسبعة وعشرون ألفاً شهرياً.

المقصود من كل ما ذكرته هو أن مسألة السلطة منفصلة تماماً عن المعاش الشهري أو السنوي، أو ما يكسبه الحاكم مدى الحياة، حتى ولو خرج منها مفلساً، مع التأكيد على أن العلاقة بين السلطة والمال هي علاقة دياليكتيكية، لكن المؤكد هو أن معظم القادة في التاريخ القريب، والذين تسببوا أو شاركوا باعظم مآسي العالم، كانوا، وبشكل واضح، مترفعين عن مسألة المال على المستوى الشخصي، لمجرد أنهم كانوا، وبعضهم لا يزال، قادرين على هدر الحجر والبشر، والمال والآمال، بمجرد فكرة تخطر على بال الواحد منهم، ولمجرد قدرته من خلال السلطة التي يملكها أن يأمر ويطاع، ليتصدر إسمه وسائل الإعلام، وتتصدر صورة الغرف والشوارع والدوائر الرسمية، ترتفع النصب لتمجيده، وإن فوق اطلال البيوت المدمرة، على جثث ملايين الشهداء.

من هنا، فالحديث عن معاش شهر للقائد ما هو إلا مجرد مزحة!

 

جريصاتي…من المر الى لحود الى عون – تعددت المواقع والنهج واحد

انطون الخوري حرب/الصوت الحر/20 كانون الثاني/18

هي ليست سخرية القدر ولا مجرد درس بليغ في الانقلاب على المبادئ ، الى حد الانقلاب على التاريخ. بل هي وقاحة ما بعدها وقاحة، جرت مراكمتها بفضل صمت اهل البيت القاتل.

لقد كان ماضي التيار الوطني الحر النضالي نظيفا، مقتصرا على "الاوادم" حين كان يقال، ان تكون عوني يعني ان تكون آدمي، في زمن قل فيه "الاوادم. وكان من شأن هذه الكوكبة من حملة الصفات الاخلاقية ان ترفد المجتمع السياسي بجيل نخبوي نظيف ومتحررمن موبقات السياسة اللبنانية، قادر علىى قيادة هذا المجتمع نحو التقدم والرقيّ. لكن وارث هذا الحزب، شأنه شأن اي وارث لما بناه غيره، تحكمت به عقدة الدونية تجاه نفسه مقارنة مع قدرة رفاقه الذاتية على ابتداع النضال وتحقيق النجاح الباهرفي وجه "مستحيلات" زمن الاحتلال. فكانت مادة عمله وادواته ممن يوليهم المناصب من حيث لا يتوقعون، او بعدما فقدوا موقعا وفقدوا معه الامل باستعادته، فيولونه الولاء الاعمى الذي يريحه. اما ان تفتقد شخصيات هؤلاء، للكاريزما الشعبية التي تقرب المسؤول من المواطن، وتلزمهما بالتماهي ولو في بعض الامور، مما يجعل المسؤول زعيما شعبيا بحق، فهي اللشرط الاساسي للانتساب الى نادي الصهر. فالمرء لا يمنح ما لا يملكه.

لقد توقع الكثيرون ان يجهد صهر البيت والحزب والعهد بقوة، لاستبعاد رفاقه عن المسؤوليات الوطنية والحزبية خوفا على نفسه من قوة نفوسهم، كما توقعوا ان يعمد الى الاتيان برجال الاعمال الى هذه المراكز، تماشيا مع ذهنية الbusiness السياسي السائدة في عصرنا هذا، حيث لا مكان لسلم قيم او لتربية سياسية قائمة على نهج ومبادئ ثابتة فيه. لكن ان يعمد الى استحضار عملاء زمن الاحتلال الصغار، وتقليدهم المناصب الوزارية. فهذا هو السقوط الما بعده سقوط. والاهانة الكبرى لاجيال مناضلة ولشهداء افتدوا القضية بدمائهم. ولا نقصد تحديدا اصحاب الموقف السياسي الموالي في زمن الاحتلال، والذي نجح في الحفاظ على خطابه السياسي المعهود. وهو موقف ان لم يكن ممتزجا بالفساد، يحترم صاحبه مهما اختلفنا معه. ويستحق لقب الخصم بجدارة. اما ان يكون رجال العهد الحالي في الحكومة، العملاء المنفذين برتبة موظف ناجح في تقديم الولاء في زمن الاحتلال الذي قاومه رئيس العهد وتياره شبه منفردين، فهي حقا لوقاحة غير مسبوقة في تاريخ العمالة والانحراف.

سليم جريصاتي، احد هؤلاء الموظفين في ذلك الزمن الرديئ، نجح في تقديم ولائه وحنكته في التلاعب الحقوقي الى سيده الاول وزير الداخلية الياس الم، بداية كعامل في مكتبه للمحاماة، ثم في اوج قوته حين كان صهرا للرئيس السابق اميل لحود. والذي حصد جريصاتي منه عضوية المجلس الدستوري. ومن موقعه ذاك، وكمسؤول عن شؤون آل المر القضائية، ترك بصماته على ملف اقفال محطة تلفزيون ال ام تي في، ومن ثم تولى بنفسه ابطال نيابة غبريال المر الذي فاز في انتخابات المتن الفرعية عام 2002، مؤيّداً من المعارضة المسيحية في ذلك الحين وفي مقدمتها التيار الوطني الحر. وبعد وقوع الخلاف بين المر ولحود، انتقل ولاء جريصاتي الى لحود الذي عيّنه مستشارا له.

بعدعهد لحود، تمكن جريصاتي بقدرة شخص واحد هو جبران باسيل، من تأمين مجال لولائه، فعيّنه باسيل وزير اً للعمل مكان الوزير السابق شربل نحاس، فشكل اسمه عنوانا لتلك الخيبة لجمهور التيار الوطني الحر خاصة، وللبنانيين عموما، الذين وجدوا في تلك الماساة التي اطاحت بنحاس، بداية انطفاء حلم الدولة الصالحة الموعودة. اما قمة الوقاحة فكانت في تعيينه وزيرا للعدل في بداية عهد الرئيس "القوي"، وكأنه يُكافئ على تاريخه "المجيد". رغم وجود طاقات حقوقية وقضائية كبيرة في التيار والتكتل. ولم يفهم احد العبرة من هذه المكافاة سوى انها سيئة بالمطلق.

بتقلّده منصبه الجديد، وجد في مسألة حرية الراي والتعبير، مجالا لاستعادة السلوكيات السابقة. ولا سيما بعدما تأكد من ضيق صدر العهد بالنقد تحت شعار الحرية وفق القانون. فكانت ثمرة عمله الاولى الادعاء على مئآت المدونين على شبكات التواصل الاجتماعي، مرورا بمقاضاة بعض الصحف وصولا الى قضية مارسيل غانم، ويبدو ان هذا النهج مرشح للاستمرار مستقبلا.

هذا هو اسم المسؤول الاول عن العدالة في لبنان، وهذه هي السيرة الذاتية القضائية للدولة، وهذا هو نهج التعاطي مع المعارضة الاعلامية والسياسية في العام الاول من عهد الرئيس العماد ميشال عون، وهذه هي بشائر العهد واللائحة تطول...

 

إسرائيل مطمئنة للجدار: كيف يرد حزب الله؟

سامي خليفة/المدن/20 كانون الثاني/18

كما هي الحال في المنطقة المجردة من السلاح بين الكوريتين الشمالية والجنوبية، والجدار الذي بنته تركيا بطول 180 كيلومتراً في أتيلا، الذي يفصل الأتراك المسلمين شمال قبرص عن اليونانيين المسيحيين في جنوب قبرص في العام 1975، تصف إسرائيل الجدار الذي تنوي تشييده على حدود لبنان بأنه ضرورة لأمنها، سبق أن أثبت نجاحه في دول أخرى. لكن هذا الجدار لا يتطابق مع رؤية لبنان لخط الحدود الدولية بينه وبين الأراضي الفلسطينية. لكن إسرائيل تبرره بأنه ضرورة رداً على المخاوف من أن يقوم حزب الله بغزو بري لشمال إسرائيل، ومحاولة الاستيلاء على المجتمعات الإسرائيلية على طول الحدود.

ستبدأ المرحلة الأولى من الجدار من رأس الناقورة، في الشمال الغربي من فلسطين المحتلة، حتى 12 كيلومتراً إلى هانيتا شرقاً، ومن ميسغاف عام القريبة من مستوطنة كريات شمونة إلى المطلة. ومن المتوقع أن يمتد الجدار 80 كيلومتراً من رأس الناقورة على الساحل إلى هار دوف وسلسلة جبال الحرمون في الشرق.

وقد توقعت مصادر أمنية إسرائيلية سابقاً أن يحتج لبنان على بناء هذا الجدار، وكررت قولها في مناسبات عدة أن حزب الله قد يحاول تعطيل العمل عليه من خلال تنظيم تظاهرات على أساس أن الجدار لا يلتزم بالحدود الدولية المعروفة بالخط الازرق، وأن الحزب قد يستخدم نيران القناصة لتعطيل أعمال البناء. لكنها قللت من خطر اندلاع حرب على خلفية تشييده. فالحزب، في رأيهم، غير مهتم بالصراع الشامل.

تعتقد إسرائيل أن هذا الجدار سيدفع حزب الله إلى العمل من لبنان وسيزيل تهديدات الأنفاق والهجمات البرية. ووفق ما صرح نيتسان نوريل، وهو المدير السابق لمكتب مكافحة الارهاب في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي والنائب السابق لقائد فرقة الجليل في الجيش الإسرائيلي، فإن حزب الله يجب أن يقرر إذا ما كان سيستخدم قدراته الاستراتيجية قبل الانتهاء من بناء الجدار، مشدداً على أنه إذا استخدمها قبل تشييده فإنه يعرض نفسه لخطر حرب لبنان الثالثة.

وتبدو إسرائيل حازمة في قرارها عدم التراجع عن بناء الجدار. إذ اتهم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غادي أيزنكوت حزب الله بمواصلة الاستعداد للحرب في القرى والمدن والبلدات جنوب نهر الليطاني، و"بتسليح نفسه بأسلحة أكثر فتكاً ودقة لإيذاء الجبهة الإسرائيلية". وقد أدى ذلك إلى قيام إسرائيل باستثمار مبالغ كبيرة من المال والجهد لتعزيز دفاعاتها على طول الحدود مع لبنان على مدى السنوات الماضية. ما خلق عقبات مثل المنحدرات الاصطناعية وبناء حواجز عالية للمساعدة في منع الهجمات البرية.

سيبلغ ارتفاع الجدار 6 أمتار، وهو شبيه بـ"السياج الذكي" الموجود على الحدود بينفلسطين المحتلة ومصر، وفي هضبة الجولان، وعلى امتداد 30 كيلومتراً من الحدود الفلسطينية- الأردنية. وتقدَّر تكلفة بنائه بأكثر من 120 مليون شيكل. وهو في جوهره رد مباشر على تشكيل قوات الرضوان، وهي فرقة كومندوس تابعة لحزب الله ومدربة على القتال داخل أراضي إسرائيل، وخطاب السيد حسن نصرالله عن تطوع "مئات الآلاف" من الميليشيات الشيعية للقتال معه ضد إسرائيل إذا ما هاجمت سوريا أو لبنان.

 

نفوذ إيران يتضاءل إذا نجح العرب في صياغة استراتيجية موحدة تجاهها

أمير طاهري/الشرق الأوسط»/20 كانون الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/61939

إذا كان عام 2016 بين إيران والعرب قد بدأ بعلاقات عاصفة، فقد انتهى العام أيضاً بسُحب قاتمة بدت واضحة في الأفق. وتعود خلفية تلك العلاقة المتدهورة إلى الشكوك القديمة المتبادلة التي بدأت عام 1979 عندما استولى الملالي على السلطة في طهران. ومنذ ذلك الوقت، زعم الملالي أن الدول العربية، بصرف النظر عن انقسامها السياسي، متحدون في رغبتهم في الإطاحة بالنظام الخميني في طهران. ويستدل الملالي في ذلك بحرب السنوات الثماني التي أطلق شرارتها الأولى الرئيس العراقي صدام حسين عام 1980 بهدف معلن، وهو تغيير النظام الحاكم في طهران. فباستثناء سوريا في عهد حافظ الأسد، فقد رأى الملالي انحياز جميع الحكومات العربية ومنظمة التحرير الفلسطينية إلى جانب العراق «دليلاً» على عدوانية العرب تجاه النظام الإيراني الجديد. من جانبها، تزعم الدول العربية أن تدهور العلاقات حدث بسبب سلوك نظام الخميني، وتحديداً عندما أصرت علناً على «تصدير» آيديولوجيتها إلى جميع الدول الإسلامية. ومنذ عام 1979، أسس حكام إيران الجدد مكتباً خاصاً بوزارة خارجيتهم حمل اسم «تصدير الثورة»، وهو الهدف المعلن الذي نص عليه دستور الجمهورية الإسلامية أيضاً. كذلك، أسس هؤلاء الحكام «الحرس الثوري الإسلامي» بهدف سحق خصوم النظام في الداخل ونشر الآيديولوجية الخمينية في الخارج، وفي منطقة الشرق الأوسط تحديداً. ومنذ عام 1980، قطعت الجمهورية الإسلامية علاقاتها الدبلوماسية مع ثماني دول عربية في أوقات متباينة ولأسباب مختلفة. وثبتت إدانة الجمهورية الإسلامية في تشجيع العمليات الإرهابية في الجزائر ومصر والأردن والكويت والسعودية. وأسست طهران ميليشيات لها للعمل في لبنان والعراق وسوريا واليمن بهدف استخدامها كدول داخل تلك الدول لتحقيق أهداف طهران. وحاولت طهران أيضاً استغلال الانقسام الذي كان سمة دائمة للعلاقات العربية – العربية.

وكانت عمان وقطر هدفاً لما سمي بسياسة «الفنلندة»، وتعني رفض السياسات التي ربما لا تروق لطهران. كذلك، ابتليت الكويت بعدوى السير في الاتجاه ذاته بزعم أن العراق لا تزال تضمر الطموحات الوحدوية القديمة لضمها؛ وهو الأمر الذي لا تستطيع دولة غير إيران التصدي له. وفي حال لم يتسنَ لطهران تحقيق أي من تلك الخيارات، فهناك أساليب أخرى يمكن لطهران أن تختار منها ما تشاء. ففي العراق مثلاً، أسست طهران قوات شبه عسكرية، وأغدقت بالمال هناك لشراء ولاءات بعض الجماعات السياسية الشيعية. وفي سوريا، استثمرت إيران في الدم والمال للإبقاء على بشار الأسد في السلطة، والآن فإنها تطالبه بتقنين وضع تلك الميليشيات المدعومة من إيران والتي تضم مرتزقة من أفغانستان وباكستان للبقاء هناك بصورة دائمة. وفي اليمن، فمن دون دعم طهران للحوثيين، ما كان لتلك الفئة أن تحافظ على بقائها في صنعاء وفي أجزاء من ساحل البحر الأحمر.

وفي لبنان، فقد تمكنت طهران من بسط نفوذها من خلال «حزب الله» وعن طريق عناصر أخرى داخل بعض الفئات التي أوجدتها طهران. وعلى مدار سنوات، فقد قدم الجانبان (إيران والعرب) ما يكفي من الأدلة لإضفاء المصداقية على مزاعمهما. وجاءت نهاية الحرب الإيرانية العراقية عام 1988 وموت الخميني بعد ذلك بعام لتساعد في تخفيف حدة التوتر مع العرب. ورغم ذلك، سرعان ما اتضح أنه لن يحدث تحسن دائم في العلاقات بين الجمهورية الإسلامية في طهران والدول العربية، والسبب هو أن النظام الخميني يعتبر نفسه بمثابة الحكومة الإسلامية الشرعية الوحيدة في العالم؛ ولذلك فهو يختلف جذرياً عن جميع دول المنطقة. وفي مثل هذه الحالة، فإما أن تعمل إيران على أن يكون باقي دول الشرق الأوسط على شاكلتها، أو أن تتغير هي لتصبح على شاكلة باقي دول الشرق الأوسط. كل منطقة من مناطق العالم تتكون من دول عدة تشكل في مجملها نسيجاً واحداً متعدد الألوان رغم التنوع والاختلاف في الفكر والتاريخ والبنية. ووجود دولة تخالف هذا التماسك يصبح مصدراً للتوتر وعدم الاستقرار.

على سبيل المثال، لا يمكن بحال أن تكون هناك دولة وسط أوروبا ترفض شرعية جميع جيرانها وتحاول الإطاحة بحكوماتهم من خلال البروبغندا والعنف وحتى الإرهاب. فالدول التي لا تتلاءم مع محيطها الإقليمي تكون أقرب ما يكون إلى الخروف الأسود، فهو ينظر له دوماً باعتباره غريباً ومصدر تهديد.

ومن الأمثلة الحديثة ما شاهدناه في صربيا بزعامة سلوبودان ميلوزوفيتش. فتلك الدولة لم تتلاءم مع المزيج الجديد في البلقان؛ الأمر الذي أجبر الدول الكبرى في أوروبا، بدعم من الولايات المتحدة، على تبني سياسة لتغيير النظام الصربي. ومن الأمثلة التي رأيناها قبل ذلك والقريبة من منطقتنا النظام العراقي في عهد صدام حسين، وكذلك حكومة طالبان في أفغانستان بقيادة الملا محمد عمر.

ولنكون على يقين، فالحرب ليست السبيل الوحيد للتعامل مع الخروف الأسود المشؤوم. فالأنظمة غير الملائمة يمكن الإطاحة بها بالانقلابات العسكرية كما حدث في شيلي بزعامة سلافوتر أليند. وهناك طريقة أخرى هي إجراء التغيير داخل نظام الخروف الأسود عن طريق تطهير رأس النظام من العناصر المسببة للقلاقل ليعود الخروف الأسود بعدها إلى باقي القطيع. أحد تلك الأمثلة هي السودان التي تخلصت من الفئة المتشددة بداخله، التي تمثلت في حسن الترابي، ليتبنى النظام بعدها نموذجاً أكثر قبولاً من دول المنطقة ومن العالم من حوله.

كذلك، يمكن لمزيج من العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية وبعض الضغوط أن تؤتي ثمارها كما حدث مؤخراً في زيمبابوي. لكن هناك طريقة أخرى تتمثل في مزيج من «الثورات الشعبية» وبعض الرشى الاقتصادية والسياسية لحث الخروف الأسود على التغيير كما حدث في ميانمار (بورما).

ولذلك؛ فمن دون تغيير النظام في إيران، أو تغيير الأنظمة في باقي الدول العربية بدءاً من تركيا إلى المغرب مروراً بإسرائيل ومصر لصالح إيران، فإن الأمل في تغيير العلاقات بين الجمهورية الإسلامية وجيرانها، سواء القريبون أو البعيدون، يبدو ضئيلاً. لكن البديل الوحيد لعلاقات الود ليس الصراع ولا الحرب.

أحد البدائل هو جعل نظام الخميني يتجرع من الكأس نفسها التي صنعه بيده. ويمكن تنفيذ ذلك بتقديم الدعم لأشرس أعداء النظام، وفي الوقت نفسه العمل على زعزعة الاستقرار في البلاد. ويبدو أن إدارة ترمب في واشنطن تدرس هذا الخيار بجدية بين خيارات أخرى عدة. وهناك خيار آخر، وهو الانتظار إلى أن ينهار نظام الخميني من تلقاء نفسه بسبب ممارساته الداخلية المتناقضة كما حدث للاتحاد السوفياتي. على سبيل المثال، يرى وزير المالية البريطانية السابق، اللورد لامونت، الذي كان أحد أنشط أعضاء لجنة الضغط على طهران، أن سياسة «الانتظار» يمكن دمجها مع بعض الإجراءات لجذب النظام الإيراني إلى شبكة الاقتصاد والتجارة العالمية. وهناك وجهة نظر أخرى تبناها بعض المحللين في واشنطن تقترح القيام بتزييف علاقة مع الجيش الإيراني، وشأن أي جيش في العالم، سيسعى إلى تحديث قدراته وقد يكون مستعداً لتغيير آيديولوجيته في سبيل الاندماج مع النظام العالمي.

وقد استمتعت طهران بميزتين كبيرتين: الأولى، أن العرب لم ينجحوا في صياغة استراتيجية مشتركة للتعامل مع طهران، فكل دولة تحاول على حدة فتح طريق مستقلة للتعامل مع الجمهورية الإسلامية. والميزة الأخرى، أن طهران قد نجحت في التعامل مع الاتحاد الأوروبي ومع الولايات المتحدة حتى نهاية رئاسة أوباما. وفي الحقيقة، فقد سار أوباما في طريق تعزيز النظام الخميني. وبالنسبة للاتحاد الأوروبي، يبدو أن المتحدثة الرسمية للسياسية الخارجية بالاتحاد الأوروبي فدريشيا مغريني، تروج لمصالح إيران أكثر مما تروج لمصالح الاتحاد الأوروبي. والشهر الماضي، وخلال زيارتها إلى ميانمار، كان الوقت الذي قضته السياسية الإيطالية في الحديث عن الاتفاق النووي الذي أبرم مع إيران أكثر من الوقت الذي قضته في الحديث عن مأساة مسلمي الروهينغا. ويبدو حالياً، فإن فرص طهران في تسجيل المزيد من النقاط في مرمى جيرانها تبدو ضئيلة. لكن من غير المرجح أيضاً أن يتنازل الملالي عن طموحاتهم قريباً. كذلك، فإن عدم وجود استراتيجية موحدة يجعل فرصة العرب في كبح ماكينة الشر الإيرانية ضئيلة أيضاً. في الحقيقة، فإن أياً من الطرفين حالياً في وضع يؤهله لعمل التغيير في الوضع الراهن من خلال اشتداد حدة الصراع، ولا حتى باللجوء إلى العمل العسكري ولا باتخاذ تدابير مؤقتة اعتماداً على حلول وسط من خلال القنوات السياسية والدبلوماسية. بعبارة أخرى، الطريق يبدو مسدوداً، على الأقل في المستقبل القريب.

 

إيران تتنافس مع إيران في العراق

خيرالله خيرالله/العرب/21 كانون الثاني/18

تكمن أهميّة إيران بنظامها الحالي في مراهنتها على أن الوقت يعمل لمصلحتها. انتظرت طويلاً في اليمن كي تقطف ثمار استثمارها في الحوثيين. كان في استطاعة الحوثيين قتل الرئيس علي عبدالله صالح بعيد سيطرتهم على صنعاء في الواحد والعشرين من أيلول – سبتمبر 2014، لكنّهم انتظروا إلى أواخر العام 2017 قبل الإقدام على خطوتهم القاضية بالانتهاء من الرجل الذي كان فقد عملياً كلّ أدوات السلطة منذ تسليمه الرئاسة إلى نائبه عبد ربّه منصور هادي في شباط (فبراير) 2012. لم يكن من همّ لدى عبد ربّه منصور، الذي يدّعي أنّ علي عبدالله صالح أساء معاملته طوال خمسة عشر عاماً، سوى تصفية حساباته الشخصية مع الرئيس اليمني السابق. وهي تصفية حسابات صبّت عملياً في مصلحة الحوثيين (أنصار الله)، أي في مصلحة إيران.

كان العراق، وليس اليمن، منطلقاً جديداً لإحياء المشروع التوسّعي الإيراني الذي فقد زخمه في مرحلة معيّنة، خصوصاً بعد شبه الهزيمة الإيرانية في حرب السنوات الثماني مع العراق بين 1980 و1988، وهي حرب لم تؤدِ سوى إلى تراجع إيراني موقت. كان التراجع تمهيداً للانقضاض مجدداً على دول الجوار، على رأسها العراق، حيث ارتكب صدّام حسين حماقة ليس بعدها حماقة تمثّلت في احتلال الكويت في صيف العام 1990، غير مدرك لعواقب مثل هذه المغامرة التي ستُعيد إحياء العدوانية الإيرانية وروح الانتقام من كلّ ما هو عربي في المنطقة بكلّ أشكالهما.

ليست الانتخابات العراقية المقبلة التي ستجري خلال أشهر قليلة سوى استكمال لمشروع وضع اليد الإيرانية على العراق بطريقة دستورية وذلك بعد تسليم جورج بوش الابن البلد على صحن من فضّة إلى إيران في العام 2003. انتظرت إيران خمسة عشر عاماً للوصول إلى انتخابات 2018 التي ستتوّج بها سيطرتها على العراق، كما تأمل في ذلك. تتمثّل تلك السيطرة برئيس للوزراء تابع لها يحظى في الوقت ذاته بغطاء أميركي. هل أفضل من الدكتور حيدر العبادي للعب هذا الدور المعدّ له سلفاً بعد إجباره على أن يكون حليفاً لبعض تشكيلات «الحشد الشعبي» الذي ليس سوى مجموعة ميليشيات مذهبية ذات عناصر عراقية تابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني؟ انضمّ الجزء الأكبر من «الحشد» إلى العبادي. ما لبث هذا القسم الأكبر أن أعاد النظر في تحالفه مع رئيس الوزراء. لا بدّ من ممارسة ضغوط على العبادي بين وقت وآخر لإقناعه بأنّ لا مجال للخروج من تحت الوصاية الإيرانية وأن طهران ممسكة بكلّ خيوط اللعبة العراقية.

يمثّل «الحشد الشعبي»، إيرانياً، مستقبل العراق ويجسّد المشروع الإيراني في البلد. معظم قياديي «الحشد» قاتلوا مع إيران ضد العراق في حرب ما بين 1980 و1988. هؤلاء إيرانيون قبل أن يكونوا عراقيين. هؤلاء تابعون للوليّ الفقيه ولا ولاء لهم سوى لغيره. ليس أفضل من هؤلاء ليكونوا حراساً لإيران على العراق وعلى من هو في موقع رئيس الوزراء. شكّل حيدر العبادي تحت إشراف «حزب الدعوة» الذي ينتمي إليه تحالفاً لخوض الانتخابات المقبلة. سيكون منافسه نوري المالكي الذي يشرف «حزب الدعوة» أيضاً على التحالف الذي انشأه تحت تسمية «دولة القانون». إنّها «دولة القانون» التي جاءت بـ«داعش» إلى الموصل في العام 2014 من أجل تبرير عملية تدمير إحدى المدن العراقية الأكثر عراقة والأكثر تنوّعاً.

اطلق العبادي تسمية «نصر العراق» على التحالف الذي يخوض به الانتخابات والذي يعتبره تحالفاً «عابراً للطوائف». عاجلاً أم آجلاً، سيتبيّن إلى أي حدّ هناك قدرة لدى أي سياسي عراقي على التملّص من الوصاية الإيرانية..

باختصار شديد، تتنافس في الانتخابات العراقية إيران مع إيران. يتنافس العبادي مع نوري المالكي. يتنافسان على أيّ منهما أكثر إيرانية من الآخر. ميزة العبادي أنّه يوفّر غطاء أميركياً لإيران في العراق. وهذه نقطة تعمل لمصلحته. الثابت في المعادلة كلّها هو «الحشد الشعبي» المطلوب أن لا يكون مستقبل العراق وحده، بل مستقبل كلّ دولة تسعى إيران إلى أن تكون تحت وصايتها. فـ«الحشد الشعبي» في العراق هو الميليشيات الإيرانية في سوريا التي أبقت بشّار الأسد في دمشق وإن في دور الواجهة للإيرانيين والروس. و«الحشد الشعبي» هو أيضاً «أنصار الله» في اليمن و«حزب الله» في لبنان والميليشيات الإيرانية التي تهدّد البحرين من داخل..

نجحت إيران في لبنان، خصوصاً بعدما حوّلت «حزب الله» إلى أداة فعّالة على الصعيدين الإقليمي والعالمي. لكنّ نجاحها الأساسي يبقى في العراق. إنّه النجاح الذي سمح لها بتغيير التوازن الإقليمي تغييراً جذرياً. لم يكن الرئيس الفرنسي فرنسوا ميتران الذي هبّ لمساعدة العراق في حربه مع إيران في العام 1981 مخطئاً في ذلك الزمن. قال بكل بساطة في تبريره لدعم نظام على رأسه صدّام حسين، على الرغم من أنّه لم يكن معجباً به بأيّ شكل، إن الحدود بين العراق وإيران هي حدود بين حضارتين كبيرتين وليست مجرّد حدود بين دولتين. إنّها حدود عمرها مئات السنوات بين الحضارة الفارسية والحضارة العربية. هذه الحدود، على حدّ تعبير الرئيس الفرنسي الراحل، تتحكّم بالتوازن الإقليمي. انهارت تلك الحدود لمصلحة إيران في ربيع 2003. انهار معها كلّ التوازن الإقليمي بعدما قرّر جورج بوش الابن اجتياح العراق ونفّذ ذلك بالتفاهم الضمني مع إيران. لم يعد للأكراد الذين شاركوا في عملية الانتهاء من نظام صدّام حسين مكان في العراق الجديد الذي قرّرت إيران إعادة تشكيله بضوء أخضر أميركي. كان من بين أبرز الدلائل على وجود هذا الضوء الانسحاب العسكري الأميركي من العراق في عهد باراك أوباما. ترافق الانسحاب مع استسلام أميركي كامل لنوري المالكي، رئيس الوزراء وقتذاك (في العام 2010)، وهو استسلام لإيران ورغباتها.

تتنافس إيران مع إيران في الانتخابات العراقية المقبلة. ما يشهده العراق حالياً هو تتويج لجهود بدأت في العام 1979 وقادها وقتذاك آية الله الخميني الذي أعتقد أن العراق سيكون لقمة سائغة لإيران. الخوف كلّ الخوف من أنّ ما تقوم به إيران في العراق سينسحب على لبنان المتوقّع أن يشهد انتخابات نيابية في أيّار (مايو) المقبل بموجب قانون وُضع على قياس «حزب الله».

تركّز إيران على تعميم تجربتها في المنطقة، وهي تجربة تقوم أساساً على قتل القوى الحيّة في المجتمع وجعل السلطة أسيرة «الحرس الثوري». من هذا المنطلق، لا يمكن الاستخفاف بايّ شكل بما يجري في العراق وما يحضّر له في لبنان. إذا كان العراقيون بلغوا مرحلة لم تعد لديهم فيها خيارات كثيرة.. هل يستسلم اللبنانيون ويستعدون من الآن لدخول مرحلة الوصاية الإيرانية المغطاة بمجلس نيابي يمتلك فيه «حزب الله» مع حلفائه أكثرية النصف زائداً واحداً، وهي أكثرية يستطيعون من خلالها عمل الكثير؟

 

بوتين الرابع في روسيا وسوريا

عبد الرحمن شلقم/الشرق الأوسط»/20 كانون الثاني/18

بوتين الرابع في الكرملين، والأول دائماً في روسيا. يمشي إلى كرسيّ الزعامة يسبقه مارش قيصر القوة والتاريخ. فلاديمير بوتين القديم الجديد يتجمع فيه الكثير من الماضي الروسي، ويضيف إليه معالم لم تشهدها روسيا في أي عصر. روسيا من العهد القيصري إلى الشيوعي لم تعشْ حالة «الرئيس» ولم تكن هناك وظيفة بهذا الاسم. القيصر حكم بقوة الفرد الأعلى. يرث السلطة والوطن ويدير البلاد بعقل واحد. روسيا الإمبراطورية الممتدة عبر مساحات هائلة، تتحرك من حرب إلى أخرى، من تحالف إلى آخر. بعد الثورة البلشفية حدث انقلاب هائل في كل شيء؛ الحياة الاجتماعية والسياسية وشكل الحكم. مركزية كاملة في إمبراطورية واسعة لها امتداد آيديولوجي وسلطوي ضم بلداناً مجاورة. عهد ستالين الديكتاتوري الدموي جعل من الاتحاد السوفياتي كياناً مختلفاً عما سبقه أو لحقه. الحزب الشيوعي الحاكم يقاد بتركيبة متعددة الرؤوس: مكتب سياسي، لجنة مركزية، الأمين العام للحزب هو رأس النظام. (الرئيس) لم يوجد اسماً ولا مركزاً. في مرحلة غورباتشوف وتحديداً أواخر أيامه ترنح النظام الشيوعي. لم يكن رئيساً ولا زعيماً ولا قائداً. تسربت السلطة من يديه في أواخر أيامه السياسية. يلتسين القادم من أطراف الحزب الشيوعي، لم تستطع يداه المهتزتان القبض على السلطة، في بلاد شاسعة اعتادت أن تقاد من قصر الغموض العنيف (الكرملين). اهتزازات الانهيار ضربت كل شيء في البلاد، انشقت الأطراف، وشبّت الصراعات بعيداً وقريباً، وتغولت المافيات، ولم تعد البلاد تعرف إلى أي عالم تنتمي، الثالث أو الرابع أو عليها أن تكتشف فضاءً سياسياً عالمياً جديداً تدفع إليه تصنيفها. صارت الإمبراطورية النووية كوكباً تائهاً في فلك قديم. من القياصرة، إلى لينين الثائر الماركسي الأممي البلشفي، إلى ستالين الرهيب القاتل مَن معه ومَن ضده، إلى خرتشوف الظاهرة القيادية المنفلتة، إلى بريجينيف الزعيم العنيف المراوغ، إلى شيخوخة الزعامة والنظام، ثم ظهور الشخصية الشابة غورباتشوف، الذي صوَّر اتحاداً سوفياتياً جديداً في ذهنه بشفافية حالمة، تعيد تأهيل كياناً سياسياً واقتصادياً منهكاً بسبب آيديولوجيا مغلقة تحت عنوان الاشتراكية. تزامن عهده وحلمه مع رئاسة أميركية رسمت صورة شيطانية للاتحاد السوفياتي. الرئيس رونالد ريغان الذي جرَّ الشاب الحالم بالإصلاح عبر الشفافية إلى حلبة سباق التسلح وإنهاكه اقتصادياً. محطات روسيا السوفياتية وما بعدها اتسمت بالقلق والتقلبات وعدم الاستقرار عند صيغة سياسية تتحدد فيها آلية القيادة العليا. بوتين اسم جديد ورقم جديد في روسيا. لم تعرفه روسيا عبر تاريخها.

منصب أو شخصية (الرئيس). هو اليوم يعيد بناء البلاد بخرائط سياسية واقتصادية جديدة. يتحرك دولياً برؤية استراتيجية شاملة، يرسّخ مفهوماً واقعياً لنظام رئاسي خاص بروسيا. الأنظمة السياسية في العالم تختلف وإن تشابهت عناوينها. الديمقراطية البرلمانية القائمة على الأحزاب، الأنظمة الرئاسية. لكل دولة تفاصيل تنفرد بها في الهيكل والإجراءات والتنفيذ. الديمقراطية بمفهومها ومسيرتها التاريخية لم تعشْها روسيا عبر تاريخها القديم والحديث. بوتين يريد أن يجترح تجربة روسية سياسية تتآلف مع تكوينها الاتحادي وتراثها السياسي الذي يكون للقائد الفرد الكاريزمي الحازم فيه مركزية القرار، له ثقله السياسي الزعامي الداخلي ودوره الدولي الفاعل. يتقدم بوتين إلى الولاية الرئاسية الرابعة وروسيا تعيش استقراراً سياسياً واقتصادياً. تعود إلى حلبة السياسة الدولية باندفاع غير مسبوق بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ونهاية الحرب الباردة.

يتقدم للانتخابات كفرد مستقل وليس مرشحاً لحزب روسيا الموحدة. ذهب شخصياً إلى لجنة الانتخابات ليسجل اسمه كمواطن روسي عادي مرشح للرئاسة، تلك رسالة تحمل أكثر من مؤشر، تتصل بما يريد بوتين أن يرسمه للصيغة السياسية الديمقراطية الروسية. في بريطانيا، حزبان أساسيان هما العمود الثابث والدائم الذي تدور حوله الحركة السياسية؛ المحافظون والعمال. وفي الولايات المتحدة الأميركية؛ الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي. في أوروبا الغربية كانت الأحزاب الديمقراطية المسيحية الكيان السياسي الذي قاد العديد من الدول بعد الحرب العالمية الثانية. بوتين يرى أن يكون هو الصيغة الروسية لنظام الحكم الرئاسي الروسي، فيه وبه، المواطن الرئيس العابر للأحزاب، الزعيم المجسِّد للقوة الوطنية والدولية الروسية. الظرف المحلي الروسي والدولي يقدمان له الحبر والورق الذي يكتب به حروف رؤيته. في الداخل لا منافس حقيقياً له في الانتخابات القادمة. الحزب الشيوعي اسم وشعار باهت يطل من متحف التاريخ. الجيل الجديد لم يبرز منه اسم حقيقي منافس له. أليكسي نافاليني شخصية مشاغبة أكثر مما هو رقم سياسي وطني يقدم مشروعاً يجيب عن أسئلة المواطن الروسي الطامح إلى تطور اقتصادي وإصلاح إداري وقضائي يواجه الفساد، ويقود البلاد في معترك السياسة الدولية شبه المسلحة. هكذا يكون بوتين هو وعاء الزعامة الذي يحمل التجربة والرتبة والخبرة العسكرية السابقة. فيه الموروث القيصري، والقبضة الشيوعية، والحضور العالمي المنافح. سوريا الروسية، فتحة واسعة في صناديق الانتخابات الرئاسية الروسية القادمة. الاندفاع العسكري الروسي في المعترك السوري، قفزة نابليونية محسوبة. التاريخ ماضٍ في رحاب دورات الزمان، لكنه فاعل في الضمير الشعبي الوطني. روسيا كانت على مر التاريخ مساهماً فاعلاً على المسرح الدولي، بعد الحرب العالمية الثانية كانت من المهندسين الفاعلين في تشكيل العالم الجديد، قوة ضاربة لها كتلة عالمية تأتمر بأمرها، تتقاسم مع الولايات المتحدة وأوروبا الغربية قيادة العالم سياسياً وعسكرياً. بعد انهيار الاتحاد السوفياتي كان الإحساس بالهزيمة حالة مضافة إلى المعاناة الاقتصادية واتساع مشاعر الإحباط بل اليأس. لا قيمة لإمبراطورية بلا نفوذ خارج الحدود. بعد نجاح بوتين في استعادة العافية للداخل الروسي، كان عليه أن يمد وجوده إلى الخارج، أن يقوم بإنزال سياسي وراء الخطوط، وذلك لا يتأتى إلا بإنزال عسكري، سوريا هي موقع الإنزال. اندفعت قواته على الأرض السورية، وغطت طائراته الأجواء، وعبرت صواريخه المسافات لضرب المعارضة السورية المسلحة بمختلف مواقعها وعقائدها. كانت معركة سياسية إقليمية ودولية بامتياز. سوريا اليوم هي موقعة الحرب الدولية الساخنة والباردة. هناك تتشابك خطوط الدنيا الجديدة: إسرائيل، تركيا، إيران، الوجود الأميركي وكذلك العراق، معمل الصدام. قرار روسيا إقامة قاعدة جوية في حميميم وقاعدة بحرية في طرطوس يعني فتح جبهة مواجهة دائمة ومفتوحة يحارب بها في أوكرانيا، ويواجه بها الانتشار العسكري للناتو على حدود روسيا، ويساوم بها أوروبا وأميركا في ملف العقوبات المفروضة على روسيا. بوتين الرجل العسكري الاستخباراتي الذي عمل في جمهورية ألمانيا الشرقية في الحقبة الشيوعية، يدرك قواعد المواجهة عن قرب، وقيادة روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي علّمته مناورة الصراع عن بُعد. قال إن القاعدتين في سوريا هما للدفاع عن أمن روسيا. اليوم في عهده الرابع يعود بحزمة خيارات قوية وناعمة في ذات الوقت، هي عنوانه وعلامات صيغة روسية في هوية الوطن ونظام الحكم المبتكر.

 

التسويفات الإيرانية وتغير المواقف الأوروبية

إميل أمين/الشرق الأوسط»/20 كانون الثاني/18

هل غيرت أوروبا موقفها من إيران تحت الضغوطات الأميركية، أم لإدراكها خطأ مواقفها السابقة؟ الأنباء التي تسربت للصحافة الأوروبية، وما نشرته «فايننشيال تايمز» تشير إلى أن الأوروبيين قد طلبوا من الإيرانيين الدخول في مفاوضات حول البرنامج الصاروخي الإيراني المثير للجدل، عطفاً على أزمات إيران في المنطقة وتدخلاتها في شؤون جيرانها، والدور المثبط للاستقرار الذي تلعبه. على الجانب الإيراني كان من الطبيعي نفي الخبر، إذ أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، أن جمهورية إيران الإسلامية لا تسمح لأحد بالتدخل في ملامح سياساتها الدفاعية، وخاصة في برنامجها النووي.

رجل الخارجية الإيرانية أضاف أن: «برنامج إيران الصاروخي له أغراض دفاعية بحتة، وسياسة إيران في المنطقة سياسة بناء، وتدعم الاستقرار، بغية تعزيز السلام والأمن الإقليميين والدوليين».

هل يمكن لمثل هذا الحديث أن ينطلي على أي صاحب عقل راجح أوروبي أو أميركي؟

لعل ما يؤكد صدقية تغير الموقف الأوروبي، أن لديهم نفراً من أصحاب العقول الاستشرافية التي راجعت تصريحات رموز الشر الإيراني، وعليه أعادت بناء رؤية جديدة للموقف من طهران. على طاولة وزراء خارجية ألمانيا وبريطانيا وفرنسا، بالإضافة إلى حضور السيدة فيديريكا موغيريني، منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، وضعت وبكل صرامة هذه المرة التهديدات التي أطلقها في 26 نوفمبر (تشرين الثاني) 2017، العميد حسين سلامي، نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، وجلها كانت تهديدات مباشرة للأوروبيين، من أن بلاده ستزيد مدى صواريخها لأكثر من ألفي كيلومتر، إذا شعرت بتهديد أوروبي.

تعلم الاستخبارات الأوروبية تمام العلم، أن لدى طهران اليوم أنماطاً ونسخاً جديدة من صواريخ باليستية زودتها بها كوريا الشمالية تطال أوروبا بالفعل، وتهدد مدنها وشعوبها، وأنه كلما طال زمن التسويف الإيراني، اشتد عود صناعاتها الصاروخية، ما يعني استفحال الخطر، وبات عليها الآن اتخاذ مواقف حازمة وحاسمة، وإجراء مقاربات ومفاضلات جذرية بين المكاسب المالية المترتبة على صفقاتها مع الإيرانيين، وبين أمن شعوبها وأمانها. من جانب آخر، يمكن للمرء تصور أن التغير في الموقف الأوروبي يعكس فاعلية ما لقرار الرئيس ترمب الأخير تجاه البرنامج النووي الإيراني، الذي أتاح للأوروبيين نحو أربعة أشهر لتغيير موقفهم من الإيرانيين، سيما أن الأوروبيين لم يصلوا بعد إلى الدرجة التي يستقلون فيها بالقرار السياسي والعسكري في بروكسل، فالناتو لا يزال قوياً وفاعلاً، حتى وإن طفت على السطح إرهاصات تذمر خافت الصوت، من جراء الأحادية الأميركية التي عبر عنها ترمب في رؤيته لـ«أميركا أولاً»، ذلك أن الأوروبيين يدركون أن الرئيس الأميركي، أي رئيس، يمكن أن يكون جملة اعتراضية في مسارات ومسافات العلاقة بين جانبي الأطلسي، ويتغير المشهد بتغير ساكن البيت الأبيض كل أربع سنوات.

تغير الموقف الأوروبي، الذي يبدأ من عند البرنامج الصاروخي الإيراني، وغداً ربما يطالب بملاحق جديدة للاتفاقية النووية، يخدم ولا شك السياسة الخارجية الأميركية، والموقف من إيران على كافة الأصعدة، وبخاصة تطوير برامجها النووية، والسعي لحيازة السلاح النووي إنْ آجلاً أو عاجلاً... لماذا؟

بالقطع لن يقبل المجتمع الدولي قراراً أميركياً منفرداً يسعى لإلغاء الاتفاقية النووية، الأمر الذي سيلحق أضراراً بالغة بمصداقية وموثوقية واشنطن التي هي مجروحة بالفعل حول العالم منذ عقدين وحتى الساعة، ومن هنا يفهم المرء أن إدارة ترمب تريد أن يطالب الأوروبيون إلى جانب الأميركي بالتعديلات، وحين ترفض إيران ذلك، تقف ضدها الولايات المتحدة وأوروبا في جبهة واحدة.

الأوروبيون في أزمة خيارات وولاءات عميقة؛ فهم من جانب غير قادرين أو غير راغبين في إغضاب الحليف الأميركي، حتى وإن اختلفوا جذرياً مع توجهات دونالد ترمب، ومن جهة ثانية وبعيداً عن التهديدات الصاروخية الإيرانية، يدركون أنهم جغرافياً وديموغرافياً الأكثر قرباً إلى إيران وبقية الشرق الأوسط، وأن كثيراً جداً مما يجري اليوم على الأراضي الأوروبية وثيق ولصيق الصلة بتطورات المشهد في تلك المنطقة المضطربة، وربما يقول أحدهم: «يكفينا ما نتجرعه من إشكاليات المهاجرين التي جرّت ويلاتها علينا فترة ما عرف بالربيع العربي».

لكن الناظر بعمق للمشهد الأوروبي، يدرك أنه لم يكن لغالبية حكومات أوروبا اليوم أن تقف صامتة أمام المد الإيراني الدوغمائي واللوجيستي شرق أوسطياً وأوروبياً، وإلا فإن كل صمت تلتزم به سيتم تلقائياً تحويله إلى أرصدة مضافة لتيار اليمين المتطرف الذي يتعاظم شأنه اليوم، والذي يرفض حالات الانبطاح الأوروبي التقليدي أمام كافة القوى الراديكالية، وفي المقدمة منها إيران بنوع خاص، وعليه كان لا بد من تحرك أوروبي سريع، براغماتي النزعة، داخلياً وخارجياً معاً. قرار الرئيس ترمب الأخير ما كان ليخلو من مسحة من الذكاء، وهو أمر غير اعتيادي من رئيس لا دالة له على الذكاءات السياسية والاجتماعية، ذلك أنه وفي توقيت خروج الجماهير الإيرانية بالآلاف إلى الشوارع، لم يكن من الجيد أن تبدو أميركا في صورة العدو الجديد – القديم، الذي يجعل حياة الإيرانيين أكثر مشقة وعناء، بل ترك للملالي الفرصة ليشدوا الحبل من حول رقابهم، حتى يدرك الإيرانيون أن الفوائد الاقتصادية التي توفرت لهم من جراء الاتفاقية النووية، لم تنعكس عليهم، وإنما ذهبت فوائضها المالية لدعم ميليشيات طائفية في الخارج. الخلاصة: التسويف الإيراني لا يفيد، والنوايا الخفية الإيرانية لا بد لها وأن تستعلن، وعلى الجميع، أوروبيين وأميركيين، السهر والحمى.

 

العرب وإيران: مراجعة في التاريخ والسياسة

نجاح عبدالله سليمان/الحياة/21 كانون الثاني/18

العلاقات العربيَّة- الإيرانيَّة، كانت وما زالت، شائكة جداً ومتسربلة بالريبة، وتتداخل فيها سطوة التاريخ بالعقائد وبالمصالح المتنافرة. فتلك العلاقات مرت تاريخياً بمراحل متعددة قبل الثورة الإسلامية وبعدها، ولإيران مكانة مهمة في الشرق الأوسط، إذ إنها أحد أكبر البلدان الإسلامية لاسيما في المشرق الإسلامي؛ فيما يشكل العرب ثقل العالم الإسلامي. لدى إيران عموماً ثلاثة حلفاء رئيسيِّين في العالم العربي؛ العراق وسورية ولبنان، فيما أن أكثر علاقاتها توتراً في المنطقة هي مع دول الخليج العربي. منذ أن اقتحمت إيران الحياة السياسية العربية بعد انتصار الثورة الإيرانية، وخصوصاً منذ سقوط بغداد في 9/4/2003 ازداد حضورها في السياسات العربية.

نعم إيران لم تنس بعد زوال إمبراطوريتها على يد العرب منذ نحو أربعة عشر قرناً مضت خلال فترة الفتوحات الإسلامية؛ فالصراع الإيراني مع العرب لا يعود تاريخه إلى أعوام قلائل مضت كما يعتقد البعض، بل هو صراع قومي تاريخي ممتد يمتلك أبعاداً وخلفيات قومية وسياسية متجذرة وتعود إلى مرحلة ما قبل الفتح الإسلامي بمراحل، ولكنه بات يرتدي ثوباً أيديولوجياً فضفاضاً منذ قيام ثورة الخميني، حيث اتجه الملالي إلى استغلال مرحلة التراجع العربي عبر رفع راية الدفاع عن الشيعة وسعوا إلى احتكار الحديث باسمهم في مواجهة السُنّة، من أجل تغطية طموحاتهم التوسعية التاريخية على حساب العرب برداء أيديولوجي عقائدي نجحوا من خلاله في اختراق صفوف السنة العرب. وما ساعدهم في ذلك أن هناك من العرب من تعامل مع إيران باعتبارها خصماً أيديولوجياً؛ لا تاريخياً وسياسياً، وهناك من تعامَلَ مع المواطنين العرب الشيعة باعتبارهم وكلاء لإيران في دولهم، والحقيقة ليست كذلك، ولا ينبغي أن تكون كذلك. وذلك ساهم بدوره في تعزيز التوجه الإيراني نحو تفكيك الدولة الوطنية العربية بمعاول الطائفية والمذهبية واستقطاب شرائح من العرب الشيعة للتعاطف مع إيران، ما يمثل نوعاً من الاختراق المدمر للاصطفاف الوطني في الدول التي تعاني مثل هذه الظاهرة.

الواقع أن هناك عوامل واعتبارات كثيرة تبرهن على أن الصراع العربي- الإيراني هو صراع قومي تاريخي وليس صراعاً دينياً، فالعرب ليسوا جميعاً من المسلمين السنة، بل إن هناك ملايين العرب يعتنقون الإسلام الشيعي والديانة المسيحية واليهودية وأدياناً وعقائد أخرى. كما أن إيران ليست في مجملها من المسلمين الشيعة، بل يكفي الإشارة إلى وجود نحو عشرة ملايين مسلم سني يعيشون داخل هذا البلد، الذي يزعم حمل لواء الدفاع عن المسلمين الشيعة في المنطقة والعالم. وحول خلفيات هذا الصراع، يقول المفكر الإيراني صادق زيبا كلام: «إن الكثير من الإيرانيين- سواء كانوا متدينين أو علمانيين- يكرهون العرب»، ونُقل عنه في مقابلة مع أسبوعية «صبح آزادي» ترجمها موقع «العربية نت» منذ نحو أربع سنوات ما نصه: «للأسف أنا واثق من أن الكثير منا -نحن الإيرانيين- عنصريون»، معتبراً أن نظرة الإيرانيين للعرب تعد أحد أبرز الشواهد على تلك العنصرية. وهو نفى وجود ارتباط بين تدني المستوى الثقافي وانتشار العنصرية لدى الإيرانيين كما هو الحال في الغرب، ومعتبراً أن الأمر يبدو مختلفاً في إيران، ومضيفاً «ترون الكثير من المثقفين يبغضون العرب، وتجدون الكثير من المتدينين ينفرون منهم، إلا أن هذه الظاهرة أكثر انتشاراً بين المثقفين الإيرانيين». ويحصر صادق هذه الكراهية القومية الفارسية للعرب إلى الهزيمة التاريخية للفرس أمام المسلمين العرب في معركة القادسية، وفي ذلك يقول: «يبدو أننا كإيرانيين لم ننس بعد هزيمتنا التاريخية أمام العرب ولم ننس القادسية بعد مرور 1400 عام عليها، فنخفي في أعماقنا ضغينة وحقداً تجاه العرب وكأنها نار تحت الرماد قد تتحول إلى لهيب كلما سنحت لها الفرصة». ويضيف مبرهناً على صحة تفسيره: «هذه الأمور ليست من صنع الوهم، فكلما اتخذ جيراننا في الإمارات والبحرين وقطر والكويت موقفاً ما ضد إيران ستجدون رد الجمهورية الإسلامية الإيرانية عنصرياً أكثر منه موقفاً سياسياً». ويتساءل صادق: «عندما يتحدث الناطق باسم خارجيتنا أو وزير خارجيتنا أو إمام جمعتنا أو رئيس برلماننا، فإن كلامهم ينطلق من فكر استعلائي».

المنطق الموضوعي الذي يتحدث به الكثير من الإيرانيين في مختلف المواقف والمناسبات ربما يبدو أكثر إقناعاً من الدلائل والبراهين الموثّقة حول العداء التاريخي القومي والنزعة العنصرية التي تسيطر على السلوك السياسي الإيراني تجاه العرب جميعاً، وعلى العكس فهناك الكثير من العرب، ممن يثقون في مزاعم الدفاع عن الدين والقدس والمستضعفين والمظلومين وغير ذلك من شعارات لا تخفي سوى خطط ونيات توسعية قومية، فالشعارات الدينية ليست سوى هرطقة طائفية وحصان طروادة الجديد الذي نجح الإيرانيون من خلاله في تفريق شمل العراقيين، وتحويلهم إلى فرق وطوائف متصارعة على قاعدة دينية ومذهبية تتيح لإيران فرصة ثمينة للثأر التاريخي مما حاق بإمبراطوريتها على يد العرب المسلمين في العراق. ففي عراق ما بعد الاحتلال الأميركي، حيث لا غالبية سنية، بل كما يقال غالبية شيعية، هناك طائفية معلنة في شكل سافر لا تأخذ بفكرة تحالف الأقليات بعد. الواقع أن كل هذا حصل ويحصل للعالم العربي بدعم وتشجيع معلن من إيران، وبعد ضجيج قومي صم الآذان ولم يفرض نفسه على الجميع كإشكال مقلق.

الحقيقة الثابتة أن في الدين قواعد لا يجوز أن يختلف عليها الناس؛ واجتهادات مبنية على أدلة ظنية لا يجوز أن تكون سبباً لاختلافِ الأمةِ، وإنما مدعاة للحوار والنقاش. والخلاف بين الشيعة والسنة لا يدور حول القواعد الثابتة، وإنما يتعلق بالقضايا الاجتهادية القائمة على أساس الأدلة الظنية. والخلاف المذهبي (الشيعي– السني) إذا كان يحمل في نشأته أي معنى، فإن جماهير المسلمين من الطائفتين لا يدركون اليوم له أي معنى أو مضمون، وآن له أن يدفن في مقابر التاريخ. وعلى أي حال فإن انقراض العباسيين والفاطميين والعلويين، وقيام الأنظمة الجديدة الملكية والديموقراطية، وضع المسلمين من المذاهب كافة أمام مرحلة جديدة من الوحدة على أساس إسلامي أو إقليمي أو قطري أو قومي، وبناء مجتمعاتهم السياسية الموحدة على أساس التعايش والمساواة والعدالة بغض النظر عن هوياتهم الطائفية. والمهم هي إرادة التعايش وبعدها تهون الأمور. إن ترك الأمور السلبية بين الطوائف المختلفة ليس في مصلحة الوحدة والتعايش المشترك، ولا يجوز دفن الرؤوس في الرمال، وإنما تجب المبادرة إلى معالجتها بروح أخوية، بعيداً مِن التضخيم والتهويل والحرب الإعلامية.

 

حصار وانفراج

سمير عطا الله/الشرق الأوسط»/20 كانون الثاني/18

قال رئيس وزراء إثيوبيا في نهاية زيارته للقاهرة: «لن نعرِّض حياة المصريين للخطر» ويقصد بذلك مضاعفات «سد النهضة» على حصة مصر من النيل. واضح أن النية حسنة جداً رغم السوء في التعبير، فلا إثيوبيا ولا غيرها، تستطيع أن تهدد مصر بالأخطار. الإيجابي في الأمر أن موضوع «سد النهضة» وأثره على حياة مصر انتقل من التهديدات الصحافية الفارغة إلى الحوار على المستويات المفترضة بين الفريقين. وأخطار التعرض للنيل ليست أقل أهمية من التعرض السفيه لسيناء. ومن المؤسف جداً ومصر في هذا الحصار، أن ينضم السودان إلى محركي القلق المجاني في الجوار المصري الأفريقي والعربي، من دون أن ننسى المخاوف القائمة عبر البر والبحر مع ليبيا. لف الغموض تاريخ النيل في منابعه ومصباته. لكن اسمه ارتبط بمصر منذ أن أطلق المؤرخ هيرودوتس جملته الشهيرة: «مصر هبة النيل». غير أن الحقائق الجغرافية غير العناوين الشاعرية. والجفاف والري ليس شعراً، وكذلك الطمي؛ إذ يقول المؤرخون إن مدينة صور اللبنانية كانت جزيرة حولها الطمي القادم من النيل إلى بر موصول. أهل الضفاف لهم حقوق دولية في المياه المالحة والعذبة. وكون أن دول حوض النيل لم تعرف في الماضي كيف تستفيد من خيراته، لا يعني أن حقوقها فيه قد ماتت مع الزمن. غير أن هذه الحقوق لا يمكن أن تمس طريقة حياة المصريين القائمة منذ الزمان، بعيداً عن الشعر، النيل حياة مصر. وفي حرب أكتوبر (تشرين الأول)، عندما شعرت إسرائيل بالهزيمة، هددت إسرائيل بضرب السد العالي، وليس القاهرة. ربما تعين على مصر في هذه المرحلة أن تعقد مؤتمراً دائماً حول هذه المسألة يتجاوز الحاليات السياسية المتوترة، كمثل الموقف السوداني، الذي بلغ به إعطاء جزيرة سواكن للأتراك. صحيح أن مساحة السودان ما شاء الله، لكن المثل الشعبي يقول «وزع البحر بيتوزع». وبعدما فقد السودان جنوبه، في مرحلة جديدة من البؤس والخراب والحروب والفقر، لا بد أن يضن بما تبقى، ولو أن صيغة التخلي هنا تحفظ في الشكل تقاليد السيادة. في الماضي كان من الممكن أن يكون رئيس مصر مولوداً في السودان (محمد نجيب) أو أن تكون أمه سودانية (السادات)، وكانت وحدة «وادي النيل» الأكثر طبيعية في الوحدات العربية. وهذا الجو العدائي القائم منذ سنوات طويلة لا يليق بالدولتين، ناهيك بالشعبين الأكثر قرباً عبر التاريخ، فإذا المسألة التاريخية تتحول كلها إلى شيء يسمى حلايب، على وزن سواكن.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

بري التقى مجلس الشورى والمحامين وعرض مع كرامي الانتخابات

السبت 20 كانون الثاني 2018 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهر اليوم في عين التينة، مجلس شورى الدولة برئاسة رئيسه هنري خوري الذي قدم له التقرير السنوي للمجلس، وتطرق الحديث الى شؤون قضائية وقانونية.

ثم التقى رئيس الهيئات الإقتصادية عدنان القصار وعرض معه الأوضاع الاقتصادية.

وبعد الظهر استقبل مجلس نقابة المحامين في بيروت برئاسة النقيب أندريه الشدياق والنقباء السابقين، وقال الشدياق بعد الزيارة: "كانت زيارة بروتوكولية، ولكن تطرقنا خلالها الى بعدين مع دولته. البعد الأول الأمور النقابية وهو المحامي البارع وابن النقابة البار، وتطرقنا في مجال آخر الى الجوانب القانونية لأننا نقابة حق وقانون، من حيث نتائج الأخطار التي تحدق بلبنان والمنطقة على صعيدين بصورة خاصة موضوع القدس وما يستجره من خطر في مسألة التوطين. وتطرقنا الى الجدار الفاصل المصطنع المنوي إقامته على الخط الأزرق الذي لا يعكس في الحقيقة الحدود الدولية الفاصلة بين لبنان وفلسطين المحتلة على ما هو منصوص عليه في المادة الخامسة من اتفاق الهدنة. وكان تطابق في وجهات النظر. الرئيس هو رأس السلطة الاشتراعية وهو يسوي الأمور من خلال هذا الموقع. ونقابة المحامين التي لها الدور الوطني بالإضافة الى الدور المهني ستتصدى وتتنكب هذه المشاكل من الزاوية القانونية".

من الزوار أيضا الوزير السابق فيصل كرامي وكان عرض للأوضاع والاستحقاق الانتخابي. واكتفى كرامي بعد اللقاء بالقول: "الى الانتخابات در".

 

يوحنا العاشر ترأس قداسا في كاتدرائية النبي ايليا في ابو ظبي

السبت 20 كانون الثاني 2018 /وطنية - ترأس بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي القداس الالهي الاول في كاتدرائية النبي إيليا في المصفح ابو ظبي، وعاونه لفيف من المطارنة والآباء، في حضور السفيرين اللبناني واليوناني في الإمارات العربية المتحدة فؤاد دندن وديونيسيوس زويس، سفير النوايا الحسنة لدى الأمم المتحدة البير متى وعائلته، الى جانب ابناء الرعية الذين قدموا من مختلف المناطق الإماراتية ليشهدوا على قيام اكبر صرح ايماني في الشرق الأوسط. وكان سبق الذبيحة الالهية صلاة تكريس الكاتدرائية بحسب التقليد الأرثوذكسي.

ومع اختتام الصلوات من خلال اضاءة القنديل، توجه يازجي للناس طالبا منهم "ان يمتثلوا لوصية الرب بأن يضىء نورهم امام الناس فيروا اعمالهم الحسنة ويمجدوا الآب السماوي". وبعد القداس، كانت كلمة لأسقف الإمارات العربية المتحدة المطران غريغوريوس خوري، الذي عبر عن الفرح غير الموصوف بحضور غبطته والبركة التي حلت على الرعية من خلال هذه المناسبة. بدوره شكر البطريرك يوحنا العاشر الاسقف غريغوريوس والأب استيفانوس والرعية على جهودهم مقدما لهم وللكنيسة هدايا تذكارية. وفي ختام المناسبة، كانت كلمة للسفير زويس توجه فيها ليازجي مقدما احر التهاني وايقونة للعذراء مريم.

 

الشعار التقى باحثين سياسيين عربا وأجانب: الظلم من أهم أسباب الارهاب والتطرف

السبت 20 كانون الثاني 2018/وطنية - طرابلس - إستقبل مفتي طرابلس والشمال الدكتور مالك الشعار، في مكتبه في طرابلس، وفدا من باحثين سياسيين من تونس وتركيا وباكستان وأميركا وألمانيا وإسبانيا وأستراليا وبريطانيا، ضمن البرامج التبادلية من خلال السياحة السياسية التي تشرف عليها جمعية Beirut exchange. ودار خلال اللقاء حوار معمق حول كثير من المفاهيم المغلوطة السائدة عن الإسلام وعلاقته بغير المسلمين، حيث شرح الشعار للوفد طبيعة الدور "الذي تضطلع به دار الفتوى في لبنان من ناحية رعاية شؤون المسلمين السنة بخاصة، والدور الوطني بعامة". وأجاب على أسألة أعضاء الوفد واستفساراتهم حول بعض القضايا المتصلة بما بات يعرف ب "الإرهاب والتطرف"، شارحا لهم كيف أن "الظلم السائد في العالم من خلال النظام العالمي أو من خلال الأنظمة المحلية، هو من أهم الأسباب المسببة لذلك".

 

وزير الاعلام بعد لقائه الحريري: المحادثات بين القوات والمستقبل على قدم وساق وستتوج بما يفيد مصالح لبنان والطرفين

الجمعة 19 كانون الثاني 2018 /وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري مساء اليوم في "بيت الوسط"، وزير الإعلام ملحم الرياشي في حضور وزير الثقافة الدكتور غطاس خوري.

بعد اللقاء، قال الوزير الرياشي: "التقيت الرئيس الحريري في حضور الصديق والزميل الدكتور غطاس خوري، لمتابعة المحادثات التي جرت في معراب قبل حوالي الأسبوع مع الدكتور غطاس، موفدا من الرئيس الحريري، لإعادة قراءة العلاقة الثنائية بين القوات اللبنانية وتيار المستقبل ووضع الإطار الجديد والمناسب لها ولهذا التحالف الذي هو استراتيجي وقديم، قدم الدماء والشهداء، منذ يوم استشهاد الرئيس رفيق الحريري إلى اليوم". أضاف: "هذه العلاقة ليست أمرا جديدا ولا حديثا، لكن بالتأكيد كانت هناك شوائب تشوبها، غيمة وبإذن الله مرت، والمحادثات على قدم وساق بانتظار وصولها إلى خواتيمها السعيدة". سئل: هل هذا يعني أن المحادثات لا زالت بحاجة إلى مزيد من اللقاءات لتوضيح الصورة؟

أجاب: "البحث ليس لتوضيح الصورة، وإنما يقوم على دراسة تفاصيل متعددة وملفات مرتبطة بمصالح الطرفين ونشاط الحزبين والتيارين، والأمور تتجه نحو الخير بإذن الله".

سئل: حكي عن شروط وشروط مضادة لعقد اللقاء بين الرئيس الحريري والدكتور سمير جعجع، وحكي عن بيان يصدره جعجع قبل عقد هذا اللقاء؟

أجاب: "كلا كل هذا الكلام غير صحيح. لا تستمعوا إلى كل هذا الكلام، استمعوا إلي وإلى الوزير غطاس خوري فقط".

سئل: هل تم البحث في شؤون إعلامية خلال اللقاء، ولا سيما موضوع تلفزيون لبنان؟

أجاب: "لم نتحدث بموضوع تلفزيون لبنان وإنما بموضوع نقابة المحررين، وقد تحدث الرئيس الحريري مع الأمين العام لمجلس الوزراء لكي يصار إلى توقيع مشروع مرسوم تحديث نقابة المحررين ليرسله إلى مجلس النواب، هذه بشرى نعلنها من بيت الوسط للاعلاميين".

سئل: كنا سألنا الوزير خوري في معراب ما إذا كان اللقاء بين الرئيس الحريري والدكتور جعجع بات قريبا، واليوم نسألك أنت من بيت الوسط؟

أجاب: "بالتأكيد، وسيكون تتويجا للمحادثات، بالشكل الذي يفيد مصالح لبنان ومصالح الطرفين بإذن الله.

سئل: ما هي الموانع؟

أجاب: ليست هناك موانع، لكننا نعمل على خطة ومقاربة حديثة لطريقة التعاطي بين الطرفين، ليكون اللقاء تتويجا لهذا التوجه، منعا لعودة رواسب أو شوائب الماضي ودخول أطراف آخرين على هذه العلاقة لتشويهها لا سمح الله".

قائد اليونيفيل

كما استقبل الرئيس الحريري قائد قوات "اليونيفيل" الجنرال مايكل بيري، وبحث معه في عمل القوات الدولية في جنوب لبنان.

 

نعيم قاسم: الانتخابات بموعدها وسنتحالف مع حركة أمل في جميع الدوائر

السبت 20 كانون الثاني 2018 /وطنية - رأى نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، في افتتاح دورة ثقافية للهيئات النسائية في بيروت بعنوان "المرأة بين رؤيتين"، في مجمع المجتبى، ان "إعلان وزير الدفاع الأمريكي إستراتيجية أمريكا الحربية، وهي خالية تماما من مواجهة الإرهاب التكفيري، أمر طبيعي، لأن أمريكا صنعت الإرهاب التكفيري ولا يمكن أن تقمعه أو تقتله فهو من أدواتها، وإنما تحاول أمريكا أن تعيد فرادتها في العالم وتسلطها البشع الذي لا يراعي أبسط حقوق البشر، لكنها عاجزة عن أن تحقق هذا الهدف مع وجود مقاومة شريفة على مستوى المنطقة والعالم".

وقال: "أمريكا مصدومة لأن محور المقاومة هزمها، نعم هزم داعش فهزمها، وهزم إسرائيل فهزمها، وهزم مشروعها التقسيمي في المنطقة فهزمها، فلم تعد تملك إلاَّ التهديد والخيلاء، ولكن هذا الأمر لن يغير في واقع المنطقة، لقد انطلق مارد المقاومة ولا إمكانية لإعادته إلى القمقم".

أضاف: "بإمكان الرئيس الأمريكي ترامب أن يصرح بأنه قرَّر ضم القدس إلى الكيان الإسرائيلي، ولكن ليس بإمكانه أن يقتلع القدس من قلوب الأطفال والرجال والنساء، وهؤلاء بقلوبهم أقوى من دباباته وطائراته ومن الإسرائيليين، وستثبت الأيام أن القدس فلسطينية لفلسطين ولأهلها ولكل الأحرار".

وتابع: "ندعو إلى أوسع التفاف حول القضية الفلسطينية ودعم الشعب الفلسطيني، ونعتبر أن إنجازات محور المقاومة قد أسست بحمد الله تعالى لمستقبل حقيقي للمنطقة".

وعن الانتخابات النيابية، قال: "كل المعطيات تشير الى أن الانتخابات النيابية حاصلة في لبنان في موعدها، وأن كثرة الجدل حول إمكانية حصولها أو عدمها ما هي إلا محاولات لتسليط الضوء على بعض النقاشات غير النافعة وغير المفيدة ولصرف وقت اللبنانيين. وهذه الخلافات السياسية التي نراها بين الحين والآخر لا تؤثر على الانتخابات النيابية لا من قريب ولا من بعيد، نتمنى ألا تكون موجودة، ونتمنى أن يحصل التوافق، وأن تكون هناك تسويات، وأن يفكر الجميع بمعالجات تتجاوز العصبية والتحديات، هذا أفضل للجميع، ولكن مع ذلك الانتخابات إن شاء الله حاصلة في موعدها".

وختم قاسم: "حزب الله يجري اتصالاته بكثافة في هذه المرحلة مع الأفرقاء والجهات المختلفة على الساحة، من أجل أن يحدد تحالفاته ولوائحه الانتخابية، ولكن المحسوم بشكل نهائي حتى الآن هو أن حزب الله سيكون متحالفا مع حركة أمل في جميع الدوائر الانتخابية من دون استثناء أي دائرة، بمعنى أن اللوائح ستكون مشتركة بين حزب الله وحركة أمل في كل لبنان، هذه مسألة حسمت وإن شاء الله سنبدأ بحسم المسائل الأخرى من أجل أن نخوض الانتخابات محاولين أن نكون صوت الناس وصوت الوطن من خلال العمل الدؤوب لمصلحة قوة لبنان ومقاومته وثلاثية الجيش والشعب والمقاومة".

 

ابراهيم: نملك كل ما من شأنه أن يحمي البلد وسنواجه مافيات تهريب السوريين ونعاقبهم

السبت 20 كانون الثاني 2018 /وطنية - أكد المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، ان الأمن العام يركز على نظرية "لبنان الآمن وليس الدولة الأمنية"، رافضا التعليق بشكل مباشر على تقرير اختراق أجهزة خلوية في 21 بلدا، ومكتفيا بالقول: "لا ارغب في كشف قدراتنا لأعدائنا، لأن اي معلومات في هذا الاطار قد تساهم في تضليلنا، ولكنني أؤكد أننا نملك كل ما من شأنه أن يحمي البلد". وحذر "الاخوة السوريين بأن من يحاول الدخول والخروج عبر المعابر غير الشرعية يعرض نفسه للخطر والموت جراء الصقيع والالغام والارهابيين". جاء ذلك في حديث إلى محطة lbci في نشرتها المسائية اليوم، سئل في مستهله: "ما هو تعليقكم على التقرير المتعلق باختراق الأمن العام لأجهزة خلوية في 21 بلدا والحصول على داتا معلومات منها؟"، فأجاب: "لا اريد التعليق مباشرة على هذا الموضوع باعتبار ان العمل الامني يتمتع بالسرية، ولا ارغب في كشف قدراتنا لأعدائنا لأن اي معلومات في هذا الاطار قد تساهم في تضليلنا، ولكنني أؤكد أننا نملك كل ما من شأنه أن يحمي البلد". وعما اذا كان يلمح الى ان ما ورد في هذا التقرير صحيح، قال: "نحن في الامن العام نركز على نظرية لبنان الآمن وليس الدولة الأمنية، بهذا المعنى فان لبنان الآمن هو لبنان الدولة الديموقراطية القائمة على حكم المؤسسات الدستورية والقوانين، وبالتالي فإن هدف كل عملية اعتراضية استخباراتية تدخل في إطار الأمن الاستباقي، وتلاحق أولئك الذين يهددون امن لبنان وسلامته واستقراره الاقتصادي والمالي، وطرق تهريب المخدرات والأسلحة وشبكات الاتجار بالبشر وطبعا الارهابيين وعملاء العدو الإسرائيلي. وعملنا ينصب وسينصب دائما في هذا السياق ولن نحيد عنه، وكانت الاولوية ولا تزال مزدوجة وموزعة في اتجاهين: الاول مكافحة الارهاب، والثانية حماية لبنان واللبنانيين والمقيمين، وكل ذلك وفقا للقوانين والصلاحيات المنوطة بالمديرية العامة للأمن العام". وأضاف: "هنا لا بد من الإضاءة على نقطة أساسية وهو الدور الذي لعبته عمليات الاعتراض هذه في كشف الكثير من الشبكات وبعض ما كان يخطط له العدو الاسرائيلي وآخرها كشف العميل محمد الضابط الذي كان مكلفا بمراقبة السيدة بهية الحريري في إطار مخطط لإغتيالها، بالإضافة الى المساهمة في كشف المتورطين في جريمة محاولة اغتيال مسؤول حماس في صيدا محمد حمدان".

وعما جاء في التقرير أن المعلومات المستقاة من عمليات الاختراق هذه لم تكن محمية وبالتالي تعرضت الخصوصيات للخطر، أجاب: "لقد لاحظت عبر السوشيل ميديا تداولا لموضوع العملية الاستخباراتية وحجم التنصت، وانه طال الحياة الخصوصية، لا سيما بعد تداول الموضوع في وكالتي "AP" و"Reuters" ، وفي الاعلام المحلي والدولي والمنظمات الحقوقية التي تعنى بهذا الموضوع". وقال: "ردا على ذلك أقول إن الاعتراض الاستخباراتي لا يستهدف او يطال الحياة الشخصية ولم يمس يوما بمبدأ السرية الا أولئك الذين يهددون لبنان وشعبه وسلامه العام، وكل ذلك كان وفقا للقوانين والاحكام النافذة والمرعية الإجراء".

سئل: هذا الأمر قد يكون سيفا ذو حدين ومن الممكن أن يطالكم أيضا، فأجاب: "هناك دائما من يحاول اختراق مواقعنا وان يقرصن المعلومات وقد تعرضت مؤسسات رسمية في الدولة منذ أشهر للقرصنة، ولكم انتم ان تقدروا ما يعني ذلك من إمكانية للتلاعب بالمعلومات وسرقتها".

وعن وفاة 15 سوريا جراء الصقيع أثناء محاولتهم الدخول الى لبنان عبر طرق التهريب، وكيفية تفادي هكذا كارثة، أجاب: "أولا نحن نأسف لسقوط هؤلاء الضحايا وعلى الأخوة السوريين أن يعلموا أن كل من يحاول الدخول والخروج عبر المعابر غير الشرعية يعرض نفسه للخطر والموت جراء الصقيع والالغام والارهابيين، وان مافيات التهريب لن توفر لهم العبور الآمن عند اي مشكلة، بل ستتركهم لمواجهة مصيرهم المحتوم، ونحن سنواصل مواجهة هذه المافيات وإلقاء القبض على أعضائها لمعاقبتهم". وختم: "أدعو السوريين ممن لديهم مخالفات تتعلق بالدخول خلسة الى لبنان الى التقدم من مراكز الأمن العام لتسوية أوضاعهم، فالأمر متاح لهم بكل سهولة وهو السبيل الوحيد كي لا يخسروا حياتهم".

 

قنبلة ليليلة توتــر عيـن الحلوة بعـد هـدوء طويـل والقيادات الفلسطينية ترفع احتياطاتها في مواجهة اسرائيل

المركزية/السبت 20 كانون الثاني 2018 /انفجرت قنبلة يدوية في حي "حطين" داخل مخيم عين الحلوة لجهة منطقة السكة الجنوبية الغربية، ولم تؤدِ الى اضرار او اصابات، حيث رجحت مصادر فلسطينية لـ"المركزية" ان يكون الهدف منها توتير الاجواء الامنية المستقرة في المخيم. وأشارت المصادر إلى أن "منذ فرار العديد من الارهابين الكبار وعلى رأسهم بلال بدر وخالد الصفدي وعدد من اتباع الشيخ أحمد الاسير من المخيم ومنذ توقيف الجيش للعديد من الارهابيين خلال خروجهم من المخيم عرف الاخير حالة من الهدوء والاستقرار، لكن مجموعات وجيوبا ليست صغيرة تحاول توتير الوضع في المخيم إلا ان الامر لن يكون لمصلحتها هذه المرة خصوصا ان هناك تنسيقا بين القوة المشتركة داخل المخيم وتعاونا مع الجيش لردع المخلين بأمن المخيم والتصدي لهم . ولفتت إلى أن كشف شعبة المعلومات منفذي محاولة اغتيال القيادي في حماس محمد حمدان في صيدا أراح مخيم عين الحلوة بعدما تبين ان المنفذين مرتبطين بالمخابرات الاسرائيلية ويعملون لمصلحتها وهذا سيؤدي الى رفع القيادات الفلسطينية وتيرة حماية أنفسهم خلال تنقلاتهم بين المخيم وجواره لان اسرائيل لا تزال تضع لبنان في دائرة التصويب والاستهداف وتسعى بالتماهي مع الجماعات الارهابية، الى توتير الوضع الفلسطيني والنفاذ الى العلاقة اللبنانية – الفلسطينية لشق صفوفها حتى يسهل للعدو الاسرائيلي الوصول الى البيئة الفلسطينية واستهداف قياداتها من جديد، وهو أمر بالغ الخطورة لن يقبل به لبنان الرسمي والامني والعسكري وسيتصدى له بكل الوسائل والسبل للحفاظ على الامن والاستقرار ليبقى الجنوب واحة أمنية في مواجهة العدوّين الاسرائيلي والارهابي التكفيري.

 

باسيل في مؤتمر النزوح: الحل الوحيد عودة النازحين السوريين ولقاء للبلديـات في أيار للاطلاع على تجاربها فـي هذا المجـال

المركزية السبت 20 كانون الثاني 2018 / رعى رئيس التيار "الوطني الحر" وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل إفتتاح المؤتمر السنوي السابع لمركز الابحاث والدراسات في التيار الذي انعقد في فندق بادوفا ـ سن الفيل بعنوان " النزوح السوري في لبنان: تداعيات وحلول".

وفي المناسبة القى باسيل كلمة قال فيها: اشكر لجنة الدراسات في التيار الوطني الحر على المبادرة التي تقوم بها لمعالجة ملف وجودي وكياني، تكمن أهميته بأهمية النزوح السوري إلى لبنان، البلد الذي له وظيفة محددة تحفظ توازنه الدائم الا وهو أرض رسالة وحوار وتنوع، تلك الرسالة التي لا تحمل بأن يتحول إلى أرض استيعاب النازحين واللاجئين بشكل يغير له وجهه الحضاري ورسالته الحضارية في المنطقة.

اضاف: "موضوع النزوح هو أمر قد لا يفهمه الكثير من الدول التي لا تفهم خصوصية لبنان او لا تريد ان تفهمها، لذلك فأن مقارنة لبنان ببعض الدول في هذا الموضوع أمر غير صحيح، وفي هذا المجال هناك الأردن او تركيا او العراق بدرجة ثالثة، وهم دول بطبيعة تكوينهم مختلفون عن لبنان. الأردن أراد أن يستوعب لاجئين ونازحين لأن هذا الموضوع لا يتسبب له باشكالية بغض النظر عن الطاقة والاعباء، أما لبنان فإن دستوره ينص على رفض التوطين، ومهما قلنا أن إطالة أزمة النزوح السوري ستؤدي إلى توطين يبدأ مقنعا ثم يتحول الى قائم ودائم بحكم الواقع، نحن اليوم في السنة السبعين للنكبة ونعرف كيف حصلت قضية اللاجئين التي تحولت إلى صفقة العصر التي قامت على إبقاء اللاجئين الفلسطينيين حيث هم، وعدم عودتهم إلى أرضهم كموضوع مسلم به، فلاجئو 48 لا كلام عنهم، لا أرض لهم ولاجئون 67 كذلك ولا كلام اليوم عن حق العودة، بل هناك بيع القضية الفلسطينية بدأ يندرج من بيع القدس إلى بيع حق العودة إلى بيع الأراضي وبيع السيادة والدولة الفلسطينية التي يريدها الفلسطينيون.

وتابع: لذلك فإن هذا المؤتمر الذي يبحث هذا الأمر بكل تداعياته لا يستطيع أن يحل الأزمة بحلقة واحدة، لأن الاكلاف كبيرة على كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية بحجم وجود او زوال وطن، لذلك كان التيار الوطني الحر أول من نبه إلى هذا الأمر، وكان رافضا بشكل جذري لإنشاء مخيمات في قلب لبنان، وعندما اضطررنا سميناهم تجمعات، هذا أمر نصر عليه، وهو موضوع خلاف كبير، لأن أطرافا لا تزال تعيب علينا كيف رفضنا إقامة مخيمات للاجئين السوريين.

وأردف: في العام 2011 وبعدما وصل إلينا تقرير يتحدث عن وصول 3000 نازح سوري رفعنا الصوت، وطالبنا بوضع سياسة حكومية تضبط الحدود، لكننا اتهمنا بالتطرف والعنصرية وحصل خلاف سياسي حيث نظر البعض إلى الأخوة السوريين بأنه يمكن الاتكال عليهم لمواجهة النطام في سوريا او مواجهة حزب الله في لبنان، وهذه النوايا انكشفت بسياسات رسمية اعلنتها دول كبرى، او بوسائل تسببت باضطرابات امنية، وقد تم التعاطي مع هذا الموضوع بالشكل المطلوب، لذلك فان خطر التوطين في لبنان او ابقاء عدد كبير من النازحين فيه او اندماجهم فيه يتعاطى معه المجتمع الدولي بخلفيات مشكوك بها اقل ما يقال فيها أنها للحفاظ على نفسه لخوفه من ان عودة هؤلاء إلى بلدهم في ظروف غير مستقرة قد تجعلهم يذهبون إلى اوروبا او المحيط العربي، لذلك يتبعون سياسة متشددة يحدها الأمور لحماية أنفسهم وبعدها الابعد الانخراط بالمؤامرة على سوريا وعلى إيصالها إلى ما وصلت إليه باستعمال قضية النازحين كورقة ضغط في الانتخابات المقبلة او العملية الأمنية التي ساهمت بالحال الأمني في سوريا وفي لبنان.

وتابع باسيل: من الناحية السياسية، الأضرار والتداعيات هي على هذا المستوى، أما اقتصاديا فحدث ولا حرج، حيث تبلغ الكلفة المباشرة 18 مليار دولار إضافة إلى خسارة اللبنانيين لفرص العمل والضغط الموجود على المدارس الرسمية التي تستوعب 200 ألف طالب سوري، حيث ان إعداد الطلاب السوريين في بعض المدارس الرسمية فاق إعداد الطلاب اللبنانيين، وهذا يتطلب خدمات صحية واجتماعية إضافة إلى البنية التحتية التي لم تعد تكفي اللبنانيين أصلا، فكيف سيكون حالها مع مليون ونصف نازح اضافي. على الصعيد الأمني، فإن التهديد الأمني الذي شهدناه أدى إلى احتلال أرض لبنانية بمساحة 450 كيلومترا مربعا اوصلتنا إلى عملية فجر الجرود لتحريرها، وهذا الضرر كله لا يستطيع شعب واحد وبلد واحد ان يتحمله، خصوصا وإن المساعدات التي تأتينا من المجتمع الدولي عبر كافية. فاذا كان المجتمع الدولي يعتقد انه ببعض المساعدات التي يقدمها للنازحين السوريين، والتي لا تلبي حاجاتهم يكفر عن ذنوبه الجسيمة التي ارتكبها في سوريا، فبضعة مليارات الدولارات لا تمحو هكذا خطيئة دولية ارتكبت بحق بلد وبحق شعب وبشكل مباشر على سوريا وبشكل غير مباشر على لبنان والاردن والدول المجاورة وكل المجتمعات التي تضررت بشكل مباشر او غير مباشر من هذه الازمة، خصوصا اذا تكلمنا عن دول مولت، سلحت، غذت وحرضت وحبكت هذه المؤامرة السياسية التي ادت الى اكبر عملية نزوح بتاريخ البشرية في بلد واحد وبحجم شعبه وبهذا الشكل، والتي ادت الى تسجيل اعلى نسبة نزوح الى لبنان نسبة الى عدد سكانه ومساحة ارضه. ولبنان لا يستحق هذه المعاملة من المجتمع الدولي، لا بحجم المساعدات التي تصل الى صفر كمساعدات مباشرة للبنان، بل كلها مساعدات لم نتردد يوما انها تهدف الى اطالة امد بقاء النازحين السوريين في لبنان ولا تهدف الى تشجيعهم على العودة، بل على البقاء، وهذه جريمة تضاف الى الجريمة الاساسية المرتكبة من المجتمع الدولي.

أضاف: ان "المسؤول الاول هو الحكومة اللبنانية وتقع عليها مسؤولية مواجهة هذه الازمة، لان لبنان بلد سيد، فهو الذي يحدد سياساته ويحمي ارضه وشعبه، ولا يمكن لاحد ان يملي عليه هذه السياسات، طالما هي منسجمة مع الاتفاقات الدولية ومع الاعراف الانسانية والمعايير التي تعالج هكذا حالات والمنصوص عنها في اتفاقية الهجرة، والتي لم يوقع لبنان عليها، وبالرغم من ذلك فهو يحترمها اكثر من دول عدة موقعة عليها وبعضها في اوروبا وفي انحاء العالم كافة ومسموح لهذه الدول ان تتعاطى مع النازحين السوريين بشكل مرفوض على لبنان ان يتعامل فيه معها، وهذا لا ينسجم مع القانون الدولي انما لا يعفي الحكومة اللبنانية من مسؤوليتها من وضع الخطط الكاملة المتكاملة لمعالجة هذه الازمة على ان تأخذ في الاعتبار قدرات لبنان الاقتصادية وخصوصيته وواقعه السياسي الهش وكل توازناته.

وسأل "امام كل هذا الواقع السيىء ما هي الحلول؟"، وقال: "الحل واحد وهو عودة النازحين السوريين الى ارضهم ولا حل آخر، لان لبنان اعجز من ان يتعاطى مع هذه الازمة بحلول متنوعة يمكنه ان يتدرج بتطبيقها وان ينفذ سياسات العودة على مراحل، انما لا يمكن ان يفكر بحل آخر، لان اي حل آخر هو مسكن يزيد المرض وهو حل منقوص، وهو شكل من اشكال الاندماج واثره الطويل الامد معروف.

واردف: وفي هذا الاطار، على الدولة اللبنانية ان تطبق القانون، فبمجرد تطبيق القوانين اللبنانية والمنسجمة مع القوانين الدولية يؤدي الى معالجة لقسم كبير من ازمة النزوح. ويجب اولا التمييز بين اللاجىء الفعلي والنازح الاقتصادي، وما نشهده في سوريا اليوم من توسع رقعة مناطق تفكيك التوتر والمناطق المستقرة تباعا، يوضح بشكل ثابت ان هناك امكانية للعودة. ومن خلال الاطلاع على الارقام في الاشهر الخمسة الاخيرة، نلاحظ ان مؤشرات الاتجاه الى العودة، وذلك نتيجة توسع رقعة المناطق واعلان الحكومة السورية عن رغبتها باستقبال النازحين السوريين رغم الوضع غير المستتب سياسيا بشكل كامل انما باوضاع امنية مقبولة اقله في المناطق المحاذية للبنان، ويمكن ان يتم هذا الامر من دون اي خلاف سياسي بين اللبنانيين على موضوع النظام في سوريا والتعاطي معه.

وقال: من خلال سياسة النأي بالنفس التي يعتمدها لبنان يعني ابعاد نفسه عن اتخاذ مواقف منحازة لملفات خارجية الى اي فريق من افرقاء الصراع، ففي ما يتعلق بسوريا مثلا لا مع النظام ولا ضد النظام، وبالتالي فان التعاطي مع سوريا الدولة القائمة والمعترف بها لغاية اليوم من المجتمع الدولي هو تعاط مع الدولة ويمكن ان يتغير رأس او نظام هذه الدولة، انما اذا كان للبنان اليوم عنوان واحد للتعاطي معه فهو سفير سوريا في لبنان وسفيرنا في سوريا الذي يتعاطى مع الجهات السورية المختصة من دون اعتبار ذلك انه عملية تطبيع واقرار بواقع جديد، بل هو مسألة طبيعية لم تنقطع ولا في اي مرحلة من مراحل الصراع في سوريا ويتعاطى معها لبنان كما حصل في موضوع تسجيل الولادات التي طالبنا بها منذ ال 2012 نسبة الى الاعداد الكبيرة، وطالبنا بعملية تبليغ بسيطة بالوسائل الدبلوماسية واقرت واعترف بها بعد تأخير ست سنوات، فهذه عملية طبيعية لتحمي اولا النازح السوري وثانيا بلدنا من اعداد كبيرة لا جنسية لهم او مكتومي القيد، وتصعب بذلك عودتهم الى سوريا لان لا اثبات للدولة السورية ان جنسيتهم سورية، في وقت يمكن تسجيلهم في سجل الاجانب في لبنان، ونبلغ الجهات السورية المختصة ويكون بذلك قام لبنان بكل واجباته، وعندئذ تتحمل الدولة السورية مسؤولية عودتهم.

واردف: هذا هو وضعنا مع النزوح السوري وبتأخير يتحمل مسؤوليته جميع الشعب اللبناني وليس فئة معينة، لا سياسية ولا طائفية، بل جميع اللبنانيين يتحملون اليوم تقاعس الحكومة اللبنانية عن قيامها بواجباتها حتى اليوم في تطبيق القانون اللبناني وفرض على النازح السوري ما تفرضه على المواطن اللبناني من قوانين العمل وكيفية التعاطي مع الجرائم وليس اكثر، وبحسب القانون الدولي من لا تنطبق عليه صفة اللاجىء او النازح ويعمل في لبنان بخلاف القوانين الدولية، على الدولة اللبنانية اقله ان تعيده الى وطنه، وتتخذ اجراءات عقابية بحقه، لانه يخالف عمدا ومن دون موجب القوانين اللبنانية، وهؤلاء يمثلون مئات آلاف السوريين الذين يحلون مكان اللبنانيين في الوظائف، وهم ليسوا نازحين لانهم يذهبون الى بلدهم وبمجرد ذهابهم الى بلدهم يفقدون صفة النزوح او اللجوء، فهؤلاء يخالفون القانون الدولي والقانون اللبناني، ولا يمكن لاحد ان يحاسب لبنان اذا اتخذ اجراءات بحقهم. وهذا هو التقاعس الكبير للدولة اللبنانية التي تفقد مواطنيها آلاف فرص العمل لتمنحهم الى غير اللبنانيين ومن دون وجه حق.

وقال باسيل: هذا ابسط امر نطالب بمعالجته لنظهر الجدية بالاهتمام بشعبنا، وفي ذلك لا تمييز لانه من الطبيعي ان تعطي الدولة الاولوية لمواطنيها في كل المجالات. وفي هذا الاطار، دعونا البلديات كسلطات محلية الى تطبيق القوانين في نطاقها البلدي بشكل يشجع السوريين على العودة الى وطنهم، علما ان لبنان لم يتحدث يوما ولا باي شكل عن عودة جماعية جبرية للسوريين، بل كان الحديث عن حالات فردية مخالفة للقوانين وعن سياسات تعتمد تشجيع العودة.

وكشف عن "انعقاد مؤتمر للبلديات في 4 ايار المقبل حول موضوع النزوح السوري للاطلاع على تجارب بعض البلديات التي نجحت في ضبط حالات النزوح في نطاقها البلدي وفي مساعدة اهل البلدة على المحافظة على اعمالهم، وكذلك المحافظة على الامن وعلى اي خلل اجتماعي. ولم ولن نرضى بحصول اي تمييز عنصري مع شعب هو شقيق لنا والذي لم نقدم له الا الخير.

وختم: لبنان الذي ضاقت على ارضه الحرية والحاجة في كثير من الاوقات ووصل شعبه الى مراحل من العوز، لم يصدر يوما نازحين او لاجئين انما صدر ادمغة، فهذا اللبنان نفسه استقبل برحابة صدر مليون ونصف مليون نازح على مدى سبع سنوات، ولم يظهر تجاههم اي عمل غير اخوي وغير انساني. فهذا اللبنان يستحق ان يكون نموذجا في العالم يحتذى به للعمل الانساني، ويستحق نيل جوائز غير مسبوقة في هذا المجال، ولا يستأهل ان يعاقب لبنان كما يعاقب من المجتمع الدولي بالسياسات التي تمارس ضده في موضوع النزوح وانتفاء اي مساعدات تعوض عليه ولو جزئيا الاضرار اللاحقة به. فهذا الامر يجب ان يحرر لبنان من اي عقدة لارضاء المجتمع الدولي، وانا كوزير خارجية لم اخش يوما من التوجه الى الدول بهذا الكلام الذي يعزز موقفنا ويجعلنا موضع احترام من الدول واي تصرف ادنى من ذلك يضعنا في نظرة دونية من الدول الينا تجعلنا في مصاف الدولة غير القادرة على القيام بمسؤولياتها وتمارس سيادتها وتطبق قوانينها على ارضها. هذا هو المطلوب من الدولة اللبنانية ومن التيار الوطني الحر ليبشر ويتمسك به حفاظا على لبنان وعلى وجوده وغير ذلك يشكل انتفاء لرسالة لبنان.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اضغط على الرابط في اسفل لقراءة نشرة أخبار المنسقية العامة المفصلة، اللبنانية والعربية ليوم 20 كانون الثاني/2018

http://eliasbejjaninews.com/archives/61916

 

Click on the link below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for January 20/2018

http://eliasbejjaninews.com/archives/61919