LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 07 تشرين الأول/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.october07.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

هكَذَا نَتَكَلَّم، لا إِرْضَاءً لِلنَّاسِ بَلْ للهِ الَّذي يَخْتَبِرُ قُلُوبَنَا

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/شعبنا العظيم إلى الهاوية در

الياس بجاني/الحل في لبنان والحل الوحيد هو تحرير البلد من احتلال حزب الله

الياس بجاني/أي مقاربة للوضع اللبناني لا يكون محورها احتلال حزب الله هي ضحك ع الناس

الياس بجاني/لا حل لأي مشكل في لبنان بظل احتلال حزب الله

 

عناوين الأخبار اللبنانية

البابا فرنسيس لأخويات الشبيبة في لبنان: اسعوا لكي تنموا في الصداقة حتى مع الذين يفكرون بطريقة مختلفة عنكم

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 6/10/2019

واشنطن تهدد بفرض عقوبات على حلفاء “حزب الله” بالحكومة

هل يواجه لبنان فعلياً خطر تدهور قيمة عملته؟

مواجهة عسكرية تشمل الشرق الأوسط.. هل تهاجم إيران إسرائيل في الأسابيع المقبلة؟

ينما كانت متجهة إلى الاعتصام في وسط بيروت.. نادين جوني قضت بحادث سير

ديرشبيغل الالمانية: لبنان ذاهب الى الافلاس؟!

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

تمسك حزب الله بحكومة الحريري يبعد شبح الفوضى عن الشارع اللبناني

تظاهرات لبنان… شعارات تدين “النظام الفاسد” وتطالب برحيله

الراعي: البلاد بحاجة لمسؤولين جدد... وحراك العسكريين المتقاعدين دعا لاعتصام

احتجاجات لبنانية متفرقة لا تصنع حراكاً ولا معارضة

نديم الجميل زار درويش وبلدية زحلة: مستمرون من اجل بناء وطن حقيقي دفعنا الكثير من اجل الحفاظ عليه

تفاقم الأزمة المالية يهدد بإضرابات تشلّ لبنان غداً وموزعو المحروقات والأفران يراهنون على اتصالات مع الحكومة

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إيران: المحتجون يهتفون “الموت للديكتاتور” ويحرقون صور خامنئي

طهران تهدد بخفض رابع لالتزاماتها النووية وتنفذ حكماً بالإعدام بحق "إرهابيين"

رجوي: النظام الفاسد أخذ البلاد رهينة بنهبه الثروات وتبديدها في مشاريع نووية وصاروخية ونشر الحروب الخارجية

المحتجون الغاضبون في العراق يحرقون مقرات أحزاب وميليشيا إيران وصور خامنئي في الناصرية/عودة الإنترنت... وحزمة قرارات لترضية المتظاهرين... وعبدالمهدي تعهد تقديم الفاسدين للقضاء

تجدد المظاهرات في بغداد... و5 قتلى بالرصاص الحي حرق مقار أحزاب في الناصرية... ومقاطعة كتلة الصدر حالت دون انعقاد البرلمان

تشكيل اللجنة الدستورية يطلق «معركة التطبيع» مع دمشق وباريس تضع 4 شروط أوروبية لـ«شرعنة» الانتخابات السورية

تركيا تُعزِّز قواتها استعداداً لعملية “نبع السلام”… وواشنطن تُحذِّر وغارات قتلت 30 من "أجناد القوقاز" بإدلب... و"قسد" حذرت من هجوم مباغت لـ"داعش"

إردوغان: أصدرت الأوامر لتنفيذ عملية جوية وبرية في شرق الفرات وفصائل سورية معارضة تتعهد دعم الهجوم... وتحذير كردي من «حرب شاملة»

الجنرال جوها يتسلم مهامه رئيساً لبعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة

مجزرة مديرية شرطة باريس «عمل إرهابي» و38 رسالة نصية يغلب عليها الطابع الديني تبادلها الجاني مع زوجته قبل التنفيذ

السيسي: مصر ستحمي حقوقها المائية في نهر النيل بالسُّبل كافة

مصر تتطلع لدور أميركي في مفاوضات «سد النهضة» بعد «انسداد» المباحثات والقاهرة اتهمت إثيوبيا بـ«التشدد» و«الردة» عما سبق... وأديس أبابا ترفض وسيطاً دولياً

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنان يترنح تحت «ضربتي».. «لو كنت أعلم» و«لم أكن أعلم»/ جمال مرعشلي/جنوبية

سجون لحزب الله في لبنان وسوريا... ومحكومون عرب في حمايته/طوني بولس/اندبندت عربية

متى ستفهمون يا حكام لبنان...هذه بلادنا وانتم تحكمونها/ميشال جبور/الكلمة أونلاين

الحريري في الإمارات: لبنان يربح بمنطق التسوية مع إيران/منير الربيع/المدن

محاكاة ساذجة لكتاب داعية لبناني متطرف/علي العميم/الشرق الأوسط

مشروع لإبادة الشيعة العرب/أحمد عدنان/عكاظ

مساعي عزل دونالد ترامب وانعكاساتها على السياسة الخارجية/راغدة درغام/موقع إيلاف

عراق العراقيين والعرب... لا عراق العجم/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

مظاهرات العراق... ثورة ضد التغلغل الإيراني/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

«إيران بره بره» شعار المرحلة القادمة/سوسن الشاعر/الشرق الأوسط

واشنطن... زمن السلام عبر القوة/إميل أمين/الشرق الأوسط

من بغداد الرشيد إلى نقفور طهران هل وصلت الرسالة/ أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة

"جيش الاقزام" و"فساد الملالي":العراق ساحة مواجهة سعودية–ايرانية/رين قزي/المدن

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

جعجع من كندا: خطران داهمان على لبنان

رعد: الاستقرار رهن بحكمتنا وسنواجه التعثرات الاقتصادية

الراعي من بقنايا: مدارسنا مدعوة لتعزز في قلوب أجيالنا الطالعة محبة الوطن والولاء له

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

أُنْظُرُوا أَيَّ مَحَبَّةٍ مَنَحَنَا الآب، حتَّى نُدْعَى أَولادًا لله، ونَحْنُ أَولادُهُ حَقًّا. لِذلِكَ فَالعَالَمُ لا يَعْرِفُنَا لأَنَّهُ مَا عَرَفَ الله

رسالة القدّيس يوحنّا الأولى03/من01حتى10/:”يا إِخوَتِي: أُنْظُرُوا أَيَّ مَحَبَّةٍ مَنَحَنَا الآب، حتَّى نُدْعَى أَولادًا لله، ونَحْنُ أَولادُهُ حَقًّا. لِذلِكَ فَالعَالَمُ لا يَعْرِفُنَا لأَنَّهُ مَا عَرَفَ الله. أَيُّهَا الأَحِبَّاء، نَحْنُ الآنَ أَولادٌ لله، ولَمْ يَظْهَرْ بَعْدُ مَا سَنَكُون. إِنَّمَا نَعْلَمُ أَنَّنَا، عِنْدَمَا يَظْهَرُ المَسِيح، سَنَكُونُ مِثْلَهُ، لأَنَّنا سنُعَايِنُهُ كَمَا هُوَ. فكُلُّ مَنْ لَهُ هذَا الرَّجَاءُ في المَسِيح، فَلْيُطَهِّرْ نَفْسَهُ، كَمَا أَنَّ المَسِيحَ هُوَ طَاهِر. كلُّ مَنْ يَفْعَلُ الخَطِيئَةَ يَفْعَلُ الإِثْمَ أَيْضًا، لأَنَّ الخَطِيئَةَ هِيَ الإِثْم. وتَعْلَمُونَ أَنَّ المَسِيحَ ظَهَرَ لِيَرْفَعَ الخَطايَا، ولَيْسَ فِيهِ خَطِيئَة. كُلُّ مَنْ يَثْبُتُ فِيهِ لا يَخْطَأ، وكُلُّ مَنْ يَخْطَأُ فَهُوَ مَا رآهُ ولا عَرَفَهُ. أَيُّهَا الأَبْنَاء، لا يُضَلِّلْكُم أَحَد. إِنَّ مَنْ يَعْمَلُ البِرَّ هُوَ بَارٌّ كَمَا أَنَّ المَسِيحَ هُوَ بَارّ. مَنْ يَفْعَلُ الخَطِيئَةَ هُوَ مِنْ إِبْلِيس، لأَنَّ إِبْلِيسَ مُنْذُ البَدْءِ خَاطِئ. لِهذَا ظَهَرَ ٱبْنُ الله، لِيَنْقُضَ أَعْمَالَ إِبْلِيس. كُلُّ مَولُودٍ مِنَ اللهِ لا يَفْعَلُ الخَطِيئَة، لأَنَّ زَرْعَ اللهِ ثَابِتٌ فِيه. ولا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَخْطَأ، لأَنَّهُ مَولُودٌ مِنَ الله. بِهذَا يَظْهَرُ مَنْ هُم أَولادُ اللهِ ومَنْ هُم أَوْلادُ إِبْلِيس. فَكُلُّ مَنْ لا يَعْمَلُ البِرَّ لا يَكُونُ مِنَ الله، وأَيْضًا مَنْ لا يُحِبُّ أَخَاه.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

المرض هو احتلال حزب الله وكل تلهي بأعراض احتلاله من مثل التظاهر يخدمه ويغطيه

الياس بجاني/06 تشرين الأول/2019

كل عمل احتجاجي في لبنان كبير او صغير وفي أي مجال أو نطاق لا يكون ضد احتلال حزب الله السرطاني هو خدمة لهذا الإحتلال وتغطية لإحتلاله.

 

شعبنا العظيم إلى الهاوية در

الياس بجاني/05 تشرين الأول/2019

شعبنا العظيم يدفع اجور للخادمات 2 مليار دولار سنوياً. هذا شعب لا عظيم ولا من يحزنون. هذا شعب حط مية وزك لشعوب سادوم وعامورة.

 

الحل في لبنان والحل الوحيد هو تحرير البلد من احتلال حزب الله

الياس بجاني/04 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79125/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%84-%d9%81%d9%8a-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%ad%d9%8a%d8%af/

لا تغيير الحكومة واستبدال الوزراء فيها بغيرهم.

ولا إقرار الموازنة مهما زينت وجملت نظرياً وفخخت عملياً وواقعاً لإفقار الناس أكثر وإسقاط الدولة.

ولا تعاظم الوعود والعهود ومعها زجليات وعنتريات العهد القوي وما يقال ويشاع عن نواياه الطيبة.

ولا تبادل الاتهامات بين جماعة الصفقة الخطيئة، أو بينهم وبين غيرهم من السياسيين والإعلاميين أكانوا طرواديين أو ملجميين أو وطنيين.

ولا تهديدات جماعات نفاق التحرير والممانعة والمقاومة والهروب إلى الأمام وإلهاء الناس بملفات يقولون أنها لعملاء لإسرائيل، في حين العمالة والعملاء هم في مكان آخر ومتفلتين من كل حساب ومحاسبة.

ولا مؤتمر وترياق سيدر الفرنسي ومليارته ال 11.

ولا جولات الحريري العربية والدولية التي للأسف تُظهر دوره الجديد الذي هو مبعوث فوق العادة لحزب الله.

 ولا تهديدات أهل الحكم من كبيرهم لصغيرهم وما يرافقها من تخويف واعتقالات للصحافيين والصرافين والمغردين من المواطنين المشحرين والضايعين.

وبالتأكيد أيضاً لا جولات جبران باسيل على المغتربين الرئاسية النوى والهوى والمفضوحة بأهدافها الشخصية والفاشلة سلفاً.

ولا إقالة الحاكم رياض سلامة واستبداله بآخر من جماعة الحكم القوي أو من المحسوبين على الإستاذ نبيه أو حتى من التابعين 100% لحزب الملالي.

ولا تغريدات البيك وليد الإنشائية والساخرة المفرغة من أي عمل جدي.

ولا استمرار البيك منتظراً على ضفاف الأنهر ومسايراته لحزب الله واللعب على النقاط والحبال.

ولا خبث المشنوق وحلمه بكرسي السرايا المزمن ولا تسريبه الغبي التقارير عن غراميات الحريري وكرمه على عارضة أزياء.

ولا مؤتمرات سامي الجميل الرمادية والكلامية التي تحاكي الأعراض وتتجاهل المرض.

ولا تذاكي وباطنية وحربقات وفذلكات ومناورات وأوهام سمير جعجع الرئاسية المعربط بالصفقة الخطيئة ومش مسترجي يفل من الحكومة.

ولا هرطقات وزير الدفاع أبوصعب وتصريحاته المتناقضة.

ولا أي شيء أخر كبير أو صغير سيعيد للبنان سيادته واستقلاله وكرامته وقراره الحر.

وعلى الأكيد لا أحد من الخارج، لا أميركا ولا السعودية ولا غيرهما سيتبرعون ويهبون لتحريرنا وتخليص بلدنا مما نحن غارقين فيه.

الحل الوحيد فقط، والذي من بعده يبدأ العمل الصعب والمضني على حل كل مشاكل لبنان واللبنانيين هو تحرير البلد من احتلال حزب الله.

ولإنجاز التحرير هذا علينا أولاً أن نحرر أنفسنا من الخوف واليأس والاستسلام، ومن سرطانيات السياسيين، ومن نفاق واسخريوتية أصحاب شركات الأحزاب، ومن الغرائزية والأطماع، ونجاهر بالحق والحقيقة ونقول لا سلمية وحضارية وشجاعة ومدوية لحزب الله، ولكل من هو في خدمة مشروعه في أي موقع كان.

يبقى أن تحرير لبنان من احتلال حزب الله الذي يسيطر حالياً على القرار والمؤسسات والحكم والحكام والسياسيين والأحزاب والخلاص من شروره السرطانية هو عمل نضالي مكلف وطويل الأمد، ولذلك مطلوب من كل اللبنانيين السياديين والكيانيين والشرفاء، وكل على قدر وزناته وإمكانياته وموقعه القيام بواجبه وبدوره بتحضر ووعي وبسلمية تامة.

أول خطوة في سياق التحرير والتحرر هي إرسال كل أداوت الحزب من سياسيين وأصحاب شركات أحزاب ومسؤولين وإعلاميين إلى بيوتهم والإتيان بطبقة سياسية شريفة ووطنية بديلة تخاف الله ويوم حسابه الأخير.

هذا عمل بإمكان كل مواطن أن يلتزم به وينفذه دون صعوبة وذلك برذلهم والابتعاد عنهم وعدم السير ورائهم وتركهم كلياً. وإلا فالج لا تعالج.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

أي مقاربة للوضع اللبناني لا يكون محورها احتلال حزب الله هي ضحك ع الناس

الياس بجاني/03 تشرين الأول/2019

كل اطلالة اعلامية لأي صاحب شركة حزب تجارية أو سياسي لا تركز على احتلال حزب الله وعلى سرطانه هي أطلالة ذمية ونفاقية وضحك على الناس.

 

لا حل لأي مشكل في لبنان بظل احتلال حزب الله

الياس بجاني/03 تشرين الأول/2019

لا حل لأي مشكل اجتماعي واقتصادي وقانوني وسلطوي وسياسي بظل احتلال حزب الله للبنان الحلول كلها تبدأ بالخلاص من الاحتلال وليس قبل ذلك.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

البابا فرنسيس لأخويات الشبيبة في لبنان: اسعوا لكي تنموا في الصداقة حتى مع الذين يفكرون بطريقة مختلفة عنكم

وطنية - الأحد 06 تشرين الأول 2019

إستقبل البابا فرنسيس وفدا من أخويات شبيبة العذراء في لبنان، برئاسة رئيس اللجنة المركزية الاستاذ جميل كساب يرافقه المشرف على رابطة الأخويات في لبنان المطران ميشال عون، المرشد العام للأخويات الأب ادمون رزق المريمي، رئيس رابطة الأخويات في لبنان المحامي جوزف عازار، المرشد المركزي للشبيبة الخوري إميل داغر، بحضور الخوري شربل دكاش مرشد اللجنة الوطنية للشبيبة، الخوري طوني كرم المرشد المركزي للفرسان، الخوري إيلي شليطا المرشد الإقليمي لشبيبة جبيل، الخوري جورج العميل المرشد الإقليمي لشبيبة الجنوب، الخوري فادي الفحل المرشد الإقليمي لفرسان زحلة، الخوري زخيا زغيب صاحب مؤسسة " Emmanuel " للسياحة والحج منظمة الرحلة، وبمشاركة نائب رئيس الرابطة السيدة راغدة يشوعي و40 شابا وشابة من أخويات شبيبة العذراء ممثلين عن أقاليم: بعبدا، بيروت، جزين، صربا، جونية، جبيل، البترون، المتن الساحل والمتن الجبل. ودعا البابا في كلمته العامة شبيبة لبنان الى ان "يسعوا لكي ينموا في الصداقة حتى مع الذين يفكرون بطريقة مختلفة عنهم، ومنحهم بركته الرسولية. وفي نهاية اللقاء، قدم رئيس اللجنة المركزية لأخويات شبيبة العذراء في لبنان الاستاذ جميل كساب بإسم أخويات الشبيبة في لبنان هدية تذكارية للبابا، عبارة عن منحوتة من خشب الأرز تحمل شعارات الفئات الأربع لرابطة الأخويات في لبنان.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 6/10/2019

وطنية/06 تشرين الأول/2019

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

تتجه الأنظار إلى الامارات التى وصلها مساء اليوم رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري على رأس وفد وزاري، ويلتقي خلال الزيارة ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وعددا من المسؤولين الاماراتيين، ويلقي كلمة غدا في مؤتمر الاستثمار الاماراتي- اللبناني، يتحدث فيها عن فرص الاستثمار في لبنان، كما يلتقي ممثلي عدد من الشركات البريطانية المقيمين في الامارات.

وبإنتظار تظهير الحلول تحرك الشارع مجددا، وسط انضباط بعكس الأحد الماضي، فيما الاستقرار المالي في لبنان، مضبوط بإجراءات نقدية أعادت الثقة بالليرة اللبنانية، رغم ضغط المدفوعات. واليوم تراجعت نقابة أصحاب المحطات عن الإضراب الذي كان مقررا غدا الاثنين، بعد التزام الشركات المستوردة للنفط والغاز، باعتماد الليرة اللبنانية، طالما أن المصارف تحوِّل لها يوميا كامل الليرات إلى دولارات أميركية بسعر القطع، وأنها ستسلم لزبائنها الاثنين المشتقات النفطية ويتم الدفع بالليرة اللبنانية.

عربيا، العراق ينزف وتونس تنتخب برلمانها قبل دورة رئاسية ثانية، فيما السباق إلى الرئاسة الأميركية العام المقبل يحتدم على وقع دعوة ديموقراطية لاجراءات عزل الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

من حال الانفجار الذي كان متوقعا، إلى حال الانفراج الذي كان مأمولا، انقلب واقع قطاع المحروقات الحيوي للمواطنين. هذا الانقلاب الإيجابي، جاء ثمرة اتصالات مكثفة انخرط فيها المسؤولون الكبار في الدولة، وفي النقابات المعنية التي حصلت على تعهدات حكومية بتثبيت آلية نقدية لاعتمادها في سداد المستحقات. وعليه سيكون يوم غد الاثنين يوم عمل عادي، لا إضرابات فيه ولا يحزنون.

قبل قطاع المحروقات، كانت نقابة الصرافين هي الأخرى قد علقت الاضراب الذي كان من المقرر أن تنفذه غدا. فهل تنسحب العدوى على قطاعات أخرى مثل المخابز والأفران؟.

الواقع المعيشي والاقتصادي والحياتي الصعب، امتطى صهوته متظاهرون منضوون تحت لواء أحد فصائل الحراك المدني، ليحتجوا بين ساحتي الشهداء ورياض الصلح بوسط بيروت. في هذا الحراك الاحتجاجي، استرعى الانتباه تواضع عدد المشاركين الذين واكبتهم القوى الأمنية مكثفة تواجدها على مداخل السرايا الحكومية ومجلس النواب.

حراك من نوع آخر يتولاه رئيس الحكومة سعد الحريري، يحمل طابعا اقتصاديا، ويقوده إلى عواصم خليجية وأوروبية خلال هذين الشهرين، بدأه بزيارة دولة الإمارات يلتقي خلالها ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان.

في العراق، لم تشر التقارير إلى احتجاجات شعبية اليوم، بعدما كانت قد تجددت أمس حاصدة تسعة عشر قتيلا. وبعد رفع حظر التجول في بغداد، رصدت عودة جزئية للانترنت في المدينة. أما على خط المعالجات فقد أعلنت الحكومة اتخاذ سبعة عشر قرارا مهما، استجابة لمطالب المتظاهرين. هذه القرارات تشمل خصوصا توفير فرص عمل، ورواتب لعاطلين من العمل، واعتبار القتلى في صفوف المتظاهرين وقوات الأمن شهداء، وإعفاء المزارعين من تكاليف استئجار الأراضي الزراعية وتوفيرها مساكن أو أراضي سكنية لمن هم بحاجة لمأوى، وفتح باب التطوع في الجيش.

وبالتزامن مع الإعلان عن هذه القرارات، سرت أنباء عن تغيير وزاري محتمل قد يشمل ست وزارات. أما على المستوى النيابي، فقد طالب رئيس البرلمان محمد الحلبوسي بوضع من وصفهم بحيتان الفساد، في السجون.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

نجحت الاتصالات في تجنيب اللبنانيين أزمة محروقات جديدة مطلع الأسبوع، مع اعلان أصحاب المحطات تعليق اضراب الاثنين، مع ما وصفوه ببداية حل. إلا أن ترددات هزة سعر صرف الدولار على مجمل البلد لم تهدأ، فأصحاب الأفران تداعوا للاجتماع غدا لتقييم الوضع واتخاذ قرار قد يطال في النهاية رغيف الخبز، وقس على ذلك مع كل القطاعات المستوردة بالدولار.

ومن وسط بيروت، ارتفعت الأصوات ضد من يمعنون في إفقار البلد. التظاهرة المطلبية بقيت في حدود السلمية، وإن تخللها تهديد امرأة بحرق نفسها مع أطفالها، ومناوشات وتدافع مع القوى الأمنية لم تتعد حدود التماس.

أما الحدود الخطرة، فقد حذر "حزب الله" أيا كان من الاقتراب منها، فليس مسموحا لأحد أن يخرب لبنان لا من الزاوية الأمنية ولا من الزاوية الاقتصادية والنقدية، وسنواجه المشاكل الاقتصادية ونحاول لملمة شمل القوى السياسية، يقول رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة".

وحول التطورات في العراق، يؤكد النائب محمد رعد: لا نخاف على هذا البلد رغم المؤامرة الأميركية، طالما أن روح المقاومة تسري فيه، مشددا على ضرورة معالجة التعثرات. تعثرات وفساد يبدو أن الحكومة خطت الخطوات الأولى على طريق معالجتها. هدأ الشارع اليوم بعد سلسلة قرارات اتخذها عادل عبد المهدي، الذي وعد بحزمة اصلاحات لمعالجة الأزمة قبل أن يتسع الخرق على الراتق. فالفساد قد يكون أكثر فتكا من الطابور الخامس الذي تسلل إلى صفوف الشباب المطالب بالاصلاحات.

وتحت عناوين إصلاحية، تخوض تونس انتخاباتها التشريعية، جيش من المترشحين إلى البرلمان الثالث بعد الثورة، قابله إقبال ضعيف من الناخبين الناقمين على الأوضاع الاقتصادية، ليتشابه العالم العربي في أزمات الفساد الذي قيل فيه إن شبكاته قد تكون أكثر تشعبا، وأكبر من شبكات المياه والكهرباء، وإنه مرض لا يختص بالمناطق الحارة، بل يسكن المكاتب المكيفة أيضا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

شهد عهد الرئيس كميل نمر شمعون فورة عمرانية وبحبوبة وازدهارا، فطلعوا عليه بما سمي "ثورة 1958"، تحت مبرر التمديد لولايته، وعدم قطع العلاقات مع فرنسا وبريطانيا اثر العدوان الثلاثي على مصر العام 1956.

في عهد الرئيس فؤاد شهاب، باني المؤسسات، وقف قسم من المسيحيين ضده ورموه بالافتراءات والشائعات، لدرجة أن سيدة لبنان أشاحت بوجهها عنه، وفق الكذبة الكبيرة التي أطلقها مناصرو الحلف الثلاثي في انتخابات 1968.

في عهد الرئيس شارل حلو فجروا في وجهه أزمة بنك انترا. كبر القطاع المصرفي في عهد الرئيس الجزويتي ونما بشكل جذب ليس فقط الأموال والرساميل، بل جلب سوء الطالع والمشاكل الكبيرة إلى البلد الصغير. بسحر ساحر انهار انترا، وكان للكذب والشر والشائعات الدور الأبرز في سقوطه.

في عهد الرئيس الفارس سليمان فرنجية، وصل الدولار إلى ليرتين وربع، ووصل الأمر بالصيارفة إلى رفض التعامل بالدولار نظرا لقيمته المتدنية ازاء الليرة اللبنانية. اندلعت الحرب في لبنان العام 1975، وأحرقوا الأسواق ونهبوا شارع المصارف، وحاولوا دك ركائز ومداميك القوة المالية والاقتصادية اللبنانية ولم يتمكنوا.

في عهد الرئيس الخلوق الصابر النزيه الياس سركيس- الذي كان حاكما لمصرف لبنان زمن شارل حلو وسليمان فرنجية، وكانت ساعة خير للبنان لأنه راكم موجودات مصرف لبنان من الذهب والعملات الأجنبية- في عهده استمرت الحرب بشراسة وضراوة، وشنت على الرجل أقسى الحملات، وبقيت الليرة مصانة والعملة الوطنية كامرأة قيصر. وغادر الياس سركيس قصر بعبدا نزيها نظيفا كبيرا، كما دخله، ولم تهزه الشائعات ولا التهويلات ولا العراضات.

بدأ الانهيار العام 1983، وجاء حديثو النعمة والسماسرة وأمراء الميليشيات ولوردات الحرب، ليملأوا الفراغ الذي خلفه الكبار بصغار الأزلام والمرتزقة والمحاسيب. طار الازدهار وحط الانهيار. مضاربات وشائعات أدت إلى أفول الليرة وبروز عصر المافيات وطبقة أثرياء الحرب، إلى أن حلت الطامة الكبرى العام 1992، عندما أعلن حاكم مصرف لبنان يومها، علنا ومن دون أي حرج أن البنك المركزي لن يتدخل لضبط السوق، فكانت إشارة الانطلاق لما يسمى بلغة المافيا والجريمة المنظمة: الدعوة المفتوحة لقتل الليرة.

حصل ذلك يوم كان عمر كرامي، النزيه، الصلب والمحترم، رئيسا للحكومة. رموه بالشائعات وحرقوا الاطارات ورفعوا الشعارات، فاستقال من رئاسة الحكومة، تماما كما كرر التاريخ نفسه معه، وبالأكاذيب والشائعات عينها، بعد 13 عاما.

اليوم، وبعد تجربة مخضرمة لخريجي كليات الشائعات والغرف السوداء والوجوه الصفراء في الكذب والتدليس والشعوذة والهلوسة، ظن هؤلاء أن ميشال عون ليس استثناء، وأن تطور تكنولوجيا الشائعات وتقنيات قلب الحقائق وابتكارات بث السموم، كفيلة بجعل اقامة الرئيس عون في بعبدا أكثر ازعاجا وأقل فاعلية، وفي ذلك هم- مرة جديدة- يكشفون عن فائض في الغباء وضحالة في الذكاء.

كانت المشكلة دوما وستبقى في الرئيس القوي، فكيف إذا كان شعبيا وقويا وحديديا. استراتيجيتهم والهدف هو اسقاط نظرية الرئيس القوي، وهذه تجربة خبرها اللبنانيون مع رؤساء عدة وليس فقط ميشال عون. لم يقبلوا بميشال عون رئيسا إلا رغما وقسرا، وعندما قبلوا قالوا فلننتظر ونرى. سيصل الرئيس القوي لكنا لن ندعه يحكم حتى ولو حول البلد إلى سماء وحياة اللبنانيين رخاء وهناء.

في كتابه "أصحاب الفخامة رؤساء لبنان"، يورد الصحافي الكبير الراحل وليد عوض، أن الجنرال كاترو طلب من الرئيس أيوب تابت- وكان معروفا بنزاهته ونظافة كفه وطبعه الحاد بالوقت عينه- يورد أن كاترو طلب من ثابت تمرير معاملة غير قانونية فرفض تابت. فما كان من كاترو إلا أن ذهب إلى منزل ثابت من دون موعد، ودخل عليه فوجده يتناول عشاءه المؤلف من بيضة وكوب حليب وقطعة جبنة وبضع حبات زيتون. يومها قال ثابت لكاترو: من يأكل مثل هذا الطعام لا يرضخ لمشيئة أحد.

الرئيس الجنرال لم يعش كل هذا العمر ويصل إلى ما وصل إليه، كي يرضخ اليوم لعلية الفاسدين وأسافل الرعاع.. راجعوا حساباتكم، والتاريخ.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

الوضع في لبنان يسير على خطين متوازيين. من جهة أولى خط الغضب الشعبي المترافق مع تصعيد وتوتر. ومن جهة ثانية خط المعالجات ومحاولات التوصل إلى حلول لتطورات صارت عصية على أي حل تقليدي.

الخط الأول تجسد اليوم عبر تظاهرة دعت اليها مبادرة "وعي"، وتنقلت بين ساحة الشهداء وساحة رياض الصلح، وصولا إلى مدخل السرايا الحكومية. اللافت أن عدد المتظاهرين اليوم كان أقل من عدد المتظاهرين الأحد الفائت، ما يعني مبدئيا أن الحركة الإحتجاجية لا تسير في منحى تصاعدي بل بالعكس. والبارز أيضا أن الشعارات اليوم لم تقتصر على المطالب الإجتماعية، بل توسعت لتشمل الحريات الإعلامية ورفض المساس بها بأي شكل من الأشكال.

لكن ما حصل في طرابلس كان أكثر تعبيرا مما حصل في بيروت. فعدد من شباب طرابلس اعتصموا في ساحة النور، رافعين لافتات كتبوا عليها: نحب كندا، وذلك في إشارة إلى رغبتهم وسعيهم للهجرة إليها. إنها صورة مأسوية عن وطن لا يحلم أبناؤه، ولا سيما الجيل الشاب فيه، إلا بالهجرة. فهل أضحى الإبتعاد عن الوطن الأم هو الحلم والمرتجى، وهل أضحى البقاء فيه كابوسا يصعب تقبله؟.

بالنسبة إلى خط المعالجات، الأمور إلى تقدم. أزمة المحروقات حلت مبدئيا والاثنين يوم عمل عادي، ما يعني ان المحروقات ستكون متوافرة كالعادة. في المقابل أزمة الطحين وبالتالي الرغيف لم تحل بعد، لكن المساعي الايجابية كثيرة وتسير في أكثر من اتجاه، وذلك للتوصل إلى حل شبيه بالحل الذي تم التوصل إليه للمحروقات.

هذا بالنسبة إلى المعالجات الآنية المباشرة. لكن الرهان الأكبر يبقى على المعالجات ذات المديين المتوسط والطويل. وتبرز في هذا الاطار الزيارة التي يقوم بها الرئيس الحريري إلى الامارات العربية المتحدة، وتتبعها زيارات إلى المانيا والسعودية وروسيا وفرنسا، من الآن وحتى نهاية شهر تشرين الثاني.

الهدف من الزيارات العربية والأوروبية، إطلاق دينامية دعم اقتصادي ومالي للبنان، ليتمكن من مواجهة التحديات المطروحة على الصعيد الاقتصادي- المالي. فهل يتجاوب العالمان العربي والغربي ويقدمان العون للبنان؟، وفي حال الايجاب هل تنجح دينامية الخارج في جعل لبنان يتخطى أخطار الداخل؟، وفي هذه الحال إلى أي حد سيسمح إيقاع العمل الحكومي بتلقف المبادرة الخارجية والاستفادة منها لانقاذ لبنان؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

فيما يدخل لبنان الأسبوع المقبل بهدوء،بعدما فككت ألغام اضرابات الصيارفة وقطاع المحروقات، ومرت تظاهرة اليوم في شكل سلمي، تتوجه كل الأنظار إلى أبو ظبي، حيث اللقاء المرتقب غدا بين ولي العهد الشيخ محمد بن زايد ورئيس الحكومة سعد الحريري.

هذا اللقاء الذي سيلي مؤتمر الاستثمار اللبناني- الاماراتي، سيرسم ليس فقط مستقبل العلاقات بين البلدين، إنما يخط مستقبل دعم لبنان الاقتصادي. فالامارات، وعلى لسان سفيرها حمد الشامسي، أعلنت دعم لبنان، أما ما تطلبه فلا يتعدى إظهار اللبنانيين الجدية في العمل والابتعاد عن البدائية عبر وضع استراتيجيات واضحة.

على هذا الأساس، ينطلق مؤتمر الغد ومعه اللقاءات الجانبية، حيث يفترض أن يتقدم الوفد اللبناني باجابات واضحة في أكثر من ملف، ليبنى على الشيء مقتضاه في اجتماع بن زايد- الحريري مساء، فإما يكون المؤتمر بحد ذاته باكورة إعادة الدفء إلى العلاقات اللبنانية- الاماراتية، وإما تفتح الامارات باب انتشال لبنان من حاله الاقتصادية المتدهورة، عبر ايداع وديعة في المصرف المركزي، أو الاكتتاب بسندات الخزينة، حسب ما تردد من معلومات.

على وقع الانتظار، تستكمل في الداخل اللبناني محادثات الموازنة والاصلاحات المرتقبة، قبل الدخول في المهل الدستورية لاحالتها إلى مجلس النواب، والآليات التي سيتبعها المصرف المركزي ليس فقط لتهدئة أسواق الصرف، إنما أيضا قطاعا استيراد النفط والصيارفة، في وقت تبحث بجدية وعلى أعلى المستويات، مسألة دراسة المادة 95 من الدستور في مجلس النواب، بناء على رسالة رئيس الجمهورية، في جلسة تعقد في السابع عشر من الشهر الحالي.

وفي هذا الاطار، علمت الـLBCI، أن العمل جار على ثلاثة سيناريوهات: إما الاتفاق بين الرئيسين عون وبري على سحب الرسالة الرئاسية، وتاليا لا تعقد الجلسة. وإما عقد الجلسة النيابية، على ان تتفق الكتل النيابية على طلب تأجيل دراسة المادة 95. وإما أخيرا طرح الموضوع في الجلسة مع كل ما قد يسببه ذلك من تداعيات، ليس فقط على الوضع الحكومي إنما على البلد ككل، وهو السيناريو الأقل حظا حتى الساعة، والذي يحاول الجميع تجنبه.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

قبل أن يصل المتظاهرون إلى ساحة الشهداء، كانوا قد تلقوا نبأ ضحية سقطت كشهيدة بعد صراع طويل مع أمراض المحاكم الدينية. رحلت نادين جوني في حادث سير، وهي التي اختبرت حوادث أشد قسوة، عندما انتزعت منها أمومتها، وصارت محاربة في الصفوف الأولى للمدافعين عن حق الحضانة. ماتت نادين، عاشت المحاكم الجعفرية، والتي لن تدهسها أي من قوانين الرحمة بالأمهات. غابت "ام كرم" وأم المعارك النسوية في سبيل حق تنتزعه المحاكم وتجيره حصرا لآباء بصخر القلوب.

ولما كان خبر نادين جوني يتصدر المشهد، فقد ارتقى إلى سلم الحزن، ومعه أو من دونه خفت حركة الحراك صوب ساحة اعتصام الأحد، والذي بدأ بتوافد العشرات، وانتهى بتجمعات تنقلت بين مصرف لبنان والرينغ وبعض المفاصل الرئيسة في العاصمة.

أما الصورة الأكثر حدادا على الواقع المعيشي، فجاءت عبر سيدة أقدمت على محاولة إحراق نفسها، لأنها لا تستطيع تأمين قسط لأولادها في مدارس يفترض أنها للمحرومين.

وعند فقدان عناصر التشويق في التظاهرة، بحث عدد قليل من المتظاهرين عن محرك لرفع علامة النصر، فعثروا على النائبة بولا يعقوبيان في حالة تظاهر ظاهرة، غير أن النائبة المعارضة احتوت الإشكال، وانسحبت ضمانا لاستمرار الحراك على مطالبه وعدم تحويره.

وما كان هادئا في بيروت نهارا، اتخذ شكلا أقرب إلى الهجوم ليلا في طرابلس، حيث وصلت تظاهرة ناقمة إلى منزل الرئيس نجيب ميقاتي في الميناء، ورددت هتافات تدعوه إلى استثمار ملايينه في المدينة.

وبلغة الملايين، لكن بالتحوير والتحويل المالي، تكشف "الجديد" في نشرتها اليوم عن وجه آخر لقضية العارضة الجنوب أفريقية، ومسار الخمسة عشر مليونا وكسور. قضية تداولها الرأي العام على مدى أيام، وذلك اعتمادا على ما نشر في صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية. منح اللبنانيون الصحيفة الأميركية كل الثقة بضمانة الاسم، لكن أحدا لم يبحث عن خلفيات دفع رجل سياسي لعارضة أزياء هذا المبلغ الخيالي لقاء علاقة غرامية. ويتضح من مسار التدقيق المالي والكشوفات التي أعدتها "الجديد"، أن والد العارضة الحسناء كان قبيحا، وأن له سجلا في النصب والتهرب الضريبي، وقد وجهت إليه تهم جنائية. وسنكتشف أن الأموال التي تم تحويلها كانت لأهداف تجارية، لا لأسباب عاطفية.

لن يعني ذلك أن رئيس حكومتنا يحيا بعفة، وينأى بنفسه عن المغريات، لكن ستة عشر مليونا هو رقم قادر وحده على اسقاط التهمة، وللقصة تتمة خلال النشرة.

 

واشنطن تهدد بفرض عقوبات على حلفاء “حزب الله” بالحكومة

بيروت ـ”السياسة” الأحد 06 تشرين الأول 2019

 حذرت الولايات المتحدة الاميركية من إمكانية توسيع العقوبات التي فرضتها مؤخراً على “حزب الله”، لتشمل حلفاءه في الحكومة اللبنانية. وقالت وكيلة وزارة الخارجية الأميركية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية سيغال ماندلكر، إن واشنطن واثقة من أن الحكومة اللبنانية والبنك المركزي سيفعلان الشيء الصحيح للتأكد من أن “حزب” الله لم يعد بإمكانه الوصول إلى الأموال. بدوره، قال مساعد وزير الخزانة الأميركية لتمويل الإرهاب مارشال بيلنغسليا إن الهدف من العقوبات حرمان “حزب الله” من الدعم المالي، سواء من إيران أو من خلال أي وسيلة أخرى. وأعلن مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شنكر، أن واشنطن قد تفرض عقوبات على حلفاء “حزب الله”، بعد فرضها عقوبات على مصرف “جمّال تراست بنك”. وقال شنكر: “في المستقبل سنعلن ضمن العقوبات عن أسماء أشخاص جدد يساندون حزب الله بغض النظر عن طائفتهم ودينهم”.

 

هل يواجه لبنان فعلياً خطر تدهور قيمة عملته؟

فرانس برس/06 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79188/%d9%81%d8%b1%d8%a7%d9%86%d8%b3-%d8%a8%d8%b1%d8%b3-%d9%87%d9%84-%d9%8a%d9%88%d8%a7%d8%ac%d9%87-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%81%d8%b9%d9%84%d9%8a%d8%a7%d9%8b-%d8%ae%d8%b7%d8%b1-%d8%aa%d8%af%d9%87/

تصاعدت المخاوف خلال الأسابيع الأخيرة في لبنان إزاء احتمال تدهور قيمة العملة المحلية، مع شحّ الدولار في السوق وإصدار الوكالات العالمية للتصنيف الائتماني مراجعات سلبية للديون السيادية. هل هذه المخاوف مبرّرة؟ وهل تواجه الليرة اللبنانية عملياً خطر تدهور حقيقي؟

ما أسباب الهلع؟

حدّت المصارف خلال الأسابيع القليلة الماضية من عمليات بيع الدولار، الذي يمكن استخدامه في لبنان بالتوازي مع الليرة في العمليات المصرفية والتجارية كافة. وبات من شبه المستحيل سحب الدولار من أجهزة الصرف الآلي. وأثار الأمر حالة هلع لدى المواطنين الذين ارتفع طلبهم على الدولار كونهم يسددون أقساطاً وفواتير عدة بهذه العملة، ولدى أصحاب محطات الوقود ومستوردي الدقيق والأدوية الذين يدفعون فواتيرهم بالعملة الخضراء. وتسبب الاقبال الشديد بارتفاع سعر صرف الليرة مقابل الدولار في السوق الموازية، بعدما تمّ تثبيته منذ العام 1997 في هذا البلد الصغير الغارق في الديون والفساد، على خلفية تدهور قيمة الليرة لمرات عدة، آخرها بعد عامين من انتهاء الحرب الأهلية (1975-1990). ويبلغ سعر الصرف الرسمي حالياً 1507,5 ليرة مقابل الدولار الواحد، لكنه ارتفع منذ مطلع آب ووصل في السوق الموازية إلى 1600 ليرة للمرة الأولى منذ 22 عاماً. ويقول الخبير الاقتصادي جاد شعبان لوكالة "فرانس برس": "خلق شحّ الدولارات المودعة في المصارف نوعاً من الهلع بين المستهلكين والمواطنين". ودفع ذلك قطاعات عدة إلى رفع صوتها والتلويح بالإضراب احتجاجاً، كما تظاهر شبان غاضبون في وسط بيروت احتجاجاً على الوضع الاقتصادي المتردي. وكان أصحاب محطات الوقود هددوا بالإضراب تنديدا بتداعيات الأزمة عليهم إذ يتحتم عليهم الدفع للموزعين بالدولار، غير أنهم علقوا قرارهم بعد التوصل إلى اتفاق مع الحكومة أُعلن عنه في وقت متأخر مساء السبت يسمح لهم بالدفع بالليرة اللبنانية إذ يجيز للشركات المستوردة للنفط والغاز الحصول من المصارف على المبالغ التي تحتاج إليها بالدولار بسعر القطع الرسمي لدفع ثمن وارداتها.

ماذا عن العوامل الضاغطة؟

يصرّ مصرف لبنان على أنّ الليرة بخير ولا أزمة تلاحقها. وربط حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الخميس ارتفاع سعر صرف الليرة بجملة أسباب أبرزها زيادة حجم استيراد بعض المواد الأساسية. وقال "لا نعرف إذا كان كل هذا الإستيراد للإستهلاك المحلي"، وسط تقارير عن عمليات تهريب متزايدة إلى سوريا، التي تشهد نزاعاً مدمراً منذ ثماني سنوات وتتعرض لعقوبات اقتصادية خانقة. وسمح مصرف لبنان في تعميم أصدره الأسبوع الماضي بتوفير الدولار للمصارف التجارية لدعم استيراد المشتقات النفطية والقمح والأدوية للحد من تداعيات الأزمة. ويتحدّث شعبان عن سياسة مصرفية متعمّدة في هذا الصدد، تقوم على وضع "ضوابط على رؤوس الأموال والعملات" أو "رقابة من المصرف المركزي للحدّ من التحويلات إلى الدولار في المصارف وسحب مبالغ كبرى بالدولار". وجاءت هذه التطورات بينما يشهد لبنان تدهوراً في الوضع الاقتصادي، تجلى بنسبة نمو شبه منعدمة العام الماضي، مع ارتفاع معدلات البطالة، وتراجع تحويلات المغتربين والاستثمارات الخارجية، وتراكم الديون إلى 86 مليار دولار، أي ما يعادل 150 في المئة من إجمالي الناتج المحلي، وهو من أعلى المعدلات في العالم. وتعهد لبنان العام الماضي باجراء إصلاحات هيكلية وخفض العجز في الموازنة العامة، مقابل حصوله على هبات وقروض بقيمة 11,6 مليار دولار أقرها مؤتمر "سيدر" الدولي الذي عقد في باريس. ومع تأخر الحكومة في الايفاء بتعهداتها هذه وتأخر حصولها على المال، حذرت وكالة "موديز" من أنها قد تخفّض التصنيف الائتماني للبنان خلال الأشهر الثلاثة المقبلة "إذا لم يتبلور مسار الأمور باتجاه إيجابي"، بعدما خفضت مطلع العام تصنيفها الائتماني لديون لبنان الطويلة الأجل إلى "سي ايه ايه -1". وخفضت وكالة "فيتش" في 23 آب تصنيف لبنان درجة واحدة من "بي سلبي" إلى "سي سي سي" بينما أبقت وكالة "ستاندارد أند بورز" تصنيف لبنان كما هو "بي سلبي/بي"، مرجحة استمرار تراجع ثقة المستثمرين ما لم تتمكن الحكومة من "تطبيق اصلاحات بنيوية لتقليل العجز في الموازنة وتحسين النشاط التجاري". وأوضحت نائبة مدير قسم التصنيف السيادي في "ستاندارد أند بورز" ذهبية غوبتا لوكالة فرانس برس أن "ذلك يعني أنا قد نخفض التصنيف خلال ستة إلى 12 شهراً".

هل من مؤشرات إيجابية؟

رغم هذه المؤشرات، يعتبر كبير الاقتصاديين ورئيس قسم الأبحاث في مجموعة بنك بيبلوس نسيب غبريل في تصريحات لفرانس برس أنه "لا يوجد اليوم أي خطر جدي بانهيار قيمة" الليرة. ويرى أن "مصرف لبنان يملك الأدوات اللازمة للحفاظ على الاستقرار" النقدي، في إشارة إلى الاحتياطي بالعملات الأجنبية الذي يخوله التدخل في سوق الصرف كشار أو بائع أساسي للحفاظ على سعر صرف الليرة. وبلغ حجم هذا الاحتياطي 38,5 مليار دولار نهاية أيلول، ببزيادة مليارين عن حزيران، وفق أرقام رسمية، وهو ما يعادل تقريباً 4 أضعاف احتياطات البلاد في العام 2005. ومن بين المؤشرات الإيجابية أيضاً، وفق كبير الاقتصاديين في بنك عودة مروان بركات، أن الودائع المصرفية، التي تسمح لمصرف لبنان بتجديد احتياطاته بالعملات الأجنبية، ارتفعت خلال ثلاثة أشهر متتالية بين حزيران وآب. إلا أن ذلك لا يبدّد حالة القلق، برأي مراقبين. وتقول ذهبية غوبتا من "ستاندارد أند بورز" التي تتابع الوضع المالي اللبناني عن كثب، إن نمو الودائع المصرفية واحتياطي مصرف لبنان من العملات الأجنبية "مرتبط أساساً بهندسة مالية أقدم عليها المصرف المركزي وبعمليات أخرى محددة، قد لا تدوم" نتائجها.

 

مواجهة عسكرية تشمل الشرق الأوسط.. هل تهاجم إيران إسرائيل في الأسابيع المقبلة؟

عربي 21/06 تشرين الأول/2019

قالت المحللة السياسية، دانا فايس، في تقرير لها على القناة 12 الإسرائيلية إن "التحذيرات الإسرائيلية الأخيرة الصادرة عن رئيس الكيان الاسرائيلي رؤوفين ريفلين، ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، بشأن وجود حاجة أمنية ملحة لتشكيل حكومة وحدة وطنية عاجلة ليست شعارات انتخابية فقط، بل قد يكون الأمر جديا مرتبطا بتقديرات المؤسسة الأمنية الإسرائيلية عن إمكانية قيام إيران قريبا بتوجيه ضربات ضد إسرائيل، مشابهة لما قاموا به ضد السعودية مؤخرا" وأضافت فايس أن "مثل هذا الحدث لو حصل فإنه سيخلط كل الأوراق، فقد دأب الإيرانيون مؤخرا على تنفيذ سلسلة ضربات في منطقة الخليج العربي، من بينها ناقلات نفط، وأسقطوا طائرة أميركية من غير طيار، وهاجموا منشآت نفط سعودية، كل ذلك يحصل وسط ذهول المجتمع الدولي". وأشارت إلى أن "الولايات المتحدة، التي لم ترّد على السلوك الإيراني، ظهر رئيسها دونالد ترامب يترجى عقد لقاء نظيره الإيراني حسن روحاني، كل ذلك دفع بالأوساط الأمنية والاستخبارية الإسرائيلية لوضع تقدير موقف يشير إلى إمكانية أن توجه إيران ضرباتها القادمة باتجاه إسرائيل من خلال طائرات مسيرة من غير طيار". بن كاسبيت، المحلل السياسي الإسرائيلي، كان أكثر تحديدا بتساؤله: "هل تهاجم إيران إسرائيل في الأسابيع المقبلة"؟

واعتبر في مقاله على موقع "المونيتور" أن "طرح هذا السؤال ينبع من شعور إيران بانتهاك سيادتها المتكررة من إسرائيل، التي دأبت مؤخرا على مهاجمة قواعد عسكرية إيرانية في العراق وسوريا، ولعله السبب الذي دفع نتنياهو وريفلين للتلميح بإضافة مليارات الشواكل بسرعة لموازنة الجيش الإسرائيلي".

ولفت إلى أن "هذه المخاوف الإسرائيلية تزامنت مع إعلان إيران عن إحباط مخطط عربي إسرائيلي لاغتيال الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، الذي بات يتصدر قائمة المطلوبين للمخابرات الإسرائيلية، لكن عدم رد إسرائيل على هذا الاتهام الإيراني لا ينفي وجود حالة من التوتر في منظومتها الأمنية؛ لأن خطابي نتنياهو وريفلين في الكنيست حمل تحذيرات جديدة". وأكد أن "إسرائيل تعتقد أن سياسة "المعركة بين الحروب" التي تنتهجها ضد إيران في السنوات الأخيرة قد تتحول مواجهة عسكرية مكشوفة وجلية بينهما، لتشمل أجزاء واسعة من الشرق الأوسط، صحيح أن نتنياهو استخدم التخويف الدائم من التهديد الإيراني لخدمة مصالحه الحزبية، لكن تحذيره هذه المرة قد يكون جديا؛ لأن المنظومة الأمنية الإسرائيلية تعيش حالة من القلق خشية التدهور لمواجهة إقليمية، لا سيما في الجبهة الإيرانية".

وأوضح أنه "في حال ثبوت أن إسرائيل تقف خلف محاولة اغتيال سليماني، فإن هذه المخاوف تبدو مفهومة ومنطقية؛ لأن حدثا كهذا كفيل بجر الطرفين لمواجهة علنية، ولو تبين لاحقا أن قصة الاغتيال خيالية، فإن ذلك لا ينفي الفرضية السائدة بأن الفاصل بين الواقع الحالي والحرب القادمة ليس سوى شعرة رفيعة". وختم بالقول إن "الإيرانيين قرروا الرد على الهجمات الإسرائيلية ضد قواعدهم في الشرق الأوسط، ولن يكون ردهم استعراضيا ببعض قذائف الهاون عبر هضبة الجولان؛ لأن الإيرانيين أثبتوا أن لديهم قدرة على إيلام الطرف الآخر، واختراق المنظومة الجوية، والتسبب بأضرار كبيرة، مع أن الهجوم الإيراني المحتمل ضد إسرائيل قد ينفذ من داخل العراق، توجد فيه قواعد عسكرية إيرانية، وبنى تحتية صاروخية قادرة على المس بإسرائيل".

 

ينما كانت متجهة إلى الاعتصام في وسط بيروت.. نادين جوني قضت بحادث سير

الكلمة أولاين/06 تشرين الأول/2019

توفيت الاعلامية والناشطة في المجتمع المدني نادين جوني في حادث سير، أثناء توجهها للمشاركة في تظاهرة وسط بيروت. ونعى الاعلامي جو معلوف في تغريدة عبر تويتر جوني، قائلا: “استيقظت اليوم على خبر وفاة الزميلة نادين جوني بحادث سير مؤسف. نادين التي كافحت وناضلت بوجه الزواج المبكر وقوانين الحضانة المجحفة والتي عملت مع منظمة أبعاد على عدد من القضايا الاجتماعية، هي نفسها التي عانت من الزواج المبكر وحرمت من ابنها. نادين لن نقول الوداع.. إلى اللقاء”.

 

ديرشبيغل الالمانية: لبنان ذاهب الى الافلاس؟!

الكلمة أولاين/06 تشرين الأول/2019

نشرت مجلة ديرشبيغل الالمانية مقالة بعنوان " لبنان ذاهب الى الافلاس" جاء فيه:

أول من شارك في الاضراب الات الصرافة النقدية. ورفضت البنوك بعد ذلك دفع أكثر من 1000 دولار أمريكي لأصحاب الحسابات، أو خفض صرف الشيكات والسحوبات ليجعل من الصعب على الموظفين والعمال الحصول على أموالهم. هدد مشغلو محطات الوقود بالإضراب، وحذر اتحاد مطاحن الحبوب اللبنانية من نقص الخبز، وفي يوم الأحد الماضي تحرك آلاف المتظاهرين عبر بيروت ومدن أخرى. إن ما بدأ للتو في التعثر في لبنان كان أحد أكثر أركان الثقة الاقتصادية الموثوقة حتى الآن: ربط الليرة اللبنانية بالدولار، والذي يتم تداوله بسعر ثابت قدره دولار 1: 1500 منذ عام 1997. ضروري للبلد الصغير، الذي لا يُصدر إلا القليل من السلع باستثناء النبيذ والجبن المخلل، ولكنه يستورد النفط والبنزين والدقيق والأدوية والمعدات الفنية والسلع الأخرى - مقابل الدولار، والتي تعمل حتى الآن كعملة ثانوية. لكن الدولارات، على الأقل في المسار الرسمي، لا تكاد تحصل عليها. في وقت سابق من هذا الأسبوع ، طلب الصرافون من القطاع الخاص ما يصل إلى 1750 ليرة لبنانية مقابل الدولار.

شائعات عن انهيار وشيك

كانت الشائعات عن انهيار وشيك للدولة المثقلة بالديون مستعرة منذ شهور، مع أن رئيس البنك المركزي مطمئن، أنه لا يوجد سبب للقلق على الإطلاق - لكن دفعه الأخير لرفع المسؤولية يبدو مقلقًا إلى حد ما.

أولاً، أعلنت الحكومة أنها ستخفض المعاشات الضئيلة بالفعل لشرطتها وجنودها. سيتم الآن إرسال رسالة نصية قصيرة تطلب من حاملي رقم الهاتف اللبناني الذين اشتروا هاتفًا جديدًا بالخارج طلب ضريبة استيراد باهظة.

الشركات والأفراد، وكذلك مؤسسة ألمانية تتلقى رسائل لدفع ضرائب على الهواتف المستوردة دون أي دليل، فإنها لن تدفع غرامة مرورية فرضت منذ سنوات، وسوف تضطر إلى تسوية هذا باهتمام.

يمكن أن يؤدي الانحدار في اقتران الدولار إلى تعريض القطاع الذي كان يعتبر في السابق ضمانًا للاستقرار: البنوك. لقد استفادوا حتى الآن من حقيقة أنه في المقام الأول الشتات اللبناني الكبير والأثرياء نسبياً للحصول على أسعار فائدة شبيهة بأكثر من عشرة في المائة استثمرت هناك دولارات، والتي تم إقراضها للبنك المركزي. إن احتياطياتها من النقد الأجنبي التي تقلصت قيمتها 37 مليار دولار يتم ضخها بشكل مستقر ، نتيجة لمخطط هرمي.

الدولة فريسة

تستمر البنوك في إقراض الأموال للبنك المركزي ، ولكنها تجد عددًا أقل من العملاء الذين لا يزالون يرغبون في استثمار الدولار فيها. وعلى خلفية دين وطني يبلغ 150 في المائة من الناتج القومي الإجمالي ، وهو واحد من أعلى المعدلات في العالم.

على الرغم من أن رئيس البنك المركزي رياض سلامة قد وعد يوم الاثنين مستوردي البنزين والدقيق والعقاقير بالوصول إلى سعر الصرف الرسمي. لكن هذا لا يغير المشكلة الأساسية لنظام الدولة المشلول بسبب الفساد وعدم الكفاءة والحصار الذاتي.

منذ نهاية الحرب الأهلية، نظرت الكتل المسيحية والشيعية والسنية والدرزية المختلفة إلى الدولة على أنها للنهب ، ونهبها على غرار المنشور.

لبنان دولة في حالة تفكك، من بنية تحتية متطورة ، تحطمت إلى المستوى الثالث. لا توجد قطارات، لا وسائل نقل عام بعد الآن. فشل مورد الطاقة مرارا وتكرارا تغذية المواطنين بالكهرباء لساعات. يحصل البيروتيون على مياه الشرب والاستحمام بالشاحنات، وترحب رائحة القمامة منذ العام 2015 بالوافدين إلى مطار بيروت إلى اليوم برائحة قوية بسبب الانحلال ، اعتمادًا على اتجاه الرياح. السبب هو عدم اليقين أقل من الجشع: شركات إدارة النفايات، التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالنخبة السياسية، تفرض رسوم باهظة مدفوعة من الأموال العامة. بدلاً من الإعلان عن زيادة حصة إعادة التدوير، سيتم إلقاء جميع النفايات في البحر، معتقدين أنها ستتمكن من الحصول على الأرض.

ولي العهد السعودي لا يريد الدفع

تُباع قطع أراضي لأفراد عاديين مقابل أسعار باخسة مثل شركة روسنفت النفطية الروسية الشهيرة ، مثل محطة النفط في طرابلس. بدون الثمن القانوني وبسعر يعلن بأنه "سر الدولة". وقد تم تنسيق الصفقة من قبل وزير الخارجية جبران باسيل ، وهو في الواقع غير مسؤول عن هذا ، ولكن بصفته صهر الرئيس ، يفعل ما يريد. كان هذا على ما يرام لسنوات ، طالما أن الرعاة الأجانب دفعوا الفاتورة لعملائهم في لبنان. لكن ولي عهد المملكة العربية السعودية محمد بن سلمان لم يعد يريد الدفع. إيران ، من ناحية أخرى ، لم تعد قادرة على الدفع ، على الأقل ليس بنفس القدر من قبل ، مثلا بسبب العقوبات الأمريكية الجديدة ضد طهران التي خنق الاقتصاد إيران هناك. أطلق مجتمع المانحين الغربيين حزمة مساعدات بقيمة 11 مليار دولار في عام 2018 ، لكنه التزم بمكافحة الفساد وإصلاحات الإدارة المتضخمة ، فضلاً عن دعم ضخم لإمدادات الطاقة غير العاملة. تم تجميد الأموال حتى يومنا هذا. خفضت وكالة التصنيف Fitch بالفعل الجدارة الائتمانية للبنان إلى مستوى غير مرغوب فيه. أسباب كافية لرعاية البلاد على وجه السرعة. لكن الحكام في بيروت مشغولون في مكان آخر. لم يجتمع مجلس الوزراء لمدة ستة أسابيع بعد أن قتل الحارس الشخصي لأحد الوزراء الدرزيين رجلين من الحارس الشخصي للوزير الدرزي الآخر. وعلى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أن يشرح بطريقة أو بأخرى سبب عدم دفع رواتب موظفي محطة تلفزيون المستقبل له لعدة أشهر وأخيراً إلى الإفلاس ، ولكن قبل ذلك دفع ١٦ مليون دولار لعارضة بيكيني جنوب أفريقي بعد حفلة.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

تمسك حزب الله بحكومة الحريري يبعد شبح الفوضى عن الشارع اللبناني

العرب/07 تشرين الأول/2019

بيروت – استبعدت مصادر سياسية في بيروت أن تؤدي موجة الإضرابات التي يشهدها لبنان إلى انفلات للوضع في البلد رغم الأزمة الاقتصادية، التي لا سابق لها، التي يمرّ بها. وقالت هذه المصادر إن القوى السياسية الفاعلة المتحكمة بالشارع اللبناني، على رأسها حزب الله، ليست معنية في الوقت الحاضر بحصول فوضى في الشارع. وأوضحت أن حزب الله لا يزال في الوقت الحاضر متمسّكا بالحكومة الحالية التي يرأسها سعد الحريري كما أنّه حريص على بقاء ميشال عون في موقع رئيس الجمهورية، بصفة كونه أفضل غطاء له على الصعيدين الداخلي والإقليمي. وأشارت إلى أن القوى الفاعلة تدرك تماما الأسباب الحقيقية للأزمة الاقتصادية وأن في طليعة ما تسبب في هذه الأزمة فقدان الدولار في السوق اللبنانية. وذكرت في هذا المجال أنّه لم يعد سرّا أن النظام السوري أغرق السوق اللبنانية بالعملة السورية وذلك من أجل الحصول على دولارات يدفع بموجبها ثمن كميات النفط التي يجري تهريبها إلى سوريا.

وحدّت المصارف خلال الأسابيع القليلة الماضية من عمليات بيع الدولار، الذي يمكن استخدامه في لبنان بالتوازي مع الليرة في العمليات المصرفية والتجارية كافة. وبات من شبه المستحيل سحب الدولار من أجهزة الصرف الآلي. وأثار الأمر حالة هلع لدى المواطنين الذين ارتفع طلبهم على الدولار كونهم يسددون أقساطا وفواتير عدة بهذه العملة، ولدى أصحاب محطات الوقود ومستوردي الدقيق والأدوية الذين يدفعون فواتيرهم بالعملة الخضراء. وأشار أحد الصيارفة إلى أن السوريين يدفعون زيادة تصل إلى عشرين بالمئة مقابل حصولهم على الدولار الأميركي بواسطة عملتهم الوطنية وذكرت المصادر أن تجارا لبنانيين متواطئون في عملية التهريب هذه، كما أن إيران ليست بعيدة عن موجة شراء الدولار في السوق اللبنانية ونقل كميات من العملة الأميركية إلى طهران. ولاحظت أنّ رئاسة الجمهورية اللبنانية تراجعت عن تحميل الصرّافين اللبنانيين مسؤولية أزمة الدولار في لبنان، وتقرر أن يلتقي وفد يمثل الصرّافين رئيس الجمهورية ليشرح له حقيقة الوضع. وأعلنت نقابة الصرافين في لبنان “تعليق الإضراب الذي كان مقرّرا اليوم الاثنين، بعد اتصال من المدير العام لرئاسة الجمهورية لعقد اجتماع بين النقابة ورئيس الجمهورية ميشال عون”.

وقال الخبير الاقتصادي جاد شعبان “خلق شحّ الدولارات المودعة في المصارف نوعا من الهلع بين المستهلكين والمواطنين”. ورغم هذه المؤشرات، يستبعد كبير الاقتصاديين ورئيس قسم الأبحاث في مجموعة بنك بيبلوس نسيب غبريل وجود أي خطر جدي بانهيار قيمة الليرة. ويرى غبريل أن “مصرف لبنان يملك الأدوات اللازمة (..) للحفاظ على الاستقرار النقدي” في إشارة إلى الاحتياطي بالعملات الأجنبية الذي يخوله التدخل في سوق الصرف كشار أو بائع أساسي للحفاظ على سعر صرف الليرة. ورفضت نقابة الصرافين تحميل الصرافين نتيجة هبوط سعر صرف الليرة مقابل الدولار الأميركي والعملات الأجنبية النقديّة، وقالت في بيان لها “ليست لدى الصرافين القدرة والإمكانيّة للتأثير على الأسعار، ومصدرهم الوحيد لشراء الدولار الأميركي والعملات الأجنبية النقدية مقابل الليرة، هو المواطنون أنفسهم وسطاء بين البائع والشاري”.

 

تظاهرات لبنان… شعارات تدين “النظام الفاسد” وتطالب برحيله

الراعي: البلاد بحاجة لمسؤولين جدد... وحراك العسكريين المتقاعدين دعا لاعتصام

بيروت ـ”السياسة”/الأحد 06 تشرين الأول 2019

فيما تقابل السلطة أصوات اللبنانيين الناقمين والغاضبين على سوء أوضاعهم الاقتصادية والمعيشية، بالعجز والتنكر لأدنى واجباتها تجاه مواطنيها، تواصلت الحركات الاحتجاجية من قبل المواطنين في بيروت والمناطق، للأسبوع الثاني على التوالي، على وقع تحذيرات من تصعيد كبير في المرحلة المقبلة، إذا لم تقم الحكومة بالمطلوب منها لوقف الانهيار الذي شارف الخطوط الحمراء، في وقت برز موقف لافت للبطريرك بشارة الراعي، يأتي انسجاماً مع المطالبة بذهاب الطبقة الحاكمة، رأى فيه أن “لبنان بحاجة إلى مسؤولين جدد، ولا نستطيع السكوت”.

وأكد الراعي رفضه “استثارة العصبيّات الطّائفيّة والمذهبيّة على اوسع نطاق، واستخدامها كأداةٍ في العمل السّياسيّ لاستقطاب الجماهير”. وفي عظته في جامعة القدّيس يوسف بيروت، لفت إلى أنه “بدلاً من أن تكون مشاركةً في بناء دولةٍ تصون وحدتها والعيش المشترك، وتوفّر الأمن والاستقرار والعيش الكريم لأبنائها، غدت المشاركة وسيلةً لتقاسم النّفوذ والوظائف والمكاسب بين السّياسيّين، ونهب المال العامّ، وتوزيع مقدّرات الدّولة حصصًا بينهم باسم الطّوائف، ما أدّى إلى إضعاف الدّولة وإغراقها في الدّيون، وإلى جعل شبابها جماعة متظاهرين وقاطعي طرق ومهاجري الوطن، فيما هم ضمانة مستقبله، ولذا، لا نستطيع السّكوت عن هذه الممارسة المخالفة للدّستور ولفلسفة الميثاق الوطنيّ، والمقوّضة لأوصال الدّولة، وإفقار شعبها، وخنق طموحات شبابها”. وأكد البطريرك، “أننا لا نستطيع السّكوت عن تسييس القضاء وعن عدم تنفيذ الأحكام والقرارات القضائيّة المحقّة”. ورأى أن “لبنان بحاجة إلى مسؤولين جدد من نوعٍ آخر، ومطلوبٌ من الكنيسة إعدادهم وتشجيعهم ومواكبتهم. فإنّها تحتفظ بحقّ التّمييز بين التّراجع والتّقدّم، وبين التّطوّر النّهضويّ والتّطوّر الانحطاطيّ، وبين المعرفة التي تؤدّي إلى الحقيقة والإيمان، وبين المعرفة التي تنزلق إلى الضّلال والشكّ”. الى ذلك، شهدت ساحة الشهداء، أمس، تجمعات احتجاجية لعشرات المواطنين، رفضاً للواقع القائم المتهالك الذي ينذر بتداعيات لا قدرة للبلد على تحملها.

وانتقلت التظاهرة الاحتجاجية التي دعت إليها مبادرة “وعي” من ساحة الشهداء، الى ساحة رياض الصلح، أمام مدخل السرايا الحكومية الذي شهد انتشاراً واسعاً للقوى الأمنية. وبث المتظاهرون الأناشيد والاغاني الوطنية عبر مكبرات للصوت، في حضور كثيف للقوى الأمنية، ورفعوا الاعلام اللبنانية واغصان الزيتون ولافتات كتبوا عليها “نازلين نتظاهر ضد اللي حكمونا من التسعينات لليوم ومصوا دمنا وسرقوا خيرات بلادنا وأفقروا شعبنا وغربوا ولادنا وبعدن عم ينهبوا المال العام”، “نازلين نتظاهر ضد النظام السياسي الطائفي الفاسد”، “بدنا دولة عدالة اجتماعية وحريات عامة”، “بدنا حرية الرأي والتعبير بدل من سياسات كم الافواه”، “نازلين كرمال نسترد الدولة المنهوبة ونحاسب مافيا السلطة”. ودعا المنظمون المواطنين الى ان يطلقوا صرختهم في وجه السلطة، وأجمعت الكلمات المقتضبة على “وقف الهدر والسرقات وتجويع الناس والفساد المستشري في كل القطاعات وعلى وجوب أن يتحمل الناس مسؤولياتهم ويتوقفوا عن انتخاب المسؤولين الذين اثبتوا فشلهم الذريع”، ودعت الوسائل الاعلامية كافة الى إيصال صرختهم، وطالبوا ب”استقالة المسؤول الفاشل من عمله ليحل مكانه الموظف الناجح ونظيف الكف”.وشاركت النائب بولا يعقوبيان في التظاهرة التي دعت اليها مبادرة “وعي”، واعتبرت “ان السلطة حتى اليوم فاشلة ولم تحقق اي انجاز يذكر.

وسألت:” أصبحنا في نصف العهد فأين الاصلاح والتغيير وأين باقي القوى السياسية؟ هم مسؤولون عما وصلنا اليه من انهيارات ومحاصصات ومافيات، وسنظل ننزل لنتظاهر حتى تغيير كل هذا التعتير الذي تعيشه الناس، وسط لامبالاة السلطة”. وهددت إمرأة معتصمة في ساحة رياض الصلح منذ أسبوع بحرق نفسها إن لم يرجع أولادها الـ5 إلى المدرسة، وتوجهت إلى الرؤساء الـ3 بالقول “يحطوا الكاميرا ويشوفوا”. كما نفذ محتجون على تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية اعتصاما في ساحة سراي بعلبك. كذلك، اعتصم عدد من الشبان في ساحة النور في طرابلس، ورفعوا لافتات كتب عليها “We love canada”، وذلك طلباً للهجرة الى كندا. وفي السياق، دعا حراك العسكريين المتقاعدين، إلى اعتصام أمام مبنى TVA الأربعاء المقبل، “رفضا لسياسة الحكومة الجائرة التي تسببت بأزمة معيشية خانقة، وتحذيرا من تأخر وزير المال في توقيع ودفع مستحقات نهاية الخدمة للمسرحين الجدد والمساعدات المدرسية، وعدم دفع المساعدات المرضية”. ونبه الحراك، المتقاعدين والمواطنين إلى “مغبة عدم التضامن والالتزام أمام مخططات السلطة الجائرة”، ودعا إلى “أوسع مشاركة في الاعتصام”.

 

احتجاجات لبنانية متفرقة لا تصنع حراكاً ولا معارضة

المدن – لبنان/الأحد 06 تشرين الأول 2019

يبدو أن مسلسل الاعتصامات المتواضعة والمتفرقة في بيروت والمدن والبلدات الأخرى لا يتوقف. لكن من دون تحوله إلى حركة احتجاجية عامة، ومن دون القدرة على صوغ خطاب مطلبي وسياسي. مسلسل أشبه بفورات موضعية متنقلة تعجز عن تكوين مشهد اعتراضي واسع.

مقتل ناشطة

على هذا النحو، اعتصم عشرات المواطنين في ساحة الشهداء ببيروت، قبل ظهر الأحد 6 تشرين الأول، بدعوة من "مبادرة وعي"، احتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية السيئة. وابتدأ الاعتصام بحادثة مأسوية، إذ قُتلت الناشطة الشابة نادين جوني في حادث سير، أثناء توجهها للمشاركة في التظاهرة.

وبعد أن اجتمع المعتصمون في الساحة، قرر قسم منهم التوجّه إلى السراي الحكومي حيث هددت امرأة بحرق ابنتيها بسبب رفض مدرسة بلال فحص في الجنوب إدخال أولادها إلى المدرسة، بسبب عدم قدرتها دفع القسط المدرسي. وأكدت انه في حال عدم حل مشكلتها فإنها ستلجأ إلى إحراق ابنتيها أمام السراي الحكومي. وعلى الفور، عززت القوى الامنية ومخابرات الجيش ومكافحة الشغب تواجدها على مداخل السراي الكبير ومجلس النواب، مستقدمة تعزيزات إضافية، علماً أنه لم تحدث أي احتكاكات بين المتظاهرين والقوى الأمنية.

أغصان الزيتون

واكتفى المتظاهرون ببث الأناشيد والأغاني الوطنية عبر مكبرات للصوت، في حضور أمني كثيف للقوى الأمنية، ورفعوا الأعلام اللبنانية وأغصان الزيتون ولافتات كتبوا عليها "نازلين نتظاهر ضد اللي حكمونا من التسعينات لليوم ومصّوا دمنا وسرقوا خيرات بلادنا وأفقروا شعبنا وغرّبوا ولادنا وبعدن عم ينهبوا المال العام"، "نازلين نتظاهر ضد النظام السياسي الطائفي الفاسد"، "بدنا دولة عدالة اجتماعية وحريات عامة"، "بدنا حرية الرأي والتعبير بدل من سياسات كمّ الأفواه"، "نازلين كرمال نسترد الدولة المنهوبة ونحاسب مافيا السلطة". ثم بدأ المعتصمون بالتوقيع على عريضة ضخمة لتوحيد المطالب. ودعا المنظمون المواطنين إلى "أن يطلقوا صرختهم في وجه السلطة"، وأجمعت الكلمات المقتضبة على "وقف الهدر والسرقات وتجويع الناس والفساد المستشري في كل القطاعات، وعلى وجوب أن يتحمل الناس مسؤولياتهم ويتوقفوا عن انتخاب المسؤولين الذين أثبتوا فشلهم الذريع". وطالبت الكلمات الوسائلَ الإعلامية كافة إيصال صرختهم، وطالبوا بـ"استقالة المسؤول الفاشل من عمله ليحل مكانه الموظف الناجح والنظيف الكف"، مستنكرين "انتفاع الجمعيات والهيئات والمراكز الوهمية من مليارات الليرات من دون حسيب أو رقيب". النائبة بولا يعقوبيان شاركت في التظاهرة، واعتبرت "أن السلطة حتى اليوم فاشلة، ولم تحقق أي إنجاز يذكر. نحن أصبحنا في نصف العهد، فأين الإصلاح والتغيير؟ وأين باقي القوى السياسية؟ هم مسؤولون عما وصلنا إليه من انهيارات ومحاصصات ومافيات. سنظل ننزل لنتظاهر حتى تغيير كل هذا التعتير الذي تعيشه الناس، وسط لامبالاة السلطة". وبعد حيرة المعتصمين بما يجب فعله بعد وصولهم إلى ساحة رياض الصلح، ووقوفهم أمام السراي، ألغوا فكرة التوجه كتظاهرة نحو مصرف لبنان. وبعد التشاور بين مسؤولي الحراك ولمزيد من التنسيق، قرروا أن يتم الإعلان عن التحرك المقبل بعد بضعة أيام. وعند الساعة الواحدة ظهراً، بدأ المتظاهرون بإخلاء ساحة رياض الصلح. إلا أن قسماً من المشاركين قرر "الانشقاق" والسير بتظاهرة نحو مصرف لبنان، وحين وصولهم عمدت القوى الأمنية إلى منعهم من قطع الطريق، فتشتتوا بعدما قرروا العودة إلى ساحة رياض الصلح.

ساحة سمير قصير

على مقربة من التظاهرة الأولى، كانت منظمة "الشباب التقدمي" تنظم وقفة رمزية دفاعاً عن حرية الرأي والتعبير، ورفضاً للاستدعاءات المتكررة بحق الناشطين والصحافيين، في ساحة سمير قصير بوسط بيروت، في حضور عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب هادي أبو الحسن، وأمين السر العام في "الحزب التقدمي الاشتراكي" ظافر ناصر، والأمين العام للمنظمة محمد منصور، وعدد من أعضاء مجلسي القيادة والمفوضين ووكلاء الداخلية والكوادر الشبابية والحزبية. وألقت ديانا خداج كلمة باسم عائلات الموقوفين قالت فيها: "عندما يعجز الشعب عن تأمين لقمة العيش وعندما يفتقد لمقومات العيش الكريم بحده الأدنى ورغم الضغوطات الناجمة عن مشكلة النفايات والتلوث والكهرباء والتعليم والاستشفاء وتردي الوضع الاقتصادي في أزمة الدولار والبنزين، ماذا ينتظرون من شعب يعاني من كل هذه الأزمات بأن يصف واقع الحال بجنة الفردوس ويمدح المسؤولين الذين أوصلوا الناس إلى هذا الوضع؟ هل هو جرم التعبير عن القهر والواقع المرير الذي يرهق الشعب بما لا يطاق؟". بدوره، قال منصور: "ليس غريبا أن تمارس السلطة محاولات القبض على أنفاس اللبنانيين وملاحقة المواطنين وتقييد حرية الرأي والتعبير عندما تكون سلطة قمعية بوليسية. الغريب أن يكون هذا الأمر في عهد من فاخر بأنه واجه القمع وحارب التعسف وناضل من أجل الحريات في 2001، وبات هو اليوم في إمساكه للسلطة يراقب ويمنع ويستدعي كل من يوجه أي انتقاد لأصحاب الألقاب الرسمية". وأضاف: "لأجل كل ذلك، تؤكد منظمة الشباب التقدمي رفض كل أشكال التعدي على قدسية حرية الرأي والتعبير، وترفض استدعاء أي مواطن أو صاحب رأي حر إلى مكاتب الأجهزة الأمنية من دون أي مسوغ قانوني، وترفض تحويل أجهزة الدولة إلى أجهزة مهمتها مراقبة واستدعاء الناشطين والصحافيين".

 

نديم الجميل زار درويش وبلدية زحلة: مستمرون من اجل بناء وطن حقيقي دفعنا الكثير من اجل الحفاظ عليه

الأحد 06 تشرين الأول 2019

وطنية - زار النائب نديم الجميل، مدينة زحلة اليوم، مستهلا نشاطه بلقاء مع رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش، في مطرانية سيدة النجاة، في حضور رئيس اقليم زحلة الكتائبي غسان المر، النائب الأسقفي العام الأرشمندريت نقولا حكيم، المدير العام لمصلحة الأبحاث العلمية الزراعية ميشال افرام وحشد من الكتائبيين في زحلة وكهنة الأبرشية. وقد رحب درويش بالنائب الجميل بين "اهله ورفاق بشير" وقال: "انا اليوم سعيد جدا في استقبال الشيخ نديم الجميل، أرحب به بإسم سيدة النجاة وبإسمكم جميعا، بإسم زحلة والبقاع. أرحب به أخا كريما عزيزا علينا، والشيخ نديم حامل الإرث العظيم والكبير، الذي كل واحد منا لديه حصة في هذا الإرث لأننا جميعا أولاد حلم الرئيس بشير الجميل". وأضاف: "لدي أمنية غالية على قلبي وهي أن نرى الكتائب في زحلة كما كانوا في السابق، موحدين مع بعضهم البعض، يعملون معا من أجل صالح هذه المدينة ولبنان، وهنا لا بد من توجيه تحية الى الوزير والنائب السابق ايلي ماروني، وانا أكيد اننا سويا سنحقق الحلم بعودة الكتائب موحدة." وختاما قدم درويش للجميل هدية تذكارية بمناسبة زيارته الى المطرانية كما قدم له نسخة من الإنجيل المقدس.

الجميل

وكانت كلمة للجميل شكر فيها المطران درويش على الإستقبال وقال: "سيادة المطران أشكر استضافتك لهذا اللقاء الجامع. كان ولا بد أن زيارتنا الأولى الى زحلة تكون الى مطرانية الروم الملكيين الكاثوليك في زحلة عاصمة الكثلكة في الشرق وعاصمة البقاع. وجودنا اليوم هنا هو للتأكيد ان الشعار الذي حمله بشير وعمل من اجله وهو ال10452 كلم2 من قيم ومبادئ، هذا الشعار هو المساحة التي يتواجد عليها الحرية والكرامة والسيادة، وزحلة هي عنوان اساسي في المقاومة من اجل الحرية والسيادة وكرامة الإنسان، والمسيحي الحر ووجوده ودوره الفاعل في هذه المنطقة وفي هذا الشرق." واضاف " وجودنا هنا اليوم هو للتأكيد ان النضال الذي قمتم به الى جانب بشير والى جانب كل الأبطال والشهداء الأبطال الذين قدموا دماءهم لكي نبقى في هذه الأرض. نحن مستمرون من اجل بناء وطن حقيقي ننتمي اليه ويشبهنا، وطن دفعنا الكثير من اجل الحفاظ عليه. حان الوقت ان تشبه الدولة التي نعيش فيها هذا الوطن، تشبه الأخلاق والقيم التي حملناها على مدى التاريخ بثقافتنا وحضارتنا وقيمنا ومستقبلنا ووجداننا، وهذه المطرانية والنضال الذي حملته زحلة، نستمد منهما كل القوة والفخر لكي نستكمل طريقنا من اجل الحرية والسيادة وبناء الدولة القوية". وختم: "سيادة المطران اطلب منك ان تذكرنا دائما في صلواتك، ان تذكر لبنان والمقاومة اللبنانية في صلواتك، لأننا بحاجة اليوم في هذا الظرف الصعب الذي نمر به الى الصلاة لأننا نؤمن بالله وبأن المسيح هو الذي اوجدنا على مدى التاريخ في هذه الأرض. وهذا الإيمان بحاجة الى صلوات والى ايمان مترسخ لأن أرضا فيها شهداء وقديسين كأرض لبنان لا يمكن ان تركع، والبرهان على ذلك أن زحلة وقفت وصمدت في وجه أكبر عدو، وهذه الصلوات وهذا الإيمان سيجعلاننا نستمر في مسيرتنا نحو المستقبل."

المر

وكانت كلمة لغسان المر شكر فيها المطران درويش على الإستقبال المميز، وذكر بسياسة الكتائب "بالإنفتاح على كل مكونات المجتمع الزحلي والبقاعي"، واعدا ب"العمل على تحقيق امنية المطران درويش بالعمل على وحدة الكتائب في زحلة في وقت قريب وبرعاية سيادته".

واختتم اللقاء بزيارة كابيلا سيدة النجاة.

في بلدية زحلة

كما زار الجميل بلدية زحلة، يرافقه المر ووفد كتائبي، حيث إستقبلهم رئيس بلدية زحلة- معلقة أسعد زغيب وأعضاء من المجلس البلدي. وفي قاعة إجتماعات المجلس، ألقى زغيب كلمة رحب فيها بالجميل، منوها بالدور الذي يربط عائلة الجميل ووالده الرئيس الشهيد بشير الجميل بهذه المدينة، لافتا الى "ما يميز أهل زحلة من عنفوان وكرامة، ومن قدرة على الصمود والبطولة". بدوره كشف النائب الجميل في كلمته عن رغبته الدائمة بزيارة زحلة، "لما عنته هذه المدينة للشيخ بشير الجميل ولي شخصيا"، معربا عن تقديره ل"الجهود الإنمائية التي تبذلها البلدية"، ومرحبا بالأفكار المطروحة لناحية تطور المدينة.

وعرض الجميل لتعديلات قانونية إقترحها في المجلس النيابي من أجل تسهيل علاقة المواطن بالبلدية على مختلف الصعد.

 

تفاقم الأزمة المالية يهدد بإضرابات تشلّ لبنان غداً وموزعو المحروقات والأفران يراهنون على اتصالات مع الحكومة

بيروت: نذير رضا/الشرق الأوسط/06 تشرين الأول/2019

يهدد تفاقم الأزمة المالية في لبنان بتحركات اعتراضية تشل البلاد غداً الاثنين، إثر إعلان نقابات لقطاعات حيوية مثل توزيع المحروقات والأفران عن إضرابات في حال لم تحل الحكومة، في مهلة تنتهي مساء اليوم الأحد، أزمة انحسار العملة الصعبة والمطالبة بتأمينها لغرض استيراد البضائع والسلع الأساسية.

ودفع عدم توافر الدولار في الأسواق المحلية إلى تهافت الطلب عليه خلال الأسبوعين الماضيين، ما رفع من قيمته مقابل الليرة اللبنانية في السوق الموازية، فيما طالب مستوردون من موزعين تأمين المدفوعات بالعملة الصعبة، وهو ما وضع البلاد أمام أزمة قد تنفجر في الشارع غداً الاثنين في حال عدم تدخل الحكومة لحلها. وتقول الحكومة ومصرف لبنان إن لا أزمة في توافر العملة الصعبة. وأكد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، الأسبوع الماضي، أن لديه احتياطياً من العملة الأجنبية يكفي لتغطية السوق وللحفاظ على قيمة العملة المحلية، فيما رأى مسؤولون ووزراء أن جزءاً من الأزمة «مفتعل». ورغم ذلك، تنامى الإقبال على العملة الأجنبية، واتُخذت إجراءات لتغطية هذا النقص، ما دفع بالقطاعات الحيوية إلى مطالبة الحكومة بالتدخل لإعادة الأمور إلى مسارها السابق لتجنب البلاد أزمة معيشية تنتج عن الإضرابات.

وأعلن نقيب أصحاب محطات توزيع المحروقات سامي البراكس، أمس، أن المحطات منحت الحكومة مهلة حتى مساء الأحد لحل الأزمة، مشيراً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه في حال لم تستجب الحكومة وتجد حلاً لإعادة انتظام المدفوعات للشركات المستوردة كما كان الأمر في السابق، فإن المحطات ستضرب عن العمل يوم الاثنين. وقال البراكس: «نحن نبيع المحروقات بالليرة المحلية، وكنا نشتريها بالعملة المحلية أيضاً. الآن تطالبنا الشركات المستوردة بدفع ثمن المحروقات بالدولار». وأضاف: «نحن لا علاقة لنا بكيفية دفع الشركات المستوردة لفواتيرها. ما نريده هو أن نشتري بالليرة ونبيع بالليرة، وهو النظام الذي نعتمده منذ وقت طويل»، لافتاً إلى أن جدول تحديد أسعار البيع الذي تصدره الحكومة أسبوعياً «هو بالليرة أيضاً، ونحن نلتزم به». وقال البراكس إنه في حال عدم التوصل إلى حل لإعادة الأمور إلى سابق عهدها، عبر البيع والشراء بالليرة، فإن الإضراب سينفذ يوم الاثنين.

وينسحب التلويح بالإضراب على الأفران التي تزود لبنان بالخبز، إذ اعتبر نقيب أصحاب الأفران كاظم إبراهيم أن القرار بالتوقف عن العمل ينتظر نتائج المداولات بين المطاحن والمصرف المركزي. وأكد إبراهيم في حديث إذاعي أنّ نقابة الأفران ستجتمع الاثنين لتحديد موعد التئام الجمعية العمومية. ورأى أنّ الوضع قد يصل إلى طريق مسدودة، إذ إن القوانين التي وضعتها الدولة «غير قابلة للتطبيق». وكان مصرف لبنان احتوى الاحتجاجات التي ظهرت قبل أسبوعين، بإصدار تعميم يوم الثلاثاء الماضي أعلن فيه أنه يمكن للمصارف التي تفتح اعتمادات مستندية مخصصة حصراً لاستيراد المشتقات النفطية (بنزين، مازوت، غاز) أو القمح أو الأدوية، الطلب من مصرف لبنان تأمين قيمة هذه الاعتمادات بالدولار الأميركي على أن تتقيّد بأن تفتح لكل عملية موضوع الاعتمادات المستندية حسابات خاصة لدى مصرف لبنان، وأن تقدّم لمصرف لبنان نسخة عن المستندات المتعلقة بكل اعتماد مستندي سيما نص بوليصة الاعتماد المستندي واتفاقية التمويل الموقعة بين المصرف المعني وعميله بهذا الشأن. وعلى المصرف أن يقدّم إلى مصرف لبنان المستندات المثبتة لاستيفاء المتوجبات من العميل وفقاً لاتفاقات التمويل.

وتحاول الحكومة محاصرة أزمة الدولار عبر سلسلة إجراءات، إلى جانب المخرج المالي الذي اتخذه مصرف لبنان، ومن بينها ضبط أسعار بيع القطع النقدية الأجنبية في الأسواق عبر الصرافين، وإلزامهم بالسعر الرسمي مع هامش ربح صغير. واستدعى جهاز أمن الدولة صرافين اثنين في البقاع (شرق لبنان) أول من أمس، ما دفع الصرافين في المنطقة لتنفيذ احتجاج على استدعائهم، والتلويح بالإضراب الذي كان معداً للتنفيذ يوم الاثنين، قبل احتوائه من قبل القصر الجمهوري.

وأعلنت نقابة الصرافين في لبنان تعليق الإضراب الذي كان مقرراً الاثنين بعدما تلقت اتصالاً من المدير العام لرئاسة الجمهورية لعقد اجتماع بين النقابة والرئيس ميشال عون.

وقال نقيب الصرافين إلياس سرور لـ«الشرق الأوسط» إن الإضراب ألغي إلى حين اللقاء بالرئيس عون يوم الثلاثاء «لأن مصلحة البلد تهمنا»، لافتاً إلى أنه في ضوء اللقاء «ستتحدد الخطوات المقبلة».

وأوضح سرور أن الصرافين يعملون في سوق حرة، يحددها العرض والطلب، وهم خاضعون رقابياً للجنة الرقابة على المصارف وهيئة التحقيق الخاصة في مصرف لبنان، مشيراً إلى أن هدف تحركهم هو «أن نعود رقابياً إلى وصاية مصرف لبنان الذي يقوم بفرض عقوبات علينا في حال مخالفة القانون تصل إلى حد الإغلاق، ولا نكون خاضعين لرقابة جهاز أمني». وقال: «الأزمة تتحمل مسؤوليتها المصارف، ولسنا من يتحمل المسؤولية. نحن مجرد نتيجة للأزمة ولسنا سبباً لها». وقال إنهم يطالبون بتحييدهم عن الموضوع، وبفك أيدي الأجهزة الأمنية عنهم، مشدداً على «أننا لا قدرة لنا بالتلاعب بالدولار ولسنا مسببين للأزمة ولا علاقة لنا بها». وأعلنت النقابة تراجعها عن الإضراب يوم الاثنين، مؤكدة رفضها وشجبها الاستدعاءات و«الإجراءات العشوائية بحق الصرافين واعتبارهم مكسر عصا فيما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية ولما يجري من تخبط في سوق القطع».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

إيران: المحتجون يهتفون “الموت للديكتاتور” ويحرقون صور خامنئي

طهران تهدد بخفض رابع لالتزاماتها النووية وتنفذ حكماً بالإعدام بحق "إرهابيين"

رجوي: النظام الفاسد أخذ البلاد رهينة بنهبه الثروات وتبديدها في مشاريع نووية وصاروخية ونشر الحروب الخارجية

طهران، عواصم – وكالات/06 تشرين الأول/2019

واصل آلاف الإيرانيين من أبناء مدينة لردغان بمحافظة جهارمحال وبختياري غرب إيران، احتجاجاتهم الداعمة لسكان قرية شنار محمودي ضد نظام الملالي. وأضرم المحتجون الغاضبون النار في مقر قائممقامية لردغان، ومكتب إمام الجمعة وممثل خامنئي وعدد آخر من المقرات الحكومية.

وامتدت التظاهرات التي انطلقت من أمام مقر القائممقامية، إلى أمام مبنى دائرة الصحة وارتقت إلى مواجهة مع قوى الأمن الداخلي، حيث رشق المحتجون بالحجارة عناصر القمع، مقابل هجوم الأخيرة على المتظاهرين وإطلاقها النار عليهم مستخدمة الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع.

وردّد المتظاهرون هتافات “الموت للدكتاتور” و”لا تخافوا، كلنا يد واحدة”، و”لا غزة ولا لبنان، روحي فداء إيران”، و”ليستقل المسؤول غير الكفؤ” وغيرها. ولعبت النساء دورا لافتا في الاحتجاجات، فيما حطم المتظاهرون واجهة مبنى دائرة الصحة في قرية شنار محمودي، وأغلقوا طريق الوصول إلى القرية. وتوجهت رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية مريم رجوي، بتحياتها للمواطنين والشبان المنتفضين، مؤكدة أنهم استهدفوا بهتاف “الموت للدكتاتور” ومهاجمة مكتب ممثل خامنئي، نظام ولاية الفقيه، المسبب الرئيسي للجرائم ضد الشعب.

وقالت: إن “النظام فاسد وبنهبه ثروات البلاد وتبديدها في مشاريع نووية وصاروخية ونشر الحروب الخارجية، أخذ كل مناحي الحياة منها الصحة رهينة”، داعية إلى دعم المتظاهرين وضحايا السياسات الإجرامية لنظام الملالي. على صعيد متصل، أعلنت السلطات الايرانية أنها نفذت فجر أمس حكم الاعدام بحق “إرهابيين”، زعمت أنهما كانا ضمن خلية نفذت عملية ارهابية قبل أربعة أعوام في مدينة دزفول بمحافظة خوزستان جنوب غرب إيران. في غضون ذلك، هددت إيران بتنفيذ المرحلة الرابعة لتقليص التزاماتها النووية، وأكد المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي، اعتزام بلاده اتخاذ الخطوات اللاحقة في خفض التزاماتها النووية “إن لم تبادر الأطراف الأخرى لتنفيذ التزاماتها”.

من جانبه، أكد وزير النفط بيجن زنغنه أن “إيران ستستخدم أي وسيلة ممكنة لتصدير انتاجها من الخام، ولن ترضخ للضغط الاميركي، لأن تصدير النفط حق مشروع”.

على صعيد آخر، عاد مدونا السفر الأستراليان جولي كينج ومارك فيركين، إلى منزلهما في مدينة برث الأسترالية بعد شهور في أحد السجون الإيرانية، حيث بدا أن إطلاق سراحهما جاء مقابل الإفراج عن أكاديمي إيراني كان محتجزا لدى استراليا. وأكدت السلطات الأسترالية أنه في نفس اليوم الذي أطلقت فيه إيران سراح الزوجين من السجن في طهران، أطلقت كانبرا سراح أكاديمي إيراني كان محتجزا في كوينزلاند لمدة 13 شهرا، كانت الولايات المتحدة طلبت تسلمه بتهمة التآمر لتصدير أجهزة عسكرية إلكترونية إلى إيران. وذكرت الإذاعة الإيرانية الرسمية أن دهباشي كيفي عاد إلى طهران، برفقته السفير الإيراني لدى أستراليا وتم نقل حدث وصوله عبر شاشة التلفزيون الإيراني، ولم تؤكد الحكومة الأسترالية أنها عملية تبادل سجناء. على صعيد متصل، أفادت السفارة الروسية لدى طهران، بأن السلطات الإيرانية وعدت بتوضيح أسباب احتجاز الصحافية الروسية يوليا يوزيك، مضيفة أن السلطات الإيرانية لم تؤكد نيتها إطلاق سراحها.

 

المحتجون الغاضبون في العراق يحرقون مقرات أحزاب وميليشيا إيران وصور خامنئي في الناصرية/عودة الإنترنت... وحزمة قرارات لترضية المتظاهرين... وعبدالمهدي تعهد تقديم الفاسدين للقضاء

بغداد- وكالات/06 تشرين الأول/2019

 شهدت مدينة الناصرية جنوب العراق، تظاهرات عنيفة نتيجة خروج تجمعات كبيرة من الشباب الناقمين على الوضع الراهن في البلاد من ضعف كبير في تقديم الخدمات والفساد والمحاصصة وقلة فرص العمل.

وقام المتظاهرون، بحرق مقرات الأحزاب، معلنين أن الناصرية أصبحت خالية من الأحزاب السياسية بعد إضرامهم النيران في مقارها ومكاتبها السياسية. وأحرق المتظاهرون في الناصرية مكاتب سرايا الخراساني، إحدى ميليشيا الحشد الشعبي المدعوم المرتبط بإيران، وكذلك مقر منظمة بدر بقيادة هادي العامري، ومقر حركة عصائب أهل الحق بزعامة قيس الخزعلي، ومقر حزب الدعوة بزعامة نوري المالكي، وكذلك مقر الحزب الشيوعي العراقي، ومقرات أحزاب الفضيلة، والمجلس الأعلى الذي كان سابقا ينتمي له رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي، وتيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم، وكذلك منزل النائب في البرلمان العراقي خالد الأسدي.وقالت مصادر إن عمليات الحرق شملت صورا لمسؤولين دينيين ورجال دين وكذلك صورا للمرشد الإيراني علي خامنئي الذي يتهمه الشباب العراقي هو وإيران بزعزعة الاستقرار في البلاد، وأنه من سلط هؤلاء السياسيين والأحزاب المنتفعة منذ سنين على مقدرات البلد.

 

تجدد المظاهرات في بغداد... و5 قتلى بالرصاص الحي حرق مقار أحزاب في الناصرية... ومقاطعة كتلة الصدر حالت دون انعقاد البرلمان

بغداد: حمزة مصطفى/الشرق الأوسط/06 تشرين الأول/2019

تجددت المظاهرات في بغداد أمس، مع رفع حظر التجول واستمرار حجب الإنترنت، بعد 4 أيام من الاحتجاجات المطلبية والمواجهات التي أوقعت نحو مائة قتيل في العاصمة والمحافظات الجنوبية، فيما دعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر إلى استقالة الحكومة. وأفاد مصور وكالة الصحافة الفرنسية بتجدد المظاهرات في العاصمة، وإطلاق الرصاص الحي في وسط بغداد. وأكدت الشرطة ومصادر طبية أن 5 أشخاص قتلوا في اشتباكات أمس. وبدورها، أعلنت مفوضية حقوق الإنسان، في وقت سابق أمس، مقتل متظاهر بالرصاص الحي. كما أعلنت المفوضية ارتفاع حصيلة قتلى احتجاجات العراق التي انطلقت الثلاثاء إلى 100، معظمهم من المتظاهرين، بينما أصيب نحو 4 آلاف بجروح. وأوضحت أن حصيلة القتلى تضمنت 6 عناصر شرطة على الأقل، لقوا حتفهم خلال المواجهات التي اندلعت بين المتظاهرين المناهضين للحكومة وقوات الأمن في بغداد وعدة مناطق في جنوب البلاد، وفق مصادر طبية وأخرى في الشرطة. واتهم النائب الليبرالي في البرلمان العراقي فائق الشيخ علي، في تغريدة على «تويتر»، إيران بـ«قتل المتظاهرين في العراق قنصاً». وسمع إطلاق للرصاص الحي باتجاه المتظاهرين الذين تجمعوا في محيط وزارة النفط، على الطريق المؤدية إلى ساحة التحرير. وإلى ذلك، أفادت قناة «العربية» بأن مئات المحتجين تظاهروا قرب مول النخيل في بغداد، وبداية شارع فلسطين، فيما أقدمت القوات الأمنية العراقية على إطلاق الغاز المسيل لتفريقهم. وفي الناصرية، مركز محافظة ذي قار الجنوبية التي كان لها نصيب الأسد من حصيلة قتلى الاحتجاجات، أحرق محتجون أمس مقاراً حزبية.

إلى ذلك، يتوقع أن تغير عملية قلب الطاولة التي قام بها الصدر ليل الجمعة، بالدعوة إلى استقالة الحكومة، المعادلة. فإما سيزيد من زخم الحركة الاحتجاجية المطالبة بإسقاط السلطة في الشارع، رغم رفض المتظاهرين لأي عملية تسييس للحراك، وإما أن يحول المواجهة من الساحة الشعبية إلى الساحة السياسية، أي إلى قاعة مجلس النواب.

وسعت قيادات سياسية إلى إقناع الصدر بالعدول عن دعوته إلى إقالة الحكومة، لكنه أصر على موقفه، مما أثار مخاوف من أن ينضم أتباعه إلى المظاهرات، وهذا الاحتمال كان وراء الاستنفار الأمني اللافت في بغداد، أمس. إلى ذلك، كان يفترض أن يعقد البرلمان العراقي جلسة عند الواحدة ظهراً (10:00 ت.غ) من أجل النظر في مطالب المتظاهرين، لكنها لم تعقد بعد لعدم توفر النصاب، إثر قرار كتلة مقتدى الصدر مقاطعتها. ومع 54 نائباً، تمثل كتلة الصدر الكتلة النيابية الأكبر في البرلمان. ولقد أخذ الصدر على عاتقه المطالب الأساسية للمتظاهرين، داعياً إلى إسقاط الحكومة. لكن رئيس البرلمان محمد الحلبوسي التقى ممثلين عن المتظاهرين الذين سلموا له مطالبهم، ووعدهم هو من جانبه بالعمل على تلبيتها. ومساء أول من أمس، ألقى الحلبوسي كلمة قدم فيها مقترحات لتوظيف الشباب، وتقديم مساعدات اجتماعية جديدة، كما تعهد بأنه في حال عدم الوفاء بالوعود في أسرع وقت ممكن «سأخلع سترتي، وأنضم إلى المتظاهرين».

وفيما تطالب السلطات المتظاهرين بمنحها فترة زمنية لتنفيذ الإصلاحات، وتحسين الظروف المعيشية لأربعين مليون نسمة في العراق الذي أنهكته الحروب والبطالة والفساد، دعا الصدر إلى «انتخابات مبكرة بإشراف أممي».

وفي الشارع، بدت أهداف المتظاهرين واضحة منذ الثلاثاء. وقال أحدهم لوكالة الصحافة الفرنسية، مساء أول من أمس، وهو يعصب جبينه بعلم عراقي: «لا أحد يمثلنا، يأتون بأشخاص يلبسونهم بزات رسمية، ويضعونهم في البرلمان»، وأضاف: «لم نعد نريد أحزاباً، لا نريد أحداً يتحدث باسمنا». وهذه دعوة تلقاها الصدر بآذان صاغية، وحرص على دعوة أنصاره إلى تنظيم «اعتصامات سلمية»، والإبقاء في الوقت نفسه على طبيعة الاحتجاجات «الشعبية»، وعدم تحويلها إلى «تيارية». وعد الخبير بالشؤون العراقية فنر حداد أن السياسيين العراقيين، الذين يتولى بعضهم مناصب منذ 16 عاماً، وجدوا أنفسهم أمام حركة غير مسبوقة، وأكد أن «هذه مظاهرات ضد النظام» تختلف عن الاحتجاجات الصيفية التقليدية للمطالبة بالكهرباء والماء في ثاني البلدان المصدرة للنفط في منظمة «أوبك». وأشار حداد إلى أن «هذه هي المرة الأولى التي نسمع فيها الشعب يطالب بإسقاط النظام» المبني على المحاصصة الطائفية والإثنية للمناصب، إضافة إلى المحسوبيات. وما ينتظره المتظاهرون حالياً هو «تعديلات وقرارات حاسمة، وإقالة ومحاسبة أسماء كبيرة من السياسيين المتهمين بالفساد»، بحسب ما أكده المحلل الأمني سرمد البياتي. وأعادت المحال التجارية، أمس، فتح أبوابها في أحياء عدة من العاصمة. وعاد رواد المقاهي إلى روتينهم اليومي، فيما بدأ عمال النظافة برفع آثار ومخلفات حرق الإطارات في الشوارع. وكان جلياً ارتفاع أسعار المواد الغذائية والخضراوات، على غرار الطماطم التي قفز سعرها من ألف دينار عراقي إلى 3 آلاف دينار. وفي وسط العاصمة التي يسكنها نحو 9 ملايين نسمة، شهدت الطرقات المؤدية إلى ساحة التحرير التي انطلقت منها المظاهرات الثلاثاء انتشاراً أمنياً كثيفاً، مع نشر آليات مدرعة. وبالنسبة إلى السكان، فإن إمكانية وقوع مواجهات جديدة لا تزال قائمة. وقال أبو صلاح (70 عاماً): «في حال لم تتحسن الظروف الحياتية، الاحتجاجات ستعود أقوى، والوضع سيكون أسوأ».

 

تشكيل اللجنة الدستورية يطلق «معركة التطبيع» مع دمشق وباريس تضع 4 شروط أوروبية لـ«شرعنة» الانتخابات السورية

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/06 تشرين الأول/2019

طرح تشكيل اللجنة الدستورية السورية، وقواعد عملها، «معركة التطبيع» مع دمشق، و«إعادة الشرعية إلى النظام السوري»، بين استعجال موسكو «إعادة سوريا إلى العائلة العربية» من جهة، وتمسك واشنطن بـ«عزل» دمشق من جهة ثانية، في وقت تقدمت فيه باريس بوثيقة وضعت أربعة شروط لـ«إعادة الشرعية»، والاعتراف بنتائج الانتخابات، بينها «إشراف كامل» من الأمم المتحدة على الانتخابات البرلمانية العام المقبل، والرئاسية في 2021. ومنذ اتفاق المبعوث الأممي غير بيدرسون، ووزير الخارجية السوري وليد المعلم، على قائمة الـ150 مرشحاً للجنة الدستورية، وقواعدها الإجرائية، الشهر الماضي، كان هناك حرص على كل إشارة سياسية؛ ذلك أن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، تبنى الإعلان عن «الإنجاز السياسي»، وأن اللجنة ستعقد اجتماعها الأول في جنيف في الـ30 من الشهر الحالي، بحيث يكون عملها بناء على القرار 2254. وفي المقابل، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، لـ«الشرق الأوسط»، إن الاختراق جاء «بناءً على قرار مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي» بداية العام الماضي، وضمن «إنجازات» الدول الثلاث الضامنة لمسار آستانة؛ روسيا وتركيا وإيران.

- معركة دبلوماسية

لكن المعركة الدبلوماسية الأهم تدور حالياً حول «ما بعد تشكيل اللجنة»، إذ قال لافروف لـ«الشرق الأوسط» إنه يرحب بتشكيل اللجنة الدستورية، لافتاً إلى أن التقدم على المسار السياسي «سيطرح ملفاً تم طرحه منذ وقت طويل، حول ضرورة عودة سوريا إلى العائلة العربية. والكثير هنا سيتوقف على موقف السعودية، لأن صوتها مسموع في المنطقة وخارجها»، علماً بأن الرئيس فلاديمير بوتين سيزور الرياض قريباً. ومن جهته، قال المعلم، بعد لقاء عرضي مع الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط في نيويورك، إن على الجامعة العربية أن تعود إلى سوريا «كي تصبح عربية». أما أبو الغيط، فقال إن الوقت لم يحن لعودة سوريا للجامعة العربية، وزاد: «ليس بعد، رغم أن دولاً عربية أعادت العلاقات، وأعادت فتح السفارات مع سوريا، فإن الإرادة الجماعية العربية لم تصل بعد إلى اللحظة التي تفيد بأنه ليست لدينا مشكلة مع الحكم في سوريا». وأضاف: «عندما... تنطلق سوريا الجديدة، أتصور عودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة. وسوريا الجديدة لن تكون مرتمية في أحضان إيران؛ هذا شرط عربي رئيسي». وفي الضفة الثانية، قال المبعوث الأميركي للملف السوري السفير جيمس جيفري: «نواصل حث جامعة الدول العربية على التصدي لأي جهود ترمي لإعادة نظام الأسد إلى الجامعة قبل الوفاء بالمعايير المحددة في القرار 2254»، مضيفاً: «أي محاولة للترحيب بعضوية نظام الأسد مرة أخرى في الجامعة العربية، أو استئناف العلاقات معه، من شأنها أن تقوض جهودنا الجماعية الرامية للتحرك نحو التوصل إلى حل دائم وسلمي وسياسي للصراع الدائر في سوريا، وستستمر العزلة الدولية المفروضة على نظام الأسد حتى يكف عن شن هجماته الوحشية على السوريين الأبرياء، ويتخذ خطوات ذات مصداقية لتهدئه العنف، وتمهيد الطريق أمام التوصل إلى حل سياسي». وكانت واشنطن قد جمدت، بداية العام الحالي، مسارين لـ«التطبيع» مع دمشق: المسار الأول الذي كان قد بدأ بإعادة تشغيل سفارات عربية في العاصمة السورية، والمسار الثاني رفع التجميد عن مقعد الحكومة السورية في الجامعة العربية الذي اتخذ في نهاية 2012.

- «عزل دمشق»

وقادت واشنطن ولندن جهوداً لتثبيت عناصر الموقف السياسي هذه عبر اجتماع في نيويورك لوزراء خارجية «المجموعة الصغيرة» التي تضم مصر وفرنسا وألمانيا والأردن والسعودية وبريطانيا وأميركا، إضافة إلى اجتماع آخر دعت إليه مسؤولة الشؤون الخارجية الأوروبية فيدريكا موغيريني وبيدرسون على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وإذ رجبت الدول بـ«إعلان الأمم المتحدة أن الأطراف كافة قد وافقت على إنشاء لجنة دستورية. هذه خطوة إيجابية طال انتظارها، ولا تزال تتطلب التزاماً جاداً وتعهداً بتحقيق الوعود لتنجح»، جددت الإشارة إلى أدوات الضغط المتوفرة لديها، وبينها ضرورة توفر البيئة المحايدة للعملية السياسية، و«الإفراج الجماعي عن السجناء السياسيين، والخطوات لتهيئة بيئة آمنة محايدة من شأنها أن تمكن السوريين من إجراء انتخابات حرة نزيهة ذات مصداقية، تحت إشراف الأمم المتحدة، بشكل يتيح للنازحين واللاجئين والمهاجرين المشاركة فيها». كما تمسكت هذه الدول بإبقاء ملف المساءلة مطروحاً، وسط تأكيدها على «دعم الجهود الرامية إلى ضمان تحديد ومحاسبة جميع مرتكبي انتهاكات القانون الإنساني الدولي، والقانون الدولي لحقوق الإنسان، بمن فيهم المسؤولون عن الجرائم ضد الإنسانية». كما أبقت واشنطن ولندن «ورقة» ملف الكيماوي، إذ أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن بلاده «خلصت إلى أن نظام الأسد استخدم غاز الكلور كسلاح كيمياوي في 19 مايو (أيار)، في هجوم على محافظة اللاذقية، غرب سوريا». وأيدت لندن موقف واشنطن التي فرضت عقوبات إضافية على كيانات سورية. ولم تظهر إلى الآن تغيرات جوهرية في مواقف الدول الأوروبية وأميركا من شروط «التطبيع» مع دمشق، و«شرعنة النظام»، والمساهمة في إعمار سوريا، لكن بعض الدول الأوروبية قلقة من تفكك «الجدار الجماعي» إزاء ذلك، خصوصاً بعد إعلان هنغاريا فتح سفاراتها في العاصمة السورية. لذلك، فإن اجتماعات عدة ستعقد في بروكسل لهذا الغرض، قبل الاجتماع الأوروبي الوزاري منتصف الشهر.

- أربعة شروط

وكان لافتاً أن باريس وضعت على طاولة حلفائها ورقة حددت شروط قبول نتائج الانتخابات البرلمانية والرئاسية في سوريا، و«إلا، لن تكون شرعية»، واقترحت أربعة مبادئ للموقف الجماعي، هي:

أولاً، إرساء تدابير بناء الثقة على أرض الواقع، بهدف تهيئة الأجواء والبيئة الآمنة والمحايدة، قبل وأثناء وعقب انعقاد الانتخابات، وذلك لضمان تمتع العملية الانتخابية بالمصداقية، في ظل الشروط الأمنية الكافية، مع حماية حقوق الأطراف كافة. ويشمل ذلك وقف النار وإطلاق معتقلين.

ثانياً، ضمانات تؤكد على مشاركة ووصول النازحين واللاجئين إلى مراكز الاقتراع، فضلاً عن حملات التثقيف والتوعية الانتخابية.

ثالثاً، شروط قانونية وعملية ميسرة لإجراء الاقتراع التعددي. وفي ظل وجود 12 مليون لاجئ خارجي ونازح داخلي في سوريا، من الأهمية البالغة أن يتمكن جميع المواطنين السوريين في الشتات من التصويت، مع حيازتهم لحق الترشح أيضاً في الانتخابات المقبلة.

رابعاً، إشراف منظمة الأمم المتحدة على الانتخابات، وتوفر الحياد الصارم في العملية الانتخابية. ومنعاً لوقوع أي شكل من أشكال التلاعب، مع ضمان الإعداد الجيد للانتخابات في مرحلة ما بعد الصراع، ينبغي لإشراف الأمم المتحدة أن يكون شاملاً، يتضمن تنظيم وإجراء الانتخابات، مع الدعم الأممي للبيئة الانتخابية الآمنة، ومراقبتها بعناية فائقة. وذكرت الوثيقة بموقف دول الاتحاد الأوروبي، وأنها على «استعداد تام للاضطلاع بدورها في إعادة إعمار سوريا، في حالة وجود عملية انتقالية سياسية شاملة حقيقية، على أساس قرار مجلس الأمن 2254».

 

تركيا تُعزِّز قواتها استعداداً لعملية “نبع السلام”… وواشنطن تُحذِّر وغارات قتلت 30 من "أجناد القوقاز" بإدلب... و"قسد" حذرت من هجوم مباغت لـ"داعش"

دمشق – وكالات/06 تشرين الأول/2019

 أرسل الجيش التركي، تعزيزات عسكرية جديدة إلى قواته المتمركزة على الحدود مع سورية، وسط تهديدات أنقرة بشن عملية عسكرية في منطقة شرق الفرات.

وأفادت وكالة “الأناضول” التركية للأنباء بوصول تسع شاحنات محملة بعربات مدرعة وحافلة محملة بعسكريين إلى قضاء أقجة قلعة، التابع لولاية شانلي أورفة، المحاذية لمحافظة حلب السورية، بينما قالت مصادر عسكرية تركية إن التعزيزات أرسلت لتقوية الوحدات العسكرية المتمركزة على الحدود السورية. من جانبه، قال عضو في مجلس الرقة المدني، التابع للمعارضة السورية، “وصلت عشرات الآليات العسكرية التابعة للجيش التركي إلى منطقة اقجة قلعة المقابلة لمدينة تل ابيض السورية، وتوجهت إلى شرق المدينة التي يتوقع دخول الجيش التركي منها خلال الساعات المقبلة”.

وكشف عن “وصول العشرات من سيارات الاسعاف الى مدينتي شانلي اورفا واقجه قلعة ووضعت جميع المراكز الطبية في المدينتين بحالة طوارئ”.

بدوره، قال مصدر عسكري تركي إن العملية العسكرية أطلق عليها اسم “نبع السلام” وستنطلق خلال اليومين المقبلين. في المقابل، أرسل “حزب العمال الكردستاني” تعزيزات عسكرية إلى مناطق سيطرته على الحدود مع تركيا شمال سورية، فيما حلقت طائرات أميركية في سماء المنطقة. وقالت مصادر محلية إن رتلين مكونين من مئة عربة عسكرية من قوات الحزب توجها إلى مدينتي تل أبيض ورأس العين الحدوديتين شمال الرقة. وأضافت إنه خلال الأيام العشرة الماضية، دخلت 300 شاحنة تحمل مساعدات أميركية تستخدم لأغراض لوجستية وعسكرية، إلى مناطق سيطرة الحزب شرق سورية. وفي واشنطن، أعربت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” في بيان، عن قلقها من احتمال شن تركيا عملية عسكرية غير منسقة مع الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن حدوث ذلك قد يقوض المصالح الأمنية المشتركة للطرفين. وقال المتحدث باسم الوزارة شون روبرتسون “ركزنا اهتمامنا على ضمان عمل آلية الأمن، وهذا يمثل الطريق الأفضل للتقدم بالنسبة لنا جميعنا”، معتبرا أن “أي عمليات عسكرية غير منسقة من قبل تركيا ستثير قلقاً بالغاً، لأنها قد تقوض مصالحنا المشتركة في مجال ضمان الأمن شمال شرق سورية وهزيمة تنظيم داعش”. وفي طهران، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، إن الإجراءات التركية “ضد أمن الحدود والسيادة السورية لن تحقق أيا من أهدافها”. وأضاف أن بلاده أبلغت الجانب التركي بأن “السبيل الوحيد للحفاظ على أمن تركيا هو نشر القوات العسكرية على المناطق الحدودية مع سورية، ونشر القوات السورية في المناطق السورية التي يقطنها الأكراد”. وأوضح أن الولايات المتحدة “تسعى لاستغلال الأكراد لتحقيق مصالحها”. وفي سياق آخر، حذرت “قسد” من هجوم مباغت لتنظيم “داعش” للسيطرة على مخيم الهول، شرق الحسكة. ميدانياً، شن الطيران الحربي السوري الروسي المشترك أول من أمس، سلسلة غارات استهدفت غرفة عمليات تنظيم “أجناد القوقاز” شرق إدلب، خلال اجتماع قيادي مع “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة)، لشن هجوم على مواقع جيش النظام، ما أسفر عن مقتل وإصابة عشرات منهم.

 

إردوغان: أصدرت الأوامر لتنفيذ عملية جوية وبرية في شرق الفرات وفصائل سورية معارضة تتعهد دعم الهجوم... وتحذير كردي من «حرب شاملة»

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/06 تشرين الأول/2019

في محاولة جديدة للضغط على واشنطن لتسريع إقامة المنطقة الآمنة في شمال شرقي سوريا، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إنه أصدر أوامره لإطلاق عملية عسكرية جوية وبرية ضد الإرهابيين»، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية القوام الرئيسي لتحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في شرق الفرات. وردت «قسد» بأنها ستحول أي هجوم تركي إلى «حرب شاملة». وذكر إردوغان، خلال اجتماع تقييمي لحزب العدالة والتنمية الحاكم في أنقرة أمس (السبت): «أجرينا استعداداتنا وأكملنا خطة العملية العسكرية في شرق الفرات، وأصدرنا التعليمات اللازمة بخصوص ذلك... العملية قريبة إلى حد أنه يمكن القول إنها قد تنطلق اليوم أو غدا... وسنقوم بتنفيذها من البر والجو». وأضاف: «نقول إن الكلام انتهى، لمن يبتسمون في وجهنا ويماطلوننا بأحاديث دبلوماسية (في إشارة إلى الولايات المتحدة التي اتفقت مع تركيا على إقامة منطقة آمنة في شمال شرقي سوريا) من أجل إبعاد بلدنا عن المنظمة الإرهابية».

وتابع الرئيس التركي: «وجهنا كل التحذيرات إلى محاورينا حول شرق الفرات، لقد كنا صبورين بما فيه الكفاية، ورأينا أن الدوريات البرية والجوية (المشتركة) مجرد كلام»، قائلا: «سؤالنا واضح جدا لحلفائنا (أميركا)، أفصحوا لنا: هل تعتبرون «تنظيم» الوحدات الكردية التابعة لحزب العمال الكردستاني، الذي تحاولون التستر عليه تحت اسم «قسد»، تنظيما إرهابيا أم لا؟». وقال إن الهدف من العملية المحتملة هو إرساء السلام في شرق الفرات أيضا، إلى جانب دحر خطر الإرهاب من الحدود الجنوبية للبلاد، مضيفا أن تغييراً ديمغرافياً جرى في سوريا، موضحاً أن ملايين العرب والأكراد والتركمان والسريان والإيزيديين والكلدانيين السوريين، عانوا مأساة إنسانية كبيرة، إذ تم تهجريهم من مناطقهم إلى خارج البلاد وفي مقدمتها تركيا، وهذه جريمة ضد الإنسانية.

واعتبر أن عدم تمكن اللاجئين من العودة إلى المناطق التي يسيطر عليها «قسد» والنظام السوري، سببه أن الناس لا يأمنون على حياتهم وممتلكاتهم وأعراضهم ومستقبلهم هناك، قائلا إن هناك مئات الآلاف من الأكراد السوريين لا يزالون يعيشون في تركيا للأسباب ذاتها، وإن سياسة تركيا في إنشاء منطقة آمنة شمال سوريا، هي السبيل الأكثر إنسانية وعقلانية لتمكين الشعب السوري من العودة إلى دياره. وتابع أن تركيا تخطط لتوطين نحو مليوني سوري في المناطق السكنية التي سينشئونها في المنطقة الآمنة، وفي المدن والبلدات الموجودة في المنطقة، وأنه ناقش هذا الموضوع مع رؤساء الدول خلال لقاءاته الثنائية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وسلمهم كتيبا حول الموضوع. وقال إن بلاده كررت، مراراً، للعالم أجمع وفي مقدمتهم الحلفاء، بأن تركيا لن تغض الطرف أبدا عن إنشاء كيانات إرهابية على حدودها.

ولفت إردوغان إلى أن أنقرة لن تستسيغ قيام واشنطن بإرسال نحو 30 ألف شاحنة محملة بالأسلحة والذخائر والمعدات إلى «الوحدات» الكردية من جهة، ثم تقول «إننا معكم شركاء استراتيجيون من جهة أخرى». وأشار إردوغان إلى أنه لا ينتابه أدنى شك بوقوف الأشقاء السوريين بكل قواهم إلى جانب تركيا، معتبرا أن أنقرة مضطرة لتنفيذ العملية العسكرية وإتمامها بنجاح من أجل حماية أمن تركيا، وتمكين السوريين من العودة إلى ديارهم في أقرب وقت ممكن. وقال: «إذا لم نتخذ هذه الخطوة (العملية العسكرية) اليوم، فإننا سنواجه مشاكل أكبر بكثير في المستقبل، وهذه واضح للعيان... لن ننتظر لتصل المخاطر إلى أبوابنا، وسنحل المشكلة في مصدرها، ولا يحق لأحد أن يلقي اللوم على تركيا بهذا الخصوص». ودعا إردوغان دول العالم أجمع، وفي مقدمتها الدول الأوروبية والعربية، لمساندة تركيا في نضالها «الرفيع» هذا. وفي رد فوري، قالت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة إنها «لن تتردد في تحويل أي هجوم تركي غير مبرر إلى حرب شاملة للدفاع عن منطقتها في شمال شرقي سوريا». وكانت واشنطن حذرت أنقرة من الإقدام على أي عمل أحادي في شمال شرقي سوريا. ويؤكد مراقبون أن تركيا لا يمكنها الإقدام على مثل هذه الخطوة دون تنسيق مع الولايات المتحدة لأنها لا ترغب في حدوث مواجهة ولو غير مقصودة مع الجنود الأميركيين في المنطقة. وقالت وكالة أنباء الأناضول التركية إن الولايات المتحدة أرسلت، خلال الأيام الماضية، مساعدات عسكرية ضخمة إلى «قسد» وإن مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات العسكرية واللوجيستية، دخلت إلى مناطق سيطرتها.

ونقلت عن مصدر محلي، لم تسمه، قوله إن القافلة التي دخلت من معبر سيمالكا الحدودي مع العراق، ضمت كتلا إسمنتية تستخدم في إنشاء القواعد العسكرية، إضافة إلى سيارات دفع رباعي ومولدات كهرباء وخزانات وقود، فضلاً عن حاويات مغلقة. ورجح المصدر أن تكون تلك الحاويات محملة بأسلحة خفيفة وذخيرة، إضافة إلى معدات رادار، حيث إن الشاحنات توجهت إلى القواعد العسكرية الأميركية في المنطقة.

كانت الولايات المتحدة سبق أن أرسلت قبل أسبوعين نحو 200 شاحنة محملة بمستلزمات دعم لوجيستي إلى المناطق التي تسيطر عليها «قسد». وطالبت لجنة «دراسات سوريا»، المؤلفة من أعضاء من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونغرس الأميركي، في تقرير نشرته في وقت سابق، إدارة الرئيس دونالد ترمب بزيادة التمويل من أجل دعم «قسد» في سوريا، في إطار محاربة خلايا تنظيم داعش الإرهابي في المنطقة. في السياق ذاته، تعهدت فصائل المعارضة السورية المسلحة المدعومة من تركيا بدعم أي عملية عبر الحدود تلوح أنقرة بشنها ضد المقاتلين الأكراد في شمال شرقي سوريا.

وقال سليم إدريس، المسؤول في المعارضة السورية المدعومة من تركيا، في مؤتمر صحافي في جنوب شرقي تركيا أول من أمس: «فيما يتعلق بشرق الفرات... هذه أراض سورية نحن من واجبنا أننا نقاتل في هذا الجزء من أرض سوريا الغالية... نحن نقف بكل قوة وعزيمة ودعم مع أشقائنا في جمهورية تركيا في قتال كل أنواع الإرهاب المتمثل في عصابات حزب العمال الكردستاني» (في إشارة إلى الوحدات الكردية). وتواصل أنقرة وواشنطن خطوات المرحلة الأولى لتنفيذ المنطقة الآمنة على الحدود الشمالية لسوريا، بعد الاتفاق على إنشائها، في 7 أغسطس (آب) الماضي، خلال مباحثات لوفدين عسكريين تركي وأميركي في أنقرة. ونفذ الجانبان 3 دوريات برية آخرها أول من أمس، إلى جانب 6 طلعات جوية مشتركة في إطار استطلاع المنطقة. وتبدي أنقرة عدم رضاها بشأن الخطوات المتخذة على صعيد تنفيذ اتفاق المنطقة الآمنة. وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الخميس، إن تركيا لا تعتقد أن جهودها مع الولايات المتحدة لإقامة منطقة آمنة في شمال شرقي سوريا تحقق النتائج المرجوة، معرباً عن استعداد الجيش التركي لشن عملية عسكرية، مضيفا أنه يتعين اتخاذ خطوات لطرد «المنظمات الإرهابية» من المناطق المتاخمة للحدود التركية (في إشارة إلى الوحدات الكردية)، وإعادة النازحين إلى هناك. وحتى الآن لا تزال حدود المنطقة الآمنة غير معروفة وسط تباين في مواقف الجانبين التركي والأميركي بشأن عمق وعرض المنطقة وبقاء الوحدات الكردية في شرق الفرات. وخلال اليومين الماضيين أجرى وزيرا الدفاع ورئيسا الأركان في كل من تركيا والولايات المتحدة مباحثات هاتفية تتعلق بالمنطقة الآمنة حيث أكد الجانب التركي ضرورة الإسراع في تنفيذها.

 

الجنرال جوها يتسلم مهامه رئيساً لبعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة

عدن: «الشرق الأوسط»/الشرق الأوسط/06 تشرين الأول/2019

أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث تسلم الجنرال الهندي أبهيجيت جوها رسمياً مهامه رئيسا لبعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة خلفا للجنرال الدنماركي السابق مايكل لوليسغارد، وسط تقديرات يمنية بأن الفرص تتضاءل على الأرض يوما بعد يوم لتنفيذ الاتفاق الذي مضى عليه أكثر من 10 أشهر بين الحكومة الشرعية والجماعة الحوثية المدعومة إيرانيا. وجاء إعلان تسلم الجنرال جوها مهامه في تغريدة للمبعوث الأممي غريفيث تابعتها «الشرق الأوسط» على «تويتر» قال فيها إنه يسره أن يرحب بالجنرال الهندي جوها الذي تسلّم مهامه رئيسا لبعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة ويتطلّع للعمل معه من أجل تطبيق الاتفاق. ويعد جوها هو الرئيس الثالث للبعثة الأممية في الحديدة منذ إعلان اتفاق السويد في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وذلك بعد كل من الجنرال الهولندي باتريك كاميرت والدنماركي مايكل لوليسغارد.

واستطاعت لجنة إعادة الانتشار المشتركة برئاسة الأمم المتحدة في الحديدة أن تجمع الطرفين خلال ست جولات من اللقاءات من أجل تنفيذ الاتفاق، غير أنها لم تقطع أي شوط يعتد به باستثناء الهدنة الهشة التي رافقتها آلاف الخروق منذ سريانها في 18 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وكانت الأمم المتحدة أعلنت الشهر الماضي تعيين الجنرال الهندي في المنصب بعد انتهاء فترة الدنماركي لوليسغارد، أملا في أن ينجح في استكمال تنفيذ الاتفاق وتثبيت وقف إطلاق النار وإنجاز المرحلة الثانية من إعادة الانتشار وصولا إلى تحقيق اختراق في الملفات الأكثر تعقيدا؛ وهي الأمن والموارد والسلطة المحلية.

ورغم مزاعم الميليشيات الحوثية أنها أنهت أكثر من 90 في المائة من التزاماتها المتعلقة باتفاق الحديدة، فيما يخص إعادة الانتشار في المرحلة الأولى، فإن الحكومة الشرعية تؤكد أن انسحاب الجماعة من موانئ الحديدة الثلاثة المعلن عنه كان صوريا فقط؛ نظرا لأن الجماعة قامت بتسليم الموانئ لعناصرها أنفسهم بعد أن ألبستهم زي قوات خفر السواحل.

وتمثل ملفات السلطة المحلية وقوات الأمن المحلية وموارد الموانئ أهم أبرز ثلاث نقاط حالت حتى الآن دون تحقيق أي تقدم ملموس لتنفيذ اتفاق الحديدة المتعثر منذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وكان وزير الخارجية اليمني أكد حرص الحكومة الشرعية على تحقيق السلام المبني على المرجعيات، كما أكد لغريفيث في أحدث لقاء معه أن «الانتقال إلى أي مشاورات سياسية حول التسوية الشاملة مع الحوثيين مرهون بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في استوكهولم حول الحديدة». ودعا الحضرمي المجتمع الدولي للضغط على الحوثيين لتنفيذ ذلك، وقال إن «الحكومة الشرعية لا تتوقع ممن لا يلتزم بالاتفاقات السابقة أن يمتثل للاتفاقات اللاحقة». وتشير مصادر سياسية ودبلوماسية إلى أن المبعوث الأممي يسعى إلى استئناف المشاورات بين الشرعية والحوثيين حول الإطار السياسي والأمني والعسكري الشامل مع الاستمرار في الجهود الراهنة لتنفيذ اتفاق الحديدة، وهو الأمر الذي ترفضه الشرعية.

وتأمل الأمم المتحدة بأن تقود خبرة الجنرال الهندي جوها البالغة نحو 39 عاما من العمل العسكري على المستوى الوطني في بلاده والدولي إلى المساعدة في تفكيك عقد الملف الشائك في اليمن. وسبق جوها أن عمل نائبا لمستشار العسكري بإدارة عمليات حفظ السلام الأممية في الفترة من 2009 إلى 2013. كما أنشأ مكتب حفظ السلام والشراكات الاستراتيجية في عام 2013، وشغل ضمن الجيش الهندي بما في ذلك قيادة لواء المشاة وقوات المشاة، كما شغل منصب مراقب عسكري داخل سلطة الأمم المتحدة الانتقالية في كمبوديا خلال عامي 1992 و1993.

وبعد تقاعده من الجيش الهندي في عام 2013، عمل جوها في فريق الخبراء المعني بالتكنولوجيا والابتكار في عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام (2014) والفريق المستقل الرفيع المستوى المعني بعمليات السلام (2015). وقد قاد أيضاً عدداً من تحقيقات الأمم المتحدة في أفريقيا والشرق الأوسط.

وفي الوقت الذي تتهم الحكومة الشرعية الجماعة الحوثية بالاستمرار في التصعيد الميداني في جبهات الحديدة كافة، يسوق الحوثيون اتهامات مماثلة مع مزاعمهم بأنهم انسحبوا من موانئ الحديدة. وفي أحدث اجتماع مشترك للجنة الثلاثية المشتركة لإعادة تنسيق الانتشار الشهر الماضي كانت اللجنة أعلنت الاتفاق على إنشاء مركز للعمليات المشتركة لمراقبة التهدئة ووقف إطلاق النار. وجاء الإعلان عن هذا الاتفاق بعد انتهاء الاجتماع السادس المشترك لأعضاء اللجنة على متن السفينة الأممية قبالة المياه المفتوحة في الحديدة.

وأكدت اللجنة المشتركة التي تقودها الأمم المتحدة وتضم ممثلين عن الحكومة الشرعية والجماعة الحوثية أنها قامت بتفعيل آلية التهدئة وتعزيز «وقف إطلاق النار» التي تم الاتفاق عليها في الاجتماع السابق للجنة خلال شهر يونيو (حزيران) الماضي. وأوضحت في بيان رسمي أنه تم بناء على ذلك إنشاء وتشغيل مركز للعمليات المشتركة في مقر البعثة الأممية في الحديدة ويضم ضباط ارتباط وتنسيق من الطرفين، بالإضافة إلى ضباط تنسيق وارتباط من الأمم المتحدة. وعن المهام التي أوكلت للمركز، أفاد البيان بأن المركز سيعمل على الحد من التصعيد ومعالجة الحوادث في الميدان من خلال الاتصال المباشر مع ضباط الارتباط الميدانيين المنتشرين على جبهات محافظة الحديدة. وذكر البيان أن أعضاء اللجنة المشتركة قرروا «نشر فرق مراقبة في أربعة مواقع على الخطوط الأمامية لمدينة الحديدة، كخطوة أولى من أجل تثبيت وقف إطلاق النار والحد من المعاناة والإصابات بين السكان المدنيين». وكشف البيان عن أن أعضاء اللجنة تناولوا «الجوانب التقنية والعملية من اقتراح المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن بشأن تنفيذ اتفاق الحديدة ومراحله وسيقدمون مقترحاتهم إزاءها لاحقا». وتتهم القوات الحكومية الجماعة الحوثية بأنها تقوم يوميا بانتهاك الهدنة عبر استهداف المواقع الحكومية والمناطق المحررة بالقذائف في أنحاء متفرقة من محافظة الحديدة، لا سيما في المناطق التابعة لمديريات الدريهمي والتحيتا وحيس.

 

مجزرة مديرية شرطة باريس «عمل إرهابي» و38 رسالة نصية يغلب عليها الطابع الديني تبادلها الجاني مع زوجته قبل التنفيذ

باريس: ميشال أبونجم/الشرق الأوسط/06 تشرين الأول/2019

أخيراً، حسمت الدوائر القضائية والأمنية أمرها. وبعد تردد زاد على 30 ساعة، قررت اعتبار العملية التي راح ضحيتها، ظهر الخميس، في مقر شرطة العاصمة، 4 عناصر أمنية، إضافة إلى الجاني، إرهابية الطابع، بعد التأرجح في النظر إليها على أنها لوثة جنون أو نتيجة خلاف داخلي مهني أو حتى لأسباب عاطفية. وجاء هذا التحول بعد النتائج الأولية التي أفضى إليها التحقيق حول شخصية الجاني واسمه ميكاييل هاربون، وعمره 45 عاماً، وعلاقاته وشهادات زملاء له، فضلاً عن زوجته ومحيط سكنه في ضاحية غونيس الواقعة شمال باريس.

وبنتيجة ذلك، تم نقل التحقيق إلى نيابة مكافحة الإرهاب. وجاء في بيان للنيابة أنها تسلمت التحقيق بوصفه «عملية اغتيال ومحاولة اغتيال نفذته عصابة أشرار إرهابية وإجرامية»، و«على علاقة بمشروع إرهابي». والقناعة التي أفضت إليها العناصر المادية والشهادات المتوافرة أن ميكاييل هاربون الذي اعتنق الإسلام «منذ 10 أعوام»، وفق جان فرنسوا ريكار، النائب العام المتخصص بالشؤون الإرهابية وليس منذ 18 شهراً كما ذكر سابقاً، تبنى نهجاً إسلامياً راديكالياً، وبالتالي فإن العملية التي قام بها تندرج في سياق العمليات الإرهابية الإسلاموية التي عرفتها فرنسا منذ عام 2015.

ولم تتوقف الأمور عند الجوانب الأمنية - القضائية بل دخلت إليها السياسية. وطالب رئيس المجموعة البرلمانية لحزب «الجمهوريون» اليميني المعارض كريستيان جاكوب بتشكيل لجنة تحقيق برلمانية لجلاء كل جوانب هذه المسألة التي أصابت الفرنسيين؛ مسؤولين ومواطنين، بالذهول. والسبب في ذلك أنها وقعت في قسم المخابرات التابع لمديرية شرطة باريس المكلف بمحاربة التطرف الإسلامي. كذلك، فإن كثيراً من التساؤلات التي طرحت في الأيام الثلاثة الأخيرة تتناول «عجز» هذه المخابرات عن رصد إشارات التطرف والراديكالية عند ميكاييل هاربون الذي كان يعمل في قسم صيانة الحواسيب، وبالتالي كان قادراً على التعرف على كل ما تحتويه باعتبار أنه كان مؤهلاً للاطلاع على المعلومات المصنفة على أنها «أسرار دفاعية». والمعروف أن المؤهلين لهذا الأمر يخضعون من قبل المخابرات لتحقيقات دقيقة تتناول مسيرتهم الشخصية والمهنية. وبالإضافة إلى كريستيان جاموب، فقد دعا النائب عن «الجمهوريين» أريك سيوتي إلى استقالة وزير الداخلية كريستوف كاستانير باعتباره «غير مؤهل» للوظيفة التي يقوم بها. وكان سيوتي يشير إلى تصريح للوزير المذكور، يوم الخميس الماضي، قال فيه إنه لا أحد لاحظ وجود «شوائب مسلكية» لدى الجاني. وذهبت رئيسة حزب «التجمع الوطني» اليميني المتطرف إلى التنديد بما وصفته «فضيحة دولة» وعدته «بالغ الخطورة» لأنه ينم عن وجود اختلالات عميقة في عمل الأجهزة. وطالبت مارين لوبن، بدورها بلجنة تحقيق برلمانية فوراً يكون غرضها «تحديد المسؤوليات» وصولاً إلى وزير الداخلية واستخلاص «كل النتائج». وأكدت لوبن وجود «ضغوطات» على مديرية المخابرات في شرطة باريس لعدم التوقف عند المؤشرات السابقة الدالة على تطرف الجاني، وطالبت بتحقيق متكامل حول التطرف الأصولي في الأجهزة الفرنسية العامة. وبحسب النائب أريك ديار، فإن ما لا يقل عن 30 من أفراد الأمن قد يكونون تبنوا نهجاً راديكالياً متطرفاً. وفي أكثر من محفل، تزايدت في الأيام الأخيرة الدعوات لتطهير الأجسام الإدارية، أكان في أجهزة الشرطة أو الدوائر العمومية من الأشخاص الذين تحوم حولهم شبهة الراديكالية.

حقيقة الأمر أن هذه العملية أعادت فرنسا إلى أجواء الإرهاب وفتحت الباب لجدل واسع حول التطرف الأصولي. ومن المقرر أن تعمد الجمعية الوطنية غداً (الاثنين)، إلى فتح نقاش حول ملف الهجرات بناء على رغبة من الرئيس إيمانويل ماكرون الذي لا يريد أن يترك هذا الموضوع الحساس في عهدة اليمين المتطرف، قبل أشهر قليلة على الانتخابات البلدية التي ستجرى في مارس (آذار) المقبل. ولا شك أن ما شهدته مديرية شرطة باريس الخميس الماضي سيغذي الجدل وسيعطي اليمين واليمين المتطرف الفرصة للتنديد بنهج الحكومة وبتساهلها.

في حديثه للصحافة، بعد ظهر أمس، عرض النائب العام المتخصص بالشأن الإرهابي تفاصيل ما جرى الخميس الماضي، بدءاً من اللحظة التي ترك فيها ميكاييل هاربون بيته في ضاحية غونيس وحتى مقتله في باحة مديرية الشرطة، على يدي شرطي شاب التحق بالمكان قبل 6 أيام فقط. وبنظر المسؤول القضائي، فإن طابع التخطيط للعملية الإرهابية التي دامت 7 دقائق واضح، إذ إن الجاني ترك مكتبه ليذهب إلى حي قريب حيث اشترى سكينتين؛ إحداهما ذات نصل من السيراميك. وخلال الساعات القليلة التي سبقت العملية، تبادل هاربون وزوجته 38 رسالة نصية يغلب عليها الطابع الديني، وفيها أعلمها أنه يستعد لتنفيذ خطته. وجاء توقيف الزوجة لضرورات التحقيق كما تم تمديد مدة احتجازها. وكانت هذه الزوجة قد أبلغت المحققين أن ميكاييل هاربون «شاهد رؤى» و«سمع أصواتاً» في الليلة التي سبقت تنفيذه عملية القتل. ومن الدلائل على راديكاليته، كما جمعها المحققون، اتصاله بأشخاص معروفين بتشددهم والتغير في سلوكيته، حيث تبنى اللباس التقليدي في مثابرته على الذهاب إلى المسجد في مدينة غونيس وتهليله، كما يتذكر زملاء له لعملية «شارلي إبدو» الإرهابية التي قضت على مجموعة من الصحافيين ورسامي الكاريكاتير بداية عام 2015 كما أجهزت على رجلي شرطة. وأشار جان - فرنسوا ريكار، إلى أنه من ضمن الدلائل على تغير سلوك هاربون، رفضه مصافحة النساء. وأفادت تقارير متوافرة بأن رئيسته المباشرة كانت قد استدعته لمقابلتها يوم الخميس لجلاء هذا التبدل في سلوكه، علماً أنه بدأ العمل في مديرية الشرطة قبل 16 عاماً. وآخر ما جاء به النائب العام لتأكيد «تطرف» الجاني رغبته في الموت ودليله على ذلك أن الشرطي الذي واجهه في باحة مديرية الشرطة، بعد ارتكاب جرائمه، طلب منه عدة مرات أن يرمي السكين التي كان يشهرها. إلا أن ميكاييل هاربون، بدلاً من ذلك، توجه نحو الشرطي مشياً ثم ركضاً، ما دفع الأخير إلى إطلاق النار عليه مرتين من بندقيته الرشاشة وأصابه في رأسه فوقع صريعاً.

رغم هذه التفاصيل، فإن المحققين يريدون معرفة المزيد. وأول ما يسعون إليه، إضافة إلى الدوافع، معرفة شبكة علاقات الجاني والجهات التي كان على تواصل معها، وهل تصرف بفعل إرادي صرف أم بتوجيه من جهات خارجية. والتساؤل الآخر يتناول معرفة ما إذا كان تلقى مساعدة أو دعماً، وهي الأسئلة التقليدية التي تطرح كل مرة تحصل فيها عملية إرهابية. وبحسب المدعي العام، فإن الجاني الذي «اعتنق فكراً إسلامياً متطرفاً» كان على اتصال بأفراد من «التيار المتشدد»، وبالتالي فإن مهمة المحققين هي كشف هويات هؤلاء ومعرفة ما إذا كانوا يشكلون شبكة وطبيعة ارتباطاتهم في الداخل والخارج، أم لا.

 

السيسي: مصر ستحمي حقوقها المائية في نهر النيل بالسُّبل كافة

القاهرة، عواصم – وكالات/06 تشرين الأول/2019

 أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ثقته الكاملة بالنصر في الحروب المعنوية، التي تتعرض لها بلاده من أكاذيب وخداع. وقال السيسي في كلمة للشعب المصري بمناسبة الذكرى الـ46 لانتصارات السادس من أكتوبر 1973، إن “الشعب المصري قادر دائما على مواصلة انتصاراته وحفاظه على وطنه”، مضيفا أن “أبناءكم واحفادكم عاقدون العزم على مواصلة المسيرة”. واعتبر أن “قدر وطنه أن يتعرض لأمواجٍ عاتية يأتي أغلبها من الخارج، ولكنها تتحطم دوما أمام صلابة وتماسك الشعب المصري، الذي يربطه بأرضه رباط وثيق، ويربطه بجيشه الوطني ميثاق وعهد بالحفاظ على الأرض وحماية الشعب وصون الكرامة الوطنية”، لافتا الى أن أشكال الحرب وأساليبها تغيرت وباتت تستهدف تدمير الثقة بين المواطن ومؤسساته الوطنية. وفي سياق مفاوضات أزمة سد النهضة الأثيوبي، التي وصلت إلى طريق مسدود، أكد السيسي عبر صفحته الرسمية على “فيسبوك”، أنه سوف يتخذ إجراءات تصعيدية لمواجهة الأزمة التي تهدد الأمن القومي لبلاده.

 

مصر تتطلع لدور أميركي في مفاوضات «سد النهضة» بعد «انسداد» المباحثات والقاهرة اتهمت إثيوبيا بـ«التشدد» و«الردة» عما سبق... وأديس أبابا ترفض وسيطاً دولياً

القاهرة: محمد نبيل حلمي/الشرق الأوسط/06 تشرين الأول/2019

في الوقت الذي أعلنت فيه القاهرة، أمس، أن «مفاوضات سد النهضة قد وصلت إلى طريق مسدودة نتيجة لتشدد الجانب الإثيوبي»، أعربت الرئاسة المصرية عن تطلعها إلى «دور أميركي» في المباحثات الممتدة منذ سنوات، مشيرة إلى أن هناك حاجة إلى دور دولي، وأن القاهرة مستمرة في «اتخاذ ما يلزم سياسياً لحماية حقوقنا». وجاء موقف مصر في ختام مباحثات خاضتها مع السودان وإثيوبيا، في الخرطوم، على مستوى وزراء المياه في الدول الثلاث. وقالت القاهرة إن ممثلي أديس أبابا في اجتماع الخرطوم «رفضوا كل الأطروحات التي تراعي مصالح مصر المائية، وتتجنب إحداث ضرر جسيم».

وفور إعلان القاهرة توصل المفاوضات إلى طريق «مسدودة»، دخل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على خط التفاعل مع مستجدات المفاوضات، وقال إنه تابع «عن كثب نتائج الاجتماع الثلاثي لوزراء الري، الذي لم ينتج عنه أي تطور إيجابي»، متعهداً بأن «الدولة المصرية بكل مؤسساتها ملتزمة بحماية الحقوق المائية المصرية في مياه النيل، ومستمرة في اتخاذ ما يلزم من إجراءات على الصعيد السياسي وفي إطار محددات القانون الدولي لحماية هذه الحقوق». وأضاف السيسي مطمئناً مواطنيه، في تدوينة عبر حسابه الرسمي الموثق على موقع «فيسبوك»: «سيظل النيل الخالد يجري بقوة رابطاً الجنوب بالشمال برباط التاريخ والجغرافيا». وتخشى مصر من أن يؤدي السد الإثيوبي إلى الإضرار بحصتها من مياه النيل، التي تقدر بـ«55.5 مليار متر مكعب»، والتي تعتمد عليها بنسبة أكثر من 90 في المائة في الشرب والزراعة والصناعة.

وبحسب «الري المصرية»، فإن «إثيوبيا قدمت خلال جولة المفاوضات التي جرت (الأسبوع الماضي) في الخرطوم على مستوى المجموعة العلمية البحثية المستقلة، وكذلك خلال الاجتماع الوزاري الذي تلاها في الفترة من 30 سبتمبر (أيلول)، وحتى أمس، مقترحاً جديداً، يعد بمثابة ردة عن كل ما سبق الاتفاق عليه من مبادئ حاكمة لعملية الملء والتشغيل، حيث خلا من ضمان وجود حد أدنى من التصريف السنوي من سد النهضة، والتعامل مع حالات الجفاف والجفاف الممتد التي قد تقع في المستقبل».

وقبل أسبوعين، تبادلت مصر وإثيوبيا، أخيراً، تصعيداً كلامياً نادراً بشأن تعثر المفاوضات، فطالبت القاهرة بوضع حد لمفاوضات تجري منذ نحو 8 سنوات حول «سد النهضة» من دون التوصل إلى نتيجة، فيما رفضت أديس أبابا مقترحات مصرية بشأن قواعد ملء وتشغيل السد، منتقدة ما عدّته «يتعارض مع سيادتها». وقالت مصر، أمس، إن إثيوبيا «رفضت مناقشة قواعد تشغيل سد النهضة، وأصرت على قصر التفاوض على مرحلة الملء وقواعد التشغيل أثناء مرحلة الملء، بما يخالف المادة الخامسة من نص اتفاق إعلان المبادئ الموقع في الخرطوم 23 مارس (آذار) 2015. كما يتعارض مع الأعراف المتبعة دولياً للتعاون في بناء وإدارة السدود على الأنهار المشتركة». وأوضحت أنه «على ضوء وصول المفاوضات إلى طريق مسدودة، فقد طالبت مصر بتفعيل المادة العاشرة من اتفاق إعلان المبادئ، بالمطالبة بمشاركة طرف دولي في مفاوضات سد النهضة للتوسط بين الدول الثلاث وتقريب وجهات النظر والمساعدة في التوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن يحفظ حقوق الدول الثلاث دون الافتئات على مصالح أي منها».

وذكر متحدث الرئاسة المصري أن مصر «تتطلع لقيام الولايات المتحدة بدور فعال في هذا الصدد، خصوصاً على ضوء وصول المفاوضات بين الدول الثلاث إلى طريق مسدودة بعد مرور أكثر من 4 سنوات من المفاوضات المباشرة منذ التوقيع على اتفاق إعلان المبادئ في 2015، وهي المفاوضات التي لم تفضِ إلى تحقيق أي تقدم ملموس، ما يعكس الحاجة إلى دور دولي فعال لتجاوز التعثر الحالي في المفاوضات، وتقريب وجهات النظر بين الدول الثلاث، والتوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن يقوم على احترام مبادئ القانون الدولي الحاكمة لإدارة واستخدام الأنهار الدولية، التي تتيح للدول الاستفادة من مواردها المائية دون الإضرار بمصالح وحقوق الأطراف الأخرى». وسبق لوزير الخارجية المصري، سامح شكري، أن أثار قضية «سد النهضة» وتطوراتها مع نظرائه من 4 دول، بينها روسيا، ضمن اجتماعات ثنائية منفصلة في نيويورك، على هامش أعمال «الاجتماعات السنوية للأمم المتحدة» الشهر الماضي.

وكشف وزير الري والموارد المائية، ياسر عباس، في مؤتمر صحافي، أن دولة إثيوبيا تقدمت بعرض لملء بحيرة سد النهضة لفترة زمنية محددة تتراوح بين 4 و7 سنوات، مضيفاً أن الاجتماعات ناقشت كل الأجندة التي تشمل عرض المقترحات البحثية للدول الثلاث. وأقر عباس بوجود خلافات يجب التواصل في حلها، مشيراً إلى أن الاجتماعات ناقشت مقترح الوسيط الدولي، بيد أنه رجح مقدرة اللجنة البحثية على حسم الملفات العالقة، مشيراً إلى ما سماه تقدماً كبيراً في أعمال اللجنة البحثية المشتركة، برغم بعض الخلافات. وأوضح أن الأطراف اتفقت على استمرار التشاور بين وزراء الري الثلاثة في تحديد الخطوات التالية، بما فيها الاجتماع المقبل. وقال وزير الموارد والري الإثيوبي سلشي بيكليي في مؤتمر صحافي عقده في سفارة بلاده عقب نهاية الاجتماع أمس، إن المفاوضات التي جرت بين وزراء الري للدول الثلاث لم تصل إلى طريق مسدودة. وأوضح أن مصر تقدمت بمقترح خلال الاجتماعات طالبت فيه بــ40 مليار متر مكعب في السنة، في حين أن مخزون إثيوبيا 20 مليار متر مكعب، مضيفاً أن الوفد المصري رفض مقترحاً من السودان بـ35 مليار متر مكعب. وقطع الوزير الإثيوبي برفض بلاده أي وساطة من أي جهة، وقال: «التفاوض سيستمر بين البلدان الثلاثة حتى الوصول إلى اتفاق». وتابع: «الخبراء من الدول الثلاث تقدموا بمقترحات، وهذا يعني أن المفاوضات لم تصل إلى طريق مسدودة». وقال وزير الري الإثيوبي إن اللجنة البحثية الفنية المشتركة للدول الثلاث ناقشت خلال الاجتماعات الملء الأول لبحيرة السد، فيما أكد وزير الري السوداني أن الأطراف اتفقت على كثير من النقاط الخلافية، وتداولت للمرة الأولى أرقام وجداول الملء الأول لبحيرة سد النهضة، معدّاً ذلك إنجازاً كبيراً. وأضاف: «التفاوض وعمل اللجنة البحثية الخماسية، سيستمر حتى الوصول إلى حل لكل الخلافات».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنان يترنح تحت «ضربتي».. «لو كنت أعلم» و«لم أكن أعلم»!

جمال مرعشلي/جنوبية/06 تشرين الأول/2019

في ظل تردي الأوضاع المعيشية وتراجع سعر صرف الليرة، والفساد الإداري، وفساد السلطة وغياب محاسبة المسؤولين، الذين لم يتم سجن ولو فاسد واحد منهم…

ومع ما يحكى عن استمرار استنزاف العملة الصعبة في لبنان عبر وسائل متعددة، أولًا عبر تقلّص تحويلاتها إلى لبنان بسبب العقوبات الأميركية على حزب الله، وثانيًا بسبب فقدان الثقة عالمياً بالاقتصاد اللبناني، تضاف إلى ذلك ثالثًا إشاعات حول احتمال إغلاق مصارف جديدة دفعت المواطنين إلى تكديس كمية من الدولارات في منازلهم قيل إنها وصلت إلى 1.7 مليار دولار سبَّب نقصًا فجائياً فيها وارتفاعًا في الطلب عليها، ورابعًا وليس أخيراً العملية الخطيرة المتمثلة بتسريب العملة الخضراء إلى سوريا بطرق متعددة:

اولها تهريب الأدوية والبضائع السورية والإيرانية المحظورة دوليًّا إلى لبنان وتهريب النفط منه في الاتجاه المعاكس، أي إلى سوريا، وفي كلتا الحالتين يستغل المهربون السوريون حرية تبديل العملات في سوق الصيرفة اللبناني متّبعين الخطوات التالية:

(تهريب سلع سورية وإيرانية عبر المعابر غير الشرعية —– الحصول على عملة لبنانية ثمنًا للبضاعة المهرّبة —– تبديل العملة اللبنانية بدولار في سوق الصيرفة اللبناني —– شراء نفط بالدولارات —– تهريب النفط إلى سوريا عبر المعابر غير الشرعية)، وإذا ما تتبعنا ما يحصل في سوريا، وخصوصًا عدم رصد حكومة دمشق في موازنتها الأخيرة أي اعتماد مالي لاستيراد النفط، فإننا نستنتج يقينًا أنها تنوي تأمين حاجتها من هذه المادة إما من المساعدات الإيرانية وإما بالتهريب من لبنان.

الطريقة الثانية تتمثل في استفادة تجار العملة السوريين من سوق الصيرفة في لبنان عبر تصريفهم الدولار في سوريا بـ600 ليرة سورية وفي لبنان بـ850 ليرة سورية. ولا بد من التنويه بأنه إيًّا تكن الإجراءات المتخذه لمكافحة هذا الوضع الشاذ، فإنها لن تؤتي أكلها ما لم يكن الضبط قضائياً وأمنياً، في ظل دعم مطلق من الميليشيات المسلحة وعلى رأسها حزب الله كل عمليات التهريب السورية الإيرانية من الأرض اللبنانية وإليها، وخصوصاً عبر الحدود المتاخمة لمنطقتي الهرمل والقصر البقاعيتين، وهما منطقتا نفوذ خالص للحزب الإيراني…

وعلى رغم إصدار مصرف لبنان تعميماً هو في صورته الظاهرة سعي لحل أزمة الدولار بالنسبة إلى قطاعات ثلاثة حيوية هي القمح والأدوية والنفط، ويقضي بإمكان المصارف التي تفتح اعتمادات لاستيراد هذه المواد الحصول منه على قيمتها بالدولار، لا يبدو أن هذا التعميم قد حل أزمة قطاع المحروقات، إذ علقت محطات عدة عملها السبت إثر نفاد مخزونها، كما صرح ممثل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا في حديث تلفزيوني، مع توجه شركات التوزيع للإقفال أيضًا الاثنين بسبب أزمة الدولار، (والذي أعلنت عن تعليقه مبدئياً)، ويضاف إلى هذا أن التعميم قد يكرّس فعليًّا السعر المزدوج للعملة الوطنية، فيما تُترَك آلاف السلع الأساسية الأخرى لمصيرها وللتوافق بين المتعاقدين على الصرف، وهو البدايات الأولى لتحرير سعر صرف العملة اللبنانية، عدا حتى عن صعوبة تطبيق التعميم نفسه إذا لم يتمكن لبنان من منع التهريب من لبنان وإليه…

 مع كل ذلك تكتفي أوساط بعبدا بترداد نظرية المؤامرة على العهد، في وقت كان أول عمل قام به رئيس الجمهورية ميشال عون إثر عودته من الأمم المتحدة قوله “أنا كنت في نيويورك، اسألوا المعنيين. لست على علم بما حصل خلال غيابي عن بيروت”، وبدل وضع الإصبع على الجرح ومسبِّبه، وجَّه بوصلته في الاتجاه الخاطئ، صوب المجروحين من التدهور المعيشي والإعلاميين، إذ اعتبر في مستهل جلسة مجلس الوزراء أن “حق التظاهر لا يعني حق الشتيمة، وحرية الاعلام لا تعني حرية إطلاق الشائعات المغرضة والمؤذية للوطن”، مُرجِعًا “الضرر الكبير بالاقتصاد والمالية العامة” كما جاء في البيان الختامي للجلسة، إلى “الإشاعات” الإعلامية، ومتمنيًا على جميع وسائل الإعلام “توخي الدقة في نشر الاخبار التي تتصل بالنقد الوطني والاقتصاد”.

وبالطبع، لم ينس عون الدعوة المجترّة الفضفاضة الى “محاسبة كل مسؤول اذا اخطأ”، والوزراء إلى “شرح ما تقومون به للمواطنين ليكونوا على بينة ولا يستمعوا إلى الشائعات”… وكأن تهمة أذية الوطن لم تجد من تتلبّسه من المتجاوزين، الداخليين والخارجيين، فاستقرت في أحضان المتظاهرين الذين ضاقت بهم سبل العيش والأرض بما رحبت فانفجروا في تظاهرات غاضبة نفى عون عنها في سلسلة مواقف إعلامية الطابع المعيشي عنها وألبسها رداء سياسيًّا، معتبراً أنها كانت ردًّا على دعوته إلى الحوار مع سوريا بهدفِ حلّ أزمة النزوح السوري في الامم المتحدة.

من جهة أخرى، لم تعد الاعتراضات في وجه الحكم تقتصر على المسحوقين الذي لا يملكون سوى التظاهر وسيلة، بل شملت حتى أصحاب الرساميل والتجار، إذ طالب رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس في حديث لموقع إلكتروني الدولةَ بـ”إزالة التورّم في القطاع العام الذي كرسح الاقتصاد الوطني”، محذراً من تحرّك ميداني للقطاع التجاري الذي أصبح في طور الانهيار “بعد أن هزَّ الفلتان الأمن الاقتصادي مؤخراً”. ودعت الجمعية الفاعليات الاقتصادية والنقابات إلى “لقاء للوقوف عند خطورة الأوضاع واتخاذ قرارات تتناسب وحجم فاجعة اللبنانيين”، رافضة بالمطلق “أي تدبير ضريبي أو إداري أو تشريعي يمس استمرارية القطاعين التجاري والاقتصادي، بعد أن وصلا إلى حال موت سريري”. واعتبرت الجمعية أنه “رغم تضحياتنا وتلقينا الضربات بصبر وشجاعة يتم نعت القطاع بالريعية والانتهازية والجشع، في حين أن الريع الحقيقي متعشعش في الطبقة السياسية ومحميات القطاع العام، فالسلطة من أجل تأبيد امتيازات مستفيدين من القطاع العام استنزفت القطاع الخاص فباتت تقفل مؤسسات بنسبة 4 و12 % سنوياً في بيروت وأكثر في المناطق”.

 وتابع بيان الجمعية: “القطاع التجاري هو الابن البكر للاقتصاد اللبناني، وهو ينصر القطاع الخاص، إذ لا مسؤول يسأل عنه، كما أنهم لا يتوجهون إليه إلا باللوم والقصاص والمزيد من الضرائب، وكأن المطلوب شطبه”. ودعا المجتمعون إلى توقف عن العمل لساعة واحدة الخميس 10 تشرين الأول 2019 تحت عنوان “احتجاجًا على انهيار القطاع الخاص ومستوى معيشة المواطنين”. في الماضي القريب قال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله: “لو كنت أعلم أن احتمال عملية الأسر في 11 تموز، ولو 1 في المئة، أنها قد توصل إلى حرب كالتي حصلت هل كنتَ سأذهب إليها؟ أقول قطعاً لا”، فتسبب بعدم علمه ذاك بوقوع الكارثة، واليوم يقول حليفه الأكبر لدى المسيحيين ميشال عون: “كنت في نيويورك ولم أكن أعلم”، ويبدو أنه حتى بعد عودته لم يعلم بعد، وسيظل غير عالم إلى أن تقع الكارثة، فقدر الرجلين التسبب بالكوارث، وقدر اللبنانيين التربص حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولا.

 

 سجون لحزب الله في لبنان وسوريا... ومحكومون عرب في حمايته

طوني بولس/اندبندت عربية/06 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79199/%d8%b7%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d9%88%d9%84%d8%b3-%d8%b3%d8%ac%d9%88%d9%86-%d9%84%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%81%d9%8a-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%88%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a/

"دويلة داخل الدولة" عبارة يرددها خصوم "حزب الله" في السياسة للدلالة على هيمنته وحلوله مكان الدولة في كثير من المفاصل السيادية للبنان. ولكن، من يتعمق في تركيبة "حزب الله" يكتشف أن تركيبته هي كيان مواز للدولة لناحية المؤسسات والقدرات، ومن بينها أجهزة قضائية وسجون سرية. ما دفع البعض إلى القول إن مقولة "حزب الله دويلة داخل الدولة" لم تعد تصف حقيقة الأمر، لأن "حزب الله بات أكبر من الدولة".

جهاز قضائي مرتبط بالمجلس الجهادي

في هذا السياق، يكشف (م.هـ) الملقب بيوسف،فضل عدم الكشف عن اسمه الحقيقي لأسباب أمنية، وهو عنصر سابق في حزب الله من منطقة البقاع، وشارك في بعض المعارك التي خاضها الحزب في سوريا، عن جهاز قضائي مرتبط بالمجلس الجهادي يصدر الأحكام بحق موقوفين، يعتبر الحزب أنهم قد خلفوا الإجراءات والقوانين. ويشرح عمل الجهاز القضائي وآلية اصدار الأحكام، ويقول "في حال كانت المخالفة تنظيمية مثل سرقة أموال أو التورط بقضايا نسائية تتولى التحقيق وحدة تسمى 1100 (الأمن الوقائي) التي أسسها الحزب حديثا بعدما تم سحب ملف التحقيق من وحدة الحماية التي ما زالت تسيطر على السجون، ومن ثم تحول نتيجة التحقيق إلى القضاء الشرعي الذي يرأسه قاضٍ تحوم حوله الشبهات يدعى يوسف أرزوني، وهو غالباً ما يحكم وفق أهوائه أو بموجب ضغوط من مسؤولين".

هكذا تحاكم منظومة "حزب الله" القضائية

ويتحدث عن المرحلة التي قضاها في أحد سجون الحزب لمدة سنة تقريباً حيث تعرض خلالها لأبشع أنواع التعذيب والإذلال، يقول "بقيت حين أدخلوني السجن لما يزيد على 24 ساعة مكبلاً ملفوفاً بغطاء سميك بينما كنت أتعرض للضرب بشكل متواصل". ويُفصّل مظلوم أنواع الأحكام ومدة العقوبة التي يصدرها القضاة في تلك المحاكم على الشكل التالي:

1- القضايا النسائية: تراوح مدة السجن من 3 إلى 6 أشهر بحسب وضع المرأة التي أقيمت معها العلاقة (محصنة أو غير ذلك، إضافة إلى حيثيتها وقراباتها داخل الحزب).

2- في القضايا المالية تراوح مدة السجن بين 3 و6 أشهر في حال أعاد السارق الأموال للحزب، أما إذا لم يعدها فيسجن لثلاث سنوات ويوقع على تنازل عن عقارات أو بيوت.

أما إذا كانت التهمة مختصة بالعمالة للعدو أو في حال قام الحزب بعملية خطف، فلا تحال القضية للقضاء. وهنا تتولى "الوحدة 900" سجن المتهم الذي قد يمكث أكثر من 15 سنة وقد يموت في السجن.

يضيف "يعتمد المحققون غالباً أسلوب إغراء الموقوف بإطلاق سراحه مقابل الاعتراف، وكثيرون يعترفون بجرائم لم يرتكبوها للتخلص من العذاب النفسي والجسدي، إلا أنه يتم سجنهم بناء على هذه الاعترافات"، مشيراً إلى أنه في عام 2016 قام الحزب بسجن قاصر عمره 13 سنة من بلدة محرونة الجنوبية يدعى "ح. و".

عشرات سجون التعذيب

في السياق نفسه تشير مصادر موثوقة إلى أن عدداً كبيراً من السجون السرية تابعة لحزب الله تنتشر في المناطق التي يسيطر عليها وتتركز بشكل كبير في الأحياء السكنية للضاحية الجنوبية لبيروت، مشيرة إلى أن سجن حارة حريك يعتبر السجن المركزي للحزب، وهو يقع قرب مستشفى بهمن ويخضع لإدارة وحدة الحماية التي يرأسها المدعو الحاج حيدر (من آل عواضة من بلدة كفردونين الجنوبية). وتلفت المصادر إلى أن لدى الحزب سجنا في بناية التعاون الإسلامي في بئر العبد، ومركز تحقيق في مجمع القائم في الرويس، وكان لديه مركز للتحقيق وبعض الزنازين في مجمع المجتبى في حي الأميركان، إلا أنه أقفلها بعد انفضاح أمرها في الإعلام حين أوقف عناصره صحافيتين من آل شمص، إضافة إلى سجون أخرى سرية تابعة للوحدة الأمنية المعروفة بـ"وحدة 900" التي يرأسها المدعو الحاج عز الدين. وتؤكد المصادر أن حزب الله يوزع السجناء كل حسب وضعه، "ثمة سجون خاصة بالمنظمين في صفوفه ممن تم اتهامهم بقضايا مالية أو أخلاقية، وبعض هؤلاء سجنوا من دون محاكمة أو إدانة بسبب خلافات شخصية مع قيادات في الحزب، وكل هذه السجون تتبع لـ"وحدة الحماية 1000".وتضيف أنهناك سجون أخرى خاصة بالأشخاص المتهمين بالتعامل مع إسرائيل أو بأشخاص قد يقوم الحزب باختطافهم وهي تابعة لوحدة 900. وأشارت إلى وجود سجنين مركزيين تابعين للحزب في سوريا، الأول في منطقة قارة القريبة من الحدود اللبنانية السورية والثاني في دمشق قرب منطقة السيدة زينب، مشددة إلى أن معظم نزلاء هذين السجنين من السوريين والعراقيين.

تحقيق تحت التعذيب

وتشرح المصادر المراحل التي يمر بها الموقوف أمام "وحدة 900" منذ لحظة توقيفه، إذ يخضع في السجن للتحقيق والتعذيب الجسدي والنفسي، أما عقوبته فقد تراوح من شهر إلى 15 سنة سجن بحسب التهمة، وعادة يتم توقيف المتهم إذا كان منظماً، أو خطفه إذا لم يكن من صفوف الحزب عبر قسم خاص تابع لوحدة الحماية. وتلفت المصادر إلى أن ثمة استنسابية في المحاسبة داخل الحزب، ففيما يتم سجن أشخاص بريئين أو مدانين بتهم صغيرة لأشهر أو سنوات، فإن المقربين من المسؤولين يتم سجنهم لأيام فقط كحال شقيق رئيس المجلس التنفيذي الذي سجن يوماً واحدا والمدعو نور الشعلان، أحد حيتان المال الذي أدين بسرقة ملايين الدولارات، فتدخل أحد النافذين (القيادي في الحزب محمد قصير) وأخرجه بعد أيام من سجنه. وتعود المصادر إلى عام 2015 حين اعتقل الحزب عالم دين معمما بسبب إجراء عقد متعة مع ابنة مسؤول كبير في الحزب وأمضى تسعة أشهر تعرض خلالها لأبشع أنواع التعذيب حيث تم تكبيله وضربه ليومين متواصلين فيما كان يعاني مرضا في معدته وكان بحاجة ماسة لعملية جراحية ولكن الحزب رفض نقله إلى المستشفى. وتشير المصادر إلى أنه في السجون زنازين مشتركة وأخرى منفردة لا يتجاوز طولها مترين وعرضها متراً واحدا تشمل المرحاض ويقوم مطبخ مركزي تابع للحزب بتأمين الطعام للسجناء فيما يشرف على عمليات التحقيق والتعذيب أفراد ملثمون تابعون لوحدتي 1000 أو 900. وتؤكدأنأحد السجون السرية يديره حاليا المدعو أبو قاسم عياد الذي كان مقرباً من عماد مغنية.

الضاحية ملاذ آمن

وتؤكد المصادر أن حزب الله فتح أبواب الضاحية وحولها إلى ملاذ آمن لعدد من المحكومين العرب في قضايا إرهابية، لا سيما من البحرين والسعودية والكويت. وتلفت المصادر إلى أن زعيم حزب الله الحجاز أحمد المغسل، الذي تم اعتقاله في عملية معقدة وتسليمه للسعودية قبل عامين كان تحت حماية الحزب، والنائب الكويتي السابق عبد الحميد دشتي الذي تردد أن حزب الله استطاع تأمين هروبه من الكويت إلى بيروت ومن ثم إلى طهران، وهو لا يزال يتردد إلى بيروت. وتشدد المصادر على أن الحزب أنشأ مربعاً إعلامياً لقنوات فضائية معادية لدول الخليج وتعمل ضمنها مجموعة من الإعلاميين الخليجيين المحكومين في دولهم.

تبعات القانون الدولي على لبنان

وعن الموقف القانوني تجاه شرعية حزب الله ونشاطه يقول المحامي نديم البستاني إن "حزب الله هو حركة جهادية إسلامية شيعية ذات هيكلية عسكرية وسياسية منظمة تهدف إلى إلغاء الدستور اللبناني العلماني وإرساء الجمهورية الإسلامية في لبنان التابعة لولاية الفقيه المتمركزة في إيران". ويشير إلى أن أوصاف المقاومة لا تنطبق على حزب الله بحسب تعريف القانون الدولي، إذ يحدّدها بالأعمال العسكرية الضرورية التي تهدف إلى الدفاع بمواجهة الاعتداء المباشر الآتي من خارج البلاد على أرض الشعب المدافع وحريته وحقه بالحياة، لتنتهي حالة المقاومة عند صدّ العدوان بالرغم من استمرار خطره لتعود من بعدها فتندرج أي عمل من أعمال السلطة وحمل السلاح تحت مظلة الدولة. وعن نشاط حزب الله في الداخل اللبناني يقول البستاني إن "الحزب يحاول الاستحواذ على غطاء الشرعية عبر فرض تبني السلطات الحق بالمقاومة ضمن البيان الوزاري للحكومة، مما يبرئ أعماله من أحكام المادة 307 من قانون العقوبات التي تجرم بالاعتقال كل من أقدم على تأليف فصائل مسلحة دون رضى السلطة. ولكن مفعول هذه المادة القانونية محصور بتجنيد العديد العسكري ولا يتعدى إلى إباحة الجهات الأخرى الدخلة ضمن المهمات السيادية المفروض حصرها بالدولة والتي يعتبرها حزب الله ملازمة لمهمات المقاومة". يضيف "تندرج الاعتقالات ضمن السجون السرية وفق القانون اللبناني ضمن مفهوم جرائم الخطف أو حرمان الحرية بحسب التسمية الاشتراعية، وإذ تعاقب عليها المادة 569 من قانون العقوبات بالأشغال الشاقة المؤبدة وقد تصل العقوبة إلى حدّ الإعدام في حال توفي المخطوف نتيجة اعتقاله". ويشير إلى أن المادة 401 من أصول المحاكمات الجزائية تمنع استخدام أي سجن إلا بعد تشريعه وتحديده بوضوح بموجب مرسوم يصدر عن مجلس الوزراء، وقد صدرت مراسيم لتنظيم السجون وأماكنها بدقة بدءاً بالمرسوم 14310-1949". ويختم بالقول إن "الدولة اللبنانية مسؤولة بكامل مؤسساتها لوضع حدّ لهذه المعتقلات غير الشرعية ومحاكمة المسؤولين عنها، لا سيما أن القوانين الداخلية واضحة وجازمة في هذا الصدد خصوصاً في ضوء الإثباتات الحاسمة في إدارة حزب الله هذا النوع من السجون السرية، والأخطر منه أن هذا الوضع يشكل خرقاً فاضحاً لالتزامات لبنان إزاء المواثيق الإنسانية الدولية".

مصادر حزب الله

مصادر في حزب الله رفضت التعليق على هذه المعلومات، معتبرة أن الحزب يتخذ الإجراءات المناسبة لحماية بيئته ومنع اختراقها من الجهات المعادية. في حين اعتبر المحلل السياسي توفيق شومان، أن الحديث عن سجون لحزب الله أمر مبالغ فيه يستهدف إظهار أن الحزب كيان خارج الدولة اللبنانية. ويشير شومان إلى أن لدى الحزب بعض مراكز التحقيق في أكثر من منطقة في لبنان، ودورها هو استجواب بعض المشتبه فيهم في حالات وأوضاع معينة. ورأى شومان أن حزب الله يعتقل بعض العملاء الكبار الذين يتم اكتشافهم في صفوفه ولا يسلمهم إلى الدولة لأسباب تتعلق بأمن المقاومة، إلا أنه سبق أن سلم مئات العملاء بعد انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان. وعن الجهاز القضائي التابع للحزب والمرتبط بالمجلس الجهادي قال شومان إن "كل حزب يمتلك هيئة تأديبية للانضباط الحزبي الداخلي، والأمر ليس حالة فريدة لدى حزب الله".

 

متى ستفهمون يا حكام لبنان...هذه بلادنا وانتم تحكمونها

ميشال جبور/الكلمة أونلاين/06 تشرين الأول/2019

متى ستفهمون يا حكام لبنان...هذه بلادنا وانتم تحكمونها...وليست بلادكم ونحن...مجرد قاطنين فيها➖

في خضم ما يجري الآن في لبنان...ليس هنالك من لبناني واحد يريد للبلد أن ينهار...ليس هنالك من لبناني واحد يريد أن تؤول الأمور إلى أزمات ومفاعيل تدميرية...وبالتأكيد ليس هنالك من لبناني واحد يريد أن يرى تلك الطبقة الحاكمة وهي تتقاذف الإتهامات على فعلةٍ هي اصلاً صنيعتها...كما نشهد الآن من شرذمة وضياع... في خضم ما يحصل أيها السيد الرئيس العماد ميشال عون، وفي عهدك الذي لطالما انتظره اللبنانيون، وهو لا يخضع لنفس الشروط كعهد الرئيس السابق الياس سركيس الذي ارتضى السكوت بالرغم من صلاحياته آنذاك ، بسبب ظروف حالكة ودامسة كانت تهدد الوطن من الداخل، ليس هنالك من لبناني يريد ان يراك عاجزاً عن ضرب يدك على الطاولة والبت بأمر الفساد على الرغم من أن الطائف قد بتر الكثير الكثير من صلاحياتك لكنك بالنسبة للكثير من اللبنانيين انت ما زلت العهد...والوعد...منذ ما قبل الطائف...

ما هذا الذي يجري؟...ما هذه الفوضى التي تتخابط تارة بحائط سيدر وتارة بحائط القضاء وتارة بحائط...الطائف...

البارحة كانت عجلة الإصلاحات تدق ابواب الناس لتخبرهم عن موازنة مرعبة فيها من الضرائب ما فيها...البارحة كانت هنالك أزمة دولار تنبش حفراً في اقتصاد هو اصلاً مهترئ...والبارحة فقط هنالك من تطاول على سقف القانون...وزراء اتضح انهم فوق القانون ولا يريدون المثول امام القاضي لكي تأخذ العدالة الخجولة في عهدك مجراها...ما الذي أو بالأحرى من هو هذا المدمر الخفي الذي يحتمون به...ويتكالبون على الوطن بمؤامرة خيانة...لا أحد يرد على القانون، القرار القانوني الذي يؤخذ مساءً تمحوه شراهة تجار الأزمات وحيتان المال نهاراً...

الشعب بأكمله على تمام المعرفة انك لا تستطيع ان تواجه العالم لوحدك ولكنه متضامن معك لأنه عرفك منذ زمن الطائف وسمع الكثير من الوعود ويريد ويحق له أن يراها تتحقق...الكهرباء والمياه والنفط والغاز والدين العام واعادة الأموال المنهوبة ووضع يد القانون على الأملاك البحرية وبالتالي كسر يد الفساد وقطع رأس الأفعى التي سممت عقول الحكام فاعتقدوا انهم فوق القانون وبات لا احد منهم يستجيب لمطالب الشعب بل يمعنون في الكذب عليه ويحملونه اضعاف ما يستطيع ان يحمل كاهله فقط لتغطية فسادهم وهدرهم للمال العام...الشعب كله معك في محاربة الفساد وبات يعلم أن بؤرة الفساد ليست في شارع من شوارع لبنان ولا في منطقة ولا في بيوت المواطنين بل عند تلك الطبقة من الحكام الذي ارتضوا السرقة والنهب واركاع الوطن.

تبقى لك دائماً الكلمة الفصل...مؤتمر صحفي واحد...بضع دقائق من الجرأة المعهودة فيك، تشير فيها بملء الفم الى الذين يفسدون في لبنان لكي يفسدوا هذا البلد...مؤتمر صحفي واحد تفضح فيه من سرق ونهب المال العام وخبأه في الخارج لأجل الفوائد وعندما حلّت مصيبة التدقيق المالي وضاق الخناق وانتهى شهر العسل في مصارف الخارج، عاد وحوّل ماله الحرام الى الداخل عبر طرق ملتوية لكي يلتهم اضعاف الفوائد مرة أخرى...حلال وحرام تحت سقف واحد... وصلت بهم الحال الى نهب المال العام هروباً الى الخارج ومن ثم الباس اموال الشعب المسروقة رداء المساعدة دخولاً من جديد لكي يكسبوا اضعافها من حيث سرقوها بالأصل... تباً لحكام ازدهرت اوضاعهم عندما جاعت اوطانهم...هذه مؤامرة منهم ويجب ان يُتهموا بالخيانة العظمى لوطن اعطاهم الكثير ولم يبخل عليهم، أما هم فمصّوا دمه الى آخر قطرة...

أيها السيد الرئيس، ألا يحق لشعبٍ إئتمن بعضاً من هؤلاء الذين يتقاذفون التهم على وطنه أن يعرف من منهم الفاسد الفعلي ومن هو الذي يقوض الإستقرار ويعمل على دك نعش الإقتصاد والمعيشة بالمسمار تلو الآخر وهو يملأ جيوبه من فوائد الغرب...ومن ثم يعود ليملأها من لبنان...كالمنشار ذهاباً واياباً...لقد بنى الفاسدون امبراطوريات لهم وشرّدوا الشعب...تكالبوا على مقدرات الوطن واخفوها في الخارج وعند اول فرصة سنحت لهم تكالبوا من جديد ولبسوا رداء الخديعة وعادوا بالأموال المسروقة الى الداخل لكي يكسبوا المزيد... إنها خديعة بنكهة مال الشعب ويريدوننا أن نمتن لهم لأنهم يضخون المال... والحقيقة أن هذا مال الدولة والشعب المسروق وهم ينقلونه من جيب لآخر... الشعب يعلم والقضاء يعلم والقرار بيدك...

فلترفع الصوت رأفة بشعب لبنان العظيم ولتكن القبطان الذي يتجرأ أن يلقي بكل العبء الفاسد والبضاعة العفنة في عمق البحار والمحيطات...

فلتنقذ السفينة من الذين يضعون نصب اعينهم سرقة الغاز والنفط ومقدرات الدولة عبر مؤامرة كبيرة عنوانها عدم الرضوخ لصوت الشارع والإحساس بنبض خوفه وهلعه، عبر التحايل على النظام المالي اللبناني وخلق أزمات مالية فيما هم المستفيدين الوحيدين من كل ذلك...يبدون كالحمل الوديع ولكنهم ذئاب كاسرة... سرقوا ما سرقوا ومن ثم يريدون أن يسرقوا فائدة سرقتهم المهولة... إنهم الدمار بعينه...ليسوا وديعين مودعين بل شلّة لصوص بربطات عنق جميلة تتقاطر منها اموال الشعب...

الشعب كله سيعود الى حضن الدولة عندما تعود اليه الدولة الذي هو اساس سلطتها، الشعب كله سيكون ضد الفاسد وسينبذه عندما تطلق يد القضاء المعني من مدعي عام مالي وتمييزي وشرطة قضائية لكي يصفعون هؤلاء المتآمرين على الوطن بدل أن نضيع الوقت على فتات فساد ورشوات من هنا وهناك...فلتلاحق الفاسد الحقيقي ألذي أوجد له معاونين ضعيفي النفوس...فعندما تقطع رأس الأفعى ينهار جسدها بالكامل وتكون قد انتصرت على المدمر الذي يتربص بالوطن...

الخلاصة ايها السيد الرئيس ان هذا الوطن هو ملك للشعب الذي هو مصدر السلطة فيه وقد أئتمنكم لحكمه وليس الوطن هو بلد لكم ويعيش فيه الشعب لكي يدفع خوة الذل والمهانة وعتمة المستقبل...

لبنان قطعة من السماء وعليك بالحفاظ عليها...

 

الحريري في الإمارات: لبنان يربح بمنطق التسوية مع إيران

منير الربيع/المدن/06 تشرين الأول/2019

وفق الرؤية الدولية، ليس مرغوباً غرق لبنان، وإن كان يعيش حالة تقارب الاختناق. يُعطى لبنان القليل من الأنفاس للحفاظ على حاله من دون الوصول إلى الانهيار. تلك المعادلة أصبحت راسخة ومكرّسة، وتتضح عبر مفاعيل السياسة الدولية تجاه لبنان. ففي ظل عدم الاتفاق على القضايا العالقة في المنطقة، وعدم وجود رؤية استراتيجية واضحة، تحتاج ساحات النزاع إلى هدن مؤقتة، إلى حين اتضاح المرحلة المقبلة. وبالنظر إلى الرؤية الدولية حول لبنان، لا بد من رصد مواقف ثلاث قوى أساسية. الموقف الأميركي الذي يتراوح بين التصعيد تارة والتهدئة والحفاظ على الاستقرار تارة أخرى. الموقف الإيراني الذي يبدو متمسكاً بهذه التسوية التي تلبي مصالحه وتظهر انتصاره. والموقف الخليجي، الذي إلى حد ما لا ترضيه نتائج هذه التسوية.

الإمارات مبتدأ الجولات

تجتمع هذه القوى بالإضافة إلى الأوروبيين على مبدأ حماية الاستقرار في لبنان، ومنع حصول أي اهتزاز فيه. ويبقى ميدان اللعب السياسي محكوماً تحت هذا السقف، حيث يتاح تعزيز كل طرف لموقعه وموقفه من دون صدام كبير. هذه المواقف الدولية تُقرأ في لبنان بعناية، وأكثر من يقرأها ويراهن عليها هو رئيس الحكومة سعد الحريري، الذي يحرص على إبقاء قنوات تواصله مفتوحة مع مختلف القوى. ولذلك، هو يتحضر لسلسلة زيارات إقليمية ودولية لها علاقة بتعزيز الاقتصاد والاستثمارات الخارجية في لبنان. وعلى هذا، يزور دولة الإمارات العربية المتحدة، لعقد اللقاء الاستثماري الإماراتي اللبناني. وبعدها بفترة سيزور السعودية، ودول أوروبية أيضاً للغاية عينها. تأتي زيارة الحريري إلى الإمارات للقاء ولي العهد محمد بن زايد ومسؤولين آخرين، في توقيت دقيق على الصعيد الإقليمي. يحرص الحريري على الاحتفاظ بعلاقات جيدة مع كل القوى على تناقضاتها. ويحاول الاستثمار بهذه العلاقات. ومنذ فترة يتم التحضير لهذا المؤتمر الإماراتي اللبناني، خصوصاً أن بعض المعلومات تشير إلى أن الإمارات لديها سلسلة مشاريع اقتصادية في لبنان، تهدف إلى إثبات الحضور العربي والخليجي تحديداً على الساحة اللبنانية، وتفعيل مناطق اقتصادية على طريقة الاستثمارات في جبل علي، وكذلك تفعيل المنطقة الاقتصادية الخالصة في طرابلس.

حدود الخصومة

مفتاح قراءة الأوضاع، هو الموقف الأميركي الذي يركز على عدم توجيه ضربة لإيران. وقد جاءت ضربة أرامكو من دون الرد عليها، وسط موقف أميركي بعدم تولي الدفاع عن أي دولة، أو الدخول في حرب لصالح أي دولة. اكتشف الخليجيون أن دونالد ترامب لا يريد فتح مشكلة مع إيران. فأصبحت المعادلة واضحة: بحال ضرب أي هدف في دول الخليج لن تبادر واشنطن تلقائيا بالرد. كانت الإمارات قد قرأت هذا الموقف الأميركي باكراً، ولذلك افتتحت قنوات تواصل مباشرة مع الإيرانيين. ليأتي فيما بعد موقف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الراغب بوقف الحرب ومنع تهديد الاقتصاد العالمي، والدخول في حوار. فأصبح لكل دولة هامش واسع من التحرك، لحماية مصالحها، عبر رسم حدود للخصومة. طبعاً، الإيراني يهتم بالتقاط أي إشارة إيجابية في ظل الضغط الأميركي الذي يتعرض له. وبموقفه هذا يريد أن يسهّل سبل فتح الحوار مع الأميركيين. ويحقق خروقات بوجه محاولات عزله.

ترويج التسوية والاستقرار

يستفيد الحريري، من هذه الحالة العربية، التي تحتاج إلى مبادرات في كل الإتجاهات. وهو يراهن دوماً على لعب دور يستفيد منه لبنانياً، ويستفيد منه عربياً أيضاً، طالما أن الوجهة ستكون فتح حوار خليجي مع إيران. وهو يريد أن يكون له هوامش متعددة، يستثمرها لصالحه في التسوية التي صنعها، وإرساء الاستقرار، مقابل فتح أبواب الإمارات والسعودية أمام لبنان، والحفاظ على الصلة الحسنة والإيجابية مع دول الخليج. لا شك أن أي طروحات لبنانية ستكون بالتنسيق مع الأميركيين، الذين يديرون العلاقة مع لبنان بشكل دقيق. فعلى الرغم من استمرار الضغط والعقوبات، هم يطلقون ينتهجون سياسة إيجابية على الصعيدين المالي والاقتصادي للحفاظ على الاستقرار. وهذه المواقف الخليجية الإيجابية تجاه لبنان ترتبط بتنسيق مع الأميركيين. وإذا ما كانت الوجهة الأميركية تصرّ على تغليب التصعيد على التهدئة، فإن ذلك سينعكس توتراً في لبنان، إقتصادياً وسياسياً. وما يترتب عنه من مشهد دراماتيكي، اقتصادياً ومالياً، لن يكون منفصلاً عن التصعيد السياسي. أما بحال غلب منطق الحوار والتهدئة، فإن ذلك سيكون مرتبطاً بجملة أمور في المنطقة، أولاً بالملف السوري، وتفاهم الحد الأدنى بما يتعلّق بالخلافات الإقليمية التي ترتبط بترسيم الحدود والتنقيب عن النفط، وصولاً إلى صفقة القرن.

 

محاكاة ساذجة لكتاب داعية لبناني متطرف

علي العميم/الشرق الأوسط/06 تشرين الأول/2019

كتاب أبي عبد الإله صالح بن مقبل العصيمي (من أخبار المنتكسين: مع الأسباب والنتائج) الذي جعله سليمان الخراشي خاتمة الردود على القصيمي التي جمعها في كتابه (عبد الإله القصيمي: وجهة نظر أخرى!) لا يصلح استعماله إلا بغرضين اثنين:

الغرض الأول: تلمّس تأثر حركة التأليف الديني في السعودية بالمؤلفات الإسلامية الحركية الحزبية في العالم العربي، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الكتاب المذكور لا يعبر عن المستوى العام للمؤلفات الدينية التي أصدرها صحويون سعوديون متأثرين بتلك المؤلفات الإسلامية الحركية الحزبية. إذ إن الكتاب المذكور كان محاكاة ساذجة وهزيلة لكتاب من كتب المنظر الإسلامي اللبناني، الحركي والحزبي، فتحي يكن، والذي أغلب مؤلفاته هي كراسات حركية وحزبية كانت فاعلة ومؤثرة في صفوف الحركة الإسلامية عامة في عقود سلفت. كتاب فتحي يكن الذي حاكاه أبو عبد الإله في كتابه (من أخبار المنتكسين) هو كتاب (المتساقطون على طريق الدعوة: كيف... ولماذا؟). وعنوان كتاب فتحي يكن هذا تحول بعد صدور الكتاب إلى اصطلاح شائع في كتابات الإسلاميين وفي إعلامهم، يستخدم بغرض النيل من الإسلاميين الذين يرون أنهم ما عادوا كما كانوا وبغرض العزاء الوجداني للذين يرون أنهم ما غيروا وما بدلوا وأنهم ما يزالون قابضين على الجمر. يعني فتحي يكن بالدعوة في عنوان كتابه، دعوة الإخوان المسلمين، ويعني بالمتساقطين الذين - كما قال - اختفوا من حياة الدعوة بشكل أو بآخر. وهؤلاء قد قسمهم إلى فئات ثلاث: «فمن هؤلاء من ترك الدعوة ولم يترك الإسلام. ومنهم من ترك الدعوة والإسلام معاً. ومنهم من ترك الجماعة وأنشأ جماعة أخرى، أو التحق بجماعة أخرى». وهكذا - كما يقول - تتكاثر وتتعدد ظواهر التساقط. الفئة الثانية التي قال عنها إنها تركت الإسلام، ينبغي علينا أن نفهم جملته هذه لا على ظاهرها وإنما من خلال استبطان منطقة الداخلي الخاص الذي هو في غاية الغلو والتشدد. فأدناها أن يكون الواحد من هذه الفئة أصبح متساهلاً ومهملاً في أداء بعض الفروض الدينية ويقترف بعض المحرمات الدينية وأقصاها أن يكون مسلماً غير ممارس، أو كما ذكر هو في أحد أمثلته.

وهو المثال الذي قال فيه: «أذكر أنه في الخمسينات انضم إلى الحركة شقيقان اثنان كان أحدهما متطرفاً لا يقبل التساهل والتوسط في شيء وكان الآخر متساهلاً بعض الشيء. وكانت المشاحنات بينهما لا تنتهي بسبب ومن دون سبب. وأذكر أنهما جاءا يوماً يتلاعنان. يقول المتطرف: إن أخي هذا منافق مرتد. ويجب أن يقام عليه الحد. قلت: وما فعل؟

قال: لقد صلى الفجر اليوم بعد أن أشرقت الشمس... ثم لم تنقض عليه فترة من الزمان وهو على هذا الحال حتى حلق لحيته ووقع في غرام ابنة الجيران التي تمكنت بمكرها وكيدها من استلاب إيمانه وإخراجه من دينه وإسلامه، ليصبح بعد ذلك شيوعياً لا يحل حلالاً ولا يحرم حراماً».

في تنظيره السابق هو لا يجيز للمنتمي لدعوة الإخوان المسلمين - بأي حال من الأحوال - الخروج عنها، وحتى لو كان هذا الخروج ليس خروجاً عليها، وحتى لو كان الخروج عنها كان بسبب الضجر والملل!

وسيأتي في خطوة أخرى من تنظيره أنه موقن بأن دعوة الإخوان المسلمين هي الإسلام في العهد النبوي، وأن الإسلام في العهد النبوي هو دعوة الإخوان المسلمين في العصر الحاضر. وسيأتي فيها أن للزمن والتاريخ الإسلامي قطبين أوحدين ووحيدين، هما: عهد النبوة وعهد الإخوان المسلمين!

لهذا هو لا يجيز الخروج عن دعوة الإخوان المسلمين إلى دعوة إسلامية أخرى أو إنشاء فصيل إسلامي جديد. ولهذا اعتبر التنوع والتعدد في العمل الإسلامي ظاهرة مرضية أدت فيما قال إلى سقوط العاملين والدعاة في حمأة الصراع على الساحة الإسلامية!

ما سمَّاه ظاهرة التساقط زعم أنها حدثت في كل التاريخ الإسلامي مرتين فقط.

المرة الأولى في عهد النبوة، والمرة الأخرى في عهد الإخوان المسلمين المرسلين!

التساقط الذي حدث في عهد النبوة في اعتقاده كان أمره هيناً وبسيطاً ويُحتمل. فـ«جل الذي كان يحدث في تلك المرحلة سقوط أشخاص في أخطاء، كان بعضها جسيما من دون شك. وطبيعة العمل في تلك المرحلة والتي جعلت الناس أمام خيارين اثنين لا ثالث لهما: خيار الإسلام أو خيار الجاهلية، كانت تحول - ولو خوفاً من عقوبة الارتداد - دون الخروج على الصف الإسلامي. أما اليوم، فلاعتبارات كثيرة أهمها أن الحركة الإسلامية لا تعتبر هي جماعة المسلمين، بمعنى أن الخارج عليها خارج من الإسلام مرتد عن الدين، وإنما اعتبرت جماعة من المسلمين ليس إلا. وبالتالي فإن المسلمين خارج إطارها التنظيمي لا يعتبرون مرتدين. وأنهم ما داموا كذلك، فإن الخروج عليها لا يعتبر ارتداداً عن الدين وإنما هو ارتداد عن الجماعة والتنظيم». في مغالطة منطقية وزمنية ألحق فتحي يكن في تنظيره السالف، الأول والقَبْلي والمتقدم بالآخر والمابعد والمتأخر، فسمى الرسول وصحابته بالصف الإسلامي! وهي التسمية السياسية والفكرية التي لا أظنها كانت تستعمل في وصف الإسلاميين في المنتصف الأول من القرن الماضي، وذلك من أجل مماثلة دعوة الإخوان المسلمين بدعوة النبي محمد ومساواتها بها، وإسباغ صفة النبوة عليها.

قيل عن دعوة الإخوان المسلمين في عهد مؤسسها حسن البنا، إن أصحابها لا يعتبرون أنفسهم جماعة من المسلمين وإنما هم المسلمون حقاً. ولما اختلف معهم أحد دعاتهم وكتّابهم ومنظريهم الشيخ محمد الغزالي أكد هذا الاعتقاد عندهم بالتشنيع عليهم به علناً في أحد كتبه.

إن فتحي يكن متململ وضائق بالاعتبارات التي ذكر لنا أهمها عنده، وهو أن الحركة الإسلامية - والتي يقصر تسميتها بهذا الاسم ويحصرها بدعوة الإخوان المسلمين - أنها لا تعتبر عند المسلمين أنها هي جماعة المسلمين، وإنما تعتبر عندهم جماعة من المسلمين. فلو كان المسلمون يعتقدون بما يحب ويشتهي ويتمنى لعدوا الذين تخلوا عنها - بأي درجة كانت - أو انشقوا عنها، مرتدين دينياً. ولكان هذا الحكم الديني على هؤلاء ردعهم وقذف بقلوبهم الرعب خوفاً من عقوبة القتل. ولكان تساقطهم مجرد سقوط في أخطاء مثلما حدث - كما ذهب إلى ذلك في تنظيره - في العهد النبوي.

إن اعتقاد المسلمين بما يعتقد حرفياً لا يكفي لإنفاذ حكم الردة في الذين يسمِّيهم المتساقطين من الإسلاميين، لكني كنت أشرح نظريته بحدود ما صرح هو به. والمخبوء بين السطور هو أن الحكم أو الحكومة في العالم العربي لو كانت بيد الإخوان المسلمين، لكان يجب عليها إنفاذ حكم الردة بالمتساقطين عن دعوتها، ومنهم أصحاب الجماعات الإسلامية الأخرى، ليقضوا على ظاهرة - يعتبرها هو - ظاهرة مرضية، وهي تلك الظاهرة الموسومة بالتعددية في العمل الإسلامي.

هذه الاعتبارات لم يذكر منها سوى اعتبار واحد، الذي سيسميه في سطور تالية تصوراً، يقول عن هذا الاعتبار أو التصور: «هذا التصور لطبيعة موقع الحركة الإسلامية اليوم من المسلمين يساعد إلى حد كبير على التفلت من صفوفها حيث لا يشعر المتفلت أنه بعمله هذا قد ارتكب معصية وإثما. وقد يجد البعض تشجيعاً ودعماً بل إكباراً وإجلالاً في بعض الأوساط الإسلامية لما فعل. وسبب آخر كان يساعد على سلامة الصف في الماضي. وهو موقف الإنكار من المسلمين لمن يحاول أن يشق صفوفهم أو يبدو منه ما يعتبر مخالفة لقيادتهم أو سياستهم أو جماعتهم».

ليس في هذه السطور مخبوء سياسي، إذ إن ظاهرها كباطنها. فالاعتبار أو التصور الخاطئ عقدياً من وجهة نظره، الذي يجعل من الإخوان المسلمين جماعة المسلمين وليس جماعة من المسلمين، يلقي فيه باللائمة على بعض الأوساط الإسلامية التي يعني بها تيارات واتجاهات إسلامية غير إخوانية، وربما يعني بها أيضاً بعض المؤسسات الإسلامية الرسمية التي لا تحبذ الانتماء السياسي والفكري لغيرها، كالانتماء إلى دعوة الإخوان المسلمين وإلى سواها من الدعوات الإسلامية الأخرى. ويلقي فيه باللائمة أيضاً على المسلمين كافة الذين لم يعتقدوا أن دعوة الإخوان المسلمين هي دعوة الإسلام في العهد النبوي حصراً. بحيث أن من يخالفها أو يخرج عنها أو يخرج عليها، فإنه في الأولى قد خالف الإسلام، وفي الثانية قد خرج عن الإسلام، وفي الثالثة قد خرج على الإسلام!

لست بحاجة إلى مناقشة هذه المماثلة اللاتاريخية في كتاب هذا المنظر الإسلامي الحركي الحزبي الذي أضلت كتبه أجيالاً من الشباب الإسلامي في العالم العربي، لأن المقام ليس مقام مناقشة أفكاره الخطيرة والسطحية في آن، وإنما سأكتفي بالإشارة إلى أن ما فعله في تنظيره هو عينة من عينات كثيرة يفعلها الإسلاميون، يسميها بعض الباحثين إهدار السياق التاريخي. التساقط الذي في عهد النبوة والذي اعتبره أمراً هيناً وبسيطاً ويُحتمل، هو كما عدّده: المتخلفون عن غزوة تبوك، حاطب بن أبي بلتعة مسجد الضرار، حديث الإفك، حادث أبي لبابة. الغرض الثاني الذي يصلح فيه استعمال كتاب أبي عبد الإله بن مقبل العصيمي (من أخبار المنتكسين) هو أن يُتخذ من الكتاب مادة للتفكه والتهكم، وأن يرشح لمسابقة عن الكتب الرديئة في العالم العربي التي صدرت في عام 1995، وأنا متأكد أنه سيفوز - بجدارة - بموقع أردأ كتاب صدر في ذلك العام. وللحديث بقية

 

مشروع لإبادة الشيعة العرب

أحمد عدنان/عكاظ/الأحد 06 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79176/%d8%a3%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%b9%d8%af%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%85%d8%b4%d8%b1%d9%88%d8%b9-%d9%84%d8%a5%d8%a8%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%8a%d8%b9%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a8/

هذا المشروع قائم بالفعل، ومن يقف خلفه ليست السعودية أو الولايات المتحدة كما يزعم البعض. مشروع إبادة الشيعة بدأ سنة ١٩٧٩ بقيادة الجمهورية الإسلاموية الإيرانية ولا سواها.

في الأيام الماضية، اتهمت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان المدعو سليم عياش، المتهم أصلا باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، باغتيال الزعيم اليساري جورج حاوي، ومحاولة اغتيال الوزيرين مروان حمادة، وإلياس المر.

هذا الخبر مفتاح للب المشروع الإيراني، كان من الممكن أن يكون بطل الخبر اسما إيرانيا، لكن لماذا تعرض إيران أبناءها لخطر الموت أو الملاحقة إذا أمكن تعريض غيرهم، ولو كانوا شيعة.

قد يقول قائل إن إيران فقدت بعضا من مواطنيها في سوريا وفي العراق، وهذا صحيح، لكن دعنا نتحدث من منطق النسبة والتناسب وكذلك المنطق العددي، قارن عدد قتلى إيران بعدد قتلى الشيعة العرب، سيكون الفارق مهولا، وهذا يعني أن إيران لا ترسل أبناءها إلى ساحة القتال إلا إذا تعذر إرسال غيرهم، أو إذا لم يكف إرسال غيرهم.

تقول إيران إنها إذا تعرضت لضربة ستشعل المنطقة، وتقول أدواتها في لبنان والعراق واليمن إن تعرض إيران لضربة يعني إشعال المنطقة، لكن ولا مرة قالت إيران إن تعرض أدواتها العربية إلى ضربة يعني إشعال المنطقة، والشاهد على ذلك الضربات التي يتلقاها الحوثيون في اليمن، وحزب الله في سوريا ولبنان، السبب أن إيران اخترعت هذه الأدوات كي تقتل أو تُقتَل نيابة عنها، أما في اقتسام الغنائم فليس لهؤلاء غير فتات الفتات، لتكون الخيانة مجانية لوجه الولي الفقيه.

تنظر إيران إلى العرب بتعال تماما كالصهاينة والترك. قبل نحو عقد، شنت الصحف الإيرانية هجوما لاذعا على أمين عام ميليشيا حزب الله الإرهابية (حسن نصرالله)، والسبب أن نصرالله قال إن مرشد الثورة الإسلاموية (علي خامنئي) من آل البيت، وبالتالي هو من أصول عربية، فغضب الإيرانيون وامتعضوا من هذه البديهة، وربما كان خامنئي أولهم.

يوما ما ستنكفئ إيران خلف الخليج، ولن يبقى للشيعة العرب، وأقصد تحديدا أولئك الذين انخرطوا في المشروع الإيراني، فوق خسائرهم البشرية والمادية والملاحقات القضائية، سوى إرث من الحقد والثأر بينهم وبين محيطهم.

لنضرب مثلا: كيف سيتعامل -مستقبلا- السوري الذي فقد والده أو أخاه أو جده مع شيعة لبنان؟ صحيح أن التعميم خاطئ، وصحيح أن العنصرية مدانة، لكن مشاعر الكراهية لا تقبل لغة المنطق، ومعالجتها بحاجة إلى عقود.

لقد شارك حزب الله في قتل وتهجير ملايين السوريين، وفي أقرب فرصة، سيهب السوريون لتحصيل ديْنهم، ولن يدفع حزب الله ثمن خطاياه منفردا، لقد أقحم جمهوره بالفعل في خطاياه، والأخطر أنه ربما أقحم معارضيه رغما عنهم، وقد يستمر ذلك طويلا، ولا مسؤول عن هذه المأساة المستقبلية إلا المشروع الإيراني البغيض. أراد هذا المشروع إذلال السنة وتدمير الدولة العربية، لكنه حقيقة -رغم الانتصارات الوهمية والغوغائية- يسير في الاتجاه المعاكس: استهداف الشيعة العرب.

ولنذهب إلى مثل آخر، العراق، بفضل المشروع الإيراني الخبيث أصبحت الوحدة العراقية في خطر داهم، واستمرار هذه الوحدة مستقبلا موضع شك، ومن اختار إيران لن يبقى له سواها، وبئس المصير.

أدوات إيران تخاطب جمهورها بالأضاليل لتشريع الخيانة، كالاضطهاد والحرمان، وكأن سنة المنطقة يعيشون في دول اسكندنافية تستثني جيتوهات الشيعة، إذا تحدث أهل جنوب لبنان -مثلا- عن الحرمان ماذا يقول أهل عرسال وعكار والمنية الضنية؟!. والحديث عن ذريعة التكفير للالتحاق بإيران وهم أكبر، فإرهاب داعش والقاعدة حالة شاذة في المجتمعات السنية والسنة هم أول وأكبر المتضررين، أما الإرهاب الإيراني فهو إرهاب جماعات، والسنة أيضا أول وأكبر المتضررين.

في وسط هذا السواد الحاضر والمستقبلي هناك بقعة ضوء صغيرة، النخبة الشيعية العربية المعادية لإيران، والتضامن مع هذه النخبة من مصلحة الجميع، وإهمالها خسارة للجميع، والمحزن أن هؤلاء محل استهداف مزدوج من جهتي التطرف.

المحاصصة الطائفية لن تؤدي إلى مكان سوى تجديد دوامة الدم بين حين وآخر، لا حل إلا باحترام الدساتير، وتعزيز الدولة العربية المدنية، وملاحقة الإرهابيين ومحاسبتهم وردعهم، أما إيران فستستمر في استخدام بعض الشيعة العرب كذخيرة رخيصة في مشروعها الإسلاموي الطائفي التوسعي الدموي، وهي ماضية في مشروعها إلى النهاية، إلى آخر شيعي عربي.

 

مساعي عزل دونالد ترامب وانعكاساتها على السياسة الخارجية

راغدة درغام/موقع إيلاف/06 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79186/%d8%b1%d8%a7%d8%ba%d8%af%d8%a9-%d8%af%d8%b1%d8%ba%d8%a7%d9%85-%d9%85%d8%b3%d8%a7%d8%b9%d9%8a-%d8%b9%d8%b2%d9%84-%d8%af%d9%88%d9%86%d8%a7%d9%84%d8%af-%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d9%85%d8%a8-%d9%88%d8%a7%d9%86/

سيستفيد الرئيس دونالد ترامب إذا فرَض على نفسه أن ينضبط، بالذات في السياسات الخارجية والعلاقات مع قادة العالم، وأن يتجنّب العشوائية والاعتباطية في اتخاذ القرارات السياسية. انه يمرّ في مرحلة تتطلّب منه إعادة اختراع نفسه إذا كان له أن يتملّص من مشروع عزله والعزم على الإطاحة به بتهمة انتهاك الدستور الأميركي الذي يمنع الرئيس في البيت الأبيض من استخدام منّصبه وسلطاته لغايات شخصية، سياسية كانت أو مالية أو غيرها. دونالد ترامب متّهم بأنه تحدّث هاتفياً مع رئيس أوكرانيا الجديد، فلوديمير زيلينسكي، وحضّه على التحقيق في مزاعم فساد لابن منافسه السياسي الرئيسي في الحزب الديموقراطي، جو بايدن. هذا عبارة عن استخدام سلطة رئاسة الدولة لطلب تدخل بلد أجنبي في انتخابات الرئاسة الأميركية المقررة عام 2020، وحسب الذين يسعون لعزله، دونالد ترامب انتهك القانون الأميركي والدستور الأميركي.

دونالد ترامب يعتبر التحقيق الذي يقوم به الكونغرس تعدّياً عليه وينكر ان المساعدات العسكرية قد تم حجبها من أجل الضغط على أوكرانيا ورئيسها ليلبّي طلبات الرئيس الأميركي. مهما آلت اليه الأمور، ان كانت مساعي العزل Impeachment ستنجح في مجلس النواب وتسقط في مجلس الشيوخ Senate، أو ان كان دونالد ترامب سينجو من العزل ومن الإدانة Indictment، ان شخص الرئيس الأميركي وسياساته الخارجية تحت المجهر. ولأن هناك إمكانية حقيقية للانزلاق الى ركودٍ اقتصادي خطير على حظوظ دونالد ترامب بولاية ثانية، تتخذ السياسة الخارجية أهميّة مميّزة سيما وانها مرتبطة بشخصية الرئيس الجدليّة.

لكل هذه الأسباب، سيفيد دونالد ترامب أن يتوقّف عن نزعة الاستفراد باتخاذ القرارات وان يولي الى الفريق المعني في إدارته مساحة أكبر في صنع القرار كي لا تأتي السياسات اعتباطية وكي لا تفوته القراءة العميقة الضرورية اما للفرص المتاحة أو لكيفية إدارة الملفات الساخنة. الصين ملف خارق الأهمية لدونالد ترامب نفسه كما للاقتصاد العالمي. وبالرغم من الانقسام حول ادارة هذا الملف، لقد تناوله الرئيس ترامب بكثير من الدّقة والنجاح فتمكّن من تغيير قواعد اللعبة بما أثار المدح لسياسته نحو الصين حتى من قِبَل الذين يكرهونه. انما أجواء العزل والإدانة لها وطأة لا يمكن الاستخفاف بها على القادة الذين يتعامل معهم أي رئيس لأنه فجأة يبدو لهم أضعف وتنفتح أمامهم فرصة أخذ زمام المبادرة لمصلحتهم. وهذا ينطبق على الصين كما على إيران التي تنقسم الآراء أيضاً حول سياسات ترامب نحوها. فكيف يمكن أن تتأثّر المسألة الإيرانية بمساعي الحزب الديموقراطي وراء عزل دونالد ترامب والإطاحة به؟ وماذا قد يكون في ذهن القيادة الإيرانية في ظل التطوّرات على الساحة الرئاسية الأميركية؟

الأكثرية في الولايات المتحدة تتوقّع أن يتوقّف التحقيق في مجلس النواب بقرار عزلٍ ليس فاعلاً ما لم يصادق عليه مجلس الشيوخ ليصبح إدانة. تمرير الإدانة في مجلس الشيوخ ليس سهلاً بسبب أكثرية الجمهوريين فيه. إذن، قد ينجو دونالد ترامب من الانقلاب عليه، لكنه سيبدو ملطّخاً الى حين الانتهاء من التحقيق. فالفضيحة، مهما كانت خلفيتها، تبقى مُثقِلَة على المرشح للرئاسة. والأرق من احتمال نجاح جهود العزل والإطاحة يبقى مُكلِفاً. وفجأةً، يبدو الرجل في منصب الرئاسة أمام قادة الدول أكثر هشاشة وخفّةً، وأقلّ كبرياءً وجبروتاً.

حتى وان كان دونالد ترامب سيُنتخَب رئيساً لولاية ثانية، ترى قيادات في عدة دول أن جهود العزل مفيدة للسعي وراء تلطيف مواقف الرئيس الأميركي، وربما للحصول على تنازلات منه. في الموضوع الإيراني هناك عدة لاعبين، إقليميين ودوليين وإيرانيين، يرون أن هناك فرصة الآن لاستنباض احتمالات التفاهمات الصغيرة والكبيرة ولإعادة فتح الباب على جهودٍ اصطدمت اما بتعنتٍ أميركي أو بتهورٍ إيراني على نسق الهجمات على المنشآت النفطية السعودية.

أبرز الجهود التي كانت ولا تزال تُبذَل، تشمل جهود الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون – ويدعمها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين – هدفها التوصّل الى اتفاقية نووية جديدة بين إيران والدول الموقّعةعلى الإتفاقية النووية الأولى التي انسحب منها دونالد ترامب وكان سلفه باراك أوباما وقّعها في اطار 5+1، أي الولايات المتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا زائد المانيا.

تفاصيل هذه المبادرة ما زالت سرّية إنما، مبدئياً، يُفتَرَض أن تكون المعادلة قائمة على تنازلات متبادلة بين الموقفين الأميركي والإيراني بحيث توافق إيران على مبدأ اتفاقية نووية جديدة يبدأ البحث في تفاصيلها مقابل موافقة الولايات المتحدة على آلية مالية تكفل لإيران القدرة على بيع نفطها بصوّرة تلتف شرعيّاً على العقوبات بصورة تدريجية بدون رفع العقوبات بصوّرة كليّة. الفكرة تقوم على نوع من إجراءات متزامنة بحيث يتم تخفيض العقوبات تدريجيّاً مقابل خطوات من جانب طهران لتحسين الاتفاقية النووية وتحسين سلوكيات إيران في مجال الصواريخ الباليستية وفي مجال التدخّلات الإقليمية.

هذه الجهود اصطدمت بالهجمات الإيرانية على المنشآت النفطية السعودية التي فرضت مواقف أوروبية ممتغضة من طهران وأدّت الى فرض الولايات المتحدة المزيد من العقوبات وعلى رأسها عقوبات مالية على البنك المركزي الإيراني – الأمر الذي كبّل الآليةالمالية قيد البحث.

إنما، حسب المصادر، وبالرغم من مفاجأة الهجوم على المنشآت النفطية، لم تُدفَن المبادرة الفرنسية بل ان الرئيس فلاديمير بوتين طلب من الرئيس ايمانويل ماكرون ألاّ يتوقّف عن مبادرته بل أن يفعّلها بقوّة فيما كان بوتين يسعى مع نظيره الإيراني الرئيس حسن روحاني لضبط النَزعات الى المزيد من الإجراءات الخطيرة.

بوتين، كما قالت المصادر، كان حازماً في طلبه من روحاني تجنّب أي ما من شأنه أن يفجّر الأمور في الأسابيع المقبلة سيما وان "الحرس الثوري" كان يتوعّد بعمليات نوعيّة أخرى على نسق الهجمات على المنشآت النفطية، إنما ليس بالضرورة في السعودية.

قالت المصادر ان بوتين قدّم لروحاني ضمانات بزيادة التجارة بين البلدين مقابل التصرّف السلمي وكذلك العمل على إدخال إيران عضواً في الاتحاد الأوروبي – الآسيوي للتجارة. هذه الرسائل الروسية على مستوى الرئيس كان عنوانها الحقيقي القيادة الإيرانية المتمثِّلة بمرشد الجمهورية و"الحرس الثوري" الذي يمتلك مفاتيح التفجير والحروب في المنطقة. فروسيا لها علاقات اقتصادية مهمّة مع دول خليجية مثل دولة الإمارات العربية وكذلك السعودية، كما لها علاقات جيّدة مع هذه الدول. ولذلك تحرّك بوتين بقوّة لامتصاص التصعيد الذي كان حليفه الميداني في سوريا، أي إيران، على وشك تفعيله نوعياً.

حسب الأجواء، حدث ما يسمّى de-escalation أي تخفيض سقف التصعيد، وتبدو الأمور الآن في حال تأجيل لفترة من الزمن.

المصادر المطّلعة على التفكير الإيراني قالت ان "الحرس الثوري" قد يتمهّل الى أواخر شهر نوفمبر المقبل قبل اتخاذ إجراءات تصعيديّة في حال فشلت الجهود الأوروبية في إقناع إدارة ترامب بصيغة رفعٍ جزئي للعقوبات ضمن الآلية المالية بما يسمح لإيران ببيع نفطها. فعمليات تهريب النفط الإيراني – مهما ساعدت فيها دول بما فيها دول خليجية – لا تكفي.

والسبب هو ان هناك غليان داخلي يتزايد يخشى النظام في طهران أن يتحوّل الى انتفاضة ضدّه إذا لم يتمكّن من إنقاذ الاقتصاد من الانزلاق الى الهاوية. وتقول المصادر ان تقدير "الحرس الثوري" هو أن أمام النظام فترة شهرين لا أكثر قبل أن يحدث الانهيار وتندلع النقمة على النظام بسبب الوضع الاقتصادي الخطير.

لذلك، تضيف المصادر، ان القرار في طهران هو استدعاء المواجهة العسكرية مع الخارج كي يمكن للنظام أن يضبط الداخل، إذا لم يتم التوصّل الى صيغة تخفيف العقوبات.

مصادر أخرى تقول ان هناك جهد أميركي للعمل على مسألة اليمن كمحطة في امتحان صدق إيران في إصلاح سلوكها الإقليمي مقابل استعداد إدارة ترامب تسهيل مهام ماكرون لآلية تخفيف في العقوبات.

زيارة رئيس وزراء العراق، عادل عبدالمهدي، الى السعودية أواخر شهر سبتمبر الماضي كانت، الى السعودية، كما أكدت مصادر وثيقة الاطلاع، بهدف استطلاع آفاق التفاهمات السعودية – الإيرانية في شأن اليمن. فهذه حرب يجب أن تنتهي وهناك جهود لجعل اليمن محطة اختبار الثقة ورصد الأفعال.

الهدوء النسبي للقيادة الإيرانية بشقِّ "الحرس الثوري" يفيد ان هناك حركة جديدة وراء الكواليس بقيادة أوروبية لتسهيل بيع جزئي للنفط الإيراني بتفاهمات قد تكون ممكنة أكثر الآن مع إدارة ترامب، لأن الرئيس الأميركي في حاجة الى إنجازات وليس الى اخفاقات.

هذا لا يعني أن دونالد ترامب سيلبّي شروط إيران برفع العقوبات قبل الجلوس الى المفاوضات. انه يعني فقط أن أحوال الرئاسة الأميركية في مرحلة مشروع عزل الرئيس قد تكون أكثر تساهلاً وتعاوناً مع جهود احتواء التصعيد الإيراني مقابل تسهيل أميركي جزئي لبيع إيران نفطها كي تحتوي هي أيضاً مشاكلها الداخلية.

هذا قاسم مشترك بين الرئيس دونالد ترامب الذي يواجه العزل وربما الإطاحة به، وبين النظام في طهران الذي يواجه احتمال الانفجار الداخلي ضده ربما للإطاحة به على السواء.

https://elaph.com/Web/opinion/2019/10/1267157.html

 

عراق العراقيين والعرب... لا عراق العجم

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/06 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79193/%d8%a5%d9%8a%d8%a7%d8%af-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%b4%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%b9%d8%b1%d8%a7%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a7%d9%82%d9%8a%d9%8a%d9%86-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a8-%d9%84%d8%a7/

«عربية بغداد»... صرخة مجلجلة هزتني بعدما انطلقت من حناجر بعض أبناء العراق وبناته في الانتفاضة الأخيرة على واقع الهيمنة والاستسلام للارتهان. قد يذهب التفكير فوراً بنفر من الناس إلى «شوفينية» الهوية العربية. وأتفهّم أن لهؤلاء ذكريات وتحفّظات عن مآلات التعصب القومي المُفرط، غير أن ما هو أمامنا الآن واقع أليم يجب على أي إنسان عاقل ليس فقط أن يرفضه، بل أن يسعى أيضاً لتغييره. وهنا أيضاً قد يواجهني إخوة وأصدقاء يرفضون «التغيير»... ويتذرّعون بركوب جهات معينة موجة التغيير في العالم العربي عام 2011، وإقدامها في غير مكان على حرفها عن مسارها الصحيح. أيضاً، أتفهم ذلك، وأشاركهم رفض استغلال ميل الناس الطبيعي لرفض التسلط وكبت الحريات والفساد... من أجل خدمة «جدول أعمال» آيديولوجي أو ثيولوجي لا علاقة له بمعاناتهم وظلاماتهم. ردي هو أن «الهوية العربية» لا هي سبّة ولا هي مشكلة إذا ما اتسمت برحابة الصدر، والقبول بالتنوّع، واحترام خصوصيات المكوّنات غير العربية. ولا أحسب أن «التغيير»، بدوره، كارثة إذا حمل إلى السلطة قيادات متسامحة وطموحة وشابة تؤمن بالمؤسسات، وتعطي كل ذي حق حقه، بعيداً عن القوالب وضيق الأفق ومعالجة الأزمات بالمسكّنات وحدها.

في كل دول العالم المتقدمة ثمة تفاهمات عريضة على الهوية، قد تهتز بين الفينة والفينة في ظروف استثنائية كتلك التي نعيشها اليوم، لكنها بصفة عامة موجودة وتشكل «شبكة أمان» لطوائفها وطبقاتها الاجتماعية. كذلك في كل دول العالم المتقدمة، يلعب التغيير السلس عبر تداول السلطة تنفيساً لكل أنواع الاحتقان السياسية والفئوية والمعيشية، وتبديداً لتراكم الخلافات بحيث لا تتحوّل إلى أحقاد دفينة... تتفجّر وتدمّر المجتمع بأسره.

ومن ثم، فإذا كان ثمة تسلط مرفوض، فإن الرد عليه والاستعاضة عنه بتسلطّ مضاد، بل انتقامي حاقد، لا يمكن أن يصحّ، ولا يجوز أن يستمر. ثمّة من يقول إن «الشخصية العراقية»، المتأثرة ببيئتها المعقدة جغرافياً وديموغرافياً ودينياً وسياسياً، كانت دائماً ميالة إلى العنف والدم. وعبر القرون والعقود، شهدت أرض العراق حروباً وثورات، وتعاقب سلالات حاكمة، ناهيك من ازدهار حركات فكرية وظهور عقائد وتيارات راديكالية... منها ما أخمد وانتهى ومنها ما كمَن بانتظار ظروف مؤاتية تعيده إلى الواجهة. في هذا السياق، مرّ التنوّع في العراق عبر حقب عديدة، منها ما أتاح فرص التعايش والتلاقح الحضاري والثقافي، ومنها ما كان مجلبة للصدام والإلغاء... وصولاً إلى نهايات القرن الـ20، بل حتى بعد 2003. ولعلنا نتذكر كيف وصف حاكم متعصّب غاشم قبل سنوات قليلة، أهل الموصل، حاضرة التنوع والتعددية، بـ«أبناء يزيد»! الحقيقة، أنه لا مستقبل للعراق، ولا لأي بلد عربي مجاور، بوجود أولئك الذين يحلّلون لأنفسهم ما يحرّمونه على غيرهم، ويتستّرون بالدين، بل وبالغبن والمظلومية لنهب البلاد والعباد ومراكمة الثروات من شتى ضروب الفساد. ولئن كانت هناك بارقة أمل في الانتفاضة الحالية فهي لكونها أثبتت أنه بعد عقد ونصف العقد من الغلبة المجلوبة بقوة التدخل الخارجي، ما عادت المزايدات المذهبية كافية للتغطية على الفساد وإساءة استخدام السلطة.

ما عاد الاستقواء بالميليشيات الطائفية وفرضها حاكماً فعلياً للبلاد، على نسق «الحرس الثوري» في إيران، كافياً لحماية السالبين والمسلوبات باسم الثأر والمظلومية. شيعة العراق كانوا وما زالوا، منذ اندلاع الانتفاضة قبل أيام، في قلب هذه الانتفاضة. ولعلهم يعرفون أكثر من غيرهم لماذا تفجّرت، وكيف يعمل التآمر التوسعي الإقليمي على إفقار بلد من أكثر بلدان الشرق الأوسط إمكانات وثروات. بعد الغزو الأميركي للعراق وإسقاط حكم صدام حسين، حصلت أشياء كثيرة، لكن لا بد من سَوق بضع حقائق لا يجوز أن تغيب عن البال:

أولى هذه الحقائق، أنه على الرغم من خطيئة صدام حسين الكبرى بغزو الكويت، وقفت غالبية الدول العربية - بما فيها دول صديقة للولايات المتحدة - ضد غزو أخرق ومؤذٍ من حيث تداعياته الجيو - سياسية، وخصوصاً أن العراق «بوابة» حدودية للعالم العربي، مفتوحة على قوتين إقليميتين غير عربيتين هما إيران وتركيا.

والحقيقة الثانية، أن لإيران وتركيا أطماعاً ومصالح تاريخية في العراق، لم تنتهِ واقعياً إلا في نهاية الحرب العالمية الأولى، مع هزيمة الدولة العثمانية. ثم إن الطائفتين الدينيتين الأكبر هما الشيعة والسنّة، وهذا الحال يوفّر لـ«جارتي» العراق الكبيرتين الشيعية (إيران) والسنية (تركيا) مبرّراً قوياً للتدخل والتلاعب بالوضع الداخلي للبلاد.

والحقيقة الثالثة، أن في العراق مكوّناً مهماً في شمال البلاد وشمال شرقها هو المكوّن الكردي. ومعلوم أن الأكراد يشكلون نقطة توافق نادر، بل وحيد، بين «الجارتين» اللدودتين. وفي صميم مصلحة كل منهما منع نشوء كيان كردي مستقل، لأنه إذا قام سيهدّد الوحدة الداخلية لكل منهما، لوجود نحو 15 مليون كردي في تركيا و8 ملايين كردي في إيران، بجانب 6 ملايين في العراق نفسه. ولعل العامل الأقوى الذي حال دون تقسيم العراق بعدما أمعنت «إدارة الحكم» الأميركية في تدمير مؤسسات الدولة العراقية - بما فيها الجيش - هو الرفض التركي الشديد أي استقلال للأكراد، لا سيما أنه يهمّش أيضاً الأقلية التركمانية.

الحقيقة الرابعة، أنه على الرغم من شعارات «الموت لأميركا» و«الشيطان الأكبر»، وبمجرد سقوط بغداد في أيدي الأميركيين، طارت القيادات الشيعية العراقية اللاجئة لإيران إلى العاصمة العراقية، وأخذت تتصرف كقوة منتصرة. وبالفعل، خلال فترة قصيرة من قبول واشنطن بواقع «الغالب والمغلوب»، تسلم أتباع إيران السلطة الفعلية في العراق، ثم زاد الطين بلة تسليم باراك أوباما، ليس العراق وحده، بل سوريا ولبنان واليمن أيضاً، لملالي إيران عبر صفقة اتفاق نووي يركز على التقنيات ويترك لطهران حرية التوسّع والهيمنة بلا حسيب أو رقيب.

بناءً عليه، انتفاضة العراق عراقية أولاً وأخيراً، وهكذا يجب أن تكون. وهي ضرورية لوقف الانهيار الإقليمي الكبير الممتد حتى المتوسط والبحر الأحمر... سواء في غفلة عن «الكبار» أو بتواطئهم!

 

مظاهرات العراق... ثورة ضد التغلغل الإيراني

د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/06 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79193/%d8%a5%d9%8a%d8%a7%d8%af-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%b4%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%b9%d8%b1%d8%a7%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a7%d9%82%d9%8a%d9%8a%d9%86-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a8-%d9%84%d8%a7/

الهيمنة والتدخل، بل التغول الإيراني في العراق لدرجة ارتهان القرار العراقي، أمر لا يمكن تجاهله كمسبب للمظاهرات والغضب الشعبي، فإيران تحاول معالجة أزمتها ومواجهتها مع أميركا والأوروبيين عبر تحويل العراق إلى ساحة حرب بالوكالة، واستغلال موارد العراق ونهبها لمعالجة أزمة طهران الاقتصادية .

ومن خلال مبدأ مصائب قوم عند قوم فوائد، تأمل إيران أن تؤدي المظاهرات إلى تراجع الإنتاج النفطي العراقي ومن ثم ارتفاع أسعار النفط عالميًا، وهذا يفسر سياسة العبث الإيراني في مضيق هرمز أيضاً. فالنظام الإيراني يحاول الاستفادة حتى من المظاهرات المعارضة له، والتي ترفض وجوده في الساحة العراقية تحت أي مسمى، فالتغلغل الإيراني في العراق بعد سقوط عاصمة الرشيد في قبضة أنصار ووكلاء إيران بعد الغزو الأميركي للعراق في عام 2003 حول العراق إلى أرض مشاع للنظام الإيراني والسيطرة على مفاصل الدولة. غضب العراقيين عبر عنه كثير من الشباب، الذين طالبوا برحيل الفاسدين وتأمين فرص عمل، بعد أن اجتاحت البلاد الفوضى والفساد، لدرجة أن يحتل العراق المرتبة الـ12 في لائحة الدول الأكثر فساداً في العالم. ففي هذه المظاهرات أحرق الشباب الغاضب صور الخميني، وهاجم مقرات الأحزاب والميليشيات الموالية لإيران، ومنها «منظمة بدر»، و«تيار الحكمة»، و«عصائب أهل الحق».

مظاهرات العراق الشعبية وغير الحزبية، التي تقع ما بين الغضب الشعبي من الأداء الحكومي السيئ، والتذمر من التدخل والنفوذ الإيراني، تسمع فيها هتافات «إيران بره بره.. بغداد تبقى حرة» ورفعت فيها لافتات «لا صدرية ولا مدنية ولا شيوعية ولا دعوية ولا حكيمية ولا عشائرية مطالبنا وطنية»، تؤكد حالة الغضب والتذمر الشعبي من التدخل الإيراني السافر، في ظل صمت حكومي وحزبي مخزٍ. هذا الحراك لا يمكن عزله عن المشاكل المعيشية، التي منها ارتفاع البطالة وانتشار الفساد وضعف أو انعدام الخدمات العامة من الصحة والتعليم والبنية التحتية، في عموم العراق، وخاصة في محافظات الجنوب، وبالتالي غابت الأحزاب السياسية والسياسيون عنها، لأنها تفضح أداءهم وعدم اهتمامهم بما يريده العراقيون، فهم غير مؤهلين لقيادة هذه المظاهرات.

ولعل نقل الفريق عبد الوهاب الساعدي كان سبباً آخر للغضب الشعبي، خاصة أنه سبق تلك المظاهرات بأيام، الأمر الذي اعتبره تهميشاً لدور ضابط عراقي كبير، كان الأبرز في تحرير الموصل، ولكنه يبدو الآن ليس على توافق مع جنرالات إيران، وخاصة قاسم سليماني.

المعالجة الحكومية الخاطئة بل الكارثية، تسببت في سقوط عشرات الضحايا، نتيجة استخدام الشرطة القوة المفرطة والغاز المسيل للدموع، والرصاص الحي في محاولة لتفريق المتظاهرين، مما حدا بالممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس أن تعرب عن قلقها إزاء العنف.

هذه المظاهرت لا يمكن اختزالها في المطالب المعيشية بل إن محاولات نزع العراق من هويته العربية ومحيطه العربي وجعله مجرد كيان منزوع الهوية يدور في الفلك الإيراني بحجة الانتماء للولي الفقيه، سبب آخر تحاول بعض الأطراف العراقية إخفاءه والتكتم عليه، خاصة بعد قرارات خاطئة طالت مسؤولين عروبيين يعارضون أي وجود إيراني أو تبعية إيرانية تحت أي مسمى أو شكل. محاولات إيران تحوير وعكس اتجاه واستغلال مظاهرات العراق، وجعلها لصالح إيران، ستنتهي إلى فشل محتوم، فالبلد عراقي والشعب عربي رغم أنف النظام الإيراني. والشعب العراقي من حقه طرد الفاسدين ووكلاء إيران من أرضه.

إن مظاهرات العراق الشعبية،ه ي مقدمة وإرهاصات ثورة شعبية ضد الفساد والنفوذ الإيراني في عراق العرب، وسينتصر الشعب العراقي، وإن غداً لناظره قريب.

 

«إيران بره بره» شعار المرحلة القادمة

سوسن الشاعر/الشرق الأوسط/06 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79193/%d8%a5%d9%8a%d8%a7%d8%af-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%b4%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%b9%d8%b1%d8%a7%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a7%d9%82%d9%8a%d9%8a%d9%86-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a8-%d9%84%d8%a7/

رغم كل التباينات في المواقف بين أوروبا والولايات المتحدة حول الاتفاق النووي الإيراني أو حول العقوبات الأميركية على إيران، ورغم تعدد المصالح الدولية وتقاطعها مع إيران، ورغم مجاملة أصحاب تلك المصالح وسكوتهم عن عربدتها في المنطقة، إلا أن من له الكلمة الفصل أولاً وأخيراً في احتلال العواصم العربية سيكون الشعوب العربية، فالشعوب هم من سيحسمون الكلمة الأخيرة آجلاً أم عاجلاً، وهم من سيقررون المزيد من تمدد إيران أو «بره بره» لإعادة إيران إلى داخل حدودها السيادية. عاجلاً أم آجلاً ستقول الشعوب العربية المحتلة عواصمهم (بيروت وصنعاء وبغداد ودمشق) لإيران «بره بره»، فلتستعد إيران للمرحلة القادمة لسماع هذا الشعار، فإنه شعار يرفع دولياً لا عربياً فقط. وعاجلاً أم آجلاً سيلقى «الخونة» الذين باعوا أوطانهم للمرجعية الفارسية مصيراً أسود، وستلقنهم شعوبهم درساً تاريخياً لن تنساه الأجيال القادمة، وها قد بدأ بعض المسؤولين العراقيين إرسال عوائلهم للخارج، فقد حان وقت حساب الشعوب.

إيران نصّبت على هذه العواصم وكلاء لها من الطغاة والفاسدين وأمراء الحرب الذين قبلوا بها حاكماً وقبلوا على أنفسهم أن يكونوا دمى، فأفقروا شعوبهم وتنعموا هم بخيرات البلاد وحكموها بقوة السلاح الإيراني. أضف إلى ذلك فإنه وإن تقاطعت مصالح إيران مع مصالح المجتمع الدولي أو تعارضت فإن إيران حين تمددت في تلك العواصم العربية فذلك كان بدعم استخباراتي أميركي وضوء أخضر من الإدارة الأميركية السابقة، واليوم لا يستبعد أن تثور الشعوب العربية لإخراج إيران من العواصم العربية أيضاً بدعم استخباراتي أميركي كما تدعي إيران، فقواعد الاشتباك قد تغيرت في السنوات الأخيرة!!

هناك من يقول إن الحرب الإيرانية الأميركية تدور رحاها الآن على أرض العراق وكلاهما يتهمان بعضهما البعض بأنهما يقفان خلف ما يجري في العراق الآن. قناة العالم الإيرانية تتهم عملاء أميركا بإثارة القلاقل، ووسائل إعلام أخرى تتهم إيران بالوقوف خلف تلك الأحداث من أجل فرض حكومة طوارئ تحمي بها ميليشيات «الحشد الشعبي» من التصفية وتتصدى للضغوط الأميركية على الحكومة الحالية، وذلك أيضاً ليس بمستبعد رغم رفع شعار «إيران بره بره»، ألم تكن هي من يقف وراء تفجير مواكب العزاء في المرقدين؟ في كل الأحوال فإن الأحوال المعيشية للشعب العراقي عبارة عن بيئة خصبة قابلة للاشتعال في أي لحظة؛ فقر وعوز وبطالة ومياه غير صالحة للشرب ونفايات وأمراض وأوبئة.. وهذا هو وضع لبنان وسوريا واليمن، بل هذا هو وضع إيران نفسها. فقد ضاقت الشعوب ذرعاً بوكلاء إيران الذين يحكمون قبضتهم على تلك الشعوب بقوة السلاح الإيراني في وقت شحت فيه أموال الدعم الإيراني لهم وساءت الأوضاع الاقتصادية في الداخل مما سحب من الوكلاء ورقة الاحتضان الشعبي، فمن يثور الآن في العراق هم أهل الجنوب من شيعتها ولن يطول الأمر بشيعة لبنان واليمن ومعهم السُنة وبقية أبناء المذاهب والملل والأعراق. ليس نصراً أن تسيطر وتحكم بقوة السلاح أرضاً استوليت عليها بالقوة؛ نصرك هو رضى تلك الشعوب وحمايتهم لمكتسباتهم إن تحققت على يديك، ومن ينظر للعواصم التي يسيطر عليها وكلاء إيران لن يرى غير الأمراض والأوبئة وأكوام الزبالة تحوم حولها أسراب الذباب.

 

واشنطن... زمن السلام عبر القوة

إميل أمين/الشرق الأوسط/06 تشرين الأول/2019

مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب اختياره روبرت أوبراين مستشاراً للأمن القومي، وهو الآتي من عصب التيار المحافظ الواقعي، تبدو الولايات المتحدة ماضية في طريق التوجه الاستراتيجي الأوغسطيني: «إن أردت السلم، فاستعدّ للحرب». والشاهد أن انتقاء أوبراين لم يكن عشوائياً، لا سيما في ظل الحقيقة شبه المؤكدة بأن دور واشنطن كشرطي العالم، قد أصابه عطب جسيم، وبات فرط الامتداد الإمبراطوري الأميركي مكلفاً جداً للميزانية الأميركية، الأمر الذي يقتضي تقليص رقعة انتشارها عسكريّاً عبر المسكونة برمتها. لا يعني ذلك في تقدير أوبراين أن تستسلم واشنطن لقدر سيزيفي عرفته إمبراطوريات أخرى سابقة لها، وهو صاحب الباع الطويل في أروقة الحزب الجمهوري، والخبرة المعتبرة في الشؤون الدولية، والذين قُدّر لهم الاطلاع على كتابه المعنون «عندما كانت أميركا نائمة»، يوقنون بأن الرجل يرفض الضعف والاستكانة، وقد كان شديد الانتقاد للسياسة الخارجية الأميركية في عهد باراك أوباما بصفة عامة، وبنوع خاص صب جام غضبه ذات مرة على الاتفاق النووي السيئ السمعة مع الإيرانيين في 2015.

ما ملامح رؤية أوبراين لأميركا القوية المعاصرة؟ المؤكد أنه يسعى إلى إعادة الاعتبار للترسانة العسكرية الأميركية، وبحسب نصوص سطّرها أكثر من مرة، فإنه أمام التحديات العالمية الجديدة، حان الوقت للعودة إلى ما سماه «سياسة أمن قومي مبنية على السلام عبر القوة»... هل يقصد أوبراين دولاً بعينها بهذا التعبير؟ حكماً أن مستشار الأمن القومي الأميركي الجديد يدرك إدراكاً متقدماً أن روسيا القطب القائم من الرماد كالعنقاء، والصين القطب المقبل بقوة تتبدى يوماً تلو الآخر، برّاً وبحراً وجوّاً، ستضحيان خلال العقد المقبل مهددين حقيقيين لطرح أميركا المحافظ في نهاية التسعينات، أي القرن الأميركي، الذي فيه تكون السيادة والريادة لواشنطن من دون تشارع أو تنازع. لم تنطلق رؤى أوبراين من فراغ، بل هي حسابات واستشرافات استراتيجية وقرت لديه من خلال المفاوضات التي أجراها من قبل في بكين تحديداً مع مسؤولين رسميين كبار، أولئك الذين أعربوا عن ثقتهم العالية بأن أميركا والغرب في الطريق إلى الانحدار، كما أن القرن الحادي والعشرين سيكون آسيوياً، وملكهم باقتدار. لا تحارب أميركا الحقائق بل تتعامل معها، وهي تدرك اليوم أن أوبراين على حق، فقد شهدت الأيام القليلة الماضية تصريحات سياسية واستعراضات عسكرية صينية مخيفة، تجعل صانع القرار في البيت الأبيض يسارع في تبنيه مشروعات عسكرة العالم من أجل الحفاظ على سلام أميركا أولاً وآخراً، وقبل أي سلام للأمم أو العالم، وحتى بعيداً جدّاً عن فكرة «الباكس أميركانا»، المكافئ الموضوعي لطرح «السلام الروماني» التقليدي. خلال كلمته التي ألقاها بمناسبة مرور سبعين سنة على تأسيس جمهورية الصين الشعبية، كان الرئيس الصيني شي جينبينغ، يؤكد أنه ليس هناك قوة بإمكانها زعزعة أسس هذا البلد العظيم، وليس هناك قوة قادرة على منع الأمة الصينية من التقدم، وأن الجيش والقوات الأمنية الصينية سيدافعان بحزم عن سيادة البلاد وأمنها ومصالح تطورها.

لا يقتضي الأمر حصافة بعينها كي يدرك القارئ أن المقصود بهذه التصريحات، ولا شك، الولايات المتحدة، تلك التي شن رئيسها حرباً تجارية شعواء منذ اليوم الأول له في البيت الأبيض، وربما من قبل أن يدلف إلى مكتبه البيضاوي، ناهيك بحزازات الصدور العسكرية، كما يتجلى في الصراع المكتوم حول بحر الصين الجنوبي، وإشكالية تايوان. والثابت أن الذين قُدّر لهم متابعة العرض العسكري الصيني الأخير باتوا على قناعة مطلقة بأن التنين الصيني في حاجة إلى أفكار من خارج الصندوق الأرضي لمواجهته، خصوصاً بعد أن عرض أسلحة متقدمة ترعب أميركا وساكنيها، من عينة الصاروخ «دونغ فينغ - 41» القادر على حمل 12 رأساً نووياً يقطع المسافة إلى واشنطن في غضون ثلاثين دقيقة من إطلاقه، عطفاً على صواريخ أخرى فرط صوتية مجنحة تُستخدم لتدمير الأهداف القوية التحصين والمخابئ تحت الأرضية، وكثير من الأسلحة الفتاكة المحدثة.

لم يعد البر والبحر إذن ميدانين للتنافس العسكري الأميركي، ولهذا يبدو جلياً أن أوبراين يقف بقوة وزخم شديدين وراء برنامج «قوات الفضاء»، الذي هو في أصله وجذوره برنامج حرب النجوم أو الكواكب الذي انطلق عام 1983، في عهد الرئيس الجمهوري رونالد ريغان. باختصار غير مخلّ، تبدو الولايات المتحدة اليوم وبصفتها مالكة أكبر مجموعة فضائية عسكرية وأكثرها فاعلية، تحاول تعزيز هيمنتها في الفضاء، فـ«البنتاغون» لا يخاف على أقماره بمقدار ما يريد امتلاك القدرة على تدمير أقمار العدو. أضحت فكرة الهيمنة على الفضاء مسيطرة على العقول الاستراتيجية الأميركية، لا سيما أن الهيمنة العسكرية الأميركية على سطح الأرض راحت تتقلَّص، وعليه، فإن أسلحة من شبكات الليزر الأميركية لم ترها عين ولم تخطر على قلب باتت تجري بها المقادير في الفضاء... إنه زمن السلام الأميركي المشروط بالقوة الفضائية.

 

من بغداد الرشيد إلى نقفور طهران هل وصلت الرسالة؟

 أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة/06 تشرين الأول/2019

حاول نظام الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة الاحتيال على المطالب الشَّعبية الداعية إلى عدم ترشحه لدورة رئاسية خامسة، غير أنه سقط في شر أعماله، وتحول الحراك الشعبي إلى ثورة سلمية لا تزال مستمرة إلى اليوم، في الوقت ذاته عمل نظام الرئيس السوداني السابق عمر حسن البشير على قمع الاحتجاجات بداية، وممارسة أعمال عنف ضد المتظاهرين غير أن السحر انقلب على الساحر، وسقط البشير واقتيد إلى السجن، وانتصر الشعب في كلتا الدولتين على القمع.

هاتان العبرتان يجب أن تكونا ماثلتين في أذهان المسؤولين العراقيين، فلا يعمدون إلى سياسة “الترقيع” والاحتيال على مئات الآلاف التي تنزل يومياً إلى الشوارع مطالبة برحيل النظام الحالي، لأن الحصيلة الثقيلة للاحتجاجات المتحصلة من الأيام الماضية تؤشر إلى مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن التي سرعان ما ستجد نفسها عارية من أي تغطية شعبية، وهذا يعيدنا إلى تذكر الأحداث التي شهدها العراق في عام 1958، حين ثار العراقيون على النظام الملكي، وابتدعوا يومها ظاهرة السحل في الشوارع، وهي واحدة من المشاهد التي أرًَقت كل حكام العراق طوال العقود الستة الماضية.

من المعروف أن العراقيين لا يصبرون كثيراً على السلطة الحاكمة إذا ما وجدوا أنها لا توفر لهم أساسيات الحياة والعيش الكريم، ورغم ما عانوه من نظام المحاصصة الطائفي طوال 16 عاماً ، فقد صبروا وحاولوا ان يقوِّموا الممارسة الخاطئة وينهوا عصر النهب الممنهج، لعل وعسى، غير أن الكيل طفح بهم، إلى درجة لا تطاق، وهو ما عبرت عنه مطالبهم، التي قوبلت برد عنيف من القوى الأمنية و”المندسين” ما أدى إلى تصعيد الاحتجاجات باتجاه إسقاط النظام، الذي تحول مطية لإيران وميليشياتها تمرر من خلاله كل ما تريد، وتمسك بالقرار السياسي والاقتصادي للبلاد.

هذه الحقيقة أدركها العراقيون بعدما شهدوا بأم أعينهم نفطهم وثرواتهم تنهب وتهرب إلى إيران التي جعلت من عراق هارون الرشيد مجرد سوق سوداء لتصدير كل بضائعها الطائفية إلى العالم العربي.

ربما بات على النظام الفارسي -الذي لايزال يراهن على إخضاع العراق- تذكر أن أحفاد الرشيد لن يقبلوا باستمرار الطغيان، بل لا شك أنهم سيكررون العمل بفحوى رسالة الحاكم العباسي لنقفور البيزنطي حين رفض دفع الجزية للعباسيين وأرسل إلى الرشيد رسالته الشهيرة:

“من نقفور ملك الروم إلى هارون ملك العرب.

أمَّا بَعْدُ؛ فإنَّ الملكة التي كانت قبلي أقامتك مقام الرُّخِّ، وأقامت نفسها مكان البيدق، فحملت إليك من أموالها ما كنتَ حقيقاً بحمل أضعافها إليها، لكنَّ ذلك ضعفُ النساء وحمقهن، فإذا قرأت كتابي هذا فاردِدْ ما حصل لك من أموالها، وَافْتَدِ نفسك بما تقع به المصادرة لك، وإلا فالسيف بيننا وبينك”.

فلما قرأ الرشيد الكتاب استشاط غضباً، وأرسل رسالته الشهيرة، إذ كتب على ظهر رسالة نقفور الآتي: “بسم الله الرحمن الرحيم، من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم: قرأت كتابك يا ابن الكافرة، والجواب ما تراه دون ما تسمعه، والسلام”.

وقد نفذ هارون الرشيد تهديده وأمر جيشه بغزو البلاد التي يسيطر عليها نقفور وهزم قواته وأعاد تدفيعه الجزية. ما يجري في العراق اليوم يمكن اعتباره دروسا من التاريخ لمن يفقه حركة التاريخ التي تخضع دائما لارادة الشعوب وليس الحكام العملاء.

هل يقرأ نقفور طهران رسالة بغداد الرشيد الشعبية الغاضبة؟ وهل يُنعش حكامُ العراق ذاكرتهم بقراءة رسالة هارون الرشيد؟

 

"جيش الاقزام" و"فساد الملالي":العراق ساحة مواجهة سعودية–ايرانية

رين قزي/المدن/07 تشرين الأول 2019

ليس اضطراباً في العراق. انها الثورة. ثورة رغم كل مفاعيل الغضب والانقسام. ثورة رغم كل محاولات التقزيم والتطييف والقمع. ثورة ضد الجوع والفقر والفساد، وضد التدخل الخارجي. انها الثورة في العراق. لا شيء سواها. قطعاً هي ليست احتجاجاً، لأنها تُواجه بالسلاح القاتل. وليس تحركاً مطلبياً، لأنها عِرضة للنزيف جراء رصاصات القنص. وليست تظاهرة، لأنها تُقابل بالاجراءات القاتلة. وتُحاصر عن العالم الخارجي بقطع الانترنت ومداهمة خمس محطات تلفزيونية. وتواجه بالشائعات والتوظيف الطائفي. انها الثورة، ولا شيء سواها. فالروح تُسلم لبارئها، والعلم العراقي يبقى مرفوعاً. انها امتداد لثورات العراق المحقة عبر التاريخ. للخروج على حاكم ظالم، تواجه كلمة الحق بالقتل. وعلى سلطة تنهب، منذ 2003، مليارات الدولارات، ولا كهرباء متوفرة، ولا ماء، ولا أمان ولا حياة. وما أشبهها بثورة سوريا الموؤودة بالرصاص والبراميل والانتحاريين والامتيازات الدولية. تقول الفيديوهات الخارجة من العراق، الكثير الآن. تقول ان شعباً مقهوراً، تُعالج مطالبه بالقتل. قناص يقتل باسم الحكومة، ورجل دين يحرض باسم الدين، ومشيع فتاوى يكذب باسم الله. تقول الفيديوهات، المنشورة على ضفتي الشعب العراقي المؤيد والمعارض للسلطة، ان القرار باخماد الثورة، اتخذ. عسكري يضرب بالنار، ويقتل متظاهرين. واعلام يضرب بالتطييف، لابعاد مؤيدين. ولا ابلغ على ذلك من تقارير تلفزيونية مؤيدة للسلطة العراقية وقريبة من ايران، تروج لتدخل خارجي يحرض على التظاهر، يقول اولها ان الفيديوهات الخارجة من العراق مركبة لأن الانترنت محجوب، فيما يقول الثاني ان الهاشتاغ المستخدم يؤنث العراق، ما يعني انه ينطلق من خارج البلاد، من دول الخليج تحديداً، لانها تؤنث العراق فيما يذكر الاسم العراقيون. وايران، لاعب أساسي على خط التحريض على الثورة، اعلامياً على الاقل. يتحدث تقرير نشرته وكالة مهر عن "جيش الاقزام". تقول انه "سلاح السعودية لاثارة الفوضى في العراق". وتضيف: "لجأت السعودية الى توظيف جيش الأقزام اي جماعة البلطجة الالكترونية تحاول تقديم صورة مزيفة عما يجري في العراق". بحسب ايران، لا شيء في العراق يستحق التوقف عنده. و"ما في شي". ما أشبه الصيغة المستخدمة بالصيغة السابقة في سوريا. "بالشام ما في شي"، كانت تقول وسائل اعلام النظام. لكن ماذا يجري فعلياً؟

"لاحظوا التجانس.. تخرج الاحتجاجات قبل زيارة الاربعين منذ ثلاث سنوات". تنتشر هذه الصورة بكثافة في "تويتر" للتدليل على ان الامر ليس بريئاً. وعلى أن الثورة مدفوعة بعامل خارجي، وليست وليدة حرمان وجوع وحاجة عراقية. جرى تطييف المسألة الى مستوى احباطها، وردع الشيعة عن الانخراط فيها، تمهيداً للقول انها حركة لاقصاء الشيعة من الحكم، ولحظر العقيدة الدينية. هذا السياق من التقابل، يحوّل كل التقديرات الى مسار واضح ان المواجهة الاعلامية هي ايرانية – سعودية. هي مواجهة سياسية، لا يمكن ان تتحرك الا بأبعاد شيعية – سنية. يتم التعبير عنها بتغريدة: "الآن في تطور خطير وانتهاك صارخ للقوانين الدولية مليشيات إيران في العراق تستهدف الإسعاف والأطباء أثناء خروجهم من المستشفيات لإنقاذ الجرحى. وتستمر مليشيات إيران في العراق باستخدام الأسلحة الثقيلة الخيرة لقتل وقمع المتظاهرين ضد إرهاب وفساد إيران في بغداد".

قوة التحشيد بأبعاد مذهبية، هي نفسها قوة الضعف. فتطييفها، هو أداة احباطها، بينما الفاسدون سيبقون على فسادهم. ما أشبهها بالثورة السورية.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

جعجع من كندا: خطران داهمان على لبنان

وطنية - الأحد 06 تشرين الأول 2019

حذر رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع من أن "هناك خطرين داهمين على لبنان في الوقت الحاضر، الأول أمني - عسكري - استراتيجي، باعتبار ان لبنان حاليا هو كحافلة دون سائق، من يقودها هو غير الجالس خلف المقود، ولا نعرف الى أين سيوصلنا. فقرار السلم والحرب بيد "حزب الله" كليا، على أمل ألا يجرنا الحزب الى حرب في المنطقة مع كل تبعاتها الدراماتيكية للأسف. أما الخطر الثاني فهو مالي - اقتصادي جدي للغاية، فالدولة مديونة بأكثر من 94 مليارا، والنمو يقارب الصفر في المئة في السنوات الأخيرة، كما ان مداخيل الدولة تتناقص بينما مصاريفها إلى ازدياد". وقال: "على سبيل المثال لا الحصر، تم توظيف 5300 موظف غير قانوني، واكتشفت لجنة المال والموازنة هذا الأمر ووثقته، عدا عن المعابر غير الشرعية التي لا يتم إقفالها لأن هناك بعض المستفيدين منها، والبعض لا يريد هيئة ناظمة للاتصالات، وبالتالي مع هكذا نفسية لن نخرج من الأزمة التي نحن فيها، لذا كنا ضد الموازنة الحالية لأنها لا تخرج البلد من أزمته". ورأى أن "هناك مواجهة كبيرة في المنطقة بين أميركا وحلفائها من جهة وايران وحلفائها من جهة أخرى، تجلت بالعقوبات الاقتصادية الأخيرة التي ليس من الظاهر أنها ستعطي نتيجة، فهل أميركا وحلفاؤها مستعدون للذهاب أبعد من ذلك؟ كل الدلائل تشير عكس ذلك، ما يعني أن إيران ستخرج أقوى من هذه الأزمة، وبالتالي هناك علامة استفهام كبيرة حول الوضع في الشرق الأوسط انطلاقا من هذا الواقع". كلام جعجع جاء خلال كلمة ألقاها أمام القواتيين المشاركين في المؤتمر الثالث والعشرين ل"القوات اللبنانية" في أميركا الشمالية، في حضور النائبة ستريدا جعجع، أمين سر تكتل "الجمهورية القوية" فادي كرم، النائب السابق طوني بو خاطر، النائب السابق جوزيف المعلوف، الأمين المساعد لشؤون الانتشار مارون السويدي، رئيس منسقية كندا ميشال القاصوف، رئيس منسقية الولايات المتحدة الاميركية ماجد ضاهر، وحشد من القواتيين من الولايات الأميركية والمقاطعات الكندية. وقال: "كنت أحلم بهذه اللحظة منذ 15 عاما، بعد ان كنا نتواصل عبر الهاتف أو عبر الصوت والصورة، وها نحن اليوم نلتقي وجها لوجه". وإذ نوه ب"التنظيم المميز الذي يقوم به الرفاق في أميركا الشمالية"، هنأ القواتيين بجهودهم لتنظيم هذا المؤتمر للعام الثالث والعشرين على التوالي.

وبعد الترحيب بالنواب السابقين الموجودين في المؤتمر، حيا جعجع وشكر الأمين المساعد السابق لشؤون الانتشار انطوان البارد، منوها بنشاط الخلف حامل المشعل الرفيق مارون سويدي وجهوده. واعتبر أن "عمر القوات هو 35 عاما ولكن بالفعل القوات عمرها 1500 عام منذ أن تواجد جدودنا وآباؤنا في هذه الأرض، فمسار القوات هو مسار الحرية والسيادة والاستقلال الفعليين"، مشددا على أن "مهمة القوات اليوم هي النضال من أجل عودة الاستقامة الى الدولة". وتطرق الى الوضع الحزبي الداخلي للقوات، وأشار الى أن "رؤساء المراكز استقالوا وانتخب نصفهم حتى الآن، وفي بعض الأوقات تم التوافق على إسم معين، بخلاف ما يعتقد البعض بأن التوافق على اسم ما هو نوع من أنواع الديموقراطية التوافقية بل هو من أسمى انواع الديموقراطية". واختتم اللقاء بحلقة أسئلة وأجوبة بين القواتيين ورئيس الحزب.

 

رعد: الاستقرار رهن بحكمتنا وسنواجه التعثرات الاقتصادية

وطنية - الأحد 06 تشرين الأول 2019

رأى رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، في احتفال تأبيني ل"مؤسسة الجرحى" في "حزب الله" في بلدة القنطرة، أن "ما يحدث هذه الأيام في العراق، هو تخريب للاستقرار الذي ما كان ليحصل لولا روح المقاومة التي سرت في مكونات الشعب العراقي، ولكن الأميركيين لا يريدون للعراق أن يكون مستقلا، بل خادما لمصالحهم ومتصالحا مع الإسرائيليين ومتحالفا مع دول العجز العربي التي زحفت لأخذ رضى الإسرائيلي". وقال: "لا نخاف على العراق ما دامت روح المقاومة تسري فيه. صحيح أن هناك تعثرات، ولكن الأمن لن يستقر للأميركيين في العراق ما دامت هناك روح مقاومة".

ورأى أن "التكفيريين الذين هزموا في سوريا، كانوا يريدون إحداث فصل بين قوى ودول محور المقاومة، ولكن هذه المحاولة سقطت وانهزم التكفيريون، وباتت الأمور تتجه الآن نحو تسوية لا نراها سريعة، ولكن الوضع في سوريا أصبح يبشر بإمكان تسوية سياسية لمصلحة محور المقاومة، ولمن لا يريد الانهزام أمام العدو الإسرائيلي". وشدد على أن "الاستقرار الذي يعيشه لبنان رهن بحكمتنا. نحن لا نمن على أحد بهذا القول وهذه المعادلة، ولكن حكمتنا هي التي تحفظ الاستقرار في هذا البلد رغم كل التآمر الأميركي والتواطؤ الذي يحصل من البعض مع الأميركيين، وعليه، إذا أراد البعض أن يخرب هذا البلد، فسينال حظه من هذا الخراب، ولكن ليس مسموحا لأحد بأن يخرب هذا البلد، لا من الزاوية الأمنية، ولا من الزاوية الاقتصادية والنقدية". أضاف: "نحن نعرف أن هناك عقوبات وحصار على الشعب والعهد، لأنه يرفض أن يكون خادما للأميركيين ومصافحا للاسرائيليين، ومن أراد العزة والاستقلال، ينبغي أن يتمتع بإرادة مقاومة حتى يثبت حضوره في ساحة الميدان، فلا يستخفن عدو بقدرته على المواجهة. سنواجه التعثرات الاقتصادية ونحاول أن نلملم شمل القوى السياسية التي يمكن أن تتحمل مسؤوليتها في هذا الصدد، ولكن المسؤولية تحتاج إلى مشاركة الجميع، ونحن لأننا عقلاء وحكماء، لا نتصرف كما يتصرف الفوضويون، ولا نعبث كما يراد ربما لنا أن نعبث، فنحن حريصون على الاستقرار وحفظ البلد وتقوية الاقتصاد، ونشارك بإيجابية في كل المنتديات والحوارات التي تسهم في ابتداع أفكار لتنشيط الاقتصاد الوطني". وختم: "الضغوط ضخمة علينا، وبالتالي ليس علينا إلا أن نضبط إيقاعنا مع بعضنا البعض من أجل أن نحفظ سيادة وطننا ونمنع تسلل المتآمرين ليخربوا بلدنا عبر الاقتصاد والعبث بنقدنا الوطني، ولا سيما أننا لسنا في حال إفلاس، ولكن نهوضنا الاقتصادي يحتاج إلى مزيد من التدبر والتعاون والحكمة، وهذا ما ندعو إليه".

 

الراعي من بقنايا: مدارسنا مدعوة لتعزز في قلوب أجيالنا الطالعة محبة الوطن والولاء له

وطنية - الأحد 06 تشرين الأول 2019

ترأس البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي قداسا في مدرسة Val Père Jacques لراهبات الصليب في بقنايا، بمناسبة اليوبيل المئوي لتأسيسها.

وألقى الراعي عظة بعنوان "أطلبوا أولا ملكوت الله وبره، والباقي يزاد لكم" (متى 33:6)، جاء فيها: "يدعونا الرب يسوع بكلامه، الذي هو جزء من عظة الجبل، لنتطلع إلى السماء ونسير في الطريق المؤدي إليها، متكلين على عناية الله، أبينا السماوي الذي يغدق علينا من جودته ما يعوزنا من حاجات الأرض. إن الطوباوي أبونا يعقوب هو لنا المثال والقدوة في الاتكال على العناية الإلهية. عاش راغبا أساسا في البلوغ إلى ملكوت الله الذي يبدأ في هذه الدنيا كزرع ينمو ويكثر ويثمر، متمثل بالكنيسة؛ ويكتمل في السماء عند نهاية الأزمنة؛ وحقق في مدينة الأرض بيد العناية الإلهية أعماله العظيمة: تأسيس جمعية راهبات الصليب، وإنشاء دير الصليب ومستشفاه على قمة جل الديب، والمؤسسات التربوية والاستشفائية والاجتماعية في مختلف المناطق اللبنانية. وبات يلقب برجل العناية الإلهية.

يسعدنا أن نحتفل معكم، ومع جمعية راهبات الصليب الجليلة، بافتتاح الاحتفالات باليوبيل المئوي لمدرسة فال بار جاك الذي يحمل شعار "وبالعناية نستمر"، مستلهما من روحانية الطوباوي أبونا يعقوب الذي أسس هذه المدرسة سنة 1919 في جل الديب أولا بإسم مدرسة القديس فرنسيس، قبل تأسيس جمعية راهبات الصليب. ثم ألحقت بها مدرسة داخلية. ومن بعدها توسعت لتصبح مدرسة ثانوية، وضمت إليها مدرسة ثانوية أخرى مجانية تحت إسم مدرسة مار يعقوب. وفي سنة 1979 انتقلت إلى مكانها الحالي في محيط دير سيدة البير، وأطلق عليها إسم Val Père Jacques.

إننا نحتفل بيوبيل مئويتها الأولى، بالتزامن مع الاحتفال ببداية مئوية إعلان دولة لبنان الكبير. فيطيب لي أن أحيي بناتنا راهبات الصليب العزيزات بشخص رئيستهن العامة الأم جانيت أبو عبدالله ومجلسها وأسرة المدرسة التربوية بهيئتيها الإدارية والتعليمية، وبطلابها وأهاليها، مع أطيب التهاني باليوبيل والدعاء بفيض النعم الإلهية، بتشفع الأب والمؤسس الطوباوي أبونا يعقوب. ونصلي لكي "بالعناية تستمر" هذه المدرسة الحاملة اسمه. وهو يبتهج بها من سمائه، ويرفعها نشيد تمجيد للعرش الإلهي.

ويسعدني أن أرفع معكم ذبيحة الشكر لله الذي قاد بعنايته مسيرة هذه المدرسة، صامدة بوجه ثلاث حروب: إثنتين كونيتين وواحدة داخلية. نشكر الله على أنه حفظها فظلت أمينة لوصية مؤسسها: "ما يكتب على صفحات الطفولة، لا تقوى يد بشرية على محوه". من أجل هذه الغاية وسعت أبنيتها وملاعبها، وانتقت خيرة المعلمين والمربين، ورفعت مستوى التعليم والتربية على نهج الطوباوي أبونا يعقوب، ونوعت نشاطاتها. وهي بمحبة المسيح تربي طلابها الألفين والخمسماية، وتتعاون مع مئة وسبعين مدرسا، ومئة موظف. إننا نحييهم جميعا ونتمنى لهم دوام النجاح والازدهار وفقا لروحانية أبونا يعقوب ونظرته.

فهو يذكر المعلم والمدرسة بأن أهل التلامذة والوطن أوكلوا إليهم أمر أولادهم، وجعلوهم كوديعة ثمينة كريمة بين أيديهم ليخرجوا منهم رجالا ونساء عالمين وعاملين في الكنيسة والمجتمع والدولة. فطفل اليوم رجل الغد. ويدعو الأهل لتحمل واجبهم في تربية أولادهم بالتعاون مع مدرستهم، ويقول لهم: "الطفل الذي بين أيديكم كالطينة المرنة، يدب ويشب ويشيب على الشكل الذي تعطونه إياه في فتوته وشبابه، وستجنون ما غرست أيديكم إن خيرا فخيرا، وإن شرا فشرا". ويذكر الأم أن محبتها لبنيها لا تكون بالقبلات والتغاضي عن الهفوات. إنما عليها أن تغرس المبادئ السامية الشريفة في طينتهم المرنة. ويذكر الأب بواجب المحافظة على سلطته إزاء ابنه: فإذا رأى فيه عيبا أو سمع منه كلمة يؤاخذ عليه، وجب توبيخه بحزم وعزم. ويوصيه بالابتعاد عن القساوة في تربيته لأنها تؤدي إلى خشونة طباع بنيه، وصلابة قلوبهم، وتحجر نفوسهم، وتمردهم على نصائحه، فيزدادون إصرارا على فعل المحرمات، وبدون مبالاة.

أطلبوا أولا ملكوت الله وبره، والباقي يزاد لكم (متى 33:6). بهذا الكلام يدعونا الرب يسوع ألا ننسى السماء، ونحن على الأرض. ويؤكد لنا أن كل عطية صالحة هي من أبينا السماوي. فإذا اشتغلنا للسماء، ووضعنا اتكالنا على الله، توفر لنا ما نحن بحاجة إليه. يقدم لنا يسوع برهان طيور السماء وزنابق الحقل للتأكيد على عناية الله بنا، وعلى أن الإنسان الغني هو عني الروح لا غني المال، وهو غني الفضيلة لا غني الأملاك والثروة. إلى اكتساب غنى الروح وغنى الفضيلة سعى الطوباوي أبونا يعقوب في حياته، فتجلت العناية الإلهية في ما حقق من إنجازات تلامس المعجزات، من دون أن يمتلك مالا في المصارف، وهي إنجازات تعجز الدولة عن إنشائها، لأنها تملك المال لا غنى الروح والفضيلة.

أن نطلب ملكوت الله وبره يعني أننا نضع ذواتنا بين يدي الله الذي "يقودنا بحكمة وحب نحو كمالنا، وفي الوقت عينه يولينا كرامة المساهمة في تحقيق تصاميمه". (كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، 302 و306).

إن ثانوية Val Père Jacques ترى نفسها في هذا اليوبيل المئوي لتأسيسها أمام تحديات روحية وأخلاقية واجتماعية ووطنية، هي حاجات شعبنا اليوم وعائلاتنا وأجيالنا الطالعة. هذه الحاجات تناقضها الممارسة السياسية عندنا وقد طغى عليها الفساد، والممارسة الطائفية والمذهبية، والسعي إلى الغنى غير المشروع، وتسييس المشاركة في الحكم والإدارة وجعلها محاصصة، والتدخل السياسي والحزبي الضاغط على القضاء. فإذا بنا أمام تقويض للدستور بنصه وروحه، وتشويه لفلسفة الميثاق الوطني.

إن هذه التحديات تندرج في الرسالة التربوية التي تنهض بها Val Père Jacques، كما مثيلاتها من المدارس الكاثوليكية. فلا تستطيع مدارسنا أن تكون في موقع المتفرج، بل عليها أن تربي أجيالنا على التقيد بالقيم الروحية والأخلاقية، والعيش وفقا لمقتضيات الإيمان المسيحي، وعلى المبادئ الأساسية الوطنية كمسلمات العيش المشترك في المجتمع اللبناني الواحد، وهي أربع مسلمات تشكل معنى لبنان: الحرية، المساواة في الحقوق والواجبات بين المواطنين دونما تمييز، العيش الكريم على أرض الوطن، التكامل والتضامن في إطار الدولة الواحدة وبالولاء التام للوطن الواحد.

مدارسنا مدعوة لتعزز في قلوب أجيالنا الطالعة محبة الوطن والولاء له ومعرفة قيمته بميزاته، ودوره ورسالته في بيئته المشرقية. وهي مدعوة لتربي أجيالنا الطالعة على قدسية الواجب والحرية المسؤولة التي تتحرك في خياراتها بين ما هو حق وجميل، وعلى معرفة الآخر المختلف واحترامه في ثقافته. إذا ربينا على هذه القيم المقرونة بالعلم الرفيع، هيأنا لوطننا أحسن مواطنين، وأفضل مسؤولين سياسيين. بهذه الاستعدادات والمقاصد ننطلق من اليوبيل المئوي لمدرسة Val Père Jacques المتزامن مع بداية إعلان دولة لبنان الكبير، نحو يوبيل تربوي جديد بقوى متجددة، وتطلعات واعدة، بإسم الثالوث القدوس: الآب والابن والروح القدس، له المجد والتسبيح الآن وإلى الأبد، آمين".

 

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 06- 07 تشرين الأول/2019/

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

 

سجون لحزب الله في لبنان وسوريا... ومحكومون عرب في حمايته

طوني بولس/اندبندت عربية/06 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79199/%d8%b7%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d9%88%d9%84%d8%b3-%d8%b3%d8%ac%d9%88%d9%86-%d9%84%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%81%d9%8a-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%88%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a/

"دويلة داخل الدولة" عبارة يرددها خصوم "حزب الله" في السياسة للدلالة على هيمنته وحلوله مكان الدولة في كثير من المفاصل السيادية للبنان. ولكن، من يتعمق في تركيبة "حزب الله" يكتشف أن تركيبته هي كيان مواز للدولة لناحية المؤسسات والقدرات، ومن بينها أجهزة قضائية وسجون سرية. ما دفع البعض إلى القول إن مقولة "حزب الله دويلة داخل الدولة" لم تعد تصف حقيقة الأمر، لأن "حزب الله بات أكبر من الدولة".

 

 

 

هل يواجه لبنان فعلياً خطر تدهور قيمة عملته/فرانس برس/06 تشرين الأول/2019

Is the Lebanese Pound at Risk of Devaluation/Agence France Presse/Naharnet/October 06/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79188/%d9%81%d8%b1%d8%a7%d9%86%d8%b3-%d8%a8%d8%b1%d8%b3-%d9%87%d9%84-%d9%8a%d9%88%d8%a7%d8%ac%d9%87-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%81%d8%b9%d9%84%d9%8a%d8%a7%d9%8b-%d8%ae%d8%b7%d8%b1-%d8%aa%d8%af%d9%87/

 

هل يواجه لبنان فعلياً خطر تدهور قيمة عملته؟

فرانس برس/06 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79188/%d9%81%d8%b1%d8%a7%d9%86%d8%b3-%d8%a8%d8%b1%d8%b3-%d9%87%d9%84-%d9%8a%d9%88%d8%a7%d8%ac%d9%87-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%81%d8%b9%d9%84%d9%8a%d8%a7%d9%8b-%d8%ae%d8%b7%d8%b1-%d8%aa%d8%af%d9%87/

 

Is the Lebanese Pound at Risk of Devaluation?
 
Agence France Presse/Naharnet/October 06/2019
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/79188/%d9%81%d8%b1%d8%a7%d9%86%d8%b3-%d8%a8%d8%b1%d8%b3-%d9%87%d9%84-%d9%8a%d9%88%d8%a7%d8%ac%d9%87-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%81%d8%b9%d9%84%d9%8a%d8%a7%d9%8b-%d8%ae%d8%b7%d8%b1-%d8%aa%d8%af%d9%87/

 

Donald Trump and Iranian regime are both in positions of weakness – and that may be a good thing/ Raghida Dergham/The National/October 06/2019
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/79186/%d8%b1%d8%a7%d8%ba%d8%af%d8%a9-%d8%af%d8%b1%d8%ba%d8%a7%d9%85-%d9%85%d8%b3%d8%a7%d8%b9%d9%8a-%d8%b9%d8%b2%d9%84-%d8%af%d9%88%d9%86%d8%a7%d9%84%d8%af-%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d9%85%d8%a8-%d9%88%d8%a7%d9%86/

 

مساعي عزل دونالد ترامب وانعكاساتها على السياسة الخارجية/راغدة درغام/موقع إيلاف/06 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79186/%d8%b1%d8%a7%d8%ba%d8%af%d8%a9-%d8%af%d8%b1%d8%ba%d8%a7%d9%85-%d9%85%d8%b3%d8%a7%d8%b9%d9%8a-%d8%b9%d8%b2%d9%84-%d8%af%d9%88%d9%86%d8%a7%d9%84%d8%af-%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d9%85%d8%a8-%d9%88%d8%a7%d9%86/

 

مساعي عزل دونالد ترامب وانعكاساتها على السياسة الخارجية/راغدة درغام/موقع إيلاف/06 تشرين الأول/2019

Donald Trump and Iranian regime are both in positions of weakness – and that may be a good thing/Raghida Dergham/The National/October 06/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79186/%d8%b1%d8%a7%d8%ba%d8%af%d8%a9-%d8%af%d8%b1%d8%ba%d8%a7%d9%85-%d9%85%d8%b3%d8%a7%d8%b9%d9%8a-%d8%b9%d8%b2%d9%84-%d8%af%d9%88%d9%86%d8%a7%d9%84%d8%af-%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d9%85%d8%a8-%d9%88%d8%a7%d9%86/

 

مشروع لإبادة الشيعة العرب

أحمد عدنان/الأحد 06 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79176/%d8%a3%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%b9%d8%af%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%85%d8%b4%d8%b1%d9%88%d8%b9-%d9%84%d8%a5%d8%a8%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%8a%d8%b9%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a8/

 

“WORLD TAKE NOTE!”: Genocide of Christians in Nigeria
 
ريموند إبراهيم: اين هو العالم من جريمة ابادة المسيحيين في نيجيريا
 Raymond Ibrahim/Gatestone Institute/October 6, 2019
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/79178/%d8%b1%d9%8a%d9%85%d9%88%d9%86%d8%af-%d8%a5%d8%a8%d8%b1%d8%a7%d9%87%d9%8a%d9%85-%d8%a7%d9%8a%d9%86-%d9%87%d9%88-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%84%d9%85-%d9%85%d9%86-%d8%ac%d8%b1%d9%8a%d9%85%d8%a9-%d8%a7/

 

عراق العراقيين والعرب... لا عراق العجم

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/06 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79193/%d8%a5%d9%8a%d8%a7%d8%af-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%b4%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%b9%d8%b1%d8%a7%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a7%d9%82%d9%8a%d9%8a%d9%86-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a8-%d9%84%d8%a7/

 

مظاهرات العراق... ثورة ضد التغلغل الإيراني

د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/06 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79193/%d8%a5%d9%8a%d8%a7%d8%af-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%b4%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%b9%d8%b1%d8%a7%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a7%d9%82%d9%8a%d9%8a%d9%86-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a8-%d9%84%d8%a7/

 

«إيران بره بره» شعار المرحلة القادمة

سوسن الشاعر/الشرق الأوسط/06 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79193/%d8%a5%d9%8a%d8%a7%d8%af-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%b4%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%b9%d8%b1%d8%a7%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a7%d9%82%d9%8a%d9%8a%d9%86-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a8-%d9%84%d8%a7/

 

 

عراق العراقيين والعرب… لا عراق العجم/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/06 تشرين الأول/2019

مظاهرات العراق… ثورة ضد التغلغل الإيراني/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/06 تشرين الأول/2019

«إيران بره بره» شعار المرحلة القادمة/سوسن الشاعر/الشرق الأوسط/06 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79193/%d8%a5%d9%8a%d8%a7%d8%af-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%b4%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%b9%d8%b1%d8%a7%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a7%d9%82%d9%8a%d9%8a%d9%86-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a8-%d9%84%d8%a7/