LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 20 تشرين الثاني/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.november20.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

كَثِيرُونَ أَوَّلُونَ يَصِيرُونَ آخِرِين، وآخِرُونَ يَصِيرُونَ أَوَّلِين

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/ثقافة زقاقية واحدة تجمع ما بين قطعان أصحاب شركات الأحزاب

الياس بجاني/لسنا بحاجة إلى صنم جديد/قائد الجيش موظف وبس هيك

الياس بجاني/الحزب القومي السوري ميليشيا ارهابية ومرتكب واخطر من حزب الله

الياس بجاني/العونو باسيليون وجماعة الصفقة الرئاسية الخطيئة هم مباشرة أو مواربة مجرد اقنعة وأكياس رمل للمحتل الإيراني

الياس بجاني/الإحترام يعطى طوعاً ولا يؤخذ بالقوة

الياس بجاني/غلطان كتير السيد نصرالله وحساباته غلط

الياس بجاني/سيدنا في الإدارة والمواقف هو من كلن يعني كلن

الياس بجاني/حزب الله وبس والباقي في الحكم والسلطة والأحزاب الشركات خس وبس

الياس بجاني/أحزاب لبنان كافة إبليسية وطروادية

الياس بجاني/الحريري وجبران شركاء بالصفقة الخطيئة وسمن ع عسل رغم كل دجل الزعل والقطيعة

الياس بجاني/المعادلة التي يفرضها حزب الله على لبنان الذي يحتله

الياس بجاني/حكم ميشال عون-باسيل هو حكم المحتل الإيراني وهو حكم يسرق الشعب اللبناني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة مع الباحثة الاكاديمية الدكتورة منى فياض من تلفزيون المر

فيديو مقابلة مع الباحثة الاكاديمية الدكتورة منى فياض من اذاعة صوت لبنان

فيدية حلقة دي ان أي مع نديم قطيش تحت عنوان: "تحالف إيران..الإخوان..تركيا".

فيديو مداخلة للباحث في الشؤون اللبنانية أنطوان سعد من قناة الحدث

فيديو مداخلة للمحامي والناشط السياسي لؤي غندور من قناة الحدث

فيديو مداخلة للكاتب الصحافي منير الربيع من قناة العربية

فيديو مداخلة للناشط في الحراك جهاد فرح من قناة الحدث

فيديو مقابلة مع ربيع الهبر من تلفزيون المر

فيديو مقابلة للأستاذ المحاضر بالقانون الدستوري والعلاقات الدولية الدكتور رئيف خوري من قناة الحدث

فيديو مقابلة للكاتبة في صحيفة النهار سابين عويس من قتاة الحث

فيديو مقابلة للناشط في الحراك أحمد الزين من قناة الحدث

فيديو مقابلة مع مصطفى فحص من تلفزيون المر

الويل لكم ايها الحكام الأشرار لأن غضب الله من غضب الشعب/اتيان صقر- ابو أرز

الشعب يطيّر جلسة التهريبة التشريعية

آخر أخطاء جعجع

سندات لبنان الحكومية المقومة بالدولار تهبط إلى مستويات قياسية جديدة

طاولة حوار المجتمع المدني للرئيس عون: حدّد موعدا للاستشارات فورا

ريفي للعربية الحدث : حزب الله الفاسد الاكبر وسأقدم ملفاتي للقضاء بشأن فساد باسيل

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 19/11/2019

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلثاء في 19 تشرين الثاني 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الإفلاس يطرق أبواب لبنان في غمرة انشغال السياسيين بـ"حرب البقاء"

انتفاضة لبنان تحت المجهر الأميركي الأوروبي مجددا

تراجع سندات لبنان الدولارية إلى مستويات قياسية

الانتفاضة اللبنانية تسقط جلسة البرلمان

الوكالة الوطنية تكذب: المتظاهرون اعتدوا على الموكب السياسي!

 الحريري يشدد على حكومة تكنوقراط... ولا يتمسك برئاستها

جمعية المصارف: إقبال كثيف نسبياً للزبائن

قضية استراحة صور: إخلاء سبيل ثمانية موقوفين فقط!

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إسقاط 4 صواريخ فوق القنيطرة... وإسرائيل تُطلق صفارات الإنذار

انفجارات قرب مطار دمشق وإسرائيل تعترض صواريخ أطلقت من سورية وتركيا هددت بعملية جديدة شرق الفرات وأميركا نفذت إنزالاً جوياً بالحسكة

إيران تُقر باستمرار احتجاجات «ثورة البنزين» وتعد بإنهائها «خلال يومين» والتلفزيون الرسمي يبث مشاهد لملثمين في الشوارع... و«الباسيج» يتحدث عن أعمال نهب...

خامنئي يطالب بإعدام المتظاهرين والأمم المتحدة تُعبِّر عن القلق وتصعيد القمع ومواجهة المحتجين بالمروحيات وحرق 9 حوزات دينية ومقتل 3 من "الحرس" و"الباسيج"

200 قتيل وجرائم ضد الإنسانية في إيران

قلق أممي من استخدام الذخيرة الحية ضد المحتجين في إيران

 ترمب للكونغرس: قوات أميركية إلى السعودية خلال أسابيع لردع إيران

ثوار العراق يطالبون بمحاكمة جواسيس إيران ويرفضون تدخلات سليماني والكتل السياسية أمهلت عبدالمهدي 45 يوماً للإصلاح .. والمتظاهرون أغلقوا ميناءي أم قصر وخور الزبير

عبدالمهدي يُشكِّل حكومة جديدة “موالية لإيران” ويُقدِّمها للبرلمان

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

المصارف تستبعد مستلزمات طب الأسنان: اقلعوا أسنانكم بالليرة/خضر حسان/المدن

الحريري "ينتفض": لا أريد تكليفي بتشكيل حكومة/منير الربيع/المدن

لقاء باريس والتحوّل الدولي: تأييد الانتفاضة.. ولا تدخّل/منير الربيع/المدن

تصدّع التيار الباسيلي.. و"الديكتاتور الصغير" يعبث بالبيت العوني/أيمن شروف /المدن

جدار بشري من مناطق ولهجات كثيرة يهزم سلطان برّي/نادر فوز/المدن

كلمة الثورة أعلى.. مجلس النواب يفقد نصاب شرعيته/وليد حسين/المدن

خمسة مكاسب للانتفاضة اللبنانية.. ماذا عن خيار العنف/علي الأمين/العرب

3 ثورات ضد الإمبراطورية الخمينية والدور الأميركي..تأثير الحراك اللبناني والانتفاضة العراقية واضح على ما يجري في طهران/د. وليد فارس/انديبندت عربية

حكومة اختصاصيين قد تنقذ أهل النظام/مصطفى علوش/جريدة الجمهورية

هل يقبل «حزب الله» حكومة تكنوقراط؟/أسعد بشارة/جريدة الجمهورية

عن العفو العام... و«أرنب» الثورة/مرلين وهبة/جريدة الجمهورية

اجتماع باريس الفرنسي البريطاني الأميركي: نظام الطائف انتهى/نبيل الخوري/المدن

 الحريري في قفص... بلا مفتاح/نقولا ناصيف/الأخبار

هل واشنطن تدير الإنتفاضة؟/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

غضب ساطع على نظام الملالي/حمد الماجد/الشرق الأوسط

إيران ولبنان والعراق ومثلث الفشل/نديم قطيش/الشرق الأوسط

هل لحرق الحوزات في إيران دلالة على تغير فكري؟/أمل عبد العزيز الهزاني/الشرق الأوسط

لستم وحدكم يا أحرار العرب/حسين عبدالحسين/الحرة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية تسلم مذكرة من الاتحاد العمالي ودعوة لترؤس الاحتفال الرمزي بعيد الاستقلال في اليرزة: اجراءات عدة اتخذت لتسهيل عمل المواطنين والمؤسسات

رئيس الجمهورية لكوبيتش: موعد الاستشارات النيابية الملزمة فور انتهاء المشاورات مع القيادات السياسية المعنية بتشكيل الحكومة

دستورية اجتماع مجلس النواب/سمير سكاف/الكلمة أولاين

بطرس حرب اقترح بمؤتمر صحافي اخضاع الافعال الجرمية لرؤساء ووزراء حاليين وسابقين لصلاحية القضاء الجزائي العادي

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

كَثِيرُونَ أَوَّلُونَ يَصِيرُونَ آخِرِين، وآخِرُونَ يَصِيرُونَ أَوَّلِين

إنجيل القدّيس مرقس10/من28حتى31/:”بَدَأَ بُطْرُسُ يَقُولُ لَيَسُوع: «هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنا كُلَّ شَيءٍ وتَبِعْنَاك!».قالَ يَسُوع: أَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُم: ما مِنْ أَحَدٍ تَرَكَ، مِنْ أَجْلِي ومِنْ أَجْلِ الإِنْجِيل، بَيْتًا، أَوْ إِخْوَةً، أَوْ أَخَوَاتٍ، أَوْ أُمًّا، أَوْ أَبًا، أَوْ أَوْلادًا، أَوْ حُقُولاً، إِلاَّ وَيَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ، الآنَ في هذَا الزَّمَان، بُيُوتًا، وَإِخْوَةً، وَأَخَوَاتٍ، وأُمَّهَاتٍ، وأَوْلادًا، وحُقُولاً، مَعَ ٱضْطِهَادَات، وفي الدَّهْرِ الآتِي حَيَاةً أَبَدِيَّة. كَثِيرُونَ أَوَّلُونَ يَصِيرُونَ آخِرِين، وآخِرُونَ يَصِيرُونَ أَوَّلِين».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

ثقافة زقاقية واحدة تجمع ما بين قطعان أصحاب شركات الأحزاب

الياس بجاني/19 تشرين الثاني/2019

بالشتم ع مواقع التواصل ما في فرق بين شبيحة السيد وبري وجنبلاط والحريري وباسيل وعون وجعجع وفتى الكتائب. غنمية وصنمية وثقافة واحدة.

 

لسنا بحاجة إلى صنم جديد/قائد الجيش موظف وبس هيك

الياس بجاني/19 تشرين الثاني/2019

كفانا تأليهاً لسياسيين وزعماء. من هنا فإن قائد الجيش موظف وعندما يقوم بواجباته لا يشكر ولا يمجد ولا يؤله وإلا فنحن نسوّق لصنم جديد.

 

الحزب القومي السوري ميليشيا ارهابية ومرتكب واخطر من حزب الله

الياس بجاني/18 تشرين الثاني/2019

الحزب القومي ملحق بنظام الأسد واخطر بمليون مرة من حزب الله. كلام مسؤوله ع MTV نفاق ومحاولة للقفز ع بوسطة الحراك. حل الحزب ضرورة

 

العونو باسيليون وجماعة الصفقة الرئاسية الخطيئة هم مباشرة أو مواربة مجرد اقنعة وأكياس رمل للمحتل الإيراني

الياس بجاني/19 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80693/80693/

بعيداً عن أي شخصنة، لا وألف لا، فإنه في السياسة وفي الخيارات الإستراتجية والسياسية والتحالفات والممارسات والعقلية النرسيسية…

وفي كل ما هو وطني ودستوري وحقوقي وإيماني وتاريخ وهوية وكيانية وانسانية وتعايش وحريات، فإن العونو باسيليون من أهلنا الأحباء السائرين وراء شخصي ميشال عون وجبران باسيل، والمتناسين عن جهل وغباء وشرود عقلي عن القضية والوطن والتاريخ والهوية…

فهؤلاء جميعاً في خياراتهم صنميون ومتلحفون عباءة حزب الله المحتل للبنان، ويستقوون بسلاحه، ويسوّقون لنفاق مقاومته الإرهابية، ويتنكرون للبنان الدولة والدستور والإنسان.

هؤلاء وفي مقدمهم ،وأيضاً في السياسة وليس بالشخصي، ميشال عون وجبران باسيل، لا يمثلون الشعب اللبناني الحر والسيادي والاستقلالي ولا يشبهونه بشيء.

هم عملياً وواقعاً معاشاً على أرض الحقيقة غرباء ومغربون عن الكيانية والهوية والسيادة والحرية والاستقلال، وأكيد غرباء ومغربون عن كل ما يمثله ويرمز إليه لبنان الرسالة بكل مكوناته ومفاهيمه الحضارية والإنسانية.

العونو باسيليون في السياسة والخيارات والمنطق والخطاب والمقاربات والضياع الوطني هم مجرد أقنعة وأدوات ومتاريس وأكياس رمل للمحتل الإيراني ونقطة ع السطر.

يبقى أن مشكلة لبنان، ومشكلة كل اللبنانيين، وفي مقدمهم البيئة الشيعية الكريمة، هو سرطان حزب الله الملالوي الإحتلالي مع كل متفرعاته المباشرة من مثل أمل والقومي والشيوعي والعونو باسيليون، وأيضاً متفرعاته المستترة والانتهازية من ربع الكتبة والفريسيين الذين فرطوا 14 آذار وخانوا ثورة الأرز وداكشوا السيادة والاستقلال والقرار الحر ودماء الشهداء بالكراسي وهم أصحاب شركات أحزاب ما يسمى قوات واشتراكي ومستقبل وكل من يلف لفهم ويقول قولهم.

جميع هؤلاء مباشرة أو مواربة يتحملون مسؤولية وصول لبنان إلى ما وصل إليه من تعاسة وفقر وتفلت وضياع، وبالتالي مع هؤلاء لا قيامة للبنان وعزلهم ومحاسبتهم بالقانون والعدل ضرورة ملحة، وإلا فالج لا تعالج.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

الإحترام يعطى طوعاً ولا يؤخذ بالقوة

الياس بجاني/18 تشرين الثاني/2019

احترام الرئيس عون بالسياسة خيار المواطن يعطيه أو لا يعطيه ولا يمكن لا للجيش ولا لحزب الله ولا لأي أحد أن يفرضه بالقوة ع الناس.

 

غلطان كتير السيد نصرالله وحساباته غلط

الياس بجاني/17 تشرين الثاني/2019

لبنان عند السيد مخزن اسلحة وقاعدة وبيئة رهينة وشعب كم شلعوط بيخوفوا وبيخونوا ع مزاجه وحكام وساسة مرتزقة متل جبران.غلطان كتير السيد

 

سيدنا في الإدارة والمواقف هو من كلن يعني كلن

الياس بجاني/17 تشرين الثاني/2019

من فرح بموقف سيدنا الراعي اليوم قد يحزن غداً عندما يأتينا بموقف مناقض. سيدنا وبكل احترام شخص غلط في زمن وموقع وظروف غلط وبس هيك

 

حزب الله وبس والباقي في الحكم والسلطة والأحزاب الشركات خس وبس

الياس بجاني/17 تشرين الثاني/2019

ما في شي بلبنان اسمه عهد قوي ورئيس وسلطة وقضاء ونواب وأحزاب وسياسيين..بلبنان في حزب الله وهو فوق كل هودي وهو الإحتلال وبس هيك

 

أحزاب لبنان كافة إبليسية وطروادية

الياس بجاني/17 تشرين الثاني/2019

أحزاب لبنان كافة إما شركات تجارية يملكها أفراد لا يخافون الله ولا يوم حسابه من مثل شركات جعجع وباسيل  وسامي وجنبلاط وفرنجية والحريري أو وكالات للخارج هي مرتزقة من مثل حزب الله..الأحزاب كوارث ومصائب والأخطر أن شرائح من شعبنا تعبد الأصنام من أصحابها

 

الحريري وجبران شركاء بالصفقة الخطيئة وسمن ع عسل رغم كل دجل الزعل والقطيعة

الياس بجاني/17 تشرين الثاني/2019

الحريري متآمر مع جبران وحرقا الصفدي ت يرجع الحريري كبطل مع صفقة العار الرئاسية وبمكوناتها الفاسدة كلها. مسرحية دجل وغباء واستغباء

 

حكم ميشال عون-باسيل هو حكم المحتل الإيراني وهو حكم يسرق الشعب اللبناني

الياس بجاني/16 تشرين الثاني/2019

هذا الخبير العالمي اللبناني المرموق في مجال البترول يفضح الحكم اللبناني المتمثل بكل من تولى ويتولى وزارة الطاقة ومعه رئيس الوزراء وكل الورزاء دون استثناء واحد، قوات ومستقبل واشتراكي وتيار عوني وثنائية شيعية، وذلك بالتآمر عن سابق تصور وتصميم على ثروة البترول والسكوت إما خوفاً أو في مقابل رشوات. الدولة من خلال هؤلاء تخلت عن ملكية البترول لصالح شركات وهمية يملكها نافذين لبنانيين طرواديين موجودين في قمة السلطة. هذا هو فساد وإجرام عهد ميشال عون وجبران باسيل والثنائية الشيعية وكل من دخل صفقة الرئاسة الخطأ والخطيئة. هؤلاء أصحاب شركات أحزاب وسياسيين وحكام فاسدين ومفسدين ولا قيام للبنان السيد الحر طالما هم في مواقع المسؤولية ولطالما بقي الإحتلال الإيراني قابضاً على احكم وحكام وقرار البلد.اضغط على الرابط في اسفل

https://www.youtube.com/watch?v=R6t1wJJoonc&feature=youtu.be&fbclid=IwAR2mak22yXMbhGOhp93WAvwbTQgzqiraUNJjWsStDqFTPKqbrQBqk0Hdmlo

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديوهات لمداخلات ومقابلات من تلفزيونية لبنانية وعربية تلقئ الأضواء على الثورة الشعبية في لبنان

فيديو مقابلة مع الباحثة الاكاديمية الدكتورة منى فياض من تلفزيون المر

https://www.youtube.com/watch?v=XI9NPLxLp1s&t=4s

 

فيديو مقابلة مع الباحثة الاكاديمية الدكتورة منى فياض من اذاعة صوت لبنان

https://www.youtube.com/watch?v=h3wsUsEAQZQ

د. منى فياض لإذاعة صوت لبنان: لا عودة عن الثورة

اعتبرت الباحثة الاكاديمية الدكتورة منى فياض أن الثورة انطلقت ولن تتراجع، وأثبتت أن السلطة صارت للشعب.

وقالت لبرنامج مانشيت المساء من صوت لبنان، ان لا عودة للوراء ولا عودة عن الثورة. ودعت أهل السلطة الى الاستجابة لمطالب الناس، لأن تقديم التنازلات اليوم سيكون أقل من التنازلات اللاحقة. ودعت حزب الله ايضا الى الاقتناع بضرورة مجاراة ارادة الشارع.

وشددت فياض على ضرورة ان تكون هناك سلطة قضائية منزهة لأنها الضمانة للمحاسبة، واعتبرت ان في لبنان قوانين كثيرة ضد الفساد، وليس المهم اليوم التشريع، انما تطبيق القوانين الموجودة في مرحلة أولى.

ووصفت التحركات بأنها ثورة اجتماعية ايضا على المفاهيم السائدة وعلى السياسيين الذين خيبوا آمال من انتخبهم. ونفت أن يكون وراء الاحتجاجات من يحركها من الخارج، بل هي أتت نتيجة تراكمات لدى الناس طوال السنوات الماضية.

وقالت انه بعد الثورة صار هناك أمل بمستقبل أفضل، وان كانت الطريق طويلة.

 

فيدية حلقة دي ان أي مع نديم قطيش تحت عنوان: "تحالف إيران..الإخوان..تركيا".

https://www.youtube.com/watch?v=-66uF3vf2EY

 

فيديو مداخلة للباحث في الشؤون اللبنانية أنطوان سعد من قناة الحدث

https://www.youtube.com/watch?v=6nYmt8b0cj8

 

فيديو مداخلة للمحامي والناشط السياسي لؤي غندور من قناة الحدث

https://www.youtube.com/watch?v=hFB4jJHbRVI

 

فيديو مداخلة للكاتب الصحافي منير الربيع من قناة العربية

https://www.youtube.com/watch?v=ei8_kxS4gHQ

 

فيديو مداخلة للناشط في الحراك جهاد فرح من قناة الحدث

https://www.youtube.com/watch?v=AJNcnBfGNKQ

 

فيديو مقابلة مع ربيع الهبر من تلفزيون المر

https://www.youtube.com/watch?v=U_R2cY-dHBw

 

فيديو مقابلة للأستاذ المحاضر بالقانون الدستوري والعلاقات الدولية الدكتور رئيف خوري من قناة الحدث

 https://www.youtube.com/watch?v=0ZGwxM8lPbI

 

فيديو مقابلة للكاتبة في صحيفة النهار سابين عويس من قتاة الحث

https://www.youtube.com/watch?v=EDJkxZM4R5M

 

فيديو مقابلة للناشط في الحراك أحمد الزين من قناة الحدث

https://www.youtube.com/watch?v=2EbBNI1k0wA

 

فيديو مقابلة مع مصطفى فحص من تلفزيون المر

https://www.youtube.com/watch?v=elGqSduZ47w

 

الويل لكم ايها الحكام الأشرار لأن غضب الله من غضب الشعب

اتيان صقر- ابو أرز/19 تشرين الثاني/2019

انجازاً جديدا حققته الثورة صباح اليوم عندما اقفلت جميع الطرقات المؤدية الى مبنى البرلمان، ومنعت النواب من الوصول اليه لعقد جلسة نيابية مخصصة لأقرار مشاريع قوانين مشبوهة، من ضمنها قانون عفو ملغوم هدفه الأول،

محاولة تفكيك الثورة عبر أستمالة أهل المطلوبين والمحكومين، وعددهم بالالاف.

والثاني، محاولة حماية انفسهم من الملاحقة القضائية المرتقبة بجرم الأثراء غير المشروع.

لبنان يفتخر بكم ايها الثوار الأبطال،

والويل لكم ايها الحكام الأشرار لأن غضب الله من غضب الشعب.

لبيك لبنان.

ابو ارز.

 

الشعب يطيّر جلسة التهريبة التشريعية

مواقع الأكترونية/18 تشرين الثاني/2019

ادلى الامين العام للمجلس النيابي الاستاذ عدنان ضاهر بالبيان التالي: "بعد ارجاء الجلسة بعد ساعتين من الانتظار في 19 تشرين الثاني 2019 موعد انتخاب اعضاء اللجان النيابية، لم يكتمل النصاب، وبعد التشاور بين اعضاء مكتب المجلس، صدر البيان التالي: ان هيئة مكتب مجلس النواب، بناء على احكام النظام الداخلي، وبما ان الظروف الاستثنائية الحاضرة، ولا سيما الامنية منها حالت دون انعقاد المجلس لاتمام عملية انتخاب اللجان، وبناء على سوابق اعتمدها المجلس النيابي، واستشارة قانونية من الدكتور إدمون رباط، الذي قضى باعتبار اللجان النيابية قائمة بجميع اعضائها، وفقا لقاعدة استمرارية المؤسسات حتى يتم انتخابها، تقرر:

1 - اعتبار اللجان النيابية الحالية قائمة بجميع اعضائها الحاليين.

2 - ابلاغ رؤساء ومقرري اللجان واعضائها مضمون هذا القرار.

 

آخر أخطاء جعجع

"ليبانون ديبايت/الثلاثاء 19 تشرين الثاني 2019

تساءَل مرجعٌ متابعٌ عن سرِّ الوقوعِ الدّائمِ لرئيسِ حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في الأخطاءِ السياسيّة القاتلة، وكان آخرها تبنّي ترشيح بيار حنا لانتخابات نقابة المحامين ومن ثم انسحابه لصالحِ المرشح المستقل ناضر كسبار لا مرشح الحَراك (الذي يدَّعي جعجع الوقوف الى جانب مطالبه) ملحم خلف.

 

سندات لبنان الحكومية المقومة بالدولار تهبط إلى مستويات قياسية جديدة

مواقع الأكترونية/18 تشرين الثاني/2019

هبطت سندات لبنان الحكومية المقومة بالدولار إلى مستويات قياسية جديدة متدنية بعد أن خسرت بالفعل ما يزيد عن ثلث قيمتها منذ بدء الاحتجاجات قبل ما يزيد عن شهر.

وأدت مخاوف بشأن اتجاه البلاد نحو انهيار اقتصادي إلى انخفاض بعض السندات الأطول آجلا بما يصل إلى 44.5 سنت في الدولار، من نحو 70 سنتا حين اندلعت الاحتجاجات، بحسب رويترز. وينوء لبنان بواحد من أعلى معدلات الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي في العالم عند نحو 150 بالمئة.

 

طاولة حوار المجتمع المدني للرئيس عون: حدّد موعدا للاستشارات فورا

مواقع الأكترونية/18 تشرين الثاني/2019

دعت منسقة طاولة حوار المجتمع المدني حياة إرسلان في مؤتمر صحفي الى "تسمية شخصية سياسية مستقلة حيادية نزيهة دون ان تكون قد جُرّبت في السابق لتأليف حكومة اختصاصيين مستقلين نظيفي الكف مع صلاحيات استثنائية".

وشددت على أن "المجلس النيابي فاقد للشرعية وعليه ان ينصاع للشعب الذي هو مصدر السلطات والذي يرسم خارطة طريق واضحة للسلطة"، طالبة من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان "يحدّد موعدا للاستشارات فورا في مدة لا تتجاوز 24 ساعة".

 

ريفي للعربية الحدث : حزب الله الفاسد الاكبر وسأقدم ملفاتي للقضاء بشأن فساد باسيل

مواقع الأكترونية/18 تشرين الثاني/2019

عصرّح اللواء أشرف ريفي خلال مداخلة له على قناة العربية – الحدث أن الجميع يعلم أن معمم الفساد هو حزب الله واصفاً إياه بالفاسد الأكبر، من خلال وضع يده على مرفأ بيروت و المعابر البرية سواء كانت شرعية أم لا، كما و سمح لعملائه بإقامة صناديق سوداء بالفساد. و ألقى الضوء أن جبران باسيل هو الفاسد الأول بينما حزب الله هو الفاسد الأكبر في لبنان. كما نوه ريفي أن القضاء اللبناني يتمتع بجودة عالية إنما الطبقة السياسية التي تتحكم به تجعل منه آداة ليضحي غير مستقل و لا مستقيم و لا مجرد ولا حر! كما ذكر أنه منذ ثلاثة أشهر كان قد قدّم بلاغ للنائب العام المالي بملف الكهرباء الذي يضم في طياته إسم كل من جبران باسيل و سيزار ابي خليل، و اكد ريفي أنه مستعد لتقديم ٧ شكاوى تحمل الأدلة التي تبرهن الفساد، ليتبين للرأي العام الحق و ختم ريفي أنه بإنتظار سلطة سياسية نزيهة مستقلة حرة تصتر الى مكافحة جدية للفساد و إستعادة الأموال المنريفي للعربية الحدث : حزب الله الفاسد الاكبر وسأقدم ملفاتي للقضاء بشأن فساد باسيل. صرّح اللواء أشرف ريفي خلال مداخلة له على قناة العربية – الحدث أن الجميع يعلم أن معمم الفساد هو حزب الله واصفاً إياه بالفاسد الأكبر، من خلال وضع يده على مرفأ بيروت و المعابر البرية سواء كانت شرعية أم لا، كما و سمح لعملائه بإقامة صناديق سوداء بالفساد. و ألقى الضوء أن جبران باسيل هو الفاسد الأول بينما حزب الله هو الفاسد الأكبر في لبنان. كما نوه ريفي أن القضاء اللبناني يتمتع بجودة عالية إنما الطبقة السياسية التي تتحكم به تجعل منه آداة ليضحي غير مستقل و لا مستقيم و لا مجرد و لا حر! كما ذكر أنه منذ ثلاثة أشهر كان قد قدّم بلاغ للنائب العام المالي بملف الكهرباء الذي يضم في طياته إسم كل من جبران باسيل و سيزار ابي خليل، و اكد ريفي أنه مستعد لتقديم ٧ شكاوى تحمل الأدلة التي تبرهن الفساد، ليتبين للرأي العام الحق. و ختم ريفي أنه بإنتظار سلطة سياسية نزيهة مستقلة حرة تصتر الى مكافحة جدية للفساد و إستعادة الأموال المنهوبة.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 19/11/2019

وطنية/الثلاثاء 19 تشرين الثاني 2019

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

جلسات مجلس الوزراء معطلة بحكم الدستور.

جلسات المجلس النيابي تعطلت بحكم الشارع.

استشارات التكليف لم تبدأ بإنتظار التوافق غير الدستوري.

مشاورات التأليف غير الدستورية عالقة بين التكنوقراط والتكنوسياسي.

سندات الدولار متراجعة والسحب المالي له سقف الألف دولار فقط أسبوعيا...

وأما بعد...

فماذا بعد؟

نقابيون يمنون أنفسهم بأن لديهم معلومات أن برنامج استشارات التكليف يوم الجمعة؟ لكن لم يصدر أي إعلان رسمي عن القصر الجمهوري.

سياسيون محايدون يقولون إن التكنوقراطيين متوافرون ولكل منهم عاطفة تجاه حزب، لكنهم غير نافرين وبالإمكان الإفادة من قدراتهم.

أهل الحراك يشددون على حكومة من وزراء مستقلين، لكن هل من شخص في لبنان ليس له عاطفة وميول؟

في أي حال، الجلسة النيابية المزدوجة تعطلت، والحراكيون سدوا الشوارع الى البرلمان...

إذن، طارت الجلسة النيابية المزدوجة، فتأجلت التشريعية الى أجل غير محدد، وألغيت الإنتخابية بناء" على استشارة قانونية من الدكتور ادمون رباط، ما أبقى اللجان قائمة وفقا لقاعدة استمرارية المؤسسات.

كذلك غاب انتخاب هيئة مكتب المجلس.

كل ذلك حصل نتيجة تطويق الحراك الشوارع المؤدية الى المجلس.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

من يريد الدفع نحو الفراغ عبر قطع الطريق على عمل مؤسسات الدولة؟

جلسة مجلس النواب اليوم كانت لتكون محطة مضيئة في بداية ثورة تشريعية وعد بها رأس التشريع.

لكن الجلسة طعنت بخنجر من كان يفترض أن يكونوا أول المسهلين لانعقادها بعض من أهل الحراك بالنظر إلى أن الكثير من بنود جدول أعمالها إنما ينادون هم به.

فهل من الحكمة في شيء إستهداف التشريعات الهادفة إلى مكافحة الفساد والجرائم المالية ورفع الحصانات واسترجاع الأموال المنهوبة وتعزيز الحماية الإجتماعية وضمان الشيخوخة؟.

أوليس الآن هو الظرف المناسب لإقرار النواب هذه المشاريع بدل المقاطعة لحسابات معروفة أهدافها؟.

وفي أول تعليق له أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري امام زواره أن الكتل النيابية والنواب حسبما صرحوا كانوا صادقين لكن جهات أخرى لم تلتزم بما وعدت ورب ضارة نافعة.

أما الأهالي الموجوعين بوجع أبنائهم في السجون فأصيبوا بخيبة أمل إذ سقط رهانهم على إقرار مشروع العفو العام الذي كان مدرجا في جدول الجلسة النيابية.

على أي حال الجلسة التشريعية أرجئت إلى موعد يحدد لاحقا أما في ما يتعلق بإنتخاب المطبخ التشريعي فقرر المجلس النيابي إعتبار اللجان الحالية قائمة بجميع أعضائها وفقا لقاعدة إستمرارية عمل المؤسسات حتى يتم إنتخابها.

هذا القرار استمد قوته من سوابق اعتمدها المجلس النيابي واستشارة قانونية من الدكتور إدمون رباط.

هذا في داخل المجلس أما خارجه فكان المحتجون ينزلون إلى الشوارع المحيطة بمقر المؤسسة التشريعية الأم مانعين وصول نواب الأمة مهما كان الثمن.

وفي عز هذا الصخب إعترض المتظاهرون أحد المواكب وجرى إطلاق نار في الهواء حاول مغرضون إلصاق التهمة فيه بالوزير علي حسن خليل.

لكن المياه كذبت الغطاس ... فالوزير كان باكرا في وزارة المالية الواقعة في حرم مجلس النواب وعند وقوع إطلاق النار كان يصرح مباشرة على الهواء عبر شاشات التلفزة ونقطة على السطر.

في الشأن الحكومي لم يطرأ أي جديد يمكن الإتكاء عليه لإنتشال ملف التأليف والتكليف من كبوته.

ولم يرصد اليوم على هذا الخط إلا موقف لرئيس الجمهورية ميشال عون أكد فيه أن موعد الإستشارات النيابية الملزمة سيحدد فور إنتهاء المشاورات مع القيادات السياسية المعنية بتشكيل الحكومة.

بالإنتظار كان الإختبار الأبرز اليوم على الصعيد الإقتصادي والمالي يتمثل في إعادة المصارف فتح أبوابها أمام عملائها.

هذه الخطوة التي عززتها إجراءات أمنية رافقها رصد لحركة السوق بعد أكثر من أسبوع من الإقفال وآمال بانتظام تسعير الدولار لدى الصيارفة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

مع آخر طريقة لقطع طريق التشريع، ظهر القادة الحقيقيون لقطاع الطرق.. السارقون للحراك، إلى العلن. هم أنفسهم الخصوم المفترضون للمتظاهرين، وحكامهم المنبوذون. من حكموا على البلد بالشلل السياسي بعد ان حكموا عليه بالشلل الاقتصادي والمالي.

هم وحدات متنقلة، لا يمكن ان ينكر أحد أنهم متعددو المواهب والاختصاصات.. يجيدون التسلط وخطاباته، الحكم وأدواته، سرقة الثورة وشعاراتها كما الثروة ومواردها، وقادرون على الاستفادة من كل اشكال الهندسات السياسية والمالية.

هم انفسهم من قادوا تعطيل اليوم، الذي عطل حراك المطالب الشعبية ومحاربة الفساد وإعادة المال المنهوب، هم انفسهم المتهمون بل المدانون بثلاثين عاما من الحكم والتحكم باقتصاد الوطن وماله واهله وكل مقدراته.

لم يقفلوا اليوم بالمتظاهرين طرقات مجلس النواب، ليمنعوا جلسته التشريعية، بل اقفلوا طرق اقرار قوانين كانت لتصيبهم وزعماءهم، فكانوا اكبر المنتصرين بتعطيل المجلس النيابي بعد تعطيل الحكومة.

وبعد ان بات اللعب على المكشوف، فعلى اهل الحراك الذي يمثل بمطالبه الفئات المحرومة، الانتباه، والالتفات لاصطفافات لم تعد صدفة مع احزاب وتيارات مارست افظع انواع السلطة لعقود، اتت لتؤم ضحاياها بعناوين القداسة والوطنية والنزاهة.

ومع حصار التشريع اليوم، لا حصار المجلس النيابي المكتمل الصلاحيات، فان جمود الاتصالات السياسية زاد تصلبا، على ان تتكفل الساعات المقبلة بتوضيح الصورة.

اما صورة الحكومة العتيدة، فقد اعاد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وصفها بانها ستكون سياسية وتضم اختصاصيين وممثلين عن الحراك الشعبي، اما موعد الاستشارات لها فسوف يحدد فور انتهاء المشاورات الهادفة الى إزالة العقبات أمام تشكيلها وتسهيل مهمة الرئيس المكلف.

في فلسطين المحتلة، الاكلاف التي يدفعها الصهاينة لا سيما في الساعات الاخيرة كانت محط تساؤل بل خشية من اوساطهم الامنية والاعلامية، فمعادلة الردع عند الحدود تغيرت مع الصواريخ التي اطلقت من سوريا باتجاه الجولان، يقول محللون صهاينة، فمعادلة النار بالنار باتت تربكهم وتحرق ردعهم.. اما التشريع الاميركي لمستوطناتهم في الضفة الغربية فلن يغير في الواقع شيئا بحسب بيان حزب الله، فالكيان الصهيوني محتل، وكل احتلال الى زوال.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

من يتهم الـ OTV بالكذب، هو الكاذب.

ومن يتهمها بالتزوير، هو المزور... سواء كان سياسيا متنكرا بزي ثائر، أم إعلاميا مفترضا، أم شتاما على مواقع التواصل، أم متظاهرا من فئة الذين لا يرون ضررا حل بالبلاد، إلا بسبب ميشال عون وتياره.

فمشكلة كل هؤلاء مع الـ OTV، أنها كانت منذ اليوم الأول، وهي اليوم، صورة تلك الحقيقة التي يصرون على تشويهها، وصوت ذاك الضمير الذي يريدونه ميتا.

هؤلاء، يريدون للـ OTV أن تسلم مسبقا بمقولة "كلن يعني كلن"، حتى يسلموا لها بالموضوعية. أما إذا ورد على لسان أحد ضيوفها مثلا أن العبارة غير دقيقة، وأن محاربة الفساد بدأت عام 2005 وليس سنة 2019، فهي منحازة وتستوجب الرجم بالشتائم، لا من الغالبية الساحقة من المتظاهرين طبعا، بل من قلة قليلة، لاحق نموذج منها موظفا في ساحة رياض الصلح اليوم، لمجرد الاشتباه في أنه نائب او وزير، فنال نصيبه من قلة التهذيب وانعدام الاخلاق.

هؤلاء يريدون للـ OTV مثلا ألا تذيع النفي الذي أصدره المكتب الإعلامي للوزير جبران باسيل حول إطلاق موكبه النار على المتظاهرين اليوم... وحتى لا يعتبروها كاذبة، ربما المطلوب أن تحذو حذو الآخرين،

فتذيع شائعة إطلاق موكب باسيل النار عشرات المرات... أما بيان النفي فيذاع بالكاد مرة واحدة من باب رفع العتب ليس إلا، وتعتيما على حقيقة أن لا الوزير باسيل ولا موكبه كانا متواجدين في محيط مجلس النواب اليوم.

هؤلاء يريدون أيضا ربما أن تجاريهم الـ OTV بالترويج بأن موكب وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي استهدف المحتجين في وسط بيروت، ولو أن الأخير كان موجودا في قصر بعبدا، مشاركا في لقاءات رئيس الجمهورية مع المنسق الخاص للأمم المتحدة وغيره.

في المحصلة، وحدها الحقيقة تضع حدا لوقاحة الكذب، وستبقى الـ OTV صورة تلك الحقيقة وصوتها.

اليوم، تمنى البعض ان تحترق الـ OTV، لما سمعوا أن حريقا صغيرا اندلع في إحدى زواياها بفعل احتكاك كهربائي. أما الغالبية العظمى، فاتصلت واطمأنت، وصلت من أجل سلامة العاملين في المحطة، الذين يتعرضون منذ شهر تقريبا لحملة مبرمجة بات يدركها الجميع.

فشكرا لكن من صلى واتصل، وسامح الله الآخرين القليلي الإيمان والعدد.

أما في السياسة، فالحدث اليوم إرجاء الجلسة التشريعية بفعل الاحتجاجات، ومقاطعة غالبية الكتل. وفي هذا السياق، أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زواره مساء أن "الكتل النيابية والنواب كانوا صادقين، وجهات أخرى لم تلتزم بما وعدت، لكن رب ضارة نافعة".

وفي سياق متصل، عبرت اوساط سياسية للـ OTV بأن الخوف من استغلال خارجي للأحداث الداخلية يزداد يوما بعد يوم، فمسار الأحداث يؤكد أن المستغل الفعلي للشارع مصمم على إسقاط المؤسسات الدستورية أو تعطيلها بالحد الأدنى، ما يستوجب مصارحة اللبنانيين عامة والمتظاهرين الصادقين خاصة، بأننا نتجه إلى مزيد من الفوضى التي تهدف الى تعطيل أي إصلاح عبر ‏المؤسسات وتسريع الانهيار المالي وتوسيع حجم الأضرار التي تحتاج إلى سنوات لترميمها.

واليوم، تزامنا مع اعادة فتح المصارف، اكد رئيس الجمهورية للمنسق الخاص للأمم المتحدة بأن اجراءات عدة اتخذت لتسهيل عمل المواطنين والمؤسسات، وكرر استعداده الدائم للقاء ممثلي الحراك واطلاعهم على جهوده لتحقيق مطالبهم. ولفت الى ان الهدف من عدم تحديد موعد الاستشارات النيابية هو ازالة العقبات امام تشكيل الحكومة وتسهيل مهمة الرئيس المكلف، مشددا على ان الحكومة الجديدة ستكون سياسية وتضم اختصاصيين وممثلين عن الحراك الشعبي.

وفي اطار البحث عن مخرج لأزمة التكليف والتأليف، تشير معلومات الـ OTV إلى ان الاتصالات تكثفت بعد انسحاب الوزير السابق محمد الصفدي والنقاش يدور على مجموعة أفكار وهناك اكثر من تصور سيكون قيد النقاش في اليومين المقبلين. اما الخيارات المطروحة، فثلاثة:

الاول، حكومة بالاتفاق مع سعد الحريري، تقوم على تسمية شخصية سنية غيره لرئاسة الحكومة ولكن بالاتفاق معه، لكننا في هذه النقطة بالتحديد عدنا الى نقطة ما قبل المربع الاول لأن في المربع الاول كان هناك ثقة اما اليوم وبعد ما حصل مع الصفدي ففقدت الثقة.

الثاني، حكومة يكون سعد الحريري رئيسها، والعمل منكب على كيفية تكوين فكرة نتفق فيها مع سعد الحريري اغلبيتها تكنوقراط وفيها بعض الممثلين للاحزاب على ان تسمي الاطراف ممثليها.

أما الخيار الثالث والاخير، فالذهاب الى حكومة أكثرية خصوصا ان هناك فريقا يملك الاكثرية في مجلس النواب، وفق معلومات الـ OTV.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ال بي سي"

كنتم بغنى عن هذه "البهدلة" لو قرأتم ما اجتهد به من سبقكم، وما شرع به من سبقكم، لكنكم لستم مشرعين، وإن كنتم انتخبتم لمجلس وظيفته التشريع، فكم بينكم من يفهم في التشريع؟

هذا أحد عيوب مجلسكم: مجلس للتشريع ليس فيه من يعرفون في التشريع إلا قلة قليلة. وأكثر من ذلك، لو كنتم تقرأون تشريعات أو لديكم ثقافة تشريعية، لكنتم تذكرتم أن مجلس النواب في تشرينين سابقين: واحد عام 1976، بعد انتهاء حرب السنتين، وآخر عام 1989 مدد للجان النيابية، ولكنتم تذكرتم أن العلامة الدستوري الدكتور إدمون رباط قد اجاز التمديد للمجلس وللجان النيابية. لو كنتم كذلك، لكنتم وفرتم على أنفسكم وعلى الإنتفاضة هذا القطوع اليوم الذي كاد أن يخرج على سلميته بعد ممارسات همجية تمثلت في إطلاق نار من أحد المواكب، وفي محاولة موكب آخر دهس عدد من المعتصمين.

لكن "رب ضارة نافعة"، فلو لم يحدث ما حدث اليوم، لما انكشف مجلس النواب على حقيقته: مجلس يختبئ من تسونامي الإنتفاضة، علما أنه مجلس فتي ولم يمض على انتخابه سوى سنة ونصف سنة، ومن من أعضائه وصل إلى ساحة النجمة اليوم، فإن عدده لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة.

هذا في الحسابات الشعبية، أما في الحسابات السياسية، فإن تطيير الجلسة يعتبر نكسة لرئيس المجلس نبيه بري الذي ما كان ليصر على عقد الجلسة لو لم يتلق ضمانات من الكتل النيابية التي كانت ستشارك، بأن أعضاءها سينزلون إلى البرلمان، فهل "حسبها غلط"؟ أم أن الذين وعدوه أخلوا بوعدهم تحت وطأة الإنتفاضة؟

أيا يكن الجواب، فإن ما هو ثابت أن الإنتفاضة تراكم الإنجازات الواحد تلو الآخر.

الملاحظ على هامش جلسة اليوم أن الرئيس بري لم يحدد موعدا لجلسة ثالثة فيما الاسبوع الماضي حدد الجلسة الثانية اليوم.

تحدث كل هذه التطورات في وقت ما زالت أزمة استشارات التكليف تراوح مكانها في ظل عدم صدور أي موقف من قصر بعبدا لتحديد موعد هذه الإستشارات.

هذا التريث يعكس تعمق الأزمة ولاسيما بين الأطراف المعنيين: فالأزمة منفجرة بين بعبدا وبيت الوسط.

إذا استشارات التكليف متعثرة، واليوم انفجرت بين بيت الوسط وعين التينة، على خلفية تطيير الجلسة العامة.

إذا استشارات التكليف والتأليف متعثرة، والحصيلة مجددا: الإنتفاضة تراكم الإنجازات، والسلطة تراكم الإخفاقات.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

جلسة تشريعية ثانية تسقط بضربة ثورة .. وصدق ولثلاثاء آخر لم يكن مجلس النواب سيد نفسه ولا استطاع إليه سبيلا.. ومن أمكنه ذلك كان إما عبر قضاء الليل حتى الصباح في محيط ساحة النجمة وإما بالوصول عبر دراجة نارية كالنائب علي عمار الذي كان شغل منصبين هما: نائب في السلطة ومتظاهر يرفع القبضة ضمانا لعبور آمن، ولما بات وزير المال علي حسن خليل مع رئيس المجلس في الغرف القريبة المغلقة، فقد استيقظ على موكبه يطلق النار بين المتظاهرين، ما دفعه إلى إطلاق رشقات سياسية على وزيرة الداخلية ريا الحسن.

وزيران سقطا بالتدافع السياسي، ومتظاهرون تعرضوا للدهس، ومداخل مجلس النواب تحولت الى طوق بشري منع النواب من التفكير في تجاوز الخطوط الحمر، هي ساعات من التظاهر والتصدي وملاحقة كل من تسول له نفسه ارتداء الزي الرسمي الذي يؤشر إلى السعادة.

أحكم المتظاهرون السيطرة على برلمان الشعب فاعادوا "النصابين " أدراجهم بلا نصاب شعب الثورة قدم مباراياته في الشارع مسجلا اثنين- صفر على السلطة في سلة البرلمان، أما شغب القصور فقد تولاه الحكم المتمثل في الرئيس ميشال عون وآخر أهدافه تشكيله حكومة مع التأليف والتكليف .. متنوعة بين سياسيين وتكنوقراط وهو حدد مزاياهم : كفاءة سمعة طيبة، ذوو اختصاص إضافة الى ممثلين عن " الحراك الشعبي .

شكلها ميشال عون..وقدمها إلى المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش الأمم المتحدة باتت تمتلك نسخة عن الحكومة في وقت لم تجر الدعوة الى الاستشارات بعد ما يقارب شهرا على الاستقالة. تكارم رئيس الجمهورية على الأمم .. فيما اقتصد على لبنان والرئيس المفترض أن يكلف صلاحيات رئيس الحكومة فرئيس البلاد الساهر على الدستور.. خرقه بصبيحة واحدة مع موفد أممي وتجاوز صلاحياته ليمد اليد الرئاسية على كل الرئاسات.

وبما يتبين فإن عون ساهرا فقط على مستقبل صهره وزير العهد. والسهر هذا لا يشمل بقية أفراد العائلة .. فإن لم تسمع من الشعب.. فعلى الأقل إسترق السمع إلى الصهر الركن شامل روكز الذي اختار الناس وانتقد سوء إدارة الأزمة وطالب بالإسراع في الاستشارات النيابية .. وإن لم يكن شامل فلتكن السيدة حرمه .. ابنتكم وابنة القصر كلودين عون التي أصبحت اليوم تسمي الاسماء بجبرانها ماذا فعلتم بالاستشارات ؟ أي طمأنينة قدمتوها للناس ؟ اليوم فقط تذكر نوابكم أنهم يعيشون منذ سنوات حياة " المساكنة " مع الفساد .. وأقروا بأنهم كانوا يتشاركون " التمريرات " مع سعد الحريري واليوم فقط نفضتم الغبار عن ملفات " غب الطلب " للتأكيد على أنكم تحاربون الفساد." فخامة الرئيس " ليس من اختصاصك تأليف حكومات قبل التكليف .. وكل الانبعاثات الفاسدة التي تصدرونها تهديدا ..لا تتعدى اساطير لا تنقذ عهودا وبدل ضياع الوقت " في تركيب ملفات " وتوليف حكومات .. أنصتوا الى صوت شعب كان لكم عظيما.

الرئيس مأخوذ بالمهاترات .. ومجموعات من حزب الله بغطاء غير رسمي تدير أمر عمليات ضد الاعلام وما تعرض ويتعرض له موظفو الجديد لا يقبله عقل ولا دين ..افتراءات وشتائم وصور إباحية وتوزيع خطوط زميلات وزملاء .. ومعظم الجيوش من البراغيت المهاجمة تحتمي بصورة السيد حسن نصرالله لادعاء الحصانة الحزبية ومع استمرار القصف المركز على الزملاء وأعراضهم فإن الحزب صمت عن الإدانة أو عن تسيطر بيان من بياناته الرادعة .. ولأن الصمت علامة الرضا فإن الجديد تحمله اليوم مسؤولية هذا الهجوم حتى يتبين العكس.

الجديد تركت الرد على رئيس مجلس الادارة تحسين خياط الى حينه.. وصمتت على الكثير من الافتراءات في الهرب والقروض وخلافه.. لكن عندما يصل الامر الى اعراض الناس.. فسوف لن نضع نقطة على اي سطر.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون أم تي في"

لا.. المجلس ليس سيد نفسه. فالمقولة التي تشبث بها الرئيس نبيه بري منذ ربع قرن اسقطها الشعب اليوم مؤكدا انه هو لا سواه سيد كل السلطات، بل حتى سيد كل المؤسسات. والشعب السيد أسقط في شهر واحد الحكومة، ومنع تأليف حكومة على قياس السياسيين، واسهم في تحقيق انتصار في نقابة المحامين.

اليوم استكمل الشعب السيد انتصاره فمنع مجلس النواب من الاجتماع لانتخاب هيئة جديدة لمكتب المجلس وللتشريع. اكثر من ذلك. ما حصل اليوم اسقط ما تبقى من هيبة للسلطة القائمة. فمن شاهد محيط مجلس النواب اليوم يتأكد له ان السلطة فقدت هيبتها لأنها صارت سلطة خائفة. انها تحتمي من غضب الناس بالاسلاك الشائكة والهراوات والبنادق وشرطة مكافحة الشغب.

لقد حولت السلطة ساحة النجمة ومحيطها ثكنة عسكرية علها تستطيع ان تعقد اجتماعاً للسلطة التشريعية. لكن الشعب كان بالمرصاد، وقال لها بالفم الملآن والزنود العارية: الامر لي. فسقط "سيد نفسه" وكان سقوطه عظيما، وتأكد للجميع مرة أخيرة ان ما بعد 17 تشرين الاول لن يكون ابدا كما قبله.

في القراءة السياسية: الرئيس بري والثنائي الشيعي تلقيا ضربة من خلال ما حصل اليوم. فمعظم القوى السياسية لم تبد متحمسة للجلسة باستثناء الرئيس بري وحليفه الطبيعي حزب الله. والدليل انه من اصل خمسة نواب وصلوا الى البرلمان، فان اربعة منهم ينتمون الى كتلة الرئيس بري، كما ان نائبا من حزب الله حاول الوصول لكنه لم ينجح. والاخطر في الموضوع ان ثمة من يحاول تحميل القوى الامنية مسؤولية اليوم البرلماني المقطوع.

ففي اوساط الرئيس بري انزعاج مما حصل، وهناك من يعتبر ان القوى الامنية كانت قادرة على تأمين طريق آمن للنواب، لو توافرت الارادة واتخذ القرار بذلك. الى اين من خلال كل ذلك؟ الى مزيد من الفوضى، والخلافات السياسية وضياع البوصلة والاتجاه. وخصوصا ان المواقف السياسية على حالها، وابرزها اليوم لرئيس الجمهورية الذي اكد انه يواصل جهوده لتشكيل حكومة تضم ممثلين عن مختلف القوى السياسية في البلاد اضافة الى وزراء تكنوقراط.وهذا يعني ان العقدة الحكومية على حالها، وان عملية التكليف عادت الى المربع الاول.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلثاء في 19 تشرين الثاني 2019

الثلاثاء 19 تشرين الثاني 2019

النهار

يقول وزير حالي إن "حزب الله" لا يزال يملك ورقة قويّة بيده وفيها أن يتوجّه جنوباً عبر افتعال مشكلة مع إسرائيل تصوّب الاهتمام إلى ساحة جديدة وتسقطها عن ساحات الحراك في الداخل وأنّه قد جهّز صواريخه لهذا الهدف.

عمدت هيئات تنظيم زيارة العتبات المقدّسة الشيعيّة إلى تقليص رحلاتها إلى سوريا بتوجيهات الثنائي الشيعي تجنّباً للمرور في القرى الواقعة على طريق الشام وخوفاً من حصول أي حوادث أمنيّة على القوافل.

ركّز أحد الوزراء العونيّين في مداخلة مُتلفزة على وجود "سوريّين ومُحشّشين" في صفوف المشاركين في الانتفاضة.

الجمهورية

يُردّد مسؤول بارز في مجالسه الخاصة أن مسؤولاً آخر خذله في موقف اتخذه خلافاً لإتفاق مسبق بينهما.

دفع حدث متفاعل مجموعة من الأحزاب إلى إعادة النظر في سلوكياتها وتعاطيها مع الواقع واستكشاف أسباب قصورها عن اللحاق بتطلّعات الناس.

قال نائب في تيار بارز إن مرجعاً بارزاً كان ماشياً في التفاهم حتى النهاية ولم يكن ليتخذ خطوة عكسية صادمة لو لم يتم تهديده من قطب حزبي بارز.

اللواء

تبلغت جهات في 8 آذار دعماً لمواقفها من دولة كبرى في ما خصَّ مواصفات الحكومة الجديدة..

أبلغ مرجع كبير عدم إطمئنانه لثبات اسم مرشّح، منذ اللحظة الأولى للمعلومات القاطعة التي نقلت إليه.

عقدت أكثر من جلسة مصارحة بين حزب بارز وأحزاب وتيارات حليفة، للتنسيق بعد الاعتذار عن التعرّض لنشطاء هذه الأحزاب!

البناء

قالت مصادر نيابية إنّ إفشال جلسة المجلس النيابي اليوم أبعد من الاحتجاج المفتعل على التشريع في ظلّ حكومة مستقيلة، أو التذرّع ببعض اقتراحات القوانين التي يمكن ردّها إلى اللجان، ورأت أنّ الهدف الفعلي هو إعلان لبنان دولة فاشلة حيث لا حكومة دستورية كاملة المواصفات ولا مجلس نيابي قادر على التشريع.

قالت مصادر دبلوماسية غربية إنّ بيانات وزير الخارجية الأميركية حول التظاهرات الإحتجاجية في إيران والعراق ولبنان ومنحها طابعاً سياسياً يتصل بالمواجهة الأميركية الإيرانية يمنح مصداقية لكلام إيران وحلفائها باعتبار ما يجري مؤامرة أميركية ويضعف فرص الاحتجاجات بتحقيق أهدافها المحلية…!

نداء الوطن

قالت مصادر غربية إنّ عقوبات ستُفرض على سياسيين ضغطوا على قيادات أجهزة أمنية للتعامل بعنف مع متظاهرين في العراق ولبنان، وذلك بناء على تقارير منظمات وجمعيات دولية.

استغرب مرجع سياسي كيف أن قصر بعبدا استأجر أجهزة تقنية من كاميرات وإضاءة للمقابلة التفلزيونية التي أجراها رئيس الجمهورية ميشال عون في الوقت الذي يملك فيه "تلفزيون لبنان" كل المعدات المطلوبة.

تحاول أحزاب من "8 آذار" دفع ناشطين في الحراك إلى لقاءات حوارية، بهدف خلق بيئة متوترة بين مجموعات في الحراك وإحداث شرخ في صفوفهم.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الإفلاس يطرق أبواب لبنان في غمرة انشغال السياسيين بـ"حرب البقاء"

العرب/20 تشرين الثاني/2019

تخفيض موديز لأكبر ثلاثة بنوك لبنانية مؤشر خطير ينذر بقرب الإفلاس، والمظاهرات الشعبية المندلعة في إيران تدفع حزب الله إلى التمسك بتشكيل حكومة لا يفقد السيطرة عليها. بيروت – تتخوف الأوساط اللبنانية من انهيار اقتصادي وشيك بدأت أعراضه تظهر للعلن، في ظل استمرار الحراك الشعبي، وانسداد أفق التسوية الحكومية. واعتبرت مصادر اقتصادية أن تخفيض مؤسسة موديز الدولية للتصنيف الائتماني لأكبر ثلاثة بنوك لبنانية، مؤشر خطير ينذر بقرب الإفلاس، وأن التدابير الأخيرة التي اتخذتها جمعية المصارف في لبنان تعد اعترافا من النظام المصرفي اللبناني بجسارة الأزمة الاقتصادية وحدّتها.

ومنعت المصارف أي تحويلات مالية نحو الخارج إلا للأغراض الشخصية الضرورية وبأحجام محدودة، فيما لم تسمح إلا بسحوبات أسبوعية داخلية لا تتجاوز مبلغ ألف دولار أميركي أسبوعيا. وتعد هذه الإجراءات سابقة في تاريخ لبنان الذي لم تتخذ مصارفه إجراءات على هذا المستوى حتى في مرحلة الحرب الأهلية 1975_1990. ويرى الاقتصاديون أن تقييم موديز وتدابير النظام المصرفي يطرحان علامات استفهام كبرى بشأن قدرة النظام المالي اللبناني على الصمود، كما يرفعان من مستويات القلق عما ستذهب إليه الأمور في حال انهارت قطاعات المال والاقتصاد في البلد.

رئيس البرلمان نبيه بري يقترح تشكيل حكومة من 20 وزيرا، 6 منهم وزراء يمثلون الاتجاهات السياسية و14 منهم تكنوقراط

وكانت أنباء تحدثت في الأيام الأخيرة عن ارتفاع الطلب على الخزنات المعدنية بما يؤشر إلى لجوء المواطنين إلى سحب إيداعاتهم المصرفية والاحتفاظ بها داخل خزنات خاصة. وقدرت مصادر مصرفية حجم الكتلة النقدية داخل خزنات خاصة في المصارف أو داخل خزنات خاصة خارجها بحوالي 2.2 مليار دولار.

ويحذر اقتصاديون من أن تقييم موديز سيمنع الجهات الأجنبية من إقراض لبنان أو الاكتتاب في سنداته الخارجية، فيما القرارات التي اتخذتها جمعية المصارف تؤشر إلى عدم قدرة المصارف على إقراض الدولة من خلال مصرف لبنان، ما يمكنها من مواجهة أعبائها ودفع مستحقات ديونها الخارجية. وأفاد رئيس اتحاد نقابة موظفي المصارف جورج الحاج، الثلاثاء، بأن “المصارف شهدت، في اليوم الأول بعد فتح أبوابها، ضغطا هائلا في مختلف المناطق اللبنانية”، مؤكّدا أن “الخطّة الأمنية الموضوعة دخلت حيّز التنفيذ”. وتتصادم لغة الأرقام المقلقة مع الحسابات السياسية التي ما زالت تحول دون الاتفاق على الصيغة المثلى لتشكيل حكومة. ويرى مراقبون أن اندلاع المظاهرات في إيران قد فاقم من الأزمة في لبنان من حيث حالة الإرباك التي يعاني منها حزب الله (وحلفاؤه) والتي تدفعه إلى التمسك بتشكيل حكومة لا يفقد السيطرة عليها. وفيما أشارت أوساط تحالف 8 آذار إلى أن البحث جار عن شخصية بديلة عن الحريري، ما زالت جهات أخرى تستبعد ذلك مؤكدة أن الثنائية الشيعية (حزب الله وحركة أمل) لا تزال تؤيد عودة الحريري إلى موقع رئاسة الحكومة، معتبرة أن أمرا كهذا بات يتطلب تهدئة التوتر الذي اندلع بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر بعد المواقف السلبية المتبادلة التي صدرت عن مكتب الحريري كما عن مكتب وزير الخارجية جبران باسيل. وفيما أكد الرئيس عون، الثلاثاء، نيّة السير في حكومة سياسية مطعمة بتكنوقراط وممثلين عن الحراك. وقد نقل عن رئيس البرلمان نبيه بري اقتراحه تشكيل حكومة من 20 وزيرا، 6 منهم وزراء يمثلون الاتجاهات السياسية و14 منهم تكنوقراط. نقل عن مقربين من الحريري أنه ما زال متمسكا بتشكيل حكومة خالية من السياسيين، وأنه جاهز من أجل ذلك للانسحاب من مهمة تشكيل الحكومة لصالح شخصية مثل نواف سلام مندوب لبنان السابق في الأمم المتحدة. ويتهم خصوم الحريري الأخير بأنه يسعى من خلال دعمه سلام، كما دعمه الصفدي قبله، إلى “إحراق” هذه الأسماء وإخراجها من بورصة التداول. وجاء هذا الاتهام واضحا في ما صدر عن التيار الوطني الحر الذي اعتبر بيان صادر عن دائرته الإعلامية أن الحريري يمارس سياسة ابتزاز خلاصتها “أنا أو لا أحد”. ولفت المراقبون إلى موقف صادر عن عضو كتلة “التنمية والتحرير” (التابعة لحركة أمل) محمد نصرالله، يفيد بأن “الكتلة متضامنة مع مطالب الحراك ولا مانع لدينا أن تجرى انتخابات مبكرة”، معتبرا أنّ “المطلوب الذهاب إلى قانون انتخابي غير طائفي يجعل لبنان دائرة انتخابية واحدة”. وعدّ ذلك اعترافا من شخصية قريبة من بري بضرورة الاعتراف بتقادم البرلمان الحالي والإتيان ببديل يتسق مع مطالب الحراك الشعبي.

 

انتفاضة لبنان تحت المجهر الأميركي الأوروبي مجددا

العرب/20 تشرين الثاني/2019

حشود الغضب تهز بيروت وتشل البرلمان وسط مخاوف من لجوء السلطة إلى استعمال العنف لتقويض الانتفاضة الشعبية.

بيروت - تراقب أوروبا والولايات المتحدة الانتفاضة اللبنانية وسط مخاوف من لجوء السلطة إلى العنف لوأدها. وعلمت “العرب” أن اجتماعا أميركيا فرنسيا بريطانيا كان من المتوقع عقده في باريس، الثلاثاء، لبحث الملف اللبناني. ويمثل الولايات المتحدة في الاجتماع مساعد وزير الخارجية ديفيد شنكر. وكانت مصادر مطلعة تداولت، قبل نحو أسبوعين، معلومات عن استعداد أميركي أوروبي لطرح مشروع قرار في مجلس الأمن يقضي بإدراج لبنان تحت البند السابع في حال استهدفت القوى الأمنية أو غيرها المنتفضين على السلطة وفسادها. وينص البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة على اتخاذ “إجراءات قسرية” في حال كان السلام مهددا وتتراوح بين العقوبات الاقتصادية واللجوء إلى القوة. ويخشى مراقبون أن تلجأ السلطة إلى استعمال العنف لتقويض الانتفاضة، وهي المخاوف التي تبررها تهديدات الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله. ويعتبر المراقبون أن حزب الله وحلفاءه باتوا يشعرون بالخطر جراء الحراك الشعبي لما يشكله من تهديد للمنظومة السياسية الحاكمة التي يرعاها وأن ذلك التحالف يحتاج حكومة تحمي تلك المنظومة وتدافع عن مصالحها. واعتبرت تلك المعلومات بمثابة إنذار إلى المعنيين في لبنان لمنع الاعتداء على المتظاهرين. ويتوقع مراقبون أن يصطدم مشروع القرار بفيتو روسي ويستند هؤلاء على موقف موسكو المعارض لمطالب المحتجين بتشكيل حكومة تكنوقراط تقطع مع نظام المحاصصة الطائفية.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف اعتبر الأسبوع الماضي أن “فكرة تشكيل حكومة تكنوقراط في لبنان هي أمر غير واقعي“. واستهجنت وزارة الخارجية الأميركية، ليل الاثنين، موقف موسكو مما يشهده لبنان إذ لمحت إلى مؤامرة ودور أميركي. ويكاد الموقف الروسي يتطابق مع الرؤية الإيرانية و”النصيحة” التي أسداها المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي للمنتفضين في لبنان قبل اندلاع شرارة الاحتجاجات في إيران بالتغيير ضمن الأطر الدستورية أي الشرعية التي أسقطها الشارع. ورأى مصدر لبناني أن الجميع الآن في طريق مسدود في غياب الحكومة ودور لرئيس الجمهورية ميشال عون الذي يفترض “أن يلعب دور الحكم بين سعد الحريري الذي يعتبر أن لا حكومة من دونه و’حزب الله’ الذي يتصرف أيضا استنادا إلى اقتناعه بأن لا حكومة من دونه“. ولوح الرئيس ميشال عون، الثلاثاء، بجزرة إشراك “ممثلين عن الحراك الشعبي” في الحكومة المقبلة إلى جانب اختصاصيين وكرر أنها ستكون سياسية خلافا لمطالب المنتفضين. وكتب في تغريدة على تويتر أن الهدف من عدم تحديده موعدا للاستشارات النيابية هو “إزالة العقبات أمام تشكيل الحكومة وتسهيل مهمة الرئيس المكلف”.

وإذ وصف فارس سعيد الأمين العام سابقا لـ14 آذار غياب دور رئاسة الجمهورية بأنه أقرب إلى “الانفصال عن الواقع الحقيقي للناس” شدد على أن عون “لا يؤدي دوره الدستوري واستمراره في منصبه غير وارد”. وتابع “هو في حماية الجيش والحرس الجمهوري معزول مع صهره -الوزير جبران باسيل- في القصر المحاط بالأسلاك الشائكة كأنه ثكنة” عسكرية . وذكر أن اللبنانيين باتوا أمام “معادلة مستحيلة وأزمة حكومية طويلة”. لكنه أبدى تفاؤلا بقدرة الانتفاضة على الصمود جازما بأنها ستنتصر. واعتبر أن الجميع الآن أمام “مرحلة انتقالية للإفلات من النفوذ الإيراني تدريجيا بعد مرحلة هيمنة حزب الله” مذكرا بأن فريق 14 آذار كان أمن الانتقال من حقبة الوصاية السورية بعد اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري. ومع ذلك أبدى فارس تخوفا من “عدم وجود مؤسسات قادرة الآن على تأمين العبور” من نفوذ إيران إلى القرار اللبناني الذي يريده المنتفضون في الشارع. وكانت الشوارع المؤدية إلى ساحة النجمة حيث مقر البرلمان شهدت صخبا منذ الصباح الباكر، الثلاثاء، واحتشد المتظاهرون عند مداخل المنطقة التي طوقتها قوى الأمن.

وحاول موكب رسمي تردد أنه لوزير الخارجية جبران باسيل قبل نفي الخبر اختراق الحشد الغاضب للوصول إلى مجلس النواب لكنه حوصر فأطلق من فيه النار في الهواء وهو يغادر فيما المتظاهرون يطاردونه.  وكان حزبا القوات اللبنانية والكتائب وتكتل اللقاء الديمقراطي أعلنت مسبقا مقاطعتها الجلسة التشريعية للبرلمان. وعاش اللبنانيون، الثلاثاء، يوما آخر صاخبا بدأ صباحا بتحدي عقد جلسة للبرلمان لتشريع قانون للعفو العام يعتبر المنتفضون أن من شأنه ذرّ الرماد في العيون وتحويل الأنظار عن الأولويات في مطالبهم خصوصا بدء رئاسة الجمهورية استشارات نيابية لاختيار شخصية تكلف بتشكيل حكومة تكنوقراط وإقصاء الفاسدين واستعادة الأموال المنهوبة. ونجح حصار فرضه المحتجون حول منطقة مجلس النواب بمنع انعقاد الجلسة التشريعية للبرلمان الذي استند إلى فتوى دستورية ليمدد للجانه في الوقت ذاته. وقال مصدر سياسي لـ”العرب” إن الانتفاضة قادرة على الصمود مستبعدا بقاء ميشال عون في منصبه. وكانت أوساط لبنانية وعربية اعتبرت أن الأزمة اللبنانية دخلت منعطفا خطيرا بعد الحديث التلفزيوني الذي أدلى به ميشال عون، الأسبوع الماضي، واستفز المحتجين. وحيّد الحراك الشعبي منذ بدئه ميشال عون عن قائمة المسؤولين المطالبين بالرحيل وركز على صهره جبران باسيل لكن تصريحاته المدافعة عن حزب الله دفعت المحتجين لضمه إلى قائمة المغضوب عليهم.

 

تراجع سندات لبنان الدولارية إلى مستويات قياسية

المدن/20 تشرين الثاني/2019

هبطت سندات لبنان الحكومية المقومة بالدولار إلى مستويات قياسية جديدة متدنية، بعد أن خسرت بالفعل ما يزيد عن ثلث قيمتها منذ بدء الاحتجاجات قبل ما يزيد عن شهر. وأدت مخاوف بشأن اتجاه البلد نحو انهيار اقتصادي إلى انخفاض بعض السندات الطويلة الأجل بما يصل إلى 44.5 سنت في الدولار، من نحو 70 سنتاً حين اندلعت الاحتجاجات، حسب وكالة "رويترز". يُذكر أن لبنان ينوء بواحد من أعلى معدلات الدين العام إلى الناتج المحلي الإجمالي في العالم، عند نحو 150 في المئة.

 

الانتفاضة اللبنانية تسقط جلسة البرلمان 

موقع درج/19 تشرين الثاني/2019

كان يوماً لبنانياً بامتياز، ووحدها السلطة وأهلها وإعلامها كانوا خارجه. والانتفاضة اللبنانية اذ تسجل انجازاً تلو الإنجاز لا يبدو أن أهل السلطة بوارد الاستماع إليه

إنجاز جديد للانتفاضة اللبنانية تحقق اليوم. لقد تم تعطيل الجلسة النيابية التي كان قد دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري لتمرير قانون العفو. ومنذ ساعات الصباح الأولى تدفق المتظاهرون إلى وسط بيروت وأقفلوا كل المداخل المفضية إلى البرلمان، وترافق ذلك مع شعور الكتل النيابية بالضغط فبدأ عدد منها بإعلان مقاطعته الجلسة. المشهد في ساحات الوسط التجاري كان قاطعاً، والنواب المتسللون وصفهم المتظاهرون بـ”فئران المجلس”، أحدهم أطلق مرافقوه النار من بنادقهم، فيما تسلل نائب حزب الله علي عمار على متن دراجة نارية بعد أن منعه المتظاهرون من العبور.

كان صباحاً مشرقاً للانتفاضة اللبنانية. المتظاهرات قبل المتظاهرين تصدروا مشهد إقفال مداخل المجلس، ومرة أخرى كشفت التظاهرة اللبنانية قدرة على سلمية الانتفاضة وعلى فعاليتها. إنه يوم الإصرار ويوم الضغط المباشر على النظام المختبىء في المجلس، وحين أُعلن تأجيل الجلسة لم يحتفل المتظاهرون. ارتابوا في الإعلان، ذاك أن الثقة منعدمة بكل شيء، وهم يريدون أن يعاينوا خروج النواب من المجلس بأعينهم.

قال إعلام السلطة عشية يوم التصويت على قانون العفو أن مشهد الانقسام بين كتل 8 و14 آذار سيرتسم مجدداً يوم الجلسة! هذا الكلام هو جزء من مساعي استدراج الناس للانقسام تبعاً لمشهد ما قبل الانتفاضة. الجواب كان حاسماً. نواب وكتل نيابية هي في صلب تحالف 8 آذار أعلنت صبيحة هذا اليوم مقاطعتها الجلسة. كتلة نواب المردة والنائب جميل السيد وأعضاء سابقين في تكتل لبنان القوي مثل نعمة افرام وشامل روكز. هذا الأمر عاد وعطل مقولة الانقسام، وهو مشهد رسمته الساحة وأملته الانتفاضة.

كان يوماً لبنانياً بامتياز، ووحدها السلطة وأهلها وإعلامها كانوا خارجه. والانتفاضة اللبنانية اذ تسجل انجازاً تلو الإنجاز لا يبدو أن أهل السلطة بوارد الاستماع إليها، ذاك أن الدعوة لعقد الجلسة كانت تحدياً كبيراً للمنتفضين، وهو تحدٍ تعمدته السلطة معتقدة أن بإمكانها استئناف حضورها المتغطرس، وممارسة خرقها للقانون والدستور عبر عقد الجلسة على رغم عدم دستوريتها. وإذا كان رئيس المجلس نبيه بري هو المصاب الأول بتعطيل الجلسة، إلا أن حلفاؤه في السلطة أي التيار العوني وحزب الله أصيبوا أيضاً، وهو درس الأرجح أنهم لن يتعلموا منه شيئاً، فالمشهد كان واضحاً وهم لم يكترثوا لدلالاته وكان انعقاد الجلسة فيما لو حصل كسر لإرادة المتظاهرين، وهؤلاء الأخيرون ليسوا خصومهم في شوارعهم وجماعاتهم وطوائفهم، وعلى رغم ذلك أصروا على حضور الجلسة.

المتظاهرات قبل المتظاهرين تصدروا مشهد إقفال مداخل المجلس، ومرة أخرى كشفت التظاهرة اللبنانية قدرة على سلمية الانتفاضة وعلى فعاليتها. إنه يوم الإصرار ويوم الضغط المباشر على النظام المختبىء في المجلس

سقطت الحكومة في الشارع، وتم تعطيل جلسة التشريع الأولى والثانية، وخسرت السلطة انتخابات نقابة المحامين ولم تنجح بالعثور على شخصية تقبل بتأليف الحكومة حتى الآن، كل هذه الوقائع وما زالت السلطة تعتقد بإمكان ترميم أوضاعها ومعاودة ضبط الشارع ضمن منظومة فسادها وفشلها. والحال أن التظاهرة كشفت عن استحالة قبول المشاركين فيها بما تعرضه السلطة وهم يعاينون يومياً محاولاتها الالتفاف على مطالبهم. محاولات تشكيل الحكومة قبل تحديد موعد الاستشارات مؤشر حاسم على هذا الميل، واتهام المتظاهرين بأنهم ممولون من السفارات مؤشر آخر، وتسخير إعلام السلطة لتظهير مساوىء التظاهرة هو النشاط الوحيد لهذا الإعلام. وما يبدو أن السلطة لم تفهمه بعد هو أن المتظاهرين خرجوا هذه المرة من حساسيات لم يألفها أهل الانقسام الأهلي. لا تعنيهم الانقسامات التي تذكرهم بها كل يوم يوم صحف مقربة من حزب الله ومن التيار العوني، ولا يعرفون شيئاً عن السفارات التي يُتهمون بالولاء لها، ولا يملكون سوى ابتسامة الحائر عندما تسألهم مذيعة الـ”أو تي في” عنها.

 

الوكالة الوطنية تكذب: المتظاهرون اعتدوا على الموكب السياسي!

المدن/19 تشرين الثاني/2019

تستمر "الوكالة الوطنية للإعلام" بالتحريض ضدّ المتظاهرين وتصويرهم على أنهم مفتعلي الشغب والفوضى، حيث نشرت اليوم خبراً جاء فيه أن المعتصمين في رياض الصلح، يقومون بإصدار الضجيج والأصوات بضربهم على الطناجر والجدران المعدنية الموجودة حول المباني في الساحة.

لكن الأدهى، هو ما ورد في الخبر نفسه، نقلاً عن مندوب الوكالة، الذي قال إنّ بعض المتظاهرين اعترضوا موكباً أمنياً يضم ثلاث سيارات رباعية الدفع تعود لقوى الأمن الداخلي وتحمل لوحاتها، وإنهم اعتدوا عليها بالرشق بالحجارة والعصي أثناء مغادرتها من أسواق بيروت باتجاه "ستاركو". إلا أنّ كل من كان يُشاهد البث المباشر عبر شاشات التلفزيون ورسائل المراسلين من أرض الحدث، يدرك تماماً أن الحقيقة مغايرة لما ادّعته الوكالة، الماضية قدماً في تحريف الحقائق وقلب الوقائع، وهو ما أكّده العديد من الناشطين في مواقع التواصل، الذين قالوا إنّ ما حصل هو "محاولة سيارة دهس المتظاهرين، وإطلاق النار من داخل الموكب"، في حين أن الفيديوهات والصور المتداولة تشكّل الدليل القاطع على ما حصل. ومنذ أن أقال وزير الإعلام في الحكومة المستقيلة، جمال الجراح، مديرة الوكالة الوطنية، لور سليمان، وكلف بدلاً منها زياد حرفوش المحسوب على التيار العوني، تبدو الوكالة منحازة إلى خطاب السلطة ضد ثورة الشعب اللبناني. فنشرت الوكالة، قبل أسابيع مثلاً، خبراً بعنوان "منظمات دولية أبلغت السلطة الرسمية اللبنانية قلقها من مشاركة اولاد في مسيرات من دون مرافقة ذويهم"، من دون أن تسمي هذه المنظمات التي يستحيل في العادة ألا تعلن عن نفسها في بياناتها الرسمية.

 

 الحريري يشدد على حكومة تكنوقراط... ولا يتمسك برئاستها

بيروت: «الشرق الأوسط»»/19 تشرين الثاني/2019

تستقر عوائق تكليف رئيس جديد للحكومة اللبنانية المزمع تأليفها، عند مربع الخلاف على شكل الحكومة، وسط إصرار رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري على تشكيل حكومة من الاختصاصيين (تكنوقراط)، ليس من الضرورة أن تكون برئاسته، في مقابل إصرار «الثنائي الشيعي» و«التيار الوطني الحر» على تأليف حكومة «تكنوسياسية»، بينما يمضي الرئيس ميشال عون بمشاورات مع الأطراف للتفاهم على شكل الحكومة.

ونقلت مصادر عن الحريري تأكيده خلال رئاسته اجتماع المكتب السياسي لـ«تيار المستقبل»، أمس، حرصه الشديد على «ضرورة ولادة الحكومة في أسرع وقت، واليوم قبل الغد، لإخراج البلد من الأزمات المتنوعة». وأضافت لـ«الشرق الأوسط» أنه شدد على أن «لا ضرورة لأن تكون الحكومة برئاسته». وأوضحت أنه كان مصراً على «أن نأتي بحكومة تكنوقراط، وأنا أؤيدها لأنها السبيل الوحيد لإخراج البلد من أزماته المتنوعة، ويجب الإسراع بإجراء الاستشارات النيابية الملزمة؛ لأنها الطريق الجدي الوحيد للخروج من الأزمة».

وترأس الحريري في «بيت الوسط»، أمس، اجتماعاً للمكتب السياسي لـ«تيار المستقبل»، تمحور النقاش خلاله حول مجمل الأوضاع السياسية العامة، ولا سيما الظروف المتعلقة بعملية تشكيل الحكومة الجديدة. ونقلت المصادر عن الحريري قوله إنه ليس المهم بالنسبة إليه من يأتي لرئاسة الحكومة؛ بل المهم أن تكون حكومة تكنوقراط «لإحداث صدمة، ومحاكاة الحراك الشعبي». وأضاف أن «البلد لم يعد يتحمل أزمات، وبات بحاجة إلى إنقاذ؛ لأن الفراغ قاتل له ولنا».

وقال الحريري، بحسب ما نقلت عنه المصادر: «أنا من جهتي حريص على التجاوب مع مطالب الحراك الشعبي؛ لأنه كما قلت البلد لا يتحمل مزيداً من الخضات، ونحن في غنى عنها؛ لأن هذه المطالب هي مطالب كل اللبنانيين، وعلينا التجاوب معها والتعامل بإيجابية، ولم أسمع من أحد أنه يرفضها».

وتطرق الحريري إلى موضوع طرح اسم الوزير الأسبق محمد الصفدي، لتكليفه برئاسة الحكومة، وقال: «أنا على موقفي الذي تم التعبير عنه في البيان الصادر عن مكتبي الإعلامي (أول من أمس) وما ورد في البيان دقيق جداً، ولو ذهبوا إلى الاستشارات لسميته وكنت صادقاً معه بضرورة المجيء بحكومة اختصاصيين». وكرر تأكيد أنه اقترح اسمه إلى جانب اسم القاضي نواف سلام «لكن باسيل أصر على الصفدي، وأنا مشيت بالاسم». وأشار إلى اتصالات جارية لكن «لا نتائج ملموسة حتى الآن».

وفي ظل هذا الانغلاق السياسي، الذي أحيط بتأزم إضافي إثر السجالات بين «التيار الوطني الحر» و«تيار المستقبل» على خلفية سحب الصفدي اسمه من التداول كشخصية محتملة لتأليف حكومة برئاسته، أكدت مصادر وزارية مطلعة على أجواء القصر الرئاسي لـ«الشرق الأوسط» أنه «حتى الآن لا دعوة للاستشارات النيابية الملزمة». ولفتت إلى أن «المشاورات بخصوص التكليف والتأليف مستمرة، واستؤنفت بعد موقف الوزير الصفدي الذي أعلن سحب اسمه من التداول كمرشح لموقع رئاسة الحكومة، وبالتالي ستتابع المفاوضات للاتفاق على صيغة لموضوع التكليف حتى تتسهل عملية التأليف». وأوضحت أن إجراء مشاورات لتكليف أي شخصية «يتم لتجنب أي عوائق تؤخر تأليف الحكومة فيما بعد، وكي لا نقع في مشكلة لاحقة إذا لم يتمكن الرئيس المكلف من تأليف حكومة»، لافتة إلى أن المشاورات التي يقوم بها الرئيس عون «تسعى للوصول بالحد الأدنى إلى شكل الحكومة وليس الأسماء». ولفتت إلى أن «وجود وجهتي نظر بين حكومة تكنوقراط وأخرى تكنوسياسية يحتاج إلى توضيح؛ لأن المواقف لم تُحسم بعد، ولم تعلن الكتل مواقفها؛ لكن عندما تصبح حصيلة المشاورات واضحة، ستتم الدعوة للاستشارات النيابية التي يليها التكليف والتأليف بلا عوائق، بعد أن يتم التفاهم على خطوطه العريضة قبل التكليف». ووسط إصرار الحريري على تشكيل حكومة تكنوقراط ترضي الشارع المنتفض منذ 32 يوماً، استغربت مصادر مواكبة لمشاورات التكليف عبر «الشرق الأوسط» رفض الحريري الولوج في مهمة الإنقاذ بحكومة ذات أغلبية تكنوقراط، في رد على إصراره على تشكيل حكومة تخلو من الحزبيين، لمحاكاة الشارع المُطالب بحكومة تكنوقراط. وكانت مصادر مواكبة للتشكيل قالت لـ«الشرق الأوسط» إن الفريق المطالب بحكومة تكنوسياسية مختلطة «لا يطالب بتولي وزراء حزبيين لحقائب وزارية مهمة، ولا يعارض أن يتولى ممثلو الأطراف السياسية وزارات دولة، بهدف تقديم تسهيلات إضافية وإنقاذ الوضع».

 

جمعية المصارف: إقبال كثيف نسبياً للزبائن

المدن/20 تشرين الثاني/2019

صدر بيان من جمعية المصارف تناول أداء المصارف والزبائن والقوى الأمنية، بعد عودة المصارف إلى عملها المعتاد، وفق الإجراءات الجديدة الموحدة. وجاء في البيان:

"أجرى رئيس وأعضاء مجلس إدارة جمعية مصارف لبنان، طوال اليوم، سلسلة اتصالات بمجمل المصارف العاملة في لبنان لمواكبة مجريات الأمور، بعد فترة طويلة من الإقفال القسري للقطاع المصرفي. وقد تبيّن بنتيجة هذه الاتصالات، أن المصارف شهدت على العموم إقبالاً كثيفاً نسبياً من قبل الزبائن، الذين تفاعلوا بإيجابيّة مع إجراءات الموظفين، وأبدوا تفهّماً للتوجيهات العامة الموقّتة التي زوّدت بها الجمعية موظفي المصارف يوم الإثنين من أجل تجاوز الأوضاع الاستثنائية الراهنة". وتوجهت الجمعية بالشكر لوزارة الداخلية وللقوى الأمنية على التجاوب السريع والفعّال مع مطلب الجمعية، بتوفير الشروط الأمنية المؤاتية لإستئناف عمل المصارف.

 

قضية استراحة صور: إخلاء سبيل ثمانية موقوفين فقط!

رولا فرحات/المدن/20 تشرين الثاني/2019

بعد أكثر من ثلاث أسابيع على احتجاز الموقوفين في قضية حرق وتخريب استراحة صور السياحية، والكثير من المماطلات في بت الملف، حدث تطور إيجابي تمثّل بالإفراج عن ثمانية موقوفين، بكفالة مالية قدرها 500 ألف ليرة وسند إقامة. فيما ينتظر الموقوفون العشرة الباقين اللحاق بمن سبقهم.

كفالة باهظة

قضية استراحة صور السياحية لم تنته بعد. وإخلاءات السبيل هي المرحلة الأولى ضمن مسار قانوني طويل، إلا في حال قامت الجهة المدعية بإسقاط الدعوى. إخلاءات السبيل تمّت بعد مماطلات عدة في الملف، لأسباب معلومة ومجهولة. وقد كان من الممكن اليوم عدم الإفراج عن الموقوفين المخلى سبيلهم، بسبب رفض المدعي العام رهيف رمضان. إلا أن قاضي التحقيق مارسيل حداد وقّع إخلاء السبيل بعد سوق الموقوفين الثمانية من مخفر صور إلى صيدا.

وحسب بيان لجنة المحامين المدافعين عن المتظاهرين، قرر يوم الثلاثاء قاضي التحقيق الأول في الجنوب القاضي مرسال الحداد إخلاء سبيل ثمانية من الموقوفين في قضية استراحة صور بكفالة 500 الف ل.ل. بعد عدم اعتراض الشركة المالكة للاستراحة. وقرر رفض إخلاء سبيل الباقين. من ضمنهم قاصران اثنان. وعليه، تقدم المحامون بطلبات اخلاء سبيل جديدة للموقوفين الآخرين.

وذكر البيان أن " القاضي حداد استجوب 11 موقوفًا الثلاثاء بحضور المحامين المتطوعين جاد طعمة وحسن بزي وهلا حمزة وفاروق المغربي وملاك حمية وهاني الأحمدية وغيدة فرنجية وباسل عباس وهبة فرحات ولمى الأمين وعبد البديع عاكوم، علمًا أنه كان قد استجوب ثمانية موقوفين في الجلسة السابقة بتاريخ 14 تشرين الثاني.

المستغرب هو حجم الكفالة المالية التي تم تحديدها لإخلاء السبيل. وقد اعتبرها المحامون مبلغًا عاليًا، يفوق قدرة الأهالي على تسديده. وهو ما جعل المحامين يقومون بالتبرع لتسديد مبلغ الـ4 مليون ليرة. وحده الشاب إبن الثمانية عشر عاماً هادي عطية خرج من دون كفالة مالية، بعد إسقاط الدعوى الموجهة ضده من رندة بري بجرم القدح والذم. فقضية هادي تختلف عن الموقوفين الآخرين. إذ أن اعتقاله جاء بعد انتشار فيديو يظهر فيه عطية يشتم رندة بري. وحسب أحد المقرّبين من عطية، فإن توقيف هادي جاء بالاسم من السيدة برّي بعد مشاهدتها الفيديو. وذكر المصدر، أن سلسلة اتصالات جرت بين ذوي الشاب هادي عطية والمحامي علي رحال من أجل التوصل إلى اسقاط الدعوى بحقه. ومع سقوط الحق الشخصي يسقط الحق العام، حسب المحامي علي عباس، أحد محامي الحراك.

ظروف الاعتقال

من أصل 150 شخصًا تم استدعاؤهم للتحقيق معهم، تم توقيف 51 مطلوبًا. الجزء الأكبر منهم تم تركهم بإشارة من النيابة العامة التمييزية، أما الثمانية عشر موقوفًا فقد جرى حبسهم لأكثر من 25 يومًا. الخطوة الثانية بعد إخلاءات السبيل، هو انتظار القرار الظني بحق المتهمين، وفيه يحدّد إذا ما كانوا متهمين بالجريمة، ويتم تحويلهم إلى محكمة الجنايات أو منع محاكمتهم وصدور قرار براءتهم.

منذ لحظة تنفيذ الاعتقالات في قضية حرق الاستراحة خلال الأيام الأولى لاندلاع الانتفاضة، أجمع أهل منطقة صور على عشوائية واضحة في استدعاء الأسماء. أشخاص تم القاء القبض عليهم من منازلهم بطريقة بوليسية، وآخرون تم استدعاءهم وتسليم أنفسهم طوعًا لمخفر صور. ويُجمع الموقوفون المتروكون أنهم بريئون من التهمة التي نٌسبت إليهم، ولا دليل يُثبت إدانتهم. أما الموقوفون الثمانية عشر فيُعانون الأمر نفسه، فقد مضى على توقيفهم أسابيع من دون وجود دليل يُدينهم. إلا أن إجراءات توقيفهم استمرت. أحد سكان بلدة معركة، وهو موقوف سابق يقول في حديث لـ "المدن" أن "اسمه جاء نتيجة إخبارية تقدّم بها مخبرون محليون، وقوى الأمن تأكدت من براءتي، علمًا أنها تعلم جيدًا من هم الأشخاص المتورطون في قضية حرق استراحة صور. لكن وساطات وشخصيات نافذة قامت بالتغطية عليهم".

في المخفر، حيث يُسجن الموقوفون قيد التحقيق، عاشوا في غرفة صغيرة تسع لـ 8 أشخاص كحد أقصى، حيث وُضع فيها أكثر من 20 سجينًا من دون وجود متنفس. وحسب أحد المفرج عنهم، لم يكن بإمكان السجناء النوم، وكانوا يتناوبون على النوم في الحمام.

إذًا، ينتظر عشرة أشخاص، بينهم قاصرون، يوم الخميس المقبل للحصول على إخلاءات السبيل إسوةً بالآخرين المفرج عنهم. هذا الأمر أزعج عبد العزيز مسلماني من بلدة الشعيتية قضاء صور، والد أحد الموقوفين. وهو أكّد في حديث لـ "المدن" براءة ابنه من الجرم المنسوب إليه، وأن "جرمه الوحيد هو المشاركة في التظاهرات"، متسائلاً: "لماذا يتم إخلاء سبيل البعض فيما يُبقى على الأخرين قيد الاحتجاز؟".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

إسقاط 4 صواريخ فوق القنيطرة... وإسرائيل تُطلق صفارات الإنذار

مواقع الأكترونية/18 تشرين الثاني/2019

أفادت "العربية"، اليوم الثلاثاء، بـ"اعتراض وإسقاط 4 صواريخ فوق القنيطرة السورية، والتي أعقبت إطلاق صفارات الإنذار في مستوطنات الجولان المحتل والجليل الأعلى". واضافت أنه "تم اعتراض الصواريخ في المنطقة الشمالية بواسطة القبة الحديدية". من جهته، أفاد التلفزيون السوري، بـ"سماع دوي انفجارات قرب مطار دمشق الدولي". وفي السياق، أكدت "سبوتنيك"، أن "الدفاعات الجوية السورية أسقطت عددا من الصواريخ يرجح أنها إسرائيلية في محيط مطار دمشق الدولي". من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إن "صافرات إنذار حذرت من صواريخ قادمة انطلقت، اليوم الثلاثاء، في منطقة هضبة الجولان المحتلة". ولم يتضح إن كانت الصافرات أعقبتها صواريخ في المنطقة التي احتلتها إسرائيل والمتاخمة لسوريا.

 

انفجارات قرب مطار دمشق وإسرائيل تعترض صواريخ أطلقت من سورية وتركيا هددت بعملية جديدة شرق الفرات وأميركا نفذت إنزالاً جوياً بالحسكة

دمشق – وكالات»/19 تشرين الثاني/2019

أفادت وسائل إعلام سورية أمس، بسماع دوي انفجارات قرب مطار دمشق الدولي، من دون أن تحدد أسبابها، تزامناً مع إعلان الجيش الإسرائيلي عن اعتراضه لأربعة صواريخ أطلقت من سورية. وذكرت وسائل الإعلام الرسمية السورية إنه تم سماع دوي انفجارات ضخمة أمس، قرب مطار دمشق الدولي من دون إعطاء تفاصيل إضافية. من جهته أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان، أنه اعترض أربعة صواريخ من أراض سورية بواسطة القبة الحديدة، وتم إسقاطها خارج إسرائيل، وسط دوي صافرات إنذار في منطقة هضبة الجولان المحتلة. بدوره، عزا المرصد السوري لحقوق الإنسان الانفجارات قرب مطار دمشق، نقلاً عن مصادر مطلعة، إلى استهداف إسرائيلي بنحو خمسة صواريخ لمواقع جنوب غرب دمشق، وسط تصدي الدفاعات الجوية السورية لها، حيث تمكنت من إسقاط بعضها. وأضاف ان عملية الاستهداف هذه جرت على المواقع التي انطلقت منها الصواريخ الأربعة من داخل الأراضي السورية على الجولان المحتل. وأشار إلى أن “حزب الله اللبناني والمبليشيات الإيرانية تنشط في المواقع المستهدفة”. وفي السياق، قالت مصادر ميدانية، ان دفاعات النظام السوري تصدت لأهداف معادية، وأسقطت عدداً من الصواريخ يرجح أنها إسرائيلية في محيط مطار دمشق، مضيفة ان عدداً من الصواريخ أطلقت من اتجاه المثلث السوري – اللبناني مع الجولان المحتل، وحاولت استهداف مواقع عسكرية سورية بريف دمشق الجنوبي. ورجحت أن “قوة تابعة لإيران أطلقت الصواريخ الأربعة باتجاه الجولان المحتل (جبل الشيخ)، وتم اعتراضها من قبل القبة الحديدية”.

من ناحية ثانية، هدد وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو ليل أول من أمس، بأن أنقرة ستبدأ عملية عسكرية جديدة في شمال شرق سورية إذا لم يتم اخلاء المنطقة من “قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، فيما أعربت وزارة الدفاع الروسية عن دهشتها من تهديد أوغلو. وقال تشاويش أوغلو، إن الولايات المتحدة وروسيا لم تنفذا ما نصت عليه الاتفاقات التي أوقفت عملية تركية ضد “قسد” في أكتوبر الماضي، داعياً الجانبين لتنفيذ ما هو ضروري بموجب الاتفاقات. من جانبه، أعلن نائب رئيس اللجنة الدولية في مجلس الفيدرالية الروسي فلاديمير غاباروف أمس، أن استئناف تركيا المحتمل للعمليات في سورية، يجب أن يكون موضوع مفاوضات يمكن من خلالها إقناع أنقرة بأن التكوينات الكردية سيتم سحبها من المنطقة الأمنية. وأشار إلى أن هذه المفاوضات ضرورية لتجنب الاشتباكات بين الجيشين السوري والتركي، مذكرا بأن روسيا توفي دائماً بوعودها. بدوره، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أمس، إن بلاده تعمل مع روسيا على حل “بعض الصعوبات” في شمال سورية. من جهة أخرى، انفجرت دراجة نارية مفخخة أمس، في مدينة جرابلس بريف حلب الشرقي، ما أدى لمقتل السائق وإصابة آخرين بجراح متفاوتة، بالإضافة لأضرار مادية في المنطقة. في غضون ذلك، أعلن تلفزيون النظام السوري، أن القوات الأميركية نفذت أمس، إنزالاً جوياً من مروحية على أحد المنازل في قرية تل أحمر بريف الحسكة الجنوبي واختطفت شابين شقيقين.

 

إيران تُقر باستمرار احتجاجات «ثورة البنزين» وتعد بإنهائها «خلال يومين» والتلفزيون الرسمي يبث مشاهد لملثمين في الشوارع... و«الباسيج» يتحدث عن أعمال نهب...

لندن - طهران - برلين: «الشرق الأوسط»/19 تشرين الثاني/2019

واصلت السلطات الإيرانية، أمس (الاثنين)، قطع خدمات الإنترنت عن البلاد، ما أوحى بأنها ما زالت تحاول احتواء الاحتجاجات الدامية التي انفجرت يوم الجمعة عقب إعلان الحكومة رفع أسعار المحروقات. وأقرت إيران، أمس، بأن «أعمال الشغب» لم تتوقف كلياً لكنها أكدت أن الوضع أصبح «أكثر هدوءاً».

وأشارت وكالة الصحافة الفرنسية إلى أن الاحتجاجات التي يُطلق عليها بعضهم «ثورة البنزين»، تسببت في إغلاق طرق رئيسية وتخللها إحراق مصارف ونهب متاجر، مضيفة أنها أدت إلى مقتل «ما لا يقل عن شخصين»، هما مدني وشرطي. لكن تقديرات عديدة أخرى تضع رقم الضحايا بما بين 12 و25 قتيلاً، بالإضافة إلى عشرات، وربما مئات، الجرحى. والقيود التي تفرضها السلطات الإيرانية على وسائل الإعلام تزيد من صعوبة التحقق من أرقام الضحايا التي يقدمها ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي.

وبث التلفزيون الإيراني الرسمي مشاهد لأعمال عنف ظهر فيها شبان ملثمون في شوارع تناثر فيها الركام، وهم يقومون بإضرام النار في مبانٍ، حسبما أوردت الوكالة الفرنسية التي لفتت، في الوقت ذاته، إلى أنه نادراً ما يقوم التلفزيون الرسمي ببث أي مظاهر للمعارضة في البلاد.

وتحدثت قوات «الباسيج» شبه العسكرية عن أعمال نهب، حسب وكالة «إسنا» شبه الرسمية. وكان قائد «الباسيج» الجنرال غلام رضا سليماني، ثد صرّح سابقاً بأن «المخطط الأميركي فشل»، في إشارة إلى زعم السلطات أن الاحتجاجات تقف وراءها الولايات المتحدة.

وبدأت المظاهرات، الجمعة، بعد الإعلان عن رفع سعر البنزين بنسبة 50% لأول 60 لتراً، و200% لكل لتر إضافي يتم شراؤه بعد ذلك كل شهر.

وقالت السلطات الإيرانية إنها اعتقلت أكثر من 200 شخص وفرضت قيوداً على استخدام الإنترنت، علماً بأن مواقع إيرانية تتبع أجهزة مختلفة في البلاد وضعت رقم الموقوفين عند حدود الألف.

وذكر موقع «نيتبلكس» الذي يراقب حركة «تويتر»: «بعد 40 ساعة من حجب إيران الإنترنت بشكل شبه تام، لا يزال الاتصال مع العالم الخارجي عند نسبة 5% من المستويات العادية».

ولم يتضح الوضع في شوارع المدن الإيرانية، صباح أمس (الاثنين)، بسبب انقطاع الإنترنت الذي أدى إلى توقف تدفق فيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي لمظاهرات أو أعمال عنف متصلة. لكن وكالة الصحافة الفرنسية نقلت عن علي ربيعي، المتحدث باسم الحكومة، قوله إن الوضع كان «أكثر هدوءاً» أمس. إلا أنه أضاف، في مؤتمر صحافي في طهران، أنه لا يزال هناك «بعض المسائل الصغيرة، ولن يكون لدينا غداً أو بعد غد أي مشكلات بشأن أعمال الشغب». وأقر بأن «هناك تجمعات في بعض المدن والمحافظات». وعند الطلب منه الكشف عن أرقام الإصابات في الاضطرابات، رد قائلاً: «ما أستطيع أن أقوله اليوم هو أن التجمعات هي أقل بنسبة نحو 80% عن اليوم السابق»، حسب تقرير الوكالة الفرنسية.

ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) عن المتحدث ربيعي قوله أيضاً في المؤتمر الصحافي إن قرار «تصويب أسعار الوقود» كان ضرورياً في وقت «تشهد فيه البلاد عقوبات وضغوطاً غير مسبوقة». وقال إن الحكومة حصلت على موافقة السلطتين الأخريين (التشريعية والقضائية) والمرشد الإيراني علي خامنئي قبل اتخاذ القرار. واعتبر أن الرئيس حسن روحاني، بهذا القرار، «ضحّى بنفسه من أجل مصلحة البلاد والشعب»، حسبما جاء في وكالة «رويترز».

وأعلنت إيران قرارها المفاجئ برفع أسعار الوقود وتقنين توزيعه منتصف ليل الخميس - الجمعة، في خطوة تهدف إلى جمع أموال تستخدم لمساعدة مواطنين محتاجين، حسبما بررت حكومة الرئيس حسن روحاني. والقرار الصادر عن المجلس الأعلى للتنسيق الاقتصادي المؤلف من الرئيس ورئيس مجلس الشورى ورئيس السلطة القضائية، يأتي في وقت حساس قبيل الانتخابات البرلمانية في فبراير (شباط) المقبل.

ونال القرار، أول من أمس (الأحد)، دعم المرشد الأعلى علي خامنئي، الذي قال في كلمة نقلها التلفزيون الرسمي: «لست خبيراً، وهناك آراء مختلفة، لكنني قلت إنه إذا ما اتخذ قادة الفروع الثلاثة قراراً، فإنني أؤيده». وتابع: «البعض سيستاء حتماً من هذا القرار... لكن إلحاق الأضرار وإشعال النار (بالممتلكات) ليس أمراً يقوم به الناس (العاديون)، إنهم مشاغبون». وقال خامنئي أيضاً، حسب وكالة «رويترز»: «الثورة المضادة وأعداء إيران يدعمون دائماً أعمال التخريب والإخلال بالأمن ويواصلون فعل ذلك... للأسف حدث بعض المشكلات وفقد عدد من الأشخاص أرواحهم ودُمرّ بعض المراكز».

وذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن بعض نواب البرلمان، الذين كانوا يعتزمون مناقشة السبل المقترحة لإجبار الحكومة على التراجع عن قرارها، سحبوا اقتراحهم بعد خطاب خامنئي، الأحد، حسبما أوردت «رويترز».

ودافع الرئيس حسن روحاني، الأحد، عن قرار رفع أسعار البنزين والذي تقول السلطات إنه سيوفر نحو 2.55 مليار دولار سنوياً لإضافة مزيد من الدعم لنحو 18 مليون أسرة إيرانية أو نحو 60 مليون شخص من ذوي الدخول المنخفضة. وأعلن روحاني، في تصريحات بعد اجتماع حكومي، أن أولى الدفعات لـ20 مليون شخص ستبدأ فوراً. ونقل عنه موقعه الرسمي أنه «أوعز إلى منظمة التخطيط والميزانية ببدء دفع مساعدات معيشية انطلاقاً من غد (أمس) الاثنين، وهي المتمثلة بالعوائد المتحصَّلة من زيادة أسعار البنزين». لكنه حذّر أيضاً من أن إيران لن تسمح بـ«انفلات الأمن». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عنه قوله: «الاحتجاج حق لجميع المواطنين لكننا لن نسمح لمثيري الفوضى والشغب بزعزعة الأمن في المجتمع».

وذكرت وكالة «إسنا» شبه الرسمية، الأحد، إنه تم اعتقال أربعين شخصاً في مدينة يزد (وسط). واعتُقل 180 شخصاً في الأيام الثلاثة الماضية في محافظة خوزستان (عربستان، جنوب إيران)، وفق ما أعلنت وكالة «إرنا» الرسمية للأنباء، أمس.

من جهتها، نقلت وكالة «فارس» للأنباء، المقربة من «الحرس الثوري» الإيراني، أنه لم يتضح بعد متى سيتم رفع القيود على الإنترنت، وذلك نقلاً عن مصدر حكومي مطلع. ونقلت وكالة «تسنيم» شبه الرسمية للأنباء عن بيان لوزارة المخابرات الإيرانية، أنها حددت هوية قادة الاحتجاج ويجري اتخاذ «الإجراءات المناسبة». وذكرت وكالة «رويترز» أن رجال الدين الذين يحكمون إيران يحرصون على منع تكرار الاضطرابات التي حدثت في أواخر عام 2017 حينما خرجت احتجاجات في 80 مدينة وبلدة بسبب تدني مستوى المعيشة وترددت فيها دعوات لتنحي رجال الدين عن الحكم. وقال المسؤولون الإيرانيون إن 22 شخصاً لقوا حتفهم في تلك الاحتجاجات. وعلى الرغم من أن الحكومة رفعت سعر البنزين إلى 15 ألف ريال (0.13 دولار) للتر من عشرة آلاف ريال، وحددت حصصاً لصرفه، وستبلغ تكلفة المشتريات الإضافية 30 ألف ريال للتر، فإن سعر الوقود في إيران لا يزال من بين الأرخص في العالم.

ويرزح الاقتصاد الإيراني تحت أزمة منذ مايو (أيار) العام الماضي، عندما انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بشكل أحادي من اتفاق نووي موقّع عام 2015، وأعاد فرض عقوبات مشددة على طهران.

وأدانت الولايات المتحدة، الأحد، استخدام إيران «القوة القاتلة» ضد المتظاهرين. وقالت ستيفاني غريشام مسؤولة الإعلام في البيت الأبيض، في بيان: «ندين القوة القاتلة والقيود الصارمة المفروضة على الاتصالات، ضد المتظاهرين».

وأدانت وزارة الخارجية الإيرانية وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الذي غرّد، السبت، قائلاً للمحتجين الإيرانيين إن «الولايات المتحدة معكم».

وفي بيان صدر في ساعة متقدمة مساء الأحد، قالت الوزارة إنها ترد على تصريحات بومبيو التي «أظهر فيها الدعم... لمجموعة من مثيري الشغب في بعض مدن إيران، وتدين مثل هذا الدعم والتصريحات التي تعد تدخلاً» في الشؤون الإيرانية. ونقل البيان عن المتحدث باسم وزارة الخارجية القول إن «الشعب الإيراني يعلم جيداً أن مثل هذه التصريحات المنافقة والمزيفة لا تتضمن أي تعاطف صادق وحقيقي». وأضاف أن «ممارسات بعض الفوضويين والمخربين المدعومين من أمثاله (بومبيو)، لا تتسق إطلاقاً مع سلوك الشعب الإيراني الواعي»، حسب تقرير الوكالة الفرنسية التي نقلت أيضاً عن البيان الإيراني تنديده بـ«النيات البغيضة» لواشنطن إزاء قرارها إعادة فرض عقوبات على طهران بعد انسحابها من الاتفاق النووي.

وفي الإطار ذاته، قال علي لاريجاني، رئيس مجلس الشورى (البرلمان الإيراني)، إن هدف الولايات المتحدة تجاه بلاده ليس سوى «نشر الفوضى وتدمير مصالح الشعب»، وذلك حسبما أوردت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، أمس (الاثنين).

وأضاف لاريجاني أن «هذه الدسيسة تتضح أكثر خصوصاً بعد أن أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، حمايته العلنية والمثيرة للاشمئزاز لأعمال الشغب وحرق ممتلكات الناس، التي يعدها دفاعاً عن الشعب الإيراني، مما يفضح سلوكه المخادع والمنافق تجاه الشعب الإيراني»، حسبما جاء في تقرير لوكالة الأنباء الألمانية. من جانبها دعت ألمانيا، أمس، إلى الحوار بين الحكومة والمحتجين «الشرعيين» في إيران. وقالت أولريك ديمر المتحدثة باسم المستشارة أنجيلا ميركل: «إنه أمر مشروع ويستحق احترامنا أن يعبّر الناس بشجاعة عن مظالمهم الاقتصادية والسياسية كما يحدث حالياً في إيران». وأضافت: «على الحكومة الإيرانية الاستجابة للاحتجاجات الحالية بإبداء الاستعداد للدخول في حوار».

 

خامنئي يطالب بإعدام المتظاهرين والأمم المتحدة تُعبِّر عن القلق وتصعيد القمع ومواجهة المحتجين بالمروحيات وحرق 9 حوزات دينية ومقتل 3 من "الحرس" و"الباسيج"

طهران، جنيف، واشنطن، عواصم – وكالات/19 تشرين الثاني/2019

 صعّدت السلطات الإيرانية أمس، من حملة القمع ضد المحتجين السلميين الذين واصلوا الانتفاض لليوم الخامس على التوالي، حيث خرج مئات الآلاف من الشبان وأبناء الطبقة العاملة إلى الشوارع، للتعبير عن غضبهم من تراجع مستوى المعيشة والفساد الحكومي، واتساع الفجوة بين الفقراء والأغنياء، واضطرت السلطات إلى استخدام الطائرات المروحية في قمعهم. وطالبت صحيفة “كيهان” الإيرانية، التي يشرف عليها المرشد علي خامنئي أمس، بإعدام المتظاهرين، فيما أعلن قائد شرطة طهران أنه تم اعتقال عدد كبير منهم، مضيفاً: “سنستمر بالاعتقالات”. من جانبه، أكد المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية استمرار الاحتجاجات بكثافة، رغم “إمعان قوات الإجرام من قوى الأمن الداخلي والاستخبارات وقوات الحرس والأمنيين المتنكرين بالزي المدني، في قتل المنتفضين، حيث تفتح هذه القوات النار عشوائيًا على كل تجمع مؤلف من 8 و12 شخصًا. لكن رغم ذلك، بقيت التظاهرات والانتفاضة مستمرة في يومها الخامس”. وذكرت أن صادقيه وطهران بارس في العاصمة طهران، شهدت مواجهات مع القوات القمعية. واستشهد اثنان من المنتفضين، وفي دماوند شرق طهران، تم إحراق ستة بنوك حكومية.

وأضافت أن ليل أول من أمس تم استشهاد عدد كبير من المنتفضين، بينهم امرأتان في بلدة جراحي التابعة لميناء ماهشهر، وفي بلدة كوره التابعة لماهشهر جرت مواجهات عنيفة بين المواطنين والقوات الأمنية، خلفت ثلاثة قتلى وجريح واحد، كما قتل عدد من القوات القمعية في هذه المواجهات، وبقيت كوره وجراحي مطوقتين من قبل القوات المسلحة للنظام. كما اقتحمت القوات القمعية في كرمنشاه وشيراز المستشفيات وأخذوا الجرحى وجثامين الشهداء، وفي كرمنشاه، طلب النظام من المواطنين مبلغًا يتراوح بين 500 مليون تومان لتسليم جثث الشهداء. وفي كرمنشاه، أشعل الشباب النيران في عشرات من المصارف الحكومية ومركز للنهب تابع لقوات الحرس وهاجموا ثلاثة مراكز للشرطة. وفي فرديس بكرج، احترقت الدائرة العامة للاتصالات ومركز سري للباسيج، وفي مهرشهر بكرج، تم إحراق مركز للابتزاز والنهب. وقتل ثلاثة من عناصر القمع في مواجهات مع الشباب. وفي قائم شهر شمال إيران، أضرم الشبان النيران في إطارات وسط المدينة ودخلوا في مواجهات مع قوات مكافحة الشغب اعتقل خلالها عدد من المنتفضين. يأتي ذلك، فيما نقل تلفزيون إيراني معارض، عن موظف في مستشفى رجائي شهر، مقتل 40 متظاهراً وجرح المئات في مدينتي كرج وشهريار قرب العاصمة طهران منذ اندلاع الاحتجاجات منذ 5 أيام، فيما قالت الحكومة الإيرانية إن شبكة الإنترنت ستظل مقطوعة حتى التأكد من عدم إساءة استخدامها. وأفادت مواقع محلية، بأنه تم حرق تسع حوزات دينية ومكاتب لممثلي المرشد الإيراني في الاحتجاجات، فيما قالت مصادر محلية إن محتجين أضرموا النار بالحوزة الدينية في الأحواز، ومكتب مندوب خامنئي، واشتبكوا مع قوات “الباسيج” التي هاجمتهم. وأفاد موقع إلكتروني إيراني، أن محافظ طهران أعلن مقتل ضابط في “الحرس الثوري” في احتجاجات “ملارد”، كما أورد كذلك أن شرطة مدينة ماهشهر أعلنت مقتل شرطي وإصابة اثنين في الاحتجاجات، فيما نقل عن “الحرس الثوري” تهديده للمحتجين “برد ثوري وحاسم”.

وأكدت وكالة “فارس” مقتل عنصر من “الحرس الثوري” واثنين من “الباسيج”، في اشتباكات غرب طهران. كما أكدت مصادر سقوط قتلى في اشتباكات بين المتظاهرين والأمن في مدينة الفلاحية، فيما تدخلت ميليشيات “الباسيج” ضد المتظاهرين في مفترق زند وسط مدينة شيراز.

وتداول ناشطو مواقع التواصل لقطات فيديو، تظهر محاصرة قوات الأمن لمظاهرات ليلية في الأحواز، بينما يهتف المحتجون “لا نخاف، نحن معا”. في المقابل، زعم المتحدث باسم السلطة القضائية غلام حسين إسماعيلي، أن الهدوء عاد إلى مدن البلاد، بعد أيام من الاحتجاجات، قائلا إنه “بفضل توجيهات قائد الثورة وجهود قوات الشرطة ووعي الشعب، عاد الهدوء إلى مدن البلاد”. وأعرب عن أسفه لوقوع “حوادث مريرة خلال الأيام الماضية”، داعيا الشعب “للإبلاغ عن مثيري الفتنة والشغب والمخربين”.

وأكد أنه “إلى جانب تحديد هويات مثيري الشغب، فقد تم اعتقال من كانوا يصورون لصالح القنوات الأجنبية”. من جانبه، قال التلفزيون الرسمي إن جنازات ستقام للقتلى من أفراد الأمن، وأن “آلاف الايرانيين نظموا تجمعات في مدن عدة لادانة الاضطرابات”.

جاء ذلك، بينما أظهرت تسجيلات مصورة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي رغم تقييد خدمات الانترنت، استمرار الاحتجاجات في مدن عدة ليل أول من أمس، كما أظهرت تواجدا كثيفا لقوات الامن في الشوارع. وذكرت وكالة الطلبة الايرانية شبه الرسمية، أن ثلاثة من أفراد قوات الامن قُتلوا طعنا قرب طهران، بينما أعلن “الحرس الثوري” في طهران عن مقتل ثلاثة من أفراده ومن قوات “الباسيج”، خلال التصدي لمن أسماهم “مثيري الشغب”. في غضون ذلك، أعرب مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عن قلقه العميق أمس، إزاء استخدام قوات الأمن الإيرانية للذخيرة الحية، وما تردد من أنباء حول انتهاكات للقانون الدولي، وحض السلطات على الحد من استخدام القوة لتفريق الاحتجاجات، التي أطلقت شرارتها زيادة في أسعار الوقود.

ودعا المتحدث باسم المكتب روبرت كولفيل، السلطات في ايران، الى اعادة خدمة الانترنت المقطوعة منذ يوم السبت الماضي، واحترام حق المتظاهرين في حرية التعبير والتجمع السلمي. وقال في افادة بجنيف، إن “المكتب وصلته تقارير عن أن عدد القتلى في تظاهرات ايران بالعشرات”، مضيفا أن “حجم الضحايا خطير للغاية على نحو واضح”، واصفا الوضع بـ”المقلق”. من جانبها، دعت الحكومة الألمانية القيادة السياسية في إيران، إلى الحوار مع المتظاهرين واحترام حق التجمع والتعبير عن الرأي.

وقالت نائبة المتحدث باسم الحكومة الألمانية أولريكه ديمر، إن “الاحتجاجات من الأمور المشروعة والتي تستحق الاحترام من وجهة نظر الحكومة الألمانية، أن يعلن الناس بشجاعة عن مطالبهم السياسية والاقتصادية على الرأي العام، كما يحدث حاليا في إيران”.

وأضافت أن برلين تتابع بقلق تطورات الوضع في إيران، ولاسيما التقارير التي تحدثت عن سقوط قتلى والقبض على العديد من الأشخاص”، وقالت إن “الناس في إيران لابد أن تتاح لهم إمكانية إبداء عدم رضاهم عن التطورات السياسية والاقتصادية، والتعبير عن آرائهم بحرية وسلمية والاستعلام من المصادر العامة المتاحة وتبادل الآراء مع بعضهم بعضا”. واختتمت بالقول: “من وجهة نظرنا ينبغي على الحكومة الإيرانية، أن ترد على الاحتجاجات الراهنة بالاستعداد لإجراء حوار”. بدوره، أعرب وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، عن أمله في أن تنتهي التوترات في إيران قريبا، زاعما أن “تركيا ستواصل نهج سياسة حسن الجوار مع إيران، بشكل يخدم المصالح المشتركة لكلا البلدين”. وأكد أن بلاده “عززت التعاون القائم مع إيران في العديد من المجالات والقطاعات، على رأسها التجارة والسياحة والمواصلات والطاقة”.

 

200 قتيل وجرائم ضد الإنسانية في إيران

وكالات/19 تشرين الثاني/2019

طالب المحتجون الإيرانيون مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة التدخل فوراً لما يرتكبه الباسيج الإيراني من انتهاكات وقمع للتظاهرات وجرائم ضد الانسانية. وأعلنت قوات الحرس الإيراني أنها اعتقلت 1000 شخص فيما أكد الثوار أن عدد المعتقلين أكثر من ذلك بكثير وأنه سقط ما يقارب 200 قتيل.

وتستمر الثورة في إيران لليوم الخامس على التوالي، ويطالب المتظاهرون بسقوط نظام ولاية الفقيه الملالي الديكتاتوري الذي سرق ثروات الشعب الإيراني ونهبها وابتز الناس وقمع الحريات وصدّر الإرهاب.

 

قلق أممي من استخدام الذخيرة الحية ضد المحتجين في إيران

جنيف: «الشرق الأوسط أونلاين»/19 تشرين الثاني/2019

أبدى مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان قلقه العميق اليوم (الثلاثاء) من استخدام قوات الأمن الإيرانية الذخيرة الحية ضد المتظاهرين، وحث السلطات على الحد من استخدام القوة لتفريق الاحتجاجات التي أطلقت شرارتها زيادة في أسعار الوقود. ودعا المتحدث باسم المكتب روبرت كولفيل السلطات في إيران إلى إعادة خدمة الإنترنت المقطوعة منذ يوم (السبت) واحترام حق المتظاهرين في حرية التعبير والتجمع السلمي، حسب ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء. وقال كولفيل في إفادة بجنيف إن المكتب وصلته تقارير عن أن عدد القتلى في مظاهرات إيران بالعشرات، مضيفاً أن حجم الضحايا «خطير للغاية على نحو واضح». كما أبدى المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان قلقه من أنباء عن انتهاكات للقانون الدولي. بدوره، قال متحدث باسم الهيئة القضائية الإيرانية اليوم (الثلاثاء) إن الاحتجاجات التي شهدتها إيران بسبب رفع أسعار الوقود الأسبوع الماضي انحسرت بعد يوم من تحذير «الحرس الثوري» الإيراني من إجراء «حاسم» إذا لم تتوقف الاحتجاجات المناهضة للحكومة. وقال المتحدث القضائي غلام حسين إسماعيلي في مؤتمر صحافي «عاد الهدوء إلى البلاد». وأعرب عن أسفه لوقوع «حوادث مريرة خلال الأيام الماضية». ودعا إسماعيلي الشعب «للإبلاغ عن مثيري الفتنة والشغب والمخربين». وأظهرت تسجيلات مصورة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي – رغم تقييد خدمات الإنترنت – أن الاحتجاجات كانت مستمرة في عدة مدن مساء أمس (الاثنين)، كما أظهرت وجوداً كثيفاً لقوات الأمن في الشوارع. ولم يتسن لـ«رويترز» التحقق من الصور المنشورة على مواقع التواصل.

وقالت السلطات الإيرانية إنه سقط قتلى منهم أفراد من قوات الأمن والشرطة في الاحتجاجات التي بدأت يوم الجمعة بعد إعلان رفع أسعار البنزين بنسبة 50 في المائة على الأقل، واعتُقل نحو ألف من «مثيري الشغب». وذكرت وكالة الطلبة الإيرانية شبه الرسمية في وقت متأخر من مساء أمس (الاثنين) أن ثلاثة من أفراد قوات الأمن قُتلوا طعناً قرب طهران. وخرج مئات من الشبان وأبناء الطبقة العاملة إلى الشوارع للتعبير عن غضبهم من تراجع مستوى المعيشة والفساد الحكومي واتساع الفجوة بين الفقراء والأغنياء. وحذر «الحرس الثوري» الإيراني أمس (الاثنين) المحتجين المناهضين للحكومة من إجراء «حاسم» إذا لم تتوقف الاضطرابات. وكان «الحرس الثوري» وقوات الباسيج التابعة له قد قمعوا اضطرابات في أواخر عام 2017 مما أسفر عن مقتل 22 شخصاً على الأقل. وكان المرشد الإيراني علي خامنئي ألقى يوم (الأحد) باللوم في الاضطرابات على أعداء إيران الخارجيين، ومنهم الولايات المتحدة، وندد بالمحتجين ووصفهم «بالبلطجية». وحتى الآن، أقر المسؤولون الإيرانيون بمقتل ثلاثة أشخاص، اثنان منهم من قوات الشرطة، إلا أن شهود عيان يؤكدون أن الأعداد أكبر بكثير.

 

 ترمب للكونغرس: قوات أميركية إلى السعودية خلال أسابيع لردع إيران

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»/19 تشرين الثاني/2019

أبلغ الرئيس الأميركي دونالد ترمب الكونغرس رسمياً اليوم (الثلاثاء)، بإرسال 3 آلاف جندي إلى السعودية لردع إيران. وقال الرئيس ترمب في رسالة وجّهها إلى الكونغرس، إن «إيران تواصل تهديد أمن المنطقة وخصوصاً عبر استهدافها منشآت النفط، وكما أبلغت في 22 يوليو (تموز) أرسلنا قوات لمواجهة سلوك طهران العدواني». وأضاف أن قوات أميركية إضافية ستصل إلى السعودية خلال الأسابيع القليلة المقبلة، مبيناً أن نشر هذه القوات «يشمل رادارات وأنظمة صاروخية؛ لتعزيز الدفاعات الجوية في المنطقة، وردع الاستفزازات الإيرانية».

 

ثوار العراق يطالبون بمحاكمة جواسيس إيران ويرفضون تدخلات سليماني والكتل السياسية أمهلت عبدالمهدي 45 يوماً للإصلاح .. والمتظاهرون أغلقوا ميناءي أم قصر وخور الزبير

بغداد، عواصم – وكالات/20 تشرين الثاني/2019

 تحولت الوثائق التي سربتها صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، الموضوع الأبرز الذي يشغل الشارع العراقي، وحديث الساعة بين المحتجين حيث غصت ساحات التظاهر في العراق بآلاف المتظاهرين، رافضين التدخل الخارجي، سيما الإيراني. وقال المحلل الستراتيجي رعد هاشم، إن “معظم السياسيين مرتبطون ارتباطاً وثيقاً بإيران، وجاؤوا بهم من رحم التجربة الإيرانية وتصدير ثورة الخميني”. وأكد أن التسريبات تشكل سبباً إضافياً لغضب الجماهير أكثر، معتبراً أن العراقيين غضبوا أكثر عندما عرفوا أن من يقودهم جواسيس لإيران. وطالب بتطبيق المواد القانونية التي تجرم التجسس ضد المسؤولين الذين ظهرت أسماؤهم في الوثائق، مضيفاً إنه يجب أن تدرج ضمن المطالب الجماهيرية محاكمة كل هؤلاء الجواسيس. من جهته، قال مدير مرصد الحريات الصحافية في العراق زياد العجيلي، إن كل التقارير التي تنشر أو تسرب بشقيها الصحافي والرسمي تشكل عاملاً إضافياً ضد السلطة الحاكمة في العراق. من ناحية ثانية، وقع 12 طرفاً سياسياً أول من أمس، اتفاقاً يشمل تغييراً حكومياً، وتشكيل مفوضية انتخابات جديدة، ومحاربة الفساد، وتعديل قانون انتخابات البرلمان ومجالس المحافظات وتعديل الدستور، فيما تواصلت التظاهرات في عدد من المدن. وقالت مصادر عراقية، إن من أبرز الأطراف الموقعة على الاتفاق “النصر” و”الفتح” و”الحكمة” والحزبين الكرديين وبعض الكتل السنية. وأضافت إن الاتفاق نص على إمهال الحكومة حتى نهاية العام الجاري، لتنفيذ ما وعدت به، وفي حال عجزت يتم سحب الثقة منها، كما نص على إمهال مجلس النواب حتى نهاية العام الجاري أيضاً، لإقرار القوانين التي طالب بها المتظاهرون، وفي حال عجز البرلمان عن تحقيقها يتم الدعوة لانتخابات مبكرة. وطالب الاتفاق القائد العام للقوات المسلحة والأجهزة المختصة تحديد الجهات المتورطة في اختطاف وقتل المتظاهرين، بالإضافة إلى تفعيل المحكمة المعنية بالنظر في ملفات الفساد وإحالة المتهمين بالفساد إليها فوراً، ومحاكمتهم أياً كانت مواقعهم وانتماءاتهم بصورة علنية.

في غضون ذلك، اعتبرت صحيفة “الصباح” الحكومية، أن الذين يعطلون حل أزمة التظاهرات “هم مجموعة قوى … بينها المتحمسون لإسقاط حكم الأكثرية الشيعية ومن يخافون على امتيازاتهم”.وكان رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي قال في وقت سابق، إنه لا يمكن قبول كيانات غير شرعية أو أي سلاح خارج شرعية الدولة. من جانبه، أكد المتحدث باسم رئيس الوزراء سعد الحديثي أمس، أن عبدالمهدي سيقدم تعديلات وزارية إصلاحية، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء سيتوجه قريباً إلى مجلس النواب لطرح رغبته بالتعديل الوزاري. وقال إن عبدالمهدي سيقدم قائمة بعدد من الوزراء للوزارات الخدمية والاقتصادية والمعنية في ملف الإصلاحات والاستجابة لمطالب المتظاهرين على المستوى المعيشي والخدمي. وفي سياق التظاهرات، تدفق الآلاف من الطلاب والمواطنين على ساحات التظاهر في بغداد وعدد من المحافظات الجنوبية للمشاركة في التظاهرات لليوم السادس والعشرين على التوالي.

وفي البصرة، أغلق محتجون أمس، ميناء خور الزبير القريب من المحافظة، ومنعوا الشاحنات من الدخول، فيما قال مسؤولون في ميناء أم قصر، إن العمليات توقفت تماماً في الميناء أمس، بعد أن كان الميناء يعمل بنصف طاقته أول من أمس.

ورفع المحتجون رفعوا شعارات تطالب بالخدمات وتوفير فرص العمل. وفي الديوانية، أعلن أمس، عن اختطاف الصحافي والناشط محمد الشمري بعد خروجه من منزله أول من أمس. وفي كربلاء، أفاد شهود عيان، بأن متظاهرين أغلقوا أول من أمس، الطريق الرئيسي المؤدية إلى مدخل مصفاة تكرير النفط الخام، قيد الأنشاء في المحافظة، ما أدى إلى تكدس عشرات الشاحنات والسيارات، التي تحمل مواد بناء ومعدات كانت في طريقها الى داخل مجمع المصفاة. وأعلن المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء عبدالكريم خلف، “صدور أوامر اعتقال بحق الذين يغلقون المدارس بموجب قانون مكافحة الإرهاب، لأن إغلاق المدراس جرائم مشهودة يحال مرتكبيها إلى المحاكم فوراً”.على صعيد آخر، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أول من أمس، إن الولايات المتحدة على استعداد لفرض عقوبات على أي مسؤولين عراقيين يثبت فسادهم، إضافة للذين اشتركوا في قتل وإصابة المتظاهرين.

 

عبدالمهدي يُشكِّل حكومة جديدة “موالية لإيران” ويُقدِّمها للبرلمان

بغداد – وكالات/20 تشرين الثاني/2019

 فيما يبدو أنه شرعنة للتمثيل الإيراني في الحكومة العراقية الجديدة، أفادت أنباء صحافية أمس، بأن رئيس الحكومة العراقية عادل عبدالمهدي انتهى من إعداد التشكيلة الجديدة، حيث شملت أسماء معروفة بولائها لطهران. وتضم التشكيلة المسربة ثامر الغضبان وزيراً للنفط، وفؤاد حسين وزيراً للمالية، واياد السامرائي للتخطيط، ونعيم الربيعي للاتصالات، وبنكين رايكاني للإعمار والإسكان، ومحمد هاشم عبدالمجيد للتجارة، وصبا الطائي للتربية، وقصي السهيل للتعليم العالي، وحسن طعمة كزار للثقافة، ومحمد الحكيم للخارجية، وفالح الفياض للداخلية، وفيصل الجربا للدفاع، وصالح حسين الحسني للزراعة، وأحمد رياض العبيدي للشباب والرياضة، وعلاء العلوان للصحة، وصالح الجبوري وزيراً للصناعة، وأسماء سالم صادق وزيرة للعدل، وباسم الربيعي وزيراً للشؤون الاجتماعية، ولؤي الخطيب وزيراً للكهرباء، وجمال العادلي وزيراً للموارد المائية، وعبدالله باهض وزيراً للنقل.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

المصارف تستبعد مستلزمات طب الأسنان: اقلعوا أسنانكم بالليرة

خضر حسان/المدن/20 تشرين الثاني/2019

استعملت السلطة البنج السياسي والمالي والمؤامراتي لتخدير أوجاع الناس المعيشية. أمّنت بسياساتها المالية كل ما يحتاجه جمهورها ليسكت عن مطالبه لنحو 30 عاماً. لم تقتنع السلطة أن سياستها ستنقلب عليها، ففائض العنجهية جعلها تختال أمام مرآتها فترى جمهوراً خانعاً سيسكت مهما زادت الأزمات. لكن رياح 17 تشرين الأول، أطاحت بالمرآة لتكشف الوجه الحقيقي لسياسات السلطة القائمة على التخلي عن كل القطاعات، باستثناء القطاع المصرفي. وقطاع اللوازم الطبية جزء من القطاعات المهملة بفعل عدم تأمين الدولار للاستيراد.

لا بنج للأسنان

تُعتبر زيارة طبيب الأسنان لدى الكثيرين، زيارة غير مرحب بها ويفرضها الألم غير المحتمل. وزادت أزمة شح الدولار، واحتمال شح بعض المواد والمستلزمات الطبية، من عدم الترحيب بزيارة طبيب الأسنان. لكن المشكلة الأكبر هي تلويح نقابة أطباء الاسنان وتجمع مستوردي لوازم ومواد طب الاسنان، بنفاذ "قسم كبير من مخزون مستودعات طب الاسنان، بما فيه مادة البنج"، حسب ما جاء في البيان الموجّه من النقابة والتجمع إلى كل من وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال، جميل جبق، وحاكم مصرف لبنان، رياض سلامة، ورئيس جمعية المصارف في لبنان، سليم صفير.

وأشار الطرفان في الكتاب، إلى أن "المخزون المتبقي لا يؤمن حاجات السوق الطبي اللبناني حتى نهاية الشهر الحالي، وتفادياً لنفاذ المواد الطبية الأساسية للمعالجة السِنية، وبما أننا لا نستطيع معالجة وتخفيف آلام أسنان مرضانا، أطفالاً وكباراً، من دون تأمين هذه المواد، نطلب من جانبكم التمني على المصارف تسهيل الأعمال والتحويلات المصرفية إلى الخارج لمستوردي لوازم أطباء الاسنان. تأمين احتياجاتنا من العملات الأجنبية للاستيراد. إعادة التسهيلات المصرفية وذلك حرصاً على الاستمرارية". وينضم بذلك قطاع طب الأسنان إلى قطاع المستشفيات ومستوردي الأجهزة والمعدات الطبية، الذين أكدوا ضرورة تدخل مصرف لبنان لتأمين الدولار لهؤلاء المستوردين، أسوة بمستوردي البنزين والقمح والدواء، لأن أهمية المستلزمات الطبية توازي أهمية الأدوية.

بين الأطباء والمرضى

حالياً، لم يتبلّغ أطباء الأسنان من نقابتهم أي شيء حيال الأزمة، كما لم تفتقر عياداتهم إلى أي مستلزمات. لكن يتخوّف الأطباء من توجّه الشركات المستوردة إلى "رفع أسعار المستلزمات وإجبار الأطباء على دفع ثمنها بالدولار أو بالليرة، وفق سعر صرف مرتفع يحددونه استنسابياً. والكل يعلم أن سعر الدولار في السوق يصل أحياناً إلى 1900 ليرة"، وفق ما يقول أحد أطباء الأسنان الذي يشير في حديث لـ"المدن"، إلى أن "لا شيء مضمون في هذا الموضوع". يضطر أهل القطاعات إلى رفع أجورهم وأسعار المواد التي يبيعونها. وفي حالة أطباء الاسنان، فإن كلفة زيارة الطبيب سترتفع. إذ سيوزّع الأطباء الكلفة بين أجرة جهدهم في العمل وكلفة المواد المستعملة في العلاج، والتي يتم شراؤها بالدولار أو بالليرة بسعر مرتفع. لذلك "سيتجه الاطباء إما إلى رفع أجورهم أو تحمل جزء من الكلفة على حساب ربحهم الخاص، وهذا متروك لقرار كل طبيب وبحسب نوعية علاقته بالمرضى".

المصارف تحيلها للمركزي

منذ الإعلان عن أزمة شح الدولار، تلجأ المصارف إلى رمي الكرة في ملعب مصرف لبنان بوصفه المصرف المركزي المسؤول عن إدارة النقد. والمركزي كان قد أصدر قراراً للمصارف بعدم الافراج عن كميات كبيرة من الدولار حتى لأصحابها المودعين. وتوالت عمليات التضييق على الدولار بقرارات رسمية أو بإجراءات استنسابية للمصارف. وآخر القرارات كانت عبارة عن سبعة بنود حكمت العلاقة بين المودعين والمستوردين والمصارف، على الأقل للمرحلة المقبلة. وأبرز البنود التي تمس المستوردين مباشرةً، هو البند الذي ينص على أن "التحويلات إلى الخارج تكون فقط لتغطية النفقات الشخصية الملحّة"، أي أن المستوردين لن يستطيعوا تأمين الدولار للاستيراد، فالمستوردات ليست نفقات شخصية ملحّة. أمام هذا الواقع، لن تقدم المصارف من تلقاء نفسها على أي خطوة إيجابية، بل تحيل الملف برمته إلى المصرف المركزي لأن "المصارف ملتزمة بقرار حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، والمعدات أو المستلزمات الطبية ليست مشمولة بالقرار. ولا يمكن للمصارف تأمين الدولار لغير الدواء والقمح والبنزين. وتأمين الدولار لغير المواد المتفق عليها، هو أمر خاضع للتفاوض بين المصارف وأصحاب الشأن"، تقول مصادر مصرفية. وتلفت المصادر النظر في حديث لـ"المدن"، إلى أن تحديد النفقات الشخصية الملحّة "أمر خاضع أيضاً لاستنسابية المصارف، فكل مصرف يقرر النفقات الشخصية وفق ما يراه مناسباً". لا شي رسمي بخصوص المعدات الطبية، هذه هي خلاصة المصارف. ومن هنا، تؤكد المصادر على ضرورة "تعديل مصرف لبنان لسياساته، وأولى التعديلات يجب أن تطال خفض مستوى الفوائد المرتفع جداً، فالمرحلة الحالية تحتاج إلى عقلية اقتصادية جديدة".

الأصوات المصرفية تعلم المشكلة وتعلم الحل، الذي لن يُفرج عنه المصرف المركزي. فالإفراج عن الحل الذي سيصيب معدل الفوائد ويؤكد أزمة سياسات المركزي، سيعني انهيار فلسفة جذب الودائع بفوائد مرتفعة وانعاش القطاع المصرفي على حساب كل القطاعات، وإن كانت قطاعات صحية تُعنى بحياة المواطنين.

 

الحريري "ينتفض": لا أريد تكليفي بتشكيل حكومة

منير الربيع/المدن/20 تشرين الثاني/2019

يوماً بعد يوم يتأثر الحريري بانتفاضة 17 تشرين، التي نبهته إلى جملة حقائق، أبرزها أن الرجل لا يزال يتمتع بالقوة اللازمة، وما عليه سوى الإيمان بقوته هذه. ولذا، لا يزال ثابتاً على موقفه ولم يقدّم أي تنازل. وعلى ما يبدو، فإن الرجل يصرّ على المواجهة أكثر، وصولاً إلى الاستعداد "لقلب الطاولة" حتى ولو انقلبت على بعض المحسوبين عليه الذين تُوجَّه إليهم أصابع الاتهام بملفات فساد.

المشبوهين في الصالون

وعليه، تكشف مصادر مطّلعة أن الحريري وفي أحد الاجتماعات بالساعات الأخيرة قال أمام كوادره وأعضاء المكتب السياسي إنه لن يتراجع.. وليس عليه أي شبهات أو ملفات فساد. وكل ما يتم إشاعته من قبل التيار الوطني الحرّ ينطبق عليهم وليس عليه. وأضاف: "أنا واثق بأنني لست مُداناً بأي ملف فساد، وأنا جاهز لفتح كل الملفات، عليّ وعلى الجميع. وإذا ما تبين أن هناك من تثبت عليه الشبهات من المحسوبين عليّ، فلا مشكلة من توقيفه والتحقيق معه ولن أمنحه أي غطاء". حسب المعلومات فإن الحريري قال هذا الكلام، وبعض المتهمين بملفات فساد كانوا يجلسون في صالونه. الأمر الذي تفسّره قيادات مستقبلية بأن الحريري يستعد لإجراء "نفضة داخلية".

قريباً.. بيان مفاجئ

وتؤكد المعلومات أن الحريري سيصدر قريباً بياناً أو موقفاً واضحاً حول آخر التطورات، وأنه لا يريد أن يشكل حكومة في ظل الظرف الذي تمرّ فيه البلاد، خصوصاً في ظل تعالي القوى السياسية على مطالب الناس، وعدم التوقف عندها بشكل جدي. وهذا ما دفعه إلى تسريب عبر مقربين منه الحديث عن أن تشكيل الحكومة "يجب أن يرتبط بمراعاة الناس ومطالبها، وبعدم تجاهلها". ولذلك، فإن الحريري لا يفضل العودة إلى رئاسة الحكومة، لأن المرحلة ليست للحسابات السياسية والشخصية بل لإنقاذ البلد من الإنهيار، ولقراءة مزاج الناس وعدم التشبث بالسلطة والمناصب والمواقع. وهو يعتبر أنه قرأ الرسالة جيداً وقرر الاستجابة لها. مشدداً أن البلد بحاجة إلى حكومة جديدة، تضم وجوهاً جديدة، تحظى بثقة اللبنانيين والمجتمع الدولي، وتكون قادرة على الحصول على المساعدات لإنقاذ الوضع من الانهيار والتدهور.

مداراة حزب الله

ومن الواضح أن الحريري يميّز كثيراً في مجالسه بين حزب الله من جهة، ورئيس الجمهورية والوزير جبران باسيل من جهة أخرى. يؤكد أن العلاقة جيدة مع الحزب وهناك تفاهم على عدم التوتر والاستفزاز، كي لا يعود الانقسام المذهبي السني الشيعي. بينما يؤكد أن المشكلة الأساسية تبقى مع عون وباسيل، اللذين يريدان كل شيء ولا يتوقفان عن المطالبة للحصول على المكاسب، ويريدان الاستئثار بكل شيء. ولم يلتزما بالاتفاقات معهما. بل كانوا يمارسون استقواءً للخروج عليها، بينما هو كان يغض النظر للحفاظ على الاستقرار. لكن الوضع وصل إلى مرحلة لم تعد تحتمل.

مصير تيار المستقبل

هناك تقديرات لدى الحريري أن حزب الله وعون قد يختارا تشكيل حكومتهما. وهو لن يعارض حكومتهما أو يتخذ موقفاً سلبياً منها، كي لا يتخذ موقفاً حاداً ضد حزب الله. ويفضل الوقوف على الحياد في هذه المرحلة، التي تشبه مرحلة والده في العام 2004، عندما تشكل لقاء البريستول، والذي كان بعض المحسوبين على والده وجمهوره يؤيدونه، وبدؤوا الانضمام إليه بشكل متدرج، وهو اليوم ليس بوارد العودة إلى الانقسام أو الصدام. من الواضح أن الحريري بدأ يتجه لاتخاذ خيارات جذرية، منها الابتعاد عن الممارسة السياسية في هذه المرحلة، لإعادة تجديد تياره وإصلاح الترهل الذي أصابه. وتلفت المعلومات إلى أن الحريري يستعد للذهاب إلى ورشة داخلية كبيرة في تياره، قد تصل إلى حلّ التيار، الذي لا ينتج ولا يقدم له أي مكتسبات راهناً. بل تحول إلى عبء عليه. وبالتالي، يستعد لإجراء ورشة داخلية، يستعيد بعدها ثقة الناس به بعيداً عن أي حسابات أخرى.

 

لقاء باريس والتحوّل الدولي: تأييد الانتفاضة.. ولا تدخّل

منير الربيع/المدن/20 تشرين الثاني/2019

تتغير النظرة الدولية تجاه لبنان شيئاً فشيئاً. ما تقدّم منذ أكثر من شهر في الساحات لم يكن متوقعاً بالنسبة إلى المجتمع الدولي. المشهد في بيروت والمناطق المختلفة، بالعيون الدولية، يبدو "مشرقاً" على حدّ تعبير مسؤولين دوليين، خصوصاً أن الانتفاضة على الواقع القائم، وعلى اختلال التوازن، وعلى الفساد والسمسرات وسياسة المحاور، قد بدأت تحقق نتائج إيجابية بكل مدنية وسلمية. يقدّم لبنان نموذجاً عربياً وشرق أوسطياً للتغيير السلمي، بخلاف ما سارت عليه رياح الربيع العربي التي تحولت إلى العنف وغرقت بالتطرف والدماء.

الثورة تثبت نفسها

عندما بدأت الثورة لم يكن أي من القوى المحلية أو الخارجية تعيرها هذا الاهتمام، أو تراهن عليه. صحيح أن التعاطف معه كان قائماً، والمراقبة كانت حذرة، بانتظار اتضاح وجهة الأمور ومساراتها. القوى السياسية لم تكن مقتنعة بما يمكن أن يحققه المتظاهرون. ولذلك، كانت هناك حال استخفاف ولا مبالاة، وتضييع الوقت للحفاظ على الحكومة. بعدها بدأ التدرج في "تعديل حكومي" لم يتحقق، ولم يوافق عليه الشارع. سقطت الحكومة وطالب الشارع بحكومة تكنوقراط. ما يعني المطالبة بتغيير حقيقي بالوجوه والسياسات. بموازاة هذا، كان الموقف الدولي واضحاً في تعاطفه مع الانتفاضة اللبنانية، مشدداً على توفير الحماية للمدنيين من أي اعتداء. وهذا ما تكرس على الأرض في أداء الجيش والقوى الأمنية. بُعيد إسقاط الحكومة ومنع عقد جلسة مجلس النواب في المرة الأولى، بدأت النظرة تتغير. والأكيد أنه في هذه الحالات تبدأ الدول في إعادة قراءتها وفق المتغيرات. ووجدت أن الحراك جدّي وقادر على تحقيق التغيير بكل سلمية، وإن ببطء وتدرّج.. ولا بأس من دعم هذه التحركات، لأن الرهان على السياسيين لطالما فشل، خصوصاً فيما يتعلق بتقديم المساعدات وتنفيذ الإصلاحات.

إشادة بالشباب اللبناني والجيش

بواقعية أكثر، أرادت الدول التدخل بشكل أو بآخر متكئة على الوقائع الجديدة لتصحيح الاختلال في موازين القوى، وفي تجاوز الدستور والمؤسسات. وبالطبع، هناك اعتراض على التحاق لبنان بالمحور الإيراني. وهذا ما يدفع اللبنانيون ثمنه اليوم بمنع المساعدات وبأزمة اقتصادية خانقة بدأت تنحو بالبلاد نحو الانهيار.

الاستعصاء الذي استمر لأيام، دفع الفرنسيين إلى التحرك بإيفاد كريستوف فارنو إلى بيروت ولقاء المسؤولين. حصيلة لقاءاته بحثها مع مسؤول أميركي هو ديفيد شينكر ومسؤول بريطاني. وتكشف معلومات "المدن" أن اللقاء الثلاثي الذي عقد في العاصمة الفرنسية لم يخلص إلى نتائج حاسمة، أو واضحة بخصوص التدخل في الأزمة اللبنانية ومعالجتها. وكان هناك إشادة بالشباب اللبناني الذي انتفض، وتمكن من تحقيق أهداف كثيرة. وتخلص النظرة الثلاثية إلى أن هناك إمكانية للتغيير بفعل هذه الحركة الشعبية، شرط توفير الحماية لها.

وحسب المعلومات، لم تتقدم أي من الدول بأي مبادرة في هذه المرحلة، وترك المجال للشباب اللبناني ليعبر عن ما يريده وما يطرحه من مشاريع وبرامج التغييرية، مقابل توفير كل سبل الحماية له. وهذا ما يتوضح في الإلحاح الدولي المتكرر، وخصوصاً الأميركي، على حماية المتظاهرين ومنع الاعتداء عليهم، وصولاً إلى حد التلويح بوقف المساعدات العسكرية، إذا ما وقع أي اعتداء على المتظاهرين. هذا الأمر يفسره بعض اللبنانيين بأنه تدخل أميركي له بعد سياسي يتصل بتطويق حزب الله ورئيس الجمهورية. ويرى فيه البعض سبباً لسوء في العلاقة بين الحزب وعون وباسيل مع قائد الجيش. والانزعاج انسحب أيضاً على رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي اعتبر ان الجيش لن يسمح بقطع الطرقات. وظن أن جلسة مجلس النواب ستنعقد.

تأييد المطالب واستياء روسي

يعتبر البعض أن المجتمع الدولي كان يضع الأجهزة الأمنية تحت المراقبة الدقيقة، في أدائها مع المتظاهرين. وهذا يدل ضمناً أن الرهان الدولي على الانتفاضة يكبر ويتنامى. فيما يعتبر حزب الله وعون أن ما يجري هو مؤامرة اميركية، وأنها هي التي منعت بعض الكتل النيابية من المشاركة في الجلسة ومقاطعتها، لا سيما كتلة المستقبل، القوات، والاشتراكي. تؤكد المعلومات أن الاجتماع الثلاثي خلص إلى نقطة واحدة أساسية، وهي ترك الحرية للشعب اللبناني في ما يريده، مع عدم التدخل بالتفاصيل السياسية، والتمسك بشرط أن تكون أي حكومة ستولد ملبية لتطلعات اللبنانيين. أيضاً، هذا يعني ضمناً دعم مطالب الحراك بالتغيير. والموقف الدولي هذا استفز موسكو، التي تتحرك بفاعلية للدفاع عن عون وحزب الله، وتحرص على "العهد" وتتمسك بحكومة يتمثل فيها حزب الله بشكل مباشر. وقد تواصلت موسكو مع باريس بهذا الخصوص. وإذا كانت باريس تؤيد حكومة تضم مختلف الكتل وتتفهم وضع حزب الله وموقعه وتمثيله بشخصيات غير حزبية وغير مستفزة، إلا أن هذا الأمر على ما يبدو مرفوض من الأميركيين والبريطانيين. الذين يفضلون ترك الصراع مفتوحاً بين الشعب اللبناني والقوى السياسية. يفترض حالياً بهذا الموقف الدولي أن يمنح المزيد من الفرص للانتفاضة، التي ستكون قادرة على تسجيل المزيد من النقاط لصالحها وإن ببطء. كما بإمكان هذه الانتفاضة الاستثمار بتصدع القوى السياسية وتنابذها فيما بينها وتوسع خلافاتها، كما هو الحال اليوم بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر. بالمحصلة، يُنظر إلى هذا الحراك على أنه سيؤسس لتغيير جذري بالتركيبة اللبنانية وبآلية الإدارة السياسية. ووفق هذه النظرة، لن تصل أي مساعدات دولية إلى لبنان قبل تحقيق هذا التغيير.

 

تصدّع التيار الباسيلي.. و"الديكتاتور الصغير" يعبث بالبيت العوني

أيمن شروف /المدن/20 تشرين الثاني/2019

سُربت معلومات يوم الإثنين أن رئيس التيار الوطني الحرّ، جبران باسيل، سيدلي بحديث تلفزيوني ليلاً. سريعاً صار الحديث الموعود شغل البلاد الشاغل، ليتبين أن لا نيّة لديه ليتحدث مع اللبنانيين، أو بالأحرى، والأرجح أنه حاول جس نبض الناس، فرأى أن ما سيقوله مهما كان، لن يكون مرحباً به لدى فئات واسعة من اللبنانيين. هو الخوف إذاً، رُهاب 17 تشرين أصبح واقعاً.

هرج ومرج

منذ بدء الثورة، والحديث لا ينقطع عن مشاكل وخلافات داخل التيار الوطني الحر أولاً، والعائلة الحاكمة ثانياً. خلافات بطلها وسببها الأول، جبران باسيل، الصهر الذي تحوّل من مدلل إلى حاكم بأمره. يُسأل أحد نواب التكتل، والذي يُعتبر من الصقور، في جلسة مغلقة عن الجو العام داخل التكتل، وكيف تسير الأمور، فيجيب بالحرف: "نحن لا نُناقش ولا نعطي رأينا، نحن فقط نطلع على ما يُقرره باسيل والكل يوافق من دون اعتراض". في اجتماع التكتل الأخير، وحسب ما نُقل عن أحد الحاضرين، يبدأ النائب طلال إرسلان بالحديث، فيقول إنه خلف جبران حتى الرمق الأخير. مثله كُثر. يأخذ الكلام النائب ابراهيم كنعان وبجرأة لم يعتد عليها مع جبران، يتوجه إليه بالقول: أعتقد أنه من المناسب الآن أن تتنحى جانباً لفترة من الزمن (سنة أو اثنتين). يؤيده في الطرح كُل من زياد أسود وآلان عون، وسيمون أبي رميا. لحظات ويسود هرج ومرج في الاجتماع حين تصدى البقية لكلام كنعان. طبعاً، لكل منهم مصالح الخاصة. لاحقاً، عاد كنعان إلى بيت الطاعة الباسيلي وأدى أوراق اعتماده فيما جرى في جل الديب.

الرشاوى والصفقات

أجواء التكتل تعكس واقع الحال في كل ما يتعلّق بالتيار الوطني الحرّ. هم قبل فترة قرروا أن يبادروا إلى فتح الملفات القضائية المتعلقة بالفساد، كمحاولة لتنفيس غضب الناس، والإيحاء بأنهم ما زالوا يحملون شعار الإصلاح. ما هي إلا ساعات حتى خفت الحديث ولُملم الملف سريعاً. لماذا؟ يقول أحد المطلعين الذين كانوا وراء هذه المحاولة: اكتشفنا أن الرشاوى والصفقات تطالنا بشكل مباشر. كان لا بُد من إقفال الملف سريعاً، قبل أن يطيح بأسماء محسوبة علينا، وعلى علاقة لصيقة بجبران وغيره ممن هم في التيار. هذه المحاولات لكسب الرأي العام، تحولت مع الوقت ومع استمرار المظاهر الاحتجاجية، إلى البيت الداخلي، فكان التوجه إلى محاولة ترميم ما تصدع، لكن كما يقول أحد المطلعين: الخطة رسمها باسيل لتكون استكمالاً لسياسته الممتدة منذ سنوات، أي تقوية الموالين له على حساب الآخرين. وهو ما زاد من الشرخ الحاصل داخل الصف الثاني. وهو الأمر الذي نقله أحد القياديين في التيار إلى ميشال عون، إلا أن الأخير رفض أن يُصدّق أن هناك من يعترض.

ميزان العائلة

الشرخ هذا يمتد إلى أبعد من الصف الثاني. إذ وفي اجتماع حصل الأسبوع المنصرم جمع قيادات مركزية وأكثر من عشرين منسقاً من مناطق مختلفة، نقل خلاله هؤلاء امتعاض الناس من تصرفات باسيل ومن طريقة إدارته للأمور. لكن وحسب أحد الحاضرين، لم يحصل المنسقون على جواب شاف، فذكّروهم بما قاله ميشال عون مرة عن الهرمية الحزبية وأن "رأس الهرم يتحمل المسؤوليات ويُحاسب إذا فشل". سائلين: "أين هو الرأس اليوم من هذه المسؤوليات؟ وأين هي المحاسبة؟". ثم، كُل هذا في ميزان والعائلة الضيقة في ميزان آخر. نجح باسيل في خرقها على الصعد كافة، وهذا ليس بجديد. هذا الخرق تحوّل إلى عداء لم يعد خافياً على أحد. سيطرة باسيل على عمّه أوصلت إلى حد مقاطعة الأب لبناته. تحديداً كلودين وميراي. الأولى مع زوجها شامل روكز في معركة مفتوحة مع جبران يبدو من المستحيل الرجوع عنها، معركة جعلتها تبتعد عن "قصر العائلة" كثيراً. فيما الثانية، أي ميراي، فهي انسحبت بادئ الأمر ثُم عادت لتحاول أن تُقنع والدها بضرورة تغيير سياسته سريعاً.

تخبط وصراعات

في هذا السياق، يروي أحد المطلعين على ما يحصل داخل القصر، أن ميراي وجان عزيز كانوا وراء الخطاب الذي ألقاه عون في ذكرى ثلاث سنوات على توليه الرئاسة. والذي نسبياً كان مُتزناً ولقي أصداء إيجابية، جعلت من عون، ودائما كما يقول من كان يُتابع الأمور عن قرب، يُعبر عن رضاه بل توجه لميراي بالقول: "أريد أن أعيد إلى جانبي من يُحبونني". فكان الرد من جبران في المقابلة الأخيرة، حين تقصد أن يُسرب الصورة التي تُظهره في كادر المقابلة التي أجريت مع عمّه، والتي جعلت الناس يقطعون طريق الشام ويتظاهرون في بعبدا في سابقة من نوعها. في المحصلة، هذا هو واقع حال التيار العوني - الباسيلي بعد 17 تشرين. تخبط وصراعات ومناكفات بطلها وزير الخارجية "المخلوع"، الذي يتصرف مع تياره كديكتاتور صغير، ومع اللبنانيين بالكثير من الاستهزاء. رئيس تيار خسر حلم الرئاسة ولم يعد لديه ما يخسره أكثر، فقرر أن يجرف ما تبقى من تياره، ولا مانع لديه من أن يجرف البلاد تلبية لطموحاته الصغيرة. الصغيرة جداً، مقارنة مع حجم ما يحدث في الشارع، الذي خرج من قوقعة أحزاب صارت أمام حالة وطنية على ما يبدو من المستحيل أن تجاريها.

 

جدار بشري من مناطق ولهجات كثيرة يهزم سلطان برّي

نادر فوز/المدن/19 تشرين الثاني/2019

وفي يومها الرابع والثلاثين حقّقت الثورة انتصاراً كاسحاً. حققت الجدران البشرية غايتها، فمنعت وصول النواب إلى البرلمان لتهريب القوانين وتشريع "العفو العام" عن جرائم ارتكبتها في المال والنهب والفساد.

سقوط "حنكة" بري

انكسرت السلطة في محطة جديدة وسقطت في الشارع مجدداً: "عطّلنا النِصاب عطلّنا النَصّاب، للمجلس النصّاب"، ردد المعتصمون لصاحب ردّية "28 وميّة، كلّهم قرطة حرامية". وإذا كانت السلطة، بأطيافها كلها، قد سقطت فإنّ الضربة الفعلية توجّهت لرئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي أصرّ على الدعوة للجلسة التشريعية الأسبوع الماضي، وتراجع عنها قبل موعدها. كرّر الدعوة اليوم وتعطّلت. هذه سابقة في تاريخ برّي السياسي وسيرته في رئاسة البرلمان. هذا الرجل، صاحب الخبرة الطويلة في الدهاء السياسي والحنكة البرلمانية، لم يقو على الثورة. فآخر "صفعة سياسية" تلقّاها من هذا العيار كانت في العام 2005، عندما أعلن رئيس الحكومة حينذاك، المرحوم عمر كرامي، استقالة الحكومة من دون مشاورة أي من أطراف السلطة.

رصاصات موكبين

يمكن تلخيص مشهد الجدار البشري في نقطة واحدة، أو محور أساسي: مثلث باب ادريس ـ ويغان - شارع أحمد الداعوق، وتحديداًعند المقرّ العام لبنك عودة. هناك حاول موكب مؤلف من سيارات ثلاث عبور الطريق. قبل وصول إحدى السيارات إلى هذا التقاطع، نزل منها مرافقين، فصفع أحدهم شابة وأوقعها أرضاً. وأكمل الموكب طريقه صعوداً من شارع أحد الداعوق في اتجاه شارع المصارف. دهس الموكب عشرات، ودخل إلى مفترق لم يعلم سائق الموكب أنّ القوى الأمنية أقفلته بالبلوكات الاسمنتية. علق الأرنب في الفخ، وانهالت على سيارات الموكب العصي والركلات، وخرجت من أحدى سياراته الداكنة الزجاج رصاصات مسلحين في داخلها. وعادت السيارات أدراجها بعدما نالت نصيبها من الشتائم والتكسير. ساد الغضب والصراخ من اعتداء مماثل على المتظاهرين: "الموكب يعبر على جثثنا، ولن يعبر". وللمصادفة وقعت هذه الحادثة في مكان انطلاق انتفاضة 17 تشرين، حين أطلق مرافقو الوزير أكرم الشهيب النار في الهواء وعلى المتظاهرين. وهو نفسه مكان الصورة - الأيقونة لفتاة تركل المرافق المسلّح وتعرّيه من تشبيحه. من هنا كانت الشرارة، ومن هنا أيضاً تأكيد على المواجهة وعلى الانتصار على الزمرة الحاكمة.

مدَدٌ من المناطق

من اعتدى على المتظاهرين؟ كان موكب الوزير جبران باسيل، لا موكب الوزير سليم جريصاتي، ولا موكب الوزير علي حسن خليل الذي نفى التهمة. لا يهمّ لأنّ الحادثة تلخّص الواقع. واقع أنّ رجال السلطة حاولوا دهس الناس وأطلقوا النار وفرّوا. واقع أنّ من في السلطة لا يتوانى عن الاعتداء الجسدي على الناس، بعد نهب جيوبهم والاستئثار بالسلطة والاستخفاف في قدراتهم. واقع أنّ الحال تبدّلت في الشارع. فالسلطوي الذي يتباهى بلوحات السيارات النيابية أو الوزارية، بات يمرّ في سيارات بلوحات عادية أو أخرى تابعة للقوى الأمنية. وأي سيارة بزجاج داكن باتت هدفاً للثوار. والثورة فرضت نفسها ومنعت السلطة من عقد جلستها التشريعية. ومشاهد الجدار البشري تؤكد هذا الانتصار. كانت حشود المتظاهرين قد وصلت إلى أماكنها ابتداءً من الساعة السادسة صباحاً. قدمت وفود من طرابلس وبرجا والبقاع، فطمأنت الموجودين أنّ مواكب أخرى باتت قريبة من العاصمة. في حين كانت مواكب منطقتي الزوق وجل الديب قد وصلت وحدّدت مكان انتشارها في وسط بيروت. لم تنفع إجراءات القوى الأمنية ولا أسلاكها الشائكة في منع التجمهر. في محيط البرلمان ومن كل صوب، احتشد الآلاف. قوى الأمن أقفلت بعض الطرق. الجدار البشري حاضر لإقفال ما تبقى. عند نقاط التجمّع في رياض الصلح وساحة الشهداء، والطريق البحرية، وبنك عودة، وباب ادريس، وزقاق البلاط، تكرّر المشهد نفسه. مشهد منع أي موكب من العبور إلى جنّة تشريع السرقة والنهب في البرلمان. وجوه الثوار من المناطق اجتمعت في بيروت. شبان وشابات، تلامذة مدارس، حضروا أيضاً. كانت الخلطة الاجتماعية للجدار غريبة عجيبة. خلطة من اللهجات اللبنانية المختلفة، من حزبيين (من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين)، فنانين ومخرجين، صحافيين تركوا عملهم وانضموّا إلى الثورة. خلطة تلخّص الثورة وانتشارها في المكوّنات والمناطق والزواريب الحزبية والطائفية.

علي عمار يهتف

ومن أبرز هذه المشاهد أيضاً، ملاحقة المتظاهرين عضو كتلة الوفاء للمقاومة، النائب الحاج علي عمّار، عند مدخل السراي الحكومي. لم يلمسوه أو يعتدوا عليه، هو القادم على رجليه. لاحقوه فقط برديّة "يسقط يسقط حكم الأزعر". هنا الآذان صاغية، وما كان تتجاهله السلطة ورجالها بات مسموعاً. يرفع النائب يده ويهتف الردية نفسها!: يسقط حكم الأزعر. عاد وانسحب. ولعلّ ذلك من أبرز إنجازات الثورة أيضاً: القول للسلطة في وجهها أنها فاسدة، أنها من الزعران.

 

كلمة الثورة أعلى.. مجلس النواب يفقد نصاب شرعيته

وليد حسين/المدن/19 تشرين الثاني/2019

مرة جديدة تنكسر إرادة السلطة أمام الإرادة الشعبية، التي تمكّنت من تطيير جلسة مجلس النواب، مانعة أعضائه من الدخول إلى ساحة النجمة، رغم محاولة بعض القوى السياسية، من حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر، المرور وتمرير الجلسة بالقوة.

خسارة التحدي

كان مشهداً هزلياً حين عمدت قوى ما تبقى من سلطة، فاقدة للشرعية الشعبية، إلى محاولة الدخول عنوة أو خلسة أو تسللاً أو بمواكب أمنية، تدهس المتظاهرين وتطلق النار في الهواء لتفريقهم. كان المقصود "التشريع" رغم أنف اللبنانيين ورغم موقف بقية الكتل النيابية التي أعلنت مقاطعتها للجلسة مثل القوات اللبنانية واللقاء الديمقراطي وكتلة تيار المستقبل وحزب الكتائب والنواب المستقلين، والذين خرجوا من كتلة التيار الوطني الحرّ. مشهد يستدعي الاستهزاء على نواب أمة قرروا تحدي الإرادة الشعبية، ولم يتمكن إلا قلة منهم الدخول إلى المجلس، وعلى أجساد المتظاهرين كما حصل عند مدخل البرلمان من ناحية باب إدريس، حيث اخترقت سيارة النائب علي حسن خليل (نفى الأخير الخبر مبرراً أنه كان في المجلس منذ الصباح الباكر)، المتظاهرين ودهست على رجل أحدهم وكادت تودي ببعضهم إلى حتفهم، والأسوأ أن العناصر الأمنية المرافقة له راحوا يطلقون النار من الزجاج الأمامي. بعد تردد شائعات بأن الموكب الذي أطلق النار يعود للوزير المقال جبران باسيل أو للوزير سليم جريصاتي، ونفي الوزيرين الأمر، سرب مصدر أمني أن الموكب يعود للوزير علي حسن خليل، فبرر الأخير عدم وجوده بالموكب.

سلاح الطناجر

مشهد معيب لنواب الأمة الذين ظهّروا أن مجلس غير قادر على تحدي الناس بقوة القانون والمنطق بل بالنار والحديد، اللذين تحطما تحت سواعد المتظاهرين. فمنذ الصباح الباكر تجمع آلاف المتظاهرين في وسط العاصمة وأقفلوا جميع الطرق المؤدية إلى البرلمان وسط عزم وإصرار على منع النواب من الدخول إلى المجلس، الذين كانوا ينوون تمرير قوانين على مقاسهم، كما لو أن شيئاً لم يحصل في لبنان منذ اندلاع ثورة 17 تشرين الأول "ضد الحرامية وناهبي المال العام". مشهد مذل لنواب الأمة الذين خرجوا بموكب عسكرية مؤللة كي لا يواجهوا المتظاهرين، كما ظهر في مقاطع الفيديو التي تناقلها الناشطون، وقالوا إن من في داخلها رئيس المجلس نبيه بري. حضروا من جميع المناطق اللبنانية للوقوف بوجه سلطة سياسية، ظنت أن الإرهاب والقمع ستجعل الناس يتركون الساحات. حضروا بالطناجر وقرقعتها للقول لهؤلاء النواب أن يرحلوا وكفاهم استخفافاً بعقول اللبنانيين، بل وبالأسس الدستورية التي لا تجيز التشريع في ظل عدم وجود حكومة. لكن النواب مضوا في غيّهم وحاولوا الدخول عنوة إلى المجلس، المحاصر بآلاف عناصر مكافحة الشغب والجيش اللبناني، أو تسللوا بسيارات الإسعاف، كما قال المتظاهرون، أو على الدراجة النارية كما هي حال النائب علي عمّار.

"الجلسة طارت يا حلو"

ورغم تحول وسط العاصمة لثكنة عسكرية محاطة بعشرات الأمتار من الأسلاك الشائكة، والمواكب الأمنية المشددة، كان شعار المتظاهرين "لن نسمح للنواب بالدخول إلا على جثثنا". أما من تمكن من الوصول إلى داخل البرلمان، فأما بات ليلته في تلك الثكنة أو عملوا على دهس المتظاهرين. ورغم ذلك لم يتمكن إلا قلة قليلة منهم اختراق الدرع البشرية، ما استدعى بالرئيس نبيه برّي إلى إعلان تأجيل الجلسة إلى موعد يحدد لاحقاً. هذا، ببساطة، انتصار آخر للثورة، كما ردد المتظاهرون الذين تجمهروا بالشوارع. قال المتظاهرون كلمتهم: على أركان السلطة الرحيل، وبكل اللغات التي لم يفهمها السياسيون بعد: من قرقعة الطناجر والضرب على ألواح الحديد وحاويات النفايات في الشوارع، مروراً بهتاف "كلن يعني كلن" و"هيلا هيلا هو الجلسة طارت يا حلو"، ووصولاً إلى القول المباشر أن الجلسة التشريعية مرفوضة قبل تشكيل الحكومة. لكن السلطة ردت بأنها تريد لساحة النجمة أن تبقى خالية وفارغة إلا من بعض الطيور.

 

خمسة مكاسب للانتفاضة اللبنانية.. ماذا عن خيار العنف

علي الأمين/العرب/19 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80688/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%ae%d9%85%d8%b3%d8%a9-%d9%85%d9%83%d8%a7%d8%b3%d8%a8-%d9%84%d9%84%d8%a7%d9%86%d8%aa%d9%81%d8%a7%d8%b6%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8/

أولا: استعادة مفهوم الوحدة الوطنية، حيث شكلت المواطنية ركيزة أساسية ومحورية في خطاب الانتفاضة وأدبياتها السياسية والمطلبية، وهي تميزت هنا عن انتفاضة 14 آذار 2005، التي استندت في منهجها السياسي على وحدة الطوائف.

ثانيا: إسقاط الحكومة، حيث نجحت الانتفاضة في فرض استقالة حكومة الرئيس سعد الحريري. ليس هذا فحسب، بل أحدثت إرباكا داخل السلطة، التي تبدو عاجزة عن تأليف حكومة بعد ثلاثة أسابيع على استقالتها. وهي تبدو عاجزة عن القيام بخطوة تعيد من خلالها إنتاج حكومة من قوى السلطة نفسها، ولا تريد الاستجابة لمطلب الانتفاضة بالإتيان بحكومة من المستقلين تحت مسمى حكومة إنقاذ وطني. في المقابل يبدو أن ما سمّي التسوية الرئاسية، التي قام عليها عهد الرئيس ميشال عون، قد تصدعت أو تهاوت، في ظل عجز أركان السلطة عن توفير معادلة جديدة تؤسس لحكومة مقبلة.

ثالثا: أقفلت الانتفاضة مجلس النواب وألغت نتائج الانتخابات النيابية التي جرت في عام 2018، إذ فرضت وجودها على معادلة السلطة، وبات البحث في تشكيل أي حكومة دون النظر إلى ما تغير في المشهد السياسي مستحيلا، وهو تغير يتراوح بين إقرار السلطة بتمثيل الانتفاضة في الحكومة، كما اقترح رئيس مجلس النواب، وبين مطلب الانتفاضة بتشكيل حكومة من خارج التمثيل النيابي القائم.

رابعا: لم تتكلم الانتفاضة عن سلاح حزب الله، ولم تشر إليه في كل مطالبها، لا رفضا ولا قبولا به، لكنها ذهبت مباشرة إلى الدولة. وطرحت مسألة تطبيق القانون، باعتبارها المعيار في محاسبة المفسدين، واستعادة الأموال المنهوبة. وفي العمق وجهت الانتفاضة ولا تزال ضربات متتالية للمعادلة التي تحكم السلطة اليوم، ولحكمتها في زمن الوصاية السورية منذ اتفاق الطائف عام 1989، والتي تقوم في جوهرها على تولي سلطة الوصاية، سواء كانت سورية أم حزب الله، إدارة السلطة في الأمن والسياسة الخارجية، مقابل إطلاق يد القوى السياسية في إدارة عملية المحاصصة أو بتعبير أوضح الفساد. الانتفاضة صدعت هذه المعادلة التي تفسر لماذا يقدم حزب الله نفسه حاميا ومدافعا عن السلطة الحاكمة، لإدراكه أن سقوط منظومة الفساد سيؤدي بالضرورة إلى إسقاط معادلة السلاح، التي جعلت من لبنان منطلقا لعمليات أمنية وعسكرية في الخارج، ومصدر سلطته في الداخل اللبناني.

خامسا: انتزعت الانتفاضة شرعية دولية، وأصبح المجتمع الدولي، ولاسيما ما يتصل بمؤتمر سيدر الذي يتضمن خطة لمساعدة لبنان، ينظر إلى الانتفاضة اللبنانية باعتبارها العنصر الحيوي الذي من خلاله يمكن تقدير خطة تنفيذ مؤتمر سيدر أو تأجيله وربما إلغائه. وأصبحت كيفية تعامل السلطة مع هذه الانتفاضة هي ما سيقرر في هذا المجال، لأن الإصلاحات هي جوهر ما يطلبه مؤتمر سيدر، والذي تعمل الانتفاضة على تحقيقه بالإضافة إلى مطالب وعناوين أخرى تتصل بالإصلاح السياسي وإجراء انتخابات نيابية مبكرة.

هذه المكاسب الخمسة، تستند على تغيير أو مسار من التحول السلمي، وعلى نزعة غير عنفية يتمسك بها المجتمع اللبناني، وهي سمة نتجت من تراكم خبرة مجتمعية، وتجارب أدت إلى إدراك عميق بأن العنف، لاسيما المسلح، كفيل بضرب المكتسبات الوطنية.

غير أن ذلك، لا يزيل المخاوف من عنف مقابل هو عنف حزب الله، الذي يمكن أن يستحضر في لحظة تلمس خسارة السلطة، عنفا بذريعة حماية السلاح أو مواجهة مخاطر خارجية أو داخلية. وهو في ذلك يريد استدراج المجتمع الدولي للتدخل، لإدراك حزب الله أن المجتمع الدولي هذا ينحاز إلى الأمن، في مقابل الاصلاح، وهو ما شاهده الجميع في سوريا. هذا ما يعتقد حزب الله حدوثه في لبنان، في ظل وجود أكثر من مليون لاجئ سوري في لبنان وتخوف أوروبا من هجرتهم إليها، فضلا عن وجود أكثر من عشرة آلاف جندي دولي في جنوب لبنان ضمن قوات اليونيفل.

إلى جانب ذلك، لا يخفي القريبون من حزب الله أن تهديد الاستقرار في لبنان، يوجه رسالة قوية لإسرائيل، التي تتمتع باستقرار على حدودها مع لبنان منذ القرار الدولي 1701 وهي ليست في وارد مبادلة ذلك بالفوضى. وهذا ما أكده رئيس الجمهورية قبل أيام، حين أشار إلى أن حزب الله ملتزم بالاستقرار على الحدود مع إسرائيل.

بين وتيرة التغيير السياسي التي تديرها الانتفاضة ومخاطر التهديد الأمني الذي يتركز في ما يمكن أن يقوم به حزب الله، تفرض الأزمة المالية والاقتصادية حضورها القوي، من خلال ما حملته وتحمله من مخاطر حقيقية على الدولة والمجتمع. وهي باتت تفرض على اللبنانيين نمطا جديدا لم يعهدوه سابقا، حيث باتت المخاطر أكثر من واقعية على توفير السلع والمواد الأساسية، مع بروز سعرين للعملة الأجنبية واحد رسمي وآخر في السوق، وهو ما سبب ونتج عن أزمة في توفير عملة الدولار في بلد يقوم اقتصاده على الاستيراد من الخارج.

كل ذلك يجعل من عملية الإنقاذ أسيرة معركة عض أصابع بين طرف يريد إعادة إنتاج معادلة السلطة نفسها، وطرف يريد الانتقال إلى معادلة جديدة لا مفر منها لإنقاذ لبنان.

وسط هذا المشهد، حققت الانتفاضة مكسبا مهما على الصعيد النقابي، عندما حققت فوزا كبيرا في نقابة المحامين، عبر إيصال نقيب جديد من وجوه الثورة هو المحامي ملحم خلف، في معركة انتخابية في مواجهته كل أحزاب السلطة دون استثناء، والتي فشلت في الإتيان بمرشحها. أهمية هذا الفوز أن نقابة المحامين ومنذ عقود، كانت دائما صورة مصغرة عن توازنات أحزاب السلطة.

ما حدث في نقابة المحامين يجعل من التغيير في بقية النقابات مسارا جديا وحقيقيا، يعكس مدى تراجع قوى السلطة وسطوتها أمام التغيير المجتمعي الذي تقوده الانتفاضة اللبنانية على أكثر من مستوى واتجاه.

 

3 ثورات ضد الإمبراطورية الخمينية والدور الأميركي..تأثير الحراك اللبناني والانتفاضة العراقية واضح على ما يجري في طهران

د. وليد فارس/انديبندت عربية/19 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80691/%d8%af-%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%af-%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-3-%d8%ab%d9%88%d8%b1%d8%a7%d8%aa-%d8%b6%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%85%d8%a8%d8%b1%d8%a7%d8%b7%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ae/

كنا قد كتبنا في وقت سابق أنه وبحال امتداد الثورتين اللبنانية والعراقية لأسابيع وأشهر، فإن شعلتهما ستوقد الثورة في إيران معيدة تفجير التظاهرات، ويبدو ان هذه التنبؤات كانت في محلها، فإيران تشهد انتفاضة شعبية قد تكون الثورة الثالثة ضد نظام الخمينيين.

فبعد الثورة الأولى عام 1999 التي قادها الطلاب في عدد كبير من الجامعات والكليات، وقُمعت في نهاية المطاف من قبل السلطات الإيرانية، وبعد الثورة الثانية التي عرفت بالثورة الخضراء في يونيو (حزيران) 2009 ولاقت مصير سابقتها، انفجرت الأسبوع الماضي الثورة الثالثة التي أصبح متعارفاً عليها بثورة الوقود.

وكان واضحاً أن الجمر لا يزال مشتعلاً تحت الرماد في طهران منذ التظاهرات التي عمت في المدن والمقاطعات نهاية عام 2018، واستمرت في عمق المجتمع الإيراني حتى جاءت الرياح من لبنان والعراق وعصفت في طول البلاد وعرضها في ثورة فاقت قوتها سابقاتها، وهي اليوم تصارع النظام في الوقت الذي تستمر الثورتان وبقّوة في المستعمرتين ببغداد وبيروت.

وجدير بالذكر، بحسب المراقبين، ان هذه الانتفاضة الحديثة بدأت لأسباب اقتصادية تتعلق بأزمة الوقود، غير أنها توسعت لتشمل عشرات المدن وتنقلت بين المدن الفارسية من طهران إلى مشهد، وفي الأحواز حيث الأكثرية العربية ووصلت إلى بلوشستان أذربيجان، وكردستان ومناطق أخرى، والمشهد الآن هو كناية عن انفجار شعبي في جميع أنحاء إيران يستهدف رموز السلطة، وبحسب المقاطع المصورة، رأينا المتظاهرين يضرمون النار بمحطات الوقود ويهاجمون ميليشيا الباسيج والشرطة، وأحرقوا مصارف وصوراً لرأس النظام.

هذه المشاهد تعني أن الثورة هذه المرة أعمق من الماضي، والأكثرية الشعبية تحذر النظام بقدرتها على القيام بحركة شمشومية، أي أنها قادرة على إسقاط البلاد على رأس النظام إن لم يكن هناك تغيير، وهذا يعني أن البؤس بلغ درجة غير مسبوقة والرفض للقمع البوليسي وصل إلى الذروة، مع انضمام عدد من كوادر الثورة الخضراء إلى المتظاهرين.

إن تأثير الحراك اللبناني والانتفاضة العراقية واضح على ما يجري في إيران، والأمر اللافت أن قطاعات الشباب تعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي من بيروت إلى طهران، وتتابع ما يقوم به الآخرون في شوارع لبنان والعراق وبالتالي، فإن الموجة التي خرجت من المستعمرتين ولدت شعوراً بالقدرة الذاتية لمقاومة النظام الخميني في المنطقة ككل، وكما تحدثنا سابقاً، فإن انتفاضة المستعمرات في الهلال الخصيب أصبحت ذات قدرة ذاتية أسهمت في تمكين القطاعات الرافضة في إيران من الثورة على إيران.

إن المراقبين يعلمون علم اليقين أن النظام في إيران غير قادر على إقامة تسوية داخلية حتى لو كان قادراً على القبول بتسويات إقليمية ودولية لإنقاذ نفسه من غضب الداخل، وبالتالي فإن التقديرات تشير إلى أن خامنئي قد يختار المواجهة الشاملة مع شعبه ويزج بقواه العسكرية والأمنية لقمع الشعب فاتحاً بذلك باباً كان موصداً لأربعة عقود.

إذاً، إيران تدخل المجهول ومعها العراق ولبنان وربما سوريا واليمن لاحقاً، والسؤال الكبير ما هو موقف الخارج حيال ما يجري في الشرق الأوسط، والأهم ما هو الموقف الأميركي؟

مما لا شك فيه أن النظام الإيراني وأذرعه، إن خشي شيئاً فهو يخشى من تحرك أميركي بقدرات كبيرة لدعم الثورات الثلاث لأنه يوفر عاملاً نفسياً مهماً للقطاعات المنتفضة، وبالفعل، إذا قررت واشنطن السير بنهج الرئيس رونالد ريغن وجورج بوش الأب في دعمهما ثورات أوروبا الشرقية بوجه حكم غورباتشوف ما أدى إلى نجاح ثورات بولندا وتشيكوسلوفاكيا وهنغاريا وألمانيا الشرقية، فذلك سيؤدي بنظر حكام طهران إلى نجاح الثورات الثلاث على الأقل في مرحلة ما.

من هنا، نفهم كيف أن الخمينيين و”حزب الله” و”الحشد الشعبي”، يتهمون الشبان المنتفضين بأنهم امتداد وأدوات للخارج، وركزوا في بعض الاتهامات على دعم أميركا للتحركات الشعبية، ونحن نعلم أن الإدارة في موقع لا يسمح لها الآن بالتركيز على الثورات وحاجاتها وتفعيل حركة داعمة لها دولياً، لأن الرئيس الأميركي يواجه أقسى أزمة فجرتها المعارضة في محاولة عزله تُخاض غمارها بمجلس النواب، وبالتالي على عكس ما تزعم طهران والضاحية، فإن إدارة الرئيس ترمب لم تتخذ قراراً حاسماً بما يجب القيام به للمساعدة، ولكن هناك مؤشرات ظهرت من خلال تصريحات وزير الخارجية مايك بومبيو حيال الثورات الثلاث شكلت فارقاً كبيراً بالمقارنة بما فعله الرئيس أوباما.

الاعتقاد هنا أن الرئيس ترمب لن يقوم بعمل تجاه هذه الثورات إلا إذا كان عملاً كبيراً وحاسماً، فأي تغريدة من الرئيس ستلحقها تغريدات أخرى وستحشد قدرات الإدارة لتعبئة الطاقات، وهناك مخاطرة تكمن بإمكان قيام المعارضة بمهاجمته إذا قرر التحرك في الشرق الأوسط، وهو في العام الانتخابي، لذلك فإن إدارة ترمب التي كانت تخطط للعودة إلى الشرق الأوسط بعد الانتخابات الرئاسية العام المقبل، قد تجد نفسها أمام تحدٍ قد يؤدي إلى تغيير موقفها السياسي، وخوض حرب على جبهتين في الداخل لمواجهة خصومها، وفي الخارج حيث تجد نفسها ملزمة بدعم المجتمعات المدنية لمواجهة الغطرسة الإيرانية في وقت فرضت أقسى العقوبات على طهران، فإذا لم تقم إدارة ترمب بأي عمل لدعم التحركات التي هي هدية من الشعوب لتتمكن واشنطن من مواصلة حملة عزل الملالي، قد تخسر فرصة مساعدة شعوب المنطقة خلال العام المقبل لتغيير أوضاعهم من أجل الوصول إلى سلام وأمان في المنطقة.

باختصار على إدارة ترمب ولجان الكونجرس المنشغلة بالسماع إلى اتصالات الرئيس وتصرفاته أن تتخذ قراراً بتوحيد الموقف الأميركي، ويمكن لترمب أن يقرر فتح مواجهة في الوقت نفسه مع خصومه في المعارضة والتمدد الإيراني، وإن سار بالخيار الأخير فهو بحاجة إلى فريق عمل قادر على الصعيد الإستراتيجي.

 

حكومة اختصاصيين قد تنقذ أهل النظام

مصطفى علوش/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 19 تشرين الثاني 2019

«لا تشغل البال بماضي الزمان ولا بآتي العيش قبل الأوان واغنم من الحاضر لذاته فليس في طبع الليالي الأمان»(«رباعيات الخيام» من أحمد رامي)

نصيحة مجانية، وبما أنّ قيادة قوى السلطة العسكرية، حسب خطاب زعيمها الأخير، تفهم في إدارة العسكر والمعارك لأنّ لديها خبرة. هناك نوع من المعارك الميؤوس من كسبها فيدخل فيها مبدأ «الانسحاب التكتيكي».

وهو يستند إلى ما تطبقه الجيوش والقوى العاقلة عندما تتمّ محاصرتها وتهديدها بالفناء الكامل أو السقوط التام، فتبحث عن ثغرة للنفاذ منها وحصر خسائرها، وتأجيل الهزيمة النهائية، أو تفاديها بالكامل من خلال اختيار مواقع جديدة يمكن الدفاع عنها، وتجميع القوات وحشد القوات وإعادة نسج التحالفات...

طبعاً لست أنا في واقع الناصح لمن اتّخذ من العمل العسكري مهنة دائمة له، لكن الإشكالية تأتي عندما يبقى شعار «النصر»، إلهيّاً كان أم دنيوياً، هو الطاغي على الوعي واللاوعي! وهنا تحلّ الكارثة على الجميع، عندما يصبح القرار فيما يشبه حصار «مسعدة» (ماسادة) في التاريخ العبري، يوم صرخ بضع مئات من اليهود «هيهات منّا الذلة»، سنة ٧٣ في وجه الإمبراطور طيتوس، ففنيت مسعدة وفني أهلها.

أعلم أنّ هذا الكلام سيثير حفيظة الكثيرين من الساعين إلى الموت دفاعاً عن شارة نصر يرفعها زعيم ملهم فوق جثث الشهداء. لكن اليوم مشروع الشهيد، أو الضحية لكونه لم يختر الموت، بل فرض عليه، هو وطن بأكمله نزل أبناؤه، بوعي أو بدونه، يصرخون بأعلى أصواتهم أنّهم يريدون إنقاذ بلدهم المريض. وهؤلاء، كما يبدو، تخطّوا حواجز الرهبة والخوف، وإن كانوا يتحاشون الخوض في دور قائد عسكر السلطة أملاً في عدم استثارة جمهوره، لكنهم يعلمون أنّه لا مكان في دولة كاملة لسيادة منقوصة.

لكنّ الإشكال الذي غاب عن مبدأ تطهير الدولة من آلهة الفساد الحجرية، هو كون سلطة السلاح متحالفة مع الفساد بمختلف أشكاله، من سياسي طامح للسلطة، أو تاجر طامح للمال، أو سياسي يجمع بين التجارة والسلطة فيأتي للسلطة ليجمع المزيد من المال، أو تاجر جمع المال فأتى ليشتري السلطة.

كلها أوراق وملفات يحملها تحت عباءته زعيم معسكر السلطة، ليدير بها اللعبة المبنية على مقولة سمعتها مرّات ومرّات بأن: «خذوا المال الفاسد واتركوا لنا السلاح!»

كان هذا في ما مضى، لكن المعادلة اليوم اختلفت بعد شحّ المال النظيف، رغم التغني بوجود ٥٣ مليار برميل نفط في باطن الأرض، وبعد محاصرة المال الوسخ المبيّض، وبالتالي فليس بوعود النصر الصادقة وحده يحيا الإنسان، ففي انتظار النصر المبين، عليه أن يأكل ويشرب ويسكن ويتطبّب ويعلّم أو يزوج أبناءه.

من هنا نرى اليوم الواقع في طلب ضمانات للعسكر الحامي السلطة، لن تتمكن من ضمانها حكومة تكنوقراط لا تأبه، أو لا تفهم بدهاليز هذه المنظومة، وستذهب إلى عدالة معصوبة الأعين من دون مراعاة لأحد، إلّا إذا رضيت هي ذاتها الدخول في اللعبة.

ماذا إذن؟ نصيحة لوجه الله. إقبلوا بانسحاب تكتيكي عنوانه حكومة اختصاصيين غير حزبيين، تقنع الشارع من جهة، فيخرج ويعود الناس إلى حياتهم اليومية، وربما تنجح الحكومة في الإمساك بكرة نار الانهيار وإدارتها، ومن ثمّ إعطاء البلد فرصة أخرى، أو تفشل فيعود النظام القديم ليجدّد نفسه كما فعل في السابق مرات عدّة، فخرج بدم جديد من حروب أهلية واحتلالات وكوارث تغيرت فيها بعض الوجوه، إما بفعل عامل الموت الذي لا ردّ له، أو بقوى جديدة أنتجتها الحروب، فدخلت في شركة النظام القديم وتأقلمت معه وأصبحت جزءاً منه.

المهم هو أنّه في ظل الدستور الحالي، يبقى مجلس النواب بقواه وتركيبته ورئاسته، العين الساهرة والضابطة لأيّ حكومة مهما بالغت في ثوريتها، ويمكنها أن تفرمل اندفاعاتها، أو ضبطها، أو إحراجها فإخراجها.

هناك من يتحدث بأنّ عسكر السلطة، أي المقاومة، يريد ضمانات، وهذه الضمانات غير المحدودة لن تتمكن أيّ حكومة من الوعد بها، ابتداء من العقوبات، وصولاً إلى منظومة الاقتصاد الذي خرج بها زعيم العسكر لينصح كمخرج للإنقاذ، أكّد فيها أنّه لا يفهم به.

الحلّ الوحيد هو حكومة اختصاصيين، وتأجيل النصر ليوم آخر.

 

هل يقبل «حزب الله» حكومة تكنوقراط؟

أسعد بشارة/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 19 تشرين الثاني 2019

يفترض أن تنتهي هذا الاسبوع المناورات المتبادلة بين «حزب الله» والعهد من جهة، والرئيس سعد الحريري من جهة ثانية، فلا الوقت ولا الأزمة المفتوحة في الشارع يسمحان بعدم تشكيل الحكومة، وبمجرد تسمية الرئيس المكلّف سينتقل الاختبار الى الشارع، فإمّا يتكرر سيناريو رفض ترشيح الوزير محمد الصفدي، أو تعطى الفرصة لتشكيل حكومة إنقاذ مصغّرة، تأخذ على عاتقها وقف الانهيار الاقتصادي، ومكافحة الفساد والاعداد لمرحلة انتقالية جدية، للخروج من الأزمة. تبدو الأمور من جانب فريق الرئيس الحريري أقرب الى التفاؤل بإمكان تشكيل حكومة مصغّرة، يترأسها الحريري وتبدأ العمل فوراً، لمعالجة الوضع الاقتصادي، وتذهب بعض الترجيحات الى حد توقّع ان يوافق «حزب الله» على حكومة تكنوقراط في اليومين المقبلين، لن تكون مؤلفة من أكثر من 14 وزيراً لا تشارك فيها القوى السياسية، ويترك لها مهمة إدارة الوضع الاقتصادي، مع تنحية الملفات السياسية الخلافية جانباً.

هذا التفاؤل مردّه الى أسباب عدة أبرزها أنّ «حزب الله» مقتنع بأنه لا مجال لتشكيل حكومة لا يترأسها الحريري، وانّ حكومة اللون الواحد مصيرها الفشل الحتمي والسريع، أسوة بمحاولة تشكيل حكومة الصفدي.

و«حزب الله» حسب هذه الترجيحات، يعرف أنّ انهيار الوضع الاقتصادي سيكون مكلفاً للجميع، خصوصاً للحزب الذي مهما ادّعى أنه وبيئته في منأى عن هذا الانهيار سيُصاب بأضرار كبيرة لن يكون ممكناً السيطرة عليها، لا بعزل بيئته عن التظاهرات ولا بإقفال مناطقه على الحراك الشعبي.

كما يعرف الحزب انّ الأحداث في العراق أظهرت عجزاً عن قمع انتفاضة الشعب العراقي بالقوة، وانّ هذه الاحداث انتقلت الى ايران التي تنشغل الآن بقمع انتفاضة مماثلة. وبالتالي، لا مجال في لبنان للمكابرة ولرفض حكومة الانقاذ التي يطرحها الحريري، لأنّ البديل فوضى تضرب الجميع وتطيح الجميع.

في المقابل، ترى أوساط «التيار الوطني» انّ ما يشاع عن إمكان القبول بحكومة تكنوقراط برئاسة الحريري هو مجرد أوهام، فالحريري لا يمكنه ان يترأس حكومة إنقاذ كأنه المنقذ، فيما يُدان الآخرون بالمسؤولية عن الانهيار، كما أنه لا يمكنه ان يستولي على الحكومة التي هي السلطة التنفيذية تحت ستار تشكيل حكومة تكنوقراط. وأشارت الاوساط الى انّ صبر الرئيس عون على أداء الحريري يكاد ينفد، ولفتت الى انه عندما يحدّد موعد الاستشارات الذي بات قريباً، فهو يكون قد وصل الى إحدى وضعيتين: إمّا الاتفاق مع الحريري، وبالتالي تسميته، وإمّا الخلاف، وبالتالي تسمية شخصية أخرى (من غير النواب) جاهزة لتشكيل فريق عمل وزاري متخصص. وأضافت الاوساط أنّ مجرد تحديد عون موعد الاستشارت يعني اختباراً للمدى الذي سيصل اليه السلوك الابتزازي، الذي يرفضه عون، ويعتبر انه يناقض ما تم الاتفاق عليه في التسوية الرئاسية، مشيرة الى انّ «حزب الله» فَوّض الى عون اتخاذ الخيار المناسب اذا ما وصل الحريري الى نقطة اللاعودة في تشكيل حكومة تكنوسياسية، وأنّ التيار ثَنَى الحزب عن توجّه لتشكيل حكومة اللون الواحد، في انتظار أن يعقلن الحريري مواقفه بما يخصّ تشكيل الحكومة، مع الاشارة الى أنّ ما صدر في بيان الحريري رداً على «التيار»، كان سابقة غير مشجعة تحصل للمرة الاولى منذ انتخاب الرئيس عون والتفاهم الكبير الذي سبق هذا الانتخاب. ويبقى السؤال أيّ من الخيارات سترسو عليها الاستشارات اذا ما تم تحديدها هذا الأسبوع؟ وهل يتجه العهد الى تشكيل حكومة الاكثرية؟ وهل يستطيع ان يقلّع بهذه الحكومة في ظل الازمة الاقتصادية؟ وما مصير مؤتمر «سيدر» والمساعدات الدولية والعربية التي كان يفترض أن تقدّم للبنان، في حال شكّل الرئيس الحريري الحكومة بشروطه؟

 

عن العفو العام... و«أرنب» الثورة

مرلين وهبة/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 19 تشرين الثاني 2019

من أهم البنود المطروحة على جدول أعمال الجلسة التشريعية العامة اليوم، 3 اقتراحات قوانين من أصل 16 ذات أهمية خاصة. وقد شكّل طرح قانون العفو العام على جدول الأعمال أولوية لبعض الكتل النيابية، إعتبرت الكتل المسيحية إقراره يثير مأزقاً حقيقيّاً يهدّد السلم الأهلي في لبنان، مؤكّدة ضرورة إسقاط صفة العجلة عن قانون «عفو عام» يشكّل طرحه شرخاً وانقساماً في الحراك السياسي والشعبي وخضّة في «الجو العام».

ومن القوانين المهمة أيضاً قانون مكافحة الفساد الذي أقرّه مجلس النواب، وأعاده رئيس الجمهورية ميشال عون، عملاً بصلاحياته الدستورية وطالب بتعديلات عليه، إضافة الى قانون إنشاء محكمة خاصة لمكافحة الفساد.

وفق المعلومات هناك اختلاف في الرأي في بعض الكتل النيابية البارزة حول دستورية الجلسة المفترض انعقادها اليوم في ظل حكومة تصريف أعمال، علماً أنّ الجلسة هي دستورية وفق خبراء، وليست كذلك وفق آخرين، وهناك خلاف في الكواليس على دستورية الجلسة.

وإذ يرى بعض الدستوريين أنّ الجلسة في حال انعقادها غداً لا تعتريها أي شائبة لأنّ المادة 69 واضحة، وهي دستورية، ويرد في الفقرة 3 منها أنه في حال استقالة الحكومة فإنّ مجلس النواب يُصبح حُكماً في حالة انعقاد استثنائية حتى تشكيل حكومة جديدة ونيلها الثقة. أما الخلاف فهو على تفسير البعض انّ مجلس النواب يصبح منعقداً حتى تشكيل الحكومة ونيلها الثقة، والمقصود أن يكون حاضراً وجاهزاً لتلاوة البيان الوزاري فقط لا غير. فيما يرى خبراء آخرون أنّ مجلس النواب عند استقالة الحكومة يكون مكتمل الاوصاف وبكامل صلاحياته.

وفي الجدل السياسي حول من سيستفيد من قانون العفو إذا لم تسقط صفة العجلة عنه، أو أقرّ ولم يحل الى اللجان، فهما عملياً الطائفتان السنّية والشيعية، أي «حزب الله» وحركة «امل» وتيار «المستقبل»، لأنّ غالبية الذين سيشملهم العفو ينتمون الى الطائفتين، وبالتالي فإنّ لدى المسيحيين تحفظاً عن نقاط كثيرة في الاقتراح. وأكدت مصادر واسعة الإطلاع لـ«الجمهورية» انّ قانوناً بهذا الحجم لا يمكن تمريره في الجلسة العامة بصفة معجل مكرر، بل يجب إحالته الى اللجان لمزيد من الدرس نظراً لأهميته ويقتضي إسقاط صفة العجلة عنه بعد التصويت، وإذا لم ينل الاكثرية في التصويت، أي النصف زائداً واحداً يحال الى اللجان. ووفق هذه القاعدة يتخوّف بعض الكتل المسيحية من تمرير القانون لتعذّر إسقاط صفة العجلة عنه بسبب تصويت الاكثرية، ليحال الى اللجان ويتم تمريره.

الأمر الذي تتوجّس منه الكتل النيابية المسيحية، أي بالاضافة الى بعض النواب المستقلين مثل النائب بولا يعقوبيان التي اختصرت الطريق وأعلنت عدم نيتها المشاركة في جلسة الغد.

كذلك فعلت كتلتا «الجمهورية القوية» والكتائب اللتان أعلنتا عدم المشاركة في جلسة الغد. وإذا انضمّت إليهما كتلة «لبنان القوي» تفقد الجلسة ميثاقيتها، وهو الحل الوحيد، او بالأحرى يشكل مبدأ الميثاقية المخرج الدستوري لتطيير الجلسة، علماً أنّ الأطراف المسيحية نفسها تؤيّد إقرار الكثير من القوانين المطروحة على جدول أعمال الجلسة والتي تراها منصفة... فيما يتم التحضير الى تحركات على الأرض وإحاطة شعبية في محيط مجلس النواب لإعاقة مرور مواكب النواب لعدة أسباب، ومنها مطالب الحراك التي لم تنفّذ، ولمنع تمرير مشروع إقرار العفو العام أيضاً.

بين اليوم والأمس

وتسأل أوساط نيابية عن موقف الرئيس بري من انعقاد جلسة الغد، وتتساءل اذا انتفت اليوم الظروف التي أدّت الى قراره السابق بعدم انعقاد الجلسة الماضية، فترى أنّ الظروف الامنية والشعبية التصاعدية ما زالت على حالها ولم تتغير، بل ما زالت متوافرة وبحجم أكبر...

في المقابل، تؤكد مصادر نيابية أنّ طرح قانون «العفو العام» برمّته ليس سوى عبارة عن «أرنب» تمّ سحبه لشَرخ الشارع والحراك والثورة، مؤكدة أنّ قانوناً بأهمية «العفو العام» لا يمكن إقراره بهذه السهولة التي يعتقدها البعض، وانه بالتأكيد سيُحال الى اللجان.

كذلك اشارت مصادر مقربة من كتلة «لبنان القوي» الى أنّ الكتلة غير مضطرة لمقاطعة الجلسة، لأنها واثقة من حكمة الرئيس بري ومن حرصه على الميثاقية وعلى إحالة مشروع قانون العفو العام الى اللجان لأنه يعلم دقته ويعلم أنّ إقراره ليس بمزحة، وقد يؤدي الى حرب أهلية، بخاصة إذا صوّتت الكتل المسيحية الكبيرة على قرار إسقاط صفة العجلة عنه فيتحول الى اللجان.

 

اجتماع باريس الفرنسي البريطاني الأميركي: نظام الطائف انتهى

نبيل الخوري/المدن/19 تشرين الثاني/2019

لاجتماع باريس الثلاثي، يوم الثلاثاء 19 تشرين الثاني 2019، أهمية مضاعفة. أولاً لأن الدول الغربية الحليفة، فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية، قررت التشاور في شأن الأزمة اللبنانية الراهنة. وهذا يعني أن استثنائية الحدث فرضت نفسها على الأجندة الدبلوماسية الغربية، بعد شهر على بدء انتفاضة اللبنانيين ضد كل قوى السلطة. ثانياً، لأن إدارة هذه الأزمة مرهونة إلى حد كبير بنتائج هذا الاجتماع، وبمدى تقاطع أو تباين مواقف الحكومات الغربية الثلاث تجاه الوضع اللبناني.

تجربة 1958

طبعاً، سيحاول مدير الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية، كريستوف فارنو، الذي قام بزيارة استطلاعية الأسبوع الماضي إلى بيروت، وممثل عن وزارة شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية البريطانية، ومساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد شينكر، التركيز على القواسم المشتركة في اجتماعهم في باريس. لكن تبايناتهم قد تساهم في نسف أي عمل مشترك فرنسي ــ بريطاني ــ أميركي بنّاء في لبنان. وتاريخ أزمات هذا البلد منذ عام 1958 حافل بتجارب عن التعاون والتباعد بين هؤلاء الحلفاء الغربيين الثلاث.

خلال الحرب الأهلية المصغرة عام 1958، تعاونت واشنطن مع لندن، بينما قامت بإقصاء باريس عن إدارة الأزمة. حينها، تدخلت القوات الأميركية في لبنان (والبريطانية في الأردن). هدف هذا التدخل كان يتمثل في تقديم الدعم والحماية لرئيس الجمهورية آنذاك، كميل شمعون، بوجه معارضيه المدعومين من مصر بقيادة جمال عبدالناصر، والذين كانوا يرفضون محاولة تجديد ولاية شمعون. لكن واشنطن ارتكزت على استعراض القوة هذا من أجل رعاية تسوية أوصلت إلى رئاسة الجمهورية قائد الجيش فؤاد شهاب، على قاعدة "لا غالب ولا مغلوب". صحيح أن فرنسا كانت ممتعضة وغاضبة من إقصاء الحلفاء الأميركيين لها، لكنها كانت تنظر إلى خيار فؤاد شهاب بوصفه خياراً مناسباً ومتوازناً.

مفاوضات 1976

بعد اندلاع الحرب الأهلية عام 1975، اختلف التعامل الغربي معها، وفقاً لاختلاف مساراتها. في شهر آذار 1976، وبينما كان تحالف المليشيات الفلسطينية ومليشيات القوى اليسارية والإسلامية ينوي حسم المعركة عسكرياً ضد مليشيات الأحزاب اليمينية المارونية، وفي حين كانت سوريا تلوّح بالتدخل العسكري المباشر، اقترحت واشنطن على كل من باريس ولندن أن تقومان باللجوء إلى مجلس الأمن الدولي للنظر بالوضع اللبناني. أي لوّحت الإدارة الأميركية آنذاك بخيار التدويل، وما كان يعنيه ذلك من احتمال صدور قرار أممي ينص على إرسال قوات حفظ سلام للفصل بين المتحاربين. الغريب أن توقيت هذا الاقتراح في الأسبوع الأخير من شهر آذار، تزامن مع المفاوضات السرية الأميركية ــ السورية ــ الإسرائيلية التي نتج عنها ما يعرف بـ"اتفاق الخطوط الحمر" بين تل أبيب ودمشق برعاية واشنطن. أي الاتفاق الذي كرّس ضمنياً موافقة كل من أميركا وإسرائيل على التدخل العسكري السوري في لبنان عام 1976. لم يُكتب النجاح إذاً للتعاون الأميركي ــ الفرنسي ــ البريطاني في إدارة تلك الأزمة آنذاك.

القوات المتعددة الجنسيات

بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، والذي أدى إلى خروج "منظمة التحرير الفلسطينية" من بيروت، اتسمت إدارة الوضع بتعاون وثيق بين كل من واشنطن وباريس ولندن، إضافةً إلى روما. تم إرسال ما يعرف بـ"قوات المتعددة الجنسيات" إلى العاصمة، والتي اضطلعت بمهمة حفظ الأمن. لعب الأميركيون والفرنسيون دوراً أساسياً على الأرض، فيما كانت المشاركة العسكرية البريطانية هامشية. أما القوات الإيطالية فكان تركيزها الأساسي على توفير حماية للمخيمات الفلسطينية بعد مجزرة صبرا وشاتيلا. تكاد تكون تجربة "القوات المتعددة الجنسيات" نموذجية في تاريخ التعاون الغربي في لبنان. فقد أتت هذه القوات تحت ذريعة مساعدة الجيش اللبناني وعهد الرئيس أمين الجميل، على إعادة بسط سلطة الدولة على كامل الأرض اللبنانية. لكنها سرعان ما تورطت في مستنقع الانقسامات اللبنانية ــ اللبنانية. وفشلت في تحقيق مهمتها المعلنة، المتمثلة في إعادة بناء الدولة ومؤسساتها في لبنان.

مخاطر أمنية واقتصادية

تختلف الظروف اليوم عن كل تلك التجارب السابقة. لكن مجرد إقدام الحكومات الغربية الثلاث على عقد اجتماع مخصص لبحث الأزمة اللبنانية وأحداث انتفاضة "تشرين 2019"، فهذا يعني أنه ثمة حالة طارئة تستدعي استباق تطورات معينة، والاستعداد لكل السيناريوهات المحتملة على الساحة اللبنانية.

ومن المعروف أن الجميع يولي أهمية الآن، على المدى القصير، لاحتمال الانهيار المالي. وتحتل هذه المسألة بنداً رئيساً على جدول أعمال الاجتماع الثلاثي في باريس. من المفترض أن يبحث الحلفاء الغربيون في سبل تعاونهم لاستباق هذا الانهيار، وفي كيفية إدارتهم لأزمة الانهيار إنْ حصل، والمساهمة لاحقاً في حلّها. وفي حال اتفقوا على خطة مشتركة في هذا الصدد، سيترتب عليهم الإعلان عنها في أسرع وقت، وذلك من أجل إحداث صدمة إيجابية للاقتصاد اللبناني. طبعاً، سيناريو كهذا يتطلب حلاً سريعاً لأزمة تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة. ومن شأن استمرار التقاعس في هذا الصدد أن يفتح الباب أمام مخاطر تهديد الاستقرار الداخلي.

حلبة مصارعة

لذلك، من المفترض أن يتطرق الاجتماع الثلاثي إلى احتمالات التدهور الأمني في هذا البلد، على المدى القريب أو المتوسط. وهنا، تتراوح الخيارات بين التدويل عبر مجلس الأمن، أو ربما التدخل مباشرةً، في تكرارٍ لتجربة "قوات المتعددة الجنسيات" عام 1982. حسابات كهذه ترتبط أولاً بنوايا الولايات المتحدة الأميركية. فهل تتطلع واشنطن إلى ما هو أبعد من العقوبات التي تستهدف حزب الله وشبكات تمويله؟ وترتبط ثانياً بتطورات الوضع في الميدان، وتحديداً برد فعل حزب الله على الانتفاضة، وحيال أداء خصومه السياسيين، بدءاً من رئيس الحكومة المستقيل، سعد الحريري، مروراً بوليد جنبلاط وصولاً إلى سمير جعجع، أو تجاه ما يعتبره هو "مخططاً أميركياً" لإضعافه في لبنان. فهل سيبقى الحزب في حالة تريث أم سيباشر في تحرك سياسي وربما ميداني لمحاولة تكريس رؤيته لحل الأزمة الحكومية ووضع حد للانتفاضة؟ بكلام آخر، هل ستتحول الساحة اللبنانية إلى "حلبة مصارعة" جديدة بين محور روسي ــ إيراني ومحور غربي؟ وفي هذه الحالة، هل ستكون فرنسا جزءاً من المحور الغربي أم ستتمايز عنه لمصلحة دور وسطي متوازن من شأنه تعزيز وضعيتها كوسيط لاحقاً؟ حتى لو تمكنت الأطراف المعنية من تجنّب زعزعة الاستقرار اللبناني، أم لا، يدرك المجتمعون في باريس أن الانتفاضة اللبنانية كشفت عن عمق أزمة النظام اللبناني، أي نظام "اتفاق الطائف". وهذا يعني أن الاجتماع الثلاثي لا بد من أن يبحث في كيفية مواكبة الدول الغربية والمجتمع الدولي للمسار السياسي اللبناني على المدى البعيد. أي في التفكير بمرحلة ما بعد "الطائف". يتعلق الأمر بفكرةٍ قيد التداول في الكواليس الدبلوماسية الغربية. وبعض التسريبات الصحافية الأسبوع الماضي تؤكد جديّتها. بمعنى آخر، ثمة إجماع على أن نظام "الطائف"، بعد هذه الانتفاضة، لم يعد قابلاً للحياة إلا بواسطة التنفس الاصطناعي، أي بواسطة علاج بات منهِكاً ومستنزِفاً للجميع.

 

 الحريري في قفص... بلا مفتاح

نقولا ناصيف/الأخبار/19 تشرين الثاني/2019

لأن الجمود وحده الطاغي على المأزق الحكومي حتى إشعار آخر، فإن الرئيس سعد الحريري الذي يتصرّف على انه السنّي الوحيد القادر على اعطاء الحل، اضحى المشكلة المستعصية ايضاً. من دونه لا حكومة كما يبدو، لكن معه لا حكومة ايضاً

مذ طلب الوزير السابق محمد الصفدي سحب اسمه من التداول لرئاسة الحكومة في 16 تشرين الثاني، دخلت البلاد في جمود مطبق. لا دعوة الى استشارات نيابية ملزمة هذا الاسبوع، ولا احد من الافرقاء المعنيين في وارد التقدم بأي حل جديد، ولا يملكه حتى في معزل عن الآخرين كي يفرضه. بالكاد صمد ترشيح الصفدي ثماني واربعين ساعة قبل ان ينفجر الخلاف عليه ومن حوله: الشارع رفضه، والحريري اخفق في توفير اجماع سنّي عليه من دار الافتاء ونادي رؤساء الحكومات السابقين او ربما لم يتحمس لذلك. تأييد رئيس الجمهورية ميشال عون هذا التكليف لم يوفّر له مناعة الاستمرار، فيما ساعد ثنائي حزب الله وحركة أمل - بعدما وجد نفسه مرغماً على القبول بالصفدي - على تعطيل مهمة الرئيس المكلف المحتمل، من غير ان يتسبب هو في اخراجه مباشرة. تبعاً لذلك اوصدت الابواب مجدداً، وباتت الاستشارات النيابية الملزمة مؤجلة وقتاً اضافياً، على الاقل لن تحدث هذا الاسبوع.

عودة الجميع الى الصفر لا تبدّل في واقع مشكلة كأنها باتت غير قابلة للحل من الداخل، وربما تحتاج الى أزر من الخارج، بالاستناد الى بضعة معطيات، منها:

1 ـ يُخطىء مَن يعتقد ان الحريري فكّر للحظة في التخلي عن رئاسة الحكومة والخروج من السرايا في ظروف، قد لا يساعده تطورها في المستقبل على العودة اليها بالسهولة المتوخاة. بقاؤه فيها جزء لا يتجزأ من التسوية الرئاسية التي لم يقل حتى الآن بعد انه خرج منها، ولا نعاها. غالباً ما اشتبك مع شريكه فيها الوزير جبران باسيل، بحدة كسجالات هذه الايام وربما اكثر، غير انه لم يوحِ مطلقاً بعزمه على التخلص من تسوية 2016. أكثر الصفقات كلفة التي ابرمتها الحريرية السياسية منذ عام 1992، سياسياً وشعبياً. الاحرى ان لا يفعل، ولا يفعل ايضاً باسيل، وهما يرقدان فوق ثروة محتملة من الغاز والنفط والكهرباء في اضعف الايمان.

2 ـ يخطىء ايضاً من يعتقد ان رئيس الجمهورية والثنائي الشيعي يقبلان بانسحاب الحريري من المأزق الذي تتخبط فيه البلاد، سياسياً ونقدياً واقتصادياً، وان يُعدّ نفسه مذ عزا ـ او تذرع بأنه يعزو ـ استقالته الى استجابة مطالب الحراك الشعبي والوقوف الى جانبه. لم يقل الشارع ان الحكومة مشتبه بها وفاسدة، فيما رئيسها براء من اي تهمة يوجهها اليه. تالياً الحكومة ورئيسها يتساويان في ركوب هذا الزورق المشتبه به. للسبب نفسه قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله انه لن يسمح لأي احد من المسؤولين بالهروب من الازمة والتنصل منها. عملاً بتطابق غير طبيعي وغير مألوف بين الحراك والحزب، فإن الحريري جزء لا يتجزأ من «كلن يعني كلن»، لكنه ايضاً جزء اساسي وصلب في حقبة قيل الكثير الكثير عن موبقاتها، وليس لأحد ان يتخلص نفسه منها فجأة.

3 - وضع رئيس الحكومة المستقيلة نفسه في قفص وألقى مفتاحه بعيداً منه. لا يرغب في فقدان منصبه في السرايا، ويريده لكن تبعاً لشروط يراها الثنائي الشيعي مستحيلة وغير واردة في حسبانه. في الوقت نفسه يريد الحريري الايحاء بأن ثمة مَن يستطيع ان يخلفه في رئاسة الحكومة مشترطاً عليه ـ كما على الشركاء الآخرين في هذا التفاهم ـ ان يسمّي هو الوزراء السنّة وطلب الابقاء على حقيبة الداخلية لديه وسمّى لها حتى اللواء المتقاعد ابراهيم بصبوص. مع ذلك ثمّة من ظنّ - عن حسن نيّة او عن سوء نيّة ربما - ان قبول الحريري بالصفدي لرئاسة الحكومة لا يعدو كونه مناورة محبطة سلفاً وسيقابله الحراك الشعبي بالنفور والرفض، وهو ما حصل تماماً، كي يتيقن الآخرون من حتمية عودة الحريري ـ وهو ما طلبه منه بإصرار الرئيس نبيه برّي وحزب الله ولا يزالان ـ لكن بشروطه هو. في سبيل ذلك اضحى الرجل عالقاً في ذلك القفص الذي يملك مفتاحه الثنائي الشيعي: من دون هذا الثنائي لا يخرج من القفص، ومع الثنائي لا يؤلف الا الحكومة المطمئنة له.

وضع الحريري نفسه، في الوقت غير الصائب، في معادلة لم يسبقه اليها الا والده الراحل في عزّ صعوده في الحكم ما بين عامي 1992 و1998، على انه الوحيد القادر على المحافظة على الاستقرار الداخلي بشقيه السياسي والاقتصادي. صحّ ذلك الى حد بعيد. يعيد الحريري الابن ومعاونوه القريبون صوغ معادلة قريبة تفضي الى الخلاصة نفسها: ليس «انا او لا احد» فحسب، بل «انا فقط». في مسيرة الرئيس الاب الراحل حُجب عن الواجهة معظم رؤساء الحكومات السابقين، وفقدوا من خلاله والعلاقة الوطيدة التي جمعته بالسعودية وسوريا في آن كظهيرين صلبين له، اي دور جدي لهم. لم يصل اي منهم الى السرايا الا عندما كان الحريري الاب يعتذر عن عدم ترؤس الحكومة، كالرئيسين سليم الحص عام 1998 وعمر كرامي عام 2004. مع الحريري الابن وصل الى السرايا ثلاثة رؤساء حكومات، بعضهم اكثر من مرة كالرئيسين نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة، وبعضهم مرة واصبح مرشحاً محتملاً دائماً كالرئيس تمام سلام، ناهيك بالاحدث بينهم كالصفدي الذي اوشك على الانضمام الى هذا النادي.

رئيس الحكومة المستقيل اضحى الحل والمشكلة في آن

4 - ليس خافياً ان الحريري تحضّر جدياً لترؤس الحكومة مجدداً، وذلك ما عناه تواصله مع مسؤولين سعوديين من اجل الحصول على دعم مالي لتعويم الاقتصاد اللبناني والعملة الوطنية الى حد اقتراح خمسة مليارات دولار. الجواب الذي تلقفه ممن راجعه نقلاً عن «طويل العمر»، بعد رفض الطلب، ان عليه - هو الذي ذهب الى المملكة قبل ثلاث سنوات لاقناعها بالموافقة على دعم انتخاب الرئيس ميشال عون وتطمينه اياها رغم معارضتها الى ان في وسعه سلخ الرئيس عن حليفه حزب الله - ان يحل مشكلته بنفسه. اشارة ذات دلالة الى ان احداً ما في الخارج، بمَن فيهم الاقربون، لا يريد الاقتراب من المأزق اللبناني الحالي.

5 - بسبب تعثّر الوصول الى تفاهم على الرئيس المقبل للحكومة الجديدة ومواصفاتها وتوازناتها، لا استشارات نيابية ملزمة. تالياً فإن وقتاً طويلاً سيمر على حكومة تصريف الاعمال من اجل هدف واضح ومحدد بات جلياً في تصوّر الثنائي الشيعي، هو ان على الحريري الاستمرار في تحمّل المسؤولية السياسية والدستورية عن وطأة المأزق الحالي الذي يتحمله الآخرون في الطبقة الحاكمة. ناهيك بأن شريط هذا المأزق يصعد في التاريخ الى العقود الثلاثة المنصرمة، وليس الى السنوات الاخيرة فحسب. البعض المطلع تحدث عن احتمال اجراء الاستشارات النيابية الملزمة الاسبوع المقبل دونما الوصول الى تأليف الحكومة، والابقاء بذلك على حكومة تصريف الاعمال كي تظل في قلب المشكلة والمسؤولية. قيل ايضاً ان الاسم المرشح للتكليف هو الرئيس السابق للجنة الرقابة على المصارف وليد علم الدين، وكان في لائحة الاسماء التسعة (تمام سلام ومحمد الصفدي ووليد علم الدين واسامة مكداشي وفؤاد مخزومي وجواد عدره وفاطمة الصايغ ومحمد الصايغ ونواف سلام) التي ناقشها الحريري مع حركة أمل وحزب الله وباسيل في جلسة 14 تشرين الثاني التي استقر عليها اسم الصفدي.

 

هل واشنطن تدير الإنتفاضة؟

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 19 تشرين الثاني 2019

ما يجري على رقعة «الإمبراطورية الفارسية» لا يمكن اعتباره أمراً اعتيادياً. وتبدو مخاوف «حزب الله» وطهران من تداعيات حال التفجُّر التي يعيشها «الهلال الشيعي» في محلِّها. فهل هي الصدفة أن تشتعل النقمة في طهران وأكثر من 40 مدينة إيرانية، تزامناً مع اشتعال الشارع من بيروت والنبطية وبعلبك... إلى بغداد والبصرة؟ الأرجح، لا. بالنسبة إلى العديد من المتابعين، الولايات المتحدة موجودة في كل مكان. وقد قرَّرت «قضم أظافر» النظام الإيراني في لبنان والعراق وسوريا واليمن، ويمكن إضافة غزة. وكذلك، قرّرت استهدافه في طهران نفسها لإشغاله وإغراقه. وفي النهاية، إذا لم يتم «تغيير النظام» في إيران بعد هذه الجولة، فعلى الأقل سيتم تغيير سلوكه. وهذا ما يدفع إلى السؤال: هل هذا يُثبت صحّة المقولة التي طالما سعى «حزب الله» إلى تسويقها، وهي أنّ الانتفاضة تموِّلها «السفارة» (عادةً يُقصد بذلك السفارة الأميركية) ومعها سفارات أخرى، ولاسيما البريطانية، كما يأتي غالباً في خطاب «الحزب» وحلفائه؟

وتالياً، هل يمكن لـ«الحزب» أن يسوِّق فرضية «المؤامرة» فقط، أم عليه الركون إلى فرضية أخرى لطالما كان من مطلقيها في مرّات سابقة، وهي أنّ الشارع انفجر على خلفية اقتصادية- اجتماعية، بسبب الاحتقان المتراكم لدى الفقراء والطبقة الوسطى، ضد سلطة تمعن في فسادها ونهب البلد؟

الواضح أنّ خطاب «الحزب» نفسه مضطرب في هذا المجال. فهو يعلن أنّه مع الحراك الشعبي ضد الفساد والفاسدين، لكنه في الوقت عينه يعتبر الحراك أداة في يد الأميركيين، هدفه الضغط لإسقاط التركيبة الحالية، وبالتالي إضعاف «الحزب» وشلّ نفوذ إيران لمصلحة الولايات المتحدة وإسرائيل.

ويستند «الحزب» إلى أنّ هيئات الحراك المدني هي عصب أساسي في الانتفاضة، وعددها بالعشرات، وهناك أسئلة حولها. كما أنّ الانتفاضة نفسها ليست لها قيادة محدّدة.

لكن سياسياً متابعاً للملف يستغرب هذه الظنون، ويقول: إنّ البعض يشير إلى الدور الأميركي في لبنان، من باب كونه «الشرّ المطلق»، كما يشار عادةً إلى داء السرطان، بالترميز والهمس، ومن دون الدخول في التفاصيل، فيقال: «هاك المرض». ولعلّ الوضع كان أكثر وضوحاً لو وُضع هذا الأمر على طاولة البحث والنقاش. فالقوى اللبنانية التقليدية، ومعها «حزب الله»، تحدِّد مواقفها من القوى الخارجية استنسابياً. فهي توزِّع صفات الوطنية أو العمالة بناءً على المصالح لا على المبادئ. وبناءً على ذلك مثلاً، يتمّ تصنيف الولايات المتحدة أو إيران أو المملكة العربية السعودية أو سواها حليفاً أو شقيقاً أو «شيطاناً أكبر»!

ويقول المعنيون بالانتفاضة: عندما أعلن وزير الخارجية الأميركي موقفاً داعماً لنا، سارعنا إلى الردّ والمطالبة بعدم تدخله في شؤوننا. ورفضنا حتى جهود الموفد الفرنسي لحلّ الأزمة.

ولكن، في المقابل، قوى السلطة تتناغم مع مواقف إيران أو سواها في مسائل هي محض لبنانية، وتسوِّق لها من دون أي تحفُّظ. فمن يكون الحاصل على الدعم الخارجي في هذه الحال؟ ومَن هو المتدخّل في شؤون لبنان؟

ويردّ هؤلاء على «تُهْمَة» التدخّل الأميركي في الانتفاضة، بالتساؤل: هل الولايات المتحدة قادرة على إنزال مليون لبناني إلى الشارع، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، من كل البيئات الطائفية والمذهبية، وإقناع مليون مواطن آخرين أو أكثر بأن يتعاطفوا مع الانتفاضة؟

ويجيبون: بالتأكيد لا. وهنا يسجّلون الاستنتاجات الآتية:

1- إذا كان الأميركيون هم الذين يديرون الانتفاضة المليونية، فهذا يعني أنّهم الطرف الأقوى في لبنان، وأنّ حلفاءهم هم الأكثرية الحقيقية. فهل يعتقد «الحزب» أنّ هذه هي الحال؟ وما الظروف التي أدّت إلى ذلك؟

2- إذا كانت الولايات المتحدة تدعم إسقاط الفساد وإقامة حكومة نظيفة ونظام يتلاءم وتطلعات اللبنانيين، فإنّ من الخطأ إضاعة الفرصة المتاحة، بعد عشرات من السنين كانت تسيطر فيها على لبنان احتلالات وقوى تدعم الفساد والفاسدين وتسلّطهم على الشعب… طبعاً بتغطية من الأميركيين وسواهم.

3- بالتأكيد، ليس مقبولاً أن تتدخّل الولايات المتحدة أو أي قوة خارجية أخرى في لبنان بهدف التغيير في تركيبة الحكم أو النظام، أو خوض معركة مع طرف لبناني أساسي هو «حزب الله».

ولكن، يعاني لبنان من كونه ساحة في الصراع الأميركي- الإيراني الممتد على مستوى الشرق الأوسط. و«الحزب» هو الذي دفع الأميركيين إلى مقاتلة إيران في لبنان، بسبب ارتباطه بها وجعل لبنان ساحة نفوذ لها. وإبعاد النفوذ الأميركي يستدعي في الدرجة الأولى إبعاد نفوذ إيران.

4 - إذا كان «حزب الله» يبرّر أنه يتلقّى الدعم بالمال والسلاح من إيران، لأنّها تدعم المقاومة في وجه إسرائيل. فالولايات المتحدة تقدّم دعماً للجيش اللبناني والقوى الأمنية على كل المستويات. عدا عن أنّ المؤسسات المالية الدولية كلها تدعم لبنان بتغطية من واشنطن. كما أنّ الغطاء الديبلوماسي الذي يحظى به لبنان يعود خصوصاً إلى علاقاته الجيدة مع الولايات المتحدة.

وإذا كانت العلاقات الدولية تُبنى على المصالح، فإنّ مصلحة لبنان تكمن في العلاقات الجيدة مع أميركا. وفي أي حال، ليس مناسباً له أن يصطفَّ في المحور الإيراني ضد واشنطن،لأنّ ذلك سيعرّضه لخطر مؤكّد.

وفي أي حال، يقول المعنيون، الانتفاضة انطلقت لبنانية بالكامل، وهي «ربيع لبناني بامتياز». ولكن، بعيداً من الطوباوية، ليس مستغرباً أن يراهن الأميركيون على انتصارها لإضعاف النفوذ الإيراني في لبنان والشرق الأوسط... كما يراهن الإيرانيون ويستخدمون كل ما لديهم من قوة وأدوات لإحباط الانتفاضة وتثبيت النفوذ الإيراني.

إنه التحدّي اللبناني. وبدلاً من التخوين وقطع الطريق على «بوسطة الثورة»، لئلا تدخل إلى مناطق الشيعة في الجنوب، هل يسارع «حزب الله» إلى اختصار الطرق، فيتبنّى طرح الانتفاضة بالانتصار معاً على الفساد والطائفية وإقامة الدولة الحديثة؟

وفي عبارة أوضح، هل تنعقد الصفقة اللبنانية - اللبنانية، قبل أن يعقد الأميركيون والإيرانيون صفقتهم على حساب الجميع؟

 

غضب ساطع على نظام الملالي

حمد الماجد/الشرق الأوسط/19 تشرين الثاني/2019

وعلقت شرارة الحراك الجماهيري في العراق ولبنان بالثوب الإيراني، يظن النظام الطائفي الإرهابي أنه بصلفه ودمويته وإرهابه وقوته العسكرية وقبضته الأمنية وتمدده في عدد من دول المنطقة بمنأى عن الحراك الجماهيري، وقد خاب ظنه، فشرار الثورات والانتفاضات والمظاهرات والاحتجاجات عابرة للمدن وللأقاليم وللدول، لا تعترف بحدود ولا تأبه لحواجز، ولا تستأذن نقاط تفتيش، ليس لها من دون الله كاشفة. حين اندلعت احتجاجات العراق ولبنان كانت القيادة الإيرانية في طهران تبث رسائل التحذير للمحتجين وكأن العراق ولبنان هما بالفعل أصفهان أو كرمانشاه الإيرانيتان، وكعادة أي نظام ديكتاتوري شمولي، تؤزه نظرية المؤامرة أزاً، رمت القيادة الإيرانية وزر الحراك الجماهيري الأخير على «المتآمر الخارجي»، يقول كبير ملاليهم علي خامنئي: (إن الثورة المضادة وأعداء إيران يدعمون دائماً التخريب ويزعزعون الأمن ويستمرون في فعل ذلك)، بل هو من عند أنفسكم.

إن غضبة الجماهير الإيرانية ليست بسبب زيادة أسعار البنزين فحسب، فكل دول العالم تزيد في أسعار الوقود والسلع الضرورية ولم تتحرك، في الغالب، جماهيرها في مظاهرات واحتجاجات عنيفة. الذي حدث ويحدث في إيران إنما هو في الحقيقة بسبب التصرف الثوري الأهوج بالإيرادات التي تجنيها من هذه الزيادات ومن مواردها النفطية فتنفقها على عبثها الثوري الخارجي الذي تسميه «تصدير الثورة»، وفعلاً صدرت ثورتها إلى العراق وسوريا ولبنان واليمن، فأسست ميليشيات بعضها في مستوى بعض جيوش المنطقة، مثل حزب الله اللبناني، واشترت الولاءات وأرسلت رسلها مبشرين ومنذرين ومنفرين في جميع دول العالم الإسلامي والعربي، وأهلتهم في دورات عسكرية تدريبية لزعزعة الأمن في الدول المستهدفة كي تبرر تدخلاتها.

فالمحصلة المنطقية أن كل هذه الجهود الضخمة ستكون على حساب الاقتصاد الوطني والنهضة التنموية في إيران، فلم يلتفت الملالي إلى رفاهية شعبهم وتنميته، فكانت المحصلة الطبيعية حنقا وغضبا وحراكا ومظاهرات، يستفزها ويقدح شرارتها وعي الشعب الإيراني وإدراكه أن دولته تعوم على رابع احتياطي بترولي في العالم، فأصبح حال هذا الشعب المكلوم المظلوم يرسف في الفقر رغم إمكانيات بلاده الكبيرة.

هل سينجح هذا الحراك الجماهيري الذي تمدد وانتشر لهيبه في عدد كبير من المدن والقرى الإيرانية ويتحول إلى ثورة حقيقية؟ ليس أكيداً، فقد اندلعت في السابق عدد من الانتفاضات الجماهيرية نجح نظام الملالي الدموي في قمعها بالحديد والنار، منها احتجاجات «الحركة الخضراء» عام 2009 بعد فوز أحمدي نجاد بولاية ثانية، ثم احتجاجات عام 2017، وليس أكيداً أن تنجح احتجاجات 2019 في إنهاء حكم الملالي، لكن المؤكد أن تكرارها مؤشر قوي على درجة التململ والغضب المكنون، والمؤكد أيضاً أن تكرار هذه الحراكات الجماهيرية يخلخل أركان الحكم ليكون آيلاً للسقوط، وما كل مرة تسلم الجرة الإيرانية.

 

إيران ولبنان والعراق ومثلث الفشل

نديم قطيش/الشرق الأوسط/19 تشرين الثاني/2019

قبل أيام قليلة من اندلاع «انتفاضة البنزين» في عدد كبير من المدن الإيرانية، وصف الرئيس الإيراني، حسن روحاني زمن بلاده الراهن بأنه «الأصعب، منذ بداية الثورة حتى الآن». وبعد أن استعرض واقع التراجع الحاد في مبيعات النفط، وعرج على أزمة التهرب الضريبي التي تبدد ثلثي ما ينبغي تحصيله للخزينة، أكد أن البلاد تعاني من فقدان الدولار وغيره من العملات الأجنبية، التي من دونها لن يكون بوسع الدولة أو القطاع الخاص توفير مروحة كبيرة من السلع والخدمات، كالنفط وقطع الغيار والمواد الغذائية الأساسية، والأدوية، ودفع الرواتب لموظفي الحكومة في الخارج، ونشاط البنوك الإيرانية في معاملاتها الخارجية.

إزاء هذه الصورة القاتمة التي رسمها روحاني لن يكون مستغرباً أن انتفضت قطاعات شعبية إيرانية، لكن هذا الإقرار بالفشل من رئيس الدولة لم يعفِ المتظاهرين من تهمة «التخريب» و«التآمر» على لسان المرشد علي خامنئي، كما لم يسقط عنهم صفات «العملاء» و«الأعداء».

التهم الجاهزة سبق أن سمعها الإيرانيون والعالم حين اندلعت مظاهرات مماثلة في إيران نهاية عام 2017 وبداية عام 2018، تمحورت دوافعها حول فشل السياسات الاقتصادية وتضخم الأسعار والبطالة وتردي الخدمات. وسبق وسمع الإيرانيون والعالم تهماً مماثلة حين اندلعت «الحركة الخضراء» عام 2009 احتجاجاً على تزوير الانتخابات الرئاسية وتدخل المرشد لصالح الرئيس الأسبق محود أحمدي نجاد ضد المرشح الناجح مير حسين موسوي.

بهذا المعنى شهد العقد الفائت اصطدام الإيرانيين بالنتائج المريعة لفشلين على مستوى نظام الثورة. فشل سياسي عام 2009 وفشل اقتصادي تتبدى أسوأ نتائجه منذ عام 2017 حتى اليوم. وفي الحالين كان الشارع هو الحل، مع ملاحظة تنامي الراديكالية التي تميز شعارات المتظاهرين والتجرؤ على رموز الثورة كإحراق صور خامنئي ورموز بطانته الأمنية والسياسية.

الجديد هذه المرة، أن الانتفاضة في إيران تتزامن مع انتفاضات مشابهة في العراق ولبنان، أكان بدوافعها الاقتصادية التي يتداخل معها دور واضح للسياسيات الإيرانية المؤدية إلى الفشل أو بانطواء المظاهرات على موقف معادٍ للنظام الإيراني وتدخلاته، وإن كان ذلك أكثر وضوحاً في العراق وإيران نفسها منه في لبنان بسبب اتساع رقعة الطبقة السياسية اللبنانية وتعدد مراكز القوى فيها.

ففي حين يحرق المتظاهر العراقي صور خامنئي وسليماني في بغداد، مدفوعاً بشعور بالمهانة الوطنية نتيجة التدخل الإيراني السافر في شؤون العراق، يفعل الإيراني مثله في طهران وغيرها لأنه يختبر باللحم الحي تبعات تصدير ثروات بلاده إلى الخارج لخدمة السياسة الثورية الإيرانية، في لبنان وسوريا والعراق واليمن وفلسطين... في الواقع، يقدم لبنان مثالاً علنياً على ذلك، حين يقول حسن نصر الله، إن موازنة «حزب الله» ورواتبه وسلاحه ممول من إيران، أو حين يعلن قبل أسابيع فكاكه التام، ولو بالكثير من المبالغة، عن دورة الاقتصاد اللبناني بقوله إن الانهيار الاقتصادي المحتمل لن يمنعه من الاستمرار في دفع رواتب حزبييه ومخصصاتهم.

لبنان، كما العراق وإيران، ضحية واضحة للسياسات الإيرانية الفاشلة، ولعدم قدرة القوة الإيرانية الأمنية وكفاءة حروب الوكالة التي تديرها في المنطقة، على المساهمة في أي استقرار أو ازدهار.

الأهم أن لبنان، بوصفه الحاضنة لأنجح منتجات الثورة الإيرانية، ألقى في الأسابيع الماضية ضوءاً كاشفاً على ضحالة الفكر الاقتصادي أو الاستراتيجي الذي تتبجح إيران وأذرعها في إتقانهما... فلا شيء يفسر هذه الضحالة، مثل خطابات أمين عام «حزب الله»، وديماغوجيته في مواجهة التحديات الحقيقية التي تهدد المشروع الإيراني، في إيران وخارجها.

في خطاب أخير له احتفل نصر الله بإعلان روحاني عن اكتشاف بئر نفطية تحوي 53 مليار برميل نفط، وراح يجمع ويطرح ويحسب القيمة الدولارية للاكتشاف، بمثل ما يحسب أصحاب الدكاكين غللهم. وما إن خلص إلى أن قيمة الحقل المكتشف تفوق الألف مليار دولار، حتى تبين أن الاكتشاف النفطي لا يتجاوز 22 مليار برميل، تتقلص إلى حدود 2.2 مليار برميل هي نسبة العشرة في المائة القابلة للاستخراج!

وفي خطاب سبقه، توسع نصر الله في شرح نظرية التحول شرقاً نحو الصين، كواحدة من آليات مواجهة الهيمنة الأميركية، متحدثاً بثقة عن الاستعدادات الاستثمارية الصينية في لبنان. وكما مزاعم الـ53 مليار برميل نفط إيراني، سرعان ما انهارت نظرية التحول شرقاً. فعلى هامش فعاليات الذكرى السبعين لحكم الحزب الشيوعي الصيني، ومن بينها تنظم زيارات لصحافيين عرب إلى الصين، نقلت الزميلة في «النهار» موناليزا فريحة عن المدير العام لإدارة غرب آسيا وشمال أفريقيا في دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي تشينغ جيان وي، قوله إنه ليست لبلاده «النية أن نكون بديلاً من أميركا في لبنان، وليست لدينا القدرة على ذلك... لن نسعى إلى ملء الفراغ».

بمثل هذا الانهيار المريع في المزاعم تقاس المزاعم الأخرى، أكان ما يتعلق بتحرير فلسطين أو هزيمة الإرهاب أو مواجهة الإمبريالية الأميركية أو الانتصار في سوريا. وبمثل هذا القصور المعرفي يقاس القصور في تناول المشكلات الأخرى، أكانت اقتصادية أم اجتماعية أم سياسية، أو ما يتصل منها بصياغة أطر العيش في المجتمعات التعددية، التي تحترف إيران اختراقها بالأفخاخ المذهبية والإثنية والمناطقية.

سبق لإيران أن زعمت الهيمنة على أربع عواصم عربية. جاء الوقت الذي يهيمن فيه همّ هذه العواصم الأربع على إيران مضافاً إليها همّ الانتفاضة الإيرانية الأحدث.

 

هل لحرق الحوزات في إيران دلالة على تغير فكري؟

أمل عبد العزيز الهزاني/الشرق الأوسط/19 تشرين الثاني/2019

ما نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية مؤخراً عن مدى تغلغل وتأثير إيران في العراق ولبنان وسوريا يؤكد المؤكَّد، لكنه يكتبه بخط عريض أمام العالم في توقيت مهم من الاحتجاجات التي اشتعلت في العراق ولبنان ثم في مدن إيرانية كبيرة منذ أيام، ويدلل على أن هذه الدولة هي أساس كل مشكلة في المنطقة.

ظن النظام الإيراني برأسه؛ المرشد الأعلى خامنئي، أن ربط رفع أسعار الوقود 200% بالعقوبات الاقتصادية سيثير غضب الشارع ضد واشنطن، ومشاعر التعاطف مع نظام اضطر إلى رفع الأسعار لأنه عاجز أمام الضغوط. لكنّ الإيرانيين عاشوا القصة من بدايتها، ومن الصعب تمرير الفكرة، مدركين أن العقوبات التي تتعرض لها بلادهم جاءت لأسباب موضوعية وشواهد من الدمار في دول عربية حشر النظام الإيراني أنفه فيها طمعاً في الهيمنة والتوسع، وأن هذه العقوبات لم تأتِ بين يوم وليلة بل على مدار عقود، وزادت وتيرتها منذ عام 2005، وطول هذا الزمن لم تُثنِ النظام السياسي على التراجع عن سلوكه الشيطاني في المنطقة العربية، ليركز على تنمية وتطوير الدولة التي تمتلك كل المقومات لتكون إحدى أبرز دول العالم اقتصادياً وثقافياً. كما أن هذه العقوبات ليست من الإدارة الأميركية فقط، سواء الحالية، أو من سبقتها، بل حتى مجلس الأمن استصدر أكثر من قرار ضد نشاطات إيران سواء الخاصة بالداخل الإيراني مثل منعها من تطوير الصواريخ الباليستية، أو رفض سلوك أذرعها المسلحة مثل الحوثي و«حزب الله».

في النظام الحيوي، الكائن الطفيلي يحاصر الضحية ويُضعفها حتى لا تقاوم، لكنه لا يقتلها، ليستطيع الانتفاع بها أطول وقت ممكن. ومثل ذلك فعلت وتفعل إيران، ومع أنها لم تنتصر في اليمن، وليس بعد في سوريا، لكن الواقع أنها أحالت دولتين عربيتين؛ العراق ولبنان، إلى دول ضعيفة من كل الجهات، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً. خامنئي وموظفوه خشوا من مظاهرات العراق ولبنان، وأرسلوا ممثلهم العسكري قاسم سليماني ليرسم خطط مواجهة الغاضبين في العراق، فاستخدم ضدهم الرصاص الحي وقنابل لا تنتمي لمخزونات وزارتَي الدفاع أو الداخلية العراقيتين. أما لبنان فإن «حزب الله» ليس بأمينه فقط، بل بحلفائه من مسيحيين وسُنّة، يستميتون من أجل تقليل الخسائر التي برزت خلال الاحتجاجات القائمة، ومنها جرأة المحتجين على تسمية أزمتهم باسمها والمتسبب باسمه.

الإعلام منذ بدأت احتجاجات لبنان والعراق يعلق بأن هيبة القيادات السياسية التاريخية انهارت أمام مطالب الناس العادلة. لكن الحقيقة أن كبيرهم ومرجعهم المرشد علي خامنئي، سبقهم لذلك في احتجاجات 2017 التي عبّر فيها الناس عن رفضهم للنظام بالإساء إلى رأس الهرم، الذي يحظى بقدسية وكرامة عند أتباعه.

الهيبة انتزعها الإيرانيون من مركز قوة النظام، من داخل إيران. واليوم تعاد الكرة باحتجاجات أكثر غضباً بعد رفع أسعار الوقود. المواطن الإيراني يفكر؛ ما دخله بمواطن في غزة أو سوريا أو اليمن لتذهب أموال بلاده إليه؟ لماذا السوري أو العراقي أو اللبناني أكثر أهمية منه؟ الأكيد أن العقوبات الاقتصادية خصوصاً المتعلقة بتصدير النفط والمصارف، أرهقت النظام الاقتصادي الإيراني، وهي عقوبات لحث النظام السياسي على تغيير سلوكه لا على تغييره كما تقول الولايات المتحدة.

وفي رأيي، إن هذا القول غير واقعي، لأننا لن نصحو يوماً لنجد خامنئي رجل سلام، ولن يستطيع ولو أراد، لأن النظام شبكة من الشركات والمصالح إما أن تبقى كلها وإما أن تنهار كلها. الاحتجاجات في مدن رئيسية بل في وسط العاصمة طهران، ودعوات بصوت مرتفع لإسقاط الديكتاتور الذي يعد من أثرى أثرياء العالم، ولأن الفساد سبق العقوبات في إضعاف البنية الاقتصادية.

اللافت في احتجاجات الإيرانيين هذه المرة أنها كانت غاضبة ضد الحوزات، وأُحرق بعضها في مناطق متعددة، فهل هذا مؤشر على أن الإيرانيين بدأوا يجنحون باتجاه العلمانية؛ كون هذه الحوزات تأخذ ولا تعطي، ورجال الدين الذين يحكمون البلاد اكتسبوا قوتهم المجتمعية من خلال شعبيتهم كرجال دين مقدسين؟ بالنسبة إلى الذين أحرقوا بعض الحوزات فهم مثّلوا الحديث الشريف: «إذا حضر العَشاء وأُقيمت الصلاة فابدأوا بالعشاء»، وهذه دلالة على أن تلبية الاحتياجات الإنسانية مقدّمة على العبادات، وبالتالي مقدَّمة على المقرات الدينية التي يعرف كل إيراني أنها شركة صغيرة لا يجوع صاحبها.

النظام الثيوقراطي هو الأرض الصلدة التي بُني عليها نظام الولي الفقيه، لذلك فإن التشدد الديني ضد الناس، وما نراه من محاصرة ومعاقبة لفنانين وصحافيين ومثقفين هو جزء من المحافظة على المناخ الديني كما هو، ومنه استمد خامنئي قوته السياسية وقوة نظامه. حرق المحتجين للمقرات الدينية مؤشر خطير على رفض الناس للصوص الحوزات، خصوصاً أنها لم تقدم لهم لا حماية ولا دعماً بل تركتهم في مواجهة مع عسكر النظام، مواجهة ستزداد حدّتها مع الأيام.

الشعب الإيراني اليوم يتهم المتدينين بالفساد المالي والإداري والسياسي، وهذا تبدل فكري عميق، سيترك أثراً لا محالة، في الوعي الثقافي للناس.

 

لستم وحدكم يا أحرار العرب

حسين عبدالحسين/الحرة/19 تشرين الثاني/2019

نجح طغاة العرب وإيران في إيهام المجتمع الدولي أن العالم أمام خيارين لا ثالث لهما: استقرار الطغيان أو فوضى الحرية. وبعد فشل الولايات المتحدة في نقل العراق من الديكتاتورية إلى الديمقراطية، تأكد في ذهن العالم الحر أن لا حلول ممكنة للدول الفاشلة، وأن ثقافة المسلمين تعيق إمكانية بنائهم حكومات رشيدة، وأنه إذا كان العرب والإيرانيون غير مستعدين للنضال من أجل حريتهم وديمقراطيتهم، فلا يمكن للغرب أن يقوم بذلك عنهم.

لذا، لجأت عواصم القرار في العالم إلى "أفضل الممكن"، أي العمل على إدارة الأزمة المتواصلة بما يضمن مصالح الديمقراطيات الغربية، بأقل تكلفة مالية وبشرية ممكنة. هكذا، ثبّت الجيش الأميركي الوضع الأمني في العراق ورحل، وسعت الولايات المتحدة إلى ترتيبات مع الطغاة الحاكمين.

لكن الشعوب في لبنان وإيران وتونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن، ثم في الجزائر والسودان، ولبنان مجددا والعراق، ثارت على الطغيان، حتى بعد رحيل الولايات المتحدة وتلاشي اهتمامها بنشر الديمقراطية.

القمع المجتمعي ليس حديثا في دنيا العرب، الذين سبق لهم أن أجبروا أرباب "النهضة العربية" على التراجع

والثورات العربية جاءت متفاوتة في أهدافها، ووعي ثوارها، وعمق معرفتهم، وإدراكهم أن التغيير، أي تغيير، مستحيل بدون ثورة على الذات، وبدون إصلاح مجتمعي داخلي، بما في ذلك تعديل بعض العادات والتقاليد، ومواجهة حرّاس الهيكل في مجتمع أبوي يختلط فيه العنف الجسدي بالضغط النفسي والمجتمعي والمادي، وتختلط فيه المعتقدات الدينية بالعادات المحلية، وتختلط العقيدة ـ القابلة للتفسير بأوجه متعددة ومختلفة وحتى متضاربة ـ بالرأي، ويصير أي رأي معارض كفرا بالدين وإلحادا، ويصير الإلحاد جريمة.

والقمع المجتمعي ليس حديثا في دنيا العرب، الذين سبق لهم أن أجبروا أرباب "النهضة العربية" على التراجع، فعدّل محمد عبدّه المصري من مواقفه الناقدة للدين والمجتمع، ومثله تراجع طه حسين عن تشكيكه بتاريخية الشعر الجاهلي والسيرة النبوية. وفي زمن لاحق، تعرّض السوري الراحل صادق جلال العظم إلى عاصفة من الهجمات، بما في ذلك دعاوى قضائية لحظر كتابه "نقد الفكر الديني".

مضت دول العرب، "المستقرة" في ظلّ طغاتها، في التطرف، فتعرض المصري فرج فوده لحملة أدت لاغتياله بعد مطالبته بفصل الدين الإسلامي عن الدولة. وكان حظّ الإصلاحي المصري الراحل نصر حامد أبو زيد أفضل بقليل، إذ أدت الحملة ضدّه إلى نفيه إلى هولندا.

على أنه على الرغم من الصورة القاتمة، وانتشار التخلّف الفكري والمجتمعي، وقساوة الاستبداد، لا يبدو أن دنيا العرب والفرس تنضب من المثقفين الشجعان، الذين يتوقون إلى نشر الوعي، وإلى الحرية والديمقراطية.

الصديق إياد شربجي كان صحفيا لامعا في دمشق، ورئيسا لتحرير مجلة "شبابلك"، وكان من أول من ساروا في التظاهرات السلمية في دمشق لإنهاء طغيان آل الأسد، فتعرض لملاحقة أجبرته على الهروب وعائلته، وفيما بعد اللجوء إلى الولايات المتحدة.

والغربة، التي قلّما ترحم المهاجرين، قست على إياد، لكنها لم تكسره، فواصل نضاله بتأسيسه موقع "السوري الجديد"، بالتزامن مع نشاطه الخارق عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يعمد غالبا إلى التعليق على احداث في دنيا العرب وفي موطنه الجديد، الولايات المتحدة.

وعلى عكس العقل المؤامراتي العربي، الذي يلقي بلائمة شقاء العرب على الصهيونية والماسونية وإلى ما هنالك من نظريات خنفشارية، يرى إياد أن السبب الأول للشقاء العربي هو في الثقافة السائدة، وفي الانفصام في عقول العرب بين مجتمع مثالي يعيشونه في مخيلتهم، وواقع معاكس يعيشونه في سرّهم وخلف أبوابهم الموصدة.

الغربة، التي قلّما ترحم المهاجرين، قست على إياد، لكنها لم تكسره

ولأن الدين الإسلامي يشكل الجزء الأكبر من ثقافة العرب، يوظّف إياد معرفته بالنصوص الإسلامية، ويضعها في سياق عصري حديث ليظهر أنها نصوص نافرة تنتمي لزمن قروسطوي، وهي نصوص يحاول بعض المسلمين السذّج العيش بموجبها حرفيا، فتكون النتيجة "الدولة الإسلامية" المتخلفة المعروفة بـ"داعش".

وبسبب ضحالة محاوريه ـ الذين يهتز إيمانهم أمام أي محاولة انتقاد أو نقاش مهما كان حضاريا وهادئا ـ يعمدون إلى تكفيره، ويحاولون حظر ما كتبه، لا بالحجّة التي لا يملكونها، بل بالعنف اللفظي والمجتمعي، فتتعرض عائلته في سوريا والشتات إلى ضغط مجتمعي هائل، وتاليا يجد إياد نفسه محرجا: إما يواصل نقاشه التنويري، أو يصمت حتى لا يتحول من يحبهم إلى رهينة في أيدي قوى الظلام والقمع الفكري.

ومثل إياد المثقف، صاحب العقل المتقد والفكر المنفتح، يتعرض صديقي مكرم رباح إلى ضغط مجتمعي كبير في بيروت. ومكرم مؤرخ حائز على بكالوريوس وماجستير من "الجامعة الأميركية في بيروت"، وعلى دكتوراه من "جامعة جورجتاون" الأميركية المرموقة، وعلى بكالوريوس في الحقوق من "الجامعة اللبنانية"، وهو ما يجعل منه أكثر ثقافة وعلما من رؤساء لبنان وحكوماته وزعمائه الطائفيين مجتمعين.

ويوم انتفض اللبنانيون في 17 أكتوبر، لم ير مكرم في مذهبه الدرزي عائقا لمواطنيته، بل انخرط في الثورة، وسخّر لها كل إمكاناته، وراح يمضي أوقاتا طويلة على شاشات الفضائيات يشرّح فيها الأحداث للعالم، وراح يكتب في الصحف، ويناقش، ويحلل. كما راح مكرم يعقد صفوفه الجامعية وسط بيروت، حيث التظاهرات، وراح يقول لطلابه إنه غالبا ما يعلّمهم عن تاريخ لبنان، لكنه هذه المرة أحضرهم إلى حيث يكتب اللبنانيون تاريخ بلادهم.

لم يمرّ نشاط مكرم الفكري ومشاركته في التظاهرات والتنظيم مرور الكرام، فاستهدفته صحيفة تابعة لـ"حزب الله"، وراحت تحرّض عليه لأنه طالب ـ في مشاركة له عبر الإنترنت في نقاش عقده مركز أبحاث في واشنطن ـ بفرض عقوبات أميركية على حلفاء "حزب الله" المسيحيين، أي وزير الخارجية السابق الساعي للرئاسة جبران باسيل، بسبب تورطه في عمليات مالية مع الحزب اللبناني.

طبعا لا يهم صحيفة الدعاية الحزبية أن مكرم أجاب أن أفضل دور لواشنطن هو بقاؤها بعيدة عن أحداث لبنان، وتركها اللبنانيين يناضلون لحريتهم. كان لمكرم طلب وحيد من لأميركيين والغرب: لا تبيعونا إلى جلادينا في صفقاتكم المعتادة مع الطغاة.

الحرية لا تعطى، بل تنتزع، ويا ليتنا كنّا مثلكم أقوياء، قادرين على المواجهة

وإلى تهديدات "حزب الله"، يعاني مكرم ـ مثل إياد ـ من ضغط مجتمعي يهدف للجم نشاطه الثوري، الفكري منه والجسدي، وإقناعه بالالتزام بمواقف بطريرك الطائفة والعودة إلى الوضع المزري الذي أوصل لبنان واللبنانيين إلى ما هم عليه اليوم.

تحت شدة الضغط، كتب إياد: "توقعت أن يكون الأمر سيء، لكني لم أتخيله بهذا السوء، ولا أحد يعرف كم كلفتني حريتي". وأضاف: "أعتذر من أهلي وأقاربي لما طالهم بسبب ما كتبت، أنا لست قادرا أن أتحمل، ولست قادرا أن أكذب على نفسي وأن أنافق". وختم إياد: "قررت أن أنسحب وأغلق صفحتي حتى إشعار آخر… سأكون لوحدي بدءا من اللحظة… أحبكم وسامحوني".

لا يا إياد لست وحدك، ولست وحدك يا مكرم، ولستن وحدكن يا حلا ومريم ودارين. لستم وحدكم يا أحرار العرب. الثمن مرتفع ولا يمكن لأي منّا أن يطلب من الآخرين التضحية، ولكن أقلّ ما يمكننا هو أن نعبّر لمن يضحّون عن حبنا لهم وتقديرنا، وعن مساندتنا لما يقومون به، فالحرية لا تعطى، بل تنتزع، ويا ليتنا كنّا مثلكم أقوياء، قادرين على المواجهة فكريا وتنظيميا وجسديا. على أنها طريق سار فيها أناس من قبلكم، وسيسير فيها كثيرون من بعدكم. سيتذكركم التاريخ، وسينسى قوى الظلام المجتمعي، والعنف الأبوي، والقدسية الزائفة، والطغيان.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية تسلم مذكرة من الاتحاد العمالي ودعوة لترؤس الاحتفال الرمزي بعيد الاستقلال في اليرزة: اجراءات عدة اتخذت لتسهيل عمل المواطنين والمؤسسات

وطنية - الثلاثاء 19 تشرين الثاني 2019

واصل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل ظهر اليوم لقاءاته مع الفعاليات النقابية والاقتصادية والعمالية، لعرض الاوضاع الراهنة في البلاد والاجراءات المتخذة لمعالجتها على الصعد الامنية والسياسية والاقتصادية والمالية. وفي هذا الاطار، استقبل الرئيس عون رئيس الاتحاد العمالي العام بالانابة السيد حسن فقيه على رأس وفد من الاتحاد، وسلمه مذكرة تضمنت ابرز القضايا والمسائل التي تهم العمال والموظفين في لبنان. وطلب الاتحاد العمالي العام من الرئيس عون الاسراع في التكليف والتأليف للحكومة العتيدة "التي تحافظ على الدستور والثوابت الوطنية وتراعي التنوع السياسي وتلبي المصالح المشروعة والمحقة للفئات الشعبية، والالتفات الجدي الى ضرورة الاسراع في تنفيذ الاجراءات العملية للانتقال من الاقتصاد الريعي الى اقتصاد الانتاج، واجراء اصلاحات جذرية في السياسات الضريبية". كذلك اشارت المذكرة الى "الفلتان الذي تشهده البلاد في تسعير العملة الوطنية لدى الصيارفة، وامتناع المصارف عن تلبية حقوق عملائها بالدولار، وتسعير بعض السلع بالعملة الاجنبية، وارتفاع معظم المنتجات المستوردة او المحلية الصنع، في ظل غياب اجهزة الرقابة او عدم فاعليتها او النقص في عديدها، ما ترك للفاسدين والمحتكرين الامعان في فسادهم في ما يجب ان يكون مكانهم بين قضبان السجون. كما وان اغلاق المصارف امام المواطنين تحت اي سبب كان، زاد البلاد ارباكا ادى الى اقفال العديد من المؤسسات وعدم الالتفات الى مصالح الناس الحيوية". ورفض الاتحاد العمالي "ابتزاز المواطنين بين يوم وآخر بمادة البنزين وسائر انواع المحروقات وبرغيف الخبز والدواء وسرير المستشفى، ما يفرض على الدولة ان تتصدى للاحتكارات وان تلجأ الى استيراد المحروقات والقمح والدواء مباشرة ومن دولة الى دولة وليس عبر الوكالات الحصرية، بحيث تؤمن الامن الغذائي والصحي للمواطنين من جهة وتوفر مئات ملايين الدولارات على الخزينة والشعب اللبناني".

ونبهت المذكرة الى "مخاطر وصول الوضع الى الفراغ ما يؤدي الى فوضى عارمة وتفلت لا يمكن السيطرة عليه. وخصوصا ان التعرض للمجلس النيابي يؤدي الى المزيد من التأخير في معالجة واقرار المطالب الملحة للناس، وكذلك ان الاستمرار في الاضرابات وتعطيل المدارس شكل ضياعا للعام الدراسي على التلامذة والطلاب على مختلف المستويات". واضاف الاتحاد العمالي انه "يرفض اي تدخل اجنبي من اية جهة كانت وخصوصا منها الولايات المتحدة الاميركية في الشأن اللبناني، ويؤكد ان اي حل يجب ان ينطلق من سيادة ومصالح ومستقبل وامن اللبنانيين وحدهم ويراعي تمثيلهم الحقيقي ومطالبهم العادلة". واكد الاتحاد في مذكرته "انه وقف ويقف ضد كافة اشكال التطاول على الرموز الوطني بأي شكل كان، ويطالب جميع اللبنانيين عدم التخلي عن مناقبيتهم واخلاقهم وخصوصا في الساحات او على الشاشات ووسائل التواصل الاجتماعي. كما ان الاتحاد العمالي العام اذ يؤكد على حق جميع المواطنين بالتظاهر والاعتصام في الساحات العامة، فانه يرفض قطع الطرقات ومنع المواطنين من حقهم بالتنقل وتعطيل مصالحهم لان في ذلك مخالفة لشرعة حقوق الانسان". واكد السيد فقيه ان اللحظات المصيرية التي تمر بها البلاد، تستوجب الوقوف الى جانب رئيس الدولة ودعمه في الحوار الذي دعا اليه مع ممثلين عن "الحراك الشعبي". ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، مؤكدا ان المطالب التي وردت في المذكرة هي قيد المتابعة والمعالجة، وان اجراءات عدة اتخذت لتسهيل عمل المواطنين واعادة الحياة الى المؤسسات الاقتصادية والمصرفية والتجارية، وشدد على استعداده الدائم لمحاورة ممثلين عن "الحراك الشعبي" لاطلاعهم على ما يقوم به من جهود لتحقيق الكثير من مطالبهم، التي سبق له ان تقدم باقتراحات قوانين الى مجلس النواب قبل انتخابه رئيسا للجمهورية واعاد تأكيدها بعد الانتخاب، خصوصا في مجالات مكافحة الفساد والتهرب الضريبي ورفع الحصانة عن المرتكبين وضبط الانفاق والهدر والحؤول دون تنفيذ صفقات مشبوهة في الادارات والمؤسسات العامة. واكد الرئيس عون انه ماضٍ في التزاماته تجاه جميع اللبنانيين وهو متفائل بامكانية الوصول الى نتائج ايجابية، مبدياً تفهمه لمطالب العمال.

وفد قيادة الجيش

الى ذلك، استقبل الرئيس عون وفدا من ضباط قيادة الجيش ضم رئيس جهاز المراسم في اركان الجيش للعديد العميد وسيم صالح، والعميد بسام شبارو من مديرية المخابرات، والعقيد ايلي مزهر من الغرفة العسكرية، الذين سلموا رئيس الجمهورية دعوة لترؤس الاحتفال الرمزي الذي سيقام لمناسبة عيد الاستقلال يوم الجمعة المقبل في وزارة الدفاع الوطني في اليرزة.

 

رئيس الجمهورية لكوبيتش: موعد الاستشارات النيابية الملزمة فور انتهاء المشاورات مع القيادات السياسية المعنية بتشكيل الحكومة

وطنية - الثلاثاء 19 تشرين الثاني 2019

أبلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان يان كوبيتش الذي استقبله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، انه "يواصل جهوده واتصالاته لتشكيل حكومة جديدة يتوافر لها الغطاء السياسي اللازم وتضم ممثلين عن مختلف المكونات السياسية في البلاد ووزراء تكنوقراط من ذوي الاختصاص والكفاءة والسمعة الطيبة، اضافة الى ممثلين عن "الحراك الشعبي". وقال الرئيس عون انه "سوف يحدد موعدا للاستشارات النيابية الملزمة، فور انتهاء المشاورات التي يجريها مع القيادات السياسية المعنية بتشكيل الحكومة، والتي تهدف الى ازالة العقبات امام هذا التشكيل وتسهيل مهمة الرئيس المكلف منعا لحصول فراغ حكومي في البلاد".وشدد الرئيس عون خلال اللقاء الذي حضره وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي، على "ان الاوضاع الاقتصادية والمالية قيد المراقبة وتتم معالجتها تدريجا، وآخر ما تحقق في هذا الاطار اعادة العمل الى المصارف بالتنسيق مع مصرف لبنان وبعد توفير الامن اللازم للعاملين فيها". وعلى صعيد آخر، أكد الرئيس عون للمنسق الاممي "أن لبنان متمسك بتنفيذ قرار مجلس الامن الدولي الرقم 1701، بالتعاون مع القوات الدولية لتطبيقه كاملا على رغم الخروق الاسرائيلية المستمرة اضافة الى ادعاءات اسرائيل بوجود صواريخ موجهة نحو الاراضي المحتلة". ووضع كوبيتش الرئيس عون في صورة اللقاءات التي عقدها خلال وجوده في واشنطن وتل ابيب وابو ظبي، تمهيدا للجلسة التي يعقدها مجلس الامن يوم الاثنين المقبل لمتابعة مسار تنفيذ القرار 1701". وأكد كوبيتش "ان الامم المتحدة تتابع عن كثب التطورات في لبنان"، واعدا بنقل مواقف الرئيس عون الى الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس واعضاء مجلس الامن في جلسته المقبلة".

 

دستورية اجتماع مجلس النواب

سمير سكاف/الكلمة أولاين/19 تشرين الثاني/2019

وصف القاضي المتقاعد شربل الحلو جلسة مجلس النواب التي كان يفترض ان تنعقد اليوم أنها غير دستورية. وهو ذكر بنصوص المواد الدستورية التالية:

المادة ٣٢ من الدستور

يجتمع المجلس في كل سنة في عقدين عاديين فالعقد الأول يبتدىء يوم الثلاثاء الذي يلي ١٥ آذار... والعقد الثاني يبتدىء يوم الثلاثاء الذي يلي ١٥ تشرين الأول وتخصص جلساته بالبحث في الموازنة والتصويت عليها قبل كل عمل آخر.

المادة ٣١ من الدستور

كل اجتماع يعقده المجلس (مجلس النواب) في غير المواعيد القانونية يعد باطلا حكما ومخالفا للقانون.

المادة ٦٩ من الدستور

تعتبر الحكومة مستقيلة

اذا استقال رئيسها...

عند استقالة الحكومة ... يصبح مجلس النواب حكما في دورة انعقاد استثنائية حتى تأليف حكومة جديدة ونيلها الثقة

هذا يعني: حتى تأليف حكومة جديدة ونيلها الثقة. وهو لا يعني ابدا اي تشريع ايا يكن ومهما يكن. اما السوابق والاستشهاد بالسوابق فمثلها كمثل من يسرقك تسع مرات ويقول لك: "صارت عرف والي حق اسرقك مرة عاشرة".

وبالنتيجة، يؤكد القاضي المتقاعد شربل الحلو أنه لا يتكون اي عرف من خلال خرق الدستور.

 

بطرس حرب اقترح بمؤتمر صحافي اخضاع الافعال الجرمية لرؤساء ووزراء حاليين وسابقين لصلاحية القضاء الجزائي العادي

وطنية - بعبدا - الثلاثاء 19 تشرين الثاني 2019

عقد النائب السابق بطرس حرب مؤتمرا صحافيا، في مكتبه في الحازمية، تناول فيه اقتراح القانون الذي قدمه النائبان حسن فضل الله وهاني قبيسي حيال رفع الحصانة عن الوزراء، استهله بالقول: "دعوت إلى هذا المؤتمر لطرح موضوع دستوري وقانوني خطير لئلا يلتبس على أهل الثورة بعض الطروحات والمشاريع التي ترفع شعارات الإصلاح في وقت لا تلاقي مطالب الشعب الثائر. يهدف هذا المؤتمر إلى إلقاء الضوء على مسؤولية الرؤساء والوزراء والنواب الجزائية، عند ارتكابهم أفعالا منطبقة على أحكام المواد 351 إلى 378 من قانون العقوبات، والتي تنص على جرائم الرشوة وصرف النفوذ والاختلاس واستثمار الوظيفة والتعدي على الحرية وإساءة استعمال السلطة والإخلال بواجبات الوظيفة، وطريقة إخضاعهم لأحكام القانون، بحيث لا يتفلت أي منهم من العقاب، كما حصل مرات عدة في الماضي، وهو ما شجع الفاسدين على ارتكاب هذه الجرائم، مستفيدين ومستغلين الخلاف القانوني حول تفسير بعض النصوص.

ويرمي هذا المؤتمر إلى عرض مراحل محاولات سد الثغرات القانونية، التي باءت بالفشل، ما حوّل معظم الإدارات والمؤسسات العامة، التابعة للوزراء المتعاقبين على السلطة، إلى بقرة حلوب يتوزع الفاسدون من الوزراء ما تدر من خيرات، موقعين الخسائر الفادحة بالخزينة العامة، حارمين المواطنين عائدات الدولة ومشاريعها وحاجاتهم الأساسية".

وأضاف: "لقد حذرنا سابقا، وبصورة شبه مستمرة، من استمرار الحال على ما هي عليه، وتقدمنا باقتراحات قوانين عديدة لمعالجة الثغرات وردع الفاسدين ومعاقبتهم. إلا أن سكوت المواطنين عن هذه الممارسات وتجديد البيعة للفاسدين، كرس إنحراف الدولة عن مسارها، كدولة قانون ومؤسسات، تمارس فيها آلية المساءلة والمحاسبة، وحوّلها إلى مزرعة تقاسمها النافذون، غير آبهين بانهيار النظام السياسي وسلطاته ومؤسساته، وبدفع البلاد إلى الإفلاس، والشعب إلى المجاعة، ما أدى إلى إنفجار الوضع بشكل غير مسبوق، وإلى تدفق ملايين اللبنانيين، من كل الطوائف والمذاهب والمشارب، إلى الشوارع، مطالبين بإسقاط النظام ومحاسبة المسؤولين واسترداد الأموال المنهوبة، فاستقال رئيس الحكومة، وسقطت الحكومة، فدخلت البلاد مرحلة تاريخية، وقف فيها الشعب موحدا بعدما جمعه الجوع والقلق على المصير، بالإضافة إلى الكفر بالطبقة السياسية بكاملها، ومن دون تمييز. وانصرف المسؤولون يفتشون عن آلية لإرضاء الشعب الثائر، ويتسابقون على تبني المطالب الشعبية، ولا سيما المتعلقة بمحاسبة الفاسدين واسترداد الأموال المنهوبة. وتقدم البعض بمبادرات جيدة وبريئة، ومنها اقتراح القانون المعجل الذي وقعه النائبان حسن فضل الله وهاني قبيسي لرفع الحصانة عن الوزراء الحاليين والسابقين، منذ عام 1992 حتى اليوم، ومنح القضاء العدلي استثنائيا صلاحية ملاحقتهم في دعاوى هدر المال العام والفساد المالي، على أن يسري هذا القانون على النواب في حال توليهم الوزارة.

فمع تقديري واحترامي وتأييدي لغاية مقدمي الاقتراح لجهة ملاحقة الوزراء الفاسدين الذين تولوا السلطة منذ عام 1992، رأيت من واجبي أن أبدي الملاحظات القانونية الآتية:

- تفاديا لتوفير حصانات للوزراء، وهي حصانات غير موجودة أصلا في الدستور، ولعدم تكريس مبدأ عدم صلاحية القضاء العادي في ملاحقة الوزراء المرتكبين الجرائم الجزائية، من خلال القول إن الصلاحية التي يمنحها إياها الاقتراح ممنوحة للقضاء استثنائيا، في وقت لا جدل في أن صلاحية القضاء الجزائي العادي شاملة لكل الجرائم ولكل مرتكبيها على الأراضي اللبنانية، أيا كان موقعهم أو مركزهم في السلطة، باستثناء رئيس الجمهورية، الذي منحته المادة 60 من الدستور حصانة استثنائية، بحيث حصرت حق إتهامه بخرق الدستور أو الخيانة العظمى، وحتى في الجرائم العادية، بمجلس النواب، بموجب قرار يصدره بغالبية ثلثي مجموع أعضائه، على أن يحاكم أمام المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، أود أن ألفت إلى أن المادة 70 من الدستور قد نصت على أن:

"لمجلس النواب أن يتهم رئيس مجلس الوزراء والوزراء "بارتكابهم الخيانة العظمى أو بإخلالهم بالواجبات المترتبة "عليهم ولا يجوز أن يصدر قرار الاتهام إلا بغالبية الثلثين من "مجموع أعضاء المجلس ..."

نصت المادة 71 على ما حرفيته: "يحاكم رئيس مجلس الوزراء والوزير المتهم أمام المجلس الأعلى".

ما يؤكد بشكل واضح أن لمجلس النواب أن يتهم الوزراء ورئيسهم، وهو حق إختياري وليس إلزاميا، كما له الحق في الاتهام، فله الحق في أن لا يتهم، وفي كلا الحالين، لا شيء يمنع القضاء الجزائي العادي من ملاحقة الوزراء ورئيسهم، في حال ارتكابهم أفعالاً جرمية ينص عليها قانون العقوبات، وهو ما يختلف مع دور القضاء الذي لا خيار له إلا استقصاء الجرائم، وملاحقة المرتكبين والإدعاء والتحقيق والحكم، وهو يعتبر مسؤولاً إذا لم يتحرك. إلا أن اختلاف وجهات النظر بين المحاكم العادية حول صلاحيتها للنظر في هذه الجرائم أو عدمها، بحيث قررت محكمة إدانة وزير (الوزير السابق علي عبدالله) وقررت محكمة أخرى عدم صلاحيتها لمحاكمة وزير آخر (الوزير السابق شاهيه برصوميان) وطلب محاكمته أمام المجلس الأعلى لمحاكمة الوزراء، الذي لم يتهمه، ما حال دون إحقاق الحق، لا يجوز أن يؤدي إلى تعديل ضمني للدستور الذي لم يمنع السلطة القضائية من ملاحقة الوزراء واتهامهم وإدانتهم عند ارتكابهم جرائم جزائية.

فالمبدأ العام هو المساواة بين اللبنانيين، كل اللبنانيين، أمام القانون من دون فرق بينهم، والاستثناء الوحيد، لهذا المبدأ العام، هو ما نصت عليه المادة 60 من الدستور، التي حصرت صلاحية إتهام رئيس الجمهورية في كل الجرائم التي ارتكبها، ولعلتي خرق الدستور والخيانة العامة، بالمجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء. أما بالنسبة الى رئيس مجلس الوزراء والوزراء، فلم يرد أي استثناء يحصر محاسبتهم بالمجلس الأعلى عند ارتكابهم جرائم جزائية، بل أعطت المادة 70 من الدستور مجلس النواب حقا غير ملزم باتهام الوزراء لارتكابهم الخيانة العظمى أو إخلالهم بالواجبات المترتبة عليهم. إذ ورد فيها " أن لمجلس النواب أن يتهم " وليس على مجلس النواب أن يتهم، ولم تنص على حصر صلاحية محاكمتهم في المجلس الأعلى، بعكس رئيس الجمهورية.

أما لجهة ما ورد في المادة 71 من الدستور التي تنص على "أن يحاكم رئيس مجلس الوزراء والوزير المتهم أمام المجلس الأعلى"، فهي نصت على أن رئيس الوزراء والوزير المتهم يحاكم أمام المجلس الأعلى، أي الذي يتهمه مجلس النواب، وفقا لنص المادة 70 التي تسبقها، وهي لا تشمل الوزير الذي يتهمه القضاء العادي الجزائي، وهو يجب أن يحاكم أمام هذا القضاء.

ومن هنا ملاحظتي على اقتراح القانون الذي تضمن عبارة "ترفع الحصانة عن الوزراء الحاليين والسابقين... " وكأن لهم حصانة يرفعها اقتراح القانون، وهم لا يتمتعون بأي حصانة لترفع عنهم.

- أما الملاحظة الثانية، فهي ورود عبارة في الاقتراح عن أنه يمنح القضاء المختص استثنائيا صلاحية ملاحقة الوزراء المرتكبين، ما يشكل إقرارا ضمنيا بعدم صلاحية القضاء العادي لملاحقة الوزراء المرتكبين، وهو ما يناقض مبدأ شمولية صلاحية القضاء لملاحقة أي جرم جزائي يرتكبه رئيس مجلس الوزراء والوزراء.

3- أما تبرير ذلك بأن للنواب، الذين تولوا الوزارة، حصانة لا تسمح بملاحقتهم وفقا لنص المادة 39 و40 من الدستور، فهو غير مقنع، ويفسح في المجال أمام التباسات نحن في غنى عنها، لأن المادة 39 من الدستور تمنع إقامة دعوى جزائية على أي عضو من أعضاء مجلس النواب بسبب الآراء والأفكار التي يبديها مدة نيابته، وهي حصانة لا تطاول الأفعال الجرمية للنائب، بل تنحصر في عدم جواز ملاحقته جزائيا بسبب آرائه وأفكاره فقط. أما المادة 40 من الدستور، فهي تنص على حصانة للنائب لجهة إتخاذ إجراءات جزائية بحقه أو القبض عليه أثناء دورات إنعقاد مجلس النواب إذا اقترف جرما جزائيا، إلا بإذن من المجلس، شرط ارتكاب الجرم الجزائي، أي بين يوم الثلاثاء الذي يلي 15 آذار حتى نهاية شهر أيار، وبين الثلاثاء الذي يلي 15 شهر تشرين الأول حتى آخر كانون الأول، هذا إذا لم يكن الجرم الذي ارتكبه جرما مشهودا، وهذه الحصانة تنعدم خارج هذه الدورات، هذا مع العلم أن رفع هذه الحصانة يستدعي تعديلا للدستور من جهة، وهو غير ضروري من جهة أخرى، إذ يجوز ملاحقة النائب (الوزير) عند ارتكابه جرما جزائيا عند انتهاء عقد مجلس النواب، أي عندما تسقط الحصانة المنحصرة في فترات دورات مجلس النواب.

- إنني، إذ أعلن تأييدي لاقتراح النائبين فضل الله وقبيسي، ولأهدافه الرامية إلى محاسبة الوزراء الحاليين والسابقين والنواب الذي تولوا الوزارة، إلا أنني أتحفظ عن صياغته القانونية خوفا من إنعكاساته السلبية مستقبلا على إمكان محاسبة ومحاكمة الوزراء الذين يقترفون جرما جزائيا، وأدعوهما إلى التلطف بأخذ ملاحظاتي الدستورية والقانونية البحتة بالاعتبار، تفادياً لذلك.

وإسهاما مني في تحسين فرص إقرار المبادئ التي يستند إليها الاقتراح، والأهداف التي يرمي إلى تحقيقها، أقترح عليهما العودة إلى اقتراح القانون، الذي كنت تقدمت به شخصيا في 8/1/2009، والمسجل في قلم مجلس النواب تحت رقم 78، والمتعلق بتعديل بعض أصول المحاكمات أمام المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، وخصوصا المادة 18 منه، والتي تنص على ما حرفيته: "لا يمكن إتهام رئيس الجمهورية لعلتي خرق الدستور "والخيانة العظمى، أو بسبب الجرائم العادية، إلا من قبل "مجلس النواب وفق المادة 60 من الدستور. ولمجلس "النواب، وفق أحكام المادة 70 من الدستور، أن يتهم "رؤساء الحكومة والوزراء لارتكابهم الخيانة العظمى، أو "لإخلالهم بالموجبات المترتبة عليهم والمتصلة مباشرة "بمهماتهم والتي تدخل ضمن صلاحياتهم القانونية والتي "تستمد مفهومها من الطبيعة السياسية لعمل رئيس مجلس "الوزراء والوزراء. "تبقى خاضعة لصلاحية القضاء الجزائي من دون مجلس "النواب الأفعال الجرمية المنطبقة على أحكام المواد 351 إلى 378 من قانون العقوبات والتي يرتكبها رئيس "الوزراء والوزراء في معرض ممارستهم لمهماتهم، أو تلك "المرتكبة في حياتهم الخاصة". وهو اقتراح مبني على موقف محكمة التمييز الجزائية اللبنانية بغرفها المجتمعة، والذي ميز بين الموجبات المترتبة على رئيس مجلس الوزراء والوزراء المتصلة مباشرة بمهماتهم، وبين الأفعال الجرمية التي يرتكبها رئيس مجلس الوزراء والوزراء في معرض ممارستهم لمهماتهم. بل أكثر من ذلك، وتسهيلا لإقرار هذا الاقتراح أضع بين يدي النائبين الكريمين صيغة جديدة لاقتراح بمادة وحيدة، يمكن إعطاؤه صيغة اقتراح قانون معجل، تنص على ما يلي:

مادة وحيدة: "مع مراعاة أحكام المواد 40 و70 و71 من الدستور،

"تخضع لصلاحية القضاء الجزائي العادي الأفعال الجرمية "المنطبقة على أحكام المواد 351 إلى 378 من قانون "العقوبات، والتي يرتكبها رؤساء الحكومات والوزراء الحاليون "والسابقون في معرض ممارستهم لمهماتهم أو تلك المرتكبة في "حياتهم الخاصة. "يعمل بهذا القانون فور نشره في الجريدة الرسمية".

وختم: "بعد الممارسات الشاذة التي سادت في مراحل متعددة، والتي نشرت الفساد وتسببت في هدر الأموال العامة، وبعد إندلاع الثورة ضد الفساد، لم يعد من الجائز تقديم إنصاف الحلول، إذ لا يكفي رفع الحصانات لإحقاق الحق ومعاقبة الفاسدين واسترداد الأموال المنهوبة، بل يقتضي من أجل ذلك، وقبل ذلك، رفع يد السلطة السياسية عن القضاء، بعدما سخرت معظمه لخدمة مصالحها السياسية والمادية، وزرعت محاسيبها وأزلامها من القضاة ليكونوا في خدمتها، بإجراء تشكيلات قضائية فورية لإبعاد بعض القضاة الفاسدين أو المستلزمين عن مراكز القرار ومحاسبتهم، واستبدالهم بقضاة أحرار مستقلين نظيفي الكف، يتمتعون بالجرأة والشجاعة لردع أي تدخل سياسي في عملهم لإحقاق الحق، والعودة إلى دولة الحق والعدالة، والحمد الله أن جسم القضاة يزخر بهؤلاء، ثم إقرار إقتراح قانون استقلالية السلطة القضائية، الذي تقدمت به مع بعض الزملاء الكرام منذ عام 1997، ولا يزال حتى اليوم دون إقرار. وإذا لم نسارع إلى ذلك فعبثا نحاول الإصلاح".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 18 و 19 تشرين الثاني/2019/

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

العونو باسيليون وجماعة الصفقة الرئاسية الخطيئة هم مباشرة أو مواربة مجرد اقنعة وأكياس رمل للمحتل الإيراني

الياس بجاني/19 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80693/80693/

 

Click On The Link Below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for November 20/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80702/detailed-lccc-english-news-bulletin-for-november-20-2019/

 

A Bundle Of English Reports, News and Editorials For November 19-20/2019 Addressing the On Going Mass Demonstrations & Sit In-ins In Iranian Occupied Lebanon in its 34th Day

Compiled By: Elias Bejjani

November 19-20/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80704/a-bundle-of-english-reports-news-and-editorials-for-november-19-20-2019-addressing-the-on-going-mass-demonstrations-sit-in-ins-in-iranian-occupied-lebanon-in-its-34th-day/

 

خمسة مكاسب للانتفاضة اللبنانية.. ماذا عن خيار العنف

علي الأمين/العرب/19 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80688/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%ae%d9%85%d8%b3%d8%a9-%d9%85%d9%83%d8%a7%d8%b3%d8%a8-%d9%84%d9%84%d8%a7%d9%86%d8%aa%d9%81%d8%a7%d8%b6%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8/

 

3 ثورات ضد الإمبراطورية الخمينية والدور الأميركي..تأثير الحراك اللبناني والانتفاضة العراقية واضح على ما يجري في طهران

د. وليد فارس/انديبندت عربية/19 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80691/%d8%af-%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%af-%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-3-%d8%ab%d9%88%d8%b1%d8%a7%d8%aa-%d8%b6%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%85%d8%a8%d8%b1%d8%a7%d8%b7%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ae/